أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 23 مايو 2014

عرض «حلم ليلة صيف»

مدونة مجلة الفنون المسرحية

عرض مساء أمس الخميس العرض المسرحي "حلم ليلة صيف" لفرقة التذوق المسرحية، على مسرح قصر ثقافة مطروح ضمن فعاليات المهرجان الإقليمي لفرق إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي.

"حلم ليلة صيف" ترجمة وصياغة شعرية عبد الرحيم يوسف، سينوغرافيا أسامة الهواري، إخراج حركي محمد فؤاد، إخراج موسيقى أحمد حمدي رؤوف، تأليف وليام شيكسبير، وإخراج أحمد شوقي، ويضم مجموعة كبيرة من مبدعي المسرح بالإسكندرية. 


بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»
بالصور..«حلم ليلة صيف» على مسرح «ثقافة مطروح»بوابة فيتو 

مسرحية عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعن التهجير والسلام

مدونة مجلة الفنون المسرحية


في عرض مسرحي مثير قدمت مجموعة من الممثلين المسرحيين القادمين من شرق المتوسط الملتهب حكايتها عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومصير السلام هناك.


يتعلق الأمر بمسرحية The Admission التي حاك عقدتها وصاغ أحداثها المؤلف الإسرائيلي موتي لورنر، وهي تروي قصة أسرتين فلسطينية وإسرائيلية في حيفا خلال الانتفاضة الأولى عام 1987.



تتطور الأحداث مع لحظة بوح رب الأسرة الفلسطينية إبراهيم بأن أفيغدور رب الأسرة الإسرائيلية قاد سنة 1948 كتيبة عسكرية وأصدر أوامر تهجيره وأهله من قرية الطنطورة في حيفا.



وعلى خط الصراع يدخل الأبناء، عندما يبدأ ابن أفيغدور في البحث عن حقيقة ما وقع ومحاولة انتزاع اعتراف من الأب بالجريمة حتى يصل الطرفان إلى حل ودي للقضية.. إلى مصالحة تمحو سنوات الجفاء  والصراع.



مسرحية في قلب الجدل



منذ العرض الأول للمسرحية، والجدل الحاد يتعاقب حول المضمون والرسالة التي يحاول الفنانون إيصالها، غير أن ذلك لم يمنع النقاد والمتتبعين من الإشادة بالعرض واعتباره خطوة أساسية لتجاوز سوء الفهم الكبير الذي يعتري ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.



يرى موتي لورنر أن نجاح المسرحية رغم تحفظات أطراف معينة داخل إسرائيل معناه الاحتفاء بسلطة المسرح وقدرته على خلق خطاب محايد غير متأثر بما تعرفه منطقة الشرق الأوسط، ويعرب مؤلف The Admission عن الأمل في أن يكون قرار مسرح كامبري في تل أبيب عرض المسرحية خلال الموسم المقبل خطوة إضافية في اتجاه بناء جسور السلام وكشف الحقيقة.



على الجانب الآخر يرى الأميركي من أصول عربية آندي شلال المستثمر في مجال الثقافة بواشنطن العاصمة، أن "من يشاهد المسرحية يخرج بانطباع حول تفاصيل التفاصيل التي لازمت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وهو بالنسبة للأميركيين العرب واليهود وللأطراف الأخرى المهتمة بتحقيق السلام في المنطقة فرصة لمناقشة موضوع خلافي وحساس في فضاء موحد ليس له حدود.



وهذا تقرير بالفيديو عن عرض مسرحية The Admission في العاصمة واشنطن:


راديو ساوا

رؤى بصرية متعددة لسينوغرافيا عرض "الخرتيتRhinoceros" ليونسكو:

مدونة مجلة الفنون المسرحية

   رؤى بصرية متعددة لسينوغرافيا عرض "الخرتيتRhinoceros" ليونسكو:

آمن يوجين يونيسكو [1]Eugène Ionesco, وزملاؤه من كتاب مسرح العبث، ومنهم صموئيل بيكيت، وفرناندو ارابال، وآدمون، وغيرهم، بأن الذين وقفوا مع هذا العالم بشكل جاد لم ينجحوا كثيرا ، كما رأى أن التعامل الأمثل معه بالسخرية، والعبث. فالعالم فى وجهه نظر يونيسكو لا يمكن أن نأخذه بشكل جدي. فهو يوشك فرط ما به من سخف أن يثير الضحك والسخرية ، لذا اعتمدت نصوص يونسكو بشكل عام علي المفارقة اللغوية التي تتم عبرها تعرية الواقع في محاولة لجر المتلقي الي عملية مواجهة مباشرة مع القيم الفاسدة والمستهلكة التي أخذت تحاصره وتفرض عليه أنماطا خاصة من السلوك والتفاعل.و تنتمي نصوص يونسكو في عوالمها وتصوراتها الي عالم وتيار( اللامعقول), ولكنها في معالجاتها وأطروحاتها تنتقي نماذج متنوعة من هموم وتداعيات الإنسان المعاصر بأزماته وغربته الذاتية والاجتماعية.[2]

  ومن عالم اللامعقول وُلدت فكرة مسرحية " وحيد القرن" أو "الخرتيت" من خلال خطاب تلقاه "يونسكو" من صديق له يعيش فى ألمانيا النازية ، حيث تزاحم  الناس لرؤية هتلر ، فوقع عدد من الحوادث كأصطدام سيارة رجل عجوز بطفل صغير واللذى مات فى الحال ، وسقوط سارية علم شرفة بها أسرة كاملة فماتت الأم والخادمة وكلب صغير .....وغيرها من الحوادث ،وفى نفس الليلة رقص أهل المدينه وشربوا وتشاجروا حتى مات أربعون شخصاً من العربدة . وهذه هى الحوادث التى أدت لولادة مسرحية الخرتيت والتى وقعت أحداثها فى ميونيخ بألمانيا عام 1938 م .[3] فمن هذه الحوادث استوحى يوجين يونسكو قصته القصيرة التى تحولت فيما بعد لمسرحيته "الخرتيت"، وهى مسرحية واقعية استخدم فيها الرمز ، وهى مكونه من ثلاث فصول مبنية على بداية ووسط ونهاية .

     و تجري احداث هذه الكوميديا المرعبة والتى كتبها يونسكو عام  1959م  في مدينة فرنسية صغيرة مغمورة هي في طريقها إلي الجنون, يشهد سكانها عددا من الخراتيت تتجول في شوارع مدينتهم, تعطي انطباعا بأنها هاربة من حديقة حيوانات, لكن الحقيقة التي سنتعرف عليها لاحقا, أن سكان هذه المدينة أنفسهم كان قد نمت علي جباههم فجأة قرون طويلة, وتصلبت جلودهم واستحالت سحنة بشرتهم إلي لون أخضر داكن, ومسخوا جميعا, في الآخر, إلي قطيع من الخراتيت, صار يعبث في شوارع المدينة وبيوتها محيلا إياها إلي دمار.لكن, من بين جميع سكنة هذه المدينة, يصمد شخص واحد فقط اسمه بيرانجية, يبقي محتفظا بآدميته, لأنه لم يكن قادرا علي أن يتحول إلي خرتيت, ولأنه يرفض, في نفس الوقت, الانصياع لمذهب الامتثال للتقاليد وتبلـد المشاعر.[4]

       يبدأ العرض بموقف غير واقعى إلى حد الاستحالة ،وفيه يدور حوار بين (جان)و(بيرانجيه) ويبدو من الحوار أن (جان) غير راضى عن (بيرتنجيه) وأثناء الحوار تُسمع ضجة يُحدثها خرتيت ضخم مندفع للمكان قاتلاً قطة فى طريقه ، ويصاب الناس بالفزع وتدور أحاديثهم حوله دون أى رد فعل مضاد ، وعلى الرغم من استحالة الموقف إلا أن المؤلف يستمر فى تنسيقه وتطويره بما يزيد من استحالته ، وفى الجانب الأخر تجلس فتاه تبكى قطتها التى داسها الخرتيت فماتت ويشاركها أهل المدينه البكاء وتقام جنازة مهيبة للقطة وتدفن، ويستكمل (جان) و(بيرانجيه) حديثهما حتى يثور (بيرانجيه) ويعود لكأسه وينصرف (جان) غاضباً ، والبدايه عنيفة تصيب المشاهد بالصدمة المفاجئة وتتوالى الأحداث وذلك من داخل المكتب حيث يعمل (بيرانجيه) –الشخصية الرئيسية- ومعه عدد من الزملاء ، ونعرف من حديثهم أن خرتيتاً حطم سلالم المبنى ، ونكتشف كونه زوج لإحدى الموظفات بالمكاتب وتُدعى (السيدة بويف).

    ويتحول المشهد لحجرة (جان) وهو يشكو الحمى ويتحول شيئاً فشيئاً لخرتيت ويحاول صديقه (بيرانجيه) الهرب إلا أنه يكتشف أ، الخرتيت فى كل مكان ، ويستبد الفزع بـبيرانجيه وتتركه (ديزى )حبيبته وتعلن إنضمامها للخراتيت ، ويبقى (بيرانجيه) – رمز الإنسان فى مواجهه التدهور الإنسانى معلناً مقاومته لكل الخراتيت.[5]

    اعتبر الكاتب الروماني الأصل الفرنسي اللغة "يوجين يونسكو" مبدعًا عندما كتب مسرحيته "الخرتيت " عن مجتمع من  فاقدي الحس والذوق والعقل والشعور، تتحول فيه خِلَقُ البشر إلى ملامح خرتيتية.[6]
وتحرر فيها يونسكو من كل القيود فى تتابع الأحداث ، وقام بشحن العواطف المختلفة تجاه (بيرانجيه) ومن حوله شحناً مطرداً ليصل لنقطة الذروة وهى تحول كل من حوله إلى خراتيت – رمز كل ماهو فاسد- وفى النهاية التى يمكن أن تعتبر الحل وهو اتخاذ (بيرانجيه) القرار بمواجهه الخراتيت . وتمتاز الشخصيات بتطورها من خلال أفعال وقرارات تتخذها ، والإيقاع المسرحى يمتاز بالتدرج من البطء المنتظم ويزداد فى النمو حتى يصل لإيقاع جنونى.[7]

      يشير "يوجين اونسكو"  فى مسرحيته "الختيت" إلى النازية دون أن يذكرها بالإسم. وهو يرمز ليس فقط للنازية إنما إلى أية فكرة طارئة فاشية أو دكتاتورية أو أية حركة تسير بعكس اتجاه حركة الواقع والتي لن يوقفها عن النخر في المجتمع سوى الوعي . وقد استخدم يونسكو الخرتيت كمجاز شعري للوحشية المتأصلة في الكائن البشري, وأيضا بمثابة استعارة للتعبير عن لامعني الكون, إن الخرتيت يمثل معا, طغيان الاستبداد وبربريته, ولامعقولية الواقع الذي يستطيع أن ينتج مثل هذه المسوخ  .وقد وصف يونسكو مسرحيته هذه بأنها مسرحية مضادة للنازية, وقد قيل إنها تجسد مشاعره قبيل مغادرته رومانيا عام1938, حين أعلن الكثير من معارفه من المثقفين عن ولائهم واستسلامهم للحركة الفاشية والنازية قبل وبعد الحرب العالمية الثانية, إلا أن السبب الذي دفعه حقا لكتابتها, هو ببساطة, ليس نقداً مباشرا لرعب النازي, بقدر ما هو الكشف عن ذهنية أولئك الذين استسلموا لذلك النازي واستجابوا لأفكاره وقيمه, لذا فإن وباء الخرتتة إذا جاز لنا أن نستخدم هذا التعبير, يستغل هنا كنوع من الترميز المناسب للتعبير عن تلك الجمهرة التي أنتجها ظهور النازية والفاشية علي حد سواء.[8]

     ففى عرض "الخرتيت" للمخرجة آمى شامبرج Amy Shamburg ،واللذى أقيم عام 1999 م  ويميل للعبثية ، يبدو المكتب وقد عُلقت كراسيه ومكاتبه فى وضع غير طبيعى . ولقد تأثرت المخرجة بعبثية النص ولا معقوليته ، وعبرت عنها بهذا المشهد العجيب اللذى انقلبت فيه المعايير تماماً كإنقلاب المكاتب ، وشكلت هذه الكتل المعلقة والمائله فيما بينها العديد من المستويات المتقاطعة فى تكوينات أقرب للتكعيبية تتصارع وتتلاحم وكأن الهدف هو تحليل الكتل المختلفة وإعاده النظر لها من جديد بتجميعها مرة أخرى بشكل جديد فى المنظر المسرحى .أما الإضاءة فتتراوح بين الأبيض وتدريجات الرمادى الشاحب .
    
  كما نلحظ اختلاف طرز المقاعد والمناضد دلاله على محاولة المخرجة كسر مفهوم المكان والزمان ، فما يحدث فى العرض يحدث فى كل زمان ومكان . أما المشهد الثانى نلاحظ أن المخرجة حولت المكاتب إلى سرير فى مشهد حجرة (بيرانجيه) ، والأزياء عبارة عن خليط من الطرز المختلفة لتأكيد عالمية المعاناة التى يلاقيها الإنسان – (بيرانجيه) فى العرض- أمام الفساد بكل صوره وأشكاله.

     أما المخرج "إيمانويل ديمارسى  Emmanuel Demarcy " فقدم فى عام 2004 معالجة للعرض ، وأقام فيها  جسر فى حاله الإنهيار يعلوه مكتب ، وانهيار الجسر بسبب ما أحدثه الخرتيت من دمار للمكتب- رمز للعالم المتحضر – ودلاله على انهيار القيم من وجهه نظر مخرج العرض . وتزاحم الممثلون للهرب فى حاله من الفوضى وعدم الإتزان ومحاوله منهم فى مقاومة الإنهيار بصعوبة . والمنظر فى مجمله أقرب للإتجاه البنائى اللذى يركز على التركيبات المعقدة والكتل الموحية بالصدام والتصارع ، كما استخدم الإضاءة المركزة والشاحبة والتى تزيد من التوتر فى المشهد مع إظلام خشبة المسرح بحيث لا تظهر الحدود بين الخلفية والمنظر دلاله على اللامكان ، كما ألغى الإحساس بالزمن للتأكيد على عالمية الحدث فى أى زمان وأى مكان ، مؤكداً على ذلك الإحساس بالإزياء المتنوعة وغير محددة الطرز.

     أما المخرج "تيرى دونوفن سميث Terry Donovan Smith" فبدأ فى معالجته البصرية للعرض بظهور مقهى فى المشهد الأول ْ يدور فيه الحوار بين (جان ) و(بيرانجيه) وعدد من الشخصيات مثل المتفلسف بأقوال جوفاء (المنطقى) بالإضافة لرجل أنيق ، ثم نجد فتاه تبكى على مقتل قطتها بسبب الخرتيت. ولم يحدد المخرج زمان أو مكان للعرض وهو مايعد أحد سمات الإتجاه العبثى ، وإنما أحدث تغيراً بسيط فى إضاءه السيكلوراما دلاله على تغير الحدث دون تحديد زمنه ، أما المبانى فى الخلفية فقد ابتعدت عن تحديد طراز خاص بها لنفس السبب ، والإضاءة تتدرج فى خلفية المشهد باللون البرتقالى دلالة على  بدايه حدوث توتر وقلق من ذلك الخرتيت المجهول اللذى يقتل ويدمر ماحوله ، ولقد إلتزم المخرج إلى حد ما بطرز الأزياء الأوروبية الخاصة بمنتصف القرن العشرين .

     بالمشهد الثانى يظهر (بيرانجيه) فى حجرة المكتب مع زملاءه ثم نرى الموظفون عند اندفاعهم لرؤية الخرتيت من خلال بئر السلم (الفتحة بإرضية المسرح) اللذى أثار رعب زميلتهم السيدة"بويف" ودمر سلالم المبنى ، وفى المنظر التالى تتعرف السيدة بويف عليه بإعتباره زوجها اللذى تحول لخرتيت وتُلقى بنفسها إليه. والتصميم رمزى بسيط حيث ثُبت المكتب فى منتصف المشهد على إرتفاع عالِ –رمزاً لتحكم رئيس العمل (بابيون) فى موظفيه – واستخدم الإضاءه الزرقاء بكثافة تخيم على المشهد لتعطى الإحساس بقرب وقوع الكارثة . والإضاءة تُحدث تقاطعات ومستويات متداخلة من الأشكال والخيالات لإعطاء الاحساس بالتوتر والقلق من هجوم الخرتيت على المكتب. وتسرح الشخصيات المساعدة الموجودة فى المشهد فى الظلال فيما يمثل تأثراً بتقنيات الإتجاه التعبيرى.

      المشهد الثالث عبارة عن حجرة نوم (جان) واللذى يعانى فيه من الحمى ويبدأ فى التحول للخرتيت أثناء سماع الأصوات والحركات الغير إنسانية – تقنيه تعبيرية الإتجاه- وإلى جواره صديقه (بيرانجيه) ورغم واقعية المكان إلا أنه تخيم على المكان إضاءة برتقاليه لتوحى بالتغير والتحول الحادث فى شخصية (جان). وبالمشهد الاخير يتحدث (بيرانجيه) فى مونولوج داخلى ليخبرنا بكونه سيتصدى للخراتيت ، ويميل المشهد للاتجاه للاتجاه التعبيرى ، كما أظهر التصميم والإضاءة الصراع الباطنى فى نفس(بيرانجيه) –رمز الانسان السوى. والتصميم عبارة عن منظور من الحوائط المائلة والمسددة بقوة لأعلى ولداخل المشهد فى جوانبه للدلالة على احاطة الفساد والضغوط بالإنسان ،. وتتداخل الخلفية مع الحجرة  بدون حدود فاصة، ورُكزت الإضاءة على البطل دون إظلام لمنصة المسرح ، وتدرجت الإضاءة من مساحة لإخرى تعبيراً عن تنوع البشر وتدرجهم فى القرب أو البعد عن الفساد.

[1] -   يوجين يونسكو (1909 -  1994 ) ولد يونسكو في رومانيا لأب روماني وأم فرنسية وتنقل بحياته بين رومانيا وفرنساوهو مؤلف مسرحي روماني-فرنسي يعد من أبرز مسرحيي مسرح اللامعقول، بالإضافة إلى السخرية من عبثية أوضاع الحياة فإن مسرحيات يونسكو تصف وحدة الإنسان وانعدام الغاية في الوجود الإنساني ,   ومن اهم اعماله المغنية الصلعاء والخرتيت وماكبث وغيرها من الاعمال المسرحية.

راندا طه




الخميس، 22 مايو 2014

جماليات التشكيل فى سينوغرافيا لوهانجرين Lohengrin:

مدونة مجلة الفنون المسرحية




عرض أوبرا "لوهنجرين Lohengrin " لفاجنر Wagner قصّةَ مَأْخُوذةُ عن الرومانسيةِ الألمانيةِ من القرون الوسطى،وتدور احداثها فى مكان باسم " أنتورب Antwerp "فى القرن العاشر الميلادى، ومستوحاه من قصه باسم" بارسيفال Parsifal "،و هى جزءُ من القصص التقليدى الألمانى عن فارسِ ِالبجعةَ. وأقيم العرض فى مهرجان "بيروث Bayreuth" عام 2000م.
يتكون العرض من ثلاث مشاهد ً،و قُدم العرض كمعالجة للأوبرا لمصمم المناظر " ستيفانوس لازاريديس " وهو مصمم مسرح يونانى صمم العديد من العروض المسرحية مثل "نابوكوNabucco " ،"كارمنCarmen " و "أورفيو ويوريديسOrphée et Eurydice وغيرها من العروض والعرض للمخرج" كيث وارنر Keith Warner"،وهو مخرج لعدد من العروض المسرحية كحلم ليلة صيف وTHE DAMNATION OF FAUSTوBILLY BUDD وغيرها من العروض المسرحية.
تدورأحداث لوهانجرين حول فارسِ الكأس المقدسِ الغامضِ "Lohengrin " وظهورُه المفاجئُ في آخر لحظة ، و إبْحاره أسفل نهرScheldt في مركب على شكل البجعة، وتبدأ القصة بإتهام الزا بقتل أخيها وانتظارها لمعجزة ظهور الفارس لكى تثبت براءتها، و يظهر الفارس المجهول فجأة على مركب فى النهر على شكل البجعة مع النداء الآخير له ، ويَهْبطُ من المركب و يُحيّي الملكَ ويَسْألُ "إلزا" أن يساعدها لاثبات براءتها بشرط ألا تسأله من هو أو من أين جاء وتوافق "إلزا"،ويثبت براءتها ويطلب يدها للزواج. و تخطط الساحرة "اورترود Ortrud" - وهى امرأه شريرة تزرع بذرة الشك فى قلب الزا- مع زوجها"تيلراموند لكى تسأل "الزا" الفارس الاسئلة المحرمة قبل دخول الكنيسة والزواج، و تسأل" الزا "الفارس الاسئلة المحرمة ،و يهجم "تيلراموند"على الفارس لقتله فيقوم الفارس بدوره بقتله ويتجه بحزن ناحية عروسه ،ويكشف عن هويته الحقيقية امام الملك والزا ،ويخبرهم بأنه فارس الكأس المقدسة وأنه ابن الملك بارسيفال ،وأن الوقت قد حان لعودته وتظهر البجعه المركب ،وتتحول إلى جوتفريد أخو الزا والذى حولته أورترود الساحرة إلى بجعة ويعود الفارس لقلعته وتموت "إلزا" حزناً عليه.
التصميم السينوغرافى عبارة عن أرض مُقفَرّة وقاحلةُ بها اثنان من التلال الصغيرة ويمتلىء كُلّ منهما بجذوع شجرميت ، وبينهما منحدرِ ،بالإضافة لمنظر لقمر طبيعي وشوائب مظلمة، وسحب وتمثل الشجرة فى المشهد الأول المعادل الرمزى للموت والجدب ، ويَرتفعُ المنظرمِنْ الجوانبِ والأمام نحو منتصف الخشبة، وهو عبارة عن سلسلة مُترابَطة مِنْ العربات ، وفى المشهد الأول يظهر مكعب وراء المنظر ، ويرتفع لإعلى على خشبة المسرح كما يرتفع عند ظهور "لوهنجرين" المفاجىء ،وفى أسفل المشهد يوجد مكعب صغير لظهور البجعة الرمزية،وفى مشهد وصول الملك هنري بجيشِه السكسونيِ، ينحدر من أعلى جسر هائل معلق من أعلى ويغطى خشبة المسرح ويسير عليه صفان من الجنود.
قام "لازاريديس" بتصميم خشبة مربعة الشكل تتوسط الفراغ بين التلّين يُمْكِنُها الدُورَان والانحدار والصْعودُ والهبوط والاختفاء، ويرتفع لوهنجرين على منصة مكعبه الشكل لإعلى للدلالة على دوره فى العرض من مساندة لاظهار براءة الزا، ورغم ذلك فهو امان مؤقت معلق فى الهواء. واستخدم المكعب كمعادل تشكيلى للوهانجرين والزا كما رمز للأخ الصغير بمكعب صغير.
ويظهر الجسر فى المشهدين الأول والثانى ، وهوعلى شكل الشرفةِ من الأمام كما أضيف للجسر عدد من الامتدادات فى مشاهد المعارك، ، والجسر طويل مستطيل الشكل، ويسيطر على التصميم عدداً من الأشكال الهندسية من المربعاتِ والمكعّباتِ. 
فى مشهد زفاف "إلزا" وهو إحد اللحظات المؤثرة فى العرض تظهر المستويات الصغيرة لأعلى متخذه شكلاً صليبياً والتى تقف عليه "إلزا Elsa " والملك و" اورترود Ortrud" و"تيلراموند Telramund " و"لوهنجرين Lohengrin فى مواجهتها. 
ينحدر جسر متحركَ من خلف الخشبة ويتقابل مع إحدى المستويات الممتدة، كما يظهر جسر متحرك آخر يتصل بالمستويات الممتدة ويختفى بعد ذلك بين أجنحة المسرح، والمستوى الأوسط بين هذه المستويات عبارة عن مربع يعلو ركيزةً مربعة والتى تتحرك على عربة من خلفيةِ الخشبة فى اتجاه المركزِ على مساراتِ خاصة، و رمز الشكل الصليبى فى مشهد الزفاف للكاتدرائية ، ووقوف الزا على الخشبة المكعبه وهى تتوسط الشخصيات الاخرى فى العرض فهى مركز جذب لبقية الاشكال المحيطة والتى تتصارع بالايجاب والسلب ،وأوجدت حركات الصعود والهبوط والامالة للمكعبات الصراع بين شخصيات العرض.
عبر المصمم فى احد المشاهد عن الحب المستحيل بين الزا والفارس بحائط يفصل بينهما وهو حائط الصمت والذى يمنع التواصل الحقيقى بينهما ،واستخدم الاضاءة الحمراء بين الزا ولوهانجرين والحب المستحيل بينهما .
يسبح التصميم فى الظلام اللانهائى والذى يبدأ فى الانقشاع بمعرفة حقيقة لوهانجرين. و تموت الزا لأنهاغير قادرة على تحمل فراق الفارس بعد خيانة ثقته بطلبها لمعرفة اسمه. 
سينوغرافيا العرض قائمة على التشكيل بالمكعب ، إلا انه يختلف فى مساحته حسب ما يمثله من شخصية وتأثيرها فى مجرى الأحداث، وتتحرك المكعبات تبعاً لتطور الاحداث ،واختلاف احجام المكعبات حسب دور كل شخصية فى العرض الدرامى ومدى تفاعلها سلباً أو إيجاباً
 من الاحداث
.

http://en.wikipedia.org/wiki/Lohengrin_(opera) 
( (http://www.bayerische.staatsoper.de/309-ZG9tPWRvbTQmaWQ9MTI2Jmw9ZW4-~popups~k_biographie.html
-http://www.andante.com/article/article.cfm?id=25787
http://livedesignonline.com/mag/show_business_bayreuth_lohengrin_squared/index.html 
-http://www.omm.de/veranstaltungen/festspiele/BAY-99lohengrin.html 
-http://www.andante.com/article/article.cfm?id=25787 


راندا طه 

الناقد أبو العلا: محاولات إعادة مسرح التليفزيون بأنه أمر حيوي، وذلك بسبب قوة تأثير وسحر الشاشة الصغيرة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

وصف الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا، محاولات إعادة مسرح التليفزيون، بعد سنوات طويلة من الغياب، بأنه أمر حيوي، وذلك بسبب قوة تأثير وسحر الشاشة الصغيرة، التي تستطيع جذب المشاهد وهو جالس في بيته.
وأوضح عبد الرازق أنه لكي تكون تلك العودة ناجحة فيجب أن تحقق عدة شروط منها، ألا تتكرر الأخطاء نفسها التي وقع فيها مسرح التليفزيون حين أنشئ في الستينيات، واستمر حتى السبعينيات، وقدم عروضا ترفيهية ساذجة، تحت زعم الكوميديا، وأصبحت مفرزة لظهور المسرح التجاري، الذي كان يقدم عروضًا سياحية، مليئة بالبهارات الجنسية، وغيرها لجذب المشاهد، ولأنه كائن أو نبات شيطاني لم يستمر وسقط سقوطا ذريعا برغم استمراره لسنوات طويلة.
وأضاف أبو العلا في تصريحات خاصة أن الشرط الثاني أن يضع التليفزيون نصب عينيه أن هناك نصوصا لكتّاب يملكون القدرة على الكتابة للمسرح، ومخرجين يعلمون ما هو المسرح، وعليهم سد الفراغ الذي يعيشه المسرح الآن، بتقديم عروض جادة، وفي نفس الوقت تكون قادرة على جذب المشاهد.
وتابع أنه إذا لم يتحقق هذان الشرطان، فإن هذا المسرح سيسقط بالضرورة ولن يستمر طويلا، معبرا عن تخوفه من أن تكون تلك العروض امتدادًا لمسرح التليفزيون بشكله القديم، الذي يعتبره البعض، مجدًا من الأمجاد، وفي الحقيقة لم يكن كذلك.
وأكد أبو العلا أن مسرح التليفزيون لو صار مسرحا للسبوبة فسيسقط، ولن يستمر، مدللا على ذلك بأن التليفزيون المصري حاول في عام 2010 أن يعيد مسرح التلفزيون مرة أخرى، بتكليف كل من (محمد صبحي وجلال الشرقاوي) لتقديم حوالي تسعة عروض مسرحية، تحت إشراف المخرج عصام السيد نفسه الذي يحاول الآن إحياء تلك التجربة ولكن الموضوع فشل ولم يستمر لأن هذا المسرح ينطلق من منطلقات تجارية بحتة هدفها الربح، وليس في حساباته الخسارة أبدًا، ولهذه السبب عليك أن تبحث عن وسيلة تحقق من خلالها الشرطين، الجودة والجذب، مشددا على أن هذا الأمر يتطلب وجود كتاب مسرح محترفين، وليسوا من الهواة كما يحدث الآن.

محمد حافظ 
البوابة نيوز

مسرح أوال يقدم «لحظات منسية» الليلة ضمن مهرجان الريف

مدونة مجلة الفنون المسرحية


يقدم مسرح أوال عند الساعة الثامنة من مساء اليوم الخميس على خشبة الصالة الثقافية مسرحية «لحظات منسية» وذلك ضمن عروض مهرجان الريف المسرحي الثامن، وهي من تأليف الفنان إبراهيم بحر ومن إعداد وإخراج الفنانة غادة الفيحاني، مساعد المخرج حمد عتيق، وتمثيل الفنانة سارة البلوشي، راشد العازمي وحمزة العصفور. وتدور احداث المسرحية حول زوجين ينتظران ابنهما الذي سافر للدراسة وانقطعت أخباره لسنوات حتى يصل الحال بهما إلى أن يلوما بعضهما ويكشفا أوراقا من الماضي لم تكن معلومة لكليهما، وفي نهاية المسرحية يصلهما خبر يغير مجرى الأحداث.
الجدير بالذكر أن هذه المسرحية عرضت في افتتاحية مهرجان أوال المسرحي الثامن 2014 ونالت استحسان الجمهور في تدريبات مركزة لتجربة جديدة تخوضها لعرض هذه المسرحية.
وفي يوم الافتتاح عرضت مسرحية مسرح الريف والتي كانت تحمل عنوان «في عرض البحر» وهي من تأليف سوافومير مروجيك وترجمه عدنان المبارك وإخراج هاشم العلوي، وفي يوم غد الجمعة سيقدم مسرح شباب الديه مسرحية بعنوان «لا تسمع الظلام» من تأليف جاسم جعفر، وإخراج ابراهيم المنسي، وبعدها مسرحية «نصف ساعة حلم» لجمعية الصداقه للمكفوفين من تأليف وإخراج جاسم طلاق، أما مسرح جامعة الكويت فسيعرض مسرحية بعنوان «رسالة إلى» من تأليف وإخراج نصار النصار، أما مركز شباب الشاخوره فسيقدم مسرحية بعنوان «الدنيا دوّارة» وهي من تأليف ابراهيم بحر، والاخراج جماعي، وسيختتم المهرجان عرض مسرح الريف «صخور من ورق» من تأليف وإخراج عبدالحسين مرهون، والجدير بالذكر أن الندوات التطبيقية سيتم تقديمها بعد ختام المهرجان.

سكينة الطواش 
الأيام البحرانية 


افتتاح "مارا صاد"اليوم على مسرح الطليعة

مدونة مجلة الفنون المسرحية
يفتتح الفنان فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح، العرض المسرحى "مارا صاد" اليوم الخميس بقاعة زكى طليمات بمسرح الطليعة.
"مارا صاد" تأليف بيتر فايس وإخراج سعيد سليمان، بطولة ولاء فريد، معتز السويفى، حمادة شوشة، ياسر عزت، فاطمة محمد على، جيهان سرور، ناجح نعيم، دعاء طارق، صلاح الخطيب، حسام حمدى، ومجموعة كبيرة من الكورال والراقصين، موسيقى محمد الوريث، أشعار د. مصطفى سليم، ديكور وملابس صبحى عبد الجواد، مخرج منفذ عصام صبحى، رأفت سمير.



الوفد

الأربعاء، 21 مايو 2014

التجربة المسرحية العربية ما بعد الكولونيالية: حدود ومحددات

مدونة مجلة الفنون المسرحية

أبان المسرح العربي ما بعد الكولونيالي قدرته على الاشتباك العلني مع قوى الهيمنة. وهي قدرة تتجاوز النص الشعري والنص السردي. فالمسرح لديه الكثير ليضيفه إلى الجدل المثار حول الكيفية التي تعبر بها القوة الامبريالية عن نفسها من جهة، والصيغ التي تُقاوَم بها هذه القوة من جهة ثانية. فقد نزع المسرح العربي نحو مقاومة الفرضيات الاستعمارية والقيم الإمبريالية، عبر السعي الحثيث إلى التحرر من الهيمنة الغربية بكتابة تاريخه الفني الخاص لتحطيم النظرة الاستعلائية نحو ثقافات وحضارات أقل. بل نحا منحى انتقاد رؤية العالم التي تتخذ من أوربا مركزا ثقافيا ومحورا فنيا، حتى يساهم في إبراز أصوات وتصورات اعْتُبِرَ أصحابها لا تاريخ لهم ولا فن.
ورغم الخبرات المشتركة بين البلدان المستعمَرة، فإن ذلك لا ينفي وجود تباينات بينها. ويعزى هذا التباين إلى ارتباط الفن بسياقه الذي يسمه بطابعه الخاص. ومن هنا يشدد الأدب ما بعد الكولونيالي على فعالية التراث المحلي في الإبداع الأدبي والفني. ولذلك استلزمت عملية إعادة كتابة التاريخ الثقافي الخاص رؤية الذات من الموروث النابع من الأرض، والانطلاق من وضع محلي بتاريخه الثري وتقاليده الغنية. ليكون المسار والرسالة الأساس في مقاومة الإخضاع ورفض التمركز الغربي من خلال الاحتفاء بالسياق الثقافي الخاص بوصفه زاخرا بالجهد الثقافي والحيوية الفنية. فالفن والحكمة والعلم ليس مستودعهم الوحيد: أثينا ولندن وباريس. وهو ما يفسر طغيان المد التراثي الذي أصبح طابعا مميزا للمسرح العربي.
 وغالبا ما تستعاد العناصر التراثية التي استبعدها المستعمِر أثناء فعل المقاومة الثقافية الفنية، لأنها تمثل الهوية والذاكرة، بيد أنه لا ينبغي المبالغة في المقاومة المؤسسة على التعصب لما هو أصلي ومحلي مقابل العداء لما هو غربي. فهذا الخيار في جوهره تكرار للنموذج الاستشراقي الذي يعتمد على إنتاج ذات الثنائيات الموهومة والتقسيمات التراتبية التي يستحيل معها تصور واقع إنساني في ذاته ولذاته دون تعال. وإذا كانت العودة إلى الممارسات الفنية والتقاليد الفرجوية الخاصة عودة مطلوبة، لأنها تمثل الهوية التي عملت الممارسات الاستعمارية على طمسها وتشويهها، بغية التحرر من النزوع الغربي الرامي إلى الهيمنة والسيطرة، فإنه لا جدوى من التمسك بهوية "نقية" كخيار للمقاومة،، لأن من شأن هذا التوجه أن يؤسس مركزية أخرى. فالمقاومة كما يقول إدوارد سعيد «بعيدةٌ كلَّ البعد عن أن تكون مجرد ردة فعل على الامبريالية، فهي نهج بديل في تصور التاريخ البشري. وإنه لذو أهمية خاصة أن نرى إلى أي مدى يقوم هذا النهج البديلُ في إعادة التصور على تحطيم الحواجز (القائمة) بين الثقافات». فالثقافة والفن تجارب مشتركة وتبادل وتلاقح لا ينقطع، والعالم من الرحابة والتفاعل والانصهار، إذ بالإمكان التقاء الجميع رغم اختلاف الجغرافيا والعرق والثقافة.
ويمكن إجمالا رصد ثلاثة محددات تميز ثقافة المقاومة:
¬ المحدد الأول: يتمثل في الإصرار على رؤية التاريخ الفني للمجتمع العربي باعتباره تيمة قابلة للنمو والنضج، إذ بهذا الوعي نسترجع الهوية والذاكرة.
¬ المحدد الثاني: ويتجلى في كون ثقافة المقاومة ليست مجرد رَدَّ فعل موجَّه صوب نزوع النموذج المسرحي الغربي نحو الهيمنة والفوقية. فهي أوسع من أن تُحصر في تصور كهذا، لأنها تقوم على أساس تفاعل ثقافي وتوصل فني.
¬ والمحدد الثالث: يتمثل في النفور والشجب للانغلاق والانعزالية، لأنه موقـف انطوائي لا يفهم أشكال التفاعل ويفتقد لشروط الوعي التاريخي. فإذا كان من غير المنطقي القفز على حقيقة كون الهوية الفنية لها وجودها التاريخي والفني، فإنه من غير المقبول أيضا الإمعان في الإلحاح على انفصاليتها وتميزها. و«لعل أرفع ميزة تزين التابع حين ينهض، هي ألا يكتفي بتكرار صورة السيد وسيرته». ومن أنبل مشاريع الفكر والفن ألا نكرر أن ثقافتنا تمثل الرقي وذروة النضج. وهنا تتجلى أهمية المسرح في عالم يعيش مأزق الصراع من أجل فرض نموذج ثقافي واحد دون مراعاة الخصوصيات الثقافية والهويات الفنية المتعددة.
وهكذا، تصير المقاومة بمثابة عملية إعادة اكتشاف، وفك أسر ما كان مقموعا من قبل. وتلك هي التراجيديا الجزئية للمقاومة، لأنها مطالبة باسترداد أشكال ما قبل استعمارية، ما دام العشب المستعمَر «لا يمكن أن يدير ظهره إلى فكرة وجود ثقافة جمعية ما قبل استعمارية وماض ينتظر من يجده» . وحتى لا يتحول هذا الوعي بالأشكال ما قبل الاستعمارية إلى أرثدوكسية جامدة ومتحجرة، وإلى نزعة شوفينية متعصبة وإلى صيغة تقديسية تخاطب الأموات وتستنشق غبار الأكفان، وجب تكسير الحواجز والحدود بين الفنون والثقافات للوصول إلى تشابك فني. فما دام العالم مبنيا على ماهيات متحاربة تعادي التلاقي الفكري، فإنه من الضروري أن ترتقي الصيغ المنغلقة داخل سجن الذات المحلية في تشكيلها إلى نسيج هويات متعددة تسمح بالتفكير فيما أبعد من الهوية الضيقة، بغية خلق تحرر حقيقي قوامه «تحويل الوعي الاجتماعي إلى ما بعد الوعي القومي لتجنب الانقسام المحتم للبشرية إلى نحن الغربيون وهم الشرقيون». وانسجاما مع هذا المعطى، انفتح المسرحيون العرب على أحدث النقلات الفنية الغربية، لأنهم أدركوا بوعي نقدي لافت أن الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص لا يعيش إلا في إطار الحوار الفني والتلاقح الثقافي.
وقد شكل الفضاء مجالا لمقاومة أشكال الهيمنة الامبريالية. ولذلك نزع المسرح العربي ما بعد الكولونيالي إلى رفض الأفضية المسرحية الغربية، وتبنى بدائل جديدة تنفتح على  الساحات الرحبة تارة، وتعمل على تكييف تلك الأفضية وفق ما تتطلبه القضايا التعبيرية والأساليب الفنية تارة أخرى. كما شغل الحكي مكانة مركزية في المسرح ما بعد الكولونيالي، لأن صيغة الحكي تتحدى مواضعات المذهب الطبيعي التي يتوسل بها المسرح الغربي عادة في مسرحته للمادة التي يقدمها. إضافة إلى قدرة الراوي على انتهاك الحوار المصاغ على النهج الطبيعي وتفضيل الخطاب المباشر. فالحكي يمنح مسرحيات التاريخ ما بعد الكولونيالي خصوصية ثقافية يرتبط بها توجه يحمل طابع المقاومة.
فقد عمل "علولة" في الجزائر على الخروج بمسرحياته من الحيز المكاني المغلق: (البناية المسرحية) لتقديمها في الفضاء الرحب. وراح يؤسس عروضه المسرحية بعيدا عن الأفضية المغلقة، فاتصل بالفلاحين والفئات الشعبية، وحاول أن يشركهم في الفعل المسرحي عن طريق الاقتراب من مشاغلهم اليومية، بحثا عن مواضعات جمالية جديدة كفيلة بإبراز الذات العربية الفنية. وخضع في هذا الاختيار الفني لفضاء الحلقة الذي يستلزم فضاء رحبا، علاوة على استفادته من تجارب مسرحية غربية تمردت على العلبة الايطالية، وقدمت فرجاتها في الفضاء العام لخلق التواصل الحميم بين صانع الفرجة والجمهور، كما هو الشأن بالنسبة لأنطونان أرطو الذي هجر المسارح المبنية على الطريقة الايطالية. وقد خصص أرطو لهذا الأمر فقرة هامة في البيان الأول لمسرح القسوة، حين أعلن: «سنلغي خشبة المسرح والصالة، ونستبدلهما بمكان واحد، بلا حواجز من أي نوع، يصبح مسرح الأحداث ذاته، ونعيد الاتصال المباشر بين المتفرج و العرض، والممثل والمتفرج، نظراً لأن المتفرج الذي وضع وسط الأحداث، محاط بها متأثر أيضا بها. ووضع المتفرج هذا ناتج عن شكل البهو "الصالة" ذاته» . فقد رفض علولة فكرة الانغلاق تأكيدا على الطابع المؤقت للهويات ما بعد الكولونيالية. فتفكيك الهيمنة الفنية الغربية يعد بمثابة خطوة أولى وليس وصولا إلى نقطة نهاية.


د. هشام بن الهاشمي 

المدى

«نجوم المسرح الجامعي».. مبادرة مصرية تنطلق في يوليو القادم

مدونة مجلة الفنون المسرحية


بعد نجاح مبادرة الدكتور سلطان القاسمي “حاكم الشارقة” إبداعات شباب جامعات مصر، التي أطلقها في القاهرة قبل شهرين بدعم مالي كامل، ونفذتها وزارة الشباب بجميع جامعات مصر بمختلف المحافظات، أعلن صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة عن بدء مراحل الإعداد لإطلاق فعاليات مبادرة “نجوم المسرح الجامعي”.
المخرج خالد جلال “مدير صندوق التنمية الثقافية”، قال إن المبادرة تسعي لإعادة الروح في المسرح الجامعي؛ تقديرًا لدوره وأهميته في المشهد المسرحي المصري، وتخريجه لأجيال لمعت في الوسط الفني، بعد تقديمها لأدوار مميزة ولافتة في عروض المسرح الجامعي، وهو ما دفع وزارة الثقافة للعمل على ضرورة التدخل لتصحيح مسار المسرح الجامعي الذي تراجع خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب عدم اهتمام بعض الجامعات به كأحد أهم الأنشطة الطلابية، مؤكدًا أن المشروع الذي يرعاه الصندوق حاليًّا تمهيدًا لإطلاقه في يوليو القادم لن يقف عند حد إقامة المسابقات والمهرجانات بين عروض المسرح الجامعي، ولكنه يتعدي بذلك بغرض تدريب وتأهيل العناصر العاملة في المسرح الجامعي؛ لإعادة ضخها مرة أخرى في كيانات الفرق العاملة داخل الجامعات؛ لرفع مستوى الأعمال المتقدمة وجذب أعضاء جدد من الطلاب للانضمام للفرق.
وأضاف جلال أن المرحلة الأولى للمشروع سوف تبدأ بفرق المسرح في ثلاث جامعات، هي القاهرة وحلوان وعين شمس خلال يوليو القادم؛ بهدف تقديم عروضهم للتنافس على جوائز مالية يقدمها صندوق التنمية الثقافية للطلاب الفائزين، بجانب ورش تدريبية للمشاركين في العروض، وبعد تقييم التجربة، يبدأ العمل في توسيع نطاق تفعيلها، بحيث تضم كافة جامعات مصر في المراحل المقبلة.
ومن المقرر مشاركة عشرة عروض تمثل الجامعات الثلاثة في المرحلة الأولى، يتم اختيارها من خلال لجان مشاهدة لتقييم الأعمال المتقدمة، وتمنح العروض دعمًا ماليًّا قدره 2500 جنيه للعمل الواحد، إضافة إلى توفير كافة التجهيزات الفنية التي تحتاجها العروض، بجانب توفير المسرح المستضيف لفعاليات المهرجان.
وذكر جلال أن الجوائز المقدمة للفائزين من طلاب الجامعات لن تقف عند حد الجوائز المالية، ومن المقرر أن يمنح بعض الفائزين فرص مجانية للدراسة في ستوديو مركز الإبداع الفني التابع للصندوق.يذكر أن عروض المسرح الجامعي واجهت خلال السنوات الأخيرة عدة أزمات متلاحقة، أدت إلي تجميد فعاليات مهرجانات المسرح الجامعي لأسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها ارتفاع حدة العنف في تظاهرات الطلاب داخل حرم الجامعات، وهو ما أوقف الأنشطة الطلابية بشكل عام لأسباب أمنية، إضافة لتجميد بعض الكليات بعدة جامعات حكومية لفرق المسرح الخاصة بها دون إعلان أسباب، في الوقت الذي قدمت فيه فرق المسرح التابعة لجامعات خاصة تجارب مسرحية لافتة علي مستوي الإنتاج خلال السنوات الأخيرة.

منة راشد 
البديل 

«المسرح الخليجي» يناقش تجربة السينوغرافيا

مدونة مجلة الفنون المسرحية
شهد مهرجان المسرح الخليجي البارحة الأولى ندوة فكرية ناقشت تجربة السينوغرافيا في المسرح الخليجي، تحت إشراف شادية زيتون دوغان.
وشارك في الندوة كوكبة من السينوغرافيين الخليجيين وهم سلطان بن أحمد النوه من السعودية، يوسف بن محمد البلوشي من سلطنة عمان، خالد الرويعي من البحرين، وفهد عبدالعزيز المدن من الكويت.
وقدم خالد الرويعي ورقة بعنوان «السينوغرافيا في البحرين .. اكتشاف الممكن»، تحدث فيها عن الأثر العظيم للسينوغرافيا وارتبطها بالعرض المسرحي.
ويعتبر مصطلح السينوغرافيا في البحرين حالة توثيقية جاء على يد الفنان عبدالله يوسف في مسرحية السوق عام 1988، أما كحالة تأسيسية لتداول وفهم المصطلح فجاءت مع مسرح الصواري عام 1991.
وناقش سلطان بن أحمد النوه تجربة السينوغرافيا في المسرح السعودي، معتبراً أن هذه التجربة عانت المحدودية نتيجة النقص في الإمكانات، وعدم توافر البيئة المناسبة لممارسة العمل المسرحي.
وعن تجربة المسرح السينوغرافية في سلطنة عمان تحدث يوسف بن محمد البلوشي، مبيناً أن البداية كانت في الثمانينات، إذ إن العروض استخدمت الخامات الطبيعية فلم تكن توجد الإمكانات المالية في كثير من الأعمال المسرحية، ما جعل طاقم العمل يستعين بالخامات التي تتمثل في سعف النخيل وأوراق الأشجار والأقمشة وقطع بسيطة من الديكور.
أما البداية الفعلية للسينوغرافيا كمفهوم أكاديمي كانت مع انطلاق مهرجان المسرح العماني في عام 2004، والذي أسهم في تطوير الفكر العام للسينوغرافيا، إذ استفاد المخرجون من التجارب التي قدمها رواد المسرح العماني وبالتالي تطور الشكل العام من مخرج إلى آخر في دورات المهرجان.

جديد اليوم

افتتاح فعاليات مهرجان مسرح وجدة 2014

مدونة مجلة الفنون المسرحية
 انطلقت، يوم  الاثنين، بالمركب الثقافي لمدينة الألفية، فعاليات مهرجان مسرح وجدة 2014، الذي تنظمه جمعية بسمة للإنتاج الفني تحت شعار "إبداع، تواصل، تنمية، استمرارية".
وأبرزت كلمة المهرجان أن هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة إلى غاية 24 ماي الجاري، بدعم من مجلس عمالة وجدة أنجاد، ووكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية، ووزارة الثقافة، بمساهمة الجماعة الحضرية، ومؤسسة مولاي سليمان، يشكل محطة للتلاقي بين الأجيال المبدعة، وإبراز الكفاءات والطاقات المسرحية المحلية من هواة وشباب ورواد ومحترفين.
واعتبرت أن هذه التظاهرة الفنية ليست بديلا عن أي مهرجان آخر بل هي استمرارية لمجهود وتصورات أعضاء الجمعية الذين يتطلعون إلى مهرجان مسرحي يرقى لمستوى تطلعات المبدعين بالجهة، مضيفة أن مهرجان وجدة يشكل أيضا قيمة مضافة للشأن الثقافي المحلي ومكسبا للشباب والأجيال القادمة.
ويشارك في هذا المهرجان، الذي يحمل دورة "المرحوم جلول أعراج"، وينظم بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، 12 فرقة مسرحية محلية وجهوية بكل من وجدة وجرادة وبركان والحسيمة وفجيج. وقد تميز حفل الافتتاح، الذي تضمن فقرات فنية غنائية متنوعة، بتقديم العرض الأول تحت عنوان "سلطان الليل يكشف الدار التاسعة" لفرقة رواد المسرح الشعبي بوجدة، لمؤلفها الأستاذ والكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد، ومخرجها الفنان المسرحي يوسف بوزغبة.
وبالموازاة مع هذه التظاهرة، سيتم تنظيم دورة تدريبية من تأطير الأستاذ خالد قاسو حول "التخطيط الاستراتيجي للمشاريع التنموية"، ومائدة مستديرة حول "المهرجانات المسرحية بالجهة الشرقية" بمشاركة مديري المهرجانات المسرحية وفعاليات المجتمع المدني بالمنطقة.
وجدة - و م ع 
منارة

الاثنين، 19 مايو 2014

أثر التجربة الفرنسية في المسرح المغربي.. الطيب الصديقي نموذجا | مجلة الفنون المسرحية

السبت، 17 مايو 2014

مسرحية ‘هاملت’ في فضاء التياترو: انطلاقا من سؤال لماذا نقوم بالمسرح؟ | مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 15 مايو 2014

برشيد يدعو إلى تشجيع الكتابة المسرحية والمواكبة النقدية | مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 9 مايو 2014

توفيق الجبالي.. عودة إلى كلام الليل

مجلة الفنون المسرحية

توفيق الجبالي.. عودة إلى كلام الليل

وليد التليلي

عندما نتحدث عن توفيق الجبالي نحتاج إلى كثير من التروي. لن يسعفنا رشاش الفكرة لديه لالتقاط أنفاسنا واللحاق بكل المعاني المتسربة من الأصوات والأضواء والهمزات والإشارات.. والصمت المطبق حتى.
وسنحتاج هذه المرة بالخصوص إلى كل الأسلحة الممكنة لمحاولة تفكيك "كلام الليل صفر فاصل"، عمله الجديد الذي يعرض منذ أشهر بشكل مستمر في فضاء "التياترو" الذي أسسه الجبالي نفسه واستمات في الدفاع عنه فضاءً مفتوحاً للشباب المسرحي بالخصوص. لكن هذا ليس موضوعنا الآن. فلنذهب إلى المسرحية.
هناك "كلام الليل" وهناك "صفر فاصل" وهناك "المشرحة".
أعتقد انني شاهدت سلسلة "كلام الليل" منذ بدايتها سنة 1990. عُرضت تسع حلقات منها ثم عادت بعد خمس سنوات لتعرض حلقتها العاشرة وتتوقف، فيصيبنا الإحباط قبل أن تعرض "كلام الليل 11" سنة 2004.
لم تكن "كلام الليل" في البداية، ولا حتى في النهاية، مسرحية كلاسيكية في عرضها أو تناولها أو مواضيعها. كانت أقرب ما يكون إلى "المقهى المسرح"، تتمازج فيها الأشكال الفنية المختلفة وتقدّم كل حلقة من حلقاتها أسماء جديدة، إضافة الى "العصابة الفارة" التي كانت تذهلنا في كل مرة.
كانت "كلام الليل" متنفساً سياسياً واجتماعياً قبل أن تكون متنفساً فنياً، بالنسبة إلى كثيرين منا. كان توفيق الجبالي "يتجرأ" على كل شيء ويسخر من كل شيء، لكنه كان في نفس الوقت ينسج لغة مسرحية جديدة ومعجماً "جبالياً" مبتكراً، يعيد صياغة اليومي المبتذل ويحوّله إلى تحفة فنية فائقة الفكرة والمعاني.
كلما توقفت "كلام الليل" وقتها، أصابنا شيء من الفراغ. وكنا نلوذ بالعودة إلى الكتاب الذي أصدره ويتضمّن كل الأعمال بالعامية التونسية، لنستعيد ما أمكن من تلك المتعة.
بتوقفها عن العرض، لكأن المرآة التي تعيد إلينا صورنا الحقيقية انكسرت. كنا نجبن عندما كان يجرؤ.
هذا عن "كلام الليل" بشكل متسرع جداً؛ كلمات مجنونة، كلمات متخفية، كلمات غاضبة، هذيان..
"
منذ البداية طرح علينا توفيق الجبالي أكثر الأسئلة حرقة: ما أنتم فاعلون بقتلاكم؟
"
"الصفر فاصل"؟
وصف أطلقه المنتصرون على المهزومين ـ من اليسار في الغالب ـ بعد الانتخابات الماضية.
من البداية، وقبل أن تبدأ المسرحية، يحذّرنا بأن لا علاقة لصفره بصفرهم. ما الحكاية إذن؟
هنا ندخل المشرحة.
عروسان بلباس الزفاف يجران قتيلاً/شهيداً، في الغالب، في كل الاتجاهات ولا يعرفان في أي وضعية يضعانه: منذ البداية طرح علينا توفيق الجبالي أكثر الأسئلة حرقة: ما أنتم فاعلون بقتلاكم؟ ماذا نفعل الآن؟
في المشرحة، منزلة بين الحياة والقبر، وضعية سانحة للعودة إلى الحياة بلا خوف من أي سلطة كانت، مجرّدة من كل خوف ومن كل حسابات ممكنة، مجرّدة ومتجرّدة.. هناك تلتقي ثلاث جثث (توفيق الجبالي ورؤوف بن عمر ونوفل عزارة) بلا ملامح ولا أسماء، لتعود بنا إلى أسئلة الثورة الموجعة: ما القناصة؟ (قتلة الشهداء المجهولين) ـ لم تكن الأحكام القضائية قد صدرت بعد! ما الثورة؟ ما الساسة؟ ما الدعاة؟ ما الفتاوى؟ ما اليمين، ما اليسار؟ إلى أين نمضي؟
وانتبهوا، لم نكن نبكي أو نتجهّم ونحن نسمع ونرى ما نرى. كنا كعادتنا مع "كلام الليل" نضحك.
نضحك منا، من أوضاعنا، ونضحك لأن الجبالي قادر أن يضحكنا. أما الحيرة فتستقبلنا حال خروجنا من الفضاء. وقتها، كعادتنا مع الجبالي، نعود بملامح ما تبقّى في الذاكرة من المسرحية وبما ضربنا به من "سياط" تجلد هروبنا المستمر من واقعنا الرديء.
لم ينس الجبالي وهو في قلب الـ"مشرحة" أن يتذكر أحد أفراد العصابة الذين غادرونا وغادروا المشرحة، محمود الأرناؤوط. كان نجاحاً تقنياً باهراً أدخل الأرناؤوط إلى صميم لعبة الأسئلة والسخرية، كما لو أنه حاضر.
بعد "كلام الليل 11"، عاد الجبالي إلى "كلام الليل صفر فاصل" ليتحاشى صفر الفراغ المطلق. ولكنها عودة إلى البداية الأولى أو قريباً منها. فهل نفهم أنها إمكانية البناء من جديد، أم نفهم أنها العودة إلى المربع الأول؟
لن يقول الجبالي شيئا كعادته إلا ما قاله عند انطلاق الموسم الثقافي هذا العام، وأمضاه:
أيها الناس، أين المفرّ؟
المسرح أمامكم.. والخصم وراءكم..
لا شيء يذكر إلا بما تيسّر
مسيرات واحتفالات واغتيالات واعتصامات ومهرجانات
وكل ما هو آتٍ.. فات
"
وإذن، أيها الناس أين المفرّ؟ المسرح أمامكم والخصم وراءكم وليس لكم والله 
إلا الفن والعمر
"

مواعيد مؤجلة... مخلوقات مؤقتة
سجناء البيض
سجناء الصورة
سجناء التفكير... سجناء التكفير
شعارات فقيرة
"نشيد وطني" لبني وطني نزعت عنه الشمس بريق الألوان
سنة فواكه جافة..
كالحة بالحة
وإذن
أيها الناس أين المفرّ؟
المسرح أمامكم
والخصم وراءكم
وليس لكم والله إلا الفن والعمر
ابتكارات كثيرة في متناولكم: "كاياس"، "كلمة لا"، "مسألة حياة"،
"ستوديو 9"، "الهيئة"
إعادات لأعمال تميزت: من "الصفر فاصل"، "ليزيستراتا" إلى "بورقيبة"،
مسرح جديد حر وبديع
فتعالوا نقضي ما تيسّر مما تحمد متعتاه
وما عسر بما لا تحمرّ له وجنتاه.

---------------------------------------
المصدر: العلربي الجديد 

الخميس، 8 مايو 2014

إقامة مهرجان المسرح الفرنسي”لى موليار”في 2 يونيو

إقامة مهرجان المسرح الفرنسي”لى موليار”في 2 يونيو

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية

الأربعاء، 7 مايو 2014

صدور عددجديد مزدوج من مجلة المسرح العربي

صدور عددجديد مزدوج من مجلة المسرح العربي

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية

الثلاثاء، 6 مايو 2014

مجلة الفنون المسرحية | نحو مسرح جديد ومتجدد

مجلة الفنون المسرحية | نحو مسرح جديد ومتجدد

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية

الأحد، 4 مايو 2014

صلاح عبد الصبور.. أعاد الروح للشعر المسرحى بعد أحمد شوقى | مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 1 مايو 2014

مصر تشارك في "مهرجان ليالي المسرح الحر"

المجلة المتخصصة في الفنون المسرحية
تشارك مصر في الدورة التاسعة من "مهرجان ليالي المسرح الحر" الذي ينطلق السبت المقبل في الأردن، وتنظمه فرقة "المسرح الحر" تحت شعار "المسرح في مواجهة العنف المجتمعي".
وترعى الدورة الحالية الأميرة وجدان الهاشمي، وتقدم عروض المهرجان على المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي.
وتتنوع أشكال العروض المشاركة ما بين الشعبي والكوميديا والتجريب ومسرح الطفل.
وتشارك مصر بمسرحية "كيفية التخلص من البقعة" لفرقة "تمرد" من إخراج ريهام عبدالرازق، والأردن بمسرحية "ع الخشب" للمخرج زيد خليل مصطفى، والكويت بالعرض المسرحي "راديكاليا" الذي تقدمه فرقة مسرح الشباب من إخراج علي البلوشي، والسعودية من خلال فرقة الطائف بسرحية "مساحة بوح" من إخراج مساعد الزهراني، وتونس بمسرحية "الدرس" من اخراج غازي الزغباتي، وسلطنة عمان تشارك بفرقة مسرح "مزون" بعرضها "الخوصة والزور" من اخراج يوسف البلوشي، والجزائر بفرقة الشمعة بعرضها "خلف الابواب" من اخراج شهيناز نغواش.
وتشارك ليبيا بفرقة المسرح الوطني الليبي بعرضها "قلق" من إخراج عوض الفيتوري، والمغرب بفرقة "فرجة للجميع" بعرض "هما" من اخراج حمزة بولعيزاما.
ومن المقرر أن تشهد الدورة التاسعة من "مهرجان ليالي المسرح الحر" الذي ينطلق السبت المقبل في الاردن تقديم ورشتين على هامش المهرجان الأولى عن كيفية صناعة الدمى والعرائس تشرف عليها الفنانة المصرية ابتهال مصطفى، وورشة أخرى ستقدمها اليابانية اساكي شيموياما.
وتتنافس الفرق المشاركة في المهرجان على جائزة ذهبية لأفضل عمل مسرحي وجائزتين فضية وبوزنزية وجائزة خاصة بلجنة التحكيم.
وتم تشكيل لجنة عليا للمهرجان ضمت كبار الفنانيين الأردنيين، ولجنة تحكيم ضمت فنانيين من الأردن ولبنان والسعودية والعراق والمغرب.
ومن المقرر أن يكرم المهرجان نخبة من الفنانين والإعلاميين الأردنيين، كما يستضيف فنانيين من لبنان والمغرب وتونس والسعودية والكويت والعراق والإمارات، لحضور فعاليات المهرجان.

أ ش أ
الدستور

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption