مسرح الشباب
مدونة مجلة الفنون المسرحية
مع اقتراب موعد الدورة الجديدة لمهرجان دبي لمسرح الشباب التي تنطلق منتصف أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في دبي، يتوقع النقاد والمسرحيون أن يتخلل هذه الدورة العديد من المفاجآت على صعيد النصوص وطريقة الإخراج وأيضا في المستوى التمثيلي، وهو المعيار الذي راهنت عليه اللجنة المنظمة للمهرجان منذ انطلاقته الأولى في عام 2007 .
ومن المهم في هذا السياق أن نتذكر مجموعة الاقتراحات والبرامج التي ترافق مثل هذه المهرجانات والتي يحرص المسؤولون على تنفيذها، ومن ذلك التركيز على ترجمة خلاصات هذه الدورات إلى واقع عملي عند الشباب من ممثلين ومخرجين وكتّاب نصوص وطواقم فنية مختلفة، والنظر إلى مثل هذه المهرجانات لتشكل منصة رئيسية لاحتضان المواهب الشابة، هو أمر في غاية الأهمية، لا سيما أن الإمارات تحتضن مسرحاً آخر يخص الشباب، وهو مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة، هذه المنصة الشبابية بدأت تتضح من خلال مشاركة وجوه فنية للمرة الأولى، صارت تثبت حضوراً لافتاً في العروض، وربما يكون التخطيط المسبق الذي تشرف عليه اللجان المنظمة على مثل هذه المهرجانات والإصرار على أن يكون مسرح الشباب شريكاً في الحراك الفني المسرحي في الإمارات، هي واحدة من الخطوات المهمة . فعلى سبيل المثال، فقد تمت برمجة وتنفيذ العديد من الورش والمحاضرات والدورات الفنية التي تسبق انطلاقة مهرجان دبي لمسرح الشباب، كما تمت استضافة عدد من الرموز المسرحية العربية، كان آخرها المخرج المصري انتصار عبدالفتاح الذي قدم "ورشة الإخراج المسرحي"، كما نظمت ورشة أخرى في النقد المسرحي لجمال آدم، استمرت الدورة الأولى نحو أسبوع كامل، طبقت من خلالها فكرة "مسرح الحقيبة"، وهي امتداد لتجربة عمل عليها عبد الفتاح في مصر في سياق ما تطرحه من أفكار تجسدت في عرض ختامي بعنوان "الخط الأصفر"، وتطبق منهجاً لمسرح متعدد الأبعاد والأشكال يطلق عليه "المسرح البيلوفوني"، بينما انعقدت الثانية طوال شهر كامل، وأبرز كثير من المنخرطين في هاتين الدورتين دور الورشة في تعميم الفائدة الفنية .
مثل هذه الأفكار وغيرها، هو أمر مهم يولي الجانب التثقيفي في المسرح عناية فائقة، من حيث الإلمام بجوانب المسرح كافة، ومن جهة أخرى مناقشة الأفكار المتعلقة بالقضايا الراهنة التي يتفاعل معها جيل اليوم، لا سيما في الجوانب الاجتماعية والفكرية والسياسية، مع انفتاح العالم على كثير من التحولات، ووجوب التعامل معها ثقافياً بروح إيجابية خلاقة، في سياق ما هو حضاري وثقافي، ويؤسس لرسوخ مبدأ الحوار والتفاعل بين الشعوب .
كثيرة هي المقترحات، التي تم تنفيذها وتصب في مصلحة تعميم الفائدة الفنية ومنها مثلاً تركيز مهرجان دبي لمسرح الشباب على تقديم العروض باللغة العربية الفصحى، وهو ما يُعد قفزة مهمة في سياق توجيه الشباب لهذه اللغة التي تتسم بالثراء المعرفي .
عثمان حسن
الخليج
0 التعليقات:
إرسال تعليق