أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 21 ديسمبر 2017

جيل إبداعي جديد يتربع على عرش المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

جيل إبداعي جديد يتربع على عرش المسرح العربي

   
عواد علي - العرب 

شكّل فوز عدد من المسرحيين الشبّان بجوائز أهم المهرجانات والمسابقات المسرحية العربية، في العام 2017، مؤشرا إيجابيا على أن جيلا مسرحيا جديدا بدأ يفرض حضوره الإبداعي على المشهد المسرحي العربي، بعد سنوات من تربع الأجيال السابقة عليه.يبدو أن ما حدث في أيام قرطاج المسرحية، ومهرجان المسرح العربي، والمهرجان القومي للمسرح المصري، والدورة العاشرة لمسابقة النص المسرحي الموجه للكبار، التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح دليل على أن خارطة المسرح العربي بدأت تتغيّر أخيرا لصالح جيل مسرحي جديد.

وقد حصد في المهرجان الأول مسرحيان (علي دعيم من العراق، ووفاء طبوبي من تونس) جائزة أفضل إخراج مناصفة، ونال مسرحيان من سوريا (نوار يوسف وسامر عمران) ومسرحيان من المغرب (آمال بن حدو، وسعيد الهراسي) جائزة أفضل تمثيل نسائي ورجالي مناصفة أيضا، وتقاسم أيضا شادي دويعر (من سوريا) والرزقي ملال (من الجزائر) جائزة أفضل نص مسرحي.

"المسرح بين التراث والمدينة" من أبرز الندوات الفكرية حول المسرح التي نظمها مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي

الكلمة للشباب

في الدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح في الجزائر ذهبت جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل إلى مخرجة مغربية عن عرضها “خريف”، وفاز بالجائزة الأولى لمسابقة النص المسرحي الموجه للكبار كاتب شاب من العراق عن نصه “النافذ”.

كما سجّل المسرح العربي في هذا العام حضورا لافتا للمرأة، إخراجا وتأليفا وتمثيلا، فإضافة إلى الأسماء النسائية التي مرّ ذكرها تألّقت التونسية جليلة بكار إلى جانب زوجها الفاضل الجعايبي في إبداع عرض “الخوف”، والمؤديات في العرض نفسه فاطمة بن سعيدان ولبنى مليكة ونسرين المولهي ومروى مناعي.

كما تألقت أيضا المخرجة المصرية شيرين حجازي في إخراج العرض المسرحي الراقص “يا سم”، الذي فاز بالجائزة الفضية لمهرجان المسرح الحر في الأردن، والممثلة التونسية هناء شعشوع التي توّجت بجائزة أفضل ممثلة في المهرجان نفسه، والممثلتان المغربيتان فريدة بوعزاوي وسليمة مومني في عرض “خريف”، والمخرجة الأردنية مجد القصص في عرضها “أوركسترا” الذي كتبت نصه الروائية سميحة خريس، وكذلك ممثلات العرض: نهى سمارة وبيسان كمال وسارة الحاج ودعاء العدوان وميس الزعبي.


دور النشر العربية أصدرت أكثر من 50 كتابا عن المسرح وآفاقه، مبرزة دور الرواد في تفعيل الشغف المسرحي لدى الجمهور

وتألّقت أيضا الممثلة الأردنية سوزان البنوي في عرض “شواهد ليل” للمخرج خليل نصيرات، والممثلتان المغربيتان جليلة التلمسي ورجاء خرماز في عرض “الخادمتان” لجواد الأسدي، والممثلتان العراقيتان سوسن شكري وبشرى إسماعيل في عرض “خيانة” لجبار جودي، والممثلات التونسيات الثلاث نادرة التومي ونادرة ساسي وفاتن الشوايبي في عرض “أرامل” لوفاء طبوبي، والممثلة العراقية آسيا كمال في عرض “وقت ضائع”، والممثلة الإماراتية ميرة في عرض “البوشية” لمرعي الحليان.

وشهد العام 2017 أكثر من 50 مهرجانا مسرحيا محليا وإقليميا وعربيا ودوليا، منها: الدورة الـ24 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، والدورة التاسعة لمهرجان المسرح العربي في الجزائر، والدورة الـ19 لأيام قرطاج المسرحية، ومهرجان المسرح العربي في صفاقس (تونس)، والدورة الـ13 لمهرجان طنجة (المغرب) الدولي للفنون المشهدية، والدورة الـ12 لمهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي والدورة الـ27 لأيام الشارقة المسرحية وغيرها.

ومن أبرز الندوات الفكرية حول المسرح التي نُظمت عام 2017، ندوة فكرية في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي بعنوان “المسرح بين التراث والمدينة”.


ندوات وإصدرات

تضمنت الندوة الفكرية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي ثلاثة محاور أساسية هي: المحور الأول “التراث هل هو خاص بالريف أم المدينة؟”، ناقش أفكارا تتمحور حول مفهوم التراث من خلال عدّة نقاط: المأثور والتراث، تفجير الأطر التقليدية، مجتمعات الإجماع ومجتمعات الصراع، ترييف المدينة، أما المحور الثاني فعني بـ”خطاب المسرح بين الغياب والحضور: البعد الفلسفي للمسرح”، وركّز على الخطاب في المسرح بين الغياب والحضور كمدخل للتعرض إلى مشاكل الهوية.

في حين تعرّض المحور الثالث لـ”أشكال المسرح المعاصر وقضية المعنى”، واهتم بأشكال المسرح المعاصر وتحوّلاته التي بدأت فى التبلور بداية من فاغنر وحتى يومنا هذا، عن طريق مناقشة تجاوز دور الكلمة في صياغة المعنى في المسرح المعاصر، والمسرح الجسدي والتحايل على الفرضيات الثقافية السائدة، والتعامل مع الجسد في نظريات الإخراج المعاصرة وتفكيك الفرضيات الثقافية السائدة في المسرح المعاصر.

عقد مهرجان أيام قرطاج المسرحية ندوة بعنوان “موقع النقد في الحياة المسرحية اليوم وغدا”، توزّعت على محاور: النقد المسرحي في جوهره وتحوّلاته من ناحية الموروث والمؤسسات والأدوات (الوسائط التقليدية والحديثة)، وصور التلاقي والتباعد بين النقـد الأكاديمي القائم على التحليل والتأليف والنقد الفني المتابع للأعمال المسرحية والمقوّم لها، والنقد المسرحي والحياة المسرحية، ومواصفات الناقد المسرحي المنشود (ما يتعلق بـمسألة المعرفة والتكوين)، وكيفية التعامل مع الأثر المسرحي وأصحابه.

وناقشت الندوة العلمية لمهرجان طنجة الدولي للفنون المشهدية ثيمة “الأشكال المسرحية المهاجرة”، وجاء اقتراح هذا الموضوع للنقاش انطلاقا من كون المسارح تُعدّ ملتقيات طرق لثقافات العالم المتعددة، ونقاط التقاء تلعب فيها الحركية والترجمة أدوارا هامة في تناسج ثقافات الفرجة وفي البيئة الثقافية؛ ذلك أن المسارح فضاءات بينية للاحتكاك الثقافي، تسهم في بروزها كل من الأمكنة التي تلتقي فيها الثقافات المهاجرة.

وخصص ملتقى الشارقة للمسرح العربي دورته الرابعة عشرة لموضوع “المسرح والرواية”، وقد أقيم على هامش الدورة الثانية لمهرجان المسرح الثنائي في دبا الحصن، وناقش مجموعة من المحاور حول جدلية العلاقة بين المسرح والرواية وتحوّلاتها عبر العصور، وتضمّن شهادات لعدد من المسرحيين والروائيين العرب.

وأصدرت دور النشر أكثر من 50 كتابا عن المسرح، منها: “الأعمال الكاملة للدكتور علي الراعي” حول المسرح، و”الموسوعة العالمية لأعلام المسرح” ج 1 لعلاء الجابر، و”الكتابة المسرحية العربية وأسئلة ما بعد الكولونيالية” لهشام بن الهاشمي، و”المسرح الشرطي: سر اللعبة المسرحية” لمؤيد حمزة، و”دروس في فن المسرح” لعبدالصاحب إبراهيم أميري، و”إضاءات في نظرية الدراما” لسافرة ناجي وحمد حماد، و”المسرح والصحراء” إعداد عصام أبوالقاسم وغيرها كثير.

وفي المقابل، غيّب الموت عام 2017 عددا من المخرجين والممثلين والكتّاب المسرحيين العرب، أبرزهم: بدري حسون فريد وفاضل خليل وناهدة الرماح (العراق)، واللبناني جلال خوري، والكويتي عبدالحسين عبدالرضا، ورجاء بن عمار وحاتم الغانمي (تونس)، والأردني نادر عمران وعبدالله شقرون ومحمد حسن الجندي (المغرب).

هذا وعانى المسرح العربي العام الحالي من جملة إشكاليات من أهمها أنه ظل المسرح العربي الجاد كما في السنوات السابقة، مطلبا نخبويا لفئة محدودة وعاجزا عن فرض حضوره كحاجة ثقافية حتى في أوساط المثقفين. كما أن أغلب العروض المسرحية ظلت أسيرة للتقليد، وإذا ما وجدت محاولات للخروج عن المألوف فإنها لا تحظى بالرعاية والاحتفاء النقدي، بل يجري تهميشها أحيانا بذريعة أنها تنحو منحى شكلانيا وتسعى إلى الإبهار ليس إلاّ.

وعانى المسرح العربي أيضا من ضعف البنية الفكرية لمعظم النصوص المسرحية، والاستغراق في الموروث الديني والاجتماعي واجتراره والدوران في حلقاته المفرغة التي لا تقدّم جديدا أو مفيدا للمتلقي العربي الطامح إلى التغيير والتقدّم انسجاما مع دور المسرح الطليعي أساسا.

'زيرو سالب' العراقية فازت بجائزة أفضل إخراج في قرطاج المسرحي

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

غوينث بالترو تنتج مسرحاً غنائياً مستوحى من فرقة "ذي غو-غوز"

متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟!

مجلة الفنون المسرحية

متى يصبح المسرح ضرورة حياتية عندنا؟!

المدى الثقافي 

في الدول المتقدمة أصبح المسرح ضرورة من ضروريات الحياة وحاجة يطلبها المواطنون في حياتهم اليومية ففي المراكز المسرحية في تلك الدول هناك العشرات من دور المسارح يتقاطر إليها الجمهور ويتزاحمون لمشاهدة هذه المسرحية أو تلك ومن شتى الأنواع – الدراما الحديثة والتراجيديا القديمة والكوميديا والمسرحيات الموسيقية . ونادراً ما تجد أبواب مسرح معين مغلقة لفترة معينة بل هناك عروض مسرحية مستمرة على مدار السنة وهناك أكثـر من عرض واحد في اليوم في بعض المسارح – عرض الماتينية وعرض السواريه.



وهناك العديد من المواطنين من يشتري تذاكر الدخول إلى المسرح لمشاهدة عرض معين بوقت يسبق موعد العرض بأيام . المسارح التجارية تعتمد العروض الطويلة الأمد لمسرحية معينة قد تدوم سنوات ، ومسارح الدولة تعتمد نظام (الربوتوار) الخزين المسرحي حيث تتنوع عروضها في مواعيد معينة فمن يفوته مشاهدة هذا العرض ينتظر لأيام كي تسنح له الفرصة لمشاهدته عند الاعادة . 
المسارح التجارية تدر على أصحابها مبالغ خرافية أحياناً مما يشجعهم على استمرارهم في انتاج مسرحيات تجتذب أوسع الجماهير ، ومسارح الدولة – فرق المسرح الوطني تحظى بدعم مالي من الدولة لأن مواردها المالية لا تكفي لتغطية كلف الانتاج وأجور العاملين ، وبالاضافة إلى مسارح الدولة والمسارح التجارية هناك الفرق المسرحية الخاصة وهناك فرق المسرح التجريبي التي تقدم عروضاً مسرحية تستهوي فئة معينة من المواطنين تحاول أن تستقطب جمهوراً أوسع . وكونت تلك المسارح ذائقة فنية متطورة لدى فئات كبيرة من المواطنين حيث يبدأ تطوير مثل تلك الذائقة بواسطة مسرح الاطفال والمسرح المدرسي ومسرح الجامعات. 
اعتمدت ضرورة وجود الفن المسرحي في هذا البلد أو ذاك على محاور عديدة هي كالاتي:
أولاً: محور الضرورة الدينية: حيث نشأ المسرح أصلاً من الطقوس الدينية في بلاد الأغريق، نشأ أيضاً من الاحتفالات الشعبية التي ترتبط هي الأخرى بالمعتقد الديني وبقى تأثير الممارسة الطقسية ملازماً للفن المسرحي حتى بعد أن تحوّل إلى نشاط مدني ، حتى أن العديد من المنظّرين لهذا الفن يؤكدون على أن ممارسة الطقس شرط من شروط الفن المسرحي وراحت بعض الأمم تعمل على إحياء العناصر الطقسية الدينية وإعادة تقديمها بأشكال مختلفة ومنها إحياء المسرحيات الدينية التي تبنتها الكنيسة في القرون الوسطى – الاسرار والمعجزات والاخلاقية وهناك من قام بتحديث تلك المسرحيات كما فعل المخرج الالماني المشهور (ماكس راينهارت) في مسرحيته (المعجزة) التي قدمها أوائل القرن العشرين، وهناك أمثلة اخرى على أحياء المسرح الديني في اوروبا، واصبحت (التشابيه) تلك الشعائر الدينية التي تقام خلال الأيام العشر الاولى من عاشوراء والتي تقدم فيها أحداث من معركة الطف . واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وعدد من صحبه، نموذجاً اسلامياً للمسرح الديني حيث تقام تلك الشعائر سنوياً في عدد من مدن العراق وبالأخص في كربلاء المقدسة وتضم (التشابيه) جميع عناصر العرض المسرحي ابتداءً من النص إلى التمثيل والاخراج والى الأزياء والمناظر والملحقات، وهكذا اصبح المسرح من الضرورات الدينية.
ثانياً: محور الضرورة الاجتماعية الدنيوية: فما أن تحولت الطقوس الدينية إلى ممارسة دنيوية حتى تبنتها المجتمعات ابتداءً من مجتمع أثينا (خمسمائة سنة قبل الميلاد) ، وأحست المجتمعات المتطورة بأن المسرح ظاهرة فنية تجمع أفراد المجتمع وتوحدهم في مشاهدة العرض المسرحي وتفرقهم ذائقة كل فرد وتلقيه الخاص المعتمدة على المحاكاة التي هي إحدى ركائز الفن المسرحي وهي غريزة من غرائز الإنسان وهكذا كتبت نصوص مسرحية مستقلة عن النصوص الشفاهية للطقوس الدينية وإن اعتمد البعض منها على مضامين وأشكال تلك الطقوس ، وشيدت بنايات خاصة للعروض المسرحية بعد أن كانت العروض الطقسية تقام في الأماكن العامة. وتحوّلت مضامين المسرحيات من الغيبيات ومن الأساطير والملاحم تلك التي كانت تعبيراً عن أفكار ومعتقدات أفراد المجتمع وتقاليده إلى أحداث وشخوص قريبة مما هو موجود في واقع المجتمع وما فيه من مشاكل وصراعات بين الأفراد أو بين الأفراد والمجموعات أو بين الافراد والقوى العليا، وهكذا نزل العمل المسرحي من الأعالي إلى الأرض والى الإنسان الذي يعيش على هذه الأرض بل وحتى إلى أعماقه ودواخل نفسه وإلى (لاوعيه) وإلى (الهو) و(الأنا) و(الأنا الأعلى) .
وكان لا بد من تظهر نظريات تتعرض للظاهرة المسرحية كونها ظاهرة تخص المجتمع وافراده وكان (ارسطو) أول من نظر للتراجيديا وللكوميديا في كتابه (فن الشعر) متخذاً من مبدأ المحاكاة منطلقاً لتنظيراته وراح كتّاب المسرحية في زمنه وفيما بعد يرجعون اليه عند ممارستهم تأليف المسرحيات، ثم بعد ذلك ظهرت نظريات معاكسة لطروحات أرسطو ، وطبقاً لحاجات المجتمع وطبيعة تكوينه ظهرت أسانيد مختلفة من كتابة المسرحية تنوعت من الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية والرمزية إلى التعبيرية والسوريالية والملحمية واللامعقول وكانت تلك الانواع ومازالت تعكس ما في المجتمع من أزمات ومن طموحات نحو تغيير المجتمع إلى ما هو أفضل. 
واذا كانت بعض المسرحيات قد يكشف تأثيرات البيئة والوراثة على أفراد المجتمع فان تلك التأثيرات قد لعبت دورها في تشكيل اسلوب كتابة المسرحية ، كما أثرت انجازات العلوم الانسانية والعلوم الصرفة في اسلوب كتابة المسرحية وعرضها على خشبة المسرح كعلم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ والفيزياء والكيمياء والرياضيات اضافة إلى الفنون التشكيلية والعمارة وفنون الموسيقى والرقص وكلها ظواهر اجتماعية. 
ثالثاً: محور الضرورة التعليمية: نعم المسرح يُعلم ويقدم المعرفة في حقولها المختلفة إلى جمهوره ، ويعلم المسرح ويطور مهارات العاملين فيه، يعلمهم التعاون فيما بينهم ويعلمهم الالتزام ويعلمهم القيم النبيلة ويعلمهم التضحية بالذات لصالح المجموع ومصالح الانتاج ومستواه الفني والفكري . المسرح يوفر لجمهوره دروساً في الأدب وفي التاريخ والجغرافيا وفي مختلف العلوم والفنون وذلك عبر ما تحتويه المسرحيات من مضامين وأحداث وشخوص وأزمات وصراعات وتحولات وأكثر من هذا وذاك ، منذ استخدام العمل المسرحي كوسيلة ايضاح في تدريس المواد الدراسية على اختلاف أنواعها كما افتتحت معظم الجامعات والكليات في العالم اقساماً لتدريس الفن المسرحي نظرياً وعملياً بل وراحت تعد برامج للعروض المسرحية يعدها وينتجها اعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الاختصاصات المسرحية المتنوعة ، بل إن عدداً من الدول أدخلت في مناهج التدريس في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية مادة الفن المسرحي بينما عمدت دول أخرى الى انشاء مسارح خاصة للاطفال تقدم مسرحيات مختلفة يبدعها الصغار وتوجه إلى الصغار واخرى يبدعها الكبار لتوجه إلى الصغار وغرضها التعليم . 
رابعاً- محور الضرورة التوجيهية – اضافة إلى وظيفة المسرح التعليمية هناك وظيفة اخرى يقدمها المسرح إلى جمهوره هي التوعية والتوجيه وذلك عن طريق النقد ، نقد كل ما هو سلبي ومتخلف في المجتمع وتركيباته وما هو معيب في سلوك الأفراد وبالتالي الدعوة إلى تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتنافس على ما هو أفضل وليس أدل على ذلك من مسرح (بريخت) الملحمي الذي يحوّل المألوف إلى لا مألوف وبالعكس لغرض النقد والدعوة الى التغيير وتوعية الجمهور بما هو سلبي ومتخلف وتحريض المشاهد على ما هو ايجابي ومتقدم . . نعم كان النقد هو الهاجس الأول لكتاب المسرحية منذ البداية والامثلة كثيرة ومنها المسرحيات الساتيرية الاغريقية ومسرحيات ارستوفان وموليير الكوميدية ومسرحيات إبسن وهوبتمان الواقعية والمسرحية التعبيرية التي تنقد الحرب ومآسيها ومسرحيات بريخت الملحمية بل وحتى مسرحيات اللامعقول العبثية والتي تنقد واقع الانسان في المجتمع الرأسمالي والفوارق الطبقية.
خامساً- محور الضرورة الترفيهية : يحتاج المواطن في أي بلد من البلدان الى وسائل وأمكنة للترفيه والترويج والتخلص من اعباء العمل اليومي ، وليس هناك أفضل من المسرح مكاناً لذلك . ما يعرضه المسرح من صور سمعية ومرئية وحركية سواء كانت مبهجة مسِرة أم كانت كئيبة محزنة فهي تبعث المتعة في نفس هذا المتفرج أو ذاك وتعمل على تهذيب ذائقته الجمالية فقد يطرب لإلقاء الممثل أو لغنائه او قد تجذبه أشكال وألوان الأزياء ، أو أشكال وكتل وألوان وملابس المناظر المسرحية ، وقد تحركه حركات الممثلين أو رقصاتهم أو حركة المناظر المسرحية أو حركة الاضاءة المسرحية، وقد يضحك هذا المتفرج او ذاك لموقف او لشخصية تثير الضحك، وقد يتعاطف هذا المتفرج أو ذاك مع معاناة بطل المسرحية وكل ذلك يدعو إلى التفريج عن كربة او إبعاد التوتر النفسي والابتعاد عن هموم البيت ومشاكل العمل لساعة أو ساعتين وهو يتفرج على الصور المسرحية المتلاحقة وما فيها من شخصيات يمثلها ممثلون بلحمهم ودمهم ولهذا السبب لم يتعرض الفن المسرحي للازاحة عندما ظهر فن السينما أو عندما ظهرت العروض الفنية على شاشة التلفزيون وقد تنقل على الشاشة الفضية ما تفعله الصورة المسرحي ولكن هذا اللقاء بين الممثل والمتفرج هو الذي جعل المسرح باقياً حياً متطوراً ، ولعبت جماليات الفن المسرحي دورها في تسلية المتفرج ومتعته . 
سادساً- محور الضرورة السياحية: اتخذت بعض الدول المتقدمة مسرحياً من الفن المسرحي وسيلة لجذب السواح المحليين والاجانب، فهناك سواح يحبون المسرح يتقصدون زيارة باريس لمشاهدة مسرحيات موليير في مسرح (الكوميدي فرانسيز) ، وهناك سواح يريدون التعرف على المسرح الشكسبيري واسلوب الاداء فيه فيزورون مدينة (ستراتفورد ابون ايفن) لمشاهدة احدى مسرحياته. وهناك سواح يهتمون بالفن المسرحي ويريدون مشاهدة مسرحية (الاميرة توراندوت) التي اخرجها المخرج الروسي (فاختانغوف) وتعرض حتى اليوم في أحد مسارح موسكو وكما أخرجها ذلك المبدع الكبير ولا بد أن أذكر بانني في يوم من الايام قدمت مقترحاً إلى وزارة الثقافة العراقية أن تتبنى مشروع تقديم (ملحمة كلكامش) مسرحياً سنوياً في أحد مسارح بغداد أو غيرها أو حتى في أطلال بابل، وان تتبنى مشروع تقديم مسرحيات مقتبسة عن حكايات ألف ليلة وليلة يؤلفها او يعدها مؤلفون مختلفون ويخرجها مخرجون مختلفون وذلك في قاعة (القشلة) عند شارع المتنبي وفي ذلك جذب للسواح الاجانب لاسيما وان موطن الملحمة الخالدة هو العراق وان بغداد يطلق عليها الاجانب مدينة ألف ليلة وليلة.

غنام غنام .... أمريكا شريكة أساسية في المشروع الصهيوني

مجلة الفنون المسرحية

غنام غنام .... أمريكا شريكة أساسية في المشروع الصهيوني


حاوره : معاذ شهبون - شورى بريس

    في اتصال هاتفي لشورى بريس مع السيد غنام غنام كاتب و مخرج ، و مسئول النشر و الإعلام في الهيئة العربية و المسرح ، عن تقريبنا من الأخبار على ما يقع داخل فلسطين .
قال سيد غنام غنام : أحييكم ، ما يقع في فلسطين هو أكبر من الأخبار حقيقة ، بمعنى أنه معاناة بالتفصيل الممل و يومية ، و ربما لا يمكن للأخبار أن تنقلها و الأهم من ذلك هو أن المسألة ليست كما يحاول الساسة تصويرها ، لأنك تعلم أن مسألة أن تكون القدس عاصمة للكيان الصهيوني ، أو لا تكون ، وهذا الكيان يحتلها من البحر إلى النهر ، و بالتالي يصلح الحال كما قال المثل لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها ، و لكن الحقيقة الأمر و الأهم هي أن روح التحدي التي يواجهها الاحتلال بهذه المرحلة ، تشير له بشكل قاطع بأنه يمكن أن يدجن و يطوع كل الأنظمة و يمرر كل الاتفاقات المخفية و التي كانت ستعلن قي هذه المرحلة و لكنه لا يستطيع تدجين روح الشعب لا الفلسطيني ، و لا الشعب العربي في كل أقطاره و أقطابه.
و عن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لإحباط مشروع قرار مصري في مجلس الأمن الدولي ، قال الكاتب و المخرج غنام غنام :
أستغرب أنا شخصيا لو لم تستعمل الولايات المتحدة حق الفيتو . وقتها موقفها سوف يثير استغرابي لأن الوضع الطبيعي ، أن تعترض الولايات المتحدة على أي قرار يكون ضد القرار الكيان الصهيوني ، لأنها شريكة و داعمة لهذا الكيان ، و لأنها تقدم له كل الحماية و لأنها تخوض كل المعارك في العالم ، لأجل مصلحة الكيان الصهيوني و اللوبي الصهيوني .
و أضاف. لذا فأنا لا أستغرب ... أنا بالعكس أقول لهؤلاء الحمقى المسطولين بحب أمريكا ، على رأي ناجي العلي ، يجب أن يستفيقوا من فكرة على أن الولايات الأمريكية المتحدة أن تقوم بدورها في السلام ، و على الولايات المتحدة أن لا تنحاز ، و كيف لا تنحاز و هي شريكة أساسية في المشروع الصهيوني ، الولايات المتحدة عدو و الولايات المتحدة رأس الأفعى الحقيقية ، و يجب ألا يغيب هذا عن أذهاننا ، و أعود إلى ناجي العلي عندما قال : " خليهم يشمو رائحة برتقال يافا هؤلاء لمسطولين بحب أمريكا بلكي صحية".
و أضاف الكاتب المسرحي غنام غنام ، أستغرب كيف يحتج على أحد ، أن أمريكا قد انحازت ، لأن أمريكا منحازة طول عمرها ، أمريكا هذا موقفها ، و في كل الأحوال لابد أن نعي بأننا وحدنا في هذا الصراع و إلى جانبنا الشعوب ، في الحقيقة القوى التقدمية الآن قد باتت ضعيفة و ضئيلة ، و لذلك لابد من الإعتماد على القوة الذاتية الشعبية و التي تحتاج إلى الكثير من الإنقاذ أيضا، لأننا نعلم أنه قد تم تشويه ذاكرة الشعوب و تشويه ثقافتها لصالح التطرف.

مهرجان المسرح العماني السابع بصحار يقدم أوجه التنوع في صور فنية تتقاطع أفكارها ورسالاتها

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان المسرح العماني السابع بصحار يقدم أوجه التنوع في صور فنية تتقاطع أفكارها ورسالاتها


 خميس السلطي - الوطن 


تتواصل بمدينة صحار لليوم الرابع على التوالي، فعاليات مهرجان المسرح العماني السابع، بعدد من البرامج والأنشطة الفنية والثقافية المتعددة، ومن بين هذه البرانامج، حلقة نقاشية حول الكتابة الدرامية في المسرح العماني بتنظيم من النادي الثقافي، والتي ستكون بمقر إقامة الوفود بفندق ميركيور صحار في الساعة العاشرة صباحا. في المساء ستقدم فرقة السلطنة للثقافة والفن العرض المسرحي (مفقود) في الساعة السابعة مساء على مسرح كلية العلوم التطبيقية. مسرحية مفقود تخبرنا عن شخصيات تجد نفسها ضحية فقد الأم والحنان فاقدة كل مقومات انسانيتها حيث تتجه نحو سبل التيه المتداخلة. حيث الهجرة والاغتراب والتسلط .
تليها الندوة التطبيقية المصاحبة للعرض.
وقام عدد من الوفود صباح أمس بزيارات تعريفية إلى العاصمة مسقط، من بينها زيارة لدار الأوبرا السلطانية، والالتقاء بسعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية.
وقدمت فرقة الرستاق المسرحية ليلة أمس الأول على مسرح كلية العلوم التطبيقية العرض المسرحي قرية “برمودا”، للمخرج خالد الضوياني. وتحت رعاية المكرم السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي عضو مجلس الدولة.
العرض المسرحي ، نقل عن نص (العائلة توت) للكاتب اسطفان أوركيني ، وهو من اعداد الدكتور عجاج سليم الحفيري. وشارك في التمثيل على خشبة المسرح كل من علي المعمري بدور القائد ، وطلال الهدابي بدور الأب ، وشيماء البريكية بدور الأم ، وزاهر السلامي بدور ساعي البريد ، وملك الحلبي بدور ندى ، ومعتز السلامي بدور الضابط ، ومحمد السلامي بدور أبو وليد ، وعصام الهاشمي بدور الأبن سالم ، وسالم الشقصي بدور المختار. كما يجسد شخصيات أهل القرية كل من : خميس مسلط ، وعلي اللويهي ، ويوسف الخروصي. وفي الدعم الإداري والفني كل من : الإضاءة جمال الضوياني ، والديكور خليل المعمري ، والمؤثرات الموسيقية يعقوب الحراصي وسعود البوسعيدي ، والاكسسوارات يوسف الصالحي ، والأزياء ملك الحلبي. أما في إدارة الانتاج خليل المعمري ، وخلفان الشقصي. وفي الفريق الإعلامي سلطان الشكيلي ، وأسعد العدوي ، وعبدالرحمن العبري ، وخميس الهلالي. فيما يساعد في الإخراج يوسف الصالحي . وحاتم الحراصي. وفي الاشراف العام : الفنان محمد المعمري.
تتجسد صورة “برمودا” من خلال العرض المسرحي في أنها قرية على حافة الحضارة، حيث تمنع ظروف الموقع الجغرافي وصول أي شكل من أشكال البث التلفزيوني والإذاعية وحتى الأنترنت ،فـساعي البريد هو الوسيلة التقليدية الوحيدة التي تربط قرية برمودا بالعالم. وهو من أعطى الحق لنفسه بأن يقوم بالتجسس على الرسائل التي يجب أن ينقلها لأصحابها ويطلع على كافة الأخبار الواردة للقرية ، وبالتالي كي تعيش القرية سعيدة ، فإنه يمنع وصول الأخبار الحزينة عنها. وحتى عن الطبيب الذي عالجه قبل فترة في مشفى المجانين.
سالم ابن القربة يذهب للحرب، وتبقى الأم والأب الاطفائي والابنة الصغيرة على أمل عودة السلام والابن للقرية. تنتقل المسرحية في مشاهدها لتؤكد تضامن أهل القرية مع العائلة، وهم مستعدون في الوقت ذاته لتقديم كل العون والدعم لها. وعندما تصل رسالة تحمل خبر قدوم القائد العسكري الذي يشرف على خدمة ابن الإطفائي ، يبقى الجميع على أهبة الاستعداد لتوفير أفضل الأجواء ليقضي القائد فترة نقاهة سعيدة عسى أن يعود ذلك بالخير على ابن القرية سالم. يصل القائد ويستقبل على أجمل ماتكون الضيافة والاحترام، ولكن قدومه يتشكل كعاصفة تحمل توتر المعارك، ويجعل حياة الأسرة جحيم لا يطاق. رغم الهدوء إلا أن القائد يصاب بالملل، ولا ينقذه إلا آلة تقطيع الورق التي تعمل عليها العائلة في أوقات فراغها، وهكذا تتحول تسلية العائلة إلى جحيم أشد قهرا. وفي مشهد آخر ولشعور القائد بالراحة فإن يعد العائلة بأن ينقل ابنهم لمقر القيادة بعيدا عن المعارك والموت، ولكن رسالة مفاجئة تصل بخبر موت الابن، ويخفيها ساعي البريد عن العائلة، وتنتهي الإجازة ويرحل القائد وتتنفس العائلة الصعداء. ولكن صورة الابن القتيل المعلقة على جدران القرية تكشف للجميع الكذبة الكبيرة التي عاشها الجميع. وهكذا تصاعدت الأحداث والتفاصيل في قرية “برمودا”.
بعد انتهاء العرض المسرحي “قرية برمودا”، جاء دور الجلسة التطبيقية التي تحدث فيها المخرج عبدالغفور بن أحمد البلوشي، ومخرج العمل خالد الضوياني، وأدارها الفنان سعود الخنجري.
وقال عبدالغفور البلوشي إن النص غني بالدلالات الفكرية والفنية نظرا لتنوع شخصيات النص وتركيبتها النفسية، فهو يركز على القرية الهادئة الوديعة في ظاهرها وقد أطلق عليها مسمى برمودا على اسم المثلث المشؤوم والتي تسكنها العائلة المعنية التي تحولت الى عائلة سالم بدلا من توت الحرب لا تُخلف فقط الخسائر المادية والبشرية للأمم، ‬لكنها والأهم تُخلف أنظمة لا تصلح لأن تكون علي ‬رأس أيٍ ‬من الدول، ‬وكذلك شعوباً ‬خائفة مرعوبة لا تشعر بالحرية أو بآدميتها، ‬ولعل الحقبة الزمنية الأخيرة تؤكد هذه النظرية بسقوط أكثر من نظام ‬يمثل الحكم العسكري ‬في ‬المنطقة وهو امتداد تاريخي ‬لسقوط الاتحاد السوفيتي ‬والنظم الشيوعية في ‬أوروبا الشرقية، ‬تلك هي ‬النظرية التي ‬بني ‬عليها المؤلف (‬أشتغان أروكني) ‬النص الاصلي عائلة توت.‬ ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ومن خلال تتبع رؤية النص والمشاهد المؤلمة يقول البلوشي أن الحرب لا تُخلف فقط الخسائر المادية والبشرية للأمم، ‬لكنها أيضا تُخلف أنظمة لا تصلح لأن تكون علي ‬رأس أيٍ ‬من الدول، ‬وكذلك توجد شعوباً ‬خائفة مرعوبة لا تشعر بالحرية أو بآدميتها.‬ هذا النص الذي ‬استوقف المخرج والمعد ‬عندما استهوتهم الفكرة والتي رأى ‬ أنها تصلح لأن تُقدم هذه الأيام، وحول ما يتعلق بماهية الفكرة وحضورها يقول البلوشي إن توحد الفكرة المراد طرحها ما بين المخرج والنص ليست كافية لخروج العرض المسرحي، ‬فتلك الرمزية التي ‬يحملها النص والتي ‬تعامل معها المخرج بواقعية خلفت هذه الطلاسم التي ‬تجعل المتلقي ‬يجتهد كثيرا لفك رموزها خاصة أن العرض ‬يقدم لشريحة مجتمعية بسيطة، كما كان الديكور مقتصدا استطاع أن يكون مطواعاً يناسب العرض من خلال الإضاءة واللافت في عمل المخرج قدرته على الزج بممثلين شباب على الخشبة واستنفار طاقتهم وذاكرتهم وجسدهم بشكل كبير لتجسيد أدوارهم بتقنية عالية وحس عال من خلال الدخول في تفصيلات الشخصيات والإمساك بها نفسياً وحركياً .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الدكتور سعيد السيابي، ومن خلال المداخلات قال بأن المخرج حاول إضفاء الطابع العربي على فكرة العمل، فمزج الموسيقى العربية عبر العود، ولكن الأزياء غربية، اما الديكور فليست له هوية، وبدوره قال الممثل جلال جواد بأن النص عالمي، وضع فيه المؤلف فكرته، ولكن في المقابل لم نشاهد فكرة المخرج ، ومن الملاحظات التي أوجدها المتحدثون الإشارة إلى وجود فجوات كبيرة بين المشاهد وصمت يسيطر على بعض المشاهد ما يصيب بالملل. واستكر المتابعون رد المخرج الضوياني على آرائهم ، أن الآراء انقسمت إلى ثلاثة أقسام، أولا ثناء على العمل، الذي يضيف لنا مزيدا من الثقة لمواصلة العطاء، مع عدد من الملاحظات، حيث أشار بأنه سيقوم بأخذ تلك الملاحظات بعين الاعتبار. وثالثا الملل، قائلا بأن الملل أحيانا قد يكون مصطنعا، حيث إن شخصية القائد هي من شعرت بالملل، كما قال بأن من شعر بالملل من العرض عليه أن ينتزع القائد في داخله ليستمتع بالعرض.

مختصون يقيمون المسرح العماني وخطواته الفنية التصاعدية بمهرجان المسرح العماني السابع

مجلة الفنون المسرحية

مختصون يقيمون المسرح العماني وخطواته الفنية التصاعدية بمهرجان المسرح العماني السابع


 خميس السلطي - الوطن 

أقيم أمس على هامش فعاليات المهرجان مؤتمرا صحفيا لضيوف المهرجان بما في ذلك أعضاء لجنة التحكيم، بمقر إقامتهم بفندق ميركيور صحار، أدار المؤتمر الصحفي المخرج والكاتب محمد الكندي الذي بدأ بالترحيب بالضيوف وتوجيه الشكر لوزارة التراث والثقافة على إقامة هذا المهرجان وتفعيل دورته السابعة، واحتضان الفرق المسرحية المشاركة. وتناول الكندي عددا من المحاور في هذا المؤتمر وهي تطلعات المسرحين للمسرح بشكل عام، وإيضاح الرؤية الفنية حول المسرح العماني.
في البداية تحدث المخرج والمؤلف المسرحي عبدالله عبدالرسول من دولة الكويت والذي عبر عن سعادته لحضوره لفعاليات مهرجان المسرح العماني وانضمامه إلى أعضاء لجنة التحكيم، مقدما شكره العميق لوزارة التراث والثقافة على التواصل الفني وإيجاد حراك مسرحي يتوج عمر المهرجان في دورته الحالية. وأشار عبدالرسول إن هناك تقاربا كبيرا بين المسرح العماني والكويتي ويعود ذلك للعوامل التاريخية الأخوية المشتركة إضافة إلى التقارب الإنساني بما يشكل العادات والتقاليد. وقال المخرج عبدالله عبدالرسول إن المسرح العماني تقدم بشكل سريع وبخطوات ثابتة لاسيما في العقود الأربعة ، والدليل على ذلك الحضور المسرحي العماني خارج السلطنة وتحقيق المراكز المتقدمة على المستوى العربي والدولي. وأضاف : أنا قريب جدا من الحركة المسرحية في منطقة الخليج وفي السلطنة أيضا التي أنطلق مسرحها هي الأخرى من مسرح الشباب وهذا دليل على الحب الكبير للواقع المسرحي في عمان على وجه الخصوص.
وخلال المؤتمر تحدث الدكتور يحيى أحمد عبد التواب عضو لجنة تحيكم مسابقة مهرجان المسرح العماني في دورته الحالية وقدم في بداية حديثه أشار إلى اتاحة الفرصة له للتعرف عن قرب على ماهية المهرجان ومضامينه وجماليات تشكله، ويقدم عبدالتواب تجربته التي بدأت في عام 1963، وتم تكريمه من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1966م، وقال إنه يعمل الآن على إخراج بعض المسرحيات المهمة، متطرقا إلى دراسته مع عدد من الخبراء الروس ثم انتقل ليتحدث عن مستقبل المسرح وأشار إلى انه أحد الاحتياجات الإنسانية التفاعلية فهي واقع ثقافي فني بحد ذاته يتشكل عقل يؤسس لحياة أجمل أكثر واقعية موضحا أن هناك لحاقا عمانيا بالركب المسرحي الخليجي والعربي وهذا واضح من خلال حضور بعض الفرق المسرحي العمانية وحصولها على مراكز متقدمة في محافل عربية ودولية.
أما المسرحي العماني عبدالله الفارسي وهو عضو لجنة تحكيم مسابقة المهرجان فقد أشاد بالتجمع الفني الثقافي في مدينة صحار التاريخية والذي يأتي ضمن المنظومة الثقافية التي تسعى من خلال لها وزارة التراث والثقافة على تفعيل دورها الريادي في النهوض بشأن المسرحي في عمان، متطرقا إلى مسيرته الفنية مع المسرح العماني التي بدأت عام 1980م، والبدايات الأولى مع مسرح الشباب في تلك السنوات، وأشار الفارسي أن هذه الدورة تصقل الواقع التراكمي والتصاعدي لمسيرة الفن وهي عامل يبشر بالخير، وبإذن الله تعالى ستكون العروض المسرحية وفق طموح المتابعين لدورة المهرجان الحالية، خاصة إذا ما اقتربت من هموم الإنسان العربي والعماني وتقدم قضاياه بصور مغايرة من خلال حركة المسرح.
الكاتب المسرحي عبدالرزاق الربيعي أنطلق من تجربته الأولى مع المسرح العماني وأشار إنه تواجد منذ الدورة الأولى له مشاركا في فعالياته وبرامجه بما في ذلك الجانب الإعلامي وغيرها من البرامج المصاحبة. وأكد الربيعي إن هناك تطور كبير وملموس يواكب مسيرة المسرح العماني في دوراته المتلاحقة، لا سيما الإنجازات التي نراها تحقق يوما بعد يوم، إضافة إلى ظهور فرقا مسرحية جديدة تساهم بشكل نوعي في هذه الدورات، إضافة إلى أمل كبير بالأخذ بيد هذه الفرق وتفعيل أنشتطتها في ظل وجود إدارات تعي ما يقدمه الفنانيين العمانيين، وهذا ما تسعى إليه وزارة التراث والثقافة وهي تحتض هذه الفرق وأعمالها وتقدم لها الدعم المتواصل.
المسرحي الفلسطيني إيهاب زاهده فقد أشار إلى هذا المهرجان هو فرصة للالتقاء والتعرف عن قرب على خصوصية المسرح العماني والاقتراب من واقعه الذي بات مواكبا للفعاليات الخليجية والعربية، وأشاد زاهده بالفرق المسرحية التي تشارك خارج السلطنة وتقدم العمل المسرحي العماني بتجليات مغايرة، موضحا ماهية المسرح الذي يشكل حياة الإنسان وهمومه وتقلباته واقترابه من ذات الحياة اليومية له.
أما الكاتبة والناقدة عزة القصابية عضو لجنة تحكيم مهرجان المسرح العماني فقد أشارت بالنجاح الكبير الذي يحققه مهرجان المسرح العماني في دوراته كل سنتين، متطرقة بحديثها إلى التجارب الأولى التي أسست المسرح العماني كونها تجارب ليست مكتملة ولكن حاضرة بقوة بأفكارها ومؤسسيها، كما وجهت عتبا إلى وزارة التربية والتعليم لعدم إدراج المسرح ضمن أوليات مناهجها ليكون ضمن الإطار الثقافي الشائع الذي لابد أن يتعلمه الطفل منذ النشأة، وأكدت القصابية على العمل بإيجاد حلقات عمل مسرحية مكثفة تقوم بها وزارة التراث والثقافة تسهم بشكل إيجاد وتفضيف للممثل المسرحي العماني الكيثير من المعرفة التي تتصاعد في تنوعها يوما بعد يوم، خاصة في ظل النجاحات المتحققة التي تؤكدها الفرق المسرحية العمانية.


الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

مسرحية «موعد مع..» إشكالية الجمع بين التأليف والإخراج

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «موعد مع..» إشكالية الجمع بين التأليف والإخراج


عبدالمحسن الشمري - القبس

في إطار فعاليات الدورة 18 من مهرجان الكويت المسرحي، عرضت فرقة المسرح الشعبي مساء أمس على مسرح الدسمة، مسرحية «موعد مع..» تأليف وإخراج خلف العنزي، تمثيل جمال الردهان ونصار النصار ودانة حسين، يوسف مطر، فهد الرويشد، جراح مال الله، إلى جانب عدد من المجاميع، ديكور الدكتور وليد عنبر، أزياء خلود الرشيدي، إضاءة نصار النصار، موسيقى محمد الزنكوي.
تبرز في العرض المسرحي عدة أمور يمكن التوقف عندها في إطار الرؤية النقدية، وهي الجمع بين الـتأليف والإخراج، والطرح الفلسفي في النص الذهني، وكيفية حل الأمور الفنية المترتبة على ذلك من خلال التمثيل والإضاءة والديكور والأزياء وبقية التقنية الفنية، نقول ذلك بعيدا عن السرد التقليدي لحكاية المسرحية وتفاصيل الاحداث التي تقدمها، لأن المهم في هذا العمل الخوض في أمور بعيدة عن السرد والقصة.

إشكالية.. وحل
يذهب بعض المخرجين، خاصة في المسرح، لكتابة الأعمال التي يضعون لهاحلولا إخراجية معينة، وفي أغلب الأحيان يقع هؤلاء في مطب ضعف إحدى الناحيتين، أي ضعف التأليف أو الإخراج، مما يؤثر سلبا في العرض المسرحي، وبالمقابل هناك مخرجون قادرون على صياغة نص مسرحي ينسجم مع رؤيتهم الإخراجية، ويجيدون التعامل مع كل شيء على خشبة المسرح فيصلون إلى تقديم عرض مسرحي متناغم إلى درجة كبيرة.
في نص «موعد مع..» لخلف العنزي، صاحب التجارب الناجحة في السينما على وجه التحديد، هناك رؤية فلسفية وطرح يجعل المتابع يتساءل وهو في حالة من الذهول عما يريده، ولعل إشكالية الموت والحياة، والعلم والجهل، والسعادة والرفاهية كانت تشغل بال المؤلف العنزي، وقد اقتحم بابا صعبا حاول من خلاله أن يصل إلى طريق الأمان، القضية التي يتناولها النص فيها كثير من الإشكاليات، إن كان على صعيد حتمية الموت، وزهد العالم الذي يرى موعد موته في ساعة محددة، وبين البحث عن ملذات الحياة وخاصة ما تعنيه السعادة. والحل الذي قدمه المؤلف الخلف ربما كان يحتاج منه إلى المزيد من التركيز والبحث عن حلول تخلصه من الحوارات الذهنية التي لا طائل من ورائها.
رؤية إخراجية 
من وجهة نظرنا المتواضعة، نرى أن المخرج خلف العنزي ركز في رؤيته الإخراجية على الأداء التمثيلي بالدرجة الأولى، إلى جانب الديكور والأزياء ولعل الاستعانة مع مهندس ديكور متخصص بالأعمال الذهنية، وهو الدكتور عنبر وليد، كانت مفتاح الحل أمامه، وكان الديكور السهل البسيط معبرا عن كل حالة، لكنه لم يكن في حالة توهج أو إبهار، وربما كانت بساطته هي الحل الذي لجأ إليه وعنبر وليد، وهو حل أتى أكله إلى درجة مفبولة.
لعل الحل الأكثر نجاحا في عرض «موعد مع..» هو الأداء التمثيلي، وكان الفنانان جمال الردهان ونصار النصار في حالة توهج وانسجام على خشبة المسرح، ولعل لجوءهما إلى الاداء الكوميدي كان الطبخة السحرية التي أوصلت المسرحية إلى بر الأمان، وكسرت حالات الجمود والرتابة والملل التي دارات حولها الفكرة الأساسية للنص.


تونس والعراق يتقاسمان جوائز أيام قرطاج المسرحية بعد حجب جائزة «العمل المسرحي المتكامل»

مجلة الفنون المسرحية 



تونس والعراق يتقاسمان جوائز أيام قرطاج المسرحية

بعد حجب جائزة «العمل المسرحي المتكامل»
 
 
المنجي السعيداني - الشرق الأوسط
 
أسدل الستار على الدورة الـ19 لـ«أيام قرطاج المسرحية»، التي دارت فعالياتها في تونس من 8 إلى 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بالإعلان عن فوز كل من تونس والعراق بالجائزة الكبرى لأحد أهم المهرجانات المسرحية على المستويين العربي والأفريقي.
وأعلنت لجنة التحكيم حجب جائزة «العمل المسرحي المتكامل» للدورة التاسعة عشرة للمهرجان، وذلك في أول دورة تعود فيها المنافسة بعد توقف 8 سنوات، حسب «رويترز».
وأوقف المهرجان الأبرز مسرحياً في تونس منح أي جوائز منذ 2003، قبل أن تعود المنافسة مرة أخرى هذا العام.
وقال رئيس لجنة التحكيم عبد الحليم المسعودي لوسائل الإعلام إن بعض الأعمال لم تصل إلى المستوى المطلوب، وبدت سطحية، وغاب عنها العمق المسرحي، وأضاف أن الأعمال جاءت متوسطة، وحملت الهموم نفسها، والاتجاه الفكري والجمالي، وعكست التأثر الكبير للمخرجين بالواقع.
وفي باقي جوائز الدورة التاسعة عشرة، منحت اللجنة جميع الجوائز مناصفة، فذهبت جائزة أفضل إخراج إلى التونسية وفاء الطبوبي عن عرض «الأرامل»، والعراقي علي دعيم عن عرض «صفر سالب».
وعلى المستوى العربي، فازت مسرحية «ستاتيكو» السورية بأكبر عدد من الجوائز، إذ نالت جائزة أفضل نص مسرحي (شادي دويعر)، وجائزة أفضل أداء نسائي (نوار يوسف)، إلى جانب جائزة أفضل أداء رجالي (سامر عمران).
وتعرض المسرحية السورية مأساة الإنسان السوري الذي بات مثقلاً بالهموم، ويحزنه الواقع المأساوي، دون أن يجد حلاً معقولاً لذلك الواقع.
وبدا التأثر كبيراً على الفائزين من العراق وتونس، فقد أكد المخرج العراقي علي دعيم على أهمية التجربة المسرحية العراقية، فهي التي قادت مسرحية «صفر سالب»، من خلال تراكم أعمال المسرحيين العراقيين، إلى التتويج.
وأهدت المخرجة المسرحية التونسية تتويجها إلى أجيال المسرح التونسي، خصوصاً أهم الأسماء المسرحية النسائية التي مكنت الشباب التونسي من الانخراط في الأعمال المسرحية مواصلة التجربة بنجاح.
وخلال حفل اختتام هذا المهرجان، قال حاتم دربال إن أيام قرطاج المسرحية استقبلت نحو 100 عمل مسرحي، منها 56 من تونس و5 عروض أفريقية و14 عرضاً عربياً و8 عروض عالمية. وتميزت الدورة الـ19 بإعادة المسابقة الرسمية للأيام، بعد إلغائها في 8 دورات متتالية، وذلك منذ 2003.
وتتمثل هذه الجوائز في جائزة «العمل المتكامل»، وجائزة «الإخراج»، وجائزة «النص»، وجائزة «أحسن أداء مسرحي نسائي»، وجائزة «أحسن أداء مسرحي رجالي».
وتروي مسرحية «الأرامل» قصة 3 نساء في مواجهة وجع كبير وحيرة أكبر، يجمعهن الوطن في أرض يختفي فيها الرجال فجأة، مما يحول مطالبتهن بإعادة الجثث، في إشارة إلى الهجرة غير الشرعية، إلى المطالبة بإعادة الوطن برمته. «الأرامل» عمل مسرحي يتواصل على امتداد ثمانين دقيقة، ويحفر في الواقع التونسي، ويحاول كشف انكسارات الوطن وثقله على المجتمع بكل فئاته، وهو من تمثيل نادرة التومي وفاتن الشوايبي ونادرة ساسي.
أما مسرحية «صفر سالب» العراقية، فقد تناولت ظاهرة الإرهاب، وما تخلفه من موت ودمار نفسي ومادي، وهي عبارة عن عرض كوريغرافي لا تقتصر أحداثه على تصوير الواقع العراقي فحسب، وإنما يتجاوز ذلك ليشمل العالم العربي الذي انتشرت به العمليات الإرهابية. وأدى الأدوار في مسرحية «صفر سالب» كل من علي دعيم وضرغام البياتي وأمين جبار ومصطفى نبيل وأثير إسماعيل وسهيل نجم ومرتضى علي وزين علي كزار وعلاء قحطان. وحاول المخرج تسليط الضوء على الأحداث التي هزّت دولة العراق، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الموصل.

بيان المؤتمر الصحفي لمهرجان المسرح العربي – الدورة 10 بتونس

مجلة الفنون المسرحية

بيان المؤتمر الصحفي لمهرجان المسرح العربي – الدورة 10 بتونس


مهرجان المسرح العربي يجمع المبدعين و المفكرين و صناع المسرح من كل الأجيال
أكبر مشاركة في تاريخ المهرجان ستماية مسرحي في مختلف الفعاليات
أكبر مؤتمر فكري في مسيرة المهرجان منذ تاسيسه بمشاركة ما يزيد على ستين باحث.
تنفيذا للاستراتيجية العربية لتنمية المسرح بالوطن العربي، التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتورسلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة، تلتئم الأسرة المسرحية العربية بتونس من 10 إلى 16 يناير 2018 في إطار الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي التي تنظمها الهيئة بتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية بالجمهورية التونسية.
ويشارك في هذه التظاهرة ما يزيد عن ستمئة فنانة وفنان عربي من مبدعين وباحثين ومؤطرين وإعلاميين وضيوف يمثلون دول المغرب، الجزائر، ليبيا، موريتانيا، مصر، السودان، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، الإمارات، الكويت، البحرين، السعودية، سلطنة عمان، اليمن وتونس البلد المضيف. بالإضافة إلى عدد من المسرحيين العرب بالمهجر من عدة دول أجنبية. ويتقدم هذه الكوكبة من المبدعين الفنان السوري فرحان بلبل، الذي سيلقي كلمة اليوم العربي للمسرح، حيث تحتفل به الهيئة سنويا في العاشر من يناير .
وتصل العروض المسرحية المشاركة في هذه الدورة سبعة وعشرين عرضا، تتوزع بين العروض المتنافسة على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي لسنة 2017 وعددها أحد عشر عرضا، من المغرب، الجزائر، تونس، مصر، الأردن، سوريا، العراق، الإمارات والسعودية. وعروض المهرجان وعددها أحد عشر عرضا من المغرب، تونس، الأردن، سوريا، لبنان، الكويت وعرضين لمهجريي العراق بالسويد ومهجريي سوريا و فلسطين بألمانيا.هذا إلى جانب عرضين تونسيين يمثلان المسرح الهاوي، وثلاثة عروض للأطفال، من إنجاز المركز الوطني لفن العرائس الذي يحتفي بمرور 25 سنة على تأسيسه.
ويتميز المؤتمر الفكري لهذه الدورة بالتنافس المسبق بين مائة وإثنين وثلاثين باحثا وناقدا من مختلف أرجاء الوطن العربي، تم انتقاء إثنين وأربعين متدخلا منهم للتباحث، خلال ثماني جلسات فكرية حول محور “المسرح بين السلطة والمعرفة”، كما سيعرف المجال الفكري تنظيم ندوة حول المسرح الموريتاني بعنوان “المسرح الموريتاني اليوم و غداً”  انطلاقا من اهتمام و رعاية الهيئة الموجه للمسرح في موريتانيا منذ سنوات، و الذي توج أخيراً بورشة التجديد المسرحي التي استمرت قرابة الشهرين. هذا إلى جانب ندوة حول نص ” من قتل حمزة؟” الذي تم تأليفه بشكل مشترك بين كاتبين عربيين، و قد ولد النص من رحم الدورة التاسعة التي عقدت في الجزائر يناير الماضي.
كما سيلتقي المسرحيون العرب والجمهور التونسي مساء كل يوم، مع ندوات نقدية تطبيقية لمناقشة العروض المسرحية المتنافسة على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2017، لإلقاء الضوء على مختلف جوانب ومكونات تلك العروض.
وتشجيعا لدعم الكتاب وخاصة الشباب منهم في التأليف والبحث العلمي، نظمت الهيئة مسابقة تاليف النص المسرحي الموجه للكبار فاز بها ثلاثة مؤلفين من العراق، مصر وفلسطين ومثلها تأليف النص المسرحي الموجه للصغار، عادت لثلاثة كتاب من مصر، العراق والجزائر، وسيتم تكريمهم خلال أنشطة المهرجان. كما تم إجراء مسابقة في البحث العلمي للشباب دون 35 سنة في محور “الخطاب المسرحي بين المخرج والمؤلف” تأهل منهم خمسة،  من المغرب و مصر والسودان، هذا وستعقد المرحلة النهائية لهذه المسابقة خلال فعاليات المهرجان تحت إشراف أكاديميين متخصصين في المجال.
وستشهد فضاءات المعهد العالي للفن المسرحي والمركز الوطني لفن العرائس أربع ورشات تكوينية  في مجالات؛ الكوميديا ديلارتي وفن الأقنعة وفن المايم وفن العرائس. إلى جانب ورشة مخصصة للشباب العربي بالمسرح الوطني بتونس، وورشة لفائدة ناشئة الشارقة بفضاء تياترو، وورشة بمدينة الثقافة في تقنيات الإضاءةة لفائدة تقنيي مراكز الفنون الركحية بتونس.
ويقام بهذه المناسبة معرض لمنشورات الهيئة العربية للمسرح والتي تقارب 200 مؤلفا ما بين إبداعات ودراسات وتراجم ووثائق.
وستتميز هذه الدورة بحضور المسرح التونسي بقوة، من خلال سبعة عروض، ثلاثة منها بالمسابقة وأربعة في المهرجان، إلى جانب عرضين للهواة وثلاثة عروض لفن العرائس. كما ستفتتح بعرض “خوف” للفاضل الجعايبي، المسرح الوطني، وتختتم بعرض “ثلاثين و أنا حاير فيك” لتوفيق الجبالي، مسرح تياترو، مع تخصيص تكريم مستحق لعشرة من نساء ورجال المسرح التونسي، رشحتهم وزارة الشؤون الثقافية للتكريم، نظير عطائهم المتواصل في الميدان المسرحي، و هم الفنانات و الفنانون:
1. دليلة مفتاحي
2. سعيدة الحامي
3. صباح بوزيتة
4. فاتحة المهداوي
5. فوزية ثابت
6. البحري الرحالي
7. أنور الشعافي
8. صلاح مصدق
9. محمد نوير
10. نور الدين الورغي
 علاوة على إصدار خمسة كتب حول المسرح التونسي لمؤلفين توانسة.
ومواكبة لكل هذه الفعاليات سيتم تنظيم حوالي خمسة و ثلاثين مؤتمرا صحفيا بالمركز الإعلامي للمهرجان الذي يديره نخبة من نساء ورجال الإعلام التونسيين، وذلك للتعريف بمختلف الأنشطة وتغطية كل الفعاليات، إلى جانب النشرة اليومية للمهرجان، التي تتولى التغطية الخاصة للبرنامج العام. هذا إلى جانب بث العديد من الفقرات بشكل مباشر عبر موقع وقناة الهيئة الإلكترونية، حيث من المرتقب أن يتابع كل الفعاليات حوالي أربعين ألف متفرج ومهتم مباشرة بالمسارح وقاعات الندوات، إضافة إلى المتابعات عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
ويرتقب من هذه الدورة، التي تعرف تعاونا مثمرا بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الشؤون الثقاقية بتونس، والتي تختتم العقد الأول من مسار مهرجان المسرح العربي أن تكون فارقة وجسرا للإنتقال نحو دورات جديدة بنفس جديد وبتصور جديد يرسخ الشعار الدائم ” نحو مسرح عربي جديد ومتجدد”.


الاثنين، 18 ديسمبر 2017

دعوة للمؤتمر الصحفي للإعلان عن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

دعوة للمؤتمر الصحفي للإعلان عن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي

تدعوكم الهيئة العربية للمسرح، لحضور و متابعة المؤتمر الصحفي، الذي سيعقده الأمين العام اسماعيل عبد الله، للإعلان عن فعاليات الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، التي ستعقد في تونس من 10 إلى 16 يناير 2018، بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية.

المكان : مقر الأمانة العامة . ش شرقان، منطقة الشرق، مدينة الشارقة.

الزمان : يوم الثلاثاء 19 ديسمبر 2017، الساعة 11:00 صباحاً.

سيتم بث المؤتمر على قناة الهيئة العربية للمسرح.

صدور كتاب جديد "المسرح والصحراء" عن ثقافة الشارقة

مسرحية شنكال و ميزة العرض التعبوي الملحمي

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية شنكال و ميزة العرض التعبوي الملحمي

ظفار المفرجي 


عرضت المسرحية على خشبة المسرح الوطني يومي الأربعاء و الخميس
 30 – 31 / 8 / 2017     الساعة السابعة مساءا 
من تأليف و اخراج عبد علي كعيد
و تمثيل 
طه المشهداني                      جاسم محمد                   عمر ضياء الدين 
سلوى الخياط                       شاهنده                         صفا نجم 
عماد حسن                        صادق والي                    عقيل زاير
علي كاظم                        مكي كاظم                      سجاد حسين     
محمد ابو العز                       كرار وصفي                    محمد لطيف  
جهاد جاسم   
يقدم العرض المسرحي ( شنكال ) ( ) كما هو واضح من عنوانه ( و هو الأسم المقابل الكردي للأسم العربي سنجار ) احداثا وقعت فيها و تلك هي الأحداث المأساوية التي نتجت عن احتلال داعش لهذه المدينة المسالمة ، و العرض المسرحي  يوظف قصصا متفرقة غير مترابطة الا من حيث الغاية منها ، و هي ( اثبات جرائم الاحتلال الداعشي التي اقترفها ضد سكان المدينة ) و اعادة تقديمها مثل سبي النساء و قتل العوائل و تهجير السكان ، و من هذه القصص : - 
1- ( ثلاث قصص متفرقة لثلاثة من النساء اللائي تم سبيهن )  و هن : - 
أ – الأولى : التي فقدت ولدها و زوجها و مثلت الشخصية  الممثلة ( شاهنده )( )
ب- الثانية : التي فقدت زوجها و اخوته و مثلت الشخصية الممثلة ( صفا نجم )  (  )
ج – الثالثة فقدت عائلتها امها و اخوتها و مثلت الشخصية الممثلة ( سلوى الخياط ) (  )
2- جانب من شخصية الزوج الحبيب مع المرأة الثانية و مثل الشخصية  الممثل ( طه المشهداني ) (  )
3- احداث يومية متفرقة مارسها الدواعش على السكان و كان ابطال هذه المشاهد الممثلان ( عمر ضياء الدين )( )  و  ( جاسم محمد ) ( )
و بهذا نرى ان النص لا يعتمد على قصة واحدة بل هي عدة قصص بمثابة دورات ايهام صغيرة متتالية ( قصص صغيرة فردية غير مكتملة + مشاهد عامة كاريكاتيرية في سوق ، مدرسة ، مجالس سمر  ) ليوظفها على نحو شعبي ملحمي(  ) ممزوج بمشاهد تداعي تعبيرية(  ) . 
ويعتقد الكثيرون بضرورة توحيد المناهج الإخراجية في العرض المسرحي الواحد لاختلاف سرعالإيقاع بين المشاهد التعبيرية و الملحمية عموما مع ملاحظة ان المخرج ( بريشت ) ( ) نفسه قدم التعبيرية في بعض مشاهد مسرحياته الملحمية الا انه يكسر ايهام  تلك المشاهد دائما بفعل ( راوي او موسيقى ملحمية او اي فعل غير مألوف يكسر ايهام التلقي ) ، و يذكر انه  ابتدأ تعبيريا. ثم ولج مسرحه التعليمي و اخيرا تطور كل ذلك الى الملحمية ، كما انه شكك في غاية كل ذلك في ايامه الأخيرة بعد ان كان ينادي بغاية تعليمية للمسرح و اعلن ضرورة ان يقدم المسرح المتعة ايضا قبل التشكيك بالمعلومات و اضافة المعرفة . 
و من المهم التنبه في العروض الى وسائل العرض التي تلجأ  الى تحويل النص ايقاعيا من حال الى حال ، مثل التعبيرية كأساس للنص ، يتحول الى الملحمية كأساس للعرض ، و كان هذا توجها صائبا في شنكال ( الذي يتضح جليا تحويل المخرج اجرائيا بين نصه كمؤلف من تعبيري تاريخي يخلو من الوسائل التسجيلية ( الوثائقية )   الى الملحمية الشعبية  في نص المخرج ) فالقصة هي قصة لتحرير مدينة  و احتلالها و معاناة اهلها وهي ملحمة مثالية من كل الوجوه  ،بالإضافة الى الإمكانات العالية للممثلين في هذا العرض و قدراتهم على التحكم بعواطفهم على المسرح ما يجعل الدخول ايهاما و كسره الى الشخصية امرا متيسرا ، و هي ميزة في العروض الملحمية  ،  الا ان الأداء التعبيري الموفق لوحده يعد غير موفق في حال ربطه مع المشاهد الملحمية ، و السبب وجود اختلافات ايقاعية ما بين مشاهد التداعي الحزينة ذات الإيقاع البطيء  و الملحمية في نص العرض ، التي جنحت الى جو الاحتفال سريع الإيقاع ما ولد فرقا في الإيقاعغطت عليه براعة الممثلين و حنكة المخرج في العرض . 
و قد  حاول المخرج في نصه تضمين العرض مشاهد فرجة مباشرة في كسر للجدار الرابع و حاول مخاطبة الجمهور في البداية بمشهد فرجوي احتفالي من نوع التمثيل داخل التمثيل ( و لم يستمر هذا الخط ، اذ استخدمه المخرج في المشهد الافتتاحي فقط و ابتدأ العرض بتحديد نقطة البداية على يد مجموعة تتحدث عن تقديم عرض و اعلان احدهم ( كيو ) التي يبتدأ تصوير السينما  و التلفزيون بها و لا يعود بعدها الى هذا الأسلوب الفرجوي الاحتفالي حتى النهاية ) 
و جاءت المشاهد بعد لحظة البداية كالتالي : - 
1- فور الولوج الى العرض نسمع صوت مذيع الغزو الداعشي يعلن عن احتلال داعش المناطق المقصودة مع الربط مع صراخ النساء و هو اختزال للزمن على المسرح كما نعلم و دخول الى الأحداث التي رافقت عملية الاحتلال ..
2- تدخل السبايا ( في اختزال اخر يشبه الأنسيرتات في السينما لاختزال الزمن مع تفسير الحالة المسرحية في دورات ايهام صغيرة كل شخصية نسائية من السبايا  تتحدث عن حالتها و هن ثلاثة كما اسلفت
3- مشهد تعبيري حركي يعبر عن عملية السبي و الاغتصاب
4- مشهد المدرسة التي يعلم فيها الدواعش افكارهم للعامة و هو مشهد يوضح كيفية تعامل الفكر الداعشي مع الناس
5- مشهد بين الزوج و زوجته يتحدثان فيها عن حبهما و طريقة قتل الزوج  و سبي الزوجة و هو مشهد تعبيري شاعري
6- ثمتعادقصةسبيهاووقائعهافيمشهدتعبيرييدخلفيهراقصونليؤدواحركاتسحبكأنهميصطادون النساءحتىتسقط،والمشهدمشابهلعمليةالاغتصابالتعبيريةالأولىثميأتيالإظلام
7- فيالمشهدالتالينسمعموسيقىراقصةويدخلالممثلينيؤدونالدبكةالكرديةكأنهميعملونزفافللعشاقوهيوحبيبهاحاضرانهوفيالجانبوهيفيالوسطوكانالدخوللموسيقىراقصةبعدموسيقىتعبيريةكسراايقاعياجميلااسسعلىتضادصوتيسمعيينبهالحواسويجعلهاتتنبهلتلقيالعرض .
8- مشهد السوق الشعبي
9- مشهد فيهتتداعىامالطفلفيانتظارمولودهالترضعهلكنهميمنعونهعنهاليمارسواالجنسمعهافيذبحونهويطعموهلأمهفيجريمةبشعةلانهايةلهاالاموتالأمعلى نحو تعبيري .
10- المشاهدالأخيرةوهيمشاهدعامةعنداعشييكذبفيهاعلىالسكانالمصدقينحولبطولاتهالزائفةفيهربحالوقوعالقذائفلتتضحاكاذيبهمعاعلانسقوطالولاياتالمتلاحق .. وينتهيالعرضبالدبكةالكرديةذاتهاوهينهايةموفقةلنهايةاحتلالوفرحالأهاليبالتحرير .
و خلال هذه المشاهد 
1- استخدمالعرضالرقصوانلميكنباحترافيةلتفعيلالشعور بالاحتفالالذييسمحبالتفاعلمعالمتلقيوتلككانتالغايةمنههناايضاعبراستخداماسلوبسهل في الرقص هو ( الدبكةالكردية ) التييفتتحبهاالعرضوتعادفيداخله
2- فسرالعرضالجرائمعلىانهاافعالغيربشريةعبرتشويهالشكلالإنسانيللراقصبوضعقماشابيضعليهليمنحهشكلشبحيعندتصويرهمشهدملاحقةامرأةليغتصبها،ثمتتداعىهذهالمرأةوتتحدثعنشعورهابالخزيوانسانيتهاالمجروحةمنعمليةالاستعبادوالاغتصابالمتلاحقلجسدهاوانسانيتها،ثمتعودهذهالأشباحلتتمعمليةالاغتصاب ( الجريمة ) مرة اخرى
3- استعار العرض من الصوفية العزف على ( الطارات ) ، اننانرىالشخصيتانالداعشيتاناللتانيؤديهماالمبدعان( جاسممحمد) و( عمرضياءالدين) تدخلانتضربانعلى( الطارات ) ،اناستخدامالعرضللأسلوبالساخراضطرهلاستعارةالغناءالإيقاعيبـ ( الطارات) منالدراويشواغنيةتهكميةجميلة( عبوة + عبوةمفخخاتثلاثة .. الخ ) وهيتشيرايضاالىدرسالرياضياتفيواحدةمنمدارسداعش،ثميدخلونالىدرسالوطنيةوالتربيةالإسلاميةفينفسالفصل،وهويستخدماسلوبالترديدلإشاعةالإيحاءبالصفالمدرسي .
4- اعتمدالعرضعلىاستخدامالموسيقىكفاصلزمنيممتدمابينالمشاهدلأعلامالمتلقيبمرورالزمنوتغيرالحالةكمافيحالةالكمانالكرديوالانتقالالىمشهدالحبيب ( طهالمشهداني ) وحبيبته ( الفتاة ) حيثيظهرمرتديااللونالأبيضللدلالةعلىالطهارةبسببموتهشهيدامغدورا،وقصتهما ( الحبيبين ) اناهلهقتلواوزوجتهوالنساءتمسبيهنثم يغتالوهبعدانعادالىالمنزلراكضا . وبقيتجثتهدوندفنويتحدثعنروحهالتيترىالقتلةيصرخوناللهاكبروهويسردقصةبأسلوبالأيامقصصمتداخلةكأمثلةمنماحدثفيارضشنكالثمترقصرقصاتعبيرياعلىوقعانغامموسيقىمسموعةفيالتلفزيونكثيرا .
5- استعار العرض السوق الشعبية البغدادية و قدمها على انها سوق في سنجار في زمن داعش
6- باع بائع الكتب كتب عربية في سنجار التي يتخاطب سكانها بغير العربية
7- ماانيدخلوكلاءداعشيخافالناسفتراهميعلنانبنفسالأسلوب( الطارات ) والغناءمنعالدجاجالمشويوالماءالباردلأنالرسوللميحبهماكذلكثمتممنعالموسيقى ( التييستخدماهافي هذه اللحظة وهي مفارقة ) وفيهذهالأثناءيغنيانمرتينالأولى ( كلبكلب ) والثانية ( امسواليوم ) واخيرايدخلاحدهمليعلنخبرسقوطالولايةالثالثة
8- استخدم العرض شكل العرض الملحمي الذي يحتوي على عدة قصص و عدة دورات ايهام تنتهي ما ان تتم تأثيرها و تربطها الفكرة ، بل يقدم القصص على اساس مفهوميتها ( ارتباطها بشنكال ) و بالتالي لا يوجد زمن معلوم الا ما يحدده المتلقي للحدث . و بالتالي يحدث الربط في عقل المتلقي . 
9- ابتدأ العرض بأسلوب الفرجة ثم دخلنا في المشاهد مباشرة دون معين درامي الذي غادرنا مع الفرجة ، و كان العرض بحاجة الى معين درامي ( راوي مثلا ) كواحد من حلول العرض الملحمي
10- استخدمالعرضمفرداتكوميديةمتداولةشعبيةبغداديةاوعربيةعراقيةعامةولميستخدممفرداتشنكاليةاومالهعلاقةبشنكال
11- كان للموسيقىالتأثيرالنفسيعلى الحدثقبلالحدثنفسهونجاحهافينقلناالىالشمالحيثشنكال ( روحيةسنجارالمفقودةوالتيحصلناعليهامنخلالالموسيقىوالدبكةالكرديةوالمشاهدالتعبيريةالمؤلمة)
و في التمثيل نرىان الممثل (  طه المشهداني ) قدازاحعننبرهصوتهايرنين،و رفع كلالانفعالاتالتيتلتصقبالصوت .. و كان لايندفعفيالتداعيويؤديبأداءبارد ان صحت التسمية  . ولايمدبالأسلوبالمسرحيو هويؤدياداءممثل قادرعلىالسيطرةعلىحواسهويسيطر على هدوءهالداخلي. و كان حضورا جيدا
اما الممثلان (  جاسم محمد )  و ( عمر ضياء الدين )  اللذين التقيا في عروض  كثيرة من قبل معا ، فأنهما يجيدان الغناء و العزف على الآلات الموسيقية الإيقاعية و بعض الآلات الأخرى و هي ميزة وفق الى استخدامها المخرج عبد علي كعيد ، رغم تقديمهم سابقا في عروض اخرى لشخصيات تعزف الإيقاعات اثناء العرض .
ان الممثل ( جاسم محمد ) يمتلك حضورا على المسرح و قدره على التحكم بطبقات صوته ، الأمر الذي يمكنه من  اقناع المتلقي بطريقة هادئة ، الأمر الذي يسمح له بضبط و شد الأيقاع ، و هو ممثل يمتلك ذهن حاضر على المسرح يسند المشهد دائما .
اما الممثل ( عمر ضياء الدين )  فيميل الى التمثيل التقديمي لكونه قادر على استخلاص الميزات الخارجية للشخصيات على نحو سريع ، و تلك هي من ميزات الممثل الملحمي ، و هو يمتلك القدرة على التمييز بين الحالات و المطاولة على المسرح و حسن التصرف ، كما يمتلك القدرة على التحكم الناتج عن الخبرة كونه طالب اكاديمي للمسرح ، و هو يحمل شهادة الماجستير في التمثيل . 
و تعد الممثلة ( سلوى الخياط ) ممثلة جيدة تمتلك القدرة على التمثيل باللهجة المحلية و اللغة العربية الفصحى و هي ميزة بين الممثلات هذه الأيام ، كما تمتلك الثبات على المسرح الأمر الذي اهلها للفت الانتباه ما ندعوه بالحضور ايضا . 
اما الممثلة ( شاهندة ) التي سجلت حضورا لافتا في هذا العرض و افصح عن امكانية كبيرة في الأداء اسندها شخصية مكتوبة على نحو جيد ( شخصية الأم ) ، الا انها تميزت بالبطء في اطلاق الحوار ، مع حضور لافت على المسرح .
كما تميزت الممثلة ( صفا نجم )  في ظهورها الأول على خشبة المسرح الوطني و تمكنت من تقاسم الحضور و المشهد مع الممثل (  طه المشهداني )  ، و تمكنا معا من تقديم مشهد جميل ما يوضح امكانياتها العالية . 
اما باقي الممثلين فقد ساد على اداءهم الحضور الجماعي المساند للمشاهد الجماعية الشعبية ( المدرسة ، السوق ، جلسات السمر بين الرجال ) و تميز فيها الممثل ( علي كاظم ) بائع الكتب و  الممثل ( صادق والي ) بائع اللفات و الممثل ( عماد حسن  ) في المدرسة 
و قد اتضحت على نحو جلي في هذا العرض امكانيات المخرج ( عبد علي كعيد ) ( ) كمؤلف ايضا ، فمن الواضح انه وضع نصا مغايرا لنص العرض الذي اشتغل عليه في بداية تمارينه بسبب من التغييرات الطارئة التي واجهها ، و امتلك في البداية نصا مؤلفا على مستوى عال و بلغة لم نعهدها من الكاتب ( عبد علي كعيد ) و بلغة عربية فصيحة لها وقع شاعري منه هو الذي تعودنا فيه اجادته للنصوص التي تكتب باللهجة الدارجة و للمسرح الشعبي على وجه الخصوص ، و يعد (  كعيد )  احد المخرجين القلائل الذين يجيدون استغلال اخطاء الممثل خصوصا في المشاهد الجماعية و توظيفها في خدمة العرض المسرحي لذا فتعاونه في اعمال سابقة مع ممثلين غير معروفين ميزهم بسبب حسن توظيفه لهم ، و افصح هذا العرض عن جرأة في التحول في المعالجة ما بين المخطط الرئيسي على الورق و الواقع على الخشبة . 

الاستنتاجات
1- تفتقر الدراما العراقية للطراز عادة فنرى انواع الدراما من المسرح الى التلفزيون يتحدثون بلهجة واحدة في اي رقعة من العراق و هذا خطأ بينما الفنان المصري مثلا يتحدث لهجات مختلقة حسب المناطق و الأمر يشبه ذلك في البناء المختلف ما بين منطقة و اخرى و شكل المنازل و الإيقاع العام و الموسيقى و الذوق العام انت تشعر بذلك .. انه الطراز 
2- تفتقر الفرقة الوطنية للتمثيل الى الممثلات الشابات التي يوصى بتعينهن او التعاقد معهن
3- استخدمالعرضمفرداتكوميديةمتداولةشعبيةبغداديةفي عرض جاد 
4- يعد المخرج ( عبد علي كعيد )  احد المخرجين الذين  يجيدون  توظيف الممثلين المتفاوت اداءهم لينتج مسرحيات شعبية متميزة منهم 

الهوامش :
-------------------
- سنجار (بالكردية: شنگال) هي مدينةعراقيةو مركزقضاء تقع في غرب محافظة نينوى شمال العراق على جبل سنجار وتبعد عن مدينة الموصل  80كم2، يسكنها أغلبيةمن اليزيديين وأقلية من التركمان  والعرب،يبلغ   عددسكانهاأكثرمن 84 الف نسمة بحسب أحصاءعام 2014. ويكيبيديا ،شبكةالأنترنت العالمية .
-شاهنده : ممثلةعراقيةشابة،مثلت ادوارافي المسرح ( مسرحيات شعبية ) ،في التلفزيون مسلسلات ( حرائق الرماد ) و ( الشيطان في قلب امرأة ) وغيرها،وافلام سينمائيةايضا .. الكاتب
- صفانجم : ممثلةعراقيةشابة،دبلوم سينمامن معهدالفنون الجميلة،مثلت للسينماوالمسرح. الكاتب
- سلوى الخياط : ممثلةعراقية،عضو في الفرقة الوطنيةللتمثيل،مثلت للمسرح ( الحريق ) لمحسن العزاوي واعمال اخرى،وللسينما ( ابنبابل ) لمحمدالدراجي وغيره،وللتلفزيون ( مواطن تحت الصفر ) .. الكاتب
- طه المشهداني : ممثل عراقي،عضو الفرقةالوطنيةللتمثيل،بكالوريوس تمثيل مسرحي من جامعةبغداد،مثل ادوارمهمةفي المسرح هذه السنة ( مانيكان ) لفاروق صبري و ( ضياع ) لحسين علي صالح،وللتلفزيون ( سنوات النار ) و ( الطوفان ثانية ) و ( فدعة ) واخرى،وله ادوار مهمةفي السينما .. الكاتب
- عمرضياءالدين : ممثل ومقدم برامج عراقي،عضوالفرقةالوطنيةللتمثيل،ماجستيرتمثيل مسرحي،مثل للمسرح عروضا مهمة منها ( عبدالله السائب ) لد.زهيركاظم،كمامثل للتلفزيون والسينما،وهومقدم برامج تلفزيوني وله برامج على القنوات بغداد والديوان. الكاتب
- جاسم محمد : ممثل عراقي مسرحي،عضوالفرقةالوطنيةللتمثيل،بكالوريوس مسرح،مثلادوارا مهمةللمسرح والتلفزيون والسينما ومن المسرحيات ( حكايةبدرووفيقة ) لقاسم السومري،و ( عبدالله السائب ) لد . زهيركاظم. الكاتب
- الملحمية : شكل مسرحي في الكتابة والعرض ظهرفي نهايات القرن ا لتاسع عشر،محاولةًمن المسرحيين للخروج من أزمةالشكل الدرامي المهيمن،باللجوء إلىأدوات السردالملحمي التي كانت حكراًعلى الملحمة وحسب. والهدف من ذلك هوالخروج من محدوديةالشكل الدرامي التقليدي،الذي اقتصرعلى عرض قصصالأفراد،بغرض عرضالعلاقات المجهولة التي تملي على الفردسلوكاًمعيناً،في حين يبدو سلوكهاختياراًحراً. وقدانحصرتهذهالمحاولاتبدايةفيألمانيا . الموسوعة العربية ، شبكة الأنترنت العالمية .
- التعبيرية مذهب الفن يستهدف،في المقام الأول،التعبيرعن المشاعرأوالعواطف والحالات   الذهنية التيتثيرها الأشياءأوالأحداث في نفس الفنان،ويرفض مبدأالمحاكاةالأرسطية، . ويكيبيديا،شبكةالأنترنتالعالمية .
- برتولت بريشت (ولدفي أوجسبورجفي 10 فبراير 1898 – ماتفيبرلينفي 14 أوغسطس 1956) هوشاعروكاتب ومخرج مسرحي ألماني. يعدمن أهم كتابالمسرح في القرن العشرين. كماأنه من الشعراءالبارزين.اشتهر بتطويره لنظرية المسرح الملحمي . ويكيبيديا،شبكةالأنترنت العالمية .
- عبدعلي كعيد : كاتب مخرج مسرحي عراقي،ماجستيرسينما،عضوالفرقةالوطنيةللتمثيل،احرج مسرحيات عديدة منها ( زينب والنمل ) تأليف طه سالم ولهالعديدمن المسرحيات الشعبية تأليفاواخراجا . الكاتب

د.عقيل مهدي يوسف : مسرح السيرة تحفيز المتلقي لأسماء شكلت منعطفات بطروحاتها المفصلية وهو يمسرح سيرة كبار المبدعين

مجلة الفنون المسرحية

د.عقيل مهدي يوسف : مسرح السيرة تحفيز المتلقي لأسماء شكلت منعطفات بطروحاتها المفصلية وهو يمسرح سيرة كبار المبدعين

حاوره : عبد العليم البناء


لم تكن مسرحيات السيرة في المسرح العالمي تشبه ماأقدمه أنا في المسرح العراقي
تعاملت مع الوقائع الحياتية للشخصية فنقلتها من أفق الماضي الى أفق افتراضي مستقبلي فيه سحر المسرح
التعامل الإبداعي مع الشخصيات فيه جزر ومد ومتعة وألم واضطراب وسكون وتحد يقودك الى أي عالم مسرحي ستقوم بإبتكاره
رسالتي اعلاء شأن كبار مبدعينا الذين أثروا الوجدان وترجموا الآمال ومهدوا جسورا للعبور نحو المستقبل
في قراءتي لتجربتي أجدني بحثت عن درب مسرحي فيه الكثير من الإنجاز

الفنان والكاتب والمخرج والناقد الجمالي ا.د.عقيل مهدي ، كان ومازال من العلامات الفارقة في الذاكرة المسرحية العراقية ، بل والثقافة العراقية ، فقد ارتقى منصات البوح عبرفضاءاته الجمالية ، واستنباطاته الفلسفية ، وبناءاته التكوينية لعناصر العرض المسرحي ، الذي حقق أعلى درجة من درجات الاستجابة المثلى ، على مستوى الفرجة الشعبية والنخبوية ، من خلال أعماله المسرحية المتنوعة ، التي شدت إنتباه المتلقي والناقد في آن واحد ، ولعل من بين أبرز ابداعاته المتفردة ، ما قدمه من نماذج ريادية ، في إطار (مسرح السيرة) ، الذي تميز به ، محليا وعربيا ، لنخبة من كبار مبدعي العراق ، إبتدأها بمسرحية (يوسف يغني) ، وكان العمل يعد تأسيسا ل(مسرح السيرة) ، خاضها مع طلاب كلية الفنون الجميلة آنذاك، وتوالت مسرحياته ومنها : (جواد سليم يرتقي برج بابل) ، و(السياب) ، و(الصبي كلكامش) ، و(ظرفاء بغداد مع قاسم محمد) ، و(الجواهري) ، و(الحسين الآن) وغيرها ، وصولا الى (علي الوردي وغريمـه)، التي أخرجها زميله الدكتور قاسم مؤنس… مع الأستاذ الدكتورعقيل مهدي يوسف ، كانت لنا هذه الجولة من الحوار، التي توقفنا فيه عند محطات عدة من منجزه الإبداعي ، المتمثل ب(مسرح السيرة):
* من بين تجاربك المتنوعة في التأليف والاخراج المسرحي نهضت بمهمة مسرحة سيرة نخبة من كبار مبدعي العراق.. ما السر الذي دعاك لذلك وهل سبقك أحد الى هذا الامر ؟

– ليس ثمة أسرار في اللعبة المسرحية – حسب بيتر بروك – المهم ، هو التحفيز الفني للمتلقي ،عبر أسماء شكلت منعطفات بطروحاتها المفصلية في حقول اختصاصها ، سواء من داخل السياق الفني المسرحي (الداخلي)، أ ام من خلال السياق (الخارجي) الموازي ، تأريخيا ، واجتماعيا ، لبطل السيرة الافتراضية. وهم حقا ” نخبة ” ولكن ليس بالمعنى التقليدي ، للابراج العاجية ، التي تفصل المبدع عن جمهوره ، بل تراهم يؤسسون لقيم مجتمعية متقدمة ، بأفكار نيرة ، وهموم وطنية متميزة وبمواقف عضوية تروم البناء ، والتغيير ، والقطيعة مع الجانب المتخلف في العادات وأنماط التفكير ، الزائفة ، والمحنطة . ربما تطورت تجربتي في هذا الاطار ، بعد أن أردت الانتقال تأليفا واخراجا ، من تحويل النمط الحياتي الخاص بالمبدع ، الى لغة ترميزية وتعبيرية على المستوى الحسي، ومخاطبة الجمهور بلغة مؤثرة تقوم على التأويل ، لا المحاكاة السطحية لهذه الشخصية ، أو تلك ، فهذا من شأن المؤرخ وليس الفنان.
لا يحدث (السبق) في طفرة ، في تناول الشخصيات مسرحيا ، خذ مثلا برومثيوس ،أوديب، وسواهم ، ستجد الكثير من المسرحيات العالمية ، موثقة بأسماء محددة ، ولكني أجد أن الأمر الجوهري هو في الرؤية الجديدة ، والحبكة البنائية المتخيلة ، وفي الاتجاه الجمالي الذي راهنت عليه في العملية التواصلية مع الشخصية وجمهورها في اطار شمولي جامع جديد ، وكمثال على ذلك أن ( يوسف العاني) حين شاهد عرضا عن شخصيته، قال لي : لقد جعلتني أبكي وأضحك من هذا الشخص الذي اسمه يوسف العاني ! ، وحفزتني على التعرف عليه من جديد.
* اذا كان الامر كذلك هل يمكننا اطلاق صفة رائد مسرح السيرة في العراق عليكم اذا صح التعبير.. ؟ وهل هنالك من خاض ما يشابه تجربتك الابداعية هذه ؟ وكيف تنظر لذلك؟
– حين نوقشت أطروحة دكتوراه بإشراف أ.د سامي عبد الحميد عن تجربتي قال بالنص : لم تكن مسرحيات السيرة في المسرح العالمي ، تشبه ماأقدمه أنا في المسرح العراقي ، وتفسير ذلك ، هو تعاملي مع الوقائع الحياتية ، للشخصية ، فأنقلها من أفق الماضي ، الى أفق افتراضي مستقبلي ، فيه سحر المسرح ، ودهشته ، وفيه كسر أفق التلقي ، لأمنح المتفرج مساحة جمالية حرة ، تجعله ينظر لهذا البطل من منظور ابداعي جديد، وكأنه يشاطره الحضور الآني في جو من التفاعل الخلاق.
قد تكون الريادة في هذا البعد المفارق للشخصية ، التي امتصها المسرح ، وأعاد بناءها تعبيريا.
* طيب ..وما القاسم المشترك الذي وجدته بين هذه الشخصيات من مواقف ، وهموم ، وتطلعات استنبطتها من سيرتها ؟ ولماذا هؤلاء بالذات؟
– الفنان المسرحي ، لايجد خيارا له بعيدا عن مجتمعه ، وهمومه ، بل يحاول أن يضع تصميما مبتكرا ، وليس قناعا خارجيا لشخصية منعزلة ، بل شخصية أشاطرها تطلعاتها ، في بنية زمانية ، ومكانية ، واسلوبية جديدة ، تتمرد على المقاييس الجامدة الساكنة ، الخارجة عن حساسية العصر ، والزمن المعاش ، وقادرة على التفوه بشفرات خاصة تحفزنا على تفكيكها، والوصول الى ايماءاتهاالسرية ، وأنساقها الجمالية المنفتحة ، على فضاءات غير متحفية .
* وأي الشخصيات كانت الأصعب وأنت تتجه لمسرحة ومعالجة سيرتها دراميا..؟
– التعامل الإبداعي مع الشخصيات فيه جزر ومد ، ومتعة وألم ، واضطراب وسكون ، ولكل منها ، يبقى التحدي الذي يقودك الى أي عالم مسرحي ستقوم بإبتكاره ، وأية حوارات ، وصراعات ، ومصائر واحداث ، وأحداث واجواء يتعين عليك هندستها ، وتصميمها ، لتجعل المتفرج يبوح مع نفسه ، أن الشخصية الفنية الحاضرة على المسرح ، تضارع في قوتها واستقلالها ، تلك الشخصية التي باتت طيفا من الذاكرة ، ونقشا في المدونة التأريخية السالفة.
* وهل نتوقع ان تكون لديك جولة اخرى مع شخصيات عراقية تأليفا واعدادا واخراجا ؟
– خلق الدهشة في الفلسفة الجمالية ، أمر يدعو للتأمل ، ربما تقودنا الثقافة في زمن التكنلوجيا ، وصراعات الأيديولوجيات الكبرى ، والعولمة ، الى مقاربة شخصيات جديدة ، وتستحق منا العناية والانتباه ، ولكن هذا الامر لا يتحمل التوسع الارادي الكيفي . هنا ينبغي التكثيف ، والاختيار والاختمار اللاشعوري ، الذي يشع فسفوره المضيء من داخل تضاريس مسرحية ، غير جاهزة ، لكنها تتوفر على ضرب من الغواية الشعرية المجنحة التي تقودك الى جزر متخيلة ، لكنها قابلة لإستقبال كينونة أبطالك المفترضة ،في مدائنها العجائبية ، ولا يخرب هذه الاحلام المسرحية ، سوى اقتحام خلوتك الملائكية هذه بالنثر الواقعي ، بسردياته التوثيقية الخالية من الروح الدراماتيكية المطلوبة.
* وما الرسالة التي أردت ايصالها عبر هذا الخيار الإبداعي؟ وما مدى الاستجابة المتحققة؟
– وجدت مخرجة وباحثة إنكليزية أعجبت بمسرحية (السياب ) في مهرجان القاهرة ، ومخرج تونسي مجدد ، ونقاد ونقاد عرب من مصر والمغرب ولبنان ، وكذلك من مثقفين عراقيين ودراسات أكاديمية ، وطلبة معاهد وكليات وفرق شعبية ، وأساتذة مخرجون لاعمالي ، هو مايشجعني على المضي ، قدما في تطوير تجربتي المسرحية هذه .
كان ( تشيخوف) يرى ، أن بإمكانه أن يصنع قصة مؤثرة ، من شيء عادي ، وشكسبير يرى أن حصانا صغيرا ، يمكن أن يحقق سبقا في مضمار التنافس مع الكبار، إذا كان نشطا . رسالتي المسرحية ، هي في طموحي لاعلاء شأن كبار مبدعينا العراقيين ، والعرب ، والعالميين ، الذين أثروا وجدان شعوبهم ، وترجموا لهم آمالهم ، ومهدوا لهم جسورا راسخة للعبور نحو المستقبل. فهم ليسوا أفرادا منعزلين ، بل هم بناة يشركون معهم شعوبهم لتحقيق صبواتهم.
* وعلى ماذا كنت تراهن جماليا وفكريا وابداعيا وانت تقدم على هذه التجربة لاسيما انك لجأت الى خيار اخراجي تسجيلي وربما توثيقي؟
– الجمالي في الفن ، ينتقل بالتوثيقي أو التسجيلي ، الى جوانب غير مرئية فيه ، بل هو يحاول أن يبتدعها ، ويجعلها حافلة بالمسرات والمتع البصرية ، والسمعية ، والحركية ، ويحرك أنساق المضمرات ويفجر تياراتها الداخلية ، ويوحي لنا بعوالمها الخفية ، الملونة ، بسحر البؤر المسرحية وجاذبيتها لجمهور يصغي لطقوسها الجمالية ، ساء كانوا كبارا ، أم صغارا ، بروح ديمقراطية سمحة ، وبإنسانية رفيعة.
* لو طلب منك وانت الناقد الجمالي المعروف تقديم قراءة مكثفة ومحايدة ومجردة عن هذه التجربة شكلا ومضمونا وأين سيتوقف قلمك سلبا وايجابا ؟
– المسرح عمل جماعي ، في قراءتي لتجربتي ، أجدني بحثت عن درب مسرحي ، فيه الكثير من الإنجاز ، ووفرت فرصة لطلبتي ، في الدراسات الأولية ، والعليا، لكي يدلوا بدلائهم عنها ، وقد أخرج الطلبة والأساتذة بعضا من مسرحياتي ، ومازلت أحاول تطوير مساري هذا ، برغم معوقات إنتاجية ، تحول دون تقديم نصوص جديدة ، وكذلك أنحسار بعض المبدعين من الممثلين ، والتقنيين ، لمؤازرتي ، في محنة مسرحنا العراقي والعربي ، المتعددة الأوجه ، والحافلة بالمفاجآت.
* كلمة أخيرة …
– سأرى يوما ، أن السيرة الافتراضية ، ستصبح خيطا حريريا في عروض إبداعية جديدة، لها نسيجها الشبابي الخاص ، والأكثر امتدادا في مسرح جاد وجماهيري حقيقي ، جميعنا نتطلع اليه.
من عروض مسرح السيرة 

من عروض مسرح السيرة 

الأحد، 17 ديسمبر 2017

كلية الفنون الجميلة بابل تحتفي بالكاتب المسرحي المغترب صباح الأنباري

مجلة الفنون المسرحية

كلية الفنون الجميلة بابل تحتفي بالكاتب المسرحي المغترب صباح الأنباري

عماد الزاملي- جامعة بابل 


احتفى المسرحيون في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل بالمنجز الابداعي للكاتب المسرحي المغترب صباح الانباري في أصبوحة أكاديمية، تضمنت جلسة نقدية لأعمال الكاتب وتوقيع مجموعته المسرحية التي حملت عنوان " المسرحيات الصوامت " . 

ترأس جلسة النقد الدكتور حميد الزبيدي الذي تحدث عن حياة الكاتب المسرحية وعده  من رواد المسرحية العراقية في مسرح الصوامت، إذ كتب الأنباري المسرحية والشعر وقصيدة النثر والقصة والقصة القصيرة والدراسة النقدية فضلا عن التصوير الفوتوغرافي، كما شارك الانباري في العديد من المسرحيات ممثلا ومخرجا، وحاز على جوائز عديدة ومنها الترتيب الاول في مسابقة مجلة الاقلام العراقية للنص المسرحي عام 1993،  ثم تطرق الزبيدي إلى إصدارات الانباري في مجال المسرح . 

واستعرضت الدكتورة رند علي حسين سيرة الكاتب فقالت : ان الكاتب ولد في مدينة بعقوبة العراقية ( 60 كم شمال بغداد) عام 1954م. نشر أول مقالة له عام 1971 م في مجلة(الثقافة) العراقية تحت عنوان(أبعاد جديدة في شعر الستينات) . وساهم الانباري عام 1974 م كمساعد للمخرج العراقي الكبير سامي عبد الحميد في مسرحية (مهاجر بريسبان) التي كتبها العربي المغترب جورج شحادة. واخرج لفرقة مسرح بعقوبة للتمثيل عددا من المسرحيات . حازت مسرحيته الأولى (زمرة الاقتحام) وهي من الخيال العلمي على الترتيب الأول في مسابقة مجلة (الأقلام) العراقية عام 1993م ونشرت في المجلة نفسها عام 19094م. وفي عام 1994 م حازت مسرحيته (الصرخة) على جائزة الدولة للإبداع، وعلى الرغم من فوزها هذا لم تجزها الرقابة ولم تسمح بعرضها على المسارح العراقية. كما حازت دراسته النقدية الموسومة (استلهام وعصرنة التراث) على جائزة الدراسات النقدية الأولى 2009. له عدد من الكتب منها : طقوس صامتة وليلة انفلاق الزمن، والبناء الدرامي، وارتحالات في ملكوت الصمت . 

بعد ذلك تحدث الدكتور زيد ثامر عبد الكاظم في مجال ( نقد كتاب مذكرات مونودرامية ) حيث يشير الدكتور إلى أن الكاتب المسرحي في كتابه على ثلاثة مواضيع تبعا لمفهوم المونودراما فالمستوى الأول سمي ( بالمونودراما ألواح وأرقام ) فجاءت تلك المسرحيات ( سدرة في حديقة الأمة ) و ( جندي نصب الحرية ) و ( عامل في جدارية فائق حسن ) والمستوى الثاني سمي ( موندراما سبايكرية ) وضمت مسرحيات ( قبل الموت بخطوات ثلاث ) و ( إطلاقة واحدة حب ) و ( حكاية السيد كرسي ) عكست واقع سبايكر ومعاناة الجندي وشخصية الكرسي، اما المستوى الثالث فسمي ( مونودراما تعاقبية ) فقد اشترك الكاتب مع صديقه المخرج فاروق صبري بتجربة جديدة لموضوعة المونودراما . 

وتحدث الدكتور احمد محمد عبد الامير عن فن الايماء الصامت حيث تطرق إلى سيناريو المسرح الصامت وسيناريو الفلم السينمائي والفرق بينهما، مشيرا إلى ان نص المسرح الصامت كتب للمخرج والفنيين، بينما النص السينمائي كتب ليقدم على الشاشة الكبيرة .

فيما اكد الدكتور عامر صباح المرزوك إن الكاتب المسرحي صباح الانباري كرس تجربته للكتابة في عالم المسرح الصامت، وهذا ما يميزه عن اقرانه ممن التجأ إلى المسرح الصائت ، والانباري سمي مسرحه بـ(مسرح الصوامت) التي يعد هو رائده منذ عام 1994م عندما نشر مسرحية (طقوس صامتة) ونشر عشرات المسرحيات من هذا النوع الذي يختلف كل الاختلاف عن فن البونتومايم والمايم ، وقد فرق بين ذلك من خلال تنظيره المسرحي الذي رافق مجموعته المسرحية الأولى (مسرحيات الصوامت) وسمي تنظراته بعنوان (المسرحيات الصوامت وأسسها النظرية والتطبيقية)، مبينا فيها أهمية تحويل الفعل إلى تجنيس والانتقال من الحلم الى الكتابة . وهكذا يكون الانباري من الكتاب المسرحيين المرموقين الذين أدركوا الكتابة للمسرح وخرجوا لنا بمنجز مسرحي جديد لم يألفه المسرح العراقي من قبل .ويذكر ان الجلسة شهدت توقيع كتاب " المجموعة المسرحية الكاملة – المسرحيات الصوامت – المجلد الأول " حضر الجلسة النقدية عدد من اساتذة الكلية وطلبتها . 




المسرح في باريس هو باريس وهو وحده الحقيقة!

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption