أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 13 يناير 2023

أيــن سوق التنظير المسرحي المغربي ؟

مجلة الفنون المسرحية


أيــن سوق التنظير المسرحي المغربي ؟

"مؤسسة ربع قرن" تحتفي بإنجازات منتسبيها وتُطلق مشروعها "المسرح وفنون العرض 2023"

مجلة الفنون المسرحية


إضاءة نقدية في "النصُّ المسرحيّ" /سعدي عبد الكريم

مجلة الفنون المسرحية 

فنانة هولندية تؤطر ورشة مسرحية ببني ملال

مجلة الفنون المسرحية


فنانة هولندية تؤطر ورشة مسرحية ببني ملال

تحت إشراف المديرية الجهوية للثقافة لجهة بني ملال خنيفرة، نظمت دار الثقافة بني ملال ومختبر الأوركيد ورشة مسرحية يوم الأحد 8 يناير 2023 بدار الثقافة بني ملال مع  الفنانة الهولندية Jolien Bouwman والفنان نبيل البوستاوي، وتأتي هذه الورشة انفتاحا من جمعية الأوركيد على التجارب المسرحية على المستوى الدولي بعد نجاح تجربة الانتاج المشترك عن بعد خلال فترة حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي بالمغرب وتقديم العمل المسرحي "الجنة المزيفة" Fake paradise والعمل الموسيقي "حوار الثقافات" خلال الموسم 2021-2022 والذي جمع فرقة الأوركيد من المغرب وفرقة New Limes  من ألمانيا، حيث تم تقديم تجربة هذا العمل بمؤتمر منظمة إيفا لأزيد من 120 فاعلا ثقافيا واجتماعيا من مختلف دول العالم ولفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية بدولة ألمانيا، وأشرف على تنسيق وإدارة هذه الورشة المدير الثقافي مروان حسين والذي سبق له الاشتغال بالمسرح الألماني Junges StaatsTheater، واستفاد منها في حصتين 39 شابا وشابة من مدينة بني ملال لتبادل التجارب والتعرف على طرق الاشتغال المسرحي والثقافي لدى الفرق والفنانين خارج المغرب وعلى مجالات مختلفة من اشتغال الفنانة الهولندية كالمسرح الاجتماعي والتعبير ومسرح الصورة، وكذا خلق فرصة للتبادل الثقافي والتعريف بالمؤهلات السياحية والطبيعية للمدينة وجهة بني ملال خنيفرة.
وساهم تنظيم هذه الورشة المسرحية في تعريف الفنانة الهولندية ببعض المؤهلات السياحية لجهة بني ملال خنيفرة من خلال تنظيم زيارة للمدار السياحي عين أسردون وشلالات أوزود 
التوثيق وتصميم الملصقات للفنان الفوتوغرافي عثمان برج









عن إدارة الأوركيد 


إشكالية المثاقفة المسرحية بين الغرب والشرق

مجلة الفنون المسرحية 
إشكالية المثاقفة المسرحية بين الغرب والشرق

عواد علي _ صحيفة العرب 

افتتن العديد من المسرحيين في الغرب بجماليات المسرح في الشرق وأعرافه وطقوسه، إلى جانب اهتمامهم بملاحمه وأساطيره، وتكييفها في تجارب مسرحية، وفقا لرؤى مختلفة، منذ بداية القرن العشرين. وشكّلت هذه الموروثات مصدر إلهام لهم في تجديد تجاربهم على صعيد الأداء والإخراج والتأليف، ومن ثم في تنظيراتهم التي أنتجت تيارات واتجاهات مسرحية معروفة.
تُعدّ الزيارة التي قامت بها فرقة جزيرة بالي الإندونيسية إلى أوروبا عام 1931 فاتحة اكتشاف المسرحيين الغربيين لجماليات المسرح الشرقي وحرفياته وأساليبه المرتبطة بالتراث الروحي لشعوب الشرق وفنونها الأدائية والسمعية.

وقد وصف الناقد والباحث المسرحي المغربي خالد أمين، في كتابه الجديد “المسرح والهويات الهاربة: رقص على حدّ السيف”، رحلة الغرب، مسرحيّا، صوب الشرق بأنها شكل من أشكال “مسرح المثاقفة”، تدل على التفاعل بين ثقافات مختلفة في التأثير والتأثر.
نماذج بديلة

لاحظ أن المسرح الغربي حين بدأ يعيش حالة من “العقم”، كان عليه أن يفتح نوافذه على الشرق، في لقاء مثمر بينهما من أجل بناء حداثة مسرحية غربية، وحل مشاكل أضحت كامنة في تخوم التقاليد المسرحية الغربية، وخاصة مركزيتها المنكفئة على ذاتها سنين طويلة ضمن قوالب فنية تقليدية لم تعد تؤثر في جزء مهم من الجمهور.

وضرب أمين على ذلك أمثلة بتجارب الإيرلندي وليام باتلر ييتس، والفرنسي جاك كوبو، الذي ذهب إلى فضاءات “مسرح النّو” الياباني لاقتراح دراماتورجيا جديدة، والإنجليزي جوردون كريك الذي استخدم الأقنعة الأفريقية، والنمساوي/الأميركي ماكس راينهارت الذي استلهم بعض تقاليد “مسرح الكابوكي” الياباني، في محاولته لإعادة النظر في الترتيب المسرحي البرجوازي قبل تلميذه الألماني برتولد بريشت الذي تأثر، أيضا، بجماليات الأداء الشرقية.
في محاولتها إبراز العلاقة بين الثقافة والمسرح، سبق أن فحصت الناقدة المسرحية الكندية سوزان بينيت نظرة الغرب إلى المسرح الخاص بالثقافات المغايرة، بل وافتتانه به، وبحثت في تطلّع كل من برتولد بريشت وأنتونين آرتو إلى الشرق بحثا عن نماذج بديلة لأنماط الممارسة المسرحية الغربية، مبينة أن استخدام الطقس في المسرح غير الغربي (أي الشرقي تحديدا) كان له تأثير هائل على ممارسات المسرح التجريبي في الغرب.

وبالرغم من أن العروض الطقسية برزت وتطوّرت خارج المحضن الثقافي الغربي، فقد اجتذبت، بشكل واضح، جمهوره. وتستشهد بينيت  لتوكيد ذلك بفقرة من مقال لبارت بعنوان “كيف تقضي أسبوعا في باريس” يقول فيها “لقد فتنت أيما افتتان بمسرح بونراكو للعرائس، إن الشعوب الأخرى، بوصفها الآخر المغاير، تستثير اهتمامي، ذلك لأن هذه العرائس تنتمي إلى سياق آخر ومكان آخر. ولهذا السبب وحده فإنها تثير فضولي، وتغذّيه“.

وتضيف بينيت أن ما يثير الاهتمام بهذا المسرح هو غيريّته بالنسبة للجمهور الغربي، واختلافه عمّا ألفوه، وأيضا عدم القدرة على فهمه في إطار عمليات التلقي التقليدي، إذ أن هذا الجمهور يعتمد تقليديا، كما لاحظ أيوجين باربا صاحب أنثروبولوجيا المسرح، على الكلمة، بوصفها الوسيط الوحيد الذي يمكن من خلاله تحديد معنى العرض، وهذا يفسّر، كما يقول باربا، اعتقاد المتفرج الغربي العادي بعدم قدرته على الفهم الكامل للعروض التي تتأسّس على تداخل أفعال متزامنة، ومن ثم فهو يجد صعوبة في استيعاب المنطق الذي تقوم عليه الكثير من الأنماط المسرحية الشرقية. ويعترف باربا، على العكس من بينيت، بافتتان الغرب بالمسرح الشرقي، وممّا هو شائع أيضا أن الغرب، بسبب ردة فعل تلقائية لهيمنة ثقافته، يتجاهل المسرح الشرقي، ويسوّغ تجاهله كما لو أنه يتعلق بتجارب ليست لها علاقة مباشرة به، فهي من الغرابة بحيث لا يمكن الإفادة منها، والتعرّف إليها.

وينعت باربا هذا الموقف بأنه “نظرة منحرفة هي نفسها التي تدفع إلى جعلها وكأنها شيء مثالي، ومن ثم إلى أدلجتها وتسطيحها وجعلها أحادية الجانب، أو مراقد للعبادة”.

لكنني أختلف، إلى حد ما، مع باربا في صياغة رؤيته لموقف الغرب من المسرح الشرقي، أو لعلاقته بـه، فالتجارب الكثيرة لما يعرف بـ”المسرح الطقسي” في الغرب، أو تلك التي تبنّت شكل الطقس، أو التي استعارت بعض عناصره، كما في بعض تجارب المخرج البولوني تاديوز كانتور، وغروتوفسكي، وبيتر بروك، ومايرهولد، وأورليان لونييه بو (مخرج سويسري)، وبريشت، وباربا نفسه، قد كان المسرح الشرقي مصدرا أساسيا لجمالياتها واستلهاماتها.
لكن إفادة المسرح الغربي من الجانب الجوهري في المسرح الشرقي، أو من طقوسه، والرؤية التي استند إليها في استلهاماته منها، أمران يمنحان باربا بعض الحق في وصفه لنظرة الغرب إلى المسرح الشرقي بأنها “نظرة منحرفة”.

إن الجمهور الغربي لا يستطيع، حسب بينيت، تقبل المسرح غير الغربي إلاّ إذا قُدّم له في سياق مسرحي غربي يقوم على الفضاء المسرحي التقليدي، والحدود المكانية الفاصلة بين الجمهور والخشبة، ومواضعات الإضاءة، وغيرها من العناصر.

وترى أن ذلك يدلّ على أهمية المؤسسة المسرحية في عملية فهم الجمهور واستيعابه للمسرح، ويؤكّد أهمية العناصر الحركية المرئية للعرض المسرحي، ويشير إلى ضرورة تقليل الاهتمام بالنص الدرامي.

لكن بينيت تهمل أسبابا أساسية أخرى لذلك تتصل بطبيعة الثقافة الغربية المتمركزة حول ذاتها، أو أنموذجها المشبع بأيديولوجيا التفوّق الثقافي التي تتمظهر في أنماط عديدة من المواقف والممارسات والتعبيرات النرجسية.

إذا كانت هذه حال الجمهور الغربي مع المسرح الآخر غير الغربي، فإن الفرق المسرحية الغربية، حينما تسعى إلى إنتاج العروض المسرحية النابعة من ثقافة مغايرة، وتقديمها، بعد تطعيمها بدوال وشفرات ثقافية غربية، تنتهي حتما إلى خلق منتج ثقافي مختلف.

وقد يؤدّي تغريب تلك العروض (نسبة إلى الغرب لا إلى مفهوم بريشت) إلى إيجاد نمط مسرحي بمقدور الجمهور الغربي فهمه، لكنه سيفضي، أيضا، إلى تقديم دلالات غريبة على جمهور الثقافة الأصلية، الذي تعود إليه مادة العرض، كما يستعصي على فهمه.
فضاء ذكوري
تضرب بينيت مثلا على ذلك بتجربة للمخرج الأميركي فيكتور تيرنر، في سعيه إلى صياغة الطقوس الخاصة بقرية اسمها “نديمبو” صياغة مسرحية، بالاشتراك مع فرقة ريتشارد ششنر. فالمعروف أن السياق الاجتماعي لثقافة هذه القرية هو سياق أمومي، ولكي يتمكّن الممثلون من إيصال هذا السياق مسرحيا قاموا بعمل بروفات تقوم على فن الباليه اعتمدت على وجود إطار عام قدّمته الممثلات بأجسادهنّ، وفي داخل هذا الإطار كان يُقدّم الفعل الدرامي (والسياسي) الذكوري، في حين أن الفكرة كانت تهدف إلى إظهار أن الفعل الدرامي يجري من خلال فضاء اجتماعي أمومي.

ويعلق تيرنر على ذلك قائلا “لم تؤت هذه الطريقة، إلى حد ما، أثرها لأنها انطوت على توجّه سياسي معاصر أفقد العملية الاجتماعية الثقافية الخاصة بقرية نديمبو طبيعتها المميزة. إن التوجه النسوي الخاص بمسرحة معطيات الإثنوغرافيا يقوم على مفاهيم أيديولوجية حديثة لا تمت بصلة إلى السياق الثقافي لقرية مثل قرية نديمبو”.
أخلاقيات العرض  
في هذا الصدد، أيضا، تشير بينيت إلى محاولات بيتر بروك في الكشف عن العديد من المشكلات الخاصة بالعروض التي تقوم على التقاء الثقافات وتمازجها، وكذلك إلى تجربة غروتوفسكي الذي سعى مسرحه، المسمى بمسرح الأصول والدراما الموضوعية، إلى إيجاد أواصر للتعاقب مع علماء الأنثروبولوجيا، والاجتماع، والسلوكيين، وغيرهم، بهدف جعل الممارسات الطقوسية ذات منحى موضوعي.

إذا كانت بينيت ترى أن استثمار هؤلاء المسرحيين الغربيين لما تسميه بالممارسات الطقوسية يشكل نوعا من التقاء الثقافات وتمازجها، أو أنه يهدف إلى جعلها ذات منحى موضوعي، فإن ثمة رؤية نقدية شرقية مغايرة تماما لرؤيتها تتمثل في طروحات الناقد الهندي روستم بهاروشا، من خلال تفكيكه لأعمال هؤلاء المسرحيين المستندة إلى التراث الشرقي، وتركيزه على ما يسميه بـ”أخلاقيات العرض” التي تكمن وراء أي تبادل ثقافي، والعلاقات الاجتماعية التي تؤسّسه، فهو يرى أن الاتجاه السائد في إنتاج تلك الأعمال يفصل بين التاريخ الشرقي والحضارة الشرقية بأساليب تخفي تحت قشرتها الخارجية نزعات مركزية غربية، واستشراقية براغماتية.

ومن بين الأمثلة على ذلك، حسب بهاروشا، إنتاج بيتر بروك لملحمة “المهابهاراتا” الهندية الشهيرة، فقد وصم الثقافة الهندية بالتفاهة في عرضه للأساطير والملاحم، وخفّض من قيمة الفلسفة الهندوسية بطرح ملاحظات معروفة سلفا، تعتمد على بناء أوروبي مركزي للأحداث وللتمثيل صمّم خصيصا للجماهير العالمية.

ورأى بهاروشا أن بروك تعامل مع هذه الملحمة الروحية بطريقة حولتها إلى حلل وأثاث، وقام بتجريدها من تاريخها حتى يمكنه بيعها لجمهوره في الغرب، في حين أنها، بالنسبة للشعب الهندي، تُعدّ المصدر الجوهري للمعرفة في تراثه الأدبي، ففيها الرقص، والرسم، والنحت، واللاهوت، والدين، وفن الحكم، وعلم الاجتماع، والاقتصاد. وباختصار إنها تاريخه بكل غزارته وتفاصيله.

الخميس، 12 يناير 2023

مسرح الميكروتياترو بين النشأة في بيت التسامح وتسمية المنشأ الإسبانية والعالمية

مجلة الفنون المسرحية 
 

مسرح الميكروتياترو بين النشأة في بيت التسامح وتسمية المنشأ الإسبانية والعالمية

خالد سالم - الحوار المتمدن 


لئن كان المسرح فن تفاعل بين الجمهور والممثلين فإن الميكروتياترو تجربة مسرحية إسبانية ألقت بالمتلقي في وضع أكثر تفاعلاً وحميميةً مع الممثل، يشارك معه في الحدث الدرامي خلال العرض. وهو شكل درامي مرن يسمح بخلق قصص ذات طبيعة متنوعة للغاية وتقريب الجمهور من عالم مختلف: تقديم منتج أو نقل قيم علامة بعينها أو الوصول إلى جمهور جديد. ويضطلع فيه الخيال بوضع الحد، النهاية. إنه ثقافة وفنون متعددة في تجربة قشيبة وفريدة من نوعها انشرت في بقاع شتى من عالمنا. وهذا النوع الجديد يتجاوز المسرح المختصر، ويجمع بين الفن وفن الطهي، في تجربة شكلية للاستهلاك الثقافي حسب كل مشاهد.
يقترح هذا الوليد تنسيقًا للأحداث الفورية في غضون بضعة دقائق ويتم تحديده من خلال الفورية المادية بين فضائيّ التمثيل والفرجة، وغالبًا ما تكون مغمورة في توتر مشترك. وحسب ناقدة أرجنتينية يمكن أن يقدم الميكروتياترو فكرة للمشاهدين والتمتع بممارسة الحرية، مع ضرورة الدخول والخروج.
إنه طريقة لعيش المسرح انطلاقًا من الحميمية، من القرب والاقتراب بين الطرفين. كل هذا رغم أن خصائصه كانت موضع شك عند مولده في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقد ولد في ظروف مدهشة ليبقى بعد أن شكك كثيرون في امكان صموده بين فنون الفرجة. لكن على النقيض هناك من وصل إلى وصفه بأنه بديل ممتاز لعيش هذا الفن والشعور به والاستمتاع به بطريقة أكثر حميمية.
وتذهب المخرجة المكسيكية والمسؤولة عن هذا الفن في بلدها أليخاندرا غيبارا إلى إنه فضاء يمكن للجمهور أن يعيش المسرح فيه ليس فقط بتكلفة قليلة، بل أيضًا بطريقة لم تحدث من قبل في دنيا المسرح. لقد خرج الميكروتياترو من فضاء التشكيك في استمراريته إلى كسب مساحات أرحب والمزيد من المؤيدين يومًا بعد يوم، ليُعرّف بأنه لقاء يتطلب قريحة وذكاء.
يسع الميكروتياترو فضاء لا تزيد مساحته على خمسة عشر مترًا مربعًا، ويشارك في العمل ممثلون لا يزيدون على ثلاثة، يلجؤون إلى ذكائهم الفطري والمهني لأداء عمل لا تزيد مدته عن خمس عشرة دقيقة، وهي المعايير الأساسية لهذا النوع القشيب من المسرح الذي شهد مولده أحد أكثر أحياء مدريد عراقة، حي مالاسانيا، الحي الذي كان له حضور اجتماعي عريض في ليالي مدريد الشبابية خلال الثمانينات والتسعينات. كل هذه المعايير من شأنها أن تفسح للجمهور، الذي لا يزيد عدده عن خمسة عشر مشاهدًا، بأن يلتحموا بالعمل بالكامل.
ويكمن غرض هذه الطريقة المسرحية في التقاط جوهر الموضوع ثم التعبير عنه في فترة زمنية قصيرة بحضور عدد محدود من المشاهدين، عملاً بالمعايير التي وُضعت له مع مولده. ومن السمات المميزة لمسرح الميكروتياترو أنها تتيح تطوير العديد من المسرحيات في وقت واحد. ويجب أن تتبع عروضه الخط الموضوعي نفسه، وتسمح لكل فرقة بحرية مطلقة في الطرح والإخراج وكذلك المنظور الذي تنشده من العمل. ومن السمات الأخرى لهذه الطريقة المسرحية المبتكرة أن الأعمال لا تُعرض عادة عدة مرات في المكان نفسه، مما يجعل كلَا منها شيئًا فريدًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هدفها هو سرد قصة بأقل عدد ممكن من العناصر، ولكن مع التركيز دائمًا على اشراك الجمهور في الوقت الحاضر. ولا يتعلق الأمر بفن الأداء performance أو التمثيل الصامت أو الارتجال، لكنها أعمال تتطلب نصًا مسبقًا وتحترم العديد من خصائص العمل التقليدي.
وقد قيل إن هذا الشكل المسرحي الوليد يُؤخذ على شكل حبوب، فالمشاهد يجهز قائمة الأطعمة حيث يتلذذ بكل خطوة وببطء خلال الدقائق المعدودة للعمل الذي يُطرح على مقربة، في تلاحم معه، وخلال دقائق معدودة وقرب جسدي بين منطقتي التمثيل والمشاهدة، في توتر مشترك.
ثمة قائل إن الميكروتياترو هو فكرة المشاهدين، لهذا فهناك ضرورة للتمتع بحرية الدخول والخروج، أي ممارسة الحرية. ومن هذا المنطلق فقد تجد أن مسرحًا تقليديًا قد تحول إلى خمس أو ست قاعات تعمل في آن واحد، وكأن الأعمال المعروضة تتكاثر. فعلى سبيل المثال هذا النوع من المسرح ولد في العاصمة الإسبانية ومنها انتقل إلى أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية ودول عديدة أخرى خارج هاتين الدائرتين. وقد وصل إلى الأرجنتين منذ أربع سنوات، وخلال هذه الفترة قُدم أكثر من سبعمائة عرض منه خلال هذه المدة، وحضر العروض ما يقرب من مليون مشاهد. كما حقق في الأرجنتين نجاحًا عظيمًا في أكثر من مدينة، وخاصة في العاصمة بوينوس آيريس وأصبح تقليدًا يبحث عنه الجمهور وينتظره خارج الموسم المسرحي.
ومن القيم المضافة للميكروتياترو أنه، في المقام الأول، يقرب جمهورًا ليس لديه الهمة في الذهاب إلى المسرح ويأمل القائمون عليه أن يحضر هذا الجمهور العروض، أن يذهب إلى قاعات العرض دون خوف. وفي المقام الثاني فإنه يستجيب لحاجة كل متفرج، ككتاب يُفتح ويُغلق في الصفحة المراد قراءتها. وهو في هذا يتفوق على المسرح التقليدي الذي يوصف بأنه مغلق، يصعب اجتيازه.
المخرجة الأرجنتينية خوليتا نوبارّو التي اقتربت من الفن من مختلف اللغات التعبيرية وانطلاقًا من تجاربها العديدة، بدءًا من الإخراج والكتابة المسرحية وتصميم الملابس والإخراج السينمائي، ترى أن الميكروتياترو مشروع يقترن تحديًا، إلى حد ما، يصطحب بعض القيم الحيوية الاجتماعية كالقرب والافتقار إلى الوقت، لكنه في الوقت نفسه يعزز الملامح الإبداعية. هذا دون اغفال وضع العالم الراهن الذي يفسح المجال أمام هذا الشكل المسرحي الجديد، إذ تجبرنا منصات التفاهم والشبكات الاجتماعية على استهلاكه عبر خاصية القفز والتجوال بين منصة وأخرى بغية الاستقصاء والتوصل إلى الهدف.
وفي الميكروتياترو يضطلع المشاهد بمساحة لم يكن يتمتع بها من قبل، إذ يقوم بدور بارز، دور بطولي، في علاقة مختلطة مع المشهد انطلاقًا من المسافة القصيرة التي تفصل المشاهدين عن الفنانين. وهذه المساحة الضيقة هي التي تجعل الناس لا يشعرون بأنهم حَكم بل هم جزء من التجربة حتى عندما لا يُكسر الجدار الرابع، وهو الاصطلاح التمثيلي الذي يشير إلى جدار متخيل، غير مرئي، يفصل الممثلين عن الجمهور. فبينما يمكن للجمهور أن يرى من خلال هذا الجدار يتصرف الممثلون كما لو أنهم لا يستطيعون رؤية الجمهور.
يذكرنا منطق الميكروتياترو بمفهوم السينما القديم "العرض المستمر"، لكنه يُصاغ حسب الفضاءات الحالية المتمثلة في القاعات المتعددة حيث يعملون على محاكاة الواقع، ما هو رقمي، افتراضي، وبالتالي مساعدة الفضاء للعمل المسرحي على الاستيعاب وليس العكس، أي دون تأقلم العمل المسرحي على الفضاء المكاني.
ومن المسلمات في هذا المضمار اليوم هو أنه إذا كان التحدي الذي يواجه المخرجين والممثلين كبيرًا، فإنه ليس أقل من مهمة الكتاب المسرحيين، فهم المنوط بهم حل تلك الثلاثية الشهيرة القائمة على الحكاية والحبكة والعقدة وتفكيكها في فترة لا تزيد كثيرًا عن عشر دقائق. وعليه فمن الصعب على الكاتب المسرحي ادخال تحول كل ثلاث أو أربع دقائق، على ألا يكون مشهدًا منفردًا أو لوحة مسرحية، بل عمل مسرحي متكامل.
ولد هذا المسرح الظاهرة، كما أسلفت، في حي مالاسانيا التاريخي في العاصمة الإسبانية، بدءًا من حدث عرضي، ففي لحظة أراد مجلس الحي في تلك المدينة رفع النشاط في المنطقة التي كانت تكثر فيها تجارة الجنس. ولمنع ذلك، استولى فنانو الغرافيتي والفنانون التشكيليون على تلك المحلات المهجورة. وكان المخرج ميغيل ألكانتود من شجع فكرة تقديم مشروع مسرحي مبتكر في ماخور قديم في الحي. قُدم العرض تحت مسمى "بنقود" Por dinero في شهر نوفمبر عام 2009 وبمشاركة حوالي خمسين شخصًا من العاملين في مجال المسرح. استولوا على القاعات كلها، بما في ذلك الحمام، وعُرضت أعمال بممثلَيّن أمام مشاهدَين. وكان العرض يقام كلما كان هناك مشاهدون، ووصل ببعض الأعمال أن عُرضت أربع عشرة مرة. حري أن نذكر أن ميغيل ألكانتود مخرج ناجح وسبق له أن قدم أعمالاً درامية ناجحة في التلفزيون العام والخاص، وكان لنا مؤتمر عن المسرح، وتناولنا كيفية نقل الفكرة إلى المسرح العربي في خريف 2014، إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بالمسرح، لكنها لم ترَ النور سنتئذ.
كان الميكروتياتر مشروعًا عرضيًا، ثمن التذكرة يورو واحد. كان طلب أولئك الفنانين قويًا، ما ترك له صدى شديدًا. وأطلق عليه مسمى "ميكروتياترو مقابل المال"، محاكاةً لبيوت التسامح، أو الدعارة، الجنس مقابل المال، وفكرة الصفقة. وفي الوقت نفسه تنازلت البلدية عن محل جزارة، مكان تطور الميكروتياترو في مدينة مدريد. هكذا ولد الميكروتياترو متخطيًا منطق المسرح القصير. ففنانو المسرح يخضعون للتحدي الإبداعي المتمثل في الإيجاز والقرب. والميكرتياترو مشروع كاشف من شاعرية الزمان والمكان، في نوع من القفز zapping المشهدي، السمات الفورية التي تتغلغل في مجتمع اليوم، وهي ظاهرة امتدت إلى الحياة الحضرية.
وإذا كان لإسبانيا سبق وبراءة اختراع الميكروتياترو فإن مصر لم تتأخر كثيرًا في إدخال هذا النوع الجديد من المسرح إلى الوطن العربي. ويعود الفضل في ذلك إلى الدكتورة نبيلة حسن، الأستاذ في أكاديمية الفنون والممثلة، التي حصلت على الدكتوراه من جامعة مدريد أوتونوما. فقد أقامت دورتين لمهرجان الميكروتياترو في القاهرة والإسكندرية وفي مدن أخرى العامين الماضيين، وينتظر أن تقيم الدورة الثالثة للمهرجان في خريف العام الحالي.
انتيهت منذ أيام من ترجمة عشرين مسرحيًا ونيفًا آمل أن ترى النور قريبًا، لتثري التجربة المصرية والعربية في مجال هذا الجنس المسرحي الجديد الذي ولد بشهادة وتسمية منشأ إسبانيتين، ليصبح إضافة إسبانية جديدة في دنيا الأدب والفنون، وليرفل المسرح العالمي بوليد انتشر في أوروبا والأميركتين والوطن العربي عبر بوابة أرص الكنانة.

الأربعاء، 11 يناير 2023

فتح باب المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الرابعة تحت شعار ( لأن المسرح يُضيء الحياة )

مجلة الفنون المسرحية 
فتح باب المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الرابعة تحت شعار ( لأن المسرح يُضيء الحياة )

لأن المسرح يُضيء الحياة 
 برعاية معالي وزير الثقافة والسياحة والاثار الدكتور احمد فكاك البدراني المحترم  
وزارة الثقافة 
دائرة السينما والمسرح 
تفتح باب المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الرابعة تحت شعار ( لأن المسرح يُضيء الحياة )  للفترة من 10 ولغاية 17 تشرين الاول 2023  علما ان اخر يوم لاستلام طلبات المشاركة هو 1 / 6 / 2023 . 
للمشاركة في المهرجان اضغط على الرابط واتبع التعليمات وملأ الاستمارة الالكترونية
  ارسال المعلومات المطلوبة على اميل المهرجان  
baghdadintfestivaltheater2@gmail.com

……….
الرابط باللغة العربية : 
…. ………..
The Iraqi Ministry of Culture - Department of Cinema and Theater is pleased to invite all Arab, foreign and Iraqi theater groups to participate in the events and activities of “Baghdad International Theater Festival, 4  edition”, which will be held from the period of the 10 h to the 16 th of October 2023. We receive entries until 2023 / 6/ 1 Note that the festival is held in a competitive manner, the festival will cover full board, 3 meals a day, hotel stay, reception at the airport, local transportation during the group’s stay in Iraq, and the manufacture of decorations that are difficult to transport. Please kindly attach the materials required in your submission:


اهلا بكل عشاق المسرح وصناع الجمال
 في عراق الحضارة والسلام 

- رئيس المهرجان د. احمد حسن موسى مدير عام دائرة السينما والمسرح 
- مدير المهرجان د.علي محمود السوداني : مدير المسارح 
- سكرتير المهرجان : الفنان حيدر جمعة

( أكون ) أول عرض مسرحي مونودراما في محافظة إب / طاهر الزهيري

مجلة الفنون المسرحية 
( أكون ) أول عرض مسرحي مونودراما في محافظة إب 

عرضت على خشبة مسرح المركز الثقافي التابع لمكتب الثقافة بمحافظة إب عصر اليوم أول عرض مسرحي مونودراما بعنوان ( أكون )، نظمه مكتب الثقافة وفرقة طج الفنية بمناسبة اليوم العربي للمسرح.

ويعد المونودراما فن من فنون المسرح التجريبي الذي تطور وأتسع رقعته خلال القرن العشرين، حيث يعتمد العرض على ممثل واحد، لديه قدرة عالية واستثنائية على تجسيد عدة شخصيات، يؤديها ويسرد أحداثها بشكل منفرد.
وتناول العرض، والذي أشرف عليه مدير عام مكتب الثقافة عبدالحكيم مقبل وكان من فكرة وإخراج وتمثيل الفنان طاهر الزهيري، اسقاطات الشارع اليمني والعربي وهمومه وتطلعاته، ومواجهته للأزمات المعيشية والغلاء المتفاقم وتحمله أعباء الأوضاع الراهنة. 
وأوضح الظروف الصعبة التي يواجهها المسرح العربي في ظل الاسفاف واللوثة التي تُقدم عبر مشاهير منصات التواصل الاجتماعي، وحجم الإقبال عليها مما يؤثر على الذائقة العامة وينشئ أفكار هدامة تسهم في خلق وعي مجتمعي مختل ومدمر للأسر والأجيال. 
وسلط العرض الضوء على القضايا الاجتماعية، وفلسفة الحياة من حيث العقلانية والكينونة والتفاوت الوجودي والحياة التكاملية والعدالة الاجتماعية وجوهر الخطاب الديني، بالإضافة إلى محاكاة المسرح العالمي من خلال تجسيد مشاهد من إحدى مسرحية " هاملت " للكاتب الانجليزي وليم شكسبير . 
ويحكي العرض، الذي قُدم بأسلوب تراجيدي ممزوج بالكوميديا، قصة مواطن ضغطت عليه أعباء الحياة، فقرر تقمص دور المجنون للخروج من أزماته، لكنه اكتشف أن الهروب لن يحل تلك المشاكل وينبغي أن يُعاد التفكير بنمط وطريقة الحياة بالنسبة للفرد والمجتمع حتى يتسنى للجميع التعايش ومواجهة الأزمات. هذا ويعد هذا العرض الأول في محافظة إب من حيث التجهيزات والمؤثرات وتكامل الفكرة، وقد سبقه تجربه بسيطة نفذها الفنان عبدالعزيز البعداني في مسرح مدرسة الشعب قبل عدة سنوات.
شارك في العمل من خلف الكواليس مساعد المخرج عمرو الحاج، وكلا من محمد الشجاع، زكريا حاجب، ومجد.
حضر العرض نائب مدير عام مكتب الثقافة خالد الكريزي، رئيس نقابة الفنانين بالمحافظة مدير المسرح بمكتب الثقافة عمار عبدالغني، مدير المركز الثقافي حفظ الدين عبدالغني، المثقف والسياسي عبدالله الكامل، الفنان ظافر عز الدين، مدير العلاقات العامة والإعلام بمستشفى البدر الدولي الزميل إبراهيم الديلمي، وعددا من الناشطين والناشطات ونخبة من محبي المسرح والثقافة بالمحافظة.

الثلاثاء، 10 يناير 2023

كيف نظر ماركس لـ"ماكبث" شكسبير في نص حول ضرورة الشر وإنسانيته؟

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي (أبصم بسم الله) تراجيديا شعبية شقت غبار النوستالوجيا

مجلة الفنون المسرحية 
العرض المسرحي (أبصم بسم الله) تراجيديا شعبية شقت غبار النوستالوجيا  

ثائر القيسي      
 
البطل فكرة رومانسية
يعد البطل الـ (التراجيدي) في طبيعة شخصيته منذ طور النمو إنساناً حالما ً حد انبهاره بحلمه في باكورة وجوديته في حواضن (اللاوعي ) .
ومن هذه المساحة الـ (سايكولوجية) نمت بين أحشاء ذلك البطل رغبة الحلم في انثيالاته المفضفضة بأن يتكون لديه تصورا فوقياً لأن يصبح (سندباداً) يجوب الفضاءات بكامل قواه وحريته التي استشفها من اقاصيص أمه ـ الحضن الأول ـ والتي كانت كلما ارادت أن تجعله يرحل الى حلمه في سبات عميق إذ كانت تقص على مسامعه حكايات البطل سندباد وهو ما كان يشكل له في كل ملامحه كائناً لا تقف قدماه على الأرض وبين تهويمات الصيرورة الأولى لذات البطل (أيوب ) نشأت أفكار الصراع مبكراً من حيث اللازمة النفسية التي تأسست وفق رؤاها دافعياته لأن يبحر في أعماق فكرة الحرية على نحو (رو منطقي) شفيف في مبثوثاته الحسية ، فهو لم يحلم إلى أن قضت عليه ارتحالات سندباد حتى ان تجمعت في عقله الباطني صور شتى عن عشقه للفضاء من بوابه أمه التي كانت بالنسبة لشغفه الاحتواء التدويني العميق لتشكلاته الشعورية وهي في مهد نشأته لكن الواقع وهوسه المصنع ليس دائماً ما يتوافق مع الأحلام وليس ثمة من يعدها قاعدة ثابته إذ أن الأحلام كأسراب الطيور المهاجرة موسمياً لا تجدها في فضاء ثابت وحراكها أسرع من الريح في هبوبها لذلك وجد أيوب ذاته تترسخ بين الأرض والسماء ولا مستقر لها كلما أكلت السنون من جرف نشأته حتى شب على ويلات واقعه الموحش ليلج معتركاً غرائبياً بانعكاساته الكارثية عندما وجد نفسه في اتون حرب طويلة تشظت فيها أحلامه الأولى وزرعت في أعماقه مخاوف من القادم وثمة أسئلة تضرب بأطنا بها في ذهنه المشتعل بالرعب!
هل أعود الى امي ؟
هل أعود إلى أبي الحاج موحان ؟
هل سيرى من جديد حيهم والناس والأزقة وتلك الأبواب التي لم توصد أمامه الأبواب؟
كانت الحرب محرقة وكان يتقافز بين ألسنة لهبها مثل القشة المتطايرة من أجساد الموتى المتناثرة من حوله لتنتهي أوارها وليخرج منها بخسارة حلمه وشبه ضياع لدافعيته بأن يصنع عالمه الحر فوق صياحي مدينته التي عصفت بأناسها أحزان تداعيات الحرب ونتائجها ولم يكن أيوب مستمراً في الحلم حيث استوقفته دهاليز الأوقات المتحولة أمام مصائر لم تكن بالحسبان من حيث ما استقاه من حضن أمه قبل أن ترحل الى العالم الآخر ليلحق بها أبوه الحاج موحان ليتركاه في فراغ (نولجلسيتي ) يكتظ بالحنين الى زمانيهما المترع بالأحلام وهو في خضم مواجهته وافقاً جديداً في ضغوطاته حيث الحرب من جديد بعد حصار شديد وان الضغط على معيشته والتيه الذي غرق فيه ولا يعرف أدني مفصل من مفاصل وجوديته المأزومة بالحرب وحصارها الخانق ولم ينته الأمر عند حدود هذه الأوجاع والتمزقات النفسية بكل ما عنته من ظلم وقسوة وكانت الحياة من حوله مدعاة يأس من نهاية للمأساة ليجد أن الحاضنة الأكبر قد أحتلت هي الأخرى بعد رحيل أبوية عبر سقوط وطنه تحت مداسات سرفات دبابات الاحتلال وما رافقته من دمار في كل شيء من حوله "أمه" أبوه "وطنه" "حلمه" فاختار ان يستبدل المكان وزمنيته بكل أوجاعها لأجل أن يتواصل بالعيش في حياة لم يعد مختارا لها.
وعند الهجرة وبينما يجلس القرفصاء في إحدى زوايا المركب الذي أراد به الهجرة بطرق غير مشروعة الى المنفى حاصرته قوة أمنية واقتادته إلى إحدى مخافر البلد الذي حاول الوصول إليه لتبتدأ معه التحقيق الأمني ولأنه عراقي المولد كانت فرصة براءته من التهم التي وجهت إليه ضيئلة كون العراق بعد سقوطه بين مثالب الإحتلال مرتعا للمجاميع الإرهابية التي تواجدت على أراضيه جراء الإنفلات والإنهيار في مؤسسات الدولة، فكان التحقيق معه مطولاً وقاسياً ووجهت إليه أسئلة توقف أمامها ملياً على أساس أنه غير معني بها بوصفها أسئلة تحقيقية توجه لإرهابيين قبض عليهم متلبسين بأفعال إرهابية وكان في لجه مخاوفه حانقاً على الأساليب المتبعة في مسار التحقيق معه، إذ كانت إجاباته تنحى منحيات صوب اتجاهات غير ما تكون عليه الأسئلة ليدخل في لجه السرد المتشعب عن المراحل التي مر بها وطنه قبل ان يسقط تحت براثن الاحتلال لكن المحققين لم يأبهوا لسردياته الضاجة بالحنين الى حضن أمه وسندبادها الآفل وسحنه أبيه الحاج موحان وحلمه الأول الذي أحرقته الحرب الأولى حتى لحق برموز ماضية الراحلين ومات كمداً امام مرأى المحقيين ليضعوا فوق رفاته كوفية أبيه غطاءً معبراً عن رمزية ماضيه المؤود بقهر مستدام وبلا هوادة.
كتب فكرة العرض الكاتب المسرحي الراحل سعد هدابي وأخرجها الفنان عبد الأمير الصغير وهو من قام بأداء شخصية (أيوب) كإسم رديف لنبي امتاز بصبره على نوائب دهره حتى خصه الله بالنبوة شاركتة البطولة الفنانة الواعدة إسراء ياسين في دور المحققة الأجنبية وهي التي تعتلي خشبة المسرح للمرة الأولى كونها خريجة الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية فيما كان د. محمد عمر مدير قسم المسرح في وزارة الرياضة والشباب مشرفاً عاما على العرض .
وقد عرض العمل على خشبة مسرح الطليعة أواسط الشهر الماضي من عام 2022.

المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر: البحث عن الفرجة

مجلة الفنون المسرحية 

المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر: البحث عن الفرجة


 عبد الكريم قادري _ الضفة الثالثة 

أسدل الستار، قبل أيام، عن فعاليات الطبعة الـ15 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف في الجزائر، والذي جرت فعالياته بعد برنامج مكثف ومختلف، تراوح بين التكريمات والندوات والمحاضرات واللقاءات والعروض المسرحية من داخل وخارج المنافسة الرسمية.
وقد أعطت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، من فضاء المسرح الوطني "محي الدين باشطرزي" إشارة انطلاق فعاليات هذه التظاهرة، والتي حرّكت مياه "أبو الفنون" الراكدة، مؤكدة في كلمتها على أهمية المسرح كفن فاعل ومهم في حياة الفرد والمجتمع، كما سردت ما حققه المسرح الجزائري خلال مساره المشرف والمضيء، كونه انطلق من النضال لدعم قيم الثورة ومبادئها، وهذا بقولها إن "الفن الرابع الجزائري ارتبط بذاكرة النضال منذ البداية، ولعب دورًا في التنوير، وغرس قيم المواطنة والانتماء، وكذا المساهمة في بناء الدولة الوطنية". وأضافت أن المسرح "لم ينعزل يومًا عن المجتمع، ولا تنكر لقيم الجزائر الأصيلة"، لتختتم كلمتها بإطلاق وعود لصنّاع المسرح ومحبيه في الجزائر، وهذا من خلال قولها بأن "سنة 2023 ستعرف حركية مسرحية غير مسبوقة، من خلال إنتاج عروض في مختلف المسارح، إلى جانب إنتاج وإخراج أعمال في إطار برنامج الدعم الذي أفرج عنه بموجب رخصة استثنائية، ناهيك عن تنظيم فعاليات مسرحية في قوافل تجوب كل ربوع الوطن".
حملت الطبعة الـ15 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف اسم الفنان والمناضل عبد الرحمان بسطانجي، المعروف في الوسط الفني بتسمية "طه العامري" (مواليد 1927)، ولقد تم تكريمه خلال فعاليات الافتتاح، بحضور وزيرة الثقافة والفنون، إضافة إلى عدد من الوجوه الفنية والسياسية والإعلامية وعشاق الفن بشكل عام، حيث وقف على مسرح "محي الدين باشطرزي"، مقابلًا الجمهور الذي طالما سانده ووقف معه على مدى عقود من الزمن، ينظر لتصفيقاته وزغاريده وتحياته الحارة وفرحه الكبير بهذا الاحتفاء، بعد أن تسلم درع التكريم، لتكون تلك اللحظة من بين أهم اللحظات في حياته، وهذا ما أفرزته ملامح الفرح على وجهه، كما استعاد من خلال التمثيلية التي أدّاها الفنانان المسرحيان محمد تكيرات، ومراد أوجيت، أمجاده المسرحية والفنية، خاصة أنه عاش وعاصر معظم الأسماء التي صنعت مجد المسرح الجزائري، عمل معهم وعاش بينهم وساهم في صناعة هذا التراث الممتد.

داخل المنافسة وخارجها: الفرجة

العروض الرسمية في المهرجان 


تنوّعت العروض داخل وخارج المنافسة، وعلى خشبة المسارح وإسفلت الساحات العمومية، وقد بلغ عددها حوالي 30 عرضًا، من بينها 13 داخل المنافسة الرسمية، وهي: مسرحية "الفلوكة" للمخرج أحمد العقون، والكاتب والممثل سيف الدين بوهة، وإنتاج جمعية الصرخة للمسرح من سكيكدة، ومسرحية "موت الذات الثالثة" للمخرج عيسى جقاطي، والكاتب محمد الأمين بن ربيع، وإنتاج المسرح الجهوي للعلمة، ومسرحية "نساء كازانوفا" للمخرج علي جبارة، وهي عمل مقتبس من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب واسيني الأعرج، أنتجها المسرح الجهوي لبجاية، ومسرحية "غصة عبور" للمخرج توفيق بخوش، والكاتب ناغريد الداود، وإنتاج المسرح الجهوي لباتنة، ومسرحية "روز حنيني"، التي أخرجها واقتبسها خودي أحمد، وهي من إنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو، ومسرحية "صيف أفريقي" للمخرج كريم بودشيش، اقتبسها السعيد بولمرقة عن رواية محمد ديب، ومسرحية "شجرة الموز" للمخرجة نقواش شهيناز، والتي تم اقتباسها من نص للكاتب خوسيه تريان عن "ليلة القتلة"، وقد أنتجها المسرح الجهوي لسكيكدة، ومسرحية "موعد. كون" للمخرج دين الهاني محمد جهيد، للكاتب غرازيت سيد أحمد، وقد أنتجها المسرح الوطني لسيدي بلعباس، ومسرحية "الجاثوم" للمخرج عبد القادر عزوز، وهي من إنتاج المسرح الوطني الجزائري، ومسرحية "حلم غير مثقوب" للمخرج والكاتب هارون الكيلاني، تم إنتاجها من طرف جمعية الأقواس للمواهب الشابة بالمدية، ومسرحية "العازب" للمخرج مولاي ملياني محمد مراد، نص مقتبس عن رواية "العازب" لربيعة جلطي، ومسرحية "ميكانيزما" للمخرج قادة تاني، عن نص لتوفيق الحكيم، وأخيرًا مسرحية "التافهون" للمخرج أحمد رزاق.



تنوعت مواضيع المسرحيات المعروضة، وما تمت ملاحظته خلال هذه الدورة في تلك النصوص هو المصالحة بينها وبين الرواية الجزائرية بالخصوص، وهي علاقة لم تكن منسجمة بالمطلق، فقط محاولات قليلة يمكن عدها في كل تاريخ المسرح الجزائري، وهو ما حدث مع روايات كل من ربيعة جلطي في روايتها "العازب"، و"صيف أفريقي" لمحمد ديب، و"نساء كازانوفا" لواسيني الأعرج، ومن المعروف عن واسيني أنه يملك زادًا لا بأس به، من خلال انسجام نصوصه الروائية مع المسرح، لهذا تم تحويل عدد من رواياته إلى نصوص مسرحية، إضافة إلى أن هناك عددًا من المخرجين الجزائريين لم يتخلوا مطلقًا عن ظاهرة الاقتباس من الآداب والنصوص العالمية، مع أن هنالك لبسًا واختلافًا في مصطلح "الاقتباس" الذي تحوّل إلى شماعة لدى كثير من المخرجين، حيث يتم نقل نص كما هو، فقط يتم "جزأرته"، بعدها يكتبون بأنه اقتباس، وهنالك من لا يشير مطلقًا إلى هذا الأمر، لهذا وجب، برأيي، تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال تنظيم ندوات خاصة بها مستقبلًا.



الورشات التكوينية: رافد المسرح ومستقبله

توافد الجمهور على العروض 

 

لم تتخل محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف، والتي يرأسها محمد يحياوي، عن البعد التكويني والفكري لهذه التظاهرة، إذ سطّرت هذه السنة عددًا من الورشات المهمة، أطرها مختصون وخبراء في المجال، من بينها ورشة "المسرح الإذاعي"، التي أطرها الفنان عبد النور شلوش في المركز الجزائري للسينما، وورشة "النقد المسرحي"، التي تم توجيهها للصحافيين والمهتمين بهذا الشأن، وقد أطرها الدكتور حميد علاوي في مقر المسرح الوطني الجزائري، وورشة "التربية الصوتية"، التي أطرها الأستاذ عبد الله الحكيم لمداني في المعهد العالي للموسيقى، وورشة "موسيقى المسرح" التي أطرها محمد زامي، وهي الأخرى تم تنظيمها في المعهد العالي للموسيقى، وأخيرًا ورشة "الحكواتي" التي أطّرها الحكواتي والراوي ماحي الصديق في المركز الجزائري للسينما. وقد استفاد العشرات من الشباب من هذه الورشات الخمس، التي من شأنها أن ترفع من البعد الأكاديمي والنظري للطلاب ومحبي المسرح، لأنها ستنعكس في مسارهم وتجاربهم المستقبلية.




وفي السياق نفسه تقريبًا، سطّرت المحافظة برنامجًا فكريًا أكاديميًا، نشّطته مجموعة من الكتاب والأساتذة الجامعيين والفنانين، وعدد من الأسماء المهمة، من بينها ندوة "الاحتفال بفرقة جبهة التحرير للمسرح" تدخل فيها كل من: أ. د. أحمد شنيقي/ أ. نوال ابراهيم، مع تنظيم لقاء مع طه العامري، وقد أشرف على هذه الدورة التي تم تنظيمها بقاعة "محمد بن قطاف" الأستاذ الدكتور محمد بوكراس، من المعهد الوطني لفنون العرض، كما تم تنشيط ندوة عن فرقة مسرح العمال بوهران، نشطها كل من بلفاضل محمد، ميهوبي محمد، وأشرف عليها الدكتور بلعالية أحمد من جامعة سعيدة، وندوة "فرقة الموجة مستغانم"، نشطها بوجمعة جيلالي، بوجمعة خولة، وقد أشرف على هذه الدورة الدكتورة خديجة بومسلوك من جامعة مستغانم، كما تم تنشيط ندوة مهمة تحت عنوان "المسرح والرقمنة والمسرح العلمي" تدخل فيها كل من د. وهيبة صالحي من جامعة بجاية، أ. محفوظ فلوس، وقد نشطتها الدكتورة ليلى بن عائشة من جامعة سطيف.
وفي التوجه نفسه، تم عقد ندوة مهمة تحت عنوان "المسرحي يستنجد بالرواية، تدخل فيها كل من: الروائي واسيني الأعرج، والناقد عز الدين جلولي، والكاتب علاوة كوسة، والمخرج علي جبارة، والكاتب ملياني مراد مولاي، وقد نشّطها الناقد والكاتب محمد الأمين بحري من جامعة بسكرة، كم تم تنظيم جلسات بيع بالإهداء طوال أيام المهرجان، وقد أشرف عليها الأديب إدريس بوذيبة.

إعلان النتائج ودعوة للابتعاد عن الطرح المباشر

المتوجات بجائزة احسن دور نسائي 


بعد 9 أيام كاملة من النشاط الذي توزع بين العروض والندوات واللقاءات والتكريمات، سواء داخل القاعات، أو خارجها، اختتمت فعاليات الطبعة الـ15 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالإعلان عن الأسماء والأعمال المتوجة، ورغم إظهار المتوجين سعادتهم بأعمالهم المتوجة، غير أن هنالك من أبدى امتعاضه من تلك النتائج، وهو الأمر الذي يحضر عادة في معظم المهرجانات التي تنظم، حيث تُظهر فئة عدم رضاها عن جزء من البرنامج والنتائج، انطلاقًا من معطيات موضوعية، أو ذاتية، كما تجدد خلال هذه التظاهرة الحديث القديم الجديد عن الطريقة التي يتم من خلالها استضافة الفنانين والمسرحيين المشاركين خلال الفعاليات، إذ لا يمكن للفرق المسرحية المشاركة أن تبقى كل المدة في المهرجان، فقط تُستضاف خلال مدة محددة أيام تقديم عروضها، بعدها تنتهي مدة ضيافتهم، وقد ابتكر هذه الطريقة المتقشفة وزير الثقافة والفنون الأسبق عز الدين ميهوبي، لتقليص الميزانية المالية للمهرجان، لكنه حرم من خلالها الفنانين من الالتقاء والاحتكاك وعقد الشراكات الفنية بينهم، إذ بات من غير المعقول أن لا يلتقي الفنان بزميله الفنان خلال المهرجان نفسه، لهذا طالب هؤلاء بضرورة عودة الاستضافة الكاملة، من أجل أن يصل المهرجان إلى أهدافه الفنية والفكرية التي تنتجه اللقاءات المباشرة بين الفنانين، خاصة أن الهدف الذي تم بموجبه تقليص مدة الاستضافة قد زال.
تشكّلت لجنة تحكيم هذه الدورة من الأكاديمي عبد الكريم بن عيسى، الذي أسندت له رئاستها، بعضوية كل من محمد فريمهدي، سالي بن ناصر، عديلة سوالم، الطيب دهيمي، نوال بن عيسى، ولحسن شيبة، وقد قدّمت أثناء إعلانها للنتائج في حفلة الاختتام جملة من الملاحظات المهمة حول العروض المشاركة، ولقد رصدتها اللجنة في "طغيان الخطاب المباشر على الخطاب المسرحي، ما أضاع جمالية الحوار المسرحي المؤسّس، إضافة إلى اللجوء إلى الموسيقى غير الوظيفية، وهو الأمر الذي يرهق السينوغرافيا والإيقاع العام والخاص للعرض".
كما أطلقت جملة من التوصيات أبرزها "ضرورة إعادة النظر في برمجة عرضين في اليوم الواحد، اقتراح مهرجان من 10 أيام بـ 10 عروض، مع ترسيم لجنة وطنية لانتقاء العروض المشاركة عبر مختلف المهرجانات، وكذا ضرورة ديمومة العرض المجاز من خلال الترويج له، وتنظيم جولات مسرحية له، ناهيك عن لزوم عناية المخرجين بإدارة الممثل، والعمل على الجوانب الجسدية والذهنية والإلقائية وتكوينه بشكل مستمر".
تُوّجت لجنة التحكيم مسرحية "موت الذات الثالثة" للمخرج عيسى جقاطي للمسرح الجهوي للعلمة بجائزة أحسن عرض مسرحي متكامل، إضافة إلى جائزة أحسن دور رجالي، التي ذهبت إلى ممثلها الرئيسي توفيق رابحي، كما توج كاتب النص محمد الأمين بن ربيع بجائزة أحسن نص مسرحي، أما جائزة أحسن موسيقى فذهبت إلى بحر بن سالم عن مسرحية "الجاثوم" للمسرح الوطني الجزائري، فيما تقاسمت مع مسرحية "شجرة الموز" للمسرح الجهوي لسكيكدة جائزة أحسن سينوغرافيا، وفاز فيها كل من عبد القادر عزوز، وشهيناز نغواش. وعادت جائزة أحسن أداء نسائي، مناصفة أيضًا، لسعاد جناتي عن دورها في مسرحية "موعد. كون" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس، وأمينة بلحسين عن دورها في مسرحية "العازب" للمسرح الجهوي وهران.
أما جائزة أفضل إخراج فنالها مناصفة كل من المخرجة شهيناز نغواش عن عملها "شجرة الموز"، والمخرج أحمد رزاق عن عمله "التافهون" للمسرح الجهوي لعنابة، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لمسرحية "موعد. كون" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس.

الاثنين، 9 يناير 2023

(ابصم بسم الله)عرض مسرحي يستذّكر مؤلفه الراحل هدّابي يستخدم إسم أيوب برمزية عالية

مجلة الفنون المسرحية


 (ابصم بسم الله)عرض مسرحي يستذّكر مؤلفه الراحل هدّابي يستخدم إسم أيوب برمزية عالية


بغداد – كافي لازم - الزمان

قدمت نقابة الفنانين بالتعاون مع وزارة الشباب مسرحية (ابصم بسم الله) تاليف سعد هدابي،اخراج عبد الامير الصغير،تمثيل اسراء ياسين وعبد الامير الصغير، دراماتوج محمد عمر وسنوغرافيا بشار طعمة . (لماذا لا تموت وانت المكلل بالخسارات المتلاحقة)،يجيب (ايوب)  لكي اتعذب كثيرا وانا المستعد للعذاب القادم فلن تنفع بيع ضفائر زوجتي لكي اعيش فالبلاء مستمر ولا نهاية في الطريق وانا الذي استحي من مخاطبة الله ان يرفع عني هذا البلاء. استخدم المؤلف الراحل سعد هدابي اسم ايوب(برمزية عاليه) لمواطن قهره الزمن وسحقه الماضي والحاضر والمستقبل فلا شيء يلوح له في المدى البعيد الا ان يكون هكذا.. يبدأ العرض مع ايوب (والذي مثل الدور الفنان عبد الامير الصغير) مع امه في المتخيل وهي تناغيه في الاغنية العراقية الاثيرة (دللول يلولد يبني) حكايات بطولة السندباد وابو زيد الهلالي وقوة الاجداد وعندما شب عن الطوق فأذا به في خضم احداث كارثية في تقاطع تام مع حكايات امه في خيمة بائسة وبرد شديد في المهجرنصبت له منذ عام 1980 والحرب قائمة في ظل الالم والاسى الذي عانى منه العراقيون منذ ذلك التأريخ وإن (هلهلت) بعض الامهات بنهاية الحرب مع ان الجرح ما زال قائما فإذا بموت اخر اشد واقسى يبحث عن مكان اخر لم يصله الطعن ويقول سأجهز على المقتول بثانية وثالثة ورابعة ولم اتعدى العد فالمشروع مفتوح والوطن مذبوح وُضِع تحت(المنگنة) وان استطاع ايوب الافلات.. حينما وضع البلد بين فكّي  كماشة من حديد فأين المسير يا ايوب وقال في نفسه ان كل الاتجاهات اوطان لكنه فقد البوصلة وهو يمخر عباب البحر بأمواجه العاتية والاعصاير الشديدة فتح عيناه بحوار مع ديمقراطية الغرب بعد ان تحولت الى محاكمة الى الحد الذي يساله الغرب بعد شرح حالته (اذن انت اشتركت بكل هذه الحروب لماذا لم تمت بعد) و حتى يثبت انه اشترك في الحرب يجب عليه ان يموت واخيرا مات في الغرب كمدا وحسرة على وطنه مغطى باليشماغ العربي.

  فن الالقاء

عرفنا الفنان عبد الامير الصغير بأدواره القصيرة لكنه هنا اثبت انه ممثل متمكن من ادواته في فن الالقاء وصوته المناسب للشخصية والتحكم بجسده المرن بحالات الفعل الدرامي رغم انه استعان بالنص المكتوب والذي تضمن ابيات من الشعر الشعبي الجميل.. وهو المخرج ايضآ وقد تأثر بحالة التقشف الذي تعيشه حال الفرق غير الحكومية لكنه عمل بالممكن فلا شيئ على المسرح سوى خيمة مع مصطبة صغيرة واستعان بالممثلة الواعدة (اسراء ياسين) التي اجادت بأداء شخصيات متنوعة مع انها تحتاج الى تدريب اكثر فلها مستقبل اكيد.  كما وفق السنوغرافي بشار طعمة في التعويض عن النقص الحاصل باجهزة الانارة وان ادارة مسرح الطليعة بأحتضانها هذا العمل دليل على حرصها المستمر على ديمومه النشاط المسرحي في العاصمة. ايضا هناك دورا مهما للفنان محمد عمر كادراماتوج للعمل وتقديمه العرض بقراءة الفاتحة على روح المؤلف سعد هدابي وقراءة نبذة عن العمل… حضرنا العمل والسماء مبلدة بالغيوم وبعد انتهاء العرض تساقط المطر كثيفا غير اني تحوطت مسبقآ بجلب المظلة المطرية والباقين احتجزوا في بهو المسرح وانا الوحيد خرجت مع صديقي الفنان محمد رويح وقالوا لي كيف حصل ذلك قلت لهم ضاحكا انا كعالم الفيزياء الكبير والمتنبئ الجوي عبد الجبار عبد الله.



مسرحية للفتيان " أنليـــل و ننليــل " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية " آخر بروفا " : عبثية طقس رومانسي متأخر / *الحسام محيي الدين

مجلة الفنون المسرحية

الأحد، 8 يناير 2023

ستون..يوبيل فضي للمسرح الوطني الجزائري / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 
ستون..يوبيل فضي للمسرح الوطني الجزائري

يحتفل المسرح الوطني الجزائري بيوبيله الفضي اليوم الثامن جانفي 2023فقد تم انشاؤه سنة 1963يوم الثامن جانفي بعد خمسة اشهر فقط من اعلان استعادة الجزائر لسادتها  الوطني 
بناية المسرح الوطني  التحفة وكان يسمي اوبرا الجزائر  تم في سنة1853  من قبل السلطات الاستعمارية ودمر تماما سنتة 1882بعد ان احترق واعيد بناؤه في السنة الموالية.المسرح الوطني الذي يحتفل بيوبيله الفضي تولت تسييره عدة اسماء فنية شهيرة منهم محمد بوديا مصطفي كاتب  عبد القاد علولة عز الدين مجوبي وطه العامري الذي الذي حمت الدورة الخامسة عشرة لمهرجان المسرح المخترف اسمه.
علي المسرح الوطني الذي يحمل الان اسم محي الدين بشطارزي الذي تولي تسييره في الحقبة الاستعمارية وكان يحمل اسم الاوبرا 
علي ركح قدت روائع المسرحيات من الريبرتوار العالمي ومن مسرحيات كتبتها اقلام جزائرية اذ شهد ركحه عرض مسرحيات برتولد بريخت   وسين اوكيزي وشكسبير  وعلولة وكاكي وسفيري ورويشد  وكاتب ياسين  واسيا جبار وغيرهم كثير.
لقد تأسس المسرح الوطني ليكون في خظمة ونشر الثقافة الوطنية والوعي والثقافة المسرحية .اجيال عديدة من غلمسرحيين وقفت علي ركح وامتعت الجمهور بعروضها  ومخرجون وكتاب من الوطن العربي كذلك مروا به وقظموا عروضهم  او قظمت اعمالهم امثال سعد اردش وكرم مطاوع والفريد فرج وسعد الدين وهبة  وعلي سالم .وغيرهم
المسرح الوكني محي الدين بشطارزي التحفة مصنف تراث وكني وانساني انه معلم من معالم الثقافة المسرحية في الجزائر
رحم الله الذين ماتوا ممن مروا علي ركحه وعملوا فيه ومتع الله بالصحة الذين ما زالوا يواصلون العطاء علي ركحه
وتحية لكل العاملين فيه.

السبت، 7 يناير 2023

المهرجانات المسرحية وأعادة المعروض / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية 
الكاتب والفنان محسن النصار 


المهرجانات المسرحية وأعادة المعروض 

فقدت المهرجانات المسرحية بريقاها من خلال تخليها عن سمة الخلق والإبداع  في اختيار العروض المسرحية حيث يتم اختيار عروض مسرحية قد عرضت سابقا في عدة مهرجانات   والمهرجان المسرحي على وجه الخصوص، هو  شكل إبداعي  متميز في كل ماهو جديد في العرض المسرحي  شكلا ومضمونا  واسلوبا  فإختيار العروض المسرحية الجديدة أساس نجاح المهرجان فالجمهور والمسرحين  والنقاد والمنظرين تواقون لعروض مسرحية ذات شكل مسرحي  جديد ومتجدد . 
فأختفاء  معيار الجودة في شرط ان  يكون العرض المسرحي يعرض في المهرجان لأول مرة  قد اختفت نهائيا فنجد   النقيض  في المهرجانات في  اعادة المعروض وهي اللحظة التي  من خلالها ينتج   الملل فإعادة  المعروض من العروض المسرحية  يقتل الإبداع المسرحي في المهرجان فيجب ان تكون العروض التي يتم اختيارها  جديدة غير معروضه سابقا بل مخصصه  للمهرجان لكي ينمو الخلق والإبداع بظهور  الأفكار الجديدة  والأشكال المسرحية بشكل حدثوي مؤثر  لخلق  الجمالية  الواعية  المتميزة .
فالمهرجانات العربية تكاد تخلو من عروض مسرحية جديدة خصصت فعليا للمهرجان  ، فتكرار مشاركة  العروض المسرحية  في المهرجانات  يفقدها عنصر أساسي وهو الإبتكار المسرحي الجديد في خلق عروض وتجارب مسرحية جديدة  ممايؤدي الى انتفاء الحاجة لمثل هكذا مهرجانات تفتقد  للرؤية المسرحية الجديدة .

الجمعة، 6 يناير 2023

إعلان العروض المشاركة في مهرجان المسرح العراقي السادس ( دورة السليمانية )

مجلة الفنون المسرحية


إعلان العروض المشاركة في مهرجان المسرح العراقي السادس ( دورة السليمانية ) 

   يعلن مهرجان المسرح العراقي السادس والذي سيقام في مدينة السليمانية  للفترة من ٢٢ إلى ٢٧  شباط  2023  الى انتهاء لجنة مشاهدة العروض من اختيار الملفات المسرحية التي تقدمت للمشاركة في المهرجان، وجاءت بإجمالي ٦٠ عرضاً مسرحياً من مختلف المدن العراقية .   
وقد خلصت لجنة مشاهدة العروض الى اختيار العروض المسرحية التالية:
 ١- مسرحية "حجي ليل " إخراج فلاح حسن .. 
مدينة النجف 
٢- مسرحية "الراديو " إخراج محمد حسين حبيب .. 
مدينة بابل 
٣- مسرحية " شماعية " إخراج ابو رامي الملكشاهي .. 
مدينة واسط 
٤- مسرحية "طقوس الحطب " إخراج نشأت مبارك .. 
مدينة نينوى 
٥- مسرحية " طلقة الرحمة " إخراج محمد مؤيد .. 
مدينة بغداد 
٦- مسرحية " ضيم " إخراج  زيدون قاسم . .. 
محافظة ذي قار 
٧- مسرحية " في اعالي البحر " إخراج اوميد رضا .. 
مدينة اربيل 
٨- مسرحية " في انتظار كوازيمودو .. إخراج  حسين نجم .. 
مدينة المثنى 
٩- مسرحية " الكراسي " إخراج نجاة نجم .. 
مدينة كركوك 
١٠- مسرحية " المخدة " إخراج منتظر سعدون .. 
مدينة القادسية . 
١١- مسرحية " ملف ١٢ " إخراج مرتضى نومي .. 
مدينة بغداد 
١٢- مسرحية " واقع خرافي " إخراج جواد الساعدي .. 
مدينة صلاح الدين 
١٣- مسرحية  من مدينة السليمانية من اختيار مديرية الفنون الجميلة  السليمانية ( السيد محسن اديب - والسيدة  فرمیسک مصطفى عبدالحمن ) يتم الاعلان عنها خلال الايام القادمة 
وتوجه إدارة مهرجان المسرح العراقي السادس  عميق شكرها وامتنانها لكافة الفرق المسرحية التي أرسلت ملفاتها للمشاركة في هذه الدورة، والشكر موصول الى اعضاء لجنة مشاهدة العروض
د. عزيز جبر يوسف . رئيساً. 
د. عواطف نعيم سلمان . عضواً. 
د. مثال غازي سلمان . عضواً.
الاستاذ رحمن عبد الحسين فاضل . عضواً. 
الفنان طه ياسين المشهداني . عضواً ومقرراً. 
 على جهدهم الاستثنائي والكبير من اجل نجاح المهرجان 
رئيس المهرجان
د. احمد حسن موسى
2023/1/6


البلاغ الرسمي للدورة السادسةلمهرجان بصمات الدولي للمونودراما

مجلة الفنون المسرحية 
البلاغ الرسمي للدورة السادسة لمهرجان بصمات الدولي للمونودراما

تعلن إدارة مهرجان بصمات الدولي للمونودراما بالدار البيضاء -المملكة المغربية، عن مواعيد فعاليات الدورة السادسة للمهرجان حيث سيضرب المهرجان موعدا مع الجمهور البيضاوي من 26 إلى 28 يناير/كانون الثاني 2023. ويبقى مهرجان بصمات الدولي للمونودراما ، الذي تنظمه مؤسسة بصمات للثقافة والإبداع  بمدينة الدارالبيضاء بدعم من مجلس مدينة الدارالبيضاء و بشراكة مع وزارة الشباب و الثقافة و الاتصال-قطاع الثقافة و بتعاون مع مقاطعة المعاريف و المركز الثقافي المصري بالرباط ، وفيا لمهمته الأساسية منذ خمس سنوات من تأسيسه وهي استضافة أبرز الوجوه المسرحية المغربية و العربية و العالمية التي تشتغل في صنف المونودراما باعتباره من بين أكبر الأحداث الثقافية   و الفنية في المدينة و في المغرب و التي تحتفي بصنف المونودراما ببرمجة ثرية  و متنوعة ذات جودة عالية.

وسيكون الجمهور المغربي على موعد مع  مجموعة من العروض المسرحية المونودرامية الاحترافية ، كما سيعرف برنامج فعاليات المهرجان في دورته السادسة احتفاءا متميزا بالكاتب المسرحي المصري الكبير " السيد حافظ " ، و تنظيم بعض الورشات التكوينية في الكتابة المسرحية المونودرامية و في الاخراج المسرحي و أيضا ندوة حول شعار الدورة لهذه السنة : « من أجل مكانة متميزة للمونودراما »  كما سيتخلل البرنامح وصلات موسيقية متنوعة


و قد تم اختيار العروض المشاركة في هذه الدورة بناءا على تقرير لجنة المشاهدة ، والتي كان رئيسها هو الفنان التونسي عماد الوسلاتي ، 
وأكدت اللجنة أنها عملت على تطبيق الشروط المعلنة في استمارة التقديم للمشاركة في المهرجان، محتكمة لمعيار الجودة بشكل رئيسي.  
كما أضافت اللجنة في تقريرها أنها رصدت عشرات العروض المونودرامية التي تستحق المشاركة، والتي حملت أغلبيتها رؤى إبداعية لافتة.
كما تؤكد إدارة المهرجان أنها و في ظل ضعف الدعم المخصص للمهرجان في هذه الدورة  اقتصرت على  اختيار عرضين من خارج المملكة المغربية ، على أمل أن يتم تخصيص مشاركات أكثر للدول العربية و الأجنبية في قادم الدورات .
أما عن برنامج المهرجان الذي ستتوزع فعالياته على ثلاثة أيام متتالية فيشارك فيه أزيد من 30 فنانا، من المغرب، جمهورية مصر العربية ضيفة الشرف، دولة الكويت، و دولة تونس وجاء على النحو التالي:
برنامج الدورة الدورة السادسة من مهرجان بصمات الدولي للمونودراما
اليوم الأول : الخميس 26 يناير /كانون الثاني 2023
ابتداء من التاسعة صباحا
- استقبال المشاركين في المهرجان
الساعة السابعة مساء
- حفل الافتتاح :   يستهل بكلمة الافتتاح و بعد دلك سيتم عرض ملخص الدورات السابقة ثم لحظة التكريم
الساعة الثامنة مساء
- عرض مونودراما "  بعد شهر " لفرقة كازا تياترو من مدينة الدارالبيضاء/ المغرب
الساعة العاشرة والنصف ليلا
- مناقشة العرض المونودرامي الأول
اليوم الثاني: الجمعة 27 يناير /كانون الثاني 2023
الساعة الخامسة و النصف مساء
- ندوة حول شعار المهرجان " من أجل مكانة متميزة للمونودراما  " 
الساعة السابعة  مساء
- عرض مونودراما " PHOBIE " لفرقة لفرقة فراجة سين ورزازات/ المغرب
الساعة الثامنة مساء
- مناقشة العرض المونودرامي الثاني
الساعة الثامنة و النصف
- عرض مونودراما " كائن يمرح في العدم " لفرقة أكشن للانتاج المسرحي الكويت / المغرب
الساعة العاشرة والنصف ليلا
- مناقشة العرض المونودرامي الثالث
اليوم الثالث :  يناير /كانون الثاني 2023
الساعة الرابعة و النصف مساء
- " ماستر كلاس مع الكاتب المسرحي السيد حافظ  " 
الساعة الخامسة مساء
- عرض مونودراما "  فقط لحظة " لفرقة بصمة جيل للإبداع من مدينة جرادة/المغرب
الساعة الخامسة  والنصف
- مناقشة العرض الونودرامي الرابع
الساعة السادسة مساء
- عرض مونودراما " الطريقة المضمونة لإزالة البقع "  لفرقة أبيض وأسود للفنون من جمهورية مصر العربية
الساعة السابعة والنصف مساء
- مناقشة العرض المونودرامي السادس
الساعة الثامنة 
حفل الاختتام :  - عرض لأبرز لحظات الدورة
- توزيع التذكارات و الهدايا على المشاركين
- الكلمة الختامية للمهرجان
- وصلات موسيقية مع المطربة: نسيبة الساهل
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption