أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 20 أبريل 2023

تعددت الاجتهادات والرؤية الاحتفالية واحدة (23) / د.عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 


تعددت الاجتهادات والرؤية الاحتفالية واحدة (23)

                          فاتحة الكلام

لا شيء يأتي من لا شىء، هكذا يقول الاحتفالي، وهكذا كتب دائما، كما انه لا وجود في هذا الوجود لنتائج ولا لاستنتاجات ولا لاكتشافات ولا لابتكارات يمكن ان تظهر إلى الوجود بضربة سحرية، أو تاتينا من اللامكان ومن الأزمان وبغير مقدمات ذاتية وموضوعية، وقد يتخيل اليوم، من فتح عينه فقط هذا اليوم، ان كل هذا العالم قد خلق هذا اليوم، وان كل التاريخ يبدا منه ومن لحظته في هذ اليوم، ويؤكد الاحتفالي على أنه ليس هو الاحتفالي الأول في التاريخ، ولا هو الاحتفالي الأخير فيه، وهو مجرد حلقة في سلسلة، وهو صاحب رؤية احتفالية وعيدية نعم، ولكن ليس هو من اوجدها، وهو فعلا يفكر تفكيرا احتفاليا، من غير ان ينسى أن تفكيره هذا هو جزء بسيط من تفكير إنساني وكوني عام وشامل، وبهذا قال الاحتفاليون الكلمة التالية ( ان ما نسميه تفكيرنا الاحتفالي ليس في الواقع تفكيرنا الخاص، ولكنه تفكير مرحلة من مراحل التاريخ، وتفكير الإنسان في هذا الحيز التاريخي)
وبهذا فإنه لا يعقل قراءة هذا الفعل الاحتفالي التاريخي إلا في ضوء التاريخ الحديث والمعاصر، وفي ضوء المتغيرات التي ادت بالإنسان الحديث، بعد الحربين العالميين المدمرتين، إلى أن يكون احتفاليا، وان يكون عيديا في رؤيته للعالم، وان يكون عالما وعاقلا وجميلا ومنظما وانسانيا ومدنيا، وذلك في عالم دمرته وخربته الرؤية العدمية والمأتمية العبثية والفوضوية، وفي معنى وفلسفة ظهور التيار الاحتفالي مغربيات وعربيا تقول ذ الزهرة ابراهيم في دراسة جادة بعنوان ( قراءة في تجربة المسرح الاحتفالي) تقول (وكما حدث في أوربا من تحول المسرح إلى الشأن السياسي تحت ما املته إملاءات القرن العشرين، ما فرض عليه هذا السياق الحديث من مراجعة شعرياته او نقضها بالكامل لحساب رؤى تنظيرية بديلة، فإن الأمر نفسه قد حدث في العالم العربي، وتحديدا في المغرب، لكن مع فاصل زمني مهم فرضته الهوة الحضارية بين هذا العالم وبين الغرب، وذلك لما ادرك رواد الاحتفالية المشبعين بمعرفة مسرحية منفتحة وشاملة، ضرورة تشييد نظرية مسرحية تتاسس على مقومات معرفية ومقولات جمالية تثمن أصالة الثقافة المغربية، بالأساس وتفتح حوارا متكافئا مع ثقافة الآخر، سواء في المحيط العربي او الدولي)

             السياق التاريخي الذي جاء فيه التجريب

في البدء إذن، كان كل شيء موجودا، وكانت الاحتفالية رؤية واحساسها، وكانت موقفا فكريا وجماليات وأخلاقيا من اقتراحات التاريخ، وبعد فعل تاسيس الأشياء، ياتي فعل تجديدها وتطويرها وتحيينها وتطويرها، وهذا ما فعله التيار الاحتفالي الجديد، والذي قرأ القديم قراءة جديدة ومتجددة، وفعل هذا التجديد لم ينبع من فراغ، لأنه كان من وحي من لحظة اساسية وخطيرة في التاريخ، وفي كتاب (التيار التجريبي في المسرح العربي الحديث ) يقول الاحتفالي
(وفي العالم العربي، كانت المياه راكدة حتى جاءت النكسة الحزيرانية، فهزت المجتمع العربي هزا قويا وعنيفا، وخلخلت كثيرا من قناعاته القديمة، وشككت في فكره وعلمه وفنه، وافرزتركثيرا من الأسئلة الجديدة، عن طبيعة وصورة الفن الجديد الممكن،والذي ينبغي أن يساير الواقع الجديد، وأن يكون في مستوى جدة وجودية تلك اللحظة التاريخية الحاسمة، وفعلا تغيرت اشياء كثيرةفي خرائط الإبداع الأدبي والفني، وظهرت كتابة أخرى جديدة، وولد فن مسرحي اكثر قربا من الواقع ومن الحقيقة معا، وتخرر هذا المسرح من المواضيع الاجتماعية التقليدية، وأصبح منخرطا اكثر في الحركة المسرحية العالمية، وأصبح يتفاعل مع التجارب مع التجارب الكبرى في هذا المسرح، ويدخل العلم والفكر في صلب الخلق المسرحي، ولم يكن هذا الفعل التجريبي - خصوصا في بداياته الأولى - فعلا تقنيا خالصا، ولكنه كان ثورة ثقافية عامة، أو كان مظهرا من مظاهرها، وتجليا من تجلياتها المتعددة والمتنوعة، كما كان استجابة للثورة التكنولوجيا العالمية، بالإضافة إلى أنه كان فعلا مع المد التحرري في أفريقيا وفي أمريكا اللاتينية مع كل الأصوات الغابة في العالم)
هو إذن فعل تاسيس، أو هو إعادة تاسيس، لرؤية انسانية كانت في حالة كمون، ولقد جاء احتجاجا على الواقع التاريخي، وجاء احتجاجا على فنون لا تجادل الواقع ولا تغضب ولا تتمرد، وبهذا فقد كان فعلا تجريبيا ضد السكون وضد الكسل العقلي وضد فوضى العالم 
وهذا العالم، كما تمثله الاحتفاليون هو (عالم فوضى إذن، واصبحت الكلمات تخون معانيها، واصبحت الأسماء تتبرأ من مسمياتها، وأصبح الخفي في الأشياء أكثر خطورة من المعلن عنه) 
وإنني انا الكتب الاحتفالي، في عشقي للنظام والجمال والكمال، فقد رأيت انه من واجبي ومن حقي ان أكتب دائما، وأن اتكلم احيانا، والا اصمت إلا أذا كان الصمت أبلغ من الكلام، أو كان صمتي معناه الكلام الداخلي، أو كان حوارات هامسة مع الذات ومع النفس ومع الله، أو كان هروبا من ثرثرة بلا معنى، أو كان استغراقا في التفكير الصامت، وفي كثير من الحالات، قد يكون امتلاء، وليس فراغا او خواء، وقد يكون لغة أخرى مغايرة، لغة افصح من كل اللغات، وأكثر حياة من كل اللغات) 
وإنني، انا الإنسان الاحتفالي، العاقل والراشد ، أقف اليوم أمام فوضى هذا العالم، مستغربا ومتسائلا وحائرا، وأقرأ فوضى الأسماء واسميها، واقرا فوضى الأشياء واشير إليها، واقرا فوضى العلاقات واسعى لتصحيحها، واقرا فوضى البنيات، من أجل تفكيكها وإعادة تركيبها بشكل جميل. 
هذا العالم لسنا نحن من صنعه، هكذا يقول الاحتفالي دائما، وهو كتلة واحدة، ولكن باضلع وبزوايا لا حد لها ولا حصر، وكل واحد يمكن ان يرى هذا العالم من زاويته الخاصة، وإن  كان هذا العالم منحة من الله، وهو فعلا كذلك، فإن المنحة لا ترد، وآن كان محنة، فما عسانا ان نفعل؟ ولقد قال يونسكو (هذا العالم سيء،ولكن هل لنا غيره؟) وعليه، فإنه لا مسؤولية لنا في فساد هذا العالم، ولا نحن أيضا من اوجدناه  ومن رسمناه، ومن ركبناه كما هو، لقد جئناه يوما، لحكمة لا نعرفها، ووجدناه كما هو، وإذا لم نكن قادرين على تغييره واستبداله، فما الذي يمنعنا من نقده ومن رفضه ومن فضحه ومن الضحك على حماقاته ومن الحلم ببديل له؟ وان يكون ذلك في الحلم العاقل  على الأقل، وفي الخيال الصادق ايضا، وفي الفن الحالم، وفي العلم الحالم بكل تاكيد، وهذا هو الدور الحقيقي للعالم الفنان وللفنان العالم، اي ان يكون موجودا اولا، وأن يكون مناضلا وجوديا في الوجود بعد ذلك، وأن يكون مسافرا في مسيرة الحياة، وأن يكون ساخرا في مهزلة التاريخ وفي مهزلة الأيام والأعوام، وأن يعرف اللا معروف، وأن يضيء الجوانب المظلمة في الواقع وفي النفوس ايضا، وأن يرفع الحجب عنها، وأن يقرب الأشياء البعيدة، وأن يصحح المفاهيم الخاطئةوالمغلوطة،
وعالم بهذه الغرابة وبهذه الفوضى وبهذا الغموض وبهذا الجنون، وبها التعقيد، كيف يمكن ان نراه؟ وبأية عين؟ بعين الشاعر  ام بعين العالم، ام بعين العراف، ام بعين السائح الجوال، ام بعين الصوفي العاشق؟ وكيف يمكن ان نكتب عنه بعد ذلك؟ وبأية لغة؟ بلغة كل يوم؟ وهل لغتنا اليومية هذه قادرة على أن تحيط علما بكل ما في النفوس وما في العقول وما في الأرواح وما في الزوايا المظلمة والمعتمة في لاوعينا من الغرائب والعجائب المثيرة والمدهشة؟
هذا العالم نعبر عنه بالكلمات، وهل هناك ما هو أخطر من الكلمات؟ ويقر الاحتفالي بوجود(كلمات كثيرة خفيفة على اللسان، ولكنها ثقيلة جدا في الميزان، ميزان الحق والحقيقة، وهذه الكلمات هي التي مازلت ابحث عنها، أو مازالت تبحث عني، وقد اكون لقيتها يوما ونسبت، وقد تكون جزء من لغتي ومن كتاباتي ولكنني لا أعرف ذلك) 
في هذه الكتابة، قد يحدث ان يخدعنا فعل الكتابة، ويجعلنا نقول شيئا، ونحن نريد أن نقول شيئا آخر غيره، ولهذا فانني لا اخاف شيئا اكثر من مكر بعض الناس، وأيضا من مكر بعض الكلام، والذي له معاني ظاهرة واخرى خفية و ( في تعاملي مع مجتمع الكلمات، اخاف ان يرضى عني بعض الناس، وترضى عنى بعض الجهات، وأن أجد نفسي، من حيث ادري او لا أدري، اغضب الله، وأغضب الحق والحقيقة، وما فائدة ان نكتب كتابات نلامس فيها صورة الواقع الخارجية، وألا نقبض فيها على روح هذا الواقع الحي، وألا نغوص عميقا إلى جوهره الصلب، ومن المؤكد دائما، ان الصورة التي تخضع لرتوشات التجميل والتزيين، تكون بالضرورة احلى واجمل، وذلك في العين الحسية طبعا، ومن المؤكد أيضا، ان اصل هذه الصورة، في طبعتها النقية والعذرية والشفافة، هي بالضرورة اصدق،  ولقد صدق من قال(كل خير حسن وليس كل حسن خيرا ) فما اكثر الجمال الكاذب إذن، وما اكثر الأصباغ في هذه الصور التي تغزونا بألوانها  وباضوائها وظلالها، وما اكثر الأقنعة التي تخفي الملامح الحقيقية لبعض الوجوه، وما اكثر الأزياء في هذا الكرنفال الوجودي والاجتماعي والسياسي الكبير والخطير)

           تجديد العالم ام تجديد الرؤية إلى العالم؟ 

قال الحكواتي في احتفالية (الحكواتي الأخير ) 
(لا أحد يمشي في نفس الطريق مرتين، ولا احد يعيش نفس العمر مرتين، ولا احد يحيا نفس الحياة مرتين، ولا احد يمكن أن يموت مرتينَ) َوتعقيباَََ على هذا الحوار الذي جاء في مسرحية (المقامة البهلوانية ) يقول الاحتفالي:
(لا أحد يمشي في نفس الطريق مرتين، ولا احد يعيش نفس العمر مرتين، ولا احد يحيا نفس الحياة مرتين، ولا احد يمكن أن يموت مرتينَ) َوتعقيباَََ على هذاة الحوار الذي جاء في مسرحية (المقامة البهلوانية ) يقول الاحتفالي في كتاب (التيار التجريبي في المسرح العربي الحديث) ما يلي
(وهذا هو شعار الإنسان التجريبي في الحياة، ان يخالف نفسه دائما، وأن يجدد حياته وعيشه لحظة بعد لحظة، ولولا تجريبية هذا الإنسان، فهل كان سيكتشف النار، وهل كان سيخترع العجلة، وهل كان سينتقل من النيء إلى المطبوخ، ومن العاري إلى الكراسي، ومن الكهف إلى البيت، ومن الصيد إلى الزراعة، ومن المشي على الأرض إلى التحليق في السماء، ومن الطبيعة إلى الثقافة، ومن الوجود إلى المسرح، ومن المسرح إلى التيارات المسرحية؟)
ونحن نرى الأشياء. ونشهد المشاهدات، ونكون شهودا عليها، ولكن، هل كل ما نراه حقيقي؟
آلا تخدعنا الحواس في احيان كثيرة؟
ويصر الاحتفالي على أن يعرف الأشياء باضدادها، وفي هذ المعنى يقول ( يهمني ان اعرف الشيء، واعرف مضاعفه وضده، وبضدها تعرف طبيعة كل الأجساد وكل الأسماء وكل الأشياء، ويهمني ان ارى الأبيض في الأسود. وان أرى الأسود في الأبيض،بغير هذا، اصاب بعمى الألوان، ولا أعود أميز بين هذا وذاك، ولا بين هذه وتلك، وما أكثر الذين يكتفون بأن تكون لهم عين واحدة، والا يروا في هذا الوجود، وفي هذه الطبيعة، وفي هذا الواقع، وفي هذا التاريخ، إلا لونا واحدا موحدا، ويقنعون بأن يعيشوا بفكرة واحدة، لا شريك لها، وبراي واحد لا ثاني له، وبحثا عن تلك الرؤية المتعددة والمركبة، كتبت كل ذلك الذي كتبت، وقلت كل ذلك الذي قلت، وإخلاصا لروح التعدد في الوجود، اسست فلسفتي الاحتفالية في هذا الوجود)
ويقول نفس هذا الاحتفالي في كتاب (التيار التجريبي في المسرح العربي الحديث) ما يلي
(وهذا هو شعار الإنسان التجريبي في الحياة
،ان ان يخالف نفسه دائما، وأن يجدد حياته وعيشه لحظة بعد لحظة، ولولا تجريبية هذا الإنسان، فهل كان سيكتشف النار، وهل كان سيخترع العجلة، وهل كان سينتقل من النيء إلى المطبوخ، ومن العاري إلى الكراسي، ومن الكهف إلى البيت، ومن الصيد إلى الزراعة، ومن المشي على الأرض إلى التحليق في السماء، ومن الطبيعة إلى الثقافة، ومن الوجود إلى المسرح، ومن المسرح إلى التيارات المسرحية؟)
وهل كل ما نراه حقيقي؟
الا تخدعنا الحواس في احيان كثيرة؟
ويصر الاحتفالي على أن يعرف الأشياء باضدادها، وفي هذ المعنى يقول الاحتفالي ( يهمني ان اعرف الشيء، واعرف مضاعفه وضده، وبضدها تعرف طبيعة كل الأجساد وكل الأسماء وكل الأشياء، ويهمني ان ان ارى الأبيض في الأسود. وان أرى الأسود في الأبيض، بغير هذا، اصاب بعمى الألوان، ولا أعود أميز بين هذا وذاك، ولا بين هذه وتلك، ما أكثر الذين يكتفون بأن تكون لهم عين واحدة، والا يروا في هذا الوجود، وفي هذه الطبيعة، وفي هذا الواقع، وفي هذا التاريخ، إلا لونا واحدا موحدا، ويقنعون بأن يعيشوا بفكرة واحدة، لا شريك لها، وبراي واحد لا ثاني له، وبحثا عن تلك الرؤية المتعددة والمركبة، كتبت كل ذلك الذي كتبت، وقلت كل ذلك الذي قلت، وإخلاصا لروح التعدد في الوجود، اسست فلسفتي الاحتفالية في هذا الوجود)

             درجات الوجود ودرجات التجريب

الإنسان كائن ثقافي، والثقافة هي فعل اختباري تجريبي، وما الحياة إلا تجربة تجريب، والتجريب هو أن تفعل الفعل، وأن تكون عالما بعلم ما تفعل، وأن تكون على بينة بما تفعل، وأن تبني هذا الفعل، والذي هو اساسا مخاطرة، على السؤال المركب التالي:
ماذا اريد تحديدا؟ ولأية غاية اريد ان اصل؟ 
وبالتأكيد فإن التجريب الفوضوي ليس تجريبا، والتجريب للتجريب، وليس لأي شيء آخر، هو عبث في عبث، وهو فعل بلا معنى، واقول هو فعل، والصحيح هو أن اقول هو اللافعل، والأصل هو أن نقدم المقدمات لنصل إلى الخلاصات، وأن ننطلق من الفرضيات النظرية، وليس من الخواء المعرفي والنظري، وعليه، فينبغي أن نعرف الطريق، وأن تكون لدينا خارطة الطريق، وأن نعرف أولا، نحن نجرب ماذا، على ماذا،  لنصل إلى ماذا؟ 
ولهذا يكون السؤال المهرب،  في كل النقد المسرحي العربي ااحديق، هو السؤال المركب التالي :
-- ما هي نتائج التجريب المسرحي العربي؟ وما هي مخرجاته؟ وما هي الاشياء التي بحث عنها ووجدها؟ 
ويقاس فعل التجريب، في الأدب والفكر والفن، بحسب مقياس التجربة الحية، وبمقياس حياتها وحيوتها وصدقها ومصداقيتها ايضا، وقد يكون في فعل التجريب الاختباري شيء من الصدفة، ولكنها الصدفة الموضوعيةًً بكل تأكيد، وفي هذا التجريب نعيش الشك، ونعيش الخوف، ونعيش القلق، ولا وجود لتجريب حقيقي بلا قلق حقيقي،
ومن يمشي في غير طريقه الذي خطه وحفره بيديه ليس تجريبيا  ومن يمشي في نفس طريق الآخرين ليس تجريبيا،
ومن يمشي في نفس طريقه مرتين او اكثر ليس تجريبيا،
 ومن يتشبه بالتجريببين لا علاقة له التجريب الحق،
ومن ينقل التجريب، ومن يقتبس التجريب، ومن يترجم التجريب، ومن يكرر فعل التجريب بشكل مدرسي لا يمكن ان يكون من التجريبيين الحقيقيين
وكل من (يبدع) وفق موديل جاهز هو مجرد ناقل للإبداع وليس بمبدع 
وهناك من يفهم ان مخالفة الكائن وحده، أو معاكسته او قلبه، يمكن ان يكون تجديدا، في حين ان الأمر يتطلب معرفة هذا الكائن اولا، ويتطلب تحديه ثانيا، ويتطلب تجاوزه ثالثا، ريكون هذا التجاوز من خلال إيجاد البديل الأجمل والأكمل والصدق له، واين هو بديل التجريب الاحتفالي لحدود هذا اليوم؟ أين هو هو؟ وما هو اسمه؟ 
ان فعل الإبداع الحق يتطلب ان ينظر الناظر إلى الأشياء بأكثر من عين واحدة، وكل من ينظر بعين واحدة، ومن ينظر من جهة واحدة، وإلى جهة واحدة، ليس تجريبيا بكل تاكيد 
وكل من يقرأ الكتب وحدها  ولا يقرأ الحياة، بتجاربها الحية، وبتجريبها العاقل، ليس من أمة التجريبين الحقيقيين 
وكل من يعرف ماذا قال الآخرون فقط، والذي يستظهر حرفيا ما قال الآخرون  وما كتب الآخرون، في الثقافات الأخرى وفي اللغات الأخرى، هو في الحقيقة بعيد كل البعد عن فعل التجريب وعن روح التجديد وعن معنى التجريب

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption