أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 15 يناير 2018

مسرحية "الخادمتان" لجواد الأسدي : صراع أزلي بين الجلاد والضحية

الإعلان عن أسماء الفائزين في ندوة تحكيم مسابقة البحث العلمي

مجلة الفنون المسرحية

الإعلان عن أسماء الفائزين في ندوة تحكيم مسابقة البحث العلمي

مكتب الإعلام  


عقدت صباح الاثنين 15 جانفي 2018 ندوة خُصّصت للإعلان عن القائمة الاسمية للفائزين في مسابقة البحث العلمي ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي المنتظم من 10 إلى 16 جانفي 2018 بتونس. 
و استهلّ الندوة المسرحي التونسي محمّد المديوني بالإشارة إلى أنّ الندوة تمثّل دفعا للبحث المسرحي نحو تطوير الكتابة النقديّة.
و قدّم المديوني اللجنة التقييميّة المتكوّنة من الدكتور محمّد عبازة من تونس و الدكتور طارق العذاري من العراق كما هنّأ الباحثين الفائزين.
وأُوكلت الكلمة الأولى للمسرحي طارق العذاري الذي افتتح بتوجيه الشكر الى حاكم الشارقة على الفرصة التي وفّرها للباحثين ولأهل المسرح وشكر الهيئة العربية للمسرح عن الجهود المبذولة.
و نوّه بأنّ البحث في حقل المسرح ليس سهلا لأن لغة المسرح ثرية ومتنوعة باعتباره فن المواجهة الحية و"منفلت لا يمكن الامساك به موضحا أنّ المسرحي ينطلق بإشكالية فيجد انه اصطدم بمشكلة ميدانية واشكالية معرفية وهنا يكمن الفرق بين البحث العلمي والدراسة"
من جانبه أشار المسرحي محمد عبازة إلى أن المغرب الاقصى قدّم أكبر نسبة من المشاركين مقابل غياب الباحثين التونسيين ملاحظا أنّ هناك ضعفا في مستوى اللغة العربية و أنّ الاستشهادات وقع اهمالها في اغلب البحوث إلى جانب الخلط بين المراجع والمصادر.
و قدّمت الباحثة المغربيّة تلكماس المنصوري بحثا بعنوان "هل توجد كتابة دراميّة بين المؤلّف و المخرج؟" ماهي الإضافة التي شكّلها ظهور المخرج في مجال الكتابة الدراميّة؟
و لاحظت المنصوري أنّ العلاقة بين المؤلف والمخرج متوترة وعدّدت نماذج دالة على قولها وخلصت الى أن الكتابة الركحية هي كتابة مشتركة بين المخرج والمؤلف.
 وبعد اختلاء اللجنة تقرر إسناد الجوائز كالآتي: 
الجائزة الأولى : أبو طالب محمد عبد المطلب (السودان) 
الجائزة الثانية: عبد الله المطيع (المغرب )
الجائزة الثالثة : تلكماس المنصوري (المغرب )




عرض مسرحي عن محاذير الطمع والجشع بمهرجان مسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحي عن محاذير الطمع والجشع بمهرجان مسرح الطفل


وكالة سانا

تستند مسرحية الإنسان التيس لفرقة مرايا التي تقدم ضمن مهرجان مسرح الطفل في المركز الثقافي العربي بمدينة السويداء إلى حكاية شعبية روسية عن محاذير طمع الإنسان وجشعه.

وبين مخرج المسرحية رفعت الهادي في تصريح لـ سانا أن العرض يحاول أن يقدم نصائح للطفل بإطار حكائي فبطل المسرحية الذي يسعى لامتلاك كل شيء بطريقة غير شرعية تحوله أفعاله وتصرفاته إلى تيس ولكنه يعود في النهاية لرشده وانسانيته لافتا الى ان فكرة العمل تحاكي عقول الاطفال لزرع بذور الصدق والنزاهة والعفة لديهم.

وتستمر عروض المسرحية وهي من تأليف سلام اليماني حتى يوم الخميس القادم.

يذكر أن مهرجان مسرح الطفل تقيمه دائرة مسرح الطفل والعرائس في مديرية المسارح والموسيقا بوزارة الثقافة سنويا منذ عام 2006 خلال العطلة الانتصافية وأخذ يتسع نطاقه عاما بعد آخر مرسخا حضوره كاحتفالية للعائلة السورية بما يحمله من طابع ترفيهي وتعليمي وتربوي وتوعوي.

مشهد من العرض 


مهرجان مسرح الطفل ينطلق على خشبة الحمراء بعرض “جاية الفرح”

مجلة الفنون المسرحية


مهرجان مسرح الطفل ينطلق على خشبة الحمراء بعرض “جاية الفرح”


سانا - ميس العاني


حالة من الفرح والتفاعل نشرها مهرجان مسرح الطفل في حفل افتتاحه اليوم الذي قدمته فرقة أجيال على خشبة مسرح الحمراء الدمشقي تحت عنوان “جاية الفرح”.

ولم يقتصر الحضور على الأطفال بل شاركهم ذووهم فرحتهم وتفاعلهم مع اللوحات الفنية الاستعراضية المتنوعة التي قدمتها أجيال معتمدة الموسيقا المبهجة والألوان والتنويع في الرقصات مجسدة خلالها لوحات من التراث الشعبي السوري عكست تنوع بيئاته.

ويمتاز مهرجان مسرح الطفل هذا العام بأنه سيقدم عروضا مسرحية ستتوزع في مسارح دمشق “الحمراء والقباني والعرائس” وفي المراكز الثقافية بكفرسوسة والمزة والميدان وجرمانا وصحنايا بدمشق إضافة إلى عروض في محافظات حلب وحماة والسويداء واللاذقية وطرطوس ودرعا وحمص والحسكة ومدينة القامشلي.

كما ترافق المهرجان أنشطة موازية تتضمن عرضا لفرقة الكشافة إضافة إلى ورشة رسم تفاعلية بعنوان الأطفال يبدعون على مسرح القباني ومعرض للدمى.

بسام ناصر مدير مسرح الطفل اشار في تصريح لـ سانا الثقافية إلى أن المهرجان الذي انطلق اليوم بهذا العرض المسرحي لفرقة أجيال سيتضمن 35 عرضا منوعا تشمل تسع محافظات بهدف الوصول بالمسرح إلى الطفل السوري أينما كان مؤكدا أهمية المهرجان لكونه استطاع في أول عروضه استقطاب هذا العدد الكبير من الجمهور ومن المنتظر أن يتابع بالزخم نفسه مع الفرق الأخرى والعروض المتنوعة التي ستقدمها.

باسل حمدان مدير فرقة أجيال للمسرح الراقص لفت في تصريح مماثل إلى أهمية المهرجان في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال خلال عطلتهم الانتصافية وبث حالة من الأمل والفرح عبر العروض المتنوعة التي سيقدمها موضحا أن فرقة اجيال في عرضها “جاية الفرح” اعتمدت على تقديم توليفة متنوعة من اللوحات بهدف تصوير الحياة والبهجة والأمل بالمستقبل مشيرا إلى سعادته بالتفاعل الكبير الذي لقيه العرض من قبل الجمهور.

يذكر أن مهرجان مسرح الطفل يستمر لغاية العشرين من الشهر الجاري ويتضمن عروضا متنوعة منها فرقة الحيوانات الطيبة والدب والعسل ومغامرات السنافر وجحا والكنز.









الأحد، 14 يناير 2018

مسرحية “شواهد ليل” دلالات الموت والتفسخ البيولوجي!

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية “شواهد ليل” دلالات الموت والتفسخ البيولوجي!


تونس -  إعلام الهيئة العربية للمسرح


قدم عماد خفاجي دراسة في الندوة النقدية عن مسرحية” شواهد ليل” الأردنية وهي من اخراج خليل نصيرات، عرضت ليلة السبت 13 جانفي، ضمن المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي بتونس بحضور مخرج العمل خليل نصيرات بمشاركة كل من سوزان البنوي وثامر خوالدة وعبد الله العلاّن.

وقد هنأ خفاجي المخرج على الجهد المبذول في المسرحية فالمدّ الحكائي بوحدات من السرد المشهدي فيه دلالات الموت والتفسخ البيولوجي لبعضنا وهذا ما جعلنا في المسرحية أمام مستويين من الستر والفضيحة لكبرى.
تلك الجدلية تهيئ المتلقي لوقائع لقاء هامشي أحدث صدمة بين ابن لذة محرمة وفتاة ليل هويتها تقتصر على جسدها مما يحيلنا على موضوع العبودية الجنسية فيه من المحاكمة الأخلاقوية الشيء الكثير وتساؤلات موجهة للذات.
أما على مستوى الملفوظ فالتعبيرات الحادة هي دليل على أزمة إنسانية بين الشخصيات وقد تصاعد الخطاب لكنه بقي محدودا إذ كان من الممكن أن يلامس الإنسانية هنا يفسر خفاجي بأن المخرج سقط في رؤية أحادية ولم يكتشف فجوات النص.

بالنسبة للسينوغرافيا علّق خفاجي وقال إنها كانت محدودة كما كان على المخرج تجنب اللهجة المحلية وهذا ما أضعف البناء اللغوي للعرض.
أما بالنسبة للحضور في هذه الندوة النقدية فقد تباينت الآراء وتنافرت فهناك من اعتبر العرض عادي جدا على الرغم مما فيه من جوانب الدراما النفسية باعتماد مرجعية توماس يونغ وشخوص نمطية في حالة صراع لذلك المسرحية عصية على الفهم ان لم تكن لنا مثل هذه المرجعيات في الفهم.


رأي آخر يرى أن المسرحية دراما اجتماعية أساسا بما أنها تطرح موضوع مجهولي النسب وهو موضوع مسكوت عنه والتطرق له يحسب للمخرج وما العنوان “شواهد ليل” إلا إحالة على الشريحة التي تحال على الغياب.


العرض له هدف ويذهب نحوه مباشرة هكذا كان رأي آخر ويفصح عن أسرار نعيشها في مدن مهترئة ومكتظة بالعتمة والفقر والظلم ومتعبة.
واقتناص ماهو مدهش واللافت من خلال المعادلة بين الشكل والفكرة وما الدوران حول السيارة إلا تدليل على دوران حول المجهول لكن زمن العرض بقي في الماضي مما يؤل على أن الدهشة في العرض لم تتقدم كثيرا فالمسرح هو الآن وهنا.


وعلى كل حال فما يهم في المسرح الأداء المسرحي وليس مدى أهليّة الموضوع ويا حبذا لو يتحول الهامش إلى الأساس وفي “شواهد ليل” وبسينوغرافيا عجائبية دون التخلي عن الانسانية في الطرح وصلنا إلى هذا المستوى.

«موبي ديك» على المسرح الأميركي وتقديمها على الخشبة كان يعتبر نوعاً من الجنون

مجلة الفنون المسرحية

«موبي ديك» على المسرح الأميركي وتقديمها على الخشبة كان يعتبر نوعاً من الجنون

د. رياض عصمت - الشرق الأوسط 


يكاد مجرد التفكير بتقديم رواية هرمن ملفيل الشهيرة «موبي ديك» على خشبة المسرح يعتبر ضرباً من الجنون، ذلك لأن معظم أحداث تلك الرواية الضخمة يدور على متن سفينة صيد حيتان يقودها الكابتن إيهاب، صاحب الساق الخشبية بعد أن قضم ساقه حوت أبيض عملاق، فأصابه هوس مطاردة واقتناص ذلك الحوت المسمى «موبي ديك» انتقاماً منه لما فعل. بالتأكيد، يبدو المسرح، على الرغم من تطور إمكانياته التكنولوجية في العصر الحديث، مجالاً فنياً مستحيلاً أمام عمل كهذا، بحيث اقتصرت مقاربات هذا العمل الروائي الفريد على السينما والتلفزيون. هكذا، سبق أن قاربت السينما رواية هرمن ملفيل (1819 – 1891) «موبي ديك» كثيراً من المرات، لكن مقاربة هذه الرواية الملحمية ظلت في المسرح أمراً نادر الحدوث، بل لم يسبق لي أن سمعت شخصياً بأحد أقدم عليه على الإطلاق، إذ هل يمكن أن يتجرأ خيال مخرج على أن يوزع دور الحوت الأبيض إلى ممثل؟ وكيف يمكن أن يجسد المخرج الصراع بين صيادي الحيتان والبحر الهائج وحيتانه الضخمة على خشبة مسرح؟ بل هل يجرؤ مؤلف مسرحي أصلاً على مقاربة تلك الرواية المعتبرة بين أعظم الروايات الأميركية الرائدة قاطبة وإعدادها كنص مسرحي حافل بالحوار؟ أسئلة كثيرة ستحوم بلا شك في ذهن أي متفرج قبل أن يحضر إنتاج فرقة «لوكينغ غلاس» لهذه الرواية مسرحياً، وذلك بعد أن جال عرض «موبي ديك» كثيراً من المدن الأميركية خلال عامين قبل أن يعود ليستقر به المقام في عقر دار المسرح الذي انطلق المشروع منه في وسط شيكاغو.

بدأت قصة العرض في عام 2014، من خلال عرض مسرحي تجريبي قدمه قسم المسرح في جامعة «نورث وسترن» من اقتباس وإخراج ديفيد كاتلين، الذي ما لبث أن انتقل بمشروعه من طاقم التمثيل الطلابي إلى طاقم محترف لفرقة «لوكينغ غلاس» Lookingglass الطليعية المحترفة في قلب شيكاغو. قام العرض بجولة واسعة في أرجاء الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى مسرحه في شيكاغو ليحظى بإقبال كثيف وإعجاب فائق من الجمهور، الذي كثيراً ما وقف أفراده مصفقين بحرارة، سواء للإخراج أم لأداء الممثلين المدهش، ولمهارة الأكروباتيين منهم في القيام بألعاب بهلوانية لا تخلو من المخاطر.

لا يمكن أن ينسى أي طالب أميركي الجملة الشهيرة التي يفتتح بها ملفيل روايته على لسان راوي أحداثها: «اسمي هو إسماعيل» انطلاقاً من هذه الجملة البسيطة الواضحة، يروي البحار الشاب إسماعيل أحداث مغامرات صيد الحيتان بالتفصيل الشديد، كيف تعرف إلى زميله الملون، الذي يحمل تابوته معه أينما رحل، وكيف تفاعل مع ضباط سفينة صيد الحيتان وطاقمها من البحارة، وما هي المغامرات التي خاضوها إلى أن وصلوا إلى المواجهة الأخيرة مع الحوت الأبيض العملاق موبي ديك.

يعتبر هرمن ملفيل أحد أبرز من أرسوا ملامح فن الرواية الحديثة في العالم، سواء في رواياته الاجتماعية مثل «مول فلاندرز»، أم في رواياته عن البحر مثل «بيلي باد» (التي سبق ومسرحت كثيراً من قبل)، أم في أعماله الأدبية الأخرى عن الجزر النائية والقبائل غريبة الأطوار والمعتقدات التي تقطنها، مثل روايتيه «أومو» و«تايبي». لكن رواية «موبي ديك» تبقى إنجازه الأهم والأعظم، والعمل الأدبي الذي ألهم مخرجي السينما والتلفزيون كثيراً من الأعمال الفنية على مرِّ السنين. جدير بالذكر، أن أول المقاربات السينمائية كان فيلم «موبي ديك» (1930) من إخراج لويد بيكون وبطولة جون باريمور. ثم جاء الفيلم الأكثر تميزاً عن رواية «موبي ديك» (1956)، وهو من إخراج جون هيوستون وبطولة غريغوري بك. ثم قاربت الدراما التلفزيونية رواية «موبي ديك» (1998) في عمل متوسط النجاح لعب بطولته باتريك ستيوارت، ثم في عمل تلفزيوني آخر أقل نجاحاً (2011) لعب بطولته ويليام هارت وإيثان هوك. ما لبثت الرواية أن اقتبست بعدها في فيلم حديث في عام 2010 استبدلت فيه سفينة الصيد الشراعية بغواصة متقدمة تقنياً، لكن ذلك الفيلم باء بفشل ذريع. ثم أنتج فيلم «في قلب البحر» (2015) من إخراج رون هوارد وبطولة كريس همسورث وسيليان مورفي وبن ويشو. اعتمد الفيلم على كتاب مؤلف يدعى ناثنيال فيلبريك، سعى فيه إلى نبش أصل الحكاية التي ألهمت ملفيل كتابة روايته الشهيرة، ونال نجاحاً معقولاً.

لا شك أن المسرح المعاصر يحتاج إلى لغة تعبير خاصة. لست أعني هنا لغة الكلام، بالطبع، بل لغة التعبير البصري لفن مسرحي خالص، مستقل الملامح، ومختلفٍ اختلافاً بيناً عن لغة الأدب من جهة، وعن لغة السينما والتلفزيون من جهة أخرى. فما بالنا إذا شاء المسرحي مقاربة عمل أدبي ضخم عن مطاردة قبطان مهووس بالانتقام على متن سفينة صيد لحوت أبيض عملاق قضم ساقه قبل زمن بعيد؟ يتميز المسرح الحديث بالتقشف، وهي سمة جعلت الجمهور يقبل على مشاهدة عروضه باستمتاع مغاير عن الاستمتاع بمشاهدة الأفلام ذات الإقناع المشهدي الضخم. بالتالي، لا بد أن يقارب المسرح الأعمال الأدبية الكبرى بصورة مبتكرة، خلاقة وغير مألوفة. في الواقع، ينطلق المسرحي الناجح دائماً من «تصور» معين Concept، ولولاه لخالط عرضه ربما بعض الاضطراب والخلل. لذلك، تلجأ الفرق المسرحية الكبرى في بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا إلى مهنة «الدراماتورغ»، وهو شخص ضليع في الأدب الدرامي وإعداد النصوص، إن لم يكن تأليفها. لا يملك الدراماتورغ بالضرورة خيال المخرج وخبراته، فهو غالباً شخص لم يمارس مهنة تدريب الممثل، وقد يكون إلمامه متواضعاً بالإضاءة والديكور وباقي التقنيات، لكنه يملك بصيرة وحكمة يحميان العرض من الوقوع تحت إغراء الجموح الفني، بحيث يستطيع أن يميز أي إسراف أو نقص في أي جانب فكري أو أدبي أو جمالي من العمل المسرحي، وبالتالي ينصح المخرج لتجنب الخلل في تلك الجوانب. بكلمات أخرى، يمكن أن نطلق على الدراماتورغ اسم «صمام الأمان» في الفرقة المسرحية. تسمية «دراماتورغ» ألمانية الأصل، انطلقت من حيث انطلق فن الإخراج في العصر الحديث على يدي الأخوين ميننغن، ونضجت بالخبرة والمران. كان أشهر دراماتورغ في إنجلترا هو الناقد اللامع كينيث تينان، الذي عمل إلى جانب المسرحي الشهير لورنس أوليفييه في مسرح «أولدفيغ»، وكانت تلك الفرقة نواة مشروعه لتأسيس فرقة «المسرح القومي البريطاني» في لندن، واشتهر دوره حين أقنع أوليفييه بأداء دور عطيل بدلاً من ياغو، (الذي كان أوليفييه يرغب في أدائه، لأنه محرك الفعل الدرامي في مسرحية شكسبير الشهيرة)، وذلك تحت إدارة المخرج جون دكستر الإخراجية. أما في الولايات المتحدة، فسمي الدراماتورغ «مديراً أدبياً» في معظم الفرق المسرحية الريبرتوارية، وإن لم يختلف دوره كثيراً عن ألمانيا وبريطانيا سوى في تركيزه الأشد على الإعداد الأدبي، في حين يمتد دوره في أوروبا ليشمل نواحي أخرى. في ألمانيا تحديداً، يبقى الدراماتورغ صاحب سلطة موازية إلى حد ما لسلطة المخرج، ويمكن تشبيه عمله بالحرص على أن تحيد عربة العرض عن السكة المتفق عليه في التصور الأساسي للمخرج خلال البروفات، وألا تفقد مسارها بناء على أية نزوة طارئة ومستجدة، اللهم إلا ما يتفق على ضرورته وحسن تأثيره على المتفرج.

أدرك المخرج والممثل ديفيد كاتلين أصول هذه اللعبة المسرحية تماماً، وهضمها جيداً، فقام هو نفسه بمهمتين في آنٍ معاَ. أعد النص بصبر ودقة وأناة، ثم أخرجه بتصور مبدع، محولاً رواية هرمن ملفيل إلى عرض مسرحي مبهر وأخاذ، سمته البساطة في التقنيات، والحرص على لغة مسرحية بعيدة عن كلٍ من لغة الأدب ولغة السينما. بنى مصمم الديكور كورتني أونيل ديكوراً متقشفاً يشبه هيكلاً عظمياً لحوت نافق، تلاعب فريق أكروباتي من المؤدين/ الرياضيين صعوداً ونزولاً على هيكله العظمي لتجسيد مشاهد الإبحار على متن سفينة صيد الحيتان المبحرة في خضم المجهول في مطاردة مجنونة لحوت أبيض عملاق، لطالما فسره النقاد رمزياً على مرِّ العصور بمعانٍ وتفسيرات متعددة.

جسدت الحيتان في العرض المسرحي ثلاث ممثلات يغنين كأنهن حوريات بحر، فأضفين طقساً مسرحياً ساحراً على العرض. جسَّد دور الكابتن إيهاب بحضور لافت للنظر الممثل ناثان هوسنر، وهو ممثل مخضرم بالأعمال الشكسبيرية منذ دراسته للتمثيل في «الأكاديمية الملكية» في لندن. لا شك أن المخرج/ المعد ديفيد كاتلين تجنب الإغراق في تصوير الكابتن إيهاب كشخصية غريبة الأطوار، ونحا نحو جعله بطلاً تراجيدياً زلته الكبرى هي هوسه المبالغ بالانتقام، مما يؤدي في النهاية إلى مصرعه التراجيدي. لعل من أروع لمسات الإخراج هي النهاية، حين تمرر فجأة ستارة بيضاء فوق رؤوسنا، نحن المتفرجين، لتغمرنا بالذعر والدهشة، وتبث في أجسادنا القشعريرة، وتضعنا في خضم حدث المواجهة بين الكابتن إيهاب والحوت الأبيض موبي ديك. إنها نهاية منسجمة مع رؤيا المخرج الحافلة بالحلول البصرية الخلاقة لمشاهد طقسية الطابع، بحيث يخالها المرء مستحيلة التحقيق على المسرح، فإذا بالمخرج المبدع مع طاقم ممثليه الرياضي القدير، ورائع الحضور التمثيلي، يجسدها بقدر كبير من التأثير والإمتاع. في الواقع، جاء عرض فرقة «لوكينغ غلاس» لرواية «موبي ديك» في عام 2017 عرضاً مسرحياً استثنائياً وأخاذاً على المسرح الأميركي، تميز بتصوره التجريبي الخلاق ومشهديته البصرية المدهشة.

برنامج اليوم الأحد لفعاليات مهرجان المسرح العربي 10 - بتونس

مجلة الفنون المسرحية

برنامج اليوم الأحد لفعاليات مهرجان المسرح العربي 10 - بتونس

9 صباحا
– ورشة تقنيات الممثل وفن الأقنعة تأطير بطرس العماري (فرنسا) بالمعهد العالي للفن المسرحي
– ورشة لاكوميديا ديلا آرتي تأطير إنريكو بونافيرا (إيطاليا) بالمعهد العالي للفن المسرحي
– ورشة فن الإيماء تأطير فائق الحميصي (لبنان) بالمعهد العالي للفن المسرحي
– ورشة فن العرائس تأطير وليد دكروب (لبنان) بالمركز الوطني لفن العرائس
– ورشة فن الإضاءة تأطير عبد الرحيم لمشرقي (المغرب) المركز الجامعي للفنون الدرامية والأنشطة الثقافية بتونس
10 صباحا
– مؤتمر صحفي لمسرحية تشابك ( السعودية ) مع فريق العرض- قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق أفريكا
– ورشة فن الممثل تاطير الفاضل الجعايبي (تونس) بالمسرح الوطني – الحلفاوين
– ورشة فن الممثل تاطير توفيق الجبالي (تونس) تياترو – المشتل
– المؤتمر الفكري – اليوم الرابع: سلطة ومعارف صناع العرض بقاعة السينما بفندق أفريكا :
• الجلسة الأولى : مصطفى الرمضاني(المغرب) جبار جودي (العراق) محمد حبيب ومحمد كاظم(العراق) سماء ابراهيم (مصر) سباعي السيد (مصر)
• الجلسة الثانية : عزة القصابي (عمان) صوالح وهيبة (الجزائر) فاضل سوداني (العراق/الدانمارك)
11 صباحا
– مؤتمر صحفي لمسرحية ألهاكم التكاثر (تونس) – مع نجيب خلف الله- قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق أفريكا
12 زوالا
مؤتمر صحفي لمسرحية عطسة (الكويت) – مع عبد الله التركماني – قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق أفريكا
13 زوالا
مؤتمر صحفي لمسرحية غصة عبور (الإمارات) – مع محمد العامري – قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق أفريكا
14 بعد الزوال
مؤتمر صحفي لمسرحية لقاء (تونس) – مع الأسعد المحواشي – قاعة المؤتمرات الصحفية بفندق أفريكا
– عرض فيديو حول تجربة الفاضل الجعايبي بقاعة الفن الرابع
15 بعد الزوال
– افتتاح معرض 25 سنة عرائس بالمركز الوطني لفن العرائس
– عرض عرائسي صندوق عجب للمركز الوطني لفن العرائس (تونس) إخراج فوزية بومعيزة بقاعة ابن رشيق
– معرض منشورات الهيئة العربية للمسرح بقاعة ابن رشيق
16 بعد الزوال
عرض مسرحية صولو لفرقة مسرح أكون (المغرب) إخراج محمد الحر بقاعة الفن الرابع
17 و 30 مساء
عرض مسرحية في قلب بغداد للمركز العربي للثقافة والإعلام (العراق/ السويد) – إخراج مهند الهادي بقاعة المونديال
18 مساء
عرض مسرحية الرهوط أو تمارين في التسامح لفرقة بيفالو آرت للإنتاج الفني (تونس) إخراج عماد المي بقاعة الريو
18 و30 مساء
إعادة عرض مسرحية صولو لفرقة مسرح أكون (المغرب) إخراج محمد الحر بقاعة الفن الرابع
20 و30 ليلا
عرض مسرحية حرب طروادة لفرقة مسرح شمس(لبنان) – إخراج روجيه عساف بالمسرح البلدي
21 ليلا
عرض مسرحية في قلب بغداد للمركز العربي للثقافة والإعلام (العراق/ السويد) – إخراج مهند الهادي بقاعة المونديال

20 و30 ليلا
الندوة التطبيقية النقدية لعروض مسرحيات :
– صولو – المغرب
– الرهوط – تونس


السبت، 13 يناير 2018

“الخمسة لحقو بالجرة” صراع مسرحي مع شخوصه وواقعه

مجلة الفنون المسرحية

“الخمسة لحقو بالجرة” صراع مسرحي مع شخوصه وواقعه

مكتب الأعلام 


تتواصل سلسلة عروض الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تلتئم في تونس من 10 الى 16 جانفي الجاري ومن عروض اليوم الجمعة عرض مسرحية “الخمسة لحقو بالجرة”  لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت نص و إخراج لطفي التركي بدار الثقافة ابن رشيق.

“الخمسة لحقو بالجرة” عنوان يأخذنا إلى ملحمة الدغباجي، لكن عندما نتابع تفاصيل المسرحية نجد أنفسنا أمام ملحمة أخرى وحكايات أخرى من واقعنا الذي نعيش…تنطلق المسرحية من صراع كاتب مسرحي مع ذاته ومع الشخوص التي يحاول أن يرسمها…هو على مكتبه يخط حكايات ومن حوله أوراقه الممزقة كما شخصياته الممزقة بدورها، الباحثة عن ذواتها…يشتد الصراع ويقوى مع تلك الموسيقى التي تشدنا إلى حالة التوتر الكبيرة التي يعيشها الكاتب وشخصياته في رحلة البحث عن مايجمعها ويربطها ببعضها من خلال حكاياتها المختلفة…لكل حكايته وآلامه وهواجسه التي هي هواجسنا.

بين الأمل والألم يحاول هذا الكاتب المسرحي أن يخط حكايات شخوص تائهة باحثة عن آفاق أرحب، قد تجدها في الهروب والهجرة…تسطع الأضواء حينا، لتخفت أحيانا لنعيش ذلك الصراع الذي مزّق العلاقات ولنعيش رحلة البحث عن أمل نراه مفقودا وبعيدا عنا…أمل حكم عليه صراعنا بالضياع.

في صراع الشخوص يأخذنا الكاتب المسرحي إلى طبيعة العلاقة بينها والتي هي أساسا صراع متواصل بين فئات مختلفة في تفكيرها وطموحها ورؤيتها للأشياء… أستاذ التاريخ المحمّل بقضايا الشعوب العربية في سوريا والعراق وفلسطين يحدثنا عن المعاناة وما خلفته الحرب من دمار وتهجير وما يعانيه شعبنا العربي في فلسطين من كيان إغتصب الحرية والأرض… طفل اغتصبوا طفولته وممثل حالم باحث عن النجاح ولا يجد غير الأعداء…هم شخوص في ذهن الكاتب يبحثون عن الخلاص يختلفون ولا تجمعهم سوى المعاناة.

“الخمسة لحقو بالجرة” تغوص بنا في واقع نعيشه اليوم، ميزته صراع الكل ضد الكل ولا نلتقي إلا في الأوجاع والآلام، حاول لطفي التركي أن يحرك الشخوص كما يريد وكأنه ذلك الحاكم الذي يحرّك رعيته كما يحرّك العرائسي عرائسه لكنها تثور عليه وترفض أن تكون مجرد دمى.


المؤتمر الفكري بالدورة الـ 10لمهرجان المسرح العربي بتونس.. الجلسة النقدية الثالثة: المسرح في علاقته بالسلطة

مجلة الفنون المسرحية

المؤتمر الفكري بالدورة الـ 10لمهرجان المسرح العربي بتونس.. الجلسة النقدية الثالثة: المسرح في علاقته بالسلطة

المكتب الاعلامي


برئاسة الدكتور سيد علي اسماعيل (مصر) تواصلت صباح اليوم بقاعة المحاضرات بنزل افريقيا جلسات المؤتمر الفكري وكان انطلاق الجلسة النقدية الثالثةوشارك فيها بالمحاضرة كل من حمدي الحمايدي (تونس) صبحة علقم (الاردن) ووطفاء حمادي (لبنان) ومحمد امين بنيوب (المغرب) وحملت الجلسة عنوان: المسرح في علاقته بالسلطة.

الباحث حمدي الحمايدي انطلق في مداخلته من اشكالية مفادها ان السلطة بجميع اصنافها من المسائل التي تم التعرض لها اكثر من غيرها في النص المسرحي منذ نشأته على امتداد العصور وقد يعود ذلك الى سببين رئيسيين. يقترن الاول بطبيعة الفن المسرحي كما برز في صيغته الحالية حين تم الانتقال من المجتمع البدائي المبني على الاحتكام الى القضاء في صورة حدوث خلاف وبذلك انتقل العنف من الساحة العامة الى الركح ومن الممارسة الفعلية الى المشهد الفني الداعي الى التطهير.

اما السبب الثاني فهو في علاقة بالشكل الذي يتبناه الاثر المسرحي فالنص الدرامي مبني اساسا على الفعل وعلى الحوار وبالتالي فهو يولد بالضرورة صراعا حتى وان كان ذلك الصراع داخليا. وفي الفعل والصراع والحوار احالة على اشكالية السلطة وقد طبق ذلك على مسرحيات “براكسا او مشكلة الحكم” لتوفيق الحكيم، “مراد الثالث” للحبيب بولعراس، “الملك والملك” لسعد الله ونوس.

من جهتها تحدثت وطفاء حمادي عن النقد المسرحي النسوي واشكالية تجليات السلطة الذكورية في النص الدرامي للكاتبة والكاتب العربيية وذهبت هذه الدراسة لكسر خطاب الذكورية ولاستطلاع ان كانت نصوص الكاتبات والكتاب قد شكلت مشروع كتابة تحمل قول المرأة المستور والمخفي لكن ليس وفق اعادة انتاج القيم الذكورية السائدة في المسرح بل انطلاقا من محاولة تفكيك هذه السلطة والعمل على تاسيس خصوصية الكتابة النسوية.

“مرايا السلطة في مسرح سعد الله ونوس” كان محور مداخلة صبيحة علقم، حيث حاولت الكاتبة معاينة اشكال السلطة في مسرح الكاتب السوري عبد الله ونوس فلاحظت ان السلطة في مسرحه يضيق ليشمل السلطة السياسية المعهودة التي تمارس القهر على افرادها بالتنكيل والتعذيب والقمع ويتسع ليشمل السلطة المجتمعية بمنظوماتها الدينية والاخلاقية والاعرافية التي تغيب عقل الفرد وتحول دون ممارسة حريته وتمنعه من الابداع والابتكار فيعيش الفرد قلقا عاجزا عن التكيف مع واقعه، وقدنظرت الباحثة في مسرحيات “طقوس التحولات والاشارات”، “يوم من زماننا” و”الايام المخمورة”.

محمد امين بنيوب تناول موضوع “سلطة المسرح الواقعية والمتخيلة” حيث لاحظ الباحث ان الكتابة الونوسية تكشف وتحلل السلطة في مجتمعاتنا العربية في ابعادها الشمولية فهي تنطلق اساسا من سلط سياسية متحكمة ومستبدة وسلط اقتصادية ريعية مهيمنة وتبقى سلطة الخوف والرعب واليأس جاثمة على انفاس ووعي الافراد والجماعات اقوى سلطة مكبلة ومعيقة للتطور والتغير والبناء.

تواصلت الندوة في جزئها الثاني صباح اليوم بمشاركة مشهور مصطفى (لبنان) ووصال العش (تونس) ولخضر منصوري (الجزائر) وقد شهد اللقاء نقاشا اثرى المداخلات ومكن المحاضرين من توضيح رؤاهم وزيادة تطارح اشكالية العلاقة بين المسرح والسلطة في مفهوميها الضيق والواسع.

موضوع “الممارسة المسرحية بين سلطة المسرح ومسرح السلطة” تناوله مصطفى مشهور الذي انطلق الباحث من اعتبار ان المسرح يمارس سلطته من خلال تاثيره في المتلقي وتاثره ورضاه بما يقدمه له من متعة وتسلية وفائدة وعليه تتكون اشكالية مزدوجة بين سلطة افتراضية تواجه السلطة السياسية الواقعية المحصنة بادوات واليات المنع من جهة ومن جهة اخرى فان علاقة المسرح بالسلطة لا يمكن فصلها عن علاقة السلطة بالمعرفة.
الباحثة وصال العش تحدثت عن “الممارسة المسرحية والسلطة” معتبرة انه ان كان للاثر هدفا في حد ذاته فان له ايضا اداته في القراءة فالفنان يواجه الحياة والموت الشيء الذي يبعث على التساؤل ان كان الامر يتعلق بعالم شخصي وهل ان العوالم الذاتية لا تتعارض مع العالم الكلي والموضوعي وهنا يطرح سؤال اخر عن اي عالم يكون الفنان مسؤولا ام ان العمل مغامرة شخصية يواجه بها سلطة الاخرين ؟

المداخلة طرحت أسئلة اكثر منها اجوبة حول موضوع اشكالي يتصل بالفلسفي والذهني اساسا.
المداخلة الختامية كانت من نصيب لخضر منصوري بعنوان “الرؤى الفكرية والجمالية في مسرح علولة مقاربة في الوعي الايديولوجي ورقابة السلطة” واستطاع ان يحقق عبرها قفزات نوعية في جل اعماله المسرحية وقد عالج عدة قضايا بنظرة نقدية للمجتمع وقبل ان يكمل تجربته نالت منه ايادي الارهابيين ولكن سيذكر التاريخ انه تمكن من كسر القواعد الارسطية منطلقا من تجربته الخاصة اعتمادا على التراث المحلي.

جعفر القاسمي في الندوة النقديّة لمسرحيّة "الشمع" : أقصيت القماش و الحبل و تركت الأعمدة

مسرح البلاي باك علاج نفسي للممثل والجمهور

مجلة الفنون المسرحية

مسرح البلاي باك علاج نفسي للممثل والجمهور

الخليج


هذا الكتاب وعنوانه «تشخيص الآخر» ليس موجهاً لقارئ المسرح المتخصص فقط، لكنه كتاب موجه إلى محبي المسرح وعشاقه، وتعود أهميته إلى أنه يطرح بين دفتيه مقترحات فنية بالغة الأهمية، غاية في البساطة، لتقديم مسرح فني متكامل، يستند في تكوينه إلى استخدام أبسط الإمكانات، دون اعتماد نهائي على توافر إمكانات ضخمة، أو ديكورات متعددة الوظائف، أو نصوص عالمية فقط، أو موسيقى تصويرية، تكتب لنصوصه خصيصاً، فضلاً عن أن هذا المسرح لا يقدم فعل «التقنع» داخل أقنعة تتستر من ورائها وجوه الممثلين، ولا يستعين بماكياج يحيل وجوههم إلى شخوص أخرى، فيساندهم التصنع في إخفاء حقيقتهم بل يبتعد قدر استطاعته عن تصميم أزياء مسرحية، تحاك خصيصاً للممثلين، إنه مسرح يتخلى عن ذلك كله من أجل أن يكتشف بتجرده كل شيء، وعلى وجه التحديد يكتشف الحقيقة المجردة، التي تخلع كل الأقنعة بأنواعها المختلفة.
يوضح نيك راو، مؤلف الكتاب الذي ترجمه إلى العربية محمد رفعت يونس والشيماء علي الدين، أن هذا المسرح يتخلى عن العناصر المسرحية جميعها، لكنه لا يتخلى عن عنصر وحيد يخصه ويلتصق به، إنه لا يتخلى عن الإنسان وحقيقته التي ليس بمقدوره أن يخفيها أمام أعين مشاهديه، وتكون الوسيلة التي يتوسل بها في طريقه هي أنه يضع في اعتباره أن مسرح (البلاي باك) الذي يقدّمه هو مسرح «ذاكرة البشر» مسرح لتأريخ هذه الذاكرة البشرية وتوثيقها، وفي سعيه للقيام بتقديم علاج ناجح لمريديه، سواء أكانوا من المشاركين - جمهوراً أو مؤدين - إنما يحاول البحث عن «تطهر للنفس» أشبه بذلك الذي وضعه أرسطو في كتابه «فن الشعر» كوظيفة أساسية للمسرح، وذلك من خلال مسرحة قصة قد سردها في الحال - قبل عرضها بلحظات- أحد المشاهدين عبر ذاكرته الخاصة، فهي قصة شخصية له، فيقوم وجود هذا المسرح على التفاعل ما بين تأثر جمهور المشاهدين وتفاعله بما يشاهده وتعاطفه مع أبطاله.
على أن أهمية ما يهدف إليه هذا الكتاب عن مسرح «البلاي باك» يتمركز حول الذاكرة البشرية، وهي الشيء الوحيد الذي لا يمكن لنا الاستغناء عنه أو التخلي عنه، سواء بإرادتنا أو عن غير أرادتنا، فالذاكرة ليست ذلك الشيء الذي ينافق أو يدعي أو يكذب أو يخادع، في ذاكرتنا يتم الحفاظ على براءتنا وتلقائيتنا التي نلقاها في لحظات العودة إلى أحداث الماضي لمسرح البلاي باك.

الجمعة، 12 يناير 2018

ندوة مسرحية “اختطاف” المسرح في العالم العربي في حالة إنعاش

مجلة الفنون المسرحية

ندوة مسرحية “اختطاف” المسرح في العالم العربي في حالة إنعاش

مكتب الإعلام

انعقدت اليوم 11 جانفي بمركز المؤتمرات بنزل أفريكا الندوة المخصّصة لمسرحية “اختطاف” للمخرج والممثل أيمن زيدان وهي مقتبسة عن نص داريو فو الذي  اشتهر عالميا في 1969 بفضل كتابه “ميستيرو بوفو”، الذي هو ملحمة عن المضطهدين بطلها بهلواني.

في بداية هذه الندوة الصحفية أشار المخرج والممثل أيمن زيدان إلى أن “المسرح في العالم العربي في حالة إنعاش بما أن المطعم وبهو الفندق ملآى “بالمنظّرين” بينما كراسي المؤتمر الصحفي فارغة معتبرا ذلك أمرا محزنا للغاية”.

مسرحية “اختطاف”من إنتاج المسرح القومي السوري خارج منافسة  عروض مهرجان المسرح العربي وقد أعاد صياغة النص محمود الجعفوري.

انقسمت أدوار العرض على كل من لوريس قزق، نجاح مختار، أنطوان شهيد، توليب حمودة، خوشناف ظاظا.

أكّد زيدان أن ما يميّز نصوص داريو فو تحالف السياسة مع الاقتصاد الذي تنجر عنه كارثة على البسطاء وقد تمت إعادة الكتابة مع المحافظة على الفكرة الأساسية، ليعتبر المخرج أن الكاتب الايطالي يقدم عبر نصه فرضيّات بصريّة متنوعة مما يسمح بمساحات كبرى على مستوى الاخراج.

في إجابة عن سؤال حول الالتجاء إلى الاقتباس قال زيدان إن النصوص الأجنبية مثل شكسبير أو داريو فو يمكن لها أن تكون عربية أكثر بكثير من كتابات العرب أنفسهم وكذلك هو الحال بالنسبة للموسيقى.

ودعا زيدان المسرحيين العرب التخلّص من إشكالية نص عربي أو غير عربي “فالمسرح فضاء رحب يسع الإنسانية”.

الممثلون في عمل اختطاف خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وقد اعتبرهم زيدان “شركاء عمل”  ليذهب مباشرة إلى طرح تساؤل ما معنى أن نصنع مسرحا في حالة الحرب ثم يجيب “في سوريا لم تتعطل عجلة الإنتاج ولم تكن الأعمال المسرحية تعبوية بالضرورة  لذلك الحرب لم تهزم المسرحيين السوريين”.

توجه زيدان منذ الثمانينات، على حدّ قوله، نحو المسرح الشعبي بالمعنى الايجابي للكلمة فالكثير من الأعمال لا تحمل فكرا أو توجها ليفسّر أكثر أن كلمة شعبي تعني ملامسة هموم الشعوب وإكساب الشعب معارف جديدة بالإضافة إلى إعادة محاكمة لما هو مألوف.

هنا دعا زيدان كل المسرحيين لإعادة النظر في مصطلح “مسرح شعبي” مضيفا أن بعض المسرحيين يعيشون وهمًا لذلك هنالك حالة انغلاق وابتعاد عن هذا الفن.

في الختام أكد مرة أخرى زيدان أن المسرح العربي ليس بخير فكل الحماسة منذ السبعينات وكل ذلك التنظير أصبحت وهما، ففي النهاية المسرح يخضع لرأس المال من أجل الإنتاج كما أنه في علاقة شائكة مع السلطة ومع الدين.

بنت مسرحية “اختطاف” علاقة خاصة مع الجمهور حسب تأكيد مخرجها في انتظار عرضها في قاعة المونديال يوم السبت 13 جانفي على الساعة الخامسة مساء



ندوة صحفية مسرحية “خمسة لحقو بالجرة”مثلّث صراع بين الكاتب وأفكاره والشخصيات الكامنة فيه

مجلة الفنون المسرحية

ندوة صحفية لمسرحية “خمسة لحقو بالجرة”  مثلّث صراع بين الكاتب وأفكاره والشخصيات الكامنة فيه

 الفريق الإعلامي


انعقدت بعد ظهر الخميس، ندوة صحفية لتقديم مسرحية “خمسة لحقو بالجرة” للمخرج والمؤلف والممثل المسرحي، لطفي التركي التي ستعرض غدا الجمعة بدار الثقافة ابن رشيق، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة الملتئمة بتونس من  إلى 10 إلى 16 جانفي 2018.

وفي مستهل حديثه عن هذا العمل المسرحي  الذي أنتجته جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت والمصنف ضمن مسرح الهواة،  سلّط مخرج “خمسة لحقو بالجرة” الضوء على مثلث الصراع الذي يعيشه الكاتب مع أفكاره ومختلف الشخصيات الكامنة فيه، ليتسبب في أزمة تصل إلى درجة ثورة هذه الشخصيات على صاحبها.

وأضاف أن المسرحية تروي على امتداد حوالي ساعة وربع، معاناة كاتب مسرحي يعيش صراعا مع شخصيات  تنتمي لخمسة أنماط اجتماعية مختلفة، تتمثل في أستاذ تاريخ  تحركه أنانيّته  واقتناعه بأولوية  الاهتمام بقضيته العربية السياسية ليفرض على كاتب المسرحية أن يتخلى عن رواية حكايات بقية الشخصيات، معتبرا إياها “خاصة وفردية”.

تثور بقية الشخصيات التي تضم شابا يتيما يتعرض للإغتصاب من طرف صاحب ورشة النجارة حيث يعمل ليعيش حالة نفسية متوترة وصراع دائم مع المجتمع يصيبه بحالة مرضية هستيرية إنتقامية.

ومن بين الشخصيات الثائرة على كاتبها، الفنان عاشق المسرح والمبدع المتميز الذي يواجه أعداء للنجاح يعملون على احباطه وتحطيمه، متسببين في انهياره عصبيا.

وفسّر لطفي التركي هذا الصراع بأن الكاتب بصفة عامة “هو مواطن وإنسان مفكّر يحمل هموم بيئته مما يضعه أمام تناقضات الحياة المعاصرة بكل معاناتها وتهديداتها على المستويين الفردي والجمعي”.

وعن أسباب اختياره لعنوان “خمسة لحقو بالجرة” ومدى ارتباطه بملحمة الدغباجي الراسخة في الذاكرة الشعبية، أفاد مخرج المسرحية أنه لا توجد أي علاقة بهذه الحادثة وأن الشخصيات الخمس التي تؤثث العرض المسرحي اختارت عدم الالتحاق بكاتبها عكس ما يوحي به العنوان.

وفي ما يتعلق بغياب العنصر النسائي عن هذه المسرحية، أقرّ لطفي التركي بعدم وجود ممثلات صلب جمعية النهضة التمثيلية حاليا مما تسبب في تقمصه شخصيا لدور المرأة “نعيمة” التي تلتقي مع بقية شخصيات المسرحية معتبرة إياهم طرفا في معاناتها و”قططا سوداء عششت في عقلها الباطن”.

وأكد المخرج أن الطرح المسرحي لهذا العمل، اعتمد على أسلوب نقدي هزلي وهادف في الآن نفسه، ساهم في تتويجه بجائزة العمل المتكامل في مهرجان الوفاء للمسرح بقفصة في دورته الرابعة (ديسمبر 2017) وجائزة أفضل إخراج في مهرجان محمد بن عثمان لمسرح الهوارية (نوفمبر 2017) إلى جانب جائزة  أحسن ممثل التي أسندت في مناسبتين للشاب يسري العربي.



قراءة في كتاب "تداخل جماليات الرمز للشخصيه الساميه بين النص الدرامي والقرأن الكريم " تأليف د. عزيز جبر يوسف

الندوة الصحفية لعرض “هنّ” حكاية الحرب والموت من زاويتهنّ

مجلة الفنون المسرحية

الندوة الصحفية لعرض “هنّ” حكاية الحرب والموت من زاويتهنّ

 مكتب الإعلام

انعقدت اليوم الندوة الصحفية التي خصّصت لمسرحية “هنّ” ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته العاشرة بمركز المؤتمرات بنزل أفريكا وذلك بحضور كامل فريق المسرحية صحبة المخرجة آنا عكاش. وتتنافس مسرحية “هنّ” مع بقية العروض المسرحية الإحدى عشرة المختارة لنيل جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لسنة 2018 أنتجت مسرحية “هنّ” المديريّة العامة للمسارح والموسيقى والمسرح القومي السوري، ويشارك في التمثيل لبابة صقر ورنا جمّول ورشا الزغبي ووئام الخوص وإنعام الدبس. ومسرحية “هنّ” عبارة عن مجلس عزاء، وفيه استرجاع لذكريات وسواء أكانت حزينة أو سعيدة فإننا في مرحلة لتجاوز الحزن والخروج من التعب للمضي قدما نحو الحياة. لمدة 55 دقيقة، واقفات على خشبة المسرح، يسرد خمسة ممثلات حالة الحرب التي تعيشها سوريا وقد أجمعت الممثلات على سحر في النص جعلهنّ ينطلقن بكل شغف في هذه المغامرة، الممثلات في هذا العرض كل العمل من ديكور وفكر وحالة إنسانية يعشنها على الركح وينقلنها إلى المتلقي. أما عن النص فقد أكدت المخرجة ومن بعدها الممثلات أنه مستمد بحذافيره مما “يرونه ويسمعونه في الحياة اليومية” وهذا بالذات ما جعل الممثلات يعشن اللحظة الدرامية ومع ذلك فقد تخليّن عن الانفعالات المصاحبة لوقائع عشنها أو سمعنا عنها. وقد أكدت المخرجة آنا عكاش في مجرى حديثها أنها لا تحبذ تصنيفها في المسرح النسوي “لأننا في النهاية نتطرق لموضوع أشمل وهو الوطن” أما عن فكرة فقدان الرجل في حياة المرأة جراء الحرب فلكل حالة من حالات المسرحية هناك بصيص أمل لتجاوز الرجل ومحاولة جادة للانتصار على مآسي الحرب. ولأن التيار النسوي ما بعد حداثي في المسرح والفنون جميعها قد تجاوز مجرد التطرق لخصوصيات المرأة وقضاياها، لتشمل الحياة بكل جوانبها. ولأن المرأة باعثة الحياة ومصدرها وبما أن الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة هي الموت فإنه من أوكد واجباتها التحدّث عنها لرتق الحزن الكامن فينا عند الفراق. للتذكير تعرض مسرحية “هن” بقاعة الريو بالعاصمة يوم الجمعة 12 جانفي على السادسة والنصف والتاسعة والنصف.



افتتاح الندوة الفكرية الاولى الخاصة بالدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

افتتاح الندوة الفكرية الاولى الخاصة بالدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي


في ندوة فكرية بمهرجان المسرح العربي: بحوث حول المسرح من العراق وتونس والجزائر تم صباح اليوم افتتاح الندوة الفكرية الاولى الخاصة بالدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي وذلك بقاعة المحاضرات بنزل افريقيا حيث ترأس الدكتور محمد عبازة الجلسة الاولى وشارك فيها بالمحاضرة كل من سافرة ناجي(العراق) وعبد الحليم المسعودي(تونس) والزهرة ابراهيم ( المغرب ) وصراح سكينة تلمساني ( الجزائر ) : سافرة ابراهيم : الانثروبولوجيا الثقافية وسيرورة التلقي في المسرح العربي اوضحت الباحثة سافرة ابراهيم ان مداخلتها تبحث عن الخلفيات الثقافية والحضارية والاجتماعية والمرجعية التي تحدد طبيعة التلقي وكيفية تعامل المتلقي مع العرض المسرحي . انطلقت الباحثة من بعض الامثلة الإجرائية لكيفية تفاعل المتلقي العربي مع بعض المسرحيات وتبعا لذلك انقسم المسرح العربي الى اكاديمي وعام . عبد الحليم المسعودي : التياتروقراطيا والمسرحة مراجعات في ” الكوجيتو ” المسرحي من جانبه تطرق الباحث عبد الحليم المسعودي في مداخلته الى مفهوم التياتروقراطيا وهو مفهوم افلاطوني يراد منه احتقار الجمهور المسرحي موضحا أن مواقف افلاطون من المسرح معروفة ففي كتابه ايون تحدث عن الشاعر القوال الذي يعيد صياغة الشعر امام الناس الذي اعتبره خطرا على التشريع وقد ذهب به الامر الى السخرية من هوميروس حيث يتساءل عن اضافته او قدرته على ترتيب المدينة الى ان جاء ارسطو حيث اهمل ارسطو الفرجة وركز على النصوص والمكتوب وقال:” ما اريد قوله ان المسرحة تقوم على الغريزة لان المسرح يغلب الواقع والقوانين فهل نجحنا في اجتراح مسرحة عربية بعد مرور قرن ؟ لم ننجح – طبعا – لان المسرحة مازالت مشروعا معلقا أسأل نفسي اين توجد هذه المسرحة ؟ لم نبدأ بعد التفكير في المسرحة”. صراح سكينة تلمساني : قضايا مابعد الاستعمار في المسرح الافريقي أما صراح سكينة تلمساني فقالت في مداخلتها:” لقد حاول الكتاب الافارقة معالجة قضايا من قبيل الزنوج والمسرح والخطاب الكولونيالي “، وتوقفت عند اعمال ايمي سيزير مشيرة الى أنه اشتغل في مسرحياته على تقويض المقولات الاستعمارية والتي فحواها ان الشعوب المستعمرة لا ماضي ولا تاريخ لها، مبينة أن كتابات ايمي سيزير تحولت الى استراتيجية تستعمل كوسيلة للرد على الاخر ذلك لانه اشتغل على اليات جعلته يقوض نمطية الكتابة الغربية عن الاخر وأوضحت صراح سكينة في مداخلتها أن اشتغال ايمي سيزير على المسرح الذي وظفه كخطاب مضاد للمقولات الاستعمارية لان المسرح من اكثر الاجناس الادبية التي حوربت من قبل الاستعمار فقد سعى هذا الاخير الى تغييبها وتهميشها لما تحمله من خصوصية للمجتمعات الافريقية. الزهرة براهيم : التعقيب على المواضيع الثلاثة من جانبها بينت الزهرة براهم وجود اخطاء في البحوث المقدمة على مستوى اللغة نحوا وصرفا ومعجما واسلوبا، الى جانب مشاكل في الاستعمال الوافي لعلامات الترقيم واعتماد بيبلوغرافيا رصينة. ولاحظت المعقبة في تدخلها ان سافرة ناجي لم تنجح في تقديم بحثها بطريقة علمية فالعنوان كبير يبشر بالكثير ولا يقدم الا القليل وفيما يتعلق ببحث عبد الحليم المسعودي قالت ان عنوان بحثه كالمولود الذي ولد بإسمين وبدأ ماتطرق اليه ملتبسا . وبالنسبة الى المداخلة الثالثة لاحظت ان ايمي سيزير وهو يقاوم الاستعمار والعقلية الاستعمارية وتساءلت لماذا كتب بلغة الاستعمار ؟ الا تراه وقع فيما لم يحسب اليه حسابا ؟ ثم اعطيت الكلمة للحاضرين لمناقشة المداخلات التي قدمت اضافة من خلال الأسئلة وتوقفت عند ابرز النقاط التي توقفت عندها المداخلات.


ندوة صحفية خاصة بمسرحية “الخوف” للفاضل الجعايبي إعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى

مجلة الفنون المسرحية

ندوة صحفية خاصة بمسرحية “الخوف” للفاضل الجعايبي إعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى



مكتب الإعلام

انعقدت بتاريخ  9 جانفي 2018 في  الساعة الحادية عشرة بمركز المؤتمرات الصحفية بنزل أفريكا ندوة صحفية محورها العام مسرحية “الخوف” للثنائي فاضل الجعايبي وجليلة بكار، حيث تحدث على لسانيهما لبنى مليكة ونعمان حمدة.
مسرحيّة “الخوف” هي الحلقة الوسطى من ثلاثية بدايتها “العنف” وتتمتّها ستكون هاجسا آخر من هواجس الشأن العام التونسي والافريقي والعربي وحتى العالمي بما أن مسرح الجعايبي يهتم بالإنسانية جمعاء على حدّ تعبير نعمان حمدة أحد الممثلين في هذا العمل.
هناك سبب أو مرتكزات لكل عمل فني و”الخوف” ترتكز أساسا على الآن وهنا إذ هناك العديد من الأشياء التي أعيد النظر فيها بعد “العنف” من خلال المعيش والأحداث المتسارعة في بلادنا جعلنا نفهم كفنانين ومواطنين أننا في حالة من الخوف في مطلق معانيه وهذا ما دفع المخرج ومجموعة الممثلين لبعث هذه المسرحية للوجود هكذا عبر نعمان حمدة ليضيف أنه ليس ممثلا فحسب إنما مواطن بدرجة أولى وهو معنيّ ضرورة بما يحدث في البلاد من مظاهر الخوف.
و”الخوف” قدّم هدية للمتلقي بإعادة النظر في مرآة الذات من زاوية أخرى، في المسرحية اشتغال على حالة استنفار قصوى تفرض على الشخص أو الشخصية سواء فيخرج، مع ظهور عوامل محرّضة كالجوع وفقدان الأمل والتجرد من الضوابط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ذلك الوحش الكامن فينا.
من جهتها، اعتبرت لبنى مليكة المخرج الفاضل الجعايبي “أسطورة” باعتباره فنانا جديّا للغاية وتتمثل الجدية في وضع الممثل في وضعيات وأفكار تحرض على الإبداع والإضافة، فالشخصيات وقعت في ظروف قاسية للغاية لذلك فطبيعي إذا أن يخرج الحيوان في أي شخص مضيفة أن عملية ولادة شخصية “شمس” (دورها في مسرحية الخوف)، والتي تقترب من شخصها كثيرا، تطلبت الكثير من العمل والنقاشات والارتجال وهنا تستطرد مليكة بأن تجربة الجعايبي لا تكتمل إلا بوجود جليلة بكار فهي التي تعمل مع الممثل على مستوى النص والدراماتورجيا لذا الإضافة “البكاريّة” مهمة وأساسية في تجربة الجعايبي ككل.
وعن العمل مع الفاضل اعتبرت مليكة أن على الممثل أن تكون له آليات عمل ويطوّر من معارفه وذاته كي يبدع ويقترح ويقدم نظرة عن العالم أيضا.
أما عن الجانب الإستشرافي في مسرحية “الخوف” فقالت مليكة ” هناك جانب اللاوعي الذي يتحدث عن اللاوعي الجماعي أيضا ومنذ مسرحية “خمسون” قيل أن الفاضل الجعايبي يستشرف الواقع التونسي وهو أمر يعود إلى حساسية الفنان التي من شأنها أن تعطي نظرة عن قادم الأيام.
تتلخص أحداث المسرحية في عاصفة رمليّة جعلت مجموعة كشفية تحتمي بمستشفى مهجور ليفرض عليهم حصارا ولتتكون علاقات مشوهة بين الذات والآخر ولإخراج أو اكتشاف الوحش الكامن في كل ذات إنسانية.
وتكون الخوف في الإفتتاح الرسمي لمهرجان المسرح العربي على الساعة السادسة و النصف مساءً بالمسرح البلدي.



إنطلاق أشغال ورشة ” فن العرائس” بالدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية


إنطلاق أشغال ورشة ” فن العرائس” بالدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي


ورشة “فنون العرائس” بالمركز الوطني لفن العرائس مسرح العرائس لغة مسرحية قائمة الذات انطلقت اليوم الأربعاء 11جانفي أشغال ورشة ” فن العرائس” التي يقوم بتأطيرها اللبناني وليد دكروب وهو خريج المدرسة الروسية في الاخراج سنة 1993 حيث تخصص في مجال “مسرح الدمى” وذلك ضمن الأنشطة الموازية للعروض المسرحية الخاصة بالدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس الذي يتواصل إلى غاية يوم 16 جانفي ، أشغال هذه الورشة يحتضنها فضاء المركز الوطني لفن العرائس بمشاركة طلبة المعهد العالي للفن المسرحي وأشار وليد دكروب بأن الجو العالم لأشغال اليوم الأول كان ممتازا خاصة وأنه يتعامل خلال هذه الورشة مع طلبة مختصين في هذا المجال وهم مشاريع محترفين في المستقبل القريب ، وحول أهداف هذه الورشة يقول وليد :” يكمن هدف الورشة في كيفية التعاون بين المخرج والسينوغراف وكيفية تكوين رؤية سينوغرافية لا مسرحية عرائس لتوضيح طبيعة العلاقة ما بين العروس أو الدمية والمحرك وطبيعة العلاقة ما بين النص والدمية ، لذلك نضع هذا النص اليوم بتصرف مسرح العرائس إذا كان نصا مرجعيا مثلا لأن مسرح العرائس هو لغة مسرحية قائمة الذات لها مفرداتها وأصولها وقواعدها وأسسها وكل هذه الأسس والقواعد يمكن لها أن تكسر لأسباب معينة مبررة دراميا ..هذا موضوع الورشة التي تتواصل على مدى خمسة أيام ولذلك علينا بالتركيز التام خلال هذه الأشغال حتى يتسنى للطلبة الإلمام بفكرة سينوغرافيا وخطة العرض. وحول حرص الهيئة العربية للمسرح على برمجة هذه الورش تزامنا مع العروض المسرحية والندوات أشار وليد دكروب بأن الهيئة العربية للمسرح تسعى دائما لتقديم الأعمال المسرحية والابداعية لجمهور الدول العربية ولم تتغافل عن تخصيص مساحة مهمة لمسرح العرائس من خلال الملتقيات والمؤتمرات والورشات خاصة وأنه للأسف ظل هذا الفن مهمشا بالعديد من الدول العربية . ورشة ” فن الممثل” بقاعة التياترو فضاء للأسئلة والحوار وبقاعة التياترو بالعاصمة انطلقت أشغال ورشة ” فن الممثل ” التي تتواصل إلى غاية يوم 16 جانفي ويقوم بتأطيرها كل من توفيق الجبالي وخولة الهادف ومروان الروين بمشاركة شباب من المشاركين في المهرجان حيث أكدت خولة الهادف بأن هذه الورشة تطرح العديد من الأسئلة منها ماهو الممثل ؟ وماهو فن الممثل ؟ ومن هنا تفتح أبواب الأسئلة حول المسرح ونوعية المسرح المتداول حاليا وعن مرجعياته وواقعه ..وأيضا من أين يستمد الممثل طاقاته وقدراته ، ففي الوقت الحالي لا يمكن الحديث عن طريقة معينة في فن الممثل ..عن قالب معين ..الممثل في النهاية هو كتلة من الإحساس وجسد وموهبة وأيضا ” تكنيك ” وهذا كله ما سنحاول عمله خلال أشغال هذه الورشة التي تشهد مشاركة العديد من الهواة وشبه محترفين في المجال المسرحي من عدة دول منها مصر والأردن .. ومن هنا يأتي ثراء وجهات النظر وتبادل الأفكار والتجارب خاصة في هذه الورشة المفتوحة على الأسئلة و المقاربات لطرق العمل على الجسد وعلى المخيال وعلى النطق .. وعلى الصوت وعلى الحكايات وهذا لعمري إضافة حقيقية تقدمها الهيئة العربية للمسرح من خلال هذا المهرجان الثري بالتجارب وتبادل الآراء و الخبرات .


مسرحية "الشمع" لجعفر القاسمي وجع حياة.. ووطن

العرض الجزائري "ما بقات هدرة" ضمن مسابقة مهرجان المسرح العربي بتونس عبث اللّسان بعمق الإنسان

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption