أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 14 ديسمبر 2017

رقصة بابل الممزقة على خشبة المسرح التونسي

مجلة الفنون المسرحية


رقصة بابل الممزقة على خشبة المسرح التونسي

محمد ناصر المولهي - العرب 

ما تخفيه اللغة يقوله الجسد، ربما من هنا نفهم أهمية العمل الكوريغرافي الذي يحكي ما يحكيه فقط بالجسد يرافقه في ذلك مصباح الموسيقى، فالحركة الراقصة هي الشكل والمعنى في آن واحد كما تقول الدكتورة ليلى محمد. وما يشهده الواقع العربي اليوم من أهوال تطال بداية الجسد، قد تعجز عن قوله اللغة والأصوات، وربما جاء الوقت لنحكيه بأجسادنا، أجسادنا المغلولة والتي عاشت وتعيش الواقع الدامي. 

ضمن فعاليات الدورة الـ19 لأيام قرطاج المسرحية وفي إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، عرض بقاعة الفن الرابع في العاصمة التونسية العمل الكوريغرافي العراقي “0 سالب” للمخرج العراقي علي دعيم.


الإنسان العراقي

العرض يبدأ بشخص واحد مغبرّ يتوسط الركح، يجسد حركة تبدأ من الأسفل منذ اتكاء الممثل وظهره للجمهور، لينهض مجسدا حركات الخارج من الطين، حركات الخلق كما نراها، إذ وكأننا أمام إنسان يفقس من التراب، كما يرد في أساطير الخلق الدينية التي تقول إن الإنسان خُلق من طين. لكن ما الذي فعله ما إن خلق؟

ما فعله حركات بدأت من الأرض لترتفع في قامتها وتنتصب على ساقين. إنسان يحاول وعي ذاته ووعي محيطه، يحاول التخلص من بقايا غبار الطين وتحرير أطرافه، ليلتحق به إنسان آخر، وهنا تتحرر الحركة أكثر، وتبدأ في ثنائيات، تتشابه وتتنافر وتختلف. إنه الاجتماع الأول للإنسان، الذي كما أقره أرسطو “كائن لا يمكنه العيش بمفرده”.

السينوغرافيا بسيطة، ستار من خيوط في آخر الركح فيه درج، خلفه يؤدي أحد الممثلين حركات شبيهة بالتوجيهات، وكأنه هو اليد الخفية التي تحرك كل ما يدور على الركح، وحبل غسيل وبرميل يحرك داخله أحد الممثلين عصاه.

العمل الكوريغرافي لا يقترح حلولا نهائية لحال الإنسان العراقي وتاريخه بقدر ما يحاول أن يشخص ما آل إليه الوضع
تتوقف الموسيقى، ليقدم المشهد الذي نراه محوريا ورابطا في العرض، يدخل أطباء على وقع أصوات قاعة العملية، ويفتحون كتابا ليجروا جراحة عليه، وما هذه الجراحة إلا تمزيق الأوراق التي يرون أنها تستحق التمزيق. هو مشهد يوحي إلى التزوير الذي يقع على التاريخ، وطمس حقائق منه وتغيير مجراه. وهو تماما ما نراه في العراق اليوم، حيث تدمير الآثار والكتب والمخطوطات، وطمس كل ما لا يتماشى مع النزوات الطائفية من تواريخ عريقة، لأقدم التجمعات الحضارية وأقدم المدن البشرية.

إنها بابل التي طمسها على مر العقود جراحون كثيرون، أنظمة مستبدة، استعماريون متطرفون، طائفيون، كلهم يدّعون الصلاح والعلاج فيما دمروا ما دمروه من آلاف السنوات من الحضارة.

يربط هذا المشهدُ المشهدَ الأول بما يليه، إذ يقدم أربعة ممثلين حركات لعمال مختلفين، فيهم الصياد والنادل وماسح الأحذية والبناء. هؤلاء يؤدون حركات إيحائية حول أعمالهم. حركات تكون فرادى ثم تتمازج في كل مرة ليؤدي أربعتهم الحركة نفسها التي يؤديها أحدهم، كأن يؤدوا حركة الصياد أو البناء أو النادل. وكلما اجتمعوا ينسحب أحدهم، ويتبعونه في حركة دائرية تخطها مشية روبوتية.

إنه عصر الإنسان الآلة. الإنسان المحكوم بحركات ونسق لا محيد عنهما، وهنا يمكننا حتى أن نقارن حركات الإنسان الأولى بحركة هؤلاء الميكانيكية الرتيبة والمتكررة والفاقدة للحرية والمعنى.

ما يؤكد حديثنا حول نقد الحركات المتطرفة التي هدّمت التاريخ العراقي، هو حضور أحد الممثلين ملثما في الخلفية، مؤديا لحركات تشبه الذبح ومعلقا على حبل الغسيل ملابس نسائية، يتفحصها ويبعدها، ليعلق ملاحف برتقالية في دلالة واضحة على ملابس الإعدام التي كان يلبسها متطرفو “داعش” لضحاياهم.

يجتمع الإنسانان الأولان بهؤلاء ويتغير كل شيء، تتحرر الحركة، تنزع القمصان، ويعاد فتح الكتاب ثم يلقى، كلها قراءات يقترحها المخرج للخروج ببلد دمرته الحرب وأفرغته من قرون ناصعة من التحضر لتدخله ظلام الجهل والتمزق والعنف والدمار.

لكن كل ذلك ينتهي ما إن يدخل أحدهم بربطة عنق وكمبيوتر، يفتحه ليختفي كل شيء. العمل لا يقترح حلولا نهائية لحال الإنسان العراقي وتضميد تاريخه المجروح، بقدر ما يحاول أن يخرج للسطح تشخيصات لما آل إليه الوضع، تاركا للجميع الحرية في التفكير في حلول خاصة وعامة.

الضغط العقدي والاجتماعي حاضر في غياب العنصر النسائي المحكوم بالعادات، وفي أجساد الممثلين التي لم توح بالشكل المطلوب

أجساد ناقصة

في كتابه “الأورغانون الصغير” يرى المسرحي الألماني برتولت بريشت عناصر الكوريغرافيا الأساسية في الارتجال الإيمائي والإيماءة الأنيقة والتجانس العام للحركة التي تؤدي إلى الأسلبة وتُساهم في خلق تأثير التغريب، وإن حضر التجانس في عرض “0 سالب” فإنه كان ناقصا، خاصة في التصور الركحي للمثلين الذين أخفقوا في خلق التجانس بين الحركة والتموقع في بعض الحركات التي فشلت في أن تكون إيماءات.

إن الموسيقى التي لم تنقطع عن العمل الكوريغرافي، ساهمت ربما في حجب الكثير من النقائص، لكننا نتساءل إن كان المخرج يريد بداية التفحص وإنشاء رؤياه من عمق البدايات التاريخية، لماذا لم يستعن بموسيقى الإنسان، وهو ما لامسه قليلا بتقديمه لمشهد محموم تحت ضجيج الصراخ، صراخ القتلى والخائفين والنساء والضحايا، لكنه عاد إلى موسيقى رتيبة أغلبها وقع طبول، نتفهم الحرب وطبولها، لكن كان يمكن التنويع أكثر، أو حتى الصمت تاركا فسحة للجسد وموسيقاه.

مسألة أخرى نراها غريبة جدا، هو غياب العنصر النسائي في طرح إشكالي يحاول أن يمتد عميقا في أقاصي التاريخ، فحتى قصة الخلق كان فيها آدم وحواء، والتاريخ أيضا كانت النساء محركا مهما فيه، ولا أدل من زنوبيا التي حكمت سابقا تدمر وغيرها. غياب الجسد النسائي مثل حلقة نقص فادحة في العرض، الذي لم تتحرر فيه الحركة بالشكل المطلوب.

نتفهم الحركات المنقبضة والتي تحاول الفكاك من القيود وتحرير الأيدي من خلف الظهر، كما تداعبنا حركات الانحناء وغيرها، لكننا نلاحظ أن الحركات منغلقة في أغلبها. يظهر الأمر عاديا في البداية، إذ التاريخ الإنساني دائما حركة فكاك ومحاولة خروج من القيود، لكن حتى حركة الدوران أو الارتفاع أو فتح الأيدي كلها كانت حركات منغلقة، فما معنى أن تفتح ذراعيك فيما قدماك شبه مضمومتين؟

هنا ربما نحيل إلى معطى اجتماعي، حيث كأننا بالضغط العقدي والاجتماعي حاضر في غياب العنصر النسائي المحكوم بالعادات، وفي أجساد الممثلين، التي لم توح بالشكل المطلوب وهي تحاول التحدث عن أكثر المفاهيم تعقيدا، مفهوم الإنسان، بين ماضيه وحاضره، ثيمة مثل هذه من الغريب ألا تحضر فيها حركة جنسية واحدة، إذ أن أجساد الممثلين فقدت في بعض الأحيان الحرية والليونة وهذا يفسر بحجم الضغط الاجتماعي الذي يتعرض له حتى الممثل العراقي، لكن يمكن تجاوز ذلك ويبقى أن نشيد بجهد الممثلين.

رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فى جولة عربية أوروبية

مجلة الفنون المسرحية

رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فى جولة عربية أوروبية


ينطلق المخرج مازن الغرباوى، رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فى جولة كبيرة عربية أوروبية فى إطار استعدادات إدارة المهرجان للدورة الثالثة المزمع إقامتها فى أبريل ٢٠١٨، ويقوم بالعديد من الجولات والاجتماعات لمناقشة بعض الملفات الخاصة بمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، وتوقيع عدد من البروتوكولات، حيث ستكون رحلته بين دول متعددة منها تونس والإمارات والكويت وفرنسا.
جدير بالذكر أن الغرباوى   ومع  رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، بروتوكول تعاون مع الفنان حاتم دربالة، مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية، على هامش فعاليات المهرجان وحضر توقيع البروتوكول سفير مصر بتونس نبيل حبشي والدكتور عاصم نجاتي الاستاذ باكاديمية الفنون والدكتور حسن عطية رئيس المهرجان القومي للمسرح المصري والدكتور أبوالحسن سلام الاستاذ بجامعة الاسكندرية بقسم المسرح ولفيف من المسرحيين والفنانين التونسيين منهم الفنانة سيرين جنون والمخرج معز تومي .

قدم حفل توقيع البروتوكول الاعلامي التونسي حافظ العلياني وفي بداية الحفل عبر المخرج مازن الغرباوي عن سعادته بتوقيع البروتوكول، ووجه الشكر لكل الحاضرين، وأيضا لأعضاء اللجنة العليا لمهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي

ومن جانبه قال الفنان حاتم درباله مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية إن الاتفاقية تأتي في إطار التعاون بين البلدين وبين عدة مهرجانات عربية وأفريقية وعالمية، والهدف منها العمل على توطيد العلاقات وتبادل الخبرات والمعلومات حول المنجز المسرحي في كل دولة، ويفتح من خلالها إمكانات وآفاق بين صناع الفعل المسرحية، وفكرة التعاون بين الدول وبعضها في اختيار العروض وجودتها وتبادلها لعد تمنع الحياة المسرحية.


اختتام الندوة الفكرية حول ” موقع النقد المسرحي من الحياة المسرحية اليوم وغَدًا” بأيام قرطاج المسرحية - بــــــــدعم مـــــــــــــــن الهيئـــــــــة العــــــــــربية للــمسرح

مجلة الفنون المسرحية

اختتام الندوة الفكرية حول ” موقع النقد المسرحي من الحياة المسرحية اليوم وغَدًا” بأيام قرطاج المسرحية - بــــــــدعم مـــــــــــــــن الهيئـــــــــة العــــــــــربية للــمسرح

 بشرى عمور

اختتمت صباح اليوم أعمال الندوة الفكرية حول: ” موقع النقد المسرحي من الحياة المسرحية اليوم وغَدًا” والتي تندرج في إطار فعاليات الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية بدعم من الهيئة العربية للمسرح. على مدى ثلاثة أيام بمشاركة ثلة من المسرحيين والأكاديميين وذلك بإصدار بيان ختامي الذي أكد على إنشاء مرصد عربي يعنى بالنقد المسرحي، يكون بمثابة هيئة عربية مختصة في هذا الشأن وتتألف من أكاديميين ونقاد، بالتعاون مع المعاهد والكليات المسرحية والهيئات الإعلامية الثقافية.

وقبل الجلسة الختامية، تم انعقاد الجلسة الأخيرة من الندوة والتي احتوت على أربع مداخلات، برئاسة الإعلامي التونسي (لطفي العربي السنوسي) وبمساهمة: الباحث المسرحي العراقي (د.بشار عليوي) بورقة حول:”النقد المسرحي الجديد، مقترح لقراءة ميديولوجية للمشهد المسرحي المعاصر”، والناقد التونسي (حاتم التليلي السنوسي) بمداخلة حول:“ماهية الناقد الأخير: أو في مشروعية وساطة الفلسفة” التي تتحدث عن “ما يدعو إليه المبدع المسرحيّ اليوم، نتيجة وقوعه طريدة سهلة في طور “صناعة الثقافة” بعبارة “أدورنو” ووعيه السلبي بمقولة “أفول هالة الفن” بعبارة “والتر بنيامين”، هو معاملة الناقد كما لو أنّه بوق دعاية لأعماله، ولذلك فهو يحاول في كلّ مرّة الاجهاز عليه بطرق مختلفة، بعد أن صار يحتكم إلى بدائل جديدة في التسويق إلى أعماله دون أدنى تصحيح نقدي أو نظري، ما أعطى مشروعيّة استنبات الانحطاط المسرحيّ والإعلان عن عزاء ميتافيزيقيّ كان النّاقد قربانه. ربّما يصحّ الحديث -أمام عدميّة الرّاهن في أزمنة سرديات الموت وحالة “النزاع اللاانساني” بعبارة “ليوتار”-، عن موت الناقد المسرحي مثلما مات قرينه المؤلّف مع “رولان بارت”، ولكن التسليم بذلك لن يفضي إلا إلى نوع من السّبي المعرفي داخل معادلة الرّاهن عينه، لذلك صار يتوجّب البحث عن ثقب داخل تلك المعادلة منه يبدأ التفكير من جديد، وهي مهمّة قد تحرّض الفلاسفة على التدخّل في شؤوننا الحياتية والثقافية والمسرحيّة من جديد، حتّى إذا ما فعلت ذلك صار ممكنا التنبّؤ بمولد “الناقد الأخير”، ذلك الرّؤيوي الذي تكون من مهمّاته زراعة المستقبل”. أما الناقد و الأكاديمي السوري (د. سليم عجاج) فقد تناول في موضوع:”حول مناهج وآليات إعداد وتكوين الناقد المسرحي” مبرزا الخلاف المستمر منذ زمن بعيد بين المبدع والناقد خلافاً أزليا ,دون وجود منافذ للخروج من هذه الدائرة المغلقة التي هي بالأصل خط متصل تكمل بعضها البعض… ولابد لكل منهما أن يعترف بالآخر. ويرى أن المشكلة الرئيسة البادية للعيان هي مسألة الاعتراف المتبادل بالقيمة الفنية ..يسبقها الاعتراف الديموقراطي بأنني دون الآخر ذاهب نحو العدم. أنا هنا هي الذات المبدعة سواء كان الفنان (ممثل – مخرج – مؤلف…تقني..) أو (ناقد فني ..)

وشرح (د عجاج) في ورقته “أن النتاج الإبداعي يفرض واقع حضور الفنان.فإن المسألة التي تسحق النقاش بشكل موسع أكثر هي. من هو الناقد المؤهل لأن يعيد تقييم الإبداع ..والجهد الإنساني المتميز للفنان.. ويحظى بالاعتراف الذي تختصره كلمات بسيطة, هي عبارة عن الاعتراف بكل ما كتب أو بعضه..؟ وكيف للإبداع الذي سبق النقد…أن يسلم ( وهو مركز العالم ؟؟ ) ,ودون تكرار ما نعرفه جميعا عن مواصفات الناقد. .أعتقد أن مسألة التكوين الأكاديمي النقدي الصحيح واحدة من أهم وسائل إعداد الناقد الذي سيحظى بثقة المبدع..ولكن ومع وجود الكثير من التنافر والاضطراب في العلاقة بين النقاد والمبدعين… لا بد من الاعتراف بأن هناك مشكلة واضحة في سياق إعداد الناقد في المعاهد والجامعات.. وأيضا هناك الكثير من الاقتراحات التي تعزز دور الناقد والثقة بما يطرح على طريق تخفيف التوتر الطبيعي بين مبدعين ..فنان وناقد.

أما الورقة التي كانت حسن الختام، فكانت للباحث والناقد المسرحي الأردني (د. مخلد الزيودي) بعنوان:” فض الاشتباك وإزالة الحواجز” والتي قربنا من خلالها برأي الكثير من صُنًاع العرض المسرحي في الوطن العربي أن النقد ألأكاديمي لا ينشأ ضمن مناخ مسرحي بل في محيط المعاهد والكليات الجامعية التي تدرّس الفنون المسرحية ضمن الخطط الدراسية والمناهج المقررة كإطار نظري لابد منه، وما يرافقه من نماذج تطبيقية مستمدة من التجارب المحلية والعربية والعالمية إن توفًرت كعرض حي أو كعرض مسجل على قرص مدمج أو ما كتبه النقاد عن هذه التجربة أو تلك في مختلف وسائل الاتصال. يُدرك الأكاديمي أن العرض المسرحي الحيّ شيء آخر، كيف لنا أن نفض الاشتباك ونزيل الحواجز الوهمية بين “الأكاديمي” الجامعات والمعاهد ومناهجها الدراسية وبين صُنّاع العرض المسرحي حتى يستفيد النقد من الجهد الأكاديمي، ويتمكن هذا الجهد في الوقت نفسه من الاستفادة من الحياة المسرحية الحقيقية؟ إذ ما علمنا أن النقد المسرحي الذي رافق التجارب الأولى للمسرحيين الإغريق كان نقداً تعليمياً ذو وظيفة توجيهية بطبيعته، فهو الدليل الذي يوجه المتلقي إلى ما يجوز أن يتناوله أو يتركه، وان كتاب أرسطو “فن الشعر” الذي تعتمده المعاهد والأكاديميات مصدر أساسي لتعليم النقد ذو طبيعة وصفية لا إرشادية، استند إلى مشاهدة أرسطو الشخصية لعروض التراجيديا تلك التي كتبها سوفوكليس. وعليه فأن النقد عمل إبداعي في أساسه وتاريخه وهو يؤسس للمنجز الإبداعي ويعيد إنتاجه وينحت مصطلحاته وهو لا يتبع بل يبدع نصه ويشكل ماهيته ويقوم بقراءة تأويليه للمنجز الإبداعي. وأكيد أن الثقافة الأكاديمية ضرورة في هذا المجال ، لأن الموهبة لا تكفي ، كما لا تكفي الخبرة الميدانية وحدها . فالموهبة والخبرة منطلق لفهم الظاهرة المسرحية . أما العامل الأكاديمي، فيعمق ذلك الفهم ويحصنه بالمعرفة العالمة التي تقربنا من منبع الحقيقة أكثر. ستناقش هذه الورقة أسس التلاقي بين النقد الأكاديمي القائم على التنظير والنقد الفني الميداني من اجل فض الاشتباك وإزالة الحواجز بينهما من خلال تقديم نماذج تطبيقية.

تصوير : سعد - ع
















الفنان عادل حسان: القدس مصدر يحرك الإبداع في المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

 الفنان  عادل حسان: القدس مصدر يحرك الإبداع في المسرح العربي


قال عادل حسان، الناقد والمخرج المسرحي، إن المسرح واحد من أهم وسائل التعبير، حيث إنه متنفس مباشر للتعبير عن أى قضية، وبالتالى ليس بعيدًا عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنه يعتبر انتفاضة للتعبير عن قضية القدس والنضال العربي بشكل عام.

وأضاف حسان، خلال تصريحات تلفزيونية له ، أن كتاب المسرح قدموا نصوصًا كثيرة عن القدس مثل "لن تسقط القدس" وقدمت فى القاهرة وتم عرضها فى جميع الدول العربية ونجحت نجاحًا كبيرًا.

وأشار إلى أن المسرح أحيانا يكون مصدر قلق، للعدو حيث يتقمص المتفرج القضية المثارة على خشبة المسرح مما تدفعه إلى أن يخرج من أجلها ويثور.

وأوضح، أن هناك فرقة "الحكواتى" وهي واحدة من أهم الفرق التى تناولت قضايا العروبة ومواجهة الاحتلال، حيث أنها كانت تتحرك لجمهور فى الشارع المصري، وتعرض كل الانتهاكات والأفعال المهينة التى يفعلها الاحتلال تجاه الفلسطينيين.

وأضاف، أن مسرحية "وا قدساه" هى من أهم المسرحيات التى ناقشت قضية القدس، مؤكدًا أن "اليهودي التائه" عرض مسرحي أزعج السفارة الأمريكية بالقاهرة.

تجربتي في المونودراما التعاقبية

مجلة الفنون المسرحية

تجربتي في المونودراما التعاقبية  

صباح الأنباري

(1)
مشروع المونودراما

عنوان لا يشي بشيء أبعد من كونه مخططاً لتقديم المونودراما بطريقة ما لا تتعدى حدود النص الذي اعتدنا على قراءته، والعرض الذي اعتدنا على مشاهدته حسب، إذ لا جديد أو مدهش في هذا بعد أن امتلأت الرفوف بها منذ بدء العمل على الكتابة فيها وحتى يومنا هذا. 
لم أكن أعرف شيئاً عن هذا المشروع الذي وضع لبناته وبيانه الفنان فاروق صبري، ولم أقرأ عنه في صحيفة ما، أو مجلة ورقية أو الكترونية ما. وبعد قراءتي له وجدت فيه أفكاراً ابتكارية فعلاً، ورؤية واضحة تتجاوز فكرة الثنائية، ولا تسقط في فخِّ الازدواجية، ووجدت أنه من المشاريع القابلة على التطور لديناميتها، وإن من الممكن التنظير لها، أو تعزيزها بما يكفل انجازها عملياً. لقد قدّم المشروعُ ثلاثَ طرق مبتكرة من شأنها أن تجدد كثيراً في بنية المونودراما التقليدية وتخلِّصها من رتابتها، ولا تقفل أفكارها بقفل الشخصية الوحيدة المستوحدة المنفردة في بث شفرات النص من على خشبة المسرح، بل تعمد إلى إدخال الشخصية التي كانت افتراضية في السابق، ومكتفية باستلام شفرات الشخصية المرسِلة غيابياً، وتفعيل دورها في الردّ على تلك الشفرات في موقف زاخر بالتناقضات وردود الأفعال الدراماتيكية. هذه الطرق الصورية الثلاثة كما وردت في بيان صبري الذي أرسله إليَّ لاحقاً هي:

1. "يروي لنا الممثل الأول حكاية العرض فإن فرغ من عرضها يبدأ الممثل الثاني بسرد نفس الحكاية ولكن من وجهة نظر مختلفة، وربما متعارضة عن الممثل الأول.
2. ممثل واحد يروي حكايته الشخصية، والحكاية تفرش أمامنا أحداثاً وشخصيات وما ان ينهي أو على وشك الانتهاء من روايته، يحدث عبر تغيير في بعض تفصيلات الخشبة: الانارة والأزياء والإكسسوار و.. و.. و.. يظهر الممثل نفسه بملامح مختلفة يشخص شخصية رئيسة ثانية من الحكاية ليرويها ولكن لبعض مفاصلها التي تبدو مختلفة وربما متعارضة عن حكاية الشخصية الاولى…
3. حكاية ما يرويها ممثل وما أن يصل نصفها نفاجأ بممثل أخر مختلف شكلاً واداءً في الجسم والنفس، وفي بعض سياقات البنية المضمونية والجمالية للحكاية".

ولقد لفتت انتباهي الطريقة الأولى بما فيها من تعاقبية تتحاشى كسر عمود المونودراما محافظة على شكلها الأحادي الذي بدونه تفقد قانونها الرئيس، وقاعدتها الذهبية، وعمودها الفقري، وهذا هو بالضبط ما أوحى اليَّ بفكرة عنونتها بـ(المونودراما التعاقبية) تمييزاً لمشروعها المختلف عن المونودراما التقليدية بشكلها واسلوبها. ورأى صبري أنني اقتربت من جوهر مشروعه كثيراً جداً مما جعله يتبنى التسمية لتكون عنواناً لبيانه المنشور في عدد من المواقع الالكترونية، هذا فضلاً عن تأكيده على إمكانية هذه الطريقة على تعاقب شخصيتين أو ثلاث شخصيات حسب مقتضى فكرة النص مع الحفاظ طبعاً على ما تتصف به من (الفردانية).
*
النصوص التعاقبية
شرعت بكتابة أول نص تعاقبي تحت عنوان (أسئلة الجلاد والضحية) وحرصت على أن يكون من شخصيتين تشتركان بموضوعة واحدة، وتختلفان في طريقة روايتها ضماناً للحفاظ على الصراع الذي هو جوهر الدراما وقدرتها الدينامية على خلق التوتر اللازم الذي يطرد الضجر ويخلق نوعاً من التشويق لمتابعة سير الأحداث عند الشخصيتين. 
تم الاتفاق مع صبري على إخراجه، وبدأَ الاشتغالَ عليه، والتحضيرَ له، ووضع كافة المقترحات اللازمة للعرض إلا أن الفكرة لم تجد حينها مؤسسة فنية داعمة، أو جهة رسمية تأخذ على عاتقها مسؤولية دعم المشروع والصرف عليه. وهكذا ظلَّ على حاله قائماً ومؤجلاً إلى إشعار غير معلوم. لقد أثار المشروع لغطاً كثيراً، وأسئلة، وحيرة، وانتقاداً، وتقوّلات كثيرة قبل البدء به عملياً مما اضطرني إلى كتابة مقال حاولت فيه وضع النقاط على الحروف، وتعريف المونودراما التعاقبية، وأسسها، وافتراضاتها الفنية. وقد تم نشر المقال في صحيفة (العالم) البغدادية في عددها المرقم 1142 والصادر بتاريخ 18/ 11/ 2014. وتبعت تلك التعاقبية بتعاقبية أخرى وأخرى. 
ثلاث تعاقبيات ولا يزال صبري منتظراً اليوم الذي يطلق فيه صيحة وليدنا التعاقبي البكر. خلال ذلك تسنّى لي طبع كتابي الموسوم ( مذكرات مونودرامية) وقد تضمن على التعاقبيات الثلاث فرأيت بدافع الوضوح أن أضع مقدمة تلغي التباس التسمية وما سيثار مجدداً ضدها فاخترت المقال نفسه وأجريت عليه بعض التعديل ليكون نشره ملائما لكتابي الجديد.

التعاقبية وافتراضاتها الفنية في المونودراما 
تنطلق المونودرامات التعاقبية الثلاث فنياً من المشروع التعاقبي الابتكاري الجديد الذي بدأته بنصي الريادي الأول الموسوم (أسئلة الجلاد والضحية)(1) فما هي التعاقبيّة في المونودراما؟ وما هي افتراضاتها؟ وما ضرورتها؟ 
بدءا أُثبِّتُ وجهة نظري التي لا تتقاطع أو تتعارض مع وجهات نظر بعض الأخوة ممن حاول تذكيرنا، أو الردّ علينا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو الصحف اليومية بتعريف المونودراما التقليدية انطلاقاً من اعتبارهم أننا خرقنا قانونها المركزي، وخرجنا عن وحدانيتها وفردانيتها، والذي جاء فيه "إنها العرض المسرحي الذي تمثله شخصية واحدة" مؤكدين على أن القانون الأول الذي يحكم النصوص والعروض المونودرامية هو الفردانية وهو قانون غير قابل للنقاش أو المداولة، وله حصانة كبرى ضدَّ الخرق مهما بلغت درجة حداثوية هذا الخرق أو تجريبيته. وهو العمود الفقري الذي لا يمكن كسره لأن النصوص والعروض قائمة عليه، ومن دونه يتهاوى بناء المونودراما المرصوص متحوّلاً إلى بناء تقليدي لمسرحية متعددة الشخوص. وقد حافظت وأنا أكتب نصوصي التعاقبيّة الجديدة على قداسة هذا القانون. فالمسرحية تبدأ بشخصية واحدة مستحضرة ماضيها وما حدث لها (ذاكرتها الانفعالية) وتأثير ذلك على حياتها آنيا وبشكل حيّ على خشبة المسرح. ولم أدعْ الشخصية تتوقف عن بثّ شفراتها النفسية والاجتماعية والفكرية المضادّة لأسمح لشخصية أخرى بالدخول إلى الخشبة لتفعل ما فعلته الشخصية السابقة ثم أعود ثانية وثالثة لأكرر الحالة حتى نهاية العرض بل، تركت الشخصية الوحيدة تكمل بوحها (خطابها) على خشبة المسرح (داخل النص)، وتنتهي إلى حيث ينتهي معها الفعل الدرامي مجترحاً خاتمة النص أو العرض الذي تسدل الستارة على أحداثه وعلى شخصيته الوحيدة. 
إن ما طرحته الشخصية (نصياً أو تطبيقياً) يمثل رؤيتها، وتعارض هذه الرؤية أو تقاطعها مع رؤية شخصية غائبة ومسببة لأزمتها، ودافعة إياها إلى حضن الفردانية والوحدانية التي ينبثق عنها العنصر الأكثر أهمية وهو الصراع الدرامي الداخلي الذي يتجسد من خلال حدة التناقض بين الشخصية ونقيضها، وبينها وبين نفسها، وبينها وبين الضغوط الخارجية من جهة أخرى ولكن دون أي تواجد حيّ للشخصية النقيضة على خشبة المسرح من شأنه أن يخرق الوحدانية، أو أن يخرج منها دافعاً إياها إلى التعددية.
عند هذه النقطة، نقطة النهاية واسدال الستار بالمعنى المسرحي الخالص تبدأ التعاقبيّة حركتها منطلقة وعارضة وجهة النظر الأخرى للشخصية التي عاملتها الشخصية الأولى كشخصية متهمة في تسبب الأزمة التي أوقعتها في حبائل وحدانيتها المدمرة. 
الشخصية الثانية إذن لا تتصل بالأولى إلا من خلال كونها ضحية لها، ونتيجة من نتائجها، ومسبباً رئيساً لأزمتها. وهي تبدأ مشوارها المسرحي بعرض ما لها وما عليها مدافعة عن وجهة نظرها واختلافها عن الشخصية الأولى ضمن نسق مسرحي واحد غير خارق لقانونها العام (الفردانية). وما تقدمه يشكّل رؤية مستقلة هي رؤيتها الخاصة والمختلفة في خصوصيتها عن الشخصية الأولى. إن لها نصها أو عرضها الذي لا علاقة له بالعرض السابق إلا من خلال ما بينّاه من نقاط الاتصال، وهي تأتي ترتيبياً بعد انتهاء المنودراما السابقة لتغدو المونودراما اللاحقة ومن هنا جاءت تسميتي لها بـ(التعاقبية).
أما الرأي القائل بتسمية العرض الجديد بـ(عرض الحضور والغياب) فإننا نعترض عليه أولا لكونه مبنياً على أساس التعددية، وثانيا لإمكانيته على أن يكون أحادياً في نص مونودرامي واحد تجسّده شخصية واحدة على الخشبة من خلالها نضع أيدينا على فعل الحضور الذي تمارسه الشخصية المونودرامية، وفعل الغياب الذي يصل الينا من خلال أزمتها ومحاكمتها للشخصية الغائبة المتهمة والمحكوم عليها غيابياً.
التعاقبية إذن تفترض وجود شخصية فردانية للمونودراما الأولى تمثل مسرحيتها ثم تغادر الخشبة بعد اكتمال كلَ شيء (كما جاء ذلك في الفقرة الأولى من مشروع صبري). وتفترض شخصية أخرى للمونودراما الثانية كانت موجودة في ذهن الشخصية الأولى كندٍ لها ونقيض مستقل. ولا اعتراض على كون الممثل التعاقبي يقوم بدورين مختلفين اختلافاً تاماً تتحكم بإظهار مهارته الفنية، وتقنيته، وقدرته على تمثيل أكثر من دور واحد في أمسية مسرحية واحدة. وتفترض أيضاً أن الفعل حدث على خشبة المسرح وانتهى ليبدأ بعده فعل آخر يتضمن على العناصر المونودرامية كاملة وهذا هو السبيل السليم الذي تقفو عليه خطى العملية التعاقبية. 
*
وتأكيداً لسلامة العملية التعاقبية فقد وضعنا عنوانات النصوص بشكل يتلاءم مع مزدوجة التناقض الشخصي فالنص الأول تشكّل من مفردات ثلاث (أسئلة الجلاد والضحية) فاذا استبعدنا المفردة الأولى فان المفردتين الباقيتين تعطينا انطباعاً أولياً على وجود شخصيتين متناقضتين (غالب ومغلوب) ضامنتين للصراع المباشر بينهما كحوارية ثنائية محكومة بالاتصال ولكنها في مسرحنا التعاقبي محكومة بالانفصال. وما ينطبق على النص الأول فانه ينطبق على النص الثاني (القاص والقنّاص) والمركب من شخصيتين منفصلتين أيضاً، ومتناقضتين جوهرياً فالشخصية الأولى (القاص) موكّلة للدفاع عن الحياة وجمالها بينما الثانية (القنّاص) موكلة لقتل الحياة وتدميرها، وينطبق أيضاً على النص الثالث (القتيل والقاتلة).
المونودراما التعاقبية عملية تسعى إلى الخروج عن التقليدية في الكتابة والعرض، وعن الشكل والمضمون، وتسعى إلى تثبيت منهج درامي خاص يتجاوز القديم، ويجترح الجديد. وإذا كان الفنان فاروق صبري قد وضع الخطوة الأولى على طريق التبشير بالعملية التعاقبية فإننا توازياً معه وضعنا الخطوة الأولى على صعيد التطبيق النصي الذي سيعقبه بالتأكيد اشتغاله عليه تعاقبياً (تطبيقياً) على وفق منظوره الفلسفي، ورؤيته الفنية والفكرية. ومن الجدير الإشارة هنا إلى وجود مشتركات عامة بين مؤلف النص التعاقبي وبين مخرجه. مشتركات فكرية تلغي الكثير من الحدود، وتقرّب الكثير من وجهات النظر وإن لم تلغِ الاختلاف بينهما. وتثبيت افتراضاتي في هذا المقال لا تعني بالضرورة الغاء ما افترضه الأستاذ فاروق صبري من أسس عامة لهذا المشروع مرتبطة بالعرض المسرحي. ثمة فارق بسيط يتجسد في نوعية الاشتغال على هذا المشروع. فالفنان فاروق صبري يشتغل على جانبه التطبيقي إخراجياً بينما اشتغلُ أنا على جانبه التطبيقي نصياً. هو يشتغل على الخشبة كمساحة للعرض بينما اشتغل أنا على الورق كمساحة للنص، وعليه فإن افتراضاتنا أخذت جانباً تخصصياً مشتملاً على جانبي العملية المسرحية تنظيراً وتطبيقاً منذ بدء الاعلان عن التعاقبية كمشروع ابتكاري متجاوز للتقليدية بحدود محسوبة ومحدودة فنحن لا نزعم أننا كسرنا حاجز التقليدية وهدّمنا جدار التقليد بشكل تام بل أكدنا مراراً على أننا سعينا من وراء هذا المشروع إلى تحقيق ذلك بكلّ ما نملك من قوة الابداع المتواضعة، وتركنا الباب مفتوحاً على مصراعيه لمن يأتي بعدنا فيضيف من عندياته لبنة جديدة، أو افتراضات جديدة، أو ابتكارات داعمة ومعززة لطبيعة المشروع التجديدية. ولا نريد الإطالة هنا بل نترك القارئ مع نصوصنا الثلاثة ليتحرّى بنفسه عن جوهر العملية التعاقبية.

الثقافة للجميع تحتفي بمخرج العذراء والموت وجزيرة الماعز حنون: إكتسبت الخبرة من كبار المخرجين المسرحيين

مجلة الفنون المسرحية

الثقافة للجميع تحتفي بمخرج العذراء والموت وجزيرة الماعز
حنون: إكتسبت الخبرة من  كبار المخرجين المسرحيين

 احمد جبار غرب  - الزمان 

اقام منتدى الثقافة للجميع الذي يديره عبد جاسم كاظم الساعدي جلسة للفنان والمخرج المسرحي ابراهيم حنون وذلك في قاعة الاحتفالات في المنتدى عصر السبت الماضي ادارها الفنان كاظم النصار،  وإبراهيم حنون مخرج مسرحي نال العديد من الجوائز المحلية والعربية وآخر أعماله حصل على الجائزة الاولى في تونس وله اعمال كبيرة كالعذراء والموت وجزيرة الماعز وحرب وحروب  وغيرها وهو يمتلك رؤية حداثوية لمسرحة الواقع بصياغة في ابتكار واكتشاف متجدد ويمتلك ثقافة مسرحية غزيرة أهلته لامتلاك ناصية الإخراج وأيضا ادارته للمهرجانات في منتدى المسرح الذي شغله عدة سنوات.

 وفِي كل احتفالية لأي مبدع نشخص الكثير من الخلل والسلبيات في واقعنا الثقافي فتارة نشكو من التمويل وتارة من الدعم والاهتمام الحكومي ومرة من الصراع والتنافس غير الشريف واعني هناك من يدخل لهذا المسلك ولا يؤمنون به كرسالة ابداع وإنما اعتباره تجارة ينتج واردات مالية وشتان بين ان تقدم فنا فيه قيم ومن صميم الواقع وبين فن يحاول نقل مهن فنية اخرى وجعل صالة المسرح مرتعا لها كما ساد في الثمانينات إبان المسرح التجاري, لقد تكلم فنانون ونقاد عن همومهم وتطلعاتهم لكن للأسف هذه الشواغل تنتهي ما ان نبارح باب القاعة الخارجية للمبنى وهذا ما نلمسه في اغلب الاحتفاليات لكنه يعكس رغبة الفنان والكاتب ان يكون فنه متطورا وان تكون الدولة عاملا مساعدا على انتشار الوعي الثقافي بل تتبنى هذا الوجه الحضاري للبلد والثقافة ركن حيوي من هذا الوجه وليس تحجيمه ومحاولة تعطيله بل تريد نسفه في احيان اخرى وكلام الاصدقاء لا يخرج عن باب التمنيات اذا ان صخرة سيزيف ستبقى عالقة معنا الى قيام الساعة قدم للجلسة الدكتور الفنان كاظم نصار حيث اكد على دور الضيف في الحركة المسرحية وأيضا المامه بالجانب الاداري وحيا فيه روح المثابرة والعزيمة حيث فازت الكثير من اعماله بجوائز في المهرجانات العربية وأكد على ان الظروف الصعبة والقاهرة التي مر بها العراق لم تمنع من التفرد والتميز المسرحي العراقي في اعمال جادة وقيمة وهذا شيء ينم عن اصرار وعزيمة يمتلكها فنانا العراقي وأيضا على حرص الفنان العراقي لأخذ مركزه الذي يستحقه في الحراك المسرحي العربي وحتى الان وهذا شيء يسر النفس ويبعث على الفخر ان العراق وتونس هما الافضل عربيا في مجال الفن المسرحي وهذا تم بجهود فردية حقيقة وما نحصل عليه من متطلبات العمل المسرحي وديمومته  ثم تحدث الفنان والمخرج المسرحي ابراهيم حنون عن نشأته في مدينة الثورة تلك المدينة التي تعج بالناس الفقراء ماديا لكنها حقيقة منجم للمبدعين وفي كل مجالات الحياة  وقال ان (في المدينة  كانت هناك 78 فرقة مسرحية اسسها شباب وغالبيتهم من الطلاب ) ومما جاء في كلمته (يجب ان اتحدث عن مدينتي اولا مدينة الثورة وهي مدينة هائلة جدا هناك ناس جاؤا من الريف الى بغداد هذه المدينة صنعت حراك ليس طبيعيا هذا الحراك ممزوج بالقهر الاجتماعي وبالترقب والتربص ومحاولة تشكيل نفسها , مدينة بسيطة جدا تفتقر الى ابسط الخدمات فيها 27 فرقة مسرحية في السبعينات والثمانينات وهذه الفرق تتنافس فيما بينها وفيها مكتبة جدا مهمة وهي مكتبة العباس بن الاحنف وفيها ايضا دار للسينما اسمها الرافدين ) ويضيف (كنا صغارا ابان العطلة الصيفية نذهب  وكان  اغلب طلاب المدينة فقراء و يعملون في العطلة الصيفية ورغم ذلك كنا نذهب الى المكتبة مساء وكانت اعمارنا مابين 14 و18 سنة  وهذه بها تأثيرات اخرين وهذه المدينة التي شكلت نفسها قدمت للمسرح العراقي والثقافة العراقية ككل اسماء كثيرة ومعروفين ومؤشرين ابناء هذه المدينة وعند دخولي كلية الفنون الجميلة  وهذا شيء مهم جدا والصدمة الكبرى انه وجدت في كلية الفنون الجميلة في الثمانينات وتنافسا حقيقيا على مستوى الاساتذة الجامعيين الذين كانوا يدرسونا مثل المخرجين الرواد صلاح القصب ،عوني كرومي وبدري حسون فريد وانا اعتبره حيا ،شفيق المهدي وأسماء مهمة جدا , وكل من هؤلاء يمتلك مشروعا مسرحيا في ابتكار وتجديد ,عملت مع هؤلاء الكبار وساعدوني في ان اجد منطقة المسرح تكويناتها ارضيتها كيف اتعامل معها وان اجد ناصيتي ورؤيتي كتلميذ جديد يحاول اكتشاف ما يدور حول(ستيج) المسرح  لاستخلاص التجربة بكل ابعادها وتوظيف ما اتعلمه لقدراتي الشخصية) وتحدث الدكتور عبد جاسم كاظم الساعدي وهو الانسان الذي جعل بيته مكانا للثقافة ومجانا وهذا منتهى البذل والكرم تحدث عن هموم المثقف العراقي وعن همومه فيما يتعلق بالثقافة وتكابده الحصرة وهو يؤشر الى هذا المكان ويقول هو ملك لكم اعملوا عليه احتفلوا في مناسباتكم  هو منبركم نحن نحتاج هذه الادامة لنخرج بنتيجة حراكنا الثقافي وهو الموئل لنا في هذه الظروف العصيبة  وأنا اهيب بكل الفرق المسرحية اذا لم تجد مكانا فأقول لهم هنا مكانكم ..ثم يقول عنه زميله القديم سيد حميد الراضي إبراهيم حنون مخرج مسرحي عراقي من مواليد الستينات عمل بالمسرح المدرسي منذ نعومة أظفاره عام 1974 في مدينة الثورة وشارك في فرق عديدة في المدينة كممثل ومخرج في سبعينات وثمانينات القرن الماضي أشهر الأعمال (قصة حديقة الحيوان ) لألبي أخرجها الراحل رعد شوحي والقاعدة والاستثناء أخرجها المبدع حسين علوان وأعمال كثيرة ثم أنظم في الثمانينات الى أكاديمية الفنون الجميله ومن هناك بدأ مسيرته المسرحيه كمسرحي أكاديمي واخرج أعمال مميزة تأخذ طابع الجدية والرصانة وهو مسرح خاص  به وهو المزج بين الاثارة الجدلية والمزج الفني للمشهد السينمسرحي ويقترب الى مسرح الصورة لأستاذه صلاح القصب لكنه أبتعد عن هذه المدرسه لتأثره بالسينما والصورة في مسرحه سينمائية ممسرحة لكن حنون يبقى مسرحه (نخبوي) لسبب لأنه يبتعد عن الحوارية الدرامية القصصية ثم ختمت الجلسة  بتحية الضيف والتقاط الصور التذكارية معه). وحضر الجلسة عدد من الفنانين وزملاء واصدقاء الفنان .

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

"المسرح" يفرج عن نزلاء السجون في تونس.. وفنانون: نتمنى تكرارها في مصر

“أيام قرطاج المسرحية” تكرّم عددًا من رواد المسرح العربي والأفاريقي

مجلة الفنون المسرحية

“أيام قرطاج المسرحية” تكرّم عددًا من رواد المسرح العربي والأفاريقي

قال حاتم دربال، مدير الدورة الـ19، لأيام قرطاج المسرحية، إن الهيئة سعت لتكريم قامات مسرحية؛ لتميز تجربتهم، وعطائهم الزاخر، والتزامهم خلال الأزمات الصعبة، التي عانى فيها تاريخ المسرح العربي والأفريقي.

وأضاف، أن مثل هذا التكريم، جاء للتأكيد على نقطة الالتقاء، بين تونس والعمق الأفريقي.

وكرمت الدورة الحالية لمهرجان قرطاج المسرحي، المنتظمة من 8 إلى 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كل من الفنانين: أنيسة لطفي وأحمد بن معاوية من تونس، ومحمد صبحي من مصر، ومونبي كايتا من كينيا.

وقال محمد صبحي، في إطار تكريمه من قبل مهرجان قرطاج المسرحي: “سعادتي كبيرة بقيمة مهرجان قرطاج، الذي كافح كثيرًا؛ ليكون منارة تونسية وأفريقية”.

وبين صبحي: “تونس كانت أول بلد أقصده في حياتي؛ لتقديم أولى مشاركاتي المسرحية، في مسرحية (انتهى الدرس يا غبي)، مع محمود المليجي وتوفيق الذقن؛ لتكون انطلاقتي من تونس، التي أعود إليها مكرمًا، وأنا سعيد ببداية تونسية، وربما نهاية تونسية أيضًا”.

ورغم أن المسرح لا يعترف بالنجومية، إلا أن الممثل المصري محمد صبحي، كان نجم أيام قرطاج المسرحية، ومحل اهتمام الصحافة التونسية والأجنبية، الحاضرة خلال التظاهرة المسرحية.

عشت ومتّ شامخاً سيدي بدري حسون فريد

مجلة الفنون المسرحية

عشت ومتّ شامخاً سيدي بدري حسون فريد

أحمد شرجي - المدى 

يمثل الكبير المعلم بدري حسون فريد أحد أركان المسرح العراقي المهم وقد يكون من الأجيال الاولى التي درست المسرح بشكل أكاديمي وعلمي خارج البلاد، عاد لنا يحمل مشروع ( الصوت حياة) كمدرس في أكاديمية الفنون الجميلة ، ظل وفياً ومخلصاً لمشروع الفن الإنساني ولم يهادن أو يضعف أمام كل المغريات السياسية والاقتصادية وتمظهراتها داخل المجتمع العراقي، لم يقف يوماً متوسلاً أمام باب السياسي ، أو مستجدياً عطف أحدهم، ظل شامخاً في فنه ومواقفه لأنه يعرف قيمته في بلد لا تحترم حكومته مكانته.... من أسعد أيامي عندما كنت طالباً في كلية الفنون الجميلة ، حين ناداني المعلم لأكون أحد الممثلين معه في مسرحية( ألف خطوة و خطوة)  ومن بعدها قدمت معه العمل المهم ( ردهة رقم ستة) عن قصة لتشيخوف، وقد أكون من المحظوظين بان شاركت ممثلاً بآخر عملين أخرجهما استاذ بدري قبل مغادرته العراق باتجاه ليبيا، ولمكانته الكبيرة في داخلي أهديته عملي الإخراجي الأول( بعيدا بانتظار الضوء) وكان حينها في ليبيا يُدرس  في أحد جامعاتها، وشاءت الصدف أن ألتقيه مجدداً  في الرباط ،بعد اغترابي في هولندا ومحطته المغربية، حيث أحاطوه المغاربة بمحبة كبيرة كعادة هذا الشعب النبيل ، في الرباط كنت طالباً للدراسات العليا ، تقرّبت من المعلم اكثر، كنت شاهدا على انتكاساته الصحية المتكررة و تعب جسده و وهنه الذي لم يستطع تحمله، تعبت عيناه وظلت روحه تسكن الوزيرية حيث كلية الفنون الحميلة ... كتبت عنه مقالة نقلت فيها وضعه المتعب في سكنه الرباطي والذي لا يليق بقامة كبيرة مثله، وعزاؤه محبة وكرم المغاربة له.... في ليلة رباطية ممطرة اتصل بي الشاعر فراس عبد المجيد ، يخبرني بسوء حالة المعلم  اتفقنا أن نلتقي هناك ، أخذنا طبيباً خاصاً معنا، كان يعاني كثيرا ، لكنه أبيٌّ وشامخ... هذه الانتكاسة الصحية كنت سببا بإقناع المعلم بالعودة الى العراق ....قبل الرحيل أهداني ( سلهام مغربي  - عباءة) كان قد وشح بها عند تكريمه من قبل المعهد العالي للفن المسرحي في الرباط، مازلت احتفظ بها ، لعلها تحميني من برد تمظهرات الوضع العراقي.... رحل العملاق وظلت عباءته شاخصة أمامي كوثيقة تشير الى محطتنا الرباطية، سيدي ومولاي.... عشت ومتّ شامخا ولم تقف كما وقف غيرك على أبواب الساسة، متوسلاً فتات موائدهم.....

"هيئة" الأمل المرتجى!

مجلة الفنون المسرحية

المستقبلية وهوّة الحداثة وخيبة الواقع التاريخي

مجلة الفنون المسرحية

المستقبلية وهوّة الحداثة وخيبة الواقع التاريخي

د. عماد هادي الخفاجي - المدى 

 لم يكن إطلاق وعد الحداثة الطوبائي نزوة معرفية أو مغامرة فلسفية بقدر ما كان لحظة تاريخية بادراك العوز والافتقار إلى واقع مستقبلي يتجاوز عالم الطاعون وإرث القرون الوسطى المميت, فما جاء في خطاب (فرانسيس بيكون) الانكليزي بإخضاع العالم للعقل وأصداء ذلك الخطاب المنعكس في فرنسا بتقديم الذات العاقلة إلى مقام القداسة والسمو معياراً للوجود الذي طرحه الكوجيتو الديكارتي (أنا أفكر إذن أنا موجود).

تلك الأصداء التي زلزلت مملكة القرون الوسطى وفتحت النوافذ إلى عصر الإنسان المفكر الموجِد الخالق في عصر التنوير لتشكل لحظة تاريخية هي لحظة الضرورة القصوى لتصور عالم الإنسان المستقبلي فكانت المحاولات الأولى لبرمجة المجتمعات والمدن عبر تكنولوجيا المدينة ماكينة عملاقة للعيش بالتصميم الهندسي والنسب العلمية للشوارع والأحياء والحارات والمؤسسات والتي معها تم هندسة سلوك المجتمعات وإخضاعها لقوانين الأتمتة غير إن معطيات ذلك المشروع الحداثي لم تكن نواتج سهلة متحققة بما افترضه الخطاب الطوبائي بالحداثة فقد عانى طوال قرون من التخبط ما بين المشاريع الإنسانية للرومانسية والواقعية العلمية التي بقت تدور في حيز فهم التجربة الإنسانية والسيطرة عليها لخلق العالم الإنساني الأمثل ثم الارتداد الكبير في مشروع الرمزية التصوفي الغيبي ثم مشروع التعبيرية بخطاب الفجيعة الإنساني وتكريسه لموقف صدمي اتجه هو الآخر اتجاهاً أخلاقياً وإنسانيا بينما جاءت التكعيبية بمشروعها كبداية لتصحيح مسار المشروع الحداثي لخلق عالم المستقبل ومغادرة التراث الإنساني المميت بتكريسها مبدأ العقل والنسبية والتعدد اللانهائي للمنظورات بما أخرج الفكرة عن إطار الواحدية الذي مثل طابع التفكير الإنساني كل تلك المشاريع كانت هي محاولة في تجسير الهوة الميتافيزيقية ما بين الإنسان وعالمه والتي بقيت مشاريع قاصرة وعاجزة عن التحقق ان لم تكن مستحيلة فانفصال الإنسان عن عالمه هو قدر وجودي ولا يمكن انسنة العالم بانتفاء دور المغايرة في صراع الوجود الخلاق لذا جاءت بيانات (مارنيتي) المبشرة بالمستقبل وحتمية واقع القوى والقدرة كقيم خلق وإبداع خارج معيار الثنائيات الأخلاقية التي أسس لها الإنسان وركن إليها في تدعيم مفهوماته وتقييس نشاطه البشري في عالمه فالمستقبلية تطرح زمنها ليس ماضياً رومانسياً ولا انا واقعياً ولا زمناً سرّانياً رمزياً ولكن تطرح زمن المستقبل القادم كمشروع في طور التحقق والتشكل حيث تتسيد القوانين وقيم الفعل لأجل الفعل والدافعية لتوافر القدرة والقوة الخلاقة الموجِدة كحقيقة مطلقة وبذلك تُجسر تلك الهوة ما بين الإنسان وعالمه ليس بأنسنة العالم ولكن بطرح مفهوم الآلة الكونية الهائلة التي يمتد فيها الإنسان المستقبلي ويندمج فيها ويتشكل من مادتها ويكون مركز حدوسها الكونية فلا يعود ذلك الكائن بشريا إنسانيا ولكن كائنا كلي القدرة تام الملكات متصلا بكلية العالم ومتحققا فيه خارج عوامل الضعف الإنسانية والبايلوجيا البشرية وبهذا المنظور سيشهد المستقبل العالم بوصفه آلة من الكمال تحتوي الإنسان مندمجا فيها خارج إنسانيته قويا قادرا مكتف بذاته محققا لإرادته فينحل الفن الإنساني المترع بعناصر الضعف البشري والمتصل بتراث الطفولة البدائية بالجنس البشري حيث تمركزت في المتاحف والمكتبات والتي لا بد من إغراقها وهدمها وإحراقها وقد دعت المستقبلية لينخلق واقع الإنسان الكائن الكوني المستقبلي والشعر الذي سينحل وسيصبح صوت الماكينة أجمل شعر والذي هو فيض التكنولوجيا الذي تسبغه على العالم الماكينة وخلق قيم جمالية لا إنسانية عمادها القدرة والقوة والاندفاع والتعدد والتزامن التي سترسم في ذلك الواقع المستقبلي أجمل ماكينة كونية حدثت وامتدت في العالم.

المخرج روماني، والممثلون يابانيون، والمسرحية لشكسبير! .. ماذا يفعل بيوركيريت في اليابان؟!

مجلة الفنون المسرحية

المخرج روماني، والممثلون يابانيون، والمسرحية لشكسبير! .. ماذا يفعل بيوركيريت في اليابان؟!


قام المخرج المسرحي الروماني سيلفيو بيوركيريت بإنجاز العديد من المسرحيات في هذا البلد، اليابان. لكنه كان هذه المرة يعمل مع طاقم ياباني بالكامل وهو يستعد، حين التقيته، لتقديم "ريتشارد الثالث" لوليام شيكسبير في مسرح طوكيو الكبير. وقد عرضت المسرحية خلال الشهرين الأخيرين في مدينتين أخريين إضافةً لطوكيوً، كما يقول نابيوكا تاناكا في تقريره هذا.لقد تناول بيوركيريت وللمرة الثانية، خلال مسيرته الإخراجية التي تتجاوز الثلاثين عاماً، حكاية شكسبيرية ثانية عن تخطيط سلطوي إجرامي من أجل عرش إنكلترة، كُتبت على الأرجح في عام 1591. وكان ذلك، بالطبع، بعد حوالي قرن فقط من عهد الملك ريتشارد الثالث (1483 ــ 1485)، الذي اغتصب عرش إنكلترة، وسقط قتيلاً في معركة مع `خصومه من سلالة تودور التي تغلبت أخيراً، وأصبح هنري تودور ملكاً على إنكلترة باسم "هنري السابع".
وقد تحدث المخرج البالغ من العمر 67 عاماً لصحيفة The Japan Times حول إنتاجه، في ستوديو بطوكيو، في أعقاب تمارين مع 15 من ممثليه الذكور، الذين يقوم بعضهم بأدوار نسائية، والممثلة المخضرمة ميساكو واتينيب، التي تقوم بدور مؤلفة.يقول المسرحي الروماني، " حين كنت شاباً، أردتُ أن أكون رساماً وذهبتُ إلى مدرسة للفن، لكن ذلك لم ينفع. وبعدها في السبعينيات وأنا في رومانيا، ظهر الكثير من المخرجين المسرحيين الموهوبين، الذين ألهموني، وذلك هو السبب الذي يكمن وراء وجودي هنا الآن."
وعلى كل حال، كان المنطلق الرئيس على طريق بيوركيريت من رومانيا هو الحركة الكبيرة التي اقترنت بإخراجه الوافر لمسرحية "فاوست" لغوته التي عرضت في مهرجان أدنبرة العالمي عام 2009. وقد جعل ذلك الحدث المخرج فرانك دَنلوب يصفه بأنه "إنتاج أصيل وقوي وواحد من نجاحات المهرجان الكبرى".
وكان بيوركيريت قد جاء إلى طوكيو حتى ذلك الوقت مرتين مع فرقتين رومانيتين ــ المرة الأولى ليقدم دموية شكسبير " تيتوس أندرونيكوس" في عام 1992، ثم ملحمة الشاعر عن الدمار والسحر، "المعبد" في عام 1996. وبعدها في عام 2013 ، كان مع الدرامي الألماني فرانك ويدكايند في مسرحية "لولو Lulu"، وهي عن مجتمع تمزقه الشهوات والجشع. وقد إلتقيا معاً بعد سنتين في مسرحية "أوديب الملك" للتراجيدي الأغريقي القديم سوفوكلس، و"أسفار غلفر" لجوناثان سويفت.
وكما كانت الحال في أدنبرة، أصيب المشاهدون هنا بالدهشة للأصالة والقوة اللتين اتّسم بهما هذان العملان المتنوعان. ففي "لولو"، مثلاً، يقوم رجالٌ بتدمير الشخصية المركزية ويقتلها في الآخر جاك الممزّق، وقد قام بيوركيريت هنا بتكوين مسرح غائر يتابع فيه المشاهدون العرض وهم ينظرون إلى تحت حيث تظهر على جثة لولو لا جروحٌ فقط بل وطبيعة الرجال والنساء المليئة بالندوب أيضاً.
وقد تحدث بيوركيريت عن عمله في مسرحية "ريتشارد الثالث" ورغبته في أن يقوم الطاقم الياباني باستكشافها بنفسه وتطوير القطعة تدريجياً، قائلاً إنه حين تُترجم مسرحيةً، فإنها لن تعود كما كانت في الأصل، وحتى في هذه الحالة فإني لا أُدخل أية تغييرات على النص. " فأنا أعتقد بأن هناك واقعاً بكلمات المسرحية المكتوبة بقلم مؤلفها، ومع أني سأقدم عملاً ثلاثي الأبعاد فإنه سوف يعرض وقائع أخرى، بما فيها واقعي أنا ــ بالرغم من أن أفكاري موجودة في النص على الدوام." وقال، " وحتى في هذه الحالة، فإن العالم اليوم يعكس ما يحدث في "ريتشارد الثالث" كثيراً جداً، ولهذا سيكون تفاعل الجمهور كبيراً معها."
وعندما عقّبتُ على قوله بتعليق لي عن تنافسات القوى الحالية في اليابان، قال بعدم اكتراث، " إن مثل هذه المسرحيات الهزلية السياسية تقع في أماكن كثيرة. وهو أمر يحدث في أي وقت وأينما كان."

---------------------------------------------------
المصدر :  ترجمة: المدى  عن/ The Japan Times

الاثنين، 11 ديسمبر 2017

مسرحية «شمع» لجعفر القاسمي: يولد الانسان حرّا ، و لكنه في كل مكان يجرّ سلاسل الاستعباد

مجلة الفنون المسرحية


مسرحية «شمع» لجعفر القاسمي: يولد الانسان حرّا ، و لكنه في كل مكان يجرّ سلاسل الاستعباد


 مفيدة خليل  -  المغرب 



تحررت الاجساد من ألمها، كانت الاجساد عنوان الفكرة الجسد مطية التعبير، وحده الجسد صرخ وعبر عن ألم داخلي قد لا تكفي كل الحروف للتعبير عنه، بالجسد نقدوا السياسة وبالجسد

تحدثوا عن وجيعة المجتمع عن الظلم والتمييز والاحساس بالقهر، عن الموت والحياة عن الالم والامل عن فرح يسبق ترح موجع وقاتل، ثنائيات عديدة ابدع الممثلون في تجسيدها على الركح في أول عروض أيام قرطاج المسرحية.
«شمع» مسرحية من اخراج جعفر القاسمي عمل يفتت الروح البشرية ويغوص في كل تناقضاتها ووجيعتها، عمل يجردنا من المثل و يضعنا امام حقائقنا وتشوهاتنا عمل قد تعجز عن اكمال مشاهدته ليس لعيب فيه وإنما لخوفنا من ذواتنا وبشاعة مانخفيه داخلنا، على الركح جردوا المتفرج من كل الاقنعة ووضعوه في مواجهة حقيقته الموجعة.

الجسد صوت الروح 
هم عشرة اجساد، تسعة اجساد لرجال وامرأة وحيدة، كل جسد له طريقة خاصة في الجلوس، وخلف الستار جسد يلبس الابيض تماما كما كفن الموتى، اختلفت حركات الأجساد اختلفت الألوان من الاحمر القاني لون الدم و الموت، الى الرمادي لون الوجيعة والألم الى الاخضر الداكن لون يحيل عادة الى الجرأة والإقدام فالأسود لون الظلام ومعهم الابيض الذي قيل انه لون للسلام ولكنه لون الموت ايضا.

رائحة البخور تفوح في القاعة، تقترب الى رائحة عطر الموتى، الموسيقى حزينة تفتت الروح وتجعلك تتساءل للحظات كيف سيكون العمل، الموسيقى تحملك اهازيجها الى انات الامهات وهنّ يرثين اأبناءهنّ في أغاني تنهك الروح، موسيقى الناي الحزينة كانت فاتحة العرض، هم عشرة اجساد، بعد دقائق يجد المتفرج نفسه امام خمسة ممثلين وخمسة راقصين، احداث العرض تدور في منزل عائلة تونسية بسيطة، احد ابنائها يطمع في افتكاك المنزل لصالحه ويحاول بجميع السبل اخراج بقية اخوته من المنزل لأنه «سيسقط» و يجلب خبراء ليؤكدوا قوله.

تبدو القصة بسيطة في البداية ولكنها متشابكة فالعائلة انموذج مصغر عن الوطن، والمسرحية ايضا جزء من وجيعة كل متفرج حضر ليشاهد «الشمع» فجميعنا كالشمع نضيء المكان ثم ننطفئ تدريجيا حد الفناء، وعلى الركح ابوا الانطفاء وظلت وجيعتهم حية تنبش في الم الوطن وتذكر بخيباته.
في المسرحية جسدوا الشخصيات بأسمائهم الحقيقية ربما لان ما قدم هو جزء من وجيعة كل ممثل، مزجت في عمل مسرحي احسن جعفر القاسمي في نسج خيوطها وأبدع الممثلون في تقديمها الى جمهور جاء ليكتشف «الشمع».

توفيق العايب بلباسه الابيض كما لون السلم، محرك الاحداث هو الجد هو الذي ربى ودرّس هو الاب والجد وهو السياسي ايضا الذي بنى الوطن و بكل لطف يطلب من احفاده دفته وتركه يرتاح في قبره دون الحديث عنه يوميا والتشكيك في نزاهته وسياسته وطريقة ادارته للعائلة والبلد و«كفانا متاجرة بالموتى».
عاصم بالتوهامي في شخصية عاصم نجده يلبس اللباس الاحمر تماما كلون الدم وفي الشخصية هو عاشق للدم عاشق للمادة لا يهمه كيف او متى ما يهم كيف يصبح صاحب المنزل والمتصرف الاول والاخير في كل شؤونه، المنزل اصبح قبوه مقبرة جماعية تماما كتونس التي اصبحت مقبرة جماعية للأحلام والطموح والامل و الغد ، الشخصية شريرة ولكنها تكشف وجيعة الوطن تكشف الجانب المظلم الذي يريد البعض اخفاءه.

أما خالد فرجاني فمناضل هارب من «الحاكم» شاب يافع يبحث عن «يحيى» الأخ والرفيق والصديق «الرجلة والصدق، يحيى المبدأ» كما في نص المسرحية، خالد الفرجاني يلبس اللون الااخضر الداكن لون عادة ما يلبسه الثوريون وللون انعكاسه على الشخصية التي بدت متمردة رافضة للظلم شخصية تريد التغيير رغم صعوبة الطريق وسوداويتها احيانا.
أما الصحبي فشخصية مركبة، شاب متحصل على استاذية في التاريخ سجن ظلما وفقد والدته في السجن وبعد خروجه من غياهب السجن سجن نفسه في الماضي باحثا عن الحقيقة ناسيا ان هناك «الغد» ومن يبحث عن الحقائق عليه مواجهة الغد لا التقوقع في الماضي، وان مات يحيى فهناك الف يحيى اخر يحمل مشعل الحلم والمقاومة.
جميعهم اشترك في الوجيعة، جميعهم عبر عن الالم بطريقة مختلفة، اشتركوا في الم الانسان نقلوه على الرّكح في اطار ما يسمى بمسرح الحركة، مسرح داخل المسرحية ولعب درامي وسط الحكاية، للضوء الاصفر تأثيره على الاحداث ولصوت الفرقعة تأثيره على المتفرج وكأنها دعوة ليصحو من وجيعته ويحاول الخروج من كل القيود ويغير الموجود فأكثر الناس شجاعة يعانون من أكثر المآسي ألماً ، وهذا بالذات هو سبب اعطائهم الحياة قيمة كبيرة ، لأنهم يواجهون الحياة مدججة بأكثر أسلحتها رعباً. كما يقول فريدريك نيتشه.

صابرة...المرا...تونس الصابرة 
هي المرأة هي الانثى هي الوجيعة والابتسامة هي الحرية والدكتاتورية هي الضحكة والدمعة هي الروح الحالمة والنفس المنهكة، هي «صابرة» على الظلم والعيب و الحرام و «مايجيش» عن الالم تتحمله وتغرس اظافرها في جبروت الحياة لتواصل، في الشمع امرأة وحيدة ربما لان وجودها يختزل عشرات الرجال، صابرة الهميسي جسدت دور صابرة كما طلب المخرج.

في البداية تركت لجسدها حرية التعبير تركت له فرصته ليتحدث عن وجيعتها وعن وجيعة كل نساء هذا الوطن، «صابرة» امرأة يتيمة وجدت نفسها في بيت عمها، احبت عشقت وأنجبت طفلا «غير شرعي» ليس مهما من يكون والده المهم ما الذي تريده امه، صابرة هي الوجيعة، صابرة هي الوطن هي الام صابرة هي كل نساء هذه الأرض لأنها جسدت جزءا من وجيعتهنّ، صابرة الهميسي بكت وأبكت الحضور لكلماتها وقع الرصاص على الروح، لكلماتها الموجعة عن معاناة المرأة وقعا وخصوصيتها، صابرة الهميسي ليست ممثلة ولكن صدقها في الحديث عن الوجيعة كان مميزا، على الركح تجرّدت من كل المثاليات و كانت صادقة حاولت ان تحول الرمادي الذي تلبسه الى ابيض بغاية توفير مستقبل افضل لوليدها فصابرة الشخصية تريد أن يعيش ابنها حياة هادئة ويستمتع بحياته وصابرة الانسانة اهدت نجاحها لابنتها شمس طالبة ان تكون بخير تماما كما تونس.

يقول جون جاك روسو إن ضعف الإنسان هو الذي يجعله إجتماعياً.وعناصر الشقاء المشتركة بيننا هي التي تدفع قلوبنا الى الإنسانية. فما كنا لنحس أننا مدينون للإنسانية بشيء لو لم نكن بشراً» كذلك كانت نهاية المسرحية تذوب الاجساد كما ينطفئ الشمع تدريجيا، وتحاول الشخوص البحث في داخلها عن بعض هدوء وسلام ففوق المقبرة قد تزهر بعض الشجيرات وفي كل داموس او قبو هناك شعاع من الشمس يتسلل عنوة وان احكم غلق كل المنافذ كذلك الامل يولد فينا وان قست الظروف يزهر هكذا هي رسالة شخصيات مسرحية «شمع».

العرض الأخير لمسرحية «الصابرات»: حين تتجرّد المرأة من إنسانيتها تصبح «مومسا»

مجلة الفنون المسرحية

العرض الأخير لمسرحية «الصابرات»: حين تتجرّد المرأة من إنسانيتها تصبح «مومسا»

مفيدة  خليل - المغرب 

هل سبق أن تساءلت عن جسدك، هل سبق أن اكتشفت تفاصيله وتأملت جزئياته؟ هل سبق أن أحببت جسدك أم سألت الخالق عن سبب تشوه ما؟

ان كان تشوه الجسد مقلق فكيف بتشوه الروح؟ هل سبق أن تساءلت عما تشعر به بائعة الهوى بعد إنهاء عملها؟ وهل سبق أن طرحت السؤال كيف تنظر الى جسدها؟ 
أسئلة عديدة طرحها مركز الفنون الركحية والدرامية بالقيروان في مسرحية جريئة الطرح هي «الصابرات» اخراج حمادي الوهايبي وتمثيل كل من حسام الغريبي وخديجة البكوش ومريم بن حسن ورابعة الجلالي واشراف الطمومي التي قدمت في اخر عرض لها بقاعة الفن الرابع بالعاصمة.

حين يصبح الجسد سلعة
ثلاثة اجساد على الركح، من اللباس يبدو انهنّ نسوة، ثلاثتهنّ تصرخ وتعربد، في الخلف صورة لاحتجاجات عاشتها القيروان لإغلاق الماخور الموجود هناك، هتاف تكبير سب وشتم جميعها تسمعها، زينة الركح بسيطة كرسي وفانوسين، من الصوت يبدو ان المكان مهجور وبعد دقائق يعرف المشاهد انهنّ الثلاثة هربن من الماخور بعد ان هوجم من قبل السلفيين، هنّ ثلاثة «رباب» و «زهيرة» و«السيدة» ثلاثتهن يحملن «صرّ» الملابس» يلبسن «الجلباب» ويبحثن عن مكان للاختباء بعد ان هربن» ثلاثتهنّ جميلات، لكل واحدة سرها وسحرها، ثلاثتهنّ يعملن «بائعات هوى»، جمعهنّ «ماخور عزيزة» وبعد اقتحامه اجتمعن في البطحاء بحثا عن سبيل آخر للعمل، هنّ نسوة أجسادهنّ جميلة، فكيف بارواحهنّ و هل يجوز الحديث عن روح المومس او قلبها؟ الحديث عادة ما يكون عن جسدها، عن ثمن الساعة او الليلة عما قدمته للحريف من متعة؟ اما الاشارة الى مشاعرهنّ فذاك غير متوفر.

ثلاثتهن اجتمعن في الماخور وعملن لسنوات.. من الأسماء يعرف المشاهد التناقض العجيب فرباب من الربابة الالة الموسيقية عذبة الصوت بينما نجدها فريسة للحبوب والمخدرات والاجتس و«زهيرة» تصغير لاسم زهرة وعوض ان تكون «زهرة فواحة متفتحة» وهي ابنة الجبل نجدها جسد مرمي مرّ عليه الاف الرجال، و «السيدة» لا تملك حتى سيادة جسدها، تناقض عجيب بين الاسم والمهنة تناقض بين الجسد و المشاعر تناقض قدّم على الركح بوجيعة النساء وجيعة وألم حضر في اداء اشخصيات وهن يحكين قصصهن وما دفعهن للعمل في الماخور، لكل واحدة حكاية وثلاثتهنّ اجتمعن في ظلم مجتمع قاس لا يرحم، مجتمع يرى في اجسادهنّ عورة، مجتمع يغفر للرجل اخطاءه اما المرأة فيعاقبونها اشد عقاب، لكل منهنّ حكايتها الخاصة حكاية قد تؤثر في القارئ ولكنها تطرح السؤال عن حقوقهنّ هل هنّ يتمتعن بحقوقهن المدنية كاملة؟ وهل بائعات الهوى لهنّ حقوق كبقية النساء ام هنّ مواطنات درجة ثانية؟ . 

الأمن الموازي والتجارة الموازية والجنس الموازي
اختلفت انتماءاتهنّ واحلامهنّ وجمعتهنّ أجساد هي حطب النار تقدم لرجال يبحثون عن المتعة بمقابل بخس، اختلفت أراؤهنّ واتفقن على السمع والطاعة امام عزيزة صاحبة الماخور، لك ان تتخيل كيف هي حياتهنّ داخل الماخور اجساد محبوسة بين جدران عالية ربما نسيت بعضها الشارع والطريق العام، ليس مهما الحب ما يهم ان تنتهي المهمة ويقبضن الثمن ونصفه لصاحبة المكان هنّ جسد دون روح، رؤوس دون ادمغة اجسام لا مشاعر لها ، ميزتهن ضحكة و بعض غواية لاستقطاب الزبون لا غير، هكذا كن على الركح، جزء مما تعيشه المرأة داخل الماخور.

في «الصابرات» طرح للسؤال «عنف وإغلاق للماخور؟ ثم ماذا؟» و هل العنف هو الحل؟ في العمل طرح للجنس الموازي، فكما عاشت تونس على مشاكل الامن الموازي والتجارة الموازية التي انهكت كاهل الدولة اصبح هناك «جنس موازي» فثلاثتهن بعد أن أغلق الماخور اتخذن من البطحاء والشارع محل عمل، عمل غير مراقب ولا يخضع للمراقبة الطبية ولا القانونية، الجنس الموازي وما له من خطورة على المواطن كان محل سؤال في الصابرات، سؤال عن غياب المراقبة و امكانية انتشار امراض قد تكون جد خطرة ، خاصة بعد ان اصبحت كل «مومس» هي سيدة نفسها وسيدة عملها ووحدها تختار زبائنها بعيدا عن مراقبة السلط المشرفة.

جرأة الطرح وبساطة الديكور 
الصوت مزعج، يوقظ في الروح الاسئلة عن بائعات الهوى وحقوقهنّ ونظرة المجتمع اليهنّ، ضوء اصفر باهت كما الوان الخريف يبعث في الروح الخوف والوجل، الديكور جد بسيط فأجساد الممثلين وحركاتهم كانت مصدر قوة العمل، لكل مشهد حكاية ولكل مشهد ألوانه وسينوغرافيا خاصة به، في «الصابرات» حضر الرجل أيضا فـ«خميس» شهر كوبة هو نقطة الربط بين ثلاثتهن، هو محرك الاحداث وان ابتعد عن المشهد قليلا، خميس ابن عزيزة صاحبة الماخور هو من يغوي النسوة ليعملن في الماخور مقابل عمولة معينة، في دور خميس ابدع الفنان حسام الغريبي، فنان كشف انه ممثل من طينة الكبار لحضوره الركحي سحره وطريقة خاصة في ايصال مجموعة من الرسائل نجده في الصابرات في دور «طفل غير شرعي» هاجسه الاول معرفة من يكون والده اما الثاني فالبحث عن المال عن طريق «الطريق المستقيم» وزاده لحية وقميص.

«الصابرات» نص جريء وأداء أكثر جرأة وطرح لاسئلة من المسكوت عنها فموضوع الجنس من المحظورات في المجتمع خاصة ما يتعلق بالمومسات او بائعات الهوى، في «الصابرات» أيضا نقد لحال البلاد التي شبهوها بالماخور المهدوم ، البلاد التي أصبح أبناؤها يخافون بزوغ شمس الغد ، البلد الذي اصبح أبناؤه مواطنون يعيشون التوهان والضياع تماما كما بائعات الهوى يجهلن من الزبون وكم سيدفع، في «الصابرات» نقد لطرقات الوطن فالطريق المستقيم لم يعد مستقيما بل امتلأ بكثرة الحفر، حفرة للفساد واخرى للمحسوبية وثالثة للرشوة ورابعة لسيطرة السياسي وخامسة لمن يتاجر بدماء الشهداء وسادسة للمشاريع المعطلة وخامسة للاحلام المؤجلة.
في الصابرات الكثير من الجرأة ونقد لحال الوطن انطلاقا من مظاهرة حقيقية حدثت امام ماخور القيروان، نقد للواقع بطريقة مسرحية بها الكثير من الوجيعة، الصابرات كان العرض الاخير امام الجمهور ولكنه ترك سؤالا مفتوحا «كيف سيكون الغد؟».

في بعض تفاصيل الأعمال المشاركة في أيام قرطاج المسرحية: السياسي في المسرح، المسرح المسيّس أم مسرحة السياسي ؟

مجلة الفنون المسرحية

في بعض تفاصيل الأعمال المشاركة في أيام قرطاج المسرحية: السياسي في المسرح، المسرح المسيّس أم مسرحة السياسي ؟

مفيدة خليل - المغرب 

المسرح فعل نقدي ساخر، المسرح اداة للتعبير عن الرفض وفسحة من الحرية في ظل انظمة ربما تمنع حرية التعبير

وان وجدت حرية التعبير في الشوارع تبقى للحركة او الجملة المسرحية تاثيرها الاشد ، في علاقة المسرحي بالسياسي وعلاقة المسرح بالوطن تقدّم مجموعة من العروض المسرحية العربية.

للسياسة تأثيرها على الفنان وللسياسة تأثيرها على المسرح أيضا وفي تظاهرة ايام قرطاج المسرحية تحضر السياسة ويحضر السياسوي في عدد هام من العروض المسرحية، انطلاقا من تونس يكون الموعد اليوم في قاعة الفن الرابع مع العرض الاول لمسرحية «فريديم هاوس» للشاذلي العرفاوي، عمل ينتقد سياسة احد الجنرالات، عمل مشبع بالسياسة.
ومن تونس أيضا يكون الموعد في قاعة المونديال مع مسرحية «الرايونو سيتي» لعلي اليحياوي مسرحية تكشف ضعف الدولة وعجزها على تحقيق العدالة الاجتماعية بين الجهات، من حي الرايونو بمدنين انطلقت الحكاية، حكاية تقصير الدولة مع مواطنيها، قصة سرقة السياسيين لأحلام الشباب وطموحاتهم وقمعها امام سيطرة «الكناترية» و «الراسماليين» و

اصحاب النفوذ السياسي، في الرايونو سيتي نقد للدولة ولنظامها وسياستها غير العادلة، من مدنين الى قفصة، من احاديث الاحياء الشعبية الى احاديث سكان الجبال و مسرحية «حديث الجبال» للهادي عباس عمل ينقد الدولة وسياستها التشغيلية، حديث عن التمييز الاجتماعي و سوء تصرف ساسة الدولة وحكامها، حديث عن وجيعة من يدافعون عن جبلهم فقط لضمان البقاء على قيد الحياة، نص سياسي ساخر وموجع ينقد الدولة وسياستها ويتهمها بالتقصير في حماية ابنائها خاصة من سكنوا قرب الجبال ويتهم الدولة بسبب سياستها الظالمة بدفع الشباب الى الهروب الى حضن «داعش»، هروب قد يؤدي الى «طوفان» حافظ خليفة التي ستعرض يوم 15ديسمبر في قاعة الفن الرابع، الطوفان ربما يدفع المواطن للتامل ولاعادة تأهيل نفسه سياسيا ويتدرب على «تمارين المواطنة» حتى لا يصبح من «الرهوط» وهو اسم مسرحية للمخرج الشاب عماد المي، عمل سياسي ينقد «الحق والواجب» عمل يكشف حقوقك ويعرفك بواجباتك، عمل يتحدث عن المواطنة والمواطن، ينقد سياسة الدولة في التعليم والصحة و الانسانية، في «الرهوط» يضع عماد المي اصبعه على وجيعة التونسيين من السياسة، «الرهوط» ستعرض في التياترو يوم 15ديسمبر في السابعة مساءا.

من تونس الى سوريا مع مسرحية «ستاتيكو» للمخرج جمال شقسير الفتي ستعرض غدا الاحد في قاعة الريو، «ستاتيكو» هي حكاية آلاف السوريين، حكاية من يبحث عن وطن، في قاعة مصغرة تدور احداث المسرحية الناقدة للحرب عمل سياسي يبتعد عن المباشراتية في تناول الحرب ليغوص في الفردانية وتأثير الحرب على الفرد السوري من خلال تقديم شخصية « حكم» الذي يريد الانتحار ويسجل حياته على شريط كاسات قبل ان ينتحر ليترك لمن بعده حكايته، في «ستاتيكو» نبش في جزئيات الفرد وكيفية تاثّره بالسياسة العامة للبلاد، فالفرد كما الوطن يهتزّ ويبحث عن منافذ.
المسرح العراقي متناثر ايضا بحال البلاد وما تعيشه من انشقاقات وفي الدورات السابقة كل الاعمال العراقية تقريبا كانت سياسية وبامتياز، اعمال تنادي بوحدة العراقيين وتنبذ الفرقة بين الطوائف وتنادي بعراق موحد لكل العراقيين وان اختلفت انتماءاتهم الدينية، وفي هذه الدورة تشارك العراق بمسرحية «خيانة» للمخرج جبار جودي التي ستعرض في المسرح البلدي يوم غد 10 ديسمبر في الثامنة والنصف ليلا، عمل يجمع ستة نصوص شكسبيرية في عمل واحد حاول المخرج أن يطوعه للحديث عن شجون العراق ومشاكله عمل ينضح سياسة ونقدا للسياسات في كل أنحاء العالم.

عروض يوم السبت 9 ديسمبر: 
• المسرح البلدي: (المسرح البلدي يحتضن عرضا واحدا يوميا وجميع العروض في الثامنة والنصف مساء)
- Flight over the city من أرمينيا الثامنة والنصف مساء.
• قاعة الفن الرابع: (كل عمل يقدم مرتين عرض اومل في الثالثة والاخر في السابعة مساء).
- «فريديم هاوس» للشاذلي العرفاوي في الساعة الثالثة والسابعة مساء.
• قاعة الريو: (عرضين لكل مسرحية في الثالثة والسابعة طيلة ايام المهرجان).
- «بهيجة» من الجزائر اخراج زياني شريف عياد في الساعة الثالثة والسابعة مساء.
• قاعة المونديال: (عرض وحيد يةوميا في السابعة مساء باستثناء عرض يوم 16ديسمبر يكون في الثالثة).
- «رايونو سيتي» لعلي اليحياوي من تونس السابعة مساء.
• قاعة ابن رشيق: (عرض وحيد لكل عمل وجميعها في الثالثة بعد الزوال).
- «ظلال انثى» لاياد شطناوي الاردن: في الثالثة مساء.
• قاعة الحمراء: (عرض وحيد وجميعها في الخامسة)
- «مذكرات بحار» الكويت ليوسف السريع في الخامسة مساء.
• قاعة التياترو: (عرض وحيد لكل عمل وجميعها في السابعة باستثناء عرض الاحد 10ديسمبر يقدم عرضان أحدهما في العاشرة صباحا)
- «30 وانا حاير فيك» لتوفيق الجبالي تونس الساعة السابعة مساءا.
• قاعة نجمة الشمال: جميع العروض في الثالثة بعد الزوال باستنثاء عرض اليوم في السابعة)
- «ريتشارد الثالث» تونس لنور الدين العاتي في السابعة مساء.
• مدار قرطاج: (عرض وحيد يوميا وجميعه في الخامسة مساء).
- «الليلة الثانية بعد الالف» (تونسي /فرنسي) لشكري علية في الخامسة مساء.

مسرحية (مذكرات بحار) تستعرض التراث البحري الكويتي في أيام قرطاج المسرحية

مجلة الفنون المسرحية
 


مسرحية (مذكرات بحار) تستعرض التراث البحري الكويتي في أيام قرطاج المسرحية


خالد جبار  - كونا

-– وسط حضور جماهيري كبير بقاعة (مسرح الحمراء) بتونس العاصمة نجح الممثل مشاري مجيبل اليوم السبت بحركاته المتناسقة وصوته الجميل في شد انتباه الحضور ونقله إلى حياة البحار الكويتي بحلوها ومرها.
وعلى الرغم من أن مسرحية (مذكرات بحار) لمسرح الخليج العربي لم تتجاوز نصف الساعة من الزمن إلا أنها كانت غنية بالأناشيد والأغاني والأهازيج التراثية الكويتية التي شدت آذان الجمهور التونسي وإن استعصت عليها بعض المفردات الكويتية.
في هذا الصدد قال مخرج مسرحية (مذكرات بحار) يوسف السريع في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن (مذكرات بحار) هي نص للشاعر الكبير محمد الفايز وقد كتب في عام 1964 وقدم بقصيدة جميلة في فترته وفيما بعد تم تقديمه كأوبريت في 1979 مضيفا أنه "لحلاوة هذا النص أخذت منه ثلاث مذكرات وحولتها إلى عمل مسرحي مونودرامي".
وأضاف أن الممثل مشاري مجيبل يقدم هذه القصيدة بشكل جديد ويأتي في العرض على العديد من المفردات الكويتية القديمة والجميلة والتي تدور في مجملها حول حياة البحار وعلاقته بالبحر مؤكدا أنه حاول رسم رؤية تعود بنا إلى البحار الكويتي في عام 1948 والذي يرى من مركبه منصات نفط على الأرض فيخيل إليه بأنها صواري مراكب ويدخل معها في حوار يدور حول معاناة البحار الكويتي لاسيما من الظروف المناخية.
وأشار إلى أنه تم تأثيث هذا الحوار بين البحار والصواري أو منصات النفط بالعديد من الأهازيج والأناشيد والأغاني التراثية الكويتية مؤكدا أن هذا العمل يسعى لطرح هذا النص الجميل على الأجيال الجديدة من الشباب وتعريفهم به.
وحول مشاركة مسرح الخليج العربي بهذا العمل في (أيام قرطاج المسرحية) اعرب السريع عن فخره بذلك خاصة وأن هذا المهرجان حدث ثقافي عالمي يتيح فرصة كبيرة للتعرف على العديد من المدارس والمسرحيين والمبدعين والمختصين في هذا المجال الابداعي.
من جهته ذكر سفير دولة الكويت لدى تونس علي الظفيري في تصريح مماثل أن "(مذكرات بحار) عرض مسرحي شيق بأداء رائع من الممثل مشاري مجيبل حيث نجح في إحياء عبق التراث البحري الكويتي في تناول طريف للنص الجميل للشاعر الكويتي محمد الفايز".
وأكد أن الجمهور التونسي استمتع بهذا العرض مضيفا "نحن متعطشون لعروض من هذا القبيل لتعريف الجمهور التونسي بالفلكلور الكويتي".
وانطلقت أمس الجمعة فعاليات الدورة 19 ل(أيام قرطاج المسرحية) وسط حضور جماهيري كبير فيما قررت اللجنة المنظمة التخلي عن كل المظاهر الاحتفالية تضامنا مع القدس وتخصيص العديد من الفعاليات لدعم القضية الفلسطينية. 




فى أيام قرطاج المسرحية.. مساجين حقيقيون أبطال عرض مسرحى مشارك بالمهرجان

مجلة الفنون المسرحية

فى أيام قرطاج المسرحية.. مساجين حقيقيون أبطال عرض مسرحى مشارك بالمهرجان

جمال عبد الناصر - اليوم السابع 


تجربة جديدة وفريدة في المسرح يقدمها مهرجان أيام  قرطاج المسرحية في دورته التاسعة عشر، وهي تقديم عرض مسرحي بعنوان " وجيعة " يقوم ببطولته مساجين حقيقيون من خلال مبادرة مشتركة بين إدارة المهرجان وإدارة السجون والإصلاح، حيث سيقدم العرض للجمهور في أحد المسارح بتونس وهو مسرح التياترو، ويعد ذلك الحدث هو العمل المسرحي الأول الذي يقدم خارج أسوار السجن. 
مسرحية " وجيعة " إنتاج المختبر المسرحي برتولد بريشت بسجن الرومي ودراماتورجيا واخراج محمد امين الزواوي وإضاءة وموسيقى سالم المعيلي، وبطولة ايمن حميدة ومحمد علي العايب ونعيم السليطي وسليم بالشيخ وسليم الفضلي وسامي النصري ونوح البقالطي ومحمد شقرون وحسام الدين العبيدي وصبري التملي.

مدة العرض 45 دقيقة ومسموح حضور أهالي المساجين كنوع من إرساء قواعد تعامل اخرى تعمق الصلة بين الفعل المسرحي والنشاط الثقافي عموما داخل السجون وبين أيام قرطاج المسرحية.

وصرح مدير مهرجان ايام قرطاج المسرحية لليوم السابع بأن هؤلاء المساجين كلما شاركوا في النشاط المسرحي وكانوا متفاعلين وفاعلين تتناقص مدة مكوثهم بالسجن، وتقل مدة حبسهم، وهذا دافع مهم لهم وبالتالي تحول الفن هنا لإصلاح بالفعل للشخص . 

مسرحية " وجيعة " هي مسرحية اجتماعية كوميدية تدور أحداثها حول حياة شاب يدعي أيمن وجد نفسه بعد خروجه من السجن في حالة بطالة ويفشل في ايجاد عمل يوفر له لقمة العيش، وشاءت الأقدار ان يقع بين أفراد شبكة " العصابة " مختصة في تهريب الآثار، حيث شارك معهم في عمليات التنقيب والحفر وفي تلك الاثناء تأتي رئيس الشبكة شكوك في وجود أحد الوشاة ويعتقد ان ايمن هو من كشف الأسرار وفضح الأمر، فيهرب الرئيس ويقع بقية افراد العصابة في قبضة الأمن.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption