بحث في " اشكالية مفهوم ما بعد الحداثة "
مجلة الفنون المسرحيةأياد رحمان بدن الذهبي
جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة
الملخص :
تحدد هذا البحث بدراسة مختارة عن اشكالية مفهوم ما بعد الحداثة، وكشف ماهية هذه االشكالية وخصائص الحداثة وما بعد الحداثة، وتعميق دراسة هذه السمات بعد اإلشارة إليها. وقد تضمن الفصل االول )اإلطار المنهجي( مشكلة البحث، أهمية البحث، أهداف البحث، تحديد المصطلحات .
وقد تضمن الفصل الثاني )االطار النظري( مفهوم ما بعد الحداثة وجماليات مسرح ما بعد الحداثة، وقد ختم البحث بالمصادر
الفصل االول
اإلطار المنهجي
مشكلة البحث:
يتسع مفهو م أداء الممثل باتساع المناهج والطرق واألساليب والمدارس الفنية المنتشرة في العالم، وتكمن مشكلة هذا البحث لإلجابة على السؤال الالئح والملح؛ ولمعرفة وتبيان سمات األداء التمثيلي في عروض مسرح ما بعد الحداثة، وكشف ماهيتها الفلسفية والتكنيكية والجمالية، ومعرفة أو جه االختالف الحاصل بينها وبين بقية األساليب، والمناهج من أجل كشف وتعميق هذه السمات وتطويرها بما يخدم المؤدي )الممثل( أثناء سيرورة عمله اإلبداعي االشتغالي، األمر الذي يسهم في االرتقاء باألداء من وضعه الراهن الى آفاق جديدة عبر ًضا في ضوء تالدرس والتحليل، وأي طور المدارس والمذاهب والمناهج المسرحية وتعددها واختالفها، يطمح هذا البحث ودراسته النظرية، والمعرفية، والميدانية في علوم المسرح، إلى األداء المسرحي في بحثه الدائب على إيجاد الركائز والجسورّكشف المديات التي أخذها فن
الحركية التي تشكل سمات األداء في مسرح ما بعد الحداثة.
أهمية البحث:
-1تكمن في محاولته للكشف عن اآلليات الفعالة في معرفة مستجدات التطور في الفكر اإلنساني فيما يخص أداء المؤدي في عروض مسرح مابعد الحداثة.
-2تزويد المؤسسات الفنية واإلنتاجية واألكاديمية المختصة في حقل التمثيل ، مثل )دائرة السينما والمسرح(، كليات ومعاهد الفنون الجميلة من أجل التعرف على كيفية األداء في مسرح ما بعد الحداثة.
-3 ما هو جديد في عالم أداء المؤدي.ّا بكلًا وعالميًا وعربيًإغناء المكتبة محلي
أهداف البحث :
يهدف البحث إلى : تقصي ورصد سمات األداء التمثيلي في عروض مسرح ما بعد الحداثة.
تحديد المصطلحات :
تعَّرف السمة فنيا : ا ترتبط ً بأَّنها
ً)) فئة من أساليب االداء ترتبط فيما بينها ارتبا ًطا عالي
"1" بغيرها ارتبا ًطا منخف
ًضا ((
ّ وعرفها )الالند( بأَّنها:)) ِّ تمثيل األفكار ) بعالمات او ممي ازت ((
"2". فن
وحَّدها أسعد رزق بأَّنها)) ميزة فردية في الفكر والشعور والفعل وقد تكون متوارثة وتأتي "3". بواسطة االكتساب والتعلم ((
االداة:
ً اذا أخذوا العدةجاء في لسان العرب البن منظور ))أداء من )تأدى( تأدى القوم تأديا
التي تقويهم على الدهر، ولكل ذي حرفة )أداة( هي )آلته( التي تقيم حرفته وأداة الحرب سالحها ورجل )مؤد( ذو )أداة(، و)مؤد(، وقيل كامل )أداة( السالح و)أداء الشيء( على "4". أوصله السم األداء((
وجاء في المنجد اسم مأخوذ من الفعل )أدى( بمعنى أوصل الشيء، أو قضاء األداء يعني )القضاء( أو )اإليصال("5".
على حين عَّرفها )جيلين ولسن( في القاموس والفلسفي : )) بأَّنه يعادل اإلنجاز، أ َّن أي أداء البد أن يشمل على قدر معين من الكفاءة والتمكن والسيطرة على األدوات واألساليب والوسائل والمحاضرات التي يتم من طريقها األداء (("6 ".
ما بعد الحداثة:
عرفها مارفن كارلسون ))إَّنها ظاهرة اجتماعية شهوانية فلسفية، إ َّن ما بعد الحداثة يتجه نحو اللهو، واالنفتاح، والوظيفة التنفيذية واالنفصال واألشكال غير المحددة، أو التي في غير مكانها واألجزاء المتناثرة من الجدل، واأليديولوجية المشروخة واإلرادة التي تسعى لهدم ما هو موجود واستحضار الصمت (("7 ".
وحَّدها أبو زيد بأَّنها: )) اتجاه قوي بدأ على األغلب في العام 1171م ومن قادته في فرنسا ليوتار، وميشيل فوكو، وجاك دريدا : التفكيك وتحرير اإلنسان ومرتكزات التفكير البشري من االتجاهات والمسلمات والمعتقدات والقيم )حضارية أو قومية أو إنسانية أو دينية (، بل ومن دعاوي العقالنية والمثالية والتمركز تلك المبادئ التي سادت اوربا لعقود منذ عصر التنوير، وهي تذهب الى أَّنه حول الذات ال توجد حقيقة موضوعية مجردة أو سردية عليا كبرى في أو خارج اإلنسان تستحق عناء البحث عنها والتمسك بها والتصديق بها فهي ّ و أري بيتر بروكر بأَّنها: ))تقترن بالث ِّ "، تنزع القداسة عن العالم ((8
قافة الدنيا وتهاجم فن
"1 ". الماضي وتتهكم بسخرية وترتبط بالتفكيك والنزوع الى االستهالك ودوائر المعلومات (( التعريف االجرائي للباحث :
مما تقدم يرى الباحث: أ َّن ما بعد الحداثة هي الحداثة بشكل معمق وصريح وعميق هي الحداثة سافرة وبدون قناع نوع من االنفصال التام عن كل ما هو قديم وتقليدي ومعروف ومتوقع، ما بعد الحداثة هي بحث فلسفي ومعرفي وتكنيكي واجتماعي وجمالي يسهم في رقي اإلنسان وسعادته الباحث عن تفسير لمعنى وجوده عبر البحث الدائم عن التجديد، والمسرح احد هذه األوجه والنشاطات الحيوية . وإ َّن سمات األداء التمثيلي في عروض ما بعد الحداثة : هي الخصيصة أو الصفة التي تميز مبدع من مبدع آخر، واألداء: هو اإليصال والقضاء : أما في عروض ما بعد الحداثة : فيقصد الباحث منها : العروض التي تحاول التحرر من قوانين الحداثة التي تمجد العقل الذي يعادل ) السلطة( وتميل الى تفكيك وهدم كل ما هو تقليدي وآلي وصوالً الى مقاربات وأفكار معرفية وفيمية وجمالية جديدة.
كتب كثي ارً عن مفهوم الحداثة وما بعد الحداثة في كل حقول المعرفة اإلنسانية في ً العلوم والفلسفة والفنون واآلداب ذلك بأ َّن الجانب الماد ؛
ا أو فناًي ليس الفلسفة بوصفها شعر
ا )الدورنو( انًذلك بأ َّن الفلسفة كفن تعادل محو الفلسفة كما أَّنه ال يسمح للفلسفة استناد تسلم لباعث جمالي هذا التأكيد ال يمنع التجريب في تقديم مفاهيم جديدة وهي عملية قد تقود إلى الشعر تماما كما أ َّن الف َّن له أريه الطليعي في أقصى درجاته يمكن أن تكون عملية ً ومع ذلك يجب على الفلسفة أن تبطل نزعتها الجمالية إ َّن انجذابها للفن المفهومه جوهريا
1
" . ومن هذا المنطلق الفلسفي نرى أ َّن كانط يقول: ))ليس ثمة شك
يخولها أن تستعير الفن"
بأ َّن معرفتنا كلها تبدأ بالتجربة Experience وإال كيف يمكن أن تستيقظ ملكة المعرفة عندنا لتؤدي عمال ما لم تؤثر أجسام في حواسنا فتولد من ناحية إحساسات فينا Representations وتستثير من ناحية أخرى فعالية الفهم ليقوم بمقارنة هذه االحساسات وجمعها وفصلها ليؤلف من مادة االنطباعات المحسوسة تلك المعرفة.
وعليه من حيث الترتيب الزمني ليس لدينا أية معرفة سابقة على التجربة وبالتجربة تبدأ
."
2
كل معرفتنا (("
إ َّن المعرفة تأتي من خالل التجربة ، إذ يرى دولفر أ َّن )) المسطحات غير قابلة للتعداد كل له منحناه المتغير وهي تتجمع وتنفصل وفق وجهات نظر تنشئها الشخصيات فهناك تكاثر وانتشار للشخصيات المفهومية هناك من المفاهيم الممكنة فوق سطح واحد : فهي تتصادى وتتناغم فوق جسور حركية ولكن يستحيل التنبؤ بالمسار الذي ستتخذه بسبب متغيرات المنحنى فهي تتوالد وفق رشقات وال تنفك عن التفرغ أو التفريغ تلك هي الفورات ومجتمعات األصدقاء فهي مجتمعات المقاو مة إذ أ َّن اإلبداع هو المقاومة ، إن تبدع وتقاوم في وقت واحد سيرو ارت طالعة أحداثا خالصة فوق مسطح المحايثة أن نفكر معناه أن
ا ما هو في طور االنجاز إ َّن الجديد والمثير والمهم تلكًنجرب، ولكن التجريب يعيد دائم 3
."
ًال عن ظاهرة الحقيقة وتصبح أكالعقبات التي تأتي بدي ا منها ((" ًثر طلب
بهذه المفاهيم والتوسعات الفكرية الجديدة التي طرحها دولوز نستينس ماهية الحداثة و))يمكن أن نقول إ َّن أسس الحداثة التي بنيت هي أوًال الفكر التنويري القائم على التعامل ا ونتيجة لذلك يسود اإلنًمع الواقع بوصفه حاض ار سان أما الثاني هي ً ونبذ الميتافيزيقيا غالب
السيادة الكونية بما يناسب مصالح األيام وقاموا بتقديم اإلنسان األوربي على أنَّه متعال
ومتطور سببت ظهور الفكرة الثالثة المختلفة بالتصنيع من خالل امتالك التكنولوجيا الحديثة . عبر هذه األسس الثالثة يمكن أن تكون هناك ثالثة توجهات للحداثة: .1 إعالء شأن العقل والمعرفة العقالنية .
.2 إعالء شأن الذات اإلنسانية .
.3 التأكيد على الوضعية التكنولوجية واألدائية.
ولقد أوضح هيدجر تأثيرات الحداثة السلبية
.1 هيمنة العقل على كل مظاهر الحياة.
.2 الذات هي المقياس الوحيد للعالم.
التقنية هي المسيطرة على مظاهرة الحياة واذالل الطبيعة واخضاعها للغطرسة وبهذا يمكن االرتكاز إلى االكتشافات التي عصفت بالقرن العشرين التي غيرت من مسار خارطة الفكر المعرفي متمخضة عنها ظهور تيارات جديدة أكملت وساهمت في تغير الرؤية واألفكار وإسقاط القيم واالنفتاح على التأويالت و)استبعاد المرجع( و)غياب التجنيس( كـ السيميائية والبنيوية والتفكيكية التي ساهمت في ظهور الفكر ما بعد الحداثي الذي أزاح مفاهيم الحداثة المتمثلة بـ)الذات( و)العقل( و)العدمية( إلى االرتقاء من الحداثة إلى ما بعد
4
" وعبر ذلك نرى أ َّن كل ذلك التغيير قد حدا بالفيلسوف الفرنسي جاك دريدا إلى
الحداثة(("
التأكيد على مفاهيم تختلف في رفضه الثنائيات وعدم وجود عالقة بين الدال والمدلول بل تكون عالقة الدال من خالل العالقات مع الدوال االخرى، وفي تأكيده على جوانب خطية ً لتفسير أنواع السلوك البشري ال يمكن اعتبار الفكرفي األغلب ال عقالنية وحيادية أخالقيا
5"، ونتيجة للتنوع
ً ال لوجود تعددية مماثلة في الفكر المعاصر(("معاصر فك ارً ما بعد حداثيا
ً فهو يبشرً ديناميكياواالختالف في الفكر المعاصر الذي منح مفهوم )ما بعد الحداثة( بعدا ً عن العصور السابقة مثل ظهور مجتمعات ماً كليابوالدة عصور متغيرة ومختلفة اختالفا
بعد )الصناعة( أو ما بعد )الرأسمالية(، ولعل من شأن ذلك أن يضفي على ما بعد الحداثة ً من الديناميكية والحيوية، وإن كان ذلك بالمعنى التقويضي االستف اززي في تأكيدهاشيئا الجازم على والدة أجناس وأنواع عديدة وعلى إثرهما لفكرة بروز نخب سياسة جديدة في شكلها الجامح في العلوم والفنون واآلداب وكل ما أنتجه عصر األنوار بركيزته )الحداثة (، ولعل الشكل الجامح لما بعد الحداثة يطرح سلسلة من االحتماالت تدعو إلى التجديد التي
تتعاظم من خالل إشكالية اإلزاحة واإلثارة بغية إعادة بناء قواعد الحداثة والتشكيك بها ((" واإلزاحة اللذين يساهمان في ما بعد الحداثة وأهميتها هذه االحتمالية .
6
ويرى سكوت الش )Lash Scot )الذي يصف تيار ما بعد الحداثة في ظل التميز بين المجاالت الفنية والسياسية واالجتماعية باعتباره نزعة إلى )محو( هذا التمييز وإلى )هدم( الحدود التي تفصل مجال الفن واإلبداع الجمالي عن غيره من المجاالت الثقافية وتفصح هذه النزعة عن نفسها في المسرح والتشكيل في صور صريحة للتقسيمات التقليدية وخلط واضح بين األجناس وفي صورة رفض قاطع للفصل بين الفنان والعمل الفني أو بين الجمهور األداء اإلبداعي.
من ذلك تتضح رؤية ماهية ما بعد الحداثة واتساعها الفلسفي و التكنيكي والجمالي الذي غير من طبيعة أشكال األعمال الفنية في الحقول اإلبداعية كافة بما فيها الفن المسرحي واألداء التمثيلي على وجه الخصوص .
ويصف جيمس ما بعد الحداثة وفق رؤية هيمنة ثقافية أو نتيجة مترقبة على رد فعل تجاه الحداثة وعلى تحول حاسم من األفكار إلى رأسمالية متعددة الجنسيات وهذا التوسع في السوق المالية وما صاحبه من تطو ارت في وسائل اإلعالم االلكترونية اخترق كل جوانب الوجود اإلنساني ومستوياته مما أدى إلى ظهور عالم شهدت أحواله تغيرات اجتماعية ونفسية مكثفة وعميقة .
مما تقدم يتضح لنا بأ َّن الحداثة لها خصائص من أهمها ما يأتي:
.1 هيمنة سلطة العقل.
.2 إحالل النظام مكان الالنظام.
."
7
.3 إحالل العلم مكان الخرافة "
وعليه فإنَّنا يمكن أن نفهم إ َّن الحداثة هي:))ما استحدث من قوانين وضوابط جديدة تفعل السطح التصويري لتصل به إلى مستوى االبتكار واإلبداع ويمكننا القول إلى إ َّن حقيقة ا إلى تحديد جنس أي منجز يناهض النتاج الفني الماضيًالعمل الفني الحداثي يسعى واعي
."
8
األول لتأسيس نموذج نقدي وفق شروط فنية تؤسس لها شرعية العمل نفسه((" ً وتحركه الكتشاف آفاق جديدة و))علىوهذه الشرعية التي تأتي من العمل تمنحه دفقا
ذلك إ َّن مصطلح الحداثة يشير إلى نمط من وعي اإلنسان المعاصر أهمية اللحاق بحركة ً ما ينتهي باليأس؛ لتزيد سرعة هذه الحركة ومع ذلك يفضيالذهن هذا الوعي الذي غالبا
لهذا المصطلح تأثيره من حيث ارتباطه بمشاعرنا التي تجعلنا نتصور أَّننا نعيش في زمن
حديث كل الحداثة. إ َّن التاريخ المعاصر هو منبع أهميتها وإَّننا أيضا إنتاج الحاضر وليس الماضي، وإ َّن الحداثة هي حالة طازجة من حاالت الفكر األساس حالة تلمسها واكتشافها
.9"
الفن الحديث(("
ومن هنا فإ َّن العالقة بين الحداثة وما بعد الحداثة تتضح أكثر في تعريف ليونار إذ قال : لما تعرفه بعد الحداثة هي شكل من أشكال العدمية القائمة على إلغاء الماضي وقمعه وإ َّن الما بعد في )ما بعد الحداثة( ال تدل على حركة )عودة( أو )استرجاع( أو )تغذية ًضا سيرورته البادئة فوق إلى فوق إلى ما و ارءاسترجاعية(، أي كل ما يفصل بالتك ارر بل أي سيرورة التحليل واستذكار وتأويل باطني وانعكاس محرف .
أما شارل جينكز فيطلق تعبير )المتأخر( على كل ما يندرج في الـ ما بعد عند جيمسون وليونار وبودريار وك اروس وحسن ألَّنه يعتقد أ َّن عصر ما بعد الحداثة ما هو إال حداثة متأخرة فـ))المدلول الزمني لما بعد ال يتطابق مدلولها النظري فإذا تابعنا ظاهريا قب ً ما يتع عصر الحداثة تاريخا فإنَّها ليست كذلك من الناحية النظرية حيث يمكن إرجاع كل ما يسبق الحداثة أو تزامن معها إلى دائرة الظل بفعل سيادتها فقد ظهرت ما بعد البنيوية وما
.
10
بعد الحداثة وما بعد االستعمارية((
ذلك يوضح التحديد الدقيق الذي يحاول أن يصل إليه الباحث عبر موضوع بحثه في تعدد تسميات ما بعد الحداثة ) kahen herman ) بأَّنه عصر ما بعد االقتصاد. أما دايتيل بل عالم االجتماع قال بأَّنه عصر ما بعد الصناعة، أما اميتاي اتزوني الناقد الفني،
فقال إَّنه )ما بعد العهد الحديث(، وقد عبر ليونار عن عصر ما بعد الحداثة بأَّنه موت ،ً وسماه بعصر ما بعد المجتمعالمذاهب الكبرى التي حاولت تفسير الواقع تفسي ارَ شموليا
الحديث.
وأما األمريكي )زبيجينو بريزينسكي(، فقد وصفه ما بعد التكنولوجيا، وبهذا فقد تعددت األسماء، لكن االسم واحد حيث حدد هارفي بعض المشتركات التي يتمثل في التشظي ". 11 والالتحديد والتحفظ الشديد عن شمولية الخطاب (("
وعلى ضوء ذلك يرى الباحث أ َّن الشكل الذي ظهرت به )ما بعد الحداثة( في البداية كان عن طريق المساهمات النظرية والمنهجية للمشتغلين بالفلسفة وعلم اللغة وعلم االجتماع والسياسة وتاريخ الحياة وعلم البالغة والالهوت واال ا مع
ًنثربولوجيا، باعتبارها أكثر انسجام
"، فمنحت تلك المدارس واالتجاهات والمفاهيم المجال 12 توجهات ما بعد الحداثة الثقافية (("
ً لما بعد الحداثة أن تترسخ . وبغية البحث إسناد بعض النشاطات المسرحية التيواسعا
أعطت مؤشرات لما بعد الحداثة .
)) وباالمكان التعرف على العالقة بين تطور الفن الحديث والموسيقى الشعبية في أوضح صور في العروض المسرحية الخفيفة في )الستينات( و)السبعينيات( التي قدمتها ّالمجموعات في بريطانيا، وال شك إ َّن أصل العرض المسرحي الحقيقي يعود الى سني العشرينات لقد خططت مدرسة )الباوهاوس( نماذج للبيئات والمسارح الخفيفة، وقد تزامن
ظهور هذه العروض المسرحية مع االستخدام الواسع لعقاقير الهلوسة، ولقد كان العرض من ". 13 هذه العروض الشعبية يهدف الى تزويد المشاهد بالقدر ذاته من اإلثارات ((" من هنا نجد )) أ َّن هذه اإلثا ارت التي تجسد حقيقة العالقة بين المتلقي ومفردات ا ا ألداء عناصرهما المتحركة، فالمسرحية ال تتشكل إال من السينوغ ارفيا بأداء
ًلعرض وفق
العناصر المتحركة وال تخفى أ َّن أهمية هذا المفهوم للفضاء، والذي يطلق عليه اسم الفضاء غير الشكلي في التجارب المعاصرة، وال سيما في تبلور ابتكارات السينوغرافية الحديثة سواء من حيث تحرك الفضاء أو تجريده من خالل اإلضاءة وحركة المؤدين، أو من حيث
". 14 استغالل تقنيات الضوء والصورة، بحيث يتحول العرض الى مادة بصرية((" نستنتج مما تقدم ونعرف أ َّن)) من ممي ازت الحداثة هو اكتشافها لطرق تعبير جديدة ومغايرة لما هو سائد وذلك بالتجاوز وتخطي حواجز كثيرة من أبرزها حاجز اللغة ، ذلك بأ َّن ا في القدرة علىًاللغة لم تعد تشكل كما يبدو ،)وساطة كاملة( وإَّنما وساطة قاصرة وانعدام توسط )أو إيصال( المباشر )أي المعيش ( وهي ليست شفافة كما يدعي وإَّنما عائق أَّنها ال
تلخص الواقع وال تسلمه لنا، بل تشوهه وإذ نحن نعتقد أَّنها تعيد خلق المغامر المبتذل وتحوله إلى جمال، فذلك بأَّننا ننظر إلى موت الجمال من حولنا ، فإ َّن من الواجب )تجاوز "؛ الن اللغة تشكل هنا بمثابة سلطة ال تعبر عن 15 اللغة( باعتبارها من التجريد المحض(("
مكنونات اإلنسان بل تقمعه .
كما نرى )) أ َّن ما بعد الحداثة يمكن بالفعل تحديده وتشخيصه على أَّنه إلحاح على التعدد، التعدد بكل أشكاله تعدد الثقافات ، وألوان الخطاب ، والتجارب االجتماعية في المجتمع الواحد، وتعدد الهويات ، وتعدد المعايير التي تقاس بها الحقائق ، وتلك هي ا االختالف التي تتحدد خصائص سبقتها لألحًآيدلوجي ادي والمتجانس، لصالح التنوع والكثرة والتباين أ َّن هذا الموقف إَّنما هو رد على قيم الحداثة واعت ارض عليها ، وتجاوز حقيقي
للفرضية األساسية التي قامت عليها الحداثة المتمثلة في رفضها للماضي ونفيها للتراث ". 16 وانهيار الثقة في األساس القبلي الذي قامت عليه(("
هذا التنوع وتعدد الهويات والمطالبة باالختالف وتقاطع التصورات هو ما تبغيه ما بعد الحداثة، ولنرى أ َّن )) هناك من يدافع عن مشروع الحداثة مثل )هابر ماس( ويرى فيها إمكانات مدخرة لم تخرج بعد الى الوجود ، وطاقات قادرة على النهوض بها وتدارك آثارها التدميرية التي نجمت عنها وهناك من ينتقدون ما بعد الحداثة وال يرونها إال هوسا عارضا ، ً اخترعه أهل الفكر بحثا عن خطاب جديد ، يكسبهم امتيا از ثقافيا كما يرىاو اخت ارعا خالبا ًالناقد الدكتور السيد إب ارهيم ، أما أنصار ما بعد الحداثة ، فقد انتقدوا ثقافة )الحداثة( انتقادا عنيفا وا يلهجون بفلسفة جديدة اقترنت بنيتشة ، وهايدجر ، وجاك دريدا ، وهم ينتقدون ً واخذ ً من ديكارت ، مرو ارً بعصر التنوير وانتهاء بالنظرية االجتماعية عندنظرية الحداثة ابتداءا
ً وأضاليل وبذلكماركس وماكس فيبر لثقتها في العقل ، وهي ثقة ال ي ارها المنتقدون إال س اربا انعكس العقل المؤسس على الشك وهو ميراث الحداثة من ديكارت على نفسه ، انعكس شكه على نفسه ، فكانت النتيجة هي العدمية التي سادت نتيجة لتلك المتغيرات النظرية التي أتت بها الحداثة وتعمقت في مرحلة )ما بعد الحداثة( التي ال يخفي فيها الحس العدمي ًضا باعتباره سمة من سمات اأي لعصر ال ارهن والذي أكده المنظرون والفنانون والفالسفة
.
17
والنقاد الجماليون((
جماليات مسرح ما بعد الحداثة
البد لنا من بحث ودراسة جماليات مسرح ما بعد الحداثة لكي نصل بالتالي الى معرفة سمات ـأداء الممثل في مسرح ما بعد الحداثة عبر تلك الدراسات.
وبالرغم من امتداد البحث في المشكلة الجمالية منذ العصر القديم إال أ َّن المفكر األلماني ) الكسندر بومجاتين( مؤلف كتاب الجمالية1712-1714 كان أول من استعمل التعبير في القرن الثاني عشر الميالدي إال أنَّنا نالحظ أ َّن المرحلة التي نشأ بها بين معنى التعبير قديمة وحديثة فكلمة )kolokagath )التي تعني عند اليونانيين )جميل – حسن( ". 18 تقابل تعبير)الجمال( في العصر الحديث"
هذا من جهة معرفة معنى الجمال ، أما عند اليبنتز))عند المنطلق األول يرى )اليبنز( أ َّن ما نثر عليه من اكتمال عن الطريق العقلي يعني الحقيقة ، بينما يجعل الثاني يتحدد بما يعثر عليه عبر األحاسيس أو المشاعر يعني الجمال حتى ولو كان عبر صورة غير مكتملة
ا الى تحليل منطقية فيما يخصًاو هي ناقصة مبتورة، وهو ما دعى )بومجارتن( مؤقر
موضوعية الجمال إن هذا الجمال المنقوص أو المبثور ويجد طريقة في الفن بما يسمى ". 19 )جماليات التالشي( او )الجمال المفقود( في تجارب ما بعد الحداثة ((" وعليه فإ َّن ))الجمال هو قيمة ايجابية نابعة من طبيعة الشيء خلقنا عليها وجودا موضوعيا او في لغة اقل تخصصا: الجمال هو لذة نعتبرها صفة في الشيء ذاته ، الجمال هو قيمة ، اي انه ليس ادراكا لحقيقة واقعه او لعالقة وانما هو انفعال لطبيعتنا االرادية " 20 التذوقية تتعلق وظيفة الجمال بالمتعة(("
ولو اردنا أن نصل إلى تعريف الجمال عند أكثر الفالسفة الجماليين تأثي ارً )كانت( ألوصلنا إلى أَّنه )) ال يوجد علم الجمال بل يوجد نقد للجمال ، كما اثبت ان قواعد االنتاج الفني ال يمكن ان تصاغ قبل اتمام العمل الفني نفسه.
21 "
ً لروح الموسيقى(("اما شوبنهاور المغرم بالموسيقى. ))فال يرى في الجمال اال تجليا
على الرغم من صحة ان الفن ))يقوم في العملية االجتماعية الشاملة بوظيفة التصالح مع النظام القائم ، انه كذلك يشتمل على عنصر من السخط يتطلب المصالحة معه فهو يشتمل " 22 في نسغه الخاص من حيث المبدأ على المقاومة وعلى مناهضة النظام القديم (("
اي هناك مقاومة داخلية في تركيبه تنزع نحو االنطالق من اسر نظامه وتماسكه ))ان الوجه شكله الذائقة هو مشروطيته وهذه نسميها الضرورة ان الجميل مثلما نظنه ينطوي على " 23 صلة ضرورية باالشباع(("
وعليه فان تنظيرات مسرح القسوة في كتاب )المسرح وقرينه( فان جاك دريدا يراها )نصوص تفرض نفسها لتحريضات اكثر من كونها ارشادات النها تمثل في نظرة نسق من االنتقادات يرج كامل تاريخ الغرب اكثر من كونها رسالة في الممارسة المسرحية ويؤكد الخطاب النقدي التفكيكي على انه يعين على العرض المسرحي ان يجد طريقة الى المتلقي من غير وصاية النص المسرحي الذي يحاط في اغلب العروض التقليدية بكثير من القدسية
ا او )لوغوس( يعبرًا لفظيًوالالمساس ، فالنص المسرحي الذي يفرض نفسه بوصفه نسيج عن نفسه بادئ ذي بدء في حين ان جميع االشكال التشكيلية والموسيقية والحركية المدخلة
الى المسرح الغربي مهما كانت اهميتها ال تقوم بافضل االحوال اال بتوضيح وخدمة ومرافقة " هذا من ناحية . 24 وتزيين ذلك النص )اللوغوس("
واما من ناحية اخرى فإ َّن )) حركات الفن الحديثة او المحدث في اي عصر تحدث فيه المسوغ لها من الناحية الجمالية اال اذا كانت مدفوعة برغبة احداث صدمة او جذب االنتباه
25
باستثارة العواطف فثمة لزوم للتنوع والطرافة والجده واالبداع((
- 259 - مجلة كلية التربية األساسية المجلد -12 العدد -09 1922
اشكالية مفهوم ما بعد الحداثة ........................................................ أياد رحمان بدن الذهبي
واذا ما امعنا النظر في حركة المسرح فان )) هناك مخرج ومنظر مسرحي له الفضل في نقل المسرح الى الناس لم يكن )اندرية انطوان( منظ ار في المسرح ولكنه كان يحس ً
بضرورة التغيير كل شيء في المسرح تغيير في النص وتغيير في )التمثيل( وفي الديكور ، وفي االزياء متأث ارً بكلمة )زوال( يجب ان يكون الفن شريحة من الحياة لكن ليس بالصورة التي يعلق فيها )لحم يقطر دما مسرح دون ً( قد يصدم المشاهدين ونادى بضرورة تقديم ال " 26 زيف ولكن من خالل استخدام الصدق الفني(("
ً في مسيرةً مهماً ومنهجيايرى الباحث ان االداء في المدرسة الرمزية التي تشكل اسلوبا االبداع الفني بما يعطيه من مرونة كبيرة للفنان المسرحي الن يمرر خطابه الفني المناقض بالضرورة لالنساق الثابتة مستخدما ك الرمزي القائم على محورين هما: ً التكني
-1 الغموض -2االشتغالية الجمالية.
ما دامت الحداثة تتطور بتطور الزمن وهي بشكل كبير محاولة للحاق بهذا الزمن ومسايرته ان لم نقل تجاوز المستجدات الفنية واالسلوبية واالنتاجية وعالقة كل ذلك بما ". 27 تفرزه من اليات اشتغالية تعتمد الرمز اليصال خطابه السمعي والبصري" او حسب سترندبرج وهذه المحددات التي حددها تشترك فيما بينها باالداء عن طريق المنولوج والتمثيل الصامت والبالية ولكن بنسب تختلف حسب رؤى وتصو ارت المبدع الممثل والمخرج والتقني.)) ان هناك ثالثة اشكال تنتمي كلها للمسرح هي:
.1 المنولوج
.2 التمثيل الصامت
28
.3 البالية((
وتكون منتمية إلى الجماليات التي ينطلق منها المسرح الطليعي إذ )) اصبح مصطلح ً الطليعة eada Event له حضوره الواسع حتى بات يلصق وبشكل انتقائي بايمصطلحا
نمط من انماط الفن يناقص ما هو تقليدي من حيث الشكل وفي ابسط معانيه يؤخذ المصطلح احيانا باعتباره وصفا لما هو جديد في زمن هو، ذلك الجديد الذي يمثل ابعد حد يمكن ان تصل اليه التجربة الفنية وهو الحد الذي يصبح موضع تقادم باستمرار بالنسبة الى " 29 الخطوة التالية المجاورة له(("
ً في تكوين وتبلور سمات االداءوتشكل البيئة التي يؤدي فيها الممثل دوره عامالً اساسيا
لديه ففي تجارب المسرح عند كانتور الذي يشكل عند كانتور هاجس تعبيري كبير في توظيفه للفضاء))هذا الفضاء مرتبط اشد االرتباط بالحياة والحقيقة وليس باالنماط الفنية
الثقافية اطلق عليه كانتور المكان)المحتمل الواقعي( على ان هذا ال يعني : ان يكون هذا ً للعرض ولكنه يتواجد بشكل عارض متصل فقط بظاهرة مسرحية معينةالمكان خصيصا
تمثل ارضا وموقعا تقوم عليه الظاهرة المسرحية وتحيا ، ولذلك فان )كانتور( ال يشيد وال يكيف اي بناء لعروضه المسرحية بل انه يعرضها في اماكن مختلفة تتوافق مع رغبته او " يقول المخرج العراقي د. صالح القصب : 30 مع ذلك االماكن التي تمكنه من تقديمها (("
وبالتأكيد فأن كانتور يمنح ممثليه مساحات كبيرة في االداء
إذ دخلت في مرحلة نستطيع أن نسميها بمسرح )فرضية صورة الذاكرة( وهي اضافة ومدخل جديد للصورة سنلغي سلطة المخرج ذلك بأ َّن روح الجماعة بتفكيرها المتعدد واحالمها المختلفة هي التي تستطيع ان تحدد فرضية العمل عبر استحضار الذاكرة والدخول في مدن الذاكرة الملونة . إذ شاخت الصورة وهرمت واصبحت ذكرى دونها النقاد وال امتلك منها االن سوى زمن متوقف محبط داخل ما تسميه الصورة واالرشيف، ومجموعة صحف " 31 وبيان، وصور فوتغرافية باهتة"
امام هذا التحول الذي طرأ على المسرح وبضمنه اداء الممثل البد ان تحدث تحوالت في اداء الممثل على ضوء هذا التغيير الذي مر ذكره.
على ضوء ذلك فان بعض االساليب التي يتبعها الممثلين وبعض المدارس المسرحية التي يتم تعليم الممثل في المسرح كيف يشخص، وهذا امر حتمي ويتم اطالق حريته كي ال يخاف من المسرح وكي ال يخاف من الجمهور وان طرق التشخيص الخاصة لتضفي عليه
32 "
ً ومغاالة في تصوير االحاسيس(("صوتا جهوريا
ًر ، وان يطلق حريتهمن ذلك يرى الباحث ان على الممثل في اثناء ادائه ان يكون ح ا
وأال يخاف من المساحة المتاحة له في الفضاء المسرحي وان ال يخاف من الجمهور كي يكون ما بعد حداثويا عليه ان يتمتع باقصى حريته وج أرته ووعيه .وان على الممثل ان ال يكون نسقيا في معناها االشمل، ال ً دائما كي ال تتحجر مخيلته وتخور قواه فعملية الخلق
تعني التواصل ولكن تعني المقاومة ، مقاومة ما قد يحيل الحياة الى مجرد استيطان شخصي تحكي هموم الذات وانحرافاتها، أو ان يحيلها الى حكايا وشروح مجردة مع ان ً على الفكرة القائلة بأن المفهوم ليس معنىالمجرد نفسه في حاجة الى شرح، وهذا تأسيسا
ً او شامال،ً بل هو مجموعة من المفردات والخصوصيات تعمل كل منها على تجاوزعاما
األخرى"33 "
يأتي التجاوز هنا بمعنى االضافة االبداعية التي وتساعد الممثل لكي يطور اداءه االبداعي والتمثيلي . اذن القول الفلسفي للحداثة هو في المقام االول خط تواصلي رفيع ً متجذ ارً يمثل تيا ار في الغرب هدفه اعادة تشكيل الوعي الغربي الثقافي عبر اخت ارق ً عقل
يا
ً ، الن الحداثة بمعنىً جديداحدود الوطنية الضيقة، ومحاولة طرح ابعادها طرحا موضوعيا
من المعاني اف ارز ألطر متشابهة تصب فيها الثقافات الوطنية دون ان تفقد خصوصيتها على ما تقدم نرى 34 (("
ً" بناء ان دوافع ظهور ما بعد الحداثة هي لتغيير هذا التشابه الحاصل في األطر المتشابهة .
ولنأخذ مثالً مفهوم الحدس في الفلسفة الظاه ارتية رؤية حدس )intuition schaue ) تعني الرؤية الحدس العقلي الذي يميز هوسرل بينه وبين الحدس الحسي )كانط( وبين الحدس الصوفي الذي فوق الفهم والحدس الفينومينولوجي التي تنتظم الموضوعات من حيث هي اشكال وعي ذات بداهة عقلية مطلقة . فالحدس هو الشكل العام لنشاط الوعي سواء تعلق بالفرد ام الكلي بالموضوعات ام الدالالت باالفكار أم باالحكام ، وهو مشروط بحدود المعطى الماثل للوعي ، اي قائم على مطابقة بينه وبين العبارة هي اساس المعنى " وما يدعم قولنا بحدوث تبادالت جذرية في بنية المجتمعات والحضارة 35 والمعقولية (("
االنسانية وشيوع نوع من النوازع الجديدة تمثلها االيروسية، و))االيروسيه هي صورة مصغرة عن فعل الطبيعة تبذير غريب للطاقة من اجل بلوغ ذروة هي العدم، ولذات السبب، كل حضارة، ما عدا الحضارة الصناعية الحديثة، تتسم بانفقات تبذيرية هدامة قرابين بشرية، فتوحات عسكرية، رهبان، اديره كاتدرائيات قوطيه حتى النفس البشرية تعكس الطبيعية المتناقضة للحياة ، فاالنسان يحن الى ضياع دياسنيوس للتفرد وتوحد وجودي غير ممكن اال في الموت . وحتى التاريخ يخضع لقوانين االقتصاد العام ذاتها، فهو ليس اال محاولة " هذا التشخيص الظاهراتي يسهم في كشف أهمية 36 مكلفة لبلوغ قمة هي موت االنسان(("
مفهوم االيروسية التي ينطلق منها عمل الممثل وهو يقوم بادائه المسرحي
فإ َّن ادعاء ما بعد الحداثة ان الخطاب يخلق الحقيقة من العدم هو مبالغة مفرطة فالحقيقة او الواقع او الطبيعة ليست فوضى هالمية ينظمها االنسان في نسق بل الطبيعة، وال سيما الطبيعة االنسانية، حافلة باالمكانات االخرى الهائلة لكن انتقاء الخير ليس وظيفة العقل وحده، ألنه توجد خبرات متعددة تنسجم على حد سواء مع كل من )العقل( و)الفطرة ( واحتماالت الخير هذه هي جوهر الص ارع البشري من الناحيتين النظرية والعملية . ان الطريقة التي نختارها لعيشنا ليست مسألة عقالنية فحسب، بل مسألة فن وجمال، إذ
يمكن االستغناء عن الجاذبية الجمالية التي للفن واالسطورة والخيال من اجل كسب الوالء والتضامن بميزات من الجماعات البشرية التي تشترك في منظومة قيمية واحدة. تلك ً وفق انظمة متحركةالتواشجات الفكرية والفلسفية التي تمتاز بها تلك التصو ارت المذكور آنفا ومتفاعلة وفي )النظام(.و)SYSTME )ال تعود المادة مجرد مضمون وال مجرد كيفية انها تنقسم الى عناصر تنتمي الى اصناف )Classes )وعناصر الصنف الواحد يمكن ان تستبدل بعضها ببعض والعالقات بين االصناف يسيرها دونتم. وكل نظامين تختلف .ً والرواسم التصويرية، بالذات يمكنعناصرهما، ويجمعها دونتم واحدا هما متماثالت بنيويا
ان تستبدل ببعضها بعضا داخل مجموعة تحويالت، والمجموعات التحويلية الخاصة بمختلف انواع األنظمة تسير من جهتها بـ) تنسيق( واحد ووحيد، وقوانين هذا التنسيق هي
37 ."
قوانين العقل البشري الذي ترد اليه بالتالي كافة البنى الممكنة"
مما تقدم يرى الباحث ان هذه المتغي ارت واالختالفات في الفلسفة ومنهجية الحياة والتعارضات الحاصلة ولدت جماليات )ما بعد حداثويه( واطاحت بكل الطرق التقليدية الحديثة عبر ممارسات جديدة، فالممارسة يمكن ان تحطم القواعد الجمالية والنقدية، مؤكدة على الربط بين االحساس بالجليل وبين الخالق وبهذه الطريقة يصبح العمل المنشود فيما يتعلق بالخالف شيئا ممكنا. ان الطليعي هو مفتاح للتعطيل الضروري، واالشكال ال ارسخة في الحكم والفهم المتضمن في العمل ، بينما االحساس بالجليل هو مفتاح الشهادة الفعالة التي ال تسمح بحل القواعد الراسخة لالنتاج الفني، والبد بفعل ابراز الخالف ان يشبه العمل الخالق لفن الطليعه لما يحتاج الثاني الى نفسين اولهما تحتاج مثل ما يحتاج الثاني الى "، ففن الطليعة ساهم في نشوء ما 38 نفس االبتكار توقعات جديدة ، وتركيبات لغوية جديدة"
بعد الحداثة .
ا كما أنَّه ليس نظرية عن األدب، ولكنهًوقد عد جاك دريدا ))التفكيك ليس منهج
ا)) 39 استراتيجية في القراءة : قراءة الخطابات الفلسفية واالدبية والنقدية(("
ً"، فإَّننا نجد أحيان
أ َّن الصمت هو اسلوب من أساليب االتصال الاللفظي، حتى في الحياة الواقعية له غرض وقصد، أما في المسرح، فإَّنه يمكن استغالل الصمت بأكثر من طريقة، فالصمت كثير اإلستخدام في المسرح، فيمكن استخدامه، أو اإلشتغال عليه للقبول، أو الرفض حسب طبيعة الموقف، ويمكن استخدامه كفاصل بين أجزاء الرسالة، أو لخلق أجواء مغايرة، ويمكن استغالله للتعبير عن اإلعجاب أو سمة للتقدم، أو اإلختصار، وهو يعطي معاني كثيرة ، وفي المسرح ارتبط هذا المصطلح بو ضوح في مسرح 40 حسب طبيعة الموقف المفروض((
ما بعد الحداثة، ولقد مهد لذلك مسرحيون أثروا على تطور األشكال واإلتجاهات المسرحية الحديثة، مثل أرتو الذي أكد على العناصر المشهدية )جسدية وصوتية، ولونية وتشكيلية، ،وهذا ماطالب به شايكين حيث ))طالب 41 ومعه بدا اإلهتمام بأهمية األداء الاللفظي
المؤلفين بالتوصل إلى لغة مسرحية جيدة ال تعتمد باألساس على الكلمات التي لم يعد
ا على وضعنا 42 ً، فـ))الكلمات التي ننطقها تؤثر حتم
يشعر أَّنها قادرة على التوصيل((
الجسدي، إ َّن ال يمكن الفصل بين اللفظي والاللفظي في عمل المؤدي، فالكلمة على المسرح مقترنة بالفعل على المسرح، وهنا يتحد اللفظي والاللفظي وينتج عن ذلك لدى المؤدي التعبير ، والقدرة اإلبداعية والتي بدورها تجسد التعبيرات الدرامية واالنفعالية، وهذه التعبيرات الدرامية واإلنفعالية ترتكز على عوامل ذاتية تظهر بشكل واضح من خالل أبرز الصفات الداخلية: حس + شعور للشخصية المؤداة، ومن خالل الصفات الخارجية : )كالم +حركة( يتم تجسيد الصفات الداخلية فـ))المؤدي يستخدم كلماته وإيماءاته لمحاولة إقناع المشاهدين
، و))إ َّن جميع المحاوالت من قبل المؤدي سواء بالعيون أو الحركة 43 بشيء حقيقي عميق(( أو اإلحساس أو أي وسيلة يستخدمها، ماهي إال وسائط:
أوًال : بينه وبين نفسه سواء ق ارءته للنص أو الشخصية أو الفكرة )اتصال دائم(. ا : بينه وبين المؤدين من حوله من خالل وحجم العالقات بينه وبينهم وتشكيلها وأبعادهاًثاني
)اتصال شخصي(.
ًا: بينه وبين عناصر العرض المسرحي جميعها من ديكور وإضاءة، وموسيقى...الخثالث
.
44
)اتصال جماعي((
و))من جملة المالمح الواضحة للحداثة سعة رقعتها الجغرافية وتعدد جنسياتها، إذا تديرنا نمط الحداثة من الشرق الى الغرب ، من روسيا الى الواليات المتحدة سنلحظ مايلي : بروز الظواهر الفنية، انفجار الوعي، والتنازع بين األجيال.
إ َّن هذه الجوانب الثالثة لمسيرة الحداثة حدثت في كل أقطار تلك الرقعة الجغرافية الشاسعة بصورة متشابهة، إال أ َّن هذا ال يعني أَّنها )الجوانب الثالثة( جاءت في زمن واحد، كان لكل بلد ساهم في رفد تيار الحداثة ت ارث حضاري، وتوتر اجتماعي وسياسي خاص به نأي كان لكل بلد خصوصيته الوطنية التي أضفاها على الحداثة أ َّن أحد األسباب و ارء هذه الخصوصيات، كما يقول)مالكم ب اردبري(هو أ َّن المدن هي األماكن الطبيعية للحداثة، هذه
المدن المحلية التي تطورت فيما بعد الى مراكز عالمية مدن تمثل مراكز الحداثة في فترات تميزت بالزخم الحضاري الكبيرة، مدن تمثل م اركز الحداثة األلمانية من بداياتها كربلين وفينا
وبراغ، ثم نجد موسكو وتبرسبورغ اللتين كانتا تعجان بالرمزية مثل )الثورة الروسية(، وهناك مدينة باريس التي شهدت أعنف المعارك من أجل تثبيت الحداثة، باإلضافة الى مدن لندن ، يقول المصلح المسرحي الكبير بيتر بروك ))إ َّن المشكل الجوهري 45 ونيويورك وشيكاغو(( للممثل هو أَّنه أقرب ما يكون الى السامو اري في كل لحظة يجب عليه –مثله- أن يكون
ا التفادي الضربة واجتنابها ، فضًال عن ذلك عليه أن يكون في حالة استرخاء،ًا، معدًمتدرب ًضا ، ويعتمد هذا الشكل على الصيغة التليبطئ كالطفل، وكالمجنون أي الية: كيف يكون ا في ظروف غير نظيفة ، وينقصها الصفاء /.../ ينبغي لتحقيق ذلكًا نظيفًالممثل صامت
هدوء كامل، وصبر طويل، ونحن ما نزال في حياتنا اليومية بسرعة أكثر فأكثر، في الوقت ا السكون والصمت، رغم أَّنه هوًالذي ال نتمكن فيه من فعل شيء في المسرح تقدم دائم مركز كل شيء. إَّنه الصبر الالنهائي؛ واألناة الدائمة/.../ في المسرح التقليدي ترفع العقدة
والحدث بدورهما –في معظم الحاالت- بقتل )ما هو فوق السطح( واخفائه، لو إننا تخلصنا من النص المسرحي –فإ َّن حقيقة كهذه كانت ستبدو كأَّنها فوق السطح، بينما يجب أن تكون رغبتنا وتوقنا الجوهري ليس فقط في كيفية الوصول الى الشيء الحي فقط، بل في أن ال نفقد ذلك الشيء الحي الذي يظهر لنا من فوق السطح ويظل هذا هو المشكل
.
46
الجوهري((
على توفر ثالثة عناصر متمايزة :ًإ َّن القول بما بعد الحداثة نشأ بناء
.1الردة على الحداثة : وتتمثل في الحركات الف ا منها تلك التي
ًنية المعاصرة خصوص
اعتنت بمجال المعمار، فلقد ثارت هذه الحركات على المعمار الحداثي الداعي الى التقشف والعقالنية والتجريد،، والمستلهم لمثال اإلله والمصنع بوصفه النموذج األمثل لكل المباني، فحين سعت نزعة ما بعد الحداثة الى بناء نموذج معماري يستعيض عن التقشف بالتنميق وعن التقليد باإلثارة، وعن التجريد بالخربشة المثيرة للضحك، ولعل
ناطحة السحاب ATxT التي وضع تصميمها)فيليب جونسيون( خير مثال على عمارة ما بعد الحداثة، ذلك بأَّنها تنقسم بصورة متناسبة الى قسم أوسط كالسيكي مستحدث وأعمدة رومانية عند مستوى ا ا في
ًلشارع، وقمة واجهة إغريقية مثلثة، وقد أصبح شائع
الدوائر ما بعد الحداثة تفضيل إعادة إدخال أبعاد رمزية متعددة المعاني في العمارة، مزج الشيفرات المختلفة، وتملك الرطانات المحلية والتقاليد المحلية.
.2ظهور تيار فلسفي اشتهر باسم مابعد الحداثة – البنيوية، ويمثل هذا التيار )جيل االختالف( كميشيل فوكو )1184-1126( وجاك دريدا ، وجيل دولوز)1115-1125(،
وفرانسو ليوتار، وتتلخص اطروحة هذا التيار في رفض شعار التنوير واعتباره مجرد وهم ، كما تتضمن القول بأَّنه ال يمكن تناول الواقع والفكر إال باعتبارها متجزئين متشذرين، وبأ َّن النظريات واألفكار ما هي تعبير عن إرادة السلطة، نحن إذن أمام نزعة فلسفية جديدة تقوم على تشخيص واقع وتحديد عدو؛ فأما الواقع فال يعدو أن يكون مجرد مرآة تعكس انهيار العقل الكالسيكي بمختلف اشكاله ، سواء تعلق األمر بالالهوت المسيحي أو النسق الهمجي، أو األيديولوجية الماركسية، أو النزعة الوضعية، أي إَّننا إ ازء واقع يعبر عن انهيار كل األنساق التي ادعت قول الحقيقة، وأما العدو فهو الدولة التي هي استثمار لهذا العقل، إذا استبد أولو األمر بـ )األفكار العظيمة( التي أتت بها العقالنية الحديثة، وعملوا على تسخيرها ألجل اصطباغ صورة الواقع بصيغتها، فبدلوها وحرفوها واختزلوها باسم تجريدات مخيفة.
.3بروز نظرية المجتمع ما بعد الصناعي والتي عمل على تطويرها علماء اجتماع كثيرون، نذكر من بينهم األمريكي )دانييل بل( والفرنسي )آالن تورين( إذ لم تعد التقاليد الدينية أو
.
47
اإلجتماعية القوة المسيطر ة في عالم اليوم(( الهوامش:
1
( ليشته ، جون ، خمسون مفكر اساسيا معاص ار من البنيوية الى ما بعد الحداثة ، تر: د. فاتن البستاني ، المنظمة العربية للترجمه ، ،ط1 ، بيروت سنة 8002 ، ص.268
2
( د. متي ، كريم ، الفلسفة الحديثة ،ط8 ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، لبنان ، سنة 8001 ، ص.822 3
( جيل دولوز ، جيل ، غيتاري فيليكس ، ما هي الفلسفة وتأثيرها ، تر: مطاع صغدي ، مطبعة مركز االنماء القومي ، لبنان ، بيروت ، سنة ،1992 ص.182
4
( دولوز ، جيلتاري فليكس، ما هي الفلسفة وتاثيرها ، تر: مطاع صفدي ، مطبعة مركز االنماء القومي ، لبنان ، بيروت ،1002، ص.182
5
( احمد شيال غضيب ، مالمح العمل في الفلسفة المعاصرة ، اطروحة دكتوراه ، مقدمة الى مجلس كلية االداب ، جامعة بغداد ، قسم الفلسفة ، 8002 ، ص.22
ص6 ( صالح ابو أصبع ، وآخرون ، مصدر سابق ، .11
7
( حارث محمد حسن ، وباسم علي خريسان ، قراءات ما بعد الحداثة ، مركز عمار بن ياسر للثقافة والنشر ، بغداد ، ،8002 ص9
8( نك كاي ، ما بعد الحداثة والفنون االدائية ، تر: نهاد صليحه، الهيئة المصرية العامة .1999، ط.8 ص9
( مالكم ب اردبري وجيمس ماكفارلن ، الحداثة، مصدر سابق ، .22
10
( جان فرانسوا ليونار، الوضع ما بعد الحوادثي، تر: احمد سان ، دار اشرقيات ، القاهرة ، ،1991 ص.21
،111 118 11 ( مقاربات في الحداثة ، وما بعد الحداثة ، ص
12
( محمد حافظ، خطاب ما بعد الحداثة ، الحتمي واغراء المختلف ، الحوار المتمدن ، ع،169 .8008 ( ادورد سمث، فن ما بعد الحداثة ، تر: فخري خليل، مجلة افاق عربية،ع ،دار الشؤون الثقافية العامة بغداد،
13
،1991 ص.26
( صالح القصب ، مسرح لصورة بين النظرية والتطبيق ، المجلس الوطني للثقافة. 14
15
( هنري لوفيفر ، ما الحداثة ، كاظم جهاد ، دار ابن رشد للطباعة والنشر والطباعة ، لبنان ، بيروت ، ،1922 ص.22
( موسى صالح ، بشرى ، المفكرة النقدية ،ط،1 دار الشؤون الثقافية العامة ، الع ارق، بغداد، سنة ،8002
16
ص.181
ص17
( د. موسى صالح ، بشرى المفكرة النقدية، مصدر سابق، .180
( ينظر : د. كمال عيد ، جماليات الفنون، الموسوعة الصغيرة ، عدد،69 منشورات دار الجاحظ للنشر ، العراق ، 18 بغداد، ،1920 ص.1
19
( الجمالية ، تر: ثمر مهدي ، ج1 ،الموسوعة الصغيرة ، وزارة الثقافة ، ،222ص.81
ص20
( سانتيانا، جورج،االحساس بالجمال،تر:محمد مصطفى بدوي،مكتبة االغلو المصرية، القاهرة ،مصر، .21 ( د. يوسف، عقيل مهدي ، الجمالية بين الذوق والفكر ، ط،1 مطبعة سلمى الفنية الحديثة ، بغداد، سنة 21
،1922ص.10
22
(روبرت، هولب، نظرية التلقي، تر: عز الدين اسماعيل، الناقد الثقافي، جده، .1919
( د. بهنام دوغالس ، وآخرون ، علم الجمال ،ط،1 عند الفيلسوف كانت، تر: احمد خالص الشعالن ، دار 23
الشؤون الثقافية ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد،8009،ص.180
24
( ينظر : دريدا ، جاك، الكتابة واالختالف ، تر: كاظم جهاد ، بيروت ، دار توبقال ، للنشر ،سنة ،1922 ص.182
ص25 ( بيري، ارلف بارتن، افاق القيمة، تر: د. عبد المحسن عاطف سالم ، مكتبة النهضة المصرية ، .121
( اردش، سعد، في المسرح المعاصر،سلسلة عالم المعرفة ، الكويت، المجلس االعلى للثقافة والفنون والعلوم
26
واالدب،1929، ص.22
( ينظر : كرم ، اتطوان غطاس، الرمزية في االدب العربي الحديث ، دار الكشاف ، للنشر والطباعة والتوزيع ، 27
لبنان ، بيروت، ،1919 ص.22
( اوديت، اصالن، موسوعة فن المسرح ، تر: د. ساميه احمد سعد ، مؤسسة ايفا للطباعة والنشر، لبنان، 28
بيروت،ص.216
29
( كريستوفر، انتير، المسرح الطليعي ، تر: سامج فكري، مركز اللغات والترجمة ، اكاديمية الفنون ، مطابع المجلس االعلى لالثار ، وحدة االصدارات بالقاهرة ، مصر ،1991، ص.18
( بان ، موفيتش، مسرح الموت عند كانتور ، تيار ما بعد التجريب ، تر: هناء الفتاح ، مطبعة االثار، 30
،1929ص.11
( ينظر : د. القصب ، صالح ، مسرح الصورة بين النظرية والتطبيق ، الناشر، المجلس الوطني للثقافة والفنون 31 والتراث ، قسم الدراسات والبحوث، الدوحة، قطر، سنة 8002نص.12
( خماس ، حمدو ، السينما ، الموسيقى والمسرح ، ط1 ، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت ، 32
لبنان ، ،8001ص.22
( ينظر : د. مهيبل ، عمر ، من النسق الى الذات ،ط،1 الدار العربية للعلوم ، منشورات االختالف ، الجزائر 33
العامة ، الجزائر ، ،8002ص.191
.182
34
( د. مهيبل عمر ، من النسق الى الذات ، المصدر السابق نفسه ، ص
( هوسرل، ادموند ، فكرة الفينومينولوجي، تر:د. فتحي انقيرو، المنظمة العربية لترجمة ، ط1 ، بيروت ، لبنان 35
، ،8002ص.120
( دروري ،شادية ، خفايا ما بعد الحداثة ، تر: د. موسى الحالول ، ط1 ، دار الحوار للنشر والتوزيع ، الالذقية 36
، سورية ،ص.112
( ينظر: سبيربر، دان، البنيوية االنثروبولوجيا، تر: د.علي قانصو، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، 37
بيروت، لبنان ، ،8002 ص.92
(ينظر : وليامز ، جيمس، ليوتار نحو فلسفة ما بعد الحداثة ، تر: ايمان عبد العزيز ، ع، ،608 المجلس 38
االعلى للثقافة ، القاهرة، ،8002 ص.169
ص39
( جاك دريدا ، مسرح القسوة وحدودا .26 ً التمثيل ،
( ينظر كروتوفيسكي، جيرزي، نحو مسرح فقير، تر : كمال قاسم نادر، الع ارق : دار الرشيد للنشر ، سنة 40
1928م، ص.129
41
( ينظر أرتو، أنطوان، المسرح وقرينة، تر : سامية أحمد ، القاهرة : دار النهضة العربية، سنة ،1922 ص.92
( شايكين ، جوزيف، حضور الممثل، تر : سامي صالح، القاهرة : وزارة الثقافة، مهرجان 42
( سوزوكي، تاداشي، منهج سوزوكي في األداء المسرحي، تر : عادل أمين صالح ، القاهرة: أكادمية الفنون 43 الجميلة، سنة ،8008 ص.82-2
( الع ازوي ، آالء نجم، االتصال اللفظي والاللفظي في عمل الممثل الع ارقي، رسالة ماجستير)غير منشورة( 44
اختصاص تمثيل، بإش ارف د. ميمون عبد الحمزة الخالدي للعام1120هـ 8009-م
( مالكم ب اردبري وجيمس ماكفارلن، الحداثة )1920-1290( تر : مؤيد حسن فوزي، دار المأمون، و ازرة الثقافة 45 واإلعالم- بغداد، ،1922 ص.92
( باربرا، السو تسكار – بشونباك، المسرح والتجريب بين النظرية والتطبيق، ع،91/المشروع القومي للترجمة ، 46
المجلس العام للثقافة، سنة ،1999 ص.22
( أليكس كالنيكوس، مقاربات في الحداثة ومابعد الحداثة، تر : محمد الشيخ وياسر الطائري، دار الطليعة 47 للطباعة والنشر، بيروت –لبنان، ص.12-16
المصادر
-1الفرآن الكريم.
-2فؤاد ابو حطب، القدرات العقلية، مكتبة االنجلو المصرية، مصر، القاهرة، ط381183، .
-3اندريه الالند، موسوعة الالند الفلسفية، تر: خليل محمد الخليل ،ط،1 بيروت، .1111
-4اسعد رزق، موسوعة علم النفس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.1177،
-5ابن منظور، لسان العرب ، بيروت ، دار لسان العرب، د.ت.
-6لويس فصلوث، المنجد في اللغة ، معجم اللغة العربية ، بيروت، المطبعة الكاثوليكية، .1156 -7جيلين ولسن، سايكولوجية في االداء ، تر: عبد الحميد شاكر، عالم المعرفـة، الكويـت ، المجلـس الـوطني ، سـنة .2333
-8ابن منظور : لسان العرب ، مادة )وسمه(،ج،1 بيروت، دار لسان العرب 1156.،
-1كارلسون ،مارفن، فن االداء ، سلسلة الفنون ، تر: منى سالم ، الهيئة المصرية ،سنة .2313 -13بيتر بروكر ، الحداثة وما بعد الحداثة.
-11ابو زيد ، احمد ، استحالة تحديد المستقيل ، مجلة العربي ، ع/56/ سنة .2335
-12ليشـته ، جـون ، خمسوون مفرور اساسويا معامو ار مون البنيوموة الول موا بعود الحداثوة ، تـر: د. فـاتن البسـتاني ، المنظمة العربية للترجمه ، ،ط1 ، بيروت سنة 2338.
-13د. متي، كريم ، الفلسفة الحديثة ،ط2 ، دار الكتاب الجديد ، بيروت ، لبنان ، سنة .2331 -14دولـوز ، جيـل ، غيتـاري فيلــيكس ، مووا هووي الفلسووفة وت ثيرهووا ، تــر: مطـاع صــغدي ، مطبعــة مركــز االنمــاء القومي ، لبنان ، بيروت ، سنة .1117
-15دولـوز ، جيلتـاري فلـيكس، موا هوي الفلسوفة وتاثيرهوا ، تـر: مطـاع صـفدي ، مطبعـة مركـز االنمـاء القـومي ، لبنان ، بيروت 1337.،
-16احمد شيال غضيب ، مالمح العمل في الفلسفة المعامرة ، اطروحة دكتوراه ، مقدمة الـى مجلـس كليـة االداب ، جامعة بغداد ، قسم الفلسفة ، 2335.
-17حارث محمد حسن ، وباسم علي خريسـان ، قوراءات موا بعود الحداثوة ، مركـز عمـار بـن ياسـر للثقافـة والنشـر ، بغداد ، 2335.
-18نك كاي ، ما بعد الحداثة والفنون االدائية ، تر: نهاد صليحه، الهيئة المصرية العامة .1111، ط2. -11مالكم ب اردبري وجيمس ماكفارلن ، الحداثة، مصدر سابق.
-23جان فرانسوا ليونار ، الوضع ما بعد الحوادثي ، تر: احمد سان ، دار اشرقيات ، القاهرة ، .1114 -21مقاربات في الحداثة ، وما بعد الحداثة.
-22محمد حافظ، خطاب ما بعد الحداثة ، الحتمي واغراء المختلف ، الحوار المتمدن ، ع،161 2332. -23ادورد سمث ، فن ما بعد الحداثة ، تـر: فخـري خليـل ، مجلـة افـاق عربيـة ، ع4 ، دار الشـؤون الثقافيـة العامـة بغداد، 1114.
-24صالح القصب ، مسرح لصورة بين النظرية والتطبيق ، المجلس الوطني للثقافة.
-25هنري لوفيفر ، ما الحداثة ، كاظم جهاد ، دار ابن رشد للطباعة والنشر والطباعة ، لبنان ، بيروت ، 1183. -26موسى صالح ، بشرى ، المفررة النقدية ،ط،1 دار الشؤون الثقافية العامة ، العراق، بغداد، سنة .2338 Problematic concept of postmodernism
Ayad Rehman pdn
Summary
This research study identifies selected for the problematic concept of post modernism, revealing the nature of this dilemma and the characteristics of modernism and postmodernism, and deepen the study of these features after referred to.
The first chapter has been included (methodological framework) research problem, the importance of research, research objectives, define terms. Chapter II included (theoretical framework) the concept of postmodern aesthetics and postmodern theater, and seal Find sources
- 259 - مجلة كلية التربية األساسية المجلد -12 العدد -09 1922
0 التعليقات:
إرسال تعليق