أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 28 فبراير 2023

مسرحية " آهات متوارية " تأليف: عزيز ريان

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في المونودراما الشعرية (زَيْزَفْ) لعادل البطوسي

مجلة الفنون المسرحية
د. شاهيناز أبو ضيف ـ مصر



قراءة في المونودراما الشعرية (زَيْزَفْ) لعادل البطوسي

الاثنين، 27 فبراير 2023

رهانات الاحتفالية ورهانات الاحتفاليين (8) / د.عبد الكريم برشيد


مجلة الفنون المسرحية 

رهانات الاحتفالية ورهانات الاحتفاليين (8)   

وداعاً آزادوهي ساموئيل قديسة المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية


وداعاً آزادوهي ساموئيل  قديسة المسرح العراقي

عبد العليم البناء

متوالية الخسارات لمبدعي العراق الذهبيين مازالت تتواصل فتخطف بين الحين والآخر العديد منهم، وكان آخرهم فنانة الشعب وقديسة المسرح العراقي الأصيلة آزادوهي ساموئيل (وليس صاموئيل كما كانت تؤكد لي) التي غيبها الموت عن عمر ناهز الـ 81 عاماً في صقيع الغربة، كما هوحال معظم مبدعي العراق الكبار الذين قضوا بعيداً عن أرض الوطن الذين كانوا يعيشون في كنفه وهم يعانون لوعة الحرمان منه.

مسرحية للفتيان " الصياد والحورية " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية


الأحد، 26 فبراير 2023

سفينة عجائبية، اسمها سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل (الحلقة الثانية)

مجلة الفنون المسرحية


سفينة عجائبية، اسمها سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل (الحلقة الثانية)

دائرة السينما والمسرح.. وبالتعاون مع قسم تنمية الطفولة.. العتبة الحسينية تقيم مشروع ورشة 1000 كاتب مسرحي

مجلة الفنون المسرحية 
دائرة السينما والمسرح.. وبالتعاون مع قسم تنمية الطفولة.. العتبة الحسينية تقيم مشروع ورشة 1000 كاتب مسرحي

السبت، 25 فبراير 2023

"المرتكز " اول اصدار عراقي عربي مختص بمسرح الطفل في الوطن العربي

مجلة الفنون المسرحية 

إدارة مهرجان الحسيني الصغير الدولي السابع لمسرح الطفل تصدر مجلة متخصصة بمسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية 

إدارة مهرجان الحسيني الصغير الدولي السابع لمسرح الطفل تصدر مجلة متخصصة بمسرح الطفل 

كربلاء – خاص 

أعلنت إدارة مهرجان الحسيني الصغير الدولي السابع لمسرح الطفل عن اصدار النسخة التجريبية لمجلة ( مرسح ) الفصيلة الخاصة بمسرح الطفل خلال انعقاده للفترة من 11/ولغاية 16-3-2023 .
وقال ضياء العيداني رئيس التحرير  : لأهمية دور مسرح الطفل بات من الضروري ولعدم وجود مجلة تناقش راهن مسرح الطفل, لذلك قررت إدارة مهرجان الحسيني الصغير الدولي السابع لمسرح الطفل تبني اصدار مجلة فصلية فجاءت فكرة مجلة ( مرسح ) .
وأضاف العيداني : نحاول ان نجعل من المجلة مساحة للمناقشة والبحث والتقصي فضلا عن ابراز عدد كبير من صناع العمل المسرحي وكتاب النصوص والنقاد عبر تسليط الضوء على منجزهم حتى تكون المجلة مصدرا مهما من مصادر البحث العلمي للدارسين والمبدعين .
وأشار العيداني الى ان النسخة التجريبية ستكون عبارة عن ملفات متعددة أهمها ملف تحضيرات المهرجان بدورته السابعة فضلا عن مقالات ودراسات نقدية وتحليلية وأيضا سيحفل العدد بملفات خاصة بالنصوص واخبار فنية وايقونات مسرحية وكل هذه الملفات تدور حول مسرح الطفل .

مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السابعة يطلق استمارة ورشة فن الارتجال في مسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية 
مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السابعة يطلق استمارة ورشة فن الارتجال في مسرح الطفل 

أطلق مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السابعة  استمارة الورش ورشة فن الارتجال في مسرح الطفل ( كوميديا ديل آرتي ) للفنان باو سالميرون _ اسبانيا


مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السابعة يطلق استمارة ورشة صناعة الدمى

مجلة الفنون المسرحية 
مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بدورته السابعة يطلق استمارة ورشة صناعة الدمى 

مضمارات الانتحار وما بعد أفق التوقع عرض كاليغولا انموذجا

مجلة الفنون المسرحية


المضمر بانتحار الفلسفة في نص كامو وما بعد افق التوقع في عرض كاليغولا 

دراسة نقدية ثقافية 

مضمارات الانتحار وما بعد أفق التوقع عرض كاليغولا انموذجا 


يوسف السياف


ثلاثة حقب زمنية اختزلها خطاب عرض مسرحية (كاليغولا) - للمؤلف العبثي/ الوجودي جزائري المولد وفرنسي الجنسية الكاتب و(المخرج) والفيلسوف ( Albert Camusالبير كامو) و(للمخرج) الاوكراني (OleksandrKovshun اوليكساندر كوبشون), ضمن عروض (مهرجان بغداد الدولي للمسرح)

وزير الثقافة والسياحة والاثار ينعي رحيل قديسة المسرح الفنانة ازادوهي صاموئيل

مجلة الفنون المسرحية 
وزير الثقافة والسياحة والاثار ينعي  رحيل قديسة المسرح الفنانة ازادوهي صاموئيل

نعى وزير الثقافة والسياحة والآثار الأستاذ الدكتور أحمد فكاك أحمد البدراني رحيل الفنانة المبدعة ازادوهي صاموئيل ، والتي رحلت عن عالمنا اليوم، عن عمر ناهز 81 عاما بعد صراع مع المرض.قدمت خلالها نموذجًا حقيقيًا ،للفنانة العراقية ، المحبة لتراب وطنها والمدافعة عن قضاياه.
وقدم وزير الثقافة خالص تعازيه إلى الاوساط الفنية والثقافية  وإلى أسرة الفنانة، وجمهورها، داعيًا الله أن يغفر لها ويدخلها فسيح جناته.

يُذكر أن الفنانة الراحلة ولدت في العام 1942م، وتعد أول خريجة في معهد الفنون الجميلة بالعراق في العام 1962 ، وقد عملت ممثلة في مسارح بغداد وتعتبر من رواد المسرح العراقي منذ عام 1954.
وقدمت ازادوهي صموئيل أثناء دراستها في معهد الفنون الجميلة مسرحيات أبرزها : (المثري النبيل)، ومسرحية (أوديب ملكا)، ومسرحية (فيما وراء الأفق)، وغيرها من الاعمال المسرحية ، وعملت مع العديد من الفرق المسرحية العراقية وأبرزها الفرقة العراقية المشهورة (فرقة المسرح الفني الحديث) ، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية ما بين 1954 - 1958 مسرحيات : (ايراد ومصرف)، و(حرمل وحبة سوده)، و(ست دراهم)، و(آني امك ياشاكر)، و(اهلا بالحياة)، و(فوانيس)، و( صورة جديدة)، و( مسألة شرف )، و(المفتاح)، و( النخلة والجيران)، و(الخرابة).

وزارة الثقافة والسياحه والآثار
قسم الإعلام والاتصال الحكومي
2023/2/24

الجمعة، 24 فبراير 2023

العلاقات العامة في مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل تلتقي مدير عام دائرة السينما والمسرح لمناقشة اشعاع المهرجان

مجلة الفنون المسرحية 
العلاقات العامة في مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل تلتقي مدير عام دائرة السينما والمسرح لمناقشة اشعاع المهرجان 

كربلاء – خاص 

التقى الدكتور مهدي السعدي مسؤول لجنة العلاقات العامة في مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل بالدكتور احمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية وذلك لمناقشة اليات التنسيق المشترك حول ملف اشعاع المهرجان في بغداد وعدد من المحافظات .

الخميس، 23 فبراير 2023

اثنوغرافيا اداء الجسد في عرض (طلقة الرحمة)

مجلة الفنون المسرحية


اثنوغرافيا اداء الجسد في عرض (طلقة الرحمة)

فاطمة رشدي رائدة عروض المونودراما مصرياً وعربياً / د. سيد علي إسماعيل

مجلة الفنون المسرحية 


فاطمة رشدي رائدة عروض المونودراما مصرياً وعربياً

فاطمة رشدي لا تحتاج مني أن أتحدث عن مكانتها الفنية، أو عن تاريخها المسرحي الكبير منذ أن كانت بطلة فرقة رمسيس، حتى أصبحت صاحبة أهم فرقة مسرحية في أوائل الثلاثينيات وهي «فرقة فاطمة رشدي»، لدرجة أن أمير الشعراء «أحمد شوقي» كتب لها خصيصاً بعض مسرحياته الشعرية! كل هذا التاريخ المزدهر استمر حوالي عشرة أعوام من حياة فاطمة رشدي وفرقتها حتى عام 1937! فهذا العام كان مؤشراً بزوال مرحلة تألقها، والبدء في مرحلة تراجعها؛ وفقاً لقانون الفن والحياة الذي ينطبق على جميع الفنانين ومنهم فاطمة رشدي .. هكذا كنت أظن!

حلم خادمة.. حلم كل ممثل / أحمد الماجد

مجلة الفنون المسرحية 

 

الفجيرة الدولي للمونودراما 

حلم خادمة.. حلم كل ممثل..

 قبل مشاهدتي للعرض الفرنسي المونودرامي "حلم خادمة"، كنت أظن بحكم النظري والقديم، أن الجنوح إلى نصوص الشهير وليام شكسبير، ليس مشاعا لأي ممثل، كونه يحتاج إلى من  يتعملق في أدائه من أجل الوصول إلى عتبة السير لورنس اوليفيه، الذي هو أهم من عبر عن دواخل شخصيات شكسبير بما يملكه من أدوات، تمكن من تجسيد حكايات أهم كاتب مسرحي في التاريخ.. 

قال الاحتفالي: أنا الذي رأيت وحكيت ما رأيت (7) / د.عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 


قال الاحتفالي: أنا الذي رأيت وحكيت ما رأيت (7) 

الحقيقة ليست وجهة نظر
 
   إن من طبيعة ذلك الاحتفالي الذي يسكننا ونسكنه، أنه هو الواحد المتعدد، وأنه القديم المتجدد، وأنه الأول المتمدد، وأنه الكاتب الذي يحترق بجمر الكتابة، والذي يموت ويحيا بالكتابة وفيها، والذي يسعى لأن يدرك درجة الحضور المتجدد بالكتابة العلمية

ندوة نقدية ( ٢ ) / ابراهيم الحارثي

مجلة الفنون المسرحية 
ندوة نقدية ( ٢ ) 

الانسجام
التناغم

ثمة عناصر مهمة لصناعة ( طاقة ايجابية ) تأخذ العرض نحو هدفه، هذه العوامل هي التي تكتب ( الرؤية و الرسالة و الأهداف ) 

من منا كان يتصور../ د.رياض موسى سكران

مجلة الفنون المسرحية 
من منا كان يتصور..

 الجرأة التي يتحدث بها البعض وبصوت عال عن المسرح العراقي ومهرجاناته وإدارته، جرأة تثير الغبطة والسرور، لأننا نفترض إنها تدل على الحرص على منجز وتأريخ المسرح العراقي.. وربما يعلن البعض تأييده وانحيازه والبعض الآخر يبدي انزعاجه وسخطه، وبين هذا وذاك أقول لكل أصدقائي بتجرد ومحبة وتقدير لكل الأصوات المنتمية للمشروع وللمنجز وللذاكرة المسرحية العراقية، أقول: 

الأربعاء، 22 فبراير 2023

هل هضم "مهرجان المسرح العربي" حق المسرحيين التونسيين؟

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية "شمس ونجم" عن استحضار آلام السوريين المنسيّة

مجلة الفنون المسرحية

سفينة عجائبية، اسمها سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل

مجلة الفنون المسرحية


سفينة عجائبية، اسمها سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل

(الحلقة الأولى)

عقيل عبدالله

aqeelasd34@gmail.com


    وانطلقت سفينة الألف كاتب مسرحي للطفل، في مغامرتها الثانية. لايعرف البحّارون الشغوفون بالاكتشاف الذين استقلوها، إنّ كل جزء منها عجائبي وغريب، فهي آلة زمن، يمكنها العودة بك إلى عالمٍ نبتعد عنه كلّ يوم، عالم طفولتنا التي مازالت ذكرياتها تسكن كلّنا أو بعضنا في مكانٍ قصي من عقولنا وقلوبنا، للسفينة قدرة على اكتشاف هذه الأمكنة في كلّ بحّارٍ على سطح السفينة، لتحيله ساحرًا، بلمسةٍ من قلمة يمكنه صناعة عوالمٍ تختلط فيها الألوان، وأصناف الفرح، يمكن للساعة أن تتكلّم، للأرنب أن يطير، للدنيا أن تُشرق حين يفتح الأطفال عيونهم.

ندوة نقدية (١) / إبراهيم الحارثي

مجلة الفنون المسرحية 
ندوة نقدية ( ١)

جرت العادة دائمًا للحديث عن العروض و قراءتها قراءة فنية أو انطباعية أو ( اللي يكون ) 
البارحة كنا على موعد لأولى الندوات النقدية ، و التي اتجهت نحو قراءة عرض ( الهود ) و الذي جاء من المملكة العربية السعودية ليشارك بمهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 
هذا العرض أحترم فيه جهد كل صناعه، كلهم بلا استثناء

في حراك فاعل ومتواصل لنقيب الفنانين العراقيين التقى عدداً من مسؤولي مهرجان الفجيرة والكونغرس العالمي للمسرح


مجلة الفنون المسرحية 
في حراك فاعل ومتواصل لنقيب الفنانين العراقيين 
التقى عدداً من مسؤولي مهرجان الفجيرة والكونغرس العالمي للمسرح  ..

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح  يستقبل د.جبار جودي وتباحث معه ترتيبات زيارة العمل التي سيقوم بها وفد الهيئة لبغداد ..
يواصل نقيب الفنانين العراقيين حضوره الفاعل داخل وخارج العراق في عديد الفعاليات الثقافية والفنية المهمة وبصحبته نخبة من المبدعين العراقيين لاسيما في المهرجانات المحلية والعربية والدولية وبحصاد وافر من التأثير والعمق  بمختلف تمظهرات فن المسرح النبيل...
وفي هذا السياق ترأس الدكتور جبار جودي الوفد المسرحي العراقي الى مهرجان الفجيرة الدولي العاشر للمونودراما المنعقد في المدة من 17 حتى 24 شباط فبراير الجاري، 
 وبحضور 500 ضيف من المؤثرين والشخصيات الرائدة في مجال الفنون الأدائية من مختلف دول العالم.

وعلى هامش المهرجان  التقى نقيب الفنانين العراقيين  بمدير الديوان الأميري بالفجيرة محمد سعيد الضنحاني، ورئيس الهيئة الدولية للمسرح محمد سيف الأفخم على هامش انعقاد الكونغرس العالمي للهيئة الدولية للمسرح (آي تي آي) وقمّة المسرح، التي انعقدت من 20 وتستمر لغاية  24 شباط فبراير الجاري ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، بدعم من الأمم المتحدة عبر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو التي اختارت الفجيرة كأول مدينة عربية تستضيف الحدث، بمشاركة ما يزيد على 500 مسرحي من مختلف أنحاء العالم.
كما استقبل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب السرحي الاستاذ اسماعيل عبد الله في مكتبه في الشارقة الثلاثاء 21 شباط فبراير 2023 الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وتباحث معه في عديد الشؤون المشتركة وعلى رأسها ترتيبات زيارة العمل التي سيقوم بها وفد الهيئة لبغداد لوضع الترتيبات الشاملة والخطط العملية لتنظيم الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي من 10 إلى 17 كانون الثاني يناير 2024 ببغداد، وقد تلاقت الأفكار على العديد من سبل إنجاح دورة مميزة تليق بالمسرح العراقي وما يمثله في المشهد المسرحي العربي، ويليق بطموحات ومشاريع الهيئة الاستراتيجية من أجل مسرح جديد ومتجدد.                                                                                                                                              كما استقبل الأمين العام في اللقاء ذاته الدكتور بشار عليوي والذي تبادل مع الأمين العام عدداً من الأفكار وآفاق العمل، حيث يستعد ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع لتنظيم الدورة الثالثة يومي 14 و15 آذار مارس 2023.
وأبدى رؤساء الوفود العربية والأجنبية المشاركة سعادتهم الغامرة باستضافة العراق للدورة القادمة لمهرجان الهيئة العربية للمسرح مؤكدين أهمية دور المسرح العراقي الذي طالما استضاف مهرجانات عربية ودولية متميزة .

إنطلاق ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ يوم 25 ﻭ 26 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2023 بالمركز الثقافي

مجلة الفنون المسرحية 


إنطلاق ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ  ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ  يوم 25 ﻭ 26 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2023،بالمركز الثقافي 

ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺑﺎﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ،ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﻨﺴﺨﺔ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﻤﺘﺪﺓ ﻣﺎﺑﻴﻦ 25 ﻭ 26 ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2023،بالمركز الثقافي

الأحد، 19 فبراير 2023

الاحتفالية.. الصوت المقموع والاختلاف الممنوع (6) / د. عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 

الاحتفالية.. الصوت المقموع والاختلاف الممنوع (6)

الاحتفالية.. الصوت المقموع والاختلاف الممنوع (6)

 
     وبالنسبة للذين يقولون بأن هذه الاحتفالية حرام، وبأنها مذنبة في حق الجهل والأمية، وفي حق الكسل الفكري والعلمي، فإننا نجد المذنب الاحتفالي يقر ويعترف بذنبه، ولقد ورد ذلك الاعتراف في كتابه (الاحتفالية مواقف وموقف مضادة ـ الكتاب الثاني) والذي قال فيه ما يلي، اسمعوا وعوا ماذا قال:
     إن (جريمة) هذه الاحتفالية تكمن أساسا في أنها تريد) نعم، وهذا معناه أنها اذنبت وأجرمت، وبشهادة واحد من مقترفيها الكبار، رغم أنه وضع كلمة (أجرمت) بين قوسين، وهذا لا ينفي مطلقا بأنها قد أذنبت، وكأن هذا الذنب الواحد، في عرف السيد المذنب، لم يكن كافيا، فقد أضاف إليه حفنة ذنوب كثيرة أخرى، من بينها أنها (تعرف ما تريد) مما يؤكد أنها واعية بخطورة ما تريد، وهذه واحدة أخرى، من الكبائر الأخرى، في شريعة سادتنا فقهاء المسرح العربي، وبالإضافة إلى هذا، فهذه الاحتفالية (نعبر عن كل ما تريد، بوضوح وشفافية، وبجرأة وشجاعة، وهي تعبر عنه باللغة التي تريد، وفي الزمن الذي تريد، وفي المكان الذي تريد، وبهذا فقد كانت إرادة خالصة، وهي إرادة حرة ومستقلة، وذلك داخل الفضاءات المقيدة والمغلقة والمسيجة) ص 303 من الكتاب.
    هي إذن إرادة عالمة تخالف إرادة الجماعة النائمة، وهي، في خروجها هذا عن الجماعة، تكسر مبدأ الإجماع داخل أمة المسرحيين، وهي لا تكتفي بهذا، ولكنها تجتهد أيضا، وأنها ترتكب اجتهادا بلا معنى، وبدون سند فقهي، لأن القاعدة الفقهية تقول (لا اجتهاد مع وجود النص) والنص المدرسي موجود في كل مكان وزمان، وهو صالح لكل الناس، ولقد زعم الاحتفاليون أنهم مبدعون، مع أن كل ما أخرجوه للناس من هرطقات وشطحات وبهلوانيات ينتمي إلى البدع الضالة والمضلة، وبهذه البدع، تكون هذه الاحتفالية، من خلال جماعتها، قد خالفت شريعة المسرح المغربي والعربي، والقائمة أساسا على الأمية وعلى الإتباع وعلى التكرار والاجترار، وعلى العمى الإرادي، وأيضا، على الرواية بدون دراية، وعلى اقتفاء أثر السلف الطالح في كل شيء، في الكبائر والصغائر، وفي السير إلى في قوافل الأميين والجاهلين المتحدين، وذلك بدون وعي، وبلا بصر ولا تبصر، وأيضا، اقتفاء خطواتهم العشوائية؛ خطوة وراء خطوة، وذلك في فضاء هذا المسرح العربي الطالح، وفي سياق هذا الزمن العربي الكالح ونضع نقطة ونرجع إلى السطر، ونغير من لغتنا ومن لهجتنا، ونلج فضاء الجد، والذي هو الفضاء الحقيقي للسادة الاحتفاليين المجدين والمجتهدين. ويعرف المفكر الاحتفالي، المفتون بسحر الحياة، والمندهش بسحر الوجود والموجودات دائما، بأن الغرابة موجودة فعلا، ليس في عذرية عينيه، ولا في شفافية روحه، ولا في عبقرية عقله، ولا في جنون أفكاره، ولا في شطحات خياله، ولكنها موجودة أساسا في بنية هذا الكون، وفي بنية هذا الوجود، وفي طبيعة العلاقات بين الناس في الواقع اليومي، وفي تركيبة الأفكار والأشياء في عقل هذا العالم، هذا أذا افترضنا أن لهذا العالم عقل اصلا، أو مازال لديه عقل، أو شيء من العقل
ولعل أخطر ما فعله هذا الاحتفالي المذنب، هو أنه فهم لعبة الحياة، وأنه قد حاول أن يحتفظ بهويته وبوعيه وبحقيقته في كرنفال الوجود، وأن يظل وفيا لنفسه وذاكرته وتاريخه في احتفالات الأيام التنكرية، هذا الاحتفالي هو الذي قال في كتابه (أنا الذي رأيت) والذي صدر عن منشورات إيديسوفت مدينة الدار البيضاء، لقد قال:
    (لقد سمحت لعقلي أن يفكر، وقد فكر فعلا، حتى قبل أن آذن له، ولست أنا من أودع عقلي في رأسي، ولا أنا من خبأ قلبي في صدري، ولا أنا من أشعل جذوة التمرد في روحي، ولا أنا من أوجد هذا الوجود كما هو موجود، ولا أنا من أوجد هذه المسائل الغامضة والملتبسة، ولا أنا من حرص على السؤال والتساؤل، ولا أنا من ساق الناس إلى المعرفة وإلى التفكير الحر، ولا أنا من أغراهم باقتراف هذا الشغب العلمي وبهذه المشاكسات الفنية الجميلة والنبيلة).
وأنا المواطن الاحتفالي، ومعي كل رفاقي الاحتفاليين في كل العالم، محكومون كلنا بحكم مولاتنا الاحتفالية، والتي تسكننا ونسكنها، والتي هي حياة وحيوية، وهي مناخ وجاذبية سحرية، وهي عقل جماعي، وهي محرك يحرك الأجساد والأرواح، وهي طاقة حيوية إيجابية، طاقة جديدة و مجددة ومتجددة دائما وأبدا.
    وتؤكد مسرحية (اسمع يا عبد السميع) الاحتفالية، على أن قدر الفنان هو أن يولد طفلا، وأن يعيش طفلا، وأن يموت طفلا، وأن أصدق كل الفنانين الأطفال هو من يحافظ دائما على إحساس الطفل فيه، وعلى روح الطفل، وأيضا على شغب الطفل، وأن يكون مزعجا بأسئلته وتساؤلاته وباهتماماته الغريبة وبهمومه العجيبة، ولعل هذا الشغب المشروع، هو الذي مارسه الاحتفاليون الأطفال بصدق، وذلك على امتداد خمسة عقود من عمر قرنين ومن عمر ألفيتين، وبفضله حافظوا على نفس الرؤية المندهشة أمام هذا العالم المدهش، واذا كان في الأمر ذنب من من الذنوب، وكان وراء هذا الذنب شخص مذنب، فما هذا الذنب، ومن عساه يكون السيد المذنب؟
    أنا احتفالي، هكذا أقول وأكتب وأعيد دائما، وأصدق كل الاحتفاليين هو الاحتفالي المشاء، والذي يفكر وهو يمشي، ويحاور الحياة والأحياء وهو يمشي، وهو الذي يدفع بالاحتفالية لأن تقول كلمتها وتمضي، وأن يكون ذلك إلى الأمام دائما، ولقد كتب على هذه الاحتفالية ألا تمضي إلا من أجل أن تعود، وهي لا تغيب إلا من أجل أن تحضر، وأن تكون في حضورها الجديد أكثر صدقا ومصداقية، وأكثر إقناعا وإمتاعا، وأكثر سحرا وجاذبية، وهي محكومة بأن تسير باتجاه الأعلى والأسمى والأبعد والأقوى والأشرف والأعنف والأصدق والأجمل والأكمل والأنبل والأغرب والأعجب، وهي أساسا حركة، وحياتها حركة، وكوكبها الفكري والإبداعي الذي تدور في مداره حركة، وهي لا تمشي إلا باتجاه الاحتفاليات الأخرى، والتي لها وجود في الآتي من الأيام والأعوام.
وشخص الاحتفالي، في هذه المخاطرة الاحتفالية، يتقن فن العيش، ويحيط علما بكل علوم الحياة، وهو يحسن التفكير، ويحسن التدبير، ويحسن الكلام، ويحسن الحكي والمحاكاة ويتقن فن الرواية، ويحسن الاستماع والإنصات أيضا، إلى لغات الطبيعة ولغات الحياة أولا، وإلى لغات كل الناس بعد ذلك، وهو مقتنع دائما، في إيمانه بالحوار، بأن ما لديه (حقيقة) مؤقتة، حقيقة قد لا تخلو من الخطأ، وهو مقتنع أيضا، بأن ما عند بعض الآخرين هي أخطاء مفترصة، ولكن قد يكون بها بعض الصواب، وأن من طبيعة هذا الرأي دائما، سواء كان في هذه الجهة أو في تلك، هو الرأي المصائب والصحيح، وحتى يثبت الواقع العكس
وبهذه القناعة كتب الاحتفالي كتابين هما (الاحتفالية مواقف مضادة) الكتاب الأول عن منشورات تانسيفت بمدينة مراكش، و(الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة) الكتاب الثاني عن منشورات أمنية بالدار البيضاء.
وفي الكتابين معا ردود على نقود، وفيهما تصحيح وتوضيح، وفيهما بيان وتبيين، وفيهما تكملة لما قد يكون ناقصا في الخطاب الاحتفالي، وفيهما شهادات على الواقع والوقائع، وفيهما تفكير بصوت مرتفع، وفيهما أيضا، دفاع مشروع عن الاجتهاد الفكري والعلمي والجمالي، إلى جانب الدفاع عن الحق في الاختلاف، بالكلمة المقنعة وممتعة طبعا، وليس بأي شيء آخر غيرها
وقد يكون في الكتابين، وفي الردود الاحتفالية عنف، أو شيء من العنف، مع أن الحقيقة عكس هذا تماما، لأن العنف فعلا موجود، ولكن ليس في الاحتفالية، وهو في حالات كثيرة، ليس منها، لأنها مجرد تأملات وأفكار وتصورات وحالات واختيارات واقتراحات، وهذا (العنف) هو بالتأكيد جزء من عنف الواقع، ومن عنف الوقائع، وأيضا من عنف الحقيقة، والتي قد يوجع نورها العيون التي بها مرض، ولعل من أهم ما يميز هذه الاحتفالية هي قوتها، ولعل أهم ما يميز قوتها هاته هو أنها قوة ناعمة وحالمة ومسالمة، وهذه الاحتفالية، لشهرتها، قد يقول عنها العارفين بأنها (علم في رأسه نار) وهي أيضا، بالنسبة للحقيقة والتاريخ، منارة في بحر المعرفة والفن والعلم، وهي منارة (في رأسها ضوء ونور).
ومثل هذا العنف، في حقيقته، قد يكون في الواقع التاريخي، وقد يكون في صورة صراع أيديولوجي بين الشرق والغرب، وبين أحزاب اليمين واليسار والوسط، وقد يكون صراعا قبليا، وقد يكون صراع أجيال، وقد يكون حروبا، ساخنة أو باردة، وقد يكون هذا العنف أيضا، مجرد هزة فكرية وجمالية وأخلاقية كما هو الشأن بالنسبة للاحتفالية، والتي هي تيار عاصف ومخالف ومختلف، وفي هذا المعنى يقول الاحتفالي في كتاب (الاحتفالية وهزات العصر) معرفا هذه الاحتفالية بأنها (هزة عنيفة وقوية؛ هزة من هزات العصر الحديث، وهي تطمح لأن تصل درجة الانقلاب الفكري، والى عتبة الثورة الاجتماعية، وألا تكون هذه الثورة بيضاء تماما، ولا حمراء كلها، ولا سوداء قاتمة، وأن تكون ـ بدلا من ذلك كله ـ ثورة ملونة بكل ألوان الطيف الممكنة). ص 18
    وثورية هذه الاحتفالية ليست قيمة مضافة إلى وجودها، وليست مكتسبا من المكتسبات، ولا هي غنيمة حرب، وليست استعراضا نرجيسيا للعضلات العقلية والجمالية، ولكنها جزء أساسي وحيوي من كينونتها القلقة والمتحركة والمشاغبة والمشاكسة، لأن من طبيعة فعل الاحتفال دائما، انه (لا يمكن أن يكون إلا ثوريا، تماما كما هي الحقيقة، والتي لا يمكن أن تكون إلا ثورية أيضا).
    الأمر إذن، يتعلق أساسا بالشغب العلمي والفكري والجمالي، وليس باي شيء آخر غيره، هذا الشغب الذي قد يكون فيه شيء من العنف البريء والمشروع، والذي يكون حرية واستقلالية، ويكون اختيارات أخرى قد لا تتوافق مع الاختيارات العامة أو العمومية في الواقع اليومي.
    هذه الاحتفالية مزعجة إذن، ونحن نعرف لماذا هي مزعجة، ونعرف أن وجودها وحده مزعج، ليس لكل الناس طبعا، ولكن فقط بالنسبة للذين يؤمنون بأن الحياة كانت ستكون أجمل وأكمل بدون وجود هذه الاحتفالية، وبان حياتها الممتدة في الجغرافيا والتاريخ مزعجة أيضا، كما أن حضورها، في المكان والزمان، مزعج بشكل كبير، وأن مستوى خطابها (النخبوي) مزعج هو أيضا، كما أن فتوحاتها مزعجة، وأفكارها مزعجة، وإبداعاتها المسرحية مزعجة، ورهاناتها على الأصيل والجميل مزعجة، وهل هناك تيار فكري وجمالي حقيقي في العالم، يأتي ويمضي، من غير أن يحرك ساكنا، ومن غير أن يخلخل الثوابت، ومن غير أن يعيد ترتيب بعض الأفكار والمفاهيم في خرائط الفكر والعلم والفن والفكر؟
    ولمن يهمه أن يعرف، وأن يدرك معنى الأشياء في أبعادها الحقيقية، فإننا نقول له بأن هذه الاحتفالية، ليست بنت الأمس أو اليوم، ولكنها أساسا إبداع أمة كاملة، بكل مكوناتها المتعددة، وهي إبداع الجغرافيا أيضا، بتعدد تضاريسها، وهي إبداع التاريخ، بكل مراحله ومحطاته ومنعطفاته المتعددة والمتنوعة، وهي إبداع المناخ الثقافي والحضاري قبل كل شيء، وهي أساسا روح الإنسان، وروح المكان، وروح الزمان، والتي اختزلتها الاحتفالية في المثلث: نحن ـ الآن ـ هنا، وهي بهذا قابلة لأن تتجسدن في أجساد، وأن تشخصن في أشخاص أو شخصيات، وأن يكون اسمها الأطلس في مسرحية (عرس الأطلس) أو أن تكون شخصية (مريمة) الغريبة في نفس المسرحية، أو أن تكون (ابن بطوطة) في احتفالية افتتاح كأس العالم للأندية بمدينة طنجة، أو أن تكون هي شخصية (لونجة) في مسرحية (سالف لونجة) أو يكون هو (جحا) في مسرحية (جحا في الرحى) أو في مسلسل (جحا فاس) أو يكون هو الشاعر الشعبي الحكيم سيدي عبد الرحمن المجذوب في مسرحية (سيدي عبد الرحمن المجذوب) للطيب الصديقي، أو يكون هو (سيدي قدور العلمي) في مسرحية عبد السلام الشرايبي، أما روح المكان، فتمثله ساحة جامع الفناء بمدينة مراكش، والتي هي ملتقى الفنون، وملتقى الفنانين المبدعين، وملتقى الأطفال الكبار المشاغبين، وتمثله المواسم السنوية أيضا، وذلك في البوادي المغربية، وتمثله الأسواق الأسبوعية كذلك، وتمثله الأبواب العتيقة في المدن المغربية التاريخية، مثل باب أبي الجنود في فاس وباب منصور العلج في مكناس وباب دكالة في مراكش وباب سيدي عبد الوهاب في مدينة وجدة.
    وعليه، فإن من يخاصم الاحتفالية اليوم، سرا أو علانية، فإنه لا يخاصم أشخاصا معينين من الناس، ولكنه يخاصم ثقافة متكاملة، بكل أعلامها ورموزها، ويخاصم نظاما في الوجود، ويخاصم اختيارا في الحياة وفي التفكير وفي التدبير، وأيضا في الإبداع الفكري والجمالي والأخلاقي، وهو بهذا ضد منطق الحياة، والذي أوجد على هذه الأرض نظاما احتفاليا خاصا، وأوجد له مسرحية وجودية، وأوجد لهذه المسرحية أبطالا من الزعماء ومن العلماء ومن الحكماء ومن الفنانين ومن الرياضيين ومن الصناع المبدعين.
    وبالتأكيد، فإن هذه المسرحية الاحتفالية ليست مجرد تقنيات وآليات، يمكن تعلمها واكتسابها، ويمكن اقتباسها من الآخرين، فهي أساسا حياة أمة، وإن مثل هذه الحياة لا يمكن أن تستورد من خارج أرضها، ومن خارج مناخها، ومن خارج شروطها الجغرافية والتاريخية، وهي ليست منهجية في التمثيل أو في الإخراج أو في تأثيث الفضاء المسرحي، ومن الممكن أن تشكل أفكارها ومبادئها وقيمها أرضية لأية تقنية من التقنيات، سواء في المسرح أو في الشعر أو في السينما أو في التشكيل، أو في أي فن من الفنون، أو في أي جنس من الأجناس الأدبية المختلفة.
     ويبقى أن أن نتساءل الآن، في ختام هذه الورقة،: ما الذي يمكن أن يغضب في هذه الاحتفالية؟
فهي لا تقول (أنا) ولكنها تقول (نحن) وكل الذي يخاصمون هذه الاحتفالية لهم وجود في هذه (النحن) الجامعة للذوات والجامعات والمجتمعات، ومن طبيعة الاحتفالي في هذه الاحتفالية، انه لا يفكر لحسابه الخاص، ولكنه يفكر لحساب هذه النحن العامة، والتي قد تكون بحجم جماعة، أو بحجم مجتمع في مدينة، أو في حجم وطن، أو بحجم كل الإنسان وكل الإنسانية، وهذا المعنى هو المعنى الأقرب لحقيقة الاحتفالية، وذلك في كليتها وشموليتها وكونيتها.
   وبحسب الاحتفالي، فإن (أخطر ما يغضب في هذه الاحتفالية هو أنها رقم صعب جدا، وذلك في معادلة دقيقة ومركبة ومعقدة جدا جدا، فهي وجود داخل العدم، أو ما يشبه العدم، وفي المقابل، فهم يريدونها معادلة سهلة وسطحية، ويتمنونها خطابا شعبويا واستهلاكيا، وذلك حتى تكون منسجمة مع تفاهة الواقع والوقائع ومع تفاهة المناخ الثقافي العام.
   وكل شيء في هذه الاحتفالية، من تصورات واختيارات ومن حالات ومواقف، يعاكس التيار العام، وفي وجودها اليوم، وفي مسارها الفكري والجمالي والأخلاقي (من الشفافية أكثر مما فيه من الكثافة، وفيه من المبادئ أكثر مما فيه من الشعارات، وفيه من المراحل أكثر مما فيه من المحطات، وفيه من المتغيرات أكثر مما فيه من الثوابت، وإن من طبيعة هذا الوجود الحي، بطاقته الحيوية المتجددة فيه وبأعماره المتتابعة وبحركيته الدائمة، أن يتحدى العدم باستمرار، وأن يتحدى الفراغ، وأن يقاوم الخواء، وأن يناضل ضد الفوضى، وأن يسعى نحو الجمال والكمال، وأن يسافر باتجاه العوالم الأخرى الممكنة الوجود، والتي قد تكون أكثر سحرا وأكثر جاذبية وأكثر حقيقة من هذه القرية الكونية المحدودة والتي تسمى العالم) هكذا تحدث الاحتفالي في كتابه (الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة ـ الكتاب الثاني).
    هكذا تحدث الاحتفالي، في سعيه نحو تاسيس ثقافة احتفالية، وبناء مدينة احتفالية فاضلة، وإيجاد علاقات انسانية اكثر صدقا ومصداقية وأكثر قربا من الحق ومن الحقيقة.

السبت، 18 فبراير 2023

د. علي محمود السوداني :توضيح عن المسرح حصراً ضمن تخصصي

مجلة الفنون المسرحية 
د. علي محمود السوداني :توضيح عن المسرح حصراً ضمن تخصصي   

الصديقات الاصدقاء … تحية طيبة 
بعد اكمال دراستي للدكتوراه وبتقدير امتياز عالي استلمت منصب ادارة قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح في ٧ / ٧ / ٢٠٢١ 
وخلال هذه المدة من استلامي ملف المسرح بقيادة المخرج المسرحي د. احمد حسن موسى وباشرافه المباشر وثقته الكبيرة ودعم من مجلس الادارة السينما والمسرح  وجهود الشركاء في قسم المسارح والفرقة الوطنية للتمثيل والاقسام الساندة في دائرتنا الحبيبة الذي كان لهم دور كبير في هذا النجاح كانت طموحاتنا  واهدافنا كبيره ومستمرين في تحقيق هذه الاهداف   وخلال الفترة حققنا التالي :

الأثنين إنطلاق الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي

مجلة الفنون المسرحية 


الأثنين إنطلاق الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 

بيان صحفي 

برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تنطلق الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي يوم الاثنين (20 فبراير) بمسرح أكاديميَّة الشارقة للفنون الأدائيَّة.

الجمعة، 17 فبراير 2023

إصدار العدد الأربعين من مجلة المسرح المصرية - الإصدار السادس

مجلة الفنون المسرحية


إصدار العدد الأربعين من مجلة المسرح المصرية - الإصدار السادس

صدر العدد الأربعون من الإصدار السادس لمجلة المسرح، وذلك بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، ورئاسة تحرير الناقد المسرحي الكبير عبد الرازق حسين.

ويضم العدد الجديد من مجلة المسرح، دراسة مهمة أعدها الدكتور عمرو دوارة عن البرامج التي تناولت فن المسرح منذ إنشاء الإذاعة المصرية في مايو ١٩٣٤، وافتتاح التليفزيون في يوليو ١٩٦٠، ويوثق لأول مرة كل البرامج التي تم تقديمها، الإعداد والإخراج والمحتوى والتأثير في جميع الشبكات الإذاعية، والقنوات التليفزيونية بما فيها الإقليمية.

كما يضم العدد أيضا ملف بالصور عن افتتاح وزيرة الثقافة لمتحف رموز ورواد الفن المصري، وتكتب تغريد حسن عن إهداء مقتنيات عبد الحليم حافظ لمتحف "رموز وروادالفنالمصر"، وحوار مع محمد شبانة ابن شقيق حليم، ودراسة للدكتور أسامة أبو طالب حول المسرح والديمقراطية، من خلال رؤية تناقش درجة استجابة المسرح للديمقراطية ومساحة تأثره وتأثيره خلال فترات تاريخية مختلفة، ويكتب أحمد عجيبة شهادة عن الدكتور أحمد سخسوخ، فيلسوف الدراما والمبدع البورسعيدي، ويقدم ناصر العزبي دراسة تطبيقية حول أعمال المخرج أحمد البنهاوي، ومساحة تأثيره كمبدع في مسرح الثقافة الجماهيرية.

ويكتب بيشوي برسوم عن ٢٠ عاما  لمهرجان الكرازة المرقسية، بالإضافة لحوار محمود قنديل مع الفنانة "نادية رشاد" حول مشوارها كمبدعة وكاتبة.


وكتب الدكتور سيد علي  في ذكرى المسرح عن أم كلثوم 
وفي ذاكرة المسرح يكتب الدكتور سيد علي إسماعيل عن سلطانة الطرب "أم كلثوم" ومشاركتها في مشوارها الفني في العروض المسرحية كمطربة، ودورها في الترويج لفن المسرح والعلاقة بين هذا اللقب، وما اشتهرت به منيرة المهدية، ويكشف كواليس مهمة عن تاريخ "أم كلثوم" في فن المسرح.

ويقدم عبد الهادي شعلان قراءة نقدية لمسرحية "طرفة بن العبد" المستلهمة من التراث العربي للأديب النوبي أنور جعفر، كما يقدم الدكتور محمود سعيد، قراءة نقدية لمسرحية ترام الرمل لميسرة صلاح الدين، ويكتب أحمد عبد الرازق أبو العلا دراسة عن كوميديا بدايات القرن العشرين، وتحت عنوان ٤٣ عاما على رحيل جان بول سارتر، تكتب إخلاص عطالله عن فلسفته ومسرحه وتأثيره على المسرح الحديث.

ويكتب أشرف فؤاد عن حتشبسوت الأنشودة الخالدة التي لا تموت، وتكتب منار خالد عن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان المسرح الصحراوي، الذي أقيم في مدينة الشارقة بدولة الإمارات.


مسرحية " العوده من الموت " تأليف ماجد الزيود

مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 16 فبراير 2023

الاحتفالية مسرح يبحث عن نفسه (5) / د.عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 
الاحتفالية مسرح يبحث عن نفسه (5)
 
هذه الاحتفالية، في معناها الحقيقي، هي أساسا فعل متجدد داخل المكان والزمان، وهي فعل للبحث الجاد عن الذات الجادة والجديدة، وذلك في الأزمان الجديدة والمتجددة، ولا وجود لبحث يمكن أن يكون أصدق من البحث عن هذه الذات داخل الذات، وأن يكون ذلك في كونها وعالمها، وليس خارجهما، وإن كل من يجهل ذاته، ولا يعرف روحها وجوهرها ومنطقها ولغاتها، فإنه  لا يمكن أن يعرف شيئا في هذا الوجود،

الأربعاء، 15 فبراير 2023

مسرحية للفتيان " شمس النهار " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الثلاثاء، 14 فبراير 2023

مسرحية "المحافـــظ " وصراع القيم

مجلة الفنون المسرحية

«غنام» يخطف الأضواء فى مهرجان المنصورة المسرحي

مجلة الفنون المسرحية 

«غنام» يخطف الأضواء فى مهرجان المنصورة المسرحي

المنصورة ــ إبراهيم العشماوى

نجح الفنان المسرحى الفلسطينى «غنام غنام» فى جذب اهتمام زوار مهرجان المنصورة المسرحى فى دورته الثانية من خلال مسرحيته «بأم عينى»، التى يقدمها بأسلوب مونودراما من تأليفه وإخراجه وأدائه التمثيلى أيضا. وقد استجابت إدارة المهرجان لطلبات الجمهور الذى تفاعل كثيرا مع العرض، وأبدى رغبته، بعد عرض المسرحية على خشبة مسرح ديوان عام محافظة الدقهلية، فى تقديمها مرة أخرى أمس فى وقت استثنائى، يسبق عرض المسرحية اللبنانية «قوم يابا».

يسلط عرض «غنام» الضوء على حياة المواطنين فى فلسطين المحتلة منذ 1948، ومظاهر تمسكهم بهويتهم والدفاع عنها، مع الإشارة إلى قبور شهداء ثورة البراق فى 1929 بمدينة «عكا» . كما يرصد انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون البسطاء، لينتصروا على احتلال وطنهم، وشواهد حياتية يومية، وزيارة البيت الذى ولد فيه غسان كنفانى فى 1936، وهُجِرَ منه فى 1948
------------------------------
المصدر : الأهرام 

رئيس الوزراء يكرم المبدعين العراقيين

مجلة الفنون المسرحية 
رئيس الوزراء يكرم المبدعين العراقيين

كرم السيد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عددا من الفنانين العراقيين الذين مثلوا الابداع والفن العراقي في عدد من المهرجانات العربية والدولية لعام 2022 خلال استقبال  واسع تراسه الدكتور احمد حسن موسى المدير العام لدائرة السينما والمسرح. 

الاثنين، 13 فبراير 2023

في حراك فاعل ومتواصل لنقابة الفنانين العراقيين(قلب الدمية) للدكتور حسين علي هارف في مهرجاني الفجيرة وقرطاج الدوليين للمونودراما

مجلة الفنون المسرحية 


في حراك فاعل ومتواصل لنقابة الفنانين العراقيين
(قلب الدمية) للدكتور حسين علي هارف في مهرجاني الفجيرة وقرطاج الدوليين للمونودراما
 المسرحية إنتاج مشترك بين نقابة الفنانين العراقيين ونقابة الفنانين السوريين وتعرض في مهرجان الفجيرة العاشر في 22/2/2023 وفي حفل افتتاح مهرجان قرطاج للمونودراما الخامس في 2/5/2023
تكريم د. حسين علي هارف ضمن قامات مسرحية عربية والكاتب والمخرج منير راضي ينظم ورشة في كتابة المونودراما ومشاركة شخصيات وعروض عراقية أخرى

الأحد، 12 فبراير 2023

احتفالية بلا ضفاف واحتفاليون بلا حدود( 4) / د.عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 



احتفالية بلا ضفاف واحتفاليون بلا حدود( 4)

 (المسرح حفل واحتفال، هكذا علمونا) 
ورد هذا الحوار في مدخل مسرحية ( ابن الرومي في مدن الصفيح) والتي هي احتفال مسرحي تتداخل فيه الأزمان، ويتحاور فيه عالم الأجساد الحية مع عوالم الظلال المتحركة، ومن طبيعة الاحتفال، وهو في درجة العلم والفكر والفن، هو أنه مسرح، وأنه فعل للتمسرح، وذلك في عالم هو أساسا مسرح مفتوح، على الأرض والسماء. وعلى الناس والحجارة
ومن بين كل مسارح العالم اليوم، هناك مسرح يسمى المسرح الاحتفالي، أو المسرح الطقوسي، أو المسرح الأنتربولوجي، وهو الأقدم بين كل مسارح العالم، لأنه مسرح الإنسان، وهو في درجة الإنسانية، في جوهرها وحقيقتها وهو مسرح الحياة، وهي حيوية متدفقة بالحالات والخيالات والمقامات الصادقة والشفافة، وهو مسرح المدينة أيضا، وهي في درجة التمدن الحضاري، أي وهي علاقات بين الناس، قبل أن تكون علاقات بين الإسمنت والحديد والحجارة 
والاحتفالي، في هذا المسرح الاحتفالي، يبدأ دائما من الأصل المتمدد، ومن الأساس المؤسس، ومن الجديد المتجدد، ومن نبع الوجود والحياة، وهو في مسرح حياته وفي حياة مسرحه (ينطلق من نقطة أساسية، وهي أن الإنسان كائن احتفالي بطبعه، أي انه قبل أن يكتشف الكلام، فقد اكتشف الحفل، اكتشفه ليعبر عن حاجياته وأحاسيسه الداخلية، فالحفل ضرورة حتمية، ويبقى بعد هذا أن نتساءل، كيف نطور هذا الفعل/ الاحتفال لنجعله في خدمة ما هو حقيقي وإنساني وحيوي؟ ذلك ما تحاول أن تجيب عنه الكتابات الاحتفالية، سواء في البيانات أو ي الكتابات المختلفة) 
هذا الكلام ليس وليد اليوم، ولقد ورد في أقدم كتاب أصرته الاحتفالية، وهو بعنوان ( حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي) والذي صدر بمدينة الدار البيضاء سنة 1985 عن منشورات دار الثقافة
ولهذه الاحتفالية اليوم، في خرائط الوجود والمسرح والحياة، حدان اثنان متحاوران متكاملان، حد الكائن وحد الممكن، وإذا كان الكائن حاضرا وقريبا ومعروفا، فإن الممكن يظل غائبا وبعيدا ومجهولا حتى إشعار آخر، ويظل مفتوحا في وجه كل المستجدات والتحولات والتقلبات والتغيرات والمنعطفات والمفاجآت المثيرة والمدهشة، والتي قد تأتي، أو لا تأتي، وأيضا، في وجه الراحلين والباحثين والعاشقين والصوفيين والحالمين بعالم أجمل، وبمسرح ينبغي أن يكون أكمل، وبمدينة احتفالية قد تكون في يوم من الأيام أفضل، وتكون أكثر  بهاء، وأكثر حياة وحيوية ،وأكثر إنسانية ومدنية 
وبحكم أن هذه الاحتفالية متحركة، في نفوس وعقول وأرواح الاحتفاليين أولا، وأنها غير ثابتة ولا نهائية ولا مكتملة، فقد حمل ( بيان سيدي  قاسم للاحتفالية المتجددة) الشعار التالي:
( احتفالية بلا ضفاف واحتفاليون بلا حدود)
ولو كانت لهذه الاحتفالية ضفاف ثابتة وقارة، لانتهت عندها، ولو كان للاحتفاليين حدود لوقفوا عندها، وهذا ما يفسر أن يبقى الاحتفالي والاحتفالية في قلب الحدث دائما، وأن يكونا من صناع هذا الحدث في التاريخ، لأن الاحتفالية حياة وحيوية وحرية، وهي فعل وفاعلية في التاريخ الحي، بالإضافة إلى أنها طاقات حيوية متجددة في الأرواح والنفوس الحية المتجددة  
ولأن الاحتفالي فاعل ثقافي وجمالي في التاريخ، فقد كان دائما مشروع حياة ومشروع وجود ومشروع نظام فكري ومسرحي لا يمكن أن يكتمل، وكانت احتفاليته هي تلك الممكنات التي تصل إلى حدود المحال، مع العلم، أن المحال ليس احتفاليا، ولا الاحتفال يمكن أن يكون محالا في يوم من الأيام  
وخلال كل هذه الأعمار التي عاشتها الاحتفالية، على امتداد عقود طويلة جدا، لم يكن العقل الاحتفالي جامدا، ولم يكن الوجدان الاحتفالي متوقفا، ولم يكن الخيال الاحتفالي منكمشا ولا منكفئا على نفسه، ولقد كانت هذه الاحتفالية دائما في الطليعة وفي الواجهة، تتلقى الصدمات، ولا تبدع إلا الصدمات والرجات والهزات الفكرية والجمالية، ولقد كان العنوان الأساسي في ألواح هذه الاحتفالية هو التحدي والتصدي والتجاوز، وهو القبض على الكائن، للوصول إلى الممكن، والذي ينبغي أن يكون له وجود في هذا الوجود، ولقد كانت العناوين الأخرى الأبرز في المشروع الاحتفالي هي الجديد والتجديد والتجدد، وكان هدفها الإقناع الفكري والإمتاع الوجداني، وكان أقصى ما تطمح إليه، هو أن تحرر الإنسان المدني  بالمسرح الحر، وأن تحرر هذا المسرح ـ مسرحنا ـ بالإنسان الاحتفالي الحر، ومثل هذا الطموح، في اتساعه وغناه، لا يمكن أن يتحقق في يوم ولا في عام ولا حتى في مائة عام
في كتاب ( حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي) والذي صدر سنة 1985 يمكن أن نقرأ ( قد يقال إن الاحتفالية هي بالأساس جماعة .. جماعة تبحث عن مسرحها، ولكن الحقيقة غير هذا، فالاحتفالية في جوهرها شعب وأمة، أمة تبحث عن فكرها وهويتها وحقيقتها) ص 15
مما يدل على أن الأصل في هذه الاحتفالية هو أنها بحث باحثين وحلم  حالمين، وذلك وجود حقيقي في عالم حقيقي
         
وإنني اليوم أستغرب، تماما كما استغربت بالأمس، أن تكون حياة الناس في بلدي احتفالات متتابعة، من المهد إلى اللحد، ومع ذلك لا يعرفون معنى ومغزى هذه الاحتفالية، مع أنها ملتصقة بجلدهم، وأنها وجوههم التي قد تخفيها الأقنعة، ولكنها لا يمكن أن تلغيها  
وفي هذا العالم السوريالي والغرائبي، قد يرعبني الصمت أحيانا، لأنه يذكرني بصمت القبور وصمت الموتى، ويستفزني أن لا ينطق كل الناس، مع قدرتهم على الكلام، وقدرتهم العجيبة على اللغو وعلى الثرثرة وعلى النميمة في المجالس المغلقة، هناك شريحة كبيرة من حملة الشواهد الكبرى، والتي لا تعرف، من جميع كل اللغاتـ إلا لغة واحدة، والتي هي لغة الخشب، وإنني أدعو كل من له القدرة على التفكير أن يفكر، وان يخرج من صمته، وأن يتحرر من خوفه، وأن ينطق نفس لغة الناس الأحياء في هذا العالم الحي، والتي هي بالضرورة لغة الاحتفال والاحتفالية، وهي لغة العقل ولغة الإنسان ولغة المدينة ولغة الحياة ولغة الحقيقية ولغة الجمال ولغة الكمال ولغة العصر ولغة الأحرار في المجتمع الحر، وفي الزمن الحر 
وأعتقد أنه من حق أي واحد أن يتساءل، سرا أو علانية، وأن يقول أمام نفسه أو أمام كل الناس: 
ــ ما معنى أن يفكر هذا الاحتفالي وحده، وأن يكون تفكيره لحساب الناس، وأن لا يجد من يفكر معه، ولا من يحاوره، بنفس اللغة العقلة العالمة، أن يكون شعار كثير من علماء الصمت هو الشعر التالي ( كم حاجة قضيناها بالسكوت عنها)؟
هذا المفكر ـ الكاتب الاحتفالي، هو الذي نجده في ( الرحلة البرشيدية) في دور ساعي البريد، والذي يحمل للناس الفرح والبهجة، وهذا ما يمكن أن نسمعه في المحاورة المتكلمة والناطقة التالية 
( ــ تصور أنني جئت إلى بيتك، وطرقت الباب، وابتسمت في وجهك ابتسامة صادقة، وأعطيتك رسالة معطرة، وكان في الرسالة ما يفرحك أنت، وما يفرح أهلك، وما قد يفرح المدينة كلها، فماذا تفعل يا صاحبي ؟
ــ ماذا أفعل؟ أقل ما يمكن أن أفعله هو أن أشكرك، وأن أقبلك، وأن أدعو الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يجعل الجنة مثواك، وأن أتخذك صديقا ورفيقا ..
ــ يا سبحان الله.. هل رأيت تلك الدار التي هناك؟
ــ أية دار؟
ــ تلك التي عليها علم أحمر..
ــ  نعم . رأيتها ..
ــ أصحابها أتيتهم بكل الخيرات، ولكنهم لم يفعلوا شيئا من كل هذا الذي قلت أنت ..
ــ وماذا فعلوا يا صاحبي ؟
ــ لقد أتيتهم بالبيانات، وبالأسفار، وبالكتابات العالمة، وبالإبداعات، وبالدعوة إلى المحبة، وبالدعوة إلى التلاقي، ومع ذلك أغلقوا في وجهي الباب، وسلطوا علي كلابهم التي عضتني، ونهشت لحمي .. أنظر.. هذه عضة كلب مستورد، وهذه عضة كلب وطني ..
ــ حقا، ما أصعب أن تكون نبيا في أمة الجاحدين والكافرين، وما أتعس أن تكون ساعيا للبريد في حارة اللئام..
ــ هناك أخطاء في هذه الدنيا يا صاحبي..
ــ نعم، فيها أخطاء كثيرة، لا يعدها العد ولا يحدها أي حد..
ــ وفيها أعطاب وأمراض وفوضى، وهناك أشياء مغلوطة في هذه الأوراق المسودة بالحبر، 
أشياء غير سليمة ولا مستقيمة، فما معنى أن يكتب الكاتبون وأن لا يقرأ القارئون؟
ـ آه.. ذلك هو العبث بعينه يا صاحبي..)
هذه الاحتفالية العالمة والعاقلة والرصينة والمتزنة والمتوازنة نفسيا ووجدانيا، والعاشقة للإنسان ولحرية الإنسان، والمنحازة للقيم الكونية، تجد من يختلف معها؟
 يختلفون مع الاحتفالية، ويرتفعون بهذا (الاختلاف) المتوهم إلى أعلى درجاته الممكنة، مع أنه ـ إطلاقا ـ لا موضوع له، ولا معنى له، ولا مبرر له  أيضا، وهو في درجة من درجاته مجرد سوء فهم، أو سوء تفاهم، وقد يكون في حالات كثيرة شرودا فكريا، كما قد يكون مجرد خروج عن الموضوع وعن السياق، وهم في الضفة الأخرى، يفترضون ـ خطأ ـ أن هذه الاحتفالية هي تجربة مسرحية وكفى، في حين أنها تجربة وجود قبل كل شيء، وهي أكبر من أن تكون إبداع جماعة من الناس، جماعة سمت نفسها ذات زمن، باسم جماعة المسرح الاحتفالي، ومارست المسرح تحت مظلة الاحتفالية، والتي هي فلسفة قائمة على التعييد الحضاري في الفضاء الحضاري 
وما لا يعرفه بعض الذين يخاصمون بعض أسماء الاحتفاليين، هو أن الأصل في شجرة هذه الاحتفالية، هو أنها  أكبر وأخطر وأوسع وأعمق وأبقى وأغنى وأعلى من كل العاملين فيها، وهي بهذا ليست أشخاصا من الناس، ولكنها منظومة أفكار أبدعتها عبقرية الإنسان، في مكان احتفالي، وفي أزمنة احتفالية، وفي مدن احتفالية، وفي سياقات احتفالية، وفي علاقات إنسانية احتفالية، وفي شروط ذاتية وموضوعية احتفالية، وفي شبكة علاقات إنسانية احتفالية   
وهذه الاحتفالية، في مسرح الحياة وفي حياة المسرح، هي أكبر من مجرد مسرحية من المسرحيات، وهي أخطر من أن تكونن مجرد تقنية خاصة في الإبداع المسرحي، وهي سؤال أولا، سؤال بحجم الوجود وبعمق الحياة، وبنفس درجة الغرابة الموجودة في الأشياء، وهي منظومة أسئلة ثانيا، تتقاطع فيها الأسئلة وتتحاور وتتكامل بنظام وانتظام، وهي نظام حياة ثالثا، نظام يسعى لإعادة ترتيب الأفكار والأشياء والحالات والعلاقات في فضاء هذا العالم، وهي سفر معرفي نحو الممكن والمحال رابعا، وهي عشق صوفي للجمال، في كل أبعاده الكونية، الظاهرة والخفية، والمحدودة واللانهائية خامسا
وانطلاقا من ذلك السؤال المؤسس، تأسست في الاحتفالية معرفة، أو فقط درجة من درجات المعرفة، وتأسس فيها تفكير سمته الأساسية الوضوح والجرأة والثبات على الحق والحرية والمسؤولية والشك المنهجي والمخاطرة العلمية والجمالية،، فالكاتب الاحتفالي يكتب، وهو مدرك لمعنى الكتابة، ولجلال ورهبة وقدسية الكتابة، يعرف ماذا يكتب، ولماذا يكتب، ولمن يكتب، ويسعى دائما لأن يعرف كيف يكتب أحسن، ليكون في كتابته أكثر إقناعا وأكثر إمتاعا وأكثر قربا من الحق والحقيقة
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption