أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 15 يونيو 2017

الأوكراني ترويتسكي يقحم المتفرج في تجربة مخيفة في 'بيت الكلاب'

مجلة الفنون المسرحية

الأوكراني ترويتسكي يقحم المتفرج في تجربة مخيفة في 'بيت الكلاب'

بوبكر العيادي

كيف يقارب الفن المسرحي واقعا مأزوما، يُسحق فيه الإنسان، ويُعامل معاملة تَسلب إنسانيته وتُرديه إلى درك وضيع؟ وكيف ينقل أحاسيس الفرد المضطهد في بلاده بأيدي بني قومه للمتفرج، ويحمله على مشاطرته معاناته؟ وأيّ شكل درامي يتخير؟ تلك رهانات مسرحية تجريبية مرعبة حاول المخرج الأوكراني فلاد ترويتسكي خوضها في “بيت الكلاب” التي عرضت مؤخرا في مسرح بلفور بباريس.
مسرحية “بيت الكلاب” من تأليف الشاعر والمسرحي كليم، الذي اعتاد التعامل مع فرقة “داخ” بكييف، وقد كتبها على مرحلتين: الأولى قبل اعتصام “ميدان” الذي قتل خلاله نحو مئة مواطن أوكراني، والثانية بعد فرار الرئيس المخلوع فكتور يانوكوفيتش.

وفيها يزاوج بين أسطورة أوديب ومعتقلات “الغولاغ” الرهيبة، لتصوير الحال التي يتردّى إليها الإنسان في الأنظمة الشمولية. هي رحلة في أشدّ عوالم المعتقلات الجماعية رعبا، جحيم يخضع فيه الإنسان للعنف ويتشبث بالبقاء والخوف يعتصر أمعاءه، موزعا بين أمل الانعتاق والخوف من موت بطيء.

وقد حرص المخرج الأوكراني فلاد ترويتسكي على المزج بين الأداء الركحي والكوريغرافيا والموسيقى، ليجسد تجربة جمالية، تقوم على عناصر اصطناعية، وهو أسلوب متجذر في الثقافة الأوكرانية.

يبدأ العرض بصعود المتفرجين مدارج حديدية ليتحلقوا في فضاء معتّم حول قفص من حديد، ينظرون من فوق إلى الممثلين وقد حشروا كالسباع في الميثولوجيا الرومانية، أو المعذبين في جحيم دانتي.

هذه الوضعية الفوقية تربك المتفرج، لأنها تقحمه رغما عنه في هيئة من يتلصص على غيره دون علمه، أو يتنصت عليه، وتثير في نفسه ضيقا غريبا، فما يتوصل لرؤيته ليس أكثر من اكتظاظ أجساد منهكة لرجال ونساء يتحركون بصعوبة وظهورهم محنية، وسط همهمة وأنين يقطعهما بين الحين والآخر زعيق صوت آمر لسجان يلوّح بمقمعة.

تكمن قوة المسرحية في إشراك المتفرج عبر الإعداد الركحي العنيف في عملية تأمل لا مفر منها لكل نفس تائقة إلى الحرية
مشهد يلهب مخيلة المتفرج ليتصور ما يجري في ما يحيل عليه ذلك الفضاء المغلق، ذي المساحة المحدودة، من عذاب وآلام لفئة ضعيفة خاضعة لإرادة القوي في الأنظمة التوتاليتارية.

أحيانا ينتأ إنشاد جماعي لأغان تقليدية تذكر بالجذور والأصول، وسط نشيدين سمجين يشيران إلى ثورة الأوكرانيين المجهضة، قبل أن يقبل المساجين على تحويل أرغفة تلقى إليهم لسدّ الرمق إلى ورود يفترشونها وينامون، كإشارة إلى ضحايا “ميدان”.

ويودّ المتفرج لحظتها لو يكتفي بهذا القدر. ولكنه يفاجأ بأن ثمة جزءا ثانيا يطالب فيه بتغيير موضعه الفوقي، الذي سوف يشغله الممثلون، إلى موضع تحتي، داخل القفص، ليعيش بدوره ما عاشه المساجين الذين سبقوه، في عملية تبادل أدوار مرعبة.

ويغص القفص المغلق بمتفرجين محنيي الهامة هم أيضا، يتحركون بصعوبة، ويسمعون في الظلمة أصواتا تأتيهم من فوق، وعويل نسوة، وأناشيد دينية لقساوسة يتبدّون في ومضات ضوء خاطفة وهم يرفعون ابتهالات لرب ما عاد يسمع ضراعة المتضرّعين. وكأن قدر المسحوقين عذاب وأنين قبل أن يموتوا ميتة الكلاب.

أحيانا ينتأ إنشاد جماعي لأغان تقليدية تذكر بالجذور والأصول، وسط نشيدين سمجين يشيران إلى ثورة الأوكرانيين المجهضة
في ذلك القفص الشبيه بالحفرة أو القبر الجماعي، ينتاب المتفرجين، وهم يسمعون البكاء والعويل، ويستشعرون مدى الألم الذي تبثه تلك الأناشيد الدينية الحزينة، نوع من التضامن مع مسلوبي الإرادة، ويدركون معنى أن يكون الإنسان حرا، وأن حريتهم التي ينعمون بها لا تصمد أمام القضبان التي يصطدمون بها، إذا ما ابتلوا بحكم جائر.

فيغوصون هم أيضا، رغما عنهم، في عالم المعتقلات، ليعيشوا من الداخل ما يسلط فيه من عنف، حيث لا يفتأ الكابو، حارس مساجين الأشغال الشاقة، يطرق القضبان بمقمعة من حديد وهو يزعق لترهيبهم وحملهم على طاعته والخضوع لأوامره، كأن يأكلوا في جفان وسخة وهم باركون على أربع.

أولئك المقموعون، رجالا ونساء، يذكرون لا محالة بشخوص فرلام شالاموف في “حكايات كوليما”، ولكنهم يذكرون أكثر بما ورد في “الذي لا يسمّى” لصامويل بيكيت، فما هم سوى “حيوانات وُلدت في قفص من حيوانات وُلدت وماتت في قفص من حيوانات وُلدت وماتت في قفص”، فالغولاغ حالة ذهنية بالدرجة الأولى، تسحق الإنسان وتفقده آدميته.

مشهد يلهب مخيلة المتفرج ليتصور ما يجري في ما يحيل عليه ذلك الفضاء المغلق، ذي المساحة المحدودة، من عذاب وآلام لفئة ضعيفة
ورغم ملمحها التجريبي تنهل مسرحية ترويتسكي من سوفوكليس قضية كونية تتجاوز إشكالية أوكرانيا لتشمل وضع الإنسان واضطهاده، وتدين من خلال ذلك كل منظومة قمعية، سياسية كانت أم دينية، وتطرح مسألة حرية الفرد.

مسرحية ملتزمة في شكل جديد تدفع المتفرج إلى الانخراط بدوره في ما تطرحه، ليكون شاهدا على تراجيديا قد يكون طرفا فيها إذا ما استسلم للمقادير تجرفه كيفما شاءت.

وقوة العرض لا تكمن فقط في فضح المأساة والتنديد بها، وإنما تكمن أيضا في إشراك المتفرج عبر ذلك الإعداد الركحي الجريء والعنيف في عملية تأمّل لا مفرّ منها لكل نفس تائقة إلى الحرية.
يقول ترويتسكي “هذا العرض هو طريقة لطرح السؤال التالي: من نحن وماذا نريد؟ لقد مررنا قبل تمرّد “ميدان” في مطلع العام 2014 بمرحلة “سوفيتية” حيث عمّ التواكل وانتظار المعونـة من الدولة، كطرف وحيد لحل مشكلاتنا.

اليوم نمر بمرحلة صعبة، ولكن بإحساس قوي بأن كل شيء مرهون بإرادتنا نحن، وأن أقدارنا بأيدينا لا بأيدي غيرنا. صحيح أنه أمر عسير، ولكنه محفزّ وباعث على الأمل”.

-----------------------------------

المصدر : جريدة العرب 

الأربعاء، 14 يونيو 2017

لابد من حوار لتنضج الفكرة.. قراءة في كتاب "حوارات في المسرح العربي" لعبدالجبار خمران..

توقيع كتاب "الاداء السينمائي للممثل في العرض المسرحي"

" ثائر هادي جبارة" وأخاديده المسرحية

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

مجلة الفنون المسرحية

(ما في متلو شو).. مسرحية لبنانية في عمان تعاين قضايا اجتماعية وسياسية

اكد فريق عرض «ما في متلو شو» اللبناني ان عروضهم الفنية الكوميدية الساخرة ستتواصل في فندق اللاند مارك خلال شهر رمضان الفضيل وستراعي خصوصية الشهر وتتناسب وذائقة المجتمع الاردني.

كما اكدوا خلال مؤتمر صحفي عقد أول من أمس في فندق لاندمارك عمان، ان العروض ستلقى قبولا لدى الجمهور الاردني الذي بعكس ما يشاع عنه يتمتع بحس عال من الفكاهة والدعابة.

وقال الفنان عادل كرم في المؤتمر، انه سعيد بعودة فرقة «ما في متلو شو» لتقديم عروضها في عمان خلال شهر رمضان بعد غياب استمر 7 سنوات، لافتا الى ان العروض ستكون مختلفة في هذه المرة تتضمن تطوير في عدد من شخصيات العرض والقضايا المطروحة التي تحمل هموما اجتماعية مشتركة بين الشعبين اللبناني والاردني، وستكون اللوحات والمشاهد متغيرة من يوم لآخر بحسب المستجدات. وبين ان الفرقة تقدم مشاهد ولوحات تناقش هموم وقضايا المواطن دون الوقوع في فخ الابتذال السياسي.

ونوه الفنان كرم بالتطور الذي شهدته عمان عن ما شاهدوه قبل حوالي 7 سنوات، داعيا الجمهور الاردني لمشاركتهم الابتسامة والضحك في عروضهم الحالية. واشار الفنان نعيم حلاوي الى ان اختفاء بعض الشخصيات التي كانت تقدم ضمن عروض «ما في متلو شو» التلفزيونية يعود الى رغبة الفرقة في تطوير عملها في هذه العروض من خلال استبدالها بشخصيات اخرى ومنها شخصيتي «وجدي ومجدي».

وقال الفنان عباس شاهين انهم قدموا في الماضي شخصيات سياسية لبنانية لا ان بعض الجمهور في الاقطار العربية التي عرضوا فيها لم يكونوا على معرفة او اطلاع على هذه الشخصيات وما تمثله في الشأن الداخلي اللبناني ما ساهم بخلق مساحة فارغة بين المشهد والمتلقي العربي.

واضاف الفنان شاهين ان الفرقة تقدم 16 شخصية مختلفة في عروضهم التي تقدم على شاشة التلفزيون ورغم انها تطرح قضايا اجتماعية الا انها تحمل في عمقها مضامين واحالات سياسية.

وتحدثت الفنانتين رولا شامية وانجو ريحان في مقاربة عن اختلاف ظروف «العروض» و»الاسكتشات» شبه الارتجالية الكوميدية الساخرة عن ما كانت عليه في مرحلة ستينيات بالقرن الماضي والتي قدمها الفنان العربي السوري دريد لحام والفنان اللبناني الراحل شوشو على مسارح بيروت ودمشق.

---------------------------------------------------
المصدر : وكالة بترا

(أوسلو) مسرحية تستلهم عملية السلام في الشرق الأوسط تفوز بجائزة توني

مجلة الفنون المسرحية

(أوسلو) مسرحية تستلهم عملية السلام في الشرق الأوسط تفوز بجائزة توني 

نالت مسرحية (أوسلو) لمؤلفها جيه.تي روجرز المستوحاة من اتفاقيات السلام في الشرق الأوسط أرفع تكريم مسرحي بفوزها بجائزة توني لأفضل مسرحية في جوائز هذا العام في الحفل الذي أقيم في قاعة راديو سيتي في نيويورك.

وفاجأ مايكل أرونوف الجميع بفوزه بجائزة أفضل ممثل مساعد لدوره كمفاوض إسرائيلي في مسرحية (أوسلو) التي تناولت الأحداث التي دارت خلف كواليس اتفاقيات أوسلو للسلام في الشرق الأوسط عام 1993.
وأهدى روجرز مؤلف (أوسلو) الجائزة إلى «السيدات والسادة الذين يؤمنون بالديمقراطية ويؤمنون بالسلام والذين يستطيعون رؤية أعدائهم كبشر».
وتصدرت مسرحية (دير ايفان هانسن) قائمة الأعمال الفائزة وهي مسرحية غنائية استعراضية تتحدث عن مراهق يعاني اضطرابات في مدرسة ثانوية. وحصدت ست جوائز توني شملت أفضل ممثل في مسرحية غنائية استعراضية التي فاز بها بن بلات البالغ من العمر 23 عاماً عن دور البطولة فيما حصلت راتشيل باي جونز على جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فيها. كما حصلت المسرحية على جائزة أفضل كتاب وأفضل موسيقى وأفضل توزيع موسيقي.
قدم حفل جوائز توني للمرة الأولى في مسيرته المهنية الممثل الأميركي كيفن سبيسي.
وكما كان متوقعاً على نطاق واسع فازت بيتي ميدلر بأول جائزة توني تنافسية في مشوارها كأفضل ممثلة عن دورها في المسرحية الغنائية الاستعراضية (هالو دوللي) التي فازت بأربع جوائز من بينها أفضل إعادة لمسرحية قديمة.
وقالت الممثلة البالغة من العمر 71 عاماً للصحفيين وهي تبكي من الفرح «هذا أكثر مما أستحق».
وفازت لوري ميتكاف بجائزة أفضل ممثلة في مسرحية عن دورها في الجزء الثاني من مسرحية (بيت الدمية) المأخوذة عن كلاسيكية هنريك إبسن.

عرض «مكعب بس مثلث».. صياغة مسرحية تعكس «القلق الوجودي العصر»

مجلة الفنون المسرحية

عرض «مكعب بس مثلث».. صياغة مسرحية تعكس «القلق الوجودي العصر»


جمال عياد

ضمن فعاليات (مسرح الخميس) الذي تقيمه وتنظمه مديرية المسرح والفنون، كل مساء خميس من كل أسبوع، عرضت مسرحية «مكعب بس مثلث»، بتوقيع المخرج بلال زينون.

استهلت المسرحية افتتاح فعاليات مهرجان عمون لمسرح الشباب الثالث عشر في العام 2014، وهي احدة من المسرحيات الشبابية القليلة التي قدمت مقترحات مشهدية تنتمي إلى مسرح العبث، خلال هذا العام، وبمقترحات بصرية وسمعية جديتين لم تتأثرا بالعروض المسرحية التي قدمت سابقا. العرض الذي كتب نصَّه ووضعَ رؤيته زيتون، هدفت لوحاته المسرحية ومشاهده، إلى تبيان مدى فداحة الظلم الواقع على المواطن، من جانب النظام السياسي العربي بالإجمال؛ لجهة ضف المشاريع التنويرية، وغياب التنوّع وعدم تقبّل الاختلاف بالرأي. تتحدث الحكاية عن شخوص تنتمي للشرائح الاجتماعية الشعبية، وجدت نفسها في حمام وفق انماط الحمامات العربية والتركية القديمة، فضاؤهُ أقرب لمنصة غسل الموتى، في زمن ومكان غير محددين. وفي سياق الأحداث العبثية، تتبادل هذه الشخوص الأدوار؛ حيث تارة يصبح كل منهم السيد، ثم الضحية والتابع وهكذا، وتارة أخرى شخصية حية ومرة ثانية متوفاه، وهكذا. نص العرض قدم وفق شكل مسرحي تأسّسَ على تقنية الحلم والإفادة من الخيال الخصب فيه، كما ووظفت الرؤية الإخراجية الذاكرة الانفعالية، في إثارة الزخم التعبيري للعرض، عبر تعميق امزجة وهواجس الشخوص لجهة تبيان مواقفها في الماضي والحاضر وأفقها المستقبلي المغلق، كون ان تصميمها ينتمي لمسرح العبث. أظهرت جماليات السينوغرافيا قوةً في تأشيرها الدلالي، بفعل بساطة العلامة وثراء تعبيرية إيحائيتها في آن، لجهة الفضاء السينغرافي، في تموضع غرفة الحمام والمجسدة بطاولة خشبية مقلوبة في بؤرة المسرح، وإلى يسارها ثلاثة سطول ماء، صممها ونفذها محمد أبو حلتم. فضلاً عن تصميم أزياء الشخوص الذي أسهم في إظهار القسمات الخارجية للشخصيات العاملة في الحمامات القديمة، سواء الذين يغسلون الأموات أو الأحياء واستخدام أساليب الإضاءة التي وضعها محمد أبو حلتم ومحمد المجالي، العامودية والأفقية وبنسب مختلفة في الشدة لتتلاءم مع الأجواء المختلفة في غرف التحقيق والتعذيب، أو أماكن غسيل الموتى، التي تضمنتها المشاهد واللوحات. غيران الكتلة الأهم دلاليا كانت في الحنفية بحجمها الكبير التي تموضعت في عمق المسرح، حيث أشر صوتها دلاليا في البناء السطحي للعرض على مسألة شح المياه، التي يعاني منها أبناء البشر في الزمن الراهن. ومن جهة أخرى في طرح أنساق المؤثرات الصوتية غير المنطوقة، ضمن البناء المضمر في السياق؛ حيث كان صوتا (علامة) دلالية أسهمت بتعميق الفضاء الوجودي للعرض، (صوت وشيش مواسير الماء الفارغة) وكأنها تضخ مجازا معاني العدم واللا جدوى والعقم من الإسهام بأي تواصل تنويري يمكن أن يحدث فيما بين الشخوص، وهنا بالضبط كان هذا التوظيف جماليا في خدمة إنشاء الفضاء الدلالي العبثي. وقد شكّلَ اندفاعُ أداء الفعل الجسدي الداخلي الانفعالي بمحمولاته إلى الأمام،(كونه يعد الحامل الأساس للعلامات) وفق زمن داخلي دائري رافعةً أساسية في تحقيق لغة المسرحية، لأن الحوار المتأسس على دلالة الكلمة، يعدّ مضلِّلاً في هذا السياق العبثي، لعدم يقينية المعاني المباشرة للّغة؛

لذا انصرف الفعل للتأشير بصرياً، في تأسيس نظام تواصل تتمظهر آلياته بين تقاطعٍ والتقاء، مع ما يراه المشاهد للواقع الحافل بالقوانين الاستبدادية في منظور الجغرافيا العالمية الآن، التي تحمل نذر شؤم حروب، مدججة بالكراهية العرقية، والطائفية، فضلا عن توسع حيزات الفقر في المجتمعات الإنسانية وما تتركه من آثار سلبية وبخاصة لجهة ظهور فضآت التطرف والتوتر الاجتماعيين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى مع رؤية نص العرض لهذا الواقع، وبخاصة مَشاهد التحقيق الأمنية الشائعة في المنطقة العربية، والمتسمة بالعنف المسلط على المعتقَل السياسي، حيث يغدو فعل الجسد عليه، بمثابة الدلالة الأساسية في طرح اللغة المسرحية. الممثلون: إبراهيم النوابنة، وعطية المحاميد، ومثنى القواسمة، كانوا شركاء المخرج في الإنشغال في ادوارهم من حيث ظهورهم، إذْ انهم أسهموا بقوة وبراعة أدائية في إنشاء الفضاء العبثي للعرض، وبخاصة في تركيزهم على المعطى الأساس في عملهم ألا وهو الفعل الداخلي، الذي انساب عبر لغة الجسد والذي كان في أحايين كثيرة مستقلا عن اللغة المنطوقة، ولكنه كان متمما ومتناغما معها، عبر حركات الجسد والإيمائة التي تشارك أيضا في إخراج وطرح المعاني العبثية لهذه المسرحية. 

------------------------------------
المصدر : الرأي 

ورشة «إعداد الممثل المسرحي» تكشف عن عشرات المواهب

مجلة الفنون المسرحية

ورشة «إعداد الممثل المسرحي» تكشف عن عشرات المواهب

نظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة ندوة متخصصة في الديكور المسرحي لكل المشاركين ضمن برنامج ورشة إعداد الممثل المسرحي، والتي تنظمها الوزارة حالياً على مسرح المركز الثقافي بأبوظبي وتضم أكثر من 37 من الموهوبين الإماراتيين والعرب في مجال المسرح على مدى 21 يوماً، وقدم الندوة مهندس وليد الزعابي، مدير التراث والفنون بالوزارة، التي تطرقت إلى أهمية الديكور والإضاءة والملابس في إثراء العمل المسرحي ودعم دور الممثل، كما تطرقت الندوة إلى دور وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في تنمية مواهب الشباب وتعريفهم بالأدوات اللازمة للعمل على خشبة المسرح وتدريبهم على أساسيات التمثيل المسرحي.

وصرح المخرج فيصل الدرمكي، بأن ورشة إعداد الممثل المسرحي ركزت منذ اليوم الأول لها على تنمية موهبة التمثيل لدى المشاركين، وتعليمهم وتدريبهم على أساسيات التمثيل من خلال جانبين أساسيين هما الشق النظري الذي يعني بتقديم الجانب المعرفي والعلمي للمسرح، في إطار الأساسيات الضرورية دون التطرق إلى التفاصيل الدقيقة، وكذلك الشق التطبيقي الذي خُصص له أكثر من 70% من زمن الورشة، وذلك من أجل إنشاء جيل جديد من الممثلين الشباب بهدف دعم الحركة المسرحية بالإمارات وإطلاق دماء جديدة في المشهد المسرحي، وتقديم العشرات من المواهب التي يمكن أن تستفيد بها الفرق المسرحية الإماراتية، مؤكداً أنه بعد مرور أسبوعين على بداية الدورة يمكن القول بأن هناك العشرات من المواهب التي يمكن الاستفادة منها خلال الفترة المقبلة، بالمشاركة في الأعمال الاحترافية التي تقدمها الفرق الإماراتية.
ومن جانبه قال وليد الزعابي، مدير إدارة التراث والفنون في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، والذي قدم محاضرة شاملة لكل المشاركين بالورشة تناولت أساسيات وأهمية السينوغرافيا ودورها في المسرح بما تتضمنه من عناصر الديكور والإضاءة والملابس والمكياج، والتي تعد واحدة من أدوات العرض الناجح، قال: إن هدف الدورة هو تأهيل الهواة من محبي المسرح بالأساسيات اللازمة للالتحاق بعالم المسرح. وأوضح أن الورشة تركز أيضاً على تعريف المشاركين بشكل عملي على أدوات الممثل التعبيرية، وكيفية تنميتها وتطويرها وتوظيفها أثناء العمل على المسرح.

--------------------------------------------
المصدر : الأتحاد 

الثلاثاء، 13 يونيو 2017

مسرح إسطنبولي يطلق مهرجان لبنان المسرحي الدولي

مجلة الفنون المسرحية

مسرح إسطنبولي يطلق مهرجان لبنان المسرحي الدولي

اللجنة المنظمة تعبر عن أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات مما يساهم في بناء جمهور مسرحي.

أعلنت إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون عن إقامة الدورة الثانية من مهرجان لبنان المسرحي الدولي في الفترة الممتدة من 19 إلى غاية 24 أغسطس 2017، في مدن عديدة من لبنان كصور والنبطية وجزين وبنت جبيل وطرابلس، وذلك بالتعاون مع البلديات ووزارتي الثقافة والسياحة وإدارة الريجي اللبنانية، وقد تم فتح باب استقبال العروض للفرق المحلية والعربية والأجنبية حتى 20 يونيو الجاري.

وتتنافس العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان على جائزة أفضل ممثل وممثلة وجائزة أفضل إخراج وأفضل نص وأفضل سينوغرافيا وأفضل عمل متكامل. وعبرت اللجنة المنظمة عن أهمية إقامة المهرجان في مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات مما يساهم في بناء جمهور مسرحي ويؤسس لثقافة مسرحية في جميع المناطق تحقيقاً للإنماء الثقافي المتوازي في وجه المركزية والتهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية.

ويقوم مسرح إسطنبولي حاليّا بإعادة ترميم وتأهيل “سينما ريفولي” في مدينة صور بعد 29 عاماً والتي أقفلت عام 1988 بعد تراجع الحركة السينمائية في لبنان. فإثر إعادة فريقه افتتاح “سينما الحمرا” بعد 30 عاما وتأسيسه وإطلاقه لمهرجان صور المسرحي والسينمائي والموسيقي لدورات متتالية بمشاركة فنانين لبنانيين وعرب وأجانب، عاد الفريق عام 2016 وافتتح “سينما ستارز” في مدينة النبطية بعد 27 عاما وأطلق فيها مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي، فضلاً عن تأسيسه “محترف تيرو للفنون” للتدريب المجاني على المسرح والسينما والتصوير والرسم في القرى والبلدات ليشكل بذلك ظاهرة ثقافية وحالة فنية فريدة من حيث إيجاد منصات ثقافية جديدة وإقامة المهرجانات والعروض وأسابيع الأفلام والكرنفالات.

هذا وعرضت أعمال محترف تيرو للفنون في كل من تونس والجزائر والمغرب والكويت وسوريا والأردن والبرتغال وهولندا وتشيلي وجورجيا واليونان ضمن مهرجانات وعروض حصدت الفرقة من خلالها جائزة أفصل عمل مسرحي من وزارة الثقافة اللبنانية في مهرجانات الجامعات عام 2009 وجائزة أفضل ممثل في مهرجان عشيات طقوس بالأردن عام 2013، أما عمل ” تجربة الجدار” الذي شارك في مهرجان ألماغرو الإسباني فيعتبر أول عمل عربي يدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان في عام 2011.

-----------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

الاثنين، 12 يونيو 2017

مسرحية "ويبقى الوطن" تأليف :حميد شاكر الشطري

دراسة في " جماليات نصوص الخيال العلمي المسرحية "

افتتاح مهرجان مسرح الغرفة الثالث بثقافة سوهاج

مجلة الفنون المسرحية


افتتاح مهرجان مسرح الغرفة الثالث بثقافة سوهاج


شهدت د. فوزية أبو النجا رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافى ، ضياء مكاوى مدير عام فرع ثقافة أسيوط افتتاح مهرجان مسرح الغرفة الثالث فى دورته الثالثة دورة الفنان المرحوم الدكتور محمد قراعه وذلك بقصر ثقافة أسيوط والذى يستمر حتى يوم 11 يونيه الجارى.

بدأت الفعاليات بكلمة المخرج أحمد ثابت مقرر المهرجان الذي ذكر في كلمته أن المهرجان الأول كان باسم الفنان المرحوم عبد السلام الكريمي، والدورة الثانية باسم الفنان المرحوم إبراهيم فؤاد، وقدم كل الشكر لحضورها وتشريفها للمهرجان، وقدم الشكر للكاتب المسرحى نعيم الأسيوطى ووصفه براهب المسرح والأب الروحى للفرق المسرحية بالإقليم .

تلا ذلك كلمة ضياء مكاوي الذي شكر د. فوزية علي دعمها للمهرجان واهتمامها بتجارب شباب المسرح وأوضح أن هذه الدورة استقبلت عروض من خارج الإقليم وهذه تعتبر أضافه متميزة

وأعربت أبو النجا فى كلمتها عن سعادتها لإقامة مثل هذه المهرجانات، وقدمت  الشكر لجميع  القائمين علي المهرجان والمشاركين وأن من أولويات اهتمامها هو عشقها للمسرح وإعطاء الفرصة للشباب للتعبير عما يدور بداخلهم من أفكار قابله التنفيذ في مسرح الغرفة وأنهم أضافه لتجديد دماء فرق المسرح بكوادر فنيه من الشباب سواء في التأليف أو التمثيل أو الإخراج أو الديكور والإعداد الموسيقي.

وعقب انتهاء الكلمات بدأت عروض المهرجان، العرض الأول بعنوان “الغرفة” مونو دراما تأليف وتمثيل وإخراج محمد يسرى ، العرض الثانى مونودراما بعنوان “الخنزير” تأليف ماجد عبد الرازق، تمثيل حمادة مبارك، من إخراج أحمد عبد العظيم ، العرض الثالث بعنوان “إبرة خيط ” تأليف وإخراج محمد جمال .

والجدير بالذكر أن الفعاليات شهدت حضور لجنة التحكيم الكاتب المسرحي سعيد حجاج والكاتب المسرحي نعيم الأسيوطي والمخرج المسرحي خالد أبو ضيف، وليد راشد مدير مكتب رئيس الإقليم، وسام درويش مديرة القصر، أحمد ثابت مقرر المهرجان والمخرج محمد جمعه والشاعران محمد أبو زيد الأسيوطي وسيد عبد الرازق والفنان محمد أبو صلاح والمترجم محمد شافع مدير ثقافة البداري ومهندس الديكور الفنان محمود عيد ونخبة كبيرة من للمهتمين بالحركة المسرحية بأسيوط وعشاق المسرح من جمهور أسيوط.

---------------------------------------------
المصدر :  شيماء فؤاد - محيط 


دائرة السينما والمسرح تصدر ضوابط العمل المسرحي للفرقة الوطنية للتمثيل للموسم المسرحي (2017-2018)

مجلة الفنون المسرحية
الفنان فلاح ابراهيم 

دائرة السينما والمسرح تصدر ضوابط العمل المسرحي للفرقة الوطنية للتمثيل للموسم المسرحي (2017-2018)


كتب – عبد العليم البناء 

مدير المسارح فلاح إبراهيم : الخطة تسهم في تأصيل وتفعيل المشهد المسرحي والارتقاء به ابداعيا واداريا وتنظيميا لجنة 
*تشكيل لجنة فنية تتولى مهام لجنتي المشاهدة وفحص النصوص المسرحية لتقويم العروض المسرحية 
*تقديم 12 الى 15 عملا في كل موسم مسرحي مع مراعاة التنوع في الأساليب والاتجاهات
*اعتماد نظام الريبتوار المسرحي للاعمال المنجزة في يوم المسرح العالمي وتخصيص جوائز للمتميزة ومسابقة للنصوص المسرحية
*التعاقد مع  الرواد او الطليعيين الشباب من أجل رفع مستوى الخطاب الفني والفكري 
*الايفادات للعمل المسرحي لمرة واحدة  سنويا وبخلافه يتحمل كادر العمل النفقات كافة ويسري ذلك على الدعوات الشخصية ويكون الترشيح من خلال إدارة المسارح

يتواصل تفعيل الحراك الثقافي والفني في دائرة السينما والمسرح في ظل الإدارة الجديدة التي تقودها الفنانة الدكتورة اقبال نعيم التي اختارت طاقمها المتناغم والمنسجم الذي يسعى للوثوب الى أمام مستثمرا كل التراكمات الإيجابية المتحققة سابقا والعمل على تكريسها وتطويرها ونبذ وابعاد كل المظاهر والافرازات السلبية لما فيه خير الدائرة ومبدعيها خاصة والمشهد الثقافي والفي العراقي عامة وبدعم مباشر ومفتوح من لدن وزارة الثقافة والسياحة والاثار وعلى رأسها السيد الوزير فرياد رواندزي .
وعلى هذا الصعيد يحدثنا المخرج الفنان فلاح إبراهيم مدير قسم المسارح في دائرة السينما والمسرح عن أبرز مؤشرات خطة العمل الجديدة للنهوض بهذا القسم المهم والفعال عامة والفرقة الوطنية للتمثيل خاصة "من خلال اعتماد صيغ ومؤشرات متكاملة تسهم في تأصيل وتفعيل المشهد المسرحي والارتقاء به ابداعيا واداريا وتنظيميا واستثمار جميع طاقات مبدعي المسرح داخل وخارج الدائرة وفق أسس وضوابط متكاملة بعيدة عن المحاباة او المجاملة والارتجال والفوضى عبر اصدار ضوابط العمل المسرحي للفرقة الوطنية للتمثيل للموسم المسرحي (2017 – 2018)".
وفي هذا الصد قال إبراهيم : " تم تشكيل لجنة فنية من خمسة أعضاء يتولون مهام لجنتي المشاهدة وفحص النصوص المسرحية من أجل تقويم العروض المسرحية على أن يراعى التنوع في اختصاصاتهم (مخرج ، ممثل، كاتب، سينوغرافي ، ناقد) ويتم تقييم العمل وفق الاتي :20 بالمائة للاخراج و20 بالمائة للتمثيل و20 بالمائة للتأليف و20 بالمائة للسينوغرافيا و20 بالمائة للنقد مع تفضيل ان يكون أعضاء هذه اللجنة من خارج إدارة قسم المسارح".
مضيفا: " أن الخطة شملت إعتماد: " 12 الى 15 عملا مسرحيا في كل موسم مسرحي ويراعى في هذه الاعمال التنوع في الأساليب والاتجاهات وبحدود 5 أعمال تجريبية و2-5 لمسرح الطفل و2 للمسرح الشعبي و2 للعمال الكلاسيكية و2 لاعمال الكيروغراف والبانتومايم وهذه الفرات تتحرك حسب الاعمال المقدمة للإنتاج وتوافرها على أن يخصص 12 عملا لاعضاء الفرقة الوطنية للتمثيل مع تكليف الفنانين من خارج الدائرة من أجل تقديم أعمال مسرحية يتم انتاجها من الرواد أو من الطليعيين الشباب وحسب الأهمية والجودة الفنية للعمل المتعاقد عليه." 
وأكد إبراهيم أنه سيتم " العمل بتفعيل الاستمارة اليومية الخاصة بالتمارين المسرحية وفق الانموذج المعتمد من إدارة المسارح وبواقع (60-45)استمارة يومية ويتولى مسؤوليتها مدير المسرح بالتنسيق مع مدير الفرقة الوطنية ومدير المسارح ومدير الحسابات على أن تصرف المبالغ المخصصة بالاستمارة بعد إقرار العمل من اللجنة الفنية ومن أجل تفعيل عمل شعبة الإدارة المسرحية في هذا المجال الحيوي وضعت ضوابط خاصة بها حيث سيتولى مدير الشعبة المتابعة والتنسيق مابين مدير الإنتاج ومدير المسارح لغرض الوقوف على مجريات التمارين اليومية واعداد الاستمارة اليومية الخاصة بالتمارين المسرحية والبالغ عددها (45) استمارة لكل مسرحية وتعد وثيقة رسمية بتصديق مدير المسرح ومدير الفرقة الوطنية ومدير المسارح مع تأكيد دقة إجراءات الاستمارة وتدوين مجريات التمارين اليومية وتثبيت الحضور والغياب بشكل يومي ويتم انتخاب مديري المسرح من ذوي الشهادات الاكاديمية أو من ذوي الخبرات المسرحية ويتابع مدير المسرح المحافظة على على قاعة التمارين ونظافتها وتأمين إجراءات السلامة كافة ولايتم تكليف أي مدير مسرح من المخرج الابعد الرجوع الى مدير الشعبة المسرحية لتسمية احد منتسبيها المعتمدين ". 
وبخصوص الموسم المسرحي أوضح إبراهيم أنه تقرر أن " يتم الإعلان عن الموسم المسرحي الجديد من كل عام في 27 آذار لمناسبة الاحتفال بيوم المسرح العالمي وحسب التوقيتات الاتية :النصف الأول ويشمل الأشهر الرابع والخامس والسادس والنصف الثاني ويشمل الأشهر التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والأول والثاني والثالث على أن يتم تقديم الطلبات للمشاريع الخاصة بالموسم في نهاية كل عام (31 \12) ولا يتجاوزهذا الموعد".
مؤكدا : "على أن تلتزم المشاريع المقدمة للإنتاج بتقديم ملف المشروع الذي يشمل : النص الادبي أو الفكرة التي سيعمل عليها المخرج وأسماء كادر العرض ورسم الشكل المقترح لديكور العرض بالتفاصيل وأي تفاصيل أخرى والشكل المقترح للازياء وتحديد مكان العرض المقترح والفئة المستهدفة (كبار- صغار) وتتولى جهة الإنتاج التنفيذ بعد استحصال الموافقة على الملف المقدم وترشيحه للإنتاج من إدارة المسارح واللجنة الفنية" .
وبخصوص الترويج الإعلامي والدعائي أوضح الفنان المخرج فلاح إبراهيم أن " قسم العلاقات والاعلام في الدائرة سيتولى بالتنسيق مع إدارة الإنتاج ترويج العمل في وسائل الاعلام المرئية والمسوعة والمقروءة وشبكات التواصل الاجتماعي ومتابعة العمل من بداية التمارين وحتى يوم العرض ويتم تصميم الفولدرات والملصقات الخاصة به بعد أن تمر وفق السياق الإداري (العلاقات – المسارح – المعاون – المدير العام ) ومن ثم تنفذ وتطبع من قبل القسم الذكوركما يتولى قسم السينما أرشفة وتصوير العمل بالجودة الفنية والمواصفات التقنية العالية وتتم تسمية أحد النقاد المسرحيين للإشراف على الجلسات النقدية المستمرة المرافقة للاعمال الخاصة بالموسم من أجل تقويمها نقديا على ان تعقد هذه الجلسات بالتنسيق مع قسم العلاقات والاعلام من اجل الإعلان عنها ".
وتضمنت الضوابط – والحديث مازال لمدير المسارح – اعتماد " نظام الريبتوار المسرحي للاعمال المنجزة في نهاية كل موسم بالاعمال التي قدمت خلال الموسم خلال الاحتفال بيوم المسرح العالمي على أن يتم تخصيص جوائز للاعمال المتميزة من أجل تحفيز أعضاء الفرقة على العمل والمنافسة الشريفة فيما بينهم مع اقامة مسابقة سنوية للنصوص المسرحية يعلن عن نتائجها في يوم المسرح العالمي على ان تحمل كل دورة من المسابقة اسم أحد اعلام المسرح العراقي والتأكيد على إعادة مهرجان بغداد الدولي للمسرح ومهرجان المسرح العراقي ".
ومن أجل دعم مسيرة الإنتاج المسرحي أشار ابراهيم الى أن الخطة تضمنت إعتماد " نظام شباك التذاكر لاعمال الموسم المسرحي على أن لا يزيد سعر التذكرة عن خمسة الاف دينار للاعمال غير الشعبية التي سيكون سعر تذكرتها عشرة الاف دينار ويستثنى من ذلك طلبة معهد وكلية الفنون الجميلة ".
وتابع إبراهيم أن الخطة سمحت للدائرة "التعاقد مع فنانين من خارج الدائرة من الرواد او الطليعيين الشباب من أجل رفع مستوى الخطاب الفني والفكري للموسم المسرحي على أن تحدد أجور العقود للمخرج (1,5-3) مليون دينار والممثل (1,5-2,5) مليون دينار والمؤلف (500-1,5) مليون دينار وويتم أيضا تضييف عملين أو ثلاثة لفرق مسرحية عربية أو اجنبية مميزة وذات قيمة فنية عالية تقدم عروضها خلال سبعة أيام ويتم انتاجها من خلال شباك التذاكر مع الغاء مبدأ التعاون الذي لايفيد الدائرة اطلاقا وتشجيع التمويل ( السونسر) على وفق الأصول القانونية التي تضمن حقوق التمويل لعمل بذاته بعد رصده في باب الامانات لصالحه ".
ومن أجل تطوير قدرات أعضاء الفرقة يقول إبراهيم أن الضوابط شملت أيضا : "  تفعيل الاستمارة السنوية لاعضاء الفرقة الوطنية من أجل تقييم المنجز السنوي لكل عضو مع محاسبة المقصرين في ذلك إداريا مع إقامة الورش الخاصة بالتمثيل والإخراج والتأليف والسينوغرافيا بالاستعانة بالكفاءات العلمية والفنية من داخل وخارج الدائرة وبالتتنسيق مع كلية ومعهد الفنون الجميلة من أجل النهوض بمستويات العمل المسرحي واكتساب المهارات والخبرات الفنية المطلوبة كما يمكن ان تنفتح الإدارة على إقامة الورش للخارجيين على وفق مبدأ استثمار ذلك ماديا بواقع مبلغ مقطوع لمدة معينة".
وشملت الضوابط الجديدة الايفادات والمشاركات الخارجية حيث أكد الفنان المخرج فلاح إبراهيم مدير المسارح في دائرة السينما والمسرح ان" المشاركات الخارجية ستكون حصرا على المهرجانات الفنية الدولية العالية مثل: مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر ومهرجان المسرح الأردني ومهرجان أيام قرطاج المسرحي ومهرجان الهيئة العربية للمسرح ومهرجان المحترف المسرحي ومهرجان المسرح الأردني للطفل ومهرجان طنجة المشهدي ومهرجان فجر المسرحي في ايران على ان يراعي الايفاد مشاركة كل عمل مسرحي لمرة واحدة في كل عام وبخلافه يتحمل كادر العمل النفقات كافة ويسري ذلك على الدعوات الشخصية ويكون الترشيح للمهرجانات المسرحية من خلال إدارة المسارح ولايمكن استحصال أي موافقة رسمية على مشاركة أي عمل مسرحي خارج العراق غير مدرج ضمن اعمال الموسم المسرحي التي تم عرضها للجمهور وعلى أن تكون المشاركة للاعمال المتميزة التي أشرت لنفسها خلال الموسم المسرحي واتفاق الجميع على انها هي التي تشارك في المهرجانات العراقية والدولية .

الأحد، 11 يونيو 2017

من عروض مهرجان مسرح الشباب الاردني 2017 مسرحية” العرس الوحشي”.. عمل مفتوح على التأويل بحرفية فنية عالي

مجلة الفنون المسرحية

من عروض مهرجان مسرح الشباب الاردني 2017 مسرحية” العرس الوحشي”.. عمل مفتوح على التأويل بحرفية فنية عالي

رسمي محاسنة

ان تخرج من عرض مسرحي وانت محمل بالاسئلة، ذلك يعني ان العمل فيه مايستفز العقل، ويشغل الوجدان، وان هناك فعل مسرحي استطاع ان يقتنص انتباهك، وياخذك الى فضاءات الاسئلة.
” العرس الوحشي”..النص المعروف،للعراقي” فلاح شاكر”، والذي شكل غواية لكثير من المخرجين، الذين هم بدورهم قاربوا النص من خلال رؤيتهم الخاصة، باعادة تركيب الحكاية، واستنطاق مدلولات معرفية وجمالية، لكن دون ان تغادر النص تماما.
المخرج ” محمد الجراح” يقدم عرضا يذهب بعيدا باتجاه مايصادر ماهو انساني في النفس، لكنه ليس مجرد حالة فردية، انما دلالة اوسع تمتد الى ماهو اكبر، في عمل محمل بالدلالات، فالحكاية تتمحور حول علاقة الام بالابن، الام التي تم اغتصابها بوقت مبكر من عمرها، ويتناوب عليها ثلاثة جنود، يتركون باحشائها ثمرة نجسة، عندما تحمل من احد منهم لاتعرفه، ويكبر الابن ” الحرام”، وكلما كبر ، تتكرر محاولاتها للخلاص منه دون جدوى، ليبقى شاهدا على فضيحة الروح، وجرحا يستحيل التئامه.
تبقى العلاقة محكومة بتلك النقود التي وضعتها في القبو الذي حبست ابنها فيه،وتعتقد بانه اخفاها عنها،تريدها لتخرج وتغادر المكان، وهنا يضعنا النص امام اسئلة لها علاقة بالام” اريج دبابنه”،فان اصرارها على ، وسؤالها الدائم عن النقود يضعنا امام احتمالات انها استمرأت لعبة المومس،ويقودنا الى هذا الاستنتاج سؤالها بالحاح عن النقود، او تفكر كانسانة تدرك بان هذه الفلوس يمكن ان تنجو بها، وتخرج من واقعها وماضيها، وكلا التأويلين من الصعب الجزم بهما، لان الصورة المرتسمة في ذهن المتلقي، انها ضحية، ومايتبع ذلك من تداعيات تاخذنا الى احالات انها ” الوطن” الذي تم اغتصابه واستباحته.
في الحوارات المحمومة بين الام والابن ” راتب عبيدات”، يتضح حجم القسوة والعزلة والخراب الذي اصاب النفوس، وتلك الذكريات البائسة التي تفرض وقعها الثقيل على حاضر الشخصيات، فكلاهما ضحايا، وهذه المعاناة هي نتيجة حتمية، والقسوة التي تصل لدرجة رغبة الام بقتل جنينيها وطفلها لاحقا، هي بسبب وجود المحتل البغيض،لكن هذه الحالة يتفرع عنها موقفين مختلفين، فاذا اعتبرنا انها الام بالمعنى المطلق، فانه من الصعب تفهمّ قسوتها، لكن في حال انه بذرة من احتلال ترك كل هذه الماّسي، فان الموقف يصبح محايدا، ويفقد الابن تعاطف المتلقي.
واذا كان هذا الفهم يقودنا الى ضرورة التخلص من الابن، ففي العرض يقوم الابن بخنق امه، ويملأ المكان المهجور بجثث الجنود، و كان قبل ذلك قد قتل ” سعيد” المترجم.
قدّم المخرج ” محمد الجراح” العرض في اجواء خانقة، حيث المكان المهجور،والمعزول عن الحياة، والمنقسم بحبل الى قسمين، وبمفردات ديكور تم توظيفها لصالح العرض، كما في الطاولة، او الاناء المملوء بالماء الذي يذكر الام بالمغتصبين، او المفردات الاخرى، مثل ذلك الكيس المعلق الذي يفرغ فيه الابن غضبه.
وقد كان الاداء ركنا اساسيا في العرض، حيث قدمت “اريج دبابنه” دورا يحمل شحنات الغضب والقهر والاشمئزاز والقسوة، دورا يسجل لها، باستخدامها لادوات تعبير عالية،في حالاتها المختلفة، وباحساس عال، وفي تناغم مع الممثل الشاب” راتب عبيدات”، الذي بهذا العمل يسجل شهادة ميلاد ممثل اردني على ىالساحة الفنية،حيث لم يهبط ايقاع الشخصيات، ولا الايقاع العام للعمل.
“العرس الوحشي”، عمل مفتوح على التأويل من حيث الفكرة، ومشغول باحترافية من حيث الرؤية الاخراجية بتوظيف عناصر العمل المسرحي،بذكاء ووعي كبيرين.












--------------------------------------------------
المصدر : ميديا نيوز

"دبي للثقافة" تطلق برنامج مسرح الشباب 2017-2018

عرض مسرحية «روح طالعة».. المسرح بوصفه أداة للنقد

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية «روح طالعة».. المسرح بوصفه أداة للنقد

 أحمد الطراونة

قدم المخرج محمد الختاتنة والكاتبة د.هناء البواب مع الممثل تامر بشتو المسرحية الجديدة الناقدة التي حملت عنوان «روح طالعة».

انطلقت عروض المسرحية مطلع شهر رمضان بلوحات فنية عكست واقعاً عربياً مؤلماً بعد سنوات موجعة من «ربيعه» الذي أتَى على الأخضر واليابس بحسب العرض.

المسرحية التي تعكس ما وصلت اليه الشعوب العربية من احوال مؤلمة قدمت نماذج من الشخصيات التي تؤكد تحكمها بمصائر العالم كشخصية الرئيس الاميركي ترمب، والروسي بوتين.

كما تعاين صراع مراكز القوى على امتلاك خيرات الوطن العربي، لتقدم المسرحية «الرئيس الكوري الشمالي» نموذجا اخر للتصدي ضد هذه القوى ومقاومتها.

يفتح الفصل الاول للمسرحية التي جاءت ضمن عدد من المشاهد بانتقاد الواقع الاجتماعي الاردني بحضور شخصية رئيس الوزراء د. هاني الملقي كطرف آخر في الحوار ليبحث مع عدد من الشخصيات التي مثلها الفنان تامر بشتو، ورود المصري، ليث الناطور، سهيل قدسية، غازي درويش، سلسبيلا البرايسة، مجموعة من القضايا التي تمس واقع المجتمع وتؤثر فيه كارتفاع الاسعار، وعدم الاهتمام بالمثقف والاديب، وقضايا الانتحار، ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في المجتمع.

المسرحية التي وضع موسيقاها حسام الصباح، وديكور عصام شاهين، وتنفيذ الشخصيات ناصر خرما يستمر النقد في المشاهد التي تلي ليتطور الى نقد الحالة العربية حيث يظهر المواطن العربي، السوري والسوداني والعراقي واليمني والليبي وهم يبحثون في مطارات العالم على من يستقبلهم حيث تقدم كل شخصية جانبا مهما من مشاكلهم ، ليخرج الرئيس الأميركي ويرفض هذه الجاليات ويتعامل معها بازدراء، وكذلك الرئيس الروسي، ليصل بهم المطاف الى تقسيم هذه الجاليات على اسس عرقية او مذهبية.

تقدم المسرحية رؤيتها في الاحداث السياسية التي تجري في الخليج بين قطر من جهة ودول مجلس التعاون من جهة اخرى.

في نهاية العمل وبعد ان وصل المواطن العربي الى حال من الضياع يدخل من بوابة الخيمة جلالة الملك عبدالله الثاني ترافقه الموسيقى الوطنية فيصعد الخشبة ويقدم التحية للشعب الاردني والعربي ويعلن ترحيبه باستقبال الجاليات العربية وتقديم العون لها في ظل هذه الظروف العربية غير العادية. يمتلك الفنان بشتو قدرة على إدهاش المشاهد من خلال ما يمتلك من قدرات وتجربة في هذا النوع من المسرح الذي يلتزم بشروط مناقشة العديد من القضايا الجادة والهادفة سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو أخلاقية، متفاعلا مع الجمهور عبر شروط الفرجة الواعية التي تدعم عملية التواصل بين العرض الناقد الساخر، وهموم المتلقي وشواغله.

الختاتنة: المسرح مرآة الواقع

مخرج العمل محمد الختاتنة قال لـ»الرأي» ان هذا العمل ليس الأول الذي يخرجه ضمن الكوميديا السياسية الساخرة التي تنقل هم المواطن الاردني، فهو ابن هذا الوطن ويشعر بما يشعر به المواطن الفقير الذي انهكه الغلاء واتعبه، وان الصعوبة التي يعانيها خلال هذه الفترة هي مدى القدرة على ملامسة الواقع بالصوت والصورة بعيدا عن التوهان والتعقيد.

اضاف الختاتنة ان المسرح مرآة الواقع، وأن التقمص الذي قام به بشتو خلال العمل يجسد الفكرة الاهم وهي المسرح الكوميدي الساخر الذي يقدمه الفنان على طبق ساخن بعد الافطار في رمضان متنقلا بين شخصية الملقي وما يعانيه الشعب من رفع للاسعار وتازيم للموقف الاقتصادي مع كل حكومة جديدة تتشكل ثم التطور الذي احدثته على المسرحية هو النزاع الخليجي والمقاطعة على قطر بتقليد الشخصيات الخليجية كخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وامير الكويت في محاولته لحل الازمة العالقة ومن ثم السيسي باعتبار تجاهل قطر لموقفه ضدها، مرورا بشخصية رئيس كوريا الشمالية ومن ثم وجود اللاجئين بين يدي ترمب ليؤكد على عدم قبول أميركا للعرب ومن ثم رئيسة المانيا ميركل وشكواها من تزايد عدد اللاجئين ثم وصولهم الى تركيا وتهرب اردوغان من استقبالهم ثم وصولهم الى روسيا ويستمر بهم الحال حتى يصلوا الى الاردن ويفتح لهم جلالة الملك ذراعيه مقدما لهم الترحيب برغم ضعف الامكانيات المادية للاردن التي ما تزال تستقبل اللاجئين.

البواب:الديمقراطية الحقيقية

كاتبة العمل د.هناء البواب قالت: إن هذه ليست التجربة الاولى في هذا النوع من المسرح فهناك تجربة « سارحة والرب راعيها» و«داعش ع الصاجة» وغيرها من الكوميديا السياسية الساخرة التي تعكس الوجه الاخر للسياسة التي تجعلنا نضحك ليس من الموقف بل نضحك على انفسنا حزنا وهنا تظهر المفارقة في كون الكاتب يلامس وجعا عند المواطن لم يتمكن ان يعبر فيه بلسانه ويجد امامه متنفسا ليصرخ ويقول الله الله هذا ما نحتاجه.

وأضافت البواب: هنا فقط تشعر ان الديمقراطية الحقيقية تتمثل في الاردن بقيادته الهاشمية فنحن ديمقراطيين قولا وفعلا ولامجال لان نكون سوى ذلك لان المشهد امامنا يفرض علينا ذلك، وانه لاشروط تحكم العمل سوى رؤية متأصلة للفكرة وقدرة على متابعة الحدث ونشأة داخل الكواليس السياسية ليتعمق المشهد داخل الكاتب.

وتؤكد البواب ان هذا العمل هو رؤية متراكمة للوضع العربي حولنا حيث تتكون المسرحية من ثلاثة مشاهد كما تحدث عنها الختاتنة سابقا مشيرة الى قدرة الفنان الاردني على ابراز الصورة الحقيقية والمشهد المشرف لمواقف الاردن مع اللاجئين.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة الرأي

السبت، 10 يونيو 2017

مسرحية " ما يتركه الغبار " تأليف حسين عبد الخضر

غنام يواصل تغريبته حاملاً حقيبة «سأموت في المنفى»

مجلة الفنون المسرحية

غنام يواصل تغريبته حاملاً حقيبة «سأموت في المنفى»

عمان - الرأي

بمشاركة صوت الفنان كمال خليل وعوده وألحانه، قدم الفنان المسرحي غنام غنام في مقر رابطة أهالي كفر عانا، المونودراما المسرحية «سأموت في المنفى» من تأليفه وإخراجه وتمثيله.

العرض تجلى كشريط ذاكرة شخصية وجمعية في آن، تقاطعت خلال سرد غنام له أدائياً وحكواتياً ونبضاً وتحليلاً، مجموعة من الدلالات والمحطات ومراحل من تاريخ التغريبة الفلسطينية ونضالات أبنائها وأبناء امتدادها العربيّ القوميّ الإنسانيّ.

شريط مخاتل غير ملتزم بتسلسل تاريخي، ولا شروط حسية، ولا قواعد أكاديمية؛ توقف أحياناً عند محطات تعود لوالده أو والدته أو أحد أقاربه، لم يعشها هو شخصياً، وزار في أحيان أخرى قرى في البال والوجدان، وأخرى تمثل وجعاً أكثر مما تغوص في المعاينة الفردية والتفاعل المادي الملموس.

بلا مفردات مسرحية من إضاءة أو ديكور أو مختلف معطيات السينوغرافيا، وخارج أي إطار أو علبة، وبموسيقى حيّة نابضة لرفيق درب وحب وحرب ومعاناة وهجرات ونضال، خلق غنام مدير التأليف والنشر في الهيئة العربية للمسرح بالشارقة، فرجته، جاعلاً منها (أي تلك الفرجة الحكواتية بامتياز)، لحظة ممكنة لتفاعل مجسّات التلقي، إذ منذ لحظة البدء قال للمحيطين به من ناس وأهالي ونواب وشرائح مختلفة غلب عليها الطابع الأسريّ الرمضانيّ الحميم، أنتم معي هنا في هذه اللعبة المستفزة لبعض مفاصل الذاكرة، وبعض أحداث جسام، وبعض سلوى وآه ودمعة وبسمة وضيق وفرج وصعود وهبوط وقراءة ومفارقة ووتر وأغنية وناي.

لا الولجة ولا كفر عانا بلدته الأم، ولا أريحا مسقط رأسه، ولا جرش أحد مطارح نشأته، ولا عمّان ساحة تحققه ونضاله ويساريته، ولا الشارقة ولا عواصم أخرى وبلاد ومطارات، غابت عن بال الراوي المؤدي المحلل المندهش الناظر في كنه الأشياء والناس والأماكن.

الحقيبة كانت بطلاً، شاهد القبر كان بطلاً، شقيقه فهمي والده صابر والدته، أبطال وهامشيون وقواعد اشتباك محكوم بالأمل واليقين والبحث عن ملاذ آمن.

فوانيس وحكايات عتيقة وإحساس فريد بالمأساة/ الملهاة، صور ومشاهد حزينة، جسّدها غنام بإحساس متناغم مع الحركات واللغة والأداء الفطري، فصول من دفتر الذكريات، تناوب تقليب صفحاتها بين العفوية والقصدية المدروسة، تسلسلٌ في السرد والحوار، تناوبٌ بين العامية والفصيحة في توليفة مؤثرة ومنسجمة مع البنية الكلية للعرض. مشاهد اختلط فيها الرمز بالواقع بالمتخيل بالمشتهى بالمعاش بالصادم المستلهم سطور الفجيعة وعناوينها، كمشهد مقبرة سحاب وقد انتشرت فوقها شواهد القبور، حيث كل شاهد يشير إلى قرية أو بلدة فلسطينية، للدلالة على الشتات والموت بعيداً عن حضن الوطن.

صدور مسرحية «الطريق إلى قانا» لجلال خوري منارة المسرح اللبناني

مجلة الفنون المسرحية

صدور مسرحية «الطريق إلى قانا» لجلال خوري منارة المسرح اللبناني

*د. فَرهاد رجبي

صدرت أخيراً في إيران الترجمة الفارسية لمسرحية «الطريق إلى قانا». يُعتبر جلال خوري من الكتّاب الذين يركّزون في مسرحياتهم على البنى الفكرية ويحاول إلقاء الضوء على هذه البنى مع التركيز على الحوار والمنطق

المسرحية «الطريق إلى قانا» للمخرج والكاتب المسرحي اللبناني جلال خوري )، ترجمتها الدكتورة فاطمة برجكاني الحائزة دكتوراه في المسرح من «معهد الدراسات المسرحية والسمعية المرئية والسينمائية» في «جامعة القديس يوسف» ودكتوراه في اللغة العربية وآدابها من «جامعة بيروت العربية».

صدرت الترجمة عن «دار نشر طنين» في طهران بعنوان «راهِ قانا».
تظهر أهمّيّة عمل المترجِمة في أوجه عدة، أوّلها أنّ الناطقين باللغة الفارسية يكتشفون الأفكار القيّمة لكاتب قدير في مجال النصّ المسرحي، ويتعرّفون إلى التجربة المميّزة الموجودة في المسرح العربي. وكون المسرحية باللغة العربية العامية بمعظمها، إلى جانب اللغة الفصحى، فذلك يزيد من أهميّة جهود المترجمة.
لهذه الأسباب، وتقديراً لخالق الأثر المسرحي هذا وجهود الترجمة، نحاول كتابة أسطر عن العمل مع التأكيد على الأسس الدلالية للمسرحية.
العقل الانساني هو الذي يكشف عن خفايا الأمور محاولاً إظهار الحقيقة. ويتّخذ العقل لذلك وسائل مختلفة كتحكيم المنطق وطريق الحوار المجدي. يبدو أنّ مسرحية «الطريق إلى قانا» في أحد وجوهها تُعتبر مشهداً نرى فيه صراع العقل للوصول إلى الحقيقة. من جانب آخر، يمكن دراسة هذا الأثر من زاوية البعد المعرفي الإبستمولوجي، من أجل الحصول على نظرية ماهيّة المعرفة وطرق الوصول إليها من مسير الفلسفة، التي تنسجم مع حوارات هذا العمل المسرحي.
يُعتبر جلال خوري من الكتّاب الذين يركّزون في مسرحياتهم على البنى الفكرية. يحاول إلقاء الضوء على هذه البنى مع التركيز على الحوار والمنطق. والأمر الآخَر الذي يدفعنا إلى التأمّل هو أنّ الكاتب يأخذ الإحساس في الاعتبار إلى جانب الفكر. وهكذا يستوحي الكاتب من الواقع والمشاعر الإنسانية، ويستفيد في الوقت نفسه من الإمكانيات الفكاهية والنظرة الفلسفية والصوفية، ليجعل من مسرحيته مشهداً لبلورة الأفكار الإنسانية المتعالية.
من الميزات البارزة في هذا النصّ المزج بين ثقافات مختلفة، حيث تلتقي الحضارات الغربية والهندية والشرق أوسطية التي هي مناطق بعيدة عن بعضها جغرافياً، وتجد هذه الحضارات الثلاث فرصة الحوار من خلال النصّ.
إنّ «الرجل الأوّل» هو شخصية جاهدة من أجل الوصول إلى حقيقة الأشياء والتاريخ. والشخصية الثانية هي رجل من رواسب الأزمنة البعيدة، يحمل إرث التجربة الإنسانية على مرّ الأزمنة. أمّا الشخصية الثالثة «نانسي»، فهي قسّيسة أميركية تنتمي إلى الإنجيليين المحافظين، إلى جانب الشخصية الرابعة (براديب) أي زوج نانسي من أصل هندي الذي يظهر في صراع مع زوجته في سبيل بلوغ الحقيقة. تحدث الوقائع في الفترة المعاصرة في جنوب لبنان، إلا أنّ الخليط الزمني والجغرافي من المكوّنات الرئيسية للأحداث والشخصيات في المسرحية.
كما أنّ الشخصيّتين الرئيسيتين في المسرحية لا تحملان اسماً لتكونا ممثلَين للإنسان المطلق من دون أيّ حدود يرسمها اسم معيّن أو ثقافة معيّنة.

يُعتبر الوصول إلى الحقيقة أهمّ رسالة للأديان السماوية والبشرية عبر التاريخ، وحاول كلّ منها تحديد مسار يوصله إليها. وبطبيعة الحال، يؤمن أصحاب كلّ دين، بأنّهم على الطريق الأصحّ، مستلهمين في ذلك ما تلقّوه من تعاليم دينية. ومن الممكن إيجاد تحوّل في هذه المسيرة بمرور الزمن أو بناء على التفسيرات المتعدّدة. يدرك خوري هذه الحقيقة بشكل دقيق ويحاول في الحوار بين الرجلين أن يضع مبدأ التعرّف إلى الحقيقة ليس على أساس كلام الآخرين أو نقل أفكارهم المتناسب مع افتراضاتهم المسبقة، بل على أساس التلقّي الداخلي لكلّ إنسان.
في سبيل محاولات الوصول إلى الحقيقة، يمكن اعتبار عنصرَي الزمان والمكان في المسرحية من العناصر الرئيسة التي تأخذ أبعاداً فلسفية. الزمن يُعتبر ظاهرة واحدة، ومن غير الصحيح تقسيمه إلى الجديد والقديم: «الجديد يا معلمي عتيق ولو ظاهر وبريق».
كما أنّ من الميزات الأخرى البارزة في ما يتعلّق بمقولة الزمان، هو التشابك العجيب بين الأحداث التاريخية الأسطورية (كمنشأ المسيح والدور التاريخي لقانا) والتيّارات العالمية المعاصرة كسيطرة الإنجيليين المحافظين والقضية الفلسطينية والحروب والصراعات المعاصرة و.... إضافة إلى ذلك، يحاول المؤلِّف أن ينظر إلى عنصر المكان بشكل مطلق، لذلك لا يقيّد نفسه بتسمية الأماكن: «هالمطرح إطار... (يبحث في كلامه) رؤبة أسرار، كل واحد بيلاقي فيه الّي جايبو معو».
نستنتج من خلال البناء الدلالي العميق للمسرحية أنّ جلال خوري بإدراكه العميق لأهمّ الهواجس والتحديات الإنسانية، يعتبر معرفة الحقيقة وكيفية الحصول عليها أبرز محاولة فطرية للإنسان، الأمر الذي يشغل بال البشرية في الماضي والحاضر. هذه المحاولات وإن ظهرت بأشكال وأساليب مختلفة، إلاّ أنّها مشتركة في أنّها تشغل ذهن الإنسان الباحث عن الحقيقة.
فهنيئاً للقرّاء الإيرانيين بقراءتهم الممتعة لترجمة هذا العمل المسرحي، خاصّة أنّها جاءت مرفقة بالنصّ العربي للمسرحية، ممّا يزيد فرصة العمل العلمي الأكاديمي للمتخصّصين وفقاً للغتين العربية (الفصحى والعامية اللبنانية) والفارسية.

* أستاذ مشارك في «جامعة گیلان» (إيران)

---------------------------------------------------
المصدر :  الأخبار 

'فيغارو' بومارشيه صوت المنادين بالحرية والانعتاق

مجلة الفنون المسرحية

'فيغارو' بومارشيه صوت المنادين بالحرية والانعتاق

أبوبكر العيادي

‬مسرحية 'زواج فيغارو' تكشف الواقع المرير للطبقة العاملة وما أحدثته الثورة الفرنسية من تغييرات كبرى‮ ‬في‮ ‬مجتمع كان‮ ‬يسيطر عليه‮ '‬الملك‮'.

“زواج فيغارو” مسرحية من كلاسيكيات المسرح الفرنسي، استنكر لويس السادس عشر نقدها اللاذع للقيم السائدة واستهزاءها بالسلطة، لأنها كانت تساند الطبقة البورجوازية الصاعدة في دعوتها إلى الحرية والمساواة بين البشر، وعُدّت من الأعمال التي بشرت بالثورة الفرنسية، رغم أن أحداثها تدور خارج فرنسا.

“زواج فيغارو” لصاحبها بيير كارون دو بومارشيه (1732- 1799) ألفها عام 1778، ولما منع عرضها، أعاد كتابتها بتكثيف مرجعيتها الإسبانية، وراح يخوض حملة وينظم قراءات في بعض الصالونات، لكسب التأييد لهذه المسرحية التي تبدو كتتمة لـ”حلاق إشبيلية” أو “الاحتياط غير المجدي”.

لم تمض أعوام حتى نجح بومارشيه في مسعاه وعرضت المسرحية على خشبة مسرح الأوديون في 25 أبريل عام 1784، دون أن يتنازل بومارشيه عن نقده المبطن للسلطة، رغم ما بلغه من موقف الملك لويس السادس عشر منها ووصفه إياها بالعمل المقيت، ومن موقفه منه هو نفسه حيث قال “هذا الرجل يستهزئ بكل ما يمثل السلطة” مضيفا أنها لن تعرض أبدا.

لاقت المسرحية نجاحا غير مسبوق، وظلت تعرض طوال العام، بواقع سبعة وستين عرضا في السنة، قبل أن تترامى أصداؤها خارج فرنسا، ليس فقط لنبرة الحرية فيها، وإنما أيضا لحداثة مضمونها وجدة طرحها، حتى أن موزارت تلقفها وصاغ منها عام 1786 أوبرا بالعنوان نفسه عرضت أول مرة في فيينا. ثم تبعه أنطونيو سالييري في يونيو عام 1789، أي قبيل الثورة ببضعة أيام، وبذلك دخل الخادم فيغارو التاريخ.

المنافسة بين الكونت وفيغارو ترمز إلى صراع تاريخي بين منظومة قديمة تتشبث بامتيازات مجحفة، وعالم جديد يتقد حيوية
تقع المسرحية في خمسة فصول، بطلها فيغارو، الذي يحمل سمات المؤلف من حيث إقباله على الدنيا بنهم واستشرافه الآتي، مثلما يحمل سمات الخادم كما صوّرها موليير، ولكنه يختلف عنه في نزوعه إلى التمرّد، مطالبا بالمساواة مع سيّده الكونت ألمافيفا، في قطع سافر مع أعراف المجتمع وتقاليده. وهي دعوة مباشرة إلى ثورة على القيم السائدة وعلى من يرعاها سواء من السلطة أو من الكنيسة من أجل قيام مجتمع جديد، قوامه الحرية والعدل والمساواة.

فالمؤلف إذ يصوغ خطابه على لسان بطله، إنما يعبر عمّا يعتمل في المجتمع الفرنسي آنذاك من إرهاصات يقظة الوعي وتنامي طبقة صاعدة هي البورجوازية، وتوق الرعايا إلى الحرية، دون استثناء النساء.

ويأتي ذلك بأسلوب يغلب عليه المرح والحيوية، ويقوم فيه الضحك بدور حمّال أفكار جديدة، بعضها يخص حرية التعبير التي يقابلها الأمراء والملوك بالمصادرة، وبعضها الآخر يمسّ حرية الأفراد وحقهم في المساواة.

خلال عرضها الشهر الماضي بمسرح 104 بباريس، حافظ المخرج جان بول تريبو على ديكور معتدل استقاه من لوحات جان هونوري فراغونار (1632- 1706) ذات الجمالية الحالمة القريبة من التجريدية، حيث اللهو والمرح والهزل تتداعى وتلتقي في فورة مجنونة -ومنه العنوان الفرعي يوم جنون-، وحيث يقع الانتقال من مونولوغ فيغارو ذي النبرة الجدية الرصينة، إلى لعبة الغميضة أو الاستغمّاية كما في الفصل الأخير.

والمسرحية وإن مازجها اللهو والضحك فإن ما يسيطر عليها في أغلب فصولها، هو النقد اللاذع الذي ينهض به فيغارو لإدانة امتيازات النبلاء غير العادلة، وامتهانهم الطبقات الشعبية المستضعفة، وفضح “حق التفخيذ” لديهم، ذلك الحق الذي يتيح للكونت ألمافيفا ابتزاز الخادم سوزان، فيلوّح لها بمقايضة نفسها بالمال.

وفيغارو، بما له من نباهة ودهاء وخبرة حياتية، هو الأقدر على تجاوز انتمائه الطبقي، وقد نجح إريك هرسون مَكاريل في أداء ذلك المونولوغ الطويل، الذي شــكل لحظة درامية فريــدة في آثار المسرح العالمي، حــين يقف البطل وحيدا في العتمة، يــروي قــصة حــياته بلسان المفرد، ويســتعيد الماضي في صيغــة المضــارع، متوجّــها إلى الــجمهور.

تحوم المسرحية حول خادم تتجاذبه امرأتان: سوزان، الخادم اللعوب للكونتيسة، التي يريد أن يتزوّجها، وينافسه عليها الكونت، ومارسلين المربية التي تساومه بدين سابق للزواج منه. وتبدو المنافسة بين الكونت وفيغارو رمزا لصراع تاريخي أو سياسي بين منظومة قديمة منهكة تتشبث بامتيازات مجحفة، وعالم جديد واعد يتقد حيوية.

المسرحية منعت لمدة أربع سنوات خلال الاحتلال النازي لفرنسا، لأن نقدها الجريء يتوجّه بشكل مباشر إلى جمهور قد يتأثر بخطابها سريعا
العرض يتسم بالوضوح والأمانة، مثلما يتسم ديكوره بالانسجام والاقتصاد في تأثيث المشاهد، وتبقى ميزته الأساس تقديم شخوص ينتمون إلى تاريخ الأدب وتاريخ فرنسا، يجد المتفرج متعة في استحضارهم واستحضار زمن وجودهم.

أما ما يتعلق بمدى اعتبار بومارشيه مبشرا بقيام الثورة الفرنسية، فالمخرج جان بول تريبو له وجهة نظر أخرى إذ يقول “شخصيا، لا أتصور بومارشيه يجرّد قلمه ليعدّ للاستيلاء على قلعة الباستيل، بل إنه استغل عبقرية الكاتب المسرحي المرح الكامنة فيه لمساندة الطبقة البورجوازية الناشئة في المطالبة بالحرية في شتى المجالات”.

وهو ما لا يخالفه فيه بومارشيه نفسه، حيث كتب في مقدمة مسرحيته إنها ليست مسرحية ثورية، ولو أن المؤرخين رأوا في قوله ذاك تضليلا للرقابة حتى لا تمنع عرضها، لأنه يؤمن أن الكاتب ينبغي أن يكون جريئا.

والمعروف أن المسرحية منعت فيما بعد لمدة أربع سنوات خلال الاحتلال النازي لفرنسا، لأن نقدها الجريء يتوجّه بشكل مباشر إلى جمهور قد يتأثر بخطابها سريعا، فيثور على القوات الغازية.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption