أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 4 أبريل 2017

مسرحية حديقة الحيوان تكشف أمراض المجتمع الأمريكي على خشبة القباني

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية حديقة الحيوان تكشف أمراض المجتمع الأمريكي على خشبة القباني

سامر أسماعيل  - سانا 

أربعون عاماً كانت هي الفترة التي تحدث عنها المخرج حسن عكلا مسترجعاً ذكرياته على مسرح القباني وهو يعلن افتتاح مسرحيته “حديقة الحيوان” عن نص أدوارد أولبي حيث قال: “المرة الأولى التي وقفت فيها على خشبة أبي خليل كانت منذ أربعة عقود واليوم أعود لأقدم هذا العرض على هذا المكان الأثير على قلبي الذي بدأت منه وربما المكان الذي أنتهي منه بعد عروض “الشيخ والطريق وقصة حب” ها أنا ذا أهدي هذا العرض للفنان الكبير عبد الرحمن أبو القاسم”.

المسرحية التي افتتحت عروضها على مسرح القباني جمعت بين كل من أبو القاسم والممثل محمود خليلي في ثنائية لعبت أبرز نصوص مسرح العبث للكاتب الأمريكي المعروف مستندين في ذلك إلى الحواريات المتطاولة والملغزة بين رجلين يلتقيان في حديقة عامة لتتكشف عبر هذه الحوارية مأساة البشرية وعدمية الوجود وعدم قدرة الفرد على الارتقاء من البهيمية التي بداخله إلى الإنسان الذي حاصرته الوحشة والاغتراب داخل مدينته.

وتصور “قصة حديقة الحيوان” عزلة كل من “بيتر” وهو رجل من الطبقة الوسطى يعيش حياته بهدوء مع زوجته وابنتيه وقطة وببغاوين ويقرأ في الحديقة كتاباً والشاب “جيري” الذي تمتلئ حياته بفراغات متتالية منذ أن وجدت جثة والدته في مكب النفايات مروراً باستئجاره نصف ملحق في ضواحي نيويورك وملاحقة صاحبة الملحق له مع التركيز على فرادة عزلة كل منهما ورغبتهما فتح نوافذ للتواصل مع بعضهما ليكتشفا أن الأوان فاتهما منذ زمن بعيد لتحقيق أي نوع من أنواع العلاقات وليتحول وجودهما بحد ذاته إلى أحد مفرزات المجتمع الاستهلاكي.

تشريح الأبعاد النفسية لكلا الشخصيتين وعلاقتهما مع مجتمعهما والطبقة الاجتماعية التي ينتمي كل منهما إليها كان عبر عبثية واضحة أرادها “أولبي” لتقديم رؤيته المتشائمة للعلاقات الإنسانية بلهجة ساخرة غير مهادنة تمتاز بجدليتها القوية وإيجازها واستفزازيتها وما تحويه من حوار مختصر إلى الحد الأدنى ولغة مكثفة تحمل أكثر من معنى ولا سيما أنها جاءت تعبيراً عن الانتقال المفاجئ في حياة المجتمع الأمريكي من حالة الهدوء في خمسينات القرن الماضي إلى مرحلة الستينات المضطربة.

وغلب على العرض الأبعاد العبثية لمسرحية “أولبي” التي اتخذت اتجاهاً مغايراً عبر خطاب مسرحي باللغة العربية الفصحى استعارت نيويورك وحديقة السينترال بارك فيها لتعبر هذه التجربة عن واقعها المحلي المستعار مشخصةً بعض أمراضه الاجتماعية التي يعاني منها الفرد الأمريكي جاعلة من أهم رهاناتها وصف الواقع وتفكيكه من زاوية النقد الاجتماعي والفلسفي والأيديولوجي وحث المتلقي على امتلاك وعي حقيقي وتفاعل جاد تجاه ما يعرض أمامه.

الاعتماد على قدرات الممثلين العالية وإمكانياتهما في حمل أفكار العرض دعمت التجربة ولا سيما بعد الأداء الرفيع في المشهد الأخير لكل من أبو القاسم وخليلي ما جعل شخصيتي العمل في ذروة درامية حادة تمكنا فيها عبر تركيزهما على البعد الداخلي للشخصية من انتخاب غاية في الدقة لتعبيرات الوجه.. ردود فعل الصوت.. والإيماءات الانفعالية ضمن تصاعد الخط الدرامي للعمل ككل والانقلاب في طباع كل منهما.

وركز المخرج العكلا على مناخ سينوغرافي مختزل يتوسطه مقعد متحرك لحديقة عامة وعمود كهرباء تاركاً المساحة مفتوحة للعب بين كل من أبو القاسم وخليلي وعبر أزياء حاكت الطبيعة النفسية للشخصيتين ليكون الجمهور أمام فرجة مسرحية تخلت عن فائض مسرح الأغراض وصولاً إلى مسرح الممثل واختباء المخرج فيه للوصول إلى قلوب جمهوره.

يذكر أن العرض من إنتاج وزارة الثقافة “مديرية المسارح والموسيقا” المسرح القومي وهو مستمر حتى العشرين من شهر نيسان الجاري والمخرج المساعد.. محمد المودي والتأليف الموسيقي.. محمد عزاوي وتصميم الديكور.. أشرف عكلا وتصميم الإضاءة.. بسام حميدي وتصميم الملابس.. سهى العلي وتصميم الإعلان.. زهير العربي ومكياج.. نور الخطيب وفوتوغراف.. يوسف بدوي وبرومو.. علي الرفاعي.


صدور العدد 41 من مجلة كواليس المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

صدور العدد 41 من مجلة كواليس المسرحية

الشارقة - جمعية المسرحيين:

مع نهاية شهر مارس/آذار 2017 صدر العدد الجديد (41) من مجلة كواليس المسرحية التي تصدر بصورة فصلية عن جمعية المسرحيين في الإمارات، حيث تزين العدد بنشر وثيقة العهد وميثاق الشرف الذي وقع عليه المسرحيون في الإمارات ورفعته جمعية المسرحيين لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في ختام مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ليلة الثامن والعشرين من مارس 2017.
وفي ذلك كتب الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ورئيس جمعية المسرحيين الأستاذ إسماعيل عبدالله مقالا حمل عنوان "لن يخيب ظنك" والذي جاء فيه: "جاءت مبادرة جمعية المسرحيين في الإمارات، والتي باركها المسرحيون من أقصى البلاد إلى أقصاها، بإطلاق وثيقة عهد وميثاق شرف إلى سيد المسرح وسلطانه، بصم عليها أبناؤه بالولاء على أن يظلوا أوفياء بررة، يصادقون على الغرس بالثبات، يفاخرون الدنيا بصنائع الجمال التي أفردت للمسرح الإماراتي فصولا للتأريخ وللتعريف بهذا الزمن المسرحيّ العامر بالمنجزات، معاهدين سموه على أن لا يخيب له ظن، ولا تنقطع له أمنية، وأن لا يحيون إلا سدنة لمسرحهم حدّ الزهد إلا من خلود ما سيتحقق".
وضم العدد الجديد العديد من المقالات، حيث كتب الطاهر الطويل من المغرب عن موضوع الاستنساخ المسرحي، ومن الإمارات كتب عبدالله مسعود عن ضرورة وجود يوم وطني للمسرح، وتطرق إبراهيم الحارثي إلى موضوع الحالة المسرحية، كما ضم العدد تغطيات لمهرجانات مسرحية إماراتية وعربية، نقلها إلينا عبدالناصر خلاف من الجزائر، ومحمد ولد سالم من موريتانيا، وأنس العبيد من السودان، بالإضافة إلى قراءات في عدد من العروض المسرحية المهمة، حيث من البحرين كتب يوسف الحمدان عن مسرحية "داعش والغبراء" التي ألفها صاحب السمو حاكم الشارقة، في مادة حملت عنوان" داعش والغبراء.. قراءة ملحمية معاصرة لواقعنا العربي والإسلامي" كما كتب عبدالحق ميفراني عن عرض مسرحية "خريف" الفائزة بجائزة سلطان القاسمي في مهرجان المسرحي العربي 9 الذي أقيم مؤخرا في الجزائر في مادة تحت عنوان "خريف.. شعرية العرض المسرحي أو القصيدة حين يكتبها الجسد على الخشبة"، كما قرأ من السعودية عبدالعزيز عسيري العرض الفائز في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي 2017 في مادة حملت عنوان "تشابك.. ما الإنسان سوى صندوق مغلق". ونشر في هذا العدد دراسات وبحوث، منها ما كتبه الدكتور عمر الرويضي من المغرب، في النقد المسرحي العربي بين التجريب والتأصيل، واحتفت كواليس بالمسرحي التونسي الراحل عز الدين قنون، بمادة كتبها السوري سامر محمد إسماعيل، وكذلك بالدكتورة نهاد صليحة وتجربتها الفريدة في النقد المسرحي العربي تقدم بها إبراهيم الحسيني من مصر، وكذلك ضمت كواليس مادة بحثية للدكتور فاضل الجاف من العراق عن مسرح شكسبير في ظل التعددية الثقافية، بالإضافة إلى احتفاء المجلة بالفنان الإماراتي حميد سمبيج باعتباره الشخصية المكرمة في أيام الشارقة المسرحية في مادة حملت عنوان "حميد سمبيج والحضور الواضح على الخشبة".
أما نص العدد فكان للكاتب المسرحي الإماراتي مرعي الحليان بنص مسرحية "مقامات بن تايه" والتي سبقتها مادة بحثية في ذات النص، كتبها من العراق أحمد الماجد حملت عنوان "تحرير الذهن والمخيلة في مسرحية مقامات بن تايه". واختارت هيئة تحرير المجلة صورة من العرض المسرحي السعودي "تشابك" غلافا للعدد.
القسم الإعلامي
جمعية المسرحيين
4 ابريل 2017

انتهاء مهرجان " الشوارع الخلفية " بالاسكندرية بمصر في دورته الخامسة والتي حملت شعار " مشروع البهجة " بالمشاركة مع فرق من النمسا واليابان والسويد وفرنسا

" الروعة المصرية " مسرحية تتناول سيرة الفرعون توت عنخ امون علي مسرح " كو لاب فاكتوري " بلندن ببريطانيا والتي تبدأ من ١٠ مايو الجاري

الاثنين، 3 أبريل 2017

ورشة للعروض المسرحية "مشروع المشهد الواحد "على قاعة جعفر السعدي في قسم الفنون المسرحية

اول كتاب لمسرحيات عراقية باللغة الانكليزية

مجلة الفنون المسرحية

اول كتاب لمسرحيات عراقية باللغة الانكليزية

اعلن عن قرب صدور كتاب مسرحيات Contemporary Plays from Iraq مسرحيات معاصرة من العراق عن مجموعة الرائد للدراما في الشرق الأوسط مترجمة إلى اللغة الإنكليزية للمرة الأولى. يتضمن اعمال مسرحيين عراقيين كتب في البلاد وفي المنفى، وهو يقدم وجهات النظر العراقية الحالية على الحرب والاحتلال التي أثرت بشكل كبير في الشرق الأوسط وبقية دول العالم. التعامل حصرا مع المسرحيات المعاصرة التي منشؤها العراق، هذه المختارات تعطي دون درس المسرح السياسي العربي ما تستحقه من اهتمام، ويوفر مقدمة عامة للسياقات الثقافية والتاريخية. ويسبق المسرحيات مقدمات كتبت من المسرحيين أنفسهم، مواصلة في إثراء كل قطعة للتمتع والفهم للقارئ.
الكتاب ضم مسرحيات للكتاب (عبد الكريم العامري وعبد الرزاق الربيعي رشا فاضل وعواطف نعيم وكريم شغيدل هوشانك وزيري وعلي عبد النبي الزيدي ومناضل داود وعامر الازرقي).
ترجم الكتاب من قبل جيمس الشماع، أستاذ مساعد في جامعة بلمونت، الولايات المتحدة، وعامر الازرقي، وهو كاتب مسرحي عراقي.


انطلاق فعاليات مهرجان "أيام ديالى المسرحية"

عرض "من المنبع إلى الجسر" يحتفي بمستغانم عاصمة للمسرح

وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يؤكد: "مستغانم مركز استقطاب حقيقي للحركة المسرحية"

مسرح الشارع ورهانات المسرح المغاير

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الشارع ورهانات المسرح المغاير

د. اياد كاظم السلامي

       يعرّف معجم لالاند فلسفة الجمال على أنها “علم موضوعه الأحكام التقويمي الذي ينطبق على التفريق بين الجميل والبشع. ولو نتأمل تجارب عروض مسرح الشارع جاءت نتيجة لحاجات فكريه وجمالية فضلا عن حاجات تقنيه وماديه، فمن حيث الجانب الفكري يشترط على متلقيه ممن يتصادفون مع ما يطرح اي بمعنى ان لا يوجد استعداد سابق لمشاهدة العرض من قبل المتلقي ، اما اشتراطات وجوده وانتاجه فهو يفتقد الى طقسية العرض المسرحي كإطفاء الانوار وحركة فتح وغلق الستارة وصمت الجمهور ومكانية العرض الغير مؤطره بمكانيه محدده لا يجوز تجاوزها ليتحول من الارسطي الى البرشتي. اما الناحية الجمالية لو نتساءل اين يكمن جوهر الجمال في هذا النوع من الفن المسرحي؟ نجد ان التعبير التلقائي الذي يعبر روح الإنسان وخلوده، ويدفعه إلى ذلك غريزة قارّة في طبيعته البشرية التي تنحو به. فيرى (هيجل) بهذا الاتجاه ان التعبير عن الذات هو تعبيراً جمالياً، فيقوم الممثل بعمله الابداعي من خلال العاطفة والمادة المحسوسة، فهو يبقى أولاً وأخيراً نشاط عملي تأملي، فإن كانت الفلسفة هي الدهشة التي تحدثها فينا كما يقول الفيلسوف (مارتن هيدجر)، فإن الفن المسرحي هو التعبير الرمزي عن هذه الدهشة وبعد من اهم محاور مسرح الشارع جماليا  بما يمتلكه من دهشة ، كما نجده في (كوميديا لارتا) حيث يتماهى مسرح الشارع معها الى حد كبير مع يطرحه هذا النوع من العرض  فضلا عن علاقته مع المتلقي وتفاعليته  الغير مؤطره  بحدود. 
اما في الجانب التقني نجد مسرح الشارع يتخلى عن اغلب التقنيات ويتحول كروتوفسكيا بامتياز   فهو يستخدم مفردات حياتيه بسيطة ليوظفها تقنيا فيقوم بارتداء موسيقى شعبيه نابعه من هموم الهامش بالمجتمع وتتناغم اغانيه مع هذه الهموم، كما يستخدم مفردات بسيطة.
 اما الحاجات المادية فالمسرح برمته يعاني من ابويه ماديه صعبه وقحط كبير في منظومة الإنتاج فعروض مسرح الشارع تندرج تحت هذه اليافطة بامتياز.
وعليه ومما تقدم ان عروض مسرح الشارع تلامس هموم الناس لأنها تطرح ما يجول بأفكارهم وهمومهم اليومية وتقدم عن المعلن والمخبوء لهذه الهموم وفق إشتراطات معينه فهو يفترق عن المسرح البيئي بعدم تهيئة المكان مسبقا ويقدم أفكاره في اطباق الى المارة بسيطة. 


مسرحية "وزينت حياتي بإبتسامتكم" تأليف ساره صالح عبدالستار بخش

(كاظم حيدر) والابتكار في تصميم المناظر والأزياء المسرحية سامي عبد الحميد

مجلة الفنون المسرحية

(كاظم حيدر) والابتكار في تصميم المناظر والأزياء المسرحية

سامي عبد الحميد

(1 ) (2)

أقام قسم الفنون التشكيلية في كلية الفنون الجميلة ببغداد، ندوة استذكارية لأعمال الفنان الراحل (كاظم حيدر) الذي فارق الحياة في وقت مبكر حيث لم يمهله المرض سوى سنوات قليلة، كانت مليئة بالإبداعات الفنية. وقد استعرض المشاركون في الندوة مسيرة الراحل الفنية، وأشروا منجزاته في فن الرسم وفي التصميم المسرحي وفي التعليم الفني. وكانت حصتي في تلك الندوة، كبيرة، لكون الراحل قد رافقني في معظم أعمالي المسرحية مصمّماً للمناظر وللأزياء المسرحية من أواسط الستينيات من القرن الماضي وحتّى يوم رحيله أواسط الثمانينيات.
وفي بداية حديثي عن (كاظم حيدر) قلت بأنه فنان عبقري موهوب ومصمم مبتكر لا نظير له في بلادنا العربية. وهو فنان حقيقي لكونه مبدعأً في رسوماته متميزاً في أسلوبه، وعبّرت عن اعتقادي بأن فنون الرسم والنحت والعمارة من دون الفنون الجميلة الأخرى – الرقص والموسيقى والشعر-، لا يمكن تعلّمها بل صقلها فقط لكونها تعتمد على موهبة مبدعيها، تلك الهبة التي يتمتع بها القلة من الأشخاص. ولأن (كاظم حيدر) من تلك القلّة، لذا اعتبره فناناً بكل ما في الكلمة من معنى. وكذلك اعتبره مبتكراً في مجال التصميم المسرحي لأنه لا يستنسخ ولا يقلّد، بل يقدم بدائل لتصاميمه، ليختار المخرج الأصلح والأفضل لعمله، ولكونه يجمع بين الكلاسيك والحديث، بين التقليدي والمعاصر، ولكونه لا يخضع لأوامر المخرج فيصبح مصمّماً لا منفذاً . وهنا لا بد أن أشير إلى أن، الذي يريد أن يصبح مصمّماً مبدعاً للمناظر والأزياء المسرحية، عليه التحلّي بصفات معينة، وهي امتلاكه لحسّ معماري ولحسّ تشكيلي ولحسّ درامي، إضافة إلى معرفته بتأريخ الحضارة، ولذلك يعتبر المصمم الفنان المبدع الثالث في العمل المسرحي بعد مؤلف المسرحية ومخرجها .
بعد هذا سأستعرض أعمال (كاظم حيدر) التصميمية في المسرحيات التي أخرجتها. كانت مسرحيته (كنز الحمراء) أو (كنوز غرناطة) لجيرالدين سيكس وترجمة (عبد الجبار المطلبي) هي الأولى التي أخرجتها لطلبة قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة عام 1964 وصمم (كاظم) مناظر المسرحية التي استخدم فيها أسلوب الزرع الحر للمفردات الديكورية التي يمكن تغييرها بسهولة، وأكسب تلك المفردات لمسات من المعمارية الأندلسية – وفي العام نفسه أخرجت مسرحية شكسبير (تاجر البندقية) باسم الفرقة القومية للتمثيل وصمم لي (كاظم) مناظرها حيث حاول أن يعطي تلك المناظر سمة الدقة التاريخية المعمارية مدينة (فينيسيا) حيث (الكندول) تطير متحركاً في خلفية المسرح وينزل فيه الممثلون. ومن ابتكارات تصميمه استخدامه منصتين تدوران حول نفسيهما وضع عليهما مفردات ديكورية تمثل أماكن وقوع الاحداث مثل شارع وساحة فينسية ومنزل بطلة المسرحية (بورشيا) ومنزل المرابي (شايلوك) ودار المحكمة ومنزل بطل المسرحية (انطونيو) واعطى لتلك الامكنة سماتها المعمارية في شكلها .
في عام 1965 صمم (كاظم) مناظر مسرحية أنوي (انتيغونا) التي أخرجتها ايضاً باسم الفرقة القومية وكان تصميمه مبتكراً أيضاً حيث استحدث منصة مرتفعة عن ارضية المسرح بحوالي متر واحد، ووضع كرسياً على وسطها وعلق اطار الشباك أعلى الكرسي وصبغ الكواليس باللون الأسود ورسم عليها رسوماً تجريدية توحي بالبشاعة اشارة إلى بشاعة المك (كريون) في تعامله مع البطلة (انتغوني).

وبعد عام اخرجت مسرحية تينيسي وليامز (الحيوانات الزجاجية) وصمم (كاظم) منظرها المتوافق مع المدرسة التعبيرية، حيث استخدم القماش الأسود الشفاف لبناء جدران منزل غربي يمكن للمتفرج أن يشاهد جميع مرافقه وفضاءاته حيثما يُسلط الضوء عليها. وبعد ذلك اخرجت للفرقة القومية عام 1966 مسرحية جان كوكتو (النسر له رأسان) وصمم (كاظم) منظراً واقعياً لصالة الاستقبال في قصر ملكي وفقاً لطراز الباروك وبجميع تفاصيله، وأذكر أن، الراحل كاظم بقي يرسم زخارف ذلك البناء إلى آخر لحظة من لحظات التحضير لبداية العرض .
تركنا العمل مع الفرقة القومية للتمثيل، لنعمل مع فرقة المسرح الحديث، وصمم الراحل مناظر مسرحية (النخلة والجيران) التي أعدها الراحل (قاسم محمد) عن رواية غائب طعمة فرمان، واخرجها بنفسه ومثلت فيها دوراً ثانوياً وذلك عام 1968 ولأول مرة، في تاريخ المسرح العراقي، يصمم الراحل مسرحاً دواراً يضع عليه مفردات ديكورية لأماكن مختلفة من أزقة بغداد وحواريها، ويقوم الممثلون أنفسهم بتحريك المسرح الدوار لكشف المكان الذي تحدث فيه مشاهد المسرحية. وفي العام نفسه صمم الراحل منظراً واقعياً مختزلاً لبيت عراقي في مسرحية يوسف العاني (صورة جديدة) التي أخرجتها لفرقة الحديث في مسرح قاعة الخلد، وبعد ذلك قدمت مع (قاسم محمد) في قاعة الخلد أيضاً، مسرحية يوسف العاني (الخرابة) وأيضأً لأول مرة يستخدم (كاظم) شاشة تنعكس عليها الصور الثابتة والافلام الوثائقية عن مآسي الحروب، وكان ذلك الاستخدام بوقته يمثل فتحاً جديداً في المنظر المسرحي في العراق، علماً أن الفنانين الكبيرين بيسكاتور وبريخت، قد استخدما تلك التقنية قبلنا بسنوات، والغريب أن بعض المخرجين العراقيين هذه الأيام، يستخدمونها ويسمونها (داتا شو) ويدعون انهم بهذا الاستخدام مجددون، كما أن المخرج (ابراهيم جلال) قد استخدمها بعدنا وقبلهم عندما أخرج مسرحية (المتنبي) لعادل كاظم، وابتدأ العرض بصورة فيلمية منعكسة على شاشة كبيرة، تمثل حصاناً يركض مسرعاً من جهة يمين المسرح إلى يساره. 
لمسرحية يوسف العاني (المفتاح) التي أخرجتها عام 1968 صمم الراحل كاظم، مناظر وأزياء المسرحية وكان تصميمه للمناظر مبتكراً جداً، حيث استخدم منصة على شكل حدوة حصان تمتد من الجهة اليمنى للمسرح إلى اليسرى، وبعلو متر ونصف وبعرض متر ونصف أيضاً، وغرز عليها وأمامها مفردات ديكورية تمثل أماكن وقوع احداث المسرحية. وعبر (كاظم) أفضل تعبير عن رحلة بطلة المسرحية وبطلها بحثاً عن ما يديم الحياة ومن يساعدها في انجاب طفل وذلك وفقا للحدوتة العربية المشهورة (يا خشيبة نودي نودي وديني على جدودي وجدودي بطارف مكة ينطوني ثوب وكعكة والكعكة وين اضمها اضمها بصنيديكي... الخ) وأضاف (كاظم) إلى المفردات الديكورية (موتيفات) فولكلورية عراقية تلائم أماكن احداث المسرحية. 
وعندما أعدت إخراج (ملحمة كلكامش) للفرقة القومية للتمثيل، صمم لي (كاظم) مناظر الملحمة وازياءها، واتخذ من الحرف المسماري مفردة ديكورية، كتب بها عنوانات المشاهد. وبالنسبة للأزياء حاول تطبيق الدقة التاريخية من الطراز وذلك اعتماداً على رسوم الرقم الطينية والمخلفات الآثارية.
وعدنا للعمل مع قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة حيث ساهم الراحل (كاظم) بتصميم مناظر مسرحية معين بسيسو (ثورة الزنج) مستخدما الرماح مفردة ديكورية تتنوع في تنظيماتها وتشكيلاتها وفقاً لتنوع الأحداث وكذلك استخدم لوحات رسومه تبين تقطع الأرض الفلسطينية إلى اشلاء بسبب احتلال الصهاينة وعدد ابنيتهم.

---------------------------------
المصدر : المدى 

الأحد، 2 أبريل 2017

مجلة الفنون المسرحية

"العقل والعاطفة" لجاين أوستن في قالب كوميدي

جنى الحسن 

عندما كتبت الروائية الإنكليزية روايتها "العقل والعاطفة" عام 1811، نشرتها بهوية مجهولة موقّعة بـ"سيدة". وكان قد سبق لها أن نشرت بصفة مجهولة. وقد كان شائعاً في تلك الحقبة الزمنية أن تنشر الكاتبات باسم مستعار نظراً للقواعد الاجتماعية والعادات التي لم تكن تتقبل أن تنشر امرأة الأدب مقابل المال. كما أن أوستن دفعت ثمن نشر الكتاب وتوزيعه وكلّفها ما يقارب ثلث دخلها السنوي.

لكنّ الرواية، بعد قرابة قرنين من الزمن، ما زالت تطبع وتباع وتقتبس لإنتاجات تلفزيونية من أفلام ومسلسلات وإنتاجات مسرحية كذلك، كان آخرها ما عرض على مسرح "فولغر" في العاصمة الأميركية واشنطن على مدى شهر ونصف في بداية الأمر، من منتصف أيلول/سبتمبر حتى نهاية تشرين الأول/أكتوبر، وثمّ تمديد عرضها حتّى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر نظراً للنجاح الذي حقّقته.

مسرح فولغر

ومسرح فولغر هو جزء من مكتبة "فولغر شكسبير" في الكابيتول هيل في واشنطن، وتضم هذه المكتبة أكبر مجموعة لأعمال شكسبير وكذلك من الكتب والمخطوطات والأعمال الفنية التي تعود إلى عصر النهضة الأوروبية والحركة ثقافية التي استمرت تقريبا من القرن الرابع عشر إلى القرن السابع عشر ميلادي. ويعرض المسرح دائماً أعمال شكسبير بإنتاج مختلف وأعمال كلاسيكية أخرى.

ومثّل المسرح بديكوره الفخم وطرازه الإليزابيثي مكاناً مثالياً للعرض المسرحي المقتبس عن عمل أوستن الأصلي من قبل الكاتبة المسرحية كيت هاميل ومن إخراج إريك تاكر. واستمر العرض على مدى ساعتين ونصف تقريباً مع استراحة لقرابة العشرين دقيقة.

عرض حيوي

ما الذي يمكن أن يقدّمه عرض مسرحي من جديد لعمل تمّ تداوله خلال مئات السنوات سواء من خلال الطبع أو حتى من خلال التلفزيون والسينما؟ هذا السؤال مشروع لمن يعتبر متابعاً لعمل أوستن ومطلعاً عليه وإن كان هذا لا يعني أبداً الانتقاص من أهمية إعادة تداول وابتكار الأعمال الأدبية الكلاسيكية بطابع فني متجدد. المسرحية لا تخذل المشاهد، بجميع الأحوال، سواءً الذي لا يعرف أوستن ولديه فضول تجاه أعمالها او حتى الذي يعرفها جيداً. فما يبرزه العرض بشكل رائع هو حسّ الفكاهة الذي تملكه أوستن في الكتابة والذي لم ينعكس عادةً في الأعمال التلفزيونية التي اقتبست عملها.

كما قُدّم العرض بحيوية كبيرة، أصفت إليه طابعاً معاصراً نوعاً ما، ولم تبدُ المسرحية كأنّها تحاول أن تكون الرواية على الرغم من حفاظها على نفس المضمون، بل بدت عملاً قائماً بحد ذاته. وتضمّنت عناصر فنية من موسيقى ورقص مليئة بالحيوية والحركة. وكانت مصممة الرقص للمسرحية ألكسندرا بيلر، أما مصممة الأزياء ماريا هيل.

وما أضفى الطابع المعاصر للعرض كان التقنية المتبعة في المسرح، كونه يدور مع تغير المَشاهد، وينتقل من ديكور إلى آخر ومن مكان إلى آخر عبر الدوران إلى الجهة الأخرى.


العقل والعاطفة

ما يجعل أي عمل أدبي يعيش لمدة طويلة هو كونه يطرح مسألة أو سؤالا إنسانيا لا ينتهي بانتهاء زمن معيّن ولا يحصر في إطار المكان، كالصراع بين الخير والشر، والصراعات الإنسانية الداخلية كافة، ومن ضمنها الصراع بين العقل والعاطفة أو حتى بين الكبرياء والهوى وهو ما تطرّقت إليه الكاتبة الإنكليزية في عمل آخر كذلك. وسؤال الاختيار بين العقل والعاطفة هو الذي طرحته أوستن في عملها من دون أن تعطي إجابة نهائية عنه، كون إجابة واضحة في هذا الإطار ليست بالضرورة متوفرة.

والرواية نفسها كتبتها أوستن في البداية على شكل رسائل لشقيقتها كاساندرا. وفي سياق القصة، يظهر الانقسام بين العقل والعاطفة بين الشقيقتين إلينور وماريان داشوود. وتمثّل إلينور، الشقيقة الأكبر، صفات العقل وضبط النفس والحس بالمسؤولية الاجتماعية والقلق على مصالح الآخرين، بينما تمثل الشقيقة الصغرى ماريان العاطفية بما تحمله من عفوية واندفاع وحماس وإخلاص وعدم القدرة على ضبط المشاعر. وقد نجحت المسرحية في تمثيل شخصية ماريان المتطرفة بشكل كوميدي. فالشخصيات التي تكتبها جاين أوستن عامّةً هي متطرفة بشكل أو بآخر، وهذه الشخصيات بسلوكها تضيف الطابع الكوميدي.

الانقسام كذلك في وقت كتابة الرواية لا يمكن إخراجه من السياق التاريخي في منعطف القرن الثامن عشر بين حركتين ثقافيتين هما الكلاسيكية والرومنسية. فشخصية إلينور تختزل الخصائص المرتبطة بالكلاسيكية من عقل وبصيرة وتوازن واعتدال، بينما ماريان تعكس الرومنسية بما فيها من خيال ومثالية. لكن الشخصيتين ليستا غير قابلتين للجدال، بمعنى أن ميل إلينور إلى العقل لا يعني فقدانها العاطفة وحساسية ماريان لا تجعلها عنيدة أو حمقاء ومتهورة طوال الوقت. هذا التناقض يعكسه الحوار المسرحي ويبدو أنّه يخلص إلى مزج الشخصيتين، كأنّهما تكتشفان معاً كيفية التعبير عن مشاعرهما بشكل كامل من دون الوقوع في الانفعالات والحساسيات الزائدة.  

تحاول إلينور أن تحذّر ماريان حين تقع في غرام رجل غير مناسب، في مجتمع تحكم فيه المراكز الاجتماعية والمال الحب. لكنها بدورها، تغرق في منع نفسها من الحب وتحاول أن تخفي خيبتها العاطفية حتّى من أقرب الناس إليها. وماذا يجب أن يفعل الإنسان إزاء الضغوط الاجتماعية، الخضوع لها كإلينور أو مواجهتها كماريان؟


المؤثرات البصرية والصوتية


عدا عن القصة، نقل العرض المسرحي المشاهد إلى المجتمع البريطاني منذ ما يقارب قرنين، وكيف كان التواصل الاجتماعي مبنياً على كتابة الرسائل وكيف كانت هناك معايير محدّدة وإتيكيت للسلوك الاجتماعي، سواء للفتيات أو للرجال، طريق الملابس والطعام وحتّى الإرث وقواعده. ففي البداية، حين يتوفى والد إلينور وماريان، يترك ثروته لابنه من زواجه السابق ولا يبقى لفتاتين سوى القليل. حتّى الرحلات عبر الغابات على ظهر الخيل والمشي طويلاً يحققها الإنتاج الفني للمسرحية من خلال المساعدين الذين يحملون أغصان الأشجار ويجعلونها تبدو كأنّها تتكسّر لمرور الأحصنة. وطبعاً لا خيول حقيقية على خشبة المسرح بل أشخاص يجلسون بالمقلوب ويرفعون الممثلين كما لو أنّهم على ظهر الحصان. والعرض غني جداً بالمؤثرات الصوتية والبصرية، ما أخرجه من إطار الرتابة والملل.

جاين أوستن


ولدت جاين أوستن عام 1977 في بلدة ستيفنتون في هامشاير، وعاشت هناك قرابة 25 عاماً. وقد كانت محظوظة كونها ابنة رجل مثقف حصل على منحة دراسية من جامعة سان جون في أوكسفورد وأصبح متعاقدا هناك. لهذا وجّه أبناءه باتجاه إكمال تعليمهم الجامعي وكثّف من الدروس الخصوصية لابنتيه. وكانت جاين شديدة التعلّق بشقيقتها كاساندرا التي كبرتها بثلاثة أعوام وكانت تراها أكثر حكمةً وأفضل منها. وعندما ذهبت كاساندرا إلى مدرسة داخلية، أصرّت جاين أن تشاركها المصير. واستمر الرابط القوي بين الشقيقتين مدى الحياة. وقد أظهرت جاين شغفها تجاه الكتابة وحازت القبول والإعجاب والتشجيع من قبل عائلتها. وليس من الواضح متى بدأت بكتابة القصص الكاملة لكنها كانت معجبة أيضاً بالمسرح وكانت ترسل نصوصاً من تأليفها لمسارح الهواة.


في فيلم عرض أنتج عام 2007 تحت عنوان "أن أصبح جاين"، سلّطت الأحداث الضوء على حب جاين لتوماس لفروي، وهو الرجل الذي احتفظت تجاهه بالود لفترة طويلة لكن لم تستطع أن تكون معه بسبب الظروف الاجتماعية. ويظهر الفيلم أنّ جاين للحظات كادت أن تغلّب عاطفتها على عقلها وتهرب مع الرجل الذي تحب، لكن لجمها عن ذلك شعورها بالمسؤولية ورؤية مدى حاجة عائلته إليه (والدته وإخوته) وعادت أدراجها.

لم تتزوج جاين أوستن بعدها، لكن لفروي تزوج ورزق بابنة أطلق عليها كذلك اسم جاين. لكن الفيلم حاز على انتقادات كونه لم يسلّط الضوء على شخصية جاين الفعلية وصوّرها بشكل امرأة عاشقة فحسب، وهذا ما لا يمكن التأكد منه قطعاً. في جميع الأحوال، أظهرت جاين أوستن من خلال كتاباتها شخصية امرأة شديدة الذكاء والحنكة والعمق. أظهرت كذلك قدرتها الهادئة على الفكاهة، وهذا ما تبلور في العرض المسرحي الأخير. وربما لو كانت جاين جالسة في مقعدٍ في الخلف بالمسرح، لصفّقت بين الجماهير في النهاية، وابتسمت، أو حتّى ضحكت بفرح ورضى. 

 ----------------------------------------------
المصدر : ضفة ثالثة 

مسرحية "حليب يشبه السكّر" على رفوف الفقراء

السبت، 1 أبريل 2017

محام بارع يحاكم المشاهدين في مسرحية 'السقطة'

مجلة الفنون المسرحية

محام بارع يحاكم المشاهدين في مسرحية 'السقطة'

يشهد مسرح “داريوس ميلود” في باريس عرض “السقطة”، المقتبس عن الرواية الشهيرة التي تحمل العنوان ذاته للفرنسي ألبير كامو، لنرى أنفسنا خلال ساعة وعشرين دقيقة في حانة “مكسيكو سيتي” في المنطقة الحمراء بأمستردام، التي يصفها جان بابتيست كلامانس بأنها الدائرة الأخيرة من جحيم دانتي، الجحيم البرجوازي، لنجلس صامتين أمام اعترافاته وهلوساته، صعوده الاجتماعي ثم سقوطه نحو الهاوية.

تنطلق مسرحية "السقطة" للمخرج فينسينت أوفيه، والتي تعرض حاليا بمسرح "داريوس ميلود" الباريسي، من مشهد جان بابتيست كلامانس (قام بالدور جان ليسبرت) وهو يشرب أحد السوائل، محيّيا محدثه الخفيّ ومعرّفا بنفسه، ليبدأ بعدها مونولوغا طويلا يحاكم فيه نفسه ومن حوله، منتقدا مدينته ومهنته وخيالاته وموجات الكراهيّة التي تصيبه.

العرض يختزل الرواية الأصلية التي اقتبست منها المسرحية، وهي "السقطة" لألبير كامو، والتي أعاد العمل على نصها لتوائم العرض المسرحي كل من فرانسوا شوميت وكاثرين كامو، لكنه يحافظ على الإيقاع المتنوع لمونولوغ كلامانس.

أما فضاء العرض فشبه خال، حديث كلامانس هو الذي يتحكم في الإيقاع إلى جانب الدخول والخروج المتكرّر للممثل بما يشبه الانتقال بين مشهد وآخر، من فضاء “مكسيكو سيتي” إلى ضفة النهر، حيث يرفض عبور الجسر، ثم شقته حيث نراه منهارا، متمنيا لو كانت هناك فرصة أخرى، لعله حينها ينقذ الفتاة التي رمت بنفسها من الجسر، وهي التي ما زال صوتها حاضرا في رأسه، ليكون بذلك خلاصه وخلاصها.

نجلس في العرض مشدودين دوما إلى كلام كلامانس، نتابع بلاغته وحنكة اختياره للكلمات، هو محام بارع، يأسرنا بحديثه وحذلقته اللغويّة، يحاكم نفسه أولا، ثم يورطنا في هذه المحاكمة، لتتبدل الأدوار ويخضع “الآخر” لانتقاده، نحن وكلامانس في المرتبة ذاتها، لكنه الأشجع، تعجرفه يتيح له أن يكشف لنا كل أعذاره وحيله، هو أناني، عدمي، رافض للقيم.

وصوت كلامانس الذي نسمعه هو صوت الهزيمة، الدويّ الناتج عن السقوط الأخلاقي، أما الصمت فهو تقبل حقيقة أننا قد نكون أنذالا مثله، ربما البرد هو الذي منعه من إنقاذ الفتاة، لكن ما الذي يمنعنا من إنقاذ من حولنا، بل من إنقاذ أنفسنا.

كلامانس البارع في استخدام الحكايات والمراوغات وإعادة تصوير الحقيقة، يستخدم مهارته هذه للاعتراف، لا للخلاص، بل للفضح بوصفه انتصارا، هو القاضي والمذنب في الوقت ذاته، هو نتاج برجوازي لمجتمع قائم على المظاهر والحضور العلنيّ، فالصوت/العلن هو حياة كلامانس بكلّ عيوبه، ومن لا صوت لهم موتى، هم الفتاة التي انتحرت ولم يبق منها سوى صرختها وصوت جسدها المرتطم بالماء.

كلامانس يستخدم مهارته للاعتراف، لا للخلاص، بل للفضح بوصفه انتصارا، هو القاضي والمذنب في الوقت ذاته
أما كلامانس فهو الحيّ الوحيد بين الموجودين أمامه، هو من يشير إلى المذنب دون تردد، حتى لو كان هو نفسه، ساخرا من المقدس.

كلامانس لا يدّعي أنه مخلص ولا يريد التطهير، هو المذنب الذي رمى الحجر وصرخ قائلا إنّه “خطّاء”، انتقادا لمملكة السماء ولصيغة الاعتراف التي عادة ما يكون سريا، عبر العلنيّة، الفضائحيّة في بعض الأحيان أمام غرباء في حانة للسكارى، هي بارودي لتاريخ من المقدس، قائم على الصمت والتواضع والخد الذي ينتظر الصفعة الثانية.

بناء العرض بأكمله قائم على النص، على عبارات كامو اللاذعة وإحالاته الدينية والسياسية، وخيارات المخرج أوفيه لا تتعدى الإضاءة والتحكم فيها، بل يمكن طرح التساؤلات حول الممثل نفسه، إذ لا يبدو بالصورة التي يرسمها كامو في الرواية، بل نلاحظ بعض التفاصيل، التي لا يتضح ما إذا كانت خيارات إخراجيّة، أم هي نتيجة التعامل مع ما هو متوافر من معدّات في المسرح؟

ثياب جان ليسبرت الذي يجسد شخصية كلامانس ليست على مقاسه، الحركات البسيطة التي يؤديها كالسلام والمغادرة كأنه يحدث شخصا ما، نراها تختفي أحيانا، ليقف أمامنا ملقيا مونولوغه، هذا التفاوت في إيقاع الحركة وطبيعتها يجعلنا نتساءل إن كانت هذه حركات مجانيّة يؤديها الممثل، أم مجرد محاولات للحركة كي لا يبقى الممثل جامدا أمامنا؟ معتمدا على براعة النص المكتوب لشدّ المشاهدين، إذ بإمكانه أن يبقى واقفا دون حركة محافظا على تقنية إلقائه دون أن يتغيّر شيء من طبيعة العرض وتأثيره.

-----------------------------------------
المصدر : عمار المأمون - جريدة العرب 

'ستاتيكو' عبثية الحياة والموت في قصيدة مسرحية

مجلة الفنون المسرحية

'ستاتيكو' عبثية الحياة والموت في قصيدة مسرحية

يحيلنا العرض المسرحي "ستاتيكو" الذي قدم على خشبة مسرح القباني العريق في قلب العاصمة السورية دمشق، إلى الحديث عن الموت وربما عن الحياة والرغبة فيهما أو الإعراض عنهما، لكن للقدر أحكاما أخرى تغير من مسار الأحداث ومصائر أبطالها.

يستعرض العرض المسرحي السوري "ستاتيكو" الذي قدمت عروضه بمسرح القباني بالعاصمة السورية دمشق، قصة الشاب “حكم” الذي قرر الانتحار، لرفضه الذهنية التي يعيش بها الناس منذ الآلاف من السنين، وهم يتبادلون الكره والظلم وحتى القتل.

ينفرد حكم بنفسه في غرفته البائسة التي تتوسطها صورة للوحة "غارنيكا" للفنان الإسباني بابلو بيكاسو ومكتبة صغيرة، يجهز طقوسه بعناية شديدة، ويبدأ بتسجيل شريط صوتي يبين فيه سبب انتحاره الصاخب، ولكن القدر يتدخل فجأة، إذ تلجأ إلى بيته شابة تغير مجرى الأحداث، وتضعه في حالة مكاشفة مع نفسه، هل هو صادق في نيته الانتحار، أم أنه مجرد شخص يريد إثارة المزيد من الفوضى والأحداث حول نفسه؟

وقدمت مسرحية "ستاتيكو" التي كتبها شادي دويعر للجمهور السوري ملامح إنسانية شديدة التباين، في صراعات عميقة بين الرغبة في الحياة والرغبة في الموت، حين العجز عن صنع فعل ما، في طريق إيقاف حجم الجرائم الإنسانية الكبرى التي تحدث في زمننا.

جمال شقير: إذا كان هناك سبب للموت، فهناك أسباب عديدة للحياة

ويقول جمال شقير مخرج المسرحية "إذا كان هناك سبب للموت، فهناك أسباب عديدة للحياة"، لينسج المخرج السوري من خلال هذه المقولة خيوط عرضه المسرحي الذي قدم فيه نموذجا مسرحيا بسيطا وعميقا، والذي تعامل فيه مع ثلاثة ممثلين فحسب، وهم الشاب حكم (كفاح الخوص) والشابة أمل (نوار يوسف) والجار (محمد حمادة)، مستعرضا شخوص مسرحيته بتواترات درامية متصاعدة، لتدخل المشاهد في مجموعة أفكار صاخبة عن الحياة والموت والصراع الأزلي بينهما.

والطريف في العرض أن مخرجه استخدم بطريقة مختلفة الحالة الموسيقية الصوتية، حيث قدم أغنية "كل ده كان ليه" للموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب، من خلال وجودها كعنصر استهلالي صوتي في فضاء المسرح قبل بدء العرض وبعده بدقائق، علاوة على استخدامه الجيد لمقطوعات من الجاز على آلة الدرامز، التي أتت حية ومباشرة بأداء من عازف الدرامز الفنان سيمون مريش، مما يجعل من المعزوفات شخصية محورية في العمل لا تقل أهميتها عما جسده الممثلون الثلاثة، ربما كي تعلن بداية الحكاية وذروتها ونهايتها.

وتحاول "ستاتيكو" الدخول إلى أزمة الإنسان المعاصر من خلال تشريح مأزقه الأخلاقي مع الوجود والعالم، وذلك عبر سخرية لاذعة اعتمدت أداء حارا مال في جوانب منه إلى المبالغة في تصوير الواقع بظاهر كوميدي ساخر وباطن مأساوي، جعل من قصة حكم مثالا عن خيبة أمل جماعية لا تلبث أن تتفشى في عمق النفس البشرية، تاركة ندوبها وطفحها على المجتمع بأكمله.

وجمال شقير الذي عرفته الساحة الفنية السورية ممثلا مسرحيا وتلفزيونيا، لينتقل في "ستاتيكو" إلى الإخراج المسرحي، يقول “كنت أراقب كأي مواطن سوري ما يجري في وطننا، وكيف يظهر مصير هؤلاء الأشخاص الذين يتعرضون للظلم، في نشرات الأخبار والعديد من البرامج، بشكل مباشر وفج، فأردت أن أستحضر نموذجا ما يحكي عن هؤلاء بطريقة غير مباشرة، وأسقط فيه أن ما يجري في سوريا الآن ليس إلا حروب دول كبرى، يدفع ثمنها البسطاء”.

يذكر أن لجمال شقير مشاركات فنية كثيرة في مجال التلفزيون خصوصا، فقد شارك في العديد من الأعمال المعاصرة والتاريخية، كان من أهمها "بانتظار الياسمين" الذي وصل إلى القائمة النهائية لجائزة "الإيمي وورد"، كما شارك في الفيلم السينمائي "الأب".

-------------------------------------------
المصدر : دمشق - جريدة العرب 

مسرحية دمشقية عن تحالف السلطة والمافيا: أيمن زيدان «يختطف» داريو فو

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية دمشقية عن تحالف السلطة والمافيا: أيمن زيدان «يختطف» داريو فو


الدمغة الإيطالية في «الأبواق والتوت البري» لداريو فو، لن تمنع المتلقي السوري من تفكيك الإشارات بما يخصّه في اللحظة الراهنة. العرض الذي غمّسه أيمن زيدان ومحمود الجعفري في التربة المحلية، يعرّي طبقة سياسية غارقة في الفساد والفضائح الاقتصادية

لن نرى وجوه الممثلين طوال عرض «اختطاف» بتوقيع أيمن زيدان. كأننا أمام حفلة أقنعة جماعية. سنختزل المسافة بين ضفتي المتوسط - من دون عناء - في تشريح نصّ المسرحي الإيطالي الراحل داريو فو (1926 ــــ 2016) «الأبواق والتوت البري» في نسخته المحليّة (إعداد أيمن زيدان ومحمود الجعفوري) لجهة الاحتجاج والغضب وتعرية الشراكة العفنة بين السلطة ومافيا رأس المال.

وكان داريو فو قد التقط تفاصيل حادثة اختطاف منظمة «الألوية الحمراء» لرئيس وزراء إيطاليا ألدو مورو وتصفيتها له (1978) على إثر رفض الحكومة التفاوض مع تلك المنظمة بإطلاق ثلاثة من أعضائها مقابل الإفراج عنه. سيفترض صاحب «موت فوضوي صدفة» بأن المختطف هو مالك شركة «فيات» للسيارات المدعو جياني أجنيللي، وكيفية تعامل الحكومة مع الحادثة. بالطبع لن تضحّي الحكومة بشخصية اقتصادية مؤثرة مثل أجنيللي بمخالبه الممتدة إلى كل مفاصل الحياة السياسية وألغازها.
نحن إذاً، إزاء شخصية نموذجية لصناعة السخرية من طبقة سياسية غارقة في الفساد والفضائح الاقتصادية. ستكتفي النسخة المتخيّلة بحادث سير يتعرّض له صاحب شركة «فيات» تنتهي بتهشّم وجهه. سينقذه أحد عمّال شركته بسبب وجوده بالمصادفة في مكان الحادثة، بعد أن يخلع معطفه ويغطي وجهه المشوّه، من دون أن يتعرّف إليه. هكذا تستنفر محطات التلفزة لنقل تفاصيل الحادثة نظراً إلى قوة تأثير صاحبها، كما سيعتمد محققو البوليس على الوثائق التي وجدوها في المعطف وتخصّ العامل انطونيو. في المستشفى، سنجد دمغة شركة السيارات «إطارات، مقود، قمع، مضخات، أبواق». خردة معادن مقابل خردة بشرية ممدّدة في سرير غرفة العمليات. بناء على الوثائق الموجودة في المعطف، سيتعامل المحققون وزوجة العامل على أن المصاب هو انطونيو، وأن عملية استعادة ملامحه ليست مستحيلة، كما لو أن الأمر يتعلّق بتصليح أعطاب سيارة. هكذا تنشأ مفارقة قوية في بناء عرض يعتمد الارتجال، في كشف القناع عن الشخصيّة الحقيقية والشخصية المزيّفة، والمسافة بين هموم الشخصيتين بعد ارتدائهما ــــ بعملية تجميل ــ ملامح رجل واحد، لكن من منطقتين طبقيتين على تضاد تام.


عرض ينحاز إلى مسرح الشارع، معيداً الاعتبار إلى الفرجة الشعبية الراقية

لعلها فرصة داريو فو في الثأر للطبقة العاملة من وحشية الطبقة المافيوزية. عند هذا المنعطف، يذهب العرض إلى فضاء آخر، عن طريق تهديد أجيلي الذي وجد نفسه نسخة شكلية عن انطونيو المتهم بمحاولة اغتياله، بفضح الممارسات السريّة للسلطة والتي تنتهي بالخضوع لمطالبه خشية انهيار الحلف مع رأس المال، إلى درجة إسقاط الحكومة والإفراج عن ثلاثين معتقلاً من أعضاء المافيا. الدمغة الإيطالية في العرض - كنوع من التقية ربما - لن تمنع المتلقي السوري من تفكيك الإشارات بما يخصّه في اللحظة الراهنة باتساع حضور مافيا أخطبوطية تكاد تخنق الأوكسجين عنه، وهي تمدّ أذرعها في كل الاتجاهات، محمولة على خطاب لفظي يحمي تغوّلها التدريجي في مفاصل عيشه. انخراط النص في تشريح المفارقة على رافعة «الكوميديا ديلارتي» إلى نهاية العرض تقريباً، أثقله الختام بخطبة تلقينية بدت بعيدة عن نسيج العمل وحبكته. لكن شغف أيمن زيدان المسرحي قاده في نهاية المطاف إلى عرض لافت ينتصر إلى مسرح الشارع، من خلال إعادة الاعتبار إلى الفرجة الشعبية الراقية التي أتت تتويجاً لأعماله المسرحية السابقة («سوبر ماركت» مثلاً)، إذ تتواشج عناصر الفرجة في سبيكة متينة سواء على صعيد أداء الممثل، أم نحو خياره الإخراجي والحركي مستثمراً مادة البلاستيك الشفّاف في أزياء الشخصيات كدلالة فكرية وبصرية في آنٍ واحد عن عالم مشيّد من البلاستيك والمعادن، وصولاً إلى دمية محشوة بالقش تمثّل نسخة ثالثة من شخصية أجيلي. لكنها شخصية «معاقة» تحتاج إلى كرسي متحرّك كعلامة على تناسخ صورة السلطة وسطوة رأس المال في دائرة لا نهائية من الفضائح والاستغلال وتزييف الحقائق، وتالياً فإنه لم يخسر رهانه في توليف عرض دسم، باتكائه على حماسة كوكبة من الممثلين الشباب هم: لوريس قزق، توليب حمودة، نجاح مختار، لجين اسماعيل، أنطوان شهيد، خوشناف ظاظا، بمرافقة موسيقى سمير كويفاتي.
هكذا استعادت خشبة «مسرح الحمراء» ألقها في يوم المسرح العالمي (27 مارس) بعرض يطمح بجسارة إلى إخفاء رضوض المسرح السوري وإخراجه من غرفة الإنعاش.

«اختطاف»: الساعة السادسة مساء ــ خشبة «مسرح الحمراء» في دمشق
للاستعلام: 00963112222016

------------------------------------------
المصدر : خليل صويلح - الأخبار


فى مهرجان «دى كاف».. المسرح يهزم الخوف

مجلة الفنون المسرحية

فى مهرجان «دى كاف».. المسرح يهزم الخوف

لأول مرة فى العالم العربى يحل مسرح «هورا» السويسرى ضيفا على الجمهور ضمن فعاليات مهرجان دى كاف للفنون المعاصرة، والمقام بالقاهرة حتى 8 أبريل المقبل.. و»هورا» مسرح تم تأسيسه فى زيورخ عام 1993 بهدف تعزيز وتنمية القدرات الإبداعية لمن يعانون صعوبات التعلم بأنواعها المختلفة، إيمانا بما يمتلكونه من مواهب تحفزهم إنسانيا من خلال مواجهة الجمهور والتعامل معه عبر خشبة المسرح.
العرض الذى تم تقديمه بقاعة ايوارت بالجامعة الأمريكية واختار له مخرجه جيروم بيل اسما صريحا هو «مسرح الإعاقة» وطاف به مسارح العالم منذ عام 2012 وحتى الآن، قدم من خلاله عشرة نماذج من الممثلين ذوى الإعاقات الذهنية المختلفة، ومن أجيال مختلفة، تدرج بهم خلال العرض من فكرة مواجهة الجمهور صمتا لمدة دقيقة، ثم أن يعرّف كل منهم نفسه للجمهور، ثم استخدم فكرة البوح، بأن يشرح كل منهم للجمهور إعاقته،

وما تسببه له من صعوبات فى المجتمع، وأمنياته وأسباب لجوئه للتمثيل على المسرح، وهنا نكتشف أروع المعانى الإنسانية حينما يصرح أحدهم بأن المسرح يجعله يهزم الخوف، وآخر يرى فى المسرح متعة حقيقية، وثالث يجد فيه ضالته فى مقاومة إعاقته فى النسيان الشديد، وأخرى تسعى من خلاله لعلاج البطء فى التلقى والاستيعاب، وهكذا، وأخيرا يفجر المخرج طاقات هؤلاء الممثلين الإبداعية، من خلال رقصة قام كل منهم بتصميمها بعد أن اختار الأغنية التى تناسبها،

فكان تفاعل الجمهور شديدا أمام كم البساطة والحيوية التى عبرت عنها الرقصات، فكان كل منهم ينتظر دوره بشغف ليعبر عن نفسه وأحلامه من خلال تلك الرقصة، فتكتشف منهم الرومانسى والحالم والجرىء والكلاسيكى والمتهور والواقعى وهكذا.. والأهم من ذلك أن المخرج قسم عرضه إلى نصفين،

الأول قدم فيه أفضل الرقصات بحسب رؤيته، ثم طلب من الباقين التعبير عن رأيهم فيما شاهدونا بصراحة شديدة، وبعدها قدم أيضا الرقصات الأقل مستوى تحقيقا لمبدأ المساواة فى العرض وتحفيزا لهم بالاجتهاد أكثر فى العروض المقبلة.. وما أن انتهى العرض حتى حقق الممثلون هدفهم وبثوا بذواتهم البريئة روح الأمل والتفاؤل فى نفوس الجمهور.

-------------------------------------------

المصدر : باسم صادق - الأهرام 

الخشبات العربية مطفأة في يوم المسرح العالمي

مجلة الفنون المسرحية

الخشبات العربية مطفأة في يوم المسرح العالمي

محمد حجازي

منذ 55 عاماً والعالم يواصل الإحتفال سنوي ( في 27 آذار/مارس) بـ "يوم المسرح العالمي"، ويتم تكليف فنان من العالم بتوجيه رسالة إلى زملائه في كل الدنيا حول رؤيته للمسرح. وقد إرتأينا بالمناسبة قراءة واقع المسرح العربي وسط فوضى المعارك والتبدلات الجغرافية التي تسود أقطاره، وبسرعة مذهلة.
الحضور المسرجي العربي في أضعف صوره، والسبب ما تعيشه أرض العرب من أوضاع غير مستقرة للعام السابع على التوالي، فمصر مثلاً التي عرفت "نجيب الريحاني" و " جورج أبيض" ثم "سعد أردش" و"كرم مطاوع" ليست قادرة إلاّ على تكريم جلال الشرقاوي وليس دعم إنتاج عمل مسرحي له، وكذلك هي حال سوريا منجبة الكاتب الكبير سعد الله ونوس، والفنان العربي دريد لحام غامر فيها هذا العام الفنان "أيمن زيدان" بمسرحية جديدة يضع ممثلوها أقنعة على وجوههم فالموضوع عن الفساد والفاسدين.أما لبنان الذي يتغنى على الدوام برواده: "مارون النقاش"، "جورج أبيض"، "منير أبو دبس"، "روجيه عساف"، ونزار ميقاتي، يشهد أعمالاً هجينة غير ضخمة، جلّها للتسلية وقليلها جاد وله مكان ومكانة.

وعنما نتحدث عن تونس نعثر سريعاً على الكبار"المنصف السويسي"، "توفيق الجبالي"، "محمد إدريس"،و"الفاضل الجعايبي" الذي زار بيروت قبل أشهر وعرض مع زوجته "جليلة بكار": "خمسون"، نسأل لماذا تخفت وتقل حتى الندرة العروض المسرحية النوعية. وتغيب عنا الجزائر التي أنجبت "عبد القادر علولة"، "مصطفى كاتب"، و"عنتر هلال" فلا مشاريع نسمع بها، ومثلها البحرين التي عرفنا فيها"خالد الرويعي"و"سامي رشدان"، ويبدو العراق صورة مشابهة لهذا الواقع وهو المتميز بعدد من مبدعيه"بهجت الجبوري"،"سامي عبد المجيد"، و"عبد الرزاق الربيعي"، والكويت عندها ما يكفي من الكبار"بدر البلوشي"، " صقر الرشود"، و "فؤاد الشطي"، لكنها لا تنتج أعمالاً ضخمة للجماهير.

وتستوقفنا المغرب بعدد غير قليل من مبدعي الخشبة يتقدمهم" الطيب الصديقي"،" ثريا جبران"، و" محمد حسن الجندي"وأيضاً لا نواكب الجديد الذي نتوقعه، ولفلسطين التي خسرت "جوليانو خميس"، "صالح بكري( نجل الفنان العالمي محمد بكري)، ومن ليبيا:" سعد الجابري. وتتكرر المناسبة كل عام ولا تجد منذ ست سنوات ما يناسبها من أعمال يتم الفخر بها، فتكون رتابة، ومراوحة في المكان نفسه.

------------------------------
المصدر: الميادين نت

المسرح يعزز القيم الاجتماعية ويساهم في بناء الأجيال

مجلة الفنون المسرحية

المسرح يعزز القيم الاجتماعية ويساهم في بناء الأجيال

تحت رعاية سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، نظمت وزارة الثقافة والرياضة، ممثلة في مركز شؤون المسرح، احتفالية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للمسرح على خشبة مسرح قطر الوطني مساء أمس، وهي الاحتفالية التي شهدت حضوراً كبيراً من المسرحيين وعشاق خشبة المسرح.
وثمن سعادة وزير الثقافة والرياضة خلال الاحتفالية دور المسرح والمسرحيين في تعزيز قيم المجتمع والعادات والتقاليد والإيجابيات، حيث قال سعادته: المسرح ليس مضيعة للوقت بل إنه استثمار له، فدوره في غاية الأهمية لما يحمله من رسائل بناءة للجمهور وللمجتمع.
وأضاف سعادته خلال الاحتفالية: المجتمع في أمس الحاجة إلى المسرح لما يقدمه من تجسيد للواقع وتعزيز للإيجابيات فضلاً عن حده من السلوكيات السلبية التي وجدت في المجتمع نظراً للعالم المفتوح الذي نعيشه.
وتابع سعادته: المسرحيون وحدهم قادرون على تجسيد ما في عقولنا وما في نفوسنا على خشبة المسرح ليعبروا عنا وعما نعيشه يومياً.
وتوجه سعادة الوزير إلى المسرحيين بالشكر كما توجه بالدعاء إلى كل من فارق الحياة من رواد المسرح القطري، مطالباً الجميع بمواصلة الإبداع وتقديم الأعمال المسرحية، مشيراً إلى أن الوزارة لن تبخل على المسرح والمسرحيين في الدعم والمساندة للنهوض بالحركة المسرحية والوصول إلى غايتها وأفضل صورة لها.
و جاءت الاحتفالية مغايرة عن الاحتفال النمطي التقليدي الذي كان متبعاً في كل عام خلال عمر هذا الحدث الممتد لما يقرب من 34 عاما، حيث بدأت بالفقرة الافتتاحية الخاصة باليوم العالمي للمسرح والتي ألقاها الفنان فالح فايز ومعه الطفلة الفنانة لولوة المنصوري إحدى مواهب مسرح المدرسة، وبعد هذه الفقرة صعد الدكتور جاسم سلطان مدير مركز الوجدان الحضاري وتحدث عن علاقة مركز الوجدان الحضاري بالفن والمسرح فقال إن المركز يتحدث عن الفكر والمسرح أو الفن يجسد هذا الفكر.
بعد كلمة الدكتور جاسم، وقعت اتفاقية تعاون وشراكة بين مركز شؤون المسرح والهيئة العربية للمسرح، ومن ثم بدأ العرض المنتظر وهو العرض المشهدي «قالت لي الخشبة» من تأليف الفنان غانم السليطي، وإخراج جاسم الأنصاري وأداء نخبة من الممثلين، وقدم العرض بشكل مختصر تاريخ خشبة المسرح منذ أن بدأت وحتى وصل الفن المسرحي إلى قطر عن طريق عدد من الرواد والفنانين الذين وضعوا البذرة الأولى للمسرح القطري.
شارك في الاحتفالية عدد من مؤسسات وزارة الثقافة والرياضة منها مراكز الفنون الموسيقية، الفنون البصرية، الوجدان الحضاري ونوماس وغيرها. 
وجاء احتفال وزارة الثقافة بهذا اليوم ترسيخا لقيمة المسرح واستنهاضا لدوره التربوي والتوعوي في المجتمع، وانطلاقا من حرص الوزارة على الوفاء لهذه المناسبة التي تم الاحتفال بها منذ عام 1981 وهو تقليد يجمع المسرحيين على كلمة سواء ويوحد جهودهم جميعا بما يصب في صالح الحراك المسرحي في قطر.
وقال الفنان صلاح الملا، مدير مركز شؤون المسرح، إن المسرحيين يستقبلون احتفال هذا العام بشكل جديد ومميز حيث إنهم شركاء مع المركز، الذي يهدف إلى تطوير الحركة المسرحية ويعمل على تذليل كافة العقبات التي تقف أمام تقديم أعمال مسرحية مميزة تلامس واقع المجتمع وتناقش قضاياه.
وأكد الفنان والمخرج محمد أبو جسوم، أن تنظيم وزارة الثقافة والرياضة لاحتفالية اليوم العالمي للمسرح دليل على الاهتمام الذي توليه الوزارة لهذا المجال، معبرا عن أمنيته في أن يتواصل الحراك المسرحي لما فيه خير أبو الفنون، خاصة في ظل وجود طاقات إبداعية في كل المجالات. ولم يفت الفنان أبوجسوم التوجه بالشكر إلى مركز شؤون المسرح، على المبادرات التي يقوم بها من أجل خدمة المسرحيين، متمنيا التوفيق للقائمين عليه.
أما الفنان والمخرج محمد البلم، رئيس مجلس إدارة فرقة الغد لفنون الدراما الاحتفالية، فقد أشار إلى أن الاحتفالية تعتبر بداية لعودة النشاط للساحة المسرحية، كما توجه البلم إلى كل المسرحيين بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، الذي شكل مناسبة من أجل التأكيد مرة أخرى على وجود همّ الارتقاء بالمسرح القطري لدى كل الفنانين.
فيما قال الفنان نافذ السيد، إن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح مناسبة لاستحضار المكتسبات التي تمت مراكمتها من طرف المسرحيين، مثنياً على قرار سعادة وزير الثقافة والرياضة برفع الدعم المادي المخصص للفرق المسرحية إلى 600 ألف ريال، مما سيمكنها من التفرغ إلى الإبداع المسرحي في ظروف جيدة، وهو ما سيكون له أثره على النتاج المسرحي عموما، كما شدد على أن مركز شؤون المسرح سيكون سندا وداعما لكل المبادرات التي سيتم تقديمها مستقبلا من طرف العاملين في المجال المسرحي.
وكان الفنان صلاح الملا قد أكد خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن الاحتفالية أن احتفالية اليوم العالمي للمسرح ستحمل للجمهور العديد من المفاجآت السارة، والتي تقام تحت رعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة.
من جانبه عبر المخرج جاسم الأنصاري عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية المسرحية المميزة التي احتفت بالمسرحيين وبخشبة المسرح في يومه العالمي، متوجهاً بالشكر إلى وزارة الثقافة والرياضة متمثلة في سعادة الوزير ومركز شؤون المسرح لما قدمه من دعم ورعاية لهذا الاحتفال الكبير.
ويحتفل المسرحيون في السابع والعشرين من مارس كل عام باليوم العالمي للمسرح، وقد ولد اليوم العالمي للمسرح إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما (1904- 1984) إلى منظمة اليونسكو في يونيو 1961، وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس 1962، في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم. واتفق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم، بتكليف من المعهد الدولي للمسرح، رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من 20 لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم، حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة في هذه المناسبة، وتنشر في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية. وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام ثلاثة وأربعون شخصية مسرحية من مختلف دول العالم، منها: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، أدوارد ألبي، ميشيل ترمبلي، جان لوي بارو، فاتسلاف هافل، سعد الله ونوس، فيديس فنبوجاتير، فتحية العسال، أريان منوشكين، وغيرهم.
--------------------------------------------------
المصدر : الوطن

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption