مسرحية للأطفال "الصياد والبندقية" تأليف :محمد عبابو
مجلة الفنون المسرحيةالشخصيات:
- الصياد
- البندقية
المنظر: غابة شاسعة، وكثيفة الأشجار
(الصياد وهو يمشي بين الأشجار بحذر وهو يحمل بندقيته، واضعا يده على الزناد...يلتفت يمينا وشمالا)
الصياد: يا لهذا اليوم التعيس، لحد الآن لم أرى أي فريسة، أرنب أو بطة...بدل أن اطمع في غزال، لأن الغابة خالية وكأن الحيوانات كلها قد هجرتها...يا لحظي السيء،
سأستريح قليلا عند هذه الشجرة،
(ينزع الصياد قبعته ويجلس تحت ظل الشجرة)
الصياد: أف، (يخرج قارورة ماء يشرب بداعي أنه يحس بعطش شديد
بعد الإنتهاء من الشرب، الصياد وهو ينظر إلى بندقيته، ويقلبها بين يديه يظهر وكأن النعاس يغلبه، يطأطأ رأسه حتى يكاد أن يسقط ثم يستيقظ...يمسح عينيه
يتكرر ذلك لمرة أخرى....وأخرى؛ إلى أن ينام تحت الشجرة.
يظهر الصياد وهو يتقلب...ظلام على الخشبة، ثم تسليط الضوء على مجسم يظهر كخيال ضخم للبندقية.الصياد يعيش لحظة حلم)
الصياد: (مرتعشا)... يا للهول...ماهذا؟
البندقية: لماذا أنت خائف.
الصياد: من شكلك أيتها البندقية.
البندقية: هل أبدو لك بمنظر قبيح أيها الصياد؟
الصياد: لا، أبدا لا...إنك أضخم بكثير من ما كنت عليه وفقط...تبدين جميلة، أرجوك لا تمسيني بسوء.
البندقية: وكيف، وأنت كنت تحملني بين يديك وتجعلني أصيح كثيرا، أزعج وأرعب الكثير من الناس
والآن ها قد أصبحت أقوى منك أيها الصياد.
الصياد: وماذا ستفعلين بقوتك وجسمك الضخم أيتها البندقية؟
البندقية: ماذا تظن أنني سأفعل بهذه القوة أيها الصياد، هل تريدني أن أستمر كأداة للقتل وهوية للصراعات والحروب بين الإنسان وأخيه؟
الصياد: ولكن أنت موجودة ...لذ...
البندقية: أسكت، ولا تتابع كلامك، أنت صنعتني أيها الإنسان، وعجبا من فعلتك هذه أيها الإنسان، أتصنع بيدك ما يضرك ؟!
الصياد: ليس كما تظنين أيتها البندقية، فأنت شيء مقدس للكثير من البشر، حتى ثمنك باهظا ويوجد أنواع وتسميات عديدة لأشكالك المختلفة.
البندقية: الآن عرفت أنك أيها الإنسان...تحب الخير لنفسك وتمنعه عن غيرك.
الصياد: -يتلعثم في كلامه - لا، ولكن...ربما أيتها البندقية
البندقية: ماذا تريد أن تقول،
الصياد: لا شيء، لا شيء...أردت أن اشرح لك وفقط.
البندقية: بل أنا من سأشرح لك وأبين لك الصواب من الخطأ أيها الإنسان.
الصياد: حسنا، أنا في الإستماع لك يا سيدتي البندقية.
البندقية: ضاحكتا"ها ها ها....".."سيدة"، هل حقا أنا "سيدة" ؟
الصياد: بالطبع، بل أكثر من ذلك أميرة...و ملكة، أنا في خدمتك...هل تريدين مني أن أسدي لك خدمة
البندقية: عن أي خدمة تتحدث أيها الإنسان؟
الصياد: أصنع من أجلك رصاصات من الماس والذهب ، وهكذا تصبحين أفضل بندقية في هذا العالم.
البندقية: تبا لك، أيها الإنسان، أنا أريد أن أستريح خدمة للإنسانية وأنت تريد أن تزين لي فعل التدمير والقتل....
الصياد: "الإنسانية"...ماذا؟ بندقية تقول "الإنسانية"...وماذا سيقول صانع البندقية، ردا عليك يا أيتها البندقية العجيبة والغامضة؟
البندقية: أعرف ماذا سيقول وليكن كلامه هذا:
- يجب القضاء على كل بندقية لا تريد أن تستمر في خدمتها، ولتكن حرب بين البنادق -
و لكن للأسف كلامه لا ينفع، فبندقية تريد السلام، قد تجعل كل البنادق تمتنع عن التعبئة بالرصاص؛ "خدمة للإنسانية".
الصياد: بالطبع، أنت ما تقولينه صحيح ومنطقي، ولكن أشك بعض الشيء في أن الإنسان الآخر قد يسمع كلامك.
البندقية: بل أنت من عليك إن تسمعه كلامي، و تجبره على أن يبتعد عني وينساني، بذلك سيصبح العالم آمنا و خالي من الصراعات. والإنسان هو كائن يمتلك العقل، لذلك على الإنسان أن يلجأ إلى استخدام العقل بدل قوة السلاح لحل مشاكله.
الصياد (مخاطبا نفسه): ولكن هل سيصدقني الناس؟!...عندما أقول لهم أنني تحدثت وجها لوجه مع بندقية، حتما سينعتونني بالمجنون، و يضحكون عني ...سيجعلونني سخرية، ويذاع ذلك في مختلف بقاع العالم، ليصبح يقال عني، هل سمعت بذلك الإنسان الذي ادعى أنه تكلم مع بندقية.
تقترب البندقية من وجه الصياد وتصرخ بصوت عال؛ يجب عليك أيها الإنسان أن تكون أنت أداة لنشر"الس..."
{منظر يظهر الصياد وهو قد استيقظ فزعا ومرعوبا من هذا الحلم العجيب}
ويكمل كلام البندقية:
"لام"،
." نعم؛ "السلام، السلام
و انكشاف الخشبة بالإنارة وظهور للصياد وهو يحمل بندقيته، مصوبا إياها نحو الجمهور...يضغط على الزناد: تخرج من البندقية مطارية بيضاء مكتوب عليها: " إنسانية وسلام"
الصياد يبقى على حاله وكأنه تمثال...لمدة زمنية.
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق