قرأة في كتاب لعبة الظل والضوء ..دراسة في مسرح خيال الظل والمسرح الاسود تأليف ا.د.حسين هارف _ ا. زينب عبد الامير
مجلة الفنون المسرحية
قرأة في كتاب لعبة الظل والضوء ..دراسة في مسرح خيال الظل والمسرح الاسود تأليف ا.د.حسين هارف _ ا. زينب عبد الامير
د.عزيز جبر الساعدي
بدءا نقول قليلة جدا الكتب التي تبحث في شؤون الطفل بشكل عام وقليلة ايضا الكتب التي تستنهض حركة المسرح التي تهتم بجذور مسرح خيال الظل المدهش والساحر على مرور الزمن بنكهته الشعبيه وتاثيره على شريحة مهمة في المجتمع ولكل المراحل التاريخيه .مسرح خيال الظل هو مسرح الظل , أما الضوء فهو خلفية له . قدم المؤلفان من خلال هذا الكتاب مسرحين يشتركان في لعبة الظل والضوء ,,ولكل منهما قِدمه وجذوره التاريخية وأشكال تحديثية طرأت عليه .
هذا الكتاب الذي جاء ب180 صفحة يقدم دراسة أكاديمية في
عناصر ومقومات هذين الفنين البصريين التشكيليين,أنهما نوعان من أنواع المسرح البصري التشكيلي الحديث .
في المسرح الاسود فأن الضوء هو جوهر هذه اللعبة ,والتي من الضروري ان يكون المسرح اسودا تماما بكل ما فيه تماما ,من ستائر وقاعة عرض ,فلا يظهر شيء سوى وجوه الممثليين او ملابسهم,وهو أسلوب حديث في مسرح الدمى الذي أعتمد في ظهوره وتطوره على تطور فن الاضاءة بوصفها عنصر هام من عناصر العرض المسرحي على أختلاف أنواعه ,ويعتمد المشهد في المسرح الاسود على بروز الاشكال بواسطة الاضاءة فوق البنفسجية .
جاء الكتاب في بابين وفيه ثلاثة فصول لكل باب تبعا لكتابة رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في الجانب النظري وأختيار عينات ,ففي الفصل الاول تطرق المؤلفان الى مفهوم خيال الظل ثم الاصل التاريخي لخيال الظل مرورا بمراحل اشتغلات خيال الظل في (الهند والصين ومصر وتركيا وجاوا)وكان بودي ان يكون اهتماما اكثر في التقليد او الابتكار لخيال الظل في العراق وعلى ما مشهور به العراق في فن القرقوز وربما سيكون مبحثا خاصا به في دراسة قادمه ..
في الفصل الثاني جاء في تقنيات وانواع خيال الظل بأنواعه في تحريك الدمى وتقنية صناعته وبناء المسرح مرورا بالموسيقى وبعض المسرحيات وشخوصها وتقنيات تحريك الدمى والازياء المرتبطه بها والديكور وبعض المؤثرات .وفي الفصل الثالث يتحدث الكتاب عن فن الكراكوز والحيل المتبعه في عروض خيال الظل واساليب الاضحاك في عروض خيال الظل والفصل الرابع أفردوا فيه لشخصية ابن دانيال العراقي الذي ارتحل الى مصر أبان اجتياح المغول بجيوشه العراق. ويعتبر ابن دانيال المؤسس الحقيقي لمسرح خيال الظل الذي كان ميالاٌ الى اللهو والمجون وله شعر ظريف يدلل على عبقريته فهو يؤلف النص ويوزع الادوار ويصمم الخيال ويختار وقت العرض ايضا .
وفي الباب الثاني تطرق المؤلفان الى لعبة الضوء في المسرح الاسود تأريخه وأسراره وتقنياته وعمل المخرج في المسرح الاسود, ينتهي الكتاب بالمصطلحات والفهرست و السيير الذاتيه لكلا المؤلفان .
اخير يمكن القول أن هذا الكتاب مهم جدا في تغذية الناشطين لهذا الفن الصعب والدارسين على حد سواء وهو لذيذ في أعطاء المعلومه التاريخيه وسلاسة المحاور وأهميتها في توصيل المعنى لكل متابع حتى وأن كان من خارج المهتمين بالمسرح .فهذا الفن ولدَ ليُعبر عن وجدان الناس وحاجاتهم ومعاناتهم الاجتماعية والسياسية ,موروث تمتع به الجمهور العربي والغربي وبأختلاف طبقاتهم الاجتماعية فأستطاع ان يخفف ممن معاناة الملوك والامراء ومن معاناة الفقراء من خلال النقد اللاذع والسخرية والاستهزاء ضد كل فساد وظلم يقع على الناس ,انه فن أدخل الضحكة والطرافة الى نفوس الكبار والصغار معا ,ولكننا لم نجد هذا البهاء والحضور اليوم فقد عاش واكتسب هويته في المجتمع العربي القديم .ونتمنى أن يجد له ذات الصدى الذي تاسس من أجله فهو الفن الساخر المحبب للجميع .
تحية للدكتور حسين علي هارف والاستاذه زينب عبد الامير لهذه السياحة الفكريه التي لاتخلو من منفعة وفائده وأمنيات لكم بالنجاح والتقدم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق