مسرحية للأطفال " الطبول " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحية مدرسةُ الغابةِ ، يدخلُ الكلبُ مراقبُ
ا لصف ، ويدخلُ بعدَهُ صغارُ الحيواناتِ ،
دبان ، ثعلب ، غزالُ ، حملُ ، ذئبُ ، الذئبُ
يجلسُ وراءَ الحملِ .
الكلبُ : ألزموا الهدوءَ ، سيأتي الأستاذ ُبعدَ قليلٍ
" للذئبِ " ماذا تفعلُ هنا ؟ عدْ إلى مكانِكَ.
الذئبُ : هذا مكانيَ .
الكلبُ : مكانُكَ في آخرِ الصفِّ .
الثعلبُ :دعْهُ يجلسُ حيثُ يشاءُ .
العنزةُ :هذا صفَ وليسَ فوضى ..
الثعلبُ :" يقاطِعُها " الأمرُ لا يعنيكِ .
العنزةُ : يجبُ أن يجلسَ كلّ ُتلميذٍ في مكانِهِ .
الكلبُ : أرجوكُمْ ، ألزموا الهدوءَ ، " للذئبِ "
هيّا ، عدْ إلى مكانِكَ .
الذئبُ : قلتُ لكَ هذا مَكانِي .
العنزةُ : دَعْهُ ، سيأتي الأستاذ ُو ..
الكلبُ : صَهْ ، جاءَ الأستاذ ُ.
يدخلُ الدبُ مبتسماً ،
وفوقَ عينيهِ نظارة
الدبُ : أعزائي ، لدينا اليومَ موضوعُ هامُ َ"
يتطلعُ إلى الصغارِ " أرجو أنْ لا يكونَ
أحدُ َقدْ تغيبَ عنْ الدرس ِ.
الكلبُ : الأرنبُ الأبيضُ غائبُ َ، يا أستاذ ُ.
الدبُ : أخشىَ أنْ يكونَ مريضاً .
الكلبُ : البارحة ُرأيتُهُ ، وكانَ بخيرٍ .
الدبُ : منَ الأفضل ِأنْ تزورَهُ اليومَ ، وتطمَئِنَ
على صحتِهِ .
الحمارُ : " يصيحُ ببلاهةٍ " أستاذ .
الدبُ : نعم .
الحمارُ : الأرنبُ الأبيضُ ليسَ مريضاً ..
الدب : حمداً للهِ .
الحمارُ : أمُهُ هيَ المريضة ُ.
الدبُ : يا للمسكينَةِ .
الحمارُ : لقدْ رأيتُهُ صباحَ اليومِ ، كانَ فرحاً جداً .
الدبُ : " يمازِحَهُ " لأنَ أمَهُ مريضة ؟
الحمارُ : كلا ، يا أستاذ ..
الدبُ : لماذا إذنْ ؟
الحمارُ : لأنّها ولدت ْ له سبعةِ إخوةٍ .
الكلُ يضجونَ بالضحِكِ ،
عدا الذئبُ ، الدبُ يبتسمُ
الدبُ : سبعة ُأرانبٍ !
الحمارُ : كلها بيضاءُ .
الدبُ : يبدو أنَّ المدرسة ستمتلىءُ بالأرانبِ في
العامِ القادمِ .
الحمارُ : أمي أيضاً ستلدُ ، يا أستاذ .
الدبُ : أرجوكَ ، قلْ لها ، أنْ لا تلدَ سبعة حميرَ
مثلكَ ، فأنتَ تكْفي .
الجميعُ يضحكونَ عدا الذئبُ ،
الحمارُ يطرقُ رأسَهُ مُحرجاً
الدبُ : والآنَ سنعودُ إلى موضوعِنا " " للذئبِ
" أعتقدُ أنني قلتُ لكَ البارحةَ ، أنْ تجلسَ
في آخرِ الصفِّ .
الذئبُ : أريدُ أنْ أجلسَ هُنا .
الدبُ : لكنَّ الأفضلَ أنْ تعودَ إلى مكانِكَ .
الذئبُ : سأجلسُ هنا اليومَ .
الثعلبُ : " بخبثٍ " دعْهُ يا أستاذ ، إنّهُ يحبُ
صديقهُ الحملَ .
العنزةُ : صديقهُ !
الثعلبُ : نحنُ هنا أصدقاءُ َجميعاً .
الدبُ : ألزموا الهدوءَ رجاءً " للحمل ِ " أتحبُ
أنْ تغيّرَ مكانَكَ ؟
الحملُ : لماذا يا أستاذ ؟
الدبُ : أخشى أنْ لا تكون مرتاحاً هنا .
الحملُ : " يبتسمُ ببراءةٍ " إنني مرتاحُ ، يا أستاذ.
الدبُ : حسناً ، لنبدأ الدرسَ إذنْ ، أعزائيَ ،
موضوعُنا هذا اليومَ هو العصرُ
الحجريُ، وقدْ لا تصدقونَ إذا قلتُ لكمْ ،
أنّ الحيواناتِ في ذلكَ العصرِ ، كانتْ
شديدة َالتوحش ِ، وكانَ بعضُها يأكلُ
البعضَ الآخرَ ، حتى أنَّ الذئابَ كانتْ
تغيرُ على الحملان ِ البريئةِ ، وتلتهمُها .
العنزةُ : سلالة ُ َمُتوحشة ُ.َ
الدبُ : عنزة .
العنزة : نعمْ أستاذ .
الدبُ : لا تتكلمي بدون ِإذن ٍ.
العنزةُ : عفواً أستاذ .
الدبُ : لنعدْ إلى موضوعِنا " يفكرُ " ماذا كنتُ
أقولُ ؟
العنزةُ : الذئابُ كانتْ تغيرُ على الحملان ِالبريئةِ،
وتلتهمُها ..
الذئبُ : " للعنزةِ " سألتهمُكِ يوماً ما .
الدبُ : ماذا قلتَ !
الذئبُ : لا شيء .
الدبُ : أرجو أنْ تتذكرَ أنّكَ ليسَ في العصرِ
الحجريِّ .
الثعلبُ : لكنَّ العنزةَ هيَ التي تحرشَتْ بهِ .
الدبُ : ثعلب ، إنني أنذِرُكَ .
الثعلبُ : عفواً أستاذ .
الدبُ : حسناً ماذا كنتُ أقولُ ؟
العنزةُ : الذئابُ كانتْ تُغيرُ ...
الدبُ : " يقاطِعُها " مهلاً تذكرتُ ، أمّا الآنَ فانَّ
جميعَ الحيواناتِ لا تأكلُ سوى اللحومِ
المعلبةِ ، والخضرِ المطبوخةِ ، والفواكِهَ
، لقد تحضّرْنا ، ونبذنا شريعَة َالعصرِ
الحجريِّ إلى الأبدِ " صمت " أعزائي ،
لكيْ أعرِّفَكُمْ ، على شريحةٍ من العصرِ
الحجريِّ المندثرِ ، كلفتُ اثنين مِن
زملائِكمْ بتقديمِ مسرحيةٍ قصيرةٍ عن ذلكَ
العصرِ بعنوان ِذئبُ َمن العصرِ
الحجريِّ .. " يشيرُ للدبينِ الصغيرين "
تفضّلا ، أرجو أن تكونَا قد حفظتُما
دوريكُما جيداً .
الدبان : " وقدْ نهضَا " نعم أستاذ .
الدبُ الأولُ : هذا قناعي ، إنني أمثلُ دورَ الحملِ ِ.
الدبُ الثاني : وأنا أمثلُ دورَ الذئبِ ، وهذا قناعي .
الدبُ : أعزائي ، أرجو أن تصْغوا جيداً إلى
زميليكُما وهما يمثلانِ أمامَكُمْ مسرحية َ
ذئبُ َمنَ العصرِ الحجريِّ " للدبين "
تفضلا أمامَ المنصةِ .
الدبُ الأولُ يتجولُ أمامَ المنصةِ وهو
يضعُ قناعَ الحملِ ، يدخلُ الدبُ الثاني ،
وقدْ وضعَ على وجهِهِ قناعَ الذئبِ
الدبُ الأولُ : آه الحملُ الصغيرُ ...
الدبُ الثاني : صباحُ الخيرِ يا سيدي .
الدبُ الأولُ : ماذا تفعلُ هُنا ؟
الدبُ الثاني : إنني أتجولُ يا سيدي ، إنَّ الجوَّ رائعُ
اليومَ .
الدبُ الأولُ : يا للقحةِ ، كيفَ تجرؤ على التجولِ بعدَ
أنْ شتمتني ؟
الدبُ الثاني : أنا شتمتُكَ يا سيدي ! متى ؟
الدبُ الأولُ : في العام ِالماضي .
الدبُ الثاني : لابدَّ أنَّه حملُ َآخر يا سيدي ، فأنا ولدتُ
هذا العام ِ.
الدبُ الأولُ : وأكلتَ من عُشبي .
الدب الثاني : لكني لم آكل ِالعشبَ بعد يا سيدي .
الدب الأول : وشربْتَ من مائي .
الدب الثاني : لم أشربْ ماءً قط ، فإنَّ طعاميَ وشرابيَ
لا يزالانِ من لبن ِأمي .
الدبُ الأولُ : مهما قلتَ فلنْ أبقى بلا عشاءٍ ، وأنتَ
اليومَ عشائي .
ينقضُ الدبُ الأولُ على الدبِ الثاني
ويتظاهرُ بأنَّه يغرسُ أنيابَه في عنقِه
الدبُ الثاني يتظاهرُ بالخوفِ ، الجميعُ
يصفقون َعدا الذئبُ ، الأستاذ ُيبتسمُ بفرح
الثعلبُ : " بخبثٍ " مسرحيةُ لذيذةُ .
الغزالُ : لنْ أصدقَ ما جاءَ فيها .
العنزةُ : صدقْ يا عزيزي ، فأنتَ لا تعرفُ
الذئابَ .
الذئبُ : ستعرفينَ أحدَهُمْ يَوماً .
الدبُ : أرجوكُم ألزموا الهدوءَ ...
الحمارُ : أستاذ .
الدبُ : نعم .
الحمارُ : ألمْ يكنْ منَ الأفضلِ أنْ يمثلَ دورَ الحمل
حملُ حقيقيّ ؟
الدبُ : " يُتأتيء " آآآآ..
الثعلبُ : فكرةُ رائعةُ َ.
الدبُ : كلا .
الثعلبُ : دعْهُ يحاولْ .
الحملُ : " يقفُ " أستطيعُ أنْ أمثلَ دورَ الحمل ِ.
الدبُ : كلا .. كلا .
الذئبُ : " يقفُ " وسأمَثِلُ أنا دورَ الذئبِ .
الدبُ : كلا .. كلا .. كلا .
الحملُ : إنني أحفظُ الدورَ ، يا أستاذ ُ، دعْني
أجربْ .
الدبُ : ليسَ الآنَ .
الحملُ : أرجوكَ أستاذ ُ..
الدبُ : لكن ..
الذئبُ : " يأخذُ بيدِ الحمل ِ" هيّا نمثلُ المسرحية َ
معاً .
الحملُ : هيّا .
العنزةُ : " للحمل ِ" ماذا تفعلُ ؟
الغزالُ : إنني لا أفهمُ ما يجري .
الدبُ : " للحمل ِ" أصغ ِإليّ َ.
الحملُ : أرجوكَ .
الدبُ : حسناً ، لكنْ كُنْ حذراً .
الذئبُ : فلنبدأ .
الحمل : هيّا .
صمت متوترَ، الحملُ يتجولُ
أمامَ المنصةِ ، يدخلُ الذئبُ ،
ويرمقهُ بنظرةٍ طويلةٍ جائعةٍ
الدبُ : " للذئبِ " هيّا ، ابدأ دورَكَ .
الذئبُ : مَنْ ! الحملُ اللذيذُ ؟
الدبُ : اللذيذُ ! مِنْ أينَ جئتَ بهذِهِ الكلمةِ ؟
الذئبُ : لقدْ أخطأتُ ، سأبدأ ُمن جديدٍ .
الدبُ : حسناً ، حسناً ، هيّا .
الذئبُ : مَنْ ! الحملُ اللذ ..
الحملُ : صباحُ الخيرِ ، سيدي .
الذئبُ : ماذا تفعلُ هنا ؟
الحملُ : إنني أتجولُ ، يا سيدي ، إنّ الجوّ رائعُ َ
هنا اليومَ .
الذئبُ : وأنتَ أروعُ ، كيفَ ..
الدبُ : ماذا جرى لكَ ؟ التزمْ بالنص ِ.
الذئبُ : يا للقحةِ ، كيفَ تجرؤ على التجول ِفي
حقلِي ، بعدَ أنْ أغريتَني ؟
الدبُ : أغريتني ! أعوذُ باللهِ .
الحملُ : ليسَ أغريتني ، بلْ شتمتني .
الذئبُ : شتمتني ، وأسلتَ لعابي .
الدبُ : " يمسِكُ رأسَهُ " آه .
الحملُ : أنا أسلتُ .. عفواً..أنا شتمتُك ، يا سيدي؟
متى ؟
الذئبُ : في العام ِالماضي .
الحملُ : لابدَّ أنَّه حمل آخرُ ، يا سيدي ، فأنا
ولدتُ هذا العام ِ.
الذئبُ : وها أنتَ ذا قد سمنتَ مِنْ عُشْبي .
الدبُ : سمنتَ ! آه لا فائدة َ.
الحملُ : إنني حملُ صغيرُ َ، يا سيدي ، ولا
أستطيعُ أنْ أسمنَ .. آه.. عفواً .. لا
أستطيعُ أن آكلَ العشب َ .
الذئبُ : وستقولُ أيضاً ، إنك لم تشربِ الماءَ مِنْ
نبْعي .
الحملُ : فعلاً ، يا سيدي ، فأنا لم ..
الذئبُ : " يدنو مِن الحملِ " أيها الحملُ اللذيذُ ..
الدبُ : " يصيحُ " ماذا تقولُ ؟
الحملُ : لم أشربْ ماءً قط ، إنّ ..
الذئبُ : أدنُ مني .
الحملُ : دعْني ، أنهِ حواريَ ..
الذئبُ : لنْ أدعكَ ، إنني جائعُ ..
الحملُ : " بخوفٍ " سيدي ..
الذئبُ : مهما قلتَ ، فلنْ أبقى بلا عشاءٍ ، وأنتَ
اليومَ عشائي .
الذئبُ ينقضّ على الحملِ ،ويغرسُ
أنيابَهُ في رقبَتِهِ ، الحملُ يصرخ ،
الدبُ يحاولُ إنقاذَ الحمل ِ
الدبُ : ماذا تفعلُ أيها المتوحشُ ؟
الذئبُ : دعني أؤدي دورِيَ .
الدبُ : إنّ المسرحية َقدْ انتهتْ .
الذئبُ : لكني لم آكلِ الحملَ .
الدبُ : دعْهُ أيها الوحشُ ، دعْهُ .
الذئبُ : إنني ذئبُ.. ذئبُ.. ذئبَ.
الدبُ : أيها الصِغارُ ، أنقذوا رفيقَكُمْ الحملَ ،
واطردوا الذئبَ مِنْ َصفِكُمْ .
الصغارُ يحيطونَ بالذئبِ ، ويهجمونَ
عليهِ ، الذئبُ يلوذ بالفرارِ ِصائِحاً ..
الذئب : إنني ذئبُ .. ذئبُ .. ذئبُ
الدبُ : "للحمل ِ" هلْ أنتَ بخير ٍ؟
الحملُ : نعمْ ، يا سيدي .
الغزالُ : صدقوني ، إنني لم أرتحْ لوجودِ
الذئبِ معنا مُنذُ البدايةِ .
الكلبُ : فلنطمَئِنّ ، ما دمنا قد طردْناهُ ِمْن صفِنا.
الدبُ : لكنّه هناكَ في ظلامِ الغابةِ .
الذئبُ : " يرتفعُ عواؤه مِنْ بعيدٍ " عووووو. الدبُ : حذار ِ, يا أبنائي ، إنَّ العصرَ الحجريُّ
على الأبوابِ .
العواءُ يستمرُ مِنْ بعيدٍ ،
إظلام تدريجي
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق