أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 5 يونيو 2023

التجريب في مسرح توفيق الحكيم / علي خليفة

مجلة الفنون المسرحية 
التجريب في مسرح توفيق الحكيم
 
(1)
كلمة التجريب في الفن والأدب لا يمكن وضع تعريف محدد لها، فهي تتأبى على التحديد؛ ومن يمارس التجريب في الفن والأدب يحاول أن يقدم جديدًا غير مسبوق، في الشكل أو المضمون أو في كليهما معًا، وفي الوسائل المستخدمة في ذلك، ولا يمكن في هذا السبيل أيضًا أن نحصر كيفية التجريب والوسائل التي يتم من خلالها.
وعلى ذلك فيمكننا أن نقول: إن التجريب في الأدب والفن والمسرح 
– بوجه خاص – يعني الخروج عن المألوف، والإدهاش بغير المتوقع، في سياق يؤدي لاستمتاع المشاهد والقارئ، حتى لو كان هذا الاستمتاع نتيجة صدمته بثوابت لم يكن يتوقع الخروج عليها.
والاستمتاع هنا يحدث نتيجة شعور القارئ والمشاهد بوجود انسجام ما داخل هذا العمل الأدبي أو الفني، مهما كانت الوسائل التي أدت لهذا الانسجام غريبة أو غير متوقعة.
(2)
وكاتبنا الكبير توفيق الحكيم كان طوال حياته في رحلة بحث عن الجديد والمبتكر في الإبداع، فهو قد بدأ حياته – كما ذكر في كتاب "سجن العمر" – بكتابة الأغاني والأشعار الحماسية التي لَحَّنَ بعضها، ورُدّد خلال بعض المظاهرات في ثورة 1919، وكتب بعد ذلك الشعر الدرامي الذي يدخل في نسيج الأوبريت، كما نرى في أوبريت "علي بابا" الذي مصّره عن أوبرا فرنسية، وأضاف له كثيرًا من إبداعه، فصار تمصيرًا قريبًا من التأليف، وألف له الأغاني التي تغنى في داخله، وحقق فؤاد دوارة هذا الأوبريت وأشعار الحكيم فيه، ونشر ذلك.
وأدرك بعد ذلك كاتبنا الكبير توفيق الحكيم أن مواهبه الكبرى ليست في الشعر، فجعله في الظل دون أن ينساه، واهتم بالمسرح والرواية والقصة القصيرة والمقالة، ومع ذلك كان يميل لتأليف بعض الأشعار وبثها خلال بعض مسرحياته، كما نرى في مسرحية "صلاة الملائكة" ومسرحية "السلطان الحائر" ومسرحية "كل شيء في محله"، وكانت مسرحية "صاحبة الجلالة" أكثر مسرحية له ألف فيها أشعارًا على لسان حمدي المؤلف والموسيقى فيها.
وحين كان توفيق الحكيم في فرنسا في عشرينيات القرن العشرين يدرس القانون، ويستمتع بالتعرف على ألوان الفن والأدب في أوروبا آنذاك – رأى نوعًا جديدًا من الشعر كتب هناك فيه خروج عن الأشكال المتعارف عليها، فكتب قصائد يحاكي بها هذا الشعر بالفرنسية، وترجمه ونشره في كتابه "رحلة الربيع والخريف" مع مسرحيتيه" رحلة قطار" و"رحلة صيد"، وهما أيضًا فيهما ذلك الطابع التجريبي الذي سنتحدث عنه فيما بعد.
إذًا فقد رأينا توفيق الحكيم في مجال الشعر – مع أنه ليس من إبداعاته التي حظيت باهتمام كبير منه – لا يتوقف عند قالب محدد منه، فقد بدأ بتقليد الشعراء القدماء كالمتنبي والبحتري في كتابة الشعر العمودي الفصيح، ثم كتب الشعر الدرامي الذي يكون جزءًا من نسيج الأوبريت، ثم كتب بعض القصائد القصيرة الممتزجة بالخيوط الدرامية في بعض مسرحياته، وكتب أيضًا شعرًا رمزيًّا قريبًا مما يكتبه الشعراء السرياليون بالفرنسية خلال بعثته في فرنسا في عشرينيات القرن الماضي، وترجمه للعربية ونشره بعد ذلك.
وهكذا كان التجريب هدفًا وأسلوبًا فيما كتبه توفيق الحكيم من شعر قليل خلال عطائه الأدبي المتنوع.
(3)
وفي السنة التي نشر فيها توفيق الحكيم أولى مسرحياته – وهي مسرحية "أهل الكهف" – بعد عودته من بعثته من فرنسا – أي سنة 
1933 – نشر أيضًا أول رواياته، وهي رواية "عودة الروح" التي يعدُّها كثير من النقاد أول رواية فنية بحق في الأدب العربي، ولم يكتف توفيق الحكيم في هذه الرواية بأن يصور لنا جانبًا من المجتمع المصري خلال ثورة 1919، ولكنه أيضًا أعطى لروايته هذه عمقًا بأن جعل المصريين الذين يظهرون في هذه الرواية يمتدون بجذورهم إلى الفراعنة في بعض عاداتهم وأفعالهم.
وكتب بعد ذلك توفيق الحكيم رواية "عصفور من الشرق"، وفيها مزج بين عرض قصة حب شاب شرقي عاش في باريس في عشرينيات القرن الماضي لفتاة فرنسية، وبين رؤية المؤلف للمقارنة بين الشرق والغرب آنذاك، والتنبؤ بأحداث ستقع في المستقبل، وقد حدثت بالفعل. فهذه الرواية تجمع إلى قصتها العاطفية المشوقة بعض أفكار المؤلف عن الشرق والغرب والمفاضلة بينهما، وما يمكن حدوثه في إطار هذه المقارنة في المستقبل، ومن هنا يمكن أن نسميها الرواية النبوءة؛ أي التي تحمل نبوءات قد تحقق بعضها بالفعل.
وكتب توفيق الحكيم أيضًا الرواية بأسلوب مختلف يقوم على اليوميات، التي يدونها شخص، كما نرى في رواية "يوميات نائب في الأرياف"، فنرى فيها وكيل نيابة في بعض الأرياف في مصر في نهاية الثلث الأول من القرن العشرين يدون يومياته عما يحدث له كل يوم من أحداث متتالية يوجد ربط بين أكثرها، وفيها نقد شديد لحال الفلاح المصري في ذلك الوقت، من سوء الحال الذي كان عليه؛ مما كان يؤذن بضرورة حدوث ثورة لتعديل هذه الأوضاع، وقد كان ذلك في ثورة يوليو التي اهتمت بالفلاح، ووزعت الأراضي الزراعية على الفلاحين بحيث يكون كل فلاح مالكًا بعض الفدادين بدلاً من أن يكون مجرد مستأجر لها أو عاملاً فيها عند أحد الباشاوات الإقطاعيين قبل الثورة.
وفاجأ الحكيم قراءه برواية "الرباط المقدس" التي مزج فيها بين اليوميات والسرد والحوار والرسائل، وفي هذه الرواية جرأة في الحديث عن الجنس، ولكن من خلال مبرر فني نراه فيها.
(4)
وكان المجال الذي مارس توفيق الحكيم التجريب من خلاله في القصة القصيرة في الأفكار التي بثها في بعضها، وهي أفكار فيها تأملات فلسفية، ونظرة ساخرة من بعض الأوضاع، كما نرى في قصصه القصيرة في كتاب "ليلة الزفاف"، وكتاب "أرني الله" وكتاب "عهد الشيطان".
وبعض هذه القصص فيها جرأة على المقدس، مثل قصة "الشهيد" في كتاب "أرني الله"، وفيها صور الشيطان شهيدًا؛ لأنه حاول أن يتوب أمام كبير حاخامات اليهود، فرفض توبته؛ لأن توبته تقضي على ثوابت في العقيدة اليهودية، وكذلك فعل معه البابا حين توجه بالتوبة إليه، وشيخ الأزهر أيضًا فعل معه الأمر نفسه.
ولم ير إبليس أمامه بعد رفض كل هؤلاء توبته سوى أن يبقى على كفره.
ولا شك أن هذه القصة تخالف صحيح عقيدة الإسلام، فالشيطان عصى الله كبرًا حين رفض السجود لآدم، وطرده الله من رحمته، وطلب إلى الله أن يمهله ليوم الحساب، وأنه سيفتن من يستمع لغوايته من البشر، وأذن له الله في ذلك؛ ليكون هناك اختبار للبشر في عمل الخير أو الاستماع للشيطان بعمل الشر.
(5)
ولا شك أن ما قام به توفيق الحكيم في رحلاته مع التجريب في الإبداع في الشعر والرواية والقصة القصيرة كان محدودًا قياسًا بما قام به من تجريب في إبداعه فيما كتبه من مسرحيات؛ لأن المسرح هو عشقه الأكبر، وكان أكثر إنتاجه الأدبي في المسرح.
ويمكن أن نقسم أنواع التجريب الذي قام به توفيق الحكيم في المسرح إلى الآتي:
أولاً: تجريب قام به توفيق الحكيم في بعض الموضوعات التي عالجها في بعض مسرحياته.
ثانيًا: تجريب قام به توفيق الحكيم في أشكال بعض مسرحياته.
ثالثًا: تجريب قام به توفيق الحكيم في بعض مفردات البناء الفني للمسرحية.
وسنتناول هذه الجوانب بالتفصيل في الصفحات التالية.
(6)
كتب توفيق الحكيم المسرحية في أشكال مختلفة خلال رحلته الطويلة في كتابة المسرحية.
فقد بدأ بالتمصير عن بعض المسرحيات الفرنسية، وكان أوبريت "علي بابا" أهم عمل مسرحي مصره في هذه الفترة في عشرينيات القرن الماضي، وكانت المسرحيات التي مصرها وحده – أو بالاشتراك مع غيره – فيها الكوميديا الخفيفة، وفيها براعة التمصير في تحويل الأجواء الغربية لأجواء شرقية أو مصرية تناسب المجتمع المصري في ذلك الوقت الذي قدمت فيه هذه المسرحيات من خلال جوق عكاشة على مسرح الأزبكية.
وبعد عودة توفيق الحكيم من فرنسا، واطلاعه هناك على أنواع راقية من الفن المسرحي الكوميدي رأيناه يكتب مسرحية كوميدية راقية، فيها بناء فني متماسك، ورسم جيد للشخصيات، وليس فيها مفاجآت ميلودرامية فجة، وكان ذلك في مسرحية "رصاصة في القلب" التي لم تحظ باهتمام كبير بعد تأليفه ونشره لها، ولكنها حظيت باهتمام كبير بعد ذلك، حين تحولت لفيلم سينمائي مثله محمد عبد الوهاب وأخرجه محمد كريم، وأظن أن شخصية نجيب في هذه المسرحية هي نمط فربد للشخص المسرف خفيف الظل، ويؤدي به كثرة إسرافه لكثرة دائنيه، ومحاولاته الطريفة في التهرب منهم.
ثم كتب توفيق الحكيم مسرحية كوميدية تمامًا تعالج بعض الأوضاع في مصر في الخمسينيات، وهي مسرحية "العش الهادئ".
ورأينا توفيق الحكيم يمزج بين الفرجة والفكر والفكاهة في رائعته "السلطان الحائر"، وهي عندي من مسرحياته الكوميدية ذات البعد الفكري.
(7)
ولا شك أن توفيق الحكيم كان اهتمامه بالمسرح الذهني أكثر من اهتمامه بالمسرح الكوميدي، وإن كنا نرى في بعض مسرحياته الذهنية ومضات من الكوميديا، كما نرى في مسرحية "سليمان الحكيم"، ومسرحية "شمس النهار".
وكان تجريب توفيق الحكيم في مسرحياته الذهنية في القضايا الكبرى التي يعرضها في هذه المسرحيات، ويجعل الشخصيات تتصارع في مواجهتها، وقضية الصراع مع الزمن من أهم القضايا التي عرضها توفيق الحكيم في بعض مسرحياته، كما نرى في مسرحية "أهل الكهف"، ومسرحية "لو عرف الشباب"، ومسرحية "رحلة إلى الغد"، وفي هذه المسرحيات الثلاث نرى أشخاصًا يوضعون في عصر غير الذي عاشوا فيه أو في ظروف تختلف عن التي عاشوا فيها، ولا يستطيعون التأقلم معها؛ ولهذا يسعون للعودة للوضع الذي كانوا فيه قبل ذلك، فأصحاب الكهف في مسرحية "أهل الكهف" بعثوا في زمن متقدم على العصر الذي عاشوا فيه، ولم ينسجموا مع أهله وظروفه؛ لأن علاقاتهم الاجتماعية كانت منبتة فيه؛ ولهذا عادوا للكهف باختيارهم في انتظار الموت الذي يريحهم.
والباشا في مسرحية "لو عرف الشباب" توهم خلال إغفاءة أنه عاد شابًّا من جديد بأثر حقنة تعيد له الشباب، ولكنه لم ينسجم مع ذلك الوضع الجديد، وتمنى أن تعود شيخوخته له، وحين يفيق من حلمه يفرح أنه عاد لوضعه الطبيعي.
والطبيب والعالم اللذان صعدا لكوكب غريب يعمل بطاقة مغناطيسية – في مسرحية "رحلة إلى الغد" – يملان من المكوث فيه، ويعودان للأرض في مستقبل خيالي، ولا ينسجم الطبيب مع ذلك المستقبل الغريب، ويثور، وينفى لمكان بعيد مع غيره من الثائرين على هذا الوضع في المستقبل.
ومسرحية "أهل الكهف" لتوفيق الحكيم" أقرب للتراجيديا مع أن فيها عناصر ميلودرامية واضحة، ومسرحية "لو عرف الشباب" أقرب للمسرحية الكوميدية، ومسرحية "رحلة إلى الغد" أقرب لمسرحية الخيال العلمي.
ومن القضايا الأخرى التي عرضها توفيق الحكيم في مسرحه الذهني قضية الصراع مع المكان والجسد، كما نرى في مسرحية "شهرزاد" التي تعد أكثر مسرحيات الحكيم إغراقًا في الرمز والتجريد، فالشخصيات فيها ليست من لحم ودم، بل هي شكلت في معمل أفكار توفيق الحكيم؛ لتعبر عن أفكاره في هذه المسرحية؛ ولهذا رأينا شهريار في هذه المسرحية يسعى للتخلص من جسده ومن المكان، وفي سبيل سعيه هذا لا يعبأ بأن يرى عبدًا في مخدع زوجته شهرزاد، وبالطبع هذا غير منطقي وغير واقعي، ولكنه يتفق مع الفكرة الذهنية التي عرضها توفيق الحكيم في هذه المسرحية في صراع الإنسان مع المكان والجسد.
وقدم لنا توفيق الحكيم مسرحيات ذهنية أخرى تبدو القضايا المعروضة فيها أقرب للإدراك، ويمكن تصورها في الواقع، كقضية صراع الفنان بين الفن والحياة؛ أي صراعه بين أن يعيش لفنه فحسب، أو أن يعيش الحياة ويهمل فنه، فهذه الثنائية لا يمكن الجمع بين طرفيها عند الفنان، كما صور ذلك توفيق الحكيم في بعض مسرحياته، كما نرى في مسرحية "بجماليون"، ومسرحية "العش الهادئ"، ومسرحية "يا طالع الشجرة"، ومسرحية "الخروج من الجنة".
فبجماليون في مسرحية "بجماليون" يظل طوال المسرحية في حيرة بين أن يكتفي بتمثاله الذي يرى أنه لا مثيل له بين التماثيل، ويرى أيضًا أن آلهة الأولمب لا يمكنهم عمل مثيل له – وبين أن يتحول تمثاله هذا لامرأة من لحم ودم، ويتزوجها ويعيش معها، ويظل بجماليون في حيرته هذه طوال المسرحية، ولا يرى خلاصه من هذا الصراع إلا بتحطيمه تمثاله وانتظار الموت الذي أتى له سريعًا بعد تحطيمه ذلك التمثال.
وكذلك كان حال المؤلف في مسرحية "العش الهادئ"، فقد كان في حيرة بين المرأة كزوجة وبين الإبداع، وظن أنه يستطيع الجمع بينهما، ولكنه لم يستطع ذلك في المسرحية.
وبهادر في مسرحية "يا طالع الشجرة" ضحى بزوجته فقتلها؛ ليجعل جثتها سمادًا لشجرته العجيبة، عساها أن تثمر تلك الثمار التي يأمل في إثمارها إياها، وفي ذلك رمز لموقف الفنان من المرأة والإبداع، وأنه قد يضحي أحيانًا بطرف منهما؛ ليخلص له الطرف الآخر، وغالبًا ما يضحي الفنان عند الحكيم بالمرأة عسى أن ينال الإبداع الذي يحلم به ويتمناه.
وفي مسرحية "الخروج من الجنة" لم تر عنان الزوجة أن زوجها الفنان يمكن أن يبدع إبداعًا عجيبًا إلا إذا هجرته، فتهجره مع حبها له؛ ليتعذب فيبدع، وتم لها ما خططت له بعد ذلك.
وكذلك من القضايا التي عرضها الحكيم في مسرحه الذهني وكانت قريبة من تصور القارئ والمشاهد – قضية الصراع بين القوة والحكمة، والحكيم يرى أنه لا بد من وجود توازن بينهما في حياة الناس، ويحذر من طغيان القوة على الحكمة، فعند ذلك يأتي الدمار والخراب، كما رأينا مع نهاية مسرحية "سليمان الحكيم" حين مات سليمان ، وخرجت القوة من القدرة على السيطرة عليها من خلال الجن التي تخلصت من قيودها، وسعت لتفسد في الأرض.
(8)
ومن جوانب التجريب التي خاضها توفيق الحكيم في الأنواع المسرحية التي كتبها أنه كتب المسرحية البوليسية، التي فيها يتم التركيز على حدث مثير يرتبط بجريمة قتل – على وجه الخصوص – ونرى الإثارة في تنفيذ هذه الجريمة، أو من خلال الكشف عن مرتكبيها والأسباب التي أدت إليها.
ونرى هذا الشكل البوليسي في خمس مسرحيات لتوفيق الحكيم، هي "مسرحية "الملك أوديب"، ومسرحية "لعبة الموت"، ومسرحية "الورطة"، ومسرحية "يا طالع الشجرة"، ومسرحية "سر المنتحرة".
وقد عارض توفيق الحكيم في مسرحية "الملك أوديب" مسرحية "أوديب ملكًا" لسوفوكليس، وحاول أن يجعل الصراع فيها كما كان في مسرحية "أهل الكهف" بين الحقيقة والواقع، وأن يغير في طبيعة الصراع الذي كان في مسرحية "أوديب ملكًا" لسوفوكليس بين الإنسان والقدر، ولكن ما قدمه توفيق الحكيم في مسرحيته هذه بأن نسب كل الأحداث التي حدثت لأوديب نتيجة مكر من الكاهن تريزياس – كان غير مقنع، وأضاع الأثر التراجيدي الكبير الذي رأيناه في مسرحية "أوديب ملكًا" لسوفوكليس.
والخط البوليسي في تتبع جريمة قتل قديمة نراه في مسرحية "أوديب ملكًا" لسوفوكليس، ومسرحية "الملك أوديب" لتوفيق الحكيم، ولكن توفيق الحكيم غَلَّبَ المناقشات الذهنية في مسرحيته هذه على الحركة والتشويق والإثارة في تتبع هذه الجريمة القديمة على خلاف سوفوكليس في مسرحية "أوديب ملكًا"، فقد مزج فيها باقتدار كبير بين الفكر والحركة، ومسرحية "أوديب ملكًا" تعد بحق إحدى روائع المسرح العالمي عبر تاريخه الطويل حتى العصر الحديث.
ومسرحية "لعبة الموت" تتحدث عن جريمة قتل يخطط لها عالم في التاريخ المصري، والغريب في الأمر أنه يخطط لقتل نفسه من خلال توريط راقصة ورفاق لها في ذلك.
ويتحدث هذا العالم في بداية المسرحية في مسجل عن الجريمة التي يخطط لها، ويقول: إنه اتصل براقصة بغي لكي تأتيه في غرفته هذه بالفندق الذي يقيم به، وإنه سيعطيها وصيته لها بأمواله بعد موته، وإنه يتوقع أن تبادر مع عشيق لها وأتباع آخرين بقتله؛ لترث هذا الميراث عنه، وبهذا يتخلص من الحياة، ولا ينتظر الموت الذي هو مهدد به لإصابته بإشعاعات ذرية، وفي الوقت نفسه يورط هذه الفتاة وأتباعها الذين يظن أنهم سيساعدونها في قتله، وينتقم من الحياة – التي يظن أنها ظلمته – 
في شخصها وأتباعها بأن يقبض عليهم بعد ذلك، حين يكتشف هذا المسجل والشريط الذي فيه.
وخلال فصول المسرحية الثلاثة الأولى نرى هذا العالم يظن أن هذه الفتاة تدبر لقتله، ولكننا في الفصل الرابع من هذه المسرحية نكتشف مع هذا العالم أن هذه الفتاة لم تخطط أبدًا لقتله، ولكنه ظن أن بعض أفعالها معه تشير لهذا، وتقول له: إنها كتبت على وصيته أنها لا تستحقها، وأن تلاميذه أولى بها، ثم تفاجئه بأنها تحبه حب المرأة للرجل، وأنها ستأخذ بيده ليقاوم الموت، الذي يظن أنه يتربص به عن قرب، ويوافقها على ذلك.
وبالطبع لا نقتنع بأن فتاة بغيًّا معدومة الثقافة يمكن أن تتكلم بالأسلوب العميق الذي نراه على لسانها في هذه المسرحية، وكذلك لا نقتنع بأنها يمكن أن تكون بهذا النبل الذي رأيناه فيها في ختام هذه المسرحية.
وفي مسرحية "الورطة" أيضًا نرى عصابة تخطط لجريمة سرقة، وتحتال من خلال ناشر كتب على دكتور جامعي في كلية الحقوق في أن تجعل هذا الدكتور يستضيفهم في بيته خلال إعدادهم لهذه الجريمة وتنفيذهم لها، بحجة أنه بذلك سوف يتمكن من مراقبة تصرفات الجناة وأحاسيسهم خلال تخطيطهم للجريمة وتنفيذهم لها، وأنه سوف يفيده ذلك في مؤلفاته وأبحاثه عن الجريمة والجناة.
ويكتشف هذا الدكتور أن هذه العصابة لم تكتف بالسرقة، بل قتل أحد أفرادها رجل شرطة، واتهم شخص بريء بقتله، وكاد أن ينفذ عليه حكم الإعدام، وهنا يتدخل ذلك الدكتور، ويتهم نفسه بارتكاب كل جرائم هذه العصابة؛ لأنه وعدهم من البداية بعدم التبليغ عنهم، وتنتهي المسرحية بالقبض على هذا الدكتور.
ولا شك أننا نرى أن أحداث هذه المسرحية مثيرة قبيل هذه النهاية التي جاءت غير مقنعة وغير كافية، فالمسرحية واقعية بها خط بوليسي، ولا تحتمل هذه النهايات غير الحاسمة. فلا شك أنه خلال التحقيق مع هذا الدكتور سيتم اكتشاف وجود أفراد آخرين كان لهم دور في هذه الجرائم التي تحمل هذا الدكتور فعلها وحده، وكان لا بد من حدوث ذلك في المسرحية.
والملاحظ بعد ذلك أن توفيق الحكيم في المسرحيات التي بها عقدة بوليسية لا يهتم كثيرًا بهذه العقدة ولا يشغله أن يسير بها للنهاية في الطريق الذي يؤدي لإثارة المشاهد والقارئ، بل كان يميل أكثر لإيصال بعض الأفكار ومناقشتها فيها على حساب التشويق والإثارة؛ أي على حساب سخونة الحدث البوليسي بها.
ومسرحية "يا طالع الشجرة" فيها خط بوليسي؛ وذلك من خلال تتبع معرفة هل قتلت بهانة من قبل زوجها بهادر أو لا؟ ثم تظهر بهانة، وترفض أن تُعَرف زوجها بهادر بالمكان الذي كانت فيه خلال اختفائها، فيزداد غضبه، ويقتلها، وبعد أن يحفر لها أسفل الشجرة ليدفنها يكتشف أن جثتها قد اختفت، وهكذا نرى الخط البوليسي في هذه المسرحية يمتزج بأسلوب اللامعقول فيها.
وفي مسرحية "سر المنتحرة" يكتشف طبيب أن الفتاة التي ظن أنها انتحرت لتجاهله حبها له أنها لم تنتحر لهذا السبب، ولكن لأن سائقها فضل فتاة فقيرة عليها. 
(9)
ورأينا توفيق الحكيم يكتب في شكل مسرحي آخر، قل من كتب فيه من كتاب المسرح في العالم؛ لأنه أقرب أيضًا لفن الرواية، وهو مسرحية الخيال العلمي.
ويمكن أن نحصر المسرحيات التي كتبها توفيق الحكيم، وفيها سمات من أدب الخيال العلمي في الآتي: مسرحية "رحلة إلى الغد"، ومسرحية "الطعام لكل فم"، ومسرحية "صلاة الملائكة"، ومسرحية "شاعر على القمر"، ومسرحية "تقرير قمري"، ومسرحية "بيت النمل".
وفي هذه المسرحيات نرى توفيق الحكيم يستفيد من منجزات العلم في العصر الحديث، ولا يكتفي بهذا، بل يتنبأ بمخترعات واكتشافات علمية يمكن أن تحدث في المستقبل، ويرى رد فعل الناس نحوها.
وفي كل المسرحيات السابقة – عدا مسرحية "رحلة إلى الغد" – كان الحديث عن التنبؤ باختراعات أو اكتشافات علمية ستحدث في المستقبل – يحتل جزءًا محدودًا منها، أما مسرحية "رحلة إلى الغد" فهي المسرحية الوحيدة من مسرحياته التي شملها كلها تخيل للمستقبل، وما يمكن أن يخترع فيه ويكتشف به، وأثر ذلك على الإنسان آنذاك.
وفي مسرحيات توفيق الحكيم التي بها مفردات أدب الخيال العلمي نراه يركز على ما يمكن اكتشافه أو اختراعه من أشياء تفيد البشرية 
لا سيما في مجال الغذاء، ويقدّم رد فعل الدول العظمى أمام هذه المكتشفات. ففي مسرحية "الطعام لكل فم"، ومسرحية "تقرير قمري"، ومسرحية "صلاة الملائكة" يتوقع اختراع بعض العلماء وسائل تجعل الطعام متوفرًا للجميع، ولكن قادة بعض الدول العظمى لن يسمحوا لهؤلاء العلماء بنشر اختراعهم هذا؛ لأن فيه ضياع سيطرة دولهم العظمى على تلك الدول الأخرى التي تحتاج إليها في توفير كثير من غذائها، كما نرى في مسرحية "صلاة الملائكة"، ففيها يتم الاستغناء عن عالم كبير في دولته؛ لأنه رفض اختراع أسلحة مدمرة، وكان يسعى لاختراع يوفر الطعام لكل فم، وفي مسرحية "تقرير قمري" يتم القبض من قبل قادة دولة عظمى على عالم صيني كان يسعى لاختراع يوفر الطعام لكل إنسان، ويعدم بعد محاكمة صورية.
أما مسرحية "الطعام لكل فم" فنرى الحديث فيها عن هذا الاختراع الذي سيوفر الطعام لكل فم على لسان عالم يظهر على نشع في بيت سميرة وحمدي، ولكنه يختفي مع أسرته، بعد زوال ذلك النشع، فهو حلم يمكن تحققه في المستقبل، ولكنه في الواقع يظل حلمًا، ولكن إذا تحول هذا الحلم لواقع فلا شك أن هذا العالم سيصيبه ما أصاب أحد العالمين في مسرحية "صلاة الملائكة" ومسرحية "تقرير قمري".
وتوفيق الحكيم يرى أن التقدم العلمي المتوقع في المستقبل لا يمكن أن يلغي الأحاسيس والمشاعر، ويرى أن أصحاب النفوس المرهفة سيكون لهم وحدهم القدرة على التعامل مع سكان بعض الكواكب الشفافة، كما نرى في مسرحية "شاعر على القمر".
وتغلب النظرة المتشائمة على توفيق الحكيم في مسرحياته التي بها سمات الخيال العلمي، فهو يرى أن الإنسان مع تقدمه في المعرفة والاكتشافات والاختراعات ستزيد – في الوقت نفسه – نوازعه للسيطرة والتدمير والاستحواذ، ومن هنا تكون المفارقة بين ما يمكن أن يقدمه العلم من اكتشافات تفيد البشرية في المستقبل، ورغبة قادة بعض الدول العظمى في الانفراد بهذه الفوائد لهذه المخترعات والمكتشفات في المستقبل، كما نرى في مسرحية "شاعر على القمر" على وجه الخصوص.
ومن الملاحظات الواضحة أيضًا في مسرحيات توفيق الحكيم التي فيها سمات أدب الخيال العلمي أن توفيق الحكيم لا يشغله فيها الحديث عن الإبهار الذي يمكن أن يحدث مع هذه الاكتشافات والاختراعات العلمية بقدر ما يشغله فيها عرض أفكاره الذهنية عن هذه الأمور؛ ولهذا نرى أن الفكر يطغى على الحركة والتشويق في هذه المسرحيات.
وأيضًا نلاحظ أن المناقشات الفكرية والذهنية تستغرق مساحة كبيرة في هذه المسرحيات، ويُعَطَّل التصعيد الدرامي فيها، كما نرى في الفصلين الثاني والثالث من مسرحية "رحلة إلى الغد".
(10)
ورأينا قمة التجريب في مسرح توفيق الحكيم في مسرحياته التي تأثر فيها بمسرح العبث الغربي. ولأن الرغبة في التجريب عند توفيق الحكيم جزء من شخصيته كمبدع فإنه تفاعل مع ذلك التيار المسرحي الغربي 
– وكان قد تجاوز الخمسين من عمره – في عدة مسرحيات كتبها.
والحق أن توفيق الحكيم كان مدركًا للأبعاد التي أدت لنشأة مسرح العبث في أوروبا، فقد نشأ هذا المسرح بعد الحرب العالمية الثانية وما خلفته من خراب ودمار وقتل، وكان كتاب هذا النوع من المسرح يرون أن الإنسان صار غير قادر على التواصل مع غيره، وكانوا يرون أيضًا أن الحياة سلسلة من العبث ولا يحكمها ضابط، وانعكست أفكارهم هذه على مسرحياتهم، فرأيناها يتخللها العبث أيضًا، فغالبًا لا توجد بها عقدة، ولا شخصيات لها أبعاد واضحة.
وتوفيق الحكيم أفاد من مسرح العبث في التقنيات التي جاء بها، كاستحضار الماضي والمستقبل في اللحظة الحالية، كما فعل في مسرحية "يا طالع الشجرة"، وكذلك أفاد منه في رسم المواقف التي تبدو غير منطقية، ولكنها تحتمل الرمز والتأويل، كما نرى في مسرحية "كل شيء في محله" التي تصور بلدًا أهله يتصرفون تصرفات غريبة وغير منطقية، ويتعجب كل وافد عليه من تصرفات أهله، ثم ما يلبث أن يتصرف مثلهم، وفي ظني أن توفيق الحكيم مع تأثره في هذه المسرحية ببعض سمات من مسرح العبث الغربي فإنه قد تأثر فيها أيضًا بالمقامة "الحُلْوانية" لبديع الزمان الهمذاني، ففي هذه المقامة دخل عيسى بن هشام – الراوية بهذه المقامات – حمامًا غريبًا يتصرف من فيه أيضًا بشكل عبثي غريب.
وفي مسرحية "رحلة صيد" يعرض علينا توفيق الحكيم بأسلوب قريب من المونتاج السينمائي مشاهد غير مرتبة عن طبيب يستحضر ذكريات تتجسد أمامه، وهو شبه فاقد للوعي، قبيل أن يهجم عليه أسد في إحدى الغابات الإفريقية ويفترسه.
وفي مسرحية "رحلة قطار" يصور لنا توفيق الحكيم قائد قطار وفحامه وراكبيه بأسلوب فيه قدر من اللامعقول، ويمكن أن نستشف من هذه المسرحية أن توفيق الحكيم يرمز بهذا القطار ومن فيه للحياة التي يجب أن تستمر مهما كانت الرؤية للمستقبل غير واضحة.
ومع تأثر توفيق الحكيم ببعض التقنيات في مسرح العبث الغربي فإنه لم يتأثر بأفكار كتاب المسرح الغربي في رؤيتهم في عبث الحياة وعدم وجود المعنى لها، فهو كان يرى قيمة الإنسان، وقدرته على التغيير، وأثر القيم في التأثير عليه، كما نرى في أدبه بشكل عام.
(11)
ومن أنواع التجريب التي نراها في مسرح توفيق الحكيم أنه كان دائم التجديد في بناء مسرحه، فعلى الرغم من أنه لم يكتب مسرحية المونودراما، فإنه كتب مسرحية طويلة من أربعة فصول تدور في إطار بوليسي – هي مسرحية "لعبة الموت" – وجعل فيها شخصيتين فقط تتبادلان الحديث فيها طوال فصولها هذه.
ولم تفقد هذه المسرحية الحيوية والحركة والتشويق على الرغم من أنها تتم بين شخصين فقط، وفي مكان مغلق واحد، هو غرفة في أحد الفنادق.
وأيضًا من صور التجريب عند توفيق الحكيم في مسرحه أنه ألف مسرحية يمكن تمثيل فصولها في الفضاء الطلق، فهي لا تحتاج المناظر، ويمكن أن تستغنى عن خشبة مسرح، وهي مسرحية "الصفقة".
ونرى تجريبًا في الشكل والمضمون في مسرحية "الدنيا رواية هزلية"، فالتجريب في الشكل فيها في أنها تحتوى على مشاهد متتابعة كل مشهد منها له حكاية منفصلة داخل قصة إطار تشمل هذه المشاهد المختلفة، والتجريب في المضمون في هذه المسرحيات في الأفكار التي تحملها بعض موضوعات هذه المشاهد؛ في الدعوة للتخلص من الأسلحة النووية الفتاكة على مستوى العالم كله، والدعوة للتعايش السلمي، والسعي للتقدم العلمي حتى تزيد أعمار البشر، وغير ذلك.

(12)
وحين رأى توفيق الحكيم في الخمسينيات والستينيات دعوة بعض كتاب المسرح والنقاد لاكتشاف شكل مسرح عربي أو مصري ألف كتاب "قالبنا المسرحي" الذي فيه يرى أن أسلوب الحكواتي الذي كان يحكي السير الشعبية – هو الشكل المستمد من تراثنا، ويمكن أن نؤلف من خلاله بعض المسرحيات، وأيضًا يمكن من خلاله أن تصاغ بعض المسرحيات العالمية، وقد صاغ توفيق الحكيم بعض المسرحيات العالمية بهذا الشكل، وأضاف إلى الحكواتي شخصية المقلد الذي يساعد الحكواتي في هذه المسرحيات بتقليده بعض الشخصيات.
وهي تجربة لتوفيق الحكيم ظلت في إطار التنظير؛ لأنه وغيره من كتاب المسرح المصري والعربي لم يكتبوا أيًّا من مسرحياتهم بهذا الشكل الذي رأى توفيق الحكيم أنه ينبع من تراثنا وثقافتنا.
(13)
ومن أهم صور التجريب عند توفيق الحكيم في مسرحه – التجريب الذي قام به في استخدام اللغة فيه، فهو حاول أن يبحث عن لغة فصحى قريبة من العامية، ورأى أنها الأنسب لكتابة المسرحيات الواقعية في كل البلاد العربية، وكتب بهذه اللغة التي سماها اللغة الثالثة مسرحية "الصفقة"، وتخفف من بعض القيود التي ألزم نفسه فيها في هذه المسرحية في مسرحيته الأخرى "الورطة".
والحق أن اللغة الثالثة التي سعى توفيق الحكيم للكتابة بها في بعض مسرحياته تجربة لم يكن حظه التوفيق فيها؛ لأن المسرحيات التي كتبها بهذه اللغة قليلة يمكن حصرها في مسرحيتين أو ثلاث، والقارئ حين يقرأ هذه المسرحيات يقرؤها على أنها مكتوبة بالعامية، وكذلك الممثلون يمثلونها بالعامية، ويغيرون في الألفاظ التي لا تناسب العامية بها.
ومن صور تجريب توفيق الحكيم في توظيفه اللغة في مسرحه ما قام به في مسرحية "لزوم ما لا يلزم" من جعله الحوار يتم بين الشخصيات في المشهد الأول منها بكلمة واحدة، وفي المشهد الثاني منها بكلمتين، وفي المشهد الثالث والأخير منها بثلاث كلمات.
وهى تجربة غريبة تذكرنا بشعر أبي العلاء المعري في ديوانه "اللزوميات"، ففيه أيضًا ألزم أبو العلاء نفسه بأن تكون القافيه في قصائده ومقطوعاته فيه من عدة أحرف، وليس من حرف واحد، ولا شك أن توفيق الحكيم تأثر بأسلوب أبي العلاء المعري في هذا الديوان وهو يصوغ هذه المسرحية التي لم تخل أيضًا من جو العبث في مشاهدها الثلاثة.
(14)
وبعد فقد رأينا أن توفيق الحكيم كاتب يعشق التجريب في الكتابة، لا سيما في كتابة المسرحية، وهو لا يمل من السعي للتجديد والتجريب في رحلته مع القلم والكتابة، ولم يؤثر كبر سنه عليه في الاستمرار في اكتشاف الجديد والغريب في عالم الإبداع، لا سيما في المسرح كما قلنا.

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption