مسرح كتارا يحتفي بمختارات من المسرح العالمي عن بُعد
مجلة الفنون المسرحيةمسرح كتارا يحتفي بمختارات من المسرح العالمي عن بُعد
هاجر بوغانمي - الشرق
ضمن فعاليات مسرح كتارا عن بعد، وفي إطار انفتاحها على الأدب العالمي، واستمرار دعمها للمبدعين القطريين، قدمت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) أخيرا قراءة المسرحية العالمية "ذهب إلى الموت" تأليف الكاتب الافريقي سام توليا موهيكا، والإشراف العام للفنان ناصر عبدالرضا، تمثيل علي الشرشني، وفيصل رشيد، وندى أحمد، ومحمد عادل، وأمينة الوكيل، وأسرار محمد.
تجري أحداث المسرحية بالقرب من غاب وفي سفح تل، حيث تجلس أختان عرافتان عجوزتان يلاحقهما "ديهوتا" الذي قتل شقياتهما بطريقة وحشية، بمساعدة جماعة الغوغاء. تلتقي العرافتان مع فتاة شابة تدعى "ستيلا"، تطلب الأخيرة منهما أن يخبراها عن حظها ومستقبلها، والى أين هي ذاهبة.
يغلب على المسرحية السرد والحوار وتغيب الحركة. تحكي كل شخصية حكايتها في قالب تراجيدي، وفي سرد التفاصيل شجن مغلف الخوف والسوداوية، تذكرنا بالتراجيديا الاغريقية.
حول إشرافه على مسرحة الأعمال قال الفنان والمخرج ناصر عبدالرضا : في ظل الإجراءات الاحترازية المستمرة للحد من انتشار فيروس كورونا، ارتأت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) أن نقدم مجموعة أعمال مسرحية في شكل قراءة، بهدف التواصل مع الجمهور، والأعمال التي قدمناها عبارة عن ثلاث مراحل هي: مرحلة الأداء، ومرحلة التصوير، ومرحلة المونتاج الذي يعتمد اعتمادا كاملا على دمج الشخصيات في شاشة واحدة أو على خشبة المسرح.
مضيفا: قدمنا عدة أعمال من بينها مسرحية "في أعالي البحر" لسلافومير مروجيك"، ونص "أمهات الرحال" لبيير سيفال وايلد، ومسرحية "ذهب إلى الموت"، وغيرها من الأعمال، ونتمنى أن نعود الى خشبة المسرح، ونختار من بين هذه المسرحيات ما يمكن أن نقدمه أمام الجمهور كمسرحيات جماهيرية.
وأضاف عبدالرضا قائلا: حاولنا أن نمسرح هذه الأعمال، بمعنى أن يكون الممثلون جميعهم على خشبة المسرح من خلال المونتاج، والحمد لله تلقينا ردود فعل إيجابية من زملائنا المسرحيين من الكويت والأردن وسلطنة عمان.
ولفت ناصر عبدالرضا الى أن منصات التواصل الاجتماعي يمكن اعتبارها خشبة مسرح، والجمهور هو المشاهد الذي يشاهد العمل عبر هذه المنصات. معربا عن أمله في أن تعمم هذه التجربة على كافة المسرحيين، حتى يستمر المسرح في ظل الجائحة، مشيرا إلى أن الأدب العالمي فيه الكثير من الأعمال التي يمكن تنفيذها على هذه الشاكلة.
تجربة مهمة
من جانبه قال الفنان علي الشرشني: كانت المبادرة من (كتارا) بتقديم مختارات من الأدب العالمي، ورشحني المخرج والفنان المتميز ناصر عبدالرضا للمشاركة في هذه الأعمال، والتي من بينها مسرحية "ذهب الى الموت" وهي مسرحية تراجيدية من أهم ما كتب سام توليا موهيكا، ويحتاج أداؤها إلى إحساس عال من الممثل، لذلك كان أداؤها صعبا، ولله الحمد وفقنا في ذلك، بشهادة الإخوة المسرحيين الخليجيين والعرب الذين عبروا عن إعجابهم بالعمل.
وأشار الشرشني إلى أن المسرحية من الأعمال التي لا يتجاوز عدد الشخصيات فيها أربع أو خمس شخصيات، لافتا الى أن هذه الأعمال تتيح للفنان التعرف على النصوص العالمية التي تضيف الى تجربته المحلية، وتغذي فكره وموهبته، بالإضافة الى أنها تعزز لديه اللغة العربية.
وأضاف علي الشرشني قائلا: تم تسجيل الحوار بطريقة فردية، ثم في تركيب الصور والمونتاج يتم الجمع بين الشخصيات بحيث تظهر للمشاهد كأنها على خشبة المسرح لكن الأداء خال من الحركة، وهذا النوع من المسرح من الصعوبة بمكان لأنه يعتمد بدرجة كبيرة على إحساس الممثل. ووصف التجربة بالجميلة متمنيا أن تستمر سواء في ظل أزمة كورونا أو بعدها، مؤكدا أن التجربة مهمة لأنها تقرب الأدب العالمي من المسرحيين المحليين، وتوجه الشرشني بالشكر للفنان ناصر عبدالرضا على إتاحة الفرصة للمشاركة في هذه الأعمال.
مسرح الصورة
أما الفنان محمد عادل فقد أعرب عن سعادته بالعمل مع المخرج ناصر عبدالرضا الذي وصفه بأنه من المخرجين المتميزين في المسرح الحديث، أو مسرح الصورة. مضيفا: طرح علينا الأستاذ ناصر فكرة تقديم عمل مسرحي بطريقة الصورة، في ظل إغلاق المسارح بسبب جائحة كورونا. وكان التحدي واضحا من خلال هذا العمل باعتبار أننا كمسرحيين تعودنا على خشبة المسرح، كما تعودنا على المسلسلات الإذاعية، لكنا لم نتعود على أن أتخيل أن هناك شخصا علي يميني أو على يساري، وأنا جالس على كرسي، وبلا حركة. التجربة كانت صعبة من ناحية الأداء والحركة باعتبار أن المسرح يقوم أساسا على هذين العنصرين، لكن في هذا العمل كنا ثابتين في مكاننا، وكان لابد أن نوصل الرسالة بإحساسنا، ولله الحمد نجحت التجربة، وكانت هناك أصداء من دولة الكويت، ومن سلطنة عمان، والأردن وغيرها من الدول العربية. وتوجه محمد عادل بالشكر للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) على توفير كامل الإمكانات لتقديم هذه الأعمال، وأعرب عن أمله في أن تتكرر التجربة، وأن يعود الى الخشبة التي يعتبرها جزءا من حياته.
مدرسة مهمة
بدورها أعربت الفنانة أسرار محمد عن سعادتها بمشاركتها في الأعمال المسرحية، وقالت: تجربة متميزة أتاحت لي فرصة التعرف على بعض النصوص العالمية المهمة، وأشكر المخرج القدير ناصر عبدالرضا على إتاحة الفرصة ضمن مجموعة من الزملاء الفنانين والفنانات، كي نقدم هذه الأعمال في ظل جائحة كورونا وتوقف المسرح الجماهيري عن العروض. مؤكدة أن المخرج ناصر عبدالرضا من المخرجين الذين تعلمت منهم الكثير في أكثر من عمل مسرحي، مضيفة: الأستاذ ناصر عبدالرضا مدرسة مهمة في المسرح المحلي، تعلمت منه كيف يصل الإحساس إلى المتلقي قبل الكلام، وهذا ما ساعدني في قراءة النصوص العالمية، التي غاب فيها الأداء لكنه رغم ذلك يطلب منا أن يكون هناك أداء تمثيلي سواء بحركة اليدين أو في الصوت. مشيرة إلى أن الأعمال التي قدمت من التجارب الصعبة لاعتمادها على الإحساس والصوت، وكذلك لأنها قدمت باللغة الفصحى، وهو ما تطلب منهم مجهودا إضافيا، لافتة الى أن الأعمال أعادتهم إلى فترة المهرجانات، خاصة مهرجان المسرح الشبابي الذي بإلغائه اختفت اللغة الفصحى من المسرح وساد المسرح الجماهيري.
0 التعليقات:
إرسال تعليق