أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 4 يوليو 2018

إعلان الترشح لنيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2017 صنف المسرح

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي
فضاء تافوكت للإبداع بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
إعلان الترشح لنيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2017
صنف المسرح

تنهي جمعية فضاء تافوكت للإبداع إلى علم العموم أنه في إطار شراكتها مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وطبقا لمقتضيات الإطار المرجعي لتنظيم الشراكة بين المعهد والجمعيات الوطنية العاملة في مجال النهوض بالأمازيغية، ووفقا لمقتضيات نظام جائزة الثقافة الأمازيغية المعتمد لدى المعهد، تتولى جمعية فضاء تافوكت للإبداع تنظيم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2017 صنف المسرح في إطار فعاليات مهرجان الدار البيضاء للمسرح الأمازيغي. والذي ستنظمه جمعية فضاء تافوكت للإبداع ما بين 06 و 09 شتنبر 2018 بمدينة الدار البيضاء.
فعلى الفرق المسرحية الوطنية الراغبة في المشاركة في المباراة الخاصة بنيل الجائزة المذكورة أن تقدم ملف ترشحها المكون من الوثائق التالية :
* طلب المشاركة موقع من قبل رئيس الجمعية وموجه للسيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ؛
* نسخة من القانون الأساسي  للجمعية مصادق عليها من قبل السلطات المختصة ؛
* نسخة من محضر آخر جمع عام للجمعية مصادق عليها ؛
* نسخة من وصل الايداع النهائي مصادق عليها ؛
* نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لرئيس الجمعية ؛
* نسخة من لائحة أعضاء مكتب الجمعية مصادق عليها ؛
* الملف التقني والفني للعمل المسرحي المترشح للمباراة ؛  
* ستة (6) نسخ من العمل المسرحي المشارك في المباراة محملة على أقرصة مضغوطة ؛
تبعث هذه الوثائق بالبريد العادي في ارسالية واحدة إلى العنوان التالي: 
فضاء تافوكت للإبداع 
صندوق البريد 16113 الدار البيضاء الرئيسية. المملكة المغربية
هذا وتجب الإشارة إلى أن هذا العرض مفتوح إلى غاية 15 يوليوز 2018 كآخر أجل لتلقي الطلبات.



صدور كتاب "المصعد في نقد المسرح" لهايل المذابي عن دار اليازوري بالأردن

الثلاثاء، 3 يوليو 2018

«طائر الشباب الجميل» لويليامز: الزمن... ذلك العدوّ العنيد

مجلة الفنون المسرحية

«طائر الشباب الجميل» لويليامز: الزمن... ذلك العدوّ العنيد

ابراهيم العريس - الحياة

في أوائل العام 1959، كان الكاتب المسرحي الأميركي تنيسي ويليامز قد أنجز كتابة مسرحية في فصل واحد بدا فيها وكأنه ينعى مفهوم الشباب نفسه ويتحدث عن الزمن الذي يحمل الينا الشيخوخة بشكل حتمي. وإذا كان ويليامز قد عاد في العام نفسه الى نفس الموضوع من خلال تطويل للمسرحية نفسها وتبديله في عنوانها، فإنه احتفظ بما هو أساسي فيها من ناحية الشخصيات وهيكلة الموضوع والحبكة، ليخلق واحدة من آخر مسرحياته الكبرى، «طائر الشباب الجميل»، على أنقاض تلك ذات الفصل الواحد التي كانت تحمل عنواناً أكثر مباشرة هو «العدو؛ الزمن». وإذا كان ويليامز قد واصل مسيرته الكتابية لسنوات بعد «طائر الشباب الجميل»، كان من الواضح أن عصره الذهبي كان قد أضحى وراءه بالنسبة الى إنتاجه المسرحي وأن ما كتبه في سنواته الأخيرة، كان يتراوح بين أعمال كوميدية تكاد تفتقر الى الموضوع الحقيقي - كما حال «مرحلة التعديل» - وأعمال - مثل «ليلة الإيغوانا» - مكتوبة بذهنية أن تتحول الى أعمال سينمائية مستعيدة جوهر الأفكار المسرحية التي كان الكاتب قد عبّر عنها في العديد من نصوصه السابقة، من «الحيوانات الزجاجية» الى «قطة على سطح ساخن» مروراً بـ «أورفيوس يهبط» أو «فجأة في الصيف الفائت» بخاصة «صيف ودخان» وبالتأكيد «عربة اسمها رغبة» وغيرها من مسرحيات صنعت الخشبة الأميركية أواسط القرن العشرين ناهيك بتأثيرها في السينما الاجتماعية في هوليوود حين كان يؤفلمها مبدعون من طينة إيليا كازان أو ريتشارد بروكس أو جون هستون.

> والحقيقة أن ما كان تنيسي ويليامز يحاول أن يقوله في «طائر الشباب الجميل» التي اعتبرت أشبه بوصية له، إنما هو غروب ذلك الشباب وانقضاء المرحلة الأجمل والأعذب من الحياة. كان من الواضح أن ثمة هنا، وأكثر مما في أي وقت آخر، قسطاً كبيراً من الذاتية في هذه المسرحية... وبالتالي لم يكن غريباً أن تدور أحداثها من حول الحياة السينمائية بشكل أو بآخر، لتبدو ولو من طرف خفي، نوعاً من الرد أو حتى التجاوب مع «صانست بوليفار» ذلك الفيلم الكبير الذي كان بيلي وايلدر قد حققه عن غروب عصر النجوم في هوليوود المكتهلة. ولسوف نرى بعد سطور، على أي حال، كيف ان ويليامز عكس الآية هنا، إذ جعل القناع والتبرج ضمانتين لبقاء عصر النجوم، معتبراً أن الواقع قد يكون هو من يشيخ أو يكتهل، بينما القناع يمكنه أن يبقى على حاله. فهل نحن هنا، في إزاء أطروحة إضافية يمكن دمجها في لعبة الصورة والحقيقة، الوجه والقناع؟ ليس هذا مؤكداً حتى وإن كان في تفسير النص الويليامزي ما يغري بذلك البعد. مهما يكن نعرف أن ويليامز دائماً ما كان يطلب من جمهوره ونقاده ألا يبالغوا في التفسير لأن ذلك قد يفقد الإبداع جزءاً كبيراً من ملذاته!

> تدور المسرحية أساساً من حول الشاب تشانس واين ابن بلدة سان كلو الصغيرة الواقعة في فلوريدا والذي يعود اليوم الى بلدته وقد أحس بأنه أخفق في تحقيق أحلام الثراء والشهرة التي كان قد غادر البلدة قبل سنوات وهو يحلم بتحقيقها. وتشانس هذا يكتشف اليوم أمام خيبته، أنه قد بالغ في الاعتماد على جماله ووسامته في مساعيه ومن هنا لم ينل طائلاً. كل ما في الأمر أنه من بين النساء الكثيرات اللواتي عرفهن وارتبط بهن محاولاً الوصول من خلالهن تبقت له تلك المكتهلة التي نعود معه الآن رغم تبرّمه بها. فالسيدة التي تقدم نفسها اليوم تحت اسم برنسيسا كوزمونوبوليس كانت ذات يوم نجمة كبيرة من سيدات هوليوود لكن تجربة أخيرة لها حاولت من خلالها العودة الى مجدها الغابر، أخفقت مخلفة لديها الألم والحسرة، ناهيك بالرغبة في الانزواء هنا في ذلك المكان القصيّ من العالم في انتظار النهاية. ونحن إذ نجدنا أمام شيء من الالتباس في علاقة تشانس بالبرنسيسا، سوف نتابع الآن محاولات ذلك الشاب وهو يسعى في البلدة الى العودة للارتباط بحبيبة صباه التي تخلى عنها ذات يوم حين ارتحل ليجرب حظه في هذا العالم. بيد أن الصبية الحسناء هافنلي فينلي ابنة السياسي المحلي بوس فينلي تبدو غير مهتمة به وقد أدركت بعد فترة الانتظار الطويلة أنه ما عاد اليها لأنه يحبها بل لأنه يرى في الارتباط بها من جديد فرصة سانحة للعودة الى أحلامه وتطلعاته، وهذه المرة من خلال النفوذ الذي يتمتع به الأب. ومن هنا، ترفض هافنلي كل طروحات تشانس وإغواءاته، فيما يقوم أبوها بمحاولة طرد الشاب من البلدة. وهو مسعى تشاركه فيه البرنسيسا التي ترى أن مصير تشانس إنما بات مرتبطاً بمصيرها وعليهما أن يرحلا معاً بعدما رفضته البلدة، وبعدما أخفقت هي في العثور على العزاء وراحة البال هنا. لكن تشانس يرفض رغم إلحاح البرنسيسا ورغم تهديدات رجال بوس الذين يلحون عليه بشكل يبدو معه وكأنه مطرود. أما تشانس فإنه يرفض مغادرة البلد حتى، أيضاً حين يعلم أن مرضاً تناسلياً نقله قبل سنوات الى هافنلي قد تسبب لها في عملية جراحية تمنعها الآن من الإنجاب وربما تكمن في خلفية إصرارها على عدم العودة إليه.

> هنا تحدث القلبة المسرحية ذات النمط الذي يحلو لتنيسي ويليامز عادة وضعه قبل ختام مسرحياته محدثاً فيها تبديلاً جذرياً ليمتحن قدرة شخصياته على التعاطي مع ذلك الأمر المستجد والخالق للقلبة المفاجئة. فالواقع أن اتصالاً هاتفياً يصل الى تشانس يخبره بشكل غير متوقع أن الفيلم الأخير الذي قامت البرنسيسا ببطولته، لم يخفق على الإطلاق بل حقق نجاحاً ساحقاً أعاد لتلك النجمة الغاربة شعبيتها وعاد المنتجون للتدفق عليها كي تواصل العمل في أفلام جديدة. هنا من جديد، لا تتخلى تلك النجمة عن تشانس، بل تلح عليه أكثر وأكثر على المغادرة معها إذ صار اليوم أقرب الى تحقيق أحلامه بمساعدتها وقد استعادت اسمها كنجمة، ألكساندرا دي لاغو، بعدما بقيت متخفية طويلاً تحت الاسم المستعار خوفاً مما كان يخيّل اليها أنه أكبر فشل في مسارها المهني. لكن تشانس يواصل رفضه المغادرة. فلا تجد ألكساندرا مهرباً من مبارحة البلدة وحدها الى حيث تنتظرها حظوظها الجديدة. أما تشانس فإنه يبقى... ولكن في انتظار رجال بوس الذين يستعدون لخصيه من ناحية عقاباً له لرفضه أوامر بوس بالرحيل، ولكن من ناحية ثانية انتقاماً لهافنلي التي كان هو من تسبب ماضياً في حرمانها من حياتها الطبيعية!

> واضح هنا أن تنيسي ويليامز، في هذه المسرحية القاسية وذات الشخصيات السلبية في نهاية الأمر، يلحّ من جديد على فكرة الزمن التي كانت تهيمن على مسرحياته السابقة بعدد من الأشكال المتنوعة. بيد ان أبرز ما كان يحاول قوله هنا هو كم أن الزمن يعمل على تحطيم كل ما هو جميل في حياتنا. فما هو الحل؟ من المؤكد أن النهاية، المتفائلة بالنسبة الى البرنسيسا/ ألكساندرا على الأقل، هي ما يقترح علينا الحل. الوسيلة التي يمكننا بها مقارعة ذلك العدو الذي يبقى من أخطر الأعداء: الزمن. إنه الفن. الفن الذي يقول المثل اللاتيني إنه يبقى طويلاً بعدما تنتهي الحياة القصيرة: «آرس لونغا فيتا بريفي». الفن ينقذنا لأنه الوحيد بين مكونات وجودنا ومتكونات هذا الوجود، من يمكنه أن يبقى قائماً خارج الزمن. الفن هنا هو الذي يمكن تلك النجمة السينمائية التي تكتهل بسرعة تحت وطأة العيش نفسه، من أن تعود الى الشاشة (الفن)، لتحقق تواصلاً في نجاحها يضمن لها ما يسميه الباحثون: الخلود الفني. فبما أن ألكساندرا هي هنا الفنانة الوحيدة الحقيقية، نجد أنها الوحيدة من بين شخصيات المسرحية التي سيكون لها غد ونهاية «سعيدة» ولو من خلال قناع الشخصيات التي تؤديها وبهرجها. وحسبنا هنا، عند هذه النهاية التي تبدو للبعض تبسيطية الى حد ما، أن نقارن بين مصير النجمة الهوليوودية، العائدة مظفرة الى الشاشة، ومصير الفتى تشانس الذي كان يحاول ان يجعل من عودته الى بلدته قمة انتصاره فأخفق، يكفي أن نقارن بين المصيرين لندرك مدى أهمية الدور الذي يسبغه تنيسي ويليامز (1911 - 1983) على الفن كوسيلة أخيرة للخلاص من ذلك العدو الذي يحدده بكل وضوح في فصول المسرحية الثلاثة: الزمن ولا شيء غيره.

في برنامج "قَيْظوا وِيانا 4" "ناشئة الشارقة" تدرب منتسبيها على مهارات القرن الــــ 21

واقعية الرمز عند الكاتب الاميركي "تينيسي وليامز"

الاثنين، 2 يوليو 2018

"صباح ومسا" مسرحية الموسم الجديد لفرقة دوز تمسرح

الأحد، 1 يوليو 2018

ست جوائز للأردن في ختام مهرجان عشيات طقوس المسرحية 11

مجلة الفنون المسرحية

ست جوائز للأردن في ختام مهرجان عشيات طقوس المسرحية 11

بترا -  رياض أبو زايدة  

حصد الأردن 6 جوائز من أصل 8 في ختام مهرجان عشيات طقوس المسرحية الذي تنظمه فرقة طقوس المسرحية، واختتمت فعاليات دورته الـ 11 في المركز الثقافي الملكي مساء أمس.

فقد حصلت مسرحية "هاملت بعد حين" للمخرج زيد خليل على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، ونالت الفنانة جولييت عواد جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية" قالب كيك"، كما حصلت المخرجة مجد القصص على جائزة أفضل اخراج عن نفس المسرحية.

وتقاسم عمران العنوز جائزة أفضل ممثل مع زميله أدريس الجراح عن دورهما في مسرحية "محاكمة زنوبيا"، التي حصلت أيضا جائزة أفضل موسيقى لعبد العزيز مطرية، وأفضل سينوغرافيا مناصفة مع مسرحية "شريط كراب واللعبة في انتظار غودو" من مصر.

وقررت لجنة التحكيم منح جائزتها الخاصة للممثل السعودي أنس حكمي عن دوره في مسرحية "صفحة أولى"، التي حصلت أيضا على جائزة أفضل نص مسرحي لكاتبها علي الخبراني.

وأوصت لجنة تحكيم المهرجان في تقريرها بالتركيز على الورش المسرحية المصاحبة لعروض المهرجان، والتأكيد على محور الندوات لتعزيز الفعل النقدي، والتركيز على الادوار النسائية ومنحها مساحة في العروض المتنافسة، والمحافظة على تكريس الجانب الطقسي في المهرجان، والاهتمام بضوابط اللغة العربية والمحافظة عليها من قبل المشاركين في العروض المسرحية.

وفي نهاية حفل الختام الذي اشتمل على كلمات لمدير المهرجان الدكتور فراس الريموني، ونقيب الفنانين حسين الخطيب، والوفود المشاركة، سلم مندوب وزيرة الثقافة، مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة الجوائز على الفائزين، والشهادات التقديرية على أعضاء اللجنة العليا للمهرجان، ولجنة التحكيم.


الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة يستكملان خطط الدورة 11 من مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة يستكملان خطط الدورة 11 من مهرجان المسرح العربي
اسماعيل عبد الله : دورة بحجم الانتظارات والهيئة حريصة على تميزها.
خالد جلال : استعداد تام لاستقبال الحدث الهام بما يليق بسمعة مصر و الهيئة العربية للمسرح.

قام الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله، يرافقه وفد مكون من مسؤول الإدارة و التنظيم الحسن النفالي، مسؤول النشر و الإعلام غنام غنام، السكرتاريا التنفيذية ريما الغصين، و المدير المالي محسن فضلي بزيارة للقاهرة في إطار التحضير للدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي التي ستحتضنها القاهرة من 10 إلى 16 يناير 2019 ، و ذلك للالتقاء مع قطاعات من وزارة الثقافة المصرية، و اللجنة العليا المنظمة للمهرجان.
وتم خلال هذه الزيارة لقاء الوفد باللجنة العليا للمهرجان والتي شكلتها وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبد الدايم و تتكون من الأستاذ خالد جلال منسقاً عاماً وعضوية كل من الدكتور سامح مهران والدكتور مجدي صابر والأستاذ اسماعيل مختار والفنان عصام السيد، والذين تقدموا في البداية بالشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح على ما قدمه وما يقدمه سموه للثقافة والمسرح في الوطن العربي عموما ولجمهورية مصر العربية على وجه الخصوص .
ومن جانبه شكر الأستاذ اسماعيل عبد الله أعضاء اللجنة العليا على حماسهم واستعدادهم للتعاون مع الهيئة لإنجاح هذه الدورة مثمناً الروح الإيجابية التي عبرت عنها السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم و المتمثلة بالتعاون والدعم لإقامة دورة مميزة بمصر؛ مؤكداً أن الدورة 11 ستكون دورة بحجم الانتظارات و التطلعات التي تحرص الهيئة أن تكون دورة متميزة، وتم خلال هذا اللقاء تدارس كل الجوانب المرتبطة بالتنظيم والتدابير والإجراءات اللازمة لتسهيل انعقاد المهرجان انطلاقا من حجز الفضاءات وتكوين اللجان التنظيمية وكل الالتزامات المحددة للطرفين وفق الاتفاقية الموقعة بينهما.
من جانبه أكد المنسق العام للمهرجان الأستاذ خالد جلال أن الوزارة تعمل على استقبال هذا الحدث الهام بما يليق بسمعة مصر و الهيئة العربية للمسرح في آن معاً.
من ناحية ثانية، اجتمع وفد الهيئة العربية للمسرح أيضا مع أعضاء اللجنة المشرفة على المؤتمر الفكري والمكونة من الأساتذة د. سامح مهران كرئيس للجنة، و د. أسامة أبو طالب، د. حسن عطية و د. عمر دوارة و د. نبيل بهجت إضافة إلى د.سيد علي اسماعيل الذي اختاره أعضاء اللجنة منسقاً لأعمالها.
و قد تم التداول في الإطار العام للمؤتمر الفكري والذي سيتناول المسرح المصري في القرن العشرين من خلال ندوة (نقد التجربة - همزة وصل. المسرح المصري في القرن العشرين) و التي ستشهد تنظيم الحلقة الأولى من هذه الندوة في إطار المهرجان، ليكون التركيز على المسرح المصري من 1905 إلى 1952، بحيث يتم استكمال الحلقتين الثانية و الثالثة في مواعيد تحدد لاحقاً من عام 2019.
هذا و ستم تقديم الأبحاث حسب المحاور الرئيسة و الفرعية التي تم الاتفاق عليها بمساهمة الباحثين والنقاد المصريين الذين سيفتح لهم باب المشاركة من خلال إعلان عام عن الندوة.
في إطار آخر يتعلق بالمجال الإعلامي للمهرجان، تم اللقاء بالأستاذين محمد الروبي ويسري حسان للتداول في الجوانب المرتبطة بالمجال الإعلامي داخل المهرجان وخصوصا المركز الإعلامي والمؤتمرات الصحفية والنشرة اليومية للمهرجان، وتم الاتفاق على أساس إعداد التصور المفصل الخاص بهذه الجوانب والفرق التي تتولى السهر على الإنجاز في الأيام القادمة.
وفي نفس السياق تم اللقاء أيضا مع الدكتور أحمد عواض رئيس مجلس إدارة هيئة قصور الثقافة، بحضور مساعديه، إلى جانب الأستاذ محمد الروبي، لدراسة إمكانية العمل بين الهيئة العربية للمسرح وهيئة قصور الثقافة، وإصدار النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي بالتعاون جريدة مسرحنا، و قد تم الاتفاق على الدراسة المستفيضة للموضوع والتداول فيه في لقاءات قادمة.

هذا و قد عقد الوفد العديد من اللقاءات لتأمين مقرات إقامة المشاركين بالمهرجان ومختلف وسائل النقل والجوانب اللوجيستية الأخرى.

اليوم تعلن البيضاء عرس مسرحها الجامعي

مجلة الفنون المسرحية

اليوم تعلن البيضاء عرس مسرحها الجامعي

أحمد طنيش

وفاء بالعد والوعد الزمني الذي تعاقدت من خلاله كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك مع مدينة الدار البيضاء وجمهورها الجامعي والبيضاوي، تفتتح اليوم الاثنين 2 يوليوز 2018 في الساعة السادسة والنص مساء 18h30 بمسرح مولاي الرشيد بالدار البيضاء، فعاليات الدورة 30 من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، هذا الموعد الذي تجتمع فيه شبيبة العالم من خلال مؤتمر مسرحي تواصلي وإنساني فوق العادة، تحضر فيه كل اللغات والثقافات والجنسيات والتجارب التي تتحاور ابداعا وجمالا ممثلة في ستة عشر دولة  بشكل مباشر وتحضر باقي الدول من خلال نصوص كتابها ورؤية مبدعيها: من أوروبا (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، روسيا، وجمهورية التشيك) من مريكا وأمريكا اللاتينية (المكسيك) من أسيا (البنغلادش وكوريا الجنوبية)، من إفريقيا (ساحل العاج وغينيا)،  من العالم العربي (الجزائر وتونس ومصر)، بالإضافة إلى عدد من الفرق من المغرب البلد المنظم، روعي في هذا الاختيار والتوزيع والبرمجة معايير زمنية وجغرافية ومعايير فنية وتقنية وتعددية للأنماط والتجارب والمدارس المسرحية.
هذه المقترحات الإبداعية للعروض المسرحية الجامعي التي تمثل العالم ستوزع على جغرافية مسارح البيضاء شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، (مسرح مولاي رشيد وفضاء عبد الله العروي بكلية الآداب بنمسيك وباستوديو الفنون الحية بالحي الحسني، وبالمركب الثقافي الحسن الثاني والمركب الثقافي عين الشق) في انتظار أن تعي الجهات المسؤولة وتستفيد من الحدث وتساهم في توزيعه عبر مسارح جهة الدار البيضاءـ سطات.
اختارت الدورة 30 من المهرجان تيمة محورية تفاعل interactio ويقصد به تفاعل الدورات الثلاثين التي عرج منها المهرجان من مرحلة التأسيس والترسيخ والاستنبات إلى مرحلة النضج والسمو والترسيخ للفعل الثقافي والفني الذي يحتفي بالمسرح باسم الجامعي ويحتفي بالجامعة من خلال المسرح حيث يلد تفاعل الإبداع مع البحث العلمي رؤى وتجارب وتطلعات لكون المسرح فن التفاعل بامتياز، تفاعل يبدأ من النص الذي يتناص ويتفاعل مع مسارات وتجارب إنسانية ومع المجتمع.. إلى أن يقدم بين أيدي صناع العرض المسرحي ليتفاعل مع رؤية مخرج والرؤية السينوغرافية بفضاءها وملابسها وإنارتها ومؤثراتها صوتية وباقي التداخلات الفنية والتقنية الأخرى، لكي يخلق التفاعل الفعل المرجو من المتلقي المحتمل والمنتظر، وبذلك خرج المسرح الجامعي إلى الناس وخلق معتاد فرجته وتواصله الفني الذي حافظ على المنزلة بين المنزلتين، حافظ على الدرس النظري والعلمي واقترح الفرجة وفعل المسرحة..بالإضافة للتفاعل الذي سيحصل بين الممثلين والفنيين والتقنيين بأدواتهم المتعددة ومنها تقنيات التشخيص والبحث في الشخصية ورسم معالمها السينوغرافية ولباسها وشكلها وأدواتها، وصولا إلى رسم فضائها السينيكي بإضاءته ومؤثراته وخلق عوالمه البيئية والتفاعلية، وبالتالي محاورة تلك الإرسالية الإبداعية نحو تواصل الفرجة مع متلقيها بآليات مختلفة.
كما سيحضر تفاعل interaction في المهرجان مع تلاقح وحوار الإبداعات التي تحتفي بالتفاعل فيما بينها في الورشات التكوينية التي سيشهدها فضاء كلية الآداب بنمسيك، وستعرفها كذلك فعاليات الندوة العلمية وستحتفي بها في نفس الآن لحظات الماستر كلاس والفرصة التكوينية التي ستستضيف فيها الفرق متلقيها من خلال فتح باب مختبرهم الذي أعدو فيه مقترحهم الفرجوي في فرصة مناقشة العروض المسرحية في منتصف الليل.. 
ويتكامل كل هذا التفاعل مع فقرة الاعتراف والامتنان، والتي سيكرم فيها المهرجان ثلاث تجارب: ممثل الجانب العلمي والمعرفي والأكاديمي الدراماتولك د.عبد الواحد عوزري، والإعلامي ذ.حميد ساعدني والفنان، عبد القادر مطاع.
هي دعوة واضحة وصريحة من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، لكل الجمهور تقول له مرحبا بك في ضيافة تفاعل interaction، لتتفاعل فيها ذات المتلقي والمبدع مع نفسها والآخر وتساؤل ماضيها ومستقبلها عبر أقدم وسيط فني وإبداعي يسمى المسرح بمدارسه وتجاربه وتاريخه وفتوحاته التي تتفاعل فيما بينها خدمة لإنسانية الإنسان ومدنية المدينة عبر احتفالية الفرجة الهادفة التي تترك أثرها.

الجمعة، 29 يونيو 2018

صدور كتاب بعنوان «المسرح والصحراء»

مجلة الفنون المسرحية


صدور كتاب  بعنوان «المسرح والصحراء»

 صدر كتاب جديد بعنوان «المسرح والصحراء»، ضمن سلسلة «دراسات مسرحية» متضمناً جملة من القراءات والرؤى حول مفهوم المسرح الصحراوي، وجماليات عروضه في نحو 100 صفحة من القطع المتوسط.عن إدارة النشر في دائرة الثقافة في الشارقة .
وجاءت استهلالية الكتاب، الذي أعده عصام أبو القاسم، تحت عنوان «مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي: فضاء جديد للفرجة العربية». وهي عبارة عن تقرير موسع حول الدورتين الماضيتين من المظاهرة المسرحية التي تقيمها إدارة المسرح منذ 3 سنوات، كما حوى الكتاب قراءة حول مسرحية «داعش والغبراء» التي قُدمت في افتتاحية الدورة الثانية من المهرجان، وهي من تأليف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وإخراج محمد العامري. ومن مواد الكتاب أيضاً دراسة تحت عنوان «الفرجة الصحراوية والخطاب المسرحي الجديد»، أنجزها الباحث الجزائري أحمد شنيقي. وتحت عنوان «أبو الفنون في الصحراء: جماليات وتحديات» جاءت مساهمة المسرحي المصري جمال ياقوت. وكتب الباحث السوداني عثمان جمال الدين دراسته تحت عنوان «المسرح والصحراء: أيُّ موضوع وأيُّ شكل؟». وأساهم المسرحي العراقي حازم كمال الدين بمقالة بعنوان «المسرح الصحراوي: أسئلة... وأسئلة أخرى».
وتضمن الكتاب أيضاً قراءة بانورامية حول فاعليات الدورة الثانية من مهرجان المسرح الصحراوي.



الأربعاء، 27 يونيو 2018

إهداء درع مهرجان شرم الشيخ لأمين عام الهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

إهداء درع مهرجان شرم الشيخ لأمين عام الهيئة العربية للمسرح


محمد نبيـل  - البلد 

كرم الفنان و المخرج مازن الغرباوي رئيس مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب الكبير إسماعيل عبد الله ، في حضور وفد من الهيئة عضو مجلس الأمناء الحسن النفالي و السكرتارية التنفيذية ريما الغصين مسؤول الإعلام غنام غنام، حيث سلمه الغرباوي درع المهرجان ، معربا له عن شكره و تقديره لمجهودات الهيئة في إنجاح الدورة الثالثة من المهرجان التي قدمت فعالياتها في الفترة من 1 الي 8 إبريل الماضي .
الجدير بالذكر أن الهيئة العربية للمسرح دعمت ملفين مهمين بالدورة الثالثة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ، وهما جائزة المسرح الشبابي في التأليف المسرحي المهداة باسم الكاتب والشاعر الكبير الراحل “صلاح عبد الصبور”، والتي تهدف لتشجيع حركة الكتابة المسرحية المصرية والعربية وتقدم لها 35 من الأقلام الشابة.

كما دعمت الورش المسرحية التي وصل عددها لـ14 ورشة مسرحية في مختلف فنون وعناصر العرض المسرحي ويشرف عليها 14 خبيرا مسرحيا من دول العالم المختلفة منهم جيف جونسون من الولايات المتحدة الأمريكية وسيرين عز الدين جنون من تونس وشادي الدالي من مصر وعلى وحيدي من دولة الكويت فتاح ديورى ألمانيا ومجدي وبومطر كندا وإسرافيل شاهين بنجلاديش.


مسرحية "الاستعراض العشوائي سبهللا " تأليف عزت عفيفي قطب

هـل الـمسرحيــون لا يقــرأون ؟

مجلة الفنون المسرحية

هـل الـمسرحيــون لا يقــرأون ؟

نـجيــب طـــلال

أصـل القضية :
 [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا.. !!  ] موضوع أثاره الصديق والكاتب  الجزائري – ياسين سليماني –منشور في فضاء المسرح  ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران بتاريخ 12/ يونيو/2018 ) إذ محمـوله أثارني عبر طياته وملابساته وتساؤلاته من حيث لا يدري كاتبه ؛ وفي نفـس الآن شَـرَّع بابا كنت أود ألا أفتحه؛ لأسباب متعـددة؛ ويتجلى في العنوان أعـلاه – هـل المسرحيون لا يقـرأون ؟وإن كانت مقالة الزميل – سليماني- محصورة في( السرقة الأدبية)في شقها الأول؟ بداهة  فالسرقة الأدبية؛ ظاهرة معـروفة ومشاعـة في الوسط الثقافي العَـربي بالدرجة الأولى؛  والفرع الذي يبدو في أول وهلة هـو الأصل ؟ قبل تمظهر وسائط التواصل والشبكة العنكبوتية؛ بحيث كم واحد منا وقـَف على تطابق سافر وفظيع  بين منتوج الأصل من نصوص شعرية وقصصية ومسرحية... تم انتحالها وانتسابها لأشخاص لهم رمزيتهم الثقافية في بلدانهم ؛ مستغـلين مواقـِعهم وظروف عـدم الانفتاح الثقافي بين الأقـطار العربية؛ وفرض قيود الرقابة والتصدير على الكتب والدوريات وكـذا غـلاء رسومها الجمركية. مما يعُـوق عـدم خلق سوق حقيقية وفاعِـلة لتبادل الكتاب والمنشورات؛ رغم أن بعْـض المؤسسات الحكومية؛ كانت تسعى لخلق انتشار المنتوج الثقافي؛ ولـكنه محدود التوزيع وفي بعْـض العـواصم ( فقط) عِـلما أن العَـديد من الكتب تـُمْنع من التداول لأسباب سياسية صِـرفة؛ فحتى انوجاد معارض للكتاب والدوريات هنا أو هناك؛ كانت ولا زالت لا تساهم في نشر الكتاب العَـربي ولا تُحقـق نسبة ما هـو منشور؛ لأسباب سياسية وأخرى تبادلية بين بعض الناشرين؛ الذين يشكلون [ لوبيا ] من نوع خاص ؛ يحاربون من خلاله بـعْـض دور النشر الأخـرى؛ ورغم أنه تم تأسس اتحاد الناشرين العَـرب بقـرار من جامعة الدول العَـربية رقم - د. ع. (37) بتاريخ1969 / 4/  - وذلك بناء على توصيات اللجنة الثقافية الدائمة، ليعْـمل الاتحاد تحت مظلة جامعة الدول العربية وهُـو اتحاد عَـربي مهني غير ربحي، يتكون أعضاؤه من اتحادات النشر  المحلية من كل بلـَد عَـربي. والمضحك أنه لم يفعل ولأسباب مَـجهولة ،رغم محاولة لإحيائه سنة (1985) في ليبيا، وأيضًا لـم يُفعّل. ولكن في عام 1995 اتفق عـدد من أعضاء الاتحادات المحلية العَـربية تتمثل في: مصر/ لبنان/ سوريا/ ليبيا /المغرب/ الأردن/ السودان/على ضرورة تفعيل دور اتحاد الناشرين العـرب، لمجابهة  المشاكل التي بدأت تطرأ على صناعة  النشر في العالم العربي، وخاصة مشكلة التعدي على حقوق الملكية الفكرية (التزوير) هل تحقق ذلك ؟ ؟
 سؤال يحْـتاج لإجرائية وتدقيق عِـلمي وعملي؛ ليس من زاوية التقارير؛ بل بناء  على استمارات إحصائية؛ لأي مدى تم تفعيل اتحاد الناشرين؟ والتركيز على هدفين أساسيين ومفادهما
 [ 1/ (الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للمؤلفين والناشرين العـرب) هل تمت عمليا ؟
2/(العمل على رعاية حقوق الناشرين وحماية مصالحهم في حرية النشر) ]  هَـل تحققت إجرائيا ؟ ولاسيما أن الأهداف المسطرة متعددة وما يهمـنا إلا ما سبق قوله .

فــــرع القـــضية :

وهنا فالنشر صناعة وتجارة ؛ وعامل من عوامل التنمية الاقتصادية والثقافية معا ، بغض الـنظـرعَـلى الإشكاليات  المحيطة والمحبطة للكتاب وترويجه منها ما اشرت إليه سلفا ؛ إضافة لشبه انعـدام القراءة ؛ وبُخـْل المثقفين في كل الأقطار العربية ؛ وبدون استثناء؛ عـدم اقتناء الكتب والمنشورات؛ لخلق تنمية ثقافية؛ بحيث يفضلون الإهداءات والمجانية؛ وهاته حقائق لما لا تثار ؛ لأن الأغـلبية لهم نفـس السلوكيات تجاه  المنشورات ؛ وبالتالي ؛ فمجال الطبع الإلكتروني قـلب مفاهيم النشر؛ وتجاوز الحدود؛ رغم ان أغلبية [ المثقفين] العَـرب لم يتكيفوا مع الوضع الجديد؛ والبعض لم يستوعبه بعْـد؛ وقرينة القول؛ المواقع الثقافية؛ بحيث أسماء معْـروفة هي التي تنتج في الفضاء الإلكتروني؛ وبعض المؤسسات أمست تطبع الكتب وتعيد طباعـة ما كان منشورا ورقيا؛ وهذا العالم البديل له خيوطه ولوبياته منتشرين في بقاع العالم ؟  
وفي نفس اللحظة ؛ لقد تفاقمت السرقة الأدبية  لشكل مثير للغاية؛ فمن يحمي حقوق المؤلف  ؟ مـا دامت السرقة الأدبية تعـتبر من الجرائم التي تطال الملكية الفكرية، والتي لا تقل أهمية عَـن سرقة المال؟                                                                                      
إذن؛ فمن موقع الشبكة العنكبوتية استقى الصديق المسرحي -  ياسين سليماني- موضوع السرقة ألتي خطها بقوله (( القضية الأولى التي نبّه إليها عَـبر حسابه الصديق الباحث المسرحي «فهد الكغاط»....يتعلق تنبيهه بسرقة كتاب كامل للباحث الجزائري» د. عمر بلخير»  بعنوان «تحليل الخطاب المسرحي في ضوء النظرية التداولية» نشرته منشورات الاختلاف عام (2003)أملك نسخة منه منذ سنوات، بحيث تم نشره بعنوان مغاير هو «الخطاب المسرحي» ونُسب إلى» عمر سعادة» في دار النشر «أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية )).... وقَـدْ نـَبَّـه الصديق الكغاط إلى أنّ هذا ثاني كتاب يُنسب للمدعو عمر سعادة وتنشره الدار المذكورة، وقد كانت الأولى تتعلق بالاعتداء عَـلى كتاب للدكتور المغربي حسن يوسفي «المسرح في المرايا »كاملا والاكتفاء بتغـيير عُـنوان الكتاب واسم الكاتب))
الـــقـضية الــعـــامة :
هــنا حبذا لو قام – فهد الكغاط – باعتباره – باحثا- تشريح الكتابين ( الأصل / المنسوخ) للوقوف عن طبيعة السرقة : هل تمت في سرقة الألفاظ  فقط أوفي المعاني أوهما معا ؟ وكذا محاولة البحث عَـن بيبليوغـرافية السارق( عمر سعادة) لنكون أمام منجز له أهميته في الساحة الثقافية العربية, أما تدوين إشارة في الحساب الشخصي؛ لإنوجاد سرقة أدبية (هـكذا) فمن الطبيعي أن تطرح أسئلة صميمة : هل هناك حسابات شخصية بين المدون/ السارق؟ أم هناك دوافع لشويه دار النشر ((أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية )) لأسباب لا تعـرفها إلا ( دار النشر/ المدون)؟ 
في نفس السيـاق؛ مادام الباحـث – ياسين سليماني – التقط  التدوينة ورَكِـب عليها وركَّب مقالة؛ والتي رَكِبْـنـا عَـليها بدورنا وأعْـطـتنا فـُسحة للنقاش؛ كان بإمكانه أن يقوم بما أشرنا أليه أعلاه تجاه الباحث – فهد الكغاط – بل اكتفى فقط بالقول ( وقد قارنتُ بالفعل بين الكتاب الذي عِـندي لعمر 

بلخير والكتاب الذي تحدث عنه الدكتور الكغاط فوجدته متطابقا، بينما لم يتم التوصل إلى شخص يعمل في البحث المسرحي باسم عمر سعادة)) ؟
هـنا سقط كلا الطرفين ( الكغاط/ سليماني ) في ملابسات ؛ تـُشكِّـك بأنهما اطلعا ( فـعلا) على  الكتابين  وذلك من خلال أنه لم يتم ذكر الاسم الثلاثي لمن انتسب إليه الكتابين  ولا تاريخ نشرهما؛ لآن الباحث من طبيعة آلياته التدقيق والدقة – وبالتالي يبدو أن وراء التدوينة وشوشة لمن له مصلحة في ذلك؛ علما أن مجال النشر والبحث الأكاديمي يخفي ما يخفي من  حرب ضروس تستعمل فيها أبشع أنواع الأسلحة ؛  وفي نطاق ذلك لا أمارس حكم قيمة؛ بل هي حقائق لم تعد خافية على أبلد وأغبى  طالب في الفضاء الثقافي؛ وبالتالي فالكتاب الأول المنحول ( الخطاب المسرحي) باسم ' عمر رشيد سعادة – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع /2014 - المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2997) 812 .
نلاحظ بأن الكتاب منشور قانونيا ؛ وهُـنا لا أختلف مع الصديق: ياسين سليماني؛ ان الكتاب نفسه شكلا وتبويبا ومُحتوى لكتاب (عمر بلخير: تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية : منشورات الاختلاف الجزائر/ 2003 ) لكِـن نفس(هـذا) الكتاب يحمل طبعة ثانية، عن منشورات دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو سنة 2015 ؟ 
فمن سمح بالطبعة الثانية ألا يكون الكاتب نفسه ؛ أم منشورات الاختلاف؛ باعـت حقوقها لدار الأمل للنشر؟
نفس الكتاب الثاني :المسرح وجماليته / عمر سعادة رشيد – عمان دار أمجد للنشر والتوزيع 2014 المملكة الأردنية الهاشمية رقم الإيداع لدى دائرة المكتبة الوطنية (2014/6/2996) 792 
المنحُـول من كتاب «المسرح في المرايا » لحسن يوسفي؛ وبدوره منشور إلكترونيا في2015
والملاحظ بأن الكتابين المنسوبين لعمر رشيد سعادة: كلاهما يحملان تنبيها قانونيا ومفاده(جميع الحقوق محفوظة ؛ لا يسمح  بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه  أو تخزينه في نطاق استعادة المعـلومات لو نقله بأي شكل من الأشكال؛ دون إذن خطي مسبق من الناشر) هنا نتساءل: هل عمر بلخير (و) حسن يوسفي: لا يقرآن ما ينشر في مجال المسرح؛ ولاسيما أنهما يحملان صفة ( دكتور)؟ ( ممكن) ! لأن الكتابين منشورين تباعا في سنة (2014) ونحن في (2018) لنرى تــدويـنة لفهد الكغاط تشير للسرقة؟
هُـنا دار النشر معـروفة؛ وتشارك في المعارض العـربية؛ فـلا يمكن أن تغامر بسمعتها؛ كما وقع لدار المسيرة للنشر الأردنية؛ وبالتالي مستبعد ما أشار إليه الزميل سليماني بالقول( وأغلب الظن أن الدار نفسها هي التي قامت بالسطو وليس شخصا تقدم بالكتاب مدعيا وتم نشره دون أن تنتبه الدار لذلك) علما أن – عمر رشيد سعادة- كائن موجود وليس وهمي؛ لأنه نشر قبل ذلك كتابا يحمل عـنوان (فلسطين في التاريخ الإسلامي) في نفس الدار الناشرة .
إذن في نطاق هاته الإشكالية؛ التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْـنية بما لديه من حُجَـج؛ أشير بأنه ليس مستبعدا أن ( عمر بلخير( الجزائر)/ حسن يوسفي (المغرب)) باعـا حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا؛ لأننا الآن نعيش في مجتمع تهافتي نحو الأموال؛ ولا يهم مصدرها؛ بل يهم كيف يتم استجْـلابها ؛
خلاصة القضيـة :
 هـنا ؛ فإن كـُنت مخـطـئا في طرح قضية ( البزنسة الثقافية) يبقى أن المسرحيين لا يقـرأون ؟ لأن الكتابين عمرا طويلا في المشهد الثقافي؛ والتساؤلات التالية تساهم في فتح كوة للفهم. إذ:
فهل مصادفة تم طبع الكـتابين في نفـس الشهـر والسنة ( يونيـو2014) من لدن دار أمجد للنشر والتوزيع الأردنية ؟ 
وهَـل من المصادفة يتم طبعهمـا في (2015) الأول عَـن (دار الأمل للنشر والتوزيع بتيزي وزو/الجزائر) والثاني عن (مجلة الكتب العربية للنشر الإلكتروني)؟
هَـل مصادفة تم طبعهما في البداية مجانا وفي نـفـس السنة (2003 ) الأول عن منشورات( اختلاف) والثاني عَـن منشورات اتحاد كتاب المغرب ؟
إشارة أكيدة: 
وللإشارة؛ بأن الأخ والصديق – فهد الكغاط / تجْـمعني به المدينة والجوار والجماعة المسرحية التي تربى فيها أمامنا على يد والده المرحوم  قيد حياته – محمد الكغاط – وأما  العـزيز- ياسين سليماني ؛ فيجمعني معه التواصل اليومي وقضايا مشتركة وفي الأفق مشاريع في سياق الاهتمامات؛  رغم بعْد المسافات - ( المغرب/ الجزائر) – وهـذا: لكي يتلافى القارئ المفترض بأن هنالك ضغـينة ما ؛ أو حسابات شخصية تجاه أحـدهـما.




السفيرة إيناس مكاوي: ناشئة الشارقة استثمار واعد لغد أفضل

مجلة الفنون المسرحية




السفيرة إيناس مكاوي: ناشئة الشارقة استثمار واعد لغد أفضل


سامح بدر

في زيارتها لناشئة الشارقة للاطلاع على ما تقدمه من برامج وأنشطة للناشئة في المرحلة العمرية من 13 إلى 18سنة، أشادت السفيرة إيناس مكاوي مديرة إدارة المرأة والأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية بمستوى الرعاية المتكاملة التي توفره ناشئة الشارقة لمنتسبيها، وبالدعم الحثيث اللامحدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين لهذه المراكز التي تشكل أنموذجاً عربياً وليس محلياً فقط، للاستثمار الواعد في المورد البشري لغد أفضل.

وزارت إيناس مكاوي مناشط المبنى الثقافي المتنوعة في مركز ناشئة واسط من موسيقا وفنون تشكيلية وروبوت ومسرح وثقافة، بصحبة أيمن عثمان الباروت عضو المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وكان في استقبالهما فاطمة محمد مشربك مدير إدارة رعاية ناشئة الشارقة وعمر المدفع نائب مدير إدارة الشؤون المالية والدعم اللوجستي وعدد من رؤساء الأقسام في ناشئة الشارقة، وتعرفت من المشرفين العموم إلى طبيعة العمل في هذه المناشط وآليات اكتشاف المواهب لرعايتها وصقل مهاراتها، وتأهيلها إلى خوض المنافسات في المجال الإبداعي والابتكاري والذكاء الاصطناعي محلياً وعالمياً.

واستمعت سعادتها من بعض الناشئة إلى شروح لما اكتسبوه من خبرات ومهارات الأنشطة التي ينتسبون إليها والتي أسهمت بشكل كبير في تطوير قدراتهم وتشكيل جوانب الإبداع في سماتهم الشخصية.

وأعربت مكاوي عن سعادتها بما استمعت إليه من الناشئة، وبما شاهدته من إبداعاتهم الفنية والتقنية، وقالت للناشئة من منتسبي مركز واسط: لقد اطمأننت برؤيتكم على مستقبل الشباب العربي.


الثلاثاء، 26 يونيو 2018

العروض المسرحية تتضاعف والجمهور المحلي في ازدياد في المسرح العماني

مجلة الفنون المسرحية


العروض المسرحية تتضاعف والجمهور المحلي في ازدياد  في المسرح العماني 

خلود الفزارية  - عمان 

كشفت آخر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن العروض المسرحية في السلطنة تضاعفت بنهاية عام 2017 بنحو 3 أضعاف لتبلغ 132 عرضا مقارنة بـ41 عرضا بنهاية عام 2016.

وأشارت الإحصائية نفسها إلى أن عدد المسارح بالسلطنة ارتفع بنسبة 75% ليبلغ 14 مسرحا مقابل 8 مسارح في نفس الفترة الزمنية.
كما سجل عدد الحضور في العروض المسرحية زيادة نسبتها 15% ليبلغ 147 ألفا و730 متفرجا بنهاية 2017 مقارنة بـ 128 ألفا و950 متفرجا بنهاية 2016، فيما انخفض عدد مقاعد المسارح حيث بلغ 36 ألفا و495 مقعدا من 42 ألفا و750 مقعدا بنهاية 2016.
وصرح حسين بن سالم العلوي رئيس الجمعية العمانية للمسرح أنه في العام الفائت تم رصد زيادة في عدد العروض عن العام الذي قبله، وكذلك العام الأسبق كان أكثر مما قبله وهكذا، وهذا مرده إلى أمور اجتماعية وثقافية وهو مؤشر جيد على وضع المسرح في السلطنة، مشيرا إلى أن ممارسة المسرح في السلطنة ليست جديدة، ولم تنقطع انقطاعا كليا وإن ضعف الإنتاج في إحدى الفترات ولكنه لم ينقطع.
وأضاف: أن زيادة عدد العروض نتيجة طبيعية لممارسة مستمرة لسنوات عديدة، تكونت من خلالها خبرة ومعرفة كافية لهذا الفن من قبل المشتغلين والمتلقين والجماهير، فيكاد المسرح أن يصبح عادة اجتماعية، مؤكدا على أن الجمهور العماني ميال للفنون، وممارسة الفن تجد تقبلا وترحيبا لدى المجتمع.
ويوضح العلوي أن عدد الفرق في السلطنة 33 فرقة، وهو عدد كبير، كما أن عدد أعضائها لا يقل عن 15 عضوا، فكثرة عدد المشتركين والتنشيط الذي حدث لمسارح الكليات والجامعات وأنشطة الأندية الشبابية، والإعلانات، جميعها كان لها دور في تفعيل وتنشيط المسرح، ناهيك عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للترويج مما ضم فريقا إعلاميا، وأفرز مجموعة من الشباب قادرين على التعامل مع وسائل الإعلام، وأصبحت الكوادر تمتلك قدرا كافيا من الخبرة، خدمت المسرح وروجت له، وأتاحت الإعلان عن المسرحيات قبل عرضها بشهر، بتقديم معلومات عن المسرحية وطاقمها، وبذلك تم استقطاب شريحة كبيرة من الجمهور.
ويشير العلوي إلى أن بعض الفرق تحاول أن تنشط المسرح من خلال الثقافة التجارية، لتضمن عائدا ماديا، فتتسابق لتقديم العروض بمقابل مادي ليعود على المشتغلين في المسرحية لأن إنتاج المسرحية مكلف، وهذا النجاح لهذه الفرق ساهم في استقطاب الجمهور، كما ساهم في زيادة عدد العروض.
وأكد رئيس الجمعية العمانية للمسرح أن ثقافة المسرح موجودة في مجتمعنا وهناك عدد كبير من المشتغلين فيه، ولدينا صدى جماهيري كبير، إلا أن ما ينقصنا هو توفير المادة لدعم هذه العروض، بالإضافة إلى توفير مسارح مجهزة لتقديم العروض، فضلا عن الجانب التثقيفي التوعوي للمشتغلين في المسرح، من خلال أكاديميين وحلقات عمل ونشر البحوث والدراسات.

الاثنين، 25 يونيو 2018

" حقائب"عرض مسرحي لجامعة ذي قار

مجلة الفنون المسرحية

حب بالإكراه فى «حادثة» لينين الرملى

مجلة الفنون المسرحية

حب بالإكراه فى «حادثة» لينين الرملى 


هند سلامة

اعتدنا على تناول العلاقات الإنسانية وتحديدًا علاقة الحب بين الرجل والمرأة فى قالب درامى متكرر وتقليدى خاصة فى ممارسة أساليب العنف والقهر ضدها بالمجتمعات الشرقية، بينما فى مسرحية «الحادثة» للمؤلف لينين الرملى تناول هذا الشكل من العلاقات المريضة فى قالب مسرحى نادر وفريد، يحمل إسقاطًا شديدًا وسخرية لاذعة ممزوجة بالألم أكثر من اعتماده على سرد تفاصيل واقعية لشكل هذه العلاقة.

 الخطف بدافع الحب..!
قالب جديد وتناول شديد السخرية والاختلاف لهذه العلاقة الإنسانية التى لازالت شائكة، ففى وقائع حب بالإكراه تدور أحداث مسرحية «الحادثة» بقاعة مسرح الغد، التى سبق وأن قدمها الفنان أشرف عبد الباقى مع عبلة كامل وإخراج عصام السيد، واليوم يعيد تقديمها برؤية مغايرة إخراجيًا المخرج المسرحى عمرو حسان، فمن خلال مجموعة من المواقف الكوميدية تدور أحداث المسرحية داخل شقة صغيرة، تكتشف موظفة فقيرة أنه تم اختطافها بدافع الحب، فجأة تستيقظ من حالة التخدير على واقع مؤلم ومرير لتكتشف حبسها داخل منزل مهجور من قبل شاب يدعى عاصم والذى يؤكد لها أنه يهيم بها ويعشقها وسيبذل جهدًا كبيرًا من أجل إسعادها يحاول طوال العرض أن يدفعها إلى حبه كما يحبها بلا مبرر؛ فى البداية ترفض وبشدة وتحاول الهرب لكنها تكتشف أن الباب مغلقًا ولن يجيرها أحد.
حب التملك بالعزلة!
تتوالى أحداث العرض ونكتشف أن هذا الشاب مريض نفسى يعانى أحيانًا من حالة فصام، ومريض الفصام يعانى من الوُهام والهلوسة ويتصف غالبًا بالغرابة ويكون ذا طبيعة اضطهادية كلامه وتفكيره مضطرب يفقد تتابع الأفكار وضعف ترابط الجمل من حيث المعنى والاسترسال بكلام غير مفهوم ومن أعراضه أيضًا العزلة والانسحاب الاجتماعى كما حدث مع بطل رواية الحادثة، فبطل هذه الرواية رجل مختل يعيش فى منزل متطرف مسكون بالأشباح ويتصور أشياء غير حقيقية قد يتحدث إلى نفسه معظم الوقت، لا يستقر على حال فهو أحيانًا يبدو قاسيًا وعنيدًا وغالبًا يبدو رقيقًا وضعيفًا كطفل صغير، ربما أراد الرملى أن يكون بطل مسرحيته مختل عقليًا، فهذا هو حال الكثير من الرجال بالمجتمعات الشرقية قد يبدو على معظمهم العقل والرزانة لكنهم فى واقع الأمر يظهرون بمظهرهم الحقيقى بمجرد أن يغلق عليه بابًا مع زوجته أو حبيبته، وقتها تستيقظ الأمراض بداخله ويرتكب أفعالًا غير إنسانية وغير لائقة بدافع الحب والغيرة مثلما فعل بطل المسرحية، لخص الكاتب مجمل عقد الرجال فى حب التملك والتسلط التى يعانى منها أغلبهم فى مرض هذا الرجل وإصابته بالازدواجية فى رغبته بامتلاك هذه السيدة وفرض سيطرته وقوانينه عليها داخل هذا الجحر الصغير البعيد عن البشر، لأنه يحبها حبًا شديدًا فلا يطيق أن ينازعها فيه أحد.

الاستسلام للحبس والمرض
لكن ماذا فعلت هذه المرأة هل أحبته كما أراد؟!، بالتأكيد هى لم تقع فى حبه حتى وإن حدثت نفسها بذلك فى أحد مونولجات العرض، لكنها اعتادت وجوده بحياتها وألفت تملكه لها، فحاولت الهرب مرارًا وتكرارًا وفشلت، مثلت عليه الحب بالإذعان إلى أوامره ولم تفلح أيضًا فى الهروب، وفى نهاية مأساوية محتومة لهذه العلاقة المريضة، نكتشف أن نفس السيدة عندما استطاعت الحصول على المفتاح الذى سيحررها من سجنها  تخشى الخروج وتتردد فى الهروب وتقف حائرة هل تخرج أم تنتظر قدومه، فقد يحنو عليها ويتركها دون أن يؤذيها كما تخيلت ثم تظل فى هذه الحيرة حتى يعود إليها من جديد؛ لكن هذه المرة تلقى بالمفتاح من النافذة وتعلن أنها قررت حبسه معها داخل المكان المهجور المسكون بالأشباح إلى الأبد، فتتحول هذه السيدة أيضًا إلى مريضة تألف وتعتاد الحبس والإهانة؛ ترضى هى بالحبس معه، بينما هو يصرخ مستجيرًا لعل أحدًا ينقذه من هذا السجن..!

الاستمرار بدافع المرض..!
قدر كبير من العمق والفلسفة فى تناول الجرائم التى قد ترتكب فى حق المرأة باسم الحب، تحت مظلته يفعل الرجل ما يشاء وبالتالى ظلت المرأة بالشعوب العربية رهينة الأسر والحبس، حتى وإن تمكنت من الحصول على مفتاح حريتها تفضل الظلمة على الخروج للنور، فأراد الكاتب الإشارة إلى هذا المعنى بأنها مجرد علاقة مريضة بين اثنين دفعهما المرض للبقاء معا وليس الحب؛ لعبت شخصية الفتاة المقهورة أو المخطوفة ياسمين سمير والتى تفوقت فى تقديم هذه الشخصية بقدر كبير فى تحولها بالتدريج من فتاة مغلوبة على أمرها إلى أخرى قوية وصاحبة حيل ودهاء كى تنجو بنفسها من هذا الرجل ثم استسلامها فى النهاية وإصابتها بنفس أعراض الهلوسة لخاطفها بعد أن قررت حبسه معها، تمتعت ياسمين بحضور كبير فى أداء هذه الشخصية سواء على مستوى التمثيل أو الأداء الحركى أو الأداء الكوميدى فلم تؤد فقط دورها كممثلة مواقف تراجيدية بل استطاعت وبمهارة بالغة تأدية دورها ككوميديانة خفيفة الظل والحركة معًا؛ وكذلك بطل العرض مصطفى منصور الذى أدى دوره ما بين حالات الاستقرار والاضطراب النفسى بمهارة واحتراف وانتقل بين الشخصيتن بسلاسة شديدة فكانت بينهما مباراة تمثيلية ودية ممتعة تميز فيها بطلا العرض برغم صعوبة التمثيل بقاعة مسرح الغد لأنها قاعة صغيرة، يقع عبء التمثيل فيها عليهما فقط؛ وأحيانًا على الفتاة بمفردها لكنهما فاقا التوقعات سواء بالمشاهد الفردية أو بمشاهدهما معًا واستطاعا انتزاع الضحك من الجمهور ومس مشاعره بانسجامهما تمثيليًا حتى فى أوقات الخلاف، وكذلك كان لدخول الأشباح فى أكثر من موضع تحقيقًا كبيرًا لمعايشة الجمهور بهذا المنزل المسكون بالأشباح والذين بدوا من هيئتهم أشباحًا بالفعل حيث تفوق صانع المكياج ومصمم الحركة فى تحويلهم إلى أشباح حقيقية مثيرة للخوف والاشمئزاز، ثم ظهور شخصية الفتاة اللعوب التى جاء بها عاصم كى يثير غيرة منى عليه لعبتها بمهارة أيضًا ريهام أبو بكر، وبرغم من تقديم هذا النص أكثر من مرة فى أكثر من موضع وأشهرها مسرحية أشرف عبد الباقى «الحادثة المجنونة» إلا أن «حادثة» حسان لم تشبه حادثة أخرى بل تشبه نفسها فقط..!، شارك فى بطولة العرض فتحى الجارحي، إسلام بشبيشي، مجدى طلبة، عمرو أحمد، عمر أحمد، محمد شوقي، حسام بوريو ديكور محمد فتحي، إضاءة عز حلمي، تعبير حركى محمد على بكر، ملابس أحمد فرج، مكياج إسلام عباس.

الأحد، 24 يونيو 2018

“سأموت في المنفى” .. استدعاء الفرجة المسرحية والنبش في تاريخ القضية الفلسطينية

مجلة الفنون المسرحية

“سأموت في المنفى” .. استدعاء الفرجة المسرحية والنبش في تاريخ القضية الفلسطينية


  عزة القصبجية - الوطن


الفرجة الشعبية في الوطن العربي

شغل حب الفرجة والاستماع إلى القصص السردي هنية الشعوب العربية، وبدت حلقات الراوي أكثر حميمية وتآلفا وتفاعلا مما حفز الجمهور على المبادرة والمشاركة مع ما يقدم أمام ناظريهم. يتمتع “الراوي” في الأدب الشعبي بقدرات ومواهب متنوعة؛ اتقان فن الالقاء والتشخيص، وبلاغة القول، والقدرة على تلوين نبرات الصوت لجذب الجمهور إلى العرض المقدم بحيث يصبح أكثر جاذبية ومنطقية وتشويقا.
ويعدُّ المتفرجون أو النظارة من ركائز العمل الفرجوي، إذ يلعب حس المتفرج وذوقه ومعتقداته دورا في تأطير العملية الفرجوية. ويعتمد العمل الفرجوي الحلقي بشكل كبير على تجاوب الجمهور عندما يعبرون عن تفاعلهم بالتصفيق أو الصفير أو نثر الزهور أو كلمات الاستحسان أو الإنصات التام، أو أن يعبرون عن رفضهم وعدم تقديرهم لما يروه بالصياح أو السب أو يرمون الممثلين بالأجسام الصلبة أو قد يهجر بعضهم دار العرض. 1
وتقدم “الفرجة” أحداثا مستواة؛ أما تكون من القصص الشعبي المحاط بالخرافة والأسطورة أو من التاريخ المسكون بهاجس القومية. وتصاحب “الفرجة” مهارات الغـناء والعزف على الآلة الشعبية كالربابة أو الناي أو بالنقر على طبلة أو آلـة إيقاعية أو بتحريك الدمى.
ولقد ارتبط تعريف مفهوم “الفرجة” بمعنى “الانفراج” وهي كلمة مضادة للكبت والتأزم والشدة. كما اقترن هذا المفهوم بمعنى آخر وهو “المشاهدة”. تعمل “الفرجة في المسرح” على التخلص من عناصر الحبكة في البناء الدرامي التقليدي، والكشف عن الإحداث وصولا إلى الحل والتنوير حول أي حدث درامي سردي.
 يشعر المتلقي في نهاية الفرجة بحالة من الارتياح بعد مرحلة من التأزم والتوتر والتشويق حول الاحداث المقدمة. وتساهم “الفرجة” في انتقال المتلقي/ المشاهد من حالة إلى حالة أخرى، ومن فصول الحكاية الواقعية للشخصية إلى أحلام والرؤى الافتراضية. ويؤدي المشهد الشعبي في ساحة أو في حلقة حيث يتحلق الجمهور حول العرض ما بين الوقوف والجلوس إذ ارتبط شكل “الفرجة” بمكان تواجد الجمهور.
تعالت أصوات كثيرة تطالب بمسرح فرجوي عربي يولد من رحم التراث والتأريخ الشعبي في ظل الزحف الحداثي للمسرح العالمي . بهدف التأكيد على هوية المسرح العربي واثبات شرعيته في ظل تنامي التيارات الفنية الغربية شرقا وغربا. وتعدد مسميات أشكال الفرجة لدى المفكرين المسرحيين العرب، فهناك من يطلق عليها: “الاحتفالية والشعبية والسامرية ومسرح القهوة ومسرح الساحة ومسرح الشارع والسهرة والحفلة”، يصاحبها تنظير أو بيان يفصح عن غرضها ووسائلها وضروراتها باستثناء الاحتفالية في المغرب العربي.
الفرجة الفلسطينية في ربوع عُمان
حل الفنان غنام الغنام ضيفا على سلطنة عمان، وهي أرض تمزج بين عراقة الماضي، ووهج الحاضر بكل تفاصيله المعاصرة، جاء ليقدم عرضه الفرجوي بعنوان “سأموت في المنفى” الذي يمزج مفردات الغربة والترحال والهجرة والمنفى…وغيرها من المفردات التي تسلح بها الفنان غنام/ الفلسطيني ليتمكن من الابحار إلى عالم “الفرجة المسرحية “، الذي لم يتردد في تقديمها في مقهى أو ساحة الشارع أو حلقة احتفالية.
ويعدُّ المتلقي/ الجمهور الطرف الفاعل للعرض الفرجوي، وفي حالة غيابه فإنه لا يتحقق شيء اسمه مسرح وهذا ما يؤكده المخرج تشارلز دولين Charles F. Dolan في قوله: ” إن المسرح – وكثيرا ما ننسى ذلك- وجد من أجل الجمهور، فمن الممكن أن نحذف الخشبة والديكور والأثاث، ولكننا لا يمكن أن نلغي الجمهور ” 2.
جاء هاجس الهجرة وتجرع ويلات الترحال لدى “غنام”، استجابة لنداء الوطنية والتنديد بواقعه الصعب، الذي انعكس على تقاسيم وجهه خلال تجسيد أدواره المركبة بينما عامة الناس، كانوا يتحلقون حوله.
وساعد ذلك على فتح باب “الفرجة المسرحية” على مصرعيه لتصبح القضية الفلسطينية محور اهتمام الحضور . تسيد الغنام “حلقة الفرجة” التي اختارها لتكون ميدانه الخاص؛ فنراه يروي ويؤدي ويغني ويتراقص، مستغلا قدراته الجسدية التي تعينه على التشخيص ومعايشة واقعه الافتراضي الذي سكنه منذ لحظة خروجه من رحم أمه في “كفر” – اريحا بفلسطين، وحتى لحظة تمسرحه بين الجمهور العماني.
استدعى “غنام الغنام” في عرضه ذاكرة التاريخ الفلسطيني ليقدم عرضه “سأموت بالمنفى” الذي تحدث عن تاريخ فلسطين المحتلة، بعد اختزاله في ذاكرة إنسان محتل، قمعته عروبة الدم، والأرض والجيران، ولم يتبق له سوى ذكريات وأحلام متفرقة.
حكايتي مع المحتل
استطرد “غنام الغنام” في سرد سيرته الذاتية ذات الأبعاد السياسية والسيسولوجية والقومية، المحفوفة بالحزن والأسى، غنام صابر الغنام/ لاجئ فلسطيني من مواليد قرية ” كفر عانا” عام 1955م هاجر غنام قسرا منذ طفولته، وظل في حالة ترحال وتنقل دائمة حتى بلوغه سن النضج وهو لا يعرف عنوانا لوطنه. افتقد المواطن الفسلطيني/غنام الشعور بالراحة والأمان، حتى عندما حاول البحث عن الاستقرار الأسري، فإن المحتل استغل ذلك الشعور الإنساني، فبدلا أن يوقع غنام عقد زواجه، جعله الآخر/ الغريب يتنازل عن أرضه ، كناية عن بعض الخونة الذين باعوا قضيتهم القومية للعدو.ورغم مرور ردح من الزمن، إلا أن “الشعب الفلسطيني” لم يستطع أن يحدد موقعه من الاعراب، فهو ضحية اقطاب كثيرة متنافرة ، فهناك الاحتلال الاسرائيلي، وبعض البلاد العربية المجاورة، واتفاقية وعد “بلفور”، الذين جميعهم تنازلوا عن فلسطين لتكون قربان للمحتل.
أرض الوفادة … منفى آخر
سرى الألم المصيري في “أسرة غنام” كونه تركة للشهيد صابر غنام صابر من كفر عانا، الذين انتزعت السلطات المحتلة أرضهم، فقد مات والد غنام محروقا كمدا وغيظا على ابنه المثقف والمناضل في الأردن أثر مؤامرة حيكت ضده من المقربين ! يستكمل غنام سرد المواقف المأساوية ليؤكد أن كرامة الإنسان لا تكون إلا في وطنه، فبرغم وجوده ضيفا في مخيمات اللاجئين، إلا أن أعين الخونة كانت تتربص به، وبدا مصيره التهجير باسم النزوح أو اللجوء.
التشخيص والتمسرح
شخص “غنام” حكاية الألم والفجيعة في وطنه الذي بات يأن تحت نير قوات العدو الآثم . وارتكز “الأداء التمثيلي” لديه على عنصرين مهمين: الأول: تأكيد فرجوية العرض عن طريق فصل المشاهد عما يقدم له، فكان ” التغريب البرشتي Dissociation “3، كونها وسيلة مُثلى تذرع بها مخرج وممثل هذه الفرجة، الذي كان يتقمص دوره ليعبر عن حالته وموقفه، ثم لا يلبث ان ينسلخ منها، حتى لا يترك للمشاهد فرصة لاستمرار الإيهام للموضوع المقدم. وساعد عنصر “التغريب” في وضوح مضامين ومحتوى كل ما يتعين عرضه على المشاهد، وهذا ألغى “الجدار الرابع” الذي يفصل الجمهور عن خشبة المسرح.
الثاني: قام غنام الغنام بتوظيف قدراته الجسدية التشخيصية لوصف رحلة تهجيره عن موطنه. كما وظف “لو” الستانسلافيسكية بشكل كبير أثناء تشخيصه للأدوار التمثيلية، التي كانت له عونا للارتقاء بحس الممثل نحو آفاق الخيال الرحبة، وساهم ذلك في تكثيف الفعل المتمسرح لدى الممثل .
وفي السياق ذاته، قام غنام/ الممثل منذ المشهد الاستهلالي بكشف أسرار اللعبة المسرحية لتقليل “الإيهام” لدى الجمهور. فمنذ البدء رفض غنام اندماج الجمهور مع الفرجة، وسعى جاهدا لإيضاح منهجه الذي سيتعبه في عرضه الفرجوي، وساهم ذلك في استفاقة المتلقي، وجعله يدرك أصول التمسرح/ الميتا-مسرح (4) ويشعر بتجربة الفنان ومعاناته. عزف الفنان غنام الغنام على أوتار الشعب المنكوب منذ سنة 1948م ، مستغلا قدراته السردية والحوارية ما جعله يقترب إلى دور ” المشخصاتي” ، الذي كان يتمسرح حسب الحالة الدرامية، وفق أسلوب ملحمي تسجيلي” ساهم في أسر لب الحضور، والتفاعل مع الفرجة المسرحية.
لقد جعلنا غنام الغنام نعيش فصول قصته ذات الستين خريفا، بأحداثها الداكنة منذ لحظه مغادرته لوطنه الأم قسرا على أيديي سلطات الاحتلال ، إذ كان عمره لا يتجاوز اثنى عشر عاما، كانت صحيفته ناصعة البياض، تخلو من مواقف الصدامية مع العدو الغاشم. ولكن عندما بدأ ذلك الشاب/ غنام يعانق الضباب، ويحاول فك أحجية ما يدور حوله من أحداث تراجيدية، قام “اللاوعي الجمعي” لديه باسترجاع ذاكرة شعب أرهقته أساليب العنف والعذاب والتنكيل. حاول غنام الفلسطيني استرجاع المفردات التي التقطتها ذاكرته، بعد أن أدرك من خلال اطلاعه على بعض الكتب الممنوعة. وكان ذلك إيذانا لتلقي العقاب من المحتل، وسببا في تعذيبه وتشريده وضياع مستقبله، بالطبع بعد تلفيق التهم حوله لتكون بمثابة الشماعة لتعذيبه وسجنه. وفي خمسة حزيران 1967م ، شاهد غنام بأم عينيه أهالي بلدة “كفر” ، وهم يهجرون قسرا من أراضيهم، ويتعرضون للذل والهوان، وأطلق عليهم لقب “لاجئين” حتى قبل مغادرتهم لأرضهم ( فلسطين)!
ملحمية الفرجة لدى غنام
حرص غنام على أن يكون بطلا ملحميا عبر حلقته الفرجوية المفتوحة الأحداث، المتناهية الأبعاد. فقد بذل مجهودا كبيرا ، إذ كان عليه أن يؤدي دوره منفردا “مونودراما”، وأن يتمسرح ويتغير من حال إلى حال، وحيدا دون أن يسانده أحد؛ فنراه يؤدي دور”الراوي” ليعبر ويحكي عن جرحه الغائر، واغتيال أحلام طفولته وضياع وطنه منذ زمن بعيد .
كان غنام في كل مرحلة يتقمص دورا تمثيليا، يشعرنا بآهات وويلات وشجون الشعب الفلسطيني منذ سنوات، وهو ذلك الراوي الذي يغير نبرة صوته حسب الدور الذي يؤديه.
فتح العرض على مصراعيه ليصنع حلقة تفاعلية هدفها مشاركة الجمهور الذي كان يحاصر الحلقة. ورغم صعوبة “العرض المونودراما/ عرض الممثل الواحد” . الأمر الذي قد يترتب عليه رتابة وممل كبيرين ، خاصة في ظل غياب المؤثرات الموسيقية والصوتية والإضاءة والديكور وحتى خشبة المسرح.
وأصر غنام الغنام على تقديم عرضه الفرجوي في ساحة خواء، لا يوجد بها سوى كرسي منفرد، بينما كان النظارة يتفرجون على ملحمة نضال الشعب الفلسطيني، بين مؤيد ومعارض، ومتعاطف ومتفاعل.
عودة غنام للوطن
اليوم، أصبح عمر “غنام صابر الغنام” ستين عاما، وهو لا يزال غريبا، لا يعرف عنوانا لمطار بلاده يمكن أن يحط الرحال فيه، ولكن حنينه لوطنه الأول دفعه لزيارته مره أخرى إليه. إذ قرر “غنام”، الراوي / اللاجئ / المهجر لزيارة منزل الطفولة في اريحا، حيث شجرة الزيتون ما تزال يانعة الخضار رغم أن عمرها يزيد عن خمسمائة ألف عام، و التي كان يمتلكها “العم بدوي” هناك، للتأكيد على شرعية “الشعب الفلسطيني” الذي يزيد تاريخه عن عمر شجرة الزيتون.
أصر غنام على التمرد على أرضه المغتصبة، ومحاولة استرجاع أيام طفولته الثكلى التي ارتسمت تفاصيلها في مخيلته الفلسطينية البكر، ليصبح “بدل فاقد” بعد أن أضحى يتجرع غصة التجوال في المطارات وجحيم المنفى، في انتظار استرجاع النسخة الأصلية لهويته الضائعة منذ زمن!
انتزع المحتل حقيبته وأخذوا منها “آلة التصوير” التي خزنت آلاف الصور في ذاكرتها صورا لفلسطين القديمة ، وقام حراس الحدود بإتلافها. ولم يتبق للمواطن الفلسطيني/غنام سوى حفنة تراب وحجر. وبضياع تلك “الحقيبة” ضاعت ملامح هويته وطمست أحلامه ووطنه. لقد توالى مسلسل التنكيل الذي عاصره غنام عبر ذاكرته المثقوبة، التي اقترنت بسرقة “آلة التصوي ” منه، التي تحوي لقطات لبلدته “اريحا” ولشجرة الزيتون الفلسطينية، التي يزيد عمرها عن وجود الاحتلال عندما كانت فلسطين أرض في أوج حضارتها.
 ولم تغفل ذاكرة غنام مسرحية “عايدة” التي كان قد شاهدها في مطلع شبابه باريحا. لقد صدح المؤدي في هذه المسرحية بكلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، وتغنى بكلمات ووديع الصافي، في محاولة منه لتصالح مع واقعه الذي قارب على الزوال. حاليا : يحمل “غنام” جوازا عربيا لدولة مجاورة، لكنه في المنزل يستمع والدته- وهي ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز- وهي تخبره أن أخيه توفى شهيدا، بعد معاناته وسهره من الجرح الغائر في كتفه الأيمن… يسترسل “غنام” البوح والتعبير عن حزنه الدفين، الذي ألفه منذ زمن في حياته ، جسده ، ذاكرته. قدم عرضه “سأموت في المنفى” بأسلوب ملحمي وثائقي، لتظل “اريحا” تلك المدينة الفلسطينية التي سجلت قصص الفداء والبطولات والخيانة والمنفى والبحث عن فاقد . كانت تلك لمحات عابرة ومؤثرة لفنان فلسطيني عرفه الوطن العربي، بأعماله وعطاءه المسكون بهاجس نضاله لوطنه. وفي عرضه الفرجوي “سأموت في المنفى” حاول غنام تأويل واقعه في ضوء ماضيه بأسلوب ملحمي ، واختار قالب الفرجة المسرحية ليذكر العالم والرأي العام بقضيته التي لا تزال مستمرة، من خلال فرجة مسرحية أخرى.
————————-
الحواشي:
1- أبو العلا، عصام الدين، المسرحية العربية: الحقيقة التاريخية والزيف الفني، الهيئة المصرية للكتاب: القاهرة، 2007م، ص69
2- مهدي يوسف، عقيل، أقنعة الحداثة : دراسة تحليلية في تاريخ الفن المعاصر، عمّان: دار دجلة، الطبعة الأولى، 2010م ، ص 65.
3- بريخت، برتولد، ترجمة (جميل نصيف)، نظرية المسرح الملحمي، سلسلة الكتب المترجمة العدد (16)، بغداد، منشورات وزارة الاعلام، 1973، ص165
4- يرتبط هذا المصطلح بعدد من المفاهيم : المسرحية داخل المسرحية، الاحتفال داخل المسرحية، الإحالة إلى الذات…لمزيد من التفاصيل ينظر في مقالة “مرتجلة محمد الكغاط بين الاحتفاء بالجسد المسرحي وتفكيكه، خالد أمين، من كتاب”المرتجلة في المسرح”، ص56

إنطلاق مهرجان «عشيات طقوس المسـرحية بدورته 11» .. اليوم

مجلة الفنون المسرحية

إنطلاق مهرجان «عشيات طقوس المسـرحية بدورته 11»  .. اليوم


 حسام عطية - الدستور


اعلن بمقر نقابة الفنانين الاردنيين عن فعاليات مهرجان عشيات طقوس المسرحية بدورته الحادية عشرة والذي سوف ينطلق مساء اليوم الاحد بحفل افتتاح برعاية وزير الثقافة بسمة النسور بالمركز الثقافي الملكي، وتستمر عروضه بمركز الحسين ومسرح أسامة المشيني، وذلك بعد ان وافقت اللجنة العليا برئاسه نقيب الفنانين الأردنيين - الأمين العام لاتحاد الفنانين العرب حسين الخطيب على مشاركة 10 دول عربية هي مصر، فلسطين، السعودية، المغرب، تونس، العراق، لبنان، الامارات، البحرين، بالاضافة الى الأردن البلد المنظم لتقديم عروضهم المسرحية بالدورة الحالية وعقد ورش في فن التمثيل والإخراج، وندوات فكرية عن مسرح الصورة وبمشاركة فرق شعبية وفقرات فنية متنوعة وتكريم فنانين وأدباء عرب واردنيين، فيما سيتولى عرافة الحفل النجم العربي الأردني ياسر المصري والاعلامي عماد نصير.
مسرحيات المهرجان
واختيرت مسرحية قالب كيك من الاردن وهي عمل مسرحي يعتمد على الغناء الحي للعرض بحفل الافتتاح في يوم الاحد على المسرح الرئيسي بالمركز الثقافي الملكي، يليها في اليوم الثاني «مسرحية صفحة أولى» من السعودية ادارة المسرحية عبد الرحمن مدخلي والتقنيات عبد الاله دهل، وستعرض ثاني ايام المهرجان «الورد الي بينهن» عرض فلسطيني من اخراج حنين طربية وموسيقى وغناء سحر خليفة، اما ثالث يوم سوف تعرض «محاكمة زنوبيا»، واعاده عرض «الورد الي بينهن» من فلسطين، اما باليوم الرابع سيعرض من مصر شريط كروب واللعبة في انتظار غوده من اخراج حمادة شوشة، وعاشقة الموت من المغرب تاليف وتشخيص زينب زعبول ودراماتورجيا سعيد غزالة والادارة التقنية لحسن فاريح والتواصل والعلاقات العامة مصطفى الحمير، وفي اليوم نفسه سيكون عرض على مسرح المركز الحسين الثقافي للاردن بمسرحية هاملت بعد حين، تأليف الكاتب العربي السوري ممدوح عدوان، إخراج المخرج المسرحي الأردني زيــد خليل مصطفى، فيما العرض تنتجه فرقة مسرح عالخشب، والتي تطمح من خلال مشاريعها المسرحية لأن يصبح الفن المسرحي حالة يومية وضرورة اجتماعية يرتاده الجمهور بشكل دائم ومستمر، بهدف اثراء الفعل الفني، والارتقاء بذائقة الجمهور فكريا وجماليا، وجميع العروض ستكون بالمركز الثقافي الملكي بعمان والمسرح الدائري ومركز الحسين بالاضافة الى اعلان اختتام المهرجان.
لجنة التحكيم والضيوف
وكشفت اللجنة العليا لمهرجان عن أعضاء لجنة التحكيم وهم د. علي الشوابكة الأردن، الفنان رشيد ملحس الأردن، الفنانة منال عبد القوي تونس، د. رياض السكران العراق، سوزان أبو علي لبنان، فيما اللجنة العليا تتكون من حسين الخطيب رئيساً، د. فراس الريموني مديراً للمهرجان، مدير مديرية المسرح بوزارة الثقافة محمد الضمور عضوا، د.محمد هزاع الربيع عضواً، د. محمد خير الرفاعي عضواً، د.يحيى البشتاوي عضواً، والمدير التنفيذي لمهرجان مادونا حنا، ولجنة التصميم والطباعة اسماعيل العمايرة، وسيحل ضيوف على المهرجان كلا من الدكتور عبد الرضا جاسم العراق، الفنان جاسم محمد منصور البحرين، الفنانة زوهاد ضيفلاوي تونس، المخرج ياسر الحسن والفنان تركي عوني من السعودية.
ونوه الخطيب بمؤتمر صحفي، الى ان الفن رسالة يجب ان تلمس هموم افراد المجتمع المحلي، فيما نتطلع في نقابة الفنانين بان مستوى الطموح لدى الزملاء في فرقة طقوس المسرحية وسائر الفرق المتميزة قد تجاوز المدى في الاصرار على اثراء المشهد المسرحي الاردني عبر مهرجانها السنوي، اذ آثرت فرقة طقوس المسرحية المضي نحو ما هو أرحب بعد أن قررت مغادرة السكون الى وهج الفضاء الأخاذ في عالم المسرح المتسلح بالابداع والفكر الخلاق، رغم تجاذبات الواقع،حتى غدا مهرجاناً أردنياً وعربياً ودولياً، واذا نتطلع بأمل لدوام الابداع والتألق لهذه الفرقة وطقوسها التي تسعى لتكون منّا وتحاكي واقعنا.
بدوره مدير المهرجان الدكتور فراس الريموني تمنى ان يكون المهرجان والقائمين عليه قريبين من الجمهور وعلى تماس مباشر بطرح مشاكلهم عبر العروض المسرحية المقدمة، حيث يجمع المسرح الطقسي اشلاء الارواح المتناثرة في جسد الخشبة المتشققة من قرع طبول الجهل، يرممها بإيقاعات وترانيم المتصوف الزاهد ليحولها الى نور بلا زيت او زجاجة، هذه هي روح الطقسي تحلق في مدارات لا ينال منها المتربصون بهدم الفعل والحب والرقص والتهجد، خسرت تلك الاجساد المحنطة الرهان على هزيمة فرسان طقوس فهم يحلقون بحكاياتهم واساطيرهم وتجلياتهم وفوانيسهم ومشاعلهم في فضاء الجمال، فمرحبا بالمحتفلين بحلقات السمر وتعاليل مواسم الفن وعشيات طقوس المسرح بقلب عمان العروبي الدافئ.
المكرمون بالمهرجان
وعلى هامش فعاليات المهرجان الذي سوف يستمر حتى 28 / حزيران الحالي سوف يتم تكريم احمد بورحيمة من الإمارات العربية المتحدة، وهو ممثل وكاتب/ مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة في حكومة الشارقة / مدير مهرجان أيام الشارقة المسرحية ومهرجان الشارقة للمسرح الخليجي/ رئيس تحرير فصلية المسرح التي تصدرها الدائرة الثقافية في الشارقة/ عضو مسرح الشارقة الوطني/ استهل نشاطه المسرحي أوائل ثمانينيات القرن الماضي/ وقدم لمكتبة المسرح العديد من النصوص منها «كانوا هنا»، «دهن عود» و» اه قلبي» وسواها. عضو هيئات ولجان ثقافية وفنية عدة/ شارك في مهرجانات خليجية وعربية وعالمية، ممثلاً وكاتباً وإدارياً، ومن الأردن د.محمد عطيات، وهو كاتب ومفكر اردني من مواليد مدينة السلط، تلقى أولى علومه في مدرسة السلط الثانوية، ثم نال درجة البكالوريوس في الأدب العربي من جامعة دمشق عام 1965، ثم الماجستير من الجامعة الاردنية، ثم الدكتوراه من الجامعة اليسوعية من بيروت، عمل مدرسا في وزارة التربية واستاذا في الجامعة ومستشارا ثقافيا في دولة الكويت، وهو شاعر ومسرحي مبدع، من اهم أعماله الأدبية، الفارس العربي الجديد وكرسي الاعتراف، ومن اهم أعماله المسرحية، تل الجادور، وساحة العين، رجال شرق الاْردن.
ورش وندوات
وعلى هامش المهرجان سوف تعقد الورشة المسرحية ( تقنيات التعبير الجسدي و عناصر العرض المسرحي) تديرها زوهاد ضيفلاوي/تونس، وتقنيات التعبير الجسدي و الجهاز الدّاخلي ( النفسي / العقلي ) الذّاكرة الانفعالية، الجسد بين الوعي واللاّوعي ( الأنا / و التواصل مع الآخر / الأدوات )، تقنيات التعبير الجسدي و النص المسرحي ( الجسد و الفعل المسرحي، الجسد و الشخصيّة، الجسد المرتجل )، التعبير عن النص نفسيا، صوتيّا و جسديّا، التعبير الجسدي و العناصر المسموعة و المرئية (الموسيقى، السّينوغرافيا)، اما الفئة المستهدفة فهم ممثلون هواة و محترفون و طلبة ( مسرح) و راقصون ( كوريغراف)، حيث الهدف من الدورة جعل الممثل قادرا على تقمص شخصية مسرحيّة و نقلها من النّص كفكرة إلى فعل نابض بالحياة و تعليمه تقنيات الفعل المسرحي من الجسد البيولوجي العضوي إلى الجسد المبدع الخلاّق ( ممثل)، بالاضافة الى الندوة الفكرية « تجليات مسرح الصور « يدير هذه الندوة الدكتور يحيى البشتاوي مديرا من الاردن والدكتور رياض السكران والدكتور عبد الرضا جاسم من العراق وتقام بالساعة 11 صباحا بقاعة فندق الريجنسي.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption