أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نصوص مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نصوص مسرحية. إظهار كافة الرسائل

السبت، 16 يوليو 2016

مسرحية قصة البشر!! تأليف عمرو زين

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عمرو زين 

قصة البشر!!
يحيكها محولجى وبهلوان فى ليلة شتاء مقمرة لبعض الوقت!
المشهد.. كشك صغير من الصفيح المتداعى، تحيط به الأعشاب من كل جنب، يبدو وكأنه جزيرة صغيرة منعزلة وسط الأعشاب، يظهر خلف الكشك على مسافة طريقان يمتدان إلى مالا نهاية. 
يظهر المحولجى يحمل كلوبًا يضيئ به الطريق أمامه.. يرتدى ما اعتاد أن يرتدى من ملبسٍ، معطفٍ قديمٍ بالٍ فوق جلبابه وطاقية وحذاء شبه متهالك، يمشى مشيته المتأنية المتفكرة..
المحولجى : لولاى ما سارت القطارات، نعم إنها تسير بميعاد وميقات، ولكنها لولاى ما كانت لتسير، إنها كما الرجل الكفيف يجب أن تأخذ بيده لترشده طريقه وإلا ضيعته الطرق، قبل كل ميعاد يجب أن أحوّل المزلاج وإلا انحرف القطار عن السكة وتاه وسط هذه الوديان دون رجعة، وهذه القرية التى تغط فى النوم حتى الآن! لم يكن يعرفها أحد، ولكن بعد أن سار القطار بمحازاتها صارت ذا شأن بين القرى، صار الجميع يعرفها ولكنها ما تزال تغط فى نومها، هذه القرية تعيش أيضا بفضلى وتغط فى النوم بفضلى، فلو لم

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

الهيئة العربية للمسرح .. تعلن عن إغلاق باب التقدم للمنافسة على جوائز تأليف النص المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

مسابقة تأليف النص المسرحي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح
النسخة التاسعة، تنافس شديد، و زيادة في المشاركات

أعلنت "الهيئة العربية للمسرح" عن إغلاق باب التقدم للمنافسة على جوائز تأليف النص المسرحي ضمن المسابقة السنوية التي تجريها الهيئة، حيث كان مساء التاسع من يوليو 2016 هو نهاية مهلة التقديم.
مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال لهذا العام تشهد منافسة مائة و سبعة و خمسين نصاً، فيما تشهد مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار تنافس مائة و واحد و خمسين نصاً، و بذلك تسجل النسخة التاسعة من المسابقة تطوراً لافتاً في عدد المشاركات بزيادة  بلغت سبعين نصاً مسرحيا.
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح "اسماعيل عبد الله" و في تصريح خاص له بهذه المناسبة أشار إلى أن هذا التطور يؤشر إلى الثقة التي تتمتع به هذه المسابقة لدى الكتاب العرب، كما يشير إلى أن النتاج الأدبي المسرحي في حالة جيدة، و أكد أن الهيئةكعهدها في كل عام اختارت لجنتين من أهم الكفاءات المسرحية العربية للتحكيم، وهي حريصة على أن تثري المكتبة المسرحية العربية بالنص المسرحي من خلال نشر النصوص الفائزة أو النصوص المتميزة و لم يحافها الحظ بالفوز، و كذلك من خلال نشر مجموعات النصوص الفردية لكتاب متميزين، و من خلال سلسلة عيون المسرح العربي التي أطلقتها مؤخراً وأشار الأمين العام إلى أن النصوص التي تفوز و التي تتأهل للقائمة القصيرة أصبحت محط أنظار المسرحيين العرب؛ عبد الله و في معرض حديثه عن تأثير المسابقة و انتشارها عربياً أشار إلى أن الثلاثمئة و ثماني مشاركاتجاءت من سبعة عشر قطر عربي على النحو التالي:

الأحد، 19 يونيو 2016

صدور الكتاب المسرحي "عيش السرايا .. ونصوص أخرى" للكاتب سعيد حجاج

مجلة الفنون المسرحية

صدر حديثاً ضمن إصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور سيد خطاب، كتاب مسرحي بعنوان "عيش السرايا .. ونصوص أخرى"، للكاتب سعيد حجاج.
يضم الكتاب نصوصا معدة ومنقولة عن عدد من الكتاب، فيضم على سبيل المثال نصا بعنوان "خالتى صفية والدير" لبهاء طاهر، "ليلة عرس" ليوسف أبو رية، و"السرايا الخضراء" لمشادو دو أسيس، و"الرجل الصلصال" لعزة رشاد، و"أشياء مفقودة" لمنى ماهر . 

السبت، 18 يونيو 2016

إصدار جديد للفوانيس المسرحية "خير وسلام" لعبد اللطيف فردوس عن "اخر منامات الوهرني وصباح ومسا "لغنام غنام

مجلة الفنون المسرحية

صدر الكتاب الثاني ضمن سلسلة الفوانيس المسرحية، بشراكة مع مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال، والذي يضم بين دفتيه نصين مسرحيين بعنوان "خير وسلام" و "صباح وعشية".
"المسرحيتان المتضمنتان طي الكتاب، واللتان نقلهما الكاتب عبد اللطيف فردوس إلى الدارجة المغربية عن "آخر منامات الوهراني" و "صباح و مسا" للمسرحي الفلسطيني غنّام غنّام، تجربة متفردة تنشد إعطاء النصين الأصليين حياة درامية داخل فضاء لغوي غير بعيد - بمعنى ما - عن ذاك الذي ولدا فيه. إنه سياق آخر تؤثث مناخاته المسرحية وأبعاد شخصياته النفسية والإجتماعية مفردات لفظية وثقافية أخرى، لكنه البناء الدرامي نفسه مشفوع بما تطلبه نقل العملين إلى الدارجة المغربية وسياقها الخاص من مهارات ولمسات فردوس اللغوية والدرامية الجلية." كما جاء في كلمة على ظهر الغلاف..

الثلاثاء، 14 يونيو 2016

مونودراما "الرهان " أعداد محمد كسبر

مجلة الفنون المسرحية

         مونودراما مقتبسة من قصة الرهان لتشيكوف        

       (رجل يقف في منتصف وسط المسرح يبدو علية الإضطراب و كأنة ينتظر شيئا ما، ملامح الرجل تبدو عليها الوهن و العجز، المكان عامر بالكتب، توجد رسومات مرسومة  على الحائط تصور شكلة في مرحلة الشباب، يدق طرق من اعلي يمين المسرح فيهرع اليها الرجل حيث توجد كوة تمتد منها يد ممسكة بورقة )
(الرجل يأخذ الورقة و يسلم علي اليد )
الرجل: شكرا جراسيس ميرسي سانكس هاهاهاها اطرب سمعك أيها السجان بكلامي فلن تحظى في حياتك بسجين تبحر في اللغات ولة في العلوم صولات وجولات 
(تشير يد السجان إشارة القرف و لا يعيرها السجين اهتماما) 
قرأ جميع الحكايات بمناسبة الحكايات قل لي صديقي السجان ما هي حكايتك ؟اشقي انت تنغص حياتك زوجة تشبة القرد ويقتحم خلوتك نسانيس يطلق عليهم الوعي الجمعي فلذات الاكباد  
(بقرف) يالة من شئ مقرف هذا المخلوق المسمي الطفل كائن صغير يشتت تفكيرك 
(بعصبية) يبعثر كتبك (يبدأ في بعثرة الكتب بجنون) يحول حياتك الي فوضى ...

الخميس، 9 يونيو 2016

جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي "النجمة الذهبية" الدورة الثانية 2016

مجلة الفنون المسرحية

نجمة الذهبية GOLDEN NEDJMA 2016 :
المركز الجزائري للهيئة العالمية للمسرح ITI ينظم جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي في دورتها الثانية .
ينتهي استقبال النصوص يوم 02 أوت 2016 .. توزع الجائزة يوم 28 أكتوبر 2016 في أدرار - الجزائر .
ترسل النصوص على الإيميل التالي : katebyacineaward@gmail.com

شروط المشاركة :
International Theatre Institute ITI 
الهيئة العالمية للمسرح
Centre Algérien de L’ITI
المركز الجزائري
Organize
ينظم : 
Kateb Yacine International Award for theatrical creativity
جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي .
Golden NEDJMA 
نجمة الذهبية 
The second edition
الطبعة الثانية 
2016
ينظم مركز الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر مسابقة عالمية في التأليف المسرحي تحت مسمى " جائزة كاتب ياسين العالمية للابداع المسرحي – نجمة الذهبية – Golden NEDJMA " في طبعتها الثانية لسنة 2016 ، احتفاءا وتكريما للكاتب الجزائري العالمي "كاتب ياسين"
شروط المسابقة : 

الأحد، 5 يونيو 2016

مسرحية "تحوير " / تأليف علي عبد النبي الزيدي

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب العراقي علي عبد النبي 


مسرحية "تحوير "  / تأليف علي عبد النبي الزيدي 


الشخصيات

الزوج .

المحقق .

الجار .

الطبيب الجراح .

الأب 

  

المكان :          صالة بيت .. أرائك توزعت بشكل منظم في مساحتها ، نرى بوضوح  باب الغرفة الأولى وضع على الجانب الأيمن ، وباب آخر وضع في الجانب الأيسر من المكان ، طاولة ...

•-         يظهر/ المحقق / وهو يحمل جهاز تسجيل صوت كبير الحجم ، يضعه على الطاولة ، نرى ايضا بيده ملف كبير الحجم .

•-         الزوج يجلس على كرسي وهو يضع يديه على وجهه .

•-         يضغط المحقق على زر التشغيل الخاص بالمسجل .

صوت الزوجة: ( بفرح ) أخيرا ...

الثلاثاء، 24 مايو 2016

400 نص تتنافس على «الشارقة للتأليف المسرحي»

مجلة الفنون المسرحية
إعلان أسماء الفائزين اليوم.. ومدارس «الشرقية» في الصدارة
من عروض مهرجان الشلرقة المدرسي


قال رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله بن محمد العويس، إن جائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي في نسختها الجديدة تستكمل جهود الشارقة ومساعيها في توظيف واستلهام فن المسرح في خدمة المجتمع، وتعزيز دعائمه الثقافية والاجتماعية والتربوية. وذكر أن الجائزة استقبلت 400 نص مسرحي، لافتاً إلى أن «هذا الإقبال على المشاركة في الجائزة يؤكد أنها استِجابة إلى حاجة ملحة، كما يأتي نتيجة لتعاون إدارة المسرح في الدائرة مع مسؤولي وإدارات المسارح في الدول الشقيقة».
وتعلن دائرة الثقافة والإعلام، صباح اليوم، الأسماء الفائزة بجائزة الشارقة للتأليف المسرحي المدرسي، والتي تنظمها إدارة المسرح، وتعد الجائزة الأولى من نوعها على مستوى دول مجلس التعاون، فهي موجهة إلى المعلمين والطلبة على مستوى دول منطقة الخليج العربي. وتحولت الجائزة التي بدأت محلية منذ ست سنوات، إلى جائزة خليجية، استناداً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في حفل ختام الدورة الأولى لمهرجان الشارقة

الجمعة، 11 مارس 2016

مسرحية "صفعتان على الوجه " تأليف : فيرينسمولنر ترجمة : رياض ممدوح

مجلة الفنون المسرحية

الشخصيات : يوليس– شاب
الفريد – شاب
المكان والزمان : شارع في بودابست عند الساعة الثانية بعد الظهر في يوم
خريفي مشمس.
(يوليس والفريد يمشيان الى منزليهما بعد خروجهما من
المدرسة، يحملان كتبهما تحت ذراعيهما. كلاهما في
حوالي السابعة عشر من العمر).
يوليس: انك لم تقل ولا كلمة واحدة خلال العشرة دقائق هذه.
الفريد : كلا.
يوليس: الا تشعر بأنك لست على ما يرام؟
الفريد : اني على ما يرام.
يوليس: انك مكتئب طوال اليوم.
الفريد : نعم … اني مكتئب.
يوليس: لماذا؟
الفريد: بسبب امرأة مخادعة جدا.
(فترة صمت)
يوليس: تعني فِلما؟
الفريد : طبعا … فِلما. مَن غيرها؟
(فترة صمت)
يوليس : ماذا فعلت؟
الفريد : لم تفعل شيئا معينا. انها مخادعة، هذا كل ما في الأمر. امرأة
ككل النساء.
يوليس : على اي حال، ما الذي حدث؟
الفريد : تعرف نافورة الماء تلك التي في ساحل ماركريت؟
يوليس : نعم.
الفريد : الكثير من الفتيان والفتيات يلتقون هناك في المساء. انا وهي
اعتدنا ان نلتقي هناك ايضا.
يوليس : عند نافورة الماء؟
الفريد : نعم كل يوم عند الساعة السادسة مساءً. كانت تقول ان لديها
درس في الموسيقى، وانا كنت اقول اني ذاهب الى المكتبة، وكنا
نلتقي عند نافورة الماء ونذهب لنسير تحت الأشجار كحال كل
المحبين … وكل الذي بيننا أمور بريئة، حتى اني لم أقبّلها لأنها
كانت تخشى ان يرانا احد ما. كلا، كنتُ فقط آخذ يدها بيدي، وكنا
نسير كثيرا ونتحدث عن المستقبل …عندما سنتزوج، وأشياء من
هذا القبيل. واحياناً نتشاجر بسبب مدرس الموسيقى. كنتُ غيورا
عليها قليل. حاولتُ ان أجعل فيلما غيورة هي ايضاً، لكنها لم
تُظهر غيرتها أبداً. انها ذكية جداً. لكنها تُحبني …
يوليس : نعم، لكن ما الذي حدث؟
الفريد : اني قادم اليك بالحديث … وهكذا كنا نلتقي دائماً عند نافورة الماء
الى ان تسلمت امها رسالة … انها كانت غلطتي. على الاقل ذكر
نافورة الماء فيها. كان بإمكاني ان اكتب “مكان عام”، لكن، مثل
الغبي، كتبت “نافورة الماء” … نعم، امها استلمت الرسالة لكنها لم
تخبر فلما ولو حتى بكلمة واحدة. وفي المساء التالي أخذت تراقب
فلما وهي تربط شعرها بشريط جديد، وعندما قالت فلما “درس
الموسيقى” اِدّعت انها صدقتها ودعتها تذهب بدون كلام. لكنها
تبعتها. أترى؟
يوليس : أوه!
الفريد : كان شيئاً مرعباً. انا كنت واقفاً أمام نافورة الماء، غير متوقع لأي
شيء أبداً. وظهرت فلما وتقدمت . “هلوا! ” ” هلوا ! ” قال كل
واحد منّا للآخر، ويداً بيد مشينا نحو الاشجار. سألتها فيما اذا
كانت تحبني، وقالت بالطبع انها تحبني. سألتها اِن كانت تحبني
كثيراً، قالت كثيراً جداً. قلتُ ” انا متيّم بكِ “. وقالت هي، ليس
بقدر ما انا متيمة بكَ “. قلتُ انا : من المستحيل لأي كان ان يهيم
كما أهيم انا بكِ “. وفي تلك اللحظة اندفعت امها كالثور الهائج.
يوليس : ماذا تعني ب ” كالثور “؟
الفريد : مثل انثى الثور أعني البقرة. اندفعت وغرست نفسها أمامنا.
شعرتُ بالرغبة في الركض والهرب بعيداً، لكني لم استطع ان
اترك فلما وحيدة في هذا الموقف المرعب… وقَفت محدّقة
بكلينا. لم تقل كلمة واحدة لي. لم تستطع، لم تكن تعرفني. لكنها
انتزعت يد فلما، وصرخت: ” اذن هذا هو درس الموسيقى! لهذا
وضعت طوقا جديداً لشعرك! ” المسكينة فلما لم تستطيع ان تقول
ولا كلمة واحدة. انها فقط واقفة في مكانها، ترتعد. وفجأة رفعت
الأم يدها بعنف، و ، قبل ان اتمكن من منع ذلك، وجّهت صفعة
على وجه فلما… يا لها من صفعة على الوجه مدوّية.
يوليس : على الوجه؟
الفريد : على الوجه تماماً! وقبل ان اتمكن من قول اي كلمة أخذَت يد فيلما
وقادتها بعيداً. كنت انا وافقاً انظر وراءهما. لا يمكنني ان اصف
لك شعوري السيئ حينها. لكني احببت فيلما اكثر من اي وقت
مضى، لأني اعلم مدى شعورها بالإهانة، تلقّت تلك الصفعة
وبحضوري. ثم ذهبتُ الى البيت.
يوليس : أهذا هو كل شيء؟
الفريد : كلا، القادم أسوأ. في اليوم التالي انا كتبت رسالة الى فلما، طلبت
منها مقابلتي عند نافورة الماء في يوم الاربعاء. مبرراً ذلك، انه
من الممكن ان نكون اكثر أمناً الآن، بعد الذي حدث، لان امها
لا يمكن ان تتوقع ان نلتقي نحن ثانية.
يوليس : وهل جاءت هي؟
الفريد : جاءت بالتأكيد. بكت بحرقة وكأن قلبها قد تحطم. انا اعلم انها
مكسورة القلب. ظلّت تردّد عدّة مرات: ” لو أنها فعلَت ذلك ليس
أمامك! لو انها صفعتني في البيت لما تأثرت وعانيت نصف هذه
المعاناة “. لا يمكن لأي كلمة منيّ ان تواسيها. فلما فتاة معتدّة
بنفسها بشكل فضيع. لم تقدر ان تبقى طويلاَ. عادت الى البيت.
وبينما كنتُ عائداَ الى البيت انا ايضاَ، خطرت على بالي فكرة.
يوليس : و ما هي تلك الفكرة؟
الفريد : فكرة ترفع من معنوياتها امامي واتساوى معها في المشاعر.
يوليس : كيف؟
الفريد : لو اني لم اكتب تلك الرسالة الغبية الى امها لما نالت تلك الصفعة
وبحضوري. نعم, الطريقة الوحيدة التي تجعلها لن تشعر بالمهانة
بحضوري هو ان اجعل والدي يصفعني وبحضورها. هل تفهم؟
يوليس : كلا.
الفريد : سهلة جدا. كتبت رسالة الى والدي تحت اسم مجهول وغيرت من
شكل خط كتابتي . ” سيدي العزيز, كل يوم وعند الساعة السادسة
يلتقي ولدك بفتاة عند نافورة الماء في ساحل ماركريت. وان لم
تصدقني, اذهب هناك وراقبهما, وامنح ذلك الشاب النصاب
الصفعة التي يستحقها “. الامضاء , ” صديق “.
يوليس : وهل ارسلتها له؟
الفريد : طبعا. ذلك الايحاء حول ضرب الشاب المستهتر لا يحتاج الى
اكثر من ذلك. انا اعرف والدي بشكل جيد. وكنت متأكداً انه لو
امسك بي سيضربني بطبيعته. وبهذا كنت متأكداً وبشكل مطلق,
اني سأكون متكافئ مع فلما. هي صفعت من والدتها كسيدة, وانا
صفعت من قبل والدي كرجل؛ وبعدها لم يبقَ هناك من سبب
يجعلها ان تشعر بالانكسار امامي بعد ذلك. اليس ذلك عمل شهم؟
يوليس : بكل تأكيد .
الفريد : اي شهم لا يمكنه ان يفعل اقل من ذلك.
يوليس : كلا.
الفريد : ارسلت الرسالة, وكان بإمكاني ان ارى ذلك على ملامح وجة
ابي. وبقيت عيناه عليّ طوال المساء, وعند الساعة السادسة الا
ربع, حينما كنت اهم بالخروج, سألني الى اين؟ فقلت : “الى
المكتبة “. وبالتأكيد, عندما غادرت المنزل تبعني ابي, وسار على
الجانب الاخر وراء الاشجار. انا كنت سعيدا. وصلت الى نافورة
الماء وانتظرت. فوالدي كان قد اخفى نفسه في الجانب الاخر وراء
الاشجار. وتظاهرت باني لم اره. وخلال حوالي خمسة دقائق
حضرت فلمه. وكل واحد منا قال للآخر : “هلوا ! هلوا !.” كيف
الحال؟… هل تحبينني؟ … انا ا حبك “… اخذت يدها وأصحبتها
نحو الاشجار. وحينما وصلنا الى هناك انقض الرجل علي. ” مكتبة
ها؟ انك فتى نذل! ” واختار سلسلة من الكلمات الجارحة وقبل ان
ينتهي, وتماما كما خططت له, صفعني صفعة مدوية على وجهي
بكفه المفتوح. زمجر ” هيا الى البيت ! “, وقادني معه. لكن حينما
كنا نغادر رفع قبعته وحيا فلمه بأدب. كان عملا مهذبا. وقد
احترمته على ذلك .
يوليس : نعم. يستحق ذلك.
الفريد : في اليوم التالي قابلت فلما ثانية. ماذا تتوقع انها فعلت؟ انها
ضحكت علي.
يوليس : ضحكت؟
الفريد : ضحكت!… قالت ان اثر الكف على وجهي عندما صفعني والدي
هي اكثر الاشياء متعة. واستمرت بالضحك ثانية… ثم اخبرتها
كيف اني قد خططت لكل هذه الاشياء بنفسي. وعرضت لها نسخة
من الرسالة, وبينت لها كيف اني كنت قد اذللت نفسي لأزيل اثر
مذلتها عندها, وان ذلك ليس مدعاة للضحك والسخرية, لكنها
بقيت تضحك وتضحك بشكل جنوني. وعندما لمتها على ذلك
قالت: “لا يمكنني التوقف عن الضحك. منذ ان رأيت والدك
يصفعك لم اعد احترمك اكثر “.
يوليس : أهذا ما قالته؟
الفريد : هل تصدق ذلك؟… نعم … احس ان وجهي يحمر خجلا. لا
يمكنني قول اي كلمة اخرى. وعندما رات كم انني كنت ذليلاً،
تأسفت قليلا وقالت: ” لو تعلم كم انك كنت تبدوا مضحكا حينما
صفعك. بالنسبة لي ليس من جدوى ان اعود الى حبك ثانية. لا
استطيع ذلك. اعتقد اني غير متوهمة ابدا “. ثم بدأت تضحك
ثانية، وانا تركتها وغادرت. لم استطيع البقاء هناك وهي تضحك.
يوليس : والان هذا هو كل شيء؟
الفريد : نعم كل شيء.
(فترة صمت )
يوليس : انها لا تستحق ان تتألم من اجلها. انها متقلبة.
الفريد : هي هكذا… ما فائدة الشهامة معها؟ ان تدع نفسك تتلقى صفعة
على وجهك في هذا الموقف, وهي مجرد تضحك عليك.
يوليس : كنت تعتقد انها ستحبك اكثر بعد تضحيتك تلك.
الفريد : نعم. وهذا هو المحير في الامر. بعد ان صفعتها امها بعنف
احببتها اكثر من قبل … واحترمتها اكثر ايضا. لكنها .. هي .. لا
يمكن تبرير ذلك! لا يمكنني ان افهمها رغم كل شيء.
يوليس : ولا انا.
(يستمران في سيرهما , متشابكي الايدي بحزن)

ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــتــار
---------------------------------------------
المصدر : الناقد العراقي 

السبت، 5 مارس 2016

تحميل "صناعة تاريخ ...ترجمات " مسرحيتان من الأدب الإيرلندي

مجلة الفنون المسرحية


صناعة تاريخ .. ترجمات
- مسرحيتان من الأدب الإيرلندي -
تاليف - برايان فرييل
ترجمة - د. محمود عبد الغني غنوم
سلسلة إبداعات عالمية - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
ديسمبر 2005- العدد 355
---------------

تحميل مسرحية "المنزل ذو الشرفات السبع "تأليف أليخاندرو كاسونا

مجلة الفنون المسرحية


المنزل ذو الشرفات السبع
- مسرحية -
تأليف - أليخاندرو كاسونا
ترجمة - أنور ساطع أصفري
سلسلة إبداعات عالمية - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
ديسمبر 2000- العدد 327
---------------

تحميل مسرحية "الملاح " من المسرح البولندي

مجلة الفنون المسرحية

الملاح
- مسرحية من الأدب البولندي -
تاليف - ييجي شانيافسكي
ترجمة - د. محمد هناء عبد الفتاح
سلسلة إبداعات عالمية - المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت
ديسمبر 2007- العدد 369
---------------


الجمعة، 26 فبراير 2016

" امرأة وحيدة "تأليف داريو فو و فرانكا راما ترجمة : ماجد الخطيب

مجلة الفنون المسرحية

" امرأة وحيدة "تأليف  داريو فو و فرانكا راما ترجمة : ماجد الخطيب

                مسرحية في فصل واحد

يسقط الضوء على قطع أثاث غرفة طعام في شقة عائلة متوسطة الحال.
منضدة طويلة على المسرح يختلط عليها بفوضى: مكوى، راديو، مكنسة وفرشاة. مقعد مرتفع أمام المنضدة، وبالقرب منهما قطعة أثاث صغيرة عليها صينية تحوي بلاستر، ضمادات، دهون وسبرتو طبي. بندقية معلقة على الجدار.
هناك ثلاثة مداخل: يقود المدخل الواقع في الخلف إلى المطبخ، يقود المدخل الواقع على يسار المسرح إلى غرفة النوم ، في حين أن الباب الثالث ، الواقع على يمين المسرح، هو باب البيت.
تدخل امرأة تحمل سلة طافحة بالثياب الواجب كيَّها. ترتدي مبذلا* قصيرا. يصدح الراديو بموسيقى الروك. تضع المرأة وهي ترقص بتشنج السلة على المنضدة، تخطف جاكيتة رجالية من السلة ثم تتجه راقصة إلى نافذة خيالية في مقدمة المسرح. تنفض الجاكيتة كما لو أنها تحاول إزالة الغبار عنها. تنشرح متفاجئة بوجود شخص ما في نافذة البناية المقابلة.

المرأة : ( بأعلى صوتها، كي تلفت الانتباه ) هي! هلو! صباح الخير، منذ متى تسكنين هنا؟ لم ألحظك تنتقلين هنا ... كنت أظن الشقة فارغة ... أنا منفعلة بعض الشئ ( تكاد تصرخ ) كنت أقول أني منفعلة إلى حد ... لا تستطيعين سماعي؟ أه نعم، بالطبع ... الراديو... سأغلقه. لا مفر أمامي من الاستماع إلى الراديو بأعلى صوته عندما أكون في البيت لوحدي ... وإلا لشعرت كأنني أحشر رأسي في فرن... وأحتفظ دائما بالستيريو دائرا في هذه الغرفة... ( تتحرك إلى مدخل المسرح الأيمن. تفتح الباب فيبلغ الأسماع صوت موسيقى ) هل تسمعين؟ ( تغلق الباب ) وتدور عندي الآلة المسجلة بدون انقطاع في المطبخ ( تؤدي ذات الحركة السابقة مع باب المطبخ ) هل تسمعين؟ ( تغلق الباب ) وهكذا اشعر برفقة دائمة في أية غرفة ألجها.( تذهب إلى المنضدة وتشرع في العمل: تفرِّش الجاكيتة الرجالية، تخيط زرا ... إلخ ) كلا ... ليس في غرفة النوم، فهذا تجاوز ظاهر للحدود! كلا... أحتفظ بالتلفزيون هنا ... مفتوح دائما ومدار بأعلى صوته كالعادة! يعرضون صلاة كنسية الآن... يرتلون ... باليونانية كما اعتقد. هذا ما يتحدثه الأمير فيليب أليس كذلك؟ يالها من لغة مشؤومة... وقعها الغريب مضاعف عليّ... نعم ، أحب الموسيقى، بل وغير الراقصة منها أيضا ... أي شئ اسمه موسيقى ... فالأصوات تسلي وحدتي. ماذا تفعلين كي تزيلي وحدتك؟ أوه لديك طفل! ما اسعدك! تصوري أنه لدي طفل أيضا ... في الحقيقة اثنين ... آسفة، فأنا منفعلة بسبب تبسطي بالحديث معك وإلى حد اني نسيت ابنتي... كلا لا يسليان وحدتي. البنت الكبيرة نضجت ... تعرفين كيف تجري الأمور ، فلديها صديق من جيلها... الصبي ما يزال معي ، لكنه لا يسلي وحدتي ... حسنا، فهو نائم طوال الوقت! ولا يفعل اكثر من أن ينام! يتذمر، ينام ويشخر! أوه كلا، لا أتشكى ، فأنا أشعر بنفسي في أحسن حال هنا في شقتي الصغيرة ... ولدي كل ما أتمناه ... زوجي يعاملني كالفرفوري ، ولا ينقصني اي شئ ...! لدي كل ما .... يا إلهي، لدي ... ثلاجة... نعم ، أعرف أن الثلاجات صارت في متناول الجميع ، لكن ثلاجتي ( تشدد على الكلمة الأخيرة ) تجمد قطع ثلج مكورة! لدي غسالة بأربعة وعشرين برنامجا! ومجفف! يجب أن تشاهدي كيف تجفف الملابس بنفسك ، إذ أضطر بعض الأحيان أن أبلّها بالماء ثانية كي أكويها ... لأنها تطلع يابسة كالعظم! لدي قدور طبخ بطيء لا يلتصق الطعام بأرضها ... ولدي جهاز " ست البيت" بكامل ملحقاته ... وموسيقى في كل غرفة ... أي شيء أكثر اريده في هذه الحياة؟ لست في نهاية المطاف أكثر من امرأة! نعم ، كانت لدي خدامة، لكنها هربت ... أتيت بواحدة أخرى فهربت بدورها... تهرب كل النساء من بيتي ... ماذا؟ أوه ، كلا ليس بسببي ... ( محرجة ) بسبب صهري... حسنا ، عاكسهن! تلمسهن! كلهن! فهو لمّاس! ... مريض ... برأسه؟ حسنا، أعترف بأني لا أعرف ما إذا كان فاقدا لصوابه ...وكل ما أعرفه هو أنه أراد ممارسة هذه الأمور مع الفتيات ... ولم يكنّ تواقات تماما إليه. ينبغي أن تشاهدي ذلك بنفسك، حبيبتي. تقفين هناك منهمكة في شؤونك وتدبير شؤون البيت ثم فجأة ... تمتد يده تماما إلى ... حيث تدب فيك القشعريرة! ثم عليك أن تري يد صهري! أحمد الله يوميا لأنه بيد واحدة! ما ذا حدث له؟ حادث ... حادث سيارة ... تصوري فقط كيف تتكسر كافة عظام شاب في الثلاثين من عمره! ملفلف بالبلاستر من قمة رأسه حتى أصابع قدميه. جبَّسوه وهو جالس كي يتمتع براحة أكبر ... ولم يتركوا له غير ثقب صغير يعينه على الأكل والتنفس ... لم يعد يقوى على الكلام ... ولا يطلق سوى غمغمة مبهمة بين الفينة والأخرى... لا تُفهم أية كلمة مما يقول ... عيناه بقيتا سالمتين ولم يضطروا إلى لفهما بالبلاستر ... وأبقوا تلك اليد السوّاحة الملعونة طليقة أيضا ... لم يصبها شيء .... والشيء الآخر أيضا ، فهو بخير بالطبع ... ( تتوقف محرجة )... لا أعرف كيف اعبر لك عن ذلك دون أن تراودك الظنون السيئة بي ... إذ أننا تعرفنا للتو على بعضنا ... فهو لى ما يرام " هناك" ... ولا فكرة لديك إلى أي حد هو على ما يرام " هناك "! ويود لو ... حسنا ، تعرفين ماذا أقصد ... فأتجه إلى القراءة كي ينأى بأفكاره عن ذلك ... وصار دائم القراءة ... يقرأ طوال الوقت ... " يثقف نفسه " ... بالمجلات الجنسية ... تغص غرفته بهذه المجلات المقرفة. تعرفين هذه المجلات التي تعرض النساء بأوضاع مشينة؟ لا بد أنها أوضاع غير مريحة! تستوجب وضع هذه الفتيات المسكينات في الجبس مثل صهري بعد كل واحدة من هذه الجلسات ... كل كتل اللحم هذه ... والصور الملونة المكبرة ... تبدو كإعلان صادر عن قصّاب! التقطت إحداها يوما بالصدفة فسدت شهيتي وقت الغداء... وكادت معدتي تنقلب. على أية حال، صار علي أن أعتني بصهري بنفسي بعد أن رحلت عنا كافة المنظفات. وأفعل ذلك إكراما لزوجي فهو أخوه على أية حال. ماذا تعنين؟ لا يسعني غير أن أنفي ذلك! فهو يحترمني! وكيف! أوه، إلى أقصى حد! يسأل أولا، قبل أن يمد اصبعه نحوي. يطلب السماح أولا. ( يرن الهاتف ) أوه ، لابد أن يكون زوجي ... إذ اعتاد على مهاتفتي دائما في مثل هذا الوقت ... اعذريني دقيقة... ( ترد على الهاتف ) هلو؟ ... ماذا؟ نعم ...، ولكن ماذا ... أيها الوغد الداعر!( تكبس السماعة بعنف على الهاتف وهي تتميز غيظا . تبتسم لجارتها في طريقها إلى المنضدة وكأنها تستمحيها عذرا ) أعتذر عن بذاءتي ... لا مفر من عمل ذلك عند الاضطرار، أليس كذلك؟ ( تعاود العمل من جديد بعصبية ) كلا ، لم يكن زوجي اطلاقا! كلا ، لا أعرفه ... خنزير يخابرني دائما ... أحد قذارات طابور المعاطف المطرية* ... يتصل مرة ... مرتين ، ثلاث ، وربما ألف مرة في اليوم ... يتحدث بأشياء داعرة ... كلمات لا وجود لها حتى في القاموس ... بحثت عنها مرة في القاموس ... لكني لم أقع عليها. مريض؟ اسمعي! لدي مريض أعتني به على أية حال ... ولن أرضى بلعب دور الممرضة مع كل متصاب قذر في هذا البلد ( يرن الهاتف من جديد ) هاهو من جديد بالتأكيد! ويريد أن يعرف ماذا أفعل الآن ... لن أترك له فرصة التفوه بكلمة ( ترفع السماعة ) هلو ، خنزير! أحذرك فالشرطة يسجلون كافة المكالمات ... و إذا ... ( تغيير كامل في نبرتها ) أوه ، هلو عزيزي ... ( تلتفت إلى الجارة وهي تربت على سماعة الهاتف ) زوجي! ( تتحدث في الهاتف ) كلا ، لم أكن احاول خيانتك عزيزي ... ظننتك الشخص الذي يتصل بي دائما ... يسأل عنك .... ويقول أنك مدين له ببعض المال ... وكفاني أن أطلق كلمة " الشرطة " كي أبعث الرعدة في أوصاله.( تغير كامل في النبرة، ذهول ، ثم المزيد من الذهول ) نعم ، أنا في البيت طبعا ... اقسم لك اني في البيت! آسفة! ولكن أي رقم ضربت؟ ... وأنا رفعت السماعة، فأين يفترض أن أكون إذا بحق السماء؟ لم أخرج ؟ كيف يتسنى لي الخروج وأن تغلق عليّ داخل الشقة؟( تستدير إلى الجارة ) اي زوج حبيب!... ( في الهاتف ) هلو ... كلا ، لا أتحدث مع أحد! نعم قلت كلمة " حبيب " ... كنت أتحدث مع نفسي ... نعم ، فأنا أتحدث مع نفسي أحيانا، مع نفسي فقط ... مع نفسي ، التي هي " حبيبتي " ... لا ، لا أحد في البيت ... أخوك في البيت طبعا، لكنه في الغرفة الأخرى ... نعم الصبي نائم ... نعم أطعمته ... ووضعته على النونية أيضا ... ( نبرة جافة ) نعم أجلست أخاك عليها أيضا! ( تحاول ضبط نفسها ) أريدك فقط أن تكون براحة بال لأني أجلست البيت كله على النونية ... باي ... نعم أنا سعيدة ... أنا سعيدة جدا ( تتهيج أكثر ) كنت أكوي الملابس لتوي وأغص بالضحك في آن ... ( تصرخ ) أنا سعيدة !!! ( تصفق سماعة الهاتف، ثم توجه صرخة غضب باتجاهه. يرن الهاتف من جديد بعد لحظة. تجيب. أنه الزوج ) ماذا أفعل لو جاء إلى البيت؟ الرجل الذي يطالب بالمال ؟ ( مع نفسها ) أي رجل يطالب بالمال ؟ أه ، الرجل الذي يتصل دائما... نعم ... سأتظاهر بأني غير موجودة... أغلق المذياع ، الستيريو والتلفزيون ... أو كي ، كما تريد ، جاهزة لتنفيذ أوامرك سيدي! سأخبرك في الحال بالذي سأفعله لأجلك ! سأذهب إلى الحمام ، أضع رأسي في المرحاض ثم أسحب السلسلة... ها قد أصابه السعار ... اوه ، أذهب وعلق نفسك!( تضع السماعة وهي تستشيط غضبا. تبدأ الكي من جديد. تنظر باتجاه الجارة وتغتصب ابتسامة. بعد فترة قصيرة تنظر بعيدا خلف الجمهور ثم تعود لمخاطبة الجارة ) المعذرة لحظة!( بأعلى صوتها وهي تتطلع بعيدا إلى ما وراء الجارة ) أراك أيها الخنزير ، أرى أشعة الشمس المنعكسة على منظارك ( تبحث عن شيء تغطي به ثدييها . تغطي الثدي الأيسر بصدرية طفل كانت تكويها وتغطي الأيمن بالمكواة ) أوه ، يا إلهي! ( إلى الجارة ) كويت ثديي! هناك في الأعلى ... لا تستطيعين رؤيته فنافذته أعلى من نافذتك ... هذا ما ينقصني اليوم ... هذا المستمني! يقف هناك ويراقبني... يتعذر على امرأة مسكينة مثلي حتى لبس ثوب مريح تنجز به كيها في حرمة بيتها ... وكيف يجب أن أتصرف أذن ؟ أن أكوي ملابسي مرتدية معطفا؟ ( تصرخ بالمتلصص ) او اعتمر طربوشا و البس بدلة تزلج ؟ ... وحتى لا أعرف كيف اتزلج ... لكنت تشقلبت رأسا على عقب وتهشمت مثل صهري! ( للجارة ) الشرطة ؟ كلا ، لا استطيع الاتصال بالشرطة ... ماذا تظنين أنه سيحدث حينها؟ سيأتون إلى هنا ويضعونني على كرسي الاعتراف بأسئلتهم : " إلى أي مستوى كنت لابسة ، أو بالأحرى عارية في الوقت المعني يا مدام ؟" ... " هل أنت متأكدة من أنك لم تستهوه ، مدام ؟ " أعذريني على قولي هذا، ولكن إلأ يبدو ذلك إلى حد كبير كأنه قضية ستربتيز ؟" ثم تختتم القضية باتهامي بارتكاب أعمال فاحشة قد تؤدي للاخلال بسلام منزلي! كلا شكرا ... أنا أعرف كيف سأعالجه بنفسي! ( تختطف البندقية من على الجدار وتسدد نحو المتلصص صارخة ) هيا ، أيها الخنزير ، دعني ألف لك عقدة في " ذيلك "! ( خائبة ) أوه ، اختفى ! تشرعين بندقية فيولي الأدبار! جبان! هيا أخرج من ماخورك يا جلاد عميرة* الأعور و أكشف منظارك! ( تضع البندقية على المنضدة ، للجارة ) هل أضحتك قليلا ؟ ... أو تعتقدين اني خرجت عن طوري؟ ( تعاود الكي ) أن أخرج عن طوري أفضل بكثير من معاودة فعل ما كنت أفعله سابقا ... كان يجب أن ترين كيف ابتلعت زجاجة من الحبوب المنومة قبل شهرين ... كنت مستعدة لابتلاع أي شيء ... اية أقراص أجدها في الحمام ... حبوب الفلوريد العائدة إلى الطفل ... وحتى الأقراص المضادة لديدان القطط ... كنت يائسة تماما! ومستعدة لحز شريان رسغي أيضا ... والحقيقة أنني فعلت ذلك قبل ثلاثة أشهر ... نعم رسغي ... انظري ، أنظري هنا ... ما تزال الندب ظاهرة ... هل ترينها ( تكشف لها رسغها ) كلا ، لا اعتقد اني قادرة على قص هذه الحكاية الصغيرة لك ... حسنا ، لأنها شخصية تماما ... خصوصية ... لا أشعر ... لم نعرف بعضنا إلا لوقت قصير جدا ( تغير كامل في النبرة ) هل أخبرك؟ ... كلا ، كلا ، لي تجربة سابقة وثقت خلالها بسكان آخرين من بنايتك! أوه ، حسنا سأزيحها عن صدري ... قد يكون لذلك أثر طيب على نفسيتي ... أنها قصة حزينة ... حسنا إذن ، كل القصة كانت بسبب شاب يصغرني بخمسة عشر عاما ... وحتى أنه كان يبدو أصغر من سنه هذه... خجول ... وأخرق نوعا ما ... لطيف ... ناعم ... من النوع الذي تحسين حينما تضاجعينه بأنك ترتكبين ... سفاح القربى! نعم سفاح القربى! حسنا ، فعلتها! ماذا فعلت ؟ سفاح القربى! نعم ضاجعت الفتى! وهل تعرفين ما هو الأسوأ في كل الموضوع؟ لم أشعر حتى بالخجل من نفسي ... وحلّقت في الحقيقة إلى قمة العالم! بدأت أغني صباحا ، ظهرا ومساء ... حسنا ، لم أغن في المساء... لأنني ، عادة ، أبكي في المساء ... " أنت محرومة " كنت أرددها مع نفسي ... ( صوت بوق يدوي على المسرح ) المعذرة ، لحظة ... أنه صهري ... ينفخ بوقه في طلبي ... لا تذهبي سأعود في لحظة ... ( تضع رأسها قرب باب المسرح الأيمن ) ما الأمر يا عزيزي؟ كن طيبا بعض الشيء لأنني أتجاذب أطراف الحديث مع صديقة لي ... ( نفخة بوق ضارية تطغي على صوتها ) وغد ! ( للجارة ) لو أنك فقط تعرفين ماذا يقوله بذلك البوق! أقسم بأن اهشم كل عظم من عظامه مرة أخرى لو أنهم أخرجوه من الجبس! وافعل نفس الشيء مع زوجي العجوز فيما أنا منشغلة بتحطيم عظام أخيه. هل سمعت كيف يتحدث على الهاتف؟ قال أنه سيلكمني على أنفي حينما يعود إلى البيت! أنا؟ يصفعني زوجي العجوز على أنفي؟ أنا ؟ ( تعاود الكي ) يقول أنه يفعل ذلك بدافع حبه لي! " أفعل ذلك ببساطة لأنني أعبدك "!" عليّ أن أرعاك كالطفل المدلل "، فالضرب من منطلقاته ، طريقته الفضلى في رعايتي. يرسلني إلى عالم الأموات ضربا ويريد بعدها مضاجعتي ... ولا يهمه أي شيء من أمري ... ما إذا كنت أرغب بذلك أم لا ... فعلي أن أكون مستعدة دائما لمضاجعته ... جاهزة! مثل مرشدة الكشافة! جنس فوري ! مثل النسكافيه الجاهزة ، دافئة ، معتدلة ، طائعة ، مغتسلة وخرقاء. وكل ما يهمه هو أن أكون قادرة على التنفس ... أوه ، والأدهى من ذلك هو أن أطلق بعض التنهدات بين الحين والآخر كي أشعره باندماجي ... حسنا ، وكي أكون منصفة حقا ، لم أكن مندمجة تماما ... أو ، وهي الحقيقة، لك أكن مندمجة على الاطلاق ... لم أكن أشعر بأي بشيء... ليس مع زوجي على أية حال ... لا استطيع .... لا أستطيع ... أن أبلغ ... ( محرجة تماما ، عاجزة عن التقاط المفردة الصحيحة. الجارة تقولها لها ) نعم ، هذه هي المفردة! يالها من مفردة! يالها من مفردة! أعجز حتى عن التفوه بها! هزة الجماع! ترن في الأذن كأنها وحش مرعب ... هجين بين قرد وسندويتشة ... اورانجوتان وسمور غاسبرود ... بوسعي تصور العناوين الرئيسية : هزة جماع عائلة تفر من حديقة حيوانات لندن" ... " هزة جماع ملوثة بالسالمونيلا تسمم راهبة في مطعم دنماركي " ... وأنت تعرفين ... حينما يقولون : " بلغت هزة الجماع " .. أتصور أنا مشهد عجوز مسكينة تترنح في الشارح محاولة الوثوب إلى حافلة!( تضحك ) نفس الحالة معك؟ ... هـ ز ة أ ل ج م ا ع ... أية مفففررردة! لماذا لم يطلقوا عليها تسمية أخرى بوجود كل هذا العالم الزاخر بالأسماء؟ ما ذا عن " كرسي " ؟ ... يسعك حينها أن تقولي " بلغت الكرسي " ... وهكذا لن يعرف المبتدئون ما إذا كنت تمارسين أشياء قذرة أم لا ... يمكنك في الأقل ، حينما تتعبين ، أن تجلسي عليها!( تضحك متسلية تماما ) أين كنت ؟ ... آسفة ... كل هذا الاسترسال عن هزة الجماع جعلني افقد سلسلة حديثي ... لا اشعر بأي شيء مع زوجي! لا شيء! أنظري، هكذا أتصرف معه ... ( تجلس ، تبقى جالسة ، تتخشب ويداها إلى جنبيها ، ساقاها ممدودتان إلى الأمام ، كجندي في حالة استعداد ) وحينما ينتهي أقول له " نعيما " ...كلا ، ليس بصوت مسموع لأنه قد يلكمني ... مع نفسي ... أقولها مع نفسي دائما " نعيما "! أستطيع بعدها التراخي والخلود إلى النوم... لا أدري لماذا لا أشعر بأي شيء ... ربما لأني أشعر بنفسي متجلدة ... أشعر كأنني ... ( تعجز عن ايجاد الصفة المناسبة. الجارة تقترحها عليها. تغير كامل في النبرة ) نعم، لماذا استغرقت كل هذا الوقت كي تنتقلي إلى هنا؟ اعتقد أن مفردة أخرى تحضرني الآن ... " مستعملة " نعم أنا " مستعملة " كأية ماكنة حلاقة كهربائية أو مجفف شعر ... لكنني ، كما ترين ، لا أتمتع بخبرة كبيرة حينما تتعلق الأمور بالجنس ... لم أمارس الجنس ... سوى مرتين مع زوجي وهي لا تحتسب ... وأخرى حينما كنت صبية ... كنت في العاشرة وهو في الثانية عشرة ... مراهق! ارجو أن يكون أداؤه قد تحسن بعد البلوغ!... لم نكن نعرف أي شيء عن الموضوع! وكل ما كنا نعرفه هو أن الأطفال يولدون من مِعَدِنا ... كلا لم أشعر بشيء ... لاشيء عدا عن ألم فظيع هنا ( تشير إلى سرتها ). نعم هنا في سرتي. حسنا ، ها أنت ترين ... كنا نعتقد أنها تُفعل هناك... كان ينخس بسيخه نحوي ... ينخس وينخس! أصبت بالتهاب السرة لفترة طويلة لا يعلم سوى الله كم امتدت... ( تضحك ) ظنت أمي أني التقطت عدوى جدري الدجاج ثانية! لم أحدث زوجي بقصة السرة أبدا ... لا، طبعا... لكان أختلق حولها موضوعا لشجار بعد عشر سنين : " أخرسي ، ما وراء قصة السرة هذه... خبيثة!!". كلا ، كلا ... لم أتفوه بشيء عن ذلك. أخبرت القس ... أثناء اعترافي ... فطلب مني أن لا أعيد الكرة ... بلغت بعدها ... كلا ، لم أحظ بتجربة جنسية أخرى .... حسنا ... لم أنل وطري أو أي شيء يذكر من قصة السرة... كبرت بعدها ... خطبت ... وشرحت لي صديقاتي كل شيء... وفي ليلة العرس ... خرجت عن طوري ... كنت أغني بأعلى صوتي .... كلا ... كلا ليس بأعلى صوتي ... وإنما مع نفسي ... أنا أفعل كل شيء مع نفسي ... كنت اغني مع نفسي ... " حب في الهواء " .... أوه ، " حب في الهواء " ( تغير كامل في النبرة. خائبة ) لا ... الحقيقة أن زوجي " كان في الهواء " ... كانت الليلة الأولى مفزعة ... لا شك أنك تمزحين ... أهذا كل شيء؟ كنت أقول لنفسي ... أوه ، الليلة الأولى كانت مفزعة كما هي الحال مع الليلة المائة ... اكتشفت ؟ اكتشفت؟ ومنْ كنت سأسأل؟ بدأت بعدها بقراءة المجلات النسائية فتوصلت إلى شيء ما !( في غاية الاعتداد بالنفس ) اكتشفت أن لنا ، نحن النساء، مناطق حساسة جنسيا! اقصد اكثر مناطق الجسم حسية حين يلمسها الرجل!( خائبة الظن ) أه ، أنت تعرفين هذا سلفا! أنت تعرفين الكثير من الأشياء، أليس كذلك؟ ياللسماء، لن تصدقي أبدا غزارة المناطق الحساسة جنسيا فينا! عرضوا في هذه المجلة صورة امرأة عارية مفصخة في أربع قطع ... تعرفين، مثل بوسترات البقرة المقطعة الأوصال التي يعلقها القصابون ... كالخريطة ... عُلِّمت عليها كافة المناطق الحساسة باكثر الألوان إثارة... حسب شدة الحساسية ... وهكذا لُوّن الورك بالقرمزي الفاتح! والجزء الواقع خلف عنقك ، الذي يسميه القصاب " لحمة الصياد " بالإرجواني ... وشرائح الخاصرة ( تغير كامل في النبرة . تقلد صوت قصاب ) هل لاحظت كم بعنا من هذه الخواصر الطرية يا سيدتي؟ أه، نعم ... ( تعود إلى نبرتها الطبيعية ) عفوا ... وشرائح لحم الخاصرة بالبرتقالي المحمّر ، ثم يأتي الكفل ... أها ، لحم يملأ الكف أخيرا! الكفل ! أفخر الأنواع! خاص جدا! كفل لا يقل جودة عن العانة ، وإذا عرف الرجل كيف يثيره فعلا فستأتيك القشعريرة الجنسية كما لو أنها صادرة عن العانة ... حينها، تكفي لتفجيرك كحبات البوب كورن. وحينما تصعد الدغدغة من " شريحة ضلع البقر " فعضلة السارتوريوس هي المحرك ، اما إذا صعدت من الاتجاه المعاكس فعضلة " التاج المشوية " هي المسؤولة. مع زوجي، لا كفل لا عانة لا شرائح خاصرة لا لحمة التاج المشوية ولا هم يحزنون. لا شيء. لم أشعر بشيء معه على الاطلاق. لكن دواعي القلق التي تناهبتني خفت حدتها في النهاية لأنني ظننت أن كل النساء يشعرن مثلي.... إلى أن التقيت ... بالشاب. حسنا، حدث ذلك كالآتي : كانت ابنتي الكبيرة قد نضجت ولم يكن لدي ما يشغلني فقلت لزوجي " اسمع! وظيفتي كربة بيت تصيبني بالغثيان! أريد أن أفعل شيئا يمرن دماغي قليلا! أن أتعلم لغة أخرى كمثل! ماذا عن الايطالية؟ ربما تكون ذات نفع إذا ما ذهبت يوما إلى ايطاليا لأن الناس هناك لا يكفون عن اللغو". قال " عظيم "، ثم جاء يوما إلى البيت بصحبة هذا الفتى الجامعي الضاري. عمره 26 سنة ويتحدث الايطالية بطلاقة. مضينا في الدرس ثلاثة أسابيع حينما طرقت ذهني بغتة فكرة أن هذا الشاب المتوهج غارق حد التهور في غرامي!... وكيف عرفت؟ كان ، إذا سمَّعت فعلا ... أو لوحت بذراعي باحثة عن الفعل ومست يدي يده صدفة، يرتجف بكل جسده ... ثم يتلعثم بالايطالية إلى حد لم يكن بوسعي معها أن أفهم كلمة مما يقول! حسنا ، لم أكن أعرف أي شيء عن العواطف، وكل ما كنت أعرفه هو كيف ينبش صهري تحت تنورتي، وكيف ينخر خنزير التلفون عبر السماعة وكيف ينخس زوجي العجوز في أحشائي ليلة بعد ليلة، بدأت أشعر بأول مفرقعات الحب تتفجر في معدتي : هووش ... هووش ... وكأنه اعتلال عصبي في المعدة. قلت لنفسي " أنت على شفا هاوية الخطيئة يا بنيتي". فتوقفت عن أخذ دروس الايطالية. كان وقع ذلك على الشاب ثقيلا فدأب على انتظاري عند مدخل المبنى كلما ذهبت صباحا للتسوق ... بالغ الشحوب ... حزين بمعطفه الأبيض... ما كان أجمله بهذا الشحوب ... كان يبدو مثل يول براينر الشاب. أتطلع إلى عينه الزرقاء ( الجارة تسأل) كلا ... كلا.. لديه عينان ... لكن هذه هي طريقتي في الحديث ... عينه الزرقاء ... قلت له بصوت خافت : إمض! لست المرأة المناسبة لك! إمض! أنا في سن والدتك!... اذهب وابحث عن فتاة في سنك!( تصرخ ) إمض! ... وهذا ما أشعل ألسنة الغضب في قلبه ... وفعل بعدها شيئا لن أنساه ... كنت ذاهبة للتبضع كما هي الحال كل يوم ... فلم يكن عند المدخل! شعرت بتأنيب ضمير ثم قلت لنفسي: لا بأس .. لا شيء مهم ... ساعتاد على ذلك .... ذهبت إلى الساحة في أسفل الحي فالتقطت عيناي شيئا ... كانت جدران المبان مغطاة بالكتابة ... حروف هائلة ... بدهان أحمر ... تقول " أحب شارون " ... شارون هو اسمي ... وفي الحقيقة انه كتب تياموTiamo ، كتبها بالايطالية كما ترين خشية أن يفهمها أحد! هرعت عائدة إلى البيت ... " لا بد أن أنسى "! ... وبدأت أنسى بالتدريج! وكي اعين نفسي على النسيان لجأت إلى زجاجة الكحول! كامباري! مر ...يا للسماء! ما اكثر مرارة الكامباري! لماذا يحضرونه بهذه المرارة؟ كنت أتجرعه بصعوبة كدواء السعال ... وحينما كنت بمفردي مرة ... تتناهبني الأفكار المرة والثمالة دق جرس الباب. من كان الطارق ؟ أم الولد ! ياللحرج ، قالت لي " أرجوك لا تسيئي الظن بي ، لكنني يائسة! أبني يموت بحبك!... لا يأكل ... لا ينام ولا يشرب! ولا بد أن تنقذيه ... بامكانك في الأقل أن تعوديه" ... وما ذا كان علي أن أفعل؟ أنا أم ايضا! وهكذا ذهبت ... كان يرقد في الفراش شاحبا ، حزينا دون معطفه المطري ... انفجر بالبكاء لحظة شاهدني ... فانفجرت بدوري باكية ... ثم انفجرت امه بالبكاء أيضا.. خرجت أمه بعدها وتركتنا بمفردنا ( محرجة تماما ) عانقني فعانقته ... قبلني فقبلته ثم " قف "! وهذا صدمه جدا " أريد أن اتحدث معك! ... لا يخجلني أن أعرف بأني أودك كثيرا ! ... أو في الحقيقة اني احبك ( صوتها يرتفع ويرتفع ) أحبك ! أحبك ! أحببببك !!! ... أوه. كنت أرفع عقيرتي بالصياح ... بسبب الكامباري طبعا ... ( مستمرة بالصراخ ) أحبببببك!! أحبببببك !!! ( بنبرة أخرى ) أخبروني لاحقا اني كنت أزعق بقوة جعلت الناس يطلون برؤوسهم من نوافذ الشقق المجاورة كي يستجلوا الأمر !!! ... " من وقع في حب من؟ " ... " هل وقع أحد سكان الطابق الرابع بالحب ؟ " ... " كلا ، ليس في شقتي ، لم أقع في غرام أحد "! حمدا لله إذ لم يتعرف أحد على شخصيتي ... ( تعاود الصراخ ) أحببببك ... لكني لا استطيع النوم معك ، عندي طفلين وزوج وصهر! قفز من السرير عاريا تماما! يا للسماء، كما أنجبته أمه ! سحب سكينا ، وضعها على حنجرته وقال : إذا لم تضاجعيني سأقتل نفسي! ( أكثر حرجا من المرة السابقة ) حسنا ، لست قاتلة ، أليس كذلك ؟ لن أضحي بحياة هذا الفتى ارضاء لأنانيتي؟ لم استطع أن أفعل ذلك! مزقت ملابسي عني و ... ( تغير كامل في النبرة ، بحلاوة ) أوه ، كان رائعا ! قبلات .... عناق! كان يجب أن تكوني هناك! كل هذه القبلات ... وكل هذا العناق! بارك الله تلك السكين! وهكذا عرفت الحب أخيرا ... فالحب هو ليست تلك اللعبة السقيمة التي أمارسها مع زوجي ... أنا تحت وهو فوق ... بوم ... بوم ... مثل مدق الركائز. الحب نعومة ... لذة ... لذة ممتعة. وذهبت اليه في اليوم الثاني وفي اليوم الذي تلاه واليوم الذي تلى اليوم الأخير ... ويوم بعد يوم ... حسنا ، توعك ، وعلى أية حال ... ألم يكن ذلك ذنبه؟ وحينما كنت أعود إلى الشقة أجدني كالمصعوقة ... ماذا تعنين بـ " لماذا "؟ لأني ولدت من جديد بعد كل هذا العمر ... واكتشفت شيئا كنت أعتقد أنه يحدث في السينما فقط! ... وحينما لاحظني العجوز وأنا بهذا الدوار ظن أني أدمنت الشرب فقفل على الكامباري! ثم بدأت الشكوك تساوره وقرر ملاحقتي ... كنت في غرفة نوم الفتى يوما ... كنت أقف هناك عارية ... ويقف هو عاريا ... وكنا نتبادل الترحاب للتو ... " كيف حالك اليوم "؟ " رائع، شكرا، ماذا عنك ؟ "... حينما انفجر الباب كاشفا عن زوجي يقف بكامل ملابسه! تلعثمت في الكلام ، ثم قلت " أوه ، هلو ... هذا أنت أليس كذلك ؟". هذا شيء لا يحدث معك كل يوم من أيام الاسبوع، أليس كذلك؟ أن تقفي هناك عارية تماما أمام رجل عار تماما ويقف زوجك بمعطفه الثقيل بينكما! وددت لو أني لم أفتح فمي! " نعم ... أنا !!! أيتها القروية!!" ... دعاني بالقروية .... لا اعتقد أنها الكلمة المناسبة على أية حال ، لكنه بدأ بعدها يصرخ كالمجنون ... محاولا خنق الفتى ... وخنقي في ذات الوقت .... لكن زوجي لا يملك اكثر من ذراعين لحسن الحظ ولم يفلح ، مهما سلط من ضغط ، في اتمام فعلته ... قررت أن اساعده .... فصرت اضغط بحنجرتي على حنجرة الشاب وأوقف أنفاسي ... أحكمت سد فمي ... يا الهي! أردت أن أموت! ثم بدأ أنفي يتنفس لوحده بغتة ... فأنفي كان يتصرف بمفرده! هرعت أمه داخلة، ثم اخته ، تتبعها جدته ... وكنت أقف عارية تماما هناك كما خلقتني أمي وأنفي يتنفس رغم أنفي ... على هواه ... اندفعت إلى الحمام وأغلقت الباب خلفي ... انتزعت موسى الحلاقة وصرت أحز وأحز ... أحز كل شريان تصله يدي ... ثم صرت أبحث عنها .... هذا شريان آخر ... وأحز! هذا واحد آخر ... وأحز! ... كانت مجزرة دموية ... لم أعرف أن فينا كل هذه الشرايين ... كنت أقطعها طوليا أيضا كي أموت اسرع! لكن زوجي كان يريد قتلي بيده فكسر الباب بكتفه ... وحينما رآني جالسة هناك مخضبة بالدماء... القانية ... وكانت حمراء قانية بالفعل قال لي :" لن أقتلك بعد الآن .... سيآخذك إلى المستشفى! ... لفني بغطاء سرير ... لطيف منه؟ كلا ، لم يود تلويث سيارته .... وأخذني إلى المستشفى ... بعدها غفر لي ... وصار يعاملني بلطف وود لكنه صار يغلق علي باب الشقة منذ ذلك الحين.... سجن انفرادي ... أعرف أن ذلك غير قانوني ... استدعي الشرطة؟ ماذا دهاك ؟ لدي اعتراض على تبليغ الشرطة؟ لدي معارف في الشرطة أو ما شابه ذلك؟ لو استدعيت الشرطة لكانت قصتي مع الشاب قد انتشرت بالتأكيد ... ولا مفر حينها من الانفصال رسميا ... ولكان زوجي قد انتزع حق رعاية الأطفال تاركا لي أخاه ويده السواحة!!! كلا كلا ... أنظري ، أنا ... ( يرن الهاتف ، ترفع السماعة ) هلو .... ( بصوت خافت. منفعلة تماما ) حبيبي ... لماذا تهاتفني؟( تصرخ بالجارة ) أنه الفتى ( النبرة الحميمة ذاتها ) أرجوك أن لا تهاتفني بعد الآن! كيف استطيع أن أراك وهو يغلق عليّ؟ تقتحم البيت ؟ كيف ؟ لا تتجرأ على عمل من هذا النوع!!هلو ... هلو ... ( للجارة ) قطع المكالمة! جن! فقد صوابه! يقول أنه سيحوم حول البيت ثم يقتحم الباب بمسمار أعوج! أعرف أنه لن ينجح ! ولكن كيف تعتقدين أن الأمور ستدور حينما يمر أحد الجيران ويراه وهو يولج مسماره الأعوج في ثقب الباب ! ( طرقات على الباب ) هذا هو بحق السماء! ما هذه السرعة ! ( تذهب إلى الباب الأمامي فزعة ) أمض!!! سيأتي زوجي في أية لحظة ... ( تغير في النبرة ) من أنت؟ ... مال؟ أي مال؟ ( إلى الجارة). هذه كارثة! ... أنه الدائن ... ويقول أنه جاء لاستحصال دينه! ( نحو الباب ) لا لأحد في البيت ... نعم؟ أعرف أنني في البيت، لكني الخادمة! ... زوج؟ من تحدث عن زوج؟ أوه، هل فعلت؟ حسنا، زوجي هو الطباخ، لكن السيد والسيدة ليسا في البيت ... ذهبا في رحلة ... بالسيارة ... أنظر ... لدي تعليمات تقضي بعدم فتح الباب والتحدث مع أي إنسان ، وعدم إيقاف الستيريو أو المذياع ... وعلى أية حال فأنا عاجزة عن فتح الباب، وإن أردت ذلك ، لأن المفتاح ليس معي ... ( مع نفسها ، على جنب ) يا للجحيم ، ماذا قلت ... ( للدائن ) كلا المفتاح ليس معي ... حبسوني ... تعتقد السيدة اني أسرق بعض الحاجيات ... ولذلك ... كلا ... كلا ، لا تقلق .... لن أهلك جوعا ... فالمخزن مليء بالطعام .... الشرطة؟ لماذا تريد استدعاء الشرطة؟ ( لنفسها ) ربما أنه يمت بصلة قرابة للمرأة عبر الشارع! ( للدائن ) هلو ... هي! ( تتجه إلى النافذة ) ذهب! ذهب لاستدعاء الشرطة ... اعتقد أنه يكذب ... قال ذلك ليفزعني ( مزيد من الطرقات على الباب الخارجي ) شخص آخر يطرق الباب! ... من عساه يكون في هذا الوقت؟ الدائن ، الشرطة أو ربما الفتى المجنون؟ لن أجب! ربما يكون الطارق ...( طرقات أعلى ) ... أتراهنين انهم الشرطة؟ ( تبلغ سماعنا صيحات شارون ... شارون ) ... زوجي! ( تذهب إلى الباب ) براين ! لماذا تطرق بهذه الصورة؟ أعرف أن الجرس خربان ، لكن المفتاح معك ... لماذا لا تقتح الباب؟ ... ضيعت المفتاح؟ يا للمسيح. ما ذا سيحدث لي الآن ! سأموت جوعا محاصرة بالجدران مثل الكونت دي مونت كريستو ... مسورة بالجدران إلى الأبد أنا والطفل واليد السواحة ... وأية طريقة للموت ! يا إلهي ، أية طريقة للموت ! ( لزوجها ) اسمع ، صديقك كان هنا ... نعم الدائن ... وذهب ليستدعي الشرطة ... كلا لم يتحدث معي ... لست بلهاء تماما .... تحدث مع الخادمة ... أية خادمة؟ ليست لدينا خدامة؟ لدينا خدامة بالطبع! خدامة ، ممرضة ، جليسة أطفال ، وصيفة ... تفعل كل شيء ... تغسل كل شيء ... مركوبة من فوق ... مركوبة من تحت ! لست متهسترة! ... لم أجن ... أنا ... منفعلة ... الشرطة في طريقهم إلى هنا وهذا قد يضع خاتمة لوضعنا ... تماما... أن يضع خاتمة لقصتنا مرة واحد وإلى الأبد ... نعم أغرب عن وجهي ... ولا ترجع بعد الآن ... إلى الأبد! أيها ... ( تبحث مع نفسها عن اسم بذيء لزوجها ) ... الرطّان ...( تدرك ما قالته. تموت خزيا. للجارة ) حينما استرجع ببالي كل الكلمات القذرة التي أعرفها ثم أختار كلمة " الرطان " لانبزه بها ... وهو ضليع في القراءة ... أكون قد خدعت نفسي تماما! لكني رددت له الصاع صاعين وعالجته بما يستحق ، أليس كذلك ؟ ( بكاء صادر عن الطفل. مفزوعة ) يا إلهي ، ماذا أفعل؟ لم يسبق أن استيقظ في وقت مثل هذا ... منذ ولادته! ( تهرع إلى باب المسرح الواقع على اليمين ) ما ذا تفعل في غرفة النوم بحق الجحيم؟ ... أيها البهيمة الجائفة ... أيقظت الطفل عمدا كي تستدرجني إلى هنا ... ما ذا تنوي الآن؟ ... انصرف أرجوك! كف عن جرّي بهذه الصورة! دعني لحالي! ( الطفل يبكي ) شش ... شش يا حلوي الصغير ( الهاتف يرن ) وغد، مزقت مبذلي ! ... جاءني للتو من ليتلوود ... أنا قادمة .... اللعنة ... سأعرف كيف أعاملك حين يعود أخوك! انتظر وسترى !... هذا لو أنه رجع! ( تذهب لترد على الهاتف ) هلو ... ( تستشيط غضبا ) ... اسمع، هذا يكفي وزائد عن اللزوم ... أذا لم تكف عن التغوط بهذه السفاهات فسأفقد في يوم ما ، من هذه الأيام الرائعة ، رشدي .... وأرسل لك .... قنبلة عبر الهاتف! وأنسف لثتيك! وغد! عليك أن تخجل من نفسك! أنا أم! فكر فقط لو أن عجوزا سافلا يرهق أمك الشمطاء بمثل هذه المكالمات ! تجلس بهدوء قرب النار تحيك بصنارتها فينبري خنزير نتن ليقيء عليها قذاراته كما تفعل معي ... كيف تتقبل فكرة أن يتعامل أحدهم مع أمك بهذه الصورة؟ أها ، أخيرا افحمه ذلك وعثرت أخيرا على ما يدغدغ مشاعر الحشمة فيه ( فترة صمت ، تعيد سماعة الهاتف ) يقول أنه لقيط ! خنزير ! قذر ! ( تصرخ شاتمة باتجاه الهاتف ) خنزير! وغد ! قذر ! ( للجارة ) أنظري ماذا فعل صهري معي ... ايقظ الطفل عمدا ... هلو ( تنادي ) أوه ، ذهبت ... ( تنظر إلى الأعلى ) أه ، عاد المستمني رغم كل شيء ( ترفع صوتها متحدثة إلى الباب ) صغيري الحلو ... ( تلتقط البندقية ) ماما ستعلمك كيف تقتل مستمنيا ... ( طرقات على الباب ) لا تتحرك قيد أنملة ... سأعود وأقتلك خلال دقيقتين ... ( تذهب إلى الباب ) من هناك ؟ انصرف من هنا اكراما لله ... سيعود زوجي في أية لحظة وسيأتي أحدهم برجال الشرطة طلبا لماله ... ( شيء يعبث بقفل الباب ) لا تمس قفلي بمسمارك الأعوج هذا ! لن تفلح في الدخول على أية حال لأني سأشد السلسلة من الداخل ( تفعل ذلك ) النجدة! ( تركض إلى المنضدة ) هلو ... يو هو ... حمدا لله أنك عدت ! أنه الفتى المجنون ... نجح في فتح الباب! كلا لن يفلح في الدخول لأنني شددت سلسلة الأمان من الداخل ... نعم سأخبره الآن!( تذهب إلى الباب . تتخشب كالجثة على مشهد يد الفتنى وهي تتسكع عبر شق الباب ) أخرج يدك من بيتي بحق الجحيم! ... ( توميء اليد بضرورة الاقتراب من الباب ) ماذا تريد ؟ ... تصافح يدي ؟ لماذا يعجز عقلك المتحجر عن ادراك أن زوجي قد يحضر في أية لحظة ؟( يصر ) يا إلهي ، أنت لا تتورع عن أي شيء ، أليس كذلك ؟ حسنا ، ولكن استعجل! ... ( تمنحه يدها. يحاول الفتى سحبها إليه ) لماذا تسحبني ؟ لأن أنسل عبر هذا الشق!.... ( الطفل يصرخ ) اتركني ، الطفل يصرخ وعلي أن اطعمه ... انصرف الآن! ... ( تحرر نفسها من قبضة الفتى وتتجه إلى المطبخ ) واغلق الباب خلفك بمسمارك الأعوج! ... أو ، وهو الأحسن ، أن تتركه عند البواب لأن زوجي ضيع مفتاحه ( إلى الطفل ) سأحضر لك طعامك في الحال يا حلوي ( تلاحظ وهي في الطريق إلى المطبخ أن يد الفتى لم تغادر مكانها. تلتقط ملعقة بلاستيكية كبيرة ) انصرف في الحال!! ... أنظر .... نفذ صبري تماما ... وإذا لم تراع وضعي فسأجعلك تندم حقا على ذلك ! ( مهددة ) انتبه سأضربك بالملعقة!! سأقطع كافة أصابعك ... لا تصدقني؟ ( تذهب إلى الفتى وتسوط كفه بضربة قوية من الملعقة. يصرخ. تتطلق مروعة إلى النافذة ) طعنته بالملعقة !!! ما ذا أفعل!؟ أعقمها ؟ نعم ، بالطبع ، معك حق ، علي أن أعقم الجرح من الجراثيم! نعم لدي شيء منه ... زوجي يجهزني بكل شيء عادة ... ( تتناول السبيرتو الطبي من على الصينية وتهرع إلى الفتى ) لا تتحرك ... كلا ، لن يؤلم ... فهو سبيرتو خاص بالأطفال .... حبيبي ... حبيبي ... ماذا فعلت بك! أنا مجرمة ! اعذرني ! والآن انصرف! ... قبلة ؟ من الشفتين ؟ ... كلا ، لن أمنحك إي شيء على الشفتين ! كلا ، آسفة ، لن أرفع السلسلة ! لكني لا استطيع تمرير رأسي عبر الشق! اذني؟ إلهي ... أنت لا تستسلم أبدا ، أليس كذلك؟ ( تضع رأسها في شق الباب ) دعني الآن ! ... دعني ... ياللجحيم انحشر رأسي في الباب ! اضغط! اضغط! ليس بشفتيك أيها الأهبل! وانما بيدك! ( تخلص رأسها من الباب بصعوبة كبيرة ) أوه، هذا مؤلم! ( تتراجع خطوتين عن الباب. يطرق الفتى الباب بهياج ظاهر ) يكفي هذا الآن ... ليس وقتا مناسبا لموسيقى الجاز ( يحاول الفتى سحب يده من شق الباب مرارا لكنه يفشل ) انصرف ! ما الذي تضمره الآن؟ أوه ... ياللجحيم ... ( تهرع إلى النافذة ) يا إلهي ، انحشرت يده في الباب! وسيبقى هناك مدى الحياة! وسيقع عليهم أن يسلموه تقاعده هنا على عتبة داري! ... سيذبحني زوجي ... ماذا أفعل؟ ... آه ، نعم بالماء والصابون كما نفعل مع الخواتم ... ( تواجه نافذة المتلصص ) لوطي ... ( للجارة ) ساستخدم الماء الساخن فهو أفضل ( ترفع السلطانية الموجودة على المنضدة وتخاطب المتلصص بسخط ) أيها السحاقي المسترجل !!! ( تنطلق إلى المطبخ مهتاجة) حسنا إذن ... تلويحة بالسلاح للمستمني ... ماء للجريح ... عصيدة للطفل ( نفخة بوق من الصهر ) وشيء من الإحساس للمتحسس .... ( يرن الهاتف ) ... ومكالمة من خنوص التلفون المتخنزر! ( تذهب إلى الهاتف ) مرحبا ، خنزير !( تغير في النبرة ، تظن أنه زوجها ) هي ... ماذا؟ من أنت ؟ ... آسفة ظننتك زوجي ... كلا زوجي ليس هنا ... اذا كنت تود اخباري... نعم ... نعم ... ( تضحك مع نفسها ) تريد أن تعرف ما هو رأيي؟ امنياتي الحارة ... وأرجو أن يكون كل أبنائها من الصبيان! معذرة ، ولكني اعتقد أنك أخطأت بالرقم ... نعم يعيش هنا رجل ، وهو بالصدفة زوجي ، وأنا الشخص الوحيد القادر على الحبل في هذا المنزل ... لا؟ حبّل ابنتك أيضا ؟ كلا، لم يخبرني عن ذلك؟ ... الخنزير! ما عمر ابنتك؟ ستة عشر ؟ أسمع ، لو أنك سألتني رأيي لقلت لك : أفضل أن تقفل على ابنتك ذات الستة عشر ربيعا في المنزل بدلا من تركها تتسكع في الشوارع وتحبل من زوج امرأة اخرى ... زوجي يقفل علي هنا ... انظر كم تقدمت في العمر ويقفل عليّ الباب رغم ذلك ... نذل! ( تعيد السماعة. للجارة ) نعتني بالبغي! زوجي حبل ابنته وهو ينعتني أنا بالبغي! ( يحاول الفتى جلب انتباه المرأة عن طريق النقر على الباب ) دعني وشأني! أنا أعيش مأساة عائلية! و زوجي حبّال! ( تذهب إلى المطبخ وتعود حاملة السلطانية في يد وطبق طعام الطفل في اليد الأخرى ) أنا قادمة ... أنا قادمة ... ياللجحيم! هذا الطعام يسمط من حرارته ( تذهب إلى غرفة النوم ) ها قد أتيت ... ها أنا يا حبيبي ... لا تحرك ساكنا أيها القميء ... كف عن التشبث بي ... احذر فالطعام يغلي بحرارته ( نسمع صوت صرخة صادرة عن الصهر ) يا للجحيم! لن تحزري أبدا ماذا فعلت يا حبيبتي... سكبت عصيدة الطفل الغليانة في عينيه ... كلا ليس على الطفل ... على صهري! ماذا سأفعل؟ ( تذهب إلى غرفة النوم وتحضر الصهر معها. وهو عبارة عن دمية جالسة على كرسي المقعدين ومغلفة تماما بالضمادات. إلى الجارة ) جيرمولين؟ .... نعم سأضع شيئا من الجيرمولين عليهما ... نعم ... نعم ... لدي جيرمولين بالطبع ... فزوجي يجهزني دائما بكل شيء( إلى الفتى الذي بدأ يطرق الباب من جديد ) دعني وشأني! سلقت صهري توا! ( تتناول علبة الدهان من على الصينية وتذهب إلى كرسي المقعدين ) ها أنا ... أوه ... هل يحرق يا عزيزي؟ لم تكف عن فعل ذلك رغم تحذيري لك بأني أحمل طعام الطفل ... ولم تكف عن العبث بهذه اليد! ( يفلح الصهر على نحو ما باقتناصها وضمها إليه ) ارتكني! اتركني !( تحاول عبثا تحرير نفسها بالقوة. تغلي غضبا ) سأصب الماء الحار عليك!( الصهر يحررها ) آه، انخفضت همّة عضو العائلى أخيرا!( تهرع بالسلطانية إلى الفتى ) اسرع! ضع يدك في السلطانية ... كلا ، كلا .. انه لا يغلي ... قلت ذلك فقط كي أرعب صهري ( يضع الفتى يده في السلطانية. يصرخ ويسحب يده في الحال ) أوه ... كان يغلي ! على أية حال استرجعت يدك! ... والآن انصرف! سلقت يدك ؟ لا بأس ضع عليها شيئا من هذا المرهم! ( تمرر علبة الدهان إليه من شق الباب. نستنتج بأن الفتى القى القبض على يدها محاولا الاستمناء بها . تفشل في تحرير يدها فيتملكها السخط) ماذا تبغي ؟ دعك عني .. هل جننت ... دعني وشأني! لو شاهدنا أحد على هذه الحال فسينقلوننا إلى مركز الشرطة ... مع الباب ... وكل شيء! اتركني! أية أعصاب جهنمية تملكها؟ اظهر شيئا من الاحترام أرجوك ... وإذا لم تتوقف سأجعلك تأسف على ... ستأسف فعلا ... صدقني! حسنا، سأبرهن لك ذلك ( تؤدي حركات توحي بأنها تسحبه بقوة إليها ثم تصفق الباب. صرخة ألم من الفتى الذي ينطلق هاربا . تعيش المرأة بعدها حالة يأس، تحرر الباب من السلسلة وتفتحه على مصراعيه ، تعود حزينة إلى المنضدة وتخاطب الجارة ) عاقبته! ... حسنا ، لأنه خذلني بدوره ... ظننت أنه الحب ... لكنه لم يكن ذلك ... فهو خنزير كالبقية ( يائسة تماما ) لا يمكنني أن اتحمل أكثر ( تسمع صراخ الطفل ) لا استطيع ، بالفعل ، أن أتحمل المزيد ... طفلي ... يجب أن أذهب وأعتني بصغيري .. فهو الكائن الوحيد الذي أحب عن حق ( تبدي حركة باتجاه غرفة النوم ، لكن رنين الهاتف يوقفها. يعزف خلال ذلك بوق الصهر ) اخرس! اخرس! أيها النذل! كف عن هذا بحق الجحيم !!! ( صراخ طفل ، رنين تلفون، وزعيق بوق . تتوالى وترتفع هذه الأصوات بانسجام. تفقد السيطرة على نفسها ) هذا كل شيء ... هذا يكفي ! ( تلتقط البندقية وتصوبها إلى حنجرتها ) سأقتل نفسي! سأقتل نفسي !( صمت تام لبعض ثوان. الجارة تتحدث معها . المرأة تصيخ السمع بانتباه ) نعم ... نعم ( تغالب دموعها بصعوبة ) نعم ... ( تضع البندقية على المنضدة ) بماذا كنت أفكر؟ يا إلهي! ... شكرا يا حبيبتي ... حمدا لله أنك صرت تقيمين في الشقة المقابلة ... نعم ... نعم ... سأفعل ذلك في الحال! هذه نصيحة سديدة منك! ( نفخة بوق من الصهر ) نعم ، أيها المقوقيء ، أنا قادمة ... طواعية بين يديك! هيا ( نفخة بوق فرحة ) هيا، إذن ( تدفع الكرسي نحو المدخل الرئيسي ) دعني آخذك في نزهة جنسية صغيرة! ( تدفعه بقوة عبر الباب. قرقعة هائلة تليها دفقات متناغمة من القرقعات ونفخات البوق ) احذر الباب الزجاجي! ( صوت تكسر زجاج ) خرّ الأول صريعا!( يعلو صراخ الطفل . تتجه المرأة في البداية إلى غرفة النوم ثم تتوقف في منتصف المسرح وترمق المتلصص. تبتسم له بوهن، تحييه ، تتحرك أمامه على نحو مثير جنسيا ولكن ببطء باتجاه المنضدة. تلتقط البندقية بغتة وتطلق عليه النار ) المستمني ما عاد يستمني ! خر الثاني صريعا!! ( تتوجه نحو ابنها ، لكن رنين الهاتف يوقفها. تجيب بصوت كأنه العاصفة ) هللو !! ( تغير في النبرة ) براين!! ( بشيء من الحلاوة ) نعم ، أنا في أفضل حال ... نعم نعم... كل شيء رائق جدا هنا ... نعم ، لك أن تأتي ... أنا بانتظارك! ( تضع السماعة. للجارة ) كلا ، حبيبتي لا تقلقي ... أنا هادئة ... أنا هادئة جدا .... ( تستند إلى المنضدة وتصوب البندقية نحو الباب ) أنا في الانتظار ... وهادئة جدا.

ظلام
موسيقى

الخميس، 4 فبراير 2016

موبايل بيكاسو” أشكال مسرحية"/ تأليف: د.شاكر عبد العظيم جعفر

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


أشكال النص :

شكل أول: تايتل

صورة للطيف الشمسي تظهر على شاشة سينمائية من جهاز الحاسوب، ألوان تتراقص بخلفية موسيقية جميلة وباهرة، لا شيء سوى ألوان الطيف الشمسي .

تستمر اللوحة هذه لفترة من الزمن حتى يظهر اسم المؤلف

أسمــاء الممثلين

اسم المصـــمم

مونتـــــــــــــــاج

اسم المخــــــرج

المنتـج / إن وجد

ينتهي الشكل الأول

شكل ثــاني / رقص مسرحي

يخرج ممثل كان مختفيا خلف تمثل يساوي ضعف حجم الممثل / وهو يرقص على طبول، رقص جسدي متناسق وبارع جدا، يستمر لدقائق عديدة، وبشكل مفاجئ تتوقف الطبول، لينطلق هاربا بين الأشجار والأعشاب. وبعودة الطبول وتسارعها مع أصوات همهمات مخيفة، يعود مختفيا خلف التمثال.

تنطفئ الشاشة وينتهي الشكل الثاني.



شكل ثـالث /بانتومايم

نفس الممثل متكورا على نفسه، وقد اختفى التمثال دون أن يدري، يرفع رأسه ويندهش لهول المفاجأة، يبحث عن التمثال، لا يجده، يحفر في الأرض بأظافره، بمعاول، بآلات متعددة، لا جدوى، يرتقي سلالم إلى الأعلى، يتعبه ارتقاءها اللا ينتهي، يقفز من فوقها، يحلق في الفضاء، يسقط إلى الأرض، موسيقى أصوات سيارات ضخمة وجرافات، ترافق أداءه، يتدحرج على الأرض كثيرا، يقف على قدميه، تختفي أصوات الجرافات والشاحنات، تدخل الفضاء أصوات كلاب كثيرة لا تحصى بنباح متواصل، الممثل يهرب، يركض في كل الاتجاهات، يرتقي الجدران، السلالم الأشجار، يسقط أرضا يتكور على نفسه محاولا الاختباء في ذاته. ينقطع الصوت بشكل مفاجئ، تتوثق حركة الممثل، يصحو شيئا فشيئا، ينهض ببطيء، ما الذي جرى ؟؟ أكان يحلم ؟؟

فترة صمت بلا موسيقى

إطفاء / شاشة سوداء

ينتهي الشكل الثالث

شكل رابـع : خيال الظل

الممثل يقف وسط المسرح، خلفه إضاءة شديدة باتجاه المشاهدين، يتحول إلى ظل، تنزل ستارة بيضاء من الأعلى لتغطي واجهة المسرح بكامله ويتحول المشهد إلى / خيال ظل / ينظر إلى أحد الاتجاهات التي منها تظهر فتاة بهدوء وهي تتجه نحوه، يقف بذهول، تصل إليه تقابله تماما يتقابلان، تمد يدها إليه، يرفع يديه خائفا، مترددا، ليمسك بها، مطر يتساقط، برق، رعود، شجرة في أحد جوانب المسرح، يخلع سترته، يضعها على رأس الفتاة ليحميها من المطر، يتجهان نحو الشجرة ليقفا ، للتخلص من المطر. يدخل من الجهة المقابلة شاب آخر يحمل شمسية وبيده عصا يتبختر بها  وهو يدخن بغليونه ومن فمه يتصاعد الدخان. يتوقف المطر، البرجوازي يرمي بالمضلة بعيدا، يخرج كرسيا صغيرا محمولا، يجلس عليه، لحظات ثم يتركه مغادرا، يأتي إليه الشاب والشابة، خارجان من تحت الشجرة، ينظران إليه يدوران حوله، يرفس الممثل الكرسي، ويجلسان على الأرض قريبين من بعضهما .

إظلام .

نهاية الشكل الرابع

شكل خامس / حوار مسرحي تقليدي

الممثل والممثلة  يجلسان كل على كرسي وقد أدار كل منها ظهره للآخر.

الممثل : أي سؤال  يجب أن اسأل ؟

الممثلة : البحور تغرق بالأنين

الممثل : علي أن اقطف زهرة الجواب، الجواب الذي يحمل مرارة الوجود .. إلى أين نحن ..؟؟

الممثلة : ما السؤال ؟ هو رفع النقاب عن الظلام أم الظلمة ؟

الممثل : اكول ؟؟ اليوم شنو الغدة ؟ احس جوعان .

الممثلة : حوار جريء في قلب الحقيقة

الممثل : لماذا نحن هنا ؟؟ في هذا المكان ؟ لماذا نحن في هذا الزمان ؟

الممثلة : الاكل جاهز .تحب شطة مع الاكل ؟ لو تحب كجب؟ همبركرحار؟ احجي .. احجي .. الاكل يبرد .

الممثل : كل الاحتمالات خواء . لا نهاية لا بداية . نحن في الوسط ، وسط احلام كاذبة . حتام ؟؟ حتام ؟حتاااااام ؟؟

الممثلة : حتى …………………..

الممثل : اشعر اني اريد ان اغني .

الممثلة : اختر عناوينك قبل المشكلة ، اختر عناوينك قبل ال ال ال ال

الممثل : (يغني بصوت متقع ) نسيت النوم واحلامه … نسيت لياليه وايامه .. بعيد عنك ..حياتي عذاب .

الممثلة : سأجهز الطعام، سأضع الرز في الماء، واطبخ الحديد والسلاسل في قدر كبير واقلي القيود بنار السنابل ولن اعود، لن اعود

الممثل : (يستمر بالغناء )

يسحب كل منهم كرسيه والممثل يردد اغنيته، والممثلة تردد كلماتها .

إظلام

نهاية الشكل الخامس

شكل ليس اخير : مونودراما

 ممثل : الممثل امامه تمثال برأس ضخم للرسام (بيكاسو ) تخرج منه يد اصابعها قرب احدى اذني الرأس، الممثل يروح ويجئ وهو يفكر ماذا يفعل، ملابس الممثل تلطخت بمواد التي صنع منها التمثال، رأس الممثل اشعث وطويل نوعا ما.

الممثل: بيكاسو، بيكاسو، لماذا تضع يدك بالقرب من اذنيك؟؟ هل تريد ان تصمها كي لا تسمع ما يجري . هل تحكها ؟؟ لماذا لم تضعها عند شفتيك، او لتغطي عينيك. اك تحيرني (يقف قبالة الرأس الذي لا نشاهد وجهه، نحن نشاهده من الخلف فقط) شئ واحد وينتهي كل شيء، ماذا اضع في يدك القريبة من الاذن، ماذا اضع؟؟ دمية ؟؟؟؟ لالالالا، انها تذكرني ينفسي

أأضع سوطا ؟؟ لالالا انه يذكري بآلام كثيرة. اه وجدتها .. سأضع كتابا ، اها كتابا ، فبيكاسو يقرأ كثيرا …

(يسرع للمباشرة بالعمل ، يضع ماءا فوق مادة ما ، ويباشر بنحت كتاب ، يستمر وقتا معينا ، ولكنه فجأة يتوقف ، يترك كل شيء ، ويتهض باتجاه التمثال )

الممثل : ( مع نفسه ) ما فائدة ان تقرأ .. ماهو فعل القراءة . ؟؟ هل انت كتابا لاقول ان بيكاسو يقرأ . (يضحك كثيرا ) يقرأ ؟؟؟ (يضحك بقوة ) ماذا يقرأ ، يقرأ الكف ؟؟ (يضحك اكثر ) يقرأ الفنجان ؟؟؟ (يضحك ) لالالالا ، هذا غير مناسب .

الممثل (متشنجا ) اذن ماذا يفعل؟؟؟ ماذا ؟؟ ..

(فترة صمت)

الممثل : اي بيكاسو ..سأحطم رأسك ان لم اجد ما تصنع بيدك هذه .سأحطمك، سأحطمك. لا بد ان اجد شيئا(يستدرك ) ولكن ربما رفع يده هذه ليغني مقاما عراقيا؟ او موال من احد الاغاني العربية، او موال اسباني؟(ينتبه ) موال اسباني؟؟؟ (يضحك كثيرا ) يا غبي لا يوجد مًوَالات اسبانية، المواويل فقط عندنا نحن. نحن. اذن ما العمل .. حسنا . حسنا حسنا. سأتخلى عنك ايها التمثال الذي لا يريد حلا.

(الممثل يذهب نحو حقيبة ادواته ويخرج منها معولا كبيرا، ويتقدم ببطء نحو رأس بيكاسو، ليحطمه، يتقدم ببطئ شديد، ترافقه ضربات ايقاع بطيئة وفيها شيء من الترقب، يمضي زمن لابأس به من الدقائق وهو يمثل الفعل ويتفصد ادأءه بمبالغة كبيرة، يرفع الممثل المعول ببطيء شديد، كأنه لا يريد ان يهشم رأس بيكاسو، يرفع يده عاليا وفي لحظة محاولته انزال يده على رأس بيكاسو، يرن موبايل الممثل، يتوقف كل شيء عدا صوت الموبايل، الممثل رافعا يده بالمعول. لحظات تمر يرمي المعول بعيدا يخرج الموبايل من جيبه صارخا فرحا.

الممثل : (يتراقص مع الموبايل ) شكرا لك، شكرا لك، شكرا لك، لقد فككت العقدة للسيد بيكاسو، شكرا شكرا .

(الموبايل يستمر بالرنين بنغمة شرقية ، الممثل يضع الموبايل في يد التمثل بيكاسو ، ويبتعد قليلا عنه وهو يتأمله )

الممثل : ( بعد لحظات من التأمل ) ها قد اكتمل كل شيء ، كنت بحاجة الى موبايل يا سيد بيكاسو .

(رنين الموبايل مستمر ، الممثل يرقص على النغمة )

اظلام بطئ جدا

وتنتهي اشكال النص


أوراق ثقافية 

الأحد، 20 ديسمبر 2015

مسرحيّة بحال بحال عن معاناة المهاجرين في المغرب

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

    عرضت فرقة "مسرح المحكور" او "مسرح المقموع" مساء يوم الجمعة عرضين في كل من مدينة سلا والرباط لمسرحيتها (بحال بحال) التي تتحدث عن مشكلة ادماج الافارقة من جنوب الصحراء في المجتمع المغربي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمهاجرين الذي صادف يوم الجمعة.
وكانت مسرحية (بحال بحال) التي تعني بالمغربية (مماثل او سواء) تعرضت للمنع في السابق. وتتحدث المسرحية عن معاناة المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء الذين يتوافدون على المغرب كبلد عبور وكبلد استقرار ايضا في حال فشلهم في التسلل الى اوروبا عبر المنافذ الشمالية للمملكة التي يشدد الحرس المغربي والحرس الاسباني المراقبة عليها.
ويعتمد مسرح "المحكور" المقتبس عن فكرة مؤسسه البرازيلي اوغستو بوال على تقنية العرض امام الجمهور ومشاركته وهو ما يلتقي في بعض النقاط مع فن المسرح الشعبي المغربي المسمى "بالحلقة" حيث تعرض المسرحيات في الهواء الطلق او امام جمهور من مختلف الشرائح والثقافات.
وتفاعل الجمهور المغربي في باب المريسة بسلا مع العرض وشارك برأيه في سيناريو المسرحية بل وشارك تلقائيا في التمثيل ايضا.
وعبر صور مختلفة من ديالو بالسنغال الى سيسي من الكاميرون.. قصة معاناة وصعوبة اندماج وعنصرية عاشها المهاجرون في المجتمع المغربي يحكونها بطريقة فنية في العرض المسرحي.
ويقول حسني المخلص منسق مسرح المحكور ان المسرحية "تعرض مشاكل الافارقة من جنوب الصحراء امام الجمهور هذا الاخير الذي يشترك مع الممثلين في ايجاد حلول لها."
واضاف "الشارع او الفضاء العمومي هو احسن مكان لالتقاء جمهور واسع بدون حواجز فعلى اعتبار عزوف الناس عن الذهاب الى المسارح فهذا النوع من العروض ياتي بالمسرح الى عند الجمهور."
ويشارك في المسرحية خمسة ممثلين مغاربة وخمسة ممثلين من افريقيا جنوب الصحراء من غانا والسنغال والكاميرون ومالي وساحل العاج.
وقال المهدي ازدام منسق مشاريع "جمعية جذور" المشاركة في مسرح المحكور "تفاعل الجمهور في الغالب ايجابي. نحاول ان نستغله لكي يبحث معنا عن الحلول."
واضاف لرويترز "نضع الجمهور في قلب المشكلة ونعرف منهم وجهة نظرهم حول مشاكل تقلق المجتمع المغربي ." وعن ادخال بعض التعديلات على مسرح اوغستو بوال لتتلاءم مع فن الحلقة الشعبي المغربي قال ازدام "اخذنا فكرة اوغستو بوال ومزجناها بفن الحلقة المغربية حتى يتفاعل معها الجمهور المغربي اكثر على اعتبار اهمية ’الحلقة’ في الثقافة المغربية."
وسبق لمسرح المحكور ان قدم عروضا اخرى في مدن مغربية مختلفة تاولت بالاضافة الى موضوع الهجرة مواضيع عن الحقوق والواجبات وسكان دور الصفيح او الاحياء الهامشية.
ويقول المغرب إنه وضع خطة لسياسة هجرة ناجحة في العام 2013 لادماج المهاجرين خاصة من افريقيا جنوب الصحراء. وقالت السلطات إنها حتى الان أدمجت 20 الف مهاجر افريقي بمنحهم بطاقات الاقامة في حين لا يزال المئات منهم في عدد من المدن المغربية. كما قالت إن عملية مراقبة الحدود والإدماج تكلف المغرب نحو 250 مليون دولار سنويا.


المصدر - الحياة

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption