أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 29 أكتوبر 2017

فولتير وروسو يتخاصمان على خشبة المسرح

مجلة الفنون المسرحية

فولتير وروسو يتخاصمان على خشبة المسرح

 أبو بكر العيادي - العرب

“فولتير وروسو” مسرحية تستعيد الخصومة التي نشبت بين عبقريين من عباقرة القرن الثامن عشر، بين فولتير الخطيب المفوه والناقد اللاذع والأرستقراطي المهذب، وجان جاك روسو المفكر الموزع بين مثله الأخلاقية السامية وصعوبة عيشه في مجتمع البشر.

لا تزال الخصومة بين فولتير المناهض للكنيسة والداعي إلى التسامح، وبين روسو المدافع عن المساواة بين البشر والتائق إلى عقد اجتماعي ينظم علاقتهم بعضهم ببعض يرتد صداها حتى الآن في الوسط الثقافي الفرنسي، وقد استوحى منها جان فرنسوا بريفان مسرحيته الجديدة، واكتفى باسمي العبقريين عنوانا لها “فولتير – روسو” بتسبيق الأول أي فولتير(1694 /1778) لكونه أكبر سنّا من خصمه روسو (1712-1778).

والرجلان يختلفان في كل شيء (باستثناء سنة الوفاة) بدءا بالنشأة، ففولتير (واسمه الحقيقي جان ماري أرويه) ولد في عائلة برجوازية وحظي بما يحظى به أبناء الموسرين من تعليم ورفاه، ولكنه نفي إلى إنكلترا بسبب نقده اللاذع للكنيسة، ورغم أنه اكتشف في منفاه الإنكليزي الممارسات الديمقراطية لذلك البلد، فقد دفعه حب التشريفات إلى مخالطة الملوك إثر عودته من المنفى، من لويس الخامس عشر إلى فريدريخ الثاني ملك بروسيا الذي اعتبره “طاغية مستنيرا” لشغفه بالفلسفة، وليس غريبا أن يتماهى مع البرجوازية الثقافية ويخص الكنيسة الكاثوليكية بمقالاته اللاذعة حتى صار يلقب بالملك فولتير.

أما روسو فقد رأى النور في عائلة بروتستانتية متواضعة بجنيف، وعرف التشرد في صباه قبل أن تحتضنه عائلة برجوازية في منطقة شامبيري، ثم انتقل إلى باريس وتعرّف إلى دالمبير وديدرو، ولم تتجل موهبته إلاّ بعد أن شارف الأربعين عندما نشر كتاب “خطاب في العلوم والفنون”، تأسيسا لمنظومة فكرية ستكون سببا في ذيوع صيته.

ولئن كان فولتير جسورا جريئا حامي الطبع، فإن روسو كان ذا حساسية مفرطة، ينزع إلى التأمل وحيدا، ليؤكد أن الإنسان خيّر بطبعه وما انحرف إلاّ بسبب الحضارة والمدنية، وأن ظهور حق الملكية هو مصدر كل الشرور، ومن ثَمّ يدعو إلى إقرار الديمقراطية، ومساواة الجميع أمام القانون، بفضل عقد اجتماعي يشرف عليه شعب ذو سيادة مطلقة.

وكان أن قابل فولتير تلك الأفكار بسخرية، لا سيما تلك التي تتعلق بآداب الطبقة الأرستقراطية، لصلته المتينة بالملوك والميسورين، وندد بإدانةِ روسو الراديكاليةِ للفوارق الاجتماعية، ثم تصاعد الخلاف تدريجيا عبر رسائل نارية متبادلة حتى عاب فولتير على خصمه إهماله لأطفاله الخمسة، فتأثر روسو تأثرا بالغا دفعه إلى تأليف كتاب “الاعترافات”.

فولتير كان جسورا جريئا، في حين كان روسو ذا حساسية مفرطة، ينزع إلى التأمل وحيدا، ليؤكد أن الإنسان خير بطبعه
وتنطلق مسرحية “فولتير – روسو” عام 1765، حين طُرد روسو من سويسرا وجاء يزور فولتير في مسكنه بفيرني وسط فرنسا، ولم يكن له من غاية سوى التأكد ما إذا كان مؤلف “كانديد” هو صاحب المقالة الهجائية المجهولة التي اتُّهِم فيها بإهمال أطفاله الخمسة وتركهم في مستشفى عمومي.

تبدأ المسرحية في شكل كوميديا بوليسية مثيرة تتخللها تقلبات مفاجئة قبل أن تتحول إلى خصومة فلسفية، من خلال جدل حام وشجار أشبه بشجار الأزواج يتبادل الرجلان البارزان الشتائم، ويتقاذفان الأطباق وقطع الأثاث، ويتنازعان الأفكار عن التربية والله والمساواة والحرية والمسرح.. فيكتشف المتفرج ما يفرّق ويوحّد هذين العملاقين من رؤى سابقة لعصرهما، سوف تجني منها الإنسانية فوائد جمة، وهي رؤى ناجمة عن نفس المشغل الفكري: الإنسان وتطور المجتمع.

والخلاف بينهما كما يتبدى في هذه المسرحية ناجم عن الفرق العميق الذي يتمثلان به العالم، والإنسان، والمبادئ الكبرى التي يقوم عليها المجتمع، ورغم اهتمام كل واحد منهما بما ينشره الآخر، ومتابعته والتعليق عليه، فإنهما لم يتفقا على شيء، فكلاهما كان صورة حية لما ينبذه الآخر.

ولئن كانت وضعية الانطلاق متخيلة، فإن فحوى الجدل الذي دار بينهما، واتخذ وجه الخصام الحاد، مستمد في الغالب من أعمالهما، كان فولتير في الواقع يعيب على روسو ارتكابه قدرا كبيرا من الرذائل والجرائم أفظعها في رأيه عدم احترامه الدين.

ويذكر المؤرخون أن فولتير كان نشر في جنيف عام 1764 مقالة لاذعة غير موقعة بعنوان “شعور المواطنين”، يصف فيها روسو بالمهرج ويتهمه بالإساءة إلى الديانة المسيحية، قائلا “أن تكون مسيحيا وتريد تدمير المسيحية، فذلك ليس كفرا فقط، بل خيانة”، وكتب أيضا في المقالة نفسها “.. هذا رجل لا يزال يحمل الآثار المعيبة لفسوقه، ويجرّ تحت قناع المهرج الذي يتبدى فيه أسوأها.. إذ عرض أطفاله على باب أحد المستشفيات، متنكرا لكل مشاعر الطبيعة تنكُّرَه للشرف والدين اللذين خلعهما عنه”، وهو ما لم يغفره له روسو.

والمسرحية في النهاية تتناول مواضيع لم تفقد راهنيتها، إذ تبيّن أن أي مسعى أيديولوجي يمكن أن يحوي بذورا توتاليتارية، فروسو هنا هو مستبد خطر باسم الفضيلة، مهيأ لتصحير حياة الناس، لا سيما حديثه عن الآثار الشريرة للمسرح، ولكنه يتبدى أكثر صدقا من فولتير، وأقرب إلى واقع الحال في فرنسا اليوم بفضل طريقته في تمجيد الفرد، وقد أبدع جان بول فارّي في دور فولتير وسرعة غضبه وحدة لهجته، مثلما تميز جان لوك مورو في إظهار روسو كرجل حساس، مثير للشفقة والسخرية أحيانا، ولكنه ذو مشاعر إنسانية عميقة.


اكتساح كويتي لجوائز مهرجان مسرح الشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية

اكتساح كويتي لجوائز مهرجان مسرح الشباب العربي

شريف صالح - الحياة 


اختتم على مسرح عبد الحسين عبد الرضا في الكويت، مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، بمشاركة 12 دولة عربية، ونالت الدولة المضيفة، الجائزة الكبرى التي تحمل اسم صاحب المسرح، إضافة إلى سبع جوائز أخرى منها أفضل ممثل وإخراج، عن عرض «ريا وسكينة».
وفاز العراق بجائزة أفضل عرض متناغم، وأحسن مؤلف، عن «ون واي»، والمغرب بجائزة أفضل ممثلة عن عرض «سوالف القمرة»، وسلطنة عمان بجائزة أفضل ممثل دور ثان عن «لقمة عيش» لأحمد الرواحي، ومصر بأفضل أزياء عن «بينوكيو».
وبالنسبة الى كثيرين، كانت أبرز مفاجآت المهرجان استبعاد العرض الفلسطيني «مروح على فلسطين» من أي جوائز، على رغم أنه بشهادة كثيرين من أفضل عروض المهرجان، بزعم أنه نسخة «طبق الأصل» من عرض هولندي، فاكتفت اللجنة بمنحه شهادة تقدير عن موسيقى ومؤثرات سامر أبو هنطش.
ولو تحدثنا عن «الاستعارة» وشح التأليف، فنلاحظ أن العرض الكويتي «ريا وسكينة» نفسه، مستعار في عنوانه وحبكته من المسرحية المصرية الشهيرة، مع تغييرات بسيطة، والعرض المصري ذاته «بينوكيو» مستعار من قصة عالمية للأطفال، مع تباين مساحة الاشتغال والاختلاف عن العمل الأصلي.
كما أن مؤلف العرض القطري «همس الكراسي» كان متجاوزاً لسن الشباب المنصوص عليه في لائحة المهرجان. أي أن معظم عروض المهرجان عانت «أزمة» تأليف، ولجأت إلى «الاستعارة» النصية والبصرية، بدرجات متفاوتة.

الصوت العالي

وتكمن الملاحظة الثانية، في الصوت العالي والانشغال بما يُجرى في الساحة العربية، وظهر ذلك في العروض الخليجية عبر التركيز على تفكك المجتمع والأسرة والبطالة وضياع الشباب، كما في العرض الإماراتي «الليل نسي نفسه» أو السعودي «ليس إلا»، بينما تناول السوداني «مراكب الموت» قضية الهجرة غير الشرعية، وألقت الحروب بظلالها أيضاً خصوصاً على العرض العراقي.
وكان العرض الأردني «شمعة أمل»، الأسوأ، من ناحية المباشرة، والخطاب الوعظي، وأشدها قصراً، حيث لم يتجاوز 20 دقيقة، وأراد من خلال مشهد تمثيلي مفتعل، إدانة الإرهاب والحث على وحدة الأمة العربية. وكانت غالبية العروض المرتفعة النبرة، الأقل حصداً للجوائز، والأقل حضوراً في بورصة الترشيحات.
على مستوى التمثيل كانت هناك درجات اجتهاد كبيرة خصوصاً من علي الحسيني بطل «ريا وسكينة» والحائز جائزة أفضل ممثل، ومونية لمكيمل بطلة العرض المغربي والحائزة جائزة أفضل ممثلة، وكان العرض الأخير الأكثر نضجاً على مستوى الأداء التمثيلي، لجميع أبطاله، لناحية تقمص شخــصيات مختلفة، والتحول الدرامي، والحركة والحضور على الخشبة، وإن شكلت صعوبة اللهجة المغربية عائقاً كبيراً، في التواصل معه. كما ظهرت مشكلة اللهجة بدرجة أقل مع العرض السوداني. ومالت العروض إلى الحضور الجماعي، والأداء التعبيري والحركي، على حساب الممثل المفرد كما في عرض «مروح على فلسطين».
تُضاف إلى ذلك قلة العنصر النسائي، وهي آفة تظهر بوضوح في العروض الخليجية التي يلجأ بعضها إلى شباب لتجسيد أدوار نسائية، أو تصميم عالم بلا امرأة، ولذلك كانت جائزتا التمثيل النسائي شبه محسومتين، فظهرت امرأة واحدة في العرض الإماراتي، وفي المغربي أيضاً حيث جسدت شخصيات عدة، وامرأتان في عرض الكويت، وزاد العدد قليلاً في العرض المصري.

مسرح فقير

على مستوى السينوغرافيا، لجأت غالبية العروض إلى المسرح الفقير، قليل الكلفة، والستارة السوداء، والأجواء نفسها اتسمت بالسوداوية والكآبة نوعاً ما، اتساقاً مع طبيعة القضايا المطروحة. حتى العرض المصري عالج «بينوكيو» أو عالم الدُمى، عبر فلسفة وجودية عن الموت والحياة والحب والاغتراب، ولم يستثمر كثيراً في مجال الرقص وإشاعة البهجة. وعلى رغم أنه طرح أسئلة وجودية شائكة، رأى بعض النقاد أنه عرض لمسرح الطفل وليس الشباب!
في العرض الكويتي، اتسم الديكور بالثبات وكان عبارة عن سلالم عريضة تقسم الخشبة إلى مستويين: أعلى حيث مقر الشرطة والسلطة، وأسفل حيث بيت «ريا وسكينة». ومال العرض المغربي إلى التجريد والتحييد التام للسينوغرافيا، اكتفاء بشكل مبسط معلق في الأعلى كإحالة إلى «القمر»، مع بعض الصناديق يتم تحريكها واستعمالها. ولعل أسوأ العروض في الاشتغال على السينوغرافيا كان «شمعة أمل»، وأفضلها «مروح على فلسطين» الذي قرر تضييق الحيز التلقيدي للخشبة، كناية عن ضيق وتآكل مفهوم الوطن ذاته.
والسؤال الذي شغل كثيرين تعلق بإمكان أن يستمر المهرجان دورياً، اذ أكد مدير عام الهيئة العامة للشباب، الجهة المنظمة، عبدالرحمن المطيري حرص الكويت على أن يقام المهرجان سنوياً بالتناوب بين عواصم الشباب العربي، وتحت مظلة جامعة الدول العربية، فيما أشاد وزير الدولة للشباب بالوكالة خالد الروضان، خلال حفلة الختام، بدور الشباب وأهل المسرح في جمع الشعوب العربية.
وكان للجنة التحكيم برئاسة الفنان محمد المنصور مجموعة من التوصيات أهمها، الاعتناء بالتدريب ومهارات الشباب، وتوسيع رقعة المشاركة، في إشارة إلى غياب عدد كبير من الدول العربية، وكذلك أن تكون جميع العناصر المشاركة في سن الشباب الذي حددته اللائحة من 18 إلى 34 سنة.
عقب كل عرض أقيمت ندوة تطبيقية عنه، بمشاركة معقب رئيسي، إضافة إلى ندوة فكرية استمرت على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان «مسرح ما بعد الدراما بين النظرية والتطبيق في مسرح الشباب العربي»، إضافة إلى ورشة في التمثيل بإشراف مبارك المزعل وعلي العلي.
كما أقام المركز الإعلامي مجموعة كبيرة من المؤتمرات لرؤساء الوفود وأبرز الضيوف من المسرحيين العرب.

السبت، 28 أكتوبر 2017

"مسرح المعركة" تراجيديا لموت فقد رهبته

روجيه عساف.. "حرب طروادة" ما زالت مستمرة

روجيه عساف الشاهد الملك على نهضة المسرح اللبناني

مجلة الفنون المسرحية

روجيه عساف الشاهد الملك على نهضة المسرح اللبناني

مدرسة المواطنة والحريّة 

بيار أبي صعب - الأخبار


كلّما عاد روجيه عسّاف إلى المسرح، مخرجاً أو ممثّلاً، أو الاثنين معاً، كانت العودة حدثاً بحدّ ذاتها، ومناسبة للاحتفال. نحتفل، حتّى قبل أن نشاهد العمل، والمعروف أنّ الأعمال الفنيّة التي تُنتَج اليوم في مدينة كبيروت، بإمكانيّات المدينة ومع ناسها، عرضة لكل المخاطر والأنواء والرياح. الفكرة هي أن تخيّم على مسرحنا قامة هذا «القديس»، أو «الوليّ الصالح»، مؤسس «مسرح الحكواتي»، وقد ازداد جلالاً وتعباً مع السنوات.

الفكرة أن صنّاع العصر الذهبي لبيروت، لم يغيبوا كلّهم، أو يصمتوا، أو يستسلموا، أو ينقلبوا على تاريخنا وذاكرتنا. نذهب الليلة إلى «الطيّونة» ونحن نقول لأنفسنا إن الدنيا بألف خير، رغم كلّ شيء. إن الأشياء ما زالت ممكنة في هذا الزمن العقيم، المشلّع. إن القيم التي كافح لارسائها روجيه منذ عقود عدّة، مع حفنة من النساء والرجال، ما زالت راهنة، ويمكن أن نتشاركها مع أهل الحاضرة… وإن المشروع الذي منحه عمره هذا المثقف العضوي الآتي من الفرنكوفونيّة ـــ تركة الاستعمار ـــ إلى قلب العروبة والاسلام، ومعارك التحرر، والإنتماء إلى الناس وذاكرتهم الجمعيّة، هذا المشروع ما زال قابلاً للاستمرار والتجدد والانتقال إلى الأجيال الجديدة.
هذا هو الرهان الأساس لدى روجيه عسّاف، ولعلّه يختصر كل مسيرته المسرحيّة. في اعتقادنا أن الجماليّات، والتقنيات، والأساليب والمدراس، والمشاغل الثقافيّة والادائيّة والدراميّة، تأتي بعد ذلك. المسرح هنا مدرسة المواطنة، ومختبر لمستقبل نهضوي، وبلد على مقاس أهله. المسرح العسّافي مكان «لقاء» الممثلين والممثلات، القادمين من كل الجهات والشرائح، ليتبادلوا الأحلام والأوجاع والمشاغل، ليحفروا معاً في اللاوعي أو في الحاضر وأسئلته، ويفكروا وينفعلوا ويبدعوا، ليستعيدوا ذواتهم الحقيقية المغيّبة في مدينة السماسرة والقتلة والخراب العظيم. كل السر في طريقة عمل روجيه مع ممثليه وممثلاته. في ما يقترحه عليهم ويطلبه منهم. الفن هنا لم يعد سلعة واستعراضاً، ولا تجربة ابداعيّة «مجّانيّة»، ولا خطاباً أسلوبياً وتسويقياً ستتنافس عليه مهرجانات الرجل الأبيض… الفن مشروع ولادة جديدة. والمسرح العسّافي أيضاً، هو أرضيّة التماس والتفاعل بين صنّاع العمل وجمهوره: هؤلاء الرجال والنساء الآتون للبحث عن ذواتهم، واستعادة صوتهم المصادَر، وهويّاتهم المهدورة. من تلك العلاقة تولد روح المسرحيّة!
كل هذا سنجده الليلة في «طروادة»، تجربة روجيه عسّاف الجديدة، مع باقة من الممثلين والممثلات الشباب. غرف المعلّم من معين المسرح الاغريقي، هو المنكب منذ سنوات على اعادة قراءة تاريخ المسرح العالمي، على طريقته كفنّان القطيعة مع الأنماط المهيمنة، ومن زاويته التحليليّة النقديّة (صدرت أجزاء من موسوعته بالعربيّة عن «دار الآداب»، والجزء الأوّل بالفرنسيّة عن L’Orient des livres). ليطلع بنص لبناني في الصميم، وعربي بامتياز. فلنذهب مع حصار طروادة «حتى نهايات العواصم» كما كتب محمود درويش في «أحمد الزعتر». المسرح مع روجيه، مدرسة المواطنة والحريّة.

الجمعة، 27 أكتوبر 2017

مهرجان شبابي لمسرح الشارع ينتقد أوضاع العراق

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان شبابي لمسرح الشارع ينتقد أوضاع العراق

علي لفتة سعيد  - المدى 


في أول مهرجان من نوعه شهدته مدينة بغداد وتحديداً في شارع المتنبي، أقامت وزارة الشباب والرياضة مهرجانها الأول لمسرح الشارع، شاركت فيه خمس فرق مسرحية من ثلاث محافظات، قدمت فيها عروضاً مختلفة نالت استحسان العشرات من المتفرجين من مثقفين ومتابعين للمشهد الثقافي الذين عدّوا هذه العروض بمثابة دقّ ناقوس الجمال لمواجهة الظلمة التي حلّت على العراق منذ عقود طويلة.
المهرجان الذي أطلق عليه مهرجان الشارع الأول، أُريد به كما يقول المشرفون عليه، التخلّص من سيطرة المسارح واستيعاب الجمهور وجعله مواجهاً للفن ورسالته، مثلما يأتي لتنمية مواهب الشباب وجعل صوتهم الفني في التحدّي وإعلان مسرح الرفض والمواجهة، لكلّ ما حصل في العراق، سواء من الأحزاب والكتل السياسية، أم مما خلفته عصابات داعش من إرهاب وقتل وتدمير للعراق تحت ذريعة الدين.
خمسة عروض مسرحية ربما كان الزمن فيها لا يتعدى الواحدة منها ربع ساعة إلا أن الزمن الذي تحركت فيه أفكار العرض المسرحي ربما أخذت مساحة جيل كاملٍ عاش زمن النظام السابق ومأساة سقوطه وما حل بالعراق الحالي، لذا فرضت لغة الاحتجاج هيمنتها على العروض جميعها بطرقٍ مختلفةٍ، بل إن بعض العروض تميّزت بالجرأة في نقد حتى المؤسسات الدينية سواء بصورةٍ علنيةٍ أو بطريقةٍ غير مباشرةٍ، من خلال استخدام الديكور المصاحب لها ..
يقول مدير المهرجان الدكتور محمد عمر رئيس قسم السينما والمسرح، إن دورة هذا المهرجان أطلقنا عليها دورة الفنان العراقي الراحل الدكتور فاضل خليل الذي توفي قبل أيام، وتم فيه قراءة سورة الفاتحة، لتبدأ بعدها العروض أمام لجنة التحكيم التي جلست على الأرض والتي كانت برئاسة المخرج جبار محيبس وعضوية علاء كريم والدكتور سعد عزيز عبد الصحاب وعلي حسين حمدان.. وأضاف إن الغاية من هذا المهرجان هو الخروج من سيطرة المسارح، فضلاً عن إطلاق الطاقات الشبابية التي لا تجد دعماً لتقديم عروضهم، إضافة الى محاولة الكشف عمّا يفكّر فيه الشباب عبر العروض المسرحية التي أريد لها أن تكون ملائمةً.. وبيّن إن هذه الخطوة هي محاولةٌ لتأسيس نواة جديدة لمسرح الشباب ..
وقد تباينت العروض ليس من حيث المستوى الذي كان مفاجئاً، بل من حيث الرؤية الإخراجية والمعالجة الفكرية للثيمات التي تحملها أفكار المسرحيات التي انطلقت جميعها مما يفكر به الشباب وما يعانيه، فتم اسقاط هذا الواقع على العرض المسرحي، في محاولةٍ للخروج من عنق زجاجة الكبت الذي يعيشه جيل الشباب.. ورغم كانت العروض تشعّ بالجمال والفكر، رغم عدم وجود تقنيات المسرح من ديكور وإضاءة إلّا بما يصاحبها من موسيقى بثّت عبر جهاز تكبير ولابتوب وهو ما يجعل المسرحيات تحمل لوناً جديداً في العرض المسرحي.
الحرب ومأساة السياسة
العروض المسرحية حملت بين ثناياها تلك العديد من رسائل الاحتجاج والتمرّد على الواقع الذي يحيط ويخنق الشاب العراقي، الباحث عن لحظة الانعتاق منها سواء التخلّص من الحرب أو بالتخلّص ممن تسبّب بإشعال الحرائق.. وهو الأمر الذي أكده الدكتور علي حسين الحمداني، وأضاف إنه من الجميل أن يتناول المسرح الشبابي قضايا الوطن وبجرأةٍ ربما لا يملكها إلّا الشباب أنفسهم، لأنهم ينظرون الى الأمام حتى لا يخسروا الخطوة التالية.. وهذه الجرأة سواء أكانت انتقاداً للواقع السياسي أم ما أفرزه الاحتلال والكتل السياسية أم ما فعله المواطن، جاءت لتأكيد حقيقة أنّ الشباب هم ضحية كل المتغيرات، من خلال عدم الممارسة الفعلية لدورهم في بناء الوطن وما يصادفونه من انعكاسات الخراب السياسي، فضلاً عن انتقادهم حتى لوسائل الإعلام التي ساهمت هي الأخرى بحسب العروض الفنية في تأزيم الوضع العراقي، وهو ما يعني إن أفكار المسرحيات سواء منها العروض الحوارية الارسطوية أو المونودرامية أو الراقصة البانتومايم إنها جاءت لتقدّم احتجاجها، وتقول إنها حاضرةً في إشاعة الجمال، فضلاً عن إشاعة مبدأ الرفض لكمل ما هو زائفٌ وفاسدٌ في المجتمع.
فعل الصدمة وردها
تنوع العروض ساهم في تنوع اطلالات الجمهور لأفكارٍ متعدّدة لم تكن تحمل التشابه.. فما بين عرض مسرحية حذائي وانكيدو وتزييف وصلاة بعد منتصف الوطن واحتجاج، تنوّعت الرؤى الإخراجية في استمالة النصّ لصالح المكان/ الشارع/ المتنبي/ بيت المحاكم العراقية القديم المحترق.. واستمالة الذائقة والتعامل مع خاصيتي العقل والعاطفة في إنتاج وحداتٍ قابلةٍ لتوصيل الرسالة الى الجمهور الذي هو جهورٌ مثقّف.. ولكن الجامع الذي يجمع النصوص في الأفكار هو الرفض لكلّ ما هو سائد في الواقع العراقي الحالي، والبحث عن ضوء من خلال فعل الصدمة وردّة الفعل التي منحتها الصدمة التي كانت عميقةً على واقع الشباب.. لكنها في جانب آخر كما الفنان جبار محيبس رئيس لجنة التحكيم كانت ردّة فعل على العروض المسرحية التي تقدمها الجهات المعروفة في العراق، والتي عدّها عروضاً خاملة.. ويضيف أن عروض الشباب كانت أكثر جمالاً وفلسفةً وتأثيراً وفعاليةً من كل العروض التي تقيمها دائرة السينما والمسرح الملفّقة التي لا تسهم في إشاعة الثقافة، وزوّرت المسرح العراقي مما ساهمت تلك العروض بعزوف الجمهور العراقي.. وأفاد بأن الجمهور الآن حاضرٌ والعروض مبتكرةٌ من قبل الشباب، حيث قدمّوا أفكاراً وعروضاً مبتكرة في استغلال الفضاء المكاني من أعمدةٍ وأرضٍ وشبابيك محترقة وجدران متآكلة، وإن المكان في شارع المتنبي وكأنه جاء متناسقاً مع الرؤية الإخراجية وما يبحث عننه الشباب.. وهذه الفرق الفنية التي ربما سيكون لبعضها قول في مهرجانات عربية لم تحصل على دعم في السابق فكانت تقدم عروضها بصمت في المحافظات ومبادرة وزارة الشباب أخرجت هذه العروض للشارع.
تطلعات الشباب
المسرحيون الشباب يعدون المهرجان محفزاً معنوياً وتحميلاً للمسؤولية أيضاً، مثلما هو كاشف عن المقدرة التي يتمتع بها الفنانون الشباب، سواء من كانوا ممثلين أم مخرجين أم مؤلفين.. ويقول الفنان والمؤلف علي العبادي، إنها مسؤولية للقادم من الأيام في تقديم أيّ منجزٍ مسرحي على صعيد التأليف أو الإخراج أو التمثيل .. ويضيف أن هذا المهرجان جاء كبارقة أملٍ في ظلّ هذا الظلام الثقافي شبه الدامس ليؤكّد على ديمومة وحراك المسرح العراقي، ويشير الى أن المهرجان انفتح على رؤىً وتطلعات الشباب المسرحي، في خطابهم الفكري والجمالي، بعد أن هجر الناس المسرح لأسبابٍ عديدةٍ، أصبح مسرح الشارع ضرورةً ملحّةً، لينزل الى المتلقّي ويقف عنده وأن يطيح بالنسق البرجوازي للمسرح إضافة الى المتحقّق من الفضاء بالنسبة للعروض جمالياً، ربما هذه الجماليات لا يمكن تحقيقها في مسرح العلبة.
وشهد المهرجان توزيع الشهادات التقديرية بين الفرق المشاركة وكذلك تم توزيع الدروع بين الفائزين.. وكانت النتائج كالآتي: حصول مسرحية حذائي لفرقة كربلاء، على جائزة أفضل إخراج للفنان علي العبادي، وأفضل ممثل للفنان محسن الأزرق.. وحصل مرتضى الطائي على جائزة أفضل ممثل أيضاً.. وجائزة أفضل نصّ لمسرحية سيزيف للمؤلف زين العابدي السومري.

التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا

مجلة الفنون المسرحية

التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا

ضحى عبد الرؤوف المل  - المدى 

تنوعت المفاهيم الكوريغرافية وتقاربت الرؤى الفنية مع بعضها البعض، فاختلفت التوظيفات التشكيلية في هذا المجال. إلا أن أهم ما جمع اللوحة مع الكوريغرافيا، هي العناصر المؤلفة لخصوصية التصميم النابع من ثقافات تشترك مع الفن والجمال والقدرة على التأليف المرن في التشكيل والرقص بمختلف تمظهراتهما، وفق تفاعلات بصرية مدروسة بدقة تتمثل بالمعنى المتجذر في الطقوس المرتبطة بالحركة والألوان، والفضاءات المفتوحة على تخيلات يتم تدوينها ودراستها وفق رسوم لخطى مدروسة موزعة على عدّة نقاط حركية تتشكل منها نوعاً من وسيلة تعبيرية موشومة بتشكيلات كوريغرافية قوية حسيّاً، وبما يكفي بصرياً لتكوين رؤية فنية متوازنة. لتكون ضمن نوتات تحمل طابعاً تعبيرياً تصويرياً وانطباعياً صارخاً، يتصف بدراما بصرية ذات علامات ادائية تتجانس معها الريشة والألوان التي تظهر خفايا وابعاد كوريغرافية تولد من وحي الامتزاج الحسّي عند الفنان، ويستطيع من حيث يتراءى له خلق فضاءات واسعة. لتوضيح الهدف بالإيماء والايحاء والحركة المبنية على التأثيرات البصرية، وما يتشكل من لوحات مستقلة يمكن لكل منها أن تكون موضوعاً للوحة يرسمها فنان بريشة كوريغرافية، تضم في طياتها المفاهيم العامّة للشكل الفني، ومميزاته التصميمية لخلق تنوعات في الاداء الحركي إن كان بالجسد المؤدي أو باللون وأطواله الموجية الذي يتخذ صفة درامية مقترنة بالفضاء التخيّلي. إن على خشبة مسرح أو على خامة اللوحة، كما في اوبرا "قصة الحي الغربي" التي تروي قصة "روميو وجوليت" على وقع ايقاعات لاتينية وموسيقى "ليونارد برينشتاين"، المخاطبة للحس والعقل، فالترجمة البصرية من خلال الكوريغرافيا وتنوعاتها المؤثرة على خلق التجانس الذي تتأثر بها الريشة والألوان المتلاحمة مع بعضها على مساحة محدودة، فينحصر المشهد وفق قياسات لها أطرها البصرية والجمالية النابعة ببساطة من مزاجية التصميم الكوريغرافي في التشكيل والمسرح وروحية الانتقال من حال الى حال كما في لوحات الفنان "جبر علوان"، ببعدها التشكيلي والكوريغرافي من حيث حركة الجسد في فضاء اللوحة، وما ينتج عنها من تجانس لوني أو ارتباط كلّي بالنقاط وتوزيعها على مساحة اللوحة. لتنطلق ألوانه وفق ايقاعات تجسد اهمية التصميم الكوريغرافي في الفن التشكيلي. اضافة الى التغيرات الهندسية والبصرية بحرفيتها المعقدة التي تشكل عدّة تحديات فاعلة في الكوريغرافيا المبتكرة للوحة . 
تتخطى الاشكال الكوريغرافية كل ما هو متوقع تشكيلياً، حتّى في الاسلوب التكعيبي كما في لوحة "بابلو بيكاسو" التي تمثل اعادة تركيب الانسان وفق رؤيته خاصة لوحات الرقص، لكن تبقى التسميات التشكيلية غير مفيدة في كشف الغموض الحقيقي الناتج عن تساؤلات لا يمكن استكشافها ما لم تتكاتف الخطوط المنحنية، الدائري اللولبي، والمائل ..إلخ. لأنها تشي بالوعي التقني المتدفق من الايقاع اللوني الداخلي، المتأثر به الفنان أو المصمم المنبهر بالمساحة، والتقسيمات المدروسة بين الفراغات المؤدية الى خلق الحرية للتعبير عن الحركة، بما يتناسب مع الرقصة الموسيقية أو اللونية، وبمهارات حسابية دقيقة، لكل مفردة ضوئية أو لونية أو نقطة ينتج عنها انعكاسات بصرية تؤدي دورها الفعّال على قماشة اللوحة أو على المسرح أو حتى عبر العدسة الفوتوغرافية" كما في مسرحية "دون كيخوت" ولوحات الفنان العراقي "جبر علوان" ليحاكي الظل الحركة، ويبقى الضوء لعبة الابيض المخفي لجمع الطاقة البصرية وفق حركة الضوء، وبرشاقة للإبقاء على دهشة العين وقوة التشكل الكوريغرافي في التصميم التشكيلي وقدرته على خلق جماليات ايحائية وغير مباشرة، تؤسس لتأثيرات ترتكز على ابعاد المساحة وتطويرها. لتستقطب الحواس وتفتح فضاءات التخيل على مصاريعها، فتتكيف اللوحة تبعاً للتاويلات والاستنتاجات التي تحملها ريشة الفنان وفق الكوريغرافيا ومنهج الصياغة، لرسم الرقصات النابعة من المنطق الكوريغرافي الذي بات يشكل الحقائق الجمالية وقوانينها التي تعزز قيمة التناضح التشكيلي بين اللوحة والكوريغرافيا وسحر الرقص المشبع بفهم الحركة، وبتفاعل شديد تتناضح من خلاله الحركة والألوان والضوء والظل والخط والشكل. لتتشكل بنية اللوحة من الكوريغرافيا وتضافرها البصري في خلق مضامين تشكيلية تتفرع عنها المفاهيم الفنية الأخرى. 
تتخطى الكوريغرافيا أبعاد المادة اللونية في اللوحة التشكيلية وتعبر مجال الفن وجوانبه المتعددة كالوحدات الحركية الصغيرة ، ومنها الى أنماط التكوين التي تنطوي على اهمية المكان والزمان، والنقاط المتصلة والمنفصلة. اذ تستند الريشة الى الاحساس الكلّي بمجموع الشخوص، والتفكر بالمسافات الفاصلة عبر الحركة ونشأة تعدد الأشكال على الخامة. لإبراز الاصول الشكلية في تشكيل تتناغم معه الحركة البصرية، وبتخيلات لإيقاعات الالوان وتعدد اصواتها في تزامن تنصهر معه الرؤية التي تنقلنا الى مساحة اللوحة . هذا الفن الكوريغرافي في التشكيل هو المنهج المكاني والزماني الذي تتكرر فيه المفردة الايقاعية للحركة في الشكل البصري والمكمل للمنهج الفني بكوريغرافيته وتشكيله، وتطوره ويدعونا إلى التفكر في فضاء الحركة والنمط التكويني الراقص في اللوحة.

الخميس، 26 أكتوبر 2017

«بروفا» تنتفض وجعا على الواقع المعيش بإبداع ركحي

مجلة الفنون المسرحية

«بروفا» تنتفض وجعا على الواقع المعيش بإبداع ركحي

نجيبة صيودة - المحور 


استقطب العرض الشرفي الأول لمسرحية بروفا التي قدمتها جمعية «أس.أو.أس» الثقافية من باب الوادي بالتنسيق مع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي أكبر عدد من الجمهور الذواق المشجع لأولى خطوات نجوم المستقبل من هواة الخشبة الذين قدموا كل ما لديهم لترجمة الواقع المعيش محليا ودوليا.

بحضور السفير الفلسطيني بالجزائر ونخب من الوجوه الفنية والثقافية التي عجت بها قاعة مصطفى كاتب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي، عُرضت مسرحية «بروفا» لمخرجها حسين كناني سهرة أول أمس، لترسم باحترافية الكبار صورة للواقع المعيش على الصعيدين الوطني والمحلي في مجموعة من الصور المسرحية التي كونت عرضا تداخلت خلاله الأحداث في وصفها لواقع أثقل كواهل العباد عبر البسيطة، من خلال بعث رسائل سامية مفادها لا للعنف، لا للحقرة، ولا للإرهاب.
عبر ساعة من الزمن تقريبا، توقفت مسرحية «بروفا» عند مراحل مختلفة، وتمكن أعضاء جمعية «أس. أو. أس» من إبراز ما تعلموه من الدورة التكوينية التي استفادوا منها سابقا، ليبرزوا مواهبهم ومدى حبهم للمسرح في أول ظهور لهم على الركح أمام الجمهور المتفاعل مع ما قدموه.
يتحدث العرض المسرحي «بروفا» عن عدة قصص على شاكلة تركيب مسرحي مكون من عدة مشاهد تصور الواقع، حيت تتطرق إلى تعنيف المرأة من قبل الزوج الذي من المفروض أنه شريك حياتها، وتتطرق كذلك لقضايا الاغتصاب والانتقام، حيث تقوم شابة لأخذ ثأرها من الجنس الآخر بقتلهم، بعد هتك عرضها من قبل مجموعة من المنحرفين، وهو ما آلمها نفسيا ودفعها للانتقام في ظل محاولاتها المتكررة للهروب من واقع ذكوري مؤلم يحتكم لسلطة الرجل، كما تتطرق كذلك لقضايا الأديان والأطياف، استند خلالها المخرج لسينوغرافيا بسيطة توحي للعيان بغرفة لتغيير الملابس، أو كواليس مسرح أو ما شابه، كما استند إلى بعض الرقصات الكوريغرافية الموحية تارة بالفرح وتارة بالرفض، استعمل خلالها بعضا من الموسيقى العالمية المتحدثة عن الحب والسلم، كأغنية العالمي خالد «هذه الحياة»، ليبعث الكثير من الرسائل عبر مختلف القضايا التي أثقلت كاهل المجتمع العالمي، لتقول إنه حان الوقت للرفض وقول كلمة لا للظلم فعلا لا قولا.

حسين كناني: «العمل يدعو إلى وقف القتل والإرهاب»

عن العمل، قال المخرج حسين كناني في حديثه للمحور اليومي إنه ارتأى ترجمة جوانب عدة من الواقع العربي والعالمي الذي أثقله الكره والحرب خصوصا فيما تعايشه بعض الدول حاليا، لأن الثقافة والفن يوحدان ولا يفرقان، ساعيا من خلال عرضه نحو تغليب روح الأخوّة والإنسانية لرأب الصدع والإبقاء على وحدة الدم واللغة ومواجهة قوى الشر والإرهاب، جميعها تصب في صالح كل الوطن العربي. في سياق آخر، قال المتحدث إنه سعيد بما حققه الشبان المشاركون في العمل المسرحي الذي نتج عن تكوينهم لمدة شهرين في إحدى الورش التكوينية، وهو ما يعد إنجازا في نظره، لأنه يحاول إيصال رسالة سامية مفادها «أوقفوا هذا القتل نحن نريد أن نعيش.»

ناصر مغنين: «العمل ينجح بفضل جهود المسرح الوطني»

من جهته، قال ناصر مغنين رئيس جمعية «s .o.s» إن هذه المبادرة التي تقوم بها جمعيته الجوارية المستقطبة لأطفال باب الوادي وشبانها في إطار نشاطاتها المتعددة القائمة على تدعيم أطفال المدارس قصد مساعدتهم على اكتشاف مواهبهم من خلال برنامج مكثف ومتنوع بين الرسم، الموسيقى والمسرح، تفتح أبوابها للمشاركة والعمل المشترك الذي يجمعها في عرض مع المسرح الوطني الذي يشجع -حسب المتحدث- ولا يتوانى عن فتح أبوابه أمام مختلف المواهب التي تستحق الدعم. في سياق آخر، قال المتحدث إن «بروفا» سمحت لشبان وأطفال الجمعية بالوقوف لأول مرة على ركح بشطارزي بفضل حرص مدير المسرح محمد يحياوي على الاهتمام ودعم مواهب الذين استفادوا من دورة تكوينية جمعتهم بالمخرج قبل شهرين عن ترجمة العمل ركحيا.

جمال قرمي: «بروفا مشروع لصقل المواهب ركحيا»

في سياق متصل، قال المخرج جمال قرمي عضو الإدارة الفنية للمسرح الوطني إن مشروع «بروفا» يدخل في إطار مسرح الشباب تحت تسيير المسرح الجزائري الذي لم يتوان عن فتح أبوابه أمام الشباب، بهدف إبراز مواهب شابة محبة للمسرح وتتقنه كذلك، لتكوينها وتقريبها من الجمهور وتقريب الجمهور كذلك من المسرح، حيث شارك في العمل شبان من جمعية «أس أو أس» بعد أن أطرهم المخرج السوري حسين كناني الذي أدخلهم في ورشة تكوينية لصقل مواهبهم أكاديميا.



مركز الثقافة والفنون يختتم دورة حول الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي

مجلة الفنون المسرحية


مركز الثقافة والفنون يختتم دورة حول الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي


 اختتمت في المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين، دورة تدريبية حول "الكتابة الابداعية وتقينات المسرح التفاعلي".

وتاتي الدورة التدريبية التي شارك فيها 20 شاباً وشابة من الاردنيين والسوريين تتراوح اعمارهم ما بين 18 – 30 عاماً وباشراف مختصين من الفريق الوطني للمسرح التفاعلي، ضمن مشروع المواطنة الفاعلة والفنون " أرتيفيزم"، والذي ينفذه المركز الوطني للثقافة والفنون في مؤسسة الملك الحسين بالشراكة مع المجلس الثقافي البريطاني.

ويهدف المشروع الى رفع مستوى الوعي حول التماسك الإجتماعي، الذي يترجم من خلال الإحترام وتقبل الآخر وتعزيز المواطنة الصالحة من خلال استخدام الفنون الادائية بأنواهها.علما ان المشروع انطلق في شهر تشرين الأول من هذا العام وسوف يستمر لغاية آذار 2017.

وشمل التدريب 40 ساعة مكثفة تناولت مهارات الكتابة الابداعية وتقنيات المسرح التفاعلي، بما في ذلك الارتجال ولعب الادوار والصوت والالقاء مكنت المشاركين من كتابة 20 مونولوجا سيتم طباعتها في كتيب وتعميمه على المراكز الثقافية والجهات المعنية. علما انه ستعقد ورشة تدريبية ثانية في 14 و 15 كانون الاول ليتم انتقاء المونولوجات والقاؤها بأسلوب فني امام الجمهور.

وسيقدم المشاركون عرضا مسرحيا لمخرجات ورشتهم في المركز الوطني للثقافة والفنون يوم 19 كانون الاول القادم، وعرض اخر في مدينة اربد في مركز الاميرة بسمة للتنمية البشرية في العشرين من الشهر الجاري وعرضا ثالثا في المجلس الثقافي البريطاني في شهر تشرين الاول القادم .

من الجدير بالذكر أن المجلس الثقافي البريطاني هو منظمة المملكة المتحدة الدولية للفرص التعليمية والعلاقات الثقافية,وفق بترا.

ويعمل المجلس في أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم لبناء الثقة والمشاركة للمملكة المتحدة من خلال تبادل المعارف والأفكار بين الناس، كما يعمل في مجال الفنون والتعليم واللغة الانجليزية والعلوم والرياضة، وتمكن العام الماضي من العمل وجها لوجه مع4،18 مليون شخص والوصول الى 652 مليون آخر، ويعتبر المجلس الثقافي البريطاني منظمة غير سياسية.

----------------------------------------------
المصدر : المدينة نيوز

الأربعاء، 25 أكتوبر 2017

اختتام فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإبداع الطفولي.. غداً

مجلة الفنون المسرحية

اختتام فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الإبداع الطفولي.. غداً


تختتم مساء الغد فعاليات مهرجان الإبداع الطفولي الذي انطلق في السادس عشر من الشهر الجاري برعاية وزير الثقافة نبيه شقم وبتنظيم من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين ومؤسسة عبد الحميد شومان ووزارة التربية والتعليم، وبدعم من مؤسسات خاصة.
تنوعت فعاليات المهرجان بين العروض المسرحية والحفلات الغنائية والفنون التشكيلية، بمشاركة عدد كبير من أطفال المدارس الخاصة والحكومية في المملكة، وعدد من الفرق المحلية المتخصصة بالفنون الموجهة للأطفال والفتيان.
أعقب كل مسرحية تعرض خلال المهرجان ندوة تقييمية وقراءة نقدية يديرها مدير المهرجان الفنان حكيم حرب بحضور مخرج العمل، حيث قدم عضو اللجنة الثقافية للمهرجان الزميل خالد سامح قراءة في مسرحيتي «الحب يهزم الحرب» للمخرج إدريس الجراح وإشراف هويدا التعاني ومن إنتاج المدارس الأردنية الدولية التي شارك عدد كبير من طلابها في أداء العمل، ومسرحية «رحلة طرطوش» وهي من إنتاج مركز هيا الثقافي وإخراج دينا أبو حمدان.
وقال الزميل سامح حول مسرحية «الحب يهزم الحرب» إنها عمل فني متكامل رفيع المستوى يهدف لتوعية الأجيال الجديدة من مخاطر الحروب وآفاتها العديدة، مشيدا بمستوى الحوار واللغة التي تضمنها العمل، والذي اشتمل أيضا على أغان ورقصات ورؤية سنوغرافية مميزة.
وأوضح الزميل سامح مرتكزات العمل الفكرية والجمالية، منوها بلجوء المخرج إلى أسلوب «كسر الايهام « الذي ابتدعه المسرحي الألماني بريخت ويهدف إلى الحؤول دون توهم المتلقي بأن ما يحدث على المسرح حقيقة بل تمثيل وأداء فني يناقش قضايا واقعية على الجمهور المشاركة في مناقشتها، كما ثمن أداء الممثلين المميز ومجهود المخرج الكبير في تدريبهم.
مخرج العمل إدريس الجراح أشار إلى أن مسرح الطفل منفتح على مزيد من التجريب محذرا من الاستخفاف بالقدرات الإدراكية للطفل وتقديم أعمال مباشرة وبسيطة بصورة مبالغ فيها، وقال إنه يفضل الأعمال المسرحية التي تحرض الطفل على التفكير وتقوم على تقنيات جمالية منوعة.
وفي ندوة أخرى ناقش الزميل خالد سامح مسرحية « رحلة طرطوش» التي تم الإعداد لها بالتعاون مع خبرات عالمية مثل خبراء الدمى من المملكة المتحدة ومصممين محترفين لسينوغرافيا المسرحية من مسرح أوم في الدنمارك، وبتقديم فريق مسرح مركز هيا الثقافي.
وتم إطلاق الشخصية المسرحية «طرطوش» العام 2009 كجزء من الحملة التوعوية لترشيد استهلاك المياه التي عقدها مركز هيا الثقافي، ولقد لاقت هذه الشخصية محبة كبيرة من الأطفال، ونتيجة لهذا النجاح قرر مركز هيا الثقافي العام 2014 إعادة كتابة أحداث القصة وإدخال سينوغرافيا مميزة وتصميم الدمى من جديد ليتم إعادة إطلاقها في العام 2016.
ونوه الزميل سامح بالأسلوب المختلف والجديد في استخدام الدمى لإيصال رسالة المسرحية المتمثلة بتوعية الأطفال بضرورة المحافظة على البيئة والمياه بصورة خاصة كعنصر أساسي في حياتنا.
وحضر ندوتي الزميل سامح عدد من المخرجين والنقاد والأطفال وذويهم، إضافة إلى بعض الممثلين المشاركين في أداء المسرحيات.


المصدر : الدستور

«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور

مجلة الفنون المسرحية

«ريا وسكينة»... تختتم مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ..المسرحية حظيت بإشادة النقاد والجمهور


حمود العنزي - الرأي 


أسدل الستار، على عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي من على خشبة مسرح الدسمة، حيث كانت مسرحية «ريا وسكينة» لفرقة مسرح الشباب آخر عروض المهرجان.

المسرحية من تأليف وإخراج أحمد العوضي، وتمثيل كل من علي الحسيني، سما العجمي، نوف السلطان، خالد السيجاري وحسين الحداد، إضافة إلى جمع من الفنانين الشباب.

تدور أحداث المسرحية حول أشهر قاتلتين في التاريخ المصري، وهما «ريا وسكينة». وبالرغم من تناول هذه القصة في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والمسرحية، فضلاً عن الروايات الأدبية، لاسيما رواية الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، إلا أن المخرج العوضي كانت لديه رؤيته الخاصة، حيث أضاف لهذه القصة الحقيقية التي تداولتها الأجيال بعض الأسماء والشخصيات من باب التغيير الدرامي، والخروج عن المألوف الفني، على غرار شخصية يوسف «ابن ريا»، وهو لم يكن موجوداً في القصة الأساسية، لكنه كان حاضراً من خلال هذا العرض، بل ويمثل عنصر الخير الذي يعاني من زمن غادر، وهو غير راضٍ على ما تقوم به أسرته من جرائم بحق ضحاياها.

ومن الأشياء التي عمل على تغييرها العوضي أيضاً، مشاركة ضابط الشرطة في القتل إلى جانب «ريا وسكينة»، مقابل مبلغ مادي، غير أنه ومع كل التغييرات التي أجراها فإن المؤلف لم يهمل القصة الأساسية.

وكما عرفنا سابقاً، فقد كابدت كل من الشقيقتين القادمتين من صعيد مصر «ريا وسكينة» الفقر والبؤس وشظف العيش في بداية حياتهما، حتى أصبحتا منبوذتين من المجتمع المصري وقتذاك، ولم تحظيا بالعطف أو المحبة من الناس قط، لذلك فكرتا بالانتقام منهم على طريقتهما الخاصة، عبر استدراج ضحاياهما من النساء الثريات بحجة قراءة الفنجان وفك السحر، قبل الانقضاض عليهن ومن ثم قتلهن بطريقة وحشية.

العرض بمجمله كان رائعاً أداءً ومضموناً، كما أن الإضاءة والموسيقى والأزياء جاءت مكملة للعرض، وعبرت جميعها عن الكيان الداخلي للشخصيات، ويُحسب للمخرج أحمد العوضي أنه اكتفى بديكور واحد فقط لمنزل ريا وسكينة ولمركز الشرطة وللشارع، وأماكن أخرى ضمن الأحداث. ويمكننا القول بشكل عام إن المؤلف والمخرج أحمد العوضي استطاع أن يوصل الفكرة ببساطة ومن دون تعقيدات.

أعقبت العرض ندوة تطبيقية، أدارها الدكتور حسن الرشيد، وعقب عليها الدكتور جمال ياقوت.

بعد الترحيب بضيوفه، قال الرشيد: «إننا ومنذ زمن بعيد أسلمنا القيادة للكويت في مجالات الفنون المختلفة، وأنا سعيد بأن يحتضن هذا البلد الطيب هذه الفعاليات، التي أتاحت الفرصة للشباب للتعبير عما يجيش في صدورهم».

بدوره، عقب الدكتور جمال ياقوت على العرض فقال: «اعتبرت بصراحة أن اختياري للتعقيب على هذا العرض بمثابة الفخ بالنسبة إليّ، لكن المخرج أحمد العوضي سهّل عليّ الأمر، حينما قدم عرضاً يتسم بالبنيان، ونجح في تقديم بنية درامية خاصة به، تتمحور حول قضية المهمشين والذين هم بلا هوية»، مكملاً: «أعجبتني فكرة الانضباط، وأبهرني تزامن الفعل المسرحي، الحركة، الموسيقى، الإضاءة والتنقل من لحظة درامية إلى أخرى وكانت حلول المخرج البسيطة والجميلة لافتة، الإضاءة أيضاً كانت مدهشة، بل بمثابة درس في كيفية تزامن التنفيذ مع التصميم».

أما مداخلات الحضور، فقد كانت مشجعة وأثنت على ما قدمته الفرقة، والمشاركون في المداخلات هم الزميل عبدالمحسن الشمري والدكتور أيمن الخشاب والكاتبة تغريد الداود والفنان والمخرج محمد الحملي والدكتور جبار صبري والناقد محمد عبدالرسول.

فيتنام تكرم فرقة مسرح العرائس المائية في مصر

مجلة الفنون المسرحية

 فيتنام تكرم فرقة مسرح العرائس المائية في مصر 

مصر العربية :

شهد مسرح القاهرة للعرائس، حفل تكريم لأعضاء فرقة مسرح العرائس المائية والمسرح القومي للطفل من قبل السفارة الفيتنامية بالقاهرة، يوم الثلاثاء الساعة السابعة والنصف مساءً.

وقالت السفارة الفيتنامية، إن حفل التكريم نتيجة للدور الفعال الذي لعبه المسرح وكذلك البرامج التي قدمها أعضاء المسرحين، في توطيد العلاقات بين البلدين.

والحفل من إخراج المهندسة مي مهاب، بالتعاون مع مدير مسرح القاهرة للعرائس الفنان محمد نور ومدير المسرح القومي للطفل الفنان حسن يوسف.

ويعتبر المسرح المائي أقدم أشكال المسرح في العالم ، ويتم تقديمه للأطفال عبر تحريك العرائس من تحت الماء بواسطة أفرع الخيزران، وهو يتطلب مهارات خاصة وقدرًا كبيرًا من اللياقة البدنية.

وترجع تلك الفكرة للمهندسة مي مهاب، والتي تقدمت بمشروع لإقامة مسرح للعرائس المائية لأول مرة في مصر والشرق الأوسط لتكون مصر ثالث دولة في العالم تقدم مثل ذلك الفن بعد فيتنام - صاحبة هذا الفلكلور الفني- تلتها فرنسا في تعلمه.

وظل هذا الفن سراً من أسرار فيتنام وترفض إطلاع أي أحد عليه إلا أن وزارة الخارجية الفيتنامية قررت مؤخراً نقل هذا الفن للعالم.

وأصبحت مصر أول دولة فى الشرق الأوسط تنفذ مشروع العرائس المائية، الذي يعود إلى عام 2014، حيث أطلقت المرحلة الأولى بعد موافقة رئيس قطاع الإنتاج الثقافي على المشروع الذي تقدمت به الفنانة مي مهاب المشرفة على المشروع.

وتضمن تنفيذ مجموعة ورش لتعليم فن صناعة العرائس المائية من خلال الاستعانة وقتها باثنين من الخبراء الفيتناميين هما "بانج" أهم ناحت عرائس مائية في فيتنام، و "لوي" وهو فنان فيتنامي مشهور ومتخصص في هذا النوع من المسرح، لتدريب مجموعة من الفنانين على نحت وتلوين العرائس كمرحلة أولى في هذا المشروع، باستضافة من  المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي بالزمالك.

و هدفت المرحلة الثانية إلى إنتاج عرض كامل بالعرائس المائية من إنتاج مسرح القاهرة للعرائس التابع للبيت الفني للمسرح.

وفي مايو الماضي 2016 وقع الاختيار على "إيزيس وأوزوريس" من قلب الأساطير الفرعونية؛ ليكون أول عرض فني تجسده العرائس المائية، في الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويبدأ العرض المائي، بظهور مركب فرعونية تحمل بداخلها إيزيس، التي  تلقي بحبيبها أوزوريس، ويعيشا معًا حياة سعيدة، لكن سرعان ما تنتهي بقتله على يد أخيه ست.

ويقوم ست بتقطيع جسد أوزوريس إلى 42 قطعة، ويلقي بكل منها في مكان بعيد؛ لتبدأ بعدها رحلة إيزيس في البحث عنه وتجميع أشلائه.

ويتحول حمام سباحة إلى مسرح مكتمل الأركان، الإضاءة تلقي بظلالها على المياة، فتارة تكون حمراء في أوقات الصراع والذروة بين أوزوريس وست وأحيانًا تصبح زرقاء بلون النيل الذي تدور فيه رحلة بحث ايزيس عن زوجها.

و في الخلفية وضعت قطعة من الديكور التي بنيت على الطراز الفرعوني؛ لتشير للفضاء الزمني والمكاني للأحداث، كما لعبت وظيفة أخرى وهي إخفاء محركي الدمى عن الجمهور.

وتخلل العرض بعض الموسيقى والأغاني فضلًا عن خيال الظل الذي ظهر على فترات متباعدة من العرض، والذي يتميز به مسرح العرائس بكافة أنواعه.

و" إزيزيس وأوزوريس" من إخراج مي مهاب، ويشارك فيه دينا ماجد، سالي جمال، ضحا بهجت، منه مهاب، علا علي، لمياء حميدو، مي كمال، عبد الحميد حسني، إسلام جلال، محمد حسني، كريم محمد، محمد كمال، محمد علي حسن، أحمد عبد السلام.

لينا التل تشارك في احتفالات جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017

مجلة الفنون المسرحية

لينا التل تشارك في احتفالات جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017


بترا : 

 شاركت المديرة العامة للمركز الوطني للثقافة والفنون التابعة لمؤسسة الملك الحسين لينا التل، في فعاليات جائزة جيلدر الدولية للمسرح لعام 2017 الذس يختتم اعماله في نيويورك غد الثلاثاء .
وتم ترشيح التل الى جانب 19 امرأة من جميع أنحاء العالم للجائزة التي تنظمها منظمة النساء المحترفات في المسرح ومقرها في نيويورك اعترافاً بإنجازات النساء المتميزات في العمل المسرحي على المستوى العالمي واللواتي اثبتن أن المسرح يتخطى كل الحدود.
وتم اختيار المرشحات النهائيات الست ومن بينهم التل (من بين 20 مرشحة) من قبل لجنة التحكيم الدولية بناءً على عملية تقييم مستفيضة لكل منهن بناءً على عدة معايير منها :التميز الفني وخصوصاً في مجال أساليب التعبير المسرحي المبتكرة.وحصولهن على اعتراف وتقدير لأعمالهن من دولهن ومن الخارج. وأثبتن التزاماً في دعم قضايا المرأة من خلال المسرح. ولديهن تجربة فنية وتربوية قادرة على الهام وتعليم الآخرين.

وكانت التل قد القت كلمة في الاحتفال الرئيس لأعمال الجائزة يوم  الجمعة الماضي  في مسرح نيويورك قدمت خلالها لبرامج وفعاليات وانجازات المركز الوطني للثقافة والفنون وتميزه على مستوى الاقليم لنهجه والسمعة الرفيعة العالمية التي حققها خلال السنوات الاخيرة .

«نساء بلا غد».. الأفضل فى مهرجان المسرح النسوى

مجلة الفنون المسرحية

«نساء بلا غد».. الأفضل فى مهرجان المسرح النسوى

هند سامي - الشروق  


اختتم مهرجان المسرح النسوى دورته الأولى،  التى أقيمت بمسرح على فهمى بالمعهد العالى للفنون المسرحية، تحت إشراف نقيب المهن التمثيلية أشرف ذكى.

وفاز «نساء بلا غد» بالمركز الأول كأفضل عرض مسرحى، وحل «أنا كارمن» بالمركز الثانى، فيما جاء «طالب الوظيفة» بالمركز الثالث، و«التخلص من البقعة» فى المركز الرابع، «حريم فى جزيرة الماعز» بالمركز الخامس، «حريم النار» بالمركز الأخير.

فيما ذهبت شهادات التميز فى تصميم الديكور لمصطفى التهامى عن عرض «التخلص من البقعة»، وفى التمثيل نادر الجوهرى عن عرض «طالب وظيفة»، وكريم محمود عن عرض «جريمة فى جزيرة الماعز»، وفى التأليف الموسيقى منى منسى عن عرض «حريم النار»، وعن مشاركتها طلبة المعهد الفنانة لبنى ونس عن عرض «حريم النار».

ومنحت الدكتورة أحلام يونس، رئيسة أكاديمية الفنون، شهادات تكريم لأعضاء لجنة تنظيم الدورة الأولى من المهرجان النسوى للمسرح، وقدمت مجموعة من شهادات التقدير للمشاركين فى معرض الفنون التشكيلية المقام على هامش المهرجان، وهن نادية طرابيق، نادرين عماد، سارة جمال، وكذلك شهادات تكريم إلى المشاركين فى حفل الافتتاح وهم: دنيا سامى، نسمة بهى، محمد جمال، نغم صالح، كريم نيازى، ومخرج الحفل أسامة فوزى.

كما تم تكريم اسم النجمة الراحلة سناء جميل، ومن النجوم الشابة تم تكريم الممثلة الشابة نوال محمد العدل، وأهدت الدرع لوالدها، والكاتبة فتحية العسال.

من جانبها أعلنت الفنانة سوسن بدر، عضوة لجنة التحكيم، توصيات اللجنة، وقالت: إنها تمثلت فى استمرار المهرجان فى دورات قادمة مع تطويره على أمل تحول المهرجان إلى مهرجان عربى ومن ثم دولى، وضرورة الاهتمام باللغة العربية وكذلك الاهتمام بدراسة اللهجات المختلفة لما له من تأثير على العروض المسرحية وأداء الممثلين، وضرورة توعية الجمهور بفنون الفرجة.

وتابعت سوسن بدر: «بجانب ضرورة توعية الجمهور بفنون المشاهدة حتى لا يؤثر على أداء الممثل».

حضر حفل الختام أشرف ذكى، نقيب الممثلين، ومايا نصرى، رئيسة المجلس القومى للمرأة.

وقال الفنان حسن يوسف، الذى شارك فى منح الجوائز للفائزين: إنه لا يجب أن تنتهى رحلة الممثلين المشاركين فى المهرجان بتكريمهم اليوم بل يجب إعطائهم أدوارًا مناسبة لأنهم مواهب حقيقة، وهو ما دفع المنتج ريمون مقار، لإعلانه أنه سيأخذ اثنين من الممثلين الموهوبين المشاركين فى المهرجان للتمثيل فى الجزء التانى من مسلسل «الأب الروحى» وهما نهال الرامى وسماء إبراهيم.

كركلا.. مجنون بالإبداع ولغة الجسد

مجلة الفنون المسرحية


كركلا.. مجنون بالإبداع ولغة الجسد


حمزة عليان - القبس


أهمية «كركلا» تأتي من كونه من أهم الفرق المسرحية العالمية التي تتعاطى لغة الجسد، مثل فرقتي البولشوي (الروسية) وبيجار (الفرنسية). واختياره {وجهاً في الأحداث} لأنه، وللمرة الأولى، سيقدم عرض «إبحار في الزمن على طريق الحرير» على مسرح مركز جابر الأحمد الثقافي.

■ رغم عالمية فرقة عبدالحليم كركلا ورؤيته للفن من منظور الجسد ورسالته في أن يتعرف العالم على ثقافة أهل الشرق (من منطلق أننا نسير معكم ولسنا خلفكم)، فإنه ما زال يحرص على أن يصطحب معه «كنزين» حيث يحط رحاله: «الربعة» (أي الخيمة ذات الــ12 عموداً)، و«العباءة» (بما ترمز إليه من قيم الولاء).
■ عندما يقف عبدالحليم كركلا على المسرح ويرمي على الضيف «عباءته»، فهذا تقليد سار عليه، ويعني به عباءة الولاء للضيف وللشرف العربي والضيافة، فقد أمضى حياته بحثاً عن القيم الإنسانية ذات الأبعاد الجمالية لإحياء مسرح عربي معاصر.
■ هذا الرجل «مجنون بالإبداع» وصف أطلقه عليه أحد معاصريه، فلا خليفة له؛ يسبق الآخرين برؤيته، وعلى المسرح يطير بثلاثة أجنحة: نجله (ايفان)، وابنته (أليسار)، وشقيقه عميد الفرقة (عمر).
■ دخل في منافسة الكبار عبر استخدام التكنولوجيا البصرية وما يعرف بــ«الكوريغرافيا»، إيفان، أدخل الحداثة إلى المسرح وطور في العمل، استعان بالمنهج المعتمد في الغرب، فالعمل عنده لا يقتصر على مهارة الراقصين وعظمة اللحن انما هو مجموعة متكاملة، تبدأ من المسمار إلى الاضاءة باعتبارها جزءاً أساسياً من لعبة المسرح، حيث يقضي قبل وقوفه امام الجمهور مدة ستة أشهر ليرسم كل شيء على الكمبيوتر، أما «أليسار» فتتولى مهمة تدريب الراقصين وبتوجيهات «الاستاذ» في حين ان عمر، وهو الأخ الأكبر لعبدالحليم «عميد الفرقة» يبقى الراقص الأساسي على المسرح وصاحب الباع الطويل في العلاقات الاجتماعية.
■ يرى الجسد بحركته، يقضي 3 سنوات يرسم عمله بعقله. يتدخل مع الملحنين بكل نوتة، هو من يطلب ادخال النوتة مع حركة هذا الجسد أو ذاك يكتب النوتات الموسيقية، يرسم الثياب التي يختارها وشكل الأزرار والألوان ونوعية القماش… قبل أن يخرج العمل إلى العلن.
■ كانت القاعدة ان كل من ظهر على مسرح الرحابنة يوظف كديكور للفنانة الكبيرة فيروز، فعندما تذهب لمشاهدة اي مسرحية للكبار، أمثال صباح او فيروز، لا ترى غيرهما المغني بالصف الاول والراقص في آخر المسرح، غير مرئي باستثناء اصوات الحركة التي يؤديها. جاء عبدالحليم كركلا وقلب الصورة والمشهد معاً، اخذ على عاتقه تغيير هذا المفهوم، وصار في كل مسرحياته الجسد وحركاته في المقدمة.
■ أعطى عبدالحليم كركلا اهمية للبعد العربي، وعينه على منافسة المسرح العالمي، فقد نجح بتعريف الغرب على الثقافة الشرقية، حمل التراث العربي والجسد العربي وتكلم بلغة لندن ونيويورك وسيدني.
■ صارت فرقته التي تحمل اسمه، مقرونة بثقافة الجسد العربي Oriental dance اي انه وضع مسرح كركلا في مصاف الفرق الاولى التي تتكلم تلك اللغة، اراد ان يوصل إلى العالم انه باستطاعتنا ان ننافسه بالثقافة التي نمتلكها، ثقافة اهل الشرق، فهنا جسد يتحرك على انواع الموسيقى.
■ أمين على تراث الرحابنة، فقد عمل معهم في الستينات، وبعد وفاة عاصي بقي محافظاً على صلته بهم ومشاركته في رقصاتهم، ولغاية اليوم يبدي حرصاً شديداً على إشراك هدى وجوزيف عازار وايلي شويري بأعماله الاستعراضية، لكنه طور هذا المسرح الذي نشأ فيه وبدل الكثير من مفاهيمه وأدواته.
■ في مسرحه خصوصية عبدالحليم كركلا… اينما يذهب ينقل الديكور الخاص به، تقوم الفرقة بتغيير الثياب التي ترتديها بواقع خمس الى سبع مرات اثناء العرض، يذهب بنفسه الى الجزائر والهند وافغانستان ليختار القماش الذي يناسبه، لديه بصمة اصبع كما يقال، يعرف نوع القماش، وعيناه على كيفية ترتيب الالوان وتجانسها.. وفي احد اعماله ألبس سيمون عبيد عباءة وزنها 20 كيلوغراما، وكانت حدثاً متفرداً!

السيرة الذاتية
● عبدالحليم كركلا.
● مؤسس مسرح وفرقة كركلا.
● مواليد «بعلبك» – لبنان، عمره فوق الـ85 سنة.
● بدأ حياته أستاذ رياضة بدنية بعد تخرجه من دار المعلمين في بيروت، ونال بطولة لبنان في لعبة الزانة (القفز فوق حاجز مرتفع بواسطة العصا) كما نال بطولات في سباق الـ100 و400 متر وفي القفز العالي.
● درس علوم المسرح الراقص وتاريخه في لندن وباريس بين عامي 1962 و1966 وتابع دراسة علم الفولكلور العالمي في فرنسا.
● عام 1968 أسس فرقة كركلا اللبنانية وضمت في بداياتها 14 عضواً لتصبح اليوم 150 راقصاً وراقصة.
● مسرحية «اليوم بكرا ومبارح» كانت أولى أعماله الفنية عام 1972، ووصلت الى أكثر من 20 عملاً فنياً خاصاً به.
● متزوج ولديه إيفان وأليسار.
● نال وفرقته عدة أوسمة ونياشين من ملوك ورؤساء عرب، ومن مؤسسات ثقافية عالمية.

كيف يقضي يومه
مازال يمارس الرياضة اليومية، مشي وركض لمدة 3 ساعات، يتناول وجبته الرئيسية من الجوز واللوز والبندق والفستق النيء والمشمش المجفف والشاي البعلبكي بدون سكر، ثم يكمل يومه بالذهاب الى مسرحه لتدريب الفرقة على الرقص واعمال اخرى.

مصممة الرقصات
أليسار كركلا، تعمل على تصميم الرقصات، حائزة شهادة الماجستير في الفن المسرحي الراقص من جامعة كاليفورنيا، أسست فرقتها الراقصة الحديثة للتدريب.

الانطلاقة والتأسيس
جمع تراث بادية الشام وبعلبك، حيث مسقط رأسه، وخروجه الى الدنيا وسط تلك الهياكل العظيمة وفي بيئة شاعرية استمدها من والده الذي كان شاعراً شعبياً، لينشئ فرقة تتألف من مجموعة اشخاص بأواخر الخمسينيات، ثم يؤسس مسرح كركلا ويعمل على تطوير الدبكة اللبنانية الى جسد يتكلم لغة عالمية.

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017

ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح)؟

مجلة الفنون المسرحية

ما المقصود بمصطلح (ميتا مسرح)؟

سامي عبد الحميد - المدى 



في الآونة الأخيرة أدعى أحد المسرحيين العراقيين الشباب بأنه يبتدع (الميتا مسرح) وراح يبشر به، وعند تفحصنا لعروضه المسرحية، وجدنا انتماءها إلى ما يسمّى (مسرح الجسد) أو (الرقص الدرامي) فلماذا إذن أدعى هذا المسرح المجتهد والمجدد ذلك الادعاء؟ ذلك هو الذي دفعني إلى أن أرجع إلى مرجع موثوق ليعرفني معنى (ميتا ثياتر). 
الميتا ثياتر – هو الدراما أو العرض المسرحي الذي يعكس ذات الممثل ومنزلته كفنان في المجتمع. وتتمثل تلك الانعكاسية أما بنص المؤلف المسرحي عندئذ نسميها (ميتا دراما) أو في الإنتاج المسرحي الذي يتولاه المخرج والمصمّم وفي كلتا الحالتين تظهر جماليات الذات وفقاً للشروط الفنية والميتا فيزيقية وفي اعمال تبتعد عن الواقعية، وأوضح مثال لها بدعة (المسرح داخل المسرح) كما في مسرحية (هاملت) لشكسبير، عندما يستدعي الأمير هاملت فرقة مسرحية لتقدم تمثيلية أمام عمه وامه تتناول حدثاً يشابه حدث اغتيال أبيه. ومثل ذلك التوجه يقترب مما يسمّى (التمسرح) أي تقديم صورة مسرحية للواقع ، صورة متخيلة وليست شريحة من الواقع. وكانت التمثيلية المقدّمة في مسرحية (هاملت) تعبيراً عن ذات الأمير نفسه. وهذا بالضبط ما تعنيه كلمة (تمسرح) وقد سار المسرح الأغريقي القديم الاتجاه نفسه، وما من شك في أن شكسبير قد اهتم بالتسطيح المظهري، ويظهر ذلك في مسرحيته (العاصفة) حيث يعلق (بروسبيرو) على انجذابه للسحر المسرحي. ولا عجب بأن تلك المسرحية فضّلها المخرجون المحدثون على غيرها ومنهم (سترهلر) الذي قام عام 1978 بصهر النص والإخراج باهتمامه بالصنعة الاخراجية والسينوغرافية. وكانت الشخصيات ذات الوعي الذاتي الدرامي واضحة في مسرحيات الدراميين الإسبان المحدثين، إذ قام البعض منهم بضمّ انشغالهم بالفن الباروكي وصنعته الى ثيمات لا ترتبط جمالياً بما هو تقليدي وكان (كالديرون) منهم، حيث كتب مسرحيته (الحياة حلم) عام 1929 وبذلك تم اعتباره المبشّر لنشر الميتا ثياتر في مسرح الحداثة.
في عصر علم النفس فإن الانشغال بآليات الذاتية يفترض صيغاً مختلفة، فالمدرسة الطبيعية تهتم بعروض آليات الايهام المسرحي، واستكشف (سترندبرغ) امكانية المسرح في عكس العمليات الذاتية في (مسرحية حلم) عام 1907 وفيها تنبع الحبكة والسينوغرافيا من اللا وعي للحالم / المؤلف في ثلاثيته المتكونة من (ست شخصيات تبحث عن مؤلف) و(لكل انسان طريقته) و(الليلة نرتجل) يبني (بيرانديلو) مكونات احداثه المسرحية وشخصياته بمقابل المؤلفين، والممثلين بمقابل الشخصيات، والممثلين بمقابل المتفرجين.
ما يربط (ميتا ثياتر) للقرن السادس عشر مع (ميتا ثياتر) أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، هو افتراضات النظام المتماسك للقيم الاجتماعية التي يمكن مقارنتها بالحقل المسرحي، وبكلمة أخرى فإن (التمسرح) كمصطلح مجازي، يستلزم أن تكون الحياة نفسها مثبتة على خشبة المسرح وبإطار محدد. وهذا يعني غياب مثل تلك المحددات الاجتماعية التي تمثل نماذج الميتاثياتر لما بعد الحرب العالمية الثانية، فإذا كانت المراوغة المجازية تكمن في لب اليأس اللامعقول، فإن الكشف عن الإمكانات التفسيرية هو لباقة انتاجاتها والتي يمكن رؤيتها في ميتا ثياتر كل من (يونسكو) و(جينيه) و(بيكيت) كان غموض المعنى قد تم تطبيقه في التجريب الشكلي للميتا ثياتر في مسرح ما بعد الحداثة لكل من المخرجين (ويلسون) و(فورمان) و(لوكوم) و(باوش) و(الوبيج) وكان النشاط الفردي في فن الاداء متخذاً جسد الكاتب المسرحي والممثل الموقع الكامل للتمسرح مفترضاً أن الميتا ثياتر قد حوّل موقعه كمجار، ليصبح اسلوباً تمثيلياً رئيسياً لا يتحدد بحدود النطاق المسرحي.
وإذا كان هذا المسرحي العراقي يريد من عروضه أن يعبّر عن ذاته ويكشف عن مركزه الفني الى جمهوره، عندئذٍ سيكون من جملة مبتدعي الميتا ثياتر.



الفن لغة للتعايش

مجلة الفنون المسرحية

الفن لغة للتعايش

أطلقت جمعية الأوركيد ببني ملال مشروعها الثقافي المسرحي "الفن لغة للتعايش" الذي فاق عدد طلبات الشباب الراغب في المشاركة والاستفادة من تكويناته 70 طلب مقارنة بالعدد المطلوب وهو 20 مستفيد(ة)، وهو ما يعكس ضعف المبادرات الفنية والثقافية المخصصة للشباب بالمدينة، وبعد عملية الانتقاء الأولي والاختبار الذي تم بدار الثقافة تم اختيار 30 من شباب وشابات المدينة سيتم دعمهم وتقوية قدراتهم الفنية في فنون الدراما من خلال مجموعة من الورشات التكوينية المسرحية من قبيل حصص في إعداد الممثل والارتجال ومسرح الشارع ولقاءات ونقاشات فنية ومسرحية تليها مجموعة من الحصص التدريبية،  وكنتاج لهذه الورشات سيقدم المشاركون عرضين مسرحيين بالفضاءات والساحات العمومية ومباريات في الارتجال داخل القاعة.
ويعد مشروع "الفن لغة للتعايش" المشروع السادس الذي تطلقه الجمعية لفائدة شباب وشابات المدينة وهو بتعاون مع دار الثقافة وقسم المسرح بمؤسسة الإبداع الأدبي والفني والمديرية الجهوية للشباب والرياضة بجهة بني ملال خنيفرة بشراكة مع جمعية الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة، ويندرج ضمن المشروع الكبير "تطرف لا شكرا" المنفذ من طرف المنظمة الإيطالية Progettomondomlal بشراكة مع منظمة   CEFA ومنظمة العفو الدولية بالمغرب وجمعية الإنطلاقة AIDECA والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال خنيفرة.
وقد قدم الشباب والشابات المشاركون  يوم 15 أكتوبر 2017 بقصبة عين أسردون عرضهم المسرحي الأول بعنوان "لقصر" في إطار تجربة ما يسمى بمسرح المواقع التي نقل من خلالها المشاركون والمشاركات قصص المدينة التاريخية والتراثية حول منبع وقصبة عين أسردون باعتبارهما موروثا تاريخيا وثقافيا يجسد هوية المدينة، وجزء يكرس قيم المواطنة والتسامح والتمسك بأرض الأجداد والآباء، وتميز العرض في مستواه السينوغرافي باستعمال ملابس وموسيقى وديكورات سافرت بمتتبعي العرض إلى أزمنة تاريخية قديمة، لها ارتباط بتاريخ القصبة، أما النص فقد تميز بلغته التي تجمع بين الأصالة – حوارات من الذاكرة المحلية  باللغتين العربية والأمازيغية – وكذلك السياق اللغوي المعاصر لمدينة بني ملال . وذلك في قالب درامي وجمالي شعاره التعايش والتسامح بأبعاده الوطنية والكونية.

لجنة التواصل-جمعية الأوركيد







وائل علي.. أن تصنع مسرحاً في زمن الحرب

مجلة الفنون المسرحية

وائل علي.. أن تصنع مسرحاً في زمن الحرب


باريس - العربي الجديد


"مشهد تكرر ثلاث مرات في مئة سنة"، هكذا يصف المخرج السوري وائل علي جزءاً من تفاصيل عرضه "عنوان مؤقت"، الذي ينطلق اليوم في مدينة ليون الفرنسية ويتواصل لثلاثة أيام في مهرجان "سونس آنتيردي" SENS INTERDIT، الذي يستقبل عروضاً من مختلف أنحاء العالم.
هذا المشهد وفقاً لما يقول علي في حديثه لـ"العربي الجديد" هو أن "يدخل رجل إلى البيت يجمع الحقائب مع زوجته، يأخذان الأولاد ويتركان البيت هاربين من الحرب إلى مدينة مجهولة أخرى". المشهد الذي يتحدث عنه المسرحي، تعرفه هذه المنطقة من العالم جيداً وقد تكرر في حروب مختلفة من فلسطين ولبنان والعراق وسورية وليبيا والجزائر...إلخ، حتى ليبدو وكأنه صورة مألوفة في ألبوم عائلي كبير.
يضيف علي "إن العرض يبدأ من حكاية عائلة مهاجرة على ثلاثة أجيال، بدأت هذه الهجرة عام 1917 حين هاجرت من أورفا إلى حلب، ثم عادت وهاجرت من حلب إلى بيروت ثم رحلت من بيروت عام 1976 أي مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية إلى السويد".
هذه القصة هي قصة عائلة المسرحية اللبنانية كريستيل خضر، الشريكة في كتابة النص والتمثيل، والتي استلهمت موضوع العمل حين عثرت على شريط "كاسيت" قديم فيه رسالة صوتية مسجلة من أقاربها الذي وصلوا إلى مدينة سويدية عام 1976 إلى أهلها في بيروت.وائل علي وكريستيل خضر في مقابلة عن العرض 

المخرج جمع حكاية عائلة خضر بحكاية فريق العمل، الذي أصبح شريكاً في الوقوف على الخشبة أيضاً، فمن المفارقة أن كل فرد في فريق المسرحية يعيش في بلد أو مدينة مختلفة، شتات الفريق هذا بين لبنان وفرنسا وألمانيا (خالد ياسين فنان الموسيقى والصوت، بيسان الشريف التي اشتغلت على السينوغرافيا، حسن البلخي مصمم الإضاءة، وطوني جعيتاني الفنان المسؤول عن الفيديو)، هذا الشتات جعل من مسرحية علي وخضر عملين يدوران على الخشبة في وقت واحد؛ الأول حكاية الهجرة في هذه المنطقة من العالم من خلال حكاية عائلة خضر، والثاني عرض عن مهنة المسرح وإنجاز عمل مسرحي في زمن الحرب، أسئلة عاشها المسرحيون دائماً لا سيما بعد الحربين العالميتين، ويعيشونها اليوم ويطرحها فريق "عنوان مؤقت" نفسه على الخشبة.
سبق وأن قدم علي مسرحية بعنوان "ما عم إتذكر" التي استمر عرضها عدة سنوات، كان آخرها مطلع هذا العام قبل أن ينهمك في العمل على "عنوان مؤقت". عن المشترك بين المسرحيتين يوضح علي: "يعتمد العرضان على الحكاية الواقعية وينشغل موضوع كل منهما بأسئلة الذاكرة"، ولكن العمل الجديد الحالي "يتطرق كما قلت إلى حكاية الفرد المهاجر وحكاية المسرحي المهاجر في زمن الحرب".
لا شك أن موضوع المسرح في الحرب يجر عدة أسئلة؛ بدءاً من الجمهور، فمن هو جمهور المخرج المسرحي المنفي أو اللاجئ أو المهاجر؟ وما هو موضوع المسرح في المنفى؟ ومن هو مموله؟ وما هي العقبات التي تقف في وجهه؟ وكيف يلتئم فريق عمل من بلاد عدة لإنجاز مسرحية؟
أما حول المشاركة في مهرجان "سونس آنتيردي"، فيقول علي إن المهرجان هو المكان الذي التقى فيه خضر قبل عامين، في أحد العروض التي قدمتها، وأنه مهرجان شريك في إنتاج العمل أيضاً، وأهميته تكمن في أنه يحقق هذه المصادفات المسرحية، وأنه يتيح مشاهدة عروض من تجارب وبلاد مختلفة.
بدورها تقول الممثلة والكاتبة المسرحية خضر في مقابلة مصوّرة معها حول المسرحية "السؤال هو ماذا يمكن أن يفعل المسرح اليوم؟ مع وجود كل حكاياتنا على خشبة المسرح، وانطلاقاً من السؤال لماذا نقوم بعمل مسرح اليوم؟ وما هي الحاجة والضرورة إلى العمل المسرحي".
وتضيف "ما لا نريده حقاً أن يفهم هذا العرض باعتباره عن لبنان وسورية انطلاقاً من تجربة البلدين في الحرب، إنه عرض عن: ماذا نفعل حين يكون كل شيء يسقط من خلفنا وينهار؟ وكيف نتعامل مع ذلك مسرحياً؟".

"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة

مجلة الفنون المسرحية

"نفَس عميق": تفاصيل يومية مفبركة
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption