مسرحية " استثمار " تأليف د. ايمان الكبيسي
مجلة الفنون المسرحيةد. أيمان الكبيسي |
الشخصيات :
- اربع نسوة بأعمار متباينة كل منهن يحمل رقم (1/2/3/4)
- هو /الرجل.
المنظر غرفة صالون لتجميل السيدات تحتوي على اربع كراسي للحلاقة مع سشوار عمودي معلق فوق الكراسي.
(يبدأ المشهد برقصات تعبيرية خاصة لشخصيات نسائية اربع، دلالة على المشتركات التي تربط تلك النسوة، ثم تعود كل امرأة الى مكانها مع صوت قرع الصنج، وهن يتصفحن الجرائد )
1: ملل ...ملل.
2: (تضحك بهستيريا)
3: (تبكي بصوت عال)
2: (تتصاعد ضحكاتها)اااااه...اكاد اختنق من الضحك.
4: مجانين...نسوة مجانين.
1: لا جديد كل يوم نفس الاخبار.(تقلب الجرائد).
3:لا اجد شيئا يستحق البحث.
4: عن ماذا تبحثين؟
3: عن شيء يمكنني فهمه.
4:لن تفهمي شيئا ما دمت تمسكين الجريدة بالمقلوب.
1: ربما تفهمها اكثر هكذا ...فكل شيء مقلوب، ( تبدأ بالصراخ وكأنها تبيع بضاعة) "وبالمقلوب العب يا ولد"
4: من قال لكِ اني انظر الى ما مكتوب ؟ اني اطالع الصور كي اعرف ما يدور حولي.
2: (تتعالى ضحكاتها) الصور ...نعم انها الصور...جميلة تلك الصور(قرع للصنج، مع اصطفاف للنسوة كأنهن في تعداد).
1: (تقلب الجرائد)لا فائدة ...لا جديد.
4: انتِ ما الجديد الذي تريدينه؟
1: ابحث عن فرصة عمل او مشروعٍ حقيقي.
4.صفحة الاعلانات مليئة بالوظائف الشاغرة.
2:(تضحك )اسمعن انها فرصة جيدة (تصعد على الكرسي) تم بتوفيق من الله وبحضور الاستاذ .... والسيد....والحاج.... وتحت اشراف رئيس واعضاء المجلس البلدي وضع حجر الاساس لمشروع جديد.
3: هيه...هيه ( تهلل بصوت عال) مشروع...مشروع.
1: اكملي هيا(تنظر الى المرأة 2) اخيرا سأجد فرصة عمل.
2: كلنا سيعمل في هذا المشروع...اطمئنوا.
1: اظنه مصنع ادوية.
4: ربما كان مشروعا تجاريا لانعاش اقتصاد البلد.
3: الصور انها ...ربما ستبُنى لنا مساكن من صور.
1: تكلمي ما هو المشروع؟
2: انه ...انه... مقبرة نموذجية.
3: هيه...هيه (ترقص وتغني بهستيريا) .
1: (بسخرية) مقبرة نموذجية !!! يا ليتنا ابقينا على الجرائد مقلوبة.
4: (تذهب وتعود على المسر ح وهي تفكر)
3: مقبرة نموذجية يعني اننا سنُدفن (vip)!!!
2: سيكون هناك (واي فاي) مجاني.
1: وخدمة توصيل مجاني.
3: وتكسي كريم ايضا.
1: ربما ستكون لنا رواتب تقاعدية، ومن دون استقطاعات.
2: انها النعيم.
4: هي النعيم حقا.
1: ماذا تعنين؟
4: انها فكرة رائعة... فأنت تبحثين عن عمل، وانت مهوسة بالصور ...اما انتِ فستجدين اشياءً كثيرة تجعلكِ تضحكين باستمرار.
2: ما علاقة ذلك بهذا المشروع الغريب.
4: اسمعن سنسرق الفكرة من كبار رجال البلدة ونشرع بتطبيقها قبلهم فيكون لنا السبق.
1: كيف يمكن غلبة رجالات السلطة.
3: السلحفاة والارنب (تضحك) ونحن السلحفاة.
4: انه مشروعنا ولن يسبقنا اليه احد.
2: بدأت افهمك.
1: واظنني كذلك.
3: اما انا فلا...وضحي اكثر.
4: هذا المشروع يحتاج مساهمة جماعية ومشاركة فاعلة وهذه المشاركة لن يقدر عليها سوانا.
3: لم افهم!!!
4: ستتبرع كل واحدة منا برجل يعني لها الكثير، ويكون هذا السهم هو حجر الاساس للمشروع.
1: هل فهمتِ الان (تنظر الى 3)
3: بمن سنتبرع؟
2: الاحب الى القلب.
1: (باستنكار) كيف ؟ لا يمكن...مجنونة.
4: كلام منطقي ...فلن تنالوا البر حتى تنقفوا مما تحبون.
1: (بسخرية) خذوا الحكمة من افواه المجانين.
2: علينا التفكير في سعر الارض وما سندفعه من مقابل لها.
3: يمكنني التصرف فيما ادخرته من زهور لشيخوختي ومراسيم دفني(صوت قرع الصنج) ا يكفي شهيد واحد؟ (تنظر اليهن كأنهن غير مقتنعات) اثنين ...ثلاثة ...بل خمسة ...فهذا كل ما لدي ...لا املك غيرهم ولا يحق لي التصرف بغيرهم.(مشهد عزاء يقدمنه النسوة)
4. اظن انه يكفي ...علينا الاسراع بمعاملة نقل الملكية.
3: بقي ان نحدد مهام كل منا.
4: انا سأتولى رئاسة مجلس الادارة.
2: لماذا انتِ؟
3: انا اكثر المساهمات .
1: ان تتمكنين من القراءة لا مطالعة الصور عندها ربما يحق لكِ الترشح.
2 انا الاجدر.
4: بل انا.
3: قلت انا.
1: انا انا انا.
(قرع للصنج مع اصطفاف للنسوة)
2: حسنا ...علينا التفكير بهدوء.
4: سأكون اول المتبرعات(تذهب احداهن وتضع السشوار على راس 4، وكأنها تسلط عليها الضوء بينما تمسك بفرشاة الشعر كأنه ما يكرفون)
1: حديثينا عن اهم محطاتكِ.
4: يا ظلي وكلي اسقيكِ من ماء الخلود حتى ترتوي...لتعتلي نخلة ثرية تحمل تحت ظلالها عنقود ذكرياتي الذي لم ينضج بعد...هكذا كان يُسمعني عند كل لقاء ...قصائد...اغنيات...غزل...فقد ذاب بي عشقا حدا تمنى معه الموت دوني. فكان له ما تمنى لان الحرب وحدها المسؤولة عن تحقيق احلامنا، ما زال جسده دافئا الى الان، ودمه لم يجف بعد ...يمكنني التبرع به من اجل مشروعنا الكبير.
2: (تستذكر) يا ظلي وكلي اسقيكِ من ماء الخلود حتى ترتوي...لتعتلي نخلة ثرية تحمل تحت ظلالها عنقود ذكرياتي الذي لم ينضج بعد...اني اذكر تلك الكلمات ...كان زوجي يرددها دوما.
4: ربما كان زوجك يُلقي قصائد حبيبي!!!
2: لالا بل زوجي من كان ينظم تلك الابيات.
4: مستحيل.
2: نعم كان يكتبها امامي في لحظات الوله.
4: سرقها كعادة انصاف الشعراء...اسأليه فلا يمكنه الانكار.
2: فات اوان السؤال بعد اخر شجار دار بيننا فهجرني وهجرني السلام من بعده.
4: انه الهروب كعادة السراق.
2: لا تقولي عنه سارق.
4: بل سارق.(يتعالى الشجار بينهما، ويتوقف من طرق الصنج).
3: مجانين كافكن شجارا ...تلك الكلمات التي لا افهم معناها كانت تتردد على لسان زهرتي الاولى التي تبرعت بها لشراء هذه الارض...قطفت في موسم الحصاد.
1: وهل للزهور حصاد؟
3: في كل زمان للحصاد اشكال، زهرتي الاولى قطفتها رياح الحرب، اما الثانية فكان الحصاد بين الاخوة بعضهم يحصد بعضا، والثالثة كان نصيبها الحرق في الانفجار الاخير، والرابعة قطفت بنيران صديقة، اما الاخيرة فكان موتها ظلما بعد ان نحرها وكلاء الله على الارض كما يلقبون انفسهم.
1: هكذا كان مصير اخي ...وابي.
4: الم اقل لكّنْ لن يقدر على تكاليف هذا المشروع سوانا.
2: علينا الشروع بالعمل من هذه اللحظة.(طرقات متكررة للصنج، النسوة يتخذن صفا واحدا، يدخل رجل يحمل مجموعة من بدلات مرضى مشفى المجانين، يلبسها للنسوة وكأنهن نزلاء لمشفى المجانين)
هو: (يضرب بالصنج بقوة من خلف الكواليس، يقوم بالتعداد) فقيدة ضايع تايه.
3: نعم .
هو : فقيدة ضايع تايه.
2: نعم.
هو : فقيدة ضايع تايه.
4: نعم
هو : فقيدة ضايع تايه.
1: نعم .
هو : صدر الحكم عليكم بتهمة السرقة.
4: ماذا سرقنا؟
هو: ارض والدي التي تُقمِن عليها المشروع.
2: هي ممتلكات عامة لذا دفعنا ثمنها جميعا بالاتفاق.
هو: هذا استغلال لحق مظلوم حكم عليه ظلما بالإعدام.
3: كيف يظلم من يمتلك الارض؟
هو : هذا ليس وقتا للنقاش ...جئت لتنفيذ الحكم.
3: الارض من حقي بعد ان زهدت بكل شيء لها.
1: من اعطاكَ هذا الحق؟
هو: القاضي، ورجل الامن، والمدعي العام .
4: لم نشهد اي محاكمة!!! فكيف ونحن لم نُغادر المشفى؟ ولم نُعط فرصة للدفاع عن انفسنا.
هو: لا يحق للمجانين الكلام ...انهم بدلاء على دكة احتياط للاعبين الاساس.
3: ابوك هو الكابتن؟
هو: حكمت المحكمة حضوريا بالإعدام على المجرمة (فقيدة ضايع تايه)، بدلا من المظلوم (فائز بخيت منصور) وفقا لمقتضيات المصلحة العامة.
3: من سيكمل المشروع من بعدنا؟
هو: اتعهد لكم ببناء نموذجي للمقبرة ونزلاء من خيرة القوم سأقوم باختيارهم بجدية، وتكريما مني (لفقيدة ضايع تايه) ستكون اول نزلاء المقبرة.
4: سنطعن بالحكم.
هو: القاضي رفض التمييز والاستئناف.
2: اين هو ذلك القاضي؟ واين المدعى العام ورجال الامن؟
هو: انا القاضي...انا رجل الامن وانا المدعي العام.
(قرع للصنج فتعود النسوة الى مقاعدها ويقوم الرجل بأسدال السشوار على رؤوسهن كأنه شاهد لقبور).
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق