مسرحية " آهات متوارية " تأليف: عزيز ريان
مجلة الفنون المسرحيةإهــداء:
إلى....نساء العالم أولا ودائما.
إلى روح والدي،معلمي الأول..
آهـة البدء:
نشيدُ البداية:
نَضيعُ كفراشاتٍ جامحاتٍ
بقلْبهِ يَغزُو الألمْ
شرايينُنَا
ضَائعاتٌ صامتاتٍ
آهْ،آهْ،آهٍ
عَلى البدَاياتِ
آهٍ،وَآهْ على الحلمْ
المكان مقفرٌ ومظلمٌ وعجائبيُّ يُوحي بنفق أو ما شابه.ثلاث فتيات في ملابس ووضعيات مختلفة يُصدرن آهات.
وجدان: أُفٍّ...إلى متى سننتظر وقد أُوصِدت الأبواب علينا؟
جنات: ومن يدري؟
هبة: ولكن أنا أدري، لقد قال لنا لو أردنا الخروج فلنفعل.
جنات: لقد أقفل علينا وذهب،ويطالبنا بأن نخرج...
وجدان: قد يعود. فمستحيل أن يتركني وحيدة هنا.إنه مُتَّيمٌ بي.
هبة: ومن تكونين؟
وجدان: هذا ليس من شأنك؟ ومن أعطاكِ الحق لِتقُومِي باستنطاقي؟ هل أنت من الشرطة؟
هبة: لا .
جنات: قلت لنفسي هي فرصة لكي نحرق بعض الدقائق قبل أن يعود.
هبة: لن يعود.لقد قال لنا نحن من يجب أن نْبحثَ عن المَّخرج.
يتقدم الفتيات الثلاثة من مقدمة الخشبة ،وهن يقرعن الأرض بأحذيتهن. إيقاعات متناسقة. يبحثن عن مخرج. يتجهن جماعة نحو اليمين واليسار. تتفرقن. كل واحدة تبحث عن مخرج. يلتقين بعد فترة بحث والتعب بادٍ عليهن فتنقص مسافة اتساع الخشبة يمينا ويسارا،ويزداد إظلام المكان العجيب والمجهول. فتبدو الفتيات كأنهن سجينات في ثلاث صناديق شفافة.تُسمع آهات.
وجدان: (وهي تتجه نحو هبة) ماذا ؟ نتعارف؟
هبة: ماذا قلت؟(تتجاهلها،وتُفرغُ حقيبة يدها وتُعيدُ ترتيبها،كلازمة تُكررها بين الحين والأخر في طقوس خاشعة)
وجدان: أنا وجدان.
جنات:من منكن تستطيع أن تُخبرني أين نحن؟
هبة: ومن يدري؟ ومن نكون؟ ومن أتى بنا إلى هنا؟ وإلى أين نسير؟
وجدان: أنا أعرف من أكون أنا وجدان.ومن المؤكد أننا تائهات في هذا المكان.المكان الذي لا أعرفه أصلا.
جنات: تائهات.إذن لن نستطيع الخروج من هنا.
وجدان:لا. يمكن أن نخرج. علينا أن نفكر ونركز قليلا، ولنكن يدا واحدة. ولنفكر . بشكل جماعي. فمصيرنا واحد. ولن نستفيد شيئا إذا فكرت كل واحدة بأنانية.
جنات: كلام شعارات...ليس إلا.
هبة:أنا لا أتذكر شيئا. كنت،كنت... في السيارة؟ لا لا كنت في المكتب.
وجدان: ما هو عملك؟ ومن أنتِ؟
هبة: أنا هبة. مسؤولة الموارد البشرية في شركة" الكعب العالي".
جنات: يبدو أنك متزوجة؟ أو مخطوبة؟ أو على الأقل في علاقة؟
هبة: وهل من الضروري أن أكون واحدة من هذه التصنيفات؟ وإذا لم ييسر الله؟ ؟او لا أفكر في الزواج أصلا(تُعيدُ إفراغ حقيبة يدها وترتيبها)
جنات:عذرا.أنا لم أقصد شيئا. وهل من الممكن أن تقول لي إحداكن أين نحن؟ أنا لا أذكر شيئا، اختلط لديَّ الحلم بالواقع. هل نبحث على هاتف؟
وجدان: لا يوجد هنا.
هبة: حسنا.الهاتف؟لقد مللته... لقد صار سالبا لكل حياتنا.وأنتِ؟ ما هو عملك؟
وجدان: أنا؟ ضابط شرطة.
هبة: في البوليس؟
جنات: ضابط أو ضابطة؟ أليس أنثى ضابط ضابطة؟هاهاهاا
وجدان: هذا ليس وقت المزاح،ولا نَحُّل شبكة الكلمات المتقاطعة.
جنات: حتى اللغة لم تنصفنا..هل مرتاحة في عملك؟
وجدان: الحمد لله. أصلا، اخترتُ مهنتي عن اقتناع. والرجل..(تقاطعها هبة)
هبة: الرجل؟أين هو؟
وجدان: ما بكن؟ ألم تشاهدن رجلا من قبل؟ ستملُّونه يوما ما وتتمنون لو ظللتن بدونه.
جنات: نعم شاهدناه طبعا،لكن عن بُعد. عن طريق الواطساب.
هبة: فعلا فهذا الزمان هو زمان الواطساب بامتياز.ما بالُ الرَّجل يا وجدان؟ اكملي.
وجدان: هو الذي أقفل علينا الباب و ذهب. وطلب منا أن نبحث عن المَّخرج.
جنات: ولماذا لا تقولين أننا من أقفلنا الباب على أنفسنا وتُّهْنا..
هبة: لا يَهم. لكن علينا أن نَجد طريقة لنَخرج،لأنني بدأت أشعرُ بالجوع، وهذا المكان فارغ إلا من ذلك الصندوق. والجوع يُصيبني بالدُّوار.
وجدان(تتجه لفتح الصندوق):آه؟يوجد هنا شوكلاطة .( تناول لكل واحدة قطعة وتأخذ قطعة)
إظلام
وجدان: أنا لا أحب الأماكن المظلمة.
هبة: وأنا أكره العتمة.
وجدان: أمقت سواد الليل.(تغني الفتيات نشيد البدء).
آهـة البوح:
نشيد البوح:
نَبُوحُ للقمرْ
لَيلُ نَبيذِنَا
يُطيلُ السَّهرْ
بِواحةِ نَزيفنَا
لَيلُ نَبيذِنَا
آهةٌ بلا عُنوانْ
أين المفرْ
أين المفرْ
أنتِ المفرْ
وجدان: وأنت؟ لا نعرف من تكونين؟
هبة: يبدو أنها تعرف كل شيء. أظن أنها متآمرة معه.وهي من استدرجتنا إلى هذا المكان.
وجدان: أرجوكِ بدون مبالغة.اعذريني لسنا في مخفر.نحن نتعارف ونفكر بصوت مسموع لكي نجد حلا لهذه المشكلة.. أنا بالرغم من أنني تربيت في وسط تربى على الانضباط والجندية فأمي ضابطة ممتازة وأبي.. (تقاطعها)
جنات: عميد شرطة؟
وجدان: لا شرطي مرور.قلت، بالرغم من تربيتي في هذا الوسط المنظم أكثر من اللزوم فإنني أمارس الحرية بمعناها الحقيقي.
هبة وجنات: ماذا؟ الحرية؟ هاهاهاهاها (آهات)
وجدان: أبي كان قريبا مني كان يحس بي بطريقة عجيبة. كان يقول لي :( تمثل جنات دور الأب): يا ابنتي العزيزة الرجل مثل طفل. ولو كنت ذكية و واعية لن تجدي معه أي مشكلة. لكن حذار أن تُظهري له أنه طفل.
هبة: أنت متزوجة؟
وجدان: لا مطلقة.
جنات: مسكينة. إذن، كل نصائح والدك وانضباطك لم يُجدِيا معك.
وجدان: ولماذا تقولين: مسكينة؟الطلاق نتيجة عادية لبداية غير مدروسة. هو أبغض الحلال عند الله. وحالتي معقدة سأحيكها لكن في وقت لاحق. إلا أن الطلاق قد يصير حلا ضروريا إذا وصل الزوجان إلى طريق مسدود.
هبة: أه،مثل بابنا هنا . صراحة أحسدك لأنك حصلت على رجل،رجل كيفما كان. الأفضل أن يصبح اسمك مطلقة على أن يظل عانسا إلى الممات...
جنات: عانس؟ لا أطيق هذه التسمية. ولماذا لا نقولها على الرجال؟ ألم أقل لكن أن حتى اللغة تتآمر علينا... لنتفق على شيء، أنا مثلي مثلكن هنا ولا أعرف من وضعنا في هذا المأزق. اسمي جنات وعمري 35 سنة .حسنا ،ستعجبُون لأني قلت عمري بدون تردد إذ لا عقدة لدي مع السن. أعمل مربية أو أستاذة في روض "الطفولة" أفضل تسمية" المربية "لأن لها أبعادا مميزة. أمي تعمل مديرة بمدرسة "المساواة" وأبي..(تقاطعها)
وجدان: وزير التعليم ؟ هاهاها (يضحكن)
جنات: لا،أبي مفتش تربوي. وأمي ساندتني كثيرا. وأبي دائما أجده بجانبي. كان يقول لي:
(وجدان تمثل دور الأب): المرأة الذكية هي التي تكون متجددة مثل والدتك. بالرغم من أن الإنسان عموما يجب أن يكون متجددا في كل حياته. فكنت أسأل أمي: ماما كيف تكون المرأة متجددة؟ فكانت تبتسم وترد:(يمكن لهبة أن تتقمص دور أم جنات) ليس فقط المرأة، الكل يجب أن يكون متجددا. الإنسان بشكل عام يجب أن يكون متجددا.التجدد يا ابنتي هو كيف تتعايشين مع ظروفك. وكيف تحسين بكل محيطك، بأولادك وزوجك. على المرأة أن تفكر جيدا وتنوع حياتها. على مستوى الكلمات واللباس وفي الحب.ولم أرى والدايَّ يتخاصمان أمامي أبدا. كان في بيتنا غرفة يطلقون عليها اسم "الميكانيك" حيث يدخلان إليها ويتناقشان ومن دون أن نحس بهما أو بخصوماتهما ويخرجان سعيدان. في الغرفة كانا يصلحان اختلافاتهما كما تصلح أعطاب السيارة.والداي علماني لُبَّ التربية.
هبة ووجدان: ماذا؟ التربية؟ هاهاهاهاها
جنات: نعم التربية، ألم تعجبكما الكلمة؟آه،نسيت أن أخبركما بأنني أكتب الشعر وألحن وأغني. وأكد لي أن مشكلة المرأة هي التربية، إذا صلحتْ صلُحت هي وإذا فسدتْ فسدت هي..وليس على البنت أن ترهن حياتها بقدوم رجل. بل عليها أن تملأ حياتها بما يفيد. وليس عليها أن ترهن مستقبلها بزوج قد لا يأتي ولا يأتي، ليس ضروريا أن تبقى حبيسة لحلم مجهض.وهذا لا يعني أن نتحارب مع الرجل أو نستغني عنه. فلنكوِّن رصيدنا المعرفي ولن يخيبنا الله.(أهات).
هبة: يا سلام. تثرثرن ونحن سجينات هنا و لا نعرف حتى أين؟ كم هي باردة أعصابكن.
وجدان: ولماذا غضبت؟
جنات: ولماذا ترفعين صوتك؟ لقد تعلمت ألا أسمع شيئا من الصوت المرتفع. لو غضبنا فلن نفكر بشكل سليم، وقد نقوم بخطوة غير محسوبة. ولن نجد حلا لهذا المأزق.
هبة: وكيف نجده وأنتما ثرثران بخشوع؟
وجدان: إننا نتعارف فقط،فقط نحارب الملل كي لا نزداد توترا.
هبة: هاها يا سلام هذا وقت مناسب للتعارف؟ولمحاربة الملل؟
وجدان: ومتى الوقت المناسب؟ ولماذا تصرخين؟ ألم نقل لك أننا لم نتربى بهذا الأسلوب؟ أم أننا لسنا في مستواك المادي؟ لسنا مستخدمات في شركتك؟ ولا تحت إِمْرتكِ؟ هنا الجميع سواسيَّة. حبيسات بثلاثة. أم تخافين أن نعرف من أنت؟
هبة: (تبكي)
جنات: أظن إننا في حاجة إلى الراحة . تفكيرنا مشتت.لم ننم جيدا ونحتاج أن نستريح وبعدها يفرجها الله.
هبة: ومن يستطيع يا آنستي أن ينام وهو في هذه الحالة؟
وجدان: لا عليكن. لنسترح ولو ربع ساعة، فالنوم سيعطينا قوةً وصفاءً ذهنيا .
(تنام الفتيات.في حين تخرج وجدان بعد فترة بين النائمة والمستيقظة،المكان يتحول وتتغير تفاصيله)
آهـة حالمة:
نشيدُ البَّوح:للحلمِ نُعومَةٌ
تَزرعُ الخِّصبْ
رموشاً ملغُومَة
في رَحَمِ الزَّنبقَاتْ
يَصهَل الصُّبحُ
بدفءِ جَليدِ أَحلامنَا
للجدَاولِ بَوْحٌ
مُجهضٌ
وَفجرُنَا
رابضٌ
يَحصدُ خَريرَ أغَانينَا
وقلبنا
أخضر
على الجمر
قابضٌ
(تستيقظ جنات)
جنات:(توقظ هبة) أين ذهبت وجدان؟
هبة: لا أعرف. لعلها هنا.
جنات: هنا؟ لا أظن. لعلها خرجت من هنا. من أول وهلة شككت فيها. إنها متآمرة معه.
هبة: مع من؟
جنات: هو.
هبة: من يكون هو؟
جنات: ذلك الرجل الذي أقفل الباب علينا وذهب. بصراحة، كرهتها من أول نظرة. مغرورة ومتكبرة وتظن أنها مثقفة أكثر من الكل وتعرف كل شيء.
هبة: ليس إلى هذه الدرجة. لقد عرفتها للتو.وليس عليك أن تصدرين حكمك عليها من أول نظرة.
جنات: هيا أين ذهبت؟ هيا،قولي. وكيف تعرفتْ على مكان الخروج؟ ولماذا تركتنا هنا؟ إن لي نظرة ثاقبة.(تدخل وجدان)
هبة: ها هي عَادت.
جنات:(بخيبة) أين كنتِ يا لعينة؟ كيف تعرفتِ على مكان الخروج؟
هبة: وهان عليكِ أن ترحلي وتتركينا هنا. أهذا هو اصرارُك بأن نفكر بشكل جماعي؟ رحلت من قبل أن تتعرفين عليَّ أكثر .
جنات:( باستهزاء) لا عندك روح جماعية عالية جدا جدا. آه تذكرت ،كلنا حكينا على ظروفنا الخاصة داخل الأسرة إلا أنت يا هبة؟
هبة: أنا؟ ظروفي وتربيتي عكسكن جميعا. هي ظروف غير جيدة والحمد لله. لقد حسدتكما على ظروفكما. وأتمنى ألا أسقط في نفس الأخطاء التربوية مع أبنائي. ما علينا، أين كنت يا وجدان؟
وجدان: كنت بين النوم واليقظة. وسمعت صوتا يناديني وتبعت صداه. وجدت نفسي داخل غرفة كبيرة بها أبواب كثيرة. وكل باب بلون خاص.وكلها أبواب مقفلة وكتب عليها بخط عريض وبكل اللغات: 8 مارس، 24 نونبر، المساواة، الدعارة، والتمييز بين الجنسين، التحرش الجنسي،الاغتصاب، الأمهات العازبات ،نساء الحرب...
جنات: كأنكِ دخلت نشرات تلفزية تبثها القنوات الصفراء خلال الأحداث المناسباتية والعابرة والخاصة بالتقاط الصور العابرة.
هبة: إذن، لقد وجدتِ كل المناسبات التي تتعلق بالمرأة،رجاء،لا تنكئي جراحنا. حتى في الحلم أبوابنا مقفلة.على فكرة، أنا لا أحب اللون الأصفر.
وجدان: نعم، وكلها أبواب لا تفتح إلا في المناسبات. مناسبات مكررة تلاك فيها نفس الشعارات الفارغة. لكن الواقع شيء آخر. أنا أكره الأصفر،أفضل الأزرق.
جنات: الأهم أنها تفتح، وليس مثل هذا الباب الذي نبحث عنه والذي لا أظنه يفتح أصلا.أما أنا أكره اللون الوردي اللصيق بالنساء. أحب الألوان المشتعلة.
وجدان: شيء آخر، وهو الأهم.
هبة: ماذا؟ كارثة؟ قولي؟
وجدان: حفظنا الله من الكوارث. لقد عرفت أين نحن، ومن أقفل علينا الباب؟
جنات: هيه؟ ألم أقل لك أنها متآمرة معه؟ لقد انكشف الملعوب. هيا اعترفي يا...
هبة: تمَّهلي قليلا، دعيها تُكمل. أين نحن يا وجدان ؟ ومن هذا الملعون الذي أقفل علينا وذهب؟
وجدان: إننا...في..داخل...دماغ رجل.
جنات: ماذا؟ كيف؟ (آهات، وتظهر تفاصيل وملامح تكوين الدماغ وجانب الرغبة لدى الرجل).
هبة: دماغ؟ ودماغ رجل؟ غريب هذا. ومن هو هذا الرجل اللعين؟
وجدان: سامي. طبعا تعرفونه جميعا؟ أنا أراه دائما في المقهى في ساعة الفطور. ويحاول دوما التقرب إلي بالإشارات والغمز والتلميحات.
هبة: آه؟ إنه يعمل في نفس الشركة التي أعمل فيها. وكلما رآني يحاول أن يتحرش بي بكلماته المُشفرة، ومِرارا أضبُطه محملقا فيَّ بمبالغةٍ مراهقةٍ تُغيضني.
جنات:إنه يسكن في نفس العمارة التي تسكن فيها خالتي. وكم يزعجني بالمكالمات والرنات و الرسائل الهاتفية والورود وأشياء أخرى..هاها. آه على مصادفة؟
هبة: إذن هذه مصيبة كبرى.
وجدان: ولماذا ؟
جنات: لقد حكم علينا بالإعدام. ومستحيل أن تخرج المرأة من رأس الرجل.
هبة:أو يخرج الرجل من دماغ المرأة،فهذه هي سنة الحياة.
وجدان: وماذا سنفعل؟ علينا أن نجد أي حل لهذه المعضلة. أنا لا أحب الفلسفة والتفلسف.
جنات: نعم، إنني جائعة جدا. هل لازالت في الصندوق شوكولاطة؟
وجدان(تبحث في الصندوق وتجلب ثلاث قطع شوكولاطة): عجبا بقِيَ ثلاث قطع بالضبط
هبة: الشوكلاطة تساعد على التفكير. أكيد سنجد الحل.
(آهات. الثلاث الفتيات يفكرن).
آهـة الشبق:
نشيدُ الشَّبق: عَيناكْ
عِبءْ
وشبقي دِفءْ
آهاتُكِ
انتشاءْ
للربيعْ
للصمتِ بالحياةْ
وَللغدِ أنفاسٌ
وَلَهفتِي
توجُّسٌ
يلهبُ السماءْ
شفتاكِ نبْعُ الآهات
التي توارتْ
وجدان: ابحثِي هناك، لعلي أرى نورا ينبىء بالخروج.
هبة: مستحيل. لا نور ولا أمل. ضعنا.
جنات: آه ولماذا أنت متشائمة إلى هذه الدرجة، ابحثي و نرى.
وجدان: من وضع هذا الصندوق يريد أن ينبئنا بشيء؟
جنات: فلتبحثي بالقرب منه.
هبة:(وهي تتجه نحو الصندوق وتزيله) فعلا، هذه فتحة الخروج، أنتن محقات. (تزغردن)
جنات: ولكنها صغيرة قليلا؟
وجدان: لا يهم، الأساسي أن نتمكن من الخروج( ينظرن لبعضهن ويضحكن ويتلاعبن ويتغامزن بغنج) الخروج؟ ليس بالضبط، لكن ،إن كنا سنخرج وسنعود يوما فلا بأس.
هبة: فعلا، لقد أعجبني المكان، وتعودت عليه.
جنات: ولن نكون ضد الطبيعة البشرية، لقد خُلقنا مختلفين ليستمر النوع البشري.
هبة: من تخرج الأولى؟
وجدان: هيا اخرجي أنت جنات.
جنات: لأصارحك، لقد تسرعت بالحكم عليك ولم أحتملك.وقلت فيك الكثير والكثير .أنا مخطئة ومتسرعة دائما(تقبلها) المهم،التي اكتشفت المنفذ أولا هي الأحق بالخروج.
وجدان: إنها فكرة منطقية. هيا، أنا سأخرج الأخيرة.
(هبة وجنات ووجدان ترقصان رقصة الحياة)
نشيد الختام:
اخرجي أنتِ
أو اخرجي أنتِ
أوْ لنخرج معاً
سنخرُج لنعودْ
سنغني لنحياَ
ونواري آهاتِنا
هي عيدُنا
هنا موتنا
هنا عَودتنا
إظلام أخير... وعلى موعد قريب بدماغ الأنثى.
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق