أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 21 يوليو 2022

حضورفاعل لمبدعي المسرح العراقي بمهرجان الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة بالاردن

مجلة الفنون المسرحية 

حضورفاعل لمبدعي المسرح العراقي بمهرجان الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة بالاردن
 كريم رشيد وكاظم نصار عضوان في لجنة التحكيم ويشاركان ببحثين عن (جماليات المكان المسرحي البديل) وعلي عبد النبي الزيدي بمسرحية (ميت مات)

كتب – عبد العليم البناء

،يواصل مبدعو المسرح العراقي حضورهم الفاعل في المشهد المسرحي العربي بجدارة واقتدار ابداعيين ترسخ عبر عقود طويلة لاسيما على الساحة الاردنية وحصدوا العديد من المراكز المتقدمة والجوائز المهمة تأليفاً وتمثيلاً واخراجاً في مهرجانات مسرحية مهمة لايمكن حصرها..
وفي هذا السياق تبنى مهرجان الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة/ الدورة الأولى التي انطلقت في التاسع عشر من تموز الحالي وتستمر لغاالثاني والعشرين منه، وتحمل عنوان (فضاءات عمّان)، والمهداة لروح المخرج الأردني المسرحي الراحل حسين نافع، الموضوع الفكري الذي بحث فيه الفنان العراقي كريم رشيد عن (جماليات المكان المسرحي البديل)، الذي كان ولايزال محط اهتمام البحث والتجريب منذ منتصف عقد الثمانيانات وربما أبكر من ذلك للبحث عن فضاءات جديدة للعرض المسرحي العربي المعاصر ودراسة أبعاد وآماد تلك التجارب وما يمكن أن تمنحنا من خصائص جمالية مغايرة تُثري آليات التفاعل بين الفن والناس ، تُخصّب فاعلية العلاقة بين المكان والتأمل الذهني، تنأى عن البحث التجريدي الصرف وتلامس الأبعاد التطبيقية لتنويعات التجربة العالمية في مغادرة مسرح العلبة، وتجتهد للعثورعلى آليات مرنة للتواصل بين المكان والمَكين، وتُسلط الضوء على ما في بلادنا من مواقع جذابة وتطمح لأكتشاف حلول معمارية وتقنية وفينة بديلة، لتسهم بالأرتقاء بمنجزنا المسرحي المحلي. 
ويساهم  الفنان كريم رشيد ببحث بعنوان (المكان البكر والتداعي الحر) فضلاً عن مشاركته عضواً في لجنة التحكيم التي تضم أيضاً د. نجوى قندقجي من الأردن، عجاج سليم من سوريا، عبيدو باشا من لبنان، كامل الباشا من فلسطين، وكاظم نصار من العراق، الذي سيشارك أيضاً ببحث يحمل عنوان (الخروج من البيت الأول). كما سيقيم الفنان كريم رشيد ورشة تدريبية عن خاصية الأداء التفاعلي في الفضاءات المفتوحة.
كما تشارك المسرحية العراقية (ميت مات) التي كتبها وأخرجها الفنان والكاتب المسرحي العراقي علي عبد النبي الزيدي، الذي كانت نصوصه الأوسع والأكثر انتشاراً ومشاركة في مجمل الساحة العربية، وهي من إنتاج مشغل دنيا للإنتاج السينمائي والمسرحي في الناصرية، وسبق أن فازت بجائزة أفضل نص مسرحي وكذلك جائزة نقاد المسرح لأفضل عمل، في مهرجان العراق الوطني الأول للمسرح الذي أقامته نقابة الفنانين العراقيين بالمشاركة مع الهيئة العربية للمسرح من 1-7 /8/2021.
حول المهرجان قال مدير المهرجان حكيم حرب في كلمة خاصة له “لا يسعني إلا أن أقول (الرحالة”) وصف مجازي يرمز إلى البحث والمغامرة وغزو المجهول ذهنياً ووجدانياً، بهدف اكتشاف جزر جديدة للمعرفة، وقارات مغايرة للجمال، وشواطئ بعيدة للإبداع، وهذا ما نرمي إليه اليوم من خلال مهرجاننا، مهرجان مسرح الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة، فالحياة رحلة مسرحية لاكتشاف الجمال، فشكراً لمشاركتكم الرحلة معنا، ونتمنى أن نصل وإياكم إلى شواطئ الإبداع”.

الأربعاء، 20 يوليو 2022

مسرحية للأطفال " الأسد والثور " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الجوهرة تعرض " لجرعة لخرة" بعاصمة الشموع سلا، و هذه هي التفاصيل

مجلة الفنون المسرحية

اختيار الفنان المسرحي العراقي الدكتور جواد الأسدي ليكون صاحب النسخة السادسة عشرة من رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2023،

مجلة الفنون المسرحية 
اختيار الفنان المسرحي العراقي الدكتور جواد الأسدي ليكون صاحب النسخة السادسة عشرة من رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2023، 


جواد الأسدي (السادس عشر) صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح 2023

اسماعيل عبد الله: حرصنا على إعطاء هذا اليوم أهمية تليق بواقع المسرح العربي وتطلعاته ومكانته في الخارطة العالمية.


أعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله اختيار الفنان المسرحي العراقي الدكتور جواد الأسدي ليكون صاحب النسخة السادسة عشرة من رسالة اليوم العربي للمسرح للعام 2023، والذي يصادف العاشر من يناير، حيث سيلقي الكاتب والمخرج المسرحي الكبير رسالته في هذا اليوم خلال افتتاح الدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح العربي، التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والاتصال المغربية في مدينة الدار البيضاء.

وقد عبر اسماعيل عبد الله عن اعتزازه بالقامة العربية المتميزة جواد الأسدي، صاحب البصمة الإبداعية المعروفة في المسرح العربي إضافة إلى إبداعاته النظرية، مؤكداً أن الهيئة العربية للمسرح ومنذ انطلاقة هذا اليوم المهم في روزنامة المسرح العربي، حرصت على إعطائه أهمية تليق بواقع المسرح العربي وتطلعاته ومكانته في الخارطة العالمية، وقد اعتمد وزراء الثقافة العرب العاشر من يناير مناسبة عربية للمسرح يتم الاحتفال بها في كافة الدول العربية.

ذكر الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بالتحية والتقدير كل القامات التي توالت على تسطير رسائل هامة في هذا اليوم بدءًا من يعقوب الشدراوي عام 2008، سميحة أيوب 2009، عز الدين المدني 2010، يوسف العاني 2011، سعاد عبد الله 2012، ثريا جبران 2013، الدكتور سلطان بن محمد القاسمي 2014، يوسف عايدابي 2015، زيناتي قدسية 2016، حاتم السيد 2017، فرحان بلبل 2018، سيد أحمد أقومي 2019، خليفة العريفي 2020، الهيئة العربية للمسرح 2021، رفيق علي أحمد 2022.

وذكر الأمين العام أن الهيئة قد أصدرت كتاباً توثيقيا يضم بين دفتيه كل هذه الرسائل، لتكون زادًا ومرجعًا لكل المسرحيين على مدار السنين، حيث حوت الحكمة والرؤى التنويرية والدعوة للحياة ولجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، تلك الدعوة الهامة التي ختم بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي رسالته عام 2014.

من الجدير بالذكر أن الفنان المسرحي الكبير جواد الأسدي خريج اكاديمية الفنون الجميلة بغداد – 1972. وحاصل على شهادة الدكتوراة من بلغاريا – صوفيا – 1983 – عن اطروحته (المسرح العراقي المعاصر واشكالية العرض المسرحي).

وقد حاز على عديد من الجوائز الهامة منها:

  • جائزة مؤسسة الأمير كلاوس الهولندية عن مجمل نصوصه المسرحية والتي تعتبر من اهم الجوائز الاوربية – 2004.

  • جائزة السلطان قابوس – عمان مسقط – 2006 عن نصوصه المسرحية. 

  • جائزة مؤسسة الفكر العربي عن مسرحية حمام بغدادي – 2009. 

  • الجائز الكبرى في مهرجان قرطاج الدولي – 1985 عن مسرحية خيوط من فضة تأليفا اخراجا. 

  • جائزة الإخراج والتمثيل في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي 1993عن مسرحية تقاسيم على العنبر.

  • جائزتين ذهبيتين في مهرجان قرطاج الدولي عن مسرحية العائلة توت 1983. 

  • جائزتين ذهبيتين في مهرجان قرطاج الدولي عن مسرحية المقهى انتاج مسرح الشارقة الوطني 1997.

كما تحتفظ ذاكرة المسرح في الوطن العربي والعالم بتجارب فارقة أبدعها الأسدي الذي بدأ مسيرته الإبداعية مع المسرح الوطني الفلسطيني، فقدم ورشاً وأعمالا في معظم الدول العربية إضافة لدول أوروبية، تلك الأعمال التي حملت بصماته وتفرد أسلوبه وتجريبه المستمر على فنون العرض وطرائق الأداء، من هذه الأعمال:

  • الآنسة جوليا في مدينة يوتوبري في السويد على مسرح انكريت تياتر – 1998، مع ممثلين عرب وسويديين.

  • رأس المملوك جابر مع ممثلين من اسبانيا في مدينة فالنسيا.

  • نساء في الحرب مع ممثلات جزائريات في مدينة روما - 1999.

  • نساء غارسيا لوركا في مدينة (كان) الفرنسية – 1998.

  • الخادمتان على مسرح بيت ثقافات العالم في برلين وباريس 1996- 1999. 

  • نساء في الحرب 2004 في بغداد.

  • تقاسيم على الحياة في بغداد 2017. 

كما أصدر الأسدي العديد من الكتب التي وثقت تجربته ونصوصه، وقد ترجم بعضها لعدة لغات حية، ومنها:

المسرح جنتي. جماليات البروفة. مسرح النور المر. الموت نصا.  العاشورائيون، ترجمت الى اللغات (الفرنسية – الألمانية). نساء في الحرب. حب حار. مدينة اين. إنسو هاملت. امرأة لرجلين. خشبة النص. حمام بغدادي. سنوات مرت من دونك. المصطبة. خيوط من فضة.


الثلاثاء، 19 يوليو 2022

فتح باب المشاركة في مهرجان الأردن المسرحي الدورة 29

مجلة الفنون المسرحية 
 فتح باب المشاركة   في مهرجان الأردن المسرحي الدورة 29

فتح  باب التقدم للمشاركات العربية والأجنبية لمهرجان الاردن المسرحي (29) للعام 2022

تعلن وزارة الثقافة / مديرية المسرح والفنون البصرية   بالمملكة الأردنية الهاشمية عن فتح باب التقدم للفرق الأهلية والخاصة  والأفراد،  للمشاركة  بمهرجان  الأردن  المسرحي  الدورة 29   والتي ستنعقد في الفترة  من  (4 – 14 تشرين ثاني  2022 )

شروط المشاركة في مهرجان الأردن المسرحي الدورة (29)
المملكة الأردنية الهاشمية- عمان

1-    تعبئة استمارة المشاركة المرفقة.
2-    يقدم المهرجان عروضاً لمسرح الكبار المتنوعة ولا يستقبل عروض المونودراما . 
3-    أن تكون الفرقة المتقدمة للمشاركة تمارس عملها بشكل احترافي .
4-    أن يكون العمل المسرحي من انتاج اخر عامين .
5-    تلتزم المسرحيات الخارجية المشاركة عدم الخروج عن نص ومشهديه العرض المسرحي والشروط الفنية للعمل كما هو وارد بالنسخة الإلكترونية التي تم مشاهدتها والموافق عليها، ويحق للجنة المنظمة وقف عرض أي مسرحية لا تلتزم بذلك وحرمان الفرقة والمخرج من المشاركة في الدورات القادمة.
6-     كل فرقة مشاركة مسؤولة عن المستوى الفني الذي تقوم بتقديمه وكذلك المحتوى والموضوعات التي تحملها المسرحية المشاركة، حيث تكون الأفكار التي تتضمنها المسرحيات معبرة عن وجهة نظر الفرقة أو الدولة المشاركة ولا تمثل بالضرورة وجهة نظر وزارة الثقافة أو اللجنة المنظمة شرط أن تخضع كافة المسرحيات للمشاهدة عبر أقراص DVD أو روابط الإلكترونية عن طريق اللجنة المنظمة قبل عرضها، ولها حق الاعتذار عن عدم قبول اي عمل لا تراه محققا شروط المشاركة من الناحية الفنية ومن ناحية الارتقاء بذائقة الجمهور، دون إبداء الأسباب.
7-      ألا يزيد عدد الفريق المسرحي عن (10) عشرة أشخاص من فنانين وإداريين .
8-      يـلتزم كل عضو من أعضاء الفريق المسرحي المشارك بإرفاق وثيقة تأمين سفر صحي خلال فترة إقامته في الأردن لغايات المهرجان.
9-     تتحمل الوزارة تذاكر السفر والإقامة والإعاشة لضيوف شرف المهرجان أو أعضاء اللجان من الفنانين والإعلاميين والنقاد العرب والأجانب.
10-     تتحمل الفرقة المشاركة نفقات قدومها من وإلى بلدها وأن تضمن تأكيد مشاركتها.
11-      تتحمل الفرقة المشاركة نفقات شحن الديكور الخاص بها ومستلزمات العرض.
12-    تتحمل الوزارة نفقات الإقامة والإعاشة والتنقلات الداخلية للفرق المشاركة .
13-     ترسل المعلومات والبيانات الخاصة بالمسرحية، قبل انتهاء الفترة المحددة لاستقبال الطلبات إلى إدارة الموسم المسرحي تتضمن:
–    أقراص DVD عن طريق البريد الإلكتروني أو رابط عرض الإلكتروني.
–    ملف صحفي.
–    النص المسرحي.
–    صور فوتوغرافية خاصة بالعرض المسرحي.
–    استماراة المشاركة معبأة حسب الأصول.

14-     يتم توزيع العروض المسرحية المشاركة في برنامج العروض اعتماداً على المعلومات الواردة وتقديرات اللجنة المنظمة لمتطلبات العرض.
15-    اَخر موعد لقبول طلبات المشاركة 17/8/2022 وسيتم ابلاغ الفرق التي يقع عليها اختيار المشاركة فقط قبل موعد المهرجان بشهر .
•    لا تعتبر هذه الاستمارة بطاقة دعوة للمهرجان وإنما استمارة معلومات عن العروض وطلباً للمشاركة. 
عمان- الأردن- ص.ب 6140 الرمز 11118
مهرجان الأردن المسرحي الدورة (29)
جبل اللويبدة – شارع الأخطل – بناية رقم (5) – مقابل نقابة الفنانين
للتواصل مديرية المسرح والفنون البصرية: 0096264639317
•    برجاء تعبئة بيانات العرض في الاستمارة  أدناه وارسال المطلوب عبر البريد الإلكتروني  theater@culture.gov.jo .

للحصول على استمارة الترشح، الرجاء الضغط هنا

الاثنين، 18 يوليو 2022

مهرجان قرطاج يعود بدورته الـ 56

مجلة الفنون المسرحية

ممثلون وراقصون يقدمون عرضاً غنائياً "أوشيج إدنيا" ليلة افتتاح الدورة 56 لمهرجان قرطاج الدولي 14 يوليو 2022 على مسرح قرطاج الروماني


مهرجان قرطاج يعود بدورته الـ 56

تونس (أ ف ب)

"رجعنا نتنفس فنا" قرطاج تفتتح أولى أمسيات مهرجانها
خصص حفل الافتتاح لعرض الكوميديا الموسيقية والمسرحية «عشّاق الدنيا»
تحمل دورة هذا العام شعار «رجعنا نتنفس فنّاً».
يشارك الفنان العالمي الإيفواري ألفا بلوندي بحفل
افتتحت، الخميس، الدورة الـ56 لمهرجان قرطاج الدولي في تونس بعد غياب دام لنحو سنتين بسبب القيود التي فُرضت لمكافحة انتشار وباء كوفيد-19 في العالم.

وخصص حفل الافتتاح لعرض الكوميديا الموسيقية والمسرحية «عشّاق الدنيا» وهي مجموعة من الأغاني والمعزوفات الموسيقية الشعبية من فترة التسعينيات والتي كانت موضوع مسلسل درامي رمضاني وأعاد مخرجها عبد الحميد بوشناق تصورها كعرض يشارك فيه عازفون وممثلون على خشبة المسرح.

وتحمل دورة هذا العام شعار «رجعنا نتنفس فنّاً».

وعلى قائمة البرنامج، الذي يضم 33 عرضا بين الموسيقى والمسرح والاستعراض، يحيي فنانون سهرات في المسرح الأثري الروماني الذي يتسع لنحو 12 ألف متفرج.

الهيئة العربية للمسرح تقدم 216 عنواناً مسرحياً لمكتبة بيت الحكمة.

مجلة الفنون المسرحية 
الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله

الهيئة العربية للمسرح تقدم 216 عنواناً مسرحياً لمكتبة بيت الحكمة.

إسماعيل عبد الله: الكتاب المسرحي حجر الزاوية في المعارف المؤسسة للتنمية المسرحية

إيماناً من الهيئة العربية للمسرح بتكامل الجهود وتعاضدها من أجل تحقيق الأهداف السامية التي يعمل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على ترسيخها في ثقافة المجتمع الإماراتي والعربي، من خلال السياسات الثقافية وبرنامج التنوير المتعددة، وتقديراً لأهمية بيت الحكمة وما توفره من خدمة للباحثين والدارسين وجهت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح دائرة النشر لديها للمساهمة في تعزيز محتوى بيت الحكمة في الشارقة لناحية الإصدارات المسرحية باللغة العربية، خدمة للباحثين والمهتمين بهذا الشأن، من خلال إهدائها مائتين وستة عشر عنواناً من إصداراتها التي تنوعت ما بين الدراسات والتوثيق والنصوص والترجمات والثقافة العامة، وتعتبر الهيئة العربية للمسرح من أبرز الجهات المعنية بإصدار الكتاب المسرحي في الوطن العربي، وقدمت للمكتبة العربية عناوين مهمة وأسماء وازنة.

الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله أعرب عن اعتزازه بالدور الذي تلعبه الشارقة كعاصمة حقيقية للكتاب على مستوى العالم أجمع، سواء من خلال قيادتها لقطاع النشر العالمي أو من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب، وما يميز الشارقة والهيئة العربية للمسرح من ضمن مؤسساتها، تكامل النشر مع الفعل الثقافي بكافة تجلياته الإبداعية، وقد حرصت الهيئة بتوجيه من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على إيلاء الكتاب المسرحي كل الاهتمام كونه حجر الزاوية في ترسيخ المعارف المؤسسة للتنمية المسرحية.

«الطابور السادس» تمثل الكويت في «مسرح بلا إنتاج» الدولي بالإسكندرية

مجلة الفنون المسرحية


«الطابور السادس» تمثل الكويت في «مسرح بلا إنتاج» الدولي بالإسكندرية

بعد النجاح الكبير الذي حققته مسرحية الطابور السادس، للمخرج علي البلوشي، خلال مهرجان الكويت المسرحي، وحصولها على جوائز عدة، تلقت دعوة للمشاركة في مهرجان «مسرح بلا إنتاج» الدولي بالإسكندرية.

وفي تصريح، أعلن البلوشي، أن المسرحية، التي حازت جائزة أفضل عرض مسرحي بمهرجان الكويت المسرحي بدورته الأخيرة، تلقت دعوات رسمية للمشاركة في أكثر من مهرجان عربي.

وأضاف أن «المسرحية من تقديم فرقة المسرح الشعبي، وأنتهز الفرصة للتعبير عن شكري للدعم الذي لقيته من الفرقة، وعلى رأسها رئيس مجلس إدارتها د. نبيل الفيلكاوي، وأعضاء مجلس الإدارة، وفريق العمل الذين كانوا أسرة».

وستمثل «الطابور السادس» الكويت في مهرجان الإسكندرية من 22 الى 26 أغسطس المقبل، وفي مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي سبتمبر المقبل، إضافة إلى عدد من المهرجانات المسرحية العربية البارزة.

الجدير ذكره أن «الطابور السادس» لفرقة المسرح الشعبي من تأليف فاطمة العامر، ودراما تورج فلول الكندري، وإخراج علي البلوشي، وتمثيل يوسف البغلي وسالي فراج وعبدالله الحمود ومحمد جمال الشطي وماجد البلوشي، وسينوغرافيا د. منى التميمي، وتنفيذ السينوغرافيا أسماء العيسي، وإضاءة فاضل النصار، وموسيقى هاني عبدالصمد، ومدير الإنتاج نوح بوكبر.

----------------------------------
المصدر : الجريدة

السبت، 16 يوليو 2022

خيال الظل تراث فني سوري يواجه خطر الاندثار

مجلة الفنون المسرحية 



خيال الظل تراث فني سوري يواجه خطر الاندثار

دمشق - العرب

مسرح خيال الظل في الساحل السوري تأثر بشكل عام بحياة الصيادين، وارتبطت نصوص هذا المسرح بقصصهم.

 في عام 1970 أسدل الستار عن آخر عرض لمسرح الظل في سوريا مع رحيل آخر “المخايلين” الحكواتي أبوعزت حبيب. هذه المهنة التي رافقت أجيال القرنين التاسع عشر والعشرين وأمست بعد ذلك جزءا من التراث المجتمعي، ليقوم شادي حلاق بإعادة إحياء شخصيتي كركوز وعيواظ عام 1993، وهو ابن حكواتي قهوة النوفرة الشهيرة رشيد الحلاق والذي عرف بحكواتي الشام “أبوشادي”، ونتيجة مرافقة الابن لوالده أعاد صناعة شخصيات “كركوز” و”عيواظ” بنفسه من جلد البقر، وصمّم صندوق الحكايا ليمسي “المخايل” الوحيد في سوريا.

ومنذ عام 2014 تضافرت جهود الجهات الحكومية وغير الحكومية وحاملي هذا العنصر مع الأمانة السورية للتنمية، لترشيح عنصر مسرح خيال الظل “كركوز وعيواظ” على قائمة العناصر التي تحتاج إلى الصون العاجل لدى منظمة اليونيسكو. هذه القائمة تحمل من الأهمية الكثير لكون الغرض منها اتخاذ تدابير الصون المناسبة لأشكال ومظاهر التعبير عن التراث الثقافي اللامادي المهدد بالاندثار جراء عدم التجديد فيه.

وفي نوفمبر لعام 2018 قررت اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث اللامادي التابعة لليونسكو، في اجتماعها المنعقد في بورت لويس موريشيوس، إدراج عنصر مسرح خيال الظل في الجمهورية العربية السورية على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.

مسرح الظلّ يعد وجدانا شعبيا وذاكرة حية وجزءا من حكايات الشعوب ورسالتها وقطعة لا تموت من تاريخها وحضارتها

وفي مارس 2019 أقيم في التكية السليمانية بدمشق معرض لخيال الظل ضمن فعالية “ظلال”، خلال الاحتفال بإدراج عنصر خيال الظل على قوائم التراث الإنساني، وفيه قدم عبدالرحمن حجازي شاشة خيال الظل التي ورثها عن حسين حجازي، وهي إحدى شاشات العرض التي كانت تستخدم لأداء مسرحيات خيال الظل في جزيرة أرواد، إضافة إلى تقديمه لـ24 قطعة عرضت ضمن المعرض وعكست تاريخ مسرح خيال الظل في جزيرة أرواد.

تأثر مسرح خيال الظل في تلك الجزيرة وفي الساحل السوري بشكل عام بحياة الصيادين، وارتبطت نصوص هذا المسرح بقصصهم، وكانت شاشة حجازي تقدم ضمنها قصصا وحكايا استطاع الفنان تسجيلها من أفواه المخايلين أنفسهم في الساحل السوري وفي جزيرة أرواد تحديدا، ما أمد التراث الثقافي اللامادي السوري بكنز ثمين من النصوص التي تعكس بمضمونها مدى استمرارية فن خيال الظل في جزيرة أرواد، بعد أن لبّى لعقود حاجة المجتمع إلى الفرجة والتخيل.

وفي حلب وخلال السنوات الأخيرة عثر على كنز تراثي لعائلة سورية من أصول أرمنية، وهو عبارة عن صندوق يحوي ما يزيد على 150 قطعة سليمة من شخصيات حكايات مسرح خيال الظل، وحافظت الأسرة على هذا الصندوق مغلقا ووضعته في مكان آمن خلال الحرب على سوريا، والذي توارثته أبا عن جد قبل أن تعود حفيدة العائلة سونا تاتوريان بعد اغتراب، لتبحث عن صندوق جدها الذي يعد من أهم صانعي دمى مسرح خيال الظل في المنطقة منذ 100 عام.

وكان كل ما سبق من اكتشافات في حلب وجزيرة أرواد، نتيجة للتسجيل على قوائم التراث الإنساني وما رافق ذلك من رفع الوعي بأهمية التراث اللامادي وعنصر مسرح خيال الظل، حيث وضعت خطة صون العنصر لمدة أربع سنوات من تاريخ تسجيله على قائمة اليونسكو، وتضمنت مجموعة من المقترحات منها التدريب لنقل المعارف وإقامة عروض مسرحية في المحافظات والمشاركة في المهرجانات وطباعة المنشورات.

ومنذ يونيو 2019 أعلنت الأمانة السورية للتنمية عن إطلاق برنامج تدريبي متكامل لاستقطاب مخايلين جدد لتدريبهم على فن مسرح خيال الظل، بهدف الحفاظ على هذا الإرث العريق وضمان استمراريته وصونه، واستقطب ما يقارب 20 شابا وشابة من جميع المحافظات.

ووضعت الأمانة معايير القبول، منها امتلاك القدرات الصوتية والتحكم بطبقات الصوت وامتلاك حس الفكاهة والحركة ووجود خلفية معرفية بالرسم والتصميم، في حين قدم التدريب خبراء مختصون بصون الفنون، ومن بينها خيال الظل والمجتمعات المحلية الحاملة للعنصر.

وتضمن البرنامج قسما نظريا للتعريف بتاريخ خيال الظل وخصوصيته وأهميته الاجتماعية والثقافية وفصوله وتقنيات الحرف المرتبطة به، وقسما عمليا تم التدريب خلاله على طريقة صناعة لعب خيال الظل من الجلد الطبيعي بكامل مراحلها: الرسم والقص والزخرفة والتلوين وآلية بناء المسرح التقليدي وتحريك اللعب وأداء السيناريو والأصوات.

ومع هذه الخطوة حمل 20 شابا وشابة على عاتقهم خوض غمار مشروع إنقاذ تراث سوري أصيل، مصقولين بشغف خيال الظل مع انخراطهم طوال سنوات الحرب في العمل المجتمعي، فكانوا عماد المرحلة الثانية لصون عنصر مسرح خيال الظل السوري، وتركز عمل برنامج التراث الحي في الأمانة السورية للتنمية على تخريج المخايلين الجدد وتشجيعهم لتصنيع شخصيات معاصرة، تعكس أحوال المجتمع عبر شاشة خيال الظل.

وأقيم حفل تخريج عشرين مخايلا ومخايلة عام 2021 ضمن احتفالية “مخايلون سوريون” بمناسبة تأسيس أول فريق لخيال الظل السوري، بالتزامن مع يوم المسرح العالمي، وذلك على خشبة مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون، حيث شكلت الاحتفالية فرصة للتعريف بـ24 شخصية ابتكرها أعضاء فريق “ظلال” حملت أسماء معاصرة تعكس أحوال المجتمع السوري.

واستمرت خطة الصون إلى اليوم، حيث قدمت عروضا مختلفة بالأماكن العامة والأثرية، وأقيمت نشاطات مع الأطفال واليافعين وتواصلت البرامج التدريبية في منارات الأمانة المجتمعية بالمحافظات، وآخرها في السويداء لتدريب فريق من المخايلين فيها وقريبا في حلب.

وبذلك أضحى عنصر مسرح خيال الظل بحالة جيدة، بحسب ما أكدت مشرفة مشروع إحياء وتطوير عنصر مسرح خيال الظل في برنامج التراث الحي بالأمانة السورية للتنمية شيرين نداف، هذا العنصر الذي يعد وجدانا شعبيا وذاكرة حية وجزءا من حكايات الشعوب ورسالتها وقطعة لا تموت من تاريخها وحضارتها

الخميس، 14 يوليو 2022

مــا جاء في بــاب اليوم الثامن للإحتفالية !! / نجـيب طــلال

مجلة الفنون المسرحية

  مــا جاء في بــاب اليوم الثامن للإحتفالية !!

بـاب الصـمـت:                                                                       
مبدئيا ؛ لسنا من الأوصياء مثلما يحاول أن يكون أحد ( الإهتباليين) في زمن الرقمنة والاستبحار المطلق؛ رغم أنه يعيش المفارقات والتناقضات في سياق حشو الكلام وتنميقه وزركشته ؛ وهو من الزمرة التي تشملهم الآية الكريمة [وَمِـن النَّاسِ من يُعجبـكَ قَوْله في الحَياةِ الدُّنيا وَيُشْهـد الله على ما فِي قَـَلبِهِ وهُـو أَلَدُّ الْخِصامِ (1) والمشهد المسرحي شاهد على قولنا وقول غيرنا. وكعادته يراوغ ويمارس المواربة بحكم تفننه في (الكناية) كفرع لعلم البيان - بحيث يقول : لأنني مقتنع بأن الحقيقة ليس لها حدود، وبأن الجمال ليس له حدود، وبأن العبقرية الإنسانية ليس لها حدود، وإن من الغباء أن نجد من ينصب نفسه درَكيّا في الفكر والفن ، ومن يريد أن يكون وصيا على العقول المفكرة، وعلى النفوس الصادقة ، وعلى الأرواح الحرة (2) فالأرواح الحرة لا تفرض نفسنا على الورق؛ من أجل الكتابة ؛ إيمانا بأن الكتابة المتكلفة والتي تحمل حروفا تعسفية ؛ لا يمكن أن تحقق نشوة المعنى والعمق الهادف من الرؤية و الكتابة. وبالتالي فطبيعة الأحداث والتصورات والتمريرات؛ التي يحاول البعض تحقيقها،  مستغلين الوضع الملتبس للمشهد الثقافي/ الإبداعي؛ أو بالأحرى مشهد غير مفهوم/ غامض؛ فتلك الطروحات تسعى أن تنخر جسد المسرح ؛ بشكل أو آخـر . فهي الحافزوالدافع الذي يذكي أن نمارس شغبنا حسب ما نراه ملائما وبدون تجني أو انجرافا وراء تيار الأوهام؛ شغب يفرض نفـسه؛ لتحدي الكائن بغية تحقيق الممكن ، من الوضوح .وذلك على الأقل تلافيا للرضوخ لتلك التمريرات أو الطروحات ، وفي نفس الآن إشارة للحضور وترسيخ بأن هنالك أصوات لازالت تصرخ في متاهات الصمت ؛ ولا يهمها هذا الصمت الذي أصاب المسرح في المغرب؛ صمت شبه مريب؟ صمت غير مفهوم ؟ هل هو علامة غضب و رفض لما آل إليه الوضع الإبداعي/ الفني؛ أم الصمت علامة الرضى كما يقول الفقهاء وعدول الزواج؟ ولقد أشرنا للموضوع قبل حدوث الكارثة ( الكوفيدية) التي استغلها البعض لتمرير شيء من الخزعبلات والشطحات بالقول التالي: لا فـرق بيـن  الـمــوت أو الصمت؛ باعتبار أن الصمــت مـوت اختياري ؛ ولـقـد اختاره أغلب المسرحيين ؛ بعـد تمظهر ظاهـرة ( الدعــم) المسرحي ؛ الذي يخفي لــعـبة سياسية أكبر من تفكير وشيطنة بعـض المسرحيين؛ بحيث الجل في الـكل ؛ سقط في فــخ – التهافت – المادي؛ الذي يقلص أو بالأحرى يـعدم الروح الإنسانية المزروعة في الإبداع المسرحي(3) ففي هذا السياق ففي فترة الحجر الصحي؛ مرر( وحيد) [ احتفاليته ] مفاهيم وأفكار لاعلاقة لها بسلوكه اليومي؛ وكاشفا علانية أن لا زبانية ولا مريدين ولا جوقة وراءه: كالتضامن ( أن الأساسي والجوهري الذي نؤكد عليه اليوم هو القيم الإنسانية من تكافل اجتماعي وتضامن إنساني بمفهومهما الجمعي الكوني النبيل(4) نعم ؛ نحن مع التضامن والتكافل؛ ولكن نعلم أنها مزايدات بالنسبة إليه ؛ مما لم نلتزم الصمت ، فأشرنا في بحثنا: باب ما جاء في احتفالية التضامن !! (5) فلوكان حقيقة مساهم في الصندوق لتم الإعلان عن ذلك؛ كما طالب العديد من المتتبعين إفصاح  القدر المالي الذي قدمه وساهم به ( المثقفون) الموقعين على النداء لمساهمتهم في “التبرعات الموجهة إلى الصندوق المخصص لتدبير وباء [كورونا] العجيب ! فلا رد ولا همس حتى ؛ علما أن (وحيد احتفاليته) انفعالي/ اندفاعي ؛ يرد ويحاول مقارعة كل من يحاول التسلل للنبش في أوهام اهتباليته ! وهنا لا نتعرض إليه كشخص بل كفكر؛ لنُـسفـِّه بعض الآراء ونكشف ادعاءاتها ومزاعمها. ولكن من الصعوبة أن تفصل شخصه عن ( اهتباليته) باعتبارها هي [ قرينه ]: إن من طبيعة الإنسان أن يوجد أفكارا، وأن يلبسها، وأن يتماهى فيها، حتى يصبح هو هي وهي هو، ويمكن أن نتعجب للذين يعيشون على الأكاذيب وحدها(6) أليست أفكار وطروحات (الاحتفالية) كانت تعيش على أكذوبة تأصيل المسرح العربي؟ هل تأصل أم تمفصل ؟ المشهد الفني/ المسرحي ينطق بالإجابة وبالتالي فالذي (هو هي ، وهي هو ) من: الذين يرفعون شعارات الفكر والحرية والحوار، وهم أول من يمزقها ويسير فوق أشلائها عندما تنتصر المصالح على حساب الفكر والثقافة، عندها لا تملك إلا الصمت دهشة عندما تتحول الثقافة والأدب سلعة للمزايدة في بيئة لم تعد تحمل من شعارات الفكر إلا قصاصات متناثرة(7) فالذي يبيع مقالاته ونصوصه للجمعيات والفرق( زمن كان مسؤولا في وزارة الثقافة)هل يتضامن وسيتضامن عمليا ؟ وحتى لا تضيع أوهامه ؛ مَـرر كذلك محاربة ( المسرح الافتراضي ) ورفضه  ( له) كأنه وصي على المسرح : في هذا المسرح نضحك .... ولكن أهم شروط الضحك هو أن يكن فعلا جماعيا، وأن يكون في الفضاء العام، وكل من يضحك وحده، أمام حاسوبه، أو أمام هاتفه، أو أمام شاشة تلفزيونه، لابد أن يكون مشكوكا في صحته النفسية وفي سلامته العقلية.....إن المسرح أساسا هو حياة وحيوية، وأن نستعيض عن المسرح بصوره الافتراضي، فإننا سنكون كمن يقتل الإنسان الحي ويكتفي بصوره ويحتفي بالوهمي والشبحي(8) إذن ؛ فكل من يبحر في الفضاء الأزرق؛ وينخرط في المسرح الافتراضي – مجنون/ أخبل- أحمق- أليس هذا حكم مجازفة ؟ ألا يمكن أن نعكس معيارية الحكم بأنه (هو) المشكوك في سلامته العقلية والنـفسية ؟ علما أنه يغيب عن باله كالعديد من المسرحيين ببلادنا ؛ أن عوالم المسرح الرقمي الآن أسس ويؤسس شرعيته ؛ مما أمسى يكتسح المعاهد الفنية والمدرجات الجامعية وأركاح العالم شرقا وغربا؛ انطلاقا من التحولات وشروط ما بعد الحداثة ، ومن خلال اشتغاله فالعديد من الطروحات والأفكار والتجارب المسرحية؛ ستصبح تراثية وستقبع في [مدينة النحاس] بما فيها نصوص الإحتفالية التي أطلق عليها الفنان التونسي [محمد ادريس]  إنها ( متحفية ) ورغم هاته الحقيقة؛ فالصمت/ اللامبالاة هي السائدة عند من يدعي النقد وعلمنة المسرح ؛ ففي هاته الحالة ربما هذا فالصمت أصاحبه أصيبوا باكتئاب أو ربما نتيجة : الفشل والإحباط والعزلة؛ يبقى الصمت عن الخوض في بعض المواقف مظهراً ثقافياً يعكس الواقع المأزوم لثقافتنا المعاصرة، ويظل الصمت كذلك قضية إشكالية تحمل مجالات دلالية واسعة (9) فحتى الذين كانوا معه فـي ( الجوقة) يهللون ويهتبلون في التظاهرات والمهرجانات والكواليس؛ لاذوا بالفرار حيث [مراكز] الصمت المطلق. ليبقى سجين طروحاته لأنها: ظلت حبيسة تجارب لم تشكل مشروعا متبلورا ورؤية كـُلیَّة ومستقبلية ، فقد بقِـیت مجرد اجتهادات فردية متناثرة ..... وھذا یتناقض مع فلسفة المسرح التي تحتمل اتجاهات مختلفة (10) وبالتالي من الصعب عليه ، أن يرى الواقع المادي/ المحسوس بأطيافه وبأحجامه وبألوانه، وبشخصياته ؛ لأن فكرة « الآن وھُـنا» استحكمت ذهنيته ؛ التي تتعارض مع الانفتاح والتحاور؛ فسعى مؤخرا ابتداع  اهتبالية ذات منعطف آخر يتجلى في اليوم الثامن.. يوم التلاقي المسرحي؟
بـاب الكــــلام :
ألا يدفع هذا الابتداع / الإهتبال، للدخول مباشرة لباب الكلام والخروج من شرنقة الصمت ، التي حشرت أغلب الأقلام المسرحية نفسهـا فيه ؛ لأن إضافة يوم عن أيام الأسبوع ؛ يحتاج لنقاش موسع؛ وليس الهروب منه ؛ أو التعامي عن هَـذا الطرح الذي فيه ما فيه من خطورة وتضليل جوانية المسرح الذي يصرخ به ويقتات منه ، حيث يشير: وفي فوضى العالم هذه الأيام، وفي خضم هذا الرعب المدمر ، نكون بحاجة إلى يوم آخر جديد ومتجدد، يوم لا يشبه كل هذه الأيام البائسة والحزينة، والذي هو اليوم الثامن في الأسبوع، والذي لن يكون إلا يوم التلاقي المسرحي، ويوم التعييد المسرحي، والذي تنتظره البشرية كلها بفارغ الصبر(11) فـبنوع من الحـدس القرائي؛ يمكن لقارئ هذه  المَقاطِع أن سيستنتج  خلاصَة  معينة ،وبالتالي سيشم نسمات ورائح يسوعية ؛ بحكم أن : رقم [ ثمانية ] مرتبط بالخلاص، ومرتبط بالقيامة ، ويرمز كذلك للحياة الجديدة في المسيح.. ويرمز لتجديد الحياة مرة أخرى؛ لتبديد هذا الرعب المدمر؛ عن طريق: اليوم الثامن بعد السابع (السبت) ليكون إشارة واضحة لحياة ما بعد هذه الحياة الأرضية، إشارة إلى الأبدية ، يومًا جديدًا مجيدًا(12) الهدف منه. تحقيق يوم التلاقي في الطقس المقدس الذي حوره إلى (المسرحي ) ولاسيما أن المسرح هو فعل طقسي/ مقدس؛ بحكم منبعه ولأنه تسلل من معطف الدين/ الإله ( ديونيزوس) المسرحي، وهذا التلاقي يعتبر يوم التعييد . ومن حقنا أن نعيش هذا اليوم الإضافي في روتين حياتنا اليومية، الذي يتم : هو الأحد الأوّل، لقد قام السيّد منذ ثمانيّة أيّام وانتهت بهجة القيامة لمن لا يفتّش عن القيامة إلاّ في هذا العيد. لقد عبرنا فصح الرّب ودخلنا في حقيقة صعوبات حياتنا المسيحيّة..... إنجيل برنابا المنحول يتكلّم أيضاً عن اليوم الثامن كيوم قيامة الرب من بين الأموات وصعوده الى السماء في إطار احتفال الجماعة الليتورجيا: "نحن أيضاً نحتفل بفرح في اليوم الثامن، حين قام أيضاً يسوع من بين الأموات وصعد الى السماء" (بر 15، 9)(13) فالمفردات الرئيسة ( الاحتفال/ العيد/ الجماعة) منوجدة هنا وهناك؛ وطبعا هـذا ليس مصادفة ، بل انتحالا لتطعيم رؤية ( وحيد احتفاليته) أنه أضاف واجتهد في طروحات بديلة ؛ وهي في واقع الإمر اهتبال فكري ! ولاسيما أننا وغيرنا ممن ناقشوا (هو هي؛ وهي هو) بأنها خليط من أفكار وتصورات وأطروحات مسرحية ؛ منتقاة من هنا وهناك ! لكن الأهم عندنا الآن ( اليوم الثامن)بحيث يشير بالقول: وهو العيد المسرحي والذي هو اليوم الثامن في الأسبوع، والدخول إلى المسرح هو دخول يوم ليس هو يوم الاثنين ولا هو يوم الثلاثاء ولا هو يوم الأربعاء ولا هو يوم الخميس ولا هو يوم الجمعة ولا هو يوم السبت ولا يوم الأحد، وفي كلمة واحدة هو يوم التعييد المسرحي، ومن حقنا أن نعيش هذا اليوم الإضافي في روتين حياتنا اليومية، وأن تخرج من العادي ومن المعروف ومن المألوف، وأن ندرك شعرية الأيام المسرحية الجميلة، وأن نصل إلى درجتها العالية والسامية (14) مبدئيا فالدرجة العالية والسامية ؛ لا تتم إلا من خلال روح القدس ؛ بناء على احتفال باليوم الثامن . والعجيب والغريب ؛ أن ترتيب الأيام نجدها كذلك عند [ الأنبا بيشوي مطران] بصيغة تقريبية : قديمًا كان الطفل يختن في اليوم الثامن لولادته ، أي اليوم الأول من الأسبوع الجديد... عدد أيام الأسبوع سبعة، كلمة "أحد" تعنى "واحد" أي اليوم الأول في الأسبوع، كلمة "اثنين" تعنى اليوم الثاني. وكلمة "ثلاثاء" أي اليوم الثالث.. وهكذا إلى أن نصل نهاية الأسبوع ثم نبدأ الأسبوع التالي بيوم الأحد.. إذًا يوم الأحد هو اليوم الأول للأسبوع الجديد، و في نفس الوقت هو اليوم الثامن من بداية الأسبوع الأول(15) فهذا التلاعب  والحربائية اللغوية  واضحة ومكشوفة ؛ لكن إذ عدنا لتخريجاته وخرجاته  الشكلانية لأنماط الاحتفال ؛ نجد أنه ( كان) يركز على ( الختان) كاحتفال /عيد ؛ ولنقرب الصورة أكثربقوله التالي: حينما يولد له ولد يحتفل، ويحتفل به إذا وصل إلى سن الختان... وهكذا، وحتى المأتم هو احتفال. حياة الإنسان سلسلة متتابعة من الاحتفالات، احتفال في المولد واحتفال في الموت (16) طبعا لم يكن ( الختان) عنده مقرونا باليوم الثامن؛ لكن ظرفية العزلة التي يعيشها وساهمت فيها الظاهرة ( الكوفيدية) حاول طرح مفهوم ( الخلاص) المقرون باليوم الثامن من المنظور الاحتفالي؛ لكنه سقط في فخ التبشير؛ باعتبار أن هذا اليوم . يرتبط  بمسألة الخلق في ستة أيام كما ورد في القرآن الكريم في سورة الأعراف [ الآية (54) ] واستراحة الرب في اليوم السابع؟ أيُّ يوم السبت. ولكن السبت هو لليهود؛ أما يوم الأحد فهو يوم الربّ عندنا نحن المسيحـيون! ولهذا فالأحد هُـو يوم القيامة؛ وفي نفس الوقت ، هو يوم ذكرى الفرح بقيامة سيدنا يسوع المسيح منتصراً على الموت، ولهذا: وقد صارَ يومُ الأحد يومَ القيامةِ والعهدِ الجَديد في أذْهانِهم لأنّ الله اخْتار ذلكَ اليوم. فإنْ كان الله هـو الذي عيّن اليومَ السَّابع للتمَتعِ به ؛ بِوَصْفهِ الخَالِق ، ولكِنَّ ذلكَ اليومَ فَـسَدَ بسببِ السُّقوط. وإن كانَ الله هُو الذي عـيّن اليومَ السابِعَ أيضا لِزَرع الخـوْفِ في القَلْب بسبب انْتِهاك شريعَتِه المقَدّسَة، فإنَّ هذا اليومَ مُختلف. فَهو ليس يوما للاحتفالِ بالخَليقَة ، أوْ للاحتفالِ بِبَشاعَة الخَطِية. بل هُوَ يَوْم للاحتفالِ بالخَلاص. فقد أَعلَنَت القِيامة فجْـر يوم جديد. لذلكَ فقد صَار للعهدِ الجديدِ يوم جَديد. فقد أبْطِل السّبت. وقد جاءَ اليومُ الجديد. وَهو يَوم الاحتفالِ بعملِ المَسيح (17)إذن؛ فهل هذ الاختراق الذي قام به ( وحيد احتفاليته) مجانب للصواب؟
بـاب الــتـقـــابل :
بما أنه متمرس في فنون المواربة؛ واللعب على الحبال؛ يعتقد أنه مجانب للصواب؛ لكي تأخذ ( اهتباليته) أبعادا كونية؛ باعتبار أن القاعدة التي طرحها في البداية ( هنا ؛ الآن؛ نحن) اعْتقد أنه بها سيؤصل المسرح العربي؟ وسيمارس قطيعة مع الغـرب الذي غرس المسرح في التربة ( العربية) .فهاته الحقيقة لا يمكن أن نغفلها  ، ولا يمكن أن ترتفع عن الواقع كما ينبغي لنا؛ وبالتالي فبلبلة التأصيل عند كل من حاول التأصيل؟ ما تأصل شيئا ! لأن المنطلق( كان) اندفاعيا؛ وغير ممنهج  للتعامل مع الاخر، سواء في الاختلاف أو الائتلاف أو الالتقاء.  وبالنسبة لشيخ ( الإحتفالية) ما تحقق له ولو ربع من أوهام ما سطر في البيانات والنصوص التي سعت أن تدعم ( التيار) والتي أمست ضد التيار؛ وهذا سيأتي ذكره ؛ وبالتالي لم يتحقق التلاقي ولا اللقاء ! ولا توفـَر الحضور والمشاركة ! وما تم الاقتسام ! ولا أنجز التفاعل ! لأن الطقس المسرحي ( الإحتفالي) في بنيته خلل فكري قبل الجمالي ؛ مما اهتدى لتوظيف اليوم الثامن كمحاولة أخيرة لإنماء ما تبقى من روح ( الفنكوشية)  وحتى إن قبلنا أن روح الاحتفال انطلق ( إغريقيا) وفي أحضان الدين؛ واليوم الثامن عيد واحتفال ديني. : لنضع التقابل؛  إيمانا بأن [المسرح / الدين ] كلاهما يساهمان في تنمية القِيم الروحية والمادية للإنسان وللجماعة . لكن فبالنسبة - للأول كان الاحتفال ،  وكان الصراع بين الإنسان القدر والآلهة ؛ وتطور الأمر فيما بعد؛ حتى وقع انفصام بين الدين والمسرح ( يونانيا ) أما بالنسبة ليوم الأحد ( أي) اليوم الثامن من الأسبوع . هـو أساسا إطار و فعل شعائري لا يحتاج إلى ضجيج ولا طبول بالضرورة، ولا لحفلة تنكرية. لأنه يوم مفصلي من أجل تعزيز الوئام والحيوية وروح الشهادة ، وسط الجماعات. لتحقيق الأنفس المطهرية ؛ عبر التذكر و الصلاة  ونكران الذات. وهذا يتبين من قـول العديد من المؤمنين: ونحن لا نُريد ظِلالا. بل نحنُ لدينا الحَقيقة. فالحقّ يَكمن في المَسيح. وهذا هوَ يوم رَاحة ، لا لِنستريحَ بِمعْنى الاحتِفالِ بالخليقة، بل لنَستريح بِمَعنى الاحتفالِ بالخليقة الجديدةِ، أي بالخَلاصِ (18) فهاته الحقيقة بشروطها المادية والرمزية ، والتي هي أساسا شروط موضوعية لا يمكن الانفلات من جبريتها أبدا. وإن حاول شيخ الإهتبالية ؛ أن يجد تخريجة لليوم الثامن ؛ بأن إيمانه كمسلم  وفقيه حاول الربط بين يوم الرب : سيد الأيام، يوم الشمس، اليوم الثامن ويوم القيامة وهي تسميات مرتبطة بالمسيح أما بالنسبة للكنيسة فالتسميات كثيرة ايضاً وهي: يوم اللقاء ويوم كلمة الرب والإفخارستيا ويوم القيامة. وتُشير هذه التسميات الى وظائف هذا النهار المتعددة وهي الاجتماع والتعليم والمشاركة مع الجماعة. ويُطلق عليه المؤمنون بعض التسميات ايضاً ومنها: عيد المسيحيين، يوم الفرح والتحرير، يوم الراحة، يوم المحبة ويوم العائلة (19) وبما انتشر عند الناس في اليوم الثامن من شهر شوال ؛ الذي يجعلونه عيداً يسمونه بـ (عيد الأبرار) ؟ الذي  يتم بعد صيام ستة الأيام الأولى من شهر شوال؛ بعد أن يفطروا في اليوم الأول ( عيد الفطر) وهو: من البدع: إنهم  جعلوا لصومهم وقفة  وعيدا ؛ وسموه عيد الأبرار، وإنما هـو عيد الفجار؛ يجتمعون فيه بمسجد الحسين أو زينب يختلطون رجالا ونساء ويتصافحون ويتلفظون عند المصافحة بالألفاظ الجاهلية الفارغة ( 20) وهاته الفتوى تزكيها فتوى شيخ الإسلام بالقول: وأما ثامن شوال : فليس عيداً لا للأبرار ولا للفجار , ولا يجوز لأحد أن يعتقده عيداً, ولا يحدث فيه شيئاً من شعائر الأعياد (21) فإثارتي لهذا الجانب؛ لأن الطرح(الإهتبالي ) لليوم الثامن في الأسبوع ، طرح مفتوح لكل الاحتمالات؛ هل القصد به يوم في الأسبوع ؟ أم يوم في إحدى الأسابيع المشرقة ؟ أم عيد الأبرار؟  أم يوم التروية ؟  ويعرف هذا الأخير، بأنه اليوم الثامن من شهر ذي الحجة ، وهو اليوم الذي ينطلق فيه الحجاج إلى منى، ويُحرمُ المتمتع بالحج. وبالتالي فهو شعيرة من ضمن شعائر – الحـج-  أم يقصد يوم القيامة/ العيد الكبير : ويعتبر عيد القيامة (أو أحد القيامة كما يطلق عليه) أهم الاعياد الدينية في المسيحية ، فيه يحتفل المسيحيون في كافة أنحاء العالم بقيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد موته على الصليب ، ويسبق الاحتفال بعيد القيامة أسبوع الآلام (وهو أسبوع تغمره الصلوات والعبادات الخاصة) ( 22) ولاسيما أن هذ العيد أصلا[ يقع في أوائل شهر أبريل أو شهر مايو من كل عام] فالذي يشكك في ذلك ؟ تلك الجملة التعقيبية عن اليوم (والذي تنتظره البشرية كلها بفارغ الصبر) نعلم أن الأسبوع أمسى كاليوم في حركيتنا ؛ ولا تحتاج البشرية لانتظاره ؛ بل الذي ينتظر بفارغ الصبر؛ العيد (ذاك) المحسوب بالأسابيع والأشهر؛ من هنا سعينا لتطويق أي تخريجة  أو لنفي أي تخريجة ( ما ) خارج سياق اليوم الثامن الذي ركز عليه في بداية الأمر، لأن طرحه التالي يستهدف إلى ذلك : في البداية، فإن أول شيء يمكن أن أشير إليه، هو أن هذا الزمن الذي نعيشه اليوم هو زمن شاذ واستثناني، وهو واقعي نعم، ولكن واقعيته مرعبة وغير حقيقية، وغير إنسانية.... والمسرح هو المرآة التي بها وفيها نتعدد ونتمدد ونتجدد... وهو الخروج من الذات الفردية باتجاه الجماعة ، وهو الخروج من البيت الشخصي إلى البيت الجماعي، والذي قد يشبه المعبد، وقد يشبه المسجد....أي هو المكان المشترك، وهو الفضاء المشترك، وهو الزمن المشترك، وهو الحس المشترك، وهو السؤال المشترك، وهو القضية المشتركة، وهو الفرح المشترك(23) فطبيعي أن المعبد ( مسيحية) والمسجد( إسلام) مكان مشترك للاحتفال والاستحضار الحس الجمعي ؛ لكن هل هاته الأمكنة ستحقق إنسانية المسرح باعتباره مجال طقسي/ مقدس؟ وقبل هَـذا السؤال أوليس هذا تلاعب بالأمكنة المقدسة ؛ المقدسة شكلا ومضمونية ؟ و بالعكس لأن هذا : منافي للثقافة التي نشأ فیھا العربي تاریخیا، فوفق الثقافة العربية ، فإن الله ھو مركز الكون ، ولیس الانسان ، بالتالي فإن ھذه الثقافة، ھي ثقافة الإیمان . لا ثقافة التساؤل وھذا يتنافى وجوھر المسرح أیضا ، والذي یعتمد قلق الوجود وقلق المصیر(24) وعموما فشيخ الإهتبالية يعيش أحلامه وطوباويته ؛ باحثا عن المدينة الفاضلة من خلال اليوم الثامن؛ لنقفل باب التقابل بأطروحة تحتاج لتأمل بليغ لفهم ما بين هاته السطور: لا يقابل مصطلح فلاسفة يوم الأحد في الثقافة الاوروبية ؛ إلا فقهاء اليوم الثامن في الاسبوع العربي ، فهم يعيشون ويموتون خارج التاريخ وهم ليسوا هنا في عالمنا كما أنهم ليسوا هناك في أي عصر من عصور التاريخ (25)
الإستــئــنـاس:
1) سـورة البقرة الآية - (204)
2) بيان طنجة للاحتفالية المتجددة ص  3 طنجة الأدبية - ع 54 / نونبر/ دجنبر-2014
3) مـوت أو صمــت المسرحييــن الـمغــاربــــة ؟ صحيفة ديوان العرب بتاريخ 16/09/ 2018
4) هكذا أقضي الحجر الصحي - تصريح برشيد: لــ" مجلة العدالة والتنمية" في ع  3/ يوم / 18/  أبريل/ 2020
5) انظر لصحيفة مركز النور بتاريخ - 09/10/2020 وللعديد من المواقع الثقافية العربية 
6) صورة المناضل الاحتفالي عبد الكريم نشر في طنجة الأدبية يوم 24 - 11 – 2011
7) مدارات الصمت :لنورة القحطاني مجلة الجزيرة الثقافية -  ع 318  في 07/10/ 2010 – لندن
8) عزلة المسرح في زمن كورونا (10) ملف إعلام الهيئة العربية للمسرح/  إعداد: عبد الجبار خمران – بتاريخ 08/06/2020   
9) مدارات الصمت :لنورة القحطاني – لنــدن -
10) نصيرات( مخرج أردني): أهم شروط الحداثة هدم النموذج /عن  صحيفة الرأي بتاريخ 20/11/2006
11)   عزلة المسرح في زمن كورونا (10) – بتاريخ - 08/06/2020   
12) كتاب كيف؟ - للقمص داود لمعي- المكتبة القبطية الأرثوذكسية / 2008
13) اليوم الثامن للقيامة في مجلة مسيحية - فلسطين – بتاريخ 17/03/2016
14) عزلة المسرح في زمن كورونا (10) 
15) تبسيط الإيمان - سلسلة محاضرات - للأنبا بيشوي مطران- دمياط  محاضرة 73- (اليوم الأول واليوم الثامن ) المكتبة القبطية الأرثوذكسية
16) مع برشيد: حاوره عباس الحايك- مجلة الكلمة  ع 152 - /12/ 2019 ركن : مواجهات / شهادات
17) لماذا يَوْم الأحـد هُو يوْم الرَّب ؟ سلسلة آيات كِتابية مُخْتارة – مجلة نعمة لك ( Grace to You ) بتاريخ 11/10/2009
18) نـــفـــســـه
19) الرؤية الكاثوليكية للعالم : الأحد، أهم أيام الأسبوع – مجلة آليتينا  ص 52 بتاريخ  29/06/ 2014 
20) السنن والمبتدعات :لمحمد بن أحمد الشقيري ص145 اهداءات 2002 مكتبة ابن تيمية/ القاهرة
21) الاختيارات الفقهية لشيخ الإسلام ابن تيمية ص/199 المجلد1 تأليف سامي جاد الله – مجمع الفقه - سنة  2015
22) عيد قيامـة السيد المسيح له المجد:  عن ديوان أوقاف الديانات المسيحية والايزيدية والصابئة المندائية. جمهورية العراق- مجلس الوزراء 
23) عزلة المسرح في زمن كورونا (10)
24) نصيرات( مخرج أردني): أهم شروط الحداثة هَـدم النموذج
25) فقهاء اليوم الثامن في الاسبوع : لخيري منصور- في صحيفة المدينة الاخبارية / بتاريخ 10/05/2010
 


الأربعاء، 13 يوليو 2022

مسرحية للأطفال " الجمرة "/ تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب طلال حسن

الثلاثاء، 12 يوليو 2022

دورة تدريبية مع “نجوم المسرح” أنت النجم. فرصة ذهبية لتنمية موهبتك المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


دورة تدريبية مع “نجوم المسرح” أنت النجم. فرصة ذهبية لتنمية موهبتك المسرحية

إذا كنت في عمر من 11 إلى 16 سنة (من الجنسين) فإن أمامك فرصة ذهبية لتنمية مهاراتك المسرحية، وذلك في دورة تدريبية ينظمها مجلس الشارقة للتعليم بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين الإماراتيين، وذلك في الفترة من 31 يوليو حتى 4 أغسطس 2022. في المركز الثقافي “خورفكان” حيث يقوم بالتدريب الفنانان الإماراتيان عبد الله مسعود ومرعي الحليان.

الدورة التي تنظم للمرة الأولى في المنطقة الشرقية تأتي ضمن برنامج “أضواء المسرح” الذي نظم ثلاث دورات في الشارقة خلال شهر ديسمبر 2021. ويتضمن البرنامج التدريبي دروساً في تنمية القدرات الحسية والعصبية ومهارات الانتباه والتركيز والتعبير بالحركة والصوت والارتجال التمثيلي والأداء المسرحي.

هذا وسيحصل المتدربون والمتدربات على شهادات مشاركة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الدورات مجانية.

فلنسارع للتسجيل في هذه الدورة الممتعة من خلال:

http://sec-shj.ae/students

لمزيد من المعلومات عليكم الاتصال بالهواتف التالية:

065045591

065045592

065045527

-------------------------
إعلام الهيئة العربية للمسرح

الحلقة 19 من سلسلة إقرأ كتب الهيئةحول كتاب “المسرح في الجزائر” -- تأليف أ.صالح لمباركية

مجلة الفنون المسرحية 

الحلقة 19 من سلسلة إقرأ كتب الهيئة
حول كتاب “المسرح في الجزائر” --   تأليف أ.صالح لمباركية

إقرأ كتب الهيئة، برنامج شهري يفتح نقاشات فكرية ومسرحية حول إصدارات الهيئة العربية للمسرح.

    كتاب “المسرح في الجزائر” تأليف الباحث والمسرحي الجزائري الراحل د.صالح لمباركية (1948/2015) موضوع الحلقة التاسعة عشرة، لشهر يوليو 2022 من سلسلة اقرأ كتب الهيئة. الكتاب صدر عن الهيئة العربية للمسرح في طبعة احتفالية بمناسبة انعقاد الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي في الجزائر، العام 2017. (وهي نفسها الطبعة التي صدرت عن دار بهاء الدين للنشر والتوزيع في إطار الجزائر عاصمة للثقافة العربية 2007).

      تناول الباحث الجزائري د.صالح لمباركية في كتابه “المسرح في الجزائر” – كما يعبر في مقدمة الكتاب – نشأة المسرح في الجزائر مع إبراز أهم رواده والنصوص المسرحية التي حفظها الزمن رغم أن أغلبها ضاع ولم يدون ولم يطبع. كما تطرق إلى دراسة الموضوعات المسرحية، وكذا البناءات الفنية.
جاءت محاور الكتاب الأساسية كالتالي:

– (النشأة، المسرح في الجزائر تاريخيا): وتضمن هذا القسم دراسة حول تاريخ المسرح في الجزائر، والذي يعيده الباحث إلى فترة العهد الروماني في الجزائر، والحركة المسرحية التي سادت تلك المرحلة. ثم يعرج الباحث على المسرح العربي بشكل عام والأشكال التعبيرية العربية القريبة من المسرح في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي، والدوافع التي أدت في فترة الاحتلال إلى تطور المسرح، ثم بروزه في مطلع القرن العشرين وفي فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى (1914م / 1918م)

– (الرواد): في هذا القسم الثاني من الكتاب وقف الباحث عند جملة من رواد المسرح الجزائريين الذين فضلهم قامت الحركة المسرحية في الجزائر، ويأتي على ذكر 16 رائدا مسرحيا جزائريا.

– (النصوص المسرحية) هو عنوان القسم الثالث والذي عرض فيه الباحث لمباركية النصوص المسرحية العربية من النشأة / 1922م إلى 1972م، عرضا توثيقيا بيبليوغرافيا وذلك عبر ثلاث مراحل: المرحلة الأولى: من 1922م إلى 1937م / المرحلة الثانية: من 1938م إلى 1953م / المرحلة الثالثة: من 1954م إلى 1972م.

– ليتطرق الباحث بعد ذلك لموضوعات النص المسرحي قبل ثورة التحرير 1954م، ثم موضوعات النص المسرحي بعد ثورة التحرير، مصنفا النصوص المسرحية إلى: 1- النص النضالي و2- النص التسجيلي الإعلامي والذي واكب المقاومة وعبر عنها، و3- النص الاجتماعي (السياسي) والذي رصد التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي طرأت على المجتمع والتي أفرزتها سنوات الثورة والسنوات الأولى للاستقلال، ثم 4- النص الشعبي والذي تميز بعد فترة الاستقلال بالعودة إلى التراث الشعبي والذي يعني بالدرجة الأولى (التأصيل) وتحقيق الذات والهوية كما يقول الباحث، والتصنيف الأخير هو 5- النص المسرحي الذهني الذي عده لمباركية تجربة حاول بعض الأدباء والمثقفين الذين تمرسوا على الكتابة المسرحية واطلعوا على الآداب الغربية فاعجبوا به وكتبوا على منواله.
_____________________
إعلام الهيئة العربية للمسرح 

عالم مفعم بالجنون...ونصوص تتألق على الخشبة/ آنا عزيز الخضر

مجلة الفنون المسرحية 
عالم مفعم بالجنون...ونصوص تتألق على الخشبة

ينضوي تحت عنوان مسرحة النصوص، التي تقةم بها جمعية المسرح في اتحاد الكتاب العرب كمبادرة فعالة معطيات ثقافية خﻻقه، ﻻبد انها ستترك اثرا هاما في المشهد المسرحي السوري، وقد تعددت التجارب في الفترة الأخيرة،و التى ﻻقت النجاح و الاعجاب الواسع على اكثر من صعيد ..آخر هذه العروض  (عالم مفعم بالجنون) على صالة مسرح الحمراء بدمشق من تأليف وإخراج الدكتور (محمد بصل)  ...حول التجربه والعرض المسرحي وتفاصيل اخرى, تجدث الدكتور محمد بصل قائلا :
قدمت فرقة اتحاد الكتاب العرب باكورة أعمالها المسرحية، بعد توجه الاتحاد إلى نقل النصوص المسرحية  من مستوى القراءة إلى مستوى العرض، فالمسرح في الحقيقة نص كتب ليتفرج عليه، و كل نص لا يحمل في مفرداته سمات الفرجة فإنه لا يمت للمسرح بأية صلة، هذا ما قاله موليير و ما أكده شكسبير و ألح عليه بريخت،و بالتالي فإنه خليق بجمعية المسرح في اتحاد الكتاب العرب أن تلتفت إلى هذه الخصوصية و تنقل النصوص إلى عالم الخشبة ، و على الرغم من تأخر هذا الأمر  إلا أنه تم مع انطلاق العمل مع المكتب التنفيذي الذي يعمل منذ سنة و أربعة أشهر بنفس جديد تماما يتماشى مع طبيعة التطورات التي تحصل على المستوى العالمي ، و جاءت مسرحية عالم مفعم بالجنون..  فما حكاية هذا العالم؟
من
المتعارف عليه أن العالم من المفترض أن يكون مفعم بالحب ، لكن مايحصل في هذا العالم ليس عاديا  ، نحن نعيش أسوأ أزمات، يمكن أن تواجه حياتنا البشرية ،
عالم مفعم بالجنون  .. هي حرب بين ذهنيتين وعقليتين مختلفتين تماما، بين الفكر الظلامي والتنويري ، وصراع أبدي مابين الجهل والتخلف ... أما
إخراج المسرحية كان بعيدا عن الأسلوب التقليدي المتعارف عليه، وكانت هناك حلول إخراجية خدمت مفردات العرض، سيما باستخدام خيال الظل والرقص التعبيري، الذي وظف لتوضيح الحالة العصايية والمرضية، التي كانت تتحكم في تصرفات " زكريا  "، التي تحولت بنهاية العرض لحالة جنون كامل .
 أدى الممثلون أدوارهم ببراعة و احترافية، منهم (منار آغا )الذي لعب دور المريض العصابي و( جعفر درويش) صديقه الذي صار تابعه ( شاكر شاكر) العلماني، الذي وقف ضد توجهاتهما، و لا ننسى ما فعلته جوقة الشباب و الصبايا، الذين لعبوا أدوار الأشباح الشيطانية.. 
لعبت الإضاءة و المؤثرات الصوتية دورا بارزا في تقديم فرجة مسرحية متميزة.
 وﻻبد من التأكيد على أهمية فكرة استضافة العروض المسرحية من المحافظات إلى دمشق و استضافة عروض دمشق في المحافظات..  وﻻبد من توحيه الشكر إلى وزارة الثقافة و مديرية المسارح و الموسيقا على هذه المبادرات الفعالة و المثمرة و المخصبة في رفد الحركة المسرحية في سورية

الاثنين، 11 يوليو 2022

بدايات د. فاضل خليل وتألقه في بغداد وانطلاقه الى عالم الإبداع الفني محملا بالعطاء الذي اصبح البصمة الخالدة التي نفتخر بها

مجلة الفنون المسرحية


 بدايات د.  فاضل خليل وتألقه في  بغداد  وانطلاقه  الى عالم الإبداع الفني محملا بالعطاء الذي اصبح البصمة الخالدة التي نفتخر بها

د.سعد عزيز عبد الصاحب

لم يأت الراحل فاضل خليل ويقدم اوراق اعتماده للقبول في اكاديمية الفنون الجميلة عام 1966 وهو خال الوفاض وليس في اجندته ما يقدمه للجنة الاختبار صعبة الاقتناع والرضا،انما جاء وفي جعبته مجموعة وافرة من الصور الفوتوغرافية والمشاهد المحفوظة من الاعمال المسرحية التي مثلها في مدينة الناصرية بعد انتقال والده المرحوم خليل رشيد اليها من مدينة العمارة نهاية خمسينيات القرن المنصرم ،ليجد الصبي فاضل مناخا مغايرا في المدينة الجديدة ذات الشوارع الطويلة والمقاهي الضاجة بسجالات السياسة والثقافة والفن التي لا تنتهي وحراك مثقفيها اليساريين الذين كانوا عماد المدينة الثقافي وراس الرمح فيها ، احب فاضل الفن المسرحي وتأثر بخريجي معهد الفنون الجميلة العائدين الى الناصرية كمحسن العزاوي وعبد الرحمن مجيد الربيعي وعزيز عبد الصاحب ومهدي السماوي وحسين الهلالي واسماعيل فتاح الترك وغيرهم وحكاياتهم عن العاصمة بغداد واجوائها الفنية، وسرعان ما زج فاضل نفسه في المغامرة المسرحية مبكرا ووجد كينونته فيها ، فكانت اطلالته الاولى امام الجمهور الواسع في مسرحية (اوديب)لـ(سوفوكليس)اخراج مهدي السماوي عام 1961 بدور الملك اوديب ومثل واجاد في مسرحية (ثورة على الاقطاع)للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد عام 1963 واخراج عزيز عبد الصاحب مضطلعا بدور الاقطاعي علوان وكذلك في مسرحية (اكازو)للشاعر قيس لفتة مراد واخراج نفس المخرج الاخير مثل فيها دور صديق اكازو، كانت الادوار التي تسند لفاضل خليل في الناصرية متنوعة وذات مساحة جيده افصحت عن قابلياته الفنية مستمدا منها معرفة واسعة بالفن المسرحي واتجاهاته على يد فنانين خبرو المسرح وتلاوينه ، انضجت هذه العروض وعيه الثقافي والفني قبل قبوله في الاكاديمية وانفتاحه على فرقة المسرح الفني الحديث التي كانت له معها قصة طويلة حيث كانت اهم مختبر مسرحي مستقل يدعم ويمول نفسه بنفسه خارج الدولة ذلك الزمن،كانت لبغداد ولياليها الحافلة بالمعرفة والجدل واماسي الراح الاثر البالغ في نفس الشاب الفنان القادم من الجنوب فأنخرط في استيعاب واستلهام المناخ الجديد الوافر المشارب والتيارات الفنية مندمجا معه ، والغريب ان فاضل لم يعش اغترابا فنيا او اجتماعيا مع البيئة الجديدة في بغداد لانه قادم من سلالة مدنية وحواظر ثقافية ضاربة الجذور في مدن الجنوب .. وبعد ان اسند له المخرج (قاسم محمد)في مسرحية النخلة والجيران عام 1969 دور (حسين ابن الخبازه) ذاع صيته والتفتت لموهبته اعين المخرجين وامسى رقما صعبا في الحياة المسرحية لما توافر عليه من استرخاء وتلقائية وصوت رخيم في اداءه التمثيلي وكارزما حباها الباري له ليصبح بعد اعوام قليلة من اداءه في مسرحيات (المفتاح والخرابة والشريعة وتموز يقرع الناقوس ..) (كازنوفا) المسرح العراقي وبطلا مسرحيا شعبيا ترنو اليه اعين الشباب الطليعي عاكسا لهمومهم ولواعجهم وتطلعاتهم من خلال مراة المسرح المكثفة ، تأثر فاضل في بواكيره الاولى بعد مجيئه الى بغداد بثلاث مؤثرات اساسية الاول هو المخرج (ابراهيم جلال) الذي درس على يديه التمثيل والاخراج المسرحي في الاكاديمية وفهم من خلاله فلسفة الانشقاق على السائد المسرحي والتجديد في الشكل والمراهنة على النص المحلي العراقي والانطلاق به نحو العالمية ، والمؤثر الثاني كان المعلم الكبير جعفر السعدي باخلاقيته وتربيويته العالية وصبره في العمل وتجلياته الستانسلافسكية في التجريب مع الممثل من خلال (المعايشة) والمؤثر الاهم في حياته الفنية كان المخرج والمؤلف (قاسم محمد)الذي تأثر به ايما تأثر لمزجه الذكي بين تقنيات المسرح العالمي الحداثية في الاخراج والموضوعة الشعبية البسيطة والعميقة بحيث استطاع ان يوازن بين المعطى الجمالي للشكل والمضمون الدرامي الشعبي وفهمه العضوي للصراع الطبقي ومتغيراته من منظور فني متعال ،وتركيزه على الاتجاه الواقعي في المسرح من منطلقات (ماركسية) ممهورة بالتقنيات (البريشتية) فعمل فاضل معه ممثلا اهم المسرحيات كأضواء على حياة يومية والنخلة والجيران وبغداد الازل بين الجد والهزل وعشاق..ضائعون.. غرباء وغيرها ، ولان الراحل صاحب رؤية تحليلية ووجهة نظر واستشراف للواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي اضافة لقدرته على القيادة الفنية للعمل المسرحي توجه نحو الاخراج المسرحي وكان مخرجا انتقائيا بأمتياز بأختياراته المتنوعة للنصوص الدرامية فهو يخرج لسعدالله ونوس في (الملك هو الملك) واوسكار وايلد في (سالومي) وجورج بوشنر في (فويسك) وبابلو نيرودا في(تألق جواكان مورييتا ومصرعه ) واعد رواية (الشياح)لـ(اسماعيل فهد اسماعيل ) للمسرح وانفتح على التراث العربي في حلاق بغداد لـ(الفريد فرج) فما الذي يجمع هذه النصوص سوى نبرة الاحتجاج والرفض الصارخ للظلم من قبل السلطة ..وجاءت رسالته التي حاز عنها الدبلوم العالي بعنوان (المسرح العربي الحديث والتراث ) عام 1979 انموذجا وصدى لتوجهات المسرح العربي التاصيلية تلك الفترة ، ثم غادر الى بلغاريا لدراسة الاخراج المسرحي وهنا حصلت النقلة النوعية فكريا وجماليا في وعي فاضل خليل اذ انفتح على الاتجاهات والتيارات المعاصرة في المسرح العالمي وكانت مشاهداته لعروض المخرجين الروس والبلغار مثل(لوبيموف واخلبكوف وفيليب فيلي بوف) وتلامذتهم تركت الاثر البالغ في مجساته الفنية وذائقته الجمالية وراح يبحث في صيغ اخرى للواقعية لا تستنسخها وانما تبحث فيها وتنقب من داخلها للخروج بالعجائبي والغرائبي والاستحالي المدهش وليس المالوف والمكرور،وهنا جاءت فرادة فاضل الفنية باعادة انتاج مفهوم (الواقعية الخيالية) بأدوات عراقية ومناخ محلي صرف بعروض (اللعبة وفرجة مسرحية وخيط البريسم وفي اعالي الحب ومئة عام من المحبة وعقدة حمار وهيروسترات ) يعالج فاضل نصوصا تقع في اللحظة الاستحالية واللامعقولة من الواقع تعاني فيه الشخصية صراعا داخليا حادا وتمزقا في وعيها ، صراعا لا يؤدي الى فتح طريق جديد او انتاج حل نهائي انما تبقى الاشكالية قائمة تمور وتتحرك في الشخصية وتنسحب لذهن المتلقي فمثلا تبقى المراة المتزوجة في مسرحية (مئة عام من المحبة) في صراع مرير عند عودة زوجها الاسير الذي تحبه من الاسر.. فايهما ستختار؟ واي الطريقين اوضح ؟وجد فاضل هذه الاستحالات في المواقف في مدونات (فلاح شاكر)والفرنسي (بيير رودي)و(غريغوري غورين)و(يوسف العاني) ..يجد الراحل نفسه مع الممثل الباحث لا الممثل المنفذ الممثل المفكر المغادر للكلائش الجاهزة والصيغ الجامدة في الاداء ،واقترب اخراجيا من تكاملية العرض المسرحي هو يرفض الشح الانتاجي لان مشروعه الجمالي يتكأ على مخيلة جامحة وخيارات سينوغرافية باذخة ومدهشة ،لانه يرى بان المشاهد يحضر الى المسرح لا لكي يشاهد يومياته ووقائعه كما هي انما بصياغة فنية متعالية ... ترك الراحل مجموعة كبيرة من مريديه ومحبيه ومقلديه المتاثرين بشخصيته الفنية والاجتماعية فهو اجتماعي يعيش ويرنو باغنياته مع المجموعة مع (اللمه)..حاضر البديهة متوقد الذهن سريع الاستجابة بالدمع والاهات لمعاناة شعبه .. يملاء ذهنه بأحلام استعادة البلاد لمكانتها الفنية والعيش الكريم لاهله .. لم يغادر وطنه الا لسعي في الرزق هنا او لدراسة هناك يردد دائما قول كافافي شاعر الاسكندرية قول يحفر في القلب :
ـ ستؤدي بك السبل دائما الى هذه المدينة
فلا تاملن في فرار
اذ ليس لك من سفينة ولا من طريق
وكما خربت حياتك هنا
في هذه الزاوية الصغيرة
فهي خراب انى ذهبت .
فطوبى لك ابا معمر يوم ولدت ويوم ضمت بغداد التي احببت ثراك .

الأحد، 10 يوليو 2022

نِسبة حرّية التّعبيرّ في المُنتَج الثَّقافي لدى فلسطينيّي الــ48

مجلة الفنون المسرحية


 نِسبة حرّية التّعبيرّ في المُنتَج الثَّقافي لدى فلسطينيّي الــ48 
 
*راضي شحادة


    كلما طُلب مني رَبط المسرح بالسّياسة أَكتشِف كم أنّنا بسبب عدم حلّ قضيّتنا الوطنيّة، نجد أنفسنا صارفين جُلّ جهدنا في تقييم واقعنا الذي يختلف عن سائر الفنّانين الذين لا يُعانون من مشكلة الحديث عن احتلال وقضايا تحرّر وطني.        
****  
    لا بدّ من التّوضيح أنّ هنالك مؤسّسات إسرائيليّة تدعم المؤسّسات الثّقافيّة المنضوية تحت اسم "عرب اسرائيل" بالمفهوم الإسرائيلي، او "فلسطينيو الداخل" بالمفهوم الفلسطيني، بحدود التزام هذه المؤسّسات بأمن الدّولة وبتبعيّتها لها، ورويداً رويداً، تعترف هذه المؤسّسات بأنّها جزء من الدّولة ومؤسّساتها، وليست مؤسّسات فلسطينيّة تابعة لفلسطين التّاريخيّة، او للفلسطينيّين بشكل عام. 
    وأيضا رويداً رويداً تسعى إسرائيل بـِخُطَى حثيثة الى جعل "الدّاخل الفلسطيني" يعني أن كلّ فلسطين التّاريخيّة تحت سيطرتها بحيث يُطَبّق الاحتلال على منطقة الــ48 ومنطقة الــ67، أي السّعي لضمّ مناطق الـ67 الى حدودها، بحيث يبقى فلسطينيّو الشّتات خارج  المعادلة، وفي الوقت ذاته فهي تبقى غير ملتزمة بتحديد منطقة حدودها، طمعاً في المزيد من التّوسّع الجغرافي والسّياسي والاقتصادي والتّسلّحي.
     استمرت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة على المسرح والسّينما طوال فترة الحكم العسكري، اي حتى سنة 1966 التي انتهى فيها الحكم العسكري، ولكن الرّقابة على المسرح استمرت حتى سنة 1989. وقد "حظيتُ!؟" شخصيا بمنع مسرحيّتي "السّلام المفقود" سنة 1977- أي في فترة الحكم "المـَدني!"- من قِبَل لجنة الرّقابة على الأفلام والمسرح التي تكوّنت من 13 عضواً، صوّت 11 منهم ضدّ عرضها وصوّت واحد مع عرضها، وصوت الأخير بالحياد. كانت حجّة هذا الأخير تحمل كل المغزى، فقد ادّعى أنّه من خلال إتاحة عرض المسرحيّة على الملأ، يستطيع جهاز المخابرات أن يراقب نسبة التّعاطف الوطني مع فحواها، وهكذا يكون الخطر الأمني من قِبَل هؤلاء مكشوفاً، وعندها يمكن مواجهة مُرتكبيه. كان هذا التّوجّه أكبر دليل على عقليّة السّعي للاختراق الأمني لفلسطينيّي الــ48 من قِبَل السُّلطات الإسرائيليّة من أجل مواجهة أي وسيلة يعتبرونها تُهدِّد أمنَهم، مهما كانت ثقافيّة او اجتماعيّة. لقد آمنوا بأنّ القوّة العسكرية والأمنيّة والمخابراتيّة، المدعومة جميعها بقوّة مادّية واقتصادية ضخمة هي من أهمّ الدّعائم التي يجب أن تَحمل هَمّ الدّولة.  
    خلال فترة الحكم العسكري وبعدها بقليل، والتي كانت قريبة من النّكبة والتّهجير والواقع الجديد الذي زُجّ به فلسطينيو الـ48، كاد المسرح يكون معدوماً، إلّا ما كان منه يتطرّق الى مواضيع اجتماعيّة، او المعتمد على نصوص مسرحيّات مُستوردة من الخارج، أو مسرحيّات مدرسيّة مراقبَة من قبل مؤسّسة الدّولة ومخابراتها. كان همّنا الحفاظ على بقائنا، ولم يكن بمقدورنا ممارسة رفاهية الإبداع المسرحي بشكل حرّ او كعنصر من عناصر أولويّات حياتنا، وخاصة أنّ المسرح عملٌ جماعيّ، ويتطلّب تَجمُّعا بَشريّاً بين الفنانين وجمهورهم، فكيف تستطيع التّحرُّك مسرحيّاً وأنت تحت حُكم عسكري قمعي؟ التّجربة الوحيدة التي سُمح بها بمزاولة الفعل المسرحي كانت بعد إقامة السُّلطات الإسرائيليّة "مسرح بيت الكرمة" في مدينة حيفا سنة 1963، أي خلال فترة الحكم العسكري، كمسرح عبري/عربي مُدار من قبل يهود، وقد أُطلق علية عمدا اسم "المسرح العبري/العربي، وليس المسرح الإسرائيلي/الفلسطيني، فالعلاقة مع العرب لا بأس بها، أما مع الفلسطينيّين ففيها تَفطين بأنّ شيئاً ما خاطيء في المعادلة، وقُدِّمت فيه مَسرحيّات عربيّة لجمهور عربي، وعلى الأغلب لجمهور المدارس، التي هي أيضا كانت مُراقَبة مخابراتيّاً بِشدّة. وليس صدفة أنّ "المسرح النّاهض" على سبيل المثال تأسس في حيفا سنة 1968، أي بعد انتهاء الحكم العسكري بسنة، وهو مسرح مستقلّ، وفي الوقت ذاته كان يسعى لإنتاج أعمال مسرحيّة إنسانية معتمدة على نصوص مستوردة من الخارج عربيّاً او أجنبيّاً، بالقدر المسموح به.
    رويداً رويداً، وبعد فشل تجربة المدّ القومي والاشتراكي، وبعد الهزائم الـمُتكَرِّرة للعرب، وبضمنهم الفلسطينيّين، ظَهَر المدّ الدّيني كإيمان بإمكانيّة إيجاد بديل عامودي مع السّماء بدلاً من البديل الأفقي الذي فشل مع الأرض، حتى تطوّر الأمر الى نوع إضافيّ من الرّقابات السّابقة بمنع بعض الأعمال الإبداعيّة بحجة أنها مُنافية للدين والأخلاق، ولتعاليم السّماء وخالقها.
    كان لا بدّ للمواطن الـمُحبّ للحياة وللبقاء أن يجد لنفسه طُرُقاً ذكيّة من أجل الحفاظ على بقائه، وطمعاً في مزاولة بعض إبداعاته وفنونه. كان لا بدّ من ممارسة الرّقابة الذّاتيّة والسّير بين حبّات المطر في منطقة شديدة الهطول والوحولة. وأما المسرح، فلأنه فنّ جماعي يتطلّب اللقاء بين متجمّعين من مؤدّين وجمهور، فإنّه كان يتطلّب أكثر جهداً ومغامرة من أجل طَرْقِه، فهو يتّسم بطابع تَظَاهريّ، وهو بحاجة إمكانيّات مادّيّة، فمجال التّطوّع يبقى آنيّاً، ما أدّى الى ظهور غزارة في الفرق الفنيّة والمسرحيّة، ورويداً رويداً أصبحت هذه الفرق تعتمد على دعم المؤسّسة الإسرائيليّة، أكان ذلك على شكل دعم لمؤسّسات او لمسارح مُسجَّلة كجمعيّات رسميّة. قد يبدو لأول وهلة أنّ هذا الّدعم غير مشروط، ولكنّه في عمقه مُهدَّد بالقصاص فيما إذا لم يحظَ برضى السُّلطات الإسرائيليّة، وبالتّالي يُهدَّد بقطع الدَّعم، ومن ثم بالإغلاق، كما حدث لــ"مسرح الميدان". يكون الأمر أكثر صعوبة عندما تكون المسارح بنايات ومؤسسات، وليست فِرَقاً بدون بنايَات مسرحيّة تتطلّب ميزانيّات ضخمة، ولا تستطيع الاستمرار من مدخول التّذاكر، وهي بحاجة لدفع رواتب وأتعاب موظّفين وعاملين وممثّلين ومخرجين..ألخ.)
    يوصلونك الى وضع "التَّعلُّق" بالرِّزقَة، بالدَّعم، بالحصول على الميزانيّات عن طريق مؤسّسات الدّولة، وبالتّالي فأنت تُراقِب نفسَك بنفسك، بأن لا تتطرّق الى مواضيع وطنيّة او تحريضيّة، وبالتّالي فالأضمن لك أن تُكرّس جُلّ جهدِك للإبداع الفنّي والتّرفيهي، بحيث يبدو الأمر في النّتيجة مساهَمة في "الاحتراف الإبداعي!؟" الذي يبقى بحدود المواضيع الإنسانيّة العامّة، والذي ترى فيه السُّلطات الإسرائيليّة أمرا مُحبّباً بعيداً عن التّحريض السّياسيّ الذي قد يُهدِّد أمنها، لا بل إنّها بذلك تضمن أنّ المبدع يبقى بحدود مواطنَته كعربي إسرائيلي تابع لدين معيّن وليس لفلسطينيّته، وكجزء من كيان أصبح حقيقة، ومع الوقت يصبح التّعلُّق بالفنّ ناتجاً عن كونه مصدرَ رزقٍ ترفيهي شُهروي، والمصدر الدّاعم له هو المؤسّسة الحاكمة التي تجد نفسها ساعية باجتهاد لإنْساء الفلسطيني بأنّه يعيش في فلسطين التّاريخيّة، وأنّه أصبح مواطناً إسرائيليّاً يحلم بأنّه ربّما تصبح فلسطين "هناك"، وأنّ "هنا" هي إسرائيل لا غير. وبالتّالي فهي تعترف بمواطنَتِنا الجزئيّة كعرب أصحاب ديانات وليس كأصحاب قوميّة مشتركة أو وطن مشترك تمّ الاستيلاء عليه، وليس كفلسطينيّين، وإنّما كأناس لهم حقوق مواطناتيّة جزئيّة، وواجبات مرهونة بمدى ولائنا لهذا الكيان، البديل لكياننا الأصلي.
    ضمن هذه المعادلة فالاستقلال الإبداعي يتطلب التّضحية، وهو مكلف جدا، وهو ما حاولناه في مسرحنا من خلال تجربتنا في "مسرح السّيرة" المتجوّل، ولاحقاً من خلال تجربة "مسرح خشبة" في حيفا.  كان لا بدّ من البحث عن حلّ وسط، وهو ان تُنتِج أعمالك بِقواك الذّاتيّة وتعرضها بدون أخذ دعم من المؤسّسة الإسرائيليّة، ولكنّك توافق بأن تقدّم عروضك مقابل مردود مادّي للعرض، بينما أنت تحاول ان تكون مُستقلّاً بقدر الـمُستطاع، فالجمهور الذي تعرض له هو فلسطيني، كما هو الحال في المدارس والمراكز الجماهيريّة، ففي هذه الحالة، على الأقل أنت تأخذ مقابل أتعابك وليس كدعم او كتبرّع لمؤسّستك او لمسرحك. 
    يدّعي القائمون على الأعمال الإبداعية والمسجّلون كجمعيّات رسميّة معتمدة على دعم المؤسّسة الإسرائيليّة أنّهم كمواطنين يدفعون الضّرائب، ومن حقّهم أن يسترجعوا جزءاً ممَّا يدفعونه. وأما المؤسّسات التي تَدفع نسبة معيّنة مقابل العروض والفعاليّات فهي مؤسّسات دولة، مثل "السّلة الثقافية"، "المكتبات العامّة"، "مفعال هبايس"، "وزارة التّربية والرّياضة".
    بعد أنْ اشتدّ عود إسرائيل، توسّعت وازدادت ثقة بنفسها لدرجة الغَطرسة، وتعاظمت قوّتها العسكريّا والأمنيّة لدرجة الهَوَس، وتكامل بُنيانها مؤسَّساتيّاً، واعتراف العالم بها، ودَعَمها بسخاء، وخاصّة عندما أصبحت الامبراطوريّة الأمريكيّة تعتبرها ولايتها الــ51، فأصبحتْ أكثر اطمئناناً بأنّ الفنّ بشكل عام لا يشكّل خطراً عليها، لا بل أصبحت تُخصِّص ميزانيّات لدعم الفنّ محاولةً تجييره لصالحها مُتذرّعة بتَمَيُّزها الدّيمقراطي، ولكي تصل الى فلسفة "أطعم الفم تستحي العين" وفلسفة ربط الارتزاق بالفن، اي בעל המאה הוא בעל הדעה (عبرية: معناها صاحب المال هو صاحب الرأي)- فهي عن قصد تُعرّفه كعربي وليس كفلسطيني لكي تنفي عنه جغرافيّته وتاريخه الأصلييّن- فإذا وصل المبدع العربي في إسرائيل الى درجة الإدمان على الفن، والارتزاق منه، فإنّه مع الوقت سيلجأ الى الاستغناء عن إزعاج السُّلطة، ما قد يجعلها تحرمه من الميزانيّات، فتنتهج بدورها فلسفة "أطعم الفم تستحي العين". وهكذا يتحوّل الفنّ الى مهنة من أجل الارتزاق وطلب الشُّهرة، بعيداً عن قضيّته الوطنيّة، لا بل أحياناً يكون مُكرَّساً لخدمة إسرائيل، إمّا عن مصلحة الفنان الشخصيّة، وإمّا عن قناعته بذلك وهذا هو الأخطر، فيكتفي بعض الفنّانين بممارسة الفنّ من أجل الفنّ والرِّبح والشُّهرة، وعدم تقريبه الى هويّتنا الوطنيّة والسّياسيّة، والاكتفاء بالادّعاء انه يهدف الى التّرفيه، وطَرْق مواضيع إنسانيّة عامّة لا تـَمتّ الى واقعنا الاستثنائي. وضمن هذا المفهوم أصبح بعض الفنّانين يلجؤون الى القول: "أنا لا أتدخّل في السّياسة". هذا لا ينفي وجود بعض المؤسّسات والفِرَق التي تُعلن انتماءها الوطني الفلسطيني بحدود المسموح به "ديمقراطيّاً!؟". هل ينطبق السُّؤال المطروح عالميّاً عن الفن والإبداع بأنّه ترفيهentertainment، فمجال المسرح مثلا في نشرات النّشاطات المسرحيّة والسّينمائيّة والثّقافيّة العالميّة يُذكر تحت عنوان ترفيهentertainment، فهل ينطبق ذلك على وضعنا كأصحاب قضيّة وطنيّة تضغط على المبدعين لكي يكونوا جزءاً فعّالاً من حياتها وحياتنا السّياسيّة والوطنيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة بشكل عام؟  
    حتى هذه اللحظة، وبعد 74 سنة من وجود إسرائيل كدولة معترَف بها عالميّاً، تقريباً بدل فلسطين، لم يعُد التّعامل مع فلسطينيّي الــ48 كمواطنين قابعين تحت احتلال إسرائيلي، فإسرائيل بناء على الواقع الجديد تعتبرهم خارج المعادلة الفلسطينيّة وداخل معادلتها. أما "هناك!؟" في الضفّة الغربيّة فإنّ القانون الدُّوَلي يَعتبر الاحتلال هو المسؤول عن حاجاتهم الحياتيّة، وليس في القدس المحتلة، حيث أدارت إسرائيل ظهرها لهذا القانون على مرأى ومسمع العالم، لأنّ القدس عمليا ضُمّت لإسرائيل سنة 1967. أما هنا، ففلسطينيّو الــ48 وبناءً على اعتراف العالم بوجود إسرائيل، فعليهم الاعتراف بإسرائيل كأمرٍ واقع لا فكاك منه، ولا مناص من قبولها والعيش فيها ومعها على أساس أنها دولتُهم، وألّا يحلموا بأن تعود فلسطين لكي يعيشوا فيها. 
     وافق بعض الفلسطينيّين أيضا على مبدأ دولتين لشعبين، ولاحقا اعترفت منظمة التّحرير بإسرائيل مقابل اعتراف إسرائيل بها، فوافقت إسرائيل، ولكنّها لم تُصرّح بأنّ ذلك يعني الموافقة على دولة فلسطين، بل الاعتراف بالمنظّمة. ضمن هذا المفهوم أصبحت إسرائيل كياناً قائماً ومعترفاً به، وبقيت فلسطين رهن التّفاوض اللانهائي غير المشروط، وعندما يُقال "الاحتلال الاسرائيلي"، فهذا قد يعني عمّا احتلته سنة 1967 فقط، اي الضفة الغربية وقطاع غزّة.
    حصلت إسرائيل على اعتراف عالمي بها، فوافقت على ذلك الأمم المتحدة، ولاحقاً منظمة التحرير الفلسطينيّة، ولاحقاً اتفاقيّة أوسلو، ومن ثمّ معاهدات السّلام العربيّة مع إسرائيل، وما مَوجةُ التّطبيع العربي مع إسرائيل إلّا تعبيرا صريحا وصارخا عن التّنازل عن فلسطين التّاريخيّة لصالح إسرائيل التي ترفض أن يكون لها دستورٌ تُحدِّد من خلاله حدودَ حدودِها، طمعاً في تحقيق حلمها بالامتداد من النّيل الى الفرات. تألّمتُ كثيراً لردّ أحد الكُتّاب من إخوتنا الفلسطينيّين العائدين الى الوطن بعد "اتّفاقية أوسلو" عندما قلت له بأنّني الآن أستطيع أن أُقدّم طلبات لدعم مشاريعي الإنتاجيّة المسرحيّة والكتابيّة من خلال فلسطين الجديدة، وليس أن أكون راضخاً لإملاءات السّلطات الإسرائيليّة، فقال لي كاتبنا: "بالعكس، انت تستطيع أن تأخذ ميزانيّات من إسرائيل، فهذا حقّك". للأسف، فقد شعرت بخيبة أمل، وكما يقول المثل الشّعبي: "أجيت يا عبد المعين تَ تعين أثاري يا عبد المعين بدّك مين يعينك".
    أصبحت مِنحة العمل الإبداعي بعد اتفاقية أوسلو مشروطة من قبل الاتّحاد الأوروبي بوجوب التّعاون بين مبدعين إسرائيليّين وأردنيّين، او بين فلسطينيّين وإسرائيليين. اي إجبار الفلسطينيين والأردنيين على التّعاون مع إسرائيل مقابل الحصول على الميزانية، وذلك بهدف ترسيخ مفهوم "السّلام!؟" بين الجيران. إذا اردنا التّعامل مع هذه الشّروط فهل نتقدّم نحن لطلب المنحة كـ"إسرائيليّين؟!" مع مبدعين فلسطينيّين في الضّفة، ام أنه سيكون مشروطا بالتّعاون بين يهود إسرائيليّين وفلسطينيّين ضفّاوييّن؟   
    "عرب الــ48" أصبحوا يُعتَبرون بالنّسبة لإسرائيل، وبالنسبة لبعض العرب، وحتى بالنّسبة للمتّفقين على أوسلو، تقريباً خارج المعادلة الفلسطينيّة، وكأنّ دولة اسرائيل هي دولتهم وهم مواطنون فيها. لاحظ قلت "كأنّها دولتهم"، لأنّ إسرائيل لا تَعتبرهم مواطنين لهم كامل الحقوق وكجزء من الشّعب الفلسطيني، لأنّها تُعرِّف نفسها بأنّها دولة يهوديّة لليهود. فلسطينيّو الــ48 يُعتبرون مواطنين في دولتهم التي هي في الحقيقة ليست دولتهم، فلا هي تعتبرها دولتهم ولا هم يعتبرونها دولتهم، لأنها قائمة فوق وطنهم التّاريخي بغير حقّ، وهذه المعادلة هي سبب التّعقيد العَبَثي الذي نعيشه، خلافاً لكلّ البشر الذين يحظون بأوطانٍ ودولٍ مستقلّة. إذاً ففلسطينيّو الــ48 يُعتبرون مواطنين إسرائيليّين يُعامَلون كأنّها دولتهم وأنّ لهم دولة، وما تغيّر هو فقط إسرائيل بدل فلسطين، لهم حقوق وعليهم تأدية الواجبات، وتضغط الدّولة عليهم لتأدية هذه الواجبات حتى ولو كانت عسكرية او شُرَطيَّة او مخابراتيّة.
     على الرغم من كل هذا التّضييق، وهذا الواقع السّياسي العبثي الذي يعيشه فلسطينيّو الــ48، فانّ فناّنينا يُثبِتون مع الوقت أنهم موجودون على السّاحة الإبداعيّة وبشكل مِهني، وعن وعيٍ ودرايةٍ في مجالات تخصُّصاتهم الإبداعيّة المختلفة، مع وجوب اتّخاذ الحذَر الشّديد من إمكانيّة ان تُجيِّر إسرائيل هذه الطّاقات الـمِهَنيَّة والإبداعيّة لصالحها من خلال مؤسّساتها الـمُخْتصَّة، وقد حدث ذلك بشكل فظّ مع مسلسل "فوضى" الإسرائيلي الذي يُؤنسِن قوّات كوماندوز الـمستعربين، ويجرّم الفلسطينيّين، وقد وقع في مصيدته  100 ممثل فلسطيني وعربي بين محترف وهاوٍ، أُوهِم بعضهم أو توَهّموا أو ربما أغرت بعضهم المادّة والشُّهرة، وبأنّ المسلسل "ديمقراطي" ويعطي حرّية التّعبير لكلا الطرفين الصّهيوني والفلسطيني بعَرض واقعهما بــ"كامل الحرية!؟" وبشكل "موضوعي!؟" و"إنساني!" و"حُرّ!"، فقام مُنتجو المسلسل بتسويقه عبر منصّة "نتفلكس" التي يشاهدها الملايين في كل العالم، وفيه تبدو إسرائيل وأبطالها المستعربون وأجهزة مخابراتها وجيشها إنسانيّين، بينما الفلسطينيون هم الإرهابيّون والـمُعَتدون والقَتَلة. قِسْ على ذلك مسلسلات وأفلام إسرائيليّة انتهجت الأسلوب ذاته، والتي لا مجال للحديث عنها في هذا البحث، وما نراهن عليه هو أنّ الانسان الفلسطيني مهما طال الزّمن وقست عليه الظروف فإنّه لا يستطيع أن يخرج من جلده الأصلي.
    وأخيراً، ما دامت قضيّتنا الوطنيّة غير محلولة، فإنّنا لن نستطيع أن ننعَم بالإبداع الحر،  وكأنّ كلّ شيء على ما يرام مثل باقي الشّعوب التي تحظى بدُولٍ مُستقلة، ويتعاملون مع مؤسّساتها بشكل وطني ومستقرّ، ويحظون بدعمها. كيف نستطيع أن نتحرّك بجدارة ضمن هذا الواقع الجديد، ونتصرّف كأنّ الأمور طبيعيّة ومحلولة وعلى ما يُرام، والأهم.... وإلى متى؟ 
****   
*راضي شحادة:- مسرحيّ وكاتب وروائيّ فلسطيني 
  
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption