أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 29 نوفمبر 2025

مدير عام دائرة السينما والمسرح يهنئ فريق مسرحية "الجدار" ويكرّمهم بباقة زهور تقديراً لمشاركتهم في أيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


مدير عام دائرة السينما والمسرح يهنئ فريق مسرحية "الجدار" ويكرّمهم بباقة زهور تقديراً لمشاركتهم في أيام قرطاج المسرحية

قدّم مدير عام دائرة السينما والمسرح، الدكتور جبار جودي، نقيب الفنانين العراقيين تهانيه لفريق عمل مسرحية الجدار التي تمثل العراق في المسابقة الرسمية للدورة السادسة والعشرين من أيام قرطاج المسرحية، وذلك خلال حضوره العرض ولقائه المباشر بصنّاع العمل.

وأعرب الدكتور جودي عن اعتزازه بوجود عمل عراقي في واحدة من أبرز المنافسات المسرحية العربية، مثمّنًا المستوى الفني المتميز الذي قدّمه فريق المسرحية، وكذلك حضور الفرقة الوطنية للتمثيل في الفعاليات الدولية. وقدم جودي باقة من الزهور إلى فريق العمل تعبيرًا عن دعمه وتشجيعه، متمنيًا لهم المزيد من النجاح والانتشار عربيًا ودوليًا.

وتُعد مسرحية الجدار المستلهمة من نص الكاتب حيدر جمعة، وإخراج الفنان سنان محسن العزاوي، ومن إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل من الأعمال التي تجسّد استمرارية حضور المسرح العراقي وقدرته على طرح رؤى فنية وإنسانية معاصرة تعكس واقع الإنسان وتحدياته.


وأكد نقيب الفنانين أن مشاركة العراق في هذه التظاهرة تمثل خطوة مهمة لترسيخ مكانته على الساحة المسرحية العربية وتعزيز التواصل مع المهرجانات الإقليمية، مشددًا على التزام النقابة بدعم كل مبادرة تساهم في الارتقاء بالفن العراقي.

وتواصل الوفود الفنية العراقية مشاركتها الفاعلة في أيام قرطاج المسرحية ضمن نهج الانفتاح الثقافي والتبادل الإبداعي الذي تعمل عليه نقابة الفنانين ودائرة السينما والمسرح لإيصال صوت الإبداع العراقي إلى آفاق أوسع.

العلاقات والاعلام

الخميس، 27 نوفمبر 2025

ثمن دور المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب احمد السلمان : مهرجان الكويت المسرحي موعد مع الابداع والاكتشاف

مجلة الفنون المسرحية
فريق مسرحية – هم وبقاياهم – مع المخرج علي الحسيني


ثمن دور المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب 
احمد السلمان : مهرجان الكويت المسرحي موعد مع الإبداع والإكتشاف

عبد الستار ناجي 

ثمن رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الكويتي الفنان احمد السلمان الجهود البناءه التى يقوم بها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب في دعم ورفد مسيرة الحركة المسرحية والثقافية في دولة الكويت . 


وقال الفنان احمد السلمان في تصريح خاص بمناسبة التحضيرات لمهرجان الكويت المسرحي بان المهرجان يمثل موعد متجدد مع الابداع والاكتشاف وفضاء فني خصب للحوار والتميز . واشار الى ان فرقة المسرح الكويتي تشارك في هذا العرس المسرحي من خلال مسرحية – هم وبقاياهم – للكاتب سامي القريني ومن اخراج الفنان المتميز علي الحسيني الذي كان دائما وراء عدد من الانجازات المسرحية الهامة . ويشارك في العرض كوكبة من نجوم واجيال المسرح . 
شعار فرقة المسرح الكويتي 
وتابع رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الكويتي مشيدا بالجهود التى يقوم بها المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب قائلا بان المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب يمثل المظلة الحاضنة للثقافة والفنون والاداب في كويتنا الغالية . وقد استطاع المجلس ان يمضي بسفينة الثقافة الى فضاءات بعيدة عامرة بالانجازات والبصمات وهذا ما يؤكد عمق الاستراتيجية التى يتحرك من خلالها المجلس بقيادة وزير الاعلام رئيس المجلس الوطنى للثقافة والفنون والاداب عبدالرحمن بداح المطيري . 
واستطرد السلمان قائلا  : كم اجدها فرصة مناسبة للاشادة بجهود قيادات المجلس وعلي رأسها الامين العام للمجلس الدكتور محمد الجسار والامين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل الذي كان دائما نعم العون والمتفهم لدور المسرح وبقية الفنون وهكذا الامر على صعيد الثقافة بالنسبة للامين العام المساعد لقطاع الثقافة عائشة المحمود . 


واشار الفنان احمد السلمان قائلا بان فرقة المسرح الكويتي تشارك هذة الايام في مهرجان الدن المسرحي في سلطنة عمان من خلال عملين مسرحيين اختارتهما اللجنة المنظمة وهما مسرحية – امنية مفقودة – تاليف عثمان الشطي واخراج محمد الانصاري . ومسرحية – من زاوية اخري – تاليف مصعب السالم واخراج محمد جمال الشطي.
وفي ختام تصريحه قال رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الكويتي الفنان احمد السلمان بان الرهان في فرقة المسرح الكويتي يظل دائما على جيل الشباب من مخرجات المعاهد الفنية فهم زاد المستقبل والاستمرارية لغد المسرح . 

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

ثلاثة اصدارات جديدة للكاتب عبدالله جدعان

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عبدالله جدعان 


 ثلاثة اصدارات جديدة للكاتب عبدالله جدعان

صدر للكاتب العراقي (عبدالله جدعان ) ثلاثة كتب نصوص مسرحية، عن دار نسمات الأدب في سوريا ،أثنان مونودراما والثالث نصوص مسرحية، الأول يحمل عنوان أفكار حائرة ومسرحيات أخرى :[ مسرحية بئر أظلم والشاشة الزرقاء  وكبريت  وبدون حُب  وعريس الغفلة]، أصبح انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة نافذة مفتوحة تمكن أي شخص من تسليط الضوء في قصصه بسلاسة وانطلاق من دون أية حواجز، لذا غدت وسائل التواصل الاجتماعي الكرة الارضية لتصبح وطناً جديدًا! فمن الطّبيعي أن تحدث إهتزازت عنيفةٌ تتجاوز السطح إلى الأعماق في الوضع الإنسانيّ والبنية الاجتماعية، ويبدو أنّ الخيط الرفيع بين العالم الافتراضي والواقعي قد قُطع واشتبكت الأمور إلى حدٍ لا يمكن التفريق بينهما، ويصعب معه تمايزهما، وتجد في هذا العصر الذي شهد أكبر حملات هجرةٍ ولجوء ونزوحٍ،  أكبر هجرة شهدتها البشرية على الإطلاق هي الهجرة من الواقعيّ إلى الافتراضي، والسكن في وسائل التّواصل الاجتماعي، وإنما المرأة هي من أهم الشرائح المستفيدة من وسائل التواصل هذه، وإنما المستخدمة لها والمدمنة عليها لذا صارت تلك الصفحات كطوق النجاة للنساء اللاتي يخفنَ البوح بأسرارهنّ الخفيّة، وتجاربهنّ المتمردة أحيانًا، خشية كشفها أمام معارفهنّ، فيجدنَ في تلك المنصات عالماً افتراضياً أقرب للواقع!
والكتاب الثاني ، يحمل عنوان [ العروس العانس ] مونودراما ومسرحيات أخرى :[ من جحيم إلى جحيم  وشبح يلاحقني  وثوب العرس وقطار العمر و الزوج المضمون  ورود قلبي]، تطرح النصوص مشكلة مجتمعية، هي العنوسة وأسبابها معروفة، وتقف في المقدمة منها حروب عديدة التي مر بها العراق، على مدى أكثر من ثلاثة عقود كارثية، وفضلاً عن مستجدات حياتنا من تهجير، وعزوف الشباب عن الزواج بسبب الطلبات التعجيزية  لأهل العروس ، جيش النساء !هم العوانس ، رقم مخيف في عالمنا العربي، إذ أصبح جيش العوانس يفوق عدده عدد بعض الجيوش بأضعاف مضاعفة من المرات! هذا الجيش لا خير في كثرته ، وإنما بسبب كثرته لكثير من البلايا والمآسي والرزايا!!  لذا كثر عدد الإناث ، وفاق عدد الذكور!! 
والكتاب الثالث ، يحمل عنوان [مسرحية إكستاسي ] ومسرحيات أخرى :[ كبتاكون والبطل الخائب والخروج من الهاوية والشرك القاتل والغول المميت والمستنقع الآسن والنفق المظلم وثقب أسود وجحيم مرعب وجرعة زائدة ورحلة النهاية وسعادة مؤقتة وسيجارة منعشة وأنيس التعيس وصيد سهل وضحية الأب والمُدمن التائب ونصيحة خاطئة ونافذة على الأمل] تسلط تلك النصوص  المسرحية الضوء على  أشخاص وقعوا في مستنقع الإدمان على المخدرات الأكثر تأثيراً في الفرد والمجتمع لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، خطر كبير يواجه مجتمعاتنا في العصر الحالي، وآفّة تفتك بالصغير قبل الكبير وتؤثر في السلوك والتعامل مع المجتمع.
أسرة التحرير تتمنى للكاتب مزيداً من النجاحات وهو يرفد المكتبة العراقية والعربية الورقية والالكترونية بهذه الكتب التي تضم النصوص المسرحية.

من الرماد إلى السماء : سحر المنصة العائمة فى بريجنز Bregenz (الجزء الأول )

مجلة الفنون المسرحية 


من الرماد إلى السماء : سحر المنصة العائمة فى بريجنز Bregenz  (الجزء الأول  )

د.راندا طه

   تحت أمواج بحيرة كونستانس Lake Constance  الهادئة، تتراقص أسرار الجبال الألبية مع همسات الرياح، يقوم مهرجان بريجنز العائم للفنون المسرحية كفينيق ينهض من رماد الحرب، محولاً سطح الماء إلى لوحة حية تجمع بين هشاشة الخشب وقوة الطبيعة، لتصبح الـمنصة العائمة ليست مجرد منصة بل رمزاً للصمود الإنساني الذي يتحدى العواصف ليروي قصصاً تتجاوز الزمن، مما يجعل كل عرض حدثاً كونياً يجذب العالم إلى حضن النمسا الساحر. 

  في أعقاب رماد الحرب العالمية الثانية، حين كانت أوروبا تلهث لاستعادة نبضها الثقافي، أشرقت في عام 1946 م شرارة عبقرية على ضفاف بحيرة كونستانس، عندما أقيم أول عرض لمهرجان بريجنز للفنون المسرحية ، في ذلك الوقت، لم تكن مدينة بريجنز (وهي عاصمة ولاية فورآرلبرغ Vorarlberg، الولاية الاتحادية الواقعة في أقصى غرب النمسا) تمتلك مسرحاً واحداً، لكنها كانت تتميز بساحلٍ جميل على ضفاف بحيرة كونستانس، وقد قُدِّم العرض الافتتاحي، أوبرا موزارت "باستيان وباستيانه Bastien and Bastienne"، على بارجتين راسيتين – إحداهما كانت بمثابة خشبة المسرح، والأخرى حملت الأوركسترا  ، وهيكل خشبي بسيط لأوبرا "باستيان وباستيان" لموزارت Mozart  ، مما أسس لمنصة كرمز للنهوض الروحي الذي يتحدى العواصف الطبيعية والإنسانية على حد سواء  .

   يمتد التصميم على مساحة تقارب 20 متراً طولاً و10 أمتار عرضاً، مبنياً من خشب الصنوبر المعالج لمقاومة الرطوبة باستخدام حبال ومسامير حديدية بسيطة،  رسخت القوارب بسلاسل حديدية إلى قاع البحيرة بعمق 2 أمتار لمواجهة التيارات، مع إضاءة أساسية تعتمد على مصابيح كيروسين يدوية لإلقاء ظلال درامية تتفاعل مع انعكاسات القمر على الماء، بينما شكّلت البحيرة الخلابة خلفيةً طبيعية للمشهد، مما ولد توتراً بصرياً يجمع بين هشاشة الخشب والقوة الشعرية للطبيعة، وأبرز كيف تحولت الضرورة الهندسية إلى فن يتجاوز حدود المسرح التقليدي ليصبح حدثاً كونياً يعكس صمود الإنسانية. 

  بفضل الموقع الاستثنائي، والعرض المميز، والموسيقى التي قدّمتها أوركسترا فيينا السيمفونية، حقق مهرجان بريجنز نجاحاً فورياً بين عشّاق الأوبرا حول العالم ، ما بدأ كمهرجانٍ يمتد لعشرة أيام ويقدّم أوبرا واحدة، أصبح اليوم احتفالاً فنياً ضخمًا يمتد لشهرين في يوليو وأغسطس، ويضم مئات الفعاليات المختلفة شكل (1)     .
  
   مع اقتراب الخمسينيات، أحدث مصمم المسرح والتر فون هوسلين Walter von Hohenstein ثورة معمارية في عام 1955 م ، عندما أعاد تصميم المنصة لتدمج الخلفية الطبيعية لجبال الألب كعنصر سردي أساسي، محولاً الهيكل المؤقت إلى منصة دائمة مدعومة بـ119 عموداً من الخشب والصلب مدفونة عمقاً يصل إلى 6 أمتار في قاع البحيرة، مما سمح ببناء مناظر تتجاوز 30 متراً في الارتفاع وتحمل وزن 335 طن  .
  بُنيت المساحة الإجمالية للمنصة من خرسانة مسلحة مقاومة للماء مغطاة بطبقة من الخشب المعالج بالبوليسترين للعزل الحراري،  قامت الجرافات بزرع الأعمدة ثم تركيب الإطارات الفولاذية بمسامير هيدروليكية، مع إضاءة تعتمد على 50 مصباحاً مثبتاً على الأعمدة لإنشاء تأثيرات ظلالية تندمج مع غروب الشمس، وأدى هذا التطور، الذي زاد سعة الجمهور إلى نحو 7000 متفرج، إلى جعل الـمنصة العائمة أكبر مسرح عائم في العالم، معتمداً على مواد مرنة مثل الخرسانة المسلحة لمواجهة تقلبات الرياح والفيضانات، وأدى إلى تكامل التصميم مع الدورة الطبيعية للبحيرة، حين يصبح كل عنصر هيكلي جزءاً من الرواية الدرامية، محولاً التحديات البيئية إلى مصادر إلهام تعكس عمق الابتكار النمساوي في دمج الجماليات بالدقة التقنية. 

   بلغ التصميم ذروة التحول في السبعينيات والثمانينيات، مع إضافة أساس صلب وسقف واقٍ من العواصف في عام 1980 م ، عند بناء دار المهرجان في بريجنز Festspielhaus Bregenz ، مما مكن من إنتاج أوبرا "الناى السحريDie Zauberflöte " لموزارت في  1986م،للمخرج  جيروم سافارى Jérôme Savary، والمصمم المنظر مايكل ليبوا Michel Lebois ، أصبحت المنصة مقاومة للشتاء من خلال تقنيات الترسيخ المتقدمة التي تسمح بإعادة البناء كل عامين على مدى 215 يوماً، بما في ذلك تفكيك كامل لإعادة التدوير.
  تكون المنظر في "الناى السحري"  من ثلاثة عناصر نحتية فولاذية عملاقة بارتفاع 27 متراً وطول 15 متراً لكل واحدة وعرض 5 أمتار، مبنية من صفائح فولاذ مقاوم للصدأ مغطاة بطبقة طلاء مقاوم للأشعة فوق البنفسجية، البناء تم باستخدام رافعات عائمة لتركيب الهياكل على الأساس الخرساني ثم ربطها بكابلات هيدروليكية للحركة الديناميكية، مع إضاءة تعتمد على 120 مصباحاً هالوجينياً مثبتاً على الأعمدة لإنشاء ألوان متدرجة تتفاعل مع الضباب الاصطناعي، مما أدى إلى إحساس بالحركة الدائمة يعكس جوهر المسرح كفضاء حيوي، ويبرز كيف تحولت المنصة من هيكل عرضي إلى نظام بيئي متكامل يتحدى الزمن، مما ساهم في جذب 160,000 زائر سنوياً بحلول التسعينيات، محولاً بحيرة كونستانس إلى مسرح عالمي يجمع بين التراث والحداثة.  شكل ( 2)  
 
   أما في العقدين الأخيرين، فقد شهدت المنصة تطوراً هائلاً مع إنتاج "ريجوليتو" في 2019 م، أوبرا ريجوليتو، وهي تراجيديا من ثلاث فصول لجوزيبي فيردي تحكي قصة مهرّج مشوّه يحاول حماية ابنته من دوق فاسق ، يختلف عن كل المنصات السابقة المبهرة، إذ إن كل جزء تقريباً من هذه المنصة يتحرك ، يقول مخرج ومصمم المسرح فيليب شتولتسل Philipp Stölzl: " كان التحدي الحقيقي هو ابتكار شيء لم يُرَ هنا من قبل، مررنا بعملية طويلة؛ ألغينا فكرتنا الأولى وبدأنا من الصفر من جديد، وفي النهاية توصّلنا إلى تصميم يتيح الكثير من الحركة والتحوّل - وهو نهج جديد تماماً على مهرجان بريجنز، إذ كانت معظم العروض السابقة ثابتة إلى حدٍّ كبير، أقرب إلى المنحوتات.  

   صمم فيليب ستولزل رأس مهرج عملاق يبلغ 14 متراً ارتفاعاً و12 متراً عرضاً و8 أمتار عمقاً، مدعوماً بيدين هيدروليكيتين و إحداهما تمسك ببالون ،جميع أجزاء المنظر تتحرك باستثناء اليد الحاملة للبالون، ولتحمّل الوزن الهائل للرأس (قرابة 40 طناً وحده، ويصل إلى 150 طناً مع الآليات التي تحركه)، بُنيت المنصة على 119 عموداً من الخشب والفولاذ مغروسة بعمق نحو 20 قدماً في قاع البحيرة ،اليد اليسرى، التي تعمل بنظام هيدروليكي دوّار، تتحرك مثل اليد البشرية وتفتح حتى ارتفاع نحو 37 قدماً، أما طوق المهرج المحيط بعنقه فيبدو وكأنه يتحرك بفعل الرياح ، تتوزع مكبّرات الصوت داخل المنظر نفسه ، خمسة داخل الرأس واثنان في إصبع السبابة لليد اليمنى. 
   بُنى المنظر من مزيج من الخشب المعالج والفولاذ المقاوم للصدأ مغطى بقماش عالي الدقة للطباعة، بُنى على منصة دوارة قطرها 2.8 أمتار تدور 114 درجة باستخدام محركات هيدروليكية، مع إضاءة RGBW من ILS توفر إضاءة 360 درجة بـ200 مصباح LED لتأثيرات ليلية درامية تتفاعل مع حركة الرأس، ويعتمد على تقنيات خاصة للتصميم الهيكلي الدقيق،تم تصميم جميع مكونات المنصة لتحمّل رياح تتجاوز سرعتها 75 ميلاً في الساعة، ثم تُغطى بطبقات من الجص والطلاء المقاوم للماء لتصمد لعام كامل، مع صيانة دورية منتظمة.
  يستغرق بناء المنصة الواحدة نحو عام كامل بعد سنتين أو ثلاث من التخطيط، وتبلغ تكلفتها نحو 8 ملايين يورو ، مما يعكس كيف أصبحت المنصة منصة للرواية البصرية الضخمة، يندمج الرمز الدرامي مع التقنية ليخلق تجربة حسية تتجاوز الشاشة، محولاً كل عرض إلى حدث يجذب 270,000 زائر في عام  2018 م وحده،. شكل (3-4)  

   في حضرة الجبال الشاهدة والأمواج الراوية، يظل مسرح بريجنز العائم شهادة خالدة على قدرة الإنسان على نسج الخيال مع الواقع، حين تتحول المنصة من هيكل هش إلى قصيدة حية تتردد صداها عبر العصور، مدعوة كل زائر إلى أن يصبح جزءاً من هذا السحر الأبدي الذي يجمع بين السماء والأرض في رقصة لا تنتهي، محولاً كل غروب شمس إلى بداية قصة جديدة في تاريخ الفنون العالمي.
1-
https://www.theartsdesk.com/opera/theartsdesk-bregenz-floating-opera-festival?utm_source

2-
   https://lakeconstanceopera.solari.com/wp-contnt/uploads/2020/02/Lake-Constance-Hang-Brochure-2020.pdf?utm_source
3- 
   https://en.wikipedia.org/wiki/Begenz?utm_source
4-
 https://talktomeaboutaustria.wordpress.com/2013/08/17/what-a-skeleton-and-a-floating-stage-have-in-common/
5-
https://www.ethercat.org/download/documents/SEEBUEHNE_BREGENZ.pdf?utm_source

6-https://www.festspielhausbregenz.com/en/your-visit/festspielbuehne-bregenz/?utm_source

7-
  https://bregenzerfestspiele.com/en/node/865?utm_source
8-ف
   https://www.smithsonianmag.com/travel/theres-massive-jester-floating-austrias-lake-constance-180972309/?utm_source

9-   https://www.smithsonianmag.com/travel/theres-massive-jester-floating-austrias-lake-constance-180972309/?utm_source 


"مهرجان لبنان المسرحي للحكواتي"... عرض تاريخي لفن شعبي

مجلة الفنون المسرحية


"مهرجان لبنان المسرحي للحكواتي"... عرض تاريخي لفن شعبي
 
أعلنت جمعية "تيرو للفنون" و"مسرح إسطنبولي" عن برنامج الدورة السابعة من "مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي"، والتي ستقام في الفترة الممتدة من 29 ولغاية 30 نوفمبر في المسرح الوطني اللبناني في مدينة بيروت في سينما الكوليزيه التاريخية، وفي 1 ديمسبر في المسرح الوطني اللبناني طرابس، وذلك تحت شعار "حكايات الأرض والتراث والهوية " بمشاركة الحكواتيين أحمد يوسف وايمان ابراهيم من مصر ،وبلال زيان  وفضيلة أحمد بن صالح من الجزائر ،وحياة عبد الخالق التونسي ونتالي صباغ وسليم السوسي ورجاء بشارة وماري مطر  ورنا غدار من لبنان، وعبر الانترنت يشارك كل من مريم معمر من فلسطين، وجلال التازي من المملكة المغربية، وجلال هميلة وهشام درويش تونس، وفاطمة الزاكي ونسرين النور من البحرين، وأدير فارس وهاجر بلعيد وفتحي عباسي من الجزائر . 
 
وتنظيم ندوات حول دور الحكواتي في المحافظة على التراث والذاكرة، وأهمية فنّ الحكواتي في التعليم واستخدام الحكاية في العلاج النفسي وكيفية كتابة الحكاية، وإقامة عرض حكواتي ارتجالي تفاعلي مع الجمهور بمشاركة جميع الحكواتيين المشاركين في ختام المهرجان . ويكرّم المهرجان الممثل خالد السيد والممثلة والكاتبة منى طايع . 

 

مؤسس "المسرح الوطني اللبناني" الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي أكد أنّ "الهدف من المهرجان هو الحفاظ على الموروث الشفوي والمحافظة على التراث والهوية وفن الحكواتي والعمل على نقله للأجيال"، مضيفاً أنّ "المهرجان سيكون تظاهرة فنية لتبادل تجارب وممارسات تراثية مختلفة بين بلدان متعدّدة، وتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية الفصحى في الوطن العربي، والحفاظ عليها وإعادة تأهيل فنّ الحكاية الشعبية والتراث الشعبي وتسويقه بين الأجيال الطالعة".

 
وسيقام بالتوازي مع عروض المهرجان "مقهى للحكاية"، وهو عبارة عن فضاء يجمع الحكواتيين بعضهم ببعض، لتبادل التجارب ونقل المعارف، وحضّ الرواة على ضرورة تسجيل قصصهم الشعبية لدى منظمة الأونيسكو كتراث شفهي، وستُقام عروض موازية لطلاب المدارس وفي الساحات والمكتبات العامة عبر باص "الفن والسلام" للعروض الجوالة والتي تسلط الضوء على القراءة وسرد القصص التقليدية ورواية السّير الشعبية التاريخية، إضافة إلى إقامة ورش للأطفال حول تأليف حكايات من إنتاجهم الخاص، وتدريبهم على الصوت والأداء، وكيفية الالتفات إلى الجمهور وعلى الملابس الملائمة لفن مسرح الحكواتيين ،بإشراف مدربين وحكواتيين محترفين.

لاوعي النص في مرآة الأشعري المسرحية/ عبيد لبروزيين

مجلة الفنون المسرحية


 لاوعي النص في مرآة الأشعري المسرحية

لم يكن المبدع يومًا في انسجام مع السلطة، ولن يكون بينهما وفاق طالما أن جوهر الإبداع يقوم على الانكشاف الحر للحقيقة عبر تشظّي الروح الكلية، وعلى الخيال الذي لا يتحقق إلا في فضاء الحرية، فكما يقول أدونيس: لا إبداع بلا حرية. في المقابل، تقوم السلطة بطبيعتها على القانون والنظام والحدود، مستندة إلى أشكال متعددة مثل سلطة الأب والحاكم والإله، وهكذا تتصادم البنيتان، فكل منهما ينفي الآخر ويعارضه.
ومع ذلك، قد يحدث توافق أو تقاطع بين الطرفين في بعض الأحيان، خصوصًا في المجتمعات الطبقية أو الشمولية، وهذا الشدّ والجذب الدائم هو ما يضخ في الإبداع حيويته وفرادته، وحتى حين يبدو أن هناك انسجامًا عابرًا بين المبدع والسلطة، فإنه غالبًا ما يخفي صراعًا داخليًا مستمرًا، هو في حقيقته صراع أبدي بين الحرية والنظام، بين الممكن والمفروض، بين ما نطمح إليه وما هو قائم بالفعل، وهو ما سنحاول كشفه من خلال النص المسرحي "شكون أنت"، لمحمد الأشعري، الصادر عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة في طبعته الأولى سنة 2024.
إن الكتابة الإبداعية في تناولها لتاريخ السلطة، لاسيما المعاصر منها، تعد مخاطرة كبيرة، لأن استجماع الأحداث التاريخية في قصة درامية تروى من وجهة نظر إبداعية، يسائل الحدث التاريخي في صدقيته وتخيّله، غير أن الرهان ليس رصد هذه العلاقة الجدلية بين الإبداعية والتاريخ، بل تتبع حضور السلطة في الخطاب الإبداعي المسرحي عند محمد الأشعري من خلال شخصية البصري الذي ترك في الذاكرة الجمعية للمغاربة آثارا يصعب تجاوزها، لاسيما أن هذا الحضور القوي لخطاب السلطة غالبا ما يؤدي إلى خطاب مباشر يقل فيه فعل الإبداعية المسرحية.
المسرحية باعتبارها حادثة لاحقة
لطالما كان الصراع لبنة أساسية في البناء الدرامي المسرحي، لكن صراع مسرحية "شكون أنت" بدأ قبل المسرحية بكثير، قبل أن يتحول إلى صراع درامي في ثنايا النص المسرحي، وهو ما عبر عنه محمد بهجاجي في تقديمه للمسرحية قائلا: "يعود الأشعري إلى المسرح، هذه المرة، بنص بالدارجة المغربية، وبعنوان مكثف الدلالات والمرجعيات "شكون أنت"؟ والذي هو في الأصل، عنوان رسالة الصحافي خالد الجامعي التي كان قد نشرها بجريدة "لوبنيون" يوم 22 نونبر 1993، بعد أن خاطبه إدريس البصري وزير الدولة في الداخلية والإعلام آنذاك "شكون أنت"، وذلك إثر كتابته لمقال تحليلي ينتقد فيه نظام الحسن الثاني". 
يتبين أن النص الدرامي في جوهره إعداد مسرحي لحادثة/قصة بين خالد الجامعي وإدريس البصري، حيث الصراع عمودي بين رمسيس وقدره المحتوم، لكن دون إثارة عاطفتي الرحمة والخوف كما في التراجيديا، لأن الأفعال الدرامية للشخصية المحورية تصدر عن شر مطلق، وهذا ما يجعل المسرحية مختلفة البناء والطرح والهدف.
وإذا كانت الحادثة الحقيقية التي جاءت في التقديم هي البؤرة الدلالية الخارج–نصية لتشكل الشرارة الأولى لفكرة المسرحية، فإنها ولاشك المحرك الأساس للفعل الدرامي المسرحي، بل وتقدم هذه الإرشادات التي لا تنتمي لبناء الفعل المسرحي دلالات هامة لتوجيه فعل القراءة، القراءة التي تستحضر السياق السياسي/التاريخي، هذا السياق الذي جعل النص يخضع لهيمنة نوع معين من القراءة، حيث تتشكل الحكاية في سياق انتقالي خطير من عُمر دولة، نهاية مرحلة وبداية أخرى.
يتقلب رمسيس، رجل السلطة القوي، من حال إلى حال، الهذيان والتعقل، الانسحاب والصمود، الحياة والموت، الانصياع والمؤامرة، وهي الثنائيات الضدية التي استطاع المؤلف محمد الأشعري تبئيرها في وضعيات مختلفة للكشف عن الوجه المرعب للسلطة/رمسيس، وذلك في قالب درامي سيكولوجي يعكس عبقرية إبداعية في بناء عوالم نفسية متقدة.
إن قراءة هذا النص الدرامي بعيدا عن السياق السياسي/التاريخي يجعل المتلقي يتيه بين البياضات الكثيرة التي تحتاج إلى ملء لتشكيل المعنى الكلي للنص، باعتباره كشفا عن الحقيقة في ذاتها ولذاتها، أي حضورا جزئيا للخير والفضيلة والحق، المقولات الكلية التي تعتبر الغاية القصوى لكل فن، وذلك بمماحكة إبداعية عبقرية تسائل الجانب الغرائزي في الإنسان وميله للسلطة والبطش.
النص الدرامي "شكون أنت" نص يفيض بحمولته الدلالية الإبداعية على الخارج/الواقع، وليس الواقع هو الذي يفيض بأحداثه على النص، لأن رمسيس ليس شخصية بعينها، وإن كانت تبدو كذلك، وإنما هي في حقيقة الأمر رمز لفساد السلطة عبر التاريخ، ونهاية رمسيس الغامضة والمأساوية، هي نهايات كثيرة في الواقع، التاريخ يعيد نفسه لكن يتشكل برؤية إبداعية مسرحية خاصة في سياق الإبداعية المغربية. لأن قراءة النص خارج هذا السياق، سيجعله أكثر فيضا بالدلالات المتوارية بين الإبداع والسلطة، بينما الهدف الأسمى للمسرحية هو الكشف عن الحقيقة الفنية.     
اللامفكر فيه أو دفاعا عن رمسيس
إن النص الدرامي باعتباره عملا فنيا لا يمكن قراءته إلا في سياق الإبداعية التي تجعل منه خطابا مفارقا للواقع، أو واقعا من منظور إبداعي يختلف عن الكتابة التاريخية وكتابة السيرة، فعودة ديونيسوس أو حضور اللاوعي في العمل التخييلي، وإن كان معدا عن قصة حقيقية، هو حضور للرغبات الدفينة وتجلّ للاوعي الجمعي مادمنا نتحدث عن حضور لشخصية عامة/تاريخية في عمل إبداعي.
يقول مارتن هايدغر "إن العمل الفني يفتتح وجود الموجود على طريقته، ويتم هذا الانفتاح في العمل الفني، بمعنى الكشف، بمعنى حقيقة الموجود، حقيقة الموجود تضع نفسها في العمل الفني. الفن هو وضع الحقيقة –نفسها- في العمل الفني" العمل الفني الذي يعتبره هايدغر كشفا عن الحقيقة، وهي وإن كانت تاريخية فهي لا زمنية وفوق زمنية، كما أنها قد تكون سيكولوجية بارتباطها بالمؤلف والمتلقي، أو بالنص الدرامي نفسه (لاوعي النص). 
فهذا الوجود الذي يتيحه العمل الفني هو انفتاح لوجود سابق يرتبطان بما جاء في المسرحية ارتباطا شكليا يخضع لقواعد الكتابة المسرحية ولتسلسل بناء الأحداث المسرحية، وكذا للرؤية الإبداعية للمؤلف محمد الأشعري التي لا تستطيع التنصل من الإيديولوجية اليسارية التي تصبو لكشف حقيقة الموجود من وجهة نظر إبداعية/فنية معينة، انتقالا من النضال إلى الإبداع، الإبداع الذي يستبطن إيديولوجيته الكامنة، أو الإبداع الذي يتضمن كل أساليب الإدانة والرفض للسلطة وتجلياتها في شخصية رمسيس، فقناع الرغبة التي لا يجد المؤلف حرجا في كشفها بشكل مباشر في سياق لاوعي النص وجهت فعل القراءة، لأن "شكون أنت" نص مسرحي يحمل في طياته قضية تاريخية وسياسية بمماحكة إبداعية، يقول المؤلف قبل افتتاح المسرحية: "كل تشابه بين شخصيات هذه المسرحية وشخصيات حقيقية، هو تشابه مقصود، والمؤلف إذ يؤكد ذلك، يعتذر للشخصيات الحقيقية إذا لم يكن التشابه دقيقا بما فيه الكفاية". هل هو إشباع لرغبة دفينة في الانتقام أم أن المؤلف ترفع عن ذكر الحقيقة التاريخية في الحقيقة الفنية؟ ماذا لو كان رمسيس ضحية للسلطة؟ وهل يمكن الفصل بين رمسيس والسلطة؟ 
الإبداع لغة الرغبة، بل هو الموضوع المفضل لها، ذلك باعتبار رمسيس/البصري موضوعا لرغبة كامنة في اللاشعور الجمعي للمغاربة، وكذا اللاشعور الفردي للمؤلف، والذي تحول بفعل ميكانيزمات اللاوعي  إلى الشعور من خلال شخصية رمسيس بكل ملامحه الدرامية، والذي يسجد بدوره الشر المطلق للسلطة، أو تمثلا للشر المطلق بالمعنى العام.
وإن أفضل تجلّ لهذه الدوافع الفردية والجماعية تكمن في التداعي الحر من خلال برولوغ طويل على لسان رمسيس الذي استطاع فيه المؤلف كشف القناع عن شخصية مهلوسة تعاني انفصاما مزمنا يعكس صراعا نفسيا عميقا، فقد جاء على لسان رمسيس: "ولكن شي وقت كان رمسيس هو أنا، بغيت نقول كنت أنا هو رمسيس، ولكن شي وقت آخر مبقاش رمسيس بقيت أنا بوحدي، وعاود شي وقت آخر مبقيتش أنا، لي بقا هو رمسيس، وجا الوقت اللي خاص فيه واحد فينا يخوي".
الصراع النفسي بين ما كان وما أصبح عليه رمسيس، أو ما يريد أن يكونه، ألم الذكريات المشعة في الذاكرة، التي تجعل من الشخصية المحورية تتنكر لنفسها، ليس باعتبارها ذاتا موجودة، لكن ذاتا موجودة بماضيها المظلم الذي يستوجب الهروب، يقول رمسيس: "وقفت مرة أخرى قدام المرايا، شفت مزيان، لقيت الشخص اللي في المرايا ماشي أنا"، إنه هروب مستمر من الماضي بحمولته المقززة، وتنكر مستمر للذات الموجودة في ماضيها، والتي تجد نفسها موجودة في حاضرها الذي تتحرق فيه للتخلص من الشخص في المرآة/الماضي، فرمسيس يسعى للتخلص من رمسيس في قالب من التداعي الحر الذي يكشف عن البناء النفسي المضطرب للشخصية. 
إن تأنيب الضمير، والسعي للتخلص من رمسيس الطاغية، هو في حقيقة الأمر، جانب يحث القارئ على التعاطف، التعاطف مع شخصية تبدي الندم لما اقترفت من تعذيب وقتل، وتسعى بكل الطرق للهرب من الذكريات التاريخية، فهل تعاطف الأشعري مع رمسيس أم أن الأمر يخضع لبنية الشخصية المسرحية؟ أليس الندم على اقتراف جرم يستدعي التعاطف؟ هنا تصبح صورة البصري في مرآة الأشعري ضبابية الملامح، غير واضحة المعالم، وإن كان الهدف الضمني إظهار صورة رجل السلطة الطاغية.
وعندما يشتد الوضع، ويبلغ الألم مداه، ألم الذكريات، يلجأ المؤلف للسخرية باعتبارها أسلوبا يخفف من صدامية الأحداث وتواترها المتصاعد، وينوع تقديمها ويخفف من حدتها، وهي نادرة، لكنها تكشف عن التقلبات النفسية لرمسيس، الذي يقول: "زدت تأكدت بأن الشخص لي فالمرايا ماشي أنا، حليت فمي، خرجت لساني، شيرت بيدي..." ولكن هذه السخرية التي تأتي في زخم حضور الذكرى سرعان ما تكف عن الظهور، فرغم أنه وسيلة لكسر إيقاع اللوم والعتاب وخروج من حالة التيه إلا أن رمسيس يعود إلى تداعياته النفسية والظلم والمؤامرات في قالب دراماتيكي مثير ينم عن عبقرية في نسج التاريخي والتخييلي في النص الدرامي.
لقد كان المشهد الأول صراعا نفسيا بين حضور الماضي ونفيه، لكن المشهد الثاني يكشف عن رمسيس جديد، جعلته مايا أكثر تعقلا للتفكير في المرحلة الجديدة، من مسرح الصراعات النفسية إلى مسرح الصراعات الواقعية التخييلية التي تؤثثها مرحلة العهد الجديد، بين البقاء أو الموت، الصدام أو الاستسلام، يقول "رمسيس 2: وعلاش غادي نسدو، خصنا نوجدو راسنا، الوقت تبدلات، خصنا نتبدلو معاها، خصنا نخرجو شويا ونشوفو الدنيا، ونتلاقاو مع الناس الجداد"، لم يكن رمسيس جبانا، بل حاول العودة مرارا إلى مسرح الأحداث، لكن كل شيء كان ينذر بفوات الأوان، فهل فات الأوان فعلا؟ وماذا لو عاد إلى مسرح السلطة؟
وفي خضم تقلبات السلطة، يحاول رمسيس الثاني أن يجد لنفسه موضعا في المرحلة الجديدة، لتتقلب أحواله بين تنكر الأصدقاء والمؤامرة على السلطة التي كان ذات يوم عقلها ويدها، إنه مواطن عاديّ الآن، لقد فقد المخلوق السلطوي العجيب كل أنيابه التي مزق بها أعداءه ذات يوم قريب، هكذا أصبحت الصورة في المرآة تتضح شيئا فشيئا، وكأن البرولوغ ليس إلا آلية لجعل القارئ يتقرب لشخصية رمسيس. 
حاول رمسيس الثاني التأقلم مع الوضع الجديد، لكنه يدرك حجم الخسارة بفقد قائده الذي كان إلى جانبه يشكلان السلطة المطلقة بكل معانيها، تقول مايا:"معلوم ماشي ساهل، المدينة كانت ناعسة كاتحلم، والجبل اللي كيعطيها الظل والما والنعمة ناعس حتى هو، تيحلم ولا ما تيحلمش، وواحد النهار من تفيق المدينة كتلقى الجبل طاح، مابقاو منو غير جوج رخامات بويض، تكتب في وحدة منهم سنة الميلاد وفي الأخرى سنة الوفاة".
إن هذه التقلبات المفاجئة جعلت رمسيس الثاني ضد السلطة الجديدة، بل حاول التآمر عليها بعد أن كان صورتها المطلقة، جاء في المسرحية "رمسيس 2: ما عندو ما يفكر، لمعلم مربوط في الجبل القديم، ملي طاح طاح معاه، ما قدرش يفكر فبني جديد، باغي غير يحضي الأنقاض ويجري على الميخالة، ويلصق الطريفات مع بعضياتها، خصنا نقلبوا على شي حد آخر". لكن رمسيس الثاني يفشل في كل شيء، ويصبح مشغولا بالحفاظ على رأسه، لقد انتهى بعد مسار طويل في دهاليز السلطة إلى مواطن عاد جدا، لكن تاريخه الحافل بالانتهاكات والتعذيب ظل يلاحقه باستمرار.
رمسيس باعتباره تجسيدا للشر المطلق
وبمماحكة رمزية عميقة يُظهر المؤلف القدَر الذي حاول رمسيس إقناعه بالبدء من جديد، وأن يجعله شخصية عادية تتخبط في اليومي، لكن يكون كل شيء قد انتهى وفات أوانه، يقول "المؤلف: واش كاين شي تفلية بحال هاد الشي اللي كتقول، بغيت منبقاش أنا؟ إوا؟ هادا عمر وأنت، أنت، ودبا ملي بدات كتسمع شي جنازة فالكولوارات، لواه بغيت ما نبقاش انا؟".
 انتهى كل شيء، وفر الجميع ممن كان ذات يوم يطلب لقاؤه فلا يستجيب، إن الجاه في حالة رمسيس مرتبط بالسلطة، وإذا ما اختفت هذه الأخيرة اختفى معها جزء من الهوية المزيفة للمرء، لأنها ليست هوية حقيقية بقدر ما هي هوية مصطنعة مرتبطة بكائن هلامي اسمه السلطة، يقول "رمسيس1: أراي لي السميات (يضرب على جبهته) فين مشات السميات؟ أراي لي السميات. مايا: (غاضبة) مبقات سميات، سلات، ما فهمتيش؟ سلات، مبقات لا سميات لا سيدي زكري، كلشي سلا".
وكأن كل شيء يحتكم لعجلة التاريخ، حيث البداية والسقوط للرجل الثاني في هرم السلطة، لقد كانت السلطة بهذا المعنى آلة فتاكة ضد-إنسانية، على الأقل في سياق النص الدرامي، حيث جردت رمسيس من إنسانيته وآدميته لتظهر الجانب البربري من خلال البطش والقتل، جاء في النص: "كان يا مكان، حتى كان للي كان، كانت مسكينة كتطحن، طحنت الحب، وطحنت التبن، طحنت لي جاي وطحنت لي غادي، طحنت العود والحجر، ورياح البر والحوت اللي فقاع البحر.. ملي ملقات ما تطحن، دخلت تحت اضراسها طحنت عظامها".
يدرك رمسيس أن حياته مقترنة بالسلطة القديمة، وأنه مات بموت الرجل الأول في هرم السلطة، وأنه ما عاد له وجود قط، يقول "رمسيس 2: أنا مكينش، أنا دازت كنازتي في التلفزيون، أنا الشخص دالمرايا... أنا شكون"، مات رمسيس موتا رمزيا بموت قائده، لتسمع طلقات نارية بعد خروجه من المكتب، ليترك المؤلف/الأشعري بياضات حول النهاية، بين الانتحار والاغتيال أو طلقة عشوائية في الهواء، نهاية مفتوحة على قراءات كثيرة، لكنها حتما مأساوية لنهاية طاغية.
تثير شخصية رمسيس الكثير من الأسئلة الوجودية المرتبطة بالإنسان/السلطة، رمسيس الأول مدعاة التعاطف بسبب صراعه النفسي، الذي يؤدي إلى رمسيس الإنسان أو الذي يسعى لاستعادة إنسانيته، ورمسيس الثاني السادي والمتآمر والقاتل، ازدواجية تؤدي إلى فهم أعمق للشخصية، الشخصية الإنسان والشخصية السلطة وكلتاهما تؤديان إلى الشخصية التاريخية التي اتضحت معالمها في مرآة الأشعري تدريجيا.
إن مسرحية "شكون أنت" لمحمد الأشعري، مسرحية تاريخية، تستمد أحداثها من قصة تاريخية في قالب درامي رمزي، ترسم ملامح السلطة الانتقالية في المغرب، وما رافقها من تقلبات عميقة على مستوى بنية الحكم، مجسدا هذا الاضطراب في شخصية رمسيس1 ورمسيس 2 ومايا والمؤلف بأسلوب ماتع يبتعد عن المباشرة التي تقتل الإبداع، هذا الإبداع الذي يتضمن عودة ديونيسوس/اللاوعي الذي حاول من خلاله المؤلف كبح جماحه أو تغليفه على الأقل ليتناسب مع تنامي الأحداث الدرامية، لكنه أيضا لاوعي جمعي لكل المغاربة، حيث الندوب لم تلتئم بعد، لاسيما بالنسبة للقراء الذين عاشوا في فترة إدريس البصري، فكانت صورة رمسيس في قالب إبداعي مسرحي مثير، استطاع من خلالها الأشعري أن يقوم بمسرحة قصة تاريخية دون مغالاة تخييلية أو مغالاة تاريخية، وهي العنصر الذي يشكل فرادة المؤلف في نسج الأحداث الدرامية.
ومهما يكن الأمر الذي كان دافعا لكتابة هذه المسرحية، إلا أنها مسرحية جريئة من رجل سلطة سابق، ومناضل يساري نذر حياته للدفاع عن مبادئ اليسار في سياق تاريخي وسياسي متوتر، والمثقف الحقيقي هو الذي يظهر الحقيقة في وجه السلطة كما يقول نعوم تشومسكي... فهل كان الأشعري موفقا في رسم معالم رمسيس/إدريس البصري كما تبدت في مرآته المسرحية؟
وإذا كانت صورة رمسيس/البصري قد ظهرت جليا في مرآة الأشعري، فإن الشخصية المحورية قد أظهرت بدورها ملامح المؤلف باعتبار انعكاس صورته في المرآة أيضا، حيث تظهر صورة ضمنية للمبدع المناضل الذي كان جزءا من سردية مرحلة عرفت بسنوات الجمر والرصاص، حيث الظلام والخوف والعنف من شبح السلطة المجسدة للشر المطلق، وإذا كان القارئ قد استطاع رسم ملامح تقريبية لشخصية رمسيس في مرآة الأشعري فإن الأشعري قد بدت بعض ملامحه في مرآة الإبداعية  المسرحية التي خلقت فرادة نص شكون أنت. 

المصادر :
 1-  محمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، المركز الدولي لدراسات الفرجة، ط1، 2024، ص: 07
2- - مارتن هايدغر، أصل العمل الفني، تر أبو العيد دودو، منشورات الجمل 2023 ص 93 94
 3- محمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، م س، ص 11
4 - محمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، م س، ص: 18
 5- نفسه، ص ص: 19 20
6- نفسه ص 20
7 - محمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، م س، ص: 34
8- نفسه ص 39
9-  كحمحمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، م س، ص: 40
10- نفسه ص 57
11- نفسه ص 86
12- نفسه ص ص 89 90
13- محمد الأشعري، شكون أنت، نص مسرحي، م س، ص: 109

     

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2025

الملتقى العربي لفنون العرائس والدمى والفنون المجاورة ( سر الصنعة) مع خبراء عرب وأجانب عروض عربية ومصرية معرض للعرائس والدمى وتكريم لثلاثة فنانين عرائسيين.

مجلة الفنون المسرحية


الملتقى العربي لفنون العرائس والدمى والفنون المجاورة ( سر الصنعة) مع خبراء عرب وأجانب عروض عربية ومصرية معرض للعرائس والدمى وتكريم لثلاثة فنانين عرائسيين.

إسماعيل عبد الله: سنعمل مع العرائسيين العرب لتطوير الحرفة والإبداع وترسيخ دور العرائس وفنون الفرجة التربوي.

 كشفت الهيئة العربية للمسرح النقاب عن عدد من فعاليات الدورة الخامسة من الملتقى العربي لفنون العرائس والدمى والفنون المجاورة، الذي تنظمه الهيئة مع وزارة الثقافة المصرية (مسرح القاهرة للعرائس) في القاهرة من 21 إلى 23 يناير 2026، وذلك بعد أن أتمت لجان تحكيم تنافسيات المشاركة في الدورة الخامسة من الملتقى العربي لفنون العرائس والدمى والفنون المجاورة عملها في فرز المتقدمين للتنافس على دخول الملتقى في مسارين:
أولاً: البحوث العلمية تحت عنوان "تكنو عرائس – تكنو فرجة شعبية. بحث وتجربة".
درست اللجنة الأبحاث المقدمة للتنافس على المشاركة في الندوة الفكرية، وتدارست الأثر المتوخى من الندوة ضمن رؤية بعيدة المدى لتطوير البحث العلمي في مجال هذه الفنون، في ظل ندرة المحتوى البحثي العلمي الخاص بها عربيا،  وخلصت إلى قرار تأجيل الندوة إلى الدورة القادمة من الملتقى، والإعلان لاحقاً عن مواعيد لتقديم بحوث وصيغ جديدة، إضافة إلى الذهاب باتجاه تفاصيل في العناوين التي تنضوي تحت العنوان الكبير، في سبيل توسيع مجال الفائدة العلمية، وذلك نظراً لأهمية العنوان، وأهمية تكوين مرجعية بحثية تساهم في تطوير هذه الفنون التي تساهم في ترسيخ الهوية والأصالة.
ثانياً: العروض الفنية غير المصرية (عرائس، دمى، خيال ظل، حكواتي، صندوق عجب)،
نظرت اللجنة في 23 عرضاً عربياً، حيث سيتم اختيار العروض المصرية في وقت لاحق من قبل مسرح القاهرة للعرائس. وقامت باختيار أربعة عروض عرائسية واثنين عروض الفنون المجاورة، وهذه العروض هي:
• اختيار ثلاثة أعمال أساسية واعتبار عمل رابع منها احتياط في حال تعرقل مشاركة أحد العروض الثلاثة، وهي على النحو التالي:
1. عرض أطياف – للمخرجة حبيبة الجندوبي – تونس، فرقة دمية.
2. عرض النمل والسلام، للمخرج حسان السلامي – تونس، ماسك للإنتاج الفني.
3. القبطان، للمخرج فرحات عقبة – الجزائر – المسرح الجهوي باتنة.
4. خيال جميل، إخراج محمد الأخوص من تونس.
أما عروض الفنون المجاورة فكانت:

1. الخجول، (حكواتي ممسرح) أسامة المصري، إخراج خليل عسكري من فلسطين.
2. رحالة، (فنون الشارع الأدائية) من الجزائر، إخراج حوسين سميشة.
(سر الصنعة) ندوات عملية علمية:
اقترحت اللجنة وفي سبيل تعميق المجالين المعرفي والمهاري، تنظيم ندوة الملتقى الفكري بعنوان (سر الصنعة)، بحيث تتضمن مجموعة محاضرات تفاعلية، يقدمها أصحاب خبرات مميزة عربية وأجنبية.
ثلاثة مكرمين من فناني العرائس:
هذا وقد اختارت الهيئة العربية للمسرح ثلاثة من الفنانين العرائسيين العرب لتكريمهم، اعترافاً بما قدموه وأنجزوه في مجال فنون العرائس، وهم:
• قادة بن سميشة (عمي قادة) من الجزائر.
• محمد كشك من مصر
• عبد السلام عبده من فلسطين.
معرض للدمى والعرائس.
ستشهد الدورة تنظيم معرض للعرائس والدمى لفنانين من مصر والوطن العربي، وستحتضن قاعة المعارض في مسرح الهناجر هذا المعرض ويشرف عليه الفنان المصري وليد بدر.
صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله بهذه المناسبة قائلاً:
أتوجه بالشكر الجزيل للجنة التي قامت على تقييم البحوث العلمية لحرصها وتقديرها العالي للدور الذي يجب أن يلعبه البحث العلمي في تطوير هذه الفنون لتحتل مكانتها في المشهد العام للفنون الأدائية العربية، وكذلك التحية للجنة التي قامت باختيار العروض المشاركة، ونحن في الهيئة العربية للمسرح نتطلع إلى أن يلعب العرائسيون دورهم في الارتقاء بهذه الفنون المؤسسة، الفنون التي حملت رؤى وإبداعات شعوب توالت على تقديمها والحفاظ عليها، في الوقت الذي تتوارى أسماء صناع هذه الفنون وتبرز فنونهم، هكذا أصبحت فنوناً شعبية تنتمي للناس وينتمي الناس إليها، وسنعمل مع العرائسيين العرب لتطوير الحرفة والإبداع و ترسيخ دور العرائس وفنون الفرجة التربوي.
هذا وستعلن الهيئة في وقت لاحق تفاصيل البرنامج والمواقع والمواعيد للفعاليات المختلفة.

الهيئة العربية للمسرح واليكسو تتعاونان لإطلاق المهرجان العربي للمسرح وإسماعيل عبد الله يوكد : سنعمل على جعل هذا المهرجان العربي للمسرح المدرسي مدرسة للأخلاق والحرية

مجلة الفنون المسرحية


الهيئة العربية للمسرح واليكسو تتعاونان لإطلاق المهرجان العربي للمسرح المدرسي

إسماعيل عبد الله: سنعمل على جعل هذا المهرجان العربي للمسرح المدرسي مدرسة للأخلاق والحرية.

في إطار استعدادات الهيئة العربية للمسرح إطلاق مشروعها الجديد "المهرجان العربي للمسرح المدرسي" والذي يأتي تنفيذاً لمبادرة وجه بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، التقى الأمين العام للهيئة إسماعيل عبد الله معالي الدكتور محمد ولد اعمر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (اليكسو)، وتباحث معه في التعاون بين الهيئة والمنظمة لإطلاق هذا المهرجان اعتباراً من العام 2026، وقد رحب الدكتور ولد اعمر بالتعاون في هذا المشروع الحيوي والهام، وأبدى استعداد المنظمة بكافة أقسامها وكوادرها لوضع هذا التعاون موضع التنفيذ.
وكان الأمين العام إسماعيل عبد الله قد قدم التصور العام الذي يقوم عليه المهرجان، والأهداف المتوخاة من تنظيمه ضمن رؤية الهيئة الاستراتيجية لتنمية المسرح في الوطن العربي، وفي مقدمتها أن يكون هذا المهرجان متنقلاً حيث ينتقل في كل دورة من دوراته من عاصمة عربية إلى أخرى، على غرار التجربة الناجحة لمهرجان المسرح العربي، ليحقق الغايات التربوية الأسمى والأعلى لدور المسرح في بناء الأجيال الجديدة التي ستكون قادة وصانعة للغد.

هذا وقد اتفق الطرفان على خطوات عملية لضمان الانطلاقة السليمة والقوية.

حضر الاجتماع إلى جانب الأمين العام للهيئة العربية للمسرح والمدير العام لأليكسو مجموعة من الكوادر المعنية بالأمر من الطرفين.

وقد صرح الأمين العام إسماعيل عبد الله بهذه المناسبة قائلاً: هذا المهرجان سيحقق الفاصلة التي سترتقي بمستقبل المسرح العربي بشكل عام، وسيؤسس لمنعطفات تاريخية في مسيرة المسرح وعلاقته بالجمهور ودوره في صياغة المستقبل، وسنعمل على جعل هذا المهرجان مدرسة للأخلاق والحرية، كما نادى بذلك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في رسالة اليوم العربي للمسرح عام 2014، والتي جاءت عتبة لانطلاق المشروع الاستراتيجي في تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي.

هذا ومن المتوقع الإعلان رسمياً عن تفاصيل هذا المهرجان قبل نهاية العام الحالي

الأحد، 23 نوفمبر 2025

المسرح العراقي يشارك بقوة في فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحي

مجلة الفنون المسرحية


المسرح العراقي يشارك بقوة في فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحي

تستعد الفرق المسرحية العراقية للمشاركة الفاعلة في مختلف فعاليات مهرجان أيام قرطاج المسرحي خلال الأيام المقبلة، حيث يشهد المهرجان حضورًا لافتًا للأعمال العراقية التي تمثل روح الإبداع والهوية الفنية للبلاد.

وتضم المشاركة عرض مسرحية "الجدار" للمبدع سنان العزاوي، والتي تُعد من الأعمال المتميزة ذات الرؤى الإخراجية المعاصرة، إلى جانب مسرحية "سيرك" للمخرج الكبير جواد الأسدي، أحد أبرز الأسماء اللامعة في المسرح العربي.


وقد عبّرت دائرة السينما والمسرح عن فخرها بهذه المشاركة، مثمنة جهود الفرقة الوطنية للتمثيل والقامات الفنية العراقية التي تواصل حضورها القوي في أهم المهرجانات العربية والدولية.

وتقدمت إدارة المسارح بأجمل التهاني للمشاركين كافة، متمنية لهم التوفيق والنجاح في تقديم صورة مشرّفة عن المسرح العراقي، وترسيخ حضوره في المشهد الثقافي العربي.

احمد هيثم
العلاقات والاعلام

يقام في الفترة من 24 – 30 نوفمبر الجاري في سلطنة عمان فرقة المسرح الكويتي تشارك في مهرجان الدن بمسرحيتين

مجلة الفنون المسرحية
مسرحية إمنية مفقودة 
مسرحية من زاوية أخرى 



يقام في الفترة من 24 – 30 نوفمبر الجاري في سلطنة عمان فرقة المسرح الكويتي تشارك في مهرجان الدن بمسرحيتين 

عبد الستار ناجي 

تشارك فرقة المسرح الكويتي في مهرجان الدن المسرحي في سلطنة عمان من خلال عملين مسرحيين اختارتهما اللجنة المنظمة وهما مسرحية – امنية مفقودة – تاليف عثمان الشطي واخراج محمد الانصاري . ومسرحية – من زاوية اخرى – تاليف مصعب السالم واخراج محمد جمال الشطي . 
وفي تصريح خاص قال الفنان احمد السلمان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الكويتي : يسعدنى في البداية ان اشيد بالجهود الايجابية التى تقوم بها فرقة مسرح الدن للثقافة والفنون في سلطنة عمان والتى استطاعت خلال الفترة القصيرة الماضية ان تحقق حضورها اللافت على صعيد العروض التى تقدمها محليا وخليجا وعربيا بالاضافة الى مهرجانها المسرحي الذي بات موعدا تحرص الفرق المسرحية على تقديم احدث نتاجاتها في هذا العرس المسرحي المتميز .


وتابع الفنان احمد السلمان : مهرجان الدولي للمسرح يقام هذا العام في الفترة من 24 الى 30 نوفمبر الجاري تحت شعار – اهلا بالعالم في سلطنة عمان -. والمهرجان تنظمة فرقة مسرح الدن للثقافة والفن بالشراكة مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب .وتشهد الدورة الجديدة مشاركة 18 عرضا مسرحيا من 12 دولة تتوزع على 3 مسابقات وهي مسابقة مسرح الطفل ومسابقة مسرح الكبار ومسابقة مسرح الشارع .
وعلى صعيد اخر اشاد الفنان احمد السلمان بالجهود المتميزة التى يبذلها عناصر الفرقة والذين يتحركون عبر مجموعة من المحاور فبعد ان فازت الفرقة ب 12 جائزة من بينها جائزة افضل عرض مسرحي عن مسرحية – ظل الجليب – ضمن فعاليات مهرجان باكستيج جروب . وايضا مشاركة الفرقة في مهرجان مسرح الشباب بمسرحية – منبة – للمخرج فاضل النصار . في الحين ذاته يواصل المخرج علي الحسيني للمشاركة بمسرحية – هم وبقاياهم – ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي . وفي جدول الفرقة عدد اخر من المشاركات والمساهمات المسرحية وهو امر جدير بالاشادة والدعم من قبل مجلس الادارة والجمعية العمومية حيث الرهان دائما على جيل الشباب المسرحي المبدع .

الجمعة، 21 نوفمبر 2025

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء الباحثين المتأهلين لندوة النقد في الدورة 16 من مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية 

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء الباحثين المتأهلين لندوة النقد في الدورة 16 من مهرجان المسرح العربي

إسماعيل عبد الله: الهيئة ومن أجل مسرح عربي جديد ومتجدد، تولي اهتماماً وأهمية للنقد كشريك أساس في صناعة المسرح وحاضره ومستقبله.

 

أعلنت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح نتائج التنافس على المشاركة في المؤتمر الفكري ضمن فعاليات الدورة 16 من مهرجان المسرح العربي، التي ستنظمها بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية من 10 إلى 16 يناير 2026 في القاهرة.

وكانت الهيئة العربية للمسرح قد أعلنت في وقت سابق عن إطلاقها هذه التنافسية أمام الباحثين من كافة الأعمار للمشاركة في أعمال ندوة متخصصة ضمن أعمال المؤتمر، من خلال التنافس العلمي بتقديم أوراق بحثية منسجمة مع الناظم العام للندوة “نحو تأسيس علمي لمشروع النقد المسرحي العربي” أو منسجمة مع المحاور الفرعية التي حددتها الهيئة على النحو التالي:

  • الخصوصية المفتقدة في النقد المسرحي العربي، والإطار العربي لمدارس النقد العربية وعيب التنظير والتطبيق.
  • جهود تحديث النقد المسرحي العربي تحت المجهر النقدي.
  • أزمة المصطلح المسرحي والنقدي العربي التابع

أرادت الهيئة العربية للمسرح هذه الندوة ومن خلال اشتباكها مع حركية المسرح العربي بمثابة فتح الباب على مصراعيه لقراءة الواقع النقدي المسرحي والمساهمة في تطويره، وهو أمر شغل الكثيرين من المختصين بالشأن النقدي العربي، وشهد حراكاً وبروز جماعات وتنظيمات محلية وعلى مستوى الوطن العربي، تصدى أصحابها لهذه المهمة، ورغم ذلك فما زال المشهد النقدي بحاجة إلى نهوض أعلى وثورة مفاهيمية أبلغ، لربط عجلة النقد المسرحي العربي بكل قوى الجذب وأثقالها المعرفية، ليربط النقد المسرح بالرؤى الفلسفية العميقة وتحولاتها التي تساهم في المنعطفات التي تراكمها الحضارة، ولتعزيز النهوض الثقافي النقدي المجتمعي، وخلق بُنىً نقدية مشتبكة، وليلعب النقد دوره الطليعي العضوي في تنمية وتطوير المسرح بشكل خاص، ليكون للنقد العربي مكانه في المشهد النقدي في العالم أجمع.

وقد شكلت الهيئة العربية للمسرح لجنة علمية لتحكيم ما قدمه الباحثون المتنافسون والذين بلغ عددهم سبعة وخمسين، وذلك لاختيار اثني عشر باحثاً، وضمت هذه اللجنة كلاً من:

الأستاذ الدكتور أبو الحسن سلام من مصر.

الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن زيدان من المغرب.

الأستاذ الدكتور محمد المديوني من تونس،

وخلصت النتائج المشتركة إلى اختيار اثني عشر باحثاً، وفق متطلبات الندوة المعلنة، فكانت الاختيارات التالية:

  • د. أحمد محمد علي السيد، من مصر، عن بحثه “الخصوصية والاغتراب في قراءة المسرح العربي”
  • د. أمل بنويس، من المغرب، عن بحثها “نحو وعي مركب النقد المسرحي العربي، من التنظير إلى المرافعة”.
  • د. زهور بن السيد، من المغرب، عن بحثها “واقع النقد المسرحي العربي ورهانات تطويره وترسيخ خصوصيته”.
  • حسام الدين مسعد، من مصر، عن بحثه “إعادة تأصيل الأدوات النقدية وتجاوز إشكالية التبعية المعرفية – نظرية النظم نموذجًا نحو تأسيس علمي لنظرية نقدية عربية للمسرح المعاصر”.
  • د. عبد الرضا جاسم حمزة، من العراق، عن بحثه “تفكيك الالتباس وتوحيد الدلالة، نحو معجم نقدي عربي موحد للمصطلح المسرحي المعاصر “.
  • د. علي كريم، من الجزائر، عن بحثه “من التبعية إلى الإبداع نحو بلورة هوية نقدية مسرحية عربية”.
  • د. فاطمة أكنفر، من المغرب، عن بحثها “تفكيك المفاهيم الكولونيالية وتأسيس خطاب مسرحي عابرة للحدود، تجربة خالد أمين”.
  • د. كريمة بن سعد، من تونس، عن بحثها “التأسيس المنهجي في النقد المسرحي العربي: من التنظير إلى التطبيق.
  • د. محمد رفعت السيد يونس، من مصر، عن بحثه “جهود تحديث النقد المسرحي العربي في الألفية الثالثة.
  • د. محمد خالص إبراهيم، من العراق، عن بحثه “كتابة ما بعد الفراغ، نحو تأسيس نقد مسرحي عربي خارج العرف السائد (مسرحية كيف نسامحنا؟) أنموذجاً”.
  • معتز سعد حميد، من ليبيا، عن بحثه “النَّقدُ المَسْرَحيُّ العَربيُّ: إشْكَالِيةُ الخُصوصِيةِ وَأَزمةُ المُصطَلحِ وَرهَاناتُ التَّأسيسِ”.
  • د. محمد نوالي من المغرب، عن بحثه “النقد المسرحي العربي في مفترق طرق المناهج والتجارب”.

وقد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بهذه المناسبة قائلاً: جاءت الأوراق المتنافسة قوية ومحترمة مما سيثري محتوى الندوة المخصصة للنقد في هذا المهرجان، هذا وسنختار الهيئة إلى جانب لجنة التحكيم ثلة من الأسماء النقدية العربية الوازنة للمشاركة في هذه الندوة.

وأكد إسماعيل عبد الله بأن الهيئة التي تعمل وفق استراتيجية التنمية والعمل من أجل مسرح عربي جديد ومتجدد، تولي اهتماماً وأهمية للنقد كشريك أساس في صناعة المسرح وحاضره ومستقبله، وفي النهاية وجه عبد الله التحية لكل الذين شاركوا في التنافس وهنأ المتأهلين منهم.        

        

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025

الهيئة العربية للمسرح ومكتب التربية العربي يجتمعان في الرياض لتطوير العمل المشترك

مجلة الفنون المسرحية


الهيئة العربية للمسرح ومكتب التربية العربي يجتمعان في الرياض لتطوير العمل المشترك.

إسماعيل عبد الله: نأمل أن نحقق معاً في دول مجلس التعاون أنموذجاً يمكن البناء على منواله

 

قام وفد برئاسة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، يرافقه مدير التدريب والتأهيل والمسرح المدرسي غنام غنام ومدير الإدارة العامة ناصر آل علي بزيارة عمل إلى الرياض، التقى خلالها معالي الدكتور محمد بن سعود ال مقبل المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، يرافقه د. عبد الله السحمة مستشار إدارة البرامج بالمكتب، و أ. حمد العسيري مشرف ومنسق برامج بالمكتب.

وقد بحث الجانبان تفعيل وتطوير مذكرة التفاهم التي تجمع الطرفين منذ سنوات، وتم من خلالها تنفيذ العديد من البرامج في التدريب والتأهيل وفي المسابقات.

ويسعى الطرفان إلى جعل مذكرة التفاهم إطاراً يساهم في رسم خطط ترسيخ دور المسرح المدرسي وتعزيزه في بناء شخصية المتعلم، وبناء الهوية الثقافية والحضارية المبنية على الانتماء والاعتزاز بمعطيات الثقافة والموروث الثقافي بكافة أشكاله، لضمان استمرار ميزات مجتمعاتنا وقدرتها على مواجهة التذويب الهوياتي الذي يمكن أن يحدث، خاصة وأن الجانبين متفقان على عمق وأهمية ما تملكه الأمة من ثقافة وخصوصيات.

كما سيعمل الطرفان وبالتعاون مع وزارات التربية والتعليم ووزارات الثقافة في دول مجلس التعاون على تشجيع الأندية المسرحية بصفتها الحاضنة العلمية والصحية لرعاية الموهوبين، ووضع البرامج المحفزة لتفعيل هذه الأندية والاهتمام بنتاجها.

من الجدير بالذكر أن مكتب التربية العربي لدول الخليج وبالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح عمل في السنوات الأخيرة على تنظيم مهرجان الفنون الذي يتضمن مسابقة للعروض المسرحية، وستكون هذه المسابقة موضع إعادة بناء للوائحها الناظمة وتطوير المحتوى ضماناً لتطوير النتائج.

من ناحية ثانية فقد طرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح جديد برامج الهيئة في عملها الاستراتيجي لتنمية المسرح المدرسي (المهرجان العربي للمسرح المدرسي) والذي من المقرر انطلاق دورته الأولى في العام 2026، وهو المهرجان الذي سيشكل المنصة الأرحب للقاء المسرح المدرسي العربي من كافة الدول العربية، وسيكون مساحة لرسم اللوحة الأبهى لذلك التنوع والتكامل الثقافي والإنساني للأجيال العربية الصاعدة.

وقد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله بمناسبة هذا الاجتماع قائلاً:

متفائل جداً بالقادم الذي سيحمل الجديد والجيد، متفائل بهذه الرؤية الحيوية التي يمتلكها معالي الدكتور محمد بن سعود آل مقبل وفريقه، مما يعزز إيماننا وعملنا في الهيئة للمشروع الاستراتيجي الذي بدأناه بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عام 2014، وسجلنا النقطة الفاصلة في مسيرة المسرح في المدرسة العربية منذ تلك الانطلاقة، وقد قمنا بتحيين الاستراتيجية مؤخرا لتستمر حتى 2035، ونأمل أن نحقق معاً في دول مجلس التعاون أنموذجاً يمكن البناء على منواله تماما كما حدث حين وضعنا منهاج المسرح في المدرسة الإماراتية، لذا فنحن مستمرون في درب تطوير المسرح المدرسي لأنه أساس تطوير الحركة المسرحية العربية عامة على المدى البعيد.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025

"صيام إجباري".. عرض مسرحي جديد لفرقة أرتو يعيد الحياة لروح الكوميديا الهادفة

مجلة الفنون المسرحية

"صيام إجباري".. عرض مسرحي جديد لفرقة أرتو يعيد الحياة لروح الكوميديا الهادفة

تستعد فرقة أرتو للمسرح وفنون العرض – أيت أورير لتقديم أحدث إنتاجاتها المسرحية بعنوان "صيام إجباري"، وهو عمل فني جديد يرتقب أن يعرض قريبا في عدد من دور العرض بالمغرب، ليواصل بذلك مسار الفرقة في تجديد المشهد المسرحي الوطني بروح من الإبداع والالتزام الفني.
المسرحية  عن نص "كوميديا الأيام السبعة" للكاتب العراقي المبدع عبد النبي الزايدي، وأعاد إعدادها دراميا الكاتب عبد المجيد ادهابي في صيغة مغربية تمتح من الواقع اليومي، وتحافظ في الوقت نفسه على روح النص الأصلي، مضيفة إليه نفسا جديدا يتفاعل مع أسئلة الإنسان والمجتمع في المغرب اليوم.
يتولى الإخراج الفنان الكبير وشيخ المسرح المغربي مصطفى تاه تاه، الذي يعود عبر هذا العمل لتأكيد بصمته الإخراجية المتميزة القائمة على المزج بين البساطة الجمالية والعمق الفكري، وعلى تحويل التفاصيل اليومية إلى مواقف إنسانية مشحونة بالأسئلة والدلالات.
ويشارك في إبداع هذا العرض طاقم فني متكامل يضم:
تشخيص:
رشيد بيديد
عبد الحليم بنعبوش
علال خوداري
السينوغرافيا: مبارك المحمودي
مساعد المخرج: عبد العزيز أوشنوك
المحافظة: محمد منير
الموسيقى: ياسين كورتني
الإضاءة: جلال أرتو
إدارة الخشبة: أحمد كزير
إدارة الفرقة: شهاب الدين أوشنوك
العلاقات العامة والتواصل: أنس المرضي
إنتاج: عبد العزيز أوشنوك
يحمل عرض "صيام إجباري" رؤية فنية ساخرة تتناول مظاهر التناقض الإنساني والاجتماعي، حيث يتحول الصيام في معناه الرمزي إلى امتناع عن الزيف والنفاق قبل أن يكون طقساجسديا، لتقدّم الفكرة في قالب كوميدي ذكي يجمع بين الفكر والفرجة.
تدور أحداث المسرحية في بيت بسيط يضم جدا وحفيده، تتبدل حياتهما فجأة حين يطرق الباب رجل غريب يُعرّف نفسه بـ "الطباخ"، موفد من "الفوق" في مهمة رسمية لمراقبة أوضاعهما الاجتماعية والاقتصادية. غير أن هذه الزيارة تتحول تدريجيا إلى عبث سلطوي مرعب، بعدما يفرض عليهما الطباخ صياما إجباريا عقوبة على موت كلبه، ويبقى بينهما يراقب جوعهما ويسخر من خضوعهما.
تتحول الأيام الخمسة إلى تجربة وجودية قاسية، يتصارع فيها الجوع مع الكرامة، والخوف مع السخرية، فيما يصبح البيت رمزا للوطن، والطباخ مرآة لسلطة تتحكم في مصائر الناس باسم السياسة. وفي النهاية، يغادر الطباخ بعد أن ينهب كل شيء، تاركا الجدّ والحفيد أمام فراغ موحش وأسئلة معلقة عن معنى الصبر والطاعة والجوع.
 العمل هو كوميديا سوداء تمزج بين الواقعية الساخرة والمسرح العبثي، وتكشف بأسلوب ساخر مر عبث السلطة واستسلام الإنسان، لتؤكد من جديد أن المسرح ما يزال مرآة للوعي ومختبرا للحرية.
بهذا العرض، تواصل فرقة أرتو للمسرح وفنون العرض ترسيخ حضورها كإحدى أبرز الفرق المغربية النشيطة، محافظة على خطها الفني الذي يجمع بين العمق الفكري، والمتعة الفنية، والاحترافية العالية.
 "الصيام إجباري"… عرض ينتصر للفكر، ويسائل الواقع بروح الدعابة، ويكشف الأقنعة بأسلوب فني راق.
ترقبوا العرض قريبا في عدد من المدن المغربية.

الاثنين، 17 نوفمبر 2025

مسرحية (ليلة القبض على جيفارا) تأليف: محمد صخي العتابي

مجلة الفنون المسرحية 


مسرحية (ليلة القبض على جيفارا) تأليف: محمد صخي العتابي

بيئة العرض:
(غرفة إسمنتية بلا نوافذ...تتدلى من السقف لمبة صفراء، تتأرجح مثل قلب يتأرجح بين الحياة والموت
على الجدار صورة ممزقة لرجل بلحية.. في الزاوية علم قديم، مغسول من الألوان، كأن الثورة غادرته)
((زمن لا ينتمي للتقويم، كأن الساعات تآمرت على نفسها)) المؤلف
الشخصيات:
الرجل الأول: وجهه مغطى بالغبار، يتحدث كثيرًا.
الرجل الثاني: يرتدي معطفًا عسكريًا ممزقًا، يحمل دفترًا يكتب فيه كل شيء وينسى كل ما كتب.
المرأة: ترتدي ثوبًا أبيض، تحمل بيدها شمعة.. تمشي كمن تبحث عن شيء ضاع منذ قرون.
الصوت (جيفارا): لا يرى..لاكنه يملأ الفضاء كصدى البحر
(صمت... يسمع وقع قطرات ماء من سقف متصدع)
الرجل الأول: كم الساعة؟
الرجل الثاني:  الساعة لا تجرؤ على الحركة هنا.
العقارب خائفة، ربما أُعدمت في الثورة الأخيرة.
الرجل الأول: أية ثورة؟ لقد انتهت كل الثورات، صارت في المتاحف، بجانب صور الشهداء والوعود القديمة.
الرجل الثاني: (بتهكم) إذن نحن مجرد تماثيل تنتظر الغبار.
المرأة: (بصوت شاحب) كانوا يقولون: غدًا ستشرق الشمس..
لكن الشمس بيعت في مزاد علني، اشترتها الإمبراطورية لتدفئ قصورها.
الرجل الأول:  هل ما زال أحد يذكر اسمه؟
الرجل الثاني: من؟
الرجل الأول:  ذاك الذي خرج من الجبال يحمل أحلام الفقراء… ذاك الذي قال الثورة لاتباع.
الرجل الثاني: (ينظر إلى الصورة الممزقة) تقول الصورة إنه لم يمت…لكنهم قبضوا عليه الليلة.
المرأة: (تغمض عينيها) ليلة القبض على جيفارا..
كأن العالم انطفأ منذ تلك اللحظة، ولم يجرؤ أحد على إشعال شمعة بعدها.
(صمت،ثم يسمع صوت الريح كأنها تبكي)
الصوت: ألم أقل لكم؟
الثورة ليست رصاصة، إنها جرح لا يلتئم.
الرجل الأول: من هناك؟ من يتكلم؟
الصوت:صوت الذين لم يناموا منذ قرون، صوت الجياع الذين صعدوا من القرى ليحلموا… ثم ناموا على الأرصفة.
الرجل الثاني: (مرعوبًا) هل تسمع؟ هذا صوته. عاد من الموت.
المرأة:  لا أحد يعود من الموت إلا من لم يدفن تمامًا.
ربما بقيت روحه معلقة في التراب، تنتظر من يسمعها.
الرجل الأول: كنا ننتظره… لكننا تعبنا من الانتظار، حتى نسينا لماذا انتظرناه.
الصوت:  أنتم لم تنتظروني، أنتم انتظرتم من يحرركم من الانتظار.
والعبيد لا يصنعون ثورة،بل يصنعون طغاة جددا.
الرجل الثاني: (يضحك بعصبية)
ها هو يسخر منا حتى من قبره.
هل تعلم يا صديقي؟ لقد باعوا الميناء والشوارع والماء والخبز، ثم باعوا أسماءنا في المزاد.
كل شيء صار معروضا على الشاشات، حتى الثورة.
المرأة:  رأيت طفلاً يجمع فتات الخبز من الساحات،كان يهتف دون أن يفهم الكلمات.
قلت له: ما اسمك؟
قال: جائع.
الرجل الأول: (يحك رأسه)
كنا نظن أن الإمبريالية انتهت، لكنها لبست ثوبًا عربيا هذه المرة، تتكلم بلهجتنا وتعدنا بالكرامة.
الصوت:  الإمبراطورية لا تموت، إنها تتبدل الوجوه فقط.
كلما ثار الناس، ألبسوهم تاجا جديدا من الحديد وقالوا: هذا بطلكم.
الرجل الثاني:  (موجها كلامه إلى الصوت)
أين كنت إذن حين اشتعلت الساحات؟
أين كنت حين سالت دماء الشباب؟
الصوت: كنت في كل جسد هتف، في كل حجر ألقي، في كل أم دفنت ابنها دون كفن.
لكنكم خنقتم الحلم بالخطابات، ودفنتموه في القنوات الفضائية.
المرأة:(تجلس على الأرض)
كنا نحلم بالحرية… فاستيقظنا على السلاسل.
كنا نهتف للوطن…فأصبحنا أعداء الوطن.
الرجل الأول: (بصوت متعب)
ربما نحن من قبض عليه، دون أن نعرف.
حين خفنا… حين صمتنا… حين قلنا: لا شأن لنا.
الصوت: الخيانة لا تأتي من السماء، بل من الصمت.
السكوت أول انقلاب.
الرجل الثاني: (يدون في دفتره)
السكوت أول انقلاب...عبارة تصلح للنشر، لكنها لا تطعم خبزًا.
الناس تريد خبزا، لا حكما فلسفية.
الصوت: حين يحرم الإنسان من الخبز، يبحث عن الخبز.
وحين يحرم من الكرامة، يبيع الخبز ليشتري الصمت.
وهكذا تبدأ النهاية.
المرأة:  (تحدق في اللمبة المتأرجحة)
الضوء خانت...ربما هو الآخر ينتظر من يحرره من الظلام.
الرجل الأول:  هل تعلمين؟ كل شيء صار رمزيًا، حتى الجوع صار فكرة، والدم صار خبرًا.
الرجل الثاني:  حتى الموت صار قابلاً للبرمجة، يختارونه لنا حسب جدول الأخبار.
الصوت: أنتم لم تفهموا الثورة.
ليست شعارات تعلق في الميادين، بل نار تأكل الصمت.
المرأة: ولكن النار أكلت أبناءها، يا صوت الجبل.
كل من حلم صار طريدًا، وكل من صدق صار مجنونًا.
الرجل الأول: (ينهض)  لقد قبضوا على جيفارا، نعم…
لكن من يقبض على الذين باعوه؟
الصوت: الخونة لا يقبض عليهم، لأنهم في كل مرآة.
ينظرون إليكم من الشاشات ويبتسمون، يوزعون المساعدات ويأكلون اللحم.
الرجل الثاني: نحن أيضا خونة، أليس كذلك؟
خنا الجوع حين صبرنا عليه، وخنا الحرية حين خفنا منها.
المرأة: (بهمس موجع) وخنا الدم حين نسيناه على الأرصفة.
(صمت... يسمع صوت صفارة بعيدة كأنها إنذار حرب)
الرجل الأول:  هل بدأت الحرب من جديد؟
الرجل الثاني:  لا، إنها الحرب نفسها التي لم تنته.
يتبدل الميدان، لكن الرصاصة واحدة.
المرأة:(تمسك بالشمعة، تحاول إشعالها، لكنها تنطفئ)
حتى النار ترفض أن تشتعل في هذا البرد.
الصوت: لا تبحثوا عني في القبور، ابحثوا عني في ضمائركم.
فإن وجدتموها نائمة، فاعلموا أنني ما زلت مصلوبًا فيكم.
الرجل الأول: (يضحك بمرارة)ضمائرنا؟لقد سافرت قبلنا.
ربما تعمل الآن في قناة إخبارية.
الرجل الثاني:(يكتب) جيفارا يعود في الأخبار المسائية...عنوان صالح للنشر.
المرأة: (تقترب من الصورة الممزقة)
من أنت؟ نبي أم وهم؟
هل حملت البندقية أم الحلم؟
الصوت: كنت إنسانًا فقط… لكن العالم لا يحتمل الإنسان، يريد صنمًا أو قاتلًا.
وحين لم يجد في الصنم ولا القاتل، قرر أن يقتلني.
الرجل الآول:(بغضب) قتلوا كل شيء جميل، حتى الأغاني صارت تافهة، حتى الصلوات فقدت معناها.
الرجل الثاني: ألا ترى؟ حتى الهواء أصبح بثمن، حتى الوطن صار تأشيرة.
الصوت: الوطن ليس ما يباع، بل ما لا ينسى. لكنكم نسيتم، وهذا هو الموت.
المرأة: (تبكي بصمت) كنا نغني في الساحات.. الآن نهمس في المقابر.
الرجل الأول:  هل تظنين أنه سيعود؟
الرجل الثاني: من يعود؟
الرجل الأول:الضمير.
الرجل الثاني:  (يضحك بمرارة)
الضمير آخر المنفيين، لا جواز له ولا وطن.
الصوت: كل من لا يخون، منفي.
كل من يقول الحقيقة، يدفن حيًّا.
لكن تذكروا…  من يدفن وهو يحلم، يظل صوته حيا في الأرض.
المرأة: (ترفع رأسها) إذن أنت لم تمت.
الصوت: الحقيقي هو النسيان.
طالما تتذكرونني، أنا حي فيكم، حتى لو لم تؤمنوا بي.
الرجل الأول:(يهمس)
ليلة القبض على جيفارا… لم تكن نهاية الثورة، بل بداية موتنا نحن.
الرجل الثاني:  (بصوت منفعل)
ربما نحن من سلمه إليهم، نحن الذين دللناهم على مكانه.
المرأة:  (تضع يدها على صدرها)
كل واحد فينا يحمل زنادًا صغيرًا في قلبه.
الصوت: أعرفكم جميعًا… أعرف خوفكم وجوعكم وخياناتكم الصغيرة.
لكني أغفر، لأن الثورة ليست كرها.. بل إصرار.
(صمت. تسقط نقطة ماء على الشمعة فتطفئها تمامًا)
الرجل الأول: انطفأت…
الرجل الثاني: مثلنا تمامًا.
المرأة: (بصوت خافت) لكن ما زال هناك صوت.
الصوت: (بهمس عميق) نعم… ما زال هناك صوت.
وحين يصمت كل شيء، سيبدأ الصراخ من جديد.
(إظلام بطيء.. يسمع دق بعيد، كأن أحدًا يقرع باب التاريخ اللمبة تتأرجح كأنها مشنقة صغيرة
الرجل الأول يجلس في ركن من الغرفة كأنه جدار آخر، الرجل الثاني يكتب شيئًا على الجدار بالفحم
المرأة تحفر بأصابعها في الأرض الرمادية)
الرجل الثاني:(يقرأ ماكتب) الثورة حلم الجائعين، وكابوس الشبعانين.
هل تظن أن أحدًا سيقرأ هذا الجدار بعدنا؟
الرجل الأول: لن يقرأه أحد. الناس لا تقرأ الجدران، بل تكتب عليها. كلهم يريدون أن يصرخوا، لا أن يسمعوا.
المرأة: (تهمس وهي تنبش الأرض) تحت هذه الأرض شيء يتحرك.. ربما جذر، أو عظم، أو حكاية لم تكتمل.
الصوت: الحكايات لا تموت، لكنها تتعب. وحين تتعب، تنام في صدور النساء.
أيتها المرأة، لا تحفري الأرض… احفري الذاكرة.
المرأة:(ترتجف) ذاكرتي ممتلئة بالموتى. كل واحد منهم ينتظر أن أذكر اسمه، وأنا نسيت حتى اسمي.
الرجل الأول: (بغضب ساخر) كفي عن هذا الهذيان.. لم يعد في الذاكرة إلا روائح الدخان والخبز المحترق.
كل ما تبقى من الثورة هو جرح يتسلى به الشعراء.
الرجل الثاني: (يتقدم منه) لا تسخر من الشعراء، يا هذا. هم آخر من يؤمن أن الكلمة قد تنقذ.
الرجل الأول: الكلمة؟  لقد صارت سلعة، تباع في المهرجانات، وتزخرف في البيانات الرسمية.
كلمة الحرية وحدها كتبت ألف مرة على أيدي السجانين.
الصوت: حين تباع الكلمة، تهاجر المعاني. وحين يهاجر المعنى، يبقى الصوت فقط.
المرأة: (ترفع رأسها نحو مصدر الصوت) هل تسمعني؟ هل عدت حقًا، أم نحن نهذي باسمك لأننا خائفون؟
الصوت: الخوف ليس عيبًا، العيب أن تتصالحوا معه. كل من يعتاد الظلم، يصبح جزءًا من الجدار.
الرجل الثاني: (يجلس على الأرض) كلنا جدران الآن، يا صوت الجبال. لم يعد فينا دم، بل إسمنت.
الرجل الأول: (بتهكم) ربما نحن الوطن إذن…وطن من إسمنت، وسكانه ينتظرون رخصة للبكاء.
المرأة:  (بضحكة حزينة) حتى البكاء صار يحتاج ترخيصًا.. كم هو مضحك أن يتحول الوجع إلى جريمة.
الصوت: ضحككم بكاء مؤجل. والبكاء صرخة الثورة الأخيرة.
الرجل الثاني: (يكتب على الأرض) صرخة الثورة الأخيرة... جميلة، لكنها لن تغير شيئًا.
الرجل الأول: (ينظر إلى الظلمة) هل تعرف ما الذي تغير حقًا؟ الجلاد صار يتحدث باسم الضحية،
والمستعمر صار يوزع المساعدات الإنسانية.
الصوت: نعم، هذا زمن يغتال فيه الوعي بالرحمة، ويخدر فيه الجوع بالتصفيق.
المرأة: (تمسح التراب عن كفيها) أين أولئك الذين وعدونا بالكرامة؟ قالوا سنبني وطنًا جديدًا، لكنهم بنوا سجناً أكبر.
الرجل الثاني: (يرفع رأسه إليها) الوطن الجديد يا أختاه بلا أبواب… نعيش فيه غرباء حتى ونحن في بيوتنا.
الرجل الأول: (بصوت منخفض) لا تتحدثي عن الكرامة. الكرامة صارت شعارًا يعلق في المؤتمرات، تحت رعاية البنك الدولي.
الصوت: الكرامة لا تمنح، بل تنتزع.. لكنكم سلمتموها مقابل الكهرباء والوقود والرواتب.
المرأة: (تقترب من منتصف الغرفة) نحن لم نبعها، يا جيفارا… لقد سرقوها ونحن نيام.
الصوت: النوم اختيار أيضًا. من ينام حين يذبح الحلم، يشارك في الجريمة.
من ينام حين يذبح الحلم، يشارك في الجريمة.
(صمت..يسمع في الخلفية همهمة جماهير كأنها أصوات بعيدة من مظاهرة قديمة)
الرجل الثاني: هل تسمع؟ أصوات الناس تعود… كأن الميدان استيقظ.
الرجل الأول: (ينهض مرتبكا) مستحيل.. لقد هدم الميدان، وبني فوقه مركز تجاري.
المرأة: ربما الميدان في داخلنا… ربما الهتاف خرج من أفواه الأموات.
الصوت: الثورة لا تموت، بل تتخفى. تتسلل بين العيون، وتنتظر لحظة الغفلة لتعود.
الرجل الثاني: لكنها حين تعود، سيطلقون عليها النار من جديد.
الصوت: النار لا تقتل الفكرة، بل تنضجها.
الرجل الأول: (يصرخ) كفى.. مللنا الشعارات..
نريد أن نعيش، أن نأكل، أن ننسى.
الصوت: حين تقتل الحلم لتأكل، ستأكلك الأيام..
أنتم لستم جائعين للطعام، بل للكرامة.
المرأة: (تهتف نحو الظلام) علمنا كيف نحيا إذن.. كيف نبدأ من الرماد؟
الصوت: ابدؤوا بالصدق.. احملوا المرايا بدل البنادق.
واجعلوا الحقيقة محركا لا شعارًا.
فالثائر الذي يكذب، يزرع طاغية جديدًا دون أن يدري.
الرجل الثاني: (ينظر حوله) كأن الجدران تتنفس… هل تسمع أنينها؟
الرجل الأول: إنها تشهد علينا.. كل جدار هنا سمع اعترافًا أو صرخة أو خيانة.
الصوت:كل خيانة تكتب على الحائط، حتى لو محاها الطلاء.
والخونة يظنون أن الذاكرة صدئت…لكنها تصحو في الليل، مثل كلب لا ينسى.
المرأة: (تتجه نحو الصورة الممزقة) لقد مزقوا وجهك، يا جيفارا،
لكن عينيك ما زالتا تنظران إلينا.
هل ترى؟ نحن ما زلنا هنا… بلا ثورة، بلا حلم، بلا وطن.
الصوت:ما زلتم هنا، وهذا يكفي.
أن تبقوا واقفين أمام العدم، هو الثورة الأخيرة.
الرجل الأول: (يتنهد) إذن نحن ثوار بالصدفة؟
الصوت: أن تكون صادقًا في زمن الكذب، هو أن تثور دون سلاح.
الرجل الثاني: (يبتسم بمرارة) جميل..سنثور بالكلمات إذن، لكن من سيقرأنا؟
الصوت: لا تهم القراء، بل الصدى.
فالصدى لا يموت، حتى حين تكسر الأصوات.
المرأة:  (تقترب من منتصف الغرفة، ترفع يديها)
يا صوت الأرض، هل ستغفر لنا؟
الصوت: لا أملك الغفران،
لكن الأرض تغفر دائما لمن يزرع فيها صدقًا.
(صمت..ثم تفتح فجأة فتحة صغيرة في الجدار، يتسلل منها ضوء أبيض خافت)
الرجل الثاني: انظروا.. ضوء.
الرجل الأول: (يخاف) ربما كمين.
المرأة: ربما فجر جديد.
الصوت: الضوء لا يسأل، هو يأتي فقط.
لكن السؤال: هل أنتم مستعدون لرؤيته؟
الرجل الأول: لا أدري… الظلام صار عادتنا، والضوء مؤلم.
الرجل الثاني: لكننا تعبنا من العتمة.
المرأة: (تتقدم نحو الفتحة) سأذهب.
الرجل الأول: إلى أين؟
المرأة: إلى الحلم الذي خنقوه.. ربما ينتظرني هناك.
الرجل الثاني: (يهمس) احذري، الطريق مفخخ باليأس.
الصوت:من يمشي فوق الأمل لا يخاف الألغام.
(المرأة تمضي نحو الضوء. كل خطوة منها تحدث صوتًا كأنه طرق على باب المستقبل)
الرجل الأول: ذهبت…
الرجل الثاني: تركتنا مع الظلام.
الصوت:كل من يمضي نحو الضوء، يترككم لتعرفوا أنكم ما زلتم في الليل.
الرجل الأول: وماذا عنا؟ هل سنبقى هنا ننتظر؟
الصوت: الانتظار سجن آخر. من ينتظر التغيير، لا يصنعه.
الرجل الثاني: (يضع دفتره على الأرض) إذن سأكسر القلم. لم تعد الكتابة تنفع.
الصوت: اكسر الصمت، لا القلم. الكلمات سلاح، إذا صدقت.
الرجل الأول: (يقف مترددًا) أنت تتحدث كأننا أحياء… لكننا موتى منذ باعوا أحلامنا.
الصوت: الميت لا يسمع، وأنا ما زلت أسمعكم. إذن أنتم أحياء.
(صمت..تبدأ اللمبة بالتأرجح بسرعة، يصدر منها صوت خفيف كأنها دق قلب يحتضر)
الرجل الثاني: هل تسمع؟
الرجل الأول: نعم… إنها تدق.
الصوت: (بهدوء عميق) ذلك هو قلب الثورة… لم يمت بعد.
المرأة: (من بعيد، عبر الضوء صوتها يأتي متقطعًا)
أراه…أراه هناك…ليس جيفارا وحده… بل وجوه كثيرة…
وجوه الذين ماتوا دون أن يذكروا…
إنهم يبتسمون… كأنهم يقولون: الدور عليكم الآن..
(صمت..ينطفئ الضوء، ثم تشتعل لمبة أخرى.. أكثر صفرة، أقل حياة)
الرجل الأول: هل كانت رؤيا؟
الرجل الثاني: ربما. لكنها تركت شيئًا في الهواء… رائحة بداية ما.
الصوت: البدايات تخلق من الرماد. لا تخافوا من النهاية، فهي أول الطريق.
الرجل الأول: (بصوت متعب) هل سنراكم ثانيةً؟
الصوت: أنا في كل من يرفض الانحناء.
حين ترفع رأسك رغم الجوع، أكون هناك.
الرجل الثاني: (ينظر إلى اللمبة) ربما علينا أن نغير الضوء، لا الغرفة.
الصوت: وحين تفعلون، ستفهمون أن الثورة لم تكن ضدي ولا لأجلي…
بل كانت فيكم، ومنكم، وإليكم.
المرأة: (من الخارج..صوتها بعيد لكنه واضح)
لقد فتحت الباب…الباب كان في داخلنا.
( صمت..اللمبة تتوقف عن التأرجح، وتستقر)
الرجل الأول: (يهمس) هل انتهت الليلة؟
الصوت(جيفارا):  الليلة انتهت منذ اللحظة التي قررتم أن تتكلموا.
من يتكلم لا يقبض عليه.
(ظلام تام..ثم يسمع صوت خفيف كأن آلاف القلوب تخفق في آن واحد)
الصوت: أنا لم أقتل… أن تغيرت الأسماء فقط.
ستجدونني في كل شارع يضاء بدموع الفقراء،
في كل طفل يرفض أن يرث الخوف،
في كل أم تمسح التراب عن صورة قديمة وتبتسم.
الرجل الأول (يحدق في الفراغ):
هل انتهى الليل؟ أم نحن الذين انتهينا فيه؟
كلما أغمضت عيني رأيت جيفارا وهو يبتسم...لا لأنه انتصر، بل لأنه عرف أننا لن نفعل شيئاً بعده.
الرجل الثاني:(بصوت متعب) لقد قبض عليه منذ ألف عام، وما زالوا يقبضون علينا كل يوم.
في كل ميدان يرفع فيه شعار، يولد جلاد جديد.
في كل ثائر يدفن، يظهر لص على هيئة منقذ.
المرأة: (تدخل بخطوات بطيئة تتوقف في المنتصف ثم تغني بنغمة حزينة) 
يا من تموتون واقفين...
يا من لا تعرفون الهروب...
تزرعون أسماءكم في التراب
وتغادرون دون قبور.
أين أنتم الآن؟
هل تسمعوننا؟
المدن صارت رمادًا...
والأطفال يكتبون وصاياهم بالطباشير على جدران مهدمة.
(صمت. تهب ريح وهمية،فيتطاير التراب من تحت أقدامهم.. يظهر صوت الراوي من العدم، كأنه يأتي من جهاز معطل)
صوت الراوي: هنا انتهت الثورة... هنا تغسل الذاكرة بالبنزين...
هنا يكتب التاريخ على شاشة هاتف، ثم يمحى بإصبع مرتجف.
هنا يسأل الجائع الخبز، فيعطونه شعاراً.
ويسأل الميت الرحمة، فيعطونه خطاباً وطنياً مكروراً.
(المرأة تنحني نحو الأرض، تلتقط ورقة محترقة عليها صورة جيفارا)
المرأة: انظروا... لقد صار وجهه رماداً.
حتى الأسطورة تذوب عندما تكثر حولها الأيادي.
الرجل الأول:  لا بأس، فكل الرموز تموت في نهاية المسرحيات.
لكن جيفارا كان يعرف أن موته لا يكتب في مشهد أخير،
بل في قلوب قررت أن تصمت بدل أن تهتف.
الرجل الثاني: (يضحك ضحكة مجنونة)
أتعرفين ماذا فعلوا بعد القبض عليه؟
وزعوا صورة على القمصان،
وجعلوا من دمه شعاراً تجارياً.
باعوا الثورة في الأسواق،
ثم كتبوا على الأكياس: منتج أصلي من دم الثوار.
(المرأة تصرخ): كفى.. لقد تعب الحلم من التنكر.
أعيدوا لي صوته كما كان...جائعاً، طاهراً، حاداً كالسيف.
الصوت: (بهدوء يشبه النشيد الجنائزي)
كان يقول: الثورة ليست تمثالاً يعلق، بل ناراً تشعل كل يوم في القلب
لكن النار انطفأت، والرماد صار وسادة للناجين.
(تضاء زاوية من المسرح، يرى ظل كبير لجيفارا، لا وجه له، فقط هيئة تسير نحو الأفق)
الرجل الأول: هل تراه؟
الرجل الثاني: أم أسمعه؟
المرأة: أم أنه نحن جميعاً؟
الصوت: ربما هو الصدى الأخير للكرامة...
أو الحلم الذي لم يجد من يحمله إلى النهاية.
(صمت. ثم ينهض الرجل الأول متمايلًا كالمجنون، يضع يده على صدره)
الرجل الأول:  كنت أظن أن القبض عليه نهاية المسرحية،
لكن يبدو أن المسرحية بدأت بعد موته.
بدأت حين صدقنا أن الأعداء في الخارج فقط،
ولم ننظر إلى الخيانة التي تتنفس في صدورنا.
الرجل الثاني: كلهم خونة، حتى الذين صلوا لأجله.
كلهم باعوه باسم الوطن، والدين، والحرية.
كلهم قاتلوه باسم الخلاص.
المرأة: هل ثمة خلاص؟ أم أن الخلاص أيضاً أكذوبة كتبها المخرج في آخر النص ليهرب من الصمت؟
(إضاءة.. على الجدار عبارة تكتب بالضوء: من خان مرة، سيخون مرتين، حتى يعتاد شكل الخيانة كابتسامة)
الرجل الأول (يقرأ العبارة): حتى النور أصبح شاهد زور.
كل شيء هنا يشبه الكذب: الهواء، الماء، وحتى الحقيقة.
الرجل الثاني: الربيع العربي؟ (يضحك) كان ربيعاً قصيراً...
تفتحت فيه أزهار القنابل،
وسقيت الأرض بدماء الأبرياء،
حتى صار المطر يبكي من رائحة الموت.
المرأة:  لقد وعدونا بالكرامة،
فأعطونا نعوشاً ملفوفة بالأعلام.
قالوا سنحيا أحراراً،
فصرنا ندفن ونحن نبتسم كي لا نتهم باليأس.
(تنهض المرأة وتخطو نحو الظل البعيد الذي يمثل جيفارا)
المرأة:  يا من قلت إن الإنسان أكبر من خوفه،
أين الإنسان الآن؟
لقد تحول إلى رقم في نشرة إخبارية.
إلى جسد عالق في البحر،
إلى طفل يبحث في القمامة عن ذاكرة أمه.
الصوت: (هادئ، كأنه من العالم الآخر) لا تبحثوا عني...
أنا فيكم، حين ترفضون الركوع.
أنا في كل جائع لا يزال يحلم برغيف نظيف،
وفي كل عين ترى الظلم ولا تصمت.
(الرجلان يصغيان للصوت طويلاً، ثم يجلسان القرفصاء كما في المشهد الأول. الدائرة تعود كما كانت)
الرجل الأول: دائرة..كل شيء يعود إلى الدائرة. الثورة تبدأ حيث تنتهي، والدم لا يجف لأن الأرض عطشى.
الرجل الثاني:  لكن ماذا بعد؟ هل ننتظر من جديد؟ أم نغلق الستار على الهزيمة وننام؟
المرأة: النوم ترف الخونة.. أما نحن، فسنظل نسمع صوته حتى في الصمت. إنه لا يموت، بل يتكرر. كلما
قبضوا على جسده، انفلتت روحه في مكان آخر، في فم جائع، أو في قلم شاعر، أو في بندقية بلا طلقات.
(صمت..لا حركة فقط اهتزاز خفيف للمصباح، كأن الريح تمر عبره ثم يسقط الضوء تدريجياً
حتى يبقى بصيص واحد فوق الورقة المحترقة التي عليها وجه جيفارا)
الرجل الأول (بهمس): القبض عليه... لم يكن في الجبل. كان في داخلنا.
الرجل الثاني: ومن سيحررنا من أنفسنا؟
المرأة:  هو... حين يعود.
(صوت بعيد كالرعد.. ضحكة غريبة، لا يعرف إن كانت فرحاً أم بكاء. الستار يغلق ببطء)
((ستار))
ملاحظــة: ((لايجوز أخراج هذا النص أو الأقتباس منه أو أعداده دون موافقة المؤلف))
محمد صخي العتابي
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption