أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 26 فبراير 2015

رمضان قديروف بطل مسرحية تعرض في الشيشان

مدونة مجلة الفنون المسرحية

رمضان قديروف بطل مسرحية تعرض في الشيشان

رمضان قديروفرمضان قديروف

شهدت عاصمة الشيشان غروزني عرض مسرحية "كلمة رجل" التي تروي قصة الصداقة بين رئيس الشيشان الحالي رمضان قديروف ورفيقه الشهيد أرسلان باتايف .
و مسرحية "كلمة رجل " تقدم على خشبة مسرح "غروزني" الدرامي الحكومي. وأقيم العرض الأول للمسرحية يوم 23 فبراير/شباط الذي صادف الاحتفال بعيد المدافعين عن الوطن في روسيا.
ويروي سيناريو المسرحية قصة حكاها رمضان قديروف نفسه عن مشاهد حياته التي تتمثل في كونه رجلا يحارب التشكيلات المسلحة غير الشرعية في الشيشان، والتي تلقي الضوء على تاريخ صداقته الحميمة مع رفيقه الشهيد أرسلان باتايف.
ويدور الحديث في المسرحية حول كيفية أسر القائد الميداني السابق في التشكيلات غير الشرعية باتايف على أيدي مقاتلي وحدة عسكرية كان يقودها رمضان قديروف، والحوار الذي جرى بينه وبين الأسير حيث يوضح قديروف لباتايف بطلان الأفكار التي يحارب من أجلها الأخير، ويُدلي بحقائق تدل على خيانة زعماء المعارضة المسلحة الذين زجوا الشيشان في أتون حرب دموية.ثم يوافق باتايف على ما طرحه قديروف من أفكار تخدم الشعب الشيشاني بأسره وتعقد بين الأثنين علاقات صداقة متينة.
وتنتهي المسرحية بإقامة الصديقين للصلاة المشتركة وشروع المقاتل السابق في صفوف المعارضة المسلحة باتايف في إعادة عدد من المسلحين إلى الحياة السلمية، واستشهاده في إحدى المعارك الجارية من أجل ذلك.
وقالت الوكالة إن رمضان قديروف نفسه وزملاءه المقاتلين السابقين حضروا العرض الأول للمسرحية، مضيفة أن قديروف لم يعلق بعد على انطباعاته من مشاهدة المسرحية.
يذكر أن مسرحية "كلمة رجل" قد أدرجت في ربورتوار مسرح "غروزني" الدرامي الحكومي.
المصدر: " RT " + "نوفوستي"

فلاديمير زيلدين الممثل الروسي يحتفل بميلاده المئة على المسرح

مدونة مجلة الفنون المسرحية

صور.. ممثل روسي يحتفل بميلاده المئة على المسرح

فلاديمير زيلدين يتلقى التهاني من زملائه وجهات ثقافية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعيد ميلاده المئة.
موسكو- تلقى الممثل الروسي المخضرم فلاديمير زيلدين التهاني من زملائه وأبرز الجهات الثقافية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك احتفالاً بعيد ميلاده المئة.

وقرر زيلدين أن يحتفل بعيد ميلاده المئة على خشبة المسرح بتقديمه عرضاً مسرحياً أضافه لحصيلته الفنية المذهلة التي احتهد عليها على مدى 60 عاماً.

وبعد مضي قرن من حياة زيلدين كشف الفنان المعتق سر تألقه بقوله: "اذا رغبت أن تبكي المشاهدين فلابد من أن تكبت الاف الدموع و لتتمكن من اضحاك المشاهدين يجب عليك أن تختزن ألاف الضحكات في كيانك".

ومن الجدير بالذكر أن إسم النجم الروسي فلاديمير زيلدين سبق دون في كتاب غينيس للأرقام القياسية كأكبر ممثل معمر في العالم.


محسن سعدون ..نقل تجربة المسرح الروسي الى امريكا اللاتينية

مدونة مجلة الفنون المسرحية

إلتقطتُ هذه الصورة للفنان المسرحي العراقي الراحل محسن سعدون حين كنا جالسين في مقهى مقابل محطة مترو "ايست فينتشلي" في لندن، حيث التقيته بعد غيبة طويلة استمرت عدة عقود من السنين كنت اتتبع خلالها اخباره من الاصدقاء بين فينة وأخرى. وشعرت لدى الحديث معه يومئذ بمدى ما أصاب هذا الفنان المسرحي من احباط لفشله في العمل في العراق في مسرح دائم كما كان يتمنى . لقد نقله عبث الاقدار الى مسارح امريكا اللاتينية التي نقل إليها كل ما في جعبته من خبرات اكتسبها من دراسته في موسكو . وتحدث محسن بمرارة عن كيف استدعاه استاذه ابراهيم جلال إلى دبي فترك عمله في امريكا اللاتينية لكي يشارك في مشروع تبين فيما بعد انه فشل في اقامة مركز مسرحي من طراز جديد في الامارات. وأيامذاك اصبح بلا عمل ، كما إن عمله في الكويت لم يمنحه الفرصة لإظهار مواهبه كمخرج مسرحي مبدع . وحالت الاوضاع المتدهورة في العراق دون عودته إلى الوطن.
كان محسن سعدون من الطلاب الاجانب المقربين إلى اندريه غونتشاروف كبير المخرجين في مسرح ماياكوفسكي بموسكو، الذي كان يتولى تدريس مادة الاخراج المسرحي في معهد لوناتشارسكي للفنون المسرحية في موسكو(غيتيس). وكان سر اهتمام الاستاذ المتشدد في مطالبه من طلابه هو تمتع محسن بقدرة فريدة على الإبداع، ولاسيما في الابتكار وتجسيد ما اكتسبه في المعهد في اعمال مسرحية متألقة. وقد درس مع محسن سعدون زملاء له مثل فاضل القزاز وعبدالقادر رحيم وراجحة العبيدي ومظفر رشيد الذين لم يصمدوا امام الدروس الشاقة بأشراف غونتشاروف ، وغيروا فروع الدراسة إلى الانتاج أو نقد وتأريخ المسرح. وحسب قول محسن عن استاذه فأن غونتشاروف "كان يتمتع بديناميكية غير عادية .. وكان دكتاتوراً في تعامله مع الطلاب .. وكان لا يحب المتقاعسين والخاملين".
كان محسن في ايام الدراسة في معهد (غيتيس) لا يفارق خشبة المسرح التعليمي في معهده أو في مسرح ماياكوفسكي، ويؤدي مختلف التكليفات من قبل استاذه. كما كان لا يفوت مشاهدة أي عرض مسرحي بارز في مسارح المدينة. وبهذا اكتسب خبرة كبيرة في تنظيم العمل المسرحي عموماً وفي ابتداع أساليب جديدة في الاخراج اعتماداً على الاتجاهات التي سادت في المسرح الروسي في فترة الستينيات من القرن الماضي. وبعد التخرج وبدء الحياة الفنية، ركز محسن جل اهتمامه على اخراج المسرحيات الروسية، ولا سيما اعمال انطون تشيخوف ودوستويفسكي وجوجول وجوركي. وشاءت الاقدار أن يرتبط عمل محسن السعدون المسرحي بدول امريكا اللاتينية، التي انتقل للأقامة فيها بعد زواجه من فنانة باليه من تشيلي. ويعود إليه الفضل في تأسيس اقسام المسرح في الاكوادور وكوستاريكا. لكنه عمل ايضا في العراق والكويت والامارات في فترات مختلفة.
ولد محسن سعدون في بغداد والتحق بقسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في بلاده. وفي عام 1960 جاء الى موسكو حيث التحق بقسم الاخراج في معهد الدولة للفنون المسرحية (غيتيس). ولدى عودته الى العراق عمل استاذاً في معهد الفنون الجميلة. ومن ثم غادر الى تشيلي للألتحاق بزوجته وابنته عشتار التي أصبحت الآن من مخرجي السينما البارزين في أمريكا اللاتينية. وعمل محسن في سنتياغو في قسم الفن المسرحي في جامعة تشيلي. وبعد الانقلاب العسكري بقيادة بينوشيت في عام 1973، انتقل للعمل في الاكوادور، وأسس في كويتا قسم المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة. وبعد ذلك عمل في قسم المسرح في اكاديمية الفنون في كوستاريكا. وآنذاك دعاه الفنان المسرحي العراقي ابراهيم جلال للمجئ الى الامارات العربية المتحدة حيث كان من المقرر تأسيس معهد للفن المسرحي. لكن هذا المشروع لم يتحقق. واضطر محسن للتوجه إلى الكويت للعمل في معهدها كأستاذ للتثميل. لكنه شعر بالاحباط لفقدان عمله في امريكا اللاتينية حيث كان معززاً مكرماً. ولهذا سعى للعودة إلى تشيلي بعد سقوط نظام بينوشيت، لا سيما وقد شمله العفو والسماح له بالعودة إلى العمل في الجامعة هناك مجددا. ولكن اتيحت له فرصة السفر الى موسكو مجددا للتدرب في مجال الاخراج السينمائي. وبعد انهاء الدراسة واصل العمل في مسارح امريكا اللاتينية. وقدم عدة مسرحيات مثل " الملك يموت" ليونيسكو و" البرجوازيون الصغار" لمكسيم غوركي و" جورج دندان " و" الطبيب رغما عنه" لموليير و" طائر النورس " لتشيخوف و"الليالي البيضاء" لدوستويفسكي وغيرها.
ويشعر محسن سعدون بالحزن لفراق وطنه العراق وعدم قدرته على العمل هناك بسبب الظروف الصعبة التي واجهت وتواجه المثقفين على مدى عدة عقود من السنين ، حيث تواصلت الحروب ثم الاحتلال الامريكي للبلاد.


عبدالله حبه – موسكو

الأربعاء، 25 فبراير 2015

دوب فيست...أكبر مهرجان مسرح شارع في الشرق الأوسط

مدونة مجلة الفنون المسرحية
من عروض العام الماضي

يستضيف مركز الغرير الدورة الثانية لمهرجان مسرح وعروض الشارع الدولي الأكبر في الشرق الأوسط مع تقديم عدد أكبر من العروض والاستعراضات المذهلة التي تشاهد للمرة الأولى في المنطقة، بالإضافة إلى سوق البضائع المفتوح. وبالتأكيد فإن مهرجان "دوب فيست" سيشكل الذكرى الأروع للعائلات خلال هذا العام.

وحسب تقرير ارسله القائمون على المهرجان ستقام  عروض مهرجان الشارع من 19 إلى 28 مارس، ويشهد مشاركة أكثر من 45 عرضاً عالمياً من 17 دولة مختلفة لتقديم أكثر من 380 عرض بشكل إجمالي ضمن خمس مناطق مختلفة، ليحتل مهرجان "دوب فيست 2015" كل ردهات مركز الغرير.

وكان الحدث، الذي استمر على مدار 10 أيام خلال العام الماضي، قد استقطب حوالي 500 ألف شخص إلى الشوارع المحيطة بمركز التسوق وتضمن استعراضات لم يسبق لها مثيل. وسيشهد هذا العام استعراضات أكثر تميزاً. وللمرة الأولى ستقام مدرسة سيرك للأطفال من مختلف الأعمار في الردهة الشرقية لمركز التسوق.

وقال القائمون على مهرجان "دوب فيست" أنه سيبهر الزوار بمجموعة من مقدمي العروض الكوميدية وممثلي الشارع الحائزين على الجوائز والقادمين من جميع أنحاء العالم والموسيقيين الذين سيعزفون على آلات فريدة من نوعها صنعوها بأنفسهم ومقدمي العروض الفريدة والغريبة والجريئة، بالإضافة إلى مقدمي العروض الإيمائية الصامتة.

وفي تعليق له، قال ديفيد ثورلينغ، نائب رئيس مركز الغرير: "نحن فخورون للغاية لاستضافتنا مهرجان دوب فيست للعام الثاني على التوالي في مركز الغرير. لقد قمنا بالعديد من الإضافات فيما يتعلق بحجم المهرجان ومستواه. كما ضاعفنا عدد العروض وورش العمل الإضافية والبرامج التي ستقام خلال المهرجان، ونتوقع أن يحقق مهرجان دوب فيست 2015 نجاحاً هائلاً هذا العام، كما نأمل أن يحقق شهرة مثل المهرجانات العالمية المشابهة الأخرى كمهرجان إيدين بورغ فرينج فيستيفال".

وسيتم إضافة عنصر جديد إلى مهرجان "دوب فيست" هذا العام وهو ورشة السيرك المتنقل التي تتضمن الحبل المشدود، وكرة المشي، والأرجوحة، والحلقة المعلقة، ولعبة التوازن، والمشي على العصي، والدراجة الأحادية، والدواسة "بادل غو"، كما ستخصص مناطق للألعاب الخفيفة مثل تدوير الصحون وغيرها من الألعاب. وسيقوم فريق من المدربين الخبراء بتعليم الأطفال كل عروض السيرك المفضلة لديهم يومياً من الساعة 3 عصراً حتى الساعة 9 مساءً خلال أيام الأسبوع ومن الساعة 2 بعد الظهر حتى الساعة 9 مساءً في أيام العطل.

وتابع ثورلينغ قائلاً: " نحن نسعى دوماً لدعم الفن والموسيقى والثقافة في المنطقة من خلال تقديم العروض المجانية على الدوام، كما أننا نعمل على ضمان تطوير الأداء عن العام الذي قبله، ونحن واثقون أن المهرجان سيحقق نجاحاً باهراً هذا العام".

تقام فعاليات "دوب فيست" في مركز الغرير والمناطق المحيطة به خلال الفترة من 19 إلى 28 مارس، من الساعة 3 عصراً حتى الساعة 11 مساءً خلال أيام الأسبوع ومن الساعة 2 حتى الساعة 11 مساءً خلال عطلة الأسبوع، بالإضافة إلى إقامة الأسواق المفتوحة طوال اليوم من الساعة 10 صباحاً خلال فترة المهرجان.

متابعة - ايلاف 

سلطان بن أحمد يشهد العرض الأول للعمل المسرحي الغنائي “الظلال "

مدونة مجلة الفنون المسرحية
سلطان بن أحمد يشهد العرض الأول للعمل المسرحي الغنائي “الظلال”


بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس مركز الشارقة الإعلامي، ونخبة من الإعلاميين والسياسين ونجوم الفن، استضاف مسرح المجاز، التابع لمركز الشارقة الإعلامي، مساء أمس الأول (الاثنين)، العمل المسرحي الغنائي “الظلال”، الذي شارك فيه نخبة من الفنانين والممثلين والموسيقيين، ووجهت من خلاله الشارقة رسالة محبة وسلام إلى العالم أجمع.

وحضر العرض الأول للعمل ضيوف وزوار الشارقة المشاركون في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، والذي اختتم أعماله أيضاً مساء أمس الأول، ومن أبرزهم اللواء حميد محمد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة، بشارة خيرالله، ممثل الرئيس ميشال سليمان، وسفير ليبيريا لدى دولة الإمارات، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال والناطق الرسمي السابق في المملكة المغربية، والإعلاميين جورج قرداحي، وجهاد الخازن، وراغدة درغام، وريتا معلوف، وزينة يازجي، ونيشان ديرهاروتيونيان، ومنى أبو سليمان، وعدد كبير من الشخصيات والضيوف.

وشارك في المسرحية الغنائية التي كتبت كلماتها الدكتورة والإعلامية اللبنانية نادين الأسعد، ولحنها الفنان البحريني الكبير خالد الشيخ، وأخرجها اللبناني منجد الشريف، كلٌ من “محبوب العرب” الفنان السوري حازم شريف، والفنانة اللبنانية كارول عون، إضافة إلى فرقة إنانا السورية، وتضمن العديد من اللوحات الشعرية والغنائية، من قصائد الأسعد وعدد من كبار الشعراء العرب، كما تخللتها مشاهد تمثيلية من الحياة القديمة والمعاصرة، وعروض من الفولكلور السوري واللبناني.

وانطلق العرض بكلمة ترحيبية لأسامة سمرة، شكر خلالها ضيوف الشارقة على مشاركتهم في الدورة الرابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي كانت من أنجح دورات المنتدى وأكثرها تغطية وتفاعلاً من قبل المشاركين والمتخصصين ووسائل الإعلام، وأكد أن المسرحية الغنائية “الظلال” تهدف إلى التركيز على جماليات الحياة، لتبث لمسة تفاؤل في هذا العالم الذي أعيته الحروب والصراعات، مشيداً بسرعة إنجاز العمل بفضل تعاون الفنانين والموسيقيين والفنيين وإلتزامهم بإقامته على هامش اليوم الختامي للمنتدى.

وابتدأت لوحات المسرحية الغنائية بقصيدة الشارقة، بصوت الشاعرة د. نادين الأسعد، قبل أن تغنيها كارول عون بمشاركة حازم شريف، ونحو ثلاثين ممثلاً بأزياء مستوحاة من التراث الإسلامي، وهو أضفى على المسرح حضوراً راقياً يعبّر عن مكانة الإمارة الثقافية والتراثية ورسالتها الحضارية إلى العالم. ومن وحي العلاقة التاريخية الطويلة بين الشارقة والكتاب، امتدت اللوحة الثانية من المسرحية لتتضمن قصيدة “قلي الورق” ألقتها الأسعد على وقع مشهد ثري بالتفاصيل المستمدة من بيئة حياة الكاتب التي يحضر فيها القلم والورقة والكتاب.

وتحوّل المسرح في اللوحة الغنائية الثالثة إلى شاطىء، توزع الصياديون على ضفافه يمدون صنانير الصيد، فيما فضل بعضهم أن يمد شباكه لعلها تصطاد شيئاً من خير البحر، وفي وسطهم وقفت الفنانة كارول عون تغني “مثل حال الشط”، وتوالت اللوحات مع إحدى أشهر قصائد الشاعرة د. نادين الأسعد والتي تحمل عنوان ديوانها الأخير “ظل القصيدة”، وحلّقت فيها الشاعرة في عالم العشق والغرام على وقع موسيقى غربية، غلب عليها صوت الجيتار الكهربائي في إيقاعات سريعة شبيهة بنمط الحياة الغربية.

وفي لوحة أخرى تمثل مقهىً شعبياً بإحدى حارات المدن العربية، توزعت عدة طاولات على خشبة المسرح وحولها شباب يتسابقون لتقديم وردة لفتاة جميلة، قبل أن يدخل حازم شريف بينهم مقدماً أغنية “ما بتقدر تمرق مرقة”، وتلتها قصيدة “العشق نار” بصوت الشاعرة د. نادين الأسعد، سبقتها بأغنية “حبك نار” لعبد الحليم حافظ، ومن ثم قصيدة أخرى بعنوان “رأيتكِ”، التي رافقتها مشاهد من العصر الجاهلي، يوم كانت ليلى العامرية تهيم عشقاً بابن عمها قيس بن الملوح.

وتناسبت برودة الجو في مسرح المجاز مع اللوحة الغنائية التي حملت عنوان “الطقس” بدأتها د. نادين الأسعد بمطلع من أغنية “رجعت الشتوية” لفيروز، على وقع صوت الرعد والريح ومشاهد تمثيلية بثت في نفوس الضيوف إحساساً مضاعفاً بأجواء الشتاء الباردة التي لم يتعودوا عليها في الشارقة، ولكنها حضرت في الواقع وعلى المسرح. وتواصلت أجواء الشتاء ولكن هذه المرة مصحوبة بالثلج مع قصيدة “بالموقدة”، وهي وسيلة التدفئة التقليدية في بلاد الشام، والتي يعلو فيها صوت الحطب المشتعل على صوت الرعد في أيام البرد ليمنح المحيطين به الدفء.

وانتقلت الشاعرة إلى مشهد من أحد البيوت العتيقة، التي يعلو فيها صوت هاتف قديم، لكن الرنين يواجه بالصمت، فتدخل د. نادين الأسعد المكان فجأة وهي تغني “كم تكذبينَ!” يرافقها حازم شريف والكورال، وتبعت المشهد لوحة غنائية أخرى، عبارة عن دويتو باليه بين كارول عون وحازم شريف بعنوان “الصبح”، وتتالت اللوحات مع قصائد “شاعرة الأحلام”، و”غلام”، و”عم رقص الكلمات”، ليختتم العمل بأغنية “معي أرزٌ” بحضور جميع الممثلين والعارضين الذين شكلوا صفين مائلين على اليمين واليسار، دخل بعدها الفنانون: حازم شريف، وكارول عون، ود. نادين الأسعد، ومن ثم الملحن خالد الشيخ، والمخرج منجد الشريف، وسط تصفيق الحضور وإعجابهم بهذا العمل الفني المميّز.

وقالت د. نادين الأسعد: “شرف كبير لي أن يقام هذا العمل المسرحي الغنائي على أرض إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة وواحة الفنون، وأمام ضيوف كبار من الشخصيات الرسمية ونجوم الإعلام والفن، وقد اخترت هذه الإمارة الجميلة موقعاً لاقامة هذا العمل باعتبارها إمارة الشعراء والكتاب والمثقفين، والمكان الذي تعيش على أرضه جميع الجنسيات في أمان ومحبة وسلام، وأتمنى أن يستمتع الجمهور في العرض المقبل الذي يقام مساء الجمعة بعملي هذا الذي يشاركني فيه فنانون ومبدعون من عدة دول، التقت قلوبنا وعقولنا وأرواحنا على أرض الشارقة لنقدم عملاً لا يُنسى”.

وسيقام العرض الثاني من المسرحية الغنائية “الظلال” في الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة 27 فبراير الجاري، وتتوفر تذاكر الحفل حصرياً من خلال “تيكيت ماستر” على الموقع الإلكتروني www.ticketmaster.ae، وهي متاحة بثلاث فئات: 100 درهم، و200 درهم، و300 درهم، ويمكن دخول المسرح لجميع الأعمار.

ويعتبر مسرح المجاز، الذي افتتح في شهر مارس من العام الماضي ليكون المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث صمم بشكل يضاهي المسارح الرومانية، فهو مسرح نصف دائري، مقام على مساحة تبلغ 7238 متراً مربعاً، وبلغت كلفة إنجازه 120 مليون درهم. وهو يتسع لنحو 4500 متفرج، وتتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم، ويستضيف المدرج الفعاليات الثقافية والفنية الدولية، ويتكون من قاعات مؤتمرات، وصالات فنية، ومتاجر، ومسطحات خضراء، كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة .

بال أف إكس

من إصدارات الهيئة العربية للمسرح

مدونة مجلة الفنون المسرحية
وثائق الملتقى العربي لفنون الدمى و خيال الظل





الهيئة العربية تصدر خزانة ذاكرة مهرجان المسرح الأردني ١٩٩١ إلى ٢٠١٢  




المسرح في الإمارات ـ أصداء الواقع... أصوات المستقبل






مسرح العرائس المترجم عن التشيكية


( مشروع الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية) خارطة الطريق للنهوض بالمسرح العربي و دليل المسرحي لأبواب التعاون مع الهيئة العربية للمسرح


وديعة الأمل نصوص موجهة للأطفال لخلف أحمد خلف



الدورة الخامسة للمهرجان الوطني المسرحي لمحترف موليير من 1 الى 5 مارس 2015

مدونة مجلة الفنون المسرحية





بلاغ صحفي

الدورة الخامسة للمهرجان الوطني المسرحي لمحترف موليير
من 1 الى 5 مارس 2015

يعتزم محترف موليير للابداع تنظيم النسخة الخامسة للمهرجان الوطني المسرحي لمحترف موليير  الذي سينعقد تحت شعار " المسرح...ابداع و جنون"  و ذلك في الفترة الممتدة ما بين 1 و 5 مارس 2015  بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.
هاته الدورة ستعرف مشاركة  خمسة فرق مسرحية ستقدم عروضا متنوعة موزعة على مدى خمسة أيام من الفرجة المسرحية تمثل مدن الدار البيضاء و بنسليمان وواد زم و خريبكة. و يتعلق الامر بفرقة فانتازيا بمسرحية "هذيان دونغا" من المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير من الدار البيضاء و محترف موليير للابداع بعمله المسرحي " مهمة سرية" من الدار البيضاء و مسرحية "سوالف الكمرة "  لفرقة البساط للمسرح من مدينة بنسليمان و كذلك عرض مسرحية "تالفين" لفرقة كواليس من تيط مليل الدار البيضاء و عرض مسرحية " كازينو" لفرقة التواصل للمسرح و الفنون من وادي زم –خريبكة.
و كعرف و تقليد سنوي، سيتم تكريم شخصيات فنية مرموقة و يتعلق الامر بالفنان و الموسيقي البارز الاستاذ سعيد العلوي و كذلك الفنان و المسرحي أنوار حساني في وقفة اعتراف لما اسدوه للعمل الفني و المسرحي.
و موازاة مع العروض المسرحية سيقام معرضا فنيا لمحترف موليير للإبداع، يتضمن ارشيفات و ملصقات تؤرخ  لمهرجانات وطنية و دولية . بالاضافة الى ورشات تكوينية في المسرح.

إمضاء رئيس المهرجان
محمد مغفول
0651848305

مسرحية «طروادة» يحصد 4 جوائز بمهرجان المسرح المغاربي بالجزائر

مدونة مجلة الفنون المسرحية



حصدت فرقة "شظايا" لفنون المسرح المصرية، أربع جوائز في مهرجان المسرح المغاربي بالجزائر، والذي قدمت فعالياته في الفترة من 15 وحتى 20 فبراير الجاري، عن عرض "طروادة"، وأهدت الفرقة الجوائز لروح الراحل "عبد الله عفيفي" والد المخرج "نور عفيفي"، والجوائز هي أفضل ملابس لـ"فاطيما محمد"، أفضل ممثلة لدور ثان "نور الحديدي"، أفضل ممثل صاعد لـ"محمد رمضان" وأفضل ممثلة صاعدة "تقى عادل".

وعبرت الممثلة "نور الحديدي" عن سعادتها بالمشاركة بالمهرجان والجائزة، ولم شمل المبدعين العرب بمهرجان مسرحي للتلاقي والتقارب بين المبدعين وبين البلدان العربية، حتى نغيّر الصور الذهنية السلبية التي يظهرها الإعلام أحيانًا عن عدم التوافق، كما عبرت عن سعادتها بحصولها على جائزة أفضل ممثلة دور ثان.

وعبرت الفنانة "فاطيما" التي فازت بأفضل ملابس بالمهرجان عن فخرها بالجائزة، مستشهدة بمقولة "من جد وجد"، مبدية سعادتها بتشريف مصر.

كما عبر "رمضان محمد" عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، وسط هذا الحشد من العروض القوية، مؤكدًا أنه لم يتوقع حصوله على
الجائزة، مما يدفعه لبذل مزيد من الجهد في أعماله المقبلة، كما شكر منظمي المهرجان.

أحمد زيدان
فيتو 

مؤسسة "أصدقاء الملائكة " تنظم فعالية "ارسم بسمة" بمصر الجديدة

مدونة مجلة الفنون المسرحية
بالصور.. مؤسسة "أصدقاء الملائكة " تنظم فعالية "ارسم بسمة" بمصر الجديدة

نظم فريق "سمايل إنجل" التابع لمؤسسة "أصدقاء الملائكة"، فعالية جديدة تحت شعار"ارسم بسمة"، وذلك فى إطار لذوى الاحتياجات الخاصة بمتحف الطفل فى مصر الجديدة.
وقال "ميلاد بشتة" مدير مؤسسة "أصدقاء الملائكة" ومنظم المهرجان، لـ"اليوم السابع": "برغم ظروف الطقس السيئة لكن كان الإقبال على المهرجان بشكل جيد، وكانت الأعداد ما بين 5: 6 آلاف من محافظات مختلفة مثل (القاهرة، العريش، قنا، نجع حمادى، بور سعيد، دمياط)، فكنا نعمل جميعًا بروح الفكاهة والضحك فى ظل الأمطار وصعوبة الجو وذلك بهدف رسم البسمة على وجه كل طفل وحقق المهرجان".
ويضيف "ميلاد": "حقق المهرجان نجاحًا كبيرًا فى هذا العام حيث إننا أضفنا العديد من الفقرات الجديدة والتى استعنا بأدواتها وخاماتها من الخارج لنصل إلى المستوى اللائق لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، فشملت فقرات الحفل (مسرح العرائس، التنكر، الألعاب، تلى ماتش، ورسم الوجه، فنون، ابتكار، المسرح الأسود، الأقزام)".
ويتابع: "لم يكن هناك راعٍ رسمى للمهرجان وكل المجهودات كانت بفضل الشباب، وقد حضر العديد من الفنانين ومن أبرز الشخصيات التى حضرت السفير السورى الذى رسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال، فضلا عن وجود العديد من المبادرات والجمعيات الخيرية الأخرى مثل (مبادرة الدنيا بخير، نوايا، علامة، ولسه بنحلم) وغيرهم من الشباب المحب للعمل التطوعى ورسم الابتسامة على كل محتاج".
وأنهى حديثه: "أناشد كل المهتمين بالمجال ورجال الدولة ورجال الأعمال بدعم ذوى الاحتياجات والمساهمة فى تحسين الخدمات والرعاية الكريمة لهم، ونأمل فى دعمنا للوصول إلى أكبر عدد ممكن من ذوى الاحتياجات لخدمتهم".

اليوم السابع 

عميد المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت : إقامة المهرجانات المسرحية العربية تمثل رافدا مستقلا من روافد الحركة المسرحية العامة فى المجتمع العربى .

مدونة مجلة الفنون المسرحية

قال عميد المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت الدكتور فهد منصور الهاجرى إن المسرح العربى يمرض لكنه لا يموت وبامكاننا أن نرتقى به من خلال المؤسسات الاكاديمية التى تمتلك الخبرات والكودار القادرة على ذلك.

وأضاف الهاجري ،  على هامش الدورة الخامسة لمهرجان الكويت الدولى للمسرح الاكاديمى والذى يقام خلال الفترة من 18 وحتى 28 فبراير الجارى - أن إقامة المهرجانات المسرحية العربية تمثل رافدا مستقلا من روافد الحركة المسرحية العامة فى المجتمع العربى وتسهم فى تطوير الحركة المسرحية بما تسمح به من اتساع مساحة الاحتكاك.
وأوضح أن تلك المساحة تشمل مجتمعات مسرحية متجانسة ومتنوعة فى ذات الوقت وهذا هو السبيل الى تطوير الحركة المسرحية، مشيرا إلى أن المهرجان يمثل حدثا ثقافيا يتزامن مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.

وذكر أنه تمت دعوة الكثير من العروض المسرحية وتم اختيار 6 عروض من الخارج؛ من اسبانيا وايطاليا والعراق والمغرب وتونس ومصر، بالاضافة الى عرضين من الكويت.

وأشار الى أنه تقام على هامش المهرجان ندوات فكرية تقدم فى إطار التجارب المسرحية المعاصرة من خلال عدة محاور منها تقنيات الكتابة فى الدراما المعاصرة ، حيث يقدم الدكتور محمد حسن عبد الله استاذ النقد الادبى بجامعة القاهرة دراسة عن تقنيات الكتابة المعاصرة فى المسرح الخليجى، ويقدم الدكتور خالد عبد اللطيف رمضان استاذ الدراما والنقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت دراسة عن تقنيات الكتابة المسرحية فى المسرح الكويتى.

والمحور الآخر هو الاخراج والسينوغرافيا فى التجارب المعاصرة حيث تقدم الدكتورة عايدة علام استاذ الديكور المسرحى بجامعة حلوان محاضرة عن تفاعل انساق علامات السينوغرافيا وتناسخ الثقافات، ويقدم مشعل الموسى المحاضر بقسم الديكور بالمعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت محاضرة بعنوان السينوغرافيا فى المهرجانات المسرحية بالكويت من 1980 وحتى 2015 ويقدم د مظفر الطيب تجارب اخراجية وسينوغرافية فى المسرح العراقى المعاصر.

ويقام معرض فنى على هامش المهرجان في دورته الخامسة التي يشارك فيها 130 ضيفا، ويعتبر مهرجانا دوليا للطلاب يقدمون تجربة مسرحية كاملة من النص والديكور والتمثيل والاخراج، وحتى الندوات النقدية يتولاها الطلاب فى قسم النقد الادبى.



الثلاثاء، 24 فبراير 2015

أدهم الدمشقي نَزَف شعراً على "مسرح بابل" كجندي في معركة القدَر

مدونة مجلة الفنون المسرحية

كأنه آت من زمن الشعر القديم عندما كانت القوافي سيوفا تعصف في وجه الريح، غير أن أدهم الدمشقي فتى من هذا الزمن إستل من الطفولة قرصات برد ووجع، وصنع منها ألعابا تقهر الفقر والغربة والتساؤلات الوجودية، والأعياد الفارغة من الألعاب، يكسرها ويعيد ترميمها في كل قصيدة، حتى إذا انقطع الرجاء عاد إلى سفر التكوين ليكون اقرب مسافة مع الله، علّه يفهم سر العذاب: "منذ كنت/ طرقت باب الله/ لم أجد أحدا/ تركت عند الباب إشارة وأتيت/ منذ صرت/ والإشارات تأتي إليّ..."
من فاجعة الحياة كان ديوانه "لم يلد ذكرا، لم يلد أنثى"، صراخ أخرس، خرج على خشبة "مسرح بابل" عويلا كالعواصف التي تحني أغصان الحور ولا تكسرها. فلشعر أدهم الدمشقي منبع يفيض ملحا، لا يكاد يتحرّر من صفحات الكتاب حتى يلفّه ضوء شحيح تقشعرّ منه ظلال تهيم في فضاء الشاعر "كدبيب يمشي على روحي".
أدهم الدمشقي استبدل القلم والحبر الأسود كوشم الموت بصوته، لنسمع الفاجعة أعلى، على نغم رثائي جميل من كمان ربال ملاعب الذي خرق نسيج الكلمات وأكمل بالنغم ما لم تبح به القصيدة، والمزهر بين يدي إيلي أبو عبدو يروحن الإيقاع ويعزّم الخوف مواكباً الشاعر في شكوكه: "أخاف/ أن يكون الله قد أخطأ في حلمه/ تجسّد بينهم/ قتلوه/ فترك الكون يتيماً.
وحين ينزل الليل على الشاعر وتلفّه الغربة، يولد من حزمة الضوء غناء سيندي لطي، المغزول بخيوط الطرب القديم، تنشد من جرح الشاعر قصائد، ومن وتر حنجرتها تلتقي بالكمان، صنوان متفاعلان بما تقوله القصيدة: "طفولتي عادت ولم أعد/ وآه/ من فتق ذاكرتي...". هي الطفولة المرتبطة بسرّة الأم ولا تقوى عنها انفصالا: "آه يا أماه/ يا لعنتي وقدري". ويقول: "زاهد أمي بليل عينيك/ وجهك وطفولتي في المرآة يسألانني: أين أنت الآن؟/ شاعر أم شارع يمتد من وجع الفقراء حتى بدايات القصيدة".
من هذه الرحم التي أطلقته إلى الوجود بدايات للكتابة، والسفر من الطفولة وإليها، عائدا، حتى يبقى الملعب الفارغ من الألعاب، وحيه، يرصد فيه الدهشة الأولى وما بعدها انتظار، الانتظار الذي علّمه كيف تنمو القصيدة وعلى دربها بات يعرف الطريق إلى ذاته، مولودا يسعى الخروج من الغربة برؤية جديدة، "فللدهشة ولادة ثانية يلفّها الأزرق والورق".
من الأم إلى الله ، بحثه اللجوج عن الرجاء في مرآة أمه، "زاهد أمي بليل عينيك"، والرجاء وهم لا حقيقة تعيد الله إلى صلواته: "أي فاجعة لعابد، عند موته، عرف أن الله وهم/ اي فاجعة لعابد، عند موته، عرف أنه الله!"
في أي خانة من خانات الشعر يجد أدهم زمنا لشعره؟ كان لا بد من مسرح يحتوي على هذه المرافعة الألليغورية، التي ما إن تغدو خارج صفحات الديوان حتى يعلو نشيد كوني من أحشاء سيندي لطي، البارعة في توشيح الأبيات بهالة من الرهبة، ومنها يعود الشاعر إلى شجنه، نستمع إليه يتشبّه بكلب شريد ومنه يتعلّم النوم ذليلا على الأبواب: "علّمني كيف أنبش عظام المقابر لأعيش فالمدينة رمت عظام أهلها ونامت".
ظلام حالك ملتف حول شاعر ضلّ طفولته في غربة قاتلة فيسمعها تقول له "دع حزنك واتبعني"، فإذا به من "فتق ذاكرته" يرتسم أمامه درب الآلام بفاجعته: "نزل الأله بين الجموع يخطب، فتهافت الناس حوله، مدت الأيدي نحوه، واحد قص خصلة من شعره، واحد نسل خيطا من ثوبه، قصّوا شعره، نسلوا ثوبه كلّه، صعد الإله عاريا ليخطب، رأوه عاريا، فرجموه بالحجارة". في نفس الشاعر ثورة، وحده بين الجموع يصرخ: "إنزل عن الصليب لا تكمل/ دعهم يموتون/ هؤلاء لا يحبون الخلاص".

مي منسي 
النهار

"غيبوبة" منتصف مارس المقبل على مسرح "بيرم التونسي"

مدونة مجلة الفنون المسرحية

يواصل أبطال مسرحية “غيبوبة”، على مسرح “السلام” ، البروفات النهائية للمسرحية المقرر عرضها على مسرح “بيرم التونسي” في منتصف مارس المقبل لمدة أسبوعين ، ثم يعرض العمل على مسرح “السلام”.
وتدور المسرحية حول مواطن يصاب بغيبوبة يوم 25 يناير 2011 ، نتيجة إصابته برصاصة طائشة، ولا يفيق من الغيبوبة إلا قبل ثورة 30 يونيو بأيام قليلة، بحسب وكالة أنباء “الشرق الأوسط”.
المسرحية من تأليف محمود الطوخي وإخراج شادي سرور، وبطولة أحمد بدير وياسمين جمال ومحمد الصاوي وأحمد الدمرداش.

وكالات 

لجنة اختيار عروض أيام الشارقة المسرحية تباشر عملها الأحد

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تواصل اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة المسرحية تحضيراتها لاستقبال الدورة 25 من التظاهرة المسرحية التي تنظم برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة من 17 إلى 26 مارس 2015 بمشاركة مجموعة من الفرق المسرحية المشهرة في الدولة . 
وأقرت اللجنة المنظمة في اجتماع عقد صباح أمس في قصر الثقافة أسماء أعضاء لجنة اختيار العروض التي ستباشر عملها بزيارة الفرق المسرحية المتقدمة، للمشاركة ومعاينة عروضها ابتداء من يوم الأحد المقبل الأول من مارس وتختار الأفضل منها للمنافسة على جوائز المهرجان، وضمت اللجنة: أحمد الانصاري، وليد الزعابي، حسن رجب، يحيى الحاج . 
أما العروض المتقدمة للمشاركة فهي: من مسرح الشارقة الوطني "لا تقصص رؤياك" من تأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري، وتقدمت فرقة المسرح الحديث في الشارقة بمسرحية "بازار" من تأليف وإخراج محمد صالح، فيما يشارك مسرح كلباء الشعبي بمسرحية "حرب السوس" من تأليف حميد فارس وإخراج فيصل الدرمكي، وتحضر جمعية دبا الحصن بمسرحية "ليلة زفاف" من تأليف سالم الحتاوي وإخراج مبارك ماشي، ويشارك مسرح دبي الأهلي بمسرحية "عتيق" من إخراج وتأليف طلال محمود، وبمسرحية "غناوي بن سيف" من تأليف وإخراج عبدالله صالح ينافس مسرح دبي الشعبي، ويحضر مسرح رأس الخيمة بمسرحية "مقامات . . بن تايه" من تأليف وإخراج مرعي الحليان .


وام

المسرح السعودي بانتظار من ينعشه نقاد ومسرحيون يطالبون بخطة إنقاذ

مدونة مجلة الفنون المسرحية


«المسرح السعودي في غيبوبة»، عبارة تسمعُها كلما حان الحديث عن حال المسرح وأحواله. لكّن بعض المهتمين بصناعة المسرح الذين ما زالوا يعملون وينتجون ويخرجون يرفضون هذا التوصيف، أو يتحايلون للتخفيف من وقعه.

لكن من يتحمل مسؤولية تغيير هذا الواقع؟

هناك من يتهم المجتمع، الذي أعرض عن «أبي الفنون»، وأشاح بوجهه عن صناعة المسرح فلم يقدم لها أي دعم ولم يحتضنها، كما احتضن الفنون الأخرى. وهناك من يقول إنها «المؤسسة» التي لم توفر الدعم اللازم، ولا أدلّ على ذلك من حالة الترهل التي تعاني منها «جمعية المسرحيين السعوديين».

«الشرق الأوسط»، التقت عددا من المتهمين بصناعة المسرح السعودي، للبحث عن إجابة لسؤال: أين أصبح المسرح السعودي؟



* العتيبي: المسرح حي يرزق

رجاء العتيبي، رئيس لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون السعودية، رفض وصف عبارة «المسرح السعودية في غيبوبة»، وقال «هذا وصف غير صحيح إطلاقا، ومن يقول بهذا الكلام من المؤكد أنه بعيد عن مجال المسرح، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون ملما بتفاصيل النشاط المسرحي».

ويضيف العتيبي «المسرح لا يزال حيا يرزق، بل يؤدي مهامه بهمة ونشاط وحماس كبير، وينتشر في كل مكان من المناطق بالبلاد، وهناك اهتمام من قبل الجهات المعنية به سواء وزارة الثقافة والإعلام أو بطبيعة الحال جمعية الثقافة والفنون، فضلا عن وزارة التعليم، وفي الجامعات التي أفردت مساحات واسعة للعمل المسرحي. وهناك أيضا إنتاج مسرحي وممثلون شباب، فبعد كل فترة يظهر جيل جديد من المسرحيين، وهناك مهرجانات ومشاركات خارجية. ولذلك لا أعتقد أن هناك غيبوبة أصابت المسرح السعودي».

ومع أن العتيبي أقرّ بأن المسرح السعودي لم يصل إلى مستوى الطموح المنشود لأن سقفه عال «فإن المسرح موجود وقائم ويؤدي مهامه»، وإن هناك «العديد من المشروعات الحقيقية للمسرح والفنون، فهي متطورة، حيث لا يوجد مشروع مسرحي وحده معزول عن نشاط الفنون بشكل عام».

وعندما سألناه عما يعني بذلك، أجاب «لأن ثقافة المجتمع الغالبة ضعيفة، ولحدٍ ما غير مرحِّبة كثيرا بهذه الفنون، حيث لا تدرس الفنون في المدارس، ولا في الجامعات، وليس هناك تراكم مسرحي قديم، فالفنون ليست لها مشروعات متراكمة، وليس من تجارب كبيرة فيها». وتابع «هناك مشكلة تواجهها صناعة الفنون في المجتمع بشكل عام، ولذلك لا يأخذ المسرح الاهتمام المطلوب به، وكل الذي تراه حاليا ما هو إلا عبارة عن مجهودات من أفراد من الفنانين وبعض الجهات التي تهتم بهذا الجانب ومع ذلك تتمتع بحضور واهتمام في حدود».

وعن مشاريع جمعية الفنون في الرياض، قال العتيبي «للجمعية مشاريع عمل وبرامج مسرح موجودة، وحاليا نعمل على برنامج الاحتفاء باليوم العالمي للمسرح برعاية وزارة الثقافة والإعلام، سينفذ في 27 مارس (آذار) ومسابقة مسرح شباب الرياض، في مؤتمره الرابع، وهذه المسابقة دائما نحول فيها نصا معينا أو فيلما أو رواية إلى نصوص مسرحية».

ومثال على ذلك، ذكر أنه في العام الماضي قام ستة شباب بمسرحة رواية غازي القصيبي «أبو شلاخ البرمائي»، وأخرجها ستة شباب آخرين، مشيرا إلى أنه سيتم في هذا الموسم تحويل فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور إلى ستة نصوص مسرحية.



* العثيم: فقر مدقع

الناقد والمؤلف المسرحي محمد العثيم لا يرى أيضا أن المسرح السعودي في غيبوبة، لكنه يعتقد بوجود «فقر مدقع»، إذ لا يوجد هناك «من يمول عملا فنيا مسرحيا في وقت تتسم فيه هذه الصناعة بأن إنتاجها غالٍ ومكلف جدا»، على الرغم من وجود فنانين مسرحيين وطاقات فنية متنوعة. وعزا العثيم ذلك إلى «غلاء تكاليف صناعة عناصر الإنتاج المسرحي على الصعيد المادي، والتي تمكن من تفعيل دور الأشخاص من ممثلين وفنيين وغيره، مع أن جمعيات الفنون وبقية الجهات الممولة تبذل جهدا مقدرا، مثل أمانة الرياض، ولكن ليس جهدا نوعيا وإنما هو جهد شعبي يفتقر إلى النوعية والجودة».

ووفق العثيم فإن ما تقدمه أمانة الرياض وبعض أمانات المدن الأخرى لا يخرج عن كونه «برنامجا ترفيهيا، فهو ليس بالمسرح الحمّال بالقيم للناس ولمختلف الأجيال، عبر الحقب المختلفة». وقال العثيم «إن مثل هذه البرامج الترفيهية لا تقضي على النعرات والجهل والتطرف والعنف والإرهاب، ولا تسهم في ترسيخ قيم المواطنة النبيلة والمشاعر الإنسانية الراقية والعمل الاجتماعي المسكون بهموم الناس»، ويضيف «لذلك نقول إن مشكلتنا أن المسرح غير ممول، في حين أن الثقافة كلها عاجزة عن وضع خطة لصناعة المسرح».

ما هو المطلوب؟ يقول العثيم «وضع خطة استراتيجية متكاملة على مستوى المسرح والسينما والحفلات الموسيقية، حيث إن هذه الجهات الثلاث هي التي يمكن أن تصنع قيما، وتغير خارطة الثقافة. فالثقافة ليست قصيدة مقفاة وموزونة يلقيها شاعر. فلتنظر إلى الأندية الأدبية. إنها فارغة من الناس. الثقافة اليوم هي سينما ومسرح وموسيقى. إذا نظرنا إلى دول أوروبا مثلا، فهي تمول الفنون بقدر ما تمول التعليم، حيث نلاحظ أن ميزانيات التعليم وميزانيات الفنون خاصة الفنون الراقية كالمسرح والأوبرا تكاد تكون متقاربة.. لماذا؟ لأنها هي حمالة قيم المجتمع. ومن هنا، لا بد من وضع ميزانيات وخطط لأجل عمل مسرحي تجاري مقنن، فالمسرح يحتاج إلى دعم لفترة من الزمن إلى أن يبلغ القدرة على تحمل إنتاجه وانطلاقه بشكل مستقل».

وحين الحديث عن «جمعية المسرحيين»، قال العثيم «جمعية المسرحيين ماتت، إذ إنها لا تعمل الآن، أما جمعية الفنون فهي فقيرة لا تستطيع تمويل نشاط واحد، وهذا هو الواقع».



* السعيد: المسرحيون محبطون

علي السعيد، مؤسس الأرشيف السعودي ومدير مسرح عنيزة بالسعودية، فلا يعتقد بدوره أن المسرح في غيبوبة. يقول «من وجهة نظري وكمتابع ومشارك في صنع الحراك المسرحي السعودي، أرى أن الحديث عن أن المسرح في غيبوبة اتهام جائر وغير صحيح. ففي عام 2014 شهد المسرح حراكا لافتا، إذ أقيم عدد من المناشط المسرحية تزيد على 150 منشطا سواء كانت عروضا مسرحية أو دورات تدريبية أو محاضرات وندوات وأمسيات مسرحية، بالإضافة إلى المهرجانات المسرحية المتنوعة، وهو ما يعكس نشاط وحماس المسرحيين السعوديين أنفسهم على الرغم من كل الصعوبات والمحبطات التي تواجههم».

وعلى صعيد التحديات التي تواجه صناعة المسرح السعودي، قال السعيد «لا شك أن هناك تحديات كبيرة وكبيرة جدا تواجه المسرح بالسعودية، وأولى هذه الصعوبات والمعوقات وأخطرها هو التذبذب الرسمي في التعاطي مع المسرح والاعتراف به ودعمه ودعم المؤسسات التي تعنى به والفرق المسرحية الخاصة، كذلك قلة التأهيل الأكاديمي وغياب المسرح من خارطة الابتعاث الخارجي، وعدم وجود معهد أو مراكز تدريب مختصة».

ومن تلك الصعوبات أيضا، كما يرى السعيد، عجز المؤسسات الثقافية كجمعية الثقافة والفنون وجمعية المسرحية السعوديين عن توسيع دائرة أنشطتها لتشمل كل أرجاء الوطن، مشيرا إلى أن هناك مدنا ومحافظات كبيرة لا توجد بها لا أندية أدبية ولا جمعيات ثقافية، والأندية الشبابية عاجزة عن القيام بدورها الثقافي والفني كما ينبغي، بالإضافة إلى ضعف البنى التحتية حيث لا توجد المقرات المناسبة، بالإضافة إلى قلة عدد المراكز الثقافية وعدم وجودها في كثير من المدن.


الرياض: فتح الرحمن يوسف
الشرق الاوسط

إصدار كتاب المسرح العراقي بعد التغير مسرح ما بعد 2003 تأليف بشار عليوي

مدونة مجلة الفنون المسرحية


صدر عن دار ومكتبة عدنان في بغداد الكتاب الجديد (المسرح العراقي بعد التغيير - مسرح ما بعد 9 / 4  / 2003 ) لمؤلفه الناقد المسرحي بشار عليوي والذي يأتي إستعراضاً لمرحلة هامة من تأريخ المسرح العراقي المُعاصر تمثلت بالأنتاج المسرحي العراقي المُقدم بعد التغيير.

و الكتاب يقع في (290) صفحة من القطع المتوسط ويتقسم الى خمسة محاور تمثلت في (عروض مسرحية - مهرجانات مسرحية - متابعات – مسرحيون - إصدارات) وهو مُحاولة لتسليط الضوء على النتاج المُقدم بعد التغيير ".

 "بعد التغيير الذي حصل في العراق إتسعت حركة النشر على نطاق واسع وتوفرت للكُتاب والمؤلفين المسرحيين العراقيين مساحة كافية لنشر نتاجاتهم (نصوصاً - دراسات) وهو ما يمكن ملاحظته في عموم المدن العراقية ".

وهذا الكتاب هو محاولة لمعرفة ماهية النتاج المسرحي العراقي بعد التغيير الذي حصل في 9 / 4  / 2003" . الكتاب كُرس لدراسة مرحلة مهمة من المراحل التي مر بها العراق ألا وهي مرحلة ما بعد التغيير هذه المرحلة التي إتسمت بالتبدّل والتطور بشكل سريع مما أدى إلى إنفتاح الثقافة العراقية ومنها المسرح إلى مديات جديدة لم يألفها من قبل على صعيد الإشتغال الشكلي والمضموني.

راديو المربد

تشيخوف يتحرر من سطوة المعيش اليومي في مسرحية 'إيفانوف'

مدونة مجلة الفنون المسرحية
تشيخوف يتحرر من سطوة المعيش اليومي في مسرحية 'إيفانوف'
مسرحية الطبيب أنطون تشيخوف 'إيفانوف' تهدف إلى التصدّي لظاهرة الرتابة التي تبعث على السآمة والملل وتدعو إلى التحرر من سطوة المعيش اليومي.
'إيفانوف' ميلودراما تجمع بين الحزن والدعابة الخفيفة
للفرنسي لوك بوندي، مدير المسرح الأوروبي أوديون بباريس، تجربة في الإخراج المسرحي تتجاوز الأربعين عاما، ورغم إعجابه الكبير بتشيخوف الذي يقول إنه يجمع بين شكسبير وبيكيت، فهو لم يقبل على أعماله إلاّ مرتين، الأولى عام 1978 “بلاتونوف”، والثانية عام 2001 “النورس”، لذلك عُدّ تقديمه لمسرحية “إيفانوف”، من 29 يناير الماضي إلى 28 فبراير الجاري، حدثا بارزا استعان فيه بكوكبة من خيرة الممثلين الفرنسيين.
“إيفانوف” مسرحية كتبها الطبيب أنطون تشيخوف عام 1887، وهو في السابعة والعشرين، ليست أولى مسرحياته، فقد ألف قبلها “بلاتونوف” فرفضها مسرح مالي بسان بيترسبورغ، وأعدّ مسرحية أخرى بعنوان “الطريق الكبرى” عن إحدى قصصه القصيرة فصادرتها الرقابة.
ورغم أنها من بواكير أعماله، فهي ناضجة، تنطوي بعدُ على البنية التي سوف تستند إليها نصوصه اللاحقة والثيمات التي ستتضمنها، كالإحساس بعالم يمضي إلى النهاية، وصعود فئات اجتماعية جشعة متهوّرة تتوق إلى دنيا تصخب بالحياة والحال أن كل شيء متوقف.
تلك الثيمات تجعل من تشيخوف كاتبا حداثيا، يحمل هموم عصره، وينطق بهموم ما يليه، ما يجعل مسرحه يتجدّد على الدوام. فالأحداث هنا تدور في روسيا القيصرية، في نهاية القرن التاسع عشر، بين مرحلتين، مرحلة القديم الآيل إلى السقوط والتحوّل، وبين نمـطن من المـسرح، كلاسيـكي ومعـاصر.
أنطون تشيخوف: حسب إيفانوف أنه ينقل احتجاج النفس على سوداوية الحياة
والكاتب يصور، قبل ظهور التحليل النفسي، حالة الانهيار العصبي التي يعانيها إيفانوف، ويقدّم، قبل مجيء تيار الواقعية الاشتراكية، بطلا سلبيا، ممثلا في ثري في مقتبل العمر، له من الجاه ما يرغّب الآخرين، إناثا وذكورا، في التقرب إليه، ولكنه دائم القلق والحيرة، لا يعرف ما يصنع.
إن إيفانوف في نظر تشيخوف رمز لروع المثقفين أمام سياسة الحكومة القمعية آنذاك، وتدني الوضع الاجتماعي. فهو إذ يعجز عن وصل أحلامه بمقتضيات الواقع، يصير نهبا لكبت الضمير والإحباط، فأهمل ضيعته وزوجته أنّا المصابة بمرض السّل، ليغوص في كآبة عميقة.
تحاول ساشا، ابنة أحد أجواره التي أحبته، أن تزيلها عنه، رغم الموانع الاجتماعية، فالرجل كما قلنا متزوج، فيهواها بدوره. وما كادت زوجته تلفظ أنفاسها حتى قرر الزواج منها.
وفي يوم العرس، يعيّره الطبيب لفوف بالوغد أمام الناس، لأنه لم يقترن في رأيه بزوجته الهالكة، إلاّ لكونها يهودية ثرية. فيحس من ذلك طعنة، ينسحب خلالها من الحفل، ويتناهى صوت طلق ناري، مؤذنا بنهاية إيفانوف.
عبر هذه الميلودراما، التي يأتلف فيها الحزن والدعابة الخفيفة، تتجلى طباع ثلاثة: طبع إيفانوف، وقد سئم نفسه والناس والعالم سآمة لا يرتجى لها شفاء.
وطبع ساشا وقد ظنت أن للحب قوة تستطيع بمفردها إنقاذ حبيبها من الوضع الذي غرق في أوحاله. وطبع الدكتور لفوف، ذلك الطبيب الشريف الأمين، والمحدود الذكاء في الوقت ذاته، فما رام حلّ مشكلة إلاّ عقّدها.
وليس الوقت الذي يمضي هو المسيطر، بل شخصية إيفانوف المنغلقة على نفسها، الغارقة في أوهامها، العاجزة عن الاهتمام بأيّ شيء، فما إن يدفعها الحماس لأمر حتى تردّها الكآبة إلى الخيبة والقعود.
ورغم ما تنطوي عليه تلك الشخصية من سلبيات، فإن تشيخوف يحبوها عطفا مخصوصا، ويمني النفس بأن يحبّ الناس ذلك الرجل المحطّم. جاء في رسائله إلى صديقه سوفورين قوله “لو أن إيفانوف بدا في المسرحية وغدا أو إنسانا لا فائدة منه، وأن الطبيب بدا إنسانا ذا قيمة، لو أن الناس لم يفهموا لماذا تعلقت أنّا وساشا إيفانوف، إذن فمسرحيتي لم تبلغ غايتها”.
لوك بوندي: تشيخوف يجمع في مسرحيته "إيفانوف" بين شكسبير وبيكيت
هنا يبرع تشيخوف في المزج بين الكآبة الشفيفة والسخرية الخفيفة الذي طبع أسلوبه، فالكآبة لديه لا تتحول إلى قتامة سوداء تحيل إلى تراجيديا إغريقية، والسخرية لا تنقلب فكاهة تثير الضحك.
فبلاتونوف شخصية معقدة، ذات أوجه عديدة، تبدو فريسة للشك والعدمية لكثرة تذمرها، ويسكنها خمول وجبن وعجز يخالف ما تتحلى به أغلب الشخصيات الأخرى من اندفاع ورغبة في اغتنام مباهج الحياة، ورغم ذلك ينجح تشيخوف في جعله شخصية محببة، وكأنها تحوي بداخلها خصلة دفينة، أو سموّا روحيا غير جليّ، ليحوّلها إلى شخصية فاتنة، مثل هاملت، أشبه بشعلة تلتهب باستمرار.
وكأن تشيخوف، الذي عاش حياته “شاهدا محايدا” كما يقول، إذ لم يكن يصدر أحكاما معيارية على أبطال مسرحياته، لا يريد للجمهور أن يحكم على إيفانوف. حسبه أن ينقل “احتجاج النفس على سوداوية الحياة”، “بحثا عن حياة أفضل” كما حدّدها في قصصه الأولى.
فالمسرحية، وإن بدت تصويرا لواقع مجتمعي معيّن في فترة ما، كان من غايتها التصدّي لظاهرة الرتابة التي تبعث على السآمة والملل، وربما الانتحار، والدعوة إلى التحرر من سطوة المعيش اليومي والآراء التقليدية. وهذا كله هو ما نهض له تشيخوف في أعماله اللاحقة.
لم يشعر الجمهور بمرور الوقت (ثلاث ساعات تقريبا) لبراعة الممثلين (ميشا ليسكو ومارينا هاندز وفيكتوار دو بوا) وحتى من قاموا بالأدوار الثانوية، ولاستفادة لوك بوندي من التقنية السينمائية في عرض انسياب المشاهد الجماعية، والتأطير عند انحسار العدد، فضلا عن الديكور الموحي بالعبوس والكآبة.


أبوبكر العيادي 
العرب

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption