أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا

مجلة الفنون المسرحية

التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا

ضحى عبد الرؤوف المل  - المدى 

تنوعت المفاهيم الكوريغرافية وتقاربت الرؤى الفنية مع بعضها البعض، فاختلفت التوظيفات التشكيلية في هذا المجال. إلا أن أهم ما جمع اللوحة مع الكوريغرافيا، هي العناصر المؤلفة لخصوصية التصميم النابع من ثقافات تشترك مع الفن والجمال والقدرة على التأليف المرن في التشكيل والرقص بمختلف تمظهراتهما، وفق تفاعلات بصرية مدروسة بدقة تتمثل بالمعنى المتجذر في الطقوس المرتبطة بالحركة والألوان، والفضاءات المفتوحة على تخيلات يتم تدوينها ودراستها وفق رسوم لخطى مدروسة موزعة على عدّة نقاط حركية تتشكل منها نوعاً من وسيلة تعبيرية موشومة بتشكيلات كوريغرافية قوية حسيّاً، وبما يكفي بصرياً لتكوين رؤية فنية متوازنة. لتكون ضمن نوتات تحمل طابعاً تعبيرياً تصويرياً وانطباعياً صارخاً، يتصف بدراما بصرية ذات علامات ادائية تتجانس معها الريشة والألوان التي تظهر خفايا وابعاد كوريغرافية تولد من وحي الامتزاج الحسّي عند الفنان، ويستطيع من حيث يتراءى له خلق فضاءات واسعة. لتوضيح الهدف بالإيماء والايحاء والحركة المبنية على التأثيرات البصرية، وما يتشكل من لوحات مستقلة يمكن لكل منها أن تكون موضوعاً للوحة يرسمها فنان بريشة كوريغرافية، تضم في طياتها المفاهيم العامّة للشكل الفني، ومميزاته التصميمية لخلق تنوعات في الاداء الحركي إن كان بالجسد المؤدي أو باللون وأطواله الموجية الذي يتخذ صفة درامية مقترنة بالفضاء التخيّلي. إن على خشبة مسرح أو على خامة اللوحة، كما في اوبرا "قصة الحي الغربي" التي تروي قصة "روميو وجوليت" على وقع ايقاعات لاتينية وموسيقى "ليونارد برينشتاين"، المخاطبة للحس والعقل، فالترجمة البصرية من خلال الكوريغرافيا وتنوعاتها المؤثرة على خلق التجانس الذي تتأثر بها الريشة والألوان المتلاحمة مع بعضها على مساحة محدودة، فينحصر المشهد وفق قياسات لها أطرها البصرية والجمالية النابعة ببساطة من مزاجية التصميم الكوريغرافي في التشكيل والمسرح وروحية الانتقال من حال الى حال كما في لوحات الفنان "جبر علوان"، ببعدها التشكيلي والكوريغرافي من حيث حركة الجسد في فضاء اللوحة، وما ينتج عنها من تجانس لوني أو ارتباط كلّي بالنقاط وتوزيعها على مساحة اللوحة. لتنطلق ألوانه وفق ايقاعات تجسد اهمية التصميم الكوريغرافي في الفن التشكيلي. اضافة الى التغيرات الهندسية والبصرية بحرفيتها المعقدة التي تشكل عدّة تحديات فاعلة في الكوريغرافيا المبتكرة للوحة . 
تتخطى الاشكال الكوريغرافية كل ما هو متوقع تشكيلياً، حتّى في الاسلوب التكعيبي كما في لوحة "بابلو بيكاسو" التي تمثل اعادة تركيب الانسان وفق رؤيته خاصة لوحات الرقص، لكن تبقى التسميات التشكيلية غير مفيدة في كشف الغموض الحقيقي الناتج عن تساؤلات لا يمكن استكشافها ما لم تتكاتف الخطوط المنحنية، الدائري اللولبي، والمائل ..إلخ. لأنها تشي بالوعي التقني المتدفق من الايقاع اللوني الداخلي، المتأثر به الفنان أو المصمم المنبهر بالمساحة، والتقسيمات المدروسة بين الفراغات المؤدية الى خلق الحرية للتعبير عن الحركة، بما يتناسب مع الرقصة الموسيقية أو اللونية، وبمهارات حسابية دقيقة، لكل مفردة ضوئية أو لونية أو نقطة ينتج عنها انعكاسات بصرية تؤدي دورها الفعّال على قماشة اللوحة أو على المسرح أو حتى عبر العدسة الفوتوغرافية" كما في مسرحية "دون كيخوت" ولوحات الفنان العراقي "جبر علوان" ليحاكي الظل الحركة، ويبقى الضوء لعبة الابيض المخفي لجمع الطاقة البصرية وفق حركة الضوء، وبرشاقة للإبقاء على دهشة العين وقوة التشكل الكوريغرافي في التصميم التشكيلي وقدرته على خلق جماليات ايحائية وغير مباشرة، تؤسس لتأثيرات ترتكز على ابعاد المساحة وتطويرها. لتستقطب الحواس وتفتح فضاءات التخيل على مصاريعها، فتتكيف اللوحة تبعاً للتاويلات والاستنتاجات التي تحملها ريشة الفنان وفق الكوريغرافيا ومنهج الصياغة، لرسم الرقصات النابعة من المنطق الكوريغرافي الذي بات يشكل الحقائق الجمالية وقوانينها التي تعزز قيمة التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا وسحر الرقص المشبع بفهم الحركة، وبتفاعل شديد تتناضح من خلاله الحركة والألوان والضوء والظل والخط والشكل. لتتشكل بنية اللوحة من الكوريغرافيا وتضافرها البصري في خلق مضامين تشكيلية تتفرع عنها المفاهيم الفنية الأخرى. 
تتخطى الكوريغرافيا أبعاد المادة اللونية في اللوحة التشكيلية وتعبر مجال الفن وجوانبه المتعددة كالوحدات الحركية الصغيرة ، ومنها الى أنماط التكوين التي تنطوي على اهمية المكان والزمان، والنقاط المتصلة والمنفصلة. اذ تستند الريشة الى الاحساس الكلّي بمجموع الشخوص، والتفكر بالمسافات الفاصلة عبر الحركة ونشأة تعدد الأشكال على الخامة. لإبراز الاصول الشكلية في تشكيل تتناغم معه الحركة البصرية، وبتخيلات لإيقاعات الالوان وتعدد اصواتها في تزامن تنصهر معه الرؤية التي تنقلنا الى مساحة اللوحة . هذا الفن الكوريغرافي في التشكيل هو المنهج المكاني والزماني الذي تتكرر فيه المفردة الايقاعية للحركة في الشكل البصري والمكمل للمنهج الفني بكوريغرافيته وتشكيله، وتطوره ويدعونا إلى التفكر في فضاء الحركة والنمط التكويني الراقص في اللوحة.

الخميس، 26 أكتوبر 2017

«بروفا» تنتفض وجعا على الواقع المعيش بإبداع ركحي

مجلة الفنون المسرحية

«بروفا» تنتفض وجعا على الواقع المعيش بإبداع ركحي

نجيبة صيودة - المحور 


استقطب العرض الشرفي الأول لمسرحية بروفا التي قدمتها جمعية «أس.أو.أس» الثقافية من باب الوادي بالتنسيق مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي أكبر عدد من الجمهور الذواق المشجع لأولى خطوات نجوم المستقبل من هواة الخشبة الذين قدموا كل ما لديهم لترجمة الواقع المعيش محليا ودوليا.

بحضور السفير الفلسطيني بالجزائر ونخب من الوجوه الفنية والثقافية التي عجت بها قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، عُرضت مسرحية «بروفا» لمخرجها حسين كناني سهرة أول أمس، لترسم باحترافية الكبار صورة للواقع المعيش على الصعيدين الوطني والمحلي في مجموعة من الصور المسرحية التي كونت عرضا تداخلت خلاله الأحداث في وصفها لواقع أثقل كواهل العباد عبر البسيطة، من خلال بعث رسائل سامية مفادها لا للعنف، لا للحقرة، ولا للإرهاب.
عبر ساعة من الزمن تقريبا، توقفت مسرحية «بروفا» عند مراحل مختلفة، وتمكن أعضاء جمعية «أس. أو. أس» من إبراز ما تعلموه من الدورة التكوينية التي استفادوا منها سابقا، ليبرزوا مواهبهم ومدى حبهم للمسرح في أول ظهور لهم على الركح أمام الجمهور المتفاعل مع ما قدموه.
يتحدث العرض المسرحي «بروفا» عن عدة قصص على شاكلة تركيب مسرحي مكون من عدة مشاهد تصور الواقع، حيت تتطرق إلى تعنيف المرأة من قبل الزوج الذي من المفروض أنه شريك حياتها، وتتطرق كذلك لقضايا الاغتصاب والانتقام، حيث تقوم شابة لأخذ ثأرها من الجنس الآخر بقتلهم، بعد هتك عرضها من قبل مجموعة من المنحرفين، وهو ما آلمها نفسيا ودفعها للانتقام في ظل محاولاتها المتكررة للهروب من واقع ذكوري مؤلم يحتكم لسلطة الرجل، كما تتطرق كذلك لقضايا الأديان والأطياف، استند خلالها المخرج لسينوغرافيا بسيطة توحي للعيان بغرفة لتغيير الملابس، أو كواليس مسرح أو ما شابه، كما استند إلى بعض الرقصات الكوريغرافية الموحية تارة بالفرح وتارة بالرفض، استعمل خلالها بعضا من الموسيقى العالمية المتحدثة عن الحب والسلم، كأغنية العالمي خالد «هذه الحياة»، ليبعث الكثير من الرسائل عبر مختلف القضايا التي أثقلت كاهل المجتمع العالمي، لتقول إنه حان الوقت للرفض وقول كلمة لا للظلم فعلا لا قولا.

حسين كناني: «العمل يدعو إلى وقف القتل والإرهاب»

عن العمل، قال المخرج حسين كناني في حديثه للمحور اليومي إنه ارتأى ترجمة جوانب عدة من الواقع العربي والعالمي الذي أثقله الكره والحرب خصوصا فيما تعايشه بعض الدول حاليا، لأن الثقافة والفن يوحدان ولا يفرقان، ساعيا من خلال عرضه نحو تغليب روح الأخوّة والإنسانية لرأب الصدع والإبقاء على وحدة الدم واللغة ومواجهة قوى الشر والإرهاب، جميعها تصب في صالح كل الوطن العربي. في سياق آخر، قال المتحدث إنه سعيد بما حققه الشبان المشاركون في العمل المسرحي الذي نتج عن تكوينهم لمدة شهرين في إحدى الورش التكوينية، وهو ما يعد إنجازا في نظره، لأنه يحاول إيصال رسالة سامية مفادها «أوقفوا هذا القتل نحن نريد أن نعيش.»

ناصر مغنين: «العمل ينجح بفضل جهود المسرح الوطني»

من جهته، قال ناصر مغنين رئيس جمعية «s .o.s» إن هذه المبادرة التي تقوم بها جمعيته الجوارية المستقطبة لأطفال باب الوادي وشبانها في إطار نشاطاتها المتعددة القائمة على تدعيم أطفال المدارس قصد مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم من خلال برنامج مكثف ومتنوع بين الرسم، الموسيقى والمسرح، تفتح أبوابها للمشاركة والعمل المشترك الذي يجمعها في عرض مع المسرح الوطني الذي يشجع -حسب المتحدث- ولا يتوانى عن فتح أبوابه أمام مختلف المواهب التي تستحق الدعم. في سياق آخر، قال المتحدث إن «بروفا» سمحت لشبان وأطفال الجمعية بالوقوف لأول مرة على ركح بشطارزي بفضل حرص مدير المسرح محمد يحياوي على الاهتمام ودعم مواهب الذين استفادوا من دورة تكوينية جمعتهم بالمخرج قبل شهرين عن ترجمة العمل ركحيا.

جمال قرمي: «بروفا مشروع لصقل المواهب ركحيا»

في سياق متصل، قال المخرج جمال قرمي عضو الإدارة الفنية للمسرح الوطني إن مشروع «بروفا» يدخل في إطار مسرح الشباب تحت تسيير المسرح الجزائري الذي لم يتوان عن فتح أبوابه أمام الشباب، بهدف إبراز مواهب شابة محبة للمسرح وتتقنه كذلك، لتكوينها وتقريبها من الجمهور وتقريب الجمهور كذلك من المسرح، حيث شارك في العمل شبان من جمعية «أس أو أس» بعد أن أطرهم المخرج السوري حسين كناني الذي أدخلهم في ورشة تكوينية لصقل مواهبهم أكاديميا.



مركز الثقافة والفنون يختتم دورة حول الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي

مجلة الفنون المسرحية


مركز الثقافة والفنون يختتم دورة حول الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي


 اختتمت في المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين، دورة تدريبية حول "الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي".

وتاتي الدورة التدريبية التي شارك فيها 20 شاباً وشابة من الاردنيين والسوريين تتراوح اعمارهم ما بين 18 – 30 عاماً وباشراف مختصين من الفريق الوطني للمسرح التفاعلي، ضمن مشروع المواطنة الفاعلة والفنون " أرتيفيزم"، والذي ينفذه المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني.

ويهدف المشروع الى رفع مستوى الوعي حول التماسك الإجتماعي، الذي يترجم من خلال الإحترام وتقبل الآخر وتعزيز المواطنة الصالحة من خلال استخدام الفنون الادائية بأنواهها.علما ان المشروع انطلق في شهر تشرين الأول من هذا العام وسوف يستمر لغاية آذار 2017.

وشمل التدريب 40 ساعة مكثفة تناولت مهارات الكتابة الابداعية وتقنيات المسرح التفاعلي، بما في ذلك الارتجال ولعب الادوار والصوت والالقاء مكنت المشاركين من كتابة 20 مونولوجا سيتم طباعتها في كتيب وتعميمه على المراكز الثقافية والجهات المعنية. علما انه ستعقد ورشة تدريبية ثانية في 14 و 15 كانون الاول ليتم انتقاء المونولوجات والقاؤها بأسلوب فني امام الجمهور.

وسيقدم المشاركون عرضا مسرحيا لمخرجات ورشتهم في المركز الوطني للثقافة والفنون يوم 19 كانون الاول القادم، وعرض اخر في مدينة اربد في مركز الاميرة بسمة للتنمية البشرية في العشرين من الشهر الجاري وعرضا ثالثا في المجلس الثقافي البريطاني في شهر تشرين الاول القادم .

من الجدير بالذكر أن المجلس الثقافي البريطاني هو منظمة المملكة المتحدة الدولية للفرص التعليمية والعلاقات الثقافية,وفق بترا.

ويعمل المجلس في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم لبناء الثقة والمشاركة للمملكة المتحدة من خلال تبادل المعارف والأفكار بين الناس، كما يعمل في مجال الفنون والتعليم واللغة الانجليزية والعلوم والرياضة، وتمكن العام الماضي من العمل وجها لوجه مع4،18 مليون شخص والوصول الى 652 مليون آخر، ويعتبر المجلس الثقافي البريطاني منظمة غير سياسية.

----------------------------------------------
المصدر : المدينة نيوز

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

اختتام فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإبداع الطفولي.. غداً

مجلة الفنون المسرحية

اختتام فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإبداع الطفولي.. غداً


تختتم مساء الغد فعاليات مهرجان الإبداع الطفولي الذي انطلق في السادس عشر من الشهر الجاري برعاية وزير الثقافة نبيه شقم وبتنظيم من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين ومؤسسة عبد الحميد شومان ووزارة التربية والتعليم، وبدعم من مؤسسات خاصة.
تنوعت فعاليات المهرجان بين العروض المسرحية والحفلات الغنائية والفنون التشكيلية، بمشاركة عدد كبير من أطفال المدارس الخاصة والحكومية في المملكة، وعدد من الفرق المحلية المتخصصة بالفنون الموجهة للأطفال والفتيان.
أعقب كل مسرحية تعرض خلال المهرجان ندوة تقييمية وقراءة نقدية يديرها مدير المهرجان الفنان حكيم حرب بحضور مخرج العمل، حيث قدم عضو اللجنة الثقافية للمهرجان الزميل خالد سامح قراءة في مسرحيتي «الحب يهزم الحرب» للمخرج إدريس الجراح وإشراف هويدا التعاني ومن إنتاج المدارس الأردنية الدولية التي شارك عدد كبير من طلابها في أداء العمل، ومسرحية «رحلة طرطوش» وهي من إنتاج مركز هيا الثقافي وإخراج دينا أبو حمدان.
وقال الزميل سامح حول مسرحية «الحب يهزم الحرب» إنها عمل فني متكامل رفيع المستوى يهدف لتوعية الأجيال الجديدة من مخاطر الحروب وآفاتها العديدة، مشيدا بمستوى الحوار واللغة التي تضمنها العمل، والذي اشتمل أيضا على أغان ورقصات ورؤية سنوغرافية مميزة.
وأوضح الزميل سامح مرتكزات العمل الفكرية والجمالية، منوها بلجوء المخرج إلى أسلوب «كسر الايهام « الذي ابتدعه المسرحي الألماني بريخت ويهدف إلى الحؤول دون توهم المتلقي بأن ما يحدث على المسرح حقيقة بل تمثيل وأداء فني يناقش قضايا واقعية على الجمهور المشاركة في مناقشتها، كما ثمن أداء الممثلين المميز ومجهود المخرج الكبير في تدريبهم.
مخرج العمل إدريس الجراح أشار إلى أن مسرح الطفل منفتح على مزيد من التجريب محذرا من الاستخفاف بالقدرات الإدراكية للطفل وتقديم أعمال مباشرة وبسيطة بصورة مبالغ فيها، وقال إنه يفضل الأعمال المسرحية التي تحرض الطفل على التفكير وتقوم على تقنيات جمالية منوعة.
وفي ندوة أخرى ناقش الزميل خالد سامح مسرحية « رحلة طرطوش» التي تم الإعداد لها بالتعاون مع خبرات عالمية مثل خبراء الدمى من المملكة المتحدة ومصممين محترفين لسينوغرافيا المسرحية من مسرح أوم في الدنمارك، وبتقديم فريق مسرح مركز هيا الثقافي.
وتم إطلاق الشخصية المسرحية «طرطوش» العام 2009 كجزء من الحملة التوعوية لترشيد استهلاك المياه التي عقدها مركز هيا الثقافي، ولقد لاقت هذه الشخصية محبة كبيرة من الأطفال، ونتيجة لهذا النجاح قرر مركز هيا الثقافي العام 2014 إعادة كتابة أحداث القصة وإدخال سينوغرافيا مميزة وتصميم الدمى من جديد ليتم إعادة إطلاقها في العام 2016.
ونوه الزميل سامح بالأسلوب المختلف والجديد في استخدام الدمى لإيصال رسالة المسرحية المتمثلة بتوعية الأطفال بضرورة المحافظة على البيئة والمياه بصورة خاصة كعنصر أساسي في حياتنا.
وحضر ندوتي الزميل سامح عدد من المخرجين والنقاد والأطفال وذويهم، إضافة إلى بعض الممثلين المشاركين في أداء المسرحيات.


المصدر : الدستور

«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور

مجلة الفنون المسرحية

«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور


حمود العنزي - الرأي 


أسدل الستار، على عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي من على خشبة مسرح الدسمة، حيث كانت مسرحية «ريا وسكينة» لفرقة مسرح الشباب آخر عروض المهرجان.

المسرحية من تأليف وإخراج أحمد العوضي، وتمثيل كل من علي الحسيني، سما العجمي، نوف السلطان، خالد السيجاري وحسين الحداد، إضافة إلى جمع من الفنانين الشباب.

تدور أحداث المسرحية حول أشهر قاتلتين في التاريخ المصري، وهما «ريا وسكينة». وبالرغم من تناول هذه القصة في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، فضلاً عن الروايات الأدبية، لاسيما رواية الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، إلا أن المخرج العوضي كانت لديه رؤيته الخاصة، حيث أضاف لهذه القصة الحقيقية التي تداولتها الأجيال بعض الأسماء والشخصيات من باب التغيير الدرامي، والخروج عن المألوف الفني، على غرار شخصية يوسف «ابن ريا»، وهو لم يكن موجوداً في القصة الأساسية، لكنه كان حاضراً من خلال هذا العرض، بل ويمثل عنصر الخير الذي يعاني من زمن غادر، وهو غير راضٍ على ما تقوم به أسرته من جرائم بحق ضحاياها.

ومن الأشياء التي عمل على تغييرها العوضي أيضاً، مشاركة ضابط الشرطة في القتل إلى جانب «ريا وسكينة»، مقابل مبلغ مادي، غير أنه ومع كل التغييرات التي أجراها فإن المؤلف لم يهمل القصة الأساسية.

وكما عرفنا سابقاً، فقد كابدت كل من الشقيقتين القادمتين من صعيد مصر «ريا وسكينة» الفقر والبؤس وشظف العيش في بداية حياتهما، حتى أصبحتا منبوذتين من المجتمع المصري وقتذاك، ولم تحظيا بالعطف أو المحبة من الناس قط، لذلك فكرتا بالانتقام منهم على طريقتهما الخاصة، عبر استدراج ضحاياهما من النساء الثريات بحجة قراءة الفنجان وفك السحر، قبل الانقضاض عليهن ومن ثم قتلهن بطريقة وحشية.

العرض بمجمله كان رائعاً أداءً ومضموناً، كما أن الإضاءة والموسيقى والأزياء جاءت مكملة للعرض، وعبرت جميعها عن الكيان الداخلي للشخصيات، ويُحسب للمخرج أحمد العوضي أنه اكتفى بديكور واحد فقط لمنزل ريا وسكينة ولمركز الشرطة وللشارع، وأماكن أخرى ضمن الأحداث. ويمكننا القول بشكل عام إن المؤلف والمخرج أحمد العوضي استطاع أن يوصل الفكرة ببساطة ومن دون تعقيدات.

أعقبت العرض ندوة تطبيقية، أدارها الدكتور حسن الرشيد، وعقب عليها الدكتور جمال ياقوت.

بعد الترحيب بضيوفه، قال الرشيد: «إننا ومنذ زمن بعيد أسلمنا القيادة للكويت في مجالات الفنون المختلفة، وأنا سعيد بأن يحتضن هذا البلد الطيب هذه الفعاليات، التي أتاحت الفرصة للشباب للتعبير عما يجيش في صدورهم».

بدوره، عقب الدكتور جمال ياقوت على العرض فقال: «اعتبرت بصراحة أن اختياري للتعقيب على هذا العرض بمثابة الفخ بالنسبة إليّ، لكن المخرج أحمد العوضي سهّل عليّ الأمر، حينما قدم عرضاً يتسم بالبنيان، ونجح في تقديم بنية درامية خاصة به، تتمحور حول قضية المهمشين والذين هم بلا هوية»، مكملاً: «أعجبتني فكرة الانضباط، وأبهرني تزامن الفعل المسرحي، الحركة، الموسيقى، الإضاءة والتنقل من لحظة درامية إلى أخرى وكانت حلول المخرج البسيطة والجميلة لافتة، الإضاءة أيضاً كانت مدهشة، بل بمثابة درس في كيفية تزامن التنفيذ مع التصميم».

أما مداخلات الحضور، فقد كانت مشجعة وأثنت على ما قدمته الفرقة، والمشاركون في المداخلات هم الزميل عبدالمحسن الشمري والدكتور أيمن الخشاب والكاتبة تغريد الداود والفنان والمخرج محمد الحملي والدكتور جبار صبري والناقد محمد عبدالرسول.

فيتنام تكرم فرقة مسرح العرائس المائية في مصر

مجلة الفنون المسرحية

 فيتنام تكرم فرقة مسرح العرائس المائية في مصر 

مصر العربية :

شهد مسرح القاهرة للعرائس، حفل تكريم لأعضاء فرقة مسرح العرائس المائية والمسرح القومي للطفل من قبل السفارة الفيتنامية بالقاهرة، يوم الثلاثاء الساعة السابعة والنصف مساءً.

وقالت السفارة الفيتنامية، إن حفل التكريم نتيجة للدور الفعال الذي لعبه المسرح وكذلك البرامج التي قدمها أعضاء المسرحين، في توطيد العلاقات بين البلدين.

والحفل من إخراج المهندسة مي مهاب، بالتعاون مع مدير مسرح القاهرة للعرائس الفنان محمد نور ومدير المسرح القومي للطفل الفنان حسن يوسف.

ويعتبر المسرح المائي أقدم أشكال المسرح في العالم ، ويتم تقديمه للأطفال عبر تحريك العرائس من تحت الماء بواسطة أفرع الخيزران، وهو يتطلب مهارات خاصة وقدرًا كبيرًا من اللياقة البدنية.

وترجع تلك الفكرة للمهندسة مي مهاب، والتي تقدمت بمشروع لإقامة مسرح للعرائس المائية لأول مرة في مصر والشرق الأوسط لتكون مصر ثالث دولة في العالم تقدم مثل ذلك الفن بعد فيتنام - صاحبة هذا الفلكلور الفني- تلتها فرنسا في تعلمه.

وظل هذا الفن سراً من أسرار فيتنام وترفض إطلاع أي أحد عليه إلا أن وزارة الخارجية الفيتنامية قررت مؤخراً نقل هذا الفن للعالم.

وأصبحت مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تنفذ مشروع العرائس المائية، الذي يعود إلى عام 2014، حيث أطلقت المرحلة الأولى بعد موافقة رئيس قطاع الإنتاج الثقافي على المشروع الذي تقدمت به الفنانة مي مهاب المشرفة على المشروع.

وتضمن تنفيذ مجموعة ورش لتعليم فن صناعة العرائس المائية من خلال الاستعانة وقتها باثنين من الخبراء الفيتناميين هما "بانج" أهم ناحت عرائس مائية في فيتنام، و "لوي" وهو فنان فيتنامي مشهور ومتخصص في هذا النوع من المسرح، لتدريب مجموعة من الفنانين على نحت وتلوين العرائس كمرحلة أولى في هذا المشروع، باستضافة من  المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي بالزمالك.

و هدفت المرحلة الثانية إلى إنتاج عرض كامل بالعرائس المائية من إنتاج مسرح القاهرة للعرائس التابع للبيت الفني للمسرح.

وفي مايو الماضي 2016 وقع الاختيار على "إيزيس وأوزوريس" من قلب الأساطير الفرعونية؛ ليكون أول عرض فني تجسده العرائس المائية، في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويبدأ العرض المائي، بظهور مركب فرعونية تحمل بداخلها إيزيس، التي  تلقي بحبيبها أوزوريس، ويعيشا معًا حياة سعيدة، لكن سرعان ما تنتهي بقتله على يد أخيه ست.

ويقوم ست بتقطيع جسد أوزوريس إلى 42 قطعة، ويلقي بكل منها في مكان بعيد؛ لتبدأ بعدها رحلة إيزيس في البحث عنه وتجميع أشلائه.

ويتحول حمام سباحة إلى مسرح مكتمل الأركان، الإضاءة تلقي بظلالها على المياة، فتارة تكون حمراء في أوقات الصراع والذروة بين أوزوريس وست وأحيانًا تصبح زرقاء بلون النيل الذي تدور فيه رحلة بحث ايزيس عن زوجها.

و في الخلفية وضعت قطعة من الديكور التي بنيت على الطراز الفرعوني؛ لتشير للفضاء الزمني والمكاني للأحداث، كما لعبت وظيفة أخرى وهي إخفاء محركي الدمى عن الجمهور.

وتخلل العرض بعض الموسيقى والأغاني فضلًا عن خيال الظل الذي ظهر على فترات متباعدة من العرض، والذي يتميز به مسرح العرائس بكافة أنواعه.

و" إزيزيس وأوزوريس" من إخراج مي مهاب، ويشارك فيه دينا ماجد، سالي جمال، ضحا بهجت، منه مهاب، علا علي، لمياء حميدو، مي كمال، عبد الحميد حسني، إسلام جلال، محمد حسني، كريم محمد، محمد كمال، محمد علي حسن، أحمد عبد السلام.

لينا التل تشارك في احتفالات جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017

مجلة الفنون المسرحية

لينا التل تشارك في احتفالات جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017


بترا : 

 شاركت المديرة العامة للمركز الوطني للثقافة والفنون التابعة لمؤسسة الملك الحسين لينا التل، في فعاليات جائزة جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017 الذس يختتم اعماله في نيويورك غد الثلاثاء .
وتم ترشيح التل الى جانب 19 امرأة من جميع أنحاء العالم للجائزة التي تنظمها منظمة النساء المحترفات في المسرح ومقرها في نيويورك اعترافاً بإنجازات النساء المتميزات في العمل المسرحي على المستوى العالمي واللواتي اثبتن أن المسرح يتخطى كل الحدود.
وتم اختيار المرشحات النهائيات الست ومن بينهم التل (من بين 20 مرشحة) من قبل لجنة التحكيم الدولية بناءً على عملية تقييم مستفيضة لكل منهن بناءً على عدة معايير منها :التميز الفني وخصوصاً في مجال أساليب التعبير المسرحي المبتكرة.وحصولهن على اعتراف وتقدير لأعمالهن من دولهن ومن الخارج. وأثبتن التزاماً في دعم قضايا المرأة من خلال المسرح. ولديهن تجربة فنية وتربوية قادرة على الهام وتعليم الآخرين.

وكانت التل قد القت كلمة في الاحتفال الرئيس لأعمال الجائزة يوم  الجمعة الماضي  في مسرح نيويورك قدمت خلالها لبرامج وفعاليات وانجازات المركز الوطني للثقافة والفنون وتميزه على مستوى الاقليم لنهجه والسمعة الرفيعة العالمية التي حققها خلال السنوات الاخيرة .

«نساء بلا غد».. الأفضل فى مهرجان المسرح النسوى

مجلة الفنون المسرحية

«نساء بلا غد».. الأفضل فى مهرجان المسرح النسوى

هند سامي - الشروق  


اختتم مهرجان المسرح النسوى دورته الأولى،  التى أقيمت بمسرح على فهمى بالمعهد العالى للفنون المسرحية، تحت إشراف نقيب المهن التمثيلية أشرف ذكى.

وفاز «نساء بلا غد» بالمركز الأول كأفضل عرض مسرحى، وحل «أنا كارمن» بالمركز الثانى، فيما جاء «طالب الوظيفة» بالمركز الثالث، و«التخلص من البقعة» فى المركز الرابع، «حريم فى جزيرة الماعز» بالمركز الخامس، «حريم النار» بالمركز الأخير.

فيما ذهبت شهادات التميز فى تصميم الديكور لمصطفى التهامى عن عرض «التخلص من البقعة»، وفى التمثيل نادر الجوهرى عن عرض «طالب وظيفة»، وكريم محمود عن عرض «جريمة فى جزيرة الماعز»، وفى التأليف الموسيقى منى منسى عن عرض «حريم النار»، وعن مشاركتها طلبة المعهد الفنانة لبنى ونس عن عرض «حريم النار».

ومنحت الدكتورة أحلام يونس، رئيسة أكاديمية الفنون، شهادات تكريم لأعضاء لجنة تنظيم الدورة الأولى من المهرجان النسوى للمسرح، وقدمت مجموعة من شهادات التقدير للمشاركين فى معرض الفنون التشكيلية المقام على هامش المهرجان، وهن نادية طرابيق، نادرين عماد، سارة جمال، وكذلك شهادات تكريم إلى المشاركين فى حفل الافتتاح وهم: دنيا سامى، نسمة بهى، محمد جمال، نغم صالح، كريم نيازى، ومخرج الحفل أسامة فوزى.

كما تم تكريم اسم النجمة الراحلة سناء جميل، ومن النجوم الشابة تم تكريم الممثلة الشابة نوال محمد العدل، وأهدت الدرع لوالدها، والكاتبة فتحية العسال.

من جانبها أعلنت الفنانة سوسن بدر، عضوة لجنة التحكيم، توصيات اللجنة، وقالت: إنها تمثلت فى استمرار المهرجان فى دورات قادمة مع تطويره على أمل تحول المهرجان إلى مهرجان عربى ومن ثم دولى، وضرورة الاهتمام باللغة العربية وكذلك الاهتمام بدراسة اللهجات المختلفة لما له من تأثير على العروض المسرحية وأداء الممثلين، وضرورة توعية الجمهور بفنون الفرجة.

وتابعت سوسن بدر: «بجانب ضرورة توعية الجمهور بفنون المشاهدة حتى لا يؤثر على أداء الممثل».

حضر حفل الختام أشرف ذكى، نقيب الممثلين، ومايا نصرى، رئيسة المجلس القومى للمرأة.

وقال الفنان حسن يوسف، الذى شارك فى منح الجوائز للفائزين: إنه لا يجب أن تنتهى رحلة الممثلين المشاركين فى المهرجان بتكريمهم اليوم بل يجب إعطائهم أدوارًا مناسبة لأنهم مواهب حقيقة، وهو ما دفع المنتج ريمون مقار، لإعلانه أنه سيأخذ اثنين من الممثلين الموهوبين المشاركين فى المهرجان للتمثيل فى الجزء التانى من مسلسل «الأب الروحى» وهما نهال الرامى وسماء إبراهيم.

كركلا.. مجنون بالإبداع ولغة الجسد

مجلة الفنون المسرحية


كركلا.. مجنون بالإبداع ولغة الجسد


حمزة عليان - القبس


أهمية «كركلا» تأتي من كونه من أهم الفرق المسرحية العالمية التي تتعاطى لغة الجسد، مثل فرقتي البولشوي (الروسية) وبيجار (الفرنسية). واختياره {وجهاً في الأحداث} لأنه، وللمرة الأولى، سيقدم عرض «إبحار في الزمن على طريق الحرير» على مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي.

■ رغم عالمية فرقة عبدالحليم كركلا ورؤيته للفن من منظور الجسد ورسالته في أن يتعرف العالم على ثقافة أهل الشرق (من منطلق أننا نسير معكم ولسنا خلفكم)، فإنه ما زال يحرص على أن يصطحب معه «كنزين» حيث يحط رحاله: «الربعة» (أي الخيمة ذات الــ12 عموداً)، و«العباءة» (بما ترمز إليه من قيم الولاء).
■ عندما يقف عبدالحليم كركلا على المسرح ويرمي على الضيف «عباءته»، فهذا تقليد سار عليه، ويعني به عباءة الولاء للضيف وللشرف العربي والضيافة، فقد أمضى حياته بحثاً عن القيم الإنسانية ذات الأبعاد الجمالية لإحياء مسرح عربي معاصر.
■ هذا الرجل «مجنون بالإبداع» وصف أطلقه عليه أحد معاصريه، فلا خليفة له؛ يسبق الآخرين برؤيته، وعلى المسرح يطير بثلاثة أجنحة: نجله (ايفان)، وابنته (أليسار)، وشقيقه عميد الفرقة (عمر).
■ دخل في منافسة الكبار عبر استخدام التكنولوجيا البصرية وما يعرف بــ«الكوريغرافيا»، إيفان، أدخل الحداثة إلى المسرح وطور في العمل، استعان بالمنهج المعتمد في الغرب، فالعمل عنده لا يقتصر على مهارة الراقصين وعظمة اللحن انما هو مجموعة متكاملة، تبدأ من المسمار إلى الاضاءة باعتبارها جزءاً أساسياً من لعبة المسرح، حيث يقضي قبل وقوفه امام الجمهور مدة ستة أشهر ليرسم كل شيء على الكمبيوتر، أما «أليسار» فتتولى مهمة تدريب الراقصين وبتوجيهات «الاستاذ» في حين ان عمر، وهو الأخ الأكبر لعبدالحليم «عميد الفرقة» يبقى الراقص الأساسي على المسرح وصاحب الباع الطويل في العلاقات الاجتماعية.
■ يرى الجسد بحركته، يقضي 3 سنوات يرسم عمله بعقله. يتدخل مع الملحنين بكل نوتة، هو من يطلب ادخال النوتة مع حركة هذا الجسد أو ذاك يكتب النوتات الموسيقية، يرسم الثياب التي يختارها وشكل الأزرار والألوان ونوعية القماش… قبل أن يخرج العمل إلى العلن.
■ كانت القاعدة ان كل من ظهر على مسرح الرحابنة يوظف كديكور للفنانة الكبيرة فيروز، فعندما تذهب لمشاهدة اي مسرحية للكبار، أمثال صباح او فيروز، لا ترى غيرهما المغني بالصف الاول والراقص في آخر المسرح، غير مرئي باستثناء اصوات الحركة التي يؤديها. جاء عبدالحليم كركلا وقلب الصورة والمشهد معاً، اخذ على عاتقه تغيير هذا المفهوم، وصار في كل مسرحياته الجسد وحركاته في المقدمة.
■ أعطى عبدالحليم كركلا اهمية للبعد العربي، وعينه على منافسة المسرح العالمي، فقد نجح بتعريف الغرب على الثقافة الشرقية، حمل التراث العربي والجسد العربي وتكلم بلغة لندن ونيويورك وسيدني.
■ صارت فرقته التي تحمل اسمه، مقرونة بثقافة الجسد العربي Oriental dance اي انه وضع مسرح كركلا في مصاف الفرق الاولى التي تتكلم تلك اللغة، اراد ان يوصل إلى العالم انه باستطاعتنا ان ننافسه بالثقافة التي نمتلكها، ثقافة اهل الشرق، فهنا جسد يتحرك على انواع الموسيقى.
■ أمين على تراث الرحابنة، فقد عمل معهم في الستينات، وبعد وفاة عاصي بقي محافظاً على صلته بهم ومشاركته في رقصاتهم، ولغاية اليوم يبدي حرصاً شديداً على إشراك هدى وجوزيف عازار وايلي شويري بأعماله الاستعراضية، لكنه طور هذا المسرح الذي نشأ فيه وبدل الكثير من مفاهيمه وأدواته.
■ في مسرحه خصوصية عبدالحليم كركلا… اينما يذهب ينقل الديكور الخاص به، تقوم الفرقة بتغيير الثياب التي ترتديها بواقع خمس الى سبع مرات اثناء العرض، يذهب بنفسه الى الجزائر والهند وافغانستان ليختار القماش الذي يناسبه، لديه بصمة اصبع كما يقال، يعرف نوع القماش، وعيناه على كيفية ترتيب الالوان وتجانسها.. وفي احد اعماله ألبس سيمون عبيد عباءة وزنها 20 كيلوغراما، وكانت حدثاً متفرداً!

السيرة الذاتية
● عبدالحليم كركلا.
● مؤسس مسرح وفرقة كركلا.
● مواليد «بعلبك» – لبنان، عمره فوق الـ85 سنة.
● بدأ حياته أستاذ رياضة بدنية بعد تخرجه من دار المعلمين في بيروت، ونال بطولة لبنان في لعبة الزانة (القفز فوق حاجز مرتفع بواسطة العصا) كما نال بطولات في سباق الـ100 و400 متر وفي القفز العالي.
● درس علوم المسرح الراقص وتاريخه في لندن وباريس بين عامي 1962 و1966 وتابع دراسة علم الفولكلور العالمي في فرنسا.
● عام 1968 أسس فرقة كركلا اللبنانية وضمت في بداياتها 14 عضواً لتصبح اليوم 150 راقصاً وراقصة.
● مسرحية «اليوم بكرا ومبارح» كانت أولى أعماله الفنية عام 1972، ووصلت الى أكثر من 20 عملاً فنياً خاصاً به.
● متزوج ولديه إيفان وأليسار.
● نال وفرقته عدة أوسمة ونياشين من ملوك ورؤساء عرب، ومن مؤسسات ثقافية عالمية.

كيف يقضي يومه
مازال يمارس الرياضة اليومية، مشي وركض لمدة 3 ساعات، يتناول وجبته الرئيسية من الجوز واللوز والبندق والفستق النيء والمشمش المجفف والشاي البعلبكي بدون سكر، ثم يكمل يومه بالذهاب الى مسرحه لتدريب الفرقة على الرقص واعمال اخرى.

مصممة الرقصات
أليسار كركلا، تعمل على تصميم الرقصات، حائزة شهادة الماجستير في الفن المسرحي الراقص من جامعة كاليفورنيا، أسست فرقتها الراقصة الحديثة للتدريب.

الانطلاقة والتأسيس
جمع تراث بادية الشام وبعلبك، حيث مسقط رأسه، وخروجه الى الدنيا وسط تلك الهياكل العظيمة وفي بيئة شاعرية استمدها من والده الذي كان شاعراً شعبياً، لينشئ فرقة تتألف من مجموعة اشخاص بأواخر الخمسينيات، ثم يؤسس مسرح كركلا ويعمل على تطوير الدبكة اللبنانية الى جسد يتكلم لغة عالمية.

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح)؟

مجلة الفنون المسرحية

ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح)؟

سامي عبد الحميد - المدى 



في الآونة الأخيرة أدعى أحد المسرحيين العراقيين الشباب بأنه يبتدع (الميتا مسرح) وراح يبشر به، وعند تفحصنا لعروضه المسرحية، وجدنا انتماءها إلى ما يسمّى (مسرح الجسد) أو (الرقص الدرامي) فلماذا إذن أدعى هذا المسرح المجتهد والمجدد ذلك الادعاء؟ ذلك هو الذي دفعني إلى أن أرجع إلى مرجع موثوق ليعرفني معنى (ميتا ثياتر). 
الميتا ثياتر – هو الدراما أو العرض المسرحي الذي يعكس ذات الممثل ومنزلته كفنان في المجتمع. وتتمثل تلك الانعكاسية أما بنص المؤلف المسرحي عندئذ نسميها (ميتا دراما) أو في الإنتاج المسرحي الذي يتولاه المخرج والمصمّم وفي كلتا الحالتين تظهر جماليات الذات وفقاً للشروط الفنية والميتا فيزيقية وفي اعمال تبتعد عن الواقعية، وأوضح مثال لها بدعة (المسرح داخل المسرح) كما في مسرحية (هاملت) لشكسبير، عندما يستدعي الأمير هاملت فرقة مسرحية لتقدم تمثيلية أمام عمه وامه تتناول حدثاً يشابه حدث اغتيال أبيه. ومثل ذلك التوجه يقترب مما يسمّى (التمسرح) أي تقديم صورة مسرحية للواقع ، صورة متخيلة وليست شريحة من الواقع. وكانت التمثيلية المقدّمة في مسرحية (هاملت) تعبيراً عن ذات الأمير نفسه. وهذا بالضبط ما تعنيه كلمة (تمسرح) وقد سار المسرح الأغريقي القديم الاتجاه نفسه، وما من شك في أن شكسبير قد اهتم بالتسطيح المظهري، ويظهر ذلك في مسرحيته (العاصفة) حيث يعلق (بروسبيرو) على انجذابه للسحر المسرحي. ولا عجب بأن تلك المسرحية فضّلها المخرجون المحدثون على غيرها ومنهم (سترهلر) الذي قام عام 1978 بصهر النص والإخراج باهتمامه بالصنعة الاخراجية والسينوغرافية. وكانت الشخصيات ذات الوعي الذاتي الدرامي واضحة في مسرحيات الدراميين الإسبان المحدثين، إذ قام البعض منهم بضمّ انشغالهم بالفن الباروكي وصنعته الى ثيمات لا ترتبط جمالياً بما هو تقليدي وكان (كالديرون) منهم، حيث كتب مسرحيته (الحياة حلم) عام 1929 وبذلك تم اعتباره المبشّر لنشر الميتا ثياتر في مسرح الحداثة.
في عصر علم النفس فإن الانشغال بآليات الذاتية يفترض صيغاً مختلفة، فالمدرسة الطبيعية تهتم بعروض آليات الايهام المسرحي، واستكشف (سترندبرغ) امكانية المسرح في عكس العمليات الذاتية في (مسرحية حلم) عام 1907 وفيها تنبع الحبكة والسينوغرافيا من اللا وعي للحالم / المؤلف في ثلاثيته المتكونة من (ست شخصيات تبحث عن مؤلف) و(لكل انسان طريقته) و(الليلة نرتجل) يبني (بيرانديلو) مكونات احداثه المسرحية وشخصياته بمقابل المؤلفين، والممثلين بمقابل الشخصيات، والممثلين بمقابل المتفرجين.
ما يربط (ميتا ثياتر) للقرن السادس عشر مع (ميتا ثياتر) أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، هو افتراضات النظام المتماسك للقيم الاجتماعية التي يمكن مقارنتها بالحقل المسرحي، وبكلمة أخرى فإن (التمسرح) كمصطلح مجازي، يستلزم أن تكون الحياة نفسها مثبتة على خشبة المسرح وبإطار محدد. وهذا يعني غياب مثل تلك المحددات الاجتماعية التي تمثل نماذج الميتاثياتر لما بعد الحرب العالمية الثانية، فإذا كانت المراوغة المجازية تكمن في لب اليأس اللامعقول، فإن الكشف عن الإمكانات التفسيرية هو لباقة انتاجاتها والتي يمكن رؤيتها في ميتا ثياتر كل من (يونسكو) و(جينيه) و(بيكيت) كان غموض المعنى قد تم تطبيقه في التجريب الشكلي للميتا ثياتر في مسرح ما بعد الحداثة لكل من المخرجين (ويلسون) و(فورمان) و(لوكوم) و(باوش) و(الوبيج) وكان النشاط الفردي في فن الاداء متخذاً جسد الكاتب المسرحي والممثل الموقع الكامل للتمسرح مفترضاً أن الميتا ثياتر قد حوّل موقعه كمجار، ليصبح اسلوباً تمثيلياً رئيسياً لا يتحدد بحدود النطاق المسرحي.
وإذا كان هذا المسرحي العراقي يريد من عروضه أن يعبّر عن ذاته ويكشف عن مركزه الفني الى جمهوره، عندئذٍ سيكون من جملة مبتدعي الميتا ثياتر.



الفن لغة للتعايش

مجلة الفنون المسرحية

الفن لغة للتعايش

أطلقت جمعية الأوركيد ببني ملال مشروعها الثقافي المسرحي "الفن لغة للتعايش" الذي فاق عدد طلبات الشباب الراغب في المشاركة والاستفادة من تكويناته 70 طلب مقارنة بالعدد المطلوب وهو 20 مستفيد(ة)، وهو ما يعكس ضعف المبادرات الفنية والثقافية المخصصة للشباب بالمدينة، وبعد عملية الانتقاء الأولي والاختبار الذي تم بدار الثقافة تم اختيار 30 من شباب وشابات المدينة سيتم دعمهم وتقوية قدراتهم الفنية في فنون الدراما من خلال مجموعة من الورشات التكوينية المسرحية من قبيل حصص في إعداد الممثل والارتجال ومسرح الشارع ولقاءات ونقاشات فنية ومسرحية تليها مجموعة من الحصص التدريبية،  وكنتاج لهذه الورشات سيقدم المشاركون عرضين مسرحيين بالفضاءات والساحات العمومية ومباريات في الارتجال داخل القاعة.
ويعد مشروع "الفن لغة للتعايش" المشروع السادس الذي تطلقه الجمعية لفائدة شباب وشابات المدينة وهو بتعاون مع دار الثقافة وقسم المسرح بمؤسسة الإبداع الأدبي والفني والمديرية الجهوية للشباب والرياضة بجهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع جمعية الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة، ويندرج ضمن المشروع الكبير "تطرف لا شكرا" المنفذ من طرف المنظمة الإيطالية Progettomondomlal بشراكة مع منظمة   CEFA ومنظمة العفو الدولية بالمغرب وجمعية الإنطلاقة AIDECA والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة.
وقد قدم الشباب والشابات المشاركون  يوم 15 أكتوبر 2017 بقصبة عين أسردون عرضهم المسرحي الأول بعنوان "لقصر" في إطار تجربة ما يسمى بمسرح المواقع التي نقل من خلالها المشاركون والمشاركات قصص المدينة التاريخية والتراثية حول منبع وقصبة عين أسردون باعتبارهما موروثا تاريخيا وثقافيا يجسد هوية المدينة، وجزء يكرس قيم المواطنة والتسامح والتمسك بأرض الأجداد والآباء، وتميز العرض في مستواه السينوغرافي باستعمال ملابس وموسيقى وديكورات سافرت بمتتبعي العرض إلى أزمنة تاريخية قديمة، لها ارتباط بتاريخ القصبة، أما النص فقد تميز بلغته التي تجمع بين الأصالة – حوارات من الذاكرة المحلية  باللغتين العربية والأمازيغية – وكذلك السياق اللغوي المعاصر لمدينة بني ملال . وذلك في قالب درامي وجمالي شعاره التعايش والتسامح بأبعاده الوطنية والكونية.

لجنة التواصل-جمعية الأوركيد







وائل علي.. أن تصنع مسرحاً في زمن الحرب

مجلة الفنون المسرحية

وائل علي.. أن تصنع مسرحاً في زمن الحرب


باريس - العربي الجديد


"مشهد تكرر ثلاث مرات في مئة سنة"، هكذا يصف المخرج السوري وائل علي جزءاً من تفاصيل عرضه "عنوان مؤقت"، الذي ينطلق اليوم في مدينة ليون الفرنسية ويتواصل لثلاثة أيام في مهرجان "سونس آنتيردي" SENS INTERDIT، الذي يستقبل عروضاً من مختلف أنحاء العالم.
هذا المشهد وفقاً لما يقول علي في حديثه لـ"العربي الجديد" هو أن "يدخل رجل إلى البيت يجمع الحقائب مع زوجته، يأخذان الأولاد ويتركان البيت هاربين من الحرب إلى مدينة مجهولة أخرى". المشهد الذي يتحدث عنه المسرحي، تعرفه هذه المنطقة من العالم جيداً وقد تكرر في حروب مختلفة من فلسطين ولبنان والعراق وسورية وليبيا والجزائر...إلخ، حتى ليبدو وكأنه صورة مألوفة في ألبوم عائلي كبير.
يضيف علي "إن العرض يبدأ من حكاية عائلة مهاجرة على ثلاثة أجيال، بدأت هذه الهجرة عام 1917 حين هاجرت من أورفا إلى حلب، ثم عادت وهاجرت من حلب إلى بيروت ثم رحلت من بيروت عام 1976 أي مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية إلى السويد".
هذه القصة هي قصة عائلة المسرحية اللبنانية كريستيل خضر، الشريكة في كتابة النص والتمثيل، والتي استلهمت موضوع العمل حين عثرت على شريط "كاسيت" قديم فيه رسالة صوتية مسجلة من أقاربها الذي وصلوا إلى مدينة سويدية عام 1976 إلى أهلها في بيروت.وائل علي وكريستيل خضر في مقابلة عن العرض 

المخرج جمع حكاية عائلة خضر بحكاية فريق العمل، الذي أصبح شريكاً في الوقوف على الخشبة أيضاً، فمن المفارقة أن كل فرد في فريق المسرحية يعيش في بلد أو مدينة مختلفة، شتات الفريق هذا بين لبنان وفرنسا وألمانيا (خالد ياسين فنان الموسيقى والصوت، بيسان الشريف التي اشتغلت على السينوغرافيا، حسن البلخي مصمم الإضاءة، وطوني جعيتاني الفنان المسؤول عن الفيديو)، هذا الشتات جعل من مسرحية علي وخضر عملين يدوران على الخشبة في وقت واحد؛ الأول حكاية الهجرة في هذه المنطقة من العالم من خلال حكاية عائلة خضر، والثاني عرض عن مهنة المسرح وإنجاز عمل مسرحي في زمن الحرب، أسئلة عاشها المسرحيون دائماً لا سيما بعد الحربين العالميتين، ويعيشونها اليوم ويطرحها فريق "عنوان مؤقت" نفسه على الخشبة.
سبق وأن قدم علي مسرحية بعنوان "ما عم إتذكر" التي استمر عرضها عدة سنوات، كان آخرها مطلع هذا العام قبل أن ينهمك في العمل على "عنوان مؤقت". عن المشترك بين المسرحيتين يوضح علي: "يعتمد العرضان على الحكاية الواقعية وينشغل موضوع كل منهما بأسئلة الذاكرة"، ولكن العمل الجديد الحالي "يتطرق كما قلت إلى حكاية الفرد المهاجر وحكاية المسرحي المهاجر في زمن الحرب".
لا شك أن موضوع المسرح في الحرب يجر عدة أسئلة؛ بدءاً من الجمهور، فمن هو جمهور المخرج المسرحي المنفي أو اللاجئ أو المهاجر؟ وما هو موضوع المسرح في المنفى؟ ومن هو مموله؟ وما هي العقبات التي تقف في وجهه؟ وكيف يلتئم فريق عمل من بلاد عدة لإنجاز مسرحية؟
أما حول المشاركة في مهرجان "سونس آنتيردي"، فيقول علي إن المهرجان هو المكان الذي التقى فيه خضر قبل عامين، في أحد العروض التي قدمتها، وأنه مهرجان شريك في إنتاج العمل أيضاً، وأهميته تكمن في أنه يحقق هذه المصادفات المسرحية، وأنه يتيح مشاهدة عروض من تجارب وبلاد مختلفة.
بدورها تقول الممثلة والكاتبة المسرحية خضر في مقابلة مصوّرة معها حول المسرحية "السؤال هو ماذا يمكن أن يفعل المسرح اليوم؟ مع وجود كل حكاياتنا على خشبة المسرح، وانطلاقاً من السؤال لماذا نقوم بعمل مسرح اليوم؟ وما هي الحاجة والضرورة إلى العمل المسرحي".
وتضيف "ما لا نريده حقاً أن يفهم هذا العرض باعتباره عن لبنان وسورية انطلاقاً من تجربة البلدين في الحرب، إنه عرض عن: ماذا نفعل حين يكون كل شيء يسقط من خلفنا وينهار؟ وكيف نتعامل مع ذلك مسرحياً؟".

"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة

مجلة الفنون المسرحية

"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة

"الفرصة تصنع اللص": انتحالات روسيني

علي أحمد باكثير: الثائر المنسي

مجلة الفنون المسرحية

علي أحمد باكثير: الثائر المنسي

محمد الأسعد - العربي الجديد 

في أحد أيام 1935، تحدّث مدرس إنجليزية في كلية الآداب في القاهرة لطلابه عن الشعر المرسل، أي غير المقفى، وكيف أن لغة شكسبير اختصّت بالبراعة فيه دون كل اللغات بما فيها العربية التي من المؤكد أن لا وجود لهذا الشعر فيها.
أثار هذا الحديث طالباً أصغى بانتباه، فاعترض قائلاً "هذا صحيح، ولكن ليس هناك ما يحول دون إيجاده في اللغة العربية، فهي لغة طيّعة تتّسع لكل أشكال الأدب والشعر".
لم يعلّق الأستاذ، واكتفى بالإعراض عن الطالب، إلا أن هذا الإعراض أثار الطالب، فانصرف من الدرس وقد شعر أن عليه تحدّي هذا الزعم ودحضه بالبرهان العملي.
سيروي هذا الطالب تلك الحادثة في ما بعد في كتابه "فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية". هو الحضرمي علي أحمد باكثير (1910- 1969)، مبتكر -إثر هذه الحادثة وبسببها- موجة "الشعر المنطلق المرسل" حسب تسميته، في الأدب العربي، أي الشعر المتحرّر من قيد البيت كوحدة نغمية، والمستند إلى التفعيلة، والمتحرّر من القافية، حين استخدم هذا النمط من النظم في ترجمة فصل من فصول مسرحية لشكسبير، ثم في تأليف مسرحيته شعرية "أخناتون ونفرتيتي" (1938).
وبهذا ابتكر ما سيصفه بعد ذلك بأنه "نقطة انقلاب في تاريخ الشعر العربي الحديث كله"، وقدّر لتجاربه هذه أن تكون التجربة الأم لما شاع تحت اسم الشعر الحر أو الشعر التفعيلي.
ولدى باكثير ملحوظة مهمة لم يلتفت إليها من ركّز على مسألة تحرّره من البيت كوحدة، ومن القافية كقيد، وهي قوله في كتابه الذي ذكرناه آنفاً، إنه حين التحق بقسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب، وما أن "سلخ" عاماً فيها، حسب تعبيره، وجد نفسه يتبلبل نفسياً من حيث نظرته إلى الشعر الذي كان ينظمه وينشره. لقد غيّرت الدراسة من نظرته إلى مفهوم الأدب كله.
"
استعمل الشعر المرسل أول مرة في ترجمة مسرحية لشكسبير
"
وأضاف: "وقد نتج من هذه الأزمة النفسية التي عانيتها من جرّاء تغيّر مقاييسي الأدبية، أن انقطعتُ برهة عن نظم الشعر قمتُ خلالها بتجربة جديدة بالنسبة إلي، ثم تبيّن أنها جديدة أيضاً بالنسبة إلى مستقبل الشعر العربي الحديث، وأعني بها محاولة إيجاد الشعر المرسل في اللغة العربية".
ينقض هذا التفسير لدوافع تجديد الشعر العربي ما قيل في أشهر الشهادات المعروفة والأوسع انتشاراً، أي شهادتي بدر شاكرالسياب (1926- 1964) ونازك الملائكة (1923- 2007)، أي تفسيره كحركة عروضية مثلاً، ويبرهن على أنهما حتى في استنادهما إلى منجز باكثير كانا أقل وعياً منه بكثير.
وقد جاء في شهادة السياب، الذي لم يخف في محاورات مع مجلة "الآداب" فضل باكثير وسبقه (أعداد حزيران وتموز 1954 و يناير 1955) ثم كتب في تقديمه لديوانه "أساطير": "لاحظتُ من مطالعاتي في الشعر الإنجليزي أن هناك "الضربة" وهي تقابل "التفعيلة" عندنا، مع مراعاة ما في خصائص الشعرين من اختلاف، و"السطر" أو "البيت" الذي يتألف من ضربات مماثلة في النوع للضربات الأخرى في بقية الأبيات ولكنها تختلف عنها في العدد. ورأيت أن في الإمكان أن نحافظ على انسجام الموسيقى في القصيدة رغم اختلاف موسيقى الأبيات، وذلك باستعمال "الأبحر" ذات التفاعيل الكاملة، على أن يختلف عدد التفاعيل من بيت إلى آخر. وأول تجربة لي من هذا القبيل كانت في قصيدة "هل كان حباً" من ديواني الأول "أزهار ذابلة"، وقد صادف هذا النوع من الموسيقى قبولاً عند كثير من شعرائنا الشباب، أذكر منهم الشاعرة المبدعة الآنسة نازك الملائكة".
تكتب الملائكة في الطبعة الأولى من كتابها "قضايا الشعر المعاصر" (1962) بلهجة قاطعة وحاسمة: "كانت بداية حركة الشعر الحر سنة 1947 في العراق. ومن العراق، بل من بغداد نفسها، زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله. وكانت أول قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة "الكوليرا" التي نظمتها في أكتوبر 1947 ونُشرت في الشهر الموالي".
"
يكرّر الشاعران العراقيان آراءه، ما يشير إلى أسبقيته 
"
لتعود بعد ذلك وتكتب في مقدمة الطبعة الرابعة من كتابها ذاك في العام 1974: "في عام 1962 صدر كتابي هذا، وفيه حكمتُ أن الشعر الحر قد طلع من العراق، ومنه زحف إلى أقطار الوطن العربي، ولم أكن يوم أقررتُ هذا الحكم أدري أن هناك شعراً حراً قد نُظم في العالم العربي قبل سنة 1947، سنة نظمي لقصيدة "الكوليرا"، ثم فوجئتُ بعد ذلك بأن هناك قصائد حرة معدودة قد ظهرت في المجلات الأدبية والكتب منذ سنة 1932. وإذا أسماء غير قليلة ترد في هذا المجال مثل علي أحمد باكثير ومحمد فريد أبو حديد ومحمود حسن اسماعيل وسواهم. وكل هذا لا بدّ من اعتباره في حكمنا عن تاريخ بداية الشعر الحر".
إلا أن اعترافها بخطأ "تسرّعها" في القطع والحسم، لم يمنعها مجدّداً من اعتبار ما سبقها من قصائد حرة "شعلة وانطفأت" ولم تلتهب إلا بصدور مجموعتها "شظايا ورماد" ودعوتها فيها إلى الشعر الحر.
وبين الاعتراف العابر بأسبقية الحضرمي تارة والتنكر لها تارة أخرى، اللافت للنظر لدى "الرائدين" العراقيين إنهما، في الوقت الذي يكادان ينكران فيه اطلاعهما على منجزات الشعر الجديد الذين اتخذاه صنعة لهما، يكرّران آراء الحضرمي في ما يتعلق حتى باستخدام البحور ذات التفاعيل الكاملة، وتسميها نازك "البحور الصافية"، ويكرّران ما قيل في الصحافة المصرية عن "الأذن العربية" التي لا تستسيغ هذا العدد من التفاعيل أو ذاك، وما إلى ذلك.
وهو ما يقطع بأن معرفتهما بما كان يدور في الساحة المصرية، وبما أنجزه باكثير بالذات، هو الذي قادهما إلى شعرهما الحر، وليس الاطلاع على "الضربة" في الشعر الإنجليزي كما أحب السيّاب أن يقول، أو أخذ المدد من عروض الخليل بن أحمد أو تاريخنا الأدبي كما أصرت نازك على القول.

الاثنين، 23 أكتوبر 2017

شخصيات أسست المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية


شخصيات أسست المسرح العربي

ريهام عبد الوهاب - البديل 

(1)
“أعطني مسرحا أعطك شعبا عظيما”.. جملة من أشهر ما قيل في المسرح.. ويعتبر المسرح والفن بوجه عام انعكاسا للمجتمع، إذ ارتبطت الدراما والتشخيص بطبيعة البشر على مر العصور، فنجد المسرح يحاكي الحياة اليومية من خلال الأدوار المختلفة التى يلعبها الممثلون، وتتجسد قوته عند نجاحه في إسقاط رموزه على أشخاص نصادفهم في حياتنا، وقد يكون أحد هؤلاء الأشخاص يمثلنا نحن.
الوقوف على خشبة المسرح ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج إلى الروح والمشاعر والمعنى، وإعطاء الجمهور شعورا بأنه يعيش داخل تجربة حقيقية بكل مافيها من فرح وحزن وألم، وفى تجربة المسرح المصري هناك العديد من الفنانين الذين لم يتوقفوا عند النجاح على خشبة المسرح، بل تخطى دورهم إلى إثراء المسرح فتركوا بصمة لا تزال عالقة في ذاكرة التاريخ.
في هذا التقرير نتعرف على هؤلاء الذين جعلوا للمسرح المصري طابعا خاصا يميزه عن المسارح الأوروبية، لتكون أسماؤهم أيقونة في التاريخ المسرحي ويلقبوا بـ”رواد المسرح المصري”.
نجيب الريحاني.. زعيم المسرح الفكاهي
نجيب-الريحانى-يبحث-عن-وجوه-جديدة-3
يعد الريحاني، أحد أبرز رواد المسرح في الوطن العربي، كما أنه أشهر “كوميديان” في تاريخ الفنون العربية، فهو ممثل مصري من أصل عراقي؛ ترك بصمة في المسرح العربي إذ أسهم في تطويره والارتقاء بالفن الكوميدي وربطه بالحياة اليومية ليحرره من محاكاة المسارح الأوروبية، فلقب بـ”زعيم المسرح الفكاهي”.
كان الريحاني يستخدم خليطا من اللهجة المصرية العامية واللغة العربية الفصحى، معللاً ذلك بقوله “عايزين مسرح مصري، مسرح ابن بلد فيه ريحة الطعمية والملوخية، مش ريحة البطاطس المسلوقة والبوفتيك، مسرح نتكلم عليه اللغة اللي يفهمها الفلاح والعامل ورجل الشارع، ونقدم له ما يحب أن يسمعه ويراه”.
بدأ الريحاني تطوير فن المسرح بتقليص المساحة المخصصة للرقص والغناء لصالح الكوميديا، لتتراجع شخصية “كشكش بيه” والتي كانت تعد رمزا للنظام الاجتماعي في المسرحيات قديما. وقدم الريحاني عددا كبيرا من المسرحيات التي كانت تعالج مشاكل المجتمع بأسلوب راقٍ، وكان يجسد دور الموظف البسيط الكادح ومعاناته بأسلوب فكاهي، الإ أنه لم يتم تسجيل أي من مسرحياته.
“فرقة الريحاني” المسرحية التي أسسها كانت تقدم اسكتشات خفيفة تعرض بين فواصل المسرحية الرئيسية، وكان يقوم هو بدور البطل دائما، فضلاً عن عمله كمؤلف ومخرج، وكانت هذه المسرحيات تعرض في الملاهي الليلية، وقدمت الفرقة 33 عرضا مسرحيا، ليعتزل الريحاني المسرح عام 1946، ويتفرغ للسينما تاركا بصمة مميزة في المسرح الفكاهي.

توفيق الحكيم.. رائد المسرح الذهني

من الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث، وكانت مسرحيته “أهل الكهف” التي نشرت عام 1933، هي بداية تيار مسرحي جديد عرف باسم “المسرح الذهني” الذي جمع بين الرمزية والواقعية والخيال والعمق بعيدا عن الغموض، كما سمي بهذا الاسم لصعوبة تجسيده على خشبة المسرح، فيما لاقت “أهل الكهف” شهرة واسعة وترجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.
افتتح المسرح القومي نشاطه عام 1935، بمسرحية “أهل الكهف” للأديب توفيق الحكيم وإخراج زكي طليمات؛ وأحدثت صدمة للجمهور فكان الفشل حليفها، وهو ما أرجعه الحكيم إلى أنها “كتابات فكرية تخاطب الذهن ولا تصلح أن  تعرض على خشبة المسرح، إنما تصلح فقط للقراءة وإسقاط رموزها على أرض الواقع، فهى رؤية نقدية للحياة والمجتمع”.
في أحد اللقاءات الصحفية قال الحكيم، عن المسرح الذهني “إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز، لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح؛ ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة”.
كانت موضوعاته مستمدة من التراث المصري عبر عصوره المختلفة، سواء أكانت فرعونية أو رومانية أو قبطية أو إسلامية، كما استمد أيضا شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر.

جورج أبيض.. أبو المسرح 

تعود أصوله إلى لبنان، إلا أنه يعتبر من رواد المسرح المصري، وصفه الفنان زكي طليمات بـ”الأستاذ الأول في المسرح العربي”، فهو صاحب النقلة النوعية التي حدثت للمسرح المصري في القرن العشرين، وقام بتعريب عدد كبير من العروض المسرحية من الفرنسية إلى العربية وقدمها على مسرح دار الأوبرا بالقاهرة.
درس جورج أبيض الفن في باريس، إذ أرسله الخديوي عباس، في بعثة إلى فرنسا للدراسة بعد أن أعجب بتمثيله وهو يقدم مسرحية “برج نيل” عام 1904، ليعود إلى مصر ومعه فرقة تحمل اسمه “جورج أبيض” تتكون من ممثلين فرنسيين، وبدأ يعرض مسرحياته باللغة الفرنسية، وقدم أكثر من 130 عرضا منها “تاجر البندقية، ترويض النمرة، شارل السادس، الشعلة، صلاح الدين، ملكة أورشليم، الحاكم بأمر الله”.
استعانت به الحكومة المصرية عام 1935 في إنشاء “الفرقة القومية المصرية”، وقام ببطولة العديد من عروضها هو زوجته دولت أبيض، كما تم تعيينه كأول نقيب للممثلين عام 1943، ومنحه الملك فاروق رتبة “البكوية” من الدرجة الأولى لجهوده في النهوض بفن المسرح، وحين افتتح “معهد الفنون المسرحية” عين به أستاذا للأداء التمثيلي، وظل يدرس به حتى وفاته.

مسرحيات جان راسين.. تراجيديا كلاسيكية وطاقة درامية بسيطة

مجلة الفنون المسرحية

مسرحيات جان راسين.. تراجيديا كلاسيكية وطاقة درامية بسيطة


أحمد نبيل خضر - البديل


جان راسين، من الكتاب المسرحيين الرئيسيين في الأدب الفرنسي، نشط خلال عصر الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا المجيد، وكان معاصراً لموليير وبوالو، وكان موليير في البداية -في فترة التمثيل والإخراج المسرحيين- إلى جانب حياته العملية في التأليف، يقدم روايات من تأليف راسين، لكنها أخفقت فنيًا، فانصرف الكاتب إلى فرقة مسرحية أخرى منافسة، وكان شاعرًا من شعراء البلاط من سنة 1633، ومن أشهر مسرحياته “بيرينيس، وأفيجيني، وفيدر، وأستير”، وكلها مآسٍ -أو تراجيديات- ذات شكل كلاسيكي بحت، وطاقة درامية بسيطة.
مسرحيات جان راسين، صدرت حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ضمن مطبوعات مشروع مكتبة الأسرة من كتابين يضمان أربعة مجلدات، ويضمان المسرحيات اﻵتية
الكتاب اﻷول: المجلد اﻷول: “مأساة طيبة، اﻹسكندر، أندروماك”، المجلد الثاني: “المتقاضون، بريتانيكيس، برينيس”… الكتاب الثاني: المجلد الثالث: “بايزيد، ميتريدات، إيفيجيني”، المجلد الرابع: “فيدر، إستير، أتالي”، يقع الكتاب اﻷول في 630 صفحة، والكتاب الثاني في 602 صفحة، من القطع المتوسط سعر الكتابين معا 16 جنيها، أو ثمانية جنيهات لكل منهما.
في عام 1665 قطع جان راسين الكاتب المسرحي الفرنسي علاقاته مع مسرح موليير، وعاد إلى مسرح اوتيل ديبوجرو، إضافة إلى ذلك أقنع راسين أفضل ممثلة لدى موليير تيريز دو بارك للانتقال إلى ذلك المسرح أيضا، فلعبت لاحقا الدور الذي يستمد منه اسم المسرحية في عمل راسين التراجيدي اندروماش. أصبحت هذه المسرحية الرائعة الأولى لـ قالب راسين.
أسر الكاتب المسرحي مشاهديه لكن ليس بحبكة ممتعة بل بديناميكية أبطاله، رغم أن العديد اعتبر السيكولوجية الملقحة لمسرحيات راسين التراجيدية حزنا مقصودا، وتم تأليف أغان ساخرة انتشرت في أرجاء باريس قالت إن الحلاقين توقفوا عن الحلاقة وتوقف صانعو الأحذية عن الخياطة كلهم اندفعوا للبكاء في المسرح أثناء مشاهدة مسرحية اندروماش.
بعد عام من ذلك أصدر الكاتب المسرحي مسرحيته الكوميدية الوحيدة المتخاصمون. وألف راسين المسرحية بأسلوب لم يعهده من قبل ليبرهن لموليير أن كتابة الملهاة ليس بالأمر الصعب أبدا. في عام 1670 كلفت أخت زوجة لويس السادس عشر هينريتا الإنجليزية وبشكل متزامن كلا من كورنيل وراسين بتأليف المسرحيات التراجيدية حول فكرة رئيسية واحدة تدور حول حب الملكة اليهودية بيرنس والإمبراطور الروماني تيتوس فنشأت منافسة قوية بين الكاتبين وكان الفائز هو جان راسين، استمر عرض بيرنيس أضعاف عرض مسرحية كورنيلو على الرغم من أصله المتواضع تمكن راسين من احتلال مكان بين الصفوة وقد لمع نجمه لأكثر من عشر سنوات في البلاط، حيث شارك في الاحتفالات الملكية المهيبة ومراسم البلاط, ومنح لقب النبلاء على يد الملك الذي كان يميل إليه بشدة.

«ليس إلا» مزيج بين التراجيديا والكوميديا ... و«بينوكيو» أثارت الجدل سابع وثامن عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية


«ليس إلا» مزيج بين التراجيديا والكوميديا ... و«بينوكيو» أثارت الجدل
سابع وثامن عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي



حسين خليل - الرأي

«بينوكيو» ما هو إلا عرض مسرحي، وما سبقه «ليس إلا» عرض آخر، والاثنان اجتمعا ليستكملا عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، لتزداد المنافسة بين الفرق المسرحية المشاركة من دول عربية عدة.

في البداية، شهد مسرح التحرير بمنطقة كيفان، مساء أول من أمس، سابع عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، من المملكة العربية السعودية وهو بعنوان «ليس إلا»، للكاتب الإماراتي عبدالله صالح الرميثي وإعداد وإخراج وسينوغرافيا علي الغوينم. والمسرحية حققت جائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان الفرق المسرحية الشبابية بمدينة الرياض في شهر يناير الماضي.

تدور أحداث المسرحية في إطار كوميدي - تراجيدي، حول أشخاص جمعهم القدر في مكان ما تحت الأرض، حيث يتوارون عن الأنظار، وأحداث المسرحية تتطور للكشف عن الأسباب التي جعلتهم يقومون بذلك.

ويحسب للغوينم، التنويع في مستويات الإخراج واستغلال كل المسرح، مع مراعاة لأهم عناصر المسرح من إضاءة ومؤثرات وديكور، أما الممثلون فجميعهم قدموا أدوارهم في أبهى صورة، وتجلى ذلك عبر تفاعل الجمهور مع الأداء، خصوصاً مع الممثل عبدالله الفهيد، عندما لعب دور الثمل، الذي يسخر من الحياة بشكل عام، إلى جانب الممثل شهاب الشهاب، وأيضاً الممثل حسن الحرز، الذي قام بدورين معاً، الأول دور الشاب الواقع في مأزق، ثم دور أم مغلوب على أمرها، ومن ثم العودة لدوره الأول مرة أخرى.

يذكر أن مسرحية «ليس إلا» من تمثيل شهاب الشهاب، عبدالله الفهيد، حسن الحرز، خالد الهويدي، عبدالله الشمري، عبدالإله المذن، عبدالرحمن العلي، إضاءة عبدالله الغوينم، تسجيل موسيقي ومؤثرات صوتية محمد الحمد، أشعار وإدارة مسرحية سلطان النوه، ديكور وتقنيات فنية محمد الشافعي، ألحان عمر الخميس، إشراف إداري نوح الجمعان وإشراف عام يوسف الخميس.

في مكان آخر، وضمن المسابقة نفسها، قدمت فرقة مسرح كلية الآداب - جامعة حلوان من جمهورية مصر ثامن عروض المسابقة الرسمية للمهرجان، على مسرح الدسمة، بعرض «بينوكيو» من تأليف عمر رضا، إخـراج محمد أحمد، سينوغرافيا محمد أحمد، تمثيل محمد ممدوح، محمود صقر، هند الضوي، نورا عثمان، محمد سامح، عبدالكريم أحمد، منة الله منتصر، مونيكا وحيد، هدى هاني، مارينا رشدي، يوسف اللولي، سعيد محمد، انسام حاتم، محمود عصام، محمود رضا، إسراء حسام، حسني عاطف، سعد سعيد، أحمد يسري ومحمد يحيي حسن، وموسيقـى طارق أبو هنيدي.

«بينوكيو» كتبها الصحافي الإيطالي كارلو لورنزيني باسم مستعار كارلو كالودي في العام 1883، وهي تتحدث عن دمية خشبية متحركة تحولت إلى شخصية طفل، كلما روى كذبة يزداد أنفه طولاً. وقد أصبحت هذه الكلاسيكية من أدب الأطفال الأكثر تداولاً بين جيل الصغار.

وفي العام 1892 أصبحت قصة «بينوكيو» من الأشهر بين قصص الأطفال وحققت نجاحاً عالمياً، كما أن العديد من الأفلام الكارتونية التي أنتجت في حقبة الثلاثينات من القرن الفائت استلهمت أحداثها من قصة بينوكيو الإيطالية. لذلك، كانت هذه القصة ولاتزال عملاً مؤثراً في نفوس المشاهدين سواء كانت رواية أو فيلماً كارتونياً.

«بينوكيو» العجيب جاء على يد فنان يدعى «غيبتو»، يعيش وحيداً في بيت خشبي صغير حيث كان يصنع دمى من الخشب للأطفال، صنع ذات يوم دمية من خشب الصنوبر وزودها بخيطين ليتمكن من تحريكها. كانت الدمية رائعة الجمال، فأطلق عليها «بينوكيو»، ورفض أن يبيعها، وتمنى أن يتحول «بينوكيو» إلى صبي حقيقي، لأنه ليس عنده أولاد، وفي آخر ليلة من شهر ديسمبر جاءته إحدى جنيات مدينة الزجاج تحقق أمنيته وتصبح الدمى التي صنعها نابضة بالحياة، ثم «بينوكيو» ورحلة الأحلام تبدأ، بيد أن الصراع يبدأ بين الدمية الشريرة و«بينوكيو»، صراع بين الشر والخير حيث إن الدمية الشريرة لم تلق حباً واهتماماً كافيين من صانعها، فتعمل على خطة محكمة كي يفقد «بينوكيو» الذي يحزن عليه كثيراً، ثم يعود بينوكيو الذي يقع فى حب «سيسيليا» وتكون كلمة الحب هى سر الحياة والسعادة بينهما.

أعقب العرضين ندوتان تطبيقيتان، الأولى أدارها الدكتور محمد بلال، وعقب عليها علي العليان، بحضور مؤلف المسرحية عبدالله الرميثي والمخرج علي الغوينم، وعدد من النقاد والجمهور، في حين أدار الثانية الكاتب جمال الصقر.

البداية كانت مع الدكتور محمد مبارك بلال الذي علّق على مسرحية «ليس إلا»، قائلاً: «إن النص استوجب على المخرج أن يجد الكثير من الحلول لكسر رتابة مسرحيات الفصل الواحد، وهو مسرح ذو طبيعة خاصة لناحية محدودية المكان والزمان».

بدوره، تحدث المؤلف عبدالله صالح الرميثي قائلاً: «النص يحمل قصص الضياع الذي يعيشه الشباب في عالمنا العربي، سواء في السعودية أو غيرها من الدول العربية، ويحاول سرد الأسباب المختلفة لها وتعريفها للجمهور، سعياً لإيجاد الحلول والمخرج لها، وهو بالفعل نص يحمل الكثير من الصعوبة».

في جهة أخرى، أثار عرض «بينوكيو» جدلاً واسعاً في الندوة التطبيقية، حيث صنفه البعض على أنه ينتمي إلى مسرح الطفل، في حين أن عريف الندوة الكاتب جمال الصقر ومخرج العرض وآخرون أكدوا على أنه ليس موجها للأطفال، ثم جاء الرد الحاسم من المخرج حسين المفيدي من اللجنة الفنية للمهرجان، والذي شدد بدوره على أن العرض أجازته للمهرجان لجنة من كبار المتخصصين، وهو ليس موجهاً للطفل على الإطلاق.

في بداية الندوة، تحدث الصقر بإيجاز عن العرض، فوصفه بالمختلف في فكرته وألوانه عن كل ما تم تناوله من عروض سابقة.

ثم قدمت معقبة الندوة المخرجة اللبنانية الدكتورة لينا أبيض، والتي استهلت بتساؤلات للمخرج حول سبب اختياره للنص ثم تغييره لأجزاء منه لدى عرضه، حيث كانت اطلعت على النص مكتوباً، ثم تحدثت عن أخطاء وثغرات وقع فيها العرض.

وقالت أبيض: «هناك ثغرات في النص لم تساعد الممثلين في الخروج من حالة لأخرى»، لكنها وصفت أداءهم بالرائع، معتبرة أن الجهد المبذول من المخرج على الجسد كان جميلاً وواضحاً ومفهوماً، وأن الماكياج كان مبهراً.

وفي المداخلات، تحدث الدكتور خالد الشطي فقال: «إن العرض جميل ويعبر عن وجهة نظر المخرج».

على صعيد متصل، أشاد الفنان عبدالعزيز الحداد بقدرة هؤلاء الشباب الهواة على خلق هذه الحالة المسرحية، في حين شدد المخرج رسول صغير إلى ضرورة التدرب على الصوت والإلقاء، وأشاد بالعمل بشكل عام.

وختام التعقيب كان مع مخرج العرض محمد أحمد، الذي رد على بعض الاستفسارات، فقال: «إن الجدل الحاصل حول العرض أمر صحي»، مؤكداً على أن العرض ليس موجهاً للطفل، وإنما هو شكل جديد للعروض المسرحية.

خلال جلستين حواريتين عقدهما المركز الإعلامي
الوفد الفلسطيني يتناول قضيته... وحسن: المسرح السوداني لا يموت
عقد المركز الإعلامي التابع للمهرجان صباح أمس جلستين حواريتين، استضاف في الأولى منها الوفد السوداني المشارك عبر مسرحية «مراكب الموت»، وهم مخرج المسرحية ماهر حسن، والممثلين مرتضى حسن، سلمى محمد، إسراء السهلي ورئيس الوفد والمسؤول الإداري مرتضى عبدالمطلب. أما الجلسة الثانية، فاستضافت الوفد الفلسطيني وفريق عمل مسرحية «مروح على فلسطين»، في حين أدار الجلستين الزميل مفرح الشمري.

في مستهل حديثه، استعرض المخرج ماهر حسن تاريخ المسرح السوداني، مؤكداً أن المسرح في بلاده كان يهدف إلى نشر الوعي إلى جانب كونه نوعاً من الترفيه، كاشفاً عن أن بداية المسرح السوداني انطلقت من نادي الخريجين بعرض مسرحيات وطنية بعنوان «خراب سوبا» وغيرها الكثير.

وحول تجربته في إخراج مسرحيته «مراكب الموت»، قال ماهر: «المسرحية لم يسبق لها أن شاركت في مهرجانات رسمية قط، كما أنها المرة الأولى التي يتم عرضها خارج السودان»، مميطاً اللثام عن أنها تحاكي الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر، لافتاً إلى أن العرب عامة والسودانيين خاصة يعانون من هذه المشكلة.

وقال: «المسرحية جرى عرضها قرابة 30 مرة في ولايات الشرق والغرب والوسط السوداني، وفور الانتهاء من هذا المهرجان سنقدمها في ولاية الجنوب».

وألمح إلى أن المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة السودانية يعاني من مسألة الإنتاج الفني، وأيضاً من شح نصوص محددة، موضحاً أن الدراما التلفزيونية سحبت كمية من الممثلين والمخرجين من المسرح كون الأجور في الدراما مرتفعة، مقارنة بالأجور الزهيدة التي يتقاضاها الفنان المسرحي، متطرقاً إلى أن المرأة ظهرت على خشبة المسرح في العام 1940، وقبل ذلك كان الرجل هو من يقدم الشخصية النسائية.

ويرى ماهر أن اللهجة السودانية ليست صعبة على الإطلاق، «بل أن هناك عروضاً من دول المغرب العربي لا نفهم لهجتها»، مؤكداً في ختام حديثه: «المسرح السوداني لا يموت ولا ينتهي».

وفي الجلسة الحوارية الثانية، كشف الوفد الفلسطيني الغطاء عن تفاصيل مسرحيته «مروح على فلسطين» بحضور الممثلة رنين عودة والفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي.

في البداية، قالت عودة: «تعبنا في هذا العمل وأرهقتنا القصص الإنسانية المؤثرة التي يحملها في ثناياه، ومنها حكاية لفتاة تحدثت عن استشهاد شقيقها»، مشيرة إلى أن الأسلوب الذي اشتغلوا عليه في العمل كان نابعاً من قناعات الفريق بأكمله، لاسيما وأنه يعتمد على لغة الجسد بديلاً عن الديكور، ما يسهل عملية التنقل بالعمل ما بين دول عدة.

بدوره، قال الفنان ومساعد المخرج أحمد طوباسي: «يجب أن نسجل شكرنا لدولة الكويت على دعمها لهذا التجمع العربي الكبير، فقبل 15 عاماً كان حلمنا كفلسطينيين أن نحمل قضيتنا ونقدمها على مسارح أوروبا، أما الآن فإننا بحاجة للتواصل بصورة أكبر مع الأشقاء العرب، ليعرف الشباب العربي قضيتنا في ظل الأزمات التي تعصف بوحدتنا».

«شمعة أمل».. محاولة أولى

مجلة الفنون المسرحية


«شمعة أمل».. محاولة أولى

القبس : 

النوايا الحسنة والطيبة والصادقة لا تصنع عملا جيدا، هذا ما ينطبق على العرض الأردني «شمعة أمل» الذي قدم مساء أمس الاول على مسرح الدسمة، ضمن فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، فالعمل ضعيف جدا على مستوى الأداء والإخراج والتأليف، وما يشفع له أنه نتاج عناصر شابة من الهواة يعملون في مركز المفرق الأردني، لديهم الرغبة في تقديم رؤيتهم حول قضايا الأمة العربية من خلال المسرح، لكنهم لا يمتلكون أدوات المسرح الحقيقية، فالمخرج أيمن عبدالحفيظ اعترف بأنه ليس مخرجا، لكنه عمل مع هؤلاء الشباب لتقديم عمل مسرحي، وهي تجربتهم الأولى.
ومن المؤكد أن التجارب الاولى غالبا ما تقع في كثير من الأخطاء، خاصة إذا لم يكن هناك مشرف واع لأمور المسرح يضع أمام فريق العمل شمعة ويضيء الطريق لهم. الجميل في العرض أنه ينطلق من رؤية شباب أردني متحمس لقضايا أمته العربية، كما أن الغناء الذي قدم ضمن حكاية العرض المسرحي كان جميلا، لكنه لم يكن ضمن الحدث المسرحي، وجاء أداء الممثلين ضعيفا جدا، وهذا ناتج من ضعف النص وضعف الرؤية الإخراجية.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption