أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 2 يوليو 2014

جاك ليكوك وشعرية الجسد

مدونة مجلة الفنون المسرحية




د. جميل حمداوي

يعتبر جاك ليكوك Jacques Lecoq من أهم المخرجين المعاصرين الذين أرسوا الإخراج المسرحي على أساس الواقعية الجسدية وشعرية الحركة، ويعني هذا أن جاك ليكوك من المخرجين الذين اهتموا كثيرا بفن الجسد وبلاغة الحركة ومسرح الألعاب البدنية والرياضية. ومن ثم، يتميز مسرحه بالديناميكية الأدائية ودراسة الإشارات اللفظية والإيماءات الصامتة والكوريغرافيا البصرية والتجريد الميمي.
وقد استطاع جاك ليكوك بكل مهارة ودراية احترافية أن يجعل من الركح المسرحي حلبة للصراع العضلي وفضاء للتعبير الديناميكي الذي ينصب على إظهار مقومات الجسد بمافيه الوجه واليدين وباقي أعضاء الجسم كله، كما ركز كثيرا على سيميولوجية الحركة والإشارة داخل العرض السينوغرافي من أجل خلق مشاهد فنية وجمالية رائعة ومثيرة تشد بلب المتفرج وتسحر بصره وتأخذ بوجدانه.
والجديد الذي أتى به جاك ليكوك هو أنه أدخل الرياضة البدنية والألعاب العضلية في عالم المسرح، وأعطى الدور الكبير للصمت والحركة والقناع على حساب اللفظ من أجل تغيير المسرح الأوربي الذي كان مرتبطا أيما ارتباط بالكلمة الحوارية، و تشبه ثورة جاك ليكوك التجديدية ما قام به كل من جاك كوبوه وأنطونان أرطو حينما رفضا المسرح الغربي ودعيا إلى مسرح حركي بديل.
1- من هو جاك ليكوك؟
ولد الفرنسي جاك ليكوك  Jacques Lecoq بباريس في 15 دجنبر 1921م وتوفي في19 يناير 1999م، ويعرف جاك ليكوك بكونه ممثلا ومخرجا ورياضيا وكوريغرافيا وبيداغوجيا.
ويعد أيضا من كبار الأساتذة المعاصرين الذين اهتموا بتدريب الممثل في القرن العشرين في مجال الميم المسرحي والشقلبة البهلوانية والأقنعة والكوميديا الهزلية وتشغيل الراوي في المسرحيات المنصبة حول التراجيديات القديمة.
بدأ جاك ليكوك حياته المهنية أستاذا للرياضة والتربية البدنية ، وعرف بحبه للعدو الريفي والسباحة،، وتعلم التمثيل في فرقة جان داستيه Jean Dasté، واستفاد كثير من الكوميديا الإيطالية ” دي لارتي ” على مستوى الجسدي والحركي.
واهتم جاك ليكوك كثيرا بفلسفة القناع ودوره السيميائي في المجال المسرحي والسينوغرافي، وتوصل مع صديقه النحات الإيطالي أمليتو سارتوري Amleto Sartori إلى إبداع ما يسمى بالقناع المحايد .
هذا، وقد وجهه صديقه داريو فو Dario Foإلى الاهتمام بالكوريغرافيا وشعرية الحركة والجسد؛ مما أهله هذا الأمر لإخراج مجموعة من التراجيديا اليونانية على ضوء الكوليغرافيا المعاصرة و بلاغة الجسد والتعبير الحركي.
وقد أسس جاك ليكوك سنة 1956م بباريس المدرسة العالمية للمسرح والميم، وقد تولى فيها التدريس وتدريب الطلبة وهواة الدراما والكوليغرافيا.
وفي سنة 1977م، أنشأ ليكوك مختبره LEM لدراسة حركات الجسد ، والبحث عن علاقات  الإيقاع  والفضاء المشهدي بالسينوغرفيا الركحية.
2- مدرسة جاك ليكوك:
تخرج من مدرسة جاك ليكوك كثير من عشاق المسرح وهواة الدراما والكوريغرافيا، ومن بين هؤلاء أريان منوشكين Ariane Mnouchkine التي اقترن اسمها بمسرح الشمس، وفيليب أفرون Philippe Avron ، ولوك بوندي Luc Bondy، وكريستوف مارتالير Christoph Marthaler ، وياسمينة رضا، ومومن شانزMummenschanz …واليهودي عميرام أتياس وآخرين…
وتضم مدرسة ليكوك كل من يرغب في معرفة شعرية الجسد، ويريد تعلم تقنيات التمثيل والتشخيص والإخراج المسرحي والتعرف على نظريات المسرح وطرائق الإخراج والكتابة الدرامية وبناء السينوغرافيا وتأثيث الركح.
ويقول الدكتور شاكر عبد الحميد عن هذه المدرسة:” أنشأ ليكوك مدرسته الخاصة لتدريب الممثلين عام 1956م في باريس، وقد كان ليكوك يقول: إن الممثل يكتب بجسده في الفضاء المسرحي، مثلما يكتب المؤلف المسرحي بقلمه على صفحة بيضاء، وربما لأنه بدأ حياته لاعبا رياضيا، فإنه كان مهتما بالقدرات الخاصة للجسد الإنساني. ومن ثم، فإنه خلال اهتمامه بالمسرح وتطويره لأساليبه المسرحية كان يشير كثيرا إلى أن أي حركة تقوم بها تحمل معنى ما، سواء كنا نقصد ذلك أو لانقصده، وكذلك أن الدافع الجسمي، دافع الحركة والتعبير الحركي، هو من الأمور الملازمة على نحو أصيل لتفكيرنا وانفعالاتنا وأداءاتنا بشكل عام”.1
ويدرس الطلبة في مدرسة ليكوك سنتين متتابعتين: ففي السنة الأولى يتم التركيز على ملاحظة حركات الناس ودراسة سيكولوجيا الشخصية. أما الدروس فتنصب حول استكشاف عالم الأقنعة والألعاب البهلوانية والشقلبات السيركية وفنون الصراع وتحليل الحركات وتحديد دلالاتها السيميائية والرمزية.
كما يتم الاهتمام بالميم والألعاب العضلية والفرجوية، وتمثيل الحياة عن طريق المحاكاة والتقليد واللعب ، ودراسة القناع من خلال ثلاث خاصيات أساسية وهي: الصمت والهدوء والتوازن، علاوة على دراسة الطبيعة في علاقتها الجدلية بالشخصية من خلال التركيز على العناصر و المواد ، والإضاءة والألوان، والنباتات والحيوان.
وتركز الدراسات النظرية على  الأقنعة وأدوارها الأيقونية والتعبيرية والوظيفية والبدائية.
كما يتم الاهتمام بتدريب الشخصيات على المواقف الدرامية ودراسة تصرفاتها ورغباتها وأهوائها.
ويدرس الطالب أيضا على ضوء رؤية ديناميكية الفنون الجميلة كالشعر والرسم والموسيقى في علاقة هرمونية بمسرح الأشياء وتحولاته الزمانية والمكانية.
وعلى مستوى التعلم الذاتي، يطلب من التلاميذ كل أسبوع توظيف خيالهم من أجل تحقيق إبداعاتهم داخل الجماعة، وتعرض أعمالهم في نهاية الأسبوع أمام مجموعة من الأستذة الذين يخضعون إنتاجاتهم للمناقشة والتقويم.
ويطلب منهم أيضا إنجاز أبحاث ميدانية حول عادات الناس وتصرفاتهم في الأماكن الآهلة والمزدحمة بالبشر استعدادا لتشخيصها فوق خشبة المسرح لإثارة الجمهور واستفزازه.
وتخصص السنة الثانية للإنتاج الإبداعي من خلال استثمار ما درسه الطالب في السنة الأولى في مجال  المونودراما، والكوميديا الهزلية، والتراجيديا ، والتهريج البهلواني، والكوميديا الإنسانية…
ويدرس الطلبة كذلك لغة الحركات، والبانتوميم، والحكايات الميمية، وتشخيص المشاعر على ضوء التمسرح الميلودرامي ، والتدريب على الكوميديا الإنسانية المقنعة والكوميديا الهزلية المجتمعية والفانطاستيكية  والكروتيسكية، والتمثيل في شكل جماعات وفرق ، ودراسة تراجيديا الراوي والبطل،وتمثل تقنيات المهرج والبهلوان السيركي والمسرحي مع استيعاب قواعد الكوميك.
ولا ننسى أيضا التعمق في دراسة النصوص المسرحية الكلاسيكية والمعاصرة مع التركيز على الكتابة المسرحية ومقومات الدراماتورجيا الدرامية.


مشهد مسرحي جماعي
وعلى المستوى الإنجاز الشخصي، يعرض الطلبة أعمالهم على المدرسين في نهاية كل أسبوع، كما تعرض أعمال الطلبة المنجزة أيضا على الجمهور كل ثلاثة أشهر.
وفي نهاية السنة الدراسية، يقدم الطلبة عرضا مسرحيا محددا من حيث الموضوع والوقت لمعرفة قدراتهم الكفائية في مجال المسرح والدراما .
وعليه، فمدرسة جاك ليكوك تستعمل بشكل بارز تقنية التكنيك الأكروباتيكي من خلال الجمع بين أسلوب إتيان دوكرو وأسلوب جان داست.
ومن ثم، تتميز المدرسة الليكوكية ببلاغة الجسم وديناميكية العضلات ، وتنطلق من شعرية الجسد وبلاغة الحركة و التركيز على الشعار الحيوي: ” فلنتحرك جميعا” فوق خشبة المسرح.


مدرسة جاك لكوك

أقنعة ليكوك
تدريب الممثلين حركيا
3- مؤلفات جاك لكوك:
من المعروف أن لجاك ليكوك مجموعة من الدراسات النظرية والتطبيقية التي تعرف بمدرسته المسرحية والإخراجية بله عن دروسه التي كان يقدمها لطلبته حول شعرية الجسم وبلاغة الجسد والحركة.
ومن أهم مؤلفات جاك ليكوك البارزة كتابه:” مسرح الميم والحركة” الذي ترجم إلى عدة لغات ومنها: اللغة الإنجليزية.
كما ألف كتابا آخر بعنوان:” شعرية الجسد le corps poétique” يشرح فيه نظريته المسرحية وتصوره الميزانسيني القائم على بلاغة الجسد والواقعية الجسمية والحركية.
وكان ليكوك ينتقل من بلد إلى آخر ليلقي مجموعة من دروسه النظرية والتطبيقية حول شعرية الجسد والحركة الديناميكية.
4- مصادر مسرح جاك ليكوك:
تأثر جاك ليكوك بالميم (التمثيل الصامت) المعروف قديما وحديثا، فطوره على ضوء أساليب تقنية معاصرة استوحى فيها نظريات أساتذته المبدعين كجاك كبوه Copeau، وفرانسوا ديل سارتو Francois Del Sarto (1811-1871م)، وإتيان دوكرو Etienne Decroux، وإليان غويو Eliane Guyon ، وجان داست Jean Daste، وماريا هيلين داست Marie Helene Daste  ، وهوراتسيو كوستا، وغابرييل كوزانGabriel Cousin.
ويلاحظ أيضا أنه تأثر كثيرا بمارسيل مارسو الذي قال:” إن الحركة الإيمائيةMime هي جوهر المسرح، كما أن مارسو هذا سيؤسس عام 1978- في باريس- ما سماه ” مدرسة الميمودراما” أو مدرسة الدراما الإيمائية”، وقد خصصها للتعلم والتدريب المناسبين في هذا المجال “.2
كما تأثر جاك ليكوك بالفارس والسيرك الغربي وبفن كوميديا ” دي لارتي” وطريقتها الارتجالية والكوميدية والحركية، كما استوعب مقومات المسرح الأنتروبولوجي الأفريقي والآسيوي والأمريكي.
5- مفهوم جاك ليكوك للممثل:
من المعروف أن هناك ثلاثة نصوص أساسية في مجال المسرح: نص المؤلف ونص المخرج ونص المتلقي، بيد أن جاك ليكوك يتحدث عن نص جديد وهو نص الممثل؛ لأنه يكتب نصه عن طريق الحركة والجسد مستعملا في ذلك طاقته التشخيصية الذاتية وذكاءه الفردي الخاص، وعبقريته  الحدسية في توليد الحركات الإبداعية المناسبة لسياقات التمثيل والتشخيص الدرامي.
تشخيص حركي
ومن هنا، فالممثل الحقيقي حسب ليكوك هو الذي يشغل جسده بطريقة رياضية وأكروباتيكية ، ويحسن الصراع الجسدي، ويتحكم في إيقاع بدنه في تناغم مع الفضاء السينوغرافي. كما أن هذا الممثل مطالب بمعرفة الميم والاشتغال الجيد على الأقنعة و الكوميديا الهزلية والتهريج ، وهو مطالب أيضا بإتقان فن المحاكاة والسخرية والباروديا والألعاب السركية والشقلبة المسرحية واللعب البهلواني.
ويشترط فيه كذلك حسن التموقع الفردي والتموقع الجماعي على خشبة الركح. ويعني هذا أن الممثل عند ليكوك قد أصبح لاعبا رياضيا ومصارعا بدنيا يوظف جسمه ولياقته بطريقة درامية لإقناع الجمهور والتأثير عليه.3
ويبدو لنا من كل هذا أن طرائق تدريب الممثل كما طورها جاك ليكوك على امتداد ثلاثين سنة أو يزيد عبارة عن أساليب :” غير مألوفة وجديدة في تشجيع الممثل على اكتشاف أسلوبه الخاص، بدلا من فرض أسلوب معين في الأداء عليه. وقد طور ليكوك أساليبه هذه في ظل أفكار تنامت في فرنسا في بداية سبعينيات القرن العشرين ، فحواها أنه من المهم التركيز على العملية المسرحية أكثر من الاهتمام بالناتج فقط، أي ضرورة الاهتمام بالعملية التي يتطور من خلالها النص المسرحي وليس المنتج النهائي الذي يؤدي أمام الجمهور. وقد تطلب ذلك أن يعاد تعريف مفهوم النص في المسرح فقيل: إن ذلك التعارض الثنائي القديم الذي يميز بين نص الكاتب وأداء الممثل لم يعد تمييزا مقبولا، وإن الممثل نفسه يقوم بتوليد نصه الخاص، وإن هذا النص، خاصة عندما يفهم جيدا، وعندما يندمج مع الكلمات والحركة والإيماءة والرقص والموسيقى والإضاءة وغيرها من المكونات المسرحية سيكون له تأثيره البالغ والمهم في الجمهور4.
ويقصد بهذا أن أهم نص مسرحي ليس هو نص المؤلف الذي يمكن الاستغناء عنه، بل هو نص الممثل الذي يحوله عن طريق الحركة الحية إلى عرض سينوغرافي ساحر ورائع.
إذا، فبمجرد:” بداية الأداء قد يكتب نص جديد، وإن الارتجال والإيماءات الحرة أو الموجهة، قد تكتب نصا خاصا، يؤدي، تكون ولادته الأولى والوحيدة مع بداية الأداء، من دون نص مكتوب سابق، وقد تكون له ولادته الثابتة إذا كان هناك نص مكتوب يمثل نقطة الانطلاق لهذه الولادة الثانية على خشبة المسرح.”5
يستند تدريب جاك ليكوك للممثل إلى الحركة والإيماءة كأساس للعمل، وينتقل الممثل من الدراما الميمية إلى الكلام الحواري، ويستلزم تدريبه الميمي أن يراقب جيدا الطبيعة التي تحيط به ويلاحظ أيضا الحياة الاجتماعية للناس عن طريق الجسد الذي يستعمله الملاحظ في الاحتكاك بالآخرين والاتصال بالطبيعة.
ومن هنا، يتحدث ليكوك عن الميم الديناميكي والجيودراماتيك، وتدريب الممثل على أداء التراجيديات القديمة والكوميديا دي لارتي والبانتوميم والميلودراما.
ويركز ليكوك في تدريب ممثله على التجمهر ولعبة القناع  والتهريج الدرامي وتوظيف عضلات الجسم وشعرية الجسد في حركة متناسقة وهرمونية منسجمة مع إيقاعات السينوغرافيا المسرحية وأنغام الموسيقى الموحية.

التشخيص البهلواني
5- التصور الميزانسيني عند جاك ليكوك:
يستند التصور الميزانسيني ” الإخراجي” عند جاك ليكوك على الاهتمام بشعرية الجسد في مجال المسرح من خلال التركيز على الميم والبانتوميم والكوريغرافيا وحركة التهريج والشقلبة السيركية وتوظيف الأقنعة الموحية ودراسة الراوي علاوة على البحث في الحركات الدرامية وتشريحها بدقة دلالية وسيميائية وأيقونية.
كما ركز جاك ليكوك على الفضاء الركحي والإيقاع الدرامي والحركي في علاقتهما بالسينوغرافيا الجسدية أوسينوغرافيا الكتل البشرية. ومن هنا، تتحول السينوغرافيا المشهدية عند ليكوك إلى فيلم حركي وفضاء للمبارزة والمصارعة القتالية وملعب للرياضة البدنية ومجال لفنون القتال ومرقص للجسد المتحرك بحيوية ديناميكية على أمواج الموسيقى الموحية والإضاءة الخافتة والمتوهجة فنا وجمالا.
ويهتم جاك ليكوك بدراسة الوجه واليدين وحركات العضلات الجسمية وتقنيات التحرك والمشي وتموقع الرجلين مع التركيز على النظرات والحركات الأيقونية والإشارات الميمية واللغات الجسدية ومختلف الألعاب البهلوانية والسيركية والتهريجية والتجمهر الجماعي والتشخيص الكوميكي الفكاهي.
كما يهتم أيضا بالمحاكاة الصادقة العميقة الجذور التي تمتد إلى :”ماوراء التشابه البسيط في الجسم أو الصوت، تمتد إلى ماوراء التشابه الخاص في الشكل الخارجي، إلى المحاكاة الخاصة العميقة للمعنى، وهي محاكاة تمتد من أشكالها البسيطة التي تتمثل في سلوك الطفل التلقائي إلى المحاكاة العميقة التي نجدها لدى الممثل أو في الفن عموما، المحاكاة هنا ليست هي المحاكاة السطحية المرآوية الساذجة، بل المحاكاة التي تقوم على أساس الخيال وعلى أساس القرب من عمق الشخص الذي تتم محاكاته ومن جوهر انفعالاته وأفكاره أيضا، جوهره الذي قد لايكون واضحا ظاهرا من خلال شكله الظاهري وأدائه الواضح، بل من خلال ما قد يكون كامنا وراء السطح وخلف المظهر.هنا نقترب أكثر من مفهوم المحاكاة الإيمائية المحاكاة والمحاكاة التنافسية أي المحاكاة بقصد الإتقان والإضافة والتفوق”.6
شعرية الجسد
وعلى أي حال، فهذه الطريقة التي ابتدعها جاك ليكوك مخالفة لطريقة قسطنطين ستانسلافسكي وأستوديو الممثل لكونها تركز بشكل أساسي على طاقات الممثل الجسمية وشعرية جسده وحركاته الذاتية ومقوماته العضلية والبدنية،” فمع تزايد اهتمام المخرجين المؤدين والجمهور بالإبداع الخاص بالممثل، تزايد الشعور بالحاجة إلى استكشاف أساليب مختلفة في التدريب للممثلين. وقد شعر البعض أن أسلوب ستانسلافسكي لن يكون مفيدا بدرجة كبيرة بالنسبة إلى الممثلين الذين يحاولون خلق ( إبداع ) مادتهم الخاصة، أسلوبهم الخاص، بدلا من البداية من نص مكتوب. هنا، كانت أفكار ليكوك أكثر إلهاما. هنا، اكتشفوا قدرا كبيرا من الإيماءات والتعبيرات الجسدية التي تمثل تراثا ثريا يعود إلى أساليب متنوعة خاصة بالبانتومايم (التمثيل الصامت) والكوميديا الارتجالية (كوميديا دي لارتي)، وفن المايم وفناني المايم الحديثين في فرنسا خاصة في بداية القرن العشرين، إضافة إلى عالم الأكروبات والمهرجين ومسرح الأقنعة القديم والحديث والكوميديا بأنواعها، وغيرها من الأساليب التي تعتمد على الحركة.”7
وينبني الإخراج المسرحي عند ليكوك على تعديل نص المؤلف ليتلاءم مع شعرية الجسد وتفاصيل الكوريغرافيا الهرمونية. وبعد ذلك، ينتقل إلى كتابة الممثل الجسدية من خلال تدريبه على قوانين الحركة واللعب والشكل والفضاء. ويعني هذا أن النص الدرامي ينبغي أن يكون نصا جسديا ميميا ومقنعا يقوم على اللعب الأكروباتيكي وتوظيف تقنيات الصراع والمبارزة واللعب البهلواني واستعمال السخرية والباروديا والتهريج والفكاهة الهازلة. وتساهم السينوغرافيا الإيقاعية والضوئية والفضائية في إثراء السياقات الجسدية للممثل وتشكيلها فنيا وجماليا ودراميا.
وقد كان ليكوك في تصوره الإخراجي يستكشف:” قوانين الحركة في المسرح، وفي الحياة بشكل عام،  حركة الجسم المرتبطة بانفعالاته ومشاعره المتنوعة وعلى أساس مجموعة من التجارب وعمليات التجريب بالجسد ، وقد كان يسعى دوما باحثا عن طرائق لاكتشاف الأبعاد الخيالية والشعرية للحركة، إضافة إلى أبعاد هذه الحركة الجسمية وطرائقها المتنوعة في التعبير أيضا، حيث كانت الإيماءة هي أساس الأداء والخيال المسرحي لدى ليكوك.
هكذا ، فإنه بينما كان ستانسلافسكي يؤكد ” الواقعية النفسية” للأداء، فإن ليكوك يؤكد الواقعية الجسمية والحركية له،أي قدرة الحركة على التعبير حتى لو كانت صامتة، فاللغة هنا لغة الإيماءة التي تقوم على أساس التحرير للخيال الجسدي للمثل كما أشارت أريان منوشكين، وقد كانت شديدة التأثر في مسرحها بأفكار ليكوك”.8
التدريب الحركي
يشغل جاك ليكوك ديناميكية الجسد في العمل المسرحي باعتبار أن الجسد هو العنصر الحي الأساسي في الإنسان، فيتم  نقل كل مايتحرك إلى المسرح عبر الجسد ومكوناته الرئيسة، كما يطبق جاك لكوك القوانين العالمية للحركة الجسدية في ميدان المسرح وتدريب الممثل.
وتستفيد منهجية جاك ليكوك من جميع التقنيات والتصورات الإخراجية المسرحية قديما وحديثا ، ويحاول ليكوك تجديدها وعصرنتها وقراءتها على ضوء الحاضر باستغلال شعرية الجسد وبلاغة الحركة وتقنيات الكوليغرافيا. كما تمثل ليكوك التكنيك الكروباتيكي وفن الميم الذي قال عنه:” ليس هناك شكل آخر للميم، فالميم هو كل شيء و قبل كل شيء في المسرح”.
ويمكن اختزال التصور الميزانسيني لدى جاك ليكوك في الخطوات الموالية:
* الانطلاق من نص مكتوب أو مرتجل أو حركي؛ لأن ليكوك لايستغني عن اللغة المكتوبة؛
* إخضاع النص المنتقى لدراماتورجية الجسد والكوريغرافيا التعبيرية؛
* تدريب الممثلين على الأداء الإيمائي والعضلي والرياضي؛
* الانطلاق من الواقعية الجسدية لتجريب طاقات الممثل الحيوية والديناميكية؛
* اكتشاف  الأبعاد الخيالية والشعرية للحركة؛
* تحرير الخيال الجسدي للممثل؛
* ربط الأداء الحركي بالمحاكاة والخيال والارتجال؛
* المزاوجة بين اللغة اللفظية واللغة الصامتة، بيد أن اللغة المتلفظة قاصرة وعاجزة عن الأداء مقارنة مع لغة الجسد وشعرية الحركة؛
* الاستعانة بالخيال الجسدي لتطوير قدرات الممثل على التمسرح والفعل الدرامي؛
* ملاحظة الممثلين لحياة الناس ومعايشتها بصدق في كل ثرائها وتجلياتها؛
* دراسة الحركة الجسدية تحليلا وتشخيصا؛
* تطويع الحركية الجسدية مع سينوغرافيا الركح؛
* التركيز على السينوغرافيا الجسدية والحركية؛
* الاهتمام بفن المقاتلة والصراع والتهريج والكوميك والميم والشقلبة السيركية؛
* توظيف الرياضة البدنية والأقنعة المحايدة في العروض المسرحية؛
* فهم العالم وتفسيره عن طريق الجسد والحركة.

توظيف الرياضة البدنية في المسرح
6- مكانة جان لكوك المسرحية:
من المعلوم أن لجاك ليكوك مكانة هامة في تاريخ الإخراج المعاصر، والدليل على ذلك أنه استدعي مرات عدة من قبل الكثير من دول العالم ليقدم محاضرات حول نظريته المسرحية التي تسمى بشعرية الجسد أو بلاغة الحركة أو الواقعية الجسدية أو مسرح الإيماءة أو مسرح القناع.
و يعد أيضا من مؤسسي بيداغوجيا المسرح التي أرسي دعائمها على التكنيك الأكروباتيكي وفن الميم والارتجال والرياضة البدنية.
وتتجلى مكانته الكبرى في تأسيس السينوغرافيا العضلية والمشهدية البصرية الكوريغرافية على أسس علمية وفنية جديدة تنفتح على السيرك والرقص والباليه والسينما والتنشيط والمسرح والرياضة البدنية وفنون القتال والمصارعة.
ومن الآثار الدالة على قيمة جاك ليكوك ومكانته الهامة في المسرح الغربي أنه حاول أن يخلص المسرح العالمي من إسار الكلمة اللفظية والحوارات اللغوية واستبدال كل ذلك بالصمت والميم والبانتوميم والألعاب الرياضية وفنون المقاتلة والمبارزة. علاوة على كونه  ساهم في تكوين مجموعة من الأطر المسرحية من ممثلين ومخرجين ومنشطين ومدربين ومدرسين في مجال المسرح وأخص بالذكر المخرجة آريان منوشكين صاحبة مسرح الشمس بباريس.
لقطة مشهدية عضلية
7- تقويم تجربته المسرحية:
من أهم الملاحظات التي يمكن الخروج منها بعد تأملنا في تجربة جاك ليكوك  التنظيرية والتطبيقية أنه حول المسرح إلى كوريغرافيا عضلية ورياضة بدنية ومصارعات قتالية وصمت حركي ميمودرامي ، بيد أن المسرح تعبير لغوي أكثر مما هو تعبير جسدي، وحوار لفظي أكثر مما هو كوريغرافيا ولعب جسمي وعضلي.
وعلى الرغم من هذه الملاحظات الهينة، فإن جاك ليكوك أتى بنظرية درامية جديدة ويمكن حصرها في بلاغة الجسد أو شعرية الحركة أو الواقعية الجسدية.
خاتمــــة:
وخلاصة القول: يعتبر  جاك ليكوك مخرجا فرنسيا متميزا في تاريخ الإخراج العالمي بما قدمه من نظريات وتطبيقات ميزانسينية توحي بالتجديد والإبداع والحداثة وبالضبط حينما ربط تشخيص الممثل بالتربية البدنية واللعب الفيزيائي العضلي. وبالتالي، يرتبط جاك ليكوك أيما ارتباط ببلاغة الحركة وشعرية الجسد.
وإذا كان المخرج الروسي قسطنطين ستانسلافسكي قد بلور ما يسمى بالواقعية النفسية، فإن جاك ليكوك قد أوجد نظرية جسدية تسمى بالواقعية الجسدية التي تستند إلى تطويع الجسد بطريقة ديناميكية لينسجم مع إيقاعات الموسيقى وجماليات السينوغرافيا المشهدية.
ومن هنا، يمكن القول بأن جاك ليكوك سيبقى خالدا في أرشيف المسرح الغربي بسبب تأسيسه لبلاغة الجسد وشعرية الحركة ولعبة الميم والبانتوميم.
المصادر والمراجع:
1- د. شاكر عبد الحميد: الخيال من الكهف إلى الواقع الافتراضي، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد:360، فبراير 2009م؛
2-A Regarder. Lecoq.J.: Theatre of Mime and gesture. Translated by Dvlid Bradly et.al.London: Routledge, 2006.

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

أستشاهد الفنانة السورية الشابة سوزي سلمان

مدونة مجلة الفنون المسرحية
الفنانة الشهيدة سوزي سلمان 

استشهدت الفنانة السورية الشابة سوزي سلمان اليوم في دمشق وذلك نتيجة نزول قذيفة بجانب بيتها في منطقة باب توما .
وكانت الممثلة السورية الشابة في زيارة في بيت صديقتها وجارتها حيث نزلت أولى القذائف أمام بيت صديقتها لتهرع هي الى بيتها قبل ان تباغتها قذيفة أخرى في الشارع وتجعلها تفارق الحياة .
وكتبت الفنانة السورية الشابة على صفحتها على الفيس بوك وهي في بيت صديقتها (قبل استشهادها بحوالي ربع ساعة ) عند نزول القذيفة الأولى ” يا رب سترك كنت اذكر الله منذ قليل لا أدري لماذا ..نزلت قذيفة قدام بيتي يا رب سترك القذيقة ع بيت المصياتي….”.
وتناقل أصدقاء الممثلة الشابة صورتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبدؤوا بنعيها بكلمات حزينة جدا ، حيث أثار استشهادها حالة حزن كبيرة في الوسط الفني والإعلامي .
الجدير ذكره أن الممثلة سوزان سلمان تبغ من العمر 31 عام ، و هي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية ، ولها العديد من الأعمال المسرحية وكانت اخر مشاركاتها الخارجية في مهرجان المسرح العربي في الشارقة 2014 في مسرحية "ليل داخلي " كمساعد مخرج وكانت المسرحية من اخراج سامر اسماعيل وتمثيا روبين عيسى.

الأربعاء، 25 يونيو 2014

المخرج المسرحي د. صلاح القصب : المسرح العراقي ثقافة بدأها عقل متقدم..

مدونة مجلة الفنون المسرحية

المخرج المسرحي د. صلاح القصب لـ(الشبكة العراقية): المسرح العراقي ثقافة بدأها عقل متقدم..
المسرح العراقي الان يتحرك ضمن مساحة فضائية حرة
*على اي أسس يشتغل المسرح العراقي من الناحية الفكرية والجمالية؟
-المسرح العراقي ثقافة بدأها عقل متقدم حيث كان جيل الرواد وبشكل خاص تجارب الراحل والرائد حقي الشبلي حيث نقل المسرح من اشتغالات عفوية وبسيطة تنتمي الى الرواية دخل الى فضاءات اخرى جعل المسرح علماً كباقي العلوم لذلك فان المسرح العراقي تشتغل قواه وحركته ضمن أسس ودراسات تشتغل في الجانب الجمالي والفكري والمسرح العراقي الان يتحرك ضمن مساحة فضائية حرة لذلك فان القراءة الحرة للمسرح هي الاساس الكبير في إنشاء مسرح مشهد مسرحي ونقول ان المسرح العراقي يتحرك ضمن معمارية يسكنها الجمال والفكر ويمتلك الامتداد الحركي لتجارب كثيرة منها تجارب الراحلين ابراهيم جلال وجعفر السعدي وقاسم محمد وسامي محمد والاستاذ سامي عبد الحميد هذا التراكم الكبير استطاع ان يؤسس لهذه الجغرافية المتقدمة في المسرح العراقي.
نحن بحاجة الى اعلام فعال
*كيف يقيم الدكتور صلاح النص وواقع المسرح العراقي اليوم؟
-النص المسرحي نص متطور هناك كتاب استطاعوا ان يؤسسوا ثقافة درامية متقدمة هناك يوسف العاني وعادل كاظم وطه سالم وقاسم محمد وعادل كاظم ومحيي الدين زنكنة وهي اسماء كبيرة استطاعت ان تشكل معمارية كبيرة في بنائية نص درامي عراقي استطاع ان يشكل حضوراً محلياً وعربياً ودولياً المسرح العراقي تحديداً نص متطور ولكننا بحاجة الى اعلام فعال لنشر نصوص المسرح العراقي وانجازاته يعني لو تترجم نصوص عادل كاظم ومحيي الدين زنكنة وطه سالم فسيؤدي ذلك الى انتشار اوسع واتصور ان ذلك سيشكل للمؤلف العراقي حضوراً كبيراً على المستوى العربي والعالمي.
&*حدثنا عن مسرحيتكم الاخيرة التي عرضت “ماكبث” وماالذي تعنيه لكم؟
-مسرحية ماكبث كانت محطة مهمة على المستوى الفكري والآيديولوجي والجمالي استطاعت ان تشكل حضوراً على المستوى السياسي وعلى المستوى الفكري لذلك تعد مسرحية ماكبث تجربة رائدة للمسرح الجمالي تشغله ظروف العالم والظروف التي تحيط بالمخرج على المستوى العالمي وهي عندي تجربة كبيرة.
ضرورة تبني وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح العراقي للورش مسرحية
*هل في ذهنكم  ولرؤيتكم مقترحات لتطوير آفاق المسرح العراقي؟
-انا في رؤيتي انطلق من التاكيد على وجود الورش عالم اليوم يتقدم من خلال الورش ومن خلال المختبر المسرحي هناك طاقات كبيرة في المسرح العراقي اعتقد ان الورش هو البديل المهم الذي يشكل ثنائية مع المعاهد والكليات الفنية لذا وبشكل خاص ارى ضرورة ان تتبنى وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح العراقي ورشاً مسرحية للاهتمام بهذا الجيل وكي لانفقده ولابد ان تكون هذه الورش في تاكيد حركة المسرح ويجب ان تكون هناك ورش لان هناك اجيالاً يجب التواصل معها.
*هناك بعض النقاد يطالبون بان تكون هذه الورش والمختبرات المسرحية بديلاً عن المعاهد والاكاديميات الفنية لتطوير آفاق الفن المسرحي كيف تقرأون هذا الرأي النقدي؟
-كلا ان قضية الدراسة الاكاديمية مهمة جداً والمختبرات مهمة هي الاخرى والمشاغل المسرحية كل ذلك مهم وجوهر هذه الافعال هو الارتقاء بالفن المسرحي العراقي بتجاربه الجميلة.
*عملك القادم ريتشارد الثالث هل هو استمرار لتأسيس خطكم الاخراجي المتميز؟
-دائماً في كل عمل هناك فرضية ويجب ان يكون هناك خط تصاعدي واتصور ان مسرحيتي القادمة ستكون تجربة مهمة على مستوى الاداء وعلى مستوى الشكل وعلى مستوى المضمون ويجب ان تكون تجربة ناجحة وتؤسس خطاً اخراجياً متميزاً ويجب ان تكون عملاً كبيرا يرتقي الى مستوى العالمية؟
خوض التجارب الجريئة يؤدي حتماً الى الأرتقاء في المسرح الصوري
*كيف تقيم مسرح الصورة الذي أنتم من رواده؟
-مسرح الصورة مسرح عالمي وله جذوره وليس صلاح القصب هو الذي اخترعه او اكتشفه هو مسرح عالمي كما قلت  ولكن كيف فكر العراقي صلاح القصب في هذا الاتجاه وفي هذا الاسلوب هل استطاع ان يطور هذا الاسلوب الذي هو عالمي وهل استطاع ان يخلق من هذا الاسلوب حركة ومواصلة وحواراً مع  المسرح العالمي وجزءاً من ثقافة مسرحية عالمية لذلك ان خوض التجارب الجريئة يؤدي حتماً الى الارتقاء في المسرح الصوري.
التجريب أسلوب صعب جداً
*كنت من اوائل دعاة التجريب في المسرح العراقي ماهي منطلقاتكم الفكرية والفنية لهذا التجريب؟
-التجريب اسلوب صعب جداً ومعناه ان تكتشف مناطق جديدة والابتعاد عن التقليد والمحاكاة اليومية والتجريب ليس ان تتعلم فقط التجريب بالمعنى العلمي هو ان تضيف شيئا للحركة المسرحية على المستوى العربي والعالمي والمسرح العراقي يتحرك الان ضمن نشاط ثقافي متقدم على باقي بلدان العالم العربي.
*الاعمال المسرحية العراقية التي انتهجت التجريب هل استطاعت الاقتراب من المستوى المعياري لمفهوم التجريب ام انه كما قال بعض النقاد المسرحيين ان التجريب اصبح مجرد هلوسة في هذه الاعمال بأسم التجديد والمغايرة؟
-هناك اعمال كبيرة خاضها شباب المسرح العراقي وكانت منطلقاتها تجريبية بالاساس وهناك جيل من المسرحيين العراقيين استطاعوا ان يخوضوا هذه التجربة بانشائية وثقافية متقدمة.
*هل تواصل المسرح العراقي مع مايستجد في عالم التقنية والتكنولوجيا؟
-مازالت التقنية في المسرح على المستوى التكنولوجي غير متقدمة لايمكن ان ترتقي بشيء  وكيف لك ان تبني مسرحاً متقدماً اذا لم تكن هناك تقنية تكنولوجية متقدمة.
*هذا السؤال يقودنا الى مسألة استمرار خراب واهمال البنية التحتية للمسارح المدمرة منذ عام 2003 التي تعرضت للتخريب والسلب والنهب كيف تنظرون لهذا الخراب؟
-المسارح الان غير موجودة والمسرح الوطني هو مسرح للاستعراض وليس للدراما لذلك لابد ان تكون هناك منطلقات كي يستطيع المسرح ان يتحرك ويجب ان يكون هناك مسرح ويجب ان تكون هناك تقنية على مستوى الضوء والصوت وتدريب الممثل ووجود  المختبرات لم اجد الان هذه الامكانية على المستوى التقني والتكنولوجي متوفرة في المسرح وذلك جزء من الخراب الذي نعانيه.
*يقول بعض النقاد ان المسرح العراق يمر حالياً في مرحلة خريف العمر كيف تقرأ هذا الرأي لبعض النقاد؟
-كلا بالتاكيد فلقد استطاع المسرح العراقي من خلال اعمال ابراهيم جلال وعقيل مهدي يوسف وغيرهم من المبدعين العراقيين وعذراً لمن نسيت اسمه من المبدعين وايضا تجارب الشباب ان يقدم اعمالاً ليس على مستوى محلي بقدر ما هي بمستوى مسارح متقدمة عربيا ً وعالمياً.
*مارأيك بجيل المسرحيين الشباب هل انت متفائل بهم وبعطائهم المسرحي؟
-هناك اسماء كثيرة لااستطيع ان احدد الان ونقول ان المسرح اخذ موقعه والمسرح الشبابي هو مسرح متميز ومهم على المستوى المحلي والعربي.
*ما استشرافك لمستقبل المسرح العراقي؟
-علينا دائماً ان نستشرق مستقبل المسرح العراقي لذلك انا اؤمن بالمستقبل واؤمن بالحركة والتجديد مادام هناك تجديد ومحاولات شابة يعني ان المسرح العراقي مستمر ومستقبله ناصع.
*كلمة اخيرة ترغب بذكرها من خلال مجلة الشبكة العراقية؟
-شكراً لمجلة الشبكة العراقية وهي مجلة ثقافية مهمة وشكراً للثقافة وهي تسعى الى ترسيخ قيم الثقافة والحرية والتجديد

حاوره: جاسم الصغير
 الشبكة

الاثنين، 23 يونيو 2014

عزت الطيري بعد فوزه بجائزة الدولة في المسرح الشعري: ظهر الحق وفزت بعد تأخير 10 سنوات

مدونة مجلة الفنون المسرحية
عزت الطيري

أعلنت وزارة الثقافة، فوز الشاعر عزت الطيري بجائزة الدولة في المسرح الشعري عن مسرحيته الشعرية "بحيرة الظمأ". 
وعن نبأ فوزه علق الطيري تعبيرًا عن سعادته بتقدير الدولة: "بعد أن سرقوها منى خمس مرات ومنعوها عنى خمس مرات، ظهر الحق وفزت بجائزة الدولة فى المسرح الشعرى عن مسرحية بحيرة الظمأ..الحمد لله ولن يضيع حق وراءه مطالب وشكرا لمئات المكالمات التى وصلتنى من مصر وجميع البلاد العربية وبدأها الشاعر حسين القباحى.. ورغم إني تجاوزت هذه الجائزة إبداعيا، لكنها تأكيد لمبدأ الإصرار وأهديها لكل المبدعين أمثالى من أولاد البطة السوداء الذين يعيشون فى الأقاليم وبعيدا عن مهرجانات القاهرة ومنتدياتها ومؤتمراتها وأشياء أخرى". 
والشاعر عزت الطيري من الشعراء المعدودين الذين قادوا حركة التجديد منذ سبعينيات القرن العشرين وهو يقيم في قريته بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، حيث يؤثر الحياة بعيدا عن ضجيج العاصمة، ومع ذلك فهو على اتصال وثيق بالحركة الشعرية خاصة والثقافية عامة، حيث انتخب عضوا بمجلس إدارة اتحاد كتاب مصر في دورته الحالية وله العديد من الدواوين والمسرحيات الشعرية ومن بينها المسرحية الفائزة ومثل مصر في العديد من المهرجانات العربية والعالمية وصدرت مجموعة مؤلفاته الكاملة عن الهيئة المصرية للكتاب.

«قفص» مسرحية لجمانة حداد

مدونة مجلة الفنون المسرحية
    
في كتاب «قفص» تنتقل الشاعرة جمانة حداد إلى عالم المسرح فتكتب نصاً مسرحياً بالعامية، وقد ضمنته إشارات إخراجية ورسوماً تخطيطية لسينوغرافيا مقترحة للفضاء المسرحي والشخصيات. والكتاب صدر عن دار «نوفل» - «هاشيت أنطوان» العربية وحمل على غلافه عبارة «للراشدين فقط». وفي المسرحية هذه تكسر حداد قضبان أقفاص عدة: قفص التقاليد. قفص الخوف. قفص العيب. قفص المظاهر. قفص السلطة. قفص المعايير المزدوجة...
وعلى الغلاف الأخير نقرأ أنّ حداد في «قفص» تكتب «من أجل المهمّشين والمهمّشات. الخائفين والخائفات. المخوَّفين والمخوَّفات. المسحوقين والمسحوقات. الساكتين والساكتات. المرفوضين والمرفوضات. اليائسين واليائسات. المستضعَفين والمستضعفات. المُتبرّأ منهم ومنهنّ. المشمئَز منهم ومنهنّ. المشار إليهم وإليهنّ بأصابع التحريض والتخوين. المطعونين والمطعونات في ظهورهم وظهورهنّ. بل قلوبهم وقلوبهن». أما الشخصيات فهي: لمى، زينة، هبة، يارا وعبير. «هؤلاء الخمس هن ضحايا الخبث والجهل والجبن التي تنخر الكثيرين والكثيرات من أبناء مجتمعاتنا، وتنخر معها الكثير من البنى العقلية والمؤسسية والنقدية».
والطريف أن النص الذي كتبته الشاعرة بالعامية، أعاد الكاتب رؤوف قبيسي كتابته بالفصحى ليصدر بهما معاً.
وجمانة حداد شاعرة وكاتبة لبنانية حازت جوائز عربية وعالمية عدّة، فضلاً عن كونها صحافية ومترجمة وأستاذة جامعية. تشغل منصب المسؤولة عن الصفحة الثقافية في جريدة «النهار»، وتعلّم الكتابة الإبداعية في الجامعة اللبنانية - الأميركية في بيروت. وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة. من أعمالها «عودة ليليت»، «سيجيء الموت وستكون له عيناك»، «هكذا قتلتُ شهرزاد» و«سوبرمان عربي».

بيروت - الحياة 

السبت، 14 يونيو 2014

تظاهرة مسرح الطفل تعم المدن السورية | مجلة الفنون المسرحية

تظاهرة مسرح الطفل تعم المدن السورية | مجلة الفنون المسرحية

مدونة مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 12 يونيو 2014

قريـــــبا: في المسرح الوطني "مبدعون هواة"

مدونة مجلة الفنون المسرحية
يستعد المسرح الوطني لإطلاق تظاهرة « مبدعون هواة » في دورتها الاولى من 16 إلى 21 جوان 2014 على الساعة السابعة مساءً بقاعة الفن الرابع بالعاصمة .
هو عبارة عن تظاهرة مفتوحة للهواة هكذا استهل مدير المسرح الوطني أنور الشعافي وأكد أن العروض التي ستقدم أغلبها جديدة ويعتبر عرض الافتتاح والاختتام عرضين أولين.
وتأتي هذه التظاهرة حسب الروزنامة التي تم ضبطها في البرنامج العام للمسرح الوطني هذا ويكون بعد هذه التظاهرة مباشرة يوم المسرح المدرسي بعرضين مسرحيين متوجين في المهرجان الوطني للمسرح المدرسي بقربة.

العرض الأول لمدرسة اعدادية من بن عروس وتحمل عنوان «استدعاء ولي» والعرض الثاني مسرحية بعنوان «التجربة» للمعهد الثانوي المتلوي. هذا ويمكن أن يكون هناك عرض ثالث من مدرسة خاصة.
إذن تبدأ فعاليات هذه التظاهرة يوم الاثنين 16 جوان 2014 مع عرض الافتتاح الذي سيتم فيه عرض مسرحية «تخريف» من إخراج وائل باني لجمعية الاتحاد المسرحي بفوشانة.
يوم الثلاثاء 17 جوان تعرض مسرحية « للاّ .. بية » لجمعية النهر المسرحي بتونس من إخراج كمال حمدي، أما يوم الأربعاء 18 جوان فيكون الموعد مع مسرحية « فاوست» لمجموعة دار الثقافة إبن رشيق وهي من إخراج عبد القادر بن سعيد.

لتعرض يوم الخميس 19 جوان مسرحية « جحا .. أنا وأنت « لجمعية محمد الحيدري بباجة من إخراج صفوان الكشباطي.
أما بالنسبة ليوم الجمعة 20 جوان فتعرض مسرحية « عم صالح » لجمعية مسرح الهواة بطبرقة والإخراج فلحسين عمامري
وفي الإختتام يوم السبت 21 جوان يقع عرض مسرحية « زنازين النور» لجمعية مسرح المدينة بجمنة وهي من إخراج حافظ خليفة.

المغرب


الأحد، 8 يونيو 2014

جمعية المسرح العمانية تضع اللمسات الأخيرة للمنافسة بمهرجان الشارقة

مدونة مجلة الفنون المسرحية





تستعد الجمعية العمانية للمسرح لتمثيل السلطنة في مهرجان الشارقة الأول للمسرح الخليجي في سبتمبر المقبل 2014 بتكليف من وزارة التراث والثقافة التي منحتها الثقة لإنجاز هذه المهمة ورفع اسم السلطنة في مثل هذه الفعاليات الثقافية المهمة.


رئيس الجمعية العمانية للمسرح خالد العامري يقول: "يُعتبر تمثيل الجمعية العمانية للمسرح للسلطنة في مهرجان الشارقة خطوة جيدة وإنجازاً كبيراً يسجل للجمعية التي استطاعت بتكاتف أعضائها أن تحقق العديد من الإنجازات وتثبت حضورها على المستوى المحلي والخارجي أيضاً منذ تأسيسها قبل قرابة الخمس سنوات في 2009، حيث شاركت مسبقاً في العديد من المهرجات المحلية والخليجية مثل مهرجان الطائف للمسرح في العامين 2012 و2013 على التوالي واستطاعت أن تحصد العديد من الجوائز".


وكانت الجمعية قد أعلنت عن مسابقة وفتحت باب المشاركة لمؤلفي النصوص الأدبية المسرحية من أعضاء الجمعية لاختيار النص الذي ستشارك به في المهرجان المقبل، وبالفعل استلمت اللجنة المشرفة على النصوص 8 نصوص مختلفة حتى الآن، ويتوقع أن يرتفع هذا العدد قبل أن تنتهي فترة المشاركة في 12 يونيو الجاري، بعدها ستقوم لجنة اختيار النصوص برئاسة د. سعيد السيابي إلى جانب عضوين من خارج السلطنة بتحكيم المشاركات لاختيار النص الفائز وإرسال نسخة منه إلى لجنة مهرجان الشارقة لاعتماده للعرض في سبتمبر المقبل.


العامري يؤكد أن الوقت ما زال مبكراً للكشف عن أسماء المؤلفين المشاركين وذلك لضمان حصولهم على فرص متساوية في التحكيم ونزاهة عملية الاختيار، ولكن ما يمكن قوله الآن والكلام للعامري، أن كافة النصوص المشاركة حتى اليوم هي لكتاب محترفين وليسوا هواة، الأمر الذي يرفع من مستوى المنافسة إلى حد بعيد ويضمن مشاركة السلطنة بنص جيد يكون له فرصة حقيقية لحصد إحدى جوائز المهرجان.



طاقم العمل
يضيف رئيس الجمعية العمانية للمسرح: "نعمل حالياً على اقتراح وترشيح عدد من الأسماء البارزة لتولي مهمات الإخراج والتمثيل والأعمال الفنية، لكن ذلك لن يحسم قبل تحديد النص الفائز، لكن عموماً يمكن القول إنه مع بداية يوليو المقبل ستكون الصورة قد اكتملت وأصبحنا جاهزين للبدء بالتدريبات، لكن الشرط الوحيد لنا هو أن كافة الممثلين سيكونون من أعضاء الجمعية الذين أثبتوا حضورهم المسرحي ولهم إنجازات على هذا الصعيد.


ويتابع العامري: "نأمل كثيراً في تحقيق نتائج طيبة في مهرجان الشارقة المسرحي المقبل، فلدينا ممثلين يملكون قدرات جيدة والنصوص التي قدمت حتى الآن توحي أن المنافسة ستكون كبيرة وأن النص الفائز سيكون أفضل الأفضل وبالتالي سيشكل رقماً صعباً في الشارقة، يمكن القول إننا في وضع جيد ونتمنى أن نحقق إنجازا نفخر به ويرفع اسم السلطنة عالياً في هذا المهرجان الإقليمي المهم.



اشتراطات المشاركة
للراغبين بالمشاركة بنصوصهم في هذه المسابقة هناك عدة شروط يجب أن يحققوها، وهي كالتالي:
- أن يكون الكاتب عمانيا، ومن أعضاء الجمعية العمانية للمسرح.
- يكون النص مكتوبا بلغة مسرحية جيدة.
- يفضل أن يحمل الهوية العمانية.
- يراعى أن يحمل النص أكبر عدد من الشخوص المسرحية المؤثرة في سياق النص.
- يفضل أن لا يكون النص معدا أو مقتبسا عن نص آخر.

مسقط – لورا نصره
الشبيبة

الخميس، 5 يونيو 2014

الحجاجي: فن المسرح والرواية يعتمد في الأصل على السيرة الشعبية

مدونة مجلة الفنون المسرحية

شهد مساء أمس الصالون الثقافى بالبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، تكريم دكتور أحمد شمس الدين الحجاجى، أستاذ الأدب بكلية الآداب جامعة القاهرة، فى آخر فعاليات الصالون الثقافى لعام 2013/2014 ، والذى يقيمه البيت فى الثلاثاء الأول من كل شهر بقاعة صلاح جاهين بمسرح البالون.
فى بداية الأمسية الثقافية الفنية، تحدث دكتور محمد أمين المشرف العام على الصالون الثقافى فى نبذة مختصرة عن كتب ودراسات وأبحاث دكتور الحجاجى فى السير الشعبية، ثم قدم دكتور أمين عددا من تلاميذ الحجاجى من أساتذة كلية الآداب جامعة القاهرة، للتحدث عنه كان من بينهم د. تامر فايز و د. خالد عبد الحليم.
عقب ذلك أهدى د. عماد سعيد رئيس البيت، درع البيت إلى د. الحجاجى ، وقال خلال التكريم إن لسانه يعجز عن الكلام فى حضور قامة كبيرة مثل د. الحجاجى، وأعرب عن سعادته بما ناله البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية من شرف كبير بذلك التكريم.
ووجه د. الحجاجى الشكر لكل القائمين على الصالون الثقاقى قائلا إنه لم يشعر فى أى يوم كرم فيه بأنه يستحق التكريم، ولكن سعادته اليوم وهو يرى تلاميذه قد وصلوا إلى مراكز قيادية هامة أكبر من أى تكريم، فهم مابين أساتذة جامعات أو وكلاء وزارة، وتحدث فى اختصار عن مشوار حياته وكيف اتجه إلى الدراسة والبحث بعمق فى الفن الشعبى والسير الشعبية خاصة، ليس فى مصر فقط بل فى مختلف بلاد العالم كان أبرزها كوريا والصين، ولاحظ من خلال جولته أن فن المسرح والرواية يعتمد فى الأصل وفى بدايته على مايعرف بـ "السيرة".
وفى كلمته، قال دكتور خالد أن نتيجة بحث الحجاجى وتجوله فى مختلف محافظات مصر ماجعله يهوى السير الشعبية ، حتى عرف بـ"شيخ السيرة" لما دونه وسجله عن السيرة الشعبية وخاصة السيرة الهلالية، وجعل من د. الحجاجى بمثابة حصن للسير الشعبية من الضياع أو التزييف.
وتخلل شرح د. خالد للسيرة الهلالية عدة فقرات فنية من الفنان الشعبى المنشد "أحمد السيد حواس"عن السيرة الهلالية، كما قدم حواس فقرة ارتجالية عقب إعلان نتيجة اللجنة العليا للإنتخابات وتنصيب "السيسى" رئيسا لمصر. 
نضال ممدوح االبوابة نيوز

الاثنين، 2 يونيو 2014

مسرحية" أمراة رائعة " تأليف محسن النصار

الجمعة، 30 مايو 2014

ملتقى خبراء المسرح المدرسي العرب

مدونة مجلة الفنون المسرحية


سيعقد بأشراف الهيئة العربية للمسرح ملتقى خبراء المسرح المدرسي العرب ضمن مشروع تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي , حيث وضعت الهيئة مشروع عمل  تضمن عقد ثلاثة ملتقيات، الأول عقد في ىالشارقة تحت عنوان «المسرح المدرسي أساس التنمية المسرحية» في شهر آذار الماضي ، وضم الملتقى مسؤولي أقسام النشاط المسرحي في وزارات التربية العرب. أما الملتقى الثاني فيعقد أيضاً في الشارقة تحت اسم «ملتقى خبراءالمسرح المدرسي العرب » خلال الفترة من 1 وحتى 3 حزيران ؛ ومن ثم تشكيل لجنة تنفيذية لمشروع تنمية المسرح المدرسي في نهاية حزيران 2014، وفي الشارقة أخيراً، وخلال الفترة من 1 إلى 3 أيلول المقبل، يُعقد الملتقى الدولي للمسرح المدرسي بمشاركة هيئات وأطراف دولية مع اللجنة التنفيذية، ومن يلزم من خبراء عرب، حيث يجري خلاله وضع الخطط العملية للنشاطات في عاميّ 2015 و 2016.

الأربعاء، 28 مايو 2014

محسن النصار - مسرحية- أمراة رائعة - تأليف محسن النصار

مسرح عالمي.. عذابات فرويد في جلسته الأخيرة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

ينطوي فرويد، الذي يقوم بدوره هنا كينيث تيغَر، على مخاوف أقل تجريداً بالتأكيد في نص مارك جيرمَين لمسرحية " الجلسة الأخيرة لفرويد Freud’s Last Session "، التي عرضت في الشهر الماضي على مسرح TheaterWorks Hartford . إنه الآن في صباح أحد أيام أيلول من عام 1939 في الثالثة و الثمانين من عمره و يعاني من سرطان متقدم في الفم، و قد غزت ألمانيا للتو بولندة. و مع الكارثة التي تلوح في الجو، يستقبل زائراً، هو المؤلف سي. أيس. لويس، الذي يقوم بدوره هنا جوناثان كرومبي، قبل نشر " الأسد، و الساحر، و الخزانة " و كتب نورنيا الأخرى. و يرغب فرويد في معرفة كيف يمكن لمثل هذا الرجل الذكي أن يهجر فجأةً طرقه الإلحادية و يتحول إلى الدين أو " يعتنق كذبةً مُغوية"، حسب تعبير فرويد.
و تتحول مقابلتهما ( في 90 دقيقة، و هي أطول كثيراً من جلسة التحليل النفسي القياسية ) بشكل سريع إلى تبادل في الكلام، تبادل يهدد بالتحول إلى مواجهة قبيحة لكنها تتوقف فجأةً على الدوام.
و السيد كرومبي، في دور لويس، محبوب و يقدّم وجهات نظر بصورة عقلانية جداً لدرجة أن مئة ملحد من الجمهور يمكن أن يدعو الرجل لتناول العشاء و سماع المزيد منه. فيقول لويس إن عقيدته الآن عدم الإيمان، الذي كان قد تظاهر به بقوة و هو شاب صغير، " و أرضى رغبتي في أن يدَعوني لوحدي. " و الحجة الأخرى التي لديه هي أن " اختيار عدم الإيمان " بالله هو في حد ذاته برهان على وجوده.
و حين يورد فرويد حقائق مزعجة عن هيئة كهنوت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، يهز لويس كتفيه و يتغاضى عن ذلك، قائلاً : " إن غباء قادة الكنيسة هدف سهل جداً. "
إن معنى الحياة، في فلسفة فرويد، واضح. فهو يعلن " إن الجنس ينبوع السعادة كلها. "  والخجل والضمير وجهان للوجود الإنساني من أجل التغلب عليه، لا تنميته و الصلاة بشأنه. أما بالنسبة ليسوع، فإن " تعاليمه ساذجة و تدميرية. " و بالرغم من أن فرويد يهودي، فهو يعرف عمَّن يتحدث؛ فقد كانت له مربية كاثوليكية.
و يجتاز السيد تيغَر الاختبار النهائي لهذا الدور:  جعل المشهد، الذي يتغلب فيه على فرويد ألمٌ معذِّب، قابلاً للتصديق و تعاطفياً لكن ليس معذِّباً لجمهور المشاهدين. و في أحيان أخرى، يهزأ السيد تيغر و معه المخرج، ماكسويل وليامز، من الكاريكاتير الذي صار إليه فرويد و طريقته على مر العقود، حيث نراه يلاطف لحيته و هو يقول، " إننا نحقق تقدماً " ( باللهجة الألمانية الضرورية، بالطبع ) و يسد فمه بإصبع أو اصبعين متسائلاً، " كم صار لك و أنت بهذه العلاقة؟ "
آه، تصبح المحادثة شخصية. و يريد فرويد أن يعرف لماذا لم يتزوج لويس، و عمره 40 عاماً ــ و على وجه الدقة كيف يشعر تجاه المرأة الأكبر سناً التي يعيش معها، أُم رفيق الحرب العالمية الأولى القتيل، الذي وعده بالعناية بها. ( و أي واحد شاهد فيلم عام 1993 " Shadowlands " يعرف أن لويس تزوج متأخراً شاعرة أميركية، و قد توفيت زوجته قبل أربع سنوات ).
و لا يأخذ لويس هذا الغمز و اللمز جالساً بهدوء. فيرد متسائلاً لماذا ابنة الدكتور الطيب، آنا فرويد Anna Freud  ، و هي في الأربعينات أيضاً، ما تزال عزباءً و تبدو و كأنها تكرّس حياتها للفوز بموافقة أبيها ( لم تتزوج آنا فرويد في الواقع على الإطلاق )!
 عن: New York Times

ترجمة/ عادل صادق 
المدى


سيمياء الممثل في مختبر التنظير المسرحي.. (دراسة ما بعد حداثية)

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تقدم دراسة ( أحمد شرجي) في كتابه "سيمياء الممثل وتطور مستويات القراءة المنهجية" للمنجز الابداعي في اطار القراءات النقدية المابعد حداثية عبر تفحصها لمنجز الممثل في المناهج التجريبية. إذ اجتهدت هذه الدراسة في مهادها النظري لتؤسس أرضية تحليلية تنطلق من بداهة نظم و علم العلامات وبالتالي اشتغال هذه العلامات السيميائية بوصفها نسقاً شكلياً وبالتالي إسقاط مخبريات هذه المنظومة على المسرح وعناصره، من فرضية التصدي للممثل بوصفه أيقونة اجتماعية ( ذات- شخصية) في مقابل( ذات علامية) هي ذات الممثل، بوصفه باثاً علامياً في العرض المسرحي وحاملاً للعلامات.
وعليه ففي الإطار النظري للدراسة حاول المؤلف( الشرجي) أن يقدم بانوراما وصفية للعلامات وللأصول والبدايات ، مشتغلاً فيها على ( الخطاب- العلامة) والممثل بوصفه خطاباً في فضاء السيميائية كونها علماً للعلامات، وكيف تطور هذا العلم من محاضرات في البنيوية إلى اشتغالات جادة وحثيثة بدءاً من السؤال الأول للرواقيين ومروراً أيضا بحلقة براغ ومحاولة تلمس المقتربات بين طروحات جاكبسون وما سبقه من مفاهيم.
وعليه فأن هذه الدراسة المتميزة تتعرض باختزال للعلاقة بين الألسنية والسيميوطيقية في وجهتي نظر متباينتين لـ ( دو سوسير ، ورولان بارت)، إذ يرى الأول أن الألسنية جزء من علم أوسع وأكثر شمولية هي السيميولوجيا في حين يتفق مع جاكبسون .. إذ لكل علامة من العلامات مرجعيتها اللغوية مبينا استحالة اشتغال العلامات غير اللفظية من غير دعم لغوي لأن جميع الأنساق العلامية تنتج المعنى عندما تمتزج باللغة ، بما في ذلك ماهو تداولي استعمالي ففي حال يبقى الوسيط اللغوي فاعل في الحركة الاستعمالية و تداولية العلامة في عمل الممثل، مستفيداً من وجهتي النظر (السوسورية / دو سوسير)  التي ترى بالكشف عن تلك العوامل  والشروط المؤدية لنشوء العلامة وعمليات السميأة، حيث لا يمكن لعلامة أن تعمل من دونما تلك الشروط، ومن وجهة النظر( البورسية/ بورس) الذي يختلف بما يميزه من إعجابه بالفن المسرحي وانحيازه إلى منطوق أسبقية العلامة على موضوعها بأدلة مسرحية ما يؤدي إلي حضور قوي لسيميولوجيا المسرح من خلال هذه السميأة ( البورسية) والتي يصفها ( تاديوش كاوزان) بالسيميولوجيا المجاورة...
ولعل الباحث( الشرجي) قد عمد إلى تلك التخارجات ومقارباتها ليؤكد تمفصلات العلاقة بين المسرح والسيمياء، بوصفه ظاهرة ثقافية ، وأن المسرح هو آلية تواصلية لها اشتراطاتها وتوافر عناصرها التي تجعل من المسرح والعرض المسرحي  نسقاً سيميائياً غير خاضع للاعتباطية، إذ أن شبكة علاقات عناصره المسرحية متلازمة بين دلالاته ومدلولاته ، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أن العناصر البصرية والسمعية للمسرح تشكل بنية مجازية سيميائية تمتلك نفس سمات النص على حد ( آن اوبرسفيلد) وصولاً إلى إخضاع العرض لمنهجية التحليل السيميولوجية.
وعليه فان تمفصلات الدراسة في اشتغالاتها النظرية استفادت من العلوم اللسانية واشتغال العلامة تبعاً لمعطيات المناهج الأدبية ، ثم مادية العلامة وتمثلات اشتغالها التأسيسي لمداخل يلج الباحث من خلالها إلى العلامة في المسرح.
وعليه فقد أفرد الباحث (الشرجي) مبحثاً أولاً بعنوان سيميولوجيا المسرح الذي يؤشر في بدايته أهمية وفاعلية الدور الذي لعبته مدرسة براغ وما تبعه من دراسات مهمة فتحت لها آفاق التأمل في التحليل السيميائي للمسرح من خلال دراسات( علم جمال الفن والدراما) لأوتكار زيخ ، و( التحليل البنيوي لظاهرة الممثل) لموكاروفسكي، واثر هاتين الدراستين في تحديد الأسس العملية التي بنيت عليها النظرية المسرحية الحديثة ،إذ حددت الدراسة أول حضور للتحليل العلاماتي لدور الممثل عند موكاروفسكي ،  ما جعل الممثل في بؤرة ضوء بنيوية براغ بوصفه ( الوحدة الدينامية لمجموعة كاملة من العلامات) وهنا تجتزء الدراسة مقتبساتها في تغذية سيمياء الممثل من( كاوزان) و( كير إيلام) ومن ( باتريس بافس) الذي يركز في تعريفه لسيميولوجيا المسرح على الرتيب الشكلي للنص أو العرض والترتيب الداخلي لهذه المنظومة الدلالية- على أساس ديناميات المعنى وتوطيد الشعور بالمشاركة  بين الممثل  والمتلقي.
وهكذا فأن هذا الفصل من الدراسة يضعنا على عتبات المنصة الإجرائية التعريفية قبل المفهوماتية لينتهي المبحث بتصنيف( كاوزان) الشهير وبعض التطبيقات. وهكذا أصبح المبحث الثاني( سيميولوجيا النص الدرامي) ضرورة بوصف النص هو الأرضية العلاماتية لنص العرض في مستوياته ( الخارج- الداخل) المؤسس بالحوار الدرامي ومحمولاته وامكانيات الانساق العلاماتية الفاعل عبر عناصر العرض ( الجسد- السينغرافيا- الموسيقا) وغيرها- ولأن المبحث  في ( النص الدرامي) فقد استدعى الوقوف عند الحوار والثنائيات الألسنية التي تنطلق منها المنظومة اللغوية للنص- كما يتطرق الباحث إلى سيميولوجيا الإرشادات المسرحية بوصفها شبكة علامية تحدد ملامح الشخصية وبنائها الدرامي- ثم يفرد وحسناً فعل الباحث مبحثاً شيد من خلاله مداخله عن الشخصية ليدخل من خلالها إلى سيميولوجيا الممثل الذي دخل إليه من البناء الثلاثي للعلامة عند ( بورس) في تشكلات- ماهية العلامة- علاقة العلامة بموضوعها- تصور المؤول للعلامة من خلال شرح مفصل لثلاثية بورس- بعد ذلك يقدم الباحث دراسة تعريفية مهمة وأن جاءت متأخرة لوجودها في المدخل الإجرائي يعرف من خلالها الممثل الذي يشكل بؤرة العنوان العلمي للدراسة التي يشتغل علها الباحث( الشرجي) ، إذ كان يمكن لها أن تكون في التعريف الإجرائي المنهجي وليس في الإطار التحليلي الذي رصد الباحث من خلاله اشتغالات الممثل في المسرح الإغريقي وما مثله من منظومة علامية مبكرة في تاريخ المسرح ، حلل من خلالها النص بوصفه علامة نوعية وما يتصل به من علامة عرفية تمثلت بالرحمة والخوف و( التطهير) بوصفه علامة تصديقية..الخ، ولكن الباحث من دونما تسلسل جغرافي منهجي انتخب محطة لازدهار فن الممثل والتمثيل و وقف عندها مع طروحات الفرنسي( دينيس ديدرو) استفاد فيها من المقدمات التحليلية كون الممثل حاملاً لعلامات نوعية ومتفردة تشتغل بتراتبية هرمية ، قمة الهرم فيها الخيال وقاعدته المرجع والموضوع، ويحدد( الشرجي) موقفه من ممثل ( ديدرو) على وفق معطيات هذا الهرم.
ثم يعود إلى مبحث يختص في طريقة ( ستانسلافسكي) محاولاً تتبع الاشتغالات العلامية التي اخطوت عليها الطريقة ( الستانسلافية) في مراحل اشتغال الممثل على الدور والذاكرة الانفعالية، وتأسيس مقارباته مع أداء الممثل عبر الطريقة بكل تفاصيلها النظرية المعروفة في- إعداد الممثل- لكي يتهيكل البحث فيما بعد على الممثل في المسرح الايهامي واللا إيهامي من دونما قصدية للباحث عندما راح بشكل مباشر بعد ستانسلافسكي إلى مايرهولد والبايوميكانيك حيث يتخذ( مايرهولد) من الجسد وسيلة لإيصال الدلالات التي يحملها العرض المسرحي ودور الحركة في إنتاج المعنى في المجتمع وعمليات الاتصال بالوساطة العلامية.
لتنتهي العمليات الإجرائية للبحث عند ( برتولد بريشت) الذي عرف هو الآخر بمنهجه اللا إيهامي والرافض للأرسطية والتقمص والتطهير في فعل الممثل المسرحي جاعلاً من الديالكتيك جوهراً للمسرح الملحمي الذي جعل من بريشت فيما بعد وسيطاً بين الواقع والخيال على حد قول ( الشرجي)... إذ يرى العلاقة بين الشخصية والممثل ليست علاقة تشابه وتقمص وإنما علاقة تغريب تجعل من الممثل يعرض الشخصية على الجمهور بدلاً من أن يجسدها وفي ذات السياق التحليلي عمد الباحث( الشرجي) إلى عرض منهج بريشت وعملية العمل  مع ممثله المسرحي، واضعاً إياه على رأس الهرم، ممثلاً أيقونياً وأن قاعدة الهرم هي العارض والمعروض ، موظفاً لذلك ذات المقاربات الإجرائية في اشتغال العلامات النوعية والعرفية بما يتصل بالمعروض وكذلك رموز وعلامات متفردة فيما يتصل بالعارض- جاعلاً  من الممثل المؤدي أيقونة- .
أخيراً أن خوض ( أحمد شرجي) الباحث والفنان الرؤي في هذا المجال النظري المهم وتصديه لسيمياء الممثل يعد واحداً من الانجازات التنظيرية المهمة في الدراسات التحليلية والتطبيقية للمسرح العراقي.


د. يوسف رشيد 
المدى

الثلاثاء، 27 مايو 2014

تسعة عروض تضيء مسرح الطفل العربي

مدونة مجلة الفنون المسرحية

 اعلنت ادارة الدورة الثانية للمهرجان العربي لمسرح الطفل والمقام بالكويت والذي يستمر لمدة ثمانية أيام عن مشاركة 9 عروض.
وتشارك ثلاثة عروض من الكويت لفرقة المسرح الشعبي، وفرقة الخليج العربي، وفرقة الجيل الواعي، والعروض العربية الاخرى تشمل السعودية، البحرين، مصر، الأردن، وفلسطين.
وتنطلق انشطة مهرجان مسرح الطفل العربي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي في 11 الى 20حزيران/يونيو.
واكد حمد الرقعي مدير المهرجان في تصريح صحفي الاحد ان عدد العروض المقدمة للمشاركة اكثر من 40 عرضا، وسوف يكون هناك عرض زائر من لبنان.
وتقدمت الجهة الراغبة بالمشاركة سواء كانت أهلية او شركة مرخصة بالإنتاج المسرحي او فرقة تابعة لمؤسسة حكومية بتقديم طلب اشتراكها عن طريق لجنة مسرح الطفل للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب او عن طريق الموقع الالكتروني الخاص لها.
وقال الرقعي ان اللجنة المنظمة للمهرجان قد اقرت منح اربع جوائز بالتساوي لأفضل أربعة عروض تختارها لجنة التقييم التي تضم خبرات مسرحية عربية متميزة.
ودعا الرقعي شباب الحركة المسرحية الكويتية المشاركة في كافة انشطة المهرجان والاستفادة من الخبرات العربية والمحلية المشاركة في المهرجان.
والمهرجان العربي لمسرح الطفل يختص بتقديم عروض مسرحية للأطفال تتميز بالتنوع والاتقان وتراعى فيها الأسس التربوية والنفسية والدرامية.
وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بالكويت اعلن عن تنظيم مسابقة لتأليف نصوص مسرحيات الاطفال على مستوى كتاب الوطن العربي بهدف دعم كتاب مسرح الطفل وتعزيز الدور الايجابي الذي يقومون به.
وكان المجلس اوضح انه يشترط في النصوص المقدمة ان ترتبط بالطفل من سن 6 الى الـ13 سنة وتكون متقنة الصنع على ان تراعى فيها الاصول البيداغوجية والنفسية للاطفال ويكون فيها النص مكتوبا باللغة العربية أو اللهجة الخليجية نثرا او شعرا.
وكان المجلس دعم العروض المشاركة من داخل الكويت ماديا بسبعة آلاف دينار تمنح كما يلي: ثلاثة آلاف دينار تسلم للجهة المشاركة بعد موافقة لجنة مسرح الطفل والباقي بعد انتهاء عروض المهرجان.
وقام بدعم أفضل ثلاثة عروض مسرحية متميزة وتشجيعها عبر اعادة عرضها على الجمهور عدة مرات ومنح كل عرض متميز جائزة مالية قدرها ثمانية آلاف دينار استنادا الى تقرير لجنة التقييم وفق جدول زمني تحدده لجنة مسرح الطفل.

الكويت -ميدل ايست أونلاين

مسرح "المحڭور" .. يحرر الشارع العام ويسلم الميكروفون للشعب

مدونة مجلة الفنون المسرحية




جعل من المتفرجين أبطالا، الجمهور هو من يكتب النصوص ويتقمص الشخصيات، يتحكم في الفكرة في الحبكة وفي الحوار.
"المحكور" تجربة رائدة للمسرح الحديث ظهرت بعد أفول حركة 20 فبراير، نزلوا من الخشبة التقليدية وانطلقوا لتحرير الفضاء العام. حملوا الميكروفونات وسلموها إلى عمق الشارع المغربي ليجسدوا واقع القمع و"الحكرة" التي يعيشها المواطن. بعيدا عن المقاعد الحمراء، وفخامة المسارح، أسدلوا الستار عن معاناة القهر المغربي مباشرة على الهواء الطلق.
خلافا للمسرح الكلاسيكي الذي عزل المتلقي عن دائرة الفعل، وعن فرصة التأثير المباشر على الموضوع، عمل مسرح " المحكور" على تأسيس علاقة شراكة جديدة بين الفن والمواطن، بين القاعدة المسرحية والشعبية، بين الملقي والمتلقي. مسرح "المحكور" لم يكتف بتمثيل الواقع بل سعى إلى تغييره، وانتقل الجمهور من التصفيق إلى التدخل ومن التفرج إلى الكلام.
مسرح يشرع القوانين
"أن تكون مواطناً يعني أن تغيِّر المجتمع، أن تكون مواطناً يعني أن تجعل المجتمع بصورة أفضل، وإن مسرح المقهورين بإمكانه أن يساعد على ذلك" هكذا كان المبدأعند البرازيلي أوغوستو بوال مؤسس مدرسة مسرح المقهورينكأحد أنواع المسرح الحديث في ستينيات القرن الماضي. أوغوستو كان همه الأول الدفع نحو الحل الاجتماعي وليس التماهي معه كما جرت العادة في المسرح الكلاسيكي.
مسرح المقهورين نقل المتفرج من الهامش إلى المركز وجعله وسط النقاش من خلال صيغة الحل المسرحي أو "مسرح المنتدى".
يقول أرسطو" يسلم المتفرج نفسه إلى الشخصية الدرامية بحيث تقوم هذه الشخصية بأداء الفعل والفكر بالنيابة عنه" ويقول بريخت " المتفرج يسلم نفسه للشخصية الدرامية لتقوم بأداء الفعل بالنيابة عنه ولكن المتفرج يحتفظ لنفسه بحق التفكير وغالبا ما يكون هذا التفكير متعارضا مع فكر الشخصية الدرامية " .
أما أوغوستو بوال فيعارض الاثنين ويخالفهما جذريا ويقول"نحن المسرح، لأننا جميعا ممثلون، المسرح ليس بحاجة إلى جمهور ومنصة بل إلى مؤد ليكون قائما وموجودا".
كان متأثرا بالأفكار الثورية ومستلهما من الإنجاز الفكري لباولوفرايري حول تعليم المقهورين ليخرج إلى العالم من عمق أمريكا اللاتينية بمسرح ثوري تحول بعدها إلى أقوى قوة اقتراحية بالهند كتجربة رائدة حيث تحولت لحركة لها الالاف من المتعاطفين وأصبح قوة تفاوضية في الانتخابات واقتراحية تخرج بمذكرات تقدم للدولة وتؤخذ بعين الاعتبار كصوتأساسي للشعب ولغة الفقراء والمقهورين.
على أنقاض " 20 فبراير"
" تنص الفكرة أساسا على تشخيص الناس لتمثيلهم في وضعية قمع، وكيف يمكنهم التدرب على تغيير الواقع بأن تجعلهم في وضعية شبيهة بتلك التي عاشوها، ليتدربوا عليها نفسيا من أجل مقاومتها والبحث عن حلول سليمة لتغييرها". يقول حسني مخلص مؤسس مسرح " المحكور" في المغرب. هكذا ابتدأت الفكرة من صحفي وشاعر في الثلاثينات من عمره، درس المسرح بإسبانيا ليحمل بذور الفكرة ويزرعها في أرواح شباب أغلبهم من 20 فبراير يحلمون بالتغيير.
قلص حسني مخلص من المسافات واخترق الفضاء العام بكل فنية ليلقي أولى عروضه بمدينة الدار البيضاء في مارس 2012 وينتقل في الاشتغال، برفقة فرقة المتكونة من 10 شباب بينهم 4 إناث، على المشاكل الاجتماعية والقضائية كالإفلات من العقاب في الجرائم المالية، والرشوة، ووضعية النساء المقهورات، والبيدوفيليا...
يستذكر حسني مخلص أولى العروض " بدأنا بأول مسرحية اسمها (تلاح) ناقشنا فيها موضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان وكانت تجريبية وبعيدة عن روح مسرح المقهورين الذي يتعامل مع وضعيات واقعية ملموسة بعيدة عن التنظير" كانت خطوة أولى جعلت الفرقة تدخل في تعاون مع جمعية ترانسبرانسي المغرب والقيام بقافلة بخمس مدن مغربية اسفي، الجديدة، سيدي بنور، ازمور وبنكرير. "
موضوع القافلة كان يتعلق بموضوع الرشوة في الإدارات العمومية، والقهر الذي يفرض على المواطن لكي يعطي الرشوة ويقضي مصالحه، كان الٌإقبال والتفاعل من طرف الجمهور كبيرا في مناطق لا تصلها الثقافة ولا المسرح، وعكس ما يقال اكتشفنا أن الشعب المغربي يتذوق المسرح الجيد ويحترمه" يقول حسني مخلص الذي يعتبر أن القافلة كانت محطة مهمة للفرقة من أجل تقوية أدائها وامتحانا حقيقيا.
"داها وداها" هو المشروع الذي تشتغل عليه فرقة حسني مخلص حاليا، يركز على وضعية النساء المقهورات داخل البيت أو خارجه " نعرف أن كلمة (داها وداها) تستعمل في الأعراس لكن معناها قدحي بمعنى الامتلاك والحكرة، اشتغلنا مع جمعية دولية ولأول مرة نقوم بعرض لفئة معينة يمارس عليها قهر معين واشتغلنا مع نساء حي سيدي مومن بالبيضاء عبر جلسات إنصات استمرت لثلاث أسابيع حكين فيه عن القهر اليومي الذي يتعرضن له، ارتكزنا عليه لكتابة النص المسرحي وفي الحقيقة (هوما اللي كتبوه ماشي حنا)" يقول مخلص.
الفرقة لم تكتف بعرض المسرحية فقط وإشراك النساء في المناقشة وتغيير الوضعيات ومخاطبتهن نفسيا بل تعمل على تكوينهن كي يتعلمن إنتاج مسرحيات للحديث عن حياتهن وتمثيلها بشكل مستقل دون الحاجة للعودة إلينا، وسيتوج المشروع بعرضهن للمسرحية التي سنكون فيها ضيوفا فقط خارج العرض".
مسرح "المحكور" الذي تأسس أيضا بالرباط وفاس هو شكل نضالي ضد القهر الثقافي والاجتماعي والسياسي يهدف إلى تحرير الفضاء العام وتقريب المسرح من معاناة المواطنين الملموسة وتقوية حسه النقدي ووعيه الجماعي.
"الحلقة"...التجربة المغربية
يتأقلم مسرح المقهورين بالخصوصيات المحلية لكل دولة، ويحاول الاندماج مع كل ما هو وطني أو محلي. وإن كانت الهند التجربة الرائدةتركز على الرقص والغناء الهندي اللذان وصلت عبرهما للعالمية فإن المغرب اختار من كل التقنيات شكل "الحلقة" للاقتراب من هويته الوطنية وتعايشه مع الفن الشعبي التقليدي.
ويمثل " الحلايقي" فيها شخصية رئيسية يقوم بدور الكوميدي أي جمع الناس إلى فضاء العرض، شد انتباههم، التفاعل معهم ومحاولة جعلهم أكثر اهتماما بموضوع العرض. يدخل وسط المسرحية أحيانا من أجل التذكير والربط والوصل بين الفقرات" يقول محمد التسولي أحد أعضاء الفرقة.
"الحلايقي" ينتقل بعد نهاية العرض المسرحي والدخول إلى مرحلة النقاش والتفاعل مع المتفرجين للعب دور " الجوكر" حيث يبدأ في طرح الأسئلة، ويعيد صياغتها، ويحاول دمج المتفرجين وتكسير حاجز الخجل والدهشة لدمجهم في مرحلة قلب الأدوار وتشخيص الوضعيات المقهورة من أجل إيجاد الحلول التشاركية حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي وقد تطول المدة لأكثر من ساعتين ونصف أحيانا.
يوضح التسولي " بدعوة المتفرج وإشراكه في اقتراح الحلول فنحن لا نطمح في أن يرينا قدراته ومواهبه المسرحية، بل ليعطينا حلولا واقتراحات من منظوره نقول دائما(بغينا نشوفو الشعب اش باغي) نحن نحاول أن نجعله يعبر فنقلب الأدوار، صحيح أننا في الفرقة لنا قناعات ومبادئ لكن لا نملك الحقيقة، الحقيقة نملكها جميعا معا".
الجوكر لا ينه العرض المسرحي إلا بتسليم الميكروفون إلى الجمهور ولا يمل من تكرار أسئلته المعهودة " اشنوبانليكم، واش هادشي عادي ولا ماعاديش ،كيوقع ولا مكيوقعش، واش نتوما متافقين أو ممتافقينش.. واشنو هو الحل في نظركم؟"
زهور باقي 
هسبريس

عرض "اخترلي بر" على مسرح بابل.. 3 يونيو

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تقدم فرقة زقاق اللبنانية يوميّ الثلاثاء والأربعاء 3 و4 يونيو في الساعة الثامنة مساءً على مسرح بابل في منطقة الحمرة ببيروت، العرض المسرحي "اخترلي بر".
"اخترلي بر" عرض مسرحي لمجموعة من الشباب والشابات الهواة المقيمين والمهجّرين من مخيّمات اللجوء الفلسطينية في سوريا ولبنان.
جاء هذا العمل نتيجة ورشة عمل استمرت على مدى تسع جلسات، أدارتها فرقة زقاق، بدعم من برنامج صلات وروابط من خلال الفنون لمؤسسة عبد المحسن القطان.

إدارة الورشة وإخراج مايا زبيب وهاشم عدنان، تنسيق المشروع: جنيد سري الدين، مساعدة في الكتابة أيهم أبو شقرة، كتابة وأداء أحمد عيسى، أسامة الشورى، بتول عردات، جهاد حسن، حسام الحسن، خليل خالد، سلمى رشدان، عمر عيسى، لمى رشدان، مصطفى الكيلاني، وسام شهاب.


بوابة فيتو 

«مسرح الطفل» ينطلق بالكويت 11 يونيو المقبل

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تنطلق أنشطة مهرجان مسرح الطفل العربي الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتي في 11 يونيو المقبل، ويستمر حتى 20 من الشهر نفسه.
وأكد مدير المهرجان، حمد الرقعي، أمس، أن تأخير انطلاقة المهرجان عن الموعد السابق خارج عن الإرادة، ولم يؤثر في خريطة الأنشطة أو المشاركات الخارجية والداخلية. وأشار إلى أن إجمالي العروض المشاركة في المهرجان تسعة عروض، منها ثلاثة عروض محلية، وستة عروض عربية تشارك من خارج الكويت من بين أكثر من 40 للمشاركة، واستعرضتها لجنة المشاهدة التي أقرت الترشيحات السابقة، وسيكون هناك عرض زائر من لبنان. وقال الرقعي إن اللجنة المنظمة للمهرجان أقرت منح أربع جوائز بالتساوي لأفضل أربعة عروض تختارها لجنة التقييم التي تضم خبرات مسرحية متميزة.
    الكويت ـــ د.ب.أ


السبت، 24 مايو 2014

بث مباشر - حفل ختام مهرجان المسرح الخليجي الدورة 13 - الشارقة

بث مباشر - حفل ختام مهرجان المسرح الخليجي الدورة 13 - الشارقة
مدونة مجلة الفنون المسرحية
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption