أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في سوريا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في سوريا. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 5 أغسطس 2020

"المهاجر" رجل عائد إلى قريته يتلاعب به حوذي

مجلة الفنون المسرحية

الأربعاء، 22 يوليو 2020

فعالية ومشهديات تعكس قيماً يجسدها المسرح

مجلة الفنون المسرحية

فعالية ومشهديات تعكس قيماً يجسدها المسرح

السويداء-سانا

نطلاقاً من أهمية المسرح كظاهرة فنية حضارية تعكس رقي المجتمعات وتطورها أطلقت مديرية ثقافة السويداء فعالية مسرحية شهرية بعنوان شؤون ثقافية على مسرح المركز الثقافي العربي في المدينة.

الفعالية التي يشارك فيها نخبة من المسرحيين من كتاب ونقاد ومخرجين وفنانين بالمحافظة تهدف وفق القائمين عليها إلى نشر ثقافة المسرح وإلقاء الضوء على تجاربها المهمة.

بدأت الفعالية بمشهدية بعنوان “صابر بياع اليانصيب” قدمها المخرج المسرحي معن دويعر ثم قدم الباحث سلمان البدعيش لمحة عن تاريخ المسرح بمحافظة السويداء عاد من خلالها إلى مراحل البدايات عبر استعراض بعض العروض المسرحية التي قدمت منذ عام 1945 ومنها مسرحية “صلاح الدين الأيوبي” و”اليرموك” و”الراية” و”رقص وفقش” و”خطيئة الآباء” و”الفيل يا ملك الزمان” و”جثة على الرصيف” و”الرسم بالبنادق” ومسرحية للأطفال بعنوان “نهر الأجداد” و”ثمن الحرية”.

وتوقف المخرج المسرحي رفعت الهادي عند واقع الحركة المسرحية في المحافظة مشيراً إلى ضرورة العمل على تكريس ثقافة هذا الفن في المدارس لتربية جيل يتذوق الفن وتنمية المواهب الشابة والكوادر الإبداعية وتعزيزها ودعم المهرجانات المسرحية.

ولفت منظم الفعالية منصور حرب هنيدي إلى أن الفعالية نافذة ثقافية معرفية تطل على حقول المسرح المزروعة بقيم الحب والجمال مبيناً إنها تتناول في كل مرة إحدى القضايا المسرحية كمحور رئيسي إضافة إلى بعض الموضوعات ذات الصلة بالشأن المسرحي.

خزامى القنطار

الجمعة، 19 يونيو 2020

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

دمشق - العرب 

المسرحية السورية موجهة لليافعين لا للأطفال، وتحاول من خلال قصة حب عجيبة أن تبث قيما إنسانية رهانها الجمال والخير.

وفق الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفايروس كورونا يستقبل مسرح القباني يومياً جمهوره من اليافعين وأسرهم في سلسلة عروض لمسرحية “الموجة وطائر النورس”، المأخوذة عن الأدب العالمي ترجمها الراحل سعد صائب وهي من إعداد وإخراج هدى الخطيب.

وعن المسرحية قالت مخرجتها هدى الخطيب في تصريح لها “اخترت هذه القصة من الأدب العالمي وأعددتها لتكون مسرحية لأنها عالقة في ذاكرتي منذ سن الطفولة ولطالما حلمت بتقديمها على الخشبة وأضفت عليها بعض قصائد شكسبير لإغناء حالة الحب في الحكاية بين الموجة وطائر النورس”.

وتابعت الخطيب “المسرحية تقدم قصة حب بنهاية غير تقليدية وهي موجهة لليافعين وأردنا من خلالها تقديم شيء مختلف عما يقدم من مسرحيات لهذه الشريحة العمرية”، معتبرة أن الإجراءات الوقائية المتبعة في المسرح قللت من عدد حضور العرض.

الممثلة رنا جمول التي تجسد شخصية الحوت ملكة البحار الداعمة للحب والمحبين قالت “مقولة المسرحية إنسانية وتحمل الجمال والخير وهي مناسبة لجيل اليافعين ولاسيما مع الحاجة إلى المزيد من العروض الموجهة للناشئة في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية”.

مسرحية من الأدب العالمي

ويبيّن الفنان تاج الدين ضيف الله، الذي يقوم بدور البطريق ويمثل الجانب الشرير في القصة، أن العرض مختلف بطرحه لخصوصية جمهوره، مع إشارته إلى أنه عرض يمكن أن يحضره الكبار ولكنه لا يناسب الصغار، مشيراً إلى أهمية وجود مثل هذه العروض التي تخاطب فئة مهملة مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً، مع تأكيده على أن هذا العرض وإن خُصِّص لليافعين إلا أن العائلة عندنا اعتادت على حضور العروض المسرحية بعيداً عن هكذا تصنيف. لذلك سيأتي الجميع برأيه لحضوره، وأشار إلى أنه يجسد شخصية البطريق الذي يستأذنه طائر النورس للزواج من الموجة إلا أنه يرفض ويحاول منع هذا الزواج لتكون النهاية مفاجئة للجميع.

وقدمت الممثلة الشابة روجينا رحمون دور الموجة، وعن شخصيتها قالت “كانت هناك صعوبة في أنسنة الموجة وتقديمها للجمهور ولكن من خلال العمل توصلنا إلى بعض الحلول في الأداء والشكل لتصل إلى شريحة اليافعين بشكل صحيح والتي يحتاج التعامل معها إلى المزيد من الانتباه لأنها تمزج ما بين عمري الطفولة والشباب”، لافتة إلى أن المسرحية جاءت بالعربية الفصحى مع إشعار لشكسبير بطريقة مبسطة بعيدة عن الاستسهال.

الممثل الشاب نجيب السيد يوسف، جسد شخصية طائر النورس الذي يعشق إحدى الموجات على شاطئ البحر لتكون نهاية هذا الحب نهاية غير تقليدية، وقد عبر عن سعادته بالعمل مع “كادر فني أكاديمي مميز في عرض يحمل العديد من الرسائل إلى جانب المتعة التي يحققها، كما أنه متنفس للناس وطقس لممارسة الحياة ويرمز لاستمراريتها وخاصة في ظل الظروف الحالية”.

وأكد السيد يوسف أن العمل مع المخرجة هدى الخطيب مغامرة فيها روح التحدي والاكتشاف في كل مرة، مشددا على الإضافة التي تحققت له بوجوده ضمن فريق يضم أسماء مهمة في عالم المسرح، منوهاً بأن أكثر ما أعجبه في هذا العمل هو سونيتات شكسبير وتقديمه للدور باللغة العربية الفصحى.

والمسرحية هي التجربة الثانية لهدى الخطيب بعد تجربتها الأولى في مجال الإخراج المسرحي بعنوان “قارع الطبل”.

لم تكتفِ الخطيب كمعدّة بتحويل القصة إلى نص مسرحي، ولإغنائها ضمَّنتها سونيتات لشكسبير هي عبارة عن حواريات حب بين روميو وجولييت، ليتناول العرض قصة حب أرادت لها أن تكون لليافعين، وهي الفئة التي نادراً ما يتم التوجه إليها، مع حرصها على أن تذكر للجمهور أن هذه المسرحية لليافعين وليست للأطفال، مع أنها وبسبب الظرف العام لا تستبعد أن تحضرها العائلة بغضّ النظر عن الشريحة المستهدفة لها، مؤكدة أن موضوعة الحب من الموضوعات التي تحرص دائماً على تناولها في أعمالها ولها تجارب سابقة في هذا المجال.

اشتغلت الخطيب بمسرح الطفل بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخصصت  في جامعة باريس الثامنة بمسرح الدمى والمسرح المدرسي، مبيّنة أنها منذ البداية كانت لديها رغبة في مخاطبة اليافعين مع إدراكها أن مسرح اليافعين ليس بالأمر السهل، خاصة أن “الموجة وطائر النورس” يتضمن أشعاراً قد تكون صعبة وأن تقبّلها من قِبَل الجمهور لن يكون بالأمر اليسير لكنها بعد تجربة طويلة في مجال المسرح تعوّل كثيراً على ذكاء الطفل واليافع للتفاعل مع هذا العرض.

الخميس، 27 فبراير 2020

السينوغرافيا كحامل معاصر للنص الملحمي التاريخي في عرض المعهد العالي " الزير سالم"

الأحد، 15 سبتمبر 2019

فسحة للحب في العرض المسرحي " كيميا "

الأحد، 1 سبتمبر 2019

الجمهور يتفاعل في مختبر كيميا جمالياً

مجلة الفنون المسرحية

جمهور يتفاعل في مختبر كيميا جمالياً

 د.حازم الحربى :

كنت هناك في ارض انهكتها الحروب، سوريا، سوريا اليوم ليست كما العام الماضي وغداً ليست كما اليوم، حظرت عرضاً مسرحياً اسماه صانع العرض د.عجاج سليم  ( كيميا ) الذي اعده واخرجه عن نص ( مجالات) للكاتب الروسي ( الكسندر اوبرازتسوف) .
العرض قائم على الجدلية القائمة في النفس البشرية ما بين الخير والشر وما بين الحب والكراهية تلك الثنائيات التي ولدت منذ بداية الخلق، شكل العرض لدى المتلقي عبر اداء الممثل وعناصر العرض الاخرى شكلاً جمالياً جعل من المتلقي لا يغادر سلسلة الاحداث داخل العرض المسرحي الذي تجاوز الساعة من الزمن، تنامي الاحداث والصراع وايقاع العرض المتصاعد كان سبباً رئيسياً في ذلك، وبكل تجرد وجدت في هذا العرض محاكياً لمشاكل داخل بلدي العراق كما هو الحال في سوريا او معظم البلدان التي دخلتها الحروب والبعض منها تنتظر تلك المأسي، ناقش العرض موضوعة مهمه وهي الانسجام وفقدان المحبة ما بين بنوا البشر وعدم التسامح ونشر روح الكراهية، تلك الثقافة الدخيله على مجتماعتنا ومن مخرجاتها التفكك الاسري اذ نجد في هذا العرض المسرحي سلطة المراءة على الرجل والجعل منه ذاك الخانع الذي لا يحرك ساكناً مما ينعكس سلباً على بنية المنظومة الاسرية وهي نتاج عدم التفاهم والتوافق بين الزوج والزوجة ولهذه المشكلة تجارب كثيرة في المجتمعات العربية، اما ان تكون سلطة الرجل هي المهيمنة او العكس فبالتالي كليهما تنتج مشاكل داخل الاسرة، شاهدنا ذلك الرجل ذو الملابس الرثة من الخارج في شكلها، و الذي يحمل في طياته مضامين لتجارب حياتيه جعلت منه قديس العرض الباحث عن المحبة والسلام التي فقدها اثناء حياته.
تناول مخرج العرض مفردة الحب بشكل مركزي واصبحت كلمة تداولية حتى انها لم تغادر مخيلتي .. الحب .. تلك الكلمة التي هوت في واقعنا وللاسف وذلك بسبب ما صنعت لنا الحروب من حقد وكراهية فيما بيننا، قالها صناع العرض الحب يصنع حياة رغيدة رغم الظروف القاسية وعكسها تنتج لنا ما يحمد عقباه، ان تكاملية عناصر العرض المسرحي انتجت لنا شكلاً جمالياً جعل مسافة جمالية وكأننا على خشبة المسرح نتحدث لهم ويتحدثون لنا صناع العرض، ان تشاكل المنظومة البصرية والسمعية في داخل العرض جعلت من ايقاع العرض في تصاعد حتى تحية الجمهور وحتى دموع مخرج العرض متفاخراً بمجموعته الجميلة، ان ما قدمه صناع العرض كما اسميهم تجربة مهمه بوجود مجموعة من اصحاب التجربة المسرحية وكذلك ممثلين شباب واعدين حقاً يمتلكون منظومة جسدية وصوتية تكاملت مع عناصر العرض الاخرى مشكلة سنغرافيا وسنفونية جميلة في دار الاوبرا بدمشق .




الخميس، 29 أغسطس 2019

الفنان الشاب محمد خباز.. مشروع مسرحي يعالج قضايا الشباب

مجلة الفنون المسرحية

الفنان الشاب محمد خباز.. مشروع مسرحي يعالج قضايا الشباب

حمص-سانا

تجربة مسرحية ثرية أسس لها الشاب محمد خباز على أكثر من مستوى فالشاب الذي بدأ يلاحق شغفه منذ أن كان طالبا في المرحلة الإعدادية ما لبث أن خاض مجال التمثيل والإعداد والإخراج مؤسسا لمشروع فني متكامل خرج إلى الضوء قبل عامين ليتصدر المشهد الفني في حمص وسط جهود مكثفة للارتقاء به إلى أفضل مكانة ممكنة.

محمد الذي يدرس في كلية العلوم قسم الكيمياء بدأ رحلته في هذا المجال كما أوضح لـ سانا الشبابية في الصف السابع حيث شارك مع منظمة اتحاد شبيبة الثورة في اكثر من عمل مبينا أنه لم يكتف بالموهبة الفطرية لديه بل عمد إلى اكتساب الخبرات عبر “كورسات” ودورات متتالية في مجال الإخراج المسرحي والسينمائي والمسرح التفاعلي والسيناريو استثمرها جميعا في أعمال مسرحية لاحقة مثل “جوليا” و”أسوأ عرض مسرحي” و”كائنات من ضوء” حيث شاركت الأخيرة بمهرجانات عدة منها “مهرجان حمص المسرحي” و”مهرجان دمشق الثقافي” و”يوم المسرح العالمي”.

بالتعاون مع عدد من أصدقائه الشغوفين بالمسرح أسس خباز فرقة “حبق” للفنون المسرحية منوها بأن هذه الفرقة هي مشروع إبداعي يهتم بقضايا الشباب ويسلط الضوء على هواجسهم ومشكلاتهم انطلق في العام 2016 عبر عمل من تأليفه وإخراجه بعنوان “حلال المشاكل” وتم تقديمه على خشبات مسارح حمص وفي العام 2017 قدمت الفرقة عرضا آخر من تأليفه وإخراجه أيضا بعنوان “جمهورية زيكو”.

وأشار خباز إلى أن عام 2018 شهد العديد من النجاحات للفرقة حيث قدمت أربعة أعمال هي “هاملت” و”أوديب ملكا” و”بستان الكرز” و”نسينا الزمن” على أكثر من مسرح أما في العام 2019 فعرضت الفرقة عملين آخرهما بعنوان “ليلة الإفراج” وهو مونودراما من تأليفه وإخراجه وشارك من خلاله في مهرجان جامعة البعث ونقابة فناني حماة.

ويطمح محمد بأن تصل فرقة “حبق” إلى مرتبة متقدمة في خضم الحراك المسرحي القائم بما يتناسب وحجم الطموح الذي يملكه والحب الذي يكنه لهذا الفن الراقي خاصة أنه يعمل من خلالها على تقديم عروض تعالج قضايا المجتمع والشباب وتسلط الضوء على ابرز الظواهر المعاصرة.


الخميس، 22 أغسطس 2019

تغطية بروفات عرض مسرحية "كيميا " سيناريو وإخراج الدكتور عجاج سليم عن نص الروسي ألكسندرأوبرازتسوف (مجالات)

الجمعة، 9 أغسطس 2019

عواء الديك .. آخر عروض المهرجان المسرحي

مجلة الفنون المسرحية


عواء الديك .. آخر عروض المهرجان المسرحي


رائد الجندالي : لم أر في شوارع حماة لافتة إعلانية للمهرجان  

اختتمت فعاليات مهرجان نقابة الفنانين بحماة بعرض جميل لفرقة نقابة الفنانين فرع حماة ( عواء الديك ) تأليف طلال نصر الدين وإعداد وإخراج رائد الجندالي . حول هذا العرض قال المخرج رائد الجندالي للفداء : العرض يخص شخصيتين التقيا في إحدى المزابل الضخمة يجري بينهما حوار ونقاش إنساني بحت .. بالنهاية نرى عذابات كل منهما ولا ينكشف معدن أي منهما حتى النهاية حيث يرتقي العمل للحالة الإنسانية وهذا العمل من نوع الكوميديا السوداء التي يعتمد فيها الكاتب إرسال رسائل إلى جهات مختلفة . 
أما بالنسبة لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماة فإني عاشرته منذ سنوات كنت أحضر المهرجان من أيامه الأوائل عندما كان بإشراف الفنان المرحوم سمير الحكيم .. وكان هناك طاقم محب وعاشق للمسرح كنا نحضر في المركز الثقافي القديم .. حتى الآن رائحة خشبة المسرح بأنفي .. وكان عندي حلم أن اعرض وعرضت بالمركز الثقافي القديم .. بعد ذلك تابعت المهرجان بكل فصوله ... وتعبت لتوقفه خلال الظروف الصعبة التي مرت على وطننا وحياتنا . في المسرح نحن دائماً نكشف أنفسنا من جديد ..
ونرى أنفسنا بصورة مختلفة . 
استضاف المهرجان فرقاً من محافظات مختلفة .. ونتمنى أن يضم في المستقبل فرقاً عربية أو دولية . وأن يكون هناك تسليط اعلامي على مهرجان حماة ، لأنه فقير جداً إعلامياً . 
انا فتلت شوارع حماة لم أر لافتة تشير للمهرجان .. حرام هذه العروض الجميلة التي قدمت قال لنا أصدقاءنا أنهم لم يحضروا لأنهم لم يسمعوا بالمهرجان ... وأعتقد أن اشتهار المهرجان يحتاج لجهود أكثر من التي قدمت . 
نتمنى أن نرى في دورات المهرجان القادمة لجان تحكيم وتقييم للعروض . وإذا كان هناك لجنة تحكيم أكاديمية فإنها توضح أكثر وتشرح أكثر وتوضح للجمهور وتعطيه ثقافة ... وتفيد .. وتسلط الضوء على كل مفصل من مفاصل العمل .. لأننا كمشاهدين يمكن أن لا نراها كما يجب ونتمنى في المهرجانات القادمة أن يتوافر دعم مادي للفرق المسرحية المشاركة ليلتقي المسرحيون في الأمسيات ويتعارفون ويتبادلون الآراء والأفكار والخبرات . 
فالفرق التي تأتي من بقية المحافظات تحضر وتقدم عرضها وتعود لا تلتقي بأحد من المسرحيين .. ولا تشاهد العروض الأخرى . 
نتمنى أن يصبح مهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماة واحة لقاء وتعاون ومحبة وخبرة متبادلة بين الفرق المشاركة .

 -------------------------
المصدر : الفداء

مهرجان نقابة الفنانين المسرحي في عيده الفضي.. ماله و ماعليه

مجلة الفنون المسرحية

   مهرجان نقابة الفنانين المسرحي في عيده الفضي.. ماله و ماعليه


وفاء السمان - الفداء 

اختلفت التسمية و المقصد واحد... مهرجان حماة المسرحي في عامه الخامس والعشرين.. هكذا سمّاه مؤسسه الفنان المسرحي سمير الحكيم، رحمه الله! عام 1989والذي كان مديرا لدوراته الثماني الأولى.. و هكذا يصرّ عشاق المسرح على تسميته... 
لا تهمّ التسميات طالما أن المهرجان مستمر و مصرّ على الانعقاد بعد تعثّر لبضع سنوات بسبب ظروف البلد.. عاد المهرجان بهمّة عشاقه و راعيه الأول نقابة الفنانين بحماة ممثّلة بالفنان معمّر السعدي رئيس فرع النقابة بالتعاون مع النقابة المركزية، و الذي حرص على إقامة المهرجان رغم العراقيل المتعددة ..و بهمّة مديرية الثقافة ممثلة بمديرها الأديب سامي طه و نائبه المهندس مجد حجازي اللذين لا يألوان جهدا في النهوض بالحركة الثقافية عموما، و كذلك بهمّة ورعاية القيادتين السياسية والإدارية في المحافظة .
هنيئا لحماة مهرجان هذا العام.. الافتتاح كان جميلا بكل فقراته و خاصة المشاهد المسرحية البديعة التي أخرجها الفنان المبدع رائد الجندلي، نجم المهرجان، برأيي .. رغم بعض العثرات في أجهزة الصوت والإعداد والذي جعله طويلا يمتد قرابة ثلاث ساعات.. أما الختام فكان جميلاً في عرضه فقيراً في خاتمته.. مواعيد العروض لم تُحترم لأسباب أجهلها.. للأسف حضر المهرجان ولم يحضر الجمهور في أغلب العروض عدا عرض شرابيك الذي شهدا حضورا شعبيا طيّبا.. الجمهور يعدّ أحد أهم عناصر العرض المسرحي.. فالمسرح هو عرض و جمهور و بقية العناصر تحصيل حاصل.. 
الجمهور كان ضئيلاً متواضعاً في العدد كبيراً في النوع.. والأسباب كثيرة لا ندّعي معرفتها كلها، إنما أحدها فصْل الصيف الحار وانصراف جمهور الشباب إلى السفر والاستجمام حسب تقديري.. أو أن انقطاع دورات المهرجان و قلة أو ندرة عشاق المسرح الحقيقيين كان سببا في انصراف الجمهور و تدنّي تذوق الفنون بشكل عام.. حماة حالياً لاتمتلك من المخرجين المسرحيين الفاعلين على الساحة، نوعا ما، إلا مايمكن عدّه على أصابع اليد الواحدة.. منهم الأساتذة كاميليا بطرس، عبد الكريم حلاق، يوسف شمّوط و محمد تلاوي.. 
عروض قليلة جدا و إمكانات مادية غير متوافرة لا شك.. إضافة إلى عن غياب الدعم المعنوي.. لكن السبب الأهم في تعثّر الحركة المسرحية في حماة برأيي المتواضع هو غياب الشغف بالمسرح، ذلك الفن الشامل الذي وهبه عمره و صحته و ماله الفنان الراحل سمير الحكيم.. رحل الحكيم و ترك أبناءه عشاق المسرح تائهين، يسعون هنا وهناك لفعل شيء ملموس في المشهد المسرحي الحموي ولكن لم يتمكنوا من إمساك خيوط اللعبة.. حماة تفتقر إلى مسرحيين أكاديميين و هم كثر في سورية، لكنهم آثروا التلفزيون على المسرح.. أغرتهم العاصمة دمشق فرحلوا إليها.. و غادر بعضهم البلد لأسباب متعددة أهمها أزمة البلد التي أتت على كل زهرة يانعة أحبّت الظهور و نشدت الحياة.. المسرح الحموي فقد أباه و عاد ليحبو من جديد..سمعتُ من الكثيرين عبارة (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) و يقصدون غياب سمير الحكيم.. بهذا الصدد أنصح العاملين في المسرح، ممثلين و مخرجين تطوير ثقافتهم المسرحية و ذلك عبر قراءة النصوص المسرحية المختلفة وكتب النقد واقتناء مجلة الحياة المسرحية و حضور العروض المسرحية في كل المحافظات للاطلاع على تجارب الآخرين في الإخراج و تقنيات المسرح والديكور و الموسيقا.. الموهبة هي الأساس لكنها لاتفعل شيئا دون صقل و تطوير و متابعة.. تقوقعنا داخل مدينتنا يعني المراوحة في المكان وعدم التطور.. قلوبنا مع المهرجان و دعاؤنا له بالتوفيق في مسيرته الشاقة.. كل الرجاء ممّن يهمّه ازدهار المسرح دعم هؤلاء الشباب الذين تألقوا على خشبة المهرجان هذا العام.. رغم الصعوبات و العثرات أثبت مسرحيّونا بأنهم أهل للدعم والرعاية.. عروض هذه الدورة متميزة... تراوحت بين الجيّد والأجود..لم يكن هناك أي عرض هابط والحمدلله.. كل العروض امتلكت أبجدية المسرح طامحة لتقديم الأجمل.. فلدى مخرجيها إمكانات تؤهّلهم لتقديم الأفضل.. مايثلج الصدر هذا العام تميّز عرضَيْ مدينة حماة.. مديرية الثقافة و نقابة الفنانين.. (شرابيك و عواء الديك )اللذين حظيا بجماهيرية كبيرة و ذلك لتألق الممثلين في غالبيتهم و تفوّقهم في الأداء على سبيل المثال لا الحصر الشاب محمد شيخ الزور في عرض شرابيك، ولعل لاسمه نصيب من سميّه الفنان الراحل المبدع محمد شيخ الزور رحمه الله، كما تألّق الفنان الشاب فؤاد كعيّد ،ابن الفنان الراحل المتميز مختار كعيّد رحمه الله، في عرض عواء الديك.. 
المهرجان بعروضه الجميلة الموفّقة حضر كطبق رئيسي شهيّ و غابت المقبّلات و المكمّلات لأسس نجاحه و أهمها النقد والتغطية الإعلامية النقدية اليومية في وسائل الإعلام التي اقتصرت على الأخبار والصور و تسجيل الحضور لا أكثر..
أين صحيفة المهرجان اليومية التي كانت تُوزّع على جميع الحضور في مهرجانات حماة المسرحية الأولى والتي كان الكتّاب الصحفيون الحمويون و الضيوف يتسابقون للكتابة فيها عن عرض اليوم السابق؟ أين ندوات النقد التي كانت تُعقد عقب العرض مباشرة قبل أن يجفّ عرق الممثلين؟ وكان يحضرها ضيوف أكاديميّون و خبراء في فن المسرح والإعلام الذين كانوا يأتون لا كضيوف ينشدون الأضواء و تسجيل الحضور والإقامة في فنادق 5 نجوم .. بل كانوا يقيمون في فنادق متواضعة و كلهم فرح و محبة للمشاركة في ارتقاء المهرجان الذي كان يضاهي المهرجانات العربية و بعض العالمية من حيث التنظيم و التنسيق و الغنى بالنشاطات الثقافية الموازية كندوات عن مسرح الطفل و سواها.. أين حفل الختام الباهر الذي كان يُبكي الحضور و هم يودعون المسرح إلى العام التالي؟ أين توصيات القائمين على المهرجان، من نقاد و مسؤولين لتقييم الدورة الحالية والارتقاء بالدورة التالية بمشاركة المهتمين من الحضور والاستفادة من آرائهم؟ رغم كل شيء نحن سعداء بعودة المهرجان و نهنّئه على العودة بإصرار بتقديمه عروضا كانت كلها وللمرة الأولى على مستوى جيد ولائق.. عروض هذه الدورة الفضيّة جاءت لائقة و تستحق الثناء.. 
تحية للمهرجان و رُعاته و مسرحيّيه و إلى مزيد من الارتقاء في الدورة القادمة إن شاء الله!.



الخميس، 1 أغسطس 2019

مسرحية "مولانا".. نافذة بمهرجان أفينيون على الحارات الدمشقية

الجمعة، 19 يوليو 2019

احتفال باليوبيل الفضي لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماه 2019

مجلة الفنون المسرحية

احتفال باليوبيل الفضي لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماه 2019

كنعان البني - المهرجانات العربية 

تحتفل نقابة الفنانين بحماه باليوبيل الفضي لمهرجانها المسرحي الخامس والعشرون لهذا العام 2019 وذلك في صالة مديرية الثقافة بحماه من تاريخ 29/7 ولغاية 4/8/2019 الساعة السابعة مساء والدعوة عامة.

ويعتبر هذا اليوم عيد لكافة الفنانين في محافظة حماه .. فالمسرح أبو الفنون .. ويتميز هذا العيد بأنه يساهم بعودة الحياة للمسرح في المدينة وبلداتها ومدنها التي لها أياد بيضاء في صنع تاريخ المسرح الحموي .. مبروك للجميع هذا العيد / المهرجان ..

ويتضمن برنامج المهرجان الفقرات التالية:

يوم الاثنين 29/7/2019

- الافتتاح تجمع ادونيا الفني .. حفل فني .. لجوقة ادونيا الموسيقية (محمد السلوم)

- لوحات مسرحية .. فرقة ادونيا المسرحية (رائد جندالي)

يوم الثلاثاء 30/7/2019

مسرحية "الحافلة".. ستانسلاف ستراتييف... اخراج هاشم غزال وقيس زريقة .. الاتحاد الوطني لطلبة سوريا – فرع جامعة تشرين - اللاذقية

يوم الأربعاء 31/7/ 2019

مسرحية "شرابيك" ... تأليف وإخراج محمد تلاوي .. مديرية ثقافة حماه

يوم الخميس 1/8/2019

مسرحية " قمامة" قومي السويداء ..علي الزبدي .. سمير البدعيسش

يوم الجمعة 2/8/2019

حفل موسيقي تراثي .. بيت التراث والفنون ..اشراف "محمد حداد"

السبت 3/8/2019

مسرحية "وقت مستقطع" مديرية المسارح والموسيقا – مشروع دعم مسرح الشباب .. جوان جان .. سهيل عكلة

يوم الأحد 4/8/2019  الختام

مسرحية "عواء الديك" .. طلال نصر الدين .. رائد الجندالي .. فرقة نقابة الفنانين في حماة

 وسيتم في المهرجان تكريم كل من الفنانين: حسين عباس، شاكر شاكر،

كمال ديري

حضوركم يسعدنا .. الدعوة عامة .. تبدأ الفعاليات يوميا الساعة السابعة مساء ..في صالة دار الأسد للثقافة والفنون ...

                                   عضو اللجنة الإعلامية للمهرجان

                                      كنعان محمود محيميد البني

الأربعاء، 12 يونيو 2019

الخشبة والعتمة: المسرح السوريّ بوصفه مساحة وجوديّة كبيرة

مجلة الفنون المسرحية

الخشبة والعتمة: المسرح السوريّ بوصفه مساحة وجوديّة كبيرة


عماد الدين موسى 

في تجربته عن العمل المسرحي في مدينة السويداء، التي أصبحت أيامها طيّ النسيان، وصارت جزءاً من ماضٍ أليم، كما كان أليماً لحظة انطلاقه مع مجموعة من رفاقه، يقدّم الكاتب السوري غسان الجباعي كتابه "المسرح في حضرة العتمة" (دار ميسلون 2019)، عربون محبة ووفاء لهم، ولتضحياتهم الكبيرة في مجال المسرح؛ إذ باكراً انطفأت شموع تلك الأيام، ولم يكتب عنها أحد، أو كما يقول: لم "يجرؤ على الكتابة حولها، ويتناولها بالدرس والتحليل، خوفاً من العقاب الأمني، الذي يطاول كل من يجرؤ على البوح برأيه، أو التغني بذكرياته، في بلد بات شعبه يخشى من ذاكرته". لذلك يحاول كاتبنا نقل صورة واضحة عن تلك الفترة، مُركّزاً في كتابه هذا على محورين: الأوّل نظري؛ يتطرق فيه إلى أهم عناصر، وقضايا الفن المسرحي، الفكرية، والجمالية، ومحور تاريخي؛ يبدأ مع ستينيات القرن العشرين، ليتوقف طويلاً عند العصر الذهبي للمسرح في مدينة السويداء (1965 - 1975)، ليسرد بعد ذلك تجربة الفن المسرحي في سورية؛ من أبو خليل القباني إلى سعد الله ونوس؛ فالقباني أول من أسّس فرقة مسرحية في القرن التاسع عشر في دمشق، وأول من وضع الأسس الأولى للمسرح العربي والدرامي الغنائي، ليموت القباني بمرض الطاعون عام 1903؛ "لكن المسرح لم يمت بعده؛ على الرغم من ازدهار كثير من الأمراض السارية، التي رافقت مسيرته عبر العصور، كالتخلف، والتعصب، والقمع، والتدجين والعبودية!". وفيما بعد بدأت الفرق المسرحية بالتشكّل في كافة المدن والقرى، وكذلك في مدينة السويداء، والتي خصّها الكاتب بكتابه، تقريباً منذ عام 1942، إذ يأتي على ذكر أبطالها، ومؤسسيها، من مثل سلامة عبيد وسلمان البدعيش.
الفن رهين العتمة
"نعم. المسرح في حضرة العتمة وليس الضوء، فالفن رهين العتمة، هل يستطيع الفن أن يكون

"القباني أول من أسّس فرقة مسرحية في القرن التاسع عشر في دمشق، وأول من وضع الأسس الأولى للمسرح العربي والدرامي الغنائي، ليموت القباني بمرض الطاعون عام 1903؛ "لكن المسرح لم يمت بعده؛ على الرغم من ازدهار كثير من الأمراض السارية، التي رافقت مسيرته عبر العصور، كالتخلف، والتعصب، والقمع، والتدجين والعبودية!"
موجوداً بمعزل عن العتمة والضوء، الخشبة صفحة سوداء، مكتوبة عليها حكاياتنا البيضاء، بأجسادنا، وأغراضنا، وأرواحنا، وأشواقنا". إذنْ؛ هي لحظة قدرية أن يلتقي الضوء والعتمة في مكان واحد، بعدما كانا بعيدين عن بعضهما في العرض المسرحي، وفي الفضاء الخارجي، الطبيعي، حيث نشأ هذا الفن أول مرة، ليكون رهين الحياة، رهين الضوء والنور، وابن اللحظة الطبيعية، التي جسدت فيها كل ما يخص الإنسان في حياته، وخصوصياته، وينقل له صورة عنها؛ بالتزامن مع مرآة يشاهد من خلالها نفسه وروحه؛ وجهاً لوجه؛ في كل مشهد، وكل حال، أو موقف، يقوم به الممثلون، ويجسدونه على الخشبة، لتصبح تلك الخشبة ساحة وجودية كبيرة، يتبدى فيها كل شيء معاً، في لحظة واحدة، وأمام كل من يحضر العرض، وتشتعل الثنائيات الإنسانية، الطبيعية والأخلاقية؛ (الخير والشر، الجمال والقبح، الصدق والكذب، البراءة والجريمة)، وكل ذلك يحضر بقوة، ويفرض ذاته على الذات الحاضرة لهذه المواقف، التي يقوم بأدائها الممثلون، ليتركوا في داخلهم وأرواحهم مواقف لا تنسى، وانطباعات تجاه تلك الأفعال الممارسة أمام أعينهم، بتفاعلهم معها، وطرح رؤى ومفاهيم ومسميات عليها.
الولادة الثانية
كانت الولادة الثانية للمسرح في سورية - كما يشير المؤلف - مع ظهور الكاتب سعد الله ونوس، الذي قدم مجموعة نصوص مسرحية، غاية في الأهميّة، منها: "حفلة سمر من أجل الخامس من حزيران"، "الفيل يا ملك الزمان"، "مغامرة رأس المملوك جابر"، "الملك هو الملك"، "بلاد الضيق من الحب"، "الأيام المخمورة"، وتخلّى في تلك الأعمال عن المباشرة والتسييس واتجه إلى التأمل في الروح الإنسانية، ليترك بصمة كبيرة ومؤثرة في المشهد الثقافي والفكري المحلي والعربي، بالإضافة إلى المخرج فواز الساجر؛ الذي لم تطل إقامته على الخشبة بسبب موته المبكر.
لقواعد الأولية للمسرح
يبدأ الكاتب بذكر أهم شروط قواعد الفن المسرحي، والتي لا غنى عنها، بغاية التوثيق لها، وتعريف الجمهور بها، وتكوين ثقافة مسرحية، ومفاهيم أولية لديه عن هذا الفن، وهي المخرج المسرحي وعلاقته بالنص وكيفية تعامله معه، وطبيعة الإخراج، ووظائفه، وخصائصه، ومدى حريته على ممارسة دوره في عمله، والقيود التي تقف في وجهه، مانعة إياه من تمثّل دوره على أكمل وجه، ونقل رؤيته الواضحة المعالم عن النص والمجتمع، كحالة إبداعية تتطلب منه ذلك، انطلاقاً من الرسالة والغاية التي يحملها في روحه عن العمل والطريقة التي يقوم باتباعها، كي يقوم بنقل تلك الرسالة وفق المطلوب منه، ليأتي الكاتب - فيما بعد - على ذكر الممثل الذي يشير إليه بأنه "جوهر العمل المسرحي"؛ فهو "المبدع الوحيد الذي يكون جسده هو الأداة، وهو المادة، وهو الموضع معاً"، فلا بد من أن يتحلى بالعفوية والانسيابية في ممارسة عمله، ودوره على الخشبة، لتكون تلك الأفعال متطابقة إلى حدّ ما مع الحالة الطبيعية للإنسان، في كافة حالاته ومستوياته، ليكون الإيقاع، والنقد، والجمهور، والسينوغرافيا.

من أرشيف الذاكرة
هل ماتت تلك الأعمال المسرحية التي تم تقديمها في الماضي القريب، لدرجة أنه تم نسيانها،

"قدَّم سعد الله ونوس للمسرح "حفلة سمر من أجل الخامس من حزيران"، والفيل يا ملك الزمان"، و"مغامرة رأس المملوك جابر"، "الملك هو الملك"، "بلاد الضيق من الحب"، "الأيام المخمورة""
ودخولها في طيات الزمن، ليأتي الكاتب ويفتح باب الذاكرة؟ لعل الأمر الأكيد أن الجباعي يسرد مواجعه مع أيام خلت، حينما كانوا - هو ورفاقه- لا يألون أي جهد في سبيل إخراج نص مسرحي إلى الحياة، ونقله من على صفحات بيضاء على الورق إلى طور أكثر جدّة، وأكثر انسيابية، ليتواءم مع ذائقة توجه إليها هذه الأعمال، لتترك أثراً ربما ينسى مع الأيام، أو ليبقى ذلك الأثر بقاء الذاكرة نفسها التي ما زالت تحتفظ بها، سواء أكانت جماهيرية أم الذات المبدعة نفسها، التي أنجزت ذلك العمل في تلك الفترة العصيبة من التاريخ، لتصبح شاهداً على أن الماضي كان أقوى من الحاضر، على الرغم من كل شيء. ومن تلك المسرحيات التي قدمت نذكر - على سبيل المثال لا الحصر - "جثة على الرصيف"، "أسلحة مدام كارار"، "ثمن الحرية"، "المعلم توباز"، "الفيل يا ملك الزمان"، "الرسم بالبنادق" و"النسّاجون "
-----------------------------
المصدر : ضفة ثالثة 

السبت، 8 يونيو 2019

مسرحية الحطاب الطيب.. تقنيات جديدة في عروض مسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية الحطاب الطيب.. تقنيات جديدة في عروض مسرح الطفل

ميس العاني

لا يمكن لمن يشاهد مسرحية الحطاب الطيب تأليف وإخراج رشاد كوكش إلا أن تلفته التقنية الجديدة التي اعتمدها مخرج العمل والمزج بين أكثر من طريقة في تقديم الحكاية.

ويروي العمل المسرحي الذي يقدم حالياً على مسرح العرائس في دمشق بمناسبة عيد الفطر قصة حطاب يعامل الناس بطيبة ومحبة لكنه يتعرض لمؤامرة من قبل شخص حاسد غير أن هذا الحسود ينال جزاءه في النهاية.

وأدخل مخرج العرض رشاد كوكش إضافة إلى العرائس تقنية الشاشة الإلكترونية كجزء من شخصيات وسينوغرافيا العرض فكانت عاملاً أساسياً في الأحداث كما اعتمد بنهاية المسرحية إدخال الشخصيات بين جمهور الأطفال والتفاعل معهم ما أعطى العرض سمة خاصة.

المخرج كوكش أوضح لـ سانا الثقافية أنه سعى لتقديم تقنيات جديدة في عرض الحطاب الطيب لأن العروض التي قُدمت للأطفال في السابق استنفدت كل ما لديها من قصص شعبية مستندة على التراث الشعبي والعالمي لذلك كان لا بد للعاملين على هذا الفن الاستفادة من تقنيات حديثة ومعاصرة لتطوير أدواتهم.

ووصف كوكش هذه التجربة التي تعتبر الأولى من نوعها بالمتواضعة حيث اعتمدت على دمج خيال الظل والعرائس وتقنيات الشاشة الإلكترونية في العرض المسرحي مؤكداً أن العرض المسرحي لا يمكن أن ينجح إلا بجهود جماعية بين كل الأشخاص العاملين فيه من تصميم الديكور والموسيقا وتصميم الدمى ومهمة المخرج صهر كل هذه المهارات مع بعضها لتقديم عرض مقبول مع الاستناد على أسلوب الحكاية لأنه يعتمد على إثارة مخيلة الطفل.

يذكر أنه في مسرحية الحطاب الطيب التأليف الموسيقي لسامر الفقير وتصميم الإضاءة والتقنيات إياد العساودة وتصميم الدمى إيمان العمر والديكور باسل جبلي والأزياء ختام عمر والأغاني عيسى صمادي وغناء ديمة زين الدين ووليد الزبيدي وتنفيذ ديكور تامر عبيد وكارول مقدسي ومدير المنصة إخلاص الشوا.





------------------------------------------
المصدر :دمشق-سانا

الاثنين، 7 يناير 2019

عتبات الانعتاق في العرض الأدائي "جفون"

الاثنين، 9 يوليو 2018

أسئلة المسرح والحرب .. قراءة لثلاثة عروض مسرحية سورية بعد سنوات الحرب السبعة‎

مجلة الفنون المسرحية


أسئلة المسرح والحرب .. قراءة لثلاثة عروض مسرحية سورية بعد سنوات الحرب السبعة‎  

عادل عبد الوهاب - madamasr


هل بإمكان الحرب السورية؛ التي اندلعت في أعقاب الثورة السورية في 2011؛ إنتاج جماليات فنية جديدة؟ هل من الجائز أن ينشغل ذهن الفنان السوري الذي يساند الثورة، بإنتاج مثل هذه الجماليات، أم يجب عليه الالتزام بما يشبه مانفيستو سياسي وأخلاقي؟ هل يمكن أن ينتج الوضع السوري الآن بكل تعقيداته خطًا أو تيارًا فنيًا، يمكن تذوّقه بمعزل عن القضية السورية، وفي إطار إنساني أكبر؟.

هذه التساؤلات لم تطرأ بالطبع الآن مع القضية السورية حصرًا. ولكنها تطرأ مع كل انفجار سياسي واجتماعي كبير، يجد الفنان نفسه في القلب منه، كالقضية الفلسطينية، والثورة المصرية في 2011، حين نكون أمام إنتاج فني، يمكن تسميته بالفن السياسي المعاصر، والذي يأتي في أشكال متعددة ويختلف من وسيط فني لآخر.

هذه الأسئلة هي أكثر ما حكم تجربتي في تلقي العروض السورية المسرحية الثلاثة التي أتكلّم عنها في هذا المقال، والتي شاهدتها على فترات زمنية متباعدة، والتي رغم انشغالها بثيمات الحرب والثورة، تختلف جذريًا في بنائها الفني.

العرض الأول هو «نزوح» للراقص والمصمم مثقال الصغير، وينتمي لعروض الرقص المعاصر.  والثاني هو «حلب. بورتريه الغياب» للكاتب والمخرج المسرحي محمد العطار، وينتمي إلى فئة عروض المتفرج الواحد (one on one )، والثالث هو «هنّ»، وهو عرض مسرح تقليدي ذو طابع حداثي في البناء والشكل، ومن إنتاج جهة حكومية سورية.

نزوح / Displacement
تصميم ورقص: مثقال الصغير

عرض في  مهرجان Theater Spektakel في زيورخ بسويسرا في أغسطس 2017


بدأ هذا المشروع بعرض رقص منفرد Solo  للراقص والمصمم السوري مثقال الصغير، قبل أن يطوره لعرض جديد ينقسم لجزئين. الأول هو الرقصة المنفردة، بإضاءة تسمح له برؤية وجوه الجمهور. أما الثاني فمع راقصين آخرين، ولكن تحافظ الإضاءة هذه المرة على الفرضية الأساسية لفن المسرح القائمة على الحائط الرابع الوهمي بين المؤدين الثلاثة وبين الجمهور،  بحيث لا يرى المؤدون (الثلاثة راقصون ذكور) الجمهور لأن منطقتهم مظلمة.

يبدأ العرض بخشبة مسرح سوداء فارغة إلا من بيادة عسكرية برقبة طويلة في مقدمة اليسار، وإضاءة بيضاء عادية تضيء المسرح كله، بما فيه مقاعد المتفرجين. كما ذكرتُ قبل ذلك، نحن نرى المساحة المسرحية والمساحة المسرحية ترانا.

يستهل العرض بموسيقى غير مفهومة، ولكنها تبدو غناءً فلكلوريًا لمنطقة عربية ما، بها قدر من المعاناة والصلف، كأنها نعيق أو نداء في الخلاء. يدخل مثقال إلى المسرح بجسده الهزيل جدًا، يرتدي قميصًا أبيض، ويحمل بيده لفافة بيضاء، وبإيقاع بطيء، وكأنه يحمل كفنه، يضع اللفافة على الأرض، في منتصف الخشبة، بحيث يكون هو مقابل للبيادة (الحذاء العسكري).



يدور بإيقاع بطيء وينظر للجمهور، قبل أن يذهب ويلبس البيادة، وهنا يختلف شكله تمامًا عنه قبل الرقص، وكأن جسده يتغير وهذا ليس مجازًا، فلا يمكن تجاهل تأثير البيادة ذات الرقبة الطويلة على  جسده كمؤدٍ، وربما أعطاها إيقاعه البطيء زخمًا وكأنها تلبسته، وحوَّلها من مجرد حذاء إلى رمز للحرب والقمع الديكتاتوري المستند على شرعية وجودها. كل هذا حدث بإيقاع هادئ وبدون مبالغة كبيرة في ترميز البيادة، وكأن جسده والبيادة وُجدا في هذا الفراغ المسرحي لكي يتحدا.

بعد ذلك، يبدأ رقصة ذات إيقاع بطيء، وكأنه شخص يتمايل فقط، قبل أن يتضح أن الرقصة دبكة، ومع أنها تبدو كرقصة أفراح، إلا أنها مع جسد له إيقاع ثقيل، رغم هزاله وضعفه، بعينين شاخصتين للجمهور، تشع أسى وحزن لا يمكن تجاهله، خاصة أنها بلا موسيقى.

وحده مثقال على المسرح، يرقص دبكة تقليدية، كالتي نراها في ثقافات الشرق الأوسط، وجنوب أوروبا، ولكنها هنا ممزوجة بحركات راقصة غير تقليدية، تعبر عن الاستسلام، والتعرّض للتعذيب، واختبار التعب من المشي لأيام طويلة، وغيرها من الانفعالات المرتبطة بالحرب والهزيمة، وأيضًا  بالحياة اليومية. ورغم اختلافها عن الدبكة، إلا أنها تظل دبكة، تم تفكيكها وإعادة بنائها، ويمكن أن نسميها: «دبكة الألم».

مثلًا في العرض، نشاهد الخطوة العسكرية أو ما يعرف في مصر بـ«الخطوة المعتادة» بتكرار يتماشى مع إيقاع الرقصة، قبل أن  يتحول جسد الراقص ليكون تمثيلًا عن المعتقل أو الأسير، بذراعيه خلف ظهره. لا تستطيع أن تميز هل هو مدني أم نظامي؟. هو مجرد جسد خرج من الصور المتداولة يوميًا في الشرق الأوسط، استحضر مثقال، من خلاله، لحظات الوهن والتعب والذل وأطلقها خلال رقصته.

عرض «نزوح»  لمثقال هو تهجير أو إعادة توطين قسري للجسد في حالة شعورية جديدة. ليس فقط الجسد السوري وإنما الجسد العربي أو الشرق الأوسطي. المواطن الذي يعيش في المنطقة العربية في السنوات الأخيرة أُجبر على إعادة توطين جسده من خلال المظاهرات: الركض عبر الحدود، والهروب من أصوات الرصاص، الزحف نتيجة تلقيه الرصاص وقنابل الدخان.

هناك مواطنون اختبروا هذا التهجير وهذه الإزاحة بشكل حي ومادي، وآخرون تشبعت ذاكرتهم البصرية بـ«أوضاع جسدية» جديدة، رأوا أبطالها، الذين يشبهونهم في مقاطع الفيديو التي تبث يوميًا، من سوريا  مصر، ليبيا، اليمن، العراق، في أوضاع جسدية يمكن وصفها بكلمات كـ:إنهيار، استسلام، ذل، تعب، خوف. ولكن بصريًا، تمتلك تلك الصور المساحة لتوليد معانٍ أخرى تنقلب بها الأدوار؛ أجساد قاهرة تغدو أجساد مقهورة وممزقة بين لحظة وأخرى. فليس فقط الجسد المدني هو المقهور، أيضا الجسد العسكري ففي واقع النزوح والحرب السورية، التي نراها في الفيديوهات القصيرة والطويلة، أصبحت الأجساد تتبادل المواقع، فمرة قاهرة ومرة مقهورة.

هذا العرض يمكن اختزال الحديث عنه بوصفه «مسرحية تراجيديا» عن الثورة السورية، ثم مرثية عن  الحرب الدولية الدائرة هناك، غرضها فقط أن تشعرنا بـ«التطهر التراجيدي» الذي يثير بداخلنا مشاعر الشفقة والخوف فقط، فيلقي عن أكتافنا شعورنا بالذنب، بمجرد تصفيقنا له عند نهايته.

ولكن المسرح السياسي الواقعي، مثل هذا العرض يحول دون ذلك، فمع إنتصارات النظام السوري الأخيرة، واستعادته لتوازنه ومع التغيرات السياسية الدولية الغربية الرامية لإعادة اللاجئين إلى سوريا مرة أخرى، يطرح العرض سؤالًا حول إعادة تهجير هذا الجسد إلى موطن شعوري جديد، موطن جديد يستطيع فيه الجسد أن يمحو ذاكرته المحشوة بالألم والوجع والمهانة، ويفقد القدرة قسرًا على استعادة هذا التهجير ويتثنى ويرقص ليتلائم مع تهجير جديد في موطنه القديم.

في الحوار الذي تلا العرض، في زيورخ، أجاب مثقال الصغير وفريق عمله عن عدة أسئلة تتعلق بنوع الرقص التراثي الذي بنى عليه مثقال كريوجرافيا عرضه «نزوح»، وعن مصادر إلهامه، وما إلى ذلك، ولكن ربما كان أهم ما طبع المزاج العام لهذا اللقاء هو كلمات سيدة أوروبية مسنة تعبر عن تعاطفها مع السوريين في محنتهم. ربما إحداث هذا الأثر لم يكن أهم ما يشغل بال مثقال أثناء عمله الإبداعي، وربما كان في مرحلة ما أساسيًا وتراجع في مرحلة أخرى. لكن على الناحية الأخرى، يرتبط دومًا تلقي الفنون الأدائية بالسياق والمكان، وفي حال ارتباطه ارتبط بقضية آنية؛ يختلف التلقي وفق موقع المتلقي من القضية السياسية والاجتماعية. ولكن دومًا في المهرجانات الغربية الأوروبية؛ يحضر هذا السؤال: «ماذا يمكننا أن نفعل؟» وهو سؤال نابع من موقع المتفرج المتميز الذي يمتلك القدرة على التدخل وعدم التورط؛ إحساس تطهري بالمقام الأول نابع من هوة السياق الاجتماعي بين الغرب الأول بين  والشرق والجنوب الثاني والثالث.

«حلب. بورتريه الغياب»/ Aleppo. A Portrait of Absence
تصميم وإخراج: محمد العطار
عُرض «بورتريه الغياب» في«بيت ثقافات العالم HKW» ببرلين، في سبتمبر 2017.


عرض مسرحي معاصر وثائقي ( encounter) أي ( مؤدي واحد- لـ – متفرج واحد ) (one on one performance ). هذا النوع من العروض ينتمي للمسرح الـ«ما بعد درامي»، والذي لا يعتمد على نص مسرحي يؤدي على الخشبة لجمهور يقبع في ظلام الصالة، وإنما هو تجربة تلقِّي مختلفة. ممثل واحد في مواجهة متفرج واحد.

يبدأ محمد العطار الكاتب والمخرج المسرحي السوري، والذي قام بتوليف هذا العمل، عرضه بتجميع المتفرجين/ الجمهور العشرة أمام سبورة، عليها خريطة لـ«حلب»، ويطلب منا أن نختار بطاقة من عشر بطاقات، مثبتة بدبابيس على الخريطة، وكأننا أمام  تطبيق (خريطة جوجل google maps ).

حين يختار الجمهور بطاقاتهم، يكون هذا بمثابة  تصاريح مرور لتسليمهم أجهزة تسجيل (كاسيت) بشرائط، كالتي كنا نستخدمها قبل رقمنة كل شيء. هكذا، يبدأ العرض بجماعة تتفرّق إلى فرادى، كل إلى مكانه، حيث يكون بانتظاره شخص على منضدة. عن نفسي، وجدتُ بطاقتي مكتوبًا عليها «جامع الإسماعيلية».

لم أزر حلب ولا سوريا في حياتي، ولم أنتظر أو أتوقع قصة مبهرة عن المكان الذي اخترته. ذهبتُ للمنضدة، لأجد في انتظاري ممثلًا ألمانيًا أبيضًا بعيون زرقاء، أدار لي الكاسيت، فسمعتُ  لدقائق صوت شاب يتحدث العربية بلهجة سورية، كالتي أعتدت سماعها يوميًا في الإسكندرية حيث أعيش، أو في برلين حيث تعددت سفرياتي هناك. أقول اعتدتُ سماعها، نظرًا لموجة اللجوء التي تلت الثورة والحرب.

كنت أستمع للصوت القادم من سوريا، وأفكر هل الممثل الألماني الذي حدثني بالإنجليزية يفهم لماذا أبتسم أحيانًا، أو يتساءل عن وقع هذا الصوت عليّ، أو لماذا تلمع عيناي. كنتُ أسمع قصة شاب إنضم لفرقة إنشاد صوفي من أتباع الطريقة القادرية في حلب. لا أعرف الكثير عن الصوفية، أعرف أكثر عن الإسلام الراديكالي المتطرف، والمذاهب الأكثر انغلاقًا، ولكني أعرف شيئًا عن معنى أن تكون صوفيًا .

خلال الدقائق القليلة كنت أعد نفسي للحظة توقف (الكاسيت)، وللاستماع لحكاية عن «جامع الإسماعيلية» بالإنجليزية، وعن شاب سوري  في مثل عمري ربما، يحكي عنه الممثل الأوروبي الذي ساقه حظه العثر، لآخر عرض لهذه الليلة ليواجه وجهًا مربكًا نوعًا ما. وجهي أنا الطافح  بـ«الملامح العربية الشرق أوسطية»الخطيرة. ربما لم يكترث على الإطلاق، فموقعه كممثل يمنحه هذه الميزة الخارقة: أن لا يكترث.



ممثلنا حكى قصة الشاب السوري بضمير المتكلم وكأنه يحكي لي قصته. وبالطبع كنت أسمع باهتمام، وعقلى يحاول أن يفتح مساحة أخرى لتخيل الشخص المحكي عنه، الذي ربما يكون عالقًا في حلب، أو معتقلًا أو ميتًا الآن.

هذا ليس مجازًا، فالمسرح الوثائقي يستخدم  قصصًا حقيقية. وعندما تكون هذه القصص آنية ولحظية، كفن المسرح نفسه، ترتبك المشاعر، ويحدِث هذا في النفس وجعًا تراجيديًا، ولكن ليس مصاحبًا بحالة تطهير، كما يحدث إثر مشاهدة المآسي الإغريقية (التراجيديات)، أو المآسي الشكسبيرية . خلص أرسطو إلى أن هدف التراجيديا هو التطهير (catharsis )، لكن في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، بدأ التمرد على هذا المسرح وتمثلاته، من نظريات أداء ومعمار مسرحي وما إلى ذلك. رغم ذلك، استمر هذا النوع المسرحي، واستمرت المناهج والنظريات المناوئة، كالمسرح الملحمي (اللا أرسطي )، والمسرح الوثائقي السياسي، ومسرح العبث.

في بحثنا عن الجماليات الجديدة والخطاب المختلف الذي أنتجته حالة سوريا بعد2011، يمكننا أن نتلمس هذا الخط الجمالي الجديد  المختلف عن المسرح السوري السائد، الذي كان يعد قبل 2011 من أهم مسارح المنطقة العربية، بدليل انتشار المسلسلات السورية في البلاد العربية، ومزاحمتها نوعًا ما المسلسلات المصرية. بالطبع كان أغلب المسرحي السوري قبل الثورة تقليديًا أرسطيًا، أو منتميًا إلى المسرح الملحمي البريختي، أو غيره من المدارس الشهيرة، واتسم بتطور التقنيات التمثيلية، وكان مدعومًا بشكل كبير من النظام، كأحد أوجه الحياة الثقافية في سوريا قبل 2011.

«حلب بورتريه الغياب» ليس الأوحد في تبنيه خطًا جماليًا جديدًا قائمًا على التوثيق، ولا في كسره التلقي التقليدي، أو حتى في كونه (one on one ). ولكن تنبع أهميته من حساسية محمد العطار، الذي رغم كونه كاتب مسرحي تقليدي، إلا أن رغبته في توليد شئ أكثر خصوصية من هذا النوع المسرح الجاف نسبيًا، وطرحه بوصفه فنان ومواطن سوري لا يشبه أي مواطن سوري آخر، ويشبه كل مواطن سوري في نفس الوقت، جعلت هذا العرض مختلفًا.

يسعى العطار لجعل «الوثيقة» (كالوثيقة المسجلة بصوت الشاب السوري بحلب) تستفيد من حالة التطهر العالمية تجاه القضية السورية. وفي الوقت نفسه، وباستخدام «الوثائق الواقعية» يهاجم إحساس التعاطف التراجيدي، النابع من آنية وعالمية القضية، والذي يولّد فقط الخوف وعدم التأمل.

هن .. مرثية نسوية
(واحد إليّ والثاني للوطن )

تأليف وإخراج: آنا عكاش

عرض في الدورة العاشرة لمهرجان «المسرح العربي» بتونس، في يناير 2018


شاهدت هذا العرض في مهرجان «المسرح العربي» الدورة العاشرة، بتونس. ونظرًا لأن جهة إنتاجه حكومية سورية، فربما بالكتابة عنه في هذه المقال، فكأننا نضعه في مقارنة مع العرضين السابقين، خاصة لظروف إنتاجهما خارج سوريا (في المهجر)، وخطابهما الجمالي المنحاز للثورة، وأثر الحرب التي يشنها النظام على باقي المدن السورية، ضمن ما آلت إليه الأوضاع هناك، وفي رأيي لا فكاك من مقارنة الخطاب والتوجه والانحياز السياسي. ولكن بسبب تعقيدات ومآلات القضية السورية، من تبدل الأدوار يوميًا ما بين الأطراف المتحاربة، فقد أصبح الإنحياز السياسي جدليًا، إذا حاولنا أن نكون موضوعيين، لأن معظم الأطراف السياسية تورطت فعليًا في جرائم إنسانية وعدوان على أبرياء وفساد، بتفاوت بالطبع.

هذا العرض في طرحه الجمالي والفكري، يركز على الانحياز لخطاب إنساني فقط. هو عرض مؤنث نسائي عن «هن»؛ نساء دمشق، والحرب. عن فقد الرجال، وغيابهم كأحبة وأبناء.

خمس نساء يلبسن السواد، نراهم فوق خشبة مسرح خاوية إلا من خمس إطارات مغطاة بقماش أبيض يشبه الكفن، يُعرض عليه المواد المصورة فيديو وفوتوغرافيا. ثم نشاهد النساء يقرأن الفاتحة في طقس حداد واضح.

هنّ خمس نساء يحكين حكايات، تبدو غير مرتبة منطقيًا، فكل حياة تنقطع عند نقطة وتتصل عند نقطة أخرى، ولكن كلها تكمٍل بعضها، فهي إما عن الحبيب أو الابن أو الحرب.  على خمسة كراسي خشبية سوداء بخمسة دفوف، تبدأ رحلة حدادهن بلا ترتيب زمني. تدور كلها حول الرجل كحبيب أو كابن. وجبل «قاسيون» مركزي في قصصهن، فهو يمثل الذكَر المحارِب.

تحكي الخمس ممثلات قصة «قابيل وهابيل» كأول جريمة موثقة في التاريخ. ويذكرن أنها، تبعًا لما ذكر ابن عساكر والعهد القديم والقرآن، وقعت على هذه الأرض؛ أرض الشام، على سفح جبل قاسيون تحديدًا، ومن يومها حرَّم الله أن تشرب الأرض دماء، وستظل عطشى للدماء وكأنها لعنة تراجيدية ترافق سكان هذه الأرض؛ أرض سوريا  .

العرض مقسم إلى فصول. في الفصل المسمّى: ذاكرة الحكايات، نتابع قصصًا عن شباب أو رجال غائبين، ليس لهم علاقة بالحرب، ولكن تورطوا فيها. دفعوا إلى حمل السلاح، أو الهرب في البحر.

تأتي القصص من منظور السيدات، وما يشغلهن في هذه العلاقات، كيف ترى إحداهن علاقاتها مع الرجال،  وتوقعها ماذا يريدون منها. كيف ترى أم علاقتها مع ابنها، وماذا ترى فيها، وكيف تصفه، وأخرى عن ذكرى الحبيب.

هناك فصل آخر عن دمشق، يحكين فيه حياتهن اليومية، ويعدن إلى قصص الغياب والفقد ولكن هنا يمزجنها بالحياة اليومية في دمشق بعد الحرب، ولماذا مازلن يقمن في هذه المدينة ويعدن إليها مرة أخرى، يرثين الذكَر الغائب.

هن لم يتناولن العنف الجسدي ضد النساء، ولم يقتربن من التعذيب الجسدي والخطف والاغتصاب والقتل تجاه السوريات، وبالطبع هذا اختيار فني، من حق الكاتبة اختيار كيف تبني سرديتها، لكن وكأن هناك رقابة ما على تناول الجسد الأنثوي السوري، وما يتعرّض له من انتهاك مستمر منذ شرارة الثورة الأولى، مرورا بالحرب السورية من كل أطراف الصراع، بشكل ممنهج وغير ممنهج. ربما هذا ما كنا نتوقعه من عرض نسوي مباشر. مشتبك مع حالة سوريا الآن. لكن في هذا العرض لا.

إن المسرح السياسي في القرن العشرين في أوروبا والعالم الغربي أصبح في مركزية الإنتاج الثقافي والحوار المجتمعي، لأنه تحرر من الرقابة ومن التوجيه الحكومي.

في أوروبا، أثناء مرورها بكل الصراعات والحروب والثورات والصراعات الأيديولوجية في القرن العشرين ترسخ المسرح السياسي في الوعي المجتمعي كساحة تتفاعل وتعكس جوانب عدة من تحولات المجتمع، ومازال للآن أساسيًا في البنية المسرحية الغربية، وحتى مع إحتوائه إنتاجًيا في منظومة الرأسمالية الغربية مازال قادرًا على التمرد من حين لآخر.

لكن قلما نستطيع أن نجد في المنطقة العربية، ومع البنى المسرحية المعتادة؛ تجربة مسرح سياسي قادرة على التأثير والتراكم في وعي الممارسين المسرحيين، لكن وكما رأينا في العروض الثلاث السابقة، وحتى مع تفاوتها واختلافها، ربما يسمح الوضع السياسي الحالي لسوريا ما بين الشام، وبين الشتات الأوروبي، بمشاريع مسرح سياسي حرة وناضجة.


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption