
أختيار لغة الموقع
أخبار مسرحية
آخر المنشورات في صور
الاثنين، 19 سبتمبر 2022
مجلة الفنون المسرحية
الأربعاء 21/9/2022.. إنطلاق فعاليات مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي التاسع
علي عدنان التويجري : أول مهرجان مسرحي في العراق يتناول نهضة الإمام الحسين عليه السلام
تشرف على المهرجان لجنة عليا برئاسة الفنان محسن الجيلاوي ويشمل تقديم ثمانية عروص من مختلف المحافظات اختارتها لجنة مشاهدة متخصصة برئاسة د. أمير هشام وتتنافس على جوائز تقرها لجنة الحكم برئاسة د. حميد صابر
عقد جلسات نقدية لجميع العروض الممشاركة تديرها لجنة النقد برئاسة د. ياسر عبد الصاحب البراك ويعقب فيه نخبة من أبرز نقاد المسرح في العراق
تقديم أوبريت (ركب الأحرار) للفنان حسين مالتوس في حفل الافتتاح وأنشودة (الحرم الحسيني) لحن وتوزيع الفنان محمد رميض
كتب – عبد العليم البناء
يفتتح غدا الأربعاء 21/9/2022 مهرجان ينابيع الشهادة المسرحي التاسع الذي تقيمه نقابة الفنانين فرع محافظة بابل، والذي انطلقت دوراته منذ عام 2012 ، وكان مهرجاناً محلياً يقتصر على فرق محافظة بابل، وكان المهرجان الأول في العراق الذي يتناول يتناول نهضة الإمام الحسين في واقعة الطف الخالدة، وفيما بعد تحول الى مهرجان وطني بمشاركة عروض من مختلف محافظات العراق منذ الدورة الثانية واستمر على هذا المنوال حتى الآن، وتشرف على المهرجان لجنة عليا برئاسة الفنان محسن فاضل الجيلاوي رئيس فرع نقابة فناني محافظة بابل، وتضم في عضويتها الفنانين: ثائر وحيد الجبوري عن نقابة معلمي بابل، ود. عامر صباح المرزوك عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل، وفاضل كاظم عمران مدير قسم النشاط الرياضي والمدرسي، وعلي عدنان التويجري مسؤول الشعبة المسرحية في نقابة فناني بابل مدير المهرجان..وبغيت تسليط الضوء على فعاليات ومنهاج وبرامج المهرجان كان لنا هذا اللقاء مع مدير المهرجان الفنان علي عدنان التويجري الذي تحدث لنا عن الدورة الحالية والتحضيرات لاقامة هذه الدورة قائلاً:
- في هذا الدورة بلغ عدد الفرق المشاركة أكثر من العام السابق إضافة التى تميزفي نوعية العروض المشاركة، وبرغم ضعف الدعم المادي الذي نعاني منه لكننا والحمدلله استطعنا أن نوفر أغلب الاحتياجات الخاصة بالمهرجان بدعم متنوع من جهات عدة، وسيشهد حفل افتتاح المهرجان الذي سيقام يوم الأربعاء الموافق 21/9/2022 الساعة الرابعة عصراً في قاعة الثقافة والفنون، منهاجاً حافلاً يبتديء بالنشبد الوطني وقراءة ميسرة من القرآن الكريم تتلوها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، ومن ثم كلمة رئيس اللجنة العليا للمهرجان الفنان محسن الجيلاوي رئيس الهيئة الإدارية لنقابة الفنانين فرع بابل، وكلمة نقابة الفنانين العراقيين - المركز العام يلقيها للفنان د. جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، وكلمة نقابة المعلمين العراقيين، يعقبها عرض فيلم وثائقي قصير عن مراحل التحضير للمهرجان من إخراج الفنان حسين العكيلي وتصوير ياسر الأعسم، وبعد ذلك يتم توزيع الشهادات التقديرية على الجهات الداعمة للمهرجان، وتقديم عرض الافتتاح لفرقة مالتوس المسرحية بالتعاون مع نقابة الفنانين العراقيين فرع بابل، بعنوان (ركب الأحرار) إخراج وتصميم الرقصات :حسين مالتوس، حوار: منير راضي، أداء الفنانين: حسنين الملا، عبدالله أحمد، ابراهيم چنو، سجاد علاء، حيدر ميثم، حسنين الحسيني، الإضاءة : علي المطيري، اختيار وتصميم المؤثرات الصوتية : حسين مالتوس..
وأكد التويجري أن هذه الدورة: شهدت مشاركة لفرق مسرحية متنوعة بعروض مسرحية متميزة تم اختيارها حسب قرار لجنة المشاهدة المكونة من : د. أمير هشام رئيساً، وعضوية الفنانين: علي حمزة، وأحمد خليل، ومهند ناهض، وحسنين الملا، حيث اختارت ثمانية عروض من أصل أربعة عشر عرضاً مسرحيا تقدمت للمشاركة، وستقدم في عروض صباحية ومسائية على خشبات ثلاثة مسارح في المحافظة : مسرح نقابة الفنانين، ومسرح النشاط الرياضي والمدرسي، ومسرح كلية الفنون الجميلة، وستتنافس هذه العروض التي تنوعت في مساراتها الابداعية من حيث الشكل والمضمون على جوائز المهرجان، حيث تتولى لجنة الحكم التي يرأسها الدكتورحميد صابر، وتضم في عضويتها الفنانين: كاظم النصار، وفلاح ابراهيم، ومنير راضي، ومهند لطيف بربن، اختيار واعلان الفائزين في المهرجان في حفل الختام الذي سيقام يوم السبت القادم 24/9/2022.
وأوضح التويجري: كما سيشهد المهرجان جلسات نقدية بإشراف لجنة النقد التي يترأسها الدكتور ياسر البراك، وتضم في عضويتها النقاد : د. بشار عليوي، د. علي الشيباني، د. جبار خماط، الناقد حما سوار عزيز، وحسن الغبيني، ويوسف عبد الحسين، والتي سيعقب فيها نخبة من أبرز نقاد المسرح في العراق.
وأكد التويجري أن العروض المشاركة ستقدم تباعاً .. ففي قاعة نقابة الفنانين العراقيين / فرع بابل وفي يوم الاربعاء21 / 9/ 2022 الساعة 6 مساءً ستعرض الشعبة المسرحية في نقابة الفنانين العراقيين فرع بابل، مسرحية (أفول القمر) تاليف واخراج وتمثيل: الفنان ثائر هادي جبارة، تومثيل : علي غالب خضر السلطاني، وسينوغرافيا : ثائر جبارة، ومؤثرات صورية وموسيقية : باسل ماجد، إنارة : سراج منير، تنفيذ الديكور: ذو الفقار ثائر جبارة، تصميم الفولدر: حسام اشراق. وفي قاعة نقابة الفنانين العراقيين / فرع بابل .
وأضاف التويجري وفي يوم الخميس 22/9/2022 الساعة 10 صباحاً وفي قاعة النشاط الرياضي والمدرسي تقدم فرقة الرسالة المسرحية في الشطرة التابعة لنقابة الفنانين العراقيين فرع ذي قار مسرحية (النص الأخير) تأليف : حيدر عبد الله الشطري، وإخراج : علي خالد، وتمثيل الفنانين : كرار الساحر، أحمد حليم، الأمير حيدر، ضرغام حكمت، علي بسيل طالب، مدير مسرح : حسين كريم، ديكور وأزياء : أحمد كاظم جبار، مؤثرات سمعية : مصطفى حيدر، إضاءة : علي المطيري. وفي الساعة 12 ظهراً من اليوم ذاته وفي قاعة كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل، تقدم كليةً الفنون الجميله جامعة بابل مسرحية (أحداث) توليف واخراج علي العميدي عن كتاب ألوان وهذا الكون سيء السمعة لأدهم عادل، وكتاب كلمات رادئية لميثم راضي، تمثيل الفنانين: حسنين الحسيني، علي العميدي، التقنيون:علي المطيري، سجاد علاء، حيدر الريماس، ابراهيم الدرويشي، مساعد مخرج حسنين الحسيني. في الساعة 5 عصريوم الخميس ذاته وفي قاعة نقابة الفنانين العراقيين فرع بابل نقابة الفنانين العراقيين فرع صلاح الدين مسرحية (اللعين) تاليف : د. حسين علي هارف إخراج : جواد الساعدي، تمثيل الفنانين:عبد حبيب الخفاجي، أمجد نبيل، كرار العلو، سينو غرافيا : علي حيدر سهيل، داتا شو: أحمد الحسني، تنفيذ الموسيقى : منير الوردي، موسيقى وإضاءة : أحمد الغزالي ،علاء حسين ياس...
وتابع التويجري أما في يوم الجمعة 23/9/2022 وفي تمام الساعة 10 صباحاً وفي قاعة النشاط الرياضي والمدرسي، فستعرض مسرحية (ليلة ال..) لفرقة غانم حميد وتأليف عمار سيف وإخراج محسن حيدر،الإشراف الإداري أمير قحطان، وتمثيل الفنانين :عباس القصاب، ستار محمد، علي الجراح، علي صاحب، وعلي الجشعمي: ازياء، حيدر عنوز: موسيقى، صلاح الفتلاوي: ديكور. وفي تمام الساعة 12 ظهراً من يوم الجمعة ذاته وفي قاعة كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل ستقدم منظمة عيون الفن الثقافية في النجف الأشرف مسرحية (الخامس) تأليف واخراج أبو القاسم الزهيري، وتمثيل الفنانين:علي كاطع، نعمت الفتلاوي، مصطفى الخالدي، والديكور: أمير حيدر، موسيقى حية :علي كامل، موسيقى: زياد فارس، ملابس: فلاح حسن، ادارة مسرح: نور آل عطية، الإشرف العام : فارس نعمه الشمري.وفي تمام الساعة 5 عصراً من اليوم ذاته وفي قاعة النشاط المدرسي والرياضي ستقدم مؤسسة الشهداء / فرقة الخالدون المسرحية مسرحية (صحة صدور) تأليف أمير السلمان، وإخراج عبد الجليل الخفاجي، وتمثيل الفنانين: أمير السلمان، حمزة جعفر، محمد جاسم، مسلم هلال، مرتضى الخفاجي، الهندسة، الصوتية مالك الغراوي، إدارة مسرحي’ ستار البهادلي، تصميم وتنفيذ الإضاءة سعد الشاهري، م/ عبد القادر طه، الإشراف الفني د.ثائر بهاء كاظم، علي عدنان التويجري.وفي الساعة 6 مساءً من اليوم ذاته وفي قاعة نقابة الفنانين العراقيين فرع بابل، ستقدم شعبة النشاط المدرسي في واسط بمشاركة فريق دريم أكس مسرحية (الحر) تأليف عماد جاسم حمزة (بابا عماد)، إخراج أحمد نجم عبد علي (أبو رامي)، الإشراف العام أكرم رشيد حمد، الإشراف الفني : وسام النجار، المتابعة الفنية : عباس لطيف ساعد في الإخراج : مؤمل حسام راضي وايلاف جمال، إدارة المسرح علي حسين جاسم، صفاء السراي، تنفيذ الموسيقى محمد النجار محمد باقر أورهان إضاءة علي النجار نور الدين گمر، وتمثيل: حيدر السيفاوي، سيف سعد، عادل مجيد، علي حسين جاسم، مؤمل حسام، محمد قاسم، حسين صبري،علي عارف، مصطفى محمد، مسلم عصام، حسنين ميسم، علي هادي، عباس اياد، سجاد محمد، سيف شلال، طيبة أزهر، فاطمة ماجد، فاطمة عباس، سجى محمد، زهراء عباس.
وأشار التويجري الى أن حفل الختام سيقام في تمام الساعة العاشرة صباح يوم السبت 24/9/2022 في قاعة الثقافة والفنون بمحافظة بابل، تقديم انشودة المهرجان الموسومة (الحرم الحسيني) عن شعر قديم، ولحن وتوزيع محمد رميض، وهندسه صوت باسل ماجد، وأداء المنشد مهند الشافعي، وفرقة نقابة فناني بابل، وتم التسجيل في قسم النشاط الرياضي والمدرسي، ويليها توزيع الشهادات التقديرية على رؤساء وأعضاء اللجان المشاركة في المهرجان، ومن ثم القاء ذلك البيان الختامي للمهرجان من لدن لجنة التحكيم واعلان النتائج النهائية ليسدل الستار على فعاليات المهرجان على أمل اللقاء في الدورة المقبلة بإذن الله تعالى .
وقال الفنان التويجري: وفي الوقت الذي نشكر فيه جميع الجهات الداعمة والساندة وكل الذين ساهموا في انعقاد وانجاح فعاليات المهرجان، من فرق وفنانين وفنيين ومتطوعين وكل رؤساء وأعضاء لجان المهرجان المختلفة، فإننا نتمنى للجميع التوفيق والنجاح، ومشاهدة ممتعة وطيبة ومتفاعلة لجمهورنا العزيز مع هذا الحدث الإبداعي المهم وهو يؤدي رسالته النبيلة، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق والنجاح.
وختم مدير المهرجان الفنان علي عدنان التويجري حديثه بالإعراب عن أمنيته في أن يكون المهرجان في السنوات القادمة دولياً، لأن الأمام الحسين عليه السلام وقضيته أكبر وأعمق وتترسخ بأبعادها الإنسانية الشاملة وبما يجسد نهضته من أجل الحق والعدل والإصلاح..
مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة يعلن القائمة القصيرة لمسابقة النصوص المسرحية
مجلة الفنون المسرحية
مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة يعلن القائمة القصيرة لمسابقة النصوص المسرحية
احتفاء بالنص المسرحي العراقي الذي قدم عطاءات مهمة على مستوى الكتابة منذ عقود طويلة من الزمن وما زالَ متواصلاً بألقهِ عراقياً وعربياً ودولياً.. كانت المبادرة المهمة من قبل دائرة السينما والمسرح بإعلان مسابقة النصوص المسرحية ضمن أعمال مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة للفترة من ٢٠ ولغاية ٢٨ تشرين الثاني للعام 2022 وقد وصلت للمسابقة ٣٢ نصاً مسرحياً وهي تحمل قراءات للواقع العراقي بكل همومه وأحلامه وتطلعاته، وتشير الى المستوى العالي لكتّاب المسرح وهم مصدر فخر لنا، وبسرية تامة ومهنية وعلمية كانت النصوص على طاولة لجنة الحكم دون معرفة أسماء المؤلفين تماماً لتفرز لنا القائمة القصيرة التي سيتبعها إعلان النصوص الثلاثة الفائزة بعد أيام، وضمت القائمة (11) نص مسرحي وكانت على النحو التالي : النص المسرحي "بزوع عند الالفية الثالثة" للمؤلف عمار نعمة جابر ، والنص المسرحي "ارض الحرام" للمؤلف عقيل العبيدي ، والنص المسرحي "مذبحة التماثيل المتنكرة" للمؤلف ليث فائز الايوبي ، والنص المسرحي"الراس" للمؤلفة اشواق النعيمي ، والنص المسرحي "يوسف" للمؤلف مثال غازي ، والنص المسرحي "جمع تكسير" للمؤلف احمد الماجد ، والنص المسرحي "سيرة ذاتية لحارس الفنار" للمؤلف ميثم هاشم طاهر ، والنص المسرحي "مارة والملك" للمؤلف عصام حسين حسن ، والنص المسرحي "شكسبير في الرقة" للمؤلف عواد علي ، والنص المسرحي "اللعبة" للمؤلف عبد علي كعيد ، والنص المسرحي "كشف دلالة" للمؤلف زيدون داخل
لجنة تحكيم مسابقة النص المسرحي
الأحد، 18 سبتمبر 2022
مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة يفتتح باب المشاركة في الورشة المخصصة لهندسة الاضاءة
مجلة الفنون المسرحيةمهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة يفتتح باب المشاركة في الورشة المخصصة لهندسة الاضاءة
لأن المسرح يُضيء الحياة
ضمن النشاطات العديدة التي يحتضنها مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة والتي يسعى من خلالها لتحقيق فلسفة المهرجان في بناء جيل من المسرحيين الشباب الملمين بأصول الصنعة المسرحية ومفرداتها الجمالية وتأهيلهم عمليا ونظريا من خلال استقطاب واستضافة ذوي الخبرة والتخصص والتجربة كل في مجال عمله.. تجري الاستعدادات لإقامة ورشة عمل في مجال التقنيات المسرحية للفترة من ١٠ ولغاية ٢٠ / ١٠ / ٢٠٢٢ وستكون الورشة مخصصة لهندسة الاضاءة حيث تستضيف دائرة السينما والمسرح المصمم العربي السينوغراف (ابراهيم الفرن)..
وتدعو ادارة المهرجان المختصين بالتقنيات المسرحية والراغبين في المشاركة ضمن اعمال الورشة التسجيل في الرابط ادناه :
وستكون المشاركة مفتوحة لكافة الأعمار ومن كل المدن والمحافظات العراقية..على الراغبين بالتواصل والمشاركة الدخول على الرابط والتسجيل ملىء الاستمارة وارسالها عبر الاميل
theaters@cinemamasrah.gov.iq
علما أن اخر موعد للتسجيل هو ٢٥ / ٩ / ٢٠٢٢
للاستفسار الاتصال على الوتساب
+964 771 050 1996
نتمنى التوفيق لكل المشاركين..
الجمعة، 16 سبتمبر 2022
طقوس التأويل الحكواتي: بدويّون في المدينة! / حازم كمال الدين
مجلة الفنون المسرحية

طقوس التأويل الحكواتي: بدويّون في المدينة!
الحلقة الرابعة
كما أشرتُ في الحلقة السابقة لم يبق الحكواتي أسيرا للطقس المعروف. ولكي أكون عمليا سأتناول الموضوع بطريقة تطبيقية:
عام 1998م قدّم مُحترف صحراء 93 في بلجيكا عروضا حكواتيّة حملت عنوان “بدويّون في المدينة”، وترحّل بها في المُدن قاصدا “أيّ مكان”. فدخل بيوتا ومقاهٍ، وصعد مسارح، وحطّ في كنائس ومراكز ثقافية وصالات معارض تشكيلية.
حكواتي ومُمثلة ومُمثل ومُوسيقي انطلقوا في جولات باحثين عن كودات جديدة ووسائل عرض تصل للجمهور بلا مُبرمجين ثقافيين يلعبون كثيرا دور الرقيب على العروض الفنية ودور الوصيّ على المُشاهد الذي يحدّد له ما يجب أن يرى وما لا يجب. راحوا يترحلون طارقين الأبواب بحثا عن مكان يستضيفهم وقلب ينفتح عليهم بمُقابل أن يقدموا ما يملكون. ولم يكن ما يملكون سوى عروض “مسرحية” مُترحلة.
عرض سمر في مُقابل الضيافة. هكذا كان الشعار.
أكتب “مُترحلة” وأشدّد على “الترحّل”. ذلك أنّ الترحّل موضوع تطوّر عندي من جذور هجينة فيها من التأثيرات الثقافية بقدر ما فيها من خلفيات كاتب السطور وحياته الشخصية.
فتنقلي في المنافي من بلد إلى بلد ومن مدينة إلى أخرى واستحالة بيتي ووطني وبطريقة حرفية من موقع ثابت على أرض إلى حقيبة مُتغيّرة ومُترحلة دفعني للبحث عما يعيد تأسيس نفسي كلما تأبطّت بيتي “حقيبتي” ورحلت. حالة الترحّل وتحوّل ما هو ملموس إلى رمز أو فكرة افتراضية؛ ألغى لديّ مبدأ الاستقرار المادي إلى الأبد ودفعني للبحث عن طرق إبداعية تقبل غياب المكان المُناقض لمبدأ أساسي في العرض المسرحي. فالمسرح “كان” يفترض مكانا ثابتا وبنية تحتية فيما ينفي الترحّل ثبات المكان ويجعل البنية التحتية مُستعصية.
كان ذلك الجانب الشخصي الأوّل من الترحّل. أما الجانب الثاني فهو الحالة الأسرية للكاتب.
لقد عمل والدي في مجال هندسة مساحة الأراضي في وزارة الإصلاح الزراعي العراقية مُنذ ثورة 14 يوليو عام 1958م، مما فرض عليه التنقل من مدينة إلى أخرى، ولفترات طويلة نسبيا حسب مُقتضيات المهنة. هكذا رأيت بيتنا يتنقل بحُكم عمل الوالد من مدينة إلى مدينة، ومن شاحنة نقل إلى شاحنة في حالة تركيب وتفكيك لا هوادة فيهما. فالانتقال يعني تفكيك أثاث البيت وإعادة تركيبه في منزل جديد. الحلة، التاجي، طوزخورماتو، الكاظمية، الخالص، اللطيفية، الحلة، الكوفة، بغداد، الحلة، كربلاء، بغداد.. المنفى!
الجانب الشخصي الثالث من الترحّل هو الحكواتي الديني. فقد أتخم هذا القصّاص المُترحّل طفولتي وفتوتي وشبابي.
بمُقابل الدوافع الشخصية الآنفة الذكر والتراتيل الدينية والصوفية والكراكوز، وإبداع فريق العمل والمُشاهد وجدت إبان دراستي وعملي في بلجيكا وشائج غربية مع مفهوم الترحل ومُعالجاته الفلسفية والجمالية، وأخصّ بالذكر هنا عربة ثيسبس الشهيرة “القرن السادس ق. م”، وترحلات موليير في أعماله المسرحية 1643-1658م وبعض مباديء الهابننج.
عودة إلى ترحّل المُحترف في بلجيكا وعروضه فقد قدّمنا عددا من الحكايات لقاء ضيافة منحها المضيّف. أعني أنّنا لم نكن نشترط عليه تهيئة مسرح ما. فالحكايات وضّبت بطريقة تسمح بتقديمها في مُختلف الفضاءات.
قدّم العرض الافتتاحي في بيت كاتب السطور وترحّل من هناك إلى مواقع تشكيلية- المتحف الوطني للفن الحديث Mukah، وجاليري De Zwarte Panter- وإلى مواقع ثقافية- مراكز ثقافية، المكتبات العامة- وعرّج على بيوت الناس- صالون بيت، مطبخ، فناء، غرفة نوم، حديقة- وغير ذلك.
عشرات العروض في عشرات المواقع في ترحلات اكتشفت كل موقع بطريقة أنتجت قراءة جديدة للعرض وللمكان وللمُساهمين في العرض.
لقد تعامل الفنانون مع الأمكنة باعتبارها كائنا حيّا مُتغيّر الأبعاد والقراءات. وكانوا يعيدون ترتيب مشاهدهم المسرحية بناءً على دراسة عضوية للمكان. أيّ أنهم كانوا يصغون صوتيا وصوريا وحسيّا ونفسيا للمكان وصاحب المكان ولا “يستخدمونه” كأداة لأغراضهم.
حينما تتأمل المكان من دون أحكام مُسبقة فإنّ الأخير يفتح لك ذاكرته وأسراره. فتتحول فسحة في نادٍ ليلي خارجة عن الفضاء الحميمي للحلقة مشهدا تتجسّد فيه حرب أدواتها المُوسيقى والأضواء والقناني والأقداح. أو يتحول مطبخ مفتوح على الصالة إلى قبّة مسجد. أو يتحول أطفال الجيران الذين تسلّقوا جدار الحديقة وراحوا يعاكسون الجمهور والمُمثلين إلى قبيلة من الجان تحت الرمال.
تسع حكايات أهملنا فيها المظاهر الحكواتية المتحفية بقدر ما أهملنا دراماتورجي الأسباب والنتائج الغربي وسلطنا فيها الضوء على الخصائص الشفاهية وتأويلاتها.
كان مصدر الحكايات هو القصص الشعبية، والميثولوجية، والتراثية الغارقة بالجن وبكائنات “خيال علمي” أوهمت الكثيرين بأنهم أمام قصص “ألف ليلة وليلة” أو فوق بساط ريح شاعري. لكننا في واقع الأمر كنا نترك عنف الميثولوجيا وسورياليتها تربض ما بين الطيّات.
لقد تقدم العنف والقسوة كبديل عن خيالات المرجعيات التقليدية في الشرق والغرب. كما تعاملنا مع الثقافة الشفاهية على أنّها أسلوب فني يتنكر للطرق القديمة للحكاية، طرقات النوستالجيا، والاستشراق والـ exotic. وحاولنا بذلك وضع المراجع المعرفية الغربية المُؤسسة على إرث الاستشراق عن الشرق في موضعها الصحيح حيث يتم اقتطاع الحكاية الشرقية من سياقها لوضعها في سياق آخر، أو يتم تبسيطها أو تسطيحها أو أدلجتها أو تقديمها بما يتفق مع الموضة، أو لكي تستجيب لحاجات وسائل الإعلام المشروطة بالتبسيط والوضوح.
لقد كان شعارنا هو الالتباس والترحل بين الإنسان ومرجعياته الثقافية وإشهار الأسئلة حول كوداته وكوداتنا الثقافية. لكن ترحلاتنا ما بين الإنسان وما يعتمل داخله لم تكن تدخّلا عنيفا ولا تربويا ولا علاجيا. لا. لقد كنا مسكونين بطريق السُخرية الشاعرية.
هكذا، ومن خلال التركيز النقدي على الحكايات الشفاهية وسياقاتها الثقافية كان ثمة حجر يسقط كل مرة ليهزّ ركود بحيرة التهليل الغربي للاستشراق، ويكسر زجاج الزنزانات الشرقية الدونية للغرب أو المُشبعة بالحنين. وبتلك الطرق ذهبنا بالمُشاهد إلى مفازات دراماتورجية لا متوقعة. ففي اللحظات التي كان يعتقد فيها أنّه بدأ يقرأ العرض مُستندا إلى مرجعية مُؤتمنة تمكّنه من فك الكودات يكون قد دخل في أزمة مع كوداته التي عرّفت الشرق بالجنس، والسحر، والغناء، والعالم الغرائبي.
بما أننا عملنا بمنهجية على مُخالفة تلك التوقعات؛ خلق ما قدمناه قراءة طازجة لمن لم يخضع للكودة الغربية، لكنّه ولّد التباسا لدى الجمهور المُدرّب على تلك المرجعيات. وبذلك واجهت الخيبة من أتى آملا أن يحلّق في أحلام ألف ليلة وليلة الإيروتيكية والغرائبية.
لنتابع تطبيقيا ما حدث في مسرحية “ساعات الصفر”.
المسرحية لم تبدأ.
فما أن وصل الجمهور حتى أدخلناهم فرادى إلى بيت كاتب السطور الذي أُحيل مدخله أنقاضا تقتضي منه أن يبذل جهدا ليشقّ طريقه إلى الداخل. حين تنتهي الأنقاض تطالعه ستارة عليه أن يفتحها ويدخل ليجد نفسه في فسحة مُعتمة تقود بدورها إلى فسحة أخرى مُضاءة بشموع وامرأة تقدم شايا بالنعناع بصمت، وابتسامة إيروتيكية فيما يتناهى إلى سمعه عزف وغناء غرائبي. بيده قدح الشاي يدخل صالون البيت الذي صمّم على منوال بيوت القصب القديمة الواقعة جنوب العراق ولم يكن لديه خيار سوى أن يجلس فيما يشبه الحلقة مع بقية المُمثلين وكان لا يتجاوز عدد المُشاهدين 20 بأيّ حال.
المسرحية لا تبدأ.
بل يستمر الغناء وكأنّ ما يحدث كونسرتا. أمرٌ أحال المُشاهد إلى الأكليشيهات التي اعتاد أن ينظر من خلالها إلى الشرق. وإذ لم يتوقف الغناء بعد فترة أصابته حيرة دفعته للتساؤل:
هل أنا في المكان المطلوب حقا؟
هذا كونسرت وأنا قادم لمُشاهدة عرض مسرحي.
ربما المُخرج/ المُؤلف “الأجنبي” لا يجيد اللغة وأعلن عن العرض بطريقة خاطئة.
آها! هذا هو الشرق الحقيقي حيث الأشياء عصيّة على التعريف والتجزئة الغربية.
أو بدأ بإضافة كودة جديدة تقول: إنّ “من طبائع المسارح الشرقية أن تبدأ بمُقدمة مُوسيقية طويلة”.
استغرقت المُقدمة المُوسيقية حوالي عشرة دقائق، تلاها المشهد الأوّل الذي وضع المُشاهد في لجةّ التصورات الغرائبية عن الشرق وبطريقة مُبالغة. بخور وضباب في صحراء وأشياء أخرى. ثم لحقته مشاهد أخذت على عاتقها تخريب تلك التصورات عبر إدخالها أقنية وهمية توحي له أكثر أنّ الشرق هو بالفعل ما تعلمه وفقا لمرجعياته قبل أن يجد نفسه في حالة تدفعه إلى وضع مرجعياته جانبا والانفتاح على الكودة الشرقية. وبذلك الطريق قدّمنا صورا لا تداعب تصوراته عن الشرق، لكنها لا تبعث فيه الإحساس بأننا نقوم بمُناظرة فكرية أو إلقاء بيان عن الشرق أو الاستشراق.
لقد تمتعنا مع المُشاهد بتبادل الحكي في إطار علاقات الشرق الحقيقية المُلتبسة في المجالات الغريزية، والسحرية، والشفافية، والشاعرية، والوحشية، والانفعالية، والتداعياتية وما لا يمكن وضعه في كلمات بل يمكن تقاسمه روحانيا.. إلخ.
أما على صعيد تأويل الراوي فقد بحثت المسرحية في العلاقات بين التداعي الشرقي الحكواتي وتراتبية الأسباب والنتائج الغربية في بناء الحدث. لقد اعتمدنا فيما اعتمدنا على العلاقة بين أنماط التمثيل البدئية وأنماط التمثيل المُعاصرة وما ينجم عن لقاء هذه الأنماط على المسرح. بمعنى أوضح أنّنا ركّزنا في بحثنا على الاتجاه الذي يسلكه الراوي وآليات تحوله إلى مُمثل، وآليات تمرده على أشكال التمثيل السائدة والأعراف والتقنيات المسرحية الأخرى، هدفنا في ذلك طرح الأسئلة التالية: هل من المُمكن أن “يموت” أسلوب تمثيل أو طريقة عمل ما؟ هل تتقادم الأساليب الفنية ويتجاوزها التاريخ؟ هل تبلغ الأساليب الفنية من العمر عتيا بحيث لا تعود مُناسبة للحاضر؟ ومن يحدد تقادم أسلوب ما وتجاوز التاريخ له؟ من ذا الذي يؤرخ لقوانين العمل الفني ويمنح هذه الطريقة في العمل لا تلك حق الخلود؟ عموما: من يحدد التطور الفني لفترة زمنية مُعينة؟ الموضة؟ الاقتصاد؟ السُلطة؟
عندما ننظر إلى الحكواتي العربي نرى أن بناء خط التوتر لديه لا يتم عن طريق توتر العلاقة بين الشخصيات، ولا تأزم الأحداث أو الصراع على الخشبة في مشهد أو حالة ما. في طقوس التعازي على سبيل المثال نحن نجد أنفسنا أمام قصة معروفة وقديمة تعاد روايتها كل عام عن طريق الراوي. الحبكة هي ذاتها عاما بعد عام، لذلك لا يتم التصاعد الدرامي عن طريق بناء الحكاية نفسها- وإن كان ذلك يحدث جزئيا- بل عن طريق علاقة الراوي بالجمهور وبالظروف المُحيطة بهما: السياسية أو الاجتماعية. بمعنى آخر أننا نجد تعريف التصاعد الدرامي للحكاية الحية المُعادة في كفاءة الراوي وشدّة انتباهه للحظة المُحيطة به.
في ساعات الصفر كان الأمر شبيها بذلك: فالتصاعد الدرامي لم يكن تصاعدا لتوتر العلاقات بين الشخصيات أو الأحداث أو تحوّلات أحد هذه العناصر. وإنّما كان يتموضع في مُفاجئة الانتقال الارتجالي الآني من حكاية إلى أخرى، وفي العلاقة اللامتوقعة مع الفضاء، وفي ثنايا الجودة الفنيّة للراوي وتحوّلات طرائق التمثيل التي كانت تتنقّل من الطقوسية إلى القصصية، إلى التشخيصية، إلى الاندماج في الشخصية، إلى الانفصال عن الشخصية، إلى التمرد على مفهوم التمثيل و.. إلى العودة إلى الراوي.
…
كان هدفي أيضا هو مُجابهة التراثي بالمُعاصر، والأصالة بالتأويل؛ مما دفعني أن آخذ منحى الإخلاص للأشكال الحكواتية القديمة “المينيماليّة” قدر إخلاصي لتأويلات العرض الحديثة: في الشرق حيث يتم تحديد قيمة العرض انطلاقا من جودة الحكواتي، وفي الغرب حيث تُعتمد التطورات التقنية كقيمة فنية. في ساعات الصفر احتلّت المُجابهة بين التراث والمُعاصرة فضاءات التطور الدرامي الذي لم يحدث من خلال النص أو الشخصيات أو الأحداث كما أسفلت، وإنما من خلال:
كشف الوعي الغربي للشرق.
أيّ أنّ تطور العرض المسرحي كان يتمثل في التحول من تقديم الكودة الاستشراقية إلى تقديم كودة الشرق. فمُنذ افتتاح المسرحية ينمو العرض عن طريق تقديم الشرق حتى الوصول إلى لقاء الشرق الحقيقي والتباساته الماثلة في العنف، والرقّة، والسحر، والعاطفية، والتقاليد الشفاهية.. إلخ.
قد اشتغلنا على تلك العناصر عن طريق التغريب لتتحول قصصنا الشرقية، بغواياتها الإيروتيكية وطقوسها الروحانية إلى سيرة ذاتية غرائبية مشحونة بالاغتصاب والتعذيب تدفع الجمهور أحيانا للاستمتاع بما لم يكن يتوقّع أن يستمتع به: مثلا يداهم المُشاهد نفسه على حين غرّة مُتلبّسا بالتمتع بمشهد تعذيب صورته الخارجية استشراقية إيروتيكية. وكان هذا يحدث لأنّنا حوّلنا حكايات “ساعات الصفر” عن الجن والإيروتيك والروحانية إلى سيرة ديكتاتور غرائبي مهووس بشهوات ممزوجة بالدم.
تحوّلات المكان.
تركّز خط التوتر الدراماتورجي في ساعات الصفر على العلاقة بالفضاء المسرحي أو اللاّمسرحي والتوتر الناتج عن تلك العلاقة. يومها لم يكن المُشاهد هو الوحيد الذي يلعب الدور الفاعل كسينوغراف وإنّما المكان أيضا! فمن ثنايا الفضاءات الحميمة التي يمنحها مضيّف ما كان المُمثل ينمو في الفضاء عبر التعرّف عليه، والحوار معه، ومن ثم الغوص في مُفرداته، و”التآخي” معه، وتغريبه، وتغريب نفسه عن الفضاء، ودمج عمليات التغريب هذه في آليات عمله. كان المُمثل يسائل الفضاء، مساءلة تترك آثارا واضحة على ما نسميّه “مسرحة” الحكاية.
تفاعلات البنية بين النص الشرقي المُرتجل والعرض الغربي الثابت.
بمعنى إيجاد وسائل تجعل الحوار مُمكنا بين الشرق والغرب كمثل تقارب تراث القرون الوسطى الغربي الارتجالي مع الفنون الشفاهية الشرقية وترجمة التقارب العملية إلى اتحاد الكوميديا دو لارتى مع فن الحكواتي!
توازنات ولا توازنات المستوى البصري والنصّي للعرض.
أي البحوث المُتركزة على تفاعل المُمثل الجسدي corporal والحواري verbal الذي ركّز على الهارموني بين الصمت والحركة- في السرد وفي الفعل- وتحوّلاته اللاحقة إلى لا توازن، أو افتراق أو تجاور أو تناقض، أو مُجابهة. إنّ أشكال السرد التي أعرفها والتي طلبتُ من الراوي تشخيصها كانت تتوازن مع البعد التجريدي للمُمثل الجسدي ولا تتوازن أيضا.
فمثلا كان كل صخب الحكواتي التشخيصي يتوازن موضوعيا مع “مينيماليّة” المُمثل الجسدي التجريدية. فالأخير كان يتعامل مع طاقاته الداخلية الباطنية، الجنسانية وعلاقاته الكيمياوية بطريقة لا تضع الجسد في موضع الأداة التعبيرية أو الوسيط بين كودة وأخرى. إنّ طغيان السحرية والجنسية على خشبة المسرح هو المُعادل الموضوعي الذي أردناه للكلام. أمّا تأويل هذه العلاقة فلم يكن تأويلا حرفيا، ولم يأخذ طابعا عدوانيا أو تعليميا، بل طابعا شاعريا ساخرا يسمح للمُشاهد الغربي بالدخول آمنا إلى المادة التي أردنا تقديمها.
***
بعد أن ترحّل الحكواتي في المُدن والقرى، وانفتحت له القلوب والبيوت، وبعد التعامل العضوي مع المواقع اللامسرحية وطاقاتها الخفيّة حصلنا على مفاتيح جديدة لحكاياتنا أغنت وعينا للعرض وأخرجت المُشاهد من معطف المُتلقي السلبي.
كيف اغتنينا؟ كان لا بد لنا في ترحلاتنا أن نكتشف كل موقع للعرض بطريقة تسمح للمشهد المسرحي أن يولد في ذلك الفضاء بطريقة عضوية أو طازجة. ولم نكن مُنفذين سلبيين لما يقترحه المُشاهد/ المُخرج ولم نفرض سُلطتنا المعرفية. بل تعاملنا معه كما يتعامل مُمثل مع مُخرج. فأصغينا ونفذنا واقترحنا وكيّفنا أنفسنا شعارنا هو أنّنا كمثل الماء نأخذ شكل الإناء الذي نوضع فيه. وهذا سمح للعروض أن تكون بكرا في كل مرة رغم أنّها تقدم ذات الحكاية المُعادة.
كيف خرج المُشاهد من معطف التلقي؟
عندما ذهب المسرح خارج مكانه المعهود تولّدت لدى المُتلقي “المضيّف” الذي منح المسرح فضاءاته رغبات في أن يكون خلاقا وأن يلامس دواخل لم يختبرها في ذاته من قبل. وقد لعب المُتلقي يومها دورا أساسيا كسينوغراف ومُخرج مشهدي! أمرٌ ولّد لديه فرحا ودهشة وهو يقرأ فضاءاته الحميمة قراءة جديدة كأن يؤثثها بما لم يفكر به من قبل أو أن يسمح لغريب بدخولها ومُلامستها. أما رغبته بتوزيع العرض ليلائم الفضاء الذي كان في ذهنه فقد دفعته لأن يصبح سينوغرافا، وما ساعده في تحديد الأماكن التي ستجري فيها المشاهد المسرحية هو نحن المُترحلون الذين منحناه باقتناع تام سُلطة المُخرج، أما دراسته لأسباب اختياره فضاءات المشاهد فقد جعله في موقع الدراماتورج.
المُشاهد إذن أصبح مُخرجا وسينوغرافا في عروضنا “بدويون في المدينة”!
طقوس ترحال الحكي:
ليس الكلام شفاهيا فقط. الفضاء شفاهيٌ أيضا!
اعتمدت فلسفة الترحّل لدينا على موضوع أساسي سمّه المقاومة! مقاومة التوطين أو التدجين أو الاحتواء أو الثبات أو التأطّر في مُؤسسة، أو داخل نوع فني، أو مُحدّد ثقافي أو جمالي.
إنّ المُثقف الحر، الذي أفضّل تسميته بالبدوي، يرفض الخضوع لقوانين مفروضة عليه أو تعيق تدفق عمله الإبداعي. لا تفعيلات الشعر ولا تقينات المسرح القابلة للاختفاء أو نوتات المُوسيقى أو إطارات الجنفاص أو زيت اللوحة. البدوي أو المُثقف الحر يعيش كما الطبيعة البكر ولديه إيقاع تلقائي يدفعه للتنقل لا إلى الركون، للحركة لا إلى السكون، للتنوع لا للواحدية، ويدفعه للتشابه كما الاختلاف. وهو بهذه الصفات يتمرد على سكونية المكان الجغرافية أو المعمارية وينتقل من فسحة إلى فسحة أو من واحة إلى أخرى. أحيانا قد يثبت في مكان ما لفترة أو يتوطن بشكل مُؤقت إذا ما وجد شراكات تشدّه إلى مُحيط عابر أو إذا التقى شراكات روحية أو عضوية أو عاطفية أو عقلية. وقد يرتبط أحيانا حتى بالمُؤسسة الرسمية- الجمالية أو المدنية أو الدينية أو السياسية- فيعمل معها، أو بالأحرى يعيش تجربة داخل ذلك الإطار. لكنها في كل حال تجربة مُؤقتة. لأنّه لن يرضخ لوباء التدجين المُؤسساتي. أنت تعرف أن البدو والغجر يجوبون الصحارى ولا يصبحون كائنات مدينية. الترحّل والهيام هي فصيلة دمهم المفقودة في “المُختبرات” الثقافية المُتمدينة. أمّا إقامتهم وثباتهم في مكان أو موقع ما فهو ثبات مُؤقت على الدوام. شكل من أشكال تذوّق الحياة من بعد آخر، أو شكل من أشكال الصمت في مسرح صخبت فيه الصور والخيالات والأصوات.
الحالة البدوية هي حالة حركة جغرافية وجسدية وروحية وطقوسية. بحث دائم في كينونة اللقاء مع الآخر. مع عادات أخرى، ومع أديان أخرى، ومع جنس آخر، ومع فضاءات أخرى ومع مواقع أخرى.
من يبحث في المسرح عن فضاءات لا عرفية للواقعة المسرحية وعن جمهور غير مُستعد وغير راغب في الخضوع لغسيل دماغ الكودات المسرحية الشائعة نطلق عليه اسم “الباحث في الحلقات البديلة أو الطليعية أو التجريبية” وهي حلقات تسمح له أن يحتج وبطرق جذرية على الأشكال والمضامين كما أنّها حلقات ذات أفكار وتساؤلات تخص أساسات العملية الإبداعية ونتائجها. بحيث يستطيع الإنسان- فنان أو مُشاهد- أن يعلن عن موقفه من “الحلقات التقليدية للمسرح”.
يجب أن أسارع هنا بالقول: إن تسميات “تقليدي.. بديل.. طليعي” التي تفرّق بين مدارس واتجاهات الفنون المتنوعة هي تسميات كاريكاتورية إلى حد ما، وتؤكد على التفكير بطريقة الأسود والأبيض الأحادية. إذ من يقرر أن هذه المادة الفنية أو الإنتاج الإبداعي هو أفضل من ذلك الإنتاج؟ ولهذا أرجو أن يفهم استخدامي لهذه التسميات على أنّه تحديد تقني فقط.
إذا ما وضعت فكرة البداوة الجوانية إلى جانب الفكرة الجوانية للمسرح الطليعي والحلقات البديلة للبحث في الفضاء ستصل إلى مُحترف صحراء 93 ومشروع “بدويّون في المدينة”.
الفضاء البدوي:
إلى جانب إنتاجات المُحترف على خشبة المسرح بأشكالها المُعاصرة، بحثنا في فضاءات “لا مسرحية”. في مواقع تسمح لمُختلف أنواع الكودات أن تكون، أو أن تتكون، أو أن تلتقي، وأن تتفاعل. عملنا على خلق مسرح مُتنقل مطواع في الحركة قادر على تكييف نفسه في أيّ موقع ويحاور المُحيط حوارا خلاقا مُنسجما مثل ماء يأخذ لون وشكل الإناء: لونه أزرق أو ضبابي، عميق أو طويل أو قصير، قدحا كان أم كشتبان، سطلا أم كيس نايلون، دمية أم فراش مائي. وبهذه الطريقة عملنا على أن يخلق العرض المسرحي نفسه من جديد في كل موقع مكاني عام أو خاص، جماهيري أو غير جماهيري.
تركّز الموضوع على كيفية التعامل العضوي اللاّ تسلطي مع حيوية أو ديناميكية الفضاء، وديناميكية الجمهور وديناميكية الزمن. وركّزنا على كيفية منح النص مرونة وبلاستيكية في بناء نفسه عبر علاقته مع المُمثل، ومع المُشاهد، ومع الفضاء بحيث تعطى فسحة كبيرة للارتجال في العرض. ارتجال المُشاهد، والفضاء والعارض- مُمثل أو مُوسيقي أو راقص.
يمكن مُقارنة هذا الموضوع مجازا بالجنين في رحم الام.
إذا أراد الجنين أن يسيطر على الفضاء في الرحم ويقرر له ما يجب أن يحدث فهو في الحقيقة يخرّب عملية الحمل بما فيها نموّه وصحته. وإذا جرّب أن يخضع خضوعا مُطلقا لفضاء الرحم عندها سيعيق تطور نفسه الطبيعي إلى طفل ويتقوقع في فجوة ما من الرحم. ولكنه حين يصغي للفضاء “عضويا، نفسيا وغريزيا” فسيفتح الفضاء له أسراره وسينمو الاثنان ليأخذا شكل بعضهما البعض. فالرحم يتسع والجنين يتمدد بمقدار ذلك الاتساع.
في تلك التجارب كانت اسئلة المُحترف تتمحور حول العلاقة بين الفضاء اللاّ مسرحي واللقاء الحميم مع الآخر ومواد عرض المسرحية القابلة للتفكيك.
قدمنا مسرحية “ساعات الصفر” في مهرجان المسرح العالمي في انجلترا عام 1998م الذي نظمته جامعة ويلز في مكتب الملكة المتروك مُنذ أزمان. ولدى دراستنا للفضاء المتروك اكتشفنا أنّه من المُمكن لنا أن نبدو كمُهرجين في حضرة ضيوف سيدخلون لزيارة مكتب الملكة، وتحول العرض إلى رقص وغناء وحكي يريد أن يذكّر المُشاهد بتاريخ ذلك العرش والملكة. ولكن حين قدمنا العرض في المتحف الملكي لوسط إفريقيا Royal Museum for Central Africa في بروكسيل اتفق العارضون على أن يختبأوا في جوف التماثيل أو خلف الأقنعة العملاقة وفي البيوت الصغيرة أو الخيام فبدا وكأنّ التماثيل والأقنعة والبيوت هي التي تحكي وتغني. في جاليري الفنون التشكيلية Zwarte panter صار العارضون شخصيات داخل إطار اللوحات المعروضة في الصالة وكانت لوحات كبيرة جدا.
***
بين الإقامة والترحال تلتقي أصول مسرحية شرقية وغربية. البدو يحطّون في أحد المقاهي. وإذ ما تزال القهوة دافئة، يشرعون في البحث عن نقطة لقاء مع الفضاء الجديد.
“مقهى قطار التمهّل” The train of slowness التي كانت مُلتقى المسرح الڤلاماني الجديد- مُختبر التأليف المسرحي الڤلاماني المُعاصر- في سبعينيات القرن الماضي أصبحت مركز اللقاء.
في ذلك المقهى ستأخذ القصص طابع التأويل.
لن تبقى الأصالة الشرقية أسيرة الطقوس والسياقات الشفاهية فقط. فمن خلال تقسيم العروض الشفاهية إلى عروض في موقعين في آن واحد سيمنحان الشفاهية طاقة جديدة. في الفضاء الأول سيكون هناك حكواتي وفي الآخر سنرى فضاءً يزخر بمُختلف العارضين وبأساليب متنوعة يتعاملون من خلالها مع لغات جسدية متنوعة تسمح للتأويل أن يأخذ مساراته الخاصة: تأويل جسدي للحكايات تجد فيه تشخيصا يعتمد لغة الصم إلى جانب تجريدي يقدم الرقص المُعاصر بالقرب منه حركة عارضة هائلة السمنة والحجم تقدم جماليات “لغة الشحم” وإلى جانبها راقص بوتو يعرّي الروح يقابله مُمثل كوميديا دو لارتى التوازن بتوازنه الخطير وإيماءات مُمثل المايم الجسدي والتأويل البصري لمُهرج سيرك يحاور راقصة شرقية. باختصار مُختلف المدارس الجسدية إلى جوار بعضها البعض وهي تنسجم، وتتماهى، أو تعيق عمل بعضها أو غير ذلك.
يتكون “مقهى القطار العاطل” من طابقين: الأرضي والأوّل.
في الطابق الأرضي ثمة عربة قطار خشبية قديمة سيتم فيها مُقابلة مُختلف الأنظمة المسرحية الجسدية التي أسلفت، حيث يقدم كل نظام تأويله الخاص لحكايات “ساعات الصفر” الشفاهية. في تلك المقطورة القديمة ثمة كابينات مُتقابلة تمنح المُمثل إمكانية التعامل مع المُشاهد باعتباره فردا وليس جماعة، وخارج المقطورة ثمة فضاء مسرحي هو طاولة مشرب طويلة جدا خلفها بائع المشروبات والمُوسيقي، وجزء من عربة القطار.
تستطيع عين المُشاهد أن تركز على مُمثل واحد وأسلوب جسدي واحد كما تستطيع أن تتابع بقية المُمثلين من خلال تليفزيونات صغيرة موضوعة في كل كابينة داخل المقطورة وهي تنقل حينا مشاهد حيّة مما يحدث في الفضاءات الأخرى، وتقدم حينا مُونتاجا بصريا لمُختلف المشاهد، كتعقيب على الحدث الجسدي، أو كنقد ساخر، أو كإضاءة بطريقة تجعل الفضاء المسرحي يضيء الطابع التكنولوجي للقطار العاطل. لا إضاءة سوى إضاءة التليفزيونات أو البروجكتورات التي تعرض مشاهدا مُختلفة.
في الطابق الأوّل ثمّة صالة صغيرة تُقدم فيها الحكايات الشفاهية الطقسية التي يتم فيها التأكيد على أصالة القص الشفاهي وخصائصه الأصلية التي سبق وأن تناولتها. يتم استقبال المُشاهدين في هذا الفضاء كما يحدث ذلك في المضايف العراقية، فيجلسون بدون كراسي في فضاء طقسي، و في حلقة صغيرة مع المُمثلين.
ما يربط كلا الطابقين هو الموضوع الذي يلتقي ويفترق، والمُوسيقى والفيديو. في الاستراحة يتبادل الجمهور المواقع، فمن كان في فضاء الحكواتي يذهب إلى فضاء المسرح الجسدي وبالعكس وهكذا تُعاد الحكايات مرة أخرى.
الموضوع الرئيسي الذي عملناه في “مقهى القطار العاطل” هو التدخل المُباشر في التعامل مع الفضاء اللا مسرحي ومُداخلة الأنظمة الفنية مع بعضها البعض بهدف مُساءلة الأصالة: فهل تزول مدرسة فنية أو نوع فني؟ وهل نحن مُخلصون حين نقول هذا العام: إن طريقة دوكرو تقادمت وفي العام الذي نحتفل بمئويته نقول: إنّه حي؟ المسرح السياسي ميت في هذا الموسم لكنه حيّ في الموسم القادم؟
بيت القصب:
بيد أنّ حلم البدوي لم يتوقف. لقد ولّدت الضيافة التي حصلنا عليها حاجة لردّ كرم الضيافة؟ موقف الشرقي في ردّ الجميل دفعنا إلى التوقف عن الترحال والتفكير بطريقة لاستقبالهم في بيوتنا.
ثمّة حاجة لفضاء ينتمي لنا يدعى إليه أهل البلد أو الوافدين إلى البلد لتبادل العروض معهم بعد أن منحونا إمكانية تقديم تجاربنا: ساعات الصفر، وشجرة الأحزان، والعدّادة.
يومها قرعت طبول الحرب في العراق فأيقظت فينا طريقا آخر!
من أتون التحضيرات لغزو العراق والتناقض المروّع في المواقف من الغزاة انبثقت فكرة مُتناقضة مع نفسها: أن نسمح للآخرين أن يدخلوا بيتنا، دون أن ننسى أنّنا سنصبح مُضيّفين في مكان نحن ضيوف فيه!
فتح كتاب السطور بيته فصار “تكية” تستقبل المُعزّين في مأتم يرحّب بولادة طفل اسمه تفسّخ ذلك الوطن. “المأتم” كانت اسم تلك السلسلة من العروض التي ابتدأت يوم 22 مارس 2003م وتوقفت يوم 30 يونيو من نفس العام. وهي سلسلة عروض يومية تفاعلية انفتحت على كل شيء ولم تقتصر على الأدب والفن فقط.
تعاملت العروض مع فضاءات البيت بكل الطرق المُمكنة. غرف النوم استحالت إلى قاعات كونسرت، صار الحمام صالة عرض سينمائي، المطبخ صار شيئا والحديقة شيئا آخر… إلخ. ردّ الفعل الفني ذلك أوصلنا سريعا إلى فكرة بناء شيء يعود إلى أصالة تراثنا لنفتحه للغرب كمضافة. فبنينا “بيت القصب” وجاء قصاصون، وراقصون، ومُمثلون، ومُوسيقيون وتشكيليون وسينمائيون وشعراء.. إلخ.
عندما بنينا بيت القصب في قلب المركز العالمي للفنون والثقافات “دو سينجل” كان هدفنا موجّها لاستضافة أهل المدينة وتبادل حكاياتنا وحكاياتهم. وحين حلّ فنانو المدينة ضيوفا علينا حصلوا على أولوية تقديم عروضهم وتأويل بيت القصب وما يحيط به جريا على العادات العربية التي تقول: “يا ضيفنا لو جئتنا لوجدتنا نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل”.
لم تكن عروض بيت القصب امتدادا فقط “للمأتم” في مهرجان المسرح السنوي البلجيكي الهولندي 2002-2003م. فبيت القصب هو “أقدم نموذج للمعمار المدني في التاريخ”. إنّه أوّل مدرسة في التاريخ، وأول محكمة، وأول مُستشفى، وأول مكان لسرد الحكايات وتبادل الآراء وفضّ الخصومات. وبيت القصب هو ذات البناء الذي ناداه جلجامش والذي محاه صدام حسين يوم جفّف الأهوار. بيت القصب أثر فني بحد ذاته وليس ديكورا لمسرحية. هكذا رأيناه وهكذا أضاءه الآخرون وأعطوه موقعا في قلب مركز الفنون العالمية “دو سينجل” ليكون لقاءً معماريا بين تاريخين يمثلان الأصالة: معمار قديم من القصب، ومبنى يمثل أصالة ما بعد الحداثة.
في باحة المركز استقبلنا الجمهور كما استقبلهم السومريون في المضافات. فقدم الضيوف عروضا من مُختلف الثقافات والاتجاهات، وكيّفوا فضاء البيت في الاتجاه الذي أرادوا، وافترشوا الأرض، أو جلسوا فوق سجاجيد، أو اتكأوا على وسائد أو تمددوا فوق أرائك مغربية… كلّ عرضٍ بما حمل!
هنا تكثيف تطبيقي لأحد عروض بيت القصب وهو مسرحية “العدادة”:
هذه المسرحية هي تأويل للحكواتية النسوية في فضاء رجالي وضعت فيه سريّة الطقوس الأنثوية في علنية طقوس بيت القصب الذكورية وجها لوجه، في تساؤل عن علاقة المكان الذكوري بالحكايات الأنثوية. لهذا جاءت مساءلة المُمثلات للفضاء عضوية وما يناقض العضوية. مُساءلات دفعت ببعض المشاهد أن تخرج من بيت القصب أو أن تقتحمه. أقامت العدّادة لنفسها منبرا على منوال منبر الراوي وقامت بالكثير مما يخالف طقس الحكواتي لاختبار شعور المرأة عند التعامل عضويا مع مثل ذلك الفضاء. تعاملت مع أدوات بيت القصب حينا بطريقة تغريبية وحينا بطريقة عضوية، حينا بسُخرية وحينا باحترام وجديّة. وقد حضر الجنس بقوة في العرض كناية عن اللطم وتمزيق الثياب وكناية عن تحدّي عالم الرجل. بيد أنّ النساء تلفّعن بما يناقض التعرّي وبطريقة أوحت أنهنّ حيوات مُكفّنة تروم تمزيق ما يكبّلها. وقدمت مشاهد ساخرة عن شخصية الرجل بيد أنّها استعارت أسلوب “عرس القاسم” في التعازي. تحوّلت بعض طقوس العدّادة “كالجولة، وهزّ الرأس، ونثر الشعر وغير ذلك” إلى حركة واسعة تخرج من بيت القصب إلى الفضاء الخارجي تمردا على سريّة الطقس النسوي وسجنه خلف الجدران. باختصار استعارت العدّادة الكثير من صفات الحكواتي وأبعدت الكثير من صفات العدادة. أما جمهور العرض فقد كان صنفين: صنف داخل بيت القصب وآخر لم يكن يعرف ما يجري داخل البيت. فكان يسترق السمع ثمّ النظر ليؤثر بمُجريات العرض ويتأثر به.
خارج بيت القصب كانت تقابل عرض العدادة عروض اقترحنا لها تكوينات معمارية تكنولوجية قدمت ذات حكايات العدادة ولكن بتأويلات جسدية وتكنولوجية تؤكد على العلاقة بين خصوصية الفضاء الطقسي والتكنولوجيا من جهة وبين الجسد والتكنولوجيا من جهة ثانية.
في تكوينات زجاجية تشبه كابينات التليفون أعاد فنانون إنتاج الحكايات أثناء تقديمها داخل الفضاء السومري وبتأويلات جسدية “صورية، صوتية” وكانت تنقلها مُختلف وسائل الاتصال.
تسع كابينات وضعت بطريقة عشوائية مُضاءة بطريق متنوعة داخل كلّ منها راوٍ يقصّ الحكايات التي حدثت داخل المضيف بأسلوب تعبيري يبعث في الحكايا حياة جديدة: حكواتي يشخّص بلغة الصم، حكواتي يرقص بشكل تجريدي، حكواتي يشخّص إيمائيا، حكواتي أكروباتيكي، مُهرّج، بوتو، إيماء جسدي، مُوسيقي، تشكيلي.. فكانت أن تحوّلت العروض الحميمة داخل بيت القصب إلى عروض تعهدت التكنولوجيا بخلقها من جديد.
ففي ذات المكان وجدت شاشات سينما تعرض للعابرين ما يجري في الفضاء السومري وفي الكابينات. وكان ثمة فنان يقوم بمُونتاج مُرتجل يقدّم من خلاله عرضه وتأويله الشخصي لما يجري في بيت القصب وكيف يرى ما يحدث في الكابينات.
كما يلاحظ القاريء فتلك كانت خطوة مُؤسسة على مشروع مقهى القطار العاطل.
لقد كان خيارنا هو أسلوب المسرح مُتعدد الأنظمة multidisciplinair الهادف بشكل أساسي إلى اختبار علاقة الأصالة بالتكنولوجيا: أصالة الشرق وأصالة الأنواع الفنية.
فالأصالة محور يجابه العالم الذي يقترح علينا التقليد وإعادة إنتاج أنفسنا على مقاسات الاستهلاك والموضة. والتكنولوجيا كما نرى تنحو إلى الحوار مع أصالة الماضي. إنّنا نرى في التكنولوجيا شخصية مسرحية تفاعلية أكثر منها سينوغرافيا تطوّر المفاهيم السينوغرافية القديمة. فهي أخذت على عاتقها مُجابهة مُختلف المدارس الفنية ووضعها في هارموني، أو في تعارض، أو في توازي، الأمر الذي يضيء كل نوع فني ومدرسة أو اتجاه فني من زاوية نظر جديدة طازجة. بمعنى آخر أنّنا حاولنا أن نسلّط الضوء على كل نظام مسرحي أو فني باعتباره فضاء للتنوع لا فضاء للانغلاق على نفسه. وكان شعارنا: يجب أن يرحل الزمان الذي يشتم فيه ستانسلافسكي مايرخولد، والذي يدير ظهره فيه جروتوفسكي لبريخت، والذي يخاصم فيه المسرح الجسدي مسرح النص، والذي يطرد فيه أتيان دوكرو تلميذه العظيم مارسيل مورسو، والزمان الذي يعرّف المسرح الغربي باعتباره الحقيقة الكبرى في عالم المسرح.
بيت القصب هو الجزء الثاني من “بدويّون في المدينة”. وهو رغبة في الإعلان أنّ الحوار بين الثقافات والأنواع والأجناس مُمكن وهو حوار ليس من طرف واحد ولا حوار تسلّطي.
كونسبت، سينوغرافيا وإخراج: حازم كمال الدين
دراماتورجي: راف فان تويكوم
صانعوا بيت القصب:
كارل ريدرز تمثيل (المدينة)، إعداد وإخراج (الشريفة)
كارلوس تيوس كونسبت، ترجمة وإخراج (المدينة)
إيريك وليامس مهندس تنفيذي
تانيا پوپه إعداد، تمثيل
تينيكه كالس تمثيل
ليزا بويتارت تمثيل
جونيور ميتومبني تمثيل، موسيقى
أسامة عبد الرسول موسيقى
كارولين باسان إعلام
پول دو شييڤره إنتاج
عاتكة ضاري تمثيل
يكايل آرخوس موسيقى
فرانك اولبريختس ترجمة
قدمت عروض بيت القصب في المهرجان المسرحي البلجيكي الهولندي السنوي في المركز العالمي للثقافة deSingel من يوم 29 أغسطس حتى الثامن من سبتمبر 2003م.
مسرح الطفل…عروض محكومة بالغياب! / شوقي كريم حسن
مجلة الفنون المسرحية
مسرح الطفل…عروض محكومة بالغياب!!
الاشارة الاولى
————-
الفنان حسين علي صالح..فنان مثابر..اجتهد كثيراً من أجل ان يجد لنفسه مكاناً مرموقاً في واحدة من اعقد واهم العروض المسرحية،الا وهي مسرح الطفل الذي يحتاج الى امكانيات
تجسيدية خاصة،مع قدرة على معرفة الاتجاه
الجمالي والى اي الفئات من الطفولة يقدم،
وعبر مسيرة المخرج صالح،قدم ٢٢عرضاً مسرحياً،شاركت في مهرجانات عربية،ولم يعرض منها سوى القليل على مسارح البلد،وماذهبت واحدة من هذه العروض،لمحافظات العراق ومدنه ونواحيه!!
الاشارة الثانية
———-
ذات يوم فكرت الحكومة ،من خلال دائرة السينما والمسرح،انشاء فرقة مسرحية تهتم
بمسرح الطفل، واعدت عدتها على ان يكون لهذه الفرقة مجالاً واضحاً،لصناعة الجمال
وتشذيب ذاكرة الطفولة مما لحق فيها من احزان ومآسي،وتوضيح مسارات الفن الذي
نريده..اظن ان هذه الفرقة لم تقدم سوى
عروض بسيطة اغفلت الاطفال،والتهت بالمهرجانات والجوائز..
وذات لحظة مغايرة قررت الحكومة ،متمثلة
بدائرة السينما والمسرح، الى الغاء الفرقة،لانها وجدت ان ليس ثمة ضرورة لافهام الطفل وتحسين ذائقته الجمالية،التي حطمتها الفواعل
التلفازية الغريبة،،،
الاشارة الثالثة
——————
اذا ماغابت الطفولة،
وغاب المسرح..والشعر..والفن التشكيلي..والموسيقى.. والسينما غابت الحياة برونقها الزاهي ،وظلت الترهات والتفاهات هي الممكن الوحيد لصناعة حياة كسيحة لاتعي مهمتها،واشد المتضررين،هو الطفل العراقي..
الذي فقد بريق حكايات الجدات..ولولوة الامهات..وابتهاجات المدرسة،التي صارت مرتعا لاهم الامراض التي تفتك بالبلاد..
فقد الطفل العراقي،حتى حكاية امير الغابة،التي رفعت عمداً،..
على طول هذا العراق،لم تجد ان ثمة مكتبة واحدة تهتم بثقافة الطفل ونشأته،.
خفت بريق مجلتي والمزمار،،ولواحق مطبوعات
دار ثقافة الاطفال..وغدت مجرد هيكل يضم
بين ثناياه شغيلة جلهم لايعرف ماتعني ثقافة الاطفال،
الاشارة الرابعة
————-
لا احد منا ،لايعرف هذه الحقائق التي قتلت المسرح العراقي، المبتكر للجمال ، وحملت
تابوته تتوسل به المهرجانات المتوسلة للفوز
بمعادن وورق لاتقدم للعراق واهله في محنته
سوى نظرات البؤس والاحزان،.غاب ذاك المسرح الذي يقف مع الناس ،غابت الفرقة
القومية للتمثيل،التي سميت الفرقة الوطنية،بشطبة قلم،وكأن القومية عيب لايجب تذكره، كانت هاتيك الفرقة تقدم خمسة مسرحيات او يزيد في العام الواحد،هذا غير
المهرجانات الكبيرة،فمالذي حدث لتتخلى
دائرة السينما والمسرح عن مهامها،التي شكلت
لاجلها،ومن يقف وراء هذا الموت المتعمد،وقطع وشائج الاتصال،بين المسرح
وعموم الناس؟
الاشارة الخامسة
——————-
ماذا لو اجتهدت نقابة الفنانيين ودائرة السينما
والمسرح،واسست فرق طفل جوالة،تشبه تلك
الفرق التي كانت تجول البلاد من اقصاها الى
اقصاها،،؟
مالذي يمكن ان يحدث عندها؟
الاشارة السادسة
——————
حملت مسرحية الاطفال معداتها،واسهمت
في مهرجان تقيمه مدينة اردنية،ونالت كل جوائز المهرجان،،مالذي يستفيد منه الطفل العراقي
المظلوم؟
ولم نلهث وراء مهرجانات كهذه،تاركين مهامنا
الوطنية الاساس..
اظن انها مؤامرة ثانية ،مثلما انهت المسرح العراقي،تريد محو ماتبقى منه،؟
الجلاد» لفرقة السلطنة المسرحية تحصد جائزة أفضل عرض متكامل في ختام مهرجان البن لمسرح الغرفة
مجلة الفنون المسرحية
الجلاد» لفرقة السلطنة المسرحية تحصد جائزة أفضل عرض متكامل في ختام مهرجان البن لمسرح الغرفة

حصدت مسرحية «الجلاد» لفرقة السلطنة المسرحية جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان البن لمسرح الغرفة، فيما حصل الفنان يوسف البلوشي على جائزة أفضل ممثل دور أول عن دوره في مسرحية الصراع، وحصلت الممثلة منال العلمية على جائزة أفضل ممثلة دور أول عن دورها في مسرحية صور، فيما كانت جائزة أفضل ممثل دور ثاني من نصيب لطلال الهدابي عن دوره في مسرحية صندوق الألعاب، وجائزة أفضل ممثلة دور ثاني ذهبت لإخلاص الحارثية عن دورها في مسرحية الصراع.
جاء إعلان النتائج في حفل الختام الذي أقامته فرقة البن للفنون المسرحية مساء أمس الأول، برعاية الفاضل سعادة المستشار خالد بن سالم السيل الغساني (مستشار وزارة الثقافة والرياضة والشباب)، تم خلال الحفل تكريم المشاركين الحائزين على الجوائز.
وقد شهد اليوم الختامي للملتقى تقديم المسرحي الأخير «الجلاد» لفرقة السلطنة المسرحية، الذي فاز بجائزة أفضل عرض متكامل.
صدور مجلة المسرح العربي العدد التاسع والعشرون عن دائرة النشر في الهيئة العربية للمسرح
مجلة الفنون المسرحيةصدور مجلة المسرح العربي العدد التاسع والعشرون عن دائرة النشر في الهيئة العربية للمسرح
صدر عن دائرة النشر في الهيئة العربية للمسرح العدد التاسع والعشرون من المجلة الفصلية (المسرح العربي) والتي استقطبت في عددها الجديد أقلاماً مبدعة طرزت أبوابها وصفحاتها.
أول ما يطالع القارئ في هذا العدد افتتاحيته التي كتبها رئيس التحرير اسماعيل عبد الله والتي عنونها بـ (مدارج النور والتنوير) ومما جاء فيها:
“لا يحلق طائر المسرح دون جناحي الإبداع والبحث، ومن هنا حرصنا في الهيئة العربية للمسرح أن نجعل مجلتكم “المسرح العربي” مساحة مفتوحة لإبداعاتكم وأفكاركم ورؤاكم…. لقد أردناها مجلة وازنة تليق بما يمور في حاضرنا وما نأمله في مستقبلنا.
وإذ يصدر هذا العدد في ظلال الإعلان الرسمي عن تنظيم الدورة 13 من مهرجان المسرح العربي في مدينة الدار البيضاء بالمملكة المغربية… فإن موعدنا في المدينة العامرة بالحيوية الثقافية والحراك الفني الكبير هو موعد لكتابة سِفرِ جديد في المسرح.
هذا وقد جاء في مقدمة أبواب العدد “نص احتفالي” بعنوان “سهرة مع سلطان المسرح” للكاتب المصري الكبير محمد أبو العلا السلاموني، والذي قدم النص بعبارة “إلى الكاتب المسرحي سلطان بن محمد القاسمي، تكريمًا ووفاءً وعرفاناً لما له من الأيادي البيضاء المصري والعربي، وقد نسج السلاموني شخصيات النصوص العديدة للقاسمي في نص واحد بديع.
في باب دراسات نطالع “القاسمي يناقش جذور التطرفالإرهاب في مسرحية الحجر الأسود” بقلم عبد السلام ابراهيم من مصر، سلط الكاتب فيه الضوء على المفاصل التاريخية والدرامية التي وضعها القاسمي ليعري منابع التطرف في الشخصيات التي بني عليها النص.
وفي ذات الباب “دراسات” يكتب الدكتور هاشم البدوي من السودان “تحليل القيم الأخلاقية في المسرح العربي – مسرحية لحلاج نوذجاً” ليخلص إلى جملة من النتائج الهامة وكذلك التوصيات في هذه الدراسة للقيم الأخلاقية.
وتضمن باب “دراسات” بحثاً بعنوان “الرقمية المُستوردة” للباحث نورس عادل هادي من العراق. ليدخل نت باب “اسئلة في ارتكاس مشروع الإضاءة المسرحية البديلة (الوسائطية) ومستوعبات التلقي التكنولوجي لخطاب المسرح العراقي، ولماذا يجب أن نفترض الحاجة إلى وجود هذه التقنية بوصفها أمرًا عاماً مفروضا لمجمل التجربة المسرحية بحيث أنه سليزم الخطاب المسرحي المحلي التحول و التغيير البنيوي الشامل؟
وفي “دراسات” أيضاً يطالعنا الباحث ياسين سليماني من الجزائر بسؤال “هل يخاصم المسرح كبار السن؟”، ليصل إلى “إن حضور الممثلين ذوي الأعمار المتقدمة لا يجب أن يكون فقط في أداور مكملة..”
وفي باب “قراءة في كتاب” يقدم الكاتب محمد عطية محمود من مصر قراءة في كتايب “التأسيس والتحديث وتيارات المسرح العربي الحديث” للدكتور عبد الكريم برشيد.
وفي نفس الباب يقدم الدكتور موسى فقير من خلال قراءة لكتاب المسرح الفردي في الوطن العربي لمؤلفه الطاهر الطويل والذي سلط فيه الضوء على تجربة الفنان الكبير عبد الحق الزوالي، يسائل الفقير الماهية والنشاة.
ثم يقدم لنا عباس كاظم رحيمة من العراق بحثه عن “مسرحة اللغة وكتابة الحدث في نصوص عباس منعثر المسرحية” مبحرًا في الفلسفة وعلم النفس أيضًا وأثرها الفعال في نصوص منعثر.
في باب رائد مسرحي صفحات عن رائد من رواد المسرح الجزائري “علالو” سلالي علي، في مقالة للدكتور احسن تليلاني، في سياحة معرفية وتاريخية عن مراحل التأسيس في المسرح الجزائري الحديث.
في باب نصوص نجد “هذيان آخر الليل” للدكتور هشام زين” من لبنان، ويلي النص قراءة في المسرحية ذاتها يقدمها “الدكتور أحمد بلخيري” من المغرب بعنوان “فأس راسكولنيوف والموت”. ليقف على الرؤية الفكرية واللغة الدرامية المسرحية الانتقادية للاستبداد، غايتها التأسيس لمفهوم المواطن عند العرب.
وفي نفس الباب يرد نص الكاتب السوري “عدنان العودة” خيل تايهة، هذا النص الذي لعبته فرقة “مسرح نعم” من فلسطين ونالت عن عرضها جائزة القاسمي لأفضل عمل في الدورة 7 من مهرجان المسرح العربي عام 2015 والتي عقدت في الرباط.
كذلك نجد نص “العالم الذي نحلم به نحن الصغار” للكاتب المغربي الحسن بنمونة.
الخميس، 15 سبتمبر 2022
فعاليات اليوم الخميس 15 سبتمبر لأيام القاهرة الدولي للمونودراما
مجلة الفنون المسرحية
فعاليات اليوم الخميس 15 سبتمبر لأيام القاهرة الدولي للمونودراما
ورشة للإضاءة لأبوبكر الشريف و The Case D’ARC لألمانيا و “فئران السلطان” للسودان
يحفل اليوم الرابع من مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما ف نسخته الخامسة لمؤسسه ورئيسه المخرج د. أسامة رؤوف، والمهداة لإسم الراحل خالد صالح في يومه الرابع الخميس 15 سبتمبر، بعدة فعاليات فنية أولها ورشة للإضاءة
للسينوغراف أبوبكر الشريف، في تمام العاشرة صباحا بجاليري الهناجر، وفي السادسة مساء بمسرح الهناجر يشهد الجمهور العرض الألماني The Case D’ARC، تصميم الأزياء ريا بابادوبولو، تمثيل فيليب سومر ومن إخراج ماجا ديلينيتش، يعقبه في الثامنة مساء بساحة الهناجر العرض السوداني “فئران السلطان” تأليف وتمثيل سيد عبد الله صوصل و إخراج زهير عبد الكريم .
يذكر ان افتتاح مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما كان مساء الإثنين بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية وشهد تكريم نخبة من الفنانين الفنان الراحل خالد صالح، و المخرج الكبير خالد جلال والنجمة لقاء الخميسي، والمخرج الألماني ماتياس جيرت، والفنانة الراحلة شمعة محمد من سلطنة عمان، والفنان الراحل محمود الألفي، وتقدم الفعاليات في الفترة من 12 إلى 16 سبتمبر برعاية د. نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة وبمشاركة 13 دولة.
الأربعاء، 14 سبتمبر 2022
الإعلان عن لجنة الحكم واللجنة النقدية لمهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الدورة التاسعة
مجلة الفنون المسرحية
الإعلان عن لجنة الحكم واللجنة النقدية
لمهرجان ينابيع الشهادة المسرحي الدورة التاسعة
إعلنت إدارة مهرجان ينابيع الشهادة عن لجنة التحكيم ولجن النقد للمهرجان الذي سيقام من ألفترة21 حتى 24 أيلول 2022 في دورتة التاسعة والذي سيقام على خشبة مسرح نقابة الفنانين العراقيين فرع بابل
وقد تألفت لجنة الحكم :
د. حميد صابر رئيسا
و عضوية كل من الفنانين فلاح ابراهيم و كاظم النصار و مهند بربن و منير راضي.
وتألفت اللجنة النقدية :
د. ياسر البراك رئيسا
وعضوية كل من الأساتذة د. بشار عليوي و د. علي الشيباني و د. جبار خماط و الاستاذ حمه سوار عزيز و حسن الغبذيني و يوسف عبد الحسين
نحو تفكير مسرحي متجدد (لا لتخوين فن المونودرما )/ زهير عبدالكريم
مجلة الفنون المسرحية
نحو تفكير مسرحي متجدد (لا لتخوين فن المونودرما )
![]() |
| الكاتب زهير عبد الكريم |
أذهب في هذا المقال بالقول الصريح في تحقيق العدالة تجاه الجريمة التي تشبه إغواء الشيطان لأبونا آدم وأمنا حواء اللذين حثهما على الأكل من تلك الشجرة المحرمة ، وهذا ما تفعله بالضبط المهرجانات الدولية ما هي إلا خيانتها المعتمدة لفن التمثيل، وهي جريمة مكتملة الأركان تتجلى فيها قدرية المأساة لصالح الفروع دون الأصل، وهو فن الأداء المنفرد أو (المونودراما ) الذي أوردته الضرورة الملحه علما بأن فن التمثيل لم يبدأ جماعيا، ولكنه ينتصر للجماعية في كل قضاياه، بل هو المرشد والمعلم للبشرية منذ الأذل، وهذا مثبت في كل المراجع الفلسفية والمتخصصة ، وتتمثل خيانته العظيمة والمتجلية بمؤامرة ضد هذا الموروث الراسخ .
إن التفكير التقليدي للناشطين المسرحيين والمفكرين والمنظرين لم يكن على كلمة حق وعدالة.
تثبت الأدلة الدامغة التي لاذوا من تحقيقها وغضوا البصر عن هذا التاريخ .
ويذهب المسرحيين إلى أبد من ذلك في ممارستهم المسرحية حتى في ملتقياتهم و محافلهم، والمهرجانات على وجه الخصوص وبتعمد غير مقصود ونكرانا لهذا الفن متناسين لو لا أن (ثيسبيس ) معلم الأجيل الأول الذي شق طريقه لنشر هذا الفن، و هو مثبت في مراجع الغرب المسرحية، أو الحكواتي الموجود و المثبت في مراجع العرب.
ظهر هذا الفن المونودرامي العظيم ليصبح إحدى الموروثات المتجذرة والقائمة عليها الفنون المسرحية في كل أنحاء العالم.
ويتجلى هذا التعمد والنكران لدور فن (مسرح الشخص الواحد) وتظهر عظمته بعد قرون عدة مارست اقصاؤه و إقصاء المشتغلين فيه حتى جاءت تلك الجائحة وإعادت إنتاجه بشكل مختلف ومتطور ليلبي حوجة الإنسان في الحياة. وهي حوجة ملحة في المشاركة والترفيه بأساليب مفتنة في الامتاع لنرى ذلك (يغني.. وآخر يرقص في بكلونة ما.. ، وتلك تمثل بالهواتف الذكية من شرفتها لأسرتها المعزولة عنها إبان فترة الجائحة) ، وهذا ما يستوجب علينا كمسرحيين قرأته بعقل منفتح في سياقات المسؤلية، وليس لمصالحة أي ماكانت ترمي بظنه على هذا الفن المتأصل والضروري للمشتغلين به . ومن هنا ينتج سؤال ماهي الضرورات والشروط التي تفرضها الأكاديميات للإلتحاق بفن التمثيل؟ وبمقابلة شخصية مصرة على تمثيل عمل مسرحي مونودرامي للمتقدمين أو اختبار للورشة أو انترفيوهات للتقدم لعرض مسرحي. تطالب أيضا بمشهد مسرحي مونودرامي أليس هذا اعتراف ضمني وكبير؟ لوجوده في أبجديات تعلم الفنون المسرحية.
،دعونا نسعى ونفكر بطرق جديدة ومثمرة في دروب فن المونودرما وأن لا نعمل على عزله في زمن نحن الأحوج فيه لأشكال مسرحية متجددة. ويجب علينا أن نذهب ونتقصى طرق البحث لما هو أبعد من ذلك في مسرحة الظواهر و تقاليد المراسم الاجتماعية. بل ذهب إلى مسرح الحداثة وما بعدها ونجرب على أنماط اجتماعية سائدة في المجتمع حتى نظهر بشكل مسرحي مونودرامي جديد. ونذهب لأشكال التكنو مسرح و نطور شكل المونودراما من أصول المعرفة، لنكن حقانيين ومنفتحين أكثر في إدراة حياتنا المسرحية، لأن الثقة تجد طريقها إلى إدارة المهرجانات الدولية ممن يجلسون الآن على رأستها من أساتذة مستنيرين صنعتهم التجارب والحراك المعرفي التنويري والمسامرات الحوارية الرامية لقيم الحق والخير والجمال.
فلنكن مبصرين وواعيين ومنتجين ومنقبين عن الجذور المعرفية الثقافية لننتج فنا مسرحيا لايصادر حق الأصل للصالح الفرع ..
فتح باب المشاركة في المهرجان الوطني لمسرح الفرجة بسيدي رحال، الدورة الثانية
مجلة الفنون المسرحية
تعلن إدارة المهرجان الوطني لمسرح الفرجة بسيدي رحال، الدورة الثانية. دورة جمعية إسيل للمسرح والتنشيط الثقافي.
التي تنظمه جمعية فرقة العطاء للسينما و المسرح إلى جانب شركائها.
- بأنه تم فتح باب المشاركة لتلقي طلبات المشاركة لهذه الدورة.
_آخر موعد لتلقي الطلبات: 05 أكتوبر 2022.
- الدعوة مفتوحة لكافة الفرق المسرحية الراغبة في المشاركة.
- يوفر المهرجان:
_ التغذية.
_التنقل داخل المدينة.
_شروط المشاركة:
- أن لا تزيد مدة العرض عن 65 دقيقة وألا تقل عن 30 دقيقة.
_ تعبئة إستمارة المشاركة عن طريق الرابط أسفله.
- تقديم طلب المشاركة لإدارة المهرجان مختوم بإمظاء الفرقة المشاركة.
_الملف القانوني للجمعية...
_لائحة بأسماء المشاركين في العمل المسرحي .
_ على أساس أن يتحدد طاقم العمل بالممثلين زائد ثلاثة أشخاص على لأكثر، (المخرج ،الفريق التقني، المسؤول عن الفرقة...)
_ إرسال فيديو المسرحية، ( رابط فيديو المسرحية أو DVD).
- تعلن أسماء العروض المقبولة للمشاركة في المهرجان يوم 15 أكتوبر 2022.
_ ينظم المهرجان أيام 19/18/17 نونبر 2022.
وإرسال الملف والمعلومات الكاملة الأخرى المتعلقة بالعرض عن طريق الإميل:
ataeteather@gmail.com
أي سؤال أو استفسار يمكنكم زيارة صفحتنا على الفايسبوك:
_المهرجان الوطني لمسرح الفرجة بسيدي رحال.
_ فرقة العطاء للسينما و المسرح.
العنوان: دار الشباب سيدي رحال إقليم قلعة السراغنة.
هل سيتم الاستغناء عن الكتاب البشر مستقبلا ؟! / مفرح الشمري
مجلة الفنون المسرحية
هل سيتم الاستغناء عن الكتاب البشر مستقبلا ؟!
من الاصدارات المميزة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي بدورته الـ29 ترجمة اول مسرحية كتبها روبوت ذكاء اصطناعي قبل مائة عام والذي تصدى لترجمتها الكاتب والباحث اليمني هايل علي المذابي.
النص المسرحي يمثل تجربة حداثية تدعو الكائن البشري لاستظرافها، ولكن تدعو كتاب المسرح والاعمال الدرامية التلفزيونية من جنس البشر للتفكير مرارا بهذه التجربة خوفا من أن يأتي يوم يتم الاستغناء عنهم ويستعان بالروبوتات لكتابة نصوص مسرحية وتلفزيونية وتقديمها على الشاشة وساعتها ينتهي بريقهم!
المسرحية التي كتبها روبوت ذكاء اصطناعي تم عرضها في الاحتفال بالذكرى المئوية للكاتب التشيكي كارل تشابيك في يناير 2021 بعد ان تم تكليف روبوت«GPT -2» الذي دربه اتحاد OpenAl، i وهذا الروبورت عبارة عن دماغ اصطناعي ضخم تم تدريبه على صياغة الجمل وفنون الانشاء وهيكلة النصوص بحيث يحفظ حوالي 900 مفردة خاصة بالصياغة اللغوية وفي ذاكرته آلاف المقالات التي يحتفظ به اتحاد OpenAl ضمن ارشيف الانترنت لتكون مرجعية للروبورت عندما يحتاج الى صياغة نصوص من اي نوع وكل مايلزم ليتم ذلك فقط ادراج مقطع قصير من اي نص لتكون مهمة الروبوت هي انجاز البقية مستخدما المفردات الخاصة به وهي 900 مفردة ومستخدما تلك الآلاف من المقالات الموجودة في قاعدة بياناته.
وتمثل التدخل البشري في هذا النص المسرحي الذي انجزه الروبورت ما نسبته 10% وهو تدخل دراماتوجي لسد ثغرات النص ومعالجة القصور فيه الناتج عن حداثة التجربة التي قام بها الروبورت لكتابة نص مسرحي متعدد المشاهد.
هذا النص الذي كتبه روبوت اصطناعي يؤكد ان جميع اشكال الكتابة وألوانها على المحك واننا أمام عصر جديد ستتم فيه اعادة صياغة العالم بأسرة في العديد من المجالات ومنها الكتابة المسرحية والتلفزيونية.














