أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 15 مارس 2017

مسرح البالون بالقاهرة مصر يفتتح اولي حفلاته بعد التجديد بمسرحية " اوبريت بيت الفن " اليوم ولمدة ثلاثون يوما

الثلاثاء، 14 مارس 2017

مونودراما «طه» بالإنكليزيّة لعامر حليحل تنطلق في عروض دوليّة

مجلة الفنون المسرحية

مونودراما «طه» بالإنكليزيّة لعامر حليحل تنطلق في عروض دوليّة

بعد عروض كثيرة باللغة العربية تنطلق مونودراما «طه» في صيغتها الإنكليزيّة، هذا الشهر، في جولة دوليّة تشمل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ولوكسمبورغ. وعرضت المسرحية في صيغتها الإنكليزية أمس على خشبة مسرح الميدان في حيفا، كتمهيد لانطلاق جولتها الدوليّة. 
كتب مونودراما «طه» ويؤدّيها الفنان المسرحي عامر حليحل، المدير الفني لمسرح «الميدان» في حيفا، وترجم وأخرج صيغتها الإنكليزيّة أمير نزار زعبي (الصيغة العربية من إخراج يوسف أبو وردة). وتأتي جولة العروض الدوليّة بالإنكليزيّة بعد عرضها بالعربيّة في أرجاء فلسطين والأردن والجزائر وقطر مؤخرًا. تروي مونودراما «طه» قصة الشاعر الفلسطينيّ طه محمد علي، مبرزة المحطات الرئيسة في حياته، بدءًا بطفولته في قرية صفورية المهجرة قضاء الناصرة داخل أراضي 48 ثم النكبة واللجوء في لبنان، ومن بعدها العودة إلى قرية الرينة ثم الناصرة والاستقرار فيها. وتتطرق المسرحية إلى الازدواجية الملهمة في شخصية طه، التي جمعت القدرات التجارية والاقتصادية التي مكّنت طه وعائلته من التقدم في الحياة بعد فقدان كل شيء، والمقدرة الشعرية النادرة والفذّة في المشهد الشعري الفلسطينيّ. وتتميّز المونودراما بقدرتها على سرد قصة طه الشخصية، بموازاة سرد القصة الجماعيّة لفلسطينيّي الداخل، بعد النكبة عام 1948.

-------------------------------------
المصدر : القدس العربي

الأحد، 12 مارس 2017

هشام البستاني ورفيق مجذوب: تجسيد «الخراب»

مجلة الفنون المسرحية

هشام البستاني ورفيق مجذوب: تجسيد «الخراب»


فراس السعدي


عندما يشتبك سرد هشام البستاني (1975) مع رسم رفيق مجذوب (1971)، ستكون النتيجة «الخراب» بشكل لم تروه من قبل... مرآة لما يحدث اليوم على رقعة العالم العربي. قبل أيام، احتضن «المركز الثقافي الملكي» في عمان «اشتباكاً» سردياً تشكيلياً ممسرحاً قدمه الكاتب والقاصّ الاردني، والتشكيلي اللبناني الأردني تحت عنوان ««الخراب: رؤيةٌ لنهاية... Welcome 2017».

على الخشبة، قدم البستاني سرده المسكون بالغموض والبلاغة والجرأة التي تحاكي لغة الشارع حيناً وتصعد إلى مصافي الشعر في أحيان أخرى. وعلى موسيقى كلمات البستاني، رسم مجذوب لوحته التشكيلية التي كانت تحاكي ما يسرده البستاني من مزيج واقعي سوداوي مختلط بالفانتازيا والسوريالية.
في مشاركته الأولى مع البستاني والأولى أيضاً على المسرح الأردني، لم يفلت مجذوب سيجارته طوال رسمه ولم يلتفت إلى الجمهور كأن تلك الرسمات مقتبسة من «ذاتي التي ترفض الوقوف تحت الضوء». جاءت كابوسية غاضبة، باحثة عن اشتباك جديد مع الواقع المزري والبشاعة التي تحيط بهذا الواقع.
أما الكاتب والقاصّ هشام البستاني، فهذا الاشتباك لم يكن الأول من نوعه. في عام 2012، قرر إدخال الفنون الأخرى، ليس في كتابته فحسب، بل أيضاً إلى خشبة المسرح. إشراكه فنانين ومغنين وراقصين في مشروعه، ساعده على نقل النص من الصفحة إلى المسرح، فيما جعله إدخال الفنون التشكيلية والسينما إلى كتابته، يتعلم منهما كيفية التحكم بالزمان والمكان والفراغ.

حوارية عكست واقعنا العربي الذي يلفّه السواد

لطالما اشتبك البستاني مع الواقع ومشكلاته، ومجموعته «عن الحب والموت» (2008) التي حظيت بحفاوة نقدية وإقبال كبير، كانت الأكثر بلاغة وقوةً في مواجهة الواقع. ما يميز البستاني عن أبناء جيله هو قدرته على الانخراط في العمل العام بشغف. هو أمين سر «منتدى الفكر الاشتراكي» في الأردن، وأحد مؤسسي «التحالف الشعبي العربي المقاوم»، وناشط في لجان مقاومة التطبيع والحريات. شارك كمنظم ومتحدث في العديد من المؤتمرات والمنتديات العربية والعالمية المناهضة للهيمنة والعولمة والإمبريالية. وقد اختارته مجلة «إينامو» الألمانية أحد أبرز الكتّاب العرب الجدد، ونشرت ترجمة لقصص له بالألمانية ضمن العدد الخاص بـ «الأدب العربي الجديد» (شتاء 2009). وقد اختارت مجلة «وورلد ليتريتشر توداي» الأدبية الأميركية قصته «التاريخ لا يصنع على هذه الكنبة» لتكون ضمن ملفها المخصص لنماذج مختارة عالمياً من القصة القصيرة جداً عام 2012 . كذلك احتفى القسم الخاص بالأدب المترجم في مجلة «ذي سانت آنز ريفيو» الأدبية الأميركية بقصته «كوابيس المدينة»، فنشرت القصة مترجمة عام 2012.
ذلك التشابه بين افكار البستاني ومجذوب والتقارب الكبير بين السرد والرسم التشكيلي، أضفيا رونقاً جميلاً على هذا الاشتباك الذي كان يعكس في كل زوايا المسرح، جزئية من واقعنا، وطبيعة الوضع الراهن في مجتمعاتنا وحياتنا اليومية التي يلفّها السواد والمآسي والدمار.

-------------------------------------------
المصدر : الأخبار

السبت، 11 مارس 2017

تحديد افتتاح العرض المسرحي الغنائي قواعد العشق ال ٤٠ الاتنين القادم ١٣ مارس

مجلة الفنون المسرحية

تحديد افتتاح العرض المسرحي الغنائي قواعد العشق ال ٤٠ الاتنين القادم ١٣ مارس 

كتبت /علا احمد حلمي 

يعقد مؤتمر صحفي بمسرح السلام  بالقاهرة لاعلان تفاصيل وموعد افتتاح العرض المسرحي  الغنائي  قواعد العشق ال ٤٠ في السادسة والنصف  مساء الاتنين القادم 
يعقد الفنان اسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح  مؤتمرا صحفيا وفنيا  لاعلان تفاصيل وموعد افتتاح العرض المسرحي  "قواعد العشق ال ٤٠  " علي مسرح السلام  بالقصر العيني بالقاهرة  بحضور الفنان  خالد جلال رئيس القطاع للانتاج الفني والمسرحي  و بحضور  اشرف طلبة مدير فرقة المسرح الحديث  وعادل حسان  مخرج العمل  وابطال  العرض 
انتاج المسرح الحديث التابع للبيت الفني للمسرح المصري  عن رواية آليف الشافاق   وبطولة ملكة جمال مصر فوزية  و الفنان بهاء ثروت و عزت زين  والمطربة اميرة ابو زيد  والمنشد سيد عزمي  ونخبة اخري من الفنانين  بمشاركة 
فرقة المولوية العربية  ديكور مصطفي حامد  وموسيقي والحان محمد حسني  والدراماتوج اشرف علي وشارك في الكتابة ياسمين امام  ورشا عبد المنعم وخيري الفخراني واخراج عادل حسان 


خلال عرضها الباريسي..عبقرية الفــن الأوبرالي ومقاييسه الدرامية في "أوبرا كارمن"

الجمعة، 10 مارس 2017

مسرحية "الجلسة " الاكثر مشاهدة علي مسرح الطليعة بوسط القاهرة بمصر

الخميس، 9 مارس 2017

مسرحية "المواطن مهري "تفتتح ليالي "المسرح للجمهور" بثقافة الإسماعيلية

"الهدية" لتشيخوف.. على مسرح برودوَي في موسمه الحالي

الأربعاء، 8 مارس 2017

"هكذا قتلتُ شهرزاد" لجمانة حداد على مسرح في هوليوود

الاثنين، 6 مارس 2017

العرض الأول لمسرحية "في بيت النساء" في ألمانيا

الحجاب كظاهرة ثقافية في مسرحية 'ما يهمنا'

مجلة الفنون المسرحية

الحجاب كظاهرة ثقافية في مسرحية 'ما يهمنا'

عمار المأمون 

العرض يرى في الحجاب في بعض الأحيان وسيلة ثورية بوجه تسليع جسد الأنثى، لتتضاءل مرجعيته الدينيّة، أمام تعريفه كخيار شخصي.
يشهد مسرح “الإيشانجور” في باريس عرض “ما يهمنّا” (ce qui nous regard)، من إخراج مريام مرزوقي مع فرقتها التي تحمل اسم “الليلة الأخيرة”، أما النص فهو اقتباس وتوليف لعدة نصوص لكل من فيرجيني ديسبينتيس، آلان باديو، بيير باولو باسوليني، باتريك بوشيريون وماثيو ريبول، وفيه تطرح مرزوقي عددا من التساؤلات والمواقف المرتبطة بالحجاب، وأنواع هذا السلوك كظاهرة ثقافية، إلى جانب المقاربات المختلفة له، عبر مفهومي الذكورة والنسوية، وأشكال تغطية الرأس سواء التقليديّة منها أو تلك المرتبطة بالدين الإسلامي، لتجعل “الحجاب” رمزاً ثقافياً للمقاومة النسويّة في بعض الأحيان.

تتنوع التقنيات التي نراها على الخشبة أمامنا، إذ نرى الأداء المسرحي والفيديو والصور الثابتة إلى جانب حضور الموسيقى والرقص، فالعرض يبدأ بمقارنة بين صور لجدّتي الكاتبة تعلّق عليهما بصوتها، إحداهن أوكرانيّة والأخرى تونسيّة وكلاهما محجبتان، وكل منهما تنتمي لمرجعية فكرية واجتماعية مختلفة، أما علاقتهما مع “غطاء الرأس” فتختلف، الأولى نسويّة ملحدة، والثانية تراه كتقليد شعبي وثقافي قد لا ينتمي للمرجعيّة الدينية، لتبدأ بعدها التساؤلات عن الحجاب والبرقع، ومدى صحة توصيفهما كدلالة على خضوع المرأة وتبعيّتها للرجل، مشيرة إلى التوظيف الثقافي والأيديولوجي لِصور الحجاب، بوصفها أحياناً مفبركة ومصنّعة فيما يتعلق بصور الجهاديين ونسائهم، ومرجعيات هذه الصور التي تستخدم للتخويف فقط.

العرض يرى في الحجاب في بعض الأحيان وسيلة ثورية بوجه تسليع جسد الأنثى، لتتضاءل مرجعيته الدينيّة، أمام تعريفه كخيار شخصي بل وأداة تعبير نسويّة في بعض الأحيان بعيدة عن السياق الديني، إذ يذكّر العرض كيف قام الفرنسيون في الجزائر بفرض نزع الحجاب على السيدات، والقيام بحملات إعلامية في سبيل التخلص منه، ثم تحوّله إلى موقف شخصي لرفض سلطة الاستعمار، بل حتى أن العرض يراه أحيانا وسيلة للوقوف بوجه تعرية جسد المرأة الممنهج، وتحويلها إلى أيقونة جنسيّة، منتقداً صور مارلين مونرو وغيرها من رموز الإثارة بوصفها أيقونات جنسيّة.

العرض يتناول عدة سياقات لقضية الحجاب، إذ نشاهد فيديو لجمال عبدالناصر يسخر فيه من المرشد الأعلى للإخوان المسلمين الذي طلب منه فرض الحجاب على نساء مصر
العرض يتناول عدة سياقات لقضية الحجاب، إذ نشاهد فيديو لجمال عبدالناصر يسخر فيه من المرشد الأعلى للإخوان المسلمين الذي طلب منه فرض الحجاب على نساء مصر، كذلك نرى المشاهد الصغيرة التي تدور بين أب مهاجر إلى فرنسا وابنته التي قررت وضع الحجاب، أيضاً نتابع أداء فردياً لممثلة بوصفها مناصرة للنسويّة، ينتهي بها الأمر بالكشف عن جسدها العاري، والسخرية من الأشكال السلعية لجسد المرأة التي نجدها من حولنا في الإعلانات وشاشات التلفزيون.

فالسياقات المتعددة التي يتناولها العرض واختلاف أزمنتها ومرجعياتها، تخلق التشويش حول موقف الكاتبة من “الحجاب” وتكوين العرض نفسه. إذ نراه يدعو عبر الكليشة المتداولة دوماً إلى أن الحجاب لا يعني الإرهاب، ولا يعني أن المحجبة مقموعة، ووضعها للحجاب خيار فرديّ بحت، في حين يتجاهل الكثير من القضايا الجوهريّة المرتبطة بالحجاب كظاهرة دينيّة وخطاب سلطة وعنف.

الكثير من الملاحظات يمكن توجيهها إلى مضمون العرض، وخصوصاً تعريفات الحجاب المقترحة، بالرغم من أنها تبدو مقنعة و”تحرريّة”، وتحاول إخراج المرأة المحجبة أو التي تغطّي شعرها من السياق المتداول في وسائل الإعلام، إلا أن العرض يتجاهل الصيغة الاجتماعية والدينية المرتبطة بالحجاب، فبالرغم من أنه خيار شخصي في بعض الأحيان، لكنّ التسليم به والمرجعية التي يمتلكها في بعض المجتمعات، لا يمكن إنكار أنها تضع كلا من الذكر والأنثى ضمن تعريفات تتجاوز الخيار الشخصي، فهو يجنسن جسد المرأة بوصفها متاعاً للذة ولا بد من تغطيته، كما يحوّل الذكر إلى كائن شهواني فقط، وهو جوهر قضية الحجاب في المنطقة الإسلاميّة، نعم هو تقليد في بعض المناطق، لكن ارتباط هذا التقليد بالدوغما الدينيّة وتبنيه من قبلها، حتى لو لم يكن ينتمي للأصل المقدس، يجعل تبرير الخيار الشخصي واهياً أمام صيغة الدمغ التي يمارسها الخطاب المرتبط به.

نعم من الممكن أن تغطي الأوكرانية الملحدة رأسها كما في العرض، لكن المرأة في بعض المناطق العربيّة أو التي ينتشر فيها الإسلام حين تغطي شعرها، تتبنى أو يُفرض عليها خطاب متكامل يدين المرأة وينمذجها، مثل تقنية الاستهلاك المتمثلة بالعري تحوّل جسد المرأة إلى سلعة للّذة، والإخفاء أيضاً يمارس ذات الصيغة، بتحويل جسدها إلى صيغة إيكزوتيكيّة خفيّة.

------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

'موت دانتون' مسرحية تزيل الأقنعة أمام حتمية الموت المعلن

مجلة الفنون المسرحية

'موت دانتون' مسرحية تزيل الأقنعة أمام حتمية الموت المعلن

ابو بكر العيادي 

بعد “جان المحظوظ” و”بعل” لبريخت، و”شبيبة دون ربّ” لفون هورفات، أقبل المخرج فرنسوا أورسوني على نص للألماني جورج بوشنر الذي تتسم أعماله مثلهما بالبحث عن الحقيقة والكتابة المسرحية المباشرة، هذا النص هو “موت دانتون” وقد ألفه بوشنر ليسلط الضوء على حلقة صاخبة من الثورة الفرنسية، جرت على بعد أمتار من مسرح “الباستيل” حيث تُعرض الآن.

لم يترك الألماني جورج بوشنر (1813-1837) سوى قصة قصيرة ومقالة هجائية وثلاث مسرحيات كانت تنبئ بنبوغه، ولكن الموت لم يمهله كي يتم مشروعه، إذ توفي ولم يتمم بعد عامه الرابع والعشرين، ورغم ذلك استطاع أن ينقش اسمه بأحرف من ذهب في سجل الأدب الكوني، وأن يكون من الأعلام الخالدين في ألمانيا، حتى أن أهم جائزة أدبية هناك تحمل اسمه.

والفضل يعود في جانب منه إلى مسرحيته الأولى “موت دانتون” التي تُعرض حاليا على مسرح “الباستيل” الباريسي، والتي تناولت إحدى الشخصيات الهامة في الثورة الفرنسية، ونعني بها جورج دانتون (1759-1794) الذي اختلف حوله المؤرخون، وإن اتفقوا على ظروف محاكمته وخصومته مع بطل آخر من أبطال الثورة الفرنسية هو روبسبيير، الذي أرسل رفيقه إلى المقصلة في 5 أبريل عن أربع وثلاثين سنة. ومما يروى أن دانتون صاح والعربة التي تقوده إلى المقصلة مارّةٌ أمام بيت خصمه “روبسبيير، أتتبعني! سيُهدم بيتك! وسيرشّ في مكانه الملح!”، وكأنما حدس أن خصمه لاحقٌ به لا محالة، إذ لم يأت يوم 28 يوليو من نفس العام حتى كان روبسبيير يقاد بدوره إلى المقصلة.

مئتان وثلاث وعشرون سنة إذن تفصلنا عن الأيام التراجيدية التي أعدم فيها جورج دانتون وروبسبيير وأصدقاؤهما، بعد أن التهمتهم ثورة قدحوا زنادها ثم صاروا وقودها، ثورة أشعّت على كامل أوروبا، وهزّت طغاتها، وأنارت للشعوب الخاضعة شموع الأمل.

وكشاب تأسف لإجهاض تلك الثورة العارمة وتألم لمصير أبطالها، بنى بوشنر مسرحية “موت دانتون” متخيلا الأبطال، بعد أن جُرّدوا من مناصبهم واقتيدوا إلى السجن، وهم يواصلون الكلام والنقاش والمواجهة، ليكشف دواخل أبناء الأنوار بعيدا عن الكليشيهات البطولية، وهو ما ركّز عليه مخرج المسرحية فرانسوا أورسوني، فما يهمه في المقام الأول، هو كشف الجوانب الحميمة، تلك الاضطرابات الإنسانية العميقة التي تنتاب أولئك الذين سيموتون، ونحس بقربهم منا في تلك اللحظات التي تزول فيها الأقنعة أمام الموت المعلن.

في هذه التراجيديا يُشرّح بوشنر الثورة الفرنسية، ويرسم بدقة الانتشاء الذي استولى على الرجال والنساء، وعنف الصراع على السلطة، وقوة الشعب التي تجعل الثورة ممكنة، وبؤسه الذي يجعلها متغيرة لا تستقر على حال.

بوشنر يخلق في المسرحية شكلا شاعريا وسياسيا يفرض على المتفرج النظر إلى رجال الماضي عبر أسئلة الحاضر
المسرحية كتبها بوشنر على عجل، في خمسة أسابيع، ولم يتخطّ بعد عامه الثاني والعشرين، لأن بوليس إمارة هيسه كان يراقبه، بعد أن أصدر مقالة نارية عدّها غليوم الثاني ثورية.

وفي هذه المسرحية، يتمرد الشاب بوشنر على مثالية شيلر وغوته ليبتكر مسرحا جديدا، تجريبيا، في لغة تتقد إدهاشا وحيوية، إذ يدمر من الداخل ما كان يمكن أن يتحول إلى مجرد مسرح توثيقي، ليخلق شكلا شاعريا وسياسيا يفرض على المتفرج أن ينظر إلى رجال الماضي عبر أسئلة الحاضر.

تبدأ المسرحية لحظة توجيه التهم، ولا ندري هل كان دانتون وقتها يعتقد حقا أن حسن طالعه سينجيه، أم أنه كان مقتنعا بالمآل المحتوم الذي سيقوده إلى المقصلة؟ هناك حيث أُرسِلَ عددٌ من المساجين، وهناك أيضا حيث سينتهي متّهموه، بدءا بروبسبيير، وقد ساقهم جميعا إلى الموت منطقُ تطهيرٍ جنونيٌّ ذو نسق متسارع.

لا يصدر بوشنر أحكاما قاطعة، ولا يقدم دروسا، ولا يقع في الإيجاز المخل، بل يعرض تعقّد الوضعية التاريخية، حيث يلتقي رجال تجرؤوا على رفع أيديهم ضد الملكِ خليفة الله في الأرض، وضدّ قارة أوروبية معادية، وتحملوا تبعات أعمالهم أمام تاريخ لم يقدّم لهم كتيبا في “طريقة الاستعمال”.

ومن ثَمّ يشاهد الجمهور الذي لا يفصله عن الخشبة حاجزٌ الجدلَ الحامي الذي يلي كل المراحل الثورية، حين يصبح صدام الضمائر والاختيارات والترددات والخيانات أمرا واقعا، ولنا أن نتصور كيف طبعت تلك الأحداث، بملمحها الدرامي وتحديها لعظام تلك المرحلة، الذاكرةَ الجمعية، وكيف خلقت هوية وطنية، وخطّت سردية لم يكتب بعدُ على صفحتها أي شيء، حتى وإن أوهمنا بوشنر بأن ماكنة ساحقة كانت قد بدأت تدور وتفرم بلا رحمة.

“موت دانتون” تحوم حول الجدل البلاغي، مع إحالات على الجمهورية الرومانية، وتضع المتفرج مباشرة في حمّى الفعل، حيث باريس موطن رعب يأتي الموت فيه من كل صوب، بسبب كلمة، أو سلوك، أو لباس لا يرضي.

في هذا الجو المتوتر، يلوح دانتون كرجل لا يريد أن يواصل الصراع، لا يني يردد بينه وبين نفسه أنهم “لن يجرؤوا”.

ولكن الآلة الجهنمية كانت قد انطلقت تعمل بلا هوادة، فتجر معها دانتون ورفاقه من الصالون إلى الغرفة، ومن الرواق إلى الزنزانة، ومن الزنزانة إلى المقصلة، والمسرحية أشبه بنشيد غنائي طويل يرافق الشخصيات في انحدارهم، حيث سيواجهون الموت، الذي ابتدعوه هم أنفسهم.

--------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الأحد، 5 مارس 2017

"مأساتي" على خشبة مسرح المدينة... الدمية "تندب حظّها"... وحظّنا!

الخميس، 2 مارس 2017

سامي قفطان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً لمسرح المضطهدين

مجلة الفنون المسرحية

سامي قفطان ممثلاً ومؤلفاً ومخرجاً لمسرح المضطهدين


متابعة/ زينب المشاط 

وظيفة فـن المسرح هو عرض المشكلات التي تلامس الناس والمجتمع ومعالجتها، فالمسرح يجب ان يكون قريبا من الشارع، والأفراد والشعوب، ولا يجب أن يتعالى عليهم، او يبتعد عنهم لأنه فن الشعوب وناقلٌ لثقافاته.
وقد تعددت الأفكار والمجالات التي عرضها فن المسرح، ومن بينها ظهرت فكرة "مسرح المضطهدين" الذي يعالج القضية بين المُضطَهِد والمُضطَهَد، ويترك للجمهور شأن حلها، هذه الفكرة للمسرحية تبلورت في عقل المخرج داخل حربي، الذي قرر أن يطبق واقعها من خلال تقديم موضوعة عمل مسرحي حربي الذي كان بإمكانه ان يقدم العمل وبكل سهولة في احدى الدول الاوروبية،  أثر أن يقدم عمل مسرح المضطهدين عراقياً صِرفاً، وذلك من خلال الاتصال بعدد من كُتّاب المسرح العراقي وممثليه،  حتى ولدت مسرحية " اليوم العاشر " التي تمثل مشهداً عن فيلم من تاليف الفنان سامي قفطان بعنوان "اليوم العاشر" والتي عرضت مساء يوم السبت على قاعة منتدى المسرح واستمر العرض ليومين متتاليين، وقد جسّد دور البطولة في المسرحية الفنان سامي قفطان، وشاركته فيها الفنانة أزهار العسلي ...
ويذكر مخرج العمل داخل حربي " لقد عرضت العديد من الأفكار لموضوعة المسرحية، إلا أن الفكرة التي جاء بها الفنان سامي قفطان كانت مميزة جدا وقريبة من العمل، وهي تتحدث عن زوجين قضيا من عمرهما 40 عاما في بيت دافئ، حتى داهم الزوجة الموت، وقد طلبت من زوجها الشغوف بها عشقا أن ينفذ طلبها الاخير، وهو أن تلقى الرجل الذي تقدَّم لخطبتها قبل أن ترتبط بزوجها الحالي، الذي تم رفضه من قبل عائلة السيدة، وهنا سيناقش الجمهور المشهد وما يتوجب أن يكون عليه قرار الزوج."
ويذكر حربي" أن فكرة العمل مأخوذة عن مسرح " أوغستو بوال " اي مسرح المضطهدين ، وهو مسرح مهم لمناقشة قضايا الاضطهاد الاجتماعية التي تحدث على ارض الواقع، حينها يستخدم الجمهور كحاكم بين المُضطِهد والمُضطَهَد،  وهذا المسرح قام بتغيير الكثير من المشكلات وحلها سواء انسانية او اجتماعية او برلمانية وغيرها، وهذا ذاته ما ظهر من خلال شاشات القنوات العربية في برنامج الصدمة، حيث كان الجمهور يدخلون ضمن محور العرض وينصحون أحد الأطراف بأن يتخذ حلاً للمشكلة او الموضوع."
وأكد حربي " أن من شروط هذا المسرح او هذه العروض أن لا تتجاوز مدة العرض على الـ8 او الـ15 دقيقة وذلك لأن الوقت المتبقي سيكون من نصيب الجمهور الذي سيعمل على حل المشكلة."
بدوره ذكر مؤلف العمل الفنان سامي قفطان، الذي جسّد دور البطولة في العمل " أن فكرة العمل طُرحت عليّ من قبل المخرج داخل حربي، وبعد أن عرض عليّ فكرته وموضوعته ، قمت بدوري بتقديم فكرة له وقد نالت اعجابه وقررنا الاشتغال عليها، ولأن العمل مميز وغريب قررت أن اكون جزءاً من العرض وقد سرني ذلك، حيث شاركتني البطولة الفنانة أزهار العسلي."
وأكد قفطان " ان هذا النوع من العروض يناغي الانسان ومستوى وعيه، وقد لاحظنا هذا من خلال ردود افعال الجمهور الذين كانوا متفاعلين جدا مع العمل وخلال يومي عرضه، وقد اضافوا لنا  عددا من المقترحات لحل العقدة التي وصل لها العمل، بهذا نستطيع ان نتأكد ان جمهور المسرح العراقي لا يزال واعياً ومتقبلاً لمثل هذه الفنون."
ويعدّ مسرح المضطهدين من الاعمال المسرحية التي تحتاج لخضوع  ودراسات باراسايكولوجي حيث يؤخذ الممثل الى اماكن لم يصلها بشكل عادي، وهذا من خلال تمارين مستمرة، فأهم ما يجب توفره في مثل هذه العروض هو التمرين الذي يعتبر أهم من العرض ذاته، وذلك لمعرفة كيفية التعامل مع الجمهور وجرفه في تيار العرض.

-----------------------
المصدر : جريدة  المدى 

مارسيل غصن في عمله الجديد "قاصص قيصر"... المكان مسرح الجميزة

الثلاثاء، 28 فبراير 2017

هبة طوجي تحقق نجاحاً باهراً في عرض مسرحية ” نوتر دام دو باريس”

مجلة الفنون المسرحية

هبة طوجي تحقق نجاحاً باهراً في عرض مسرحية ” نوتر دام دو باريس”

تحقق النجمة اللبنانية العالمية هبة طوجي نجاحاً غير مسبوق وذلك بعدما احتضنت “تايوان” سلسلة من عروض مسرحية ” نوتر دام دو باريس” والتي تلعب هبة دور ازميرلدا فيها.
المسرحية افتتحت حفلاتها بـ “تايوان” بـ 24 شباط (فبراير) الحالي وقد تم تقديم خمس عروضات حتى اليوم كانت كلها كاملة العدد.
النجاح الذي تحققه هبة في تايوان لم يقتصر على عرض المسرحية فقط بل ان الجمهور كان ينتظرها بالخارج لاكثر من ساعة لالتقاط الصور معها واخذ توقيعها. وكانت هبة خلال الايام الماضية حديث الشارع في تايوان وقد تناولت المحطات الاخبارية هذا الحدث المهم واطلالة هبة المميزة فيها.
سيستمر عرض المسرحية في تايوان حتى 5 آذار (مارس) المقبل لتعود وتستكمل المسرحية نجاحها العالمي بعدة عروضات في باريس، ثمّ جنيف ثم يحل فريق عمل المسرحية ضيفاً في لبنان خلال الصيف حيث ستحيي “نوتر دام دو باريس” 4 عروضات بين 8 حتى 11 من شهر تموز/يوليو المقبل ضمن مهرجانات جونيه.
ولم تختلف الآراء حول عرض «نوتر دام دو باريس» فأتت كلها لتجمع على هذا العمل المتجذر بثقافة المسرح الفرنكوفوني وعلى رونقه الذي لم يخفت ولو للحظة بعد انقطاع عن العرض دام ستة عشر عاماً.
النقاد على اختلافهم من إعلاميين، صحفيين، منتجين سينمائيين وموسيقيين، فنانين عالميين والجمهور ملأوا المسارح منذ العرض الأول وخرجوا بمقالات ومقابلات، فضلاً عن آراء غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي اشادت بتكامل العمل بدءاً من النص مروراً بالأداء المسرحي وحسن اختيار المواهب التي أعادت الحياة لأحدب نوتردام.
أما إزمرلدا التي أتت محمّلة بثقافة الشرق الموسيقية والمسرحية، فكانت محط الإعجاب الأكبر لنقاد الغرب ورواد مسارحه، إذ لم تخيب ابنة المسرح الرحباني، هبة طوجي الآمال الكبيرة التي عُلقت عليها، فباتت حديث المحطات والمواقع والمجلات الأوروبية، وفازت بإعجاب وتقدير أبرز مدراء القطاع الفني والمختصين في عالم المسرح الذين أشادوا جميعاً بالطاقة التي بعثتها هبة في شخصية إزمرلدا.
ففي ما عرضت قناة الـ TF1 تقريراً خلال نشرة أخبارها وصفت فيه هبة بالرائعة، تناولت محطة الـ M6  أيضاً خلال وثائقي من 15 دقيقة مسيرة هبة كاملةً منذ بدايتها في بيروت مع أسامة الرحباني وحتى وقوفها على المسرح الفرنسي.  هذا وذهب البعض إلى اعتبار أن هبة تفوقت حتى على الفنانة هيلين سيغارا لناحية بثها روحاً شابة تنبض بالحياة على المسرح.
هبة التي لا تزال تحصد النتيجة المبهرة للتحضيرات المكثفة التي خضعت لها في سياق هذا العمل المسرحي، وسنوات التمرينات المكثفة والجهد اللذين أوصلاها اليوم لموقع فني متقدم عالمياً، تستمر بتقديم العروض في المناطق الفرنسية قبل أن تنطلق الجولة المكوكية للعمل في بلدان عديدة حول العالم. أما الجدير بالذكر فكان كشف الفنان أسامة الرحباني عن اختيار هبة لدور إزمرلدا من قبل كاتب العمل «لوك بلاموندون» مباشرة بعد مرورها الأول في برنامج «ذا فويس- فرنسا» ضمن فقرة الاختبار وهو أمر غير مسبوق، فكان اجماع من فريق عمل «نوتردام دو باريس» على إسناد الدور لهبة قبل أن يتم حتى اختيار الممثلين الآخرين.



ثلاثة في غرفة بيروتية يواجهون الحب والحرب والفراق

مجلة الفنون المسرحية

ثلاثة في غرفة بيروتية يواجهون الحب والحرب والفراق

الكاتب والمخرج كميل سلامة يأخذنا عبر مسرحيته في رحلة إنسانية يتنقل فيها بين الدموع والضحك وصولا إلى المشهد النهائي التراجيدي.

 في جو من البساطة المؤثرة التي يمتزج فيها الألم بالضحك تتكشف أحداث مسرحية “… كلكن سوا” التي تعرض هذه الأيام بالعاصمة اللبنانية بيروت، والتي تحاول معالجة معضلة الحب والصداقة والعواطف المكبوتة وسوء التفاهم ووقوف الإنسان عاجزا أمام رهبة الموت.
على مدى نحو ساعة يأخذنا الكاتب والمخرج كميل سلامة في رحلة إنسانية يتنقل فيها بين الدموع والضحك، وصولا إلى المشهد النهائي التراجيدي الذي تقاسم فيه الجمهور وأبطال العمل الثلاثة الدموع عفويا.
قبل العرض يطالع المشاهد نبذة عما هو مقدم على مشاهدته بمسرح “دوار الشمس” وسط بيروت في كتيب صغير جاء فيه “في حرب ما… في مكان ما… في زمان ما… المتقاتلون في الشوارع قلة والمختبئون في البيوت كثر… صديقان علقا في بيت أحدهما… الأول وحيد في بيته فعائلته هربت إلى المهجر… والآخر بعيد ببضعة شوارع عن زوجته وأولاده… صديقا المدرسة والجامعة في الماضي، وزميلا العمل اليوم يستحضران ذكرياتهما بين القذيفة والأخرى… وتعود الذكريات التي جمعت يوما الصديقين والزوجة وتبدأ الحكاية تظهر بوضوح… حرب… ذكريات… حب… فراق… صداقة. وفي لحظة ما يحدث ما يغير قدر الإنسان”.
ما بين الماضي والحاضر يفهم الجمهور الذي لم يكظم انفعالاته في مختلف مراحل المسرحية القصيرة والمكثفة أن رواد ومروان في الواقع يحبان ليلى الحائرة ما بين حبها القديم لمروان الذي خذلها وحبها لزوجها رواد الذي ستعبر عنه فقط لحظة وفاته
يقوم ببطولة مسرحية “… كلكن سوا” بديع أبوشقرا ورودريج سليمان وباتريسيا نمور الذين جسدوا على خشبة المسرح صداقة متينة تجمعهم منذ سنوات طويلة وقد شكلوا معا فريق عمل متجانس.
تدور القصة حول صداقة قديمة وحميمة تجمع بين رواد (بديع أبوشقرا) ومروان (رودريج سليمان) على الرغم من التناقض الكبير بين الشخصيتين ولا سيما في طريقة تعبيرهما عن الغضب والحب والخيبة ومختلف التفاصيل اليومية الصغيرة.
رواد يعبر بانفعال مفرط ولا يخجل من البوح بأحاسيسه كاملة من خلال الكلمات النابية في وقت نشاهد فيه مروان هادئا حتى البرودة ويعيش وحدته وخيبته الكبيرة في الحياة داخليا من دون الإفصاح عنها.
رواد متزوج من ليلى (باتريسيا نمور) التي لم تعترف له بحبها يوما، ولا تعبر عن أحاسيسها تجاهه على رغم حاجته الكبيرة لحنانها وحبها. مروان منفصل عن زوجته الأميركية التي قدمت له جواز السفر الأجنبي ولكنها لم تقدم له يوما الحب ويعيش وحدة قاتلة بعدما أخذت الأولاد معها إلى الولايات المتحدة.
هكذا تنقلنا المسرحية بين شخصيتين على اختلافهما يرسمان صورة متكاملة للواقع الإنساني اليوم، بأسلوب رشيق يعتمد تقنية الاسترجاع الفني -الفلاش باك- وتقطيع المشاهد، فيكتشف الجمهور رويدا رويدا القصة الكاملة لشخصيات تعيش في الواقع قدرا موحدا نتيجته الحتمية هي موت رواد مصابا برأسه برصاصة قناص.
وما بين الماضي والحاضر يفهم الجمهور الذي لم يكظم انفعالاته في مختلف مراحل المسرحية القصيرة والمكثفة أن رواد ومروان في الواقع يحبان ليلى الحائرة ما بين حبها القديم لمروان الذي خذلها وحبها لزوجها رواد الذي ستعبر عنه فقط لحظة وفاته.

وفي اللحظة الأخيرة والحاسمة يسمح مروان لنفسه -وللمرة الأولى في حياته- بأن يتفوه بجملة نابية في اللهجة اللبنانية، أخذ كميل سلامه الجزء الأخير منها ليضع عنوان المسرحية “… كلكن سوا”.

-----------------------------------------
المصدر :جريدة العرب

الأخوان ملص لاجئان بولنديان في مسرح باريسي

مجلة الفنون المسرحية

الأخوان ملص لاجئان بولنديان في مسرح باريسي

عمار المأمون

الأخوان ملص مازالا منذ بداية 'مسرح الغرفة' في دمشق يعتمدان على تقنيات الإضحاك الجسدي والمفارقات اللغوية، فالمبالغة بالأداء أحياناً تحضر بوصفها بديلاً عن العامل اللغوي.

لم يتوقف الأخوان السوريان أحمد ومحمد ملص عن العمل والإنتاج الفني منذ مغادرتهما لسوريا، سواء على الصعيد السينمائي أو المسرحي، فالعديد من أفلامهما عرضت في مهرجانات عالميّة، ونالت عددا من الجوائز، حالياً عاد الأخوان للعمل المسرحي، إذ يشهد مسرح “بيكسل” شمالي باريس عرض “اللاجئان” للأخوين ملص، ضمن مقاربة تراجو-كوميدية لوضعية اللاجئين في فرنسا والمعاناة والصعوبات التي يواجهونها في مدينة الأنوار.

اعتمد الأخوان في العرض على الإطار العام فقط لنص “المهاجران” للبولندي سلافومير مروجيك عبر دلالات المكان والحدث الذي يفتتح العرض، في حين أن الموضوعات وطبيعة الأداء المرتبط بشخصية “اللاجئين” كانت من اختيارهما، وأول ما يبرز في العرض هو استخدام اللغة الفرنسية بوصفها العقبة الأولى أمام المهاجرين الجدد، وخصوصاً أن “اللاجئين” يتحدثان الفرنسية فيما بينهما، فلا لغة تواصل سوى لغة “الآخر” الغريب، ولا يجمع بينهما سوى الحنين للعائلة، والصعوبات البيروقراطية والاجتماعية، إلى جانب الحلم بأن يكونا “فرنسيين”.

هذه الموضوعات على اختلافها تلامس الجانب الحياتي والمعيشي للمهاجرين واللاجئين، بوصفهم خاضعين لهيمنة النظام البيروقراطي الفرنسي، ويتشاركون عوالم الوحدة التي تعمّق مأساتهم، والوهم بأن العالم لا بدّ أن يصبح أفضل، ولا بد لهم أن يروا الشمس حسب تعبيرهما.

العرض يقدم الحلم الرومانسي المرتبط بباريس، الموسيقى والمسرح والسينما والنزهات في الشوارع والوقوع في الحب وغيره من التخيلات المرتبطة بالمدينة، كذلك يرسم الصورة النمطية والتعميم الذي يمتلكه الكثير من اللاجئين بأن الحياة في العاصمة الفرنسية شكلها كما الأفلام السينمائية
العرض يصور جانبين من فرنسا، الأول المرتبط بالصورة النمطية المثاليّة وسعي “المهاجرين” لتقمص هذا المتخيّل، والآخر يمثل الجانب الأقل إشراقاً، المعاملات الورقية المعقّدة وصعوبة الحياة والتعامل مع “الآخر”، فهاتان المقاربتان تنطبقان على كافة “الغرباء” باختلاف مرجعياتهم، صيغة الضحية لا يمكن الفكاك منها، مهما كان البلد أو المكان الذي أتى منه هذا الغريب، فالجميع متساوون بوصفهم ضحايا الأنظمة القمعية التي تكتم أنفاسهم، وضحايا “النظام” الجديد وتقنيات الاندماج التي يستخدمها.

ما زال الأخوان ملص منذ بداية “مسرح الغرفة” في دمشق منذ عدة سنوات يعتمدان على تقنيات الإضحاك الجسدي والمفارقات اللغوية، فالمبالغة بالأداء أحياناً تحضر بوصفها بديلاً عن العامل اللغوي، فلا مهارة جسدية في الحركات الرياضية أو الرقص، وبالتالي الإبهار أو الاستعراض للقدرة الجسدية ليس الهدف، بل نراهما يلجآن للمقاربات الكاريكاتورية وتضخيم العيوب بوصفها عيوبا، لا لانتقادها، بل لخلق روتين الإضحاك والاعتماد على مرجعية المتلقي عن الشخصية النمطية المرتبط باللاجئ من جهة، وبالمؤدي المسرحي من جهة أخرى.

العرض يقدم الحلم الرومانسي المرتبط بباريس، الموسيقى والمسرح والسينما والنزهات في الشوارع والوقوع في الحب وغيره من التخيلات المرتبطة بالمدينة، كذلك يرسم الصورة النمطية والتعميم الذي يمتلكه الكثير من اللاجئين بأن الحياة في العاصمة الفرنسية شكلها كما الأفلام السينمائيّة، وأغلب الصعوبات التي يمر بها اللاجئون هي نتيجة هذا الاختلاف بين الواقع وبين الصورة المتخيّلة، وهنا تكمن معالم الرومانسية، حيث يتنامى الوهم المثالي، ويبقى الواقع عقبة في وجه الوصول إليه، لنرى الانعكاسات النفسية المرتبطة بهذا النوع من الفصام، موجات الغضب المفاجئة، ادّعاء القوة وعدم الحاجة للآخر، ثم فجأة، الانهيار العاطفي والرغبة في الوقوع في الحب، ليُطرح التساؤل، أمن الممكن أن تكون في باريس ولا تقع في الحب؟

لا يمكن إنكار شجاعة الأخوين ملص وتقديم عرض باللغة الفرنسية لجمهور فرنسي، والقدرة على “إضحاكهم”، عبر تلمّس معالم الثقافة الفرنسية والحياة اليومية في فرنسا، كالميل للعزلة لدى الفرنسيين، والبرمجة المسبقة لحياتهم اليومية التي ينطبق عليها مثل “ميترو، عمل ثم نوم” (Métro boulot, dodo) إلى جانب الإضرابات الكثيرة التي تشهدها وسائل النقل، فالكوميديا لم تكن فقط نتيجة وضعية “اللاجئ” والمفارقة بينه وبين “الفرنسي”، بل أيضاً عبر توجيه الانتقادات للمجتمع الفرنسي بصيغة مبالغ فيها، وتعكس بعض جوانب الصحة بالصورة النمطيّة، والتي لا يمكن سوى للغريب تلمّسها، في حين أن من يمارسها لا تتضح له، بوصفها تنتمي لمنظومته القيميّة.

--------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب

الأحد، 26 فبراير 2017

مسرحية «اترك أنفي» عمل يستعيد أسلوب «كوميديا ديلارتي»

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «اترك أنفي» عمل يستعيد أسلوب «كوميديا ديلارتي»

يسري حسان 

الرغبة في استعادة الجمهور، واللجوء إلى مناطق آمنة سياسياً، والترفيه عن الناس، أسباب ثلاثة دفعت كثير من عروض المسرح المصري إلى «سكة الكوميديا» التي باتت وصفة مضمونة لتحقيق النجاح وتجنّب المشاكل.
«مركز الهناجر للفنون» في القاهرة، المعروف بجمهوره النوعي وعروضه ذات النزعة التجريبية، دخل أخيراً على الخط ليقدم هذه المرة عرضاً ينتمي إلى الكوميديا ديلارتي، أو الكوميديا المرتجَلة، عنوانه «أترك أنفي من فضلك» وكتبه وأخرجه إسلام إمام. واتضح الإخلاص لفن الكوميديا ديلارتي في بساطة الكتابة لسهولة وصولها إلى الناس، فضلاً عن المبالغة في الأزياء التي بدا الممثلون فيها أقرب إلى مهرجي السيرك، وبالتالي اتسم أداؤهم التمثيلي بالمقدار نفسه من المبالغة وخفة الظل. وهنا نحن أمام مسرح أنماط لا شخصيات، الأب أبله، والزوجة متسلطة، والصديق غريب الأطوار، والأم مسنّة فاقدة للذاكرة.
وإذا كانت الكوميديا ديلارتي التي أفل نجمها قد عُرفت بعدم وجود نص مكتوب والاعتماد على الارتجال المنظّم أو المحسوب، أو حتى الاعتماد على سيناريو يضعه المخرج في الكواليس ليعرف كل ممثل دوره والمساحة التي يجب أن يملأها تمثيلاً أو غناءً، أو القيام بحركات بهلوانية، فقد خالف المخرج هذا العرف وكتب نصاً تاركاً مساحة بسيطة لارتجالات الممثلين سواء بالكلام أو الحركات الجسدية المضحكة أو الغناء. واستدعى إمام قصة «أليس في بلاد العجائب» التي ربطت بين اللوحات المتعددة، وأوجدت خيطاً درامياً بينها. فنكون أمام صديقين لا يفترقان ويقتسمان اللقمة والملابس. ولكن تأتي لحظة الخلاف عندما يركز أحدهما على أنف الآخر ويصفه بأنه ضخم ويتهكم عليه، وكأنها القشة التي قصمت ظهر الصداقة، لتنشأ خلافات بين العائلتين تغذيها تدخلات الآخرين. وفي النهاية وبعد فواصل كوميدية عدة، يكتشف كل منهما أن الأمر لا علاقة له بكبر الأنف أو صغره، وأن على كل امرئ ترك أنوف الآخرين وشأنها...
تلك هي الحكاية- الإطار لنقل رسالة العرض الواضحة والمباشرة: أن ندع كل إنسان وشأنه، قصيراً كان أو طويلاً، أصلع أو كثيف الشعر، لا تنظروا إلى الخارج وركزوا أكثر على الداخل. وجاء اختيار الأنف لكونه بطلاً لأحد الأمثال الشعبية المصرية، «يحط مناخيره في كل حاجة»، أي يتدخل في ما لا يعنيه من دون أن يدعوه أحد إلى التدخل. والدعوة هنا «اترك أنفي من فضلك» عبر توظيف المثل الشعبي، تعني كذلك اسحب أنت الآخر أنفك واتركني وشأني.
البهجة والتسلية هما أكثر ما بحث عنه العرض، وأكثر ما وفّق في الإمساك به، فطبيعة الأزياء، والشعر الغريب المستعار، واستخدام العرائس والأقنعة، وطريقة الأداء، الجمل وشعبيتها، فضلاً عن المواصفات الجسدية لبعض الممثلين، كل ذلك جلب الضحكات ولم يتجاهل النصيحة. ولمزيد من التزام المخرج بطبيعة الكوميديا ديلارتي، اختار ممثلاً ليلعب دور سيدة مسنّة، وفي مقابلها الأب ضخم الجثة خفيف العقل. لا ديكور تقريباً سوى بعض الستائر في جوانب المسرح، وإطارات شعبية مبهجة في مقدمه وخلفيته، ما أشاع أجواء كرنفالية أطَّرتها في غالبية مشاهد العرض إنارة كاملة لا إضاءة متنوعة بحسب كل مشهد وحالته. لا لغة تحتية أو مضمرة في العرض يمكن تأويلها لجهة همّ سياسي أو فلسفي، فاللغة لا تدّعي أكثر مما تحمل. لكنها على رغم ذلك وفي هذا السياق الكوميدي الشعبي، جاءت «حرَّاقة» بلغة الشعبيين. غمزت ولمزت في نطاق العلاقات الإنسانية بين أبطال العرض، ما أثار ضحك الجمهور، خصوصاً أن الغمز واللمز مسَّا العلاقات الزوجية وإن بشكل مغلف بعيداً من الإشارات الصريحة التي لا تناسب الجو الأسري الذي سعى المخرج إلى إضفائه على الصالة.
لا يعني الكلام عن أفول نجم الكوميديا ديلارتي حكماً على ما يقدم منها الآن، فكل نوع أو شكل أو طريقة له أدواته وقوانينه الخاصة التي يتم التعامل بها معه. ومن هنا، فالأمر يتوقف على مدى نجاح المخرج في تحقيق الغرض من عرضه، وكذلك اللمسات التي سعى من خلالها إلى تجديد طاقة الشكل الذي يعمل عليه. ولا بأس باستعادة شكل قديم ما دام يفي بالغرض الذي من أجله صنع العرض، لكن يبقى السؤال: هل يكتفي صناع هذه العروض بالحكاية الإطار والأداء التهكمي والأزياء المضحكة، ما دام ذلك يؤدي الغرض، أم إن عليهم إشباع هذا الإطار ودعمه ليكون أكثر ثقلاً وعمقاً وطرحاً للأسئلة، فيجمع بين متعتي التسلية والتفكير؟

-----------------------------------------
المصدر : الحياة 

الجمعة، 24 فبراير 2017

أمونيوم .. متعة البحث عن المعنى

مجلة الفنون المسرحية

أمونيوم .. متعة البحث عن المعنى

 
وائل الملوك

 مسرحية” امونيوم” من اخراج واداء علي دعيم، يشاركه اثير اسماعيل، مع نخبة من الشباب المساهمين في انجاز العرض من ديكور وسينوغرافيا وادارة مسرحية ومكياج، وهم” علي جبار، ومحمد خالد، وزيدون هاشم، وميادة محمد، وعبد الله خالد”، عرضت في منتدى المسرح باشراف دائرة السينما والمسرح، مساء يوم الجمعة الماضي، والتي تستمر لعدة ايام متتالية.

اسلوب مغاير
استخدم المخرج علي دعيم اسلوبا مغايرا عن عروضه الكيروكرافية السابقة بتقسيم العرض الى قسمين، مبتدئا بتوزيع الكمامات بين الحاضرين خارج القاعة، ليتم ادخالهم بعدها باسلوب تدريجي منفرد، ليتفاجأ الجمهور بمشهد استهلالي سينوغرافي لاشخاص يبحثون بين سواد الجدران واتربة وفحم ودخان غطى المكان، ليبدأ بعدها الجزء الثاني والذي يقوم باداء التكنيك الحركي فيه كل من “ علي دعيم واثير اسماعيل”، بخلق صراع واستنجاد بين شخصين حوصرا في مكان الانفجار، وكان الهدف من رسالة العمل هو” جميعنا سنكون في المحرقة ان لم نفق”.


فن الرقص
اعتذر المخرج علي دعيم خلال حديثه لـ” الصباح”، عن تقديمه اي تصريح يخص فكرة العرض، قائلا:” اترك متعة القراءة وتنوعها للجمهور”، ليحدثنا بعدها مدير المسرح علي جبار، قائلا: المسرحية تنتمي الى مدرسة فن الرقص الحديث، وان فريق العمل يحاول من خلال فكرة العمل ملامسة الواقع العراقي الاكثر قسوة، موضحا ان” أمونيوم” هي مادة كيميائية استخدمت في عدة تفجيرات والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء.
فيما شبه الفنان حيدر جمعة العرض، بالوثيقة التي نعيشها نحن العراقيين لسنوات طوال، بين سلسلة من التفجيرات، مشيرا الى طريقة الطرح الذكية التي تناولها المخرج من خلال التاكيد على الجانب
الانساني.


ليس مسرحا
فيما رأى مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الدكتور شفيق المهدي، أنه عرض حديث الطراز معاصر يمثل “المايم التعبيري” وهو فن مازال ناشئا في العراق، فهو ليس مسرحا بل هو عرض يقع على خشبة المسرح او اي مكان يخص العروض المسرحية، مشيرا الى ان نجاح مثل هكذا عروض لا يقع على فعل المخرج بل على مستوى المؤدين وخبرتهم في التكنيك الحركي ودقته، مؤكدا ان منتدى المسرح دائما هو المصدر الاقوى لتخريج  فنانين حقيقيين لهم انتماء للمسرح منذ منتصف الثمانينيات ولغاية الان، متمنيا من الجهات الرسمية دعم هذه النخبة من الشباب البعيدين عن الفن التجاري.


قراءات متعددة
أما د. حكمت البيضاني، فقد أبدى سعادته بالعرض رغم بساطته بحسب قوله، وأضاف: “من خلال قراءاتي وجدت باننا داخل علبة سواد الجحيم الذي لا نعلم متى سينتهي”، مبينا أن الجانب الموسيقي شد المتلقي بقوة للصورة الحركية، مشيرا الى” شجاعة الشباب وما يقدمونه من عروض مسرحية ذات بصمة وامكانية توازيان العروض العالمية”.اما المخرج علاء قحطان ، فانه يرى في عرض” امونيوم” متعة البحث عن المعنى الذي ينمو شيئا فشيئا، فهو ينتج قراءات متعددة ومعاني لا تنضب ولا تنتهي، بل تتوالد باستمرار، وربما لن يكتشف المتلقي ان لعبة العرض قد أغوته، وان الصراخ والانين والتكنيك الحركي المتكرر بين الممثلين هو الذي أسقطه في حبائله، وسيبقى الاحتفاء بهذا العرض ماثلا لزمن طويل، ومتعة القراءة ستترك اريج فعلها نافذا في مفازات
الذاكرة.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption