أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

الهيئة العربية للمسرح تعلن القائمة القصيرة في مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعلن القائمة القصيرة في مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال
ثلاث و عشرون نصاً احتلت المراتب العشرين الأفضل في مسابقة تأليف نصوص الخيال العلمي لسن 12-18.
أعلنت الهيئة العربية للمسرح، القائمة القصيرة في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال للعام 2017، و التي خصصت هذا العام لنصوص الخيال العلمي، وقد احتل ثلاث و عشرون كاتباً بنصوصهم المراتب العشرين الأفضل، تسعة من مصر و ثلاثة من المغرب، و ثلاثة من الجزائر، و ثلاثة من الأردن، و اثنان من العراق، و اثنان من السعودية و واحد من سوريا، هذا و سوف تعلن النتائج النهائة للفائزين بالمراتب الثلاثة قبل نهاية شهر نوفمبر الحالي.

من الجدير بالانتباه أن تسلسل الأسماء في القائمة المعلنة هذه لا علاقة له بترتيبها في التنافس.
          النص                        المؤلف                     البلد
1 ابن الشمس           عبدالحق ميفراني                  المغرب
2 الأرجواني السماوي محمود القليني                   مصر
3 الحياة مرة أخرى حسن ملياني                   الجزائر
4 العربي الأخير رشا محمد عطا                       مصر
5 الفانوس السحري موسى أبو رياش                    الأردن
6 الكريه ري أحمد لكحل                                    الجزائر
7 الكوكب الماسي خالد حسونة                          مصر
8 النانو ميديسن عبدالله العنزي              السعودية
9 إلى أعلى سيد الطيب                           مصر
10 اندريماتوريوم محمد مجبور        المغرب
11 بانجي بانجي عمر صوفي                    مصر
12 رسالة من المدينة المفقودة غمار محمود سوريا
13 ريمايسور ياسر الحسن               السعودية
14 زمن ورحلتها عبر الزمن زينب عبد الأمير  العراق
15 فرسان درب التبان سلطاني محمد      الجزائر
16 في بيتنا روبوت محمد مطر                مصر
17 كوكب النوايا الطيبة ياس زويد      العراق
18 كوكب ورد صفاء البيلي                       مصر
19 لبيب والكائن العجيب محمود كحيلة مصر
20 مغامرات عبر الزمن سعيد مصطفى المغرب
21 مغامرة في الأعماق ماجدة زارع           مصر
11 نون حسن ناجي                                   الأردن
23 وصفة جدتي لصناعة ثقب أسود لمى ملحيس الأردن

الاثنين، 13 نوفمبر 2017

المخرج المسرحي التونسي صالح الفالح يطلق صرخة معاصرة في 'حين رأيتك'

مجلة الفنون المسرحية


المخرج المسرحي التونسي صالح الفالح يطلق صرخة معاصرة في 'حين رأيتك'


*محمد ناصر المولهي  -  العرب


حكايات رغم تباعدها واختلاف تفاصيلها وانفصالها عن بعضها، تندرج تحت ثيمة واحدة، هي ثيمة التحقيق، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية.

عندما اجتهدت المخيلة البشرية في خلق أسطورة للكون كانت بدايتها الحب، الحب بين الآلهة التي كانت تذكّر وتؤنّث، الحب بين آدم وحواء، فالحب والتقاء الذكوري بالأنثوي هو ما يخلق الحياة وجوهرها الأول. لذا تبقى قضايا الحب حية ومؤثرة لا تموت أبدا. والحب كان محور العمل المسرحي الجديد للمخرج التونسي صالح الفالح بعنوان “حين رأيتك”. من إنتاج المسرح الوطني التونسي.

تبدأ المسرحية بدخول فتاة بتنورة سوداء، حاملة سيجارة، تعبر الركح لتنتحي مكانا قصيا، تدخن صامتة فيما يدخل يوسف، الأستاذ الجامعي متوجها إلى الجمهور بخطاب مباشر يبدأ بجملة “إيمان مرتي” (أي إيمان زوجتي)، هنا لا يعدد يوسف خصال إيمان، بل يعدد صفاتها ما بعد الزواج وإنجاب ابنهما. زوجة رتيبة لم تعد تعتني بمظهرها ولا تجديد في علاقتهما التي باتت مجرد واجب، وحركات مصطنعة.

تدخل إيمان إلى الركح، لتفنّد ما قاله زوجها بكلمة واحدة “يكذب”، هنا يشتد الجدال بينهما حتى يأتي طلبة يوسف ليكملوا التحقيق الذي بدأوه رفقته حول الحب والعلاقات العاطفية، حيث يتحول من يقود التحقيق إلى موضوع درس هو بدوره.


تحقيق عن الحب

يجلس يوسف وإيمان على كنبة، وأمامهما على كرسيين شاب وشابة بصدد طرح الأسئلة عليهما، فيما يصوّر شاب آخر الحوار، أسئلة كثيرة يطرحها الطالبان على الزوج والزوجة، حول ممارسة الحب وتفاصيل الممارسة، حول متعة ذلك، حول الحياة اليومية وتأثير الوضع العام الاجتماعي والمادي على علاقتهما، حول كثير من التفاصيل التي تبدأ من علاقتهما لتتناول العلاقات بصفة عامة، ومن خلفها الروابط المتآكلة التي تربط أفراد المجتمع بخيط العادات المهترئ، لتلمس أسئلتهم حتى الواقع السياسي والاقتصادي. حيث تتحول الأسئلة إلى إضاءات على مناطق مختلفة، تلمسها المسرحية بذكاء.

مشاهد مقطعة وحكايات منفصلة تتكامل مع بعضها لتعطينا صورة كلية، ينظمها التحقيق الذي قامت عليه المسرحية، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية
ينتهي المشهد بخصام بين الزوجين اللذين لا يمكننا أن ننحاز إلى واحد منهما على حساب الآخر، ونحمّله مسؤولية فشل العلاقة. يدخل طالب وطالبة، في مشهد انزواء عاطفي، يتلامسان، يتعانقان، فيما تطالب الفتاة بالحرية الجسدية وبحرمة الجسد، تطالب بالتحرر والانعتاق من العادات التي تدّعي حماية المرأة فيما هي تجعل منها شيئا يُمتلك، يقبلان بعضهما في مشهد حميمي، ويرافقها الشاب في آرائها، مطالبا بحرية العلاقات الجنسية والعاطفية، وبعتق الجسد من المحرمات التي يفرضها المجتمع والتحريمات والممنوعات، بينما ينتهك أفراده حرمات الجسد في الخفاء.

شابة أخرى تدخل لتقدم اعترافاتها أمام الكاميرا، التي تسجل تفاصيل التحقيق، تروي حكايتها مع شاب أوهمها بالحياة والحب وكسر روحها، ليتركها وحيدة، بلا تفسير أو تبرير، وكأنها مجرد شهوة انتهت بنهاية شهوته، وكأنها ليست ذاتا لها أحلامها وفكرها وشخصيتها، بل هي وعاء رغبة فحسب، هذه النظرة الذكورية المتكلسة التي لم يغير المستوى التعليمي والثقافي منها شيئا.

تدخل فتاة أخرى لتعبّر بدورها أمام الكاميرا في ما يشبه كرسي الاعتراف عن علاقتها بشاب استمرت طيلة سنوات الجامعة، اقتسما خلالها الجوع والفقر والفراش والأحلام، ليتخلى عنها مباشرة بعد التخرج، معتبرا أنهما لا يليقان ببعضهما، وكأنه يلقي خلف ظهره سنوات “الحب” التي لم تكن سوى سنوات تفريغ للكبت.

كما تحكي عن فساد ينخر الجامعة من قبل بعض الأساتذة الذين يستغلون علويتهم لاستغلال الطالبات جنسيا، مقابل الأعداد والنجاح، حيث المرأة، في نظر الرجل مهما كان مستواه الثقافي والاجتماعي، هي فقط وسيلة جنسية وجسد ولا ينظَرُ إلى كفاءتها أو ما يمكن أن تقدمه في اختصاصها التعليمي والعلمي. قضايا كثيرة تناولتها الفتاة لتخلص إلى أنها ستلتجئ للزواج بأيّ رجل، فلا داعي للحب في علاقات الارتباط التي يشرعها المجتمع.

بعد الفتاتين اللتين قدمتا عينة عن الذكورية التي مزقت حيوات كثيرة لشابات يافعات يدخل شاب لنسمع وجهة نظره حول الحب، فيما هو طالب يعمل في جمع القوارير البلاستيكية، ويعبر بصراحة أن مشكلته هي الكبت، هي العلاقات العاطفية، رغم حالته الاجتماعية المتردية، إلا أنه يقر أن الإشكال الكبير ليس اقتصاديا أو سياسيا، كما تعتقد الحكومة أو الشعب، بل هناك مشكل عميق اجتماعي بالأساس، هو العلاقات العاطفية.

يدخل هذا الشاب في علاقة مع الفتاة التي تخلّى عنها حبيبها، ولكنه يفشل في أن ينسى ماضيها العاطفي، وخاصة الجسدي.


لا منقذ سوى الحب
هنا يطرق صالح الفالح قضية الوقوع بين قطبين، بين المجتمع المتكلس وتأثيره على ثقافة ونظرة الفرد، وبين الانفتاح والتحرر الجسدي الذي نتبناه كحصيلة لمستوى ثقافي وفكري لنا. التناقض الذي نجده فعلا في نسبة كبيرة من الطبقة المتعلمة، حيث ينادون بالحرية الجسدية ولكنها غير متجذرة فيهم، بل أحيانا ينادي أحدهم بالحرية طمعا في الإيقاع بفتاة ما إلى سريره. إنه التضاد بين الفكرة والواقع الذي مزق مجتمعاتنا في أعمق أبعادها، حيث دائما ما يظهر ليس ما هو مستبطن، ولنا أن نقيس هذا حتى على الفعل السياسي الذي يظهر الإصلاح ويستبطن الانتهازية.

مشهد آخر يتخاصم فيه شابان أحبا فتاة واحدة، وهي قضية غالبا ما تحصل، هنا تتحول الفتاة وهي غائبة عن الركح إلى موضوع، بين نظريّتين، واحدة تحترمها والحب عندها تحرر وأخرى تحب امتلاكها وترفض تحررها. وكأن مصير الفتاة رهين ما سيفضي إليه الشابان.

نعود إلى الشخصيتين المحوريتين في المسرحية، التي تحول فيها الطلاب وأستاذهم إلى باحثين في تحقيقهم عن الحب، تحقيق رفض أغلب المتدخلون فيه التصريح بالحقائق خجلا أو رفضا للغوص فيما يعتبر محرّما، هنا يتحول المحققون إلى مادة درس بدورهم، نطالع كيف تعرف يوسف وإيمان على بعضهما، في اجتماع نقابي، هي صحافية أخرجت من عملها لاحقا، وهو أستاذ جامعي ونقابي.

تطورت علاقتهما، لتكلل بالزواج، وهنا يستحضران لقاءاتهما الأولى كيف كانت مشحونة بالعواطف المجنونة، وبشاعرية غابت الآن، من بداية على الشاطئ في الغروب حتى الليل، إلى علاقة خلف جدران بيت في عمارة. حتى أن ممارسة الحب تحولت بينهما من الشغف إلى موعد أسبوعي، هو السبت، علاقة كما يصفانها مليئة بالألم البارد والصامت.

هي تشك أن له علاقات أخرى وتتهمه بذلك، وهو يفضح أن اعتناءها بابنها أنساها فيه وفي نفسها، أنساها الحرارة التي فقداها.

في مشهد آخر تقرأ إيمان من كراس المذكرات التي تركها يوسف على الطاولة، تقرأ نظرته إليها، وإلى علاقتهما التي انهارت رغم الحب. دون أن يكون هناك مذنب منهما، فلا يمكننا أن نقف في صف الرجل أو المرأة، بل كلاهما ضحية، ضحية العلاقة التي جعلت منها رتابة الحياة وتكلس العادات علاقة مفرغة من الروح، بلا معنى.


قضايا عميقة

يتوسل صالح الفالح، ثيمة الحب، لا كعاطفة فحسب، بل يدخل من خلالها إلى أكثر المناطق الاجتماعية تشابكا، فيلمس قضية البطالة والعمال المهمشين في جمع البلاستيك، قضية التمايز بين الطبقات، وتهميش الطبقة الفقيرة بل و”المسحوقة” كما ورد على لسان أحد الشخصيات. ويلمس القضايا الاجتماعية المختلفة في عالم سيطرت عليه المادة حتى باتت العلاقات العاطفية والزواج يحددان بالقيمة المادية والأرقام لا الشخصيات، فالزواج “راتب يتزوج من راتب” ما جعل الروابط الإنسانية تغيب تماما عن هذه العلاقات.

                            مشهدان من العر ض: الانكشاف أمام الكاميرا

من خلال العلاقة الأساسية بين الزوج والزوجة، ومن خلال العلاقات الشابة الأخرى بين الطلاب، يبيّن الفالح أن هناك خللا فادحا في نظرتنا إلى الحب، نظرة خالية من الاتزان، وبعيدة عن أن تكون سوية، حيث الحب لم يتطور في مجتمعاتنا إلى قيم تحررية لها جذورها في التربية والتنشئة ولها انفتاحها.

لا تقترح الشخصيات على اختلافها حلولا، بل تطرح الظواهر كما هي، بكل تجرد وصدق، ينطلق كل واحد منها في سرد مناطق وأحداث من حياته وعلاقاته، يعرّي ما يستطيع تعريته، وكأننا به يعرّي المناطق المخفية من جسد المجتمع، الذي يرفض إقرارها. ما يجعل الكثير من المتفرجين وكأنهم يسمعون أصواتهم التي كبتوها داخلهم، وكأنهم يسمعون قصصهم أو جزءا منها، وكأنهم يرون ما أخفوه متجسدا على الخشبة.

تنتهي المسرحية بمشهد راقص بين كل اثنين إلا شخصية واحدة ظلت بينهم وحيدة، وتنتهي الرقصة بأن يترك يوسف يد زوجته، في إيحاء ربما بأن نهاية العلاقة باتت وشيكة.

نلاحظ في مسرحية “حين رأيتك” بصمة المخرج والكاتب المسرحي صالح الفالح جلية، وهذا هو عمله المسرحي الخامس، سواء في النص المشحون بالشاعرية، أو في تصوره الركحي، حيث لا تسير المسرحية في خيط نمطي، بل هي أقرب إلى “الكولاج” في مشاهد مقطعة، وحكايات منفصلة، تتكامل مع بعضها لتعطينا صورة كلية، صورة ينظمها التحقيق الذي قامت عليه المسرحية، حيث الحكايات رغم تباعدها واختلاف تفاصيلها وانفصالها عن بعضها، هي تندرج تحت ثيمة واحدة، هي ثيمة التحقيق، وموضوعه الحب والعلاقات العاطفية. هذه الثيمة التي لمس من خلالها الفالح مناطق اجتماعية وسياسية واقتصادية ودينية، حيث موضوع الحب في ذاته كليّ. وهو رابط المجتمع الأساسي، إذا غاب، تفكك المجتمع وتفكك كل ما يتعلق به.

لكن في النهاية نتساءل مع ما قدمه لنا العمل المسرحي الذي كرر جملة “الوقت غروب” الوقت ليل، الوقت متأخر، في دلالة واضحة على أن حالة مجتمعاتنا المتأخرة والتي تكاد تنهار يلزمها الحب، “ألم يحن الوقت لنراجع مسألة الحب؟”.

نذكر أن العمل المسرحي من إنتاج مؤسسة المسرح الوطني التونسي، نص وإخراج صالح الفالح وتمثيل كل من بسمة العشّي، بشير الغرياني، رحمة فالح، أيمن السّلّيطي، رامي زعتور، طلال أيّوب، غسان الغضاب، بسمة البعزاوي وهبة الطرابلسي.


*كاتب من تونس


'غرام سوان' يخرج من بين دفتي كتاب ليعتلي خشبة المسرح

مجلة الفنون المسرحية

'غرام سوان' يخرج من بين دفتي كتاب ليعتلي خشبة المسرح

أبو بكر العيادي - العرب


“سوان ينحني في أدب”، التي تعرض حاليا على خشبة مسرح “بلفيل” في العاصمة الفرنسية باريس، هي قراءة مزدوجة لرواية مارسيل بروست “غرام سوان”، فهي من ناحية تصوير رائع للحب والغيرة، ووصف دقيق للصعود الاجتماعي كثمرة للإرادة والمسارات والغرائز الفردية من ناحية أخرى.

اختار نيكولا كيرزنبوم، مقتبس نص ومخرج مسرحية “سوان ينحني في أدب” التي تعرض حاليا على خشبة مسرح “بلفيل” الباريسي، أن ينزّل رواية مارسيل بروست “غرام سوان” في المرحلة الراهنة، كمرآة للمجتمع الفرنسي ما بين نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي، وترك الأحداث تدور في بعض الصالونات كما في النص الأصلي، صالون آل فردوران، وصالون مدام سان أوفيرت، وتنهض بها شخصيات ثلاث هي ألستير ومدام فردوران وأوديت، ولكن في صيغة جديدة تناسب الظرف الزمني الذي أراده المخرج.

وفي “غرام سوان” وهي جزء من رواية بروست الشهيرة “في البحث عن الزمن الضائع”، كان سوان، وريث أحد رجل الأعمال اليهود، يُستقبَل بالأحضان في الدوائر العليا لمجتمع “الحقبة الرائعة”، وهي الفترة التي شهدت فيها فرنسا ازدهارا غير مسبوق من نهاية القرن التاسع عشر إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وكان يرتاد تلك الصالونات لرغبته في استعادة ماضيه كفنان.

وهناك يحاول أن يحب أوديت، وهي امرأة شابة بين بين، لا هي بالبغيّ ولا بسيدة من سيدات المجتمع، وليست من النوع الذي اعتاد سوان أن يميل إليه، ولكنه سيغرم بها وينتابه ما ينتاب المحبين من ولهٍ وغيرة. وبذلك تكشف له رغبته عن الطريق المسدودة التي سيقوده إليها عشق أوديت، فتبدو الحكاية مثل قصة حب خائب، تسبق مكاشفة تتمثل في أن التأمل بعمق في واقع حياتنا يسمح لنا بإدراك جوهر الوضع البشري.

والنص يمكن أن يُقرأ بشكل آخر لوقوع أحداثه اجتماعيا في مفترق طبقتين: الأرستقراطية والبرجوازية الراقية، ففي اللحظة التي كانت فيها الأولى سادرة في نعيمها، واثقة من الحفاظ على تفوقها وامتيازاتها، غفلت عن صعود الثانية التي احتلت مكانها نهائيا، هي فترة فارقة، لم يكن العمل وحده خلالها كافيا لضمان القوت، ما يضطر الناس إلى اللجوء إلى ملكية أو إرث كضمان وحيد لعيشة هانئة، هو عالم طبقات لا تفضي إحداها إلى الأخرى، ولا يحلم فيه الفرد بالترقي الاجتماعي إلاّ عن طريق وسائل ثلاث: المخالطة الاجتماعية والفن والزواج.

الفرد في رواية بروست لا يحلم بالترقي الاجتماعي إلا عن طريق وسائل ثلاث: المخالطة الاجتماعية والفن والزواج
وخلف حكاية الحب تلك، يطرح بروست مسارات شخصيات ثلاث ترسم بمفردها أسباب النجاح، وتفلح في بلوغه، لتقلب المجتمع القوي الذي تتوق إليه، هذان الملمحان، أي تصوير الحياة العاطفية ووصف وضع المجتمع في لحظة ما، هما ما يشغل بعض المفكرين حتى يوم الناس هذا، ففي كتاب “رأس المال في القرن الحادي والعشرين” يبيّن الفرنسي توماس بيكيتّي كيف أن المنظومة الحالية في فرنسا تشبه إلى حدّ بعيد “الحقبة الرائعة” من حيث البنى الطبقية وأولوية ريع رأس المال على مردود العمل، وكيف أن مجتمع بروست، الذي يعدم أي مهرب سياسي، يشبه في نقاط كثيرة مجتمع اليوم، ومن ثَمَّ يتبدى “غرام سوان” كدليل معاصر لمحاولات الترقي الاجتماعي الراهن.

فكيف استطاع نيكولا كيرزنبوم أن يمسرح نصا يقوم على الوصف، وتمسح الجملة الواحدة فيه أحيانا صفحة كاملة، ويجسد سوناتة فانتوي، والجميع يعلم أنها من وحي خيال بروست؟

على الخشبة تظهر مدام فردوران وأدويت وألستير الملقب بـ”بيش”، وبدرجة أقل فورشفيل غريم سوان، أما سوان فقد عهد المخرج إلى الجمهور بأداء دوره ليشهد بنفسه معاناته، ولكل متفرج إمكانية إنطاق البطل على هواه، ولكن في حدود الشروط التي وضعتها الفرقة.

وفي عمق البلاتو صف من السطائح المتحركة، ونباتات مختلفة الحجم، تبدو فيها طيور محشوة بالقش، وتصطف خلفها مصابيح عمودية لامعة، تتلألأ بأضواء متناوبة، في محاولة لخلق مناخ “إكزوتيك” على غرار ما كان الأرستقراطيون يفعلون سابقا.

ولم يحتفظ المخرج بجمل بروست الطويلة إلاّ ما ندر، أما الباقي فقد صاغه بنفسه في شكل حوارات مقتضبة ذات إيقاعات شعرية، على أنغام السوناتة المتخيلة، التي اعتمدت هنا خليطا من الموسيقى الرائجة في عهد بروست، مثل جمنوبايدا لإريك ساتي (وهي موسيقى من أصول يونانية)، ومقطوعة من عزف فرقة بورتيشيد للرقصة الجنائزية لكميل سان سانس، أضاف إليها الموسيقار غيوم ليغليز أغانيَ حوّلت قصة بروست إلى ما يشبه كوميديا غنائية حزينة.

ورغم هذا الحشد من الأضواء والأنغام، تبدو المسرحية في جانب منها على الأقل متكلفة، خصوصا عند تناول المجال الاجتماعي، إذ أن الاتكاء على نظريات توماس بيكيتّي غير مقنع ولا يعطي العمل أي إضافة، وحديث ألستير عن الرأسمالية وصراع الطبقات جاء مسقطا بشكل يكاد يكون متعسفا.

وبخلاف المشاهد التي تروي عشق سوان لأوديت، أو تلك التي تدور في صالون فردوران، فماريك رينر نجحت في تقمص شخصية أوديت المركبة: إذ تبدو ساذجة عند الحديث، مجرد أداة للتسلية أمام الرجال، ثم مثيرة ومربكة حينما ترقص وتغني، كذلك صابرينا بلداسارا في دور مدام فردوران، فهي مرحة وشرسة في آن واحد، فيما يظهر توما لاروب، في هيئة ألستير، ميالا إلى اللهو والعبث.

أكاديمي كويتي: المسرح العربي لا يعبر عن الواقع

مجلة الفنون المسرحية

أكاديمي كويتي: المسرح العربي لا يعبر عن الواقع

يرى المسرحي والأكاديمي الكويتي حسين المسلم أن المسرح العربي الحالي لا يعبر عن الواقع الحقيقي للمجتمعات العربية وبات يعبر عن واقع مؤقت، وذلك في ظل الظروف الحالية التي يعيشها كثير من شعوب العالم العربي.
وأشار المسلم إلى أن المسرح العربي مثله مثل أي نشاط ثقافي يخضع لمتغيرات اجتماعية وسياسية، وهما متغيران يؤثران على تطور المسرح واستمرارية جودته. 
      
وأضاف المسلم أنه "في حالات عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي مثل الثورات والانقلابات يكثر ما يمكن أن نطلق عليه نمط المسرح المؤقت الهوية، وهو نمط مسرحي يتغير بتغير الأحوال في كل بلد".
وأوضح أنه في ظل ما تعيشه كثير من البلدان العربية من عدم استقرار ينشط المسرح التجاري أو ما يسمى مسرح المقاولات أو مسرح التاجر الذي يستغل مساحة الفراغ التي يحدثها غياب المسرح الحقيقي ويستغل توتر الجماهير وحاجتها إلى الترفيه وإلى السخرية من الوضع القائم ببلدانها". 
      
وبشأن تقييمه للمشهد المسرحي العربي قال المسلم إن "أي تقييم للمسرح العربي في لحظته الراهنة فيه ظلم لهذا المسرح، وفيه ظلم لتاريخه الطويل ولكل الجهود السابقة للمسرحيين العرب". 
      
وأكد المسلم أن المسرح العربي منذ نشأته وحتى عام 1990 كان يعبر عن الإرادة الإنسانية وآمال المجتمعات العربية، لكنه بعد ذلك التاريخ بدأ يتأثر بما تشهده الساحة العربية من عدم استقرار وتدخلات أجنبية.
وبشأن رؤيته للمهرجانات العربية التي انتشرت في كثير من العواصم والمدن العربية الآن قال المسلم إن معظم المهرجانات الفنية العربية لا تؤدي الغرض الذي أقيمت من أجله، وأصبحت فقط مجالا للقاء الفنانين من أجل الراحة والاستجمام.
وشدد على ضرورة إعادة تقييم صادق وصريح لكثير من المهرجانات في العالم العربي، وإعادة النظر في اللوائح والآليات المنظمة لهذه المهرجانات حتى لو وصل الأمر إلى تغيير بعض القائمين على أمر تلك المهرجانات.  


-----------------------------------------------
المصدر : الألمانية

الأحد، 12 نوفمبر 2017

بدعم من الهيئة العربية للمسرح ورشة التجديد المسرحي تختتم أعمالها بسلطنة عمان بعرض (حدث ذات يوم في سمهرم) اسماعيل عبد الله : الهيئة تتجه إلى الشراكة الفعلية مع المؤسسات المهتمة بالتنمية و التجديد.

مجلة الفنون المسرحية

بدعم من الهيئة العربية للمسرح 
ورشة التجديد المسرحي تختتم أعمالها بسلطنة عمان بعرض (حدث ذات يوم في سمهرم)
 اسماعيل عبد الله : الهيئة تتجه إلى الشراكة الفعلية مع المؤسسات المهتمة بالتنمية و التجديد.

بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله، ورفقة السيد الحسن النفالي مسؤول الإدارة والتنظيم بالهيئة؛ وبرعاية وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية حمد بن هلال المعمري بسلطنة عمان، وحضور محافظ منطقة الداخلية ورئيس فرقة الصحوة المسرحية وعدد كبير من المسرحيين، و في رحاب قاعة المركز الثقافي بمدينة نزوى أختتمت يوم السبت 11/11 في سلطنة عُمان ورشة التجديد المسرحي، بنتاجها الفني عرض “حدث ذات يوم في سمهرم ” المأخوذ عن نص “سمهري” للمؤلف العماني عماد الدين الشنفري، و إخراج مؤطر الورشة الفنان المغربي الأستاذ عبد المجيد فنيش.
و تأتي الورشة و نتاجها المسرحي، في سياق عمل الهيئة العربية للمسرح بمشروعها الذي أطلقته في العام 2017، تفعيلا للاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أطلقتها و تعمل على هديها الهيئة العربية للمسرح، وسعيا إلى إعطاء دفعة قوية لخلق حياة مسرحية في بعض الدول العربية، بتنظيم ورشتين للتكوين والتأهيل في المجال المسرحي، الأولى في سلطنة عمان، و الثانية في موريتانيا، تستهدف الشباب الموهوب في الدولتين.
.من الجدير بالذكر أن هذه الورشة التي نظمت بالتعاون مع فرقة الصحوة المسرحية بسلطنة عمان، قد شارك فيها أكثر من ثلاثين شابة وشاب، توزعت فعاليتها بين التكوين والتدريب، واستغرقت خمسة وخمسين يوما، انطلقت من تلقين مبادئ الثقافة المسرحية، إلى اكتشاف القدرات والمؤهلات الإبداعية في مختلف التخصصات الدرامية، ثم مرحلة الإعداد الدرامي للنص المسرحي، وبعد ذلك تم العمل على اختبار كل المشاركين المتفوقين في التعاطي مع الشخصيات الدرامية المقترحة، وإسناد الأدوار المناسبة من المسرحية لهم، لتنطلق عملية الاشتغال على الركح.
قبل العرض تقدم السيد عبد العزيز الدغيشي مدير ورشة التجديد المسرحي، بكلمة شكر من خلالها الحضور الفعلي للسيد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح وعلى ما تقدمه هذه الأخيرة من دعم للمسرح في الوطن العربي، خصوصا بالنسبة لهذه التجربة، كما تقدم بالشكر لكل المساهمين في هذا العمل وبالخصوص المخرج عبد المجيد فنيش. وبعد تقديم العرض تم تكريم الهيئة العربية للمسرح في شخص أمينها العام وتكريم مخرج العرض ووكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، إلى جانب تقديم شهادات المشاركة لكل المشاركين بالورشة.
من ناحيته صرح الأمين العام اسماعيل عبد الله : الهيئة تتجه إلى الشراكة الفعلية مع المؤسسات المهتمة بالتنمية و التجديد، و هذه الورشة الأولى التي ننجزها في الوطن العربي ضمن مشروع التجديد المسرحي الذي أطلقناه هذا العام، نموذج للتعاون الذي جاء مع فرقة، لكنها اكتسبت البعد الوطني، لذا فإن الهيئة مستعدة للتعاون مع المؤسسات الرسمية و الأهلية من مؤسسات المجتمع المدني، من أجل تنمية المسرح في الوطن العربي.





يحلق في فضاءات العالمية بتجربة جديدة نصير شمة يختتم مهرجان الموسيقى العربية والفنون في تورنتو

مجلة الفنون المسرحية


يحلق في فضاءات العالمية بتجربة جديدة
نصير شمة يختتم اليوم   مهرجان الموسيقى العربية والفنون في تورنتو

تتضمن عمله الموسيقي الكبير (الكرادة) الذييقدم للمرة الأولى وقد كتبه عن حادثة التفجير المأساوي الذي راح فيه مئات الأبرياء
العود سيدخل الى اوربا والغرب عبر هذه التجربة في منطقة جديدة  للعزف مع الاوركسترا الغربي وجمهور الكلاسيك المتعود على سماع فقط الموسيقى الكلاسيك

(الناطق الإعلامي للموسيقار نصير شمة)

مازال سفير اليونسكو للسلام الموسيقار الكبير نصير شمة يحلق بموسيقاه وعوده في فضاءات وسماوات الموسيقى والعالمية لكي يؤكد جدراته وعمق واصالة الموسيقى العربية وإمكانية تناغمها مع الموسيقى اللعالمية وبأسلوب علمي متدرج يتسرب الى عقول وقلوب متذوقي الموسيقى الكلاسيك في اوربا والغرب عبر تجربة فريدة وفاعلة سيس فيها الحان آلة العود الموسيقية وجعل منها سلاحاً قوياً لمحاربة التطرف ومناهضة العنف والتبشير بثقافة السلامحيث يختتم الموسيقار نصير شمة مساء هذا اليوم الاحد (12/11/2017) مهرجان الموسيقى العربية والفنون إذ يقدم شمة عرضا مشتركا مع أعضاء الأوركسترا الكندية العربية في قاعة (هامرسون هال) الكبرى في مركز مدينة مسيساغا للفنون الحية بعد أن أحيا مساء الجمعة العاشر من تشرين الثاني الحالي حفلا كبيرا في مدينة مونتريال الكندية وسط حضور حاشد لجميع المعنيين بالموسيقى العربية والعالميةمن العراقيين والعرب والأجانب.
شمة قال أنه : "سيقدم في حفل ختام مهرجان الموسيقى العربية والفنون (الاحد12/11/2017) بالاشتراك مع الأوركسترا الكندية العربية بعض الاعمال بشكلها الجديد خصوصا (الكرادة) التي تقدم للمرة الأولى وقد كتبتها عن حادثة التفجير المأساوي الذي راح فيه مئات الأبرياء حيث زرت المكان وسجلت انطباعاتي عن هذا الحادث وحولته الى عمل موسيقي كبير مؤكدا أنه سيقدم هذا العمل قريبا في بغداد " .
وأوضح شمة أن "هذه الزيارة هي الخامسة  له الى كندا على مدى سنين وكل سنة تأخذ هذه الزيارات بعدا أكبر والمؤلفات الموسيقية التي قدمتها في حفل مونتريال هي من كتابتي ما عدا (أعطني الناي وغني) بمشاركة أوركسترا مترو بوليتان مونتريال التي تعد من أهم الاوركسترات في كندا وفي حفل تورنتو أيضا كلها مؤلفاتي ماعدا بعض أعمال التراث العراقي والعربي ".
وأكد شمة أن :"العود سيدخل الى اوربا والغرب عبر هذه التجربة في منطقة جديدة  للعزف مع الاوركسترا الغربي وجمهور الكلاسيك المتعود على سماع فقط الموسيقى الكلاسيك حيث سيستمع لموسيقى كلاسيك ومعاصرة لأننا نقدم أعمالا لموسيقيين كبار ففي كل عرض نقدم ثلاث قطع من الاعمال الكبيرة من الكلاسيك لمؤلفين مثل موزارت وفيفابالدي وروسيني وكورساكوف وغيرهم ونضع الأغلب من اعمالي وشيئا فشيئا يبدأ يتعود الجمهور الغربي على طريقة الفكر التي نكتب فيها الموسيقى ".
وتابع شمة : " ويقف وراء هذا المشروع الكبير هذا فريق عمل شكلته مع فنان عراقي كبير الذي يعمل عليه هو عقيل عبد السلام الذي يشمل كل ما له علاقة بفن الأوركسترا وهذا علم بحد ذاته كبير والرجل متفرغ له تماما لكي يخرج بنجاح كبير".
يذكر أن الاعمال التي قدمها الموسيقار نصير شمة في مدينة مونتريال والتي سيقدمها (الاحد12/11/2017) في مدينة تورنتو في حفل اختتام مهرجان الموسيقى العربية والفنون شملت الاعمال الاتية التي هي من تأليفه ومن تأليف كبار مؤلفي الموسيقى العالميين : الافتتاحية ،و(للروح حديث ) لنصير شمة ،و(موزرات 40 الحركة الأولى)، وكابريس لنصير شمة ، و(رقصة السيوف) لخاجة دوريان، و(فراشة) و(سماعي كرد) لنصير شمة ، و(شهرزاد) لريمنسكي كورساكوف، و(الى جواد سليم) لنصير شمة، و(حلاق اشبيلية)لروسيني ، و(الكرادة) الى أرواح أبرياء لنصير شمة ، وأخيرا (أعطني الناي وغني) وكانت الكتابة للاوركسترا للفنان العراقي الكبير عقيل عبد السلام. 









السبت، 11 نوفمبر 2017

الممثلة المسرحية.. فاليريا تيجيرو نافاس: «أصولنا العربية تربط كل ما نقوم به بالعرب»

مجلة الفنون المسرحية

الممثلة المسرحية.. فاليريا تيجيرو نافاس: «أصولنا العربية تربط كل ما نقوم به بالعرب»   

المحور اليومي : 

تربط الممثلة المسرحية  «فاليريا تيجيرو نافاس»  كل ما تقدمه منطقة جنوب اسبانيا بأصولها العربية معتبرة أن تأثر الثقافة الاسبانية بكل ما هو عربي يمنح أعمالهم الفنية نكهة خاصة.


ـ هل لك أن تقدمي لنا ملخصا حول مونودراما«سين سابور ديونا باتا ديكولا»؟

العرض عبارة عن تكريم لجدتي -راقصة الفلامنكو في القرن 19- يروي معاناة احدى راقصات الفلامنكو بعد شهرتها الواسعة ومشاكلها مع الخمر الذي أفقد لها شهرتها ونهب مالها.

ـ المتابع للعرض يلاحظ توظيفكم لموسيقى أندلسية عربية
أكيد، هناك توظيف لموسيقى أندلسية عربية لأن الروح العربية تسكننا فأصولي من الجنوب الإسباني توحي بأننا عرب، إذ أن كل الأشياء التي نصنعها لها علاقة بالعربية.   

ـ ماذا عن المزج بين رقص الفلامنكو بالمسرح؟

 الفلامنكو فن قائم بذاته رقصا وغناء. أنا أول من مزج هذا الفن وأدخله إلى المسرح في العالم، كونه لقي استحسانا من المتابعين عبر مختلف الأقطار العالمية حيث جبت العديد من الدول بهذا العرض منها أمريكا كما تلقيت مؤخرا دعوة من الهند ستكون خلال الأيام المقبلة.

 ـ كيف وجدتم ملتقى مكناس للكتابة المسرحية؟  

حقيقة ملتقى مكناس للكتابة المسرحية نافذة على الثقافات الأخرى العربية والأجنبية هنا نحس بالعلاقة الوطيدة  بين العرب حيث نتبادل كل شيء رضافة الى الخبرات التي تضيف لنا جميعا في مسيرتنا المهنية، كما أني وجدت الجمهور المغربي ذواقا ومتعطشا للثقافة الاسبانية أكثر من الجمهور الاسباني بحد ذاته.  

ـ هل لديكم فكرة عن المسرح الجزائري؟

حقيقة لا أعرف الكثير عن المسرح الجزائري ولكني تابعت عدة عروض جزائرية أبهرتني رغم عجزي عن فك رموز اللغة ولكن لغة الجسد في تلك العروض كانت طاغية ما أسهم في ترجمة فحوى النص.  

ـ وهل زرتم الجزائر سابقا؟

أسمع كثيرا عن الجزائر، البلد الذي يقع على الحدود مع  المملكة المغربية، ولطالما أحببته وتمنيت زيارته ولويكون الأمر مجرد سياحة فقط كوني أملك العديد من الأصدقاء الجزائريين يحدثونني دوما عن الثقافة والعادات هناك ما يشعرني بالرغبة في زيارة الجزائر التي أتعطش شوقا لرؤيتها.

حاورتها في مكناس: ن. صيودة

مادلين طبر: «سلم نفسك» مسرحية تجريبية بمستوى عالمي

مجلة الفنون المسرحية


مادلين طبر: «سلم نفسك» مسرحية تجريبية بمستوى عالمي 

أشادت الفنانة مادلين طبر بالعرض المسرحي «سلم نفسك»، صياغة وإخراج خالد جلال، الذي يُعرض على مسرح مركز الإبداع الفني بساحة الأوبرا.

وقالت «مادلين»، في تصريحات صحفية إن المسرحية التجريبية جاءت على مستوى عالمي، مشددة على أن الإخراج هو بطل العمل الأول، مضيفة: المخرج خالد جلال أدار الشباب بحرفية مدهشة، وهم جميعًا التزموا وانضبطوا وانطلقوا تمثيلا ورقصا وغناء، كانوا مبدعين كأنهم وقفوا سنوات على مسارح برودواي.

وأوضحت أنها بعد انتهاء العرض صفقت لأبطاله ومخرجه طويلًا، مؤكدة أنها ستذهب مجددًا لمشاهدته، ووجهت حديثها لمقدمي «سلم نفسك» قائلة: "شكرا لمتعة الفرجة، كدت أفقد الأمل بالمسرح، والآن أتمنى الوقوف عليه بعمل ميوزبكال إخراج المبدع خالد جلال".

يذكر أن المخرج خالد جلال قدم الكثير من العروض المسرحية التي حققت نجاحا كبيرا، وأسهمت في إثراء الساحة الفنية بالعديد من المواهب الشابة، التي أثبتت جدارتها، ومن أهم هذه العروض «قهوة سادة»، و«هبوط اضطراري»، و«أيامنا الحلوة»، و«بعد الليل».

-------------------------------------------
المصدر : التحرير الإخبـاري 

الجمعة، 10 نوفمبر 2017

الفضاء العمومي ومسرح الشارع

مجلة الفنون المسرحية

الفضاء العمومي ومسرح الشارع


عبيد لبروزيين - مجلة الفنون المسرحية 


يرتبط مسرح الشارع بالفضاء العمومي، هذا الفضاء الذي أصبح مفهوما فلسفيا في المدرسة النقدية الألمانية مع أحد رواد الجيل الثاني، يورجين هابرمارس، هو مكان متاح لجميع المواطنين، وحاضنة للرأي العام، يشكل وحدة السياسة والأخلاق عند كانط. غير أن الإلمام به، يستوجب تتبع التطورات التي طرأت عليه عبر التاريخ، حيث كان قبل الثورة الفرنسية يتشكل من رجال البلاط والسلطة والكنيسة في النظام الفيودالي، بيد أن الثورة الفرنسية، أفرزت تحولات اجتماعية عميقة، فتحول الفضاء العمومي إلى حاضن للنخبة البرجوازية، أو الأنتلجنسيا، ومنذ ذلك الحين، أصبح مكانا تناقش فيه السياسة و"مسرحا" للأدب والفرجة.
عندما أصبح الفضاء العمومي على هذه الشاكلة، استغلته البروليتاريا والطبقات الشعبية، لإقامة عروض فرجوية مقابل المسرح البرجوازي، وأقصد التراجيديا والكوميديا في القاعة الإيطالية، وتم بذلك الإعلان عن بداية مسرح يقام في الساحات العمومية، والمقاهي، وأمام المسارح، والشوارع بأسلوب بسيط.
وقد شهدت فرنسا أولى العروض في شارع البولفار الذي كان "في القرن التاسع عشر اسما لبولفار في فرنسا، اشتهر بإيواء الجريمة (وقد دمر سنة 1862) عرف أيضا في هذا المجال بولفار سان مارتان وبولفار دوتومبل اللذان كانا "مسرحا" لمشاهدة تمثيلية هازجة وغامضة وبهلوانيات" باتريس بافيس، ص: 547
مسرح الشارع بهذا المعنى، مسرح يعرض في الأماكن العمومية، تقوم به عادة الفرق الجوالة، وهو يعتمد عناصر سينوغرافية بسيطة قابلة للحمل والاستعمال، وقد كان قبل سنة 1900م يشمل عروض الميم والبانتوميم وعروض السيرك. غير أنه بعد هذا التاريخ، ستضاف إليه أبعاد أدبية ودرامية، خصوصا بعد أن كتب نصوصه ثلة من الأسماء البارزة في ساحة الأدب، فظهرت عروض مسرحية في الشارع مثل "جون من القمر Jean de la lune  " سنة 1931م لمرسيل أشارد، و la petit hutte  سنة 1947م لأندريه روزين. وبعد هذه التجارب الناجحة، إنضاف إلى هؤلاء الكتاب جملة من المؤلفين من أمثال مرسيل بانيول وجون أنوي، ليأخذ هذا النوع من المسرح نوعا من المشروعية، خصوصا بعد أن ذكر في المعاجم المسرحية والفرجوية.
وعلى العموم، يمكن رصد اتجاه مسرح الشارع الدرامي مع ساشا كوتري سنة 1911م بعرضه un beau mariage  قبل أن ينضاف إليه ألفريد صفوار 1883-1934 وموريس داني 1859-1945 وبول جغاردي 1885-1983.
مسرح الشارع إذا، مسرح يقوم على تنظيم عروض مسرحية في الفضاءات العمومية، بأدوات بسيطة، وهو ينقسم إلى قسمين: مسرح الشارع الشعبي (حركات بهلوانية، سيرك، ميم، بانتوميم)، ومسرح الشارع الدرامي، وهو الذي تكون فيه النصوص الدرامية، ويراعي شروط العملية المسرحية. وعنه يقول باتريس بافيس "هذا النمط من التقليد المسرحي تأسس سنة 1907، وأفضل مثل أنه تطور بتأثير مضاد للكتابة "الثقيلة" القائمة على التخلي عن الموظفين الفنيين والتقنيين، وتعدد الديكورات وغناها، والأهمية الفائقة للجمهور في الصالة الإيطالية والخشبة المركزية أو مسرح الجماهير" باتريس بافيس ص: 547.
وبناء على ما سبق، نؤكد على ارتباط مسرح الشارع بالفضاء العمومي، باعتباره مفهوما فلسفيا، عرف تحولات جذرية عبر التاريخ بسبب التغيرات السوسيوثقافية، وأصبح فضاء متاحا لكل المواطنين، وخصوصا ما سماه كارل ماركس بالطبقة التحتية، وفي خضمه ستنطلق الإرهاصات الأولى لمسرح يبحث عن جمهوره خارج القاعة الإيطالية بإمكانيات بسيطة وتطلعات تعبيرية أكبر. 

انطلاق مهرجان الأردن المسرحي 24 بتكريم الزيودي وخوري

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق مهرجان الأردن المسرحي 24 بتكريم الزيودي وخوري

وزارة الثقافة : 

ينطلق في الثامنة من مساء الثلاثاء الموافق 14/11/2017، مهرجان المسرح الأردني الرابع والعشرون بمشاركة ستّ دول عربية، ويجري فيه تكريم الفنانين الأردنيين محمود الزيودي وسميرة خوري.
ويشتمل حفل الافتتاح الذي يرعاه وزير الثقافة نبيه شقم، على وصلات لفرقة دوزان وأوتار، وعرض للمسرحية الأردنية «العازفة»، من إخراج وتمثيل دانا خصاونة ونصّ ملحة العبدالله.
ويتواصل المهرجان الأربعاء بعرض المسرحية المصرية« السفير» من نص سلافيومير ميروجيك وإخراج أحمد السلاموني، كما تعرض على المسرح الدائري المسرحية الأردنية «شواهد ليل» من إنتاج وزارة الثقافة وتأليف وإخراج خليل نصيرات.
وتُعرض الخميس المسرحية الإماراتية «البوشيّة» من تأليف إسماعيل العبدالله وإخراج مرعي الحليان، فيما تعرض على المسرح الدائري مسرحية» شواهد ليل».
كما تُعرض الجمعة المسرحية الأردنية «مكان مع الخنازير»، من إنتاج المركز الثقافي الملكي عن نص أثول فوغارد وإخراج أسماء القاسم، وتُعرض على المسرح الدائري مسرحية «عطسة» الكويتية من نص محمد المسلم، وإخراج عبدالله التركماني.
ويتواصل المهرجان السبت بعرض المسرحية العراقية «وقت ضائع» من نص وإخراج تحرير الأسدي، لتعرض على المسرح الدائري مسرحية «عطسة» الكويتية.
أما الأحد فتُعرض المسرحية الجزائرية «كارت بوسطال» من نص فتحي كافي وإخراج قادة شلابي، فيما تعرض على المسرح الدائري المسرحية الفلسطينية «المغتربان» من نص البولوني سلافومير مروجك وإخراج إيهاب زاهدة.
وتعرض الاثنين مسرحية «روح الروح» السودانية من نص وإخراج خلف الله أمين، لتعرض على المسرح الدائري مسرحية «المغتربان».
ويختتم المهرجان الثلاثاء الموافق 21/11/2017 بحفل توزيع جوائز المهرجان الذي تشارك فيه خارج المسابقة مسرحيات أردنية وعربية، وتقام خلاله ندوة «الدراماتورجية بالمسرح» في فندق الريجنسي في الحادية عشرة من ظهر الخميس، بمشاركة المؤلف والمخرج المسرحي سامح مهران من مصر وأستاذ الدراما والنقد المسرحي سامي الجمعاني من السعودية، وأستاذ التعليم العالي للمسرح والفنون في المغرب سعيد الكريمي، والناقد العراقي منصور نعمان نجم، ود.عدنان مشاقبة، وحسين نافع، إضافة إلى ورشة« الدراماتورجيا من النص إلى العرض» التي يقدمها الكاتب المسرحي التونسي بوكثير دومة في الفترة من الثالثة حتى الخامسة مساءً يومي السبت والأحد في قاعة الباليه بالمركز الثقافي الملكي.
ويستضيف المهرجان هذا العام عدداً من النقاد العرب والمخرجين والمهتمين منهم إسماعيل العبدالله وأحمد أبو رحيمة من الإمارات، ورفيق علي أحمد من لبنان، وسميرة بوعمود من تونس، وإيهاب عودة من فلسطين، وريم تلحمي من فلسطين، وعبيدو باشا من لبنان، ولطفي السنوسي من تونس. أما لجنة تحكيم العروض التي ترأسها المخرجة سوسن دروزة، فتتكون من التونسي محمود الجابري، والمصري ناصر عبدالمنعم، والجزائري عبدالناصر خلاف، وحسن رجب من الإمارات.
كما تقام ندوات نقدية يومية للعروض يشارك فيها سامح مهران، وسميرة بوعمود، وريم التلحمي، وعبيدو باشا، وخالد الغويري، وحابس حسين، ولطفي السنوسي، وعواد علي، ونصر الزعبي، وإيهاب زاهدة، فيما يدير الندوات الكاتب هاشم غرايبة.
وفي تصريح إلى «الرأي» قال مدير المهرجان مدير مديرية الفنون والمسرح محمد الضمور إنّ الدورة الرابعة والعشرين تمّ فيها إعادة الجوائز التي كانت ألغيت في دورات سابقة، مضيفاً أنّ خطوات جريئة في هذه الدورة أخضعت فيها جميع الأعمال المشاركة للمشاهدة، متوقعاً حراكاً طيباً في حضور العروض وتداولها نقدياً في هذه الدورة.



الهيئة العربية للمسرح تعلن القائمة القصيرة في مسابقة تأليف النص الموجه للكبار 2017

مجلة الفنون المسرحية



الهيئة العربية للمسرح تعلن القائمة القصيرة في مسابقة تأليف النص الموجه للكبار 2017

تعلن الهيئة العربية للمسرح قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار للعام 2017، و تحتوي أسماء المؤلفين و عناوين النصوص التي احتلت المراتب العشرين الأفضل، وقد تقاسم سبع و عشرون نصاً هذه المراتب، في تنافس و تقارب ملحوظين.
هذا و تود الهيئة أن تشير أنها ستعلن النتائج النهائية  قبيل نهاية شهر نوفمبر، و كذلك نتائج مسابقة تأليف النص الموجه للأطفال، و تجدر الإشارة إلى أن ترتيب القائمة التالية خاضع لترتيب ألف بائي و لا علاقة له بتسلسل الدرجات و المراتب.
الرقم    النص                                       المؤلف                            الدولة
1       إرتحالات نجمة في زمن العتمة           يوسف الحمدان                    البحرين.
2       إرتكاز                                      تسنيم مازن أحمد                           الأردن.
3       افتراضي                                            عمر قرطاح                       المغرب.
4       الأقنعة و الحمال                                    درويش الأسيوطي                         مصر
5       الحاكم                                      عبد الهادي شعلان                مصر.
6       الراقص                                    صلاح حسن                       العراق.
7       الزائر                                       عماد مطاوع                      مصر
8       القصر                                      هشام حامد                         مصر.
9       المران                                      معتز بن حميد                     ليبيا
10      النافذة                                       مجد حميد قاسم                    العراق
11      حارس أحجار الجنوب                     خالد خمّاش                        فلسطين.
12      حبال من رمال                             بوسرحان الزيتوني                         المغرب.
13      رحلة عبور                                 بن علية رابحي                    الجزائر.
14      زفرة الأندلسي الأخيرة                    محمد الغزي                      تونس.
15      ضد النسيان                                 نسرين نور                        مصر.
16      عبيدو                                       ياسر الحسن                       السعودية.
17      فصام                                       حسام قنديل                        مصر.
18      في داخل النص                             سعد عودة                         العراق.
19      ما يتركه الآباء للأبناء                      عبد الوهاب عيساوي              الجزائر.
20      ماري مار                                           كمال الإدريسي                   المغرب.
21      محاكمة آلهة                                وفاء بونابي                        تونس.
22      مذكرات سنوحي                                    ابراهيم الحسيني                   مصر.
23      ملحمة أوطان                               عدنان طرابشة                     فلسطين.
24      موت الذات الثالثة                                   محمد بن ربيع                     الجزائر.
25      موت معنون                                حنان بيروتي                       الأردن.
26      نهاية الطريق                               جبار صبري                      العراق.
27      هوس                                       طنطاوي طنطاوي                          مصر


الخميس، 9 نوفمبر 2017

نحو مسرح بديل – العيادة المسرحية انموذجاً

مجلة الفنون المسرحية

نحو مسرح بديل – العيادة المسرحية انموذجاً 

 د.جبار خماط حسن


تعددت مناهج الفن المسرحي ، بقصد الوصول إلى التأثير والتفاعل مع الجمهور، الذي ينتظر عنصر الدهشة اساساً التفاعل وديمومة تواصله مع العرض المسرح، منهم الطريق الإيهامي واللايهامي، ومنهم إتخذ تفعيلا تجريبا في معالجة الموضوعات الراهنة، كل هذه المعالجات تقدم المنتوج المسرحي الجاهز، وما على المتلقي سوى استقبال ذلك المنتوج بالقبول أو الرفض بحسب جودة المنتوج جمالياً وبنائياً، هذه العلاقة البندولية، غير المستقرة، مع حاجات الجمهور الفكرية والنفسية والاجتماعية، كان وراء التفكير في منهج بديل ، يتبنى مسرحيا عياديا ، يصنعه الناس البسطاء في كل مكان.
اذا تغيرت العلاقة من مسرح نخبوي جاهز ياتيه الجمهور  إلى مسرح يذهب إلى الناس ، يصنعوه بأدوات التلقائية والبساطة ؛ لأنهم أبناء الهنا والان ، لا تعقيد في العرض المسرحي ولا تسطيح ، بل أمر بين أمرين ، مسرح حميمي ، يقدمه ممثل حميمي يتفاعل مع الجمهور على نحو تلقائي ويسير وعميق .
ولهذا أنطلقت العيادة المسرحية ، من استبصار التاريخ المسرحي بتجاربه المسرحية ، التي كانت تميل إلى تنقية المكونات النفسية والاجتماعية الجمهور ، من خلال ما يشعر أو تمر به الشخصيات المسرحية ، وبالتالي اصبحت العلاقة افقية ما بين مرسل/ الممثل ومستقبل/ المتلقي ، من دون إعادة تكوين أو تدوير تلك العلاقة النمطية  ما بين العرض والجمهور .
تسعى العيادة  المسرحية إلى ، تدوير المتراكم المسرحي من مهارات الناس الذين لا يعرفون المسرح ولم بتواصلوا مع عرض مسرحي! ، تذهب العيادة الى الناس وتعيد بناء ذواتهم من جديد ، بوساطة ابتكار المستقبل ، الذي يؤدي بالمشارك في العيادة المسرحية ، إلى بناء الثقة لدى الناس واكتشاف قدراتهم الذاتية الإبداعية ، كانت غائبة عنه ،تاتي العيادة لاكتشاف وتطوير تلك القدرات في عرض مسرحي يقدمه المشاركون في العيادة الذي يشترط فيهم ان يكونوا غير محترفين أو هواة .
تهدف العيادة إلى التخفيف من آلام الناس واحباطاتهم ، بسبب الظروف الصعبة والحروب التي تركت في نفوسهم  جفافا في التواصل مع الاخر وفقدان اتجاه بوصلة وجودهم مع المستقبل ، ولهذا يمكن عد العيادة المسرحية ، منهج ادائي يرمم المشكلات ويعالجها بالتمثيل المسرحي ، الذي يمتلك القدرة على الإتيان بالمستقبل بوساطة الابتكار  الذي نشترك فيه جميعنا بنسب متفاوتة ، الأمر الذي يسمح بتطوير قدرات المشاركين الذهنية مثل التخيل والتركيز والاسترخاء ، والقدرات الصوتية والجسمانية ، التي يمر بها المشارك، شرط ان تكون فاعلة وقادرة على الإمساك به داخل الجرعة التدريبية ، ولهذا تميل العيادة إلى تقديم وجبة التمارين التي تعتمد اللعب والتلقائية  ، سبيلا للتواصل والتأثير بالمشاركين  .
ولان  العيادة  تدعو الى معالجة هموم الإنسان البسطاء ومشاكل المجتمع الذي يعاني  هيمنة الحروب وأثرها في هزات البنية المجتمعية والقيمية ، نجد ان  الهيئة العربية للمسرح   أولت اهتمالا ملحوظا وتواصلت  مع العيادة ، و نثمن سعيها الكريم  لمشاركة العيادة  المسرحية في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي.  وجاءت الدعوة الكريمة من مهرجان القاهرة ، للمشاركة في فعالياته المميزة ، ضمن مجال الورش المسرحية ، إذ قدمت ورشة العيادة المسرحية في قاعة صلاح عبد الصبور ، ضمن مسرح الطليعة ، التي تفاعل معها المشاركين بزخم عال.
تفاعل المشاركون مع أهداف العيادة وتمارينها اليومية ، إذ توزعت العيادة عبر ثلاثة أيام من عمر المهرجان ، وما ميز اللقاء استدامة العيادة في مشاريع مستقبلية ، إذ توزع المشاركون على خمس مجموعات ، لكل منها موضوع حيوي في الحياة المصرية.
وتعتمد العيادة المسرحية العلاج بالمستقبل ، وحسب علمي فان أغلب الطرق العلاجية، التي تأخذ من المسرح طريقا للعلاج ، تعتمد العودة إلى ماضي الحالة المرضية ، التي تقوم عليها السايكودراما  التي أطلقها الطبيب النمساوي( ( جاكوب مورينو )) سنة 1921، والذي يقوم باستعادة خبرة المريض السابقة ، بقصد حلها ، وبوجود ممثلين محترفين ، لكن وجد مورينو ، من خلال الملاحظة؛ أن حالة المريض لم تتحسن ، بل تتفاقم بسبب استعادة العقدة من دون حلها ، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز الحالة المرضية لديهم..

في رايي ان المسرح بشكل عام ، طاقة علاجية فكرية وشعورية ،تتفاوت درجاتها حسب المعالجة المسرحية التي يعتمدها المخرج المسرحي  ، وبالتالي  حين تاملت تلك الطريقة ، وجدت أن صناعة الثقة مفقودة لدى المشاركين ، وغياب المستقبل لديهم والذي يحقق طاقة إيجابية ، وهنا جاءت العيادة كمنهج  مسرحي ، يتواصل ويتفاعل مع الناس في كل مكان ، بهدف تعزيز مهاراتهم الاولية ، وإنتاج سلوكيات جديدة لديهم قابلة للاندماج والعودة مرة أخرى إلى الحاضنة الاجتماعية، مثلما حصل لدى السجناء والمدمنين ومصابي السلاح الكيمياوي الذين تواصلت معهم العيادة المسرحية ، في مشاريع مسرحية ، اثنى عليها أغلب المتابعين للشأن المسرحي.

للعيادة  ثلاثة أسس :
– الأول علاجي ، يفترض تحويل السلبي إلى إيجابي / الأساس الثاني هو المهارة ؛ تعلم مهارات الأداء التمثيلي ؛ الذي يتسم بالبساطة والتلقائية / الأساس الثالث تواصلي ؛ إيجاد بيئة تواصلية ما بين مجموعة العيادة المسرحية، من ممثلين يقدمون شخصيات من تيار الحياة..
وهنا تتحقق فرضية المسرح البديل الذي يصنعه الناس البسطاء أو المنسيين في كل مكان بعيدا عن المسارح التقليدية ذات الطابع الرسمي . ولهذا أجد في العيادة المسرحية تاصيلا علميا وفنياً، يتمثل في إنتاج بيئة ثقافية جديدة ، يصنعها المسرح في عيادته ، من خلال مشاركين  يصنعون حياة مبتكرة ، من خلال إعادة بناء واقعهم السلبي، وانتاج نسق حياتي جديد يؤمنون به ، بالتالي هذا التحول هو تأصيل علمي وعلاجي ، لا يعتمد الطرق العلاجية التقليدية ، من أرسطو ومرورا بديدرو وانتهاءا بجاكوب مورينو ، الذي أطلق مصطلح السايكودراما ، لعلاج المرضى في المصحات النفسية  .
لقد مرت العيادة المسرحية ، بثلاثة مشاريع ، الأول كان في سجن الأحداث ، تعاملت مع فرضية حل مشكلات السجناء الأحداث وكيفية معالجتها وتحويلهم من السلبي إلى الإيجابي؛  التي تعيد خارطة طريق حياتهم نحو الاندماج الاجتماعي  ، التي يفقده أغلب السجناء ؛ وإذ تواصلت معهم العيادة ، تغيرت أمزجتهم وافكارهم ، لأنهم دخلوا بيئة الإبداع، واكتشفوا قدرات إدائية جديدة ، كانت مفقودة لديهم. والغريب أن مساحة الارتجال لديهم واسعة ، واقتراحات الشخصيات التي قاموا بتمثيلها كلها إيجابية؛ لأنهم يشعر ون ان هذه الشخصيات التي قاموا بتمثيلها هي بديل موضوعي ، يعوض اضطراب شخصياتهم والظروف المحيطة بها ، والتي دفعتهم للجريمة ، لقد وجدوا ذاتهم الضائعة داخل العيادة .
ومثل ما حصل في سجن الأحداث ، حدث مع متعاطي الكحول والمخدرات ، هؤلاء المدمنين دخلوا العيادة المسرحية ، تدربوا على مهارات مسرحية ، وتدريبات صوتية وجسمانية مكثفة ، واتخذوا طريق التحدي ، بقصد التخلص من الإدمان ، لقد مثلوا شخصيات إيجابية. بالتكرار اليومي داخل العيادة المسرحية ، تحولت إلى مخزن الذاكرة طويلة الأمد ، وهذا يعني إيمانهم بسلوك جديد ، يعتمد بنية قيمية تتقاطع مع الإدمان الكحولي والدوائي، الأمر الذي دفعهم إلى ترك الإدمان وسط دهشة الأطباء في مستشفى ابن رشد التدريبي للطب النفسي ، والذي كان مكان تقديم العرض المسرحي “يوميات مواطن منسي” تأليف وتمثيل مجموعة من المدمنين .
اما التجربة الثالثة ، فكانت مع مصابي السلاح الكيمياوي ، هؤلاء الذين يشعروا بالعزلة والاحباط وصعوبات في التنفس ، دخلوا العيادة ، تدربوا  وابدعوا نصا مسرحيا ، مثلوه باتقان في قاعة مديرية صحة حلبجة ، ومن لا يعرف حلبجة ، هي مدينة تعرضت للقصف الكيماوي أثناء الحرب العراقية الإيرانية.



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption