«أحوال شخصية»عرض يتناول قضايا المرأة الشائكة على خشبة المسرح
مجلة الفنون المسرحية«أحوال شخصية»عرض يتناول قضايا المرأة الشائكة على خشبة المسرح
محمود مصطفى
صناع العرض: نجاحنا فاق التوقعات.. وسعداء بردود أفعال الجمهور والنقاد
«4 مانيكانات يخرجن من فاترينات العرض، لتسرد كل منهن مشكلاتها، والعوائق التى تسببت وجعلت كلا منهن يتحولن من امرأة إلى مجرد مانيكان بلا إرادة»، تلك كانت فكرة عرض «احوال شخصية» الذى تعرضه فرقة مسرح الشباب على خشبة مسرح أوبرا ملك، والذى حصل على درع المجلس القومى للمرأة، تقديرا لاهتمام الفرقة بإنتاج مسرحية تطرح قضايا ومشكلات المرأة. «احوال شخصية» من تأليف وأشعار ميسرة صلاح الدين، ويشارك فى بطولتها عبير الطوخى، لمياء جعفر، وندى عفيفى، وديكور وأزياء أحمد سلمان، وإضاءة عز حلمى، وموسيقى حازم الكفراوى، ومونتاج مواد فيلمية محمود صلاح، إخراج أشرف حسنى.
من جانبه أبدى عادل حسان مدير فرقة مسرح الشباب ومنتح العرض عن سعادته بردود الافعال الإيجابية للعرض من قبل الجمهور والنقاد والفنانين، مشيرا إلى حرص العديد من الشخصيات العامة على مشاهدة المسرحية، ومنهم الفنانان محمود حميدة، وأحمد عبدالوارث، والكتاب بهيج اسماعيل، ويوسف القعيد، وفاطمة ناعوت، وكرم النجار، وأمال خلوصى.
وقال حسان: إنه تم عمل بروتكول تعاون مع المجلس القومى للمرأة لعرض المسرحية فى عدد كبير فى محافظات مصر، على أن يتم وضع برنامج للبدء فى تنفيذ هذا الامر والمقرر له مع بداية الشهر القادم، وهو ما يعد أمرا جيدا ومهما بالنسبة لنا، فالمسرح بشكل عام أصبح منتعشا فى الآونة الأخيرة واستطاع جمع إيرادات خلال السنتين الماضيتين، وهو شيء إيجابى لنا، بالإضافة إلى أن المسرح استقطب الجمهور بمختلف الأعمار السنية والأسر المصرية أيضا بشكل كبير من خلال عروض البيت الفنى، والمسرح القومى، فالناس أصبح لديها وعى وإدراك فى الحكم على الأعمال المسرحية والمساهمة فى نجاحها بشكل كبير.
وقال مخرج العرض أشرف حسنى إن العمل يتناول 4 قضايا رئيسية قديمة ومعاصرة تمس واقع المرأة المصرية من خلال 4 ممثلات يسردن معاناتهن التى تسببت فى تحولهم من بشر إلى تماثيل، ومنها الزواج المبكر، والحرمان من الميراث، ورفض الزوج وفكرة خروج الزوجة للعمل، وقهر المرأة للمرأة والفروق الطبقية.
وأضاف أشرف: رأيت أن أقدم الأربع شخصيات من خلال تحويل الإنسان إلى مانيكان وكأنهن تماثيل أو تبلوهات أو مجرد براويز ليس لها رأى فى حياتهن، من خلال 4 مانيكانات داخل محل يستغلن خروج صاحبه لتخرج كل مانيكان وتسرد حكاياتها، بالإضافة لمحاولتهن الهروب من المحل ليعيشن حياتهن ويحصلن على فرصة ثانية.
وأوضح المخرج أن العرض يعتمد على الحكى أكثر من الحوار بين البطلات، مع إدخال عنصر الكوميديا للترويح عن الجمهور، إلى جانب الاستعانة بمادة فيلمية متغيرة فى خلفية المسرح، تشير إلى جذور المشكلة ومنشأ صاحبتها، كما يتضمن العرض أغنيات وموسيقى حية مصاحبة للمشاهد، تقوم بها الدكتورة بسمة الجالسة داخل إحدى فاترينات العرض القريبة من خشبة المسرح.
وقالت الفنانة الشابة لمياء جعفر عن دورها بالعرض: هى شخصية المرأة التى تتعامل بعنصرية مع أمها، فالدور كان يحتاج لنقلات كبيرة من الطابع التراجيدى للكوميدى للتخفيف من حدة المشكلات المطروحة، وهذا الأمر يتطلب تدريبات ومجهودا كبيرا، وأرى أن من أصعب المشاهد هو عندما فقدت أمها فكنت أحاول أن أعتذر لها عما حدث ولكن كان فات الأوان.
وأضافت لمياء: تلقيت ردود أفعال جيدة عن الدور لدرجة أن من يشاهد تلك الشخصية يتفاعل معها ويبكى من شده تأثره بها، ففكرة العرض تتناول اسباب تحويل المرأة إلى مانيكان، والمقصود بهذا هو الهروب من المشكلة أو تجميدها دون تقديم حل لها.
وعلقت الفنانة عبير الطوخى على الشخصية التى تلعبها، قائلة: جذبتنى بشدة، فهى زوجة وأم يمنعها زوجها من النزول إلى العمل، فهى تتكلم عن مشكلة ما زالت موجودة فى المجتمع، كما نتناول من خلالها أكثر من مشكلة تمس المرأة، ومنها التفرقة بين البنت والولد فى مراحل التربية.
وتشير بطلة العرض راماج فهمى إلى اهمية الدور الذى تلعبه فى العرض، وهو دور البنت التى يجبرها أهلها على الزواج مبكرا فى سن مبكر 13 عاما من رجل كبير فى السن، وعن تلك الشخصية قالت: قدمت نموذجا لفتاة تعرضت للقهر بسبب مطالبتها بالزواج، ما جعلها تهجر بلدتها وتهرب فى ليلة الدخلة؛ محاولة منها لأن تعيش سنها وأحلامها وأهدافها وتحقق طموحاتها المشروعة فى الحياة، وهى تعد رسالة لكل أسرة بأن البنت تحتاج إلى أن تعيش سنها حسب المرحلة العمرية التى تمر بها.
أما الشخصية الرابعة فهى فتاة صعيدية تهرب من بلدتها بالمنيا، بسبب قهر شقيقها الذى يحاول حرمانها من الميراث، وتقول عنها ندى عفيفى التى جسدتها فى العرض بأن كونها فتاة صعيدية، اقتضى تقديمها على المسرح تدريبا على اللهجة الصعيدية على يد خبير اللهجات محمود منشاوى، والذى دربها على لهجة ابناء ملوى ليبدو الاداء اكثر صدقا وتأثيرا، خاصة وأنها تعبر عن مشكلة توريث البنات التى لا تزال موجودة فى صعيد مصر.
------------------------
المصدر : الشروق
0 التعليقات:
إرسال تعليق