أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 29 أغسطس 2019

قراءة في المونودراما الشعرية (أمي) لعادل البطوسي

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في المونودراما الشعرية (أمي) لعادل البطوسي 

*سعاد خليل :

عند قراءتي لنص هذه المسرحية المونودرامية الشعرية للكاتب المبدع عادل البطوسي والذي اختار لها عنوانا لأعظم كلمة بعد كلمة الله (أمي) تضاربت بداخلي أحاسيس مختلفة ممزوجة بالحزن، وتدافعت دموعي علي خدي وأنا أقرأ سطوره التي خطها وسطرها بكلمات طاهرة وأشعار مؤثرة :
إني أسمع همس وداعتها ..
بوح براءتها ....
وأشم عبير أمومتها في كل الأركان ..
هنا ...
هنا ....
هنا ...
عادل البطوسي صاحب مسرحيات شعرية وأعمال منذ زمن، عرف الكلمة المنغمة المعطاءة في عفوية صادقة محببة وحزينة، منذ طفق يحبو في درب الشعر، فالحرف الشعري وزخم الكلمة قد فاض وغمر اعماقه، ووفائه لأمه تدفق في قصائد وأعمال شعرية ونثرية ومسرحية،  ولا أريد أن أتحدث هنا عن إبداعاته في كتابة النصوص  أو المسرحيات الشعرية ..
عادل البطوسي في كتاباته في الآونة الأخيرة يصف أمه ويصورها بأدق تفاصيلها وهو الذي أصدر عنها ولها (موناليزا الشرق ـ رحيل السيدة الورد) وغيرهما من الأعمال التي أحببتها وتصورتها كما رسمها، عشت معه كل لحظات آلامها وعذابه وهو يعيش مرضها، هذا المبدع الكاتب الشاعر حتي لا أخلط بين مواهبه الإبداعية المتنوعة ولا تأخذ كلمات سريعة جانبا من  الأعمال التي تحويها كتاباته ولغته المميزة التي يعبر بها، وفي هذه المسرحية المونودرامية الشعرية (أمي) لا يملك القاري والمتلقي الا أن يشاركه مشاعره وأحاسيسه كل من قرأ سطوره والمرارة التي أنتجت نزيفه الدامي وتعلقه بأمه التي أحبها وترجم عليها كل من قرأ سطوره ومفرداته وعمق مشاعره فأنا كل ما أردت أن أنهي خواطري نحو كتاباته والوقوف عندها يشدني ثراء حبه لأمه فيزيدني تماديا وتطفلا لقراءة المزيد مما تخطه أنامله من أوجاع وأحزان مدموجة بمفردات غاية في الأناقة الكتابية فهو يملك الرؤيا الكتابية للشعر، والصراحة مع النفس وسخطه علي المرض اللعين الذي أفقده أمه الحبيبة مما جعله يقترب من الإنسان المسكون بالجراح ...
إني أحيا في شرنقة الغيم وحدي ..
أمطر دمعا ..
أمطر وجعا ..
أشعر بصدق العبارات وكأني أسمع الكاتب يرددها وهو يبكي، يبكي ملاذه الصادق، يبكي ملاذه الدافيء، ولكن هذه مشيئة الله، أشعر بوجدانية قلمه التي يزخر بها فؤاده ويفيض بها قلبه، وجدانية البطوسي مزيج من الحسرة والحزن والإلهام والمحبة، من خلال هذا النص الذي يخترق الوجدان ويجعلنا في معايشة مع الحدث بكل تفاصيله المؤلمة ومعاناته العمميقة بأسلوب صادق حزين سلس يتغلغل في النفس، وقدرته علي تسليط ومضات إبداعية من خلال الصراع مع المرض، والقدرة علي خلق الكلمات وتصوير حالة الوجع والغوص في عمق الظرف الموجع ..
هذه ................
عذرًا لتوقفي عن الكتابة، غرقت عيناي في ملح دموعي فهذا النص مكتوب ولا يحتاج من يكتب عنه، لقد أبدع البطوسي بكلماته وشعاع انعكاسها علي النفس وقدرته علي إخراجها حية مرتعشة علي الورق ...

*فنانة وباحثة ومترجمة من ليبيا

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption