مسرحية للأطفال " الجمرة "/ تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحية" 1 "
الببغاء أمام عرين الأسد ،
يتلفت ثم يخاطب الجمهور
الببغاء : أعزائي الأطفال ، من منّا لا يحب
الحقيقة ؟ ستقولون لا أحد ، كلنا نحب
الحقيقة ، لكن ماذا لو كانت الحقيقة
جمرة ؟ جمرة من نار " صمت " إنّ
وراء ما قلته ، يا أعزائي ، حكاية
طفل 1 : احكها لنا .
طفل 2 : نعم ، نعم ، احكها .
طفل3 : احك الحكاية ، هيا ، احكها .
الببغاء : حسن ، يا أعزائي ، أصغوا " بصوت
حكائي " كان لملك الغاب .. الأسد ..
قرد ، وكان يحبه كثيراً ، وقد شغله
حتى عن اللبؤة نفسها ، وذات صباح ،
وجد القرد قتيلاً ، وكان عليّ أن أنقل
هذا الخبر إلى الملك ، فأنا نديمه
ورسوله " يتوجه نحو العرين " تعالوا
معي إلى الملك..
إظلام
" 2 "
داخل العرين ، الببغاء ،
الأسد يقف مصدوماً
الأسد : لا ، لا يمكن .
الببغاء : هذا ما حدث ، يا مولاي .
الأسد : قردي ! قردي الحبيب ، مات ؟
الببغاء : للأسف ، يا مولاي ، وجد هذا الصباح
مقتولاً .
الأسد : لابد من معرفة الجاني ، نادِ الثعلب
والظبي .
الببغاء : " ينحني " أمر مولاي " يخرج "
الأسد : لن يفلت الجاني ، سأعاقبه مهما كان ،
بل سآكله من قمة رأسه ، حتى نهاية
ذنبه .
إظلام
" 3 "
الببغاء يقف حائراً
أمام عرين الأسد
الببغاء : هذه مهمة لن ينساها الثعلب ولا الظبي
مدى الحياة ، فعليهما أن يبحثا عن
جان، يعرفه الجميع ، عدا الأسد طبعاً ،
لكن ما العمل ؟ إنها إرادة الملك ،
ولابدّ من الطاعة ، حسن ، تعالوا نذهب
في البداية إلى الثعلب ، فهو المحقق
الأول في الغابة " يسير نحو الخارج "
هيا ..
إظلام
" 4 "
بيت الثعلب ، الثعلب ،
زوجة الثعلب ، الببغاء
الببغاء : لعل الوقت غير مناسب ، لكن للضرورة
أحكاماً .
الثعلب : تفضل .
الببغاء : الملك يريدك .
الثعلب : " يرمق زوجته " آه .
الببغاء : قرد الملك ، وجد مقتولا ً .
الزوجة : " مندفعة " لكن القاتل ..
الثعلب : " يقاطعها " عزيزتي .
الزوجة : " مترددة " إنه .. أردت أن أقول ..
الثعلب : دعي الأمر لي .
الببغاء : هذا عين العقل .
الثعلب : " للببغاء " إنني رهن إشارة الملك .
الببغاء : أرجو أن لا تتأخر .
الثعلب : سألحق بك بعد قليل .
الببغاء : إلى اللقاء في العرين .
الثعلب : إلى اللقاء .
الببغاء : " يخرج " ....
الزوجة : لكن ..
الثعلب : أصمتي .
إظلام
" 5 "
الببغاء يتوقف برهة ،
أمام بيت الثعلب
الببغاء : قد تغضب الإناث مني ، لكن هذه هي
عادته معظمهنّ ، إنهنّ لا يعرفن ،
متى عليهنّ أن يصمتن ، على كلّ ،
دعونا الآن من الإناث ، وتعالوا معي
إلى الظبي ..
إظلام
" 6 "
بيت الظبي ، الظبي ،
زوجة الظبي ، الببغاء
الظبي : المسكين ، كان الملك يحبه كثيراً .
الزوجة : لعلّ هذا هو سبب موته .
الظبي : عزيزتي .
الزوجة : إنه لا يستحق الموت .
الببغاء : هذا قدره .
الزوجة : يا لغيرة هذا القدر .
الببغاء : " محرجاً " أيها الظبي .
الظبي : سيدي .
الببغاء : الملك أرسلني في طلبك ، سيبدأ التحقيق
فوراً .
الظبي : اسبقني ، سآتي بعد قليل .
الببغاء : أرجو أن لا تتأخر .
الظبي : أمرك ، سيدي .
الببغاء : إلى اللقاء .
الظبي : إلى اللقاء ، سيدي .
الببغاء : " يخرج " ....
الزوجة : يا للقحة .
الظبي : هذه مهمتي .
الزوجة : الجميع يعرفون ..
الظبي : كفى ، تكفيني محنتي .
الزوجة : " تصمت متذمرة " ....
إظلام
" 7 "
الببغاء يقف برهة
أمام بيت الظبي
الببغاء : نعم ، إنها محنة ، محنة كبيرة ، فالحقيقة
جمرة ، ليس من السهل أن تطبق
شفتيك عليها لمدة طويلة ، مهما كنت
.. " يصمت لحظة " الأفضل أن
أسرع " يتجه نحو الخارج " إنّ الملك
ينتظر ..
إظلام
" 8 "
عرين الأسد ، الأسد ،
الببغاء ، الثعلب ، الظبي
الأسد : أريد الجاني ، أريده ، في أقرب وقت .
الثعلب : أمر مولاي .
الببغاء :سأتابع الأمر بنفسي .
الثعلب : " ينحني " عن إذن مولاي .
الأسد : تفضل .
الثعلب : " يخرج " ....
الظبي : مولاي .
الببغاء : أمر مولاي واضح ، أيها الظبي .
الأسد : أريد الجاني .
الببغاء : تفضل بالذهاب ، والحق بالثعلب .
الأسد : هيا أسرع .
الظبي : " ينحني " أمر مولاي " يخرج "
الأسد : إنهما ، على ما أعرف ، أفضل محققين
في الغابة .
الببغاء : هذا حق ، يا مولاي .
الأسد : أرجو أن يجدا الجاني .
الببغاء : لننتظر ، يا مولاي .
الأسد : لا أريد أن أنتظر طويلاً .
الببغاء : أمرك ، يا مولاي .
الأسد : أيها الببغاء .
الببغاء : نعم ، مولاي .
الأسد : خيل إليّ ، أنّ الظبي أراد أن يقول شيئاً.
الببغاء : الظبي ؟ لا ، لا أعتقد ، يا مولاي .
الأسد : حسن ، أريد همتك .
الببغاء : " ينحني " مولاي .
إظلام
" 9 "
الببغاء يقف متنهداً ،
أما عرين الأسد
الببغاء : لعل الأسد على حق ، أنا أيضاً خيل
إليّ، أن الظبي أراد أن يقول شيئاً ،
لكني ، كما رأيتم ، قاطعته ، مهما يكن،
فلنعد إلى حكايتنا ، لابد أنكم تتساءلون،
ما الذي فعله الثعلب والظبي طول
النهار ؟ هل حققا في الأمر ؟ هل عرفا
الجاني ؟ ولكي نعرف ما جرى ، تعالوا
نذهب أولاً إلى الثعلب ..
إظلام
" 10 "
بيت الثعلب ، مساء ،
الثعلب وزوجته يتمشيان
الثعلب : دجاجة لذيذة .
الزوجة : اللبؤة تقدر ذوقنا .
الثعلب : وتقدر عقلنا أيضاً
الزوجة : لقد أرسلت لنا الدجاجة مذبوحة .
الثعلب : هذه هدية ورسالة .
الزوجة : لنتمتع بالهدية .
الثعلب : إنها حقاً .. لذيذة .
إظلام
" 11 "
الببغاء يقف برهة
أمام بيت الثعلب
الببغاء :لنترك الثعلب وزوجته يتمتعان بالهدية ،
فقد فهما رسالة اللبؤة ، ومثلهما يفهم
جيداً ، ما الذي تعنيه اللبؤة بالدجاجة
المذبوحة ، والآن تعالوا نذهب إلى
الظبي ..
إظلام
" 12 "
بيت الظبي مساء ، الظبي
وزوجته يجلسان إلى المائدة
الزوجة : إنني جائعة ، هيا نأكل .
الظبي : لا أستطيع ، كلي أنت .
الزوجة : لن آكل إذا لم تأكل .
الظبي : " ينظر إلى المائدة " يا لها من هدية .
الزوجة : حزمة من عشب طري ، وحزمة من
عشب يابس .
الظبي : طعام ونار ، وعلينا أن نختار .
الزوجة : سأرمي حزمة العشب اليابسة .
الظبي : كلا أ أبقيهما معاً .
الزوجة : حتى متى ؟
الظبي : حتى أختار .
إظلام
" 13 "
الببغاء يقف برهة
أمام بيت الظبي
الببغاء : مسكين من يختار بين اللقمة والنار ،
أهو شعر ؟ " يتجه إلى الخارج " تعالوا
معي إلى العرين ، قبل أن يتهمني أحد
.. بأني شاعر ..
إظلام
" 14 "
العرين ، الأسد ، اللبؤة ،
الببغاء ، الثعلب ، الظبي
الأسد : حسن ، أردتُ الجاني " لا أحد يرد "
يبدو أنّ في الأمر شيئاً " للثعلب " تكلم
أنت .
الثعلب : أمر مولاي .
الأسد : من الجاني ؟
الثعلب : لا جان ِ ، يا مولاي .
الأسد : عجباً " للظبي " وأنت ، ماذا تقول ؟
الظبي : أقول ، يا مولاي ، ما قاله الثعلب .
الأسد : لا جان ِ !
الظبي : نعم ، يا مولاي .
الأسد : لكن قردي قتل .
الثعلب : القرد لم يقتل ، يا مولاي ، بل مات .
الأسد : مات !
الثعلب : مثلما يموت الآخرون .
الأسد : لا يمكن .
الببغاء : مولاي .
الأسد : أريد الجاني ، مهما كان .
الببغاء : ما توصل إليه الثعلب والظبي ، يحفظ
للغابة هيبتها ، يا مولاي .
اللبؤة : هذا حق .
الببغاء : ليس من مصلحة غابتنا ، أن يشاع في
الغابات المجاورة ، بأنّ قرد الملك قتل .
الأسد : " متردداً " قردي ..
الببغاء : مولاي ، أنت ملك .
الأسد : " ينظر حوله حائراً " ....
الجميع يصمتون ، اللبؤة
مرتاحة ، يدخل الضبع
الضبع : مولاي ، الطعام جاهز .
الأسد : لا أشتهي أي شيء .
اللبؤة : لدينا حمار فطيم .
الأسد : " ينظر إلى اللبوة " ....
اللبؤة : أرسله لنا أبي صباح اليوم .
الأسد : " يبدو فرحاً " إنني أحب الحمار .. "
يتراجع فرحه " قردي المسكين ، لا
أستطيع أن .. " يتجه إلى الخارج " ،
تعالي نتذوق حمار أبيك ؟
اللبؤة : " تلحق بالأسد " هيا يا مولاي " تمر
بالببغاء " شكراً ، شكراً أيها الببغاء .
الببغاء : " ينحني للبوة " عفواً ، يا مولاتي .
إظلام
" 15 "
الببغاء يقف برهة ،
أما عرين الأسد
الببغاء : الحمار الفطيم ، هذا ما يفضله الأسد ،
وهذا ما تعرفه اللبؤة جيداً ، واللبؤة ..
آه من اللبؤة " بصوت هامس " تعالوا
معي " يتجه نحو العرين " إلى اللبؤة ..
إظلام
" 16 "
الأسد واللبؤة في
العرين ، يتناولان الطعام
اللبؤة : ما رأيك ؟
الأسد : " يأكل بتلذذ " الله ، لذيذ ، نعم لذيذ "
يتوقف مفكراً " لم أفهم تماماً ما قاله
الببغاء .
اللبؤة : لا تفكر ، يا عزيزي ، كل الآن .
الأسد : " يأكل " لقد أشبعنا أبوك بالحمير "
يضحك " أخشى أن يؤثر هذا على
ذكاء أحفادنا " يكف عن الضحك "
قردي ، قردي المسكين .
اللبؤة : دعك منه ، لقد مات .
الأسد : " يحدق في اللبؤة " يخيل إليّ أحياناً أنك
..
اللبؤة : تفضل " تقدم له قطعة من اللحم " إنها
هشة .
الأسد : " يأخذها وينهشها " إنني ما زلت شاباً .
اللبؤة : طبعاً ، طبعاً " تقدم له قطعة أخرى "
كل هذه أيضاً ، إنها قطعة دسمة .
الأسد : " ينهش قطعة اللحم " لذيذ " يضحك "
ليت أباك يرسل لنا المزيد من الحمير
الفطيمة .
اللبؤة : كل ، يا عزيزي ، ستغرق بالحمير .
إظلام
" 17 "
الببغاء أمام العرين ،
يتقدم من الجمهور
الببغاء : أعزائي ، في هذه الحكاية ، لم يستطع
أحد منّا ، كما رأيتم ، أن يقول الحقيقة ،
واخترنا جميعاً ، أن نبقي الجمرة في
أفواهنا ، ونطبق شفاهنا عليها ، حتى
النهاية ، آمل أن يأتي زمان .. " يتوقف
خائفاً " عفواً ، إنه الأسد ، أرجوكم ، لا
تقولوا له ، إنني حدثتكم عن .. " يسرع
نحو الخارج " هاهو قادم " يلوح بيده
وهو يخرج " إلى اللقاء .
الببغاء يخرج مسرعاً ،
المسرح خال
إظلام
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق