أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 19 مايو 2017

التجريب في المسرح الإسباني في مطلع القرن العشرين: بايي إنكلان وغارسيا لوركا ورافائيل ألبيرتي / إيزابيل نيجرينا "باحثة إسبانية "

فضاءات المخرج البولندي "شاينــا" الجديدة ما بين السيـنوجرافيـة والإخراج المسرحى

الفضاء المسرحى للعرض المسرحى "فاوست"للمخرج البولندي شاينـا

مسرحية شعرية " دودة الحرير تعود لحظيرة الفضيلة " تأليف احمد ابراهيم الدسوقى

الخميس، 18 مايو 2017

الهيئة العربية للمسرح تنظم الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تنظم الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي

 اسماعيل عبد الله :
- رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي تعمل من أجل ضمان مسرح توعوي تنموي و مجتمع متنور.
- المنهاج صار ضرورة لتسليح آلاف المدرسين و المدرسات الذين تم تأهيلهم خلال المرحلة الأولى من الاستراتيجية.

تعقد الهيئة العربية للمسرح في الفترة من 20 إلى 22 مايو الحالي في الشارقة “الملتقى العلمي الأول لمنهاج المسرح المدرسي” بمشاركة خبراء و مختصين من مختلف أنحاء الوطن العربي، حيث سيعمل المجتمعون في هذا الملتقى على وضع الخطط و الآليات و منهجية المحتوى الذي سيتم العمل عليها لوضع مناهج للمسرح المدرسي و لكافة المراحل (الروضة، الابتدائي، المتوسطة والثانوية) لتكون هذه المناهج جاهزة بين أيدي وزارات التربية و التعليم في الوطن العربي، كما سيضع المجتمعون خطة إنتاج الكراريس الخاصة بالمعلم و المتعلم في المسرح المدرسي، و سوف يتم في وقت لاحق تشكيل فرق عربية لإنجاز هذه المناهج و الكراريس، حيث من المتوقع الانتهاء من وضعها في الربع الأول من عام 2018 وهو التوقيت الذي يشهد تدشين المرحلة الثانية (الطويلة الأمد) و التي حددتها “استراتيجية تنمية و تطوير المسرح المدرسي بثماني سنوات، تنتهي بانتهاء العام الدراسي 2025/2026،

و كان مشروع تنمية و تطوير المسرح المدرسي قد انطلق بمبادرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مطلع عام 2014، حيث كلف الهيئة العربية للمسرح بوضع التصور الذي يمكن العمل عليه من أجل تطوير المسرح المدرسي، كمدماك أساس لتنمية المسرح عامة و تمكينه من لعب دوره التنموي خدمة للمشروع النهضوي و الحضاري للأمة.

هذا و قد عملت الهيئة على مدار عام و نصف العام عو بمشاركة مئات المختصين و العاملين في المسرح المدرسي في الوطن العربي على دراسة كل ما يحيط و يؤثر بهذا الشأن و توصلت إلى وضع “استراتيجية لتنمية و تطوير المسرح المدرسي” تتضمن خطة عمل عشرية، و كذلك تحتوي أول دليل عربي شامل للمسرح المدرسي بكافة مراحل الدراسة، حيث قسمت الاستراتيجية العمل إلى مرحلتين (اسعافية مستعجلة) لمدة عامين و (طويلة الأمد لمدة ثمانية أعوام، خصصت المرحلة الأولى من أجل معالجة الحلقة الأضعف و هي ندرة توفر المعلمين المؤهلين، مما يؤدي إلى اختلاط المفاهيم و النتاجات، لذا أطلقت الهيئة العربية للمسرح لجنة متابعة و شكلت فريق مدربين عرب، و نظمت دورات تأهيل للمدربين و المشرفين و المعلمين، عربية و إقليمية و محلية استطاعت من خلالها  و على مدار عام و نصف العام أن تدرب ما يزيد على ألفين و ستماية في خمس عشرة دورة في دول عديدة، و كما برزت تجربة الهيئة خلال السنوات الت الأخيرة و نجحت في تحريك المشهد المسرحي في موريتانيا، فإنها تسجل في فلسطين أعلى نسبة تدريب و استجابة لمشاريع التدريب إذ يتوقع أن يصل عدد المتدربين في فلسطين وحدها حتى نهاية العام 2017 إلى ألفي مدرس و مدرسة،  مما انعكس إيجاباً على مستوى نتاج المسرح المدرسي و الذي توج بتنظيم (ايام المسرح المدرسي) في كافة المحافظات.

الأمين العام اسماعيل عبد الله صرح بقوله: مع نهاية 207 سنكون قد أهلنا مدربين في معظم الدول العربية و بالتالي صار لزاما علينا أن نوفر لهؤلاء الذين تلقوا التدريبات كتباً و كراريس عملية منبثقة من الدليل العام الذي تضمنته الاستراتيجية،  و ستكون هذه الكراريس موجهة للمعلم و المتعلم في آن معاً، كما سننتقل بعدها إلى تاهيل البيئة المدرسية لتكون حاضنة آمنة و حيوية للمسرح المدرسي الذي يمتد تأثيره إلى كل بيت و كل فرد في أسرة الطالب؛ و أضاف اسماعيل عبد الله: إن العمل في المسرح المدرسي يهدف إلى صقل شخصية الطالب و قدرته على التعبير عن نفسه و قبول الحوار و الانتظام و تقبل الرأي الآخر، كما سيساهم على إيجاد المناخ الملائم لتنمية مواهب الملكات الفنية المختلفة، و بالتالي خلق جمهور مسرحي واعٍ و مدرك و يعرف الغث من السمين، إنه بحق ضمانة مستقبل الثقافة المسرحية في المجتمع.

مسرح الطفل تجتمع فيه التلقائية والبساطة مع قوة الفكرة في آن واحد

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الطفل تجتمع فيه التلقائية والبساطة مع قوة الفكرة  في آن واحد

 خديجة عجاج 

من منطلق المسئولية الاجتماعية  تجاه ابنائنا الاطفال في اثراء الحصيلة الثقافية والتربوية لدى الطفل من خلال مسرح الطفل  ، اذ يعد المسرح من  افضل الوسائل التعليمية التي تساهم في تنمية عقلية وفكر الطفل من الناحية اللغوية والنفسية وزيادة خبراته ومهارته في الحياة الاجتماعية  واثرائه بمعلومات ثقافية متنوعة تروي تعطش الطفل للمعلومة عبرالفكاهة والطرافة التي تسعد الاطفال اذ تجتمع فيه التلقائية والبساطة مع قوة الفكرة  في آن واحد اضافة كون المسرحية  تدخل في مسار القيم والاخلاق التربوية متوافقة مع  نمو و خيال الطفل الذي  يتمتع به الاطفال وتمسكه بالقصص والحكايات المشوقة و التي ترسخ في عقولهم مدى الحياة  .
ومثال على ذلك مسرحية  اﻻطفال (الزهرة الحمراء )وهي قصة انوار عجاج حولتها الى نص مسرحي لما تحويه من قصة جميلة ومعلومات مفيدة  تقدم للاطفال  بقالب كوميدي ومشوق للاطفال  ،   فطبيعة القصة ملامسة لواقع الحياة التي قد تصادف الطفل في حياته ليتعلم كيف يحمي نفسه  وحقوقه  من خلال  الزهرة الحمراء الوحيدة في المزرعة مع اشجار التفاح ومقاومتها للعيش وحقها في الحياة وصراعها مع اﻻشجار الذين رغبوا في طردها ﻻنها مختلفة عنهم ،لكن العم عارف صاحب المزرعة يراها بعد عدة محاولات من الاشجار اخفائها فيهتم بها ويجمعهم جميعا في المزرعة فعندما انتصرت الزهرة الحمراء لحقها في الحياة واهتمام المزارع بها اعتذرت اﻻشجار لها  وساعدوا المزارع في زرع المزيد من الورود والزهور المختلفة في المزرعة ، لتكون نهاية سعيدة لهم جميعا فالمسرحية  لامست قلوب وعقول الاطفال بعفوية ابطال المسرحية انفسهم  لتكون من الطفل الى الطفل مباشرة ، فرسالة المسرحية بشكل عام عدم نبذ اﻻخرين فكلهم يعيشون على وجه اﻻرض .

الأربعاء، 17 مايو 2017

«شمس الآلاتي» ... مسرحية بممثلين غير معروفين

مجلة الفنون المسرحية

«شمس الآلاتي» ... مسرحية بممثلين غير معروفين



المسرحيات «المتلفزة» تجتاح مصر اليوم، ملتزمة شروط الفضائيات التي من أهمها أن يكون العرض كوميدياً خفيفاً لا مجال فيه للتفكير أو تعكير صفو المشاهد. المهم أن تحقق المسرحية مشاهدة عالية، لجذب أوسع عدد ممكن من المعلنين. وانتشرت الظاهرة بعد نجاح الفنان أشرف عبدالباقي، ومن بعده محمد سعد وسواهما، وبات همّ غالبية الشباب المسرحيين الالتحاق بالركب وتقديم عروض مسرحية للتلفزيون تحقق الانتشار والكسب المادي وتقود إلى السينما، كما حدث مع بعض الوجوه الجديدة.
وإذا كان مسرح التلفزيون لا ينشغل كثيراً بتقديم المسرح الذي نعرفه أو الذي نريده، معتمداً على حضور النجم وجماهيريته الكفيلة بتحقيق نسبة مشاهدة عالية بغض النظر عن المضمون، فما الذي يستطيع الشباب تقديمه لهذا المسرح؟ حتى إن ساروا على نهج النجوم، فمن أين لهم القدرة على منافستهم؟ ربما خطر هذا السؤال لتلك المجموعة من الشباب الذين قرروا خوض التجربة وتقديم عروض مسرحية للتلفزيون.
المجموعة يقودها المخرج محمد علام الذي سبق أن قدم عروضاً لافتة لمسرح الدولة والمسرح الجامعي والمسرح الخاص، تنوعت ما بين الكوميدي والتراجيدي، وما بين النصوص المحلية والنصوص العالمية، كما أن لديه ورشة لإعداد الممثل وتدريبه على فنون الأداء.
اختار علام أن يبدأ رحلته مع مسرح التلفزيون بعرض يمكن اعتباره «حلاً وسطاً» بين الفن والهدف التجاري، فكتبه بنفسه تحت عنوان «شمس الآلاتي» ضمن مشروع أطلق عليه «بيانولا»، وقدمه لليلة واحدة على مسرح «النهار» في القاهرة، وصوَّرته إحدى القنوات الفضائية تمهيداً لعرضه.
اسم العرض وملصقه الدعائي، يحيلان إلى فيلم «شمس الزناتي» للنجم عادل إمام المقتبس عن الفيلم الأميركي «العظماء السبعة»، المأخوذ بدوره عن الفيلم الياباني «الساموراي السبعة».
لكن لا شيء من الفيلم في العرض المسرحي سوى أن المدعو «شمس» يحارب «أشرار الفن» بآلته الموسيقية، ليس أكثر. أشرار الفن هنا هم الذين يقدمون الغناء الهابط .
يرث شمس المهنة عن أبيه الذي يقدم له نصائحه في شكل كوميدي قبل موته. ويجمع شمس فرقته القديمة ويقرر العودة إلى الغناء، فيقدمون لوناً هجيناً بين الشرقي والغربي. نسمع مايكل جاكسون بنكهة شرقية، والراي الجزائري بمذاق مصري، لكن في النهاية لا تجد الفرقة نفسها في ذلك كله، فتقرر تقديم ما يسمى أغاني المهرجانات لتحقق نسبة مشاهدة عالية على الإنترنت ما يدفع شركات الإنتاج إلى التسابق على التعاقد معها لتقديم مزيد من هذا اللون.
وعلى رغم الإغراءات الكبيرة التي تقدمها تلك الشركات، يرفض شمس الاستمرار في تقديم هذا اللون، ما يجعل أعضاء فرقته ينصرفون عنه. إلا أنهم يعودون إليه بعد اقتناعهم بوجهة نظره التي تقول بإمكان تقديم فن جاد يعبر عن الهوية ويحقق في الوقت ذاته مكاسب مادية.
ربما هي الآلية نفسها التي عمل بها المخرج في عرضه المسرحي الكوميدي الذي لا يكف مشاهده عن الضحك من كثرة توالي الإفيهات والمواقف، خصوصاً أنه قدم مجموعة متنوعة من الممثلين غير المعروفين، يمتلك بعضهم مواصفات جسدية لافتة، كالفتاة السمينة صاحبة البنية القوية.
العرض في إجماله مبهج، فباستثناء إفيهات تبدو خارجة عن تقاليد المجتمع، نجد أنه قدم الاستعراض الذي يروق الشباب، واسكتشات لطيفة، وتنويعات مختلفة من الغناء. طبخة شبه متكاملة تخللتها أفكار المخرج والمؤلف بسلاسة، فلم يضطر إلى الانتصار للفن الجاد عبر نقيضه.
ويظل المسرح المتلفز بلا ديكور أو كتل ضخمة ولا حتى موتيفات. لا شيء سوى شاشات عرض على جوانب المسرح الثلاثة تعكس طبيعة المشهد، من تصميم مهندس الديكور وائل عبدالله. وأتت موسيقى كريم عرفة واعية لطبعية العرض وفكرة التنوع بين الغناء العشوائي والرصين، وهو ما عمل عليه الملحن موظفاً كلمات الشاعر راؤول في شكل جيد. كما جاءت استعراضات رشا مجدي لتعكس قدرات الممثلين والراقصين على التنويع في الأداء.
لا أحد يستطيع التكهّن بنجاح هذه التجربة أم لا، فالأمر يخضع لأمزجة المشاهدين التي غالباً ما تنصرف إلى العروض الخفيفة التي يقدمها نجوم معروفون. نحن أمام عرض فيه من الخفة بمقدار ما فيه من العمق، وفيه ممثلون لا يقلون موهبة عن أعضاء الفرق الشهيرة. وفي بطولة العمل هاني سراج، لقاء الصيرفي، محمود عساف، محمد الحناوي، فادي يسري، ضحى عادل، بورا ميشيل، أحمد شمس، إيناس الليثي، فيروز العوضي، عمر صلاح، مايكل رفلة، إبراهيم سيد، وندا بهجت.

----------------------------------------------------
المصدر : يسري حسان - الحياة 

العرض المسرحي العُماني "العيد" دراما مُركزة لمجتمع مُتهتك

العرض المسرحي الفرنسي sweety sweety ازدواجية المشاعر وصراعاتها

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي الفرنسي sweety sweety ازدواجية المشاعر وصراعاتها


لا تزال الصراعات الإنسانية وازدواجياتها، تقلباتها وعدم ثباتها طوعاً لفلسفة الوجود المُتغير على الدوام، تشغل حيزاً كبيراً على خشبات المسارح، وهذا تماماً ما قدمته المخرجة الفرنسية "جوانّا غريسير" في عرضها المسرحي ""sweety sweety، ثالث أيام ليالي مهرجان المسرح الحر بدورته الثانية عشر، على خشبة المسرح الدائري، في المركز الثقافي الملكي، في العاصمة الأردنية عمان.

إزدواجية وحب وأمور أخرى
يعرض العمل حكاية رجل يعيش مع زوجته المريضة، والتي يعتني بها بشكل متواصل لعدم قدرتها على الحراك أو بذل أي مجهود، ما يدفعه إلى التفكير بخادمته الفتاة الجميلة، التي يبدأ بإخفاء مشاعره اتجاهها، خاصة أنها متواجدة باستمرار في المكان ذاته.

هذا الصراع المستمر بين الأقطاب الثلاثة، والذي أساسها الرجل صاحب المشاعر المتقلبة، يصل بحبكة العمل إلى نهاية قد تكون واقعية إلى حدً كبير، ومتوقعة أيضاً، حين يقرر اختيار الخادمة الجميلة، وصغيرة السنّ، وهجر زوجته المريضة.

عن العمل من الداخل..
اعتمد العمل الفرنسي على واحدة من أهم المدارس الكوميدية في العالم، وهي "الكوميديا الراقية" التي ابتكرها الشاعر والمسرحي الفرنسي "موليير"، والتي يكون فيها المونولوج والدايالوج، هو العنصر الأساسي في العرض، بعيداً عن الأفعال المسرحية الكثيرة.

اقترب العرض الفرنسي من الحالة التلفزيونية أو السينمائية، أكثر من كونه عرض على خشبة مسرح، الأمر الذي لم يعتاده الجمهور العربي من جهة، ومن جهة أخرى لم يتمكن من الوصول إلى الجمهور، بسبب حاجز اللغة، والحوارات الكثيرة، والأفعال المسرحية القليلة التي ذكرناها سابقاً، ما استدعى خروج العديد من الحضور، وعدم إكمال العمل، إلا أنه بالوقت نفسه، قدم نوعاً جديداً على مسارحنا، على الرغم من بعده التاريخي كمدرسة تعود إلى العام 1660.







--------------------------------------------
المصدر : محمد المعايطة - سيدتي نت 

عرض دمى بولندي على خشبة المسرح الحر في عمّان

مجلة الفنون المسرحية

عرض دمى بولندي على خشبة المسرح الحر في عمّان

ثنائيات الخير والشر، الحب والكره، الأمانة والخيانة، وكل المشاعر الإنسانية التي تعيش بين كل هذه الثنائيات، قدمها عرض الدُمى الغنائي البولندي "tuba dei and angels" للمخرجة إيميليا بيتيلجويسكا، خلال ثاني أيام ليالي مهرجان المسرح الحر بدورته الثانية عشر، على خشبة المسرح الدائري، في المركز الثقافي الملكي في العاصمة الأردنية عمان.
العرض الذي كان بطله عدد من الدمى التي حركها أربعة ممثلين، وحكى قصةً كانت مزيجاً من الدراما والكوميديا، بطلها ملك ولصان وملائكة، إضافة إلى شخصيات أخرى، عرضت الحب والشجاعة، الطمع والجشع.

الدمى وأرواحهم الممثلين
ليس من السهل أن تقدم مسرحاً للكبار، أبطاله الدمى، وتكون مُقنعاً إلى هذا الحد الذي يختفي فيه الإنسان وراء قناع الدمية، وترى عيناك أن الدمية هي من تمثل وتتحرك وتُملئ بالمشاعر والأحاسيس، وبالأداء المقنع من جهة أخرى.
إلا أن الفريق البولندي تمكن من أن يقدم تحريكاً مُقنعاً للدمى، بحيث اختفى في الكثير من وقت العرض، الممثلين الحقيقيين ورائها، وكانت الدمية الممثلة هي التي فرضت حواراتها على الخشبة. وكان هناك انسجام كبير بين كل ممثل مُحرك، وبين الدمية التي يحركها، حتى أنه من وراء الوجوه والأجساد المصنوعة من القماش، كان الممثلين نفسهم قد تقمصوا شخصيات دماهم، وأدوا أدوارهم من خلف وجوهها.


الموسيقى.. لغة العالم
أثبتت الموسيقى بأنها حقيقة العالم ولغته، حيث أن الأداء الموسيقي والغنائي الذي بُني العرض عليه بشكل كامل، كان قد أغنى بشكل كبير عن اللغة المختلفة تماماً والغريبة على الجمهور العربي، وتمكنت من إيصال فكرة وحالات العرض المتنوعة، مُعوضة غياب لغة الضاد على خشبة الدائري.











----------------------------------------------------
المصدر :محمد المعايطة – سيدتي.نت

«لغتي» للعمل المسرحي تستنهض طاقات الأطفال

مجلة الفنون المسرحية

«لغتي» للعمل المسرحي تستنهض طاقات الأطفال


 كرّمت «لغتي»، المبادرة التعليمية الرامية إلى دعم التعليم باللغة العربية بوسائل ذكية لأطفال وطلاب الشارقة، الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى، في الدورة الثانية من جائزة «لغتي» للعمل المسرحي، التي تستهدف طلاب مرحلة رياض الأطفال بإمارة الشارقة.

جاء ذلك خلال حفل المنافسات النهائية، الذي نظمته «لغتي» في مسرح القصباء بالشارقة، بحضور الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، ومروان أحمد الصوالح وكيل الوزارة للشؤون الأكاديمية للتعليم العام، وحصة الخاجة رئيس قسم الرقابة التعليمية بمنطقة الشارقة التعليمية، وبدرية آل علي مديرة مبادرة «لغتي»، وعائشة سيف الخاجة رئيس اللجنة التنفيذية لمبادرة «لغتي»، إلى جانب مجموعة من معلمات رياض الأطفال بالشارقة وطلابهن، وأولياء أمورهم.

وفازت بالمركز الأول «روضة السندس» عن العمل المسرحي الذي هاجم عنوان «أمي وأبي»، وبالمركز الثاني «روضة الكنوز» عن مسرحية «أرقامي»، وفازت بالمركز الثالث «روضة المروج» عن مسرحية «بذرة صغيرة»، بينما ذهبت جائزة فريق العمل المميز إلى «روضة الياسمين المطورة» عن مسرحية «بذرة صغيرة»، والجائزة التشجيعية إلى «روضة النفائس» عن مسرحية «الشمس وعائلتها»، وشهدت النسخة الثانية من الجائزة منافسات قوية بين طلاب 11 روضة.

ورصدت «لغتي» جوائز مالية قيمة للفائزين بالجائزة وصلت قيمتها إلى 10 آلاف درهم للمركز الأول، والثاني 7000 درهم، والثالث 5000 درهم، كما خصصت جائزة قدرها 3000 درهم لفريق العمل المميز، وجائزة تشجيعية بقيمة 2000 درهم.

وقالت بدرية آل علي: «حضرت جائزة (لغتي) للعمل المسرحي منسجمة مع رؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتطلعات قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتوجيهات الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسِّس والرئيس التنفيذي لمجموعة «كلمات»، في تمكين الأطفال من لغتهم الأم، ومساعدتهم على توظيفها في حياتهم الدراسية والعامة، كي تظل جزءاً راسخاً من هويتهم العربية، في الحاضر والمستقبل». وأضافت: «خصصت مبادرة (لغتي) هذه الجائزة الأولى من نوعها، للمسرح المدرسي، لأسباب كثيرة أهمها أن المسرح يعد من أهم الوسائل التربوية التي تساعد في إثراء المخزون اللغوي والمعرفي لدى الطلاب، وكذلك لأن المسرحيات تكتب غالباً باللغة العربية الفصحى، وهو ما نسعى إلى ترسيخه بين أجيال المستقبل، كي تكون اللغة الأم هي لغة المحادثة المباشرة، والتواصل الاجتماعي، والكتابة الإبداعية».

----------------------------------------------------------
المصدر : الأمارات اليوم

تصحيح ألوان عمل تجريبي يستعيد ويقدم رؤاه … سامر محمد إسماعيل: أحاول أن أقدم مسرحاً راهناً وطازجاً بعيداً عن التفاصح واللغة الخشبية

مجلة الفنون المسرحية

تصحيح ألوان عمل تجريبي يستعيد ويقدم رؤاه … سامر محمد إسماعيل: أحاول أن أقدم مسرحاً راهناً وطازجاً بعيداً عن التفاصح واللغة الخشبية

ربما نحتاج إلى ريشة نظيفة وألوان جديدة لكي نغير ما حولنا من ألوانٍ زاهية وواهية لنقوم بتصحيحها وإعادتها إلى طبيعتها وهما اللونان الأسود والأبيض، لأن الأيام تثبت لنا مراراً أن تاريخ الكثير من الشخصيات هو أسود لا محالة، «تصحيح ألوان» هو العنوان الذي اختاره المخرج سامر محمد إسماعيل لعمله الذي أبصر النور على خشبة القباني، العمل الذي استغرق شهراً من التحضيرات احتوى على وجبة عالية من المتعة، فهو لم يكن مجرد مقابلة صحفية مع كاتب مهم حاصل على جائزة فحسب، إنما تتطور الأحداث تدريجياً لنرى أن العرض يحمل على كاهله قضية وطن بأكمله، وتألق العمل بأداء أبطاله المتميز وهما يوسف المقبل وميريانا معلولي وكان التعليق الصوتي ببصمة القدير أيمن زيدان.
«الجريمة تضرب باب القفص والخوف يصدح كالكروان»، هذه المقولة للكبير محمد الماغوط كانت بوصلة المخرج ليقدم مشهداً منسجماً وممتعاً وخصوصاً أن المخرج نفسه هو كاتب النص الأمر الذي أضفى انسيابية وتناغماً كبيراً في العمل.

أسلوب المسرح الطبيعي

تصحيح ألوان يروي قصة راهنة تتناول واقع بعض النخب التي انكفأت أو صمتت أو تم شراؤها، ويعود بنا إلى فترة الثمانينيات في سورية وصولاً إلى هذه اللحظة حيث أكد المخرج سامر محمد إسماعيل في تصريح له  أن: «العرض يقدم ما يشبه مراجعة لمرحلة بأكملها بعيداً عن «مكيجة»، أو محاولة تلميع وتجميل الواقع، بل إن العمل هو أقرب إلى أسلوب المسرح الطبيعي»، مضيفاً إنه «تم العمل على هذا العرض قرابة الشهر من بروفات متواصلة مع الأستاذ يوسف المقبل، والممثلة ميريانا معلولي، وقمت بكتابة النص أكثر من مرة والكتابة الأخيرة كانت هي النسخة المعدة للعرض».
وحول خصوصية العرض وما يميزه عن أعماله السابقة قال اسماعيل: «أحاول أن أقدم مسرحاً راهناً وطازجاً بعيداً عن التفاصح، وعن اللغة الخشبية، وبعيداً عن النبرة المتعالية، وكما هو معلوم أن معادلة المسرح هي «الآن وهنا، ونحن والآخر»، هذه المعادلة البسيطة قد تبدو معقدة وصعبة إذا لم يتم الركون إلى رؤية واضحة منذ كتابة النص، وأنا لا أكتب أدباً مسرحياً وإنما أحاول أن أكتب للخشبة مباشرة، وهذا ما يختزل وقتاً وبروفات على الخشبة، إلا ما يخص كتابة الممثل بمعنى ضبط تيار المشاعر الخاص بالممثل وهو أيضاً محاولة فهم الشخصية وإعادة رسمها على المسرح».

شخصية إشكالية
ومن جانبه رأى الممثل يوسف المقبل الذي جسد دور جابر ابراهيم وهو إنسان متسلق ويشبه الكثير من الشخصيات التي كانت موجودة في فترة من الفترات خصوصاً في زمن السبعينيات والثمانينيات، وقال: «جابر هو شخصية سلبية ومدانة حتى نموذجنا سليمة مدانة، ومن بقي من الجيل الجديد مايا فهذه النماذج السابقة أثرت فيه سلباً، وتسببت له بالصراع فهي لم تعد تعرف أين هي الحقيقة وفي النهاية وضعت في الحقيبة، وفي المسرح لا يوجد شيء ليس له دلالة والحقيبة هي السفر فهذا الجيل أصبح يشّرد ويغادر بشكل كبير»، مضيفاً إنه «إذا كانت كل نماذجنا سلبية فالإيجابية هي عند المتلقي، وبالنسبة لي هو الرسالة وإذا قلنا هذه الألوان التي كانت موجودة لهذه النخب وكان مغلوباً على أمرنا اختيارهم ألوان الوردي والأحمر والأخضر والأزرق، أما عرضنا الذي حمل عنوان (تصحيح الألوان)، فقصدنا به أن نعيد الألوان إلى طبيعتها وهو اللون الأسود»، واسم (تصحيح ألوان) ينسجم مع بنية الشخصية لأنها تنتمي إلى النخبة المثقفة والعرض موجه للناس التي فضحت هذه النخب».
وأفاد المقبل أن خياراته في المسرح أصعب من التلفزيون وقال: «إننا كفنانين نعمل في المسرح بشكل تبرع ولست أبالغ بذلك وأقصد عملياً نحن ندفع مالياً من جيوبنا وهذه رسالة أوجهها عبر منبركم لوزارة الثقافة لدعم هذا المكان ودعم المنتج الذي يتمثل في العرض المسرحي على حساب أساس المكاتب وتصليح السيارات وغيرها من الكماليات، لأن وزارة الثقافة منتجها الوحيد هو العرض المسرحي والفيلم السينمائي والأمسية الشعرية وغيرها، فليهتموا بهذا المنتج كما نحب نحن».
وأشار المقبل أنه أمام هذا التبرع لن يقبل بأي نص مسرحي ولا أي دور، إذا ما استهواه بشكل كبير حيث قال إن «شخصية جابر شخصية إشكالية وضعتني أمام تحدٍ حقيقي، وحقيقة أحببت النص وقبلته مع أنني رفضت هذه السنة ثلاثة نصوص بالقومي وذلك لأني اعتبر نفسي ممثلاً منتجاً، ولست ممثلاً منفذاً وإذا لم أضف من مخزوني الفكري والمعرفي والموهبة للمادة فلا أجسدها»، مشيراً إلى أنه «يرى هذا النص نص عالمي ومن الممكن ترجمته وتقديمه لأي بقعة من بقاع الأرض، ومن الواجب علينا تشجيع الكتاب المحليين ليكتبوا للمسرح، وأعتقد أن سعد اللـه ونوس ومحمود عدوان قبل وفاتهما بعشر سنوات لم يكتبا للمسرح لأن المسرح يحتاج لجهد أكثر من كتابة المسلسل بعشرات المرات، واعتبر أن المسرح لغة عالمية بحيث لا يوجد نص سوري ونص إنكليزي وكنا قد عملنا في بداية الأزمة «هاملت» لشكسبير وبأسلوبنا جعلناها تتناسب وتقترب من جمهور دمشق».
وأضاف المقبل إن «المسرح دائماً هو عبارة عن محاولات ولا يوجد منجز ابداعي كامل أياً يكن هذا المنجز، لوحة أو قطعة موسيقية لأنه إذا انتهى متنا وانتهينا كمبدعين، وكما يقال إن «الأفكار ملقاة على قارعة الطريق» ولهذا كان من المفترض أن نقدم وجبة عالية جداً من المتعة لكي نشد الجمهور لحضور هذا العمل».

النص يحتوي على المكاشفة

وبدورها اعتبرت ميريانا معلولي أن شخصية مايا هي شخصية مغرية لأي ممثلة لما فيها من تركيبة نفسية وجسدية حساسة نوعاً ما، وقالت معلولي إن «هذه الحالة شدتني كي اختبر نفسي، وبصراحة تعذبت قليلاً حتى استطعت تفكيك الشخصية واكتشاف خيوطها وأن اتماهى معها بلحظة من اللحظات، لأنني مررت بفترة رفضتها وفترة أحببتها ومرة أخرى كرهتها، وأيضاً بفترة عاشت معي»، مفيدة أن «حالة الفقدان التي عاشتها مايا في العمل أثرت فيها نفسياً وأظن أنها ساهمت بزيادة هذه الحالة الجسدية والمرضية التي تعيشها».
ورأت معلولي أن تركيبة النص بشكل عام تحتوي على المكاشفة وتعتمد على تكسير شخصيات حيث نرى قامات كبيرة تنكسر أمام أعيننا وقالت إن: «حالة الانتقام التي كانت بداخل مايا واختيارها لهذا اليوم لتتكلم وتكشف المستور جاء قبل أن يسافر ويختفي هذا الشخص، فهي خسرت كل شيء أباها وأمها وخسرت حياتها الطبيعية، لذلك قامت بجمع كل قواها وكانت على الأقل تريد استرداد المخطوط أو رواية والدها».
ويذكر أن مدة العرض 70 دقيقة وهو مستمر حتى 22 أيار الجاري ما عدا يوم الجمعة.

-----------------------------------------------------------
المصدر : الوطن 

في اختتام فعاليات مهرجان الـ«مونودراما» المسرحي الخامس بالحسكة … الأعمال أبدعت ولامست الوجع والمسرحيون لن يسدلوا الستارة!

مجلة الفنون المسرحية

في اختتام فعاليات مهرجان الـ«مونودراما» المسرحي الخامس بالحسكة … الأعمال أبدعت ولامست الوجع والمسرحيون لن يسدلوا الستارة!

المقولة التي لا يزال يرددها مسرحيو الحسكة، والتي اتخذوها شعاراً لهم بخاصية لها «دمغة» المخضرمين، من أجل خط إبداعهم الفني ورسم ملامحهم على الخشبة، بالقول والفعل مؤكدين ذلك ومصرين على أنه «لن تسدل الستارة»، وهذا ما صوره إبداعيو المسرح بالحسكة، في نهاية أعمال فعاليات مهرجان الحسكة المسرحي الخامس المخصص لمسرح «المونودراما» الذي رعته وزارة الثقافة..
فعاليات المهرجان التي تصدر المقدمة فيها العرض السينمائي الذي تناول الحركة المسرحية في محافظة الحسكة، والممتدة لمسيرة تصل إلى نحو مسافة الـ90 عاماً، إضافة إلى أهم العروض المسرحية التي تمت استضافتها وتقديمها في المهرجانات الأربعة السالفة، والمشاركات النخبوية المسرحية التي بصم فيها ثلة من رواد المسرح في المحافظة، كانت البصمة الأكبر والكلمة الأشمل فيه لمدير المسرح القومي بالحسكة، الكاتب والمخرج المسرحي الفنان إسماعيل خلف مدير المهرجان: الذي انطلق من الخصوصية التي تميزه كحالة فردية وجماعية نوعية في آن معاً، باعتباره واحداً من أهم علامات المسرح الوطني في القطر، وبيضة القبان في مسرح الحسكة اليوم: حين رأى وفق القراءات الإبداعية التي ينتمي إليها، أن هناك عناوين واضحة لعدة رسائل حملتها الأعمال المسرحية التي شاركت في المهرجان، يأتي في صلب تفاصيلها انتصار إرادة الحياة على الموت ودعاته، مشيراً إلى أن ستارة المسرح والحياة الثقافية والفنية في سورية ستبقى مرفوعة رغم كل منغصات وظروف الحرب الإرهابية التي تشن على الشعب السوري، وإن قوى الظلام والجهل والتخلف مصيرها الزوال لتبقى الكلمة التي شع نور أول حرف منها في سورية ومنها انطلق ووصل إلى العالم.
وأضاف الخلف: إن فعاليات المهرجان التي استضافتها واحتضنتها خشبتي المركزين الثقافيين في مدينتي الحسكة والقامشلي وقدمت خلالها عدة عروض مسرحية مخصصة للكبار وعرضان مسرحيان مخصصان للأطفال، عالجت جميعها القضايا والمواضيع الحياتية بأسلوب «المونودراما» الذي له حضوره وجمهوره ومتابعوه ومهتموه المنتمون إلى لغة وإفصاح الخشبة في محافظة الحسكة.
فعمل الـ(وجع جماعي) الذي لخص الحالة «البانورامية» للمهرجان بشكل مكثف للعروض الستة التي تناولتها أيام المهرجان المخصصة للكبار، وهذا العمل هو من تأليف وإخراج مدير المهرجان المسرحي إسماعيل خلف، حيث بين فيه ومن خلاله تقديم عدد من اللوحات المسرحية، تمكن من خلالها مخرج العمل من العثور على حالة ربط محكمة لشد المتلقي نحو العرض في عملية مزج احترافية لفن المسرح بالشعر بالغناء وحتى السينما، وبلوحة فنية واحدة شارك فيها مجموعة من الممثلين تنوعت مواضيعها ووجهة نظرها، ولكن خلاصتها في النهاية واحدة وهي تصوير لجوانب من المعاناة الحياتية الناتجة عن إفرازات الحرب الإرهابية اليوم، التي أرخت بظلالها على كل مواطن سوري متشبث بتراب أرضه ومستندات وطنه، قبل أن يكون ختامها مسكا عند المشهد اللافت والجذاب الذي جسده إسماعيل خلف نفسه، ولامس به قلوب ومشاعر الجمهور العريض الذي اكتظت به صالة العرض، حين صفق لما قدمه الخلف طويلاً.
أما العروض الستة التي حملت اسم المهرجان، فقد شكل كل منها عملية إسقاط مرادفة للواقع المحيط بكل من تأبط دور البطولة في كل عرض وبمفرده على الخشبة وإن تقلد أدواراً مركبة أحياناً، من خلال التعامل مع إرهاصات الحياة بمختلف مضامينها والسلوكيات المجتمعية المرافقة لها، والتي قلبت في النهاية موازين الواقع رأساً على عقب، وبشكل أثار معطيات قاربت مفاهيم ودوافع ونوازع الدهشة والاستغراب والفضول والانتقام والتهميش والكيدية والاحتقان لدرجة الوصول إلى الأنا لكي تتقمص الأنا نفسها، الأنانية أيضاً بمفاهيمها المختلفة وبمعناها المطلق، ومن ثم الرغبة المتوحشة قبل الوصول إلى الأنين والألم ومن ثم الصرخة، بغية الوصول أيضاً نحو الحلم والأمل باتجاه غد أجمل وحياة أفضل بطرق لونية متفاوتة التأثير والتأثر مرت في خط سيرها بين الألم والحزن والنكران والندم وحتى الضحك الذي جاءت بواعثه وتبعاته من واقع مرير كان قاتم اللون! عرف المشاكس إسماعيل خلف: كيف يوظف إمكانات أبطاله في العروض (باسل حريب وعبد الغني السلطان وعبد اللـه الزاهد) الذين عاشوا عقوداً مع الخشبة منذ نعومة أظفارهم، إضافة إلى الشاب المشروع المقبل غيث السلطان، فاستطاع الخلف وتمكن بطريقة احترافية من تقديم الوجبات الفنية الإخراجية السريعة الهضم لجمهوره، الذي انفعل مع دمعة العروض المؤلمة، وتفاعل مع سمو الرسائل الهادفة، التي وجد فيها إسماعيل خلف وقدم ما يريده المتلقي اليوم بأيسر الطرق المناسبة، بخط ورسم المحترفين والرواد!
كما تناولت عروض الأطفال منهجاً هادفا، تمكن النص ومخرج النص ومن جسد الدور في النص، من إيصال الفكرة إلى الجمهور بذهنية مباشرة تعكس الواقع وما يتطلبه هذا الواقع وما يريده من حلول من شأنها العمل على بلورة وتقديم بيئة نظيفة ونقية من الشوائب والتشويش، تحرض وتدعو إلى التربية والفضيلة والتمسك بأهداف وشذور القيم والأخلاق النبيلة بطرق سلسلة ومبسطة طريقها سهل المنال وقصير المسافة للوصول إلى لب وقلب الطفل من خلال عمليات إسقاط حياتية بطريقة الحكايا التي كان ولايزال لها الدور البالغ في الإسهام بنقل العرض ومغزاه إلى الطفل بعد الوصول إلى الحكمة المرجوة منه.
ولفت الممثل المسرحي المشارك بعرض «وجع جماعي» باسل حريب إلى أنه على الرغم من جميع الظروف القاسية الناتجة عن الحرب، إلا أن المهرجان مستمر للسنة الخامسة على التوالي في تقديم العروض المسرحية، ونتمنى في الدورة السادسة القادمة للمهرجان وجود مشاركات لفرق مسرحية من المحافظات الأخرى، بعد أن تتم إعادة الأمان إلى كل شبر من أرض الوطن سورية.
كما تم خلال المهرجان تكريم الفنان المسرحي عبد الغني السلطان، لدوره في إغناء الحراك الثقافي والحياة المسرحية في محافظة الحسكة، حيث أكد الفنان السلطان: أهمية التكريم ودوره المهم في الاستمرار في دفع عجلة الثقافة والمسرح وتقديم كل ما هو ممتع وهادف إلى جمهور المحافظة.
يشار إلى أن العروض التي تم تقديمها في المهرجان: (وحوش ضارية، والذي رأى كل شيء، ووجوه أحن لرؤيتها، ونجمة، والسيد صفر، وإيسوب) إضافة إلى تقديم عرضين مسرحيين للأطفال بعنوان: (القميص، والنساج والصياد الكسول.

-------------------------------------------
المصدر :  دحام السلطان- الوطن 

المخرج المسرحي الموريتاني باب ولد ميني :المسرح بالنسبة لي هو أداة تثقيف وأداة تعليم وأداة تنوير

مجلة الفنون المسرحية


المخرج المسرحي الموريتاني باب ولد ميني :المسرح بالنسبة لي هو أداة تثقيف وأداة تعليم وأداة تنوير 

الأستاذ والفنان المسرحي باب ولد ميني، وجه لامع في فن المسرح الموريتاني، اشتهر بأدائه ممثلا على الخشبة ومخرجا خلف الكواليس وأستاذا يعلم الأجيال فن المسرح.

عرف باب ولد ميني بأنه كان ضمن قلة من الفنانين المسرحيين الموريتانيين الذين جمعوا بين الموهبة والتخصص والأداء، فقد ظلت موهبته المسرحية تنمو منذ الصغر كما تخرج من مدارس مسرحية متعددة في المغرب وليبيا ومصر؛ فكان لأدائه بصمات فنية ذات طابع خاص .

في حوار للفنان المسرحي باب ولد ميني، ليتحدث عن واقع المسرح الموريتاني والتحديات التي يواجهها وما يمكن أن يقدمه المسرحيون للمجتمع في ظل تحديات العولمة.


البعض ينظر للمسرح باعتباره وسيلة ترفيه فقط، كيف تنظر شخصيا إلى فن المسرح؟

باب ولد ميني: الكثير من الموريتانيين ينظرون للمسرح على أنه وسيلة ترفيه فقط، هو وسيلة ترفيه لكنه أيضا وسيلة تعليم وترسيخ القيم الأخلاقية والثقافية، كما أنه من أقوى أدوات التعبير؛ فالمسرح أستاذ الشعوب، كما يقال، هو أبو الفنون..

هو أيضا الإطار الذي بإمكاننا أن نتحرك به وفيه كمتخصصين من أجل تغيير العقليات وترسيخ قيم الأخلاق والثقافة لهذا المجتمع ونستنطق كل ما فيه من تراث وقيم ثم نقدمها للأجيال. 

الآن الصورة والمشهد هما المسيطران على اللحظة التاريخية التي نحن فيها، الآن الكلمة انتهت، المراجعة انتهت، المطالعة انتهت.. للأمانة هذا حال كل دول العالم وليس في موريتانيا، إلا أن مجتمعا كمجتمعنا تزيد نسبة الأمية فيه على النصف والنصف الآخر يتسرب من المدرسة يكون التحدي أكبر.

المسرح بالنسبة لي هو أداة تثقيف وأداة تعليم وأداة تنوير وأداة تهذب النفس كفن يعلم يرقي بالذوق العام يستنطق الموروث يقوم أيضا بمعالجة الكثير من الأمراض  الاجتماعية داخل المجتمع،  المسرح مثله مثل الدراما والسينما يعتبران مرآة الشعوب وتقول الدراسة النقدية:  "إذا أردت أن تعرف مدى الوعي الاجتماعي لأي مجتمع ما عليك سوى مشاهدة ما يقدمه مسرحه"، فبإمكانك من خلال مشاهدة مسرحه معرفة كل شيء عن هذا المجتمع: رقيه وازدهاره وذوقه، من خلال الديكور السينوغرافيا، من خلال الشخصيات و الحوار تشاهد المجتمع كله..

المسرحية تكشف بعض الأمور والأشياء التي تكون تحت السطح فتظهرها فوقه، تجعل الأشياء القبيحة جميلة، والأشياء الغير منظمة تنظمها تعطيك ما بداخل المجتمع لكن تقدمه على مرآة يعني أنه مرآة عاكسة لكل ما هو موجود داخل المجتمع.

 بالنسبة لي هذا هو المسرح.. أما اعتباره وسيلة تسلية فقط فهو خطأ، في المسروح تجد كل شيء: التسلية، الإفادة، التعليم، التنوير، تجد فيه كل شيء..  المسرح هو كل شيء، المسرحية عبارة عن نص مليء بكل شيء: الكوميديا تضحك والتراجيديا تبكي.... هذا هو المسرح.

والدليل على القول إن المسرح من أقوى أدوات التعليم والتهذيب أنه عندما تقوم بدراسة أو بحث عن تاريخ المسرح فسترى أن كل الحضارات التي كانت تولي أهمية للمسرح كانت حضارات تنوير وكانت عصورها عصورا ذهبية، القرن الرابع الميلادي عند الإغريق عصر أيسخيلوسيوس وروبيرتس هؤلاء رواد المسرح آنذاك في الحضارة الإغريقية.

عندما جاءت الحضارة الرومانية على أثرها لم تقدم أي شيء للمسرح وبالتالي تقهقرت وأصبحت عسكرية.. وعندما نأتي للعصور الوسطى ما بعد العصر الروماني كان عصر ظلام لأنهم حرّموا  المسرح وأصبح منبوذا، وعندما نصل عصر النهضة في القرن السادس عشر مثلا  نرى أنه كان عصرا ذهبيا مع شاكسبير بالقصر الأليزبيتي، وفي القرن الثامن عشر كان أيضا عصرا ذهبيا مع موليير وراسين وهم رواد المسرح الفرنسي.. هذا يعني أن كل العصور التي أعطيت فيها أهمية للمسرح كانت عصورا ذهبية كان العقل نيرا كان الذوق جميلا.

هذا هو المسرح ، أمة لاتقدم شيئا للمسرح ولا تعرف المسرح ولا تشاهده أمة ناقصة أمة فقيرة أمة بليدة لأن المسرح مساحة للتثقيف والتنوير مساحة لتذوق الجمال وكل شيء.

ما الذي يمكن أن يقدمه المسرح اليوم للمجتمع الموريتاني في ظل تحديات العولمة التي تجتاح العالم؟

باب ولد ميني: المسرح بإمكانه أن يقدم كل شيء في هذه الظرفية التاريخية فنحن بحاجة له.. إن مجتمعا ليست له متانة ولا مناعة، فهو مجتمع فرجوي يتفرج على كافة ادرامات العالم، لقد أصبح هذا المجتمع في مهب الريح.

لو أن الجهات الرسمية تعرف أهمية المسرح لكانت أسست مسرحا وطنيا لأننا بحاجة لـ "دراما وطنية، وسينما وطنية" لتكون قادرة على تقديم فرجة لهذا المجتمع لأن الشعوب لا تنسجم إلا مع فنونها وتراثها وعندما تكون عندك قوة الملاحظة والتركيز وتشاهد الشارع الموريتاني  تشاهد الماكياج عند البنات وملابسهم تلاحظ أن هنالك تأثيرا للدراما التركية والهندية عليهم حتى الشباب بتسريحاتهم ترى تأثير الدراما عليهم.

لو أننا قادرون على تأسيس مسرح وطني ودراما وطنية قادرة على تقديم الفرجة البديلة لاستطعنا تقديم ذواتنا، أبطالنا التاريخيين شخصياتنا النموذجية في السلوك في الحضارة في العلم في الذكاء في الهدوء في الإيمان في كل شيء بدل أن يقلد أطفالنا وبناتنا "ميماتي وجانسي ومراد عالم دار" وأبطال السينما المكسيكية، هذه هي اللحظة التاريخية للمسرح الموريتاني والدراما والسينما الموريتانية إذا أعطيت لهم أهمية فهم قادرون على تكوين بديل لهذا المشاهد المصاب بعدوى وحب الفرجة.

المسرح الموريتاني قادر على أن يقدم  البديل وينير المجتمع وأن يدخل على الأقل على  الخط، ولكن هذا الفراغ عند الشباب والهروب في المتاهات هو نتيجة لعدم وجود مسرح نير ينور العقول ويتفرجون عليه بدل التفرج على المحرمات والدراما التي لا تخدمهم ومن لا يتفرج منهم عليه يذهب إلى الشارع لتعاطي المخدرات.. المسرح قادر على تنوير العقل وتعرية الأمراض التي تصيب الشباب..

 لو أنه يوجد مسرح لديه إمكانيات ولديه على الأقل تصورات وخطة إستراتيجية  لفعل كل شيء  لهذا الإنسان الموريتاني المصاب بعدوى الفرجة والمشاهدة.

المجتمع مليء بالأمراض بالحساسيات بالجهل بالتوتر بالأمية بالعنصرية، المسرح وحده القادر على صقل هذه النفوس وعلى أن يقدم لوحات فنية يشاهد فيها كل إنسان التاريخ المشترك بيننا.

 ليس أمامنا الآن سوى الفن لأنه وحده القادر على أن يستنطق هذا المشترك هذه العادات هذه التقاليد هذا الموروث هذا الدين هذا الشباب المتوتر في الشارع ترى كل واحد عنصري  ينظر للآخر بازدراء بتوتر ولو أن هنالك  فنا أو سينما أو مسرحا أو موسيقى قادرون على الأقل أن يدخلهم هؤلاء الشباب والوقوف جنبا إلى جنب  لإنشاء لوحة فنية  أو تقديم مسرحية أو أغنية أو فيلم سترى على الأقل أنهم سيساهمون فيما يعرف بالحوار المفقود حاليا في الشباب الموريتاني الذي  كل مجموعة و "شظية" منه متوترة وحدها وشبابها متوتر.

المسرح والفن قادران على أن ينهيا هذا "التشظي" والتوتر الذين وصلهما المجتمع الموريتاني الذي أصبحت المجموعة فيه تنقسم "وتتشظى" إلى عدة "شظايا" للأسف هذا كله بسبب عدم وجود فن واع قادر على أن يتحمل مسؤوليته ويحمل رسالته لهذا المجتمع.

كيف أسهم المسرحيون الموريتانيون في تغيير العقليات وإصلاح المسلكيات؟

باب ولد ميني: المسرح الموريتاني بكل أسف لم يوجد بعد وإنما توجد جمعية أو جمعيتان كل واحدة منهما تتحرك في صحراء قاحلة في تربة جرداء غير قابلة لتنبت نبتة المسرح المباركة.

 غير أن هنالك بعض المحاولات التي تبث في رمضان على شاشة التلفزيون في رمضان كـ "ورطة فورطة" و"يوميات أسرة" تحاول على الأقل أن تعالج بعض الأمور وتساهم في تغيير العقليات وتقويم المسلكيات لأنك عندما تشاهد تلك الدراما البسيطة  الكوميدية التي أعدت في إطار مقصود بتلك الطريقة على الأقل لمعالجة  بعض تلك القضايا البسيطة في المجتمع تحاول أن تقدم وتعالج وتستنطق بعض الأمور الموجودة في الواقع في الشارع وفي الأسرة الموريتانية بطريقة كوميدية ونظن أنها على الأقل تحاول جادة تغيير العقليات وترسيخ بعض المفاهيم لكن بكل أسف ليس هنالك أي دعم ليست هنالك إستراتيجية  للمسرح لأن الوزارة الوصية والدولة بكل أسف  لم تعطيا بعد أهمية له.

 كان من المفروض أن يوجد مسرح وطني سينما دراما تلفزيونية وطنية توكل لها مهمة توعية المجتمع، معالجة قضاياه معالجة أمراضه لكن للأسف هذا غير موجود.

الموجود فقط هو محاولات فردية دائما تصطدم بأرض الواقع و جدار الواقع المتين ليس هناك دعم ليست هناك جهات رسمية لترعى المسرح هذا بكل أسف هو الواقع وأخشى أن يحصل نفس الانقطاع، لأنه منذ تأسيس الدولة الوطنية المسرح الموريتاني تأتيه مجموعة من الهواة يقضون شبابهم فيه وحين تتقدم بهم السن تكون لد يهم ظروف وحاجيات لا يلبيها المسرح ويذهبون إلى مجالات أخرى وتحصل قطيعة  ليأتي جيل بعد ذالك ويذهب هو الآخر وأخشى من تلك القطيعة إذا لم تتلقفه الدولة والجهات الرسمية وتأسس له إطارا...

نستبشر بمعهد فنون العرض والموسيقى على أنه على الأقل يكون بعض الشباب على فن المسرح "التمثيل ، كتابة السيناريو، الإخراج، الموسيقى،  السينما، الفن التشكيلي"، وتدرس هذه الأجيال بعد تخرجها أجيالا أخرى..

للأسف، منذ تأسيس الدولة الموريتانية فإن وزارة التعليم لم تعط  أي منحة للمسرح للفن التشكيلي للسينما بدل المنح للبيطرة للزراعة للميكانيكا... لكن الفن "لا"وكأننا مجتمع ليس بحاجة إلى الفن.

ماذا عن واقع فن المسرح بموريتانيا في الوقت الراهن، وما هي التحديات التي يواجهها؟

باب ولد ميني: بالنسبة للواقع هو واقع ليس فيه احتضان لهذه المواهب ليس فيه إطار تنظيمي يؤطرها أصبحت الساحة مفتوحة لكل من هب ودب، البعض شوه المسرح بالكوميديا الرخيصة التي يقدمها وتصادم الأجساد التي يقومون بها والتقليد البليد الذي يقوم به بعض ممثلينا ويدعون أنهم ممثلين ولا علاقة لهم بالتمثيل ولا يعرفون أن الممثل ليس مقلدا، التقليد شيء والتمثيل والتجسيد شيء آخر.. المقلد لا يمكن أن يقلد إلا ما شاهده لكن الممثل متمكن من أدواته الفنية قادر على أن يجسد كل الشخصيات وعلى أن يقدم شخصيات لها أبعاد فردية ومنفردة هذا بكل أسف هو واقع المسرح الموريتاني مثله مثل الصحافة مفتوح أمام الجميع.

ونرجو أن يوجد إطار قانوني على الأقل ينظم هذا الفن ليوجد أناس صادقون مؤمنون متخصصون ليقدموا هذا الفن فيأخذ دوره في هذه اللحظة التاريخية التي نحن محتاجون فيها له نتيجة الشد والجذب و موجة الإلحاد وقلة الأخلاق.

لو شاهدت تصرفات الشباب داخل مواقع التواصل الاجتماعي للاحظت ذلك، لو كنت تملك قوة الملاحظة والتركيز للاحظت أن هذا المجتمع يسير نحو الهاوية، للأسف كان من المفروض أن توجد مدارس أخلاقية فنية قادرة على أن ترسخ بعض القيم، هذا للأسف ما نشاهده هذا هو واقع المسرح الموريتاني.

هنالك رجال مؤمنون بهذا المسرح جمعية المسرحيين الموريتانيين جادون ولا زالوا متمسكين بالحبل والخيط كي لا ينقطعا حتى يأتي الله بالفرج وتؤمن الدولة بالمسرح وتحتضنه وتؤسس إدارة أو مصلحة مكلفة بالتفكير وطرح التصورات وتنفيذها هذا هو واقع المسرح الموريتاني.

هناك تحديات قوية؛ فالمسرح لا يعني تخصص شخص أو اثنين في المسرح.. تصور معي أن في موريتانيا كلها هنالك ثلاثة أشخاص فقط تخصصوا في المسرح والآن لا يعملون في المسرح أنا أعمل في التلفزيون رغم أني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية و الزميل التقي ولد عبد الحي يعمل الآن بمعهد الموسيقى وكان يعمل بـ "كابك" وزميلي أحمد حبيبي أستاذ بالجامعة الآن، الساحة مفتوحة طبعا.. هنالك من هم جادون لكن هنالك آخرون "بلطجيين".

جمعية المسرحيين الموريتانيين بها شباب واعد جاد مؤمن بالمسرح يحترق من أجل تقديم مسرح يحمل مواصفات أكاديمية سواء في كتابة السيناريو سواء في فنيات العرض، لقد تدربوا وشاركوا بعدة دورات تكوينية وعدة مهرجانات منها مهرجان خليفة الإسطنبولي بتونس ومهرجان الشارقة للفنون المسرحية والمهرجان الحساني بالمغرب في مدينة العيون.

كيف تقيم الإنتاج المسرحي اليوم في البلاد؟

باب ولد ميني: بالنسبة لتقييمي للإنتاج المسرحي الموريتاني ليس، فيه شيء يذكر سوى هذه المحاولات الجادة من جمعية المسرحيين الموريتانيين أو بعض الهواة يحاولون صنع شيء..

بكل أسف التراكمية غير ممكنة لعدم وجود متخصصين داخل التجربة ليمسكوها على الأقل ليعيشوا منها.. فكما قلت لك المتخصصون ثلاثة فقط وكل واحد منهم يعمل في مكان آخر من أجل تحصيل قوته اليومي إضافة إلى بعض الهواة الآخرين، ويعملون أيضا خارج المسرح ولديهم لحظة زمنية يمكن أن يمارسوه فيها.

بكل أسف الإنتاج غير موجود ما عدا بعض الإنتاج التلفزيوني الذي يعد موسميا في رمضان لصالح المشاهد الموريتاني ويلاحظ أنه مهزوز وبه بعض النواقص من ناحية الصورة والصوت والديكور والسينوغرافيا أولا لعدم وجود متخصصين لهذه المهن الثقافية كالإخراج وكتابة السيناريو والسينوغرافيا والديكور والإضاءة والموسيقى التصويرية والأزياء هذا كله غير موجود وكل ما تراه اليوم هو بعض المحاولات مازالت متعثرة وتحوي بعض النواقص.

بالنسبة لي مرتاح لأنها بداية كجميع البدايات بعد قراءتي  لبداية المسرح في السعودية والإمارات كانت نفس البداية بدأت مع بعض الهواة تعثروا ونهضوا أخطأوا وصححوا أخطاءهم واجهوا نواقص وأكملوها، لكن عندما وجد الدعم ومنح الطلاب لدراسة المسرح وعادوا ووظفت تجربة الهواة فالآن بتلك الدول مسرح ودراما متطورين.

وأنا متأكد أنه لو وجد انتباه لهذه التجربة التي دخلها الكثير من الهواة بإمكانها أن تثري نفسها بنفسها على الأقل تجد مساحة زمنية وبعد ذالك بعض الدعم  لأن الإنسان الموريتاني بطبيعته موهوب إذا درس وتخصص في المسرح فسيوجد في هذه البلاد مسرحيون وسينمائيون.

وتحديدا التحديات التي يواجهها المسرح تحديات كبيرة منها:
ـ عدم الاهتمام الرسمي بالمسرح والفن بصورة عامة باعتباره من أكبر روافد التنمية والناس لم تعرفه
ـ عدم وجود مدارس ومعاهد متخصصة تدرس هذه المهن وتشجع خريجيها وتدعمهم
ـ عدم وجود منح في هذا المجال
ـ عدم  وجود دعم من جانب الدولة
ـ عدم فهم "التجار" المستثمرين لأهمية المسرح والسينما والثقافة بشكل عام ولا يدركون أنه يمكنهم الاستثمار في هذه الفنون فهي توفر الأرباح فكما توفر الحاويات التي يستوردونها من الصين ومن الهند والسند وكل مكان، بإمكانهم أيضا إنتاج أفلام وأغانٍ ومسلسلات وتحصيل الربح من خلالها والفوز بميداليات.. إنهم لا زالوا حتى الآن لا يدركون أنه بإمكانهم الاستثمار في هذا الفن والربح من خلاله، هذه إحدى النواقص التي تشكل تحديا أمام المسرح.
ـ عدم اهتمام الدولة بالمسرح من أكبر التحديات.. تصور معي لا توجد مصلحة في وزارة الثقافة " الوزارة الوصية للمسرح ولا للسينما ولا للفن التشكيلي، ومنذ تأسيس الدولة الوطنية لم تمنح وزارة التعليم أي طالب لدراسة المسرح ولا في السينما هنا فقط بعض الشباب عبر علاقاته  وحسابه الخاص استطاع أن  يشارك في دورات تكوينية بعد تدربه في دار السينمائيين  وجمعية المسرحيين.

نحن نريد بعثات دراسية تذهب وتتخرج بعد أربعة سنوات من الكليات والمعاهد ، وتدرس فن المسرح.. المسرح أصبح علما يدرس لديه مدارس ومناهج وقواعد ولديه أموره كلها والسينما نفس الشيء.. ويأتيك أحدهم من خريجي جامعة نواكشوط أو متسرب من الدراسة ويقول لك إنه رجل مسرح أنا كاتب مسرحي، لست مسرحيا ولست مخرجا ولا ممثلا مسرحيا.

لأن المسرح  يدرس في المعاهد؛ فن الممثل يدرس وفن الإخراج يدرس في مدارسه هذا هو الواقع ، ما لم يوجد اهتمام رسمي من الدولة وما لم يوجد دعم مباشر وما لم توجد إستراتيجية وطنية في هذا المجال وما لم ترسل وزارة التعليم طلابا لدراسة المسرح ويؤسس معهد للفنون الجميلة ويفتح قسم في كلية الآداب لتدريس السينما والمسرح فهذه التحديات تبقى قائمة.

الاهتمام الرسمي بالمسرح غير موجود، الاهتمام الشعبي غير موجود، المجتمع لا يفهم دور المسرح يضحك إذا وجد ما يضحكه، وإذا لم يوجد لا يشاهده؛ ورسالة العمل الفني المبطنة في الكوميديا والضحك لا ينتظرها ولا يفهمها ولا يعرفها!

مجتمع لا يقرأ الرسائل، يقول  لك "ورطة افيلحة"، ورطة فيها رسائل كما كانت "شي إلوح فشي" فيها رسائل؛ لكن رسائل مبطنة فيها شيء من الرمز عن طريق الكوميديا إلا أنها بكل أسف غير معروفة وغير مفهومة..

 لا أدري لماذا لا يدرك الموريتانيين أهمية المسرح، أهمية المسرح في تقديم الذات أنه بإمكانك أن تستنطق كل ما عندك وتقدمه  للآخر في  أفلام ومسلسلات لتعرفه عليك.. إن السينما والمسرح الآن من أكبر سفراء الثقافة، المخرج المسرحي أو المخرج السينمائي المشارك في السينما الدولية سفير فوق العادة وكامل السلطة يقدم ثقافة بلد وبإمكانه أن يقدم البلد ويرفع علمه عاليا هذا بكل أسف غير معروف عندنا.

ما هو طموح الفنان المسرحي باب ولد ميني لمستقبل هذا الفن في موريتانيا؟

باب ولد ميني: كل ما أطمح له كمتخصص تورط في التخرج من المسرح هو أن يوجد مسرح وطني.. المسرح الوطني أصبح كالنشيد الوطني والعلم الوطني لا يمكن للدول الاستغناء عنهما ، المسرح الوطني عندما يوجد ليخرج فنانين غير مصابين بعقدة الذنب ولا  ما يعرف  باهتزاز الشخصية  ولا إقصاء الآخر سيخرج فنانين مسلحين بقيم الثقافة والمسامحة ويبثونها.

طموحي أن يوجد معهد للفنون الجميلة وأن ينشأ قسم في كليات الآداب للمسرح وأن ترسل وزارة التعليم طلابا لدراسة المسرح فيتخرجوا ويعودوا لإثراء المسرح الموريتاني، طموحي أن أرى المسرح الموريتاني ينافس المسرح التونسي والمغربي وأن تعطي الدولة اهتماما له وتبني مسارح في كافة الولايات.. تونس دولة أفقر كل ولاياتها بها مسارح وعاصمتها  بها أربعة مسارح إضافة لمسرح قرطاج الوطني، وفي المغرب حدث ولا حرج، درست بمراكش 1986 بها أربعة مسارح بها قصور الثقافة.

بكل أسف ليست هنا دار للمسرح ولا بيت له ولا للموسيقى ولا السينما ولا الفن التشكيلي، طموحي أن نعمل جادين ويوجد انتباه من الجهات الرسمية يعي أهمية المسرح والفن بشكل عام وتنشأ إدارة خاصة بهذا الفن أو هيئة أو خليه مهمتها تطوير الفن الموريتاني هذه الخلية إن أنشئت بإمكانها أن تقدم الكثير من الرسائل وتشارك في تنمية عقول الشباب ويدخل المسرح في المنهج التربوي الموريتاني لأن كل مدارس الابتدائية في العالم تدرسه فهي تعي مدى أهمية هذا الفن.

بالمناسبة تجربة المسرح المدرسي التي أعدتها جمعية المسرحيين الموريتانيين أثبتت نتائج إيجابية، وعلى الأقل  دخلنا المدرسة علمنا الأطفال كيف يتكلمون، وجدنا البعض منهم لديه عزلة وانطواء حررناهم وكسرنا عنهم تلك القيود الوهمية، حيث تفاجأنا بالمواهب التي يملكها هؤلاء الأطفال.

أهمية المسرح أن يقدم هذه الأشياء، من المهم للطفل أن يتحرر وتكتشف مواهبه وتنمى وتكون عنده موهبة القيادة يصبح قائدا في المستقبل يكون يمتلك قوة الملاحظة والتركيز، إنها أشياء مهمة جدا.

متأكد من أن المستقبل سيكون واعدا، الأمة الموريتانية أمة نيرة مجتمعنا به الكثير من المواهب والقدرات وإن آمنت بهذا المجال فسيرى النور لاشك، ما ينقصه فقط هو التفاتة من الجهات الرسمية وطرح إستراتيجية في تنميته وإدخاله ما يعرف بالدورات الاقتصادية وإدراك أنه من أكبر روافد التنمية حسب ما تفيد به التقارير القادمة من  اليونسكو والمنظمات الدولية التي تقول إن الثقافة والفن بشكل خاص يعول عليهما إن دخلوا دورة التنمية.

 نحن لا نمتلك إلا الثقافة لا نمتلك إلا الفن، والعاقل من يستثمر فيما يمتلك وهذا نداء للجهات الرسمية، وأرجوا أن تعرف أن الموريتانيين لن يصنعوا طائرة ولا قنينة مياه لكنهم  قادرون على أن يقدموا مسرحا أن يقدموا فنا أن يقدموا أغنية أن يقدموا ثقافة أن يقدموا شعرا؛ وهذا هو ما نمتلكه.


------------------------------------------------
المصدر : الأخبار

إيفو فان هوفا ومسرحية "الملعونون" الكتابة الإخراجية الخلاقة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption