أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022

مسرحية " الأطفال يمثلون قصة .. علي كوجيا وصديقه التاجر " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الكاتب طلال حسن 


مسرحية " الأطفال يمثلون قصة ..   علي كوجيا وصديقه التاجر   "  تأليف طلال حسن 
 
المشهد الأول

غرفة في قصر الأمير ، مجموعة
من الجواري يؤدين رقصة إيقاعية ، على أنغام أغنية حزينة ، الأمير ساهم مهموم ، الوزير ، قائد الجند ، حراس ، الجارية تنتهي من الغناء ، الوقت بعد منتصف الليل  .

الجارية : مولاي .

الأمير : " لا يرد " ....

الجارية : مولاي .

الأمير : " ينتبه " هل انتهيت ؟

الجارية نعم ، يا مولاي .

الأمير : آ .. ه .

الجارية : مولاي .

الأمير : نعم .

الجارية : هل تود أن أغني ثانية ، يا مولاي ؟

الأمير : أخشى أن تكوني متعبة .

 الجارية : إن إسعادك لا يتعبني ، يا مولاي .

الأمير : ارتاحي قليلاً .

الجارية : ما الذي يؤرقك ، يا مولاي .

الأمير : الحقيقة .

الجارية : مولاي ..

الأمير : تؤرقني الحقيقة .

الجارية : مولاي .

الأمير : يقول علي كوجيا ، كان في الدن ذهب .

الجارية : أنت متعب ، يا مولاي .

الأمير : ويقول التاجر ، ليس في الدن ذهب .

الجارية : من الأفضل أن ترتاح ، يا مولاي .

الأمير : فأين الحقيقة ؟

الجارية : مولاي .

الأمير : أين الحقيقة ؟

الجارية : لقد أوشك الفجر على الظهور .

الأمير : أي فجر ؟

الجارية : مولاي ! 

الأمير : فجر الحقيقة ؟

الجارية : بفضل عدالتكم سيظهر ، يا مولاي .

الأمير : أيها الوزير .

الوزير : نعم مولاي .

الأمير : أعطني الحقيقة ، ودعني أرتح .

الوزير : من أجل راحتك ، يا مولاي ، أعطيك
حياتي .

الأمير : إنني أريد الحقيقة .

الوزير : عندما حققنا مع التاجر ، يا مولاي ،
أقسم بأن الحقيقة معه .

الأمير : ليس في الدن ذهب .

الوزير : وعندما حققنا مع علي كوجيا ، أقسم هو
الآخر ، بأن الحقيقة معه .

الأمير : كان في الدن ذهب .

الوزير : لقد أقسم كلاهما ، بأن الحقيقة معه .

الأمير : فأين الحقيقة ؟

الوزير : مولاي ..

الأمير : أين الحقيقة ؟

القائد : يمكن أن أجدها ، يا مولاي .

الأمير : أنت ؟

القائد : نعم ، يا مولاي .

لأمير : كيف تجدها ؟ 

القائد : سوف أنتزعها ، يا مولاي .

الأمير : ماذا تنتزع ؟

القائد : الحقيقة .

الأمير : وهل تُنتزع الحقيقة ؟

القائد : كأي شيء آخر ، يا مولاي .

الأمير : " بسخرية " كيف تنتزع الحقيقة ، يا
قائد جندي ؟

القائد : بالسيف .

الأمير : " بحدة " بالسيف !

القائد : لم يعد هناك حل آخر 

الأمير : يا قائد جندي ، إنني لم أثق يوماً بحقيقة
تُنتزع بالسيف .

القائد : مولاي ..

الأمير : إنني أحكم بشراً ، هل فهمت يا قائد
جندي ؟ إنني أحكم بشراً .

القائد : مولاي ..

الأمير : إنني لم أستخدم السيف إلا دفاعاً عن
الحقيقة والعدالة ، ولن أستخدمه مطلقاً
لانتزاع حقيقة كاذبة ، يا قائد جندي ،
إنني لن أذبح الحقيقة للحصول على عدالة
مزعومة .

الوزير : مولاي .. 

القائد : عفو مولاي .

الأمير : أعطوني الحقيقة ، ناصعة كالفجر ، أو
دعوني أبحث عنها وحدي .


                           صمت ، الأمير يعود إلى 

                         سهومه ، الجارية تدنو منه


الجارية : مولاي .

الأمير : " لا يرد " ....

الجارية : مولاي .

الأمير : هل تكلميني ؟

الجارية : نعم ، مولاي .

الأمير : إنني متعب .. متعب .

الجارية : لقد أتعبك البحث عن الحقيقة .

الأمير : أريد الحقيقة ، أريدها .

الجارية : أعتقد أنني أعرفها .

الأمير : تعرفين ماذا ؟

الجارية : الحقيقة .

الأمير : أية حقيقة ؟

الجارية          :الحقيقة التي نبحث عنها ؟

الأمير : " يبتسم " أنت تعرفينها ؟

الجارية : نعم ، يا مولاي .

الأمير : أنا ووزيري وقائد جندي عجزنا عن
الوصول إلى الحقيقة ..

 الجارية : لم أصل إليها بنفسي .

الأمير : أنت تحيرينني .

الجارية : لقد تعلمتها .

الأمير : ممن تعلمتها ؟

الجارية : من الأطفال .

الأمير : هل تمزحين ؟

الجارية : كلا ، يا مولاي .

الأمير : تعلمت الحقيقة من الأطفال ؟

الجارية : نعم .

الأمير : أي أطفال ؟

الجارية : ذهبت صباح اليوم إلى الحديقة ، فرأيت
الأطفال يمثلون قصة علي كوجيا
وصديقه التاجر ، فعرفت الحقيقة .

الأمير : " تتسع ابتسامته " عرفت الحقيقة ؟

الجارية : كلها ، يا مولاي .

الأمير : أخبريني ..

الجارية : مولاي .

الأمير : هل كان في الدن ذهب ؟

الجارية : " تبتسم " مولاي .

الأمير : إذن ليس في الدن ذهب .

الجارية : مولاي .

الأمير : أين الحقيقة إذن ؟

الجارية : عند الأطفال .

الأمير : لكنك تعرفينها .

الجارية : لقد تعلمتها من الأطفال ، يا مولاي ،
فلماذا لا تتعلمها منهم ؟

الأمير : " للوزير والقائد " ماذا تقولان ؟

الوزير : كما تشاء ، يا مولاي .

القائد : أمر مولاي .

الأمير : دعونا الآن نشاهد معاً مسرحية علي
كوجيا وصديقه التاجر ، يمثلها لنا
الأطفال ، لعلنا نصل إلى الحقيقة ..

الجارية : " تبتسم " الناصعة .

الأمير : " يبتسم هو الآخر " الناصعة كالفجر .














المشهد الثاني


 نفس المنظر السابق ، الأمير والوزير   
          والقائد والجارية يجلسون في طرف
        المسرح ، في الوسط منصة يجلس
          وراءها طفل يمثل دور القاضي ، يقف
        أمامه طفلان يمثلان دور علي كوجيا
        وصديقه التاجر ، ثلاث أطفال يمثلون
        دور الحرس .

القاضي : أيها السادة ، تنظر محكمتنا اليوم في
قضية علي كوجيا وصديقه التاجر ، إن
رائدنا هو العدل ، العدل دائماً ، العدل
مهما كانت الظروف .

الأمير : رائع ، رائع .

الوزير : أية حكمة .

الجارية : خذوهم صغاراً .

الوزير : إنهم يأخذونا كباراً .

الأمير : يا قائد جندي .

القائد : نعم ، مولاي .

الأمير : تعلم .

القائد : مولاي ..

الوزير : نحن جميعاً نتعلم .

الجارية : مولا .. ي .

الأمير : هش .. دعونا نسمع .

القاضي : التاجر .. علي كوجيا .

علي : نعم مولاي .


                          علي كوجيا يدنو من

                    المنصة ، ويقف أمام القاضي


القاضي : هل أنت علي كوجيا ؟

علي : نعم .

القاضي : ما هي مهنتك ؟

علي : تاجر .

القاضي : لقد ادعيت ، يا علي ، بأن صديقك
التاجر قد خان الأمانة ، وسرق الذهب .

  التاجر : " يصيح من مكانه " بريء والله .

القاضي : " يزجره " اسكت .

التاجر : لكني بريء .. بريء .

القاضي : اسكت وإلا أمرت بحبسك .

التاجر : سكت ، لن أتكلم ثانية ، لكن والله ..

القاضي : قلت لك ، أسكت .

التاجر : حسن .. مولاي .. حسن .


                       القاضي يلتفت ثانية 

                         إلى علي كوجيا 


القاضي : يا علي كوجيا ..

علي : نعم ، مولاي .

القاضي : فصّل للمحكمة قضيتك .

علي : مولاي القاضي ، قررت السفر في
تجارة إلى الهند ، فوضعت بعض ما
أملكه من ذهب في دن ملأته بالزيتون ،
ثم أحكمت غطاء الدن ، وأودعته عند
صديقي التاجر .

القاضي : كم قطعة من الذهب في الدن ، يا علي
كوجيا ؟

علي : ألف قطعة ، يا مولاي .

القاضي : حسن ، أكمل .

علي : وعندما عدت من السفر ، بعد خمس
سنوات ، استعدتُ الدن من صديقي
التاجر ، فلم أجد فيه سوى الزيتون .

التاجر : " يصيح من مكانه " بريء والله .

القاضي : أسكت .

التاجر : يا مولاي ، إنه يتهمني بالسرقة وخيانة
الأمانة ، وأنا والله تاجر شريف وأمين .

القاضي : أسكت وإلا أمرت بحبسك .

التاجر : سكت ، لن أتكلم ثانية ، لكن والله ..

القاضي : قلت لك ، أسكت ..

التاجر : حسن .. مولاي .. حسن .


                       القاضي يلتفت ثانية

                         إلى علي كوجيا


القاضي : يا علي كوجيا ، أنت معروف في هذه
المدينة بالصدق والأمانة ، فنرجو أن
يكون كل ما جاء في حديثك مطابقاً
للحقيقة .  

علي : يا مولاي ، إنني أكتفي بما قلت ، وأنا
واثق من أن عدالتكم ستضع الحق في
نصابه .

القاضي : قلت منذ البداية ، أن رائدنا هو العدل ،
وسيبقى العدل رائدنا حتى النهاية ،
شكراً.

الأمير : رائع ، رائع .

الوزير : أي درس لنا جميعاً .

القائد : إنني أعرف منذ الآن ، من هو المذنب.

الجارية : من ؟

الأمير : يا قائد جندي ..

القائد : نعم ، مولاي .

الأمير : إن العدالة ليست رجماً بالغيب .

القائد : مولاي .. 

الأمير : هش .. دعونا نسمع .


                    علي كوجيا عاد إلى مكانه ،

                       القاضي يخاطب التاجر


القاضي : تقدم .

التاجر : " يتقدم " حاضر مولاي .

القاضي : ما اسمك ؟

التاجر : زياد شريف .. الأمين .

القاضي : الأمين ؟

التاجر : نعم ، يا مولاي .

القاضي : هل اسم جدك .. الأمين .

التاجر : كلا ، يا مولاي .

القاضي : جد جدك ؟

التاجر : كلا ، يا مولاي ، إنه لقبي .

القاضي : لقبك ! 

التاجر : نعم ، يا مولاي .

القاضي : من لقبك بالأمين ؟ عملاؤك ؟

التاجر : كلا ، يا مولاي .

القاضي : أمك ؟

التاجر : " يبتسم " كلا .

القاضي : من لقبك به إذن ؟ 

التاجر : أنا .

القاضي : أنت لقبت نفسك بالأمين ؟

التاجر : نعم ، يا مولاي .

القاضي : لماذا ؟

التاجر : لأني أمين ، يا مولاي .

القاضي : واضح .

التاجر : أشكرك مولاي .

القاضي : ما هي مهنتك  يا زياد ؟

التاجر : تاجر .

القاضي : لقد أثريت في فترة قصيرة ، يا زياد ..
يا شريف .. يا أمين .

 التاجر : الرزق من عند الله ، يا مولاي .

القاضي : هذا ما يقوله الجميع .

التاجر : ويرزقكم من حيث لا تعلمون ، لم يقل
هذا بشر ، يا مولاي ، لقد قاله الله سبحانه
وتعالى ، في القرآن الكريم .

الأمير : يا للمنافق .

الجارية : لقد أوقع بسيدنا لقاضي .

الوزير : إن قاضينا في موقف لا يحسد عليه .

الجارية : والحل ؟

القائد : السيف .

الأمير : يا قائد جندي ..

القائد : مولاي .

الأمير : دعنا نتعلم لغة غير السيف .

القاضي : أيها التاجر .. الشريف ..

التاجر : نعم مولاي .

القاضي : أتعرف كلام الله ؟

التاجر : بالتأكيد ، يا مولاي .

القاضي : أتعرفه ؟

التاجر : جداً ، يا مولاي .

القاضي : إذن لا تنسه ، وأنت تجيب على أسئلتي.

الأمير : رائع .. رائع جداً .

القاضي : متى أودع علي كوجيا الدن عندك ؟

التاجر : منذ خمس سنوات .

القاضي : أنت تذكر الدن الذي أودعه عندك علي
كوجيا ..

التاجر : نعم .

القاضي : هل كان مفتوحاً ؟

التاجر : كلا يا مولاي .

القاضي : كان إذن مقفلاً . .

التاجر : نعم .

القاضي : مقفلاً بإحكام .

التاجر : نعم .

القاضي : ماذا كان في الدن ؟

التاجر : زيتون .

القاضي : فقط ؟

التاجر : كلا مولاي .

القاضي : كان هناك إذن شيء آخر .

التاجر : نعم .

القاضي : ما هو ؟

التاجر : ماء .

القاضي : ماء ؟

التاجر : نعم ، يا مولاي .

القاضي : ألم يكن في الدن شيء آخر ؟

التاجر : كلا ، يا مولاي .

القاضي : ذهب مثلاً ..

التاجر : أبداً .

القاضي : ألف قطعة فقط ..

التاجر : أبداً والله .

القاضي : عندما أودع علي كوجيا الدن عندك ، هل أخبرك ما الذي فيه ؟

التاجر : كلا .

القاضي : هل فتحت الدن ؟

التاجر : كلا .

القاضي : أبداً ؟

التاجر : أبداً والله .

القاضي : أخبرني إذن ، كيف عرفت أن في الدن زيتوناً ؟

التاجر : " يتلجلج " مو .. لا .. ي .

القاضي : وماء .. فقط ؟

التاجر : مولاي ..

القاضي : إذن .. لقد فتحت الدن .

التاجر : لا .. والله .

القاضي : فتحته ، اعترف .

التاجر : لم أفتحه .

القاضي : فتحته ، وأخذت الذهب .

التاجر : لم أفتحه والله ، لم أفتحه .

القاضي : يا زياد ، يا أمين ، لقد ادعيت أنك لم
تفتح الدن ، ولكنك مع هذا تقول ، إن
الدن لا يحتوي إلا على الزيتون والماء ،
فما معنى هذا ؟

التاجر : إنني بريء .

القاضي : معنى هذا أنك لا تقول الحقيقة .

التاجر : " بخوف " بريء والله .. بريء .

القاضي : أنت خائف ، يا أمين ، خائف جداً ،
لأنك تعرف أنك مذنب ، والآن ، وقبل
أن تعترف بأكاذيبك ، سأقدم لك دليلاً
ملموساً على جريمتك ، أيها الحارس .

الحارس : نعم مولاي .

القاضي : هات الدن ، وناد على تاجر الزيتون .

الحارس " أمر مولاي " يخرج " .

الأمير : أين قاضي قضاتنا ؟ لقد فاته هذا الدرس.

الوزير : كان سيتعلم أن لا يقضي بالبقرة
لشخص ، وبذيلها للشخص الآخر .

القائد : إنني أعتقد ، يا مولاي ، أن طريقة
القاضي الصغير في القضاء ، ليست
                عملية .

الأمير : لماذا ؟ يا قائد جندي .

القائد : لأننا إذا اتبعنا طريقته ، فلن نقضي في
اليوم إلا في قضية واحدة أو قضيتين .

الأمير : نعم ، قد لا نقضي بقضيتين ، وقد لا
نقضي حتى بقضية واحدة ، ولكن في
هذه الحالة ، لن يفوتنا العدل ، وهذا هو
المهم ، يا قائد جندي .

الجارية : إن العدل رائدنا ..

الأمير : " يبتسم " مهما كانت الظروف .

                          يدخل طفل يمثل تاجر الزيتون ، 
                          ويدخل الحارس حاملاً الدن                يتقدم تاجر الزيتون ، ويقف أمام

                                    القاضي


  القاضي : ما اسمك ؟

تاجر الزيتون : إبراهيم عبد الرحمن .

 القاضي : ما هي مهنتك ؟

تاجر الزيتون : تاجر زيتون ، يا مولاي .

القاضي : هل عملت فترة طويلة في تجارة
الزيتون ، يا إبراهيم ؟

تاجر الزيتون : أكثر نن عشرين سنة ، يا مولاي .

القاضي : أنت من أشهر تجار الزيتون في المدينة ، يا إبراهيم ، ولابد أن لك خبرة واسعة في الزيتون ؟

تاجر الزيتون : إنني أحب مهنتي ، يا سيدي ، ولم أخجل يوماً من السؤال عن شيء لا أعرفه فيها ، ولهذا فإنني أستطيع أن أقول ، يا مولاي ، بأنني أعرف الكثير .

القاضي : أيها الحارس .

الحارس : نعم ، يا مولاي .

القاضي : افتح الدن .

الحارس : حاضر مولاي " يرفع غطاء الدن "

القاضي : تذوق هذا الزيتون .

تاجر الزيتون : "يضع زيتونة في فمه " .....

القاضي : ما رأيك فيه ؟

تاجر الزيتون : لا بأس .

القاضي : أخبرني ، يا إبراهيم .

تاجر الزيتون : نعم مولاي .

القاضي : كم سنة يبقى الزيتون طازجاً في الدن ؟

تاجر الزيتون : ثلاث سنوات .

القاضي : وإذا بقي أكثر ؟

تاجر الزيتون : يفسد طبعاً .

القاضي : لقد تذوقت الآن هذا الزيتون ، فأخبرني ، أهو طازج ؟

تاجر الزيتون : نغم مولاي .

القاضي : هل تستطيع أن تخمن متى وضع هذا الزيتون في الدن ؟ 

تاجر الزيتون : نعم ، يا مولاي .

القاضي : متى ؟

تاجر الزيتون : منذ سنة تقريباً .

القاضي : ليس منذ ثلاث سنوات .

تاجر الزيتون : كلا ، يا مولاي .

القاضي : ولا منذ أربع سنوات .

تاجر الزيتون : أبداً يا مولاي .

القاضي : وبالطبع ليس منذ خمس سنوات .

تاجر الزيتون : مستحيل .

القاضي : لماذا مستحيل .

تاجر الزيتون : لأنه مازال طازجاً ، يا مولاي .

القاضي : شكراً ، يا إبراهيم .

تاجر الزيتون : عفواً مولاي .

القاضي : تفضل .



        تاجر الزيتون يخرج ، القاضي يحدج 

      التاجر بنظرة قاسية ، التاجر يرتعش خوفاً 


القاضي : تقدم .

التاجر :" يتقدم " حاضر مولاي .

القاضي : لقد فتحت الدن منذ سنة ..

التاجر : " يتلجاج " مولاي ..

القاضي : " يصيح به " اعترف .

التاجر : نعم مولاي .

القاضي : فتحته ..

التاجر : نعم .

القاضي : منذ .. 

التاجر : سنة .

القاضي : ثم ..

التاجر : أفرغته من الزيتون ..

القاضي : ماذا وجدت فيه ؟

التاجر : ذهباً .

القاضي : كم قطعة ؟

التاجر : ألف .

القاضي : وأخذتها طبعاً ..

التاجر : نعم .

القاضي : ثم استبدلت الزيتون .

التاجر : نعم .

القاضي : أخبرني ، لماذا استبدلته ؟

التاجر : لقد ظننت أن فتح الدن قد أفسد الزيتون
، فاستبدلته .

القاضي :إذن يا أمين ، لم تكن أميناً .

التاجر : الرحمة ، يا مولاي .

القاضي : كنت خائناً للأمانة .

التاجر : الرحمة .. الرحمة .

القاضي : ستنال جزاءك العادل .

                         يقف القاضي الصغير ، 

                       ويخاطب جميع الحاضرين ُ

القاضي : أيها السادة الأفاضل ، إلى هنا تنتهي قصتنا ، قصة علي كوجيا وصديقه التاجر ، فنرجو أن نكون قد تركنا بعض الإشارات على الطريق إلى الحقيقة ، والآن نترك لأميرنا العادل ، الذي سمح لنا أن مثل هذه القصة أمامه ، أن يقضي بالعدل في قضية علي كوجيا وصديقه التاجر .


يدنو الأمير والوزير والقائد والجارية من الأطفال ، الأمير يداعب الأطفال ، ويربت على رؤوسهم ، ثم يخاطب الجمهور في 
                    بشر وبشاشة .


الأمير : أيها السادة الأفاضل ، نحن مدينون جميعاً للأطفال بالشكر ، فقد تعلمنا منهم أن الظفر بالحقيقة صعب ، لكنه ممكن ، وبفضل الأطفال أستطيع الآن أن أتلمس باطمئنان الطريق إلى العدالة ، أيها الإخوة علينا أن نكون تلاميذ متواضعين لكل الأساتذة ، لقد كنت الآن وإياكم تلميذاً كبيراً لأساتذتي الأطفال ، فكونوا
أساتذة وطلاباً لكل الأطفال ، وفي النهاية لا يسعني إلا أن أردد باعتزاز مقولة القاضي الصغير ،إن رائدنا هو العدل .. العدل دائماً .. العدل مهما كانت الظروف.  

                               الجميع ينحنون للجمهور

                             إظلام تدريجي 

                      ستار




0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption