أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 13 نوفمبر 2022

مسرحية "المرتد " تأليف عقيل هاشم

مجلة الفنون المسرحية

الشخصيات:
- الاسير 
- الملثم
- المصور

(تفتح الستارة : يظهر وسط المسرح  اسير بجسد منتصب عل ركبتية , مكتوف الايدي ال الخلف .ينظر للملثم فزعا ,يلتفت يمينا ويسارا بطريقة ايمائية. مفزوعا يلهث من شدة الخوف والتعب بينما مصور يقوم بتوثيق عملية التحقيق مع الاسير والحكم عليه .. الملثم يظهر مدجج بالسلاح وسكينة طويلة ,وملابس داعش .وشعر كث يضحك بصوت تصاعدي هستيري حتى يختنق من الضحك ويسعل .يقترب من الاسير فيمسكه بكلتا يديه ويرفعه ببطء الى الاعلى) ..
صوت موسيقى مضطربة . 
(صمت)
  الملثم :الان سوف تموت ..؟ 
الاسير : (باستغراب) تقصد قتلي  ؟
الملثم : (بعصبية) ...نعم ..ولكن كيف تريد "ذبحا بالسكين او برصاصة بالراس
الاسير : (باستغراب ) ..انا لااخاف الموت ..نعم ولكن ليس بهذه الوسيلة 
        ..هل هناك حل اخر؟
الملثم : ( يضحك بسخرية) ...لا ابداً..عليك ان تختار حالا ..لاوقت لدينا..
 ( صمت )
الاسير : (بتوسل ) مارايك ان اكون معكم ..ان تعلموني الصلاة وقراءة القران .
الملثم : (يسخر منه ضاحكا) ..لاينفع ذلك ..انت مرتد ..
المصور : (بضحكة ساخرة باردة يشير بكامرته أليه ) 
          (يخرج سيكاره ويشعله ويدسها في فمه بارتباك ).
الاسير : (بحزن وصوت خافت ) ..اربطوا لغم ارضي بجسمي ودهوني اموت بسلام
         ارجوك اتوسل اليك ..لااريد ان اتعذب .. 
الملثم : (مقاطعا ) لا ينفع ذلك ..الموت البطيء..هذا جزء من الحكم الشرعي,,
         على المرتد ليتقبل حكم الشريعة  ..
     (صوت الاذان يعلن بلهجة ايرانية اذان الفجر..) 
الملثم : (بنبرة حادة) انت سني ام شيعي ؟؟؟
الاسير : (مقاطعا) انا مسلم 
الملثم :( انت لم تجب) ( وهو ينظر بساعته اليدوية  ) لقد اخذت 
       وقت طويل بالتفكير ..
      ها ..ها..ماذا تقول ..؟ ( وهو يتراجع إلى الوراء قليلا )
         (يتدارك همجيته ويمسك بعصابة سوداء ليغطي عيني الاسير  ) 
الاسير : ( بصوت خافت) أحيانا يجبر المرء (يعلو صوته ) في قبول
         أرذل الحلول من أجل البقاء.
الملثم: (مقاطعا) بل قل من أجل أن تسثمر الوقت ..
       ( يحاول الإمساك به من رقبته) 
الاسير: ( يصمت بإذعان وطاعة)ارجوك راجع قرارك ..انا امي تنتظرني  
          ( بصوت حزين) ..امي مريضة وستموت عندما تسمع بخبر موتي
الملثم : ( انا اريدها ان تفجع بك ..(ويطلق ضحكة مجلجلة)
الاسير : (بصوت عال) لقد نفذت كل الحلول معك ..
         بات الواقع أشد ضراوة من الخيال، 
         وصار واجباً المحاججة نحن لا نموت ، نحن الحياة.
       يارجل ..افهم قطع الرؤوس وعبر التاريخ: اعتبرها الناس في ذلك الوقت، 
       تكريماً حقيقيّاً، وشرفاً عظيماً.مثلا:
      القديس يوحنا المعمدان- ، قطع رأسه بناءً على طلب ابنة هيرود، سالومي، 
       ماري أنطوانيت ملكة فرنسا- بعد بداية الثورة الفرنسية،
        حيث تم قطع رأسها أمام العامة.
       العرب في الجاهلية, كانوا يحزون رؤوس اعدائهم ..
      و يضعوها على اسنة الرماح كعلامة للنصر وماجرى في الطف خير دليل ..
الاسير : ( يصطنع الثقة ) هناك مجموعة من البروتوكولات الأخلاقية ..
            الخاصة بعملية الإعدام تتم أمام حشود غفيرة،
         يرفع الجلّاد رأس الضحية ليريها إلى الحشود بعد انتهاء عملية الإعدام. 
الملثم: ( بابتسامة مصطنعة) لايهم ..وهذا الجمهور شاهد ..
       ( يضحك بهستيرية  مغرورة) (وهو يلقي بسيلٍ من الكلمات النابية)
        ، انت عصفور صغير يرتجف وقع في القفص..(ويضحك بشدة)
         يكررها ..وقع في الفخ ..لا حول له ولا قوة،
الاسير: ( يقاطعه ) إنتم مخدوعون ، أنتم عدم. لعلهم لا يذكرون لكم.
        شيئاً في سماواتك العلا، 
      أو أنكم لا تريدون سماع الحقيقة كاملة  ، لذا كان 
       لا بد ....عليك أن تسمعني للمرة الألف، 
      كي لا يخدعوكم..
الاسير : (يتكلم بثقة) عرف الردة لغة بأنها الرجوع عن الشيء، 
        والتحول عنه، ومن هذا الباب جاء إطلاق الردة على عماد الشيء ..
        الذي يُرجع إليها..

الملثم : (يتكلم بثقة) دلت النصوص من الكتاب والسنة وكذلك الإجماع ..
      على مشروعية حدّ الردة، وعلى قتل المرتد وأنه من أصحاب النار، 
      ومن هذه الأدلة: قوله تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ..
       وَهُوَ كَافِر فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ..
        أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). قوله تعالى:
       (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ..
      وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ).       حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: 
       (من بدَّلَ دينَه فاقتُلوهُ). حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: 
       (لا يحلُّ دمُ امرِئٍ مسلمٍ، إلَّا بإحدى ثلاثٍ، النَّفسُ بالنَّفسِ،
       والثَّيِّبُ الزَّاني،   المفارِقُ دينَهُ التَّارِكُ للجماعَةِ).
الاسير : (مقاطعه) ومما ينبغي الإشارة إليه أن جمهور الفقهاء قالوا ..
      بلزوم استتابة المرتد ثلاثًا قبل تطبيق حدّ الردة عليه، وذلك لما ورد بأن 
      امرأة يقال لها أم مروان ارتدت؛ فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-
      أن يعرض عليها الإسلام والتوبة قبل أن تقتل، وتتحقق توبة المرتد..
     بان ينطق بالشهادتين، مع إقراره بما جحد به سابقًا من ضرورات الدين..
     والذي أدى إلى ردته أُحلّل موضوع الرّدّة 
الاسير : (بصوت عال ) من منظور إنساني معاصر، 
        كلّ التّطوّر الأخلاقي الذي حدث في حياة الإنسان 
        منذ أقلّ من قرنين وكانت ثمرته الميثاق العالمي لحقوق الإنسان
       وبقيّة المواثيق والإتّفاقيّات الدّوليّة التي تحاولُ أن تحفظ للإنسان 
      حرّيّته في كلّ المجالات وأن تُساعده على الرّقيّ بنفسه وبمجتمعه 
       وبالإنسانيّة كلّها. 
الملثم : (يقاطعه) انت تتحدث عن القانون الوضعي لاالشرعي 
الاسير :( يجادل بصوت عال ) يارجل ابدا لافرق بينهما 
        فليس مقبولًا اليوم أن يُقتل رجلٌ ..الذي كرمه الله
       مثل الكاتب السّوداني محمود محمّد طه يقتل بموجب فتوى ،
     وليس مقبولًا أن يتمّ إغتيال كاتب مثل فرج فوده في الشّارع من
      طرف غوغائيّ جاهل لم يقرأ شيئا من منشورات الضّحيّة 
     وليس مقبولًا أن يُقتل كاتب مثل الأردني ناهض حتر من طرف 
      شخصٍ همجيّ جاهل 
الملثم: ( يخاطبه بتردد) هذه "إرادة الله ورسوله وعرف المسلمين"
الاسير : ( بصوت عال )كلّ هذا كان يليق بالعصور الماضية، 
         حيث لا قيمة للفرد كفرد ولا إعتراف إلّا بالمجموعة والمجتمع
       ولا توجدُ منظومات حقوقيّة تحفظُ حقوق النّاس من أن تدوسها 
        أقدام الجهلة والمتعطّشين للتّسلّط سواء كانوا حكّامًا أو من العامّة والرّعاع،
        لكنّه لا يليق بزمننا هذا، مهما قال الهمجيّون للدّفاع عن الشّريعة الإسلاميّ
الملثم : (مقاطعا) اذن ما علة وجود الدين والشريعة في حياتنا..
الاسير : ( بثقة عالية ) أنّ من إرتدّ عن الإسلام ولكن إحتفظ بأفكاره لنفسه ولم يخرجها للنّاس ولم يحدّث بها أحدًا لا حدّ عليه و"لا يحقّ لأيّ إنسان إيذاؤه"، كما جاء في الآية "لكم دينكم ولي دين"
الملثم : (مقاطعا) الآية "لكم دينكم ولي دين"...انت لاتجيد القراءة الصحيحة 
         حتى تفسرها...
الاسير : (يخاطب الجمهور) أحد المشايخ أنه قال إن المرتد لا يقتل
             إلا إذا كان يحارب الإسلام ويأمر الناس بالردة ويشككهم في الإسلام، 
الملثم : (بصوت خافت ) ان  حد الردة لا تفرق بين مرتد خرج من دينه
       وبين مرتد يحارب الإسلام ويأمر الناس بالردة ويشككهم
       في الإسلام!! فهذا وإن كان أشد جرما وأعظم ذنبا، 
       إلا إن كلاهما يستحق القتل حدا على الردة،
الاسير : (بصوت عال ) علة قتل المرتد هو كفره وخروجه من دينه،
         وماذا تقول ، قول النبي ص: لا يحل دم امرئ مسلم،
        يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: 
       النفس بالنفس، والثيب الزاني، والمارق من الدين التارك للجماعة. 
           
الملثم : (بصوت خفيض ) الردة سبب لإباحة دم المسلم ,, كما في حديث: 
       من بدل دينه فاقتلوه ـ ونحوه. وقد نص الفقهاء من مختلف المذاهب 
        على أن الردَّة سبب يبيح الدم، أو يهدر الدم،
الاسير : (بصوت عال) هذا القول يدخل في حد البدعة والإحداث 
       في الدين،  لمخالفته لظواهر الأدلة المتضافرة، 
       وخروجه عن أقوال الفقهاء المعتبرة، وأما قائل هذا القول
        فيختلف حكمه بحسب علمه أو جهله، وتأوُّله أو رده للأدلة الشرعية،
الملثم: ( بصوت خافت) مشكلتكم أنكم تفلسفون الأمور، تجمّلون الخيبة 
        بكلام منمق، لهذا ستظلون بلا قيمة أنتم إلى زوال….
الاسير : (يضحك بسخرية) من اعطاكم الحق لمعاقبة الناس ..
        كم هي متقلبة تلك الحياة كامرأة لعوب ..
       لا تثبت على حال، تقسو يوما فتريك من بأسها ما تريك، 
        ثم تعود فتحنو كأنما لم تعرف القسوة من قبل، 
        ما أدقّ الضعف في وجه الموت.أعلم أنكم لا تشاهدون التلفاز،
        ولا تسمعون الموسيقى ، 
الملثم:(ينصت)...من قال هذا؟ نحن اهل صلاح ,,
 الاسير: ( يحاول إقناعه ) انا لا أندب حظي العاثر , لكن أريد أن أحظى,,
    بكل دقيقة معك دون خوف..
    انتم ومن الاخير تريدون قتلنا على مقصلة التنكيل والفكر الجاهلي .
 ( يعلوا رصاص كثيف من بعيد) 
        ( صمت وظلام ثم يختفي الملثم ) 
     الاسير (ينظر يمينا) ..
        أين هو ؟....أين هو؟ (ويسارا) أين هو؟....أين هو؟ 
        (يخاطب الجمهور علانية)
    تعالوا نكون شهود على التاريخ ونعلي شان الجمال وندين القبح
      ومن يريد أن يغتال حياة اطفالنا الهانئة ..
 
                              ستار

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption