مسرحية “خُروج و دخول” لـ صموئيل بيكيت
مجلة الفنون المسرحية
مسرحية “خُروج و دخول” لـ صموئيل بيكيت
ترجمة : د. إقبال محمد علي - الكتابة
الشخصيات الرئيسية
FLO- فلو
VI- فاي
Ru- رو
على مصطبة خشبية، وسط المسرح ، تجلس من اليمين إلى اليسار:( فلو، فاي و رو) بظهور مستقيمة، منتصبة يواجهن الجمهور. قبضات أيديهن مضمومة في أحضانهن.
. فاي: متى التقينا نحن الثلاثة، آخر مرة؟
. رو: لنتوقف عن الكلام
(صمت.تنهض فاي من مكانها و تخرج من ناحية يمين المسرح. صمت)
. فلو: رو
. رو: نعم
فلو: ما رأيكِ بِفاي؟
– رو: لم تتغير إلا قليلاً.( تدفع فلو بجسدها إلى وسط المصطبة و توشوش في أذن رو ( تصدر صيحة هلع من رو).. أوه !! …( تنظران إلى بعضهما. تضع فلو اصبعها على فمها محذرة)…. هل تَدركُ ذلك؟
. فلو: اسأل الرب، أن لا تكون على علمٍ بذلك
(تدخل فاي، تجلس على يمينهما بصمت. فلو و رو تجلسان في مواجهة الجمهور، دون حراك)
. فلو: ها نحن نجلسُ، كما اعتدنا ان نفعل في ساحة المدرسة مع مدرستنا السيدة وَيدْ
(رو، تجلس على المصطبة الخشبية)
(صمت . تخرج فلو من جهة يسار المسرح. صمت)
رو: فاي
فاي: نعم
رو: كيف وجَدتِ فلو؟
فاي: لم تتغير كثيراً. (رو تدفع جسدها إلى وسط المصطبة و تهمس بإذن فاي).. أوه !! ( تنظر الواحدة إلى الأخرى. تضع رو اصبعها على شفتيها محذرة). ألمْ يخبرها أحد؟
رو: العياذُ بالله.
تدخل فلو و تجلس على يمين المصطبة، رو و فاي، تجلسان دون حركة، ايديهما مضمومة في حظنيهما كالعادة، ووجهاهما للجمهور
. فلو: ها نحن نجلس بأكفٍ مضمومة كما كنا نفعل في الماضي
. فلو: و نحلُمُ .. بالحب
( صمت تخرج رو من ناحية اليمين. صمت)
. فاي: فلو
. فلو: نعم
فاي : كيف بَدَتْ لك رو؟
– فلو: لا تستطيع الواحدةُ منا، رؤيةِ الكثير في مثل هذا الضوء.. ( تدفع فاي بجسدها إلى وسط المصطبة و تهمس بشيء في أذن فلو. تصدر صرخة هلعة من فلو) .. أوه !!… (تنظران لبعضهما، تضع فاي اصبعها على فمها محذرة). و هل رو، على علمٍ بذلك؟
. فاي: و لِمَ عليها ان تعرف ذلك، بحق الرب
( تدخل رو. فاي و فلو تجلسان بمواجهة الجمهور دون حركة. تجلس رو على يمين المصطبة. صمت).. دَعنَنا لا نتحدثُ عن الماضي ( صمت) .. أو ما حصل فيما بعد. ( صمت)… لنشبك أيدينا كما كنا نفعل فيما مضى؟
( بعد لحظات تتشابك أيديهن: تمسك فاي بيدها اليمين يد رو اليمين. يد فاي اليسار تمسك بيد فلو اليسار. يد فلو اليمين تمسكب يد رو اليسار .ذراع فاي فوق ذراع رو اليسار و على يمين ذراع فلو.أإيدي الثلاث، متشابكة مسترخية في احضانهن. صمت)
. فلو: أشعر باكتمال الحلقة
( صمت) … ينزل الستار
…………
“Come and go”
Directed by: John Crowley,2000
Flo: Paola Dionisotti
Vi : Anna Massey
Ru : Sian Philips
مُدة العرض: تقريبا ثمانية دقائق
تم إخراج العمل، في استديوهات( آردمور) في أيرلندا
طبق المخرج حرفياً، تعليمات بيكيت الإخراجية في هذا العمل
الملابس: معاطف طويلة بأزرار تصل أعلى الرقبة: (رو) بمعطف بنفسجي غامق.( فاي)، بمعطف أحمر غامق. (فلو)، بمعطف أصفر غامق.
القبعات: عادية جداً، بحافة تلقي ما يكفي من الظل على الوجه. بغض النظر عن اختلاف لون المعاطف، على الشخصيات ان تكون متقاربة العمر والحجم والعمر، قدر الإمكان. يلبسون أحذية مطاطية، خفيفة. كف اليد، يخفى بقفاز دون خواتم.
الدخول والخروج: دخول وخروج الممثل من خشبة المسرح يجب أن يكون غير ملحوظ وعلى الشخصية أن تختفي بعد خطوات من خروجها من حزمة الضوء. ان لم يكن هناك ظلام كاف فمن الضروري وجود ستائر أو حاجز شبه خفي، يُسَهِل، اختفاء الممثل خلفه. المشية: يجب ان تكون بطيئة، دون سماع وقع الأحذية، أثناء الدخول و الخروج.
الإضاءة: هادئة.. تسلط من الأعلى و تركز على الممثل فقط.. ما تبقى من الخشبة يجب أن يكون مظلماً تماما.
الأصوات: خافتة، تتماشى مع ايقاع الموسيقى الرتيبة فيما عدا الآهات الثلاثة و ما يأتي بعدها من حوار..
صيحة (الآه): يجب ان تكون مختلفة في كل مرة.
الحركة: استخدم بيكيت رسماً توضيحياً لحركة تشابك الأيدي، معتمداً فيه على “عقدة السيلتك” الأيرلندية التي تمثل النمط الانهائي للعلاقات و الوشائج بين البشر: كعلاقة الصداقة الروحية أوالصداقة الأبدية أو الحب الأبدي، حيث يصبح الواحد جزءاً من عقدة متشابكة، لا بداية لها أو نهاية.
أطلق بيكيت على هذا العمل القصير(جداً) الذي كتبه في أوائل عام 1965 باللغة الإنجليزية المُسيرَحِية (تصغير مسرحية ). نشرت للمرة الأولى باللغة الفرنسية عام 1966 و تم طبعها باللغة الإنجليزية عام 1967. ترجمت إلى اللغة الألمانية وعرضت للمرة الأولى على خشبة مسرح شيلر في برلين في 14/01/1966. قدمت باللغة الأنجليزية على مسرح ” البيكوك” في دبلين عام 28/02/1968 تلاها عرض آخر على خشبة مسرح” قاعة “الإحتفالات الملكية” في لندن عام 9/12/ 1968
صموئيل بيكيت الإيرلندي الأصل: روائي، شاعر، مترجم، كاتب و مخرج مسرحي طليعي/عبثي.. عاش معظم حياته في فرنسا و كتب اعماله باللغتين الإنجليزية والفرنسية. تدرج اعماله المسرحية، تحت تسمية (الكوميديا السوداء)، المشبعة بدعابة لاذعة و نظرة قاتمة، مأساوية عن المجتمع و الطبيعة البشرية كعمله المعروف”في انتظار غودو” الذي تم تقديمه على المسارح العربية.
يعتبر بيكيت، أكثر الكتاب تأثيرًا في القرن العشرين و آخر الحداثيين.. حصل بيكيت على جائزة نوبل في الأدب عام 1969
0 التعليقات:
إرسال تعليق