مسرحية " الأطفال يمثلون قصة .. علي كوجيا وصديقه التاجر " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب طلال حسن |
غرفة في قصر الأمير ، مجموعة
من الجواري يؤدين رقصة إيقاعية ، على أنغام أغنية حزينة ، الأمير ساهم مهموم ، الوزير ، قائد الجند ، حراس ، الجارية تنتهي من الغناء ، الوقت بعد منتصف الليل .
الجارية : مولاي .
الأمير : " لا يرد " ....
الجارية : مولاي .
الأمير : " ينتبه " هل انتهيت ؟
الجارية نعم ، يا مولاي .
الأمير : آ .. ه .
الجارية : مولاي .
الأمير : نعم .
الجارية : هل تود أن أغني ثانية ، يا مولاي ؟
الأمير : أخشى أن تكوني متعبة .
الجارية : إن إسعادك لا يتعبني ، يا مولاي .
الأمير : ارتاحي قليلاً .
الجارية : ما الذي يؤرقك ، يا مولاي .
الأمير : الحقيقة .
الجارية : مولاي ..
الأمير : تؤرقني الحقيقة .
الجارية : مولاي .
الأمير : يقول علي كوجيا ، كان في الدن ذهب .
الجارية : أنت متعب ، يا مولاي .
الأمير : ويقول التاجر ، ليس في الدن ذهب .
الجارية : من الأفضل أن ترتاح ، يا مولاي .
الأمير : فأين الحقيقة ؟
الجارية : مولاي .
الأمير : أين الحقيقة ؟
الجارية : لقد أوشك الفجر على الظهور .
الأمير : أي فجر ؟
الجارية : مولاي !
الأمير : فجر الحقيقة ؟
الجارية : بفضل عدالتكم سيظهر ، يا مولاي .
الأمير : أيها الوزير .
الوزير : نعم مولاي .
الأمير : أعطني الحقيقة ، ودعني أرتح .
الوزير : من أجل راحتك ، يا مولاي ، أعطيك
حياتي .
الأمير : إنني أريد الحقيقة .
الوزير : عندما حققنا مع التاجر ، يا مولاي ،
أقسم بأن الحقيقة معه .
الأمير : ليس في الدن ذهب .
الوزير : وعندما حققنا مع علي كوجيا ، أقسم هو
الآخر ، بأن الحقيقة معه .
الأمير : كان في الدن ذهب .
الوزير : لقد أقسم كلاهما ، بأن الحقيقة معه .
الأمير : فأين الحقيقة ؟
الوزير : مولاي ..
الأمير : أين الحقيقة ؟
القائد : يمكن أن أجدها ، يا مولاي .
الأمير : أنت ؟
القائد : نعم ، يا مولاي .
لأمير : كيف تجدها ؟
القائد : سوف أنتزعها ، يا مولاي .
الأمير : ماذا تنتزع ؟
القائد : الحقيقة .
الأمير : وهل تُنتزع الحقيقة ؟
القائد : كأي شيء آخر ، يا مولاي .
الأمير : " بسخرية " كيف تنتزع الحقيقة ، يا
قائد جندي ؟
القائد : بالسيف .
الأمير : " بحدة " بالسيف !
القائد : لم يعد هناك حل آخر
الأمير : يا قائد جندي ، إنني لم أثق يوماً بحقيقة
تُنتزع بالسيف .
القائد : مولاي ..
الأمير : إنني أحكم بشراً ، هل فهمت يا قائد
جندي ؟ إنني أحكم بشراً .
القائد : مولاي ..
الأمير : إنني لم أستخدم السيف إلا دفاعاً عن
الحقيقة والعدالة ، ولن أستخدمه مطلقاً
لانتزاع حقيقة كاذبة ، يا قائد جندي ،
إنني لن أذبح الحقيقة للحصول على عدالة
مزعومة .
الوزير : مولاي ..
القائد : عفو مولاي .
الأمير : أعطوني الحقيقة ، ناصعة كالفجر ، أو
دعوني أبحث عنها وحدي .
صمت ، الأمير يعود إلى
سهومه ، الجارية تدنو منه
الجارية : مولاي .
الأمير : " لا يرد " ....
الجارية : مولاي .
الأمير : هل تكلميني ؟
الجارية : نعم ، مولاي .
الأمير : إنني متعب .. متعب .
الجارية : لقد أتعبك البحث عن الحقيقة .
الأمير : أريد الحقيقة ، أريدها .
الجارية : أعتقد أنني أعرفها .
الأمير : تعرفين ماذا ؟
الجارية : الحقيقة .
الأمير : أية حقيقة ؟
الجارية :الحقيقة التي نبحث عنها ؟
الأمير : " يبتسم " أنت تعرفينها ؟
الجارية : نعم ، يا مولاي .
الأمير : أنا ووزيري وقائد جندي عجزنا عن
الوصول إلى الحقيقة ..
الجارية : لم أصل إليها بنفسي .
الأمير : أنت تحيرينني .
الجارية : لقد تعلمتها .
الأمير : ممن تعلمتها ؟
الجارية : من الأطفال .
الأمير : هل تمزحين ؟
الجارية : كلا ، يا مولاي .
الأمير : تعلمت الحقيقة من الأطفال ؟
الجارية : نعم .
الأمير : أي أطفال ؟
الجارية : ذهبت صباح اليوم إلى الحديقة ، فرأيت
الأطفال يمثلون قصة علي كوجيا
وصديقه التاجر ، فعرفت الحقيقة .
الأمير : " تتسع ابتسامته " عرفت الحقيقة ؟
الجارية : كلها ، يا مولاي .
الأمير : أخبريني ..
الجارية : مولاي .
الأمير : هل كان في الدن ذهب ؟
الجارية : " تبتسم " مولاي .
الأمير : إذن ليس في الدن ذهب .
الجارية : مولاي .
الأمير : أين الحقيقة إذن ؟
الجارية : عند الأطفال .
الأمير : لكنك تعرفينها .
الجارية : لقد تعلمتها من الأطفال ، يا مولاي ،
فلماذا لا تتعلمها منهم ؟
الأمير : " للوزير والقائد " ماذا تقولان ؟
الوزير : كما تشاء ، يا مولاي .
القائد : أمر مولاي .
الأمير : دعونا الآن نشاهد معاً مسرحية علي
كوجيا وصديقه التاجر ، يمثلها لنا
الأطفال ، لعلنا نصل إلى الحقيقة ..
الجارية : " تبتسم " الناصعة .
الأمير : " يبتسم هو الآخر " الناصعة كالفجر .
المشهد الثاني
نفس المنظر السابق ، الأمير والوزير
والقائد والجارية يجلسون في طرف
المسرح ، في الوسط منصة يجلس
وراءها طفل يمثل دور القاضي ، يقف
أمامه طفلان يمثلان دور علي كوجيا
وصديقه التاجر ، ثلاث أطفال يمثلون
دور الحرس .
القاضي : أيها السادة ، تنظر محكمتنا اليوم في
قضية علي كوجيا وصديقه التاجر ، إن
رائدنا هو العدل ، العدل دائماً ، العدل
مهما كانت الظروف .
الأمير : رائع ، رائع .
الوزير : أية حكمة .
الجارية : خذوهم صغاراً .
الوزير : إنهم يأخذونا كباراً .
الأمير : يا قائد جندي .
القائد : نعم ، مولاي .
الأمير : تعلم .
القائد : مولاي ..
الوزير : نحن جميعاً نتعلم .
الجارية : مولا .. ي .
الأمير : هش .. دعونا نسمع .
القاضي : التاجر .. علي كوجيا .
علي : نعم مولاي .
علي كوجيا يدنو من
المنصة ، ويقف أمام القاضي
القاضي : هل أنت علي كوجيا ؟
علي : نعم .
القاضي : ما هي مهنتك ؟
علي : تاجر .
القاضي : لقد ادعيت ، يا علي ، بأن صديقك
التاجر قد خان الأمانة ، وسرق الذهب .
التاجر : " يصيح من مكانه " بريء والله .
القاضي : " يزجره " اسكت .
التاجر : لكني بريء .. بريء .
القاضي : اسكت وإلا أمرت بحبسك .
التاجر : سكت ، لن أتكلم ثانية ، لكن والله ..
القاضي : قلت لك ، أسكت .
التاجر : حسن .. مولاي .. حسن .
القاضي يلتفت ثانية
إلى علي كوجيا
القاضي : يا علي كوجيا ..
علي : نعم ، مولاي .
القاضي : فصّل للمحكمة قضيتك .
علي : مولاي القاضي ، قررت السفر في
تجارة إلى الهند ، فوضعت بعض ما
أملكه من ذهب في دن ملأته بالزيتون ،
ثم أحكمت غطاء الدن ، وأودعته عند
صديقي التاجر .
القاضي : كم قطعة من الذهب في الدن ، يا علي
كوجيا ؟
علي : ألف قطعة ، يا مولاي .
القاضي : حسن ، أكمل .
علي : وعندما عدت من السفر ، بعد خمس
سنوات ، استعدتُ الدن من صديقي
التاجر ، فلم أجد فيه سوى الزيتون .
التاجر : " يصيح من مكانه " بريء والله .
القاضي : أسكت .
التاجر : يا مولاي ، إنه يتهمني بالسرقة وخيانة
الأمانة ، وأنا والله تاجر شريف وأمين .
القاضي : أسكت وإلا أمرت بحبسك .
التاجر : سكت ، لن أتكلم ثانية ، لكن والله ..
القاضي : قلت لك ، أسكت ..
التاجر : حسن .. مولاي .. حسن .
القاضي يلتفت ثانية
إلى علي كوجيا
القاضي : يا علي كوجيا ، أنت معروف في هذه
المدينة بالصدق والأمانة ، فنرجو أن
يكون كل ما جاء في حديثك مطابقاً
للحقيقة .
علي : يا مولاي ، إنني أكتفي بما قلت ، وأنا
واثق من أن عدالتكم ستضع الحق في
نصابه .
القاضي : قلت منذ البداية ، أن رائدنا هو العدل ،
وسيبقى العدل رائدنا حتى النهاية ،
شكراً.
الأمير : رائع ، رائع .
الوزير : أي درس لنا جميعاً .
القائد : إنني أعرف منذ الآن ، من هو المذنب.
الجارية : من ؟
الأمير : يا قائد جندي ..
القائد : نعم ، مولاي .
الأمير : إن العدالة ليست رجماً بالغيب .
القائد : مولاي ..
الأمير : هش .. دعونا نسمع .
علي كوجيا عاد إلى مكانه ،
القاضي يخاطب التاجر
القاضي : تقدم .
التاجر : " يتقدم " حاضر مولاي .
القاضي : ما اسمك ؟
التاجر : زياد شريف .. الأمين .
القاضي : الأمين ؟
التاجر : نعم ، يا مولاي .
القاضي : هل اسم جدك .. الأمين .
التاجر : كلا ، يا مولاي .
القاضي : جد جدك ؟
التاجر : كلا ، يا مولاي ، إنه لقبي .
القاضي : لقبك !
التاجر : نعم ، يا مولاي .
القاضي : من لقبك بالأمين ؟ عملاؤك ؟
التاجر : كلا ، يا مولاي .
القاضي : أمك ؟
التاجر : " يبتسم " كلا .
القاضي : من لقبك به إذن ؟
التاجر : أنا .
القاضي : أنت لقبت نفسك بالأمين ؟
التاجر : نعم ، يا مولاي .
القاضي : لماذا ؟
التاجر : لأني أمين ، يا مولاي .
القاضي : واضح .
التاجر : أشكرك مولاي .
القاضي : ما هي مهنتك يا زياد ؟
التاجر : تاجر .
القاضي : لقد أثريت في فترة قصيرة ، يا زياد ..
يا شريف .. يا أمين .
التاجر : الرزق من عند الله ، يا مولاي .
القاضي : هذا ما يقوله الجميع .
التاجر : ويرزقكم من حيث لا تعلمون ، لم يقل
هذا بشر ، يا مولاي ، لقد قاله الله سبحانه
وتعالى ، في القرآن الكريم .
الأمير : يا للمنافق .
الجارية : لقد أوقع بسيدنا لقاضي .
الوزير : إن قاضينا في موقف لا يحسد عليه .
الجارية : والحل ؟
القائد : السيف .
الأمير : يا قائد جندي ..
القائد : مولاي .
الأمير : دعنا نتعلم لغة غير السيف .
القاضي : أيها التاجر .. الشريف ..
التاجر : نعم مولاي .
القاضي : أتعرف كلام الله ؟
التاجر : بالتأكيد ، يا مولاي .
القاضي : أتعرفه ؟
التاجر : جداً ، يا مولاي .
القاضي : إذن لا تنسه ، وأنت تجيب على أسئلتي.
الأمير : رائع .. رائع جداً .
القاضي : متى أودع علي كوجيا الدن عندك ؟
التاجر : منذ خمس سنوات .
القاضي : أنت تذكر الدن الذي أودعه عندك علي
كوجيا ..
التاجر : نعم .
القاضي : هل كان مفتوحاً ؟
التاجر : كلا يا مولاي .
القاضي : كان إذن مقفلاً . .
التاجر : نعم .
القاضي : مقفلاً بإحكام .
التاجر : نعم .
القاضي : ماذا كان في الدن ؟
التاجر : زيتون .
القاضي : فقط ؟
التاجر : كلا مولاي .
القاضي : كان هناك إذن شيء آخر .
التاجر : نعم .
القاضي : ما هو ؟
التاجر : ماء .
القاضي : ماء ؟
التاجر : نعم ، يا مولاي .
القاضي : ألم يكن في الدن شيء آخر ؟
التاجر : كلا ، يا مولاي .
القاضي : ذهب مثلاً ..
التاجر : أبداً .
القاضي : ألف قطعة فقط ..
التاجر : أبداً والله .
القاضي : عندما أودع علي كوجيا الدن عندك ، هل أخبرك ما الذي فيه ؟
التاجر : كلا .
القاضي : هل فتحت الدن ؟
التاجر : كلا .
القاضي : أبداً ؟
التاجر : أبداً والله .
القاضي : أخبرني إذن ، كيف عرفت أن في الدن زيتوناً ؟
التاجر : " يتلجلج " مو .. لا .. ي .
القاضي : وماء .. فقط ؟
التاجر : مولاي ..
القاضي : إذن .. لقد فتحت الدن .
التاجر : لا .. والله .
القاضي : فتحته ، اعترف .
التاجر : لم أفتحه .
القاضي : فتحته ، وأخذت الذهب .
التاجر : لم أفتحه والله ، لم أفتحه .
القاضي : يا زياد ، يا أمين ، لقد ادعيت أنك لم
تفتح الدن ، ولكنك مع هذا تقول ، إن
الدن لا يحتوي إلا على الزيتون والماء ،
فما معنى هذا ؟
التاجر : إنني بريء .
القاضي : معنى هذا أنك لا تقول الحقيقة .
التاجر : " بخوف " بريء والله .. بريء .
القاضي : أنت خائف ، يا أمين ، خائف جداً ،
لأنك تعرف أنك مذنب ، والآن ، وقبل
أن تعترف بأكاذيبك ، سأقدم لك دليلاً
ملموساً على جريمتك ، أيها الحارس .
الحارس : نعم مولاي .
القاضي : هات الدن ، وناد على تاجر الزيتون .
الحارس " أمر مولاي " يخرج " .
الأمير : أين قاضي قضاتنا ؟ لقد فاته هذا الدرس.
الوزير : كان سيتعلم أن لا يقضي بالبقرة
لشخص ، وبذيلها للشخص الآخر .
القائد : إنني أعتقد ، يا مولاي ، أن طريقة
القاضي الصغير في القضاء ، ليست
عملية .
الأمير : لماذا ؟ يا قائد جندي .
القائد : لأننا إذا اتبعنا طريقته ، فلن نقضي في
اليوم إلا في قضية واحدة أو قضيتين .
الأمير : نعم ، قد لا نقضي بقضيتين ، وقد لا
نقضي حتى بقضية واحدة ، ولكن في
هذه الحالة ، لن يفوتنا العدل ، وهذا هو
المهم ، يا قائد جندي .
الجارية : إن العدل رائدنا ..
الأمير : " يبتسم " مهما كانت الظروف .
يدخل طفل يمثل تاجر الزيتون ،
ويدخل الحارس حاملاً الدن يتقدم تاجر الزيتون ، ويقف أمام
القاضي
القاضي : ما اسمك ؟
تاجر الزيتون : إبراهيم عبد الرحمن .
القاضي : ما هي مهنتك ؟
تاجر الزيتون : تاجر زيتون ، يا مولاي .
القاضي : هل عملت فترة طويلة في تجارة
الزيتون ، يا إبراهيم ؟
تاجر الزيتون : أكثر نن عشرين سنة ، يا مولاي .
القاضي : أنت من أشهر تجار الزيتون في المدينة ، يا إبراهيم ، ولابد أن لك خبرة واسعة في الزيتون ؟
تاجر الزيتون : إنني أحب مهنتي ، يا سيدي ، ولم أخجل يوماً من السؤال عن شيء لا أعرفه فيها ، ولهذا فإنني أستطيع أن أقول ، يا مولاي ، بأنني أعرف الكثير .
القاضي : أيها الحارس .
الحارس : نعم ، يا مولاي .
القاضي : افتح الدن .
الحارس : حاضر مولاي " يرفع غطاء الدن "
القاضي : تذوق هذا الزيتون .
تاجر الزيتون : "يضع زيتونة في فمه " .....
القاضي : ما رأيك فيه ؟
تاجر الزيتون : لا بأس .
القاضي : أخبرني ، يا إبراهيم .
تاجر الزيتون : نعم مولاي .
القاضي : كم سنة يبقى الزيتون طازجاً في الدن ؟
تاجر الزيتون : ثلاث سنوات .
القاضي : وإذا بقي أكثر ؟
تاجر الزيتون : يفسد طبعاً .
القاضي : لقد تذوقت الآن هذا الزيتون ، فأخبرني ، أهو طازج ؟
تاجر الزيتون : نغم مولاي .
القاضي : هل تستطيع أن تخمن متى وضع هذا الزيتون في الدن ؟
تاجر الزيتون : نعم ، يا مولاي .
القاضي : متى ؟
تاجر الزيتون : منذ سنة تقريباً .
القاضي : ليس منذ ثلاث سنوات .
تاجر الزيتون : كلا ، يا مولاي .
القاضي : ولا منذ أربع سنوات .
تاجر الزيتون : أبداً يا مولاي .
القاضي : وبالطبع ليس منذ خمس سنوات .
تاجر الزيتون : مستحيل .
القاضي : لماذا مستحيل .
تاجر الزيتون : لأنه مازال طازجاً ، يا مولاي .
القاضي : شكراً ، يا إبراهيم .
تاجر الزيتون : عفواً مولاي .
القاضي : تفضل .
تاجر الزيتون يخرج ، القاضي يحدج
التاجر بنظرة قاسية ، التاجر يرتعش خوفاً
القاضي : تقدم .
التاجر :" يتقدم " حاضر مولاي .
القاضي : لقد فتحت الدن منذ سنة ..
التاجر : " يتلجاج " مولاي ..
القاضي : " يصيح به " اعترف .
التاجر : نعم مولاي .
القاضي : فتحته ..
التاجر : نعم .
القاضي : منذ ..
التاجر : سنة .
القاضي : ثم ..
التاجر : أفرغته من الزيتون ..
القاضي : ماذا وجدت فيه ؟
التاجر : ذهباً .
القاضي : كم قطعة ؟
التاجر : ألف .
القاضي : وأخذتها طبعاً ..
التاجر : نعم .
القاضي : ثم استبدلت الزيتون .
التاجر : نعم .
القاضي : أخبرني ، لماذا استبدلته ؟
التاجر : لقد ظننت أن فتح الدن قد أفسد الزيتون
، فاستبدلته .
القاضي :إذن يا أمين ، لم تكن أميناً .
التاجر : الرحمة ، يا مولاي .
القاضي : كنت خائناً للأمانة .
التاجر : الرحمة .. الرحمة .
القاضي : ستنال جزاءك العادل .
يقف القاضي الصغير ،
ويخاطب جميع الحاضرين ُ
القاضي : أيها السادة الأفاضل ، إلى هنا تنتهي قصتنا ، قصة علي كوجيا وصديقه التاجر ، فنرجو أن نكون قد تركنا بعض الإشارات على الطريق إلى الحقيقة ، والآن نترك لأميرنا العادل ، الذي سمح لنا أن مثل هذه القصة أمامه ، أن يقضي بالعدل في قضية علي كوجيا وصديقه التاجر .
يدنو الأمير والوزير والقائد والجارية من الأطفال ، الأمير يداعب الأطفال ، ويربت على رؤوسهم ، ثم يخاطب الجمهور في
بشر وبشاشة .
الأمير : أيها السادة الأفاضل ، نحن مدينون جميعاً للأطفال بالشكر ، فقد تعلمنا منهم أن الظفر بالحقيقة صعب ، لكنه ممكن ، وبفضل الأطفال أستطيع الآن أن أتلمس باطمئنان الطريق إلى العدالة ، أيها الإخوة علينا أن نكون تلاميذ متواضعين لكل الأساتذة ، لقد كنت الآن وإياكم تلميذاً كبيراً لأساتذتي الأطفال ، فكونوا
أساتذة وطلاباً لكل الأطفال ، وفي النهاية لا يسعني إلا أن أردد باعتزاز مقولة القاضي الصغير ،إن رائدنا هو العدل .. العدل دائماً .. العدل مهما كانت الظروف.
الجميع ينحنون للجمهور
إظلام تدريجي
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق