كتاب " دراسات في المسرح والدراما " تأليف د. حسن رشيد .. رصد للتطورات في 50 عامًا
مجلة الفنون المسرحيةد. حسن رشيد: سعيت لرصد طبيعة المسرح في قطر منذ بداياته
لدينا نقص شديد في الأرشيف المسرحي
أشرف مصطفى:
أصدرت دار كتارا للنشر كتابًا جديدًا بعنوان «دراسات في المسرح والدراما» من تأليف د. حسن رشيد، الذي قام من خلاله برصد حركة المسرح القطري وتطوراته عبر عدة أجيال متلاحقة، ويأتي هذا الكتاب كحلقة ضمن سلسلة من إصدارات مكتبة كتارا التي تهدف للتوثيق والتنظير في كافة المجالات الإبداعية، ويتضمن الكتاب مجموعة من المقالات التي قام بكتابتها رشيد على مدار ما يقرب من 50 عامًا حول الأعمال المسرحية وممثلي هذا الفن من الرواد والمعاصرين، مع تحليل نماذج من أعمالهم البارزة. ويتناول الكتاب الذي تصل صفحاته إلى 970 صفحة من القطع الكبير مقالات حول النقد المسرحي والتلفزيوني والإذاعي سعى خلالها رشيد للإلمام بتاريخ المسرح والدراما في قطر من خلال تعرضه للعديد من المراحل الإبداعية، مستغرقًا أحيانًا في بعض التفاصيل التي رأى أن من شأنها إفادة الباحثين باستعراض أبرز محطات الدراما في قطر والتعرف على رموزها ومبدعيها، وفي طريقه لذلك يتوقف رشيد عند الكثير من الأسماء ويروي جزءًا ليس باليسير عن تاريخ المسرح في نصف قرن، فيقول خلال صفحته الاستهلالية التي تضمنت «الإهداء»، إن كثيرين رافقهم في رحلة الحياة والمسرح والدراما ولا يزال تأثيرهم باقيًا وسيظل، ويؤكد أن أكثر ما يخشاه ألا يتذكر كل الأسماء، ولكنه في طريقه لتضمين كتابه هذا الجانب التاريخي لم يفته أن يتتبع مسارات المسرح العالمي وأدبياته التي جعلت المجتمع جزءًا متأصلًا من ولا ينفصل عن «أبو الفنون»، ثم سرعان ما يقوم رشيد بإسقاط تلك الجوانب النهمة على المسرح القطري بين دفتي كتابه، لتبدو المقالات المتتابعة متناسقة ومتناغمة في إطار واحد رغم تنوع الموضوعات التي يدور حولها الكتاب.
من جانبه أوضح الناقد د. حسن رشيد أنه سعى من خلال هذا الكتاب لإثراء المكتبة القطرية فيما يخص جانب المسرح، وذلك في ظل معاناتها من النقص الشديد للمراجع التي يحتاجها الباحثون لإتمام أبحاثهم في هذا الجانب، وأشار إلى أنه يتناول من خلال كتابه الجديد بالبحث والدراسة شكل وطبيعة المسرح في قطر منذ بداياته، عبر مجموعة من المقالات النقدية التي قام بكتابتها منذ عام 1973، وأضاف أن خلو أرشيف المسرح القطري من توثيق العديد من الأعمال الفنية المهمة في قطر هو ما ولد لديه هاجسًا ودفعه لكتابة إصداره الجديد، خاصة بعد أن رأى أننا فقدنا الكثير مما هو مرتبط بتاريخ الغناء والمسرح القطري، ولفت إلى أن الأمر شكل لديه صعوبة كبيرة أثناء تتبعه لتاريخ حركة الدراما القطرية، ورغم جهده الكبير الذي بذله في هذا الإطار إلا أنه اكتشف ضياع الكثير من محتويات أرشيف المسرح القطري، ما جعله يعتمد على مقالاته الخاصة التي كتب أغلبها في جريدة الراية هذا إلى جانب ما يمتلكه في ذاكرته، وهو الأمر الذي ترتب عليه استغراقه فترة طويلة لجمع شتات مكونات الكتاب، حيث عمل عليه لمدة تتجاوز عام ونصف العام، وعلى ذلك تمنى من وزارة الثقافة والرياضة أن تهتم بالجانب الأرشيفي ما يتيح الفرصة للباحثين للتعرف على تاريخ ومحطات المسرح القطري. وأكّد د. حسن رشيد أنه انتهج في كتابته أسلوب النقد الموضوعي الذي حرص على توفره بين دفتي الكتاب بما يضيف له المصداقية، كما أوضح أنه فرد مساحة كبيرة للحديث عن أساطين المسرح القطري، وقال: ربما ما جعلني أستفيض في هذا الكتاب وهو ما تسبب في زيادة عدد صفحاته، كوني وجدت أنه لا مناص من أن أجيء بمسيرة الفنان عبدالرحمن المناعي على سبيل المثال في بضع صفحات، كما أن هناك الكثيرين ممن أثروا كثيرًا في المسرح القطري ولا يمكن تناول الأمر دون التوقف عندهم أمثال غانم السليطي وهاني صنوبر وحمد الرميحي وغيرهم من الرعيل الأول. ودعا رشيد لتركيز الجهد في مجالات التنظير والتوثيق للمسرح القطري الذي يعاني من غياب هذا الجانب في ذات التوقيت الذي يعاني فيه المسرح العربي برمته من افتقاد المجلات والدراسات التي كانت تصدر في السابق، كما دعا جامعة قطر والجهات المعنية بالبحوث للتشجيع على الانخراط في مجالات الأبحاث المسرحية وغيرها من المجالات التي تعاني نقصًا في العمل على التنظير لها، مؤكدًا على ضرورة الاحتفاء والتقدير لمن يبذلون جهدًا في هذا الإطار، وشدد على أهمية الاعتناء بالنقد المسرحي باعتباره مكملًا للحركة الفنية، ولا يمكن أن تستقيم الأمور بدونه.
-----------------------------------------
المصدر : الراية
0 التعليقات:
إرسال تعليق