أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 22 فبراير 2016

'وحل' على خشبة المسرح لمحاكاة الواقع العربي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يتيح المخرج الفلسطيني الشاب أمير نزار زعبي للجمهور استخدام خياله في فهم المشاهد الصامتة التي يقدمها في عمله الجديد "وحل" لبعض ما يجري في العالم على وقع عزف الموسيقار فرج سليمان.

وشارك في تقديم "وحل" على خشبة مسرح قصر الثقافة في مدينة رام الله بالضفة الغربية مساء السبت 11 ممثلا وممثلة وأربع مغنيات بمناسبة الإعلان عن أسماء الفائزين بمسابقة مؤسسة عبد المحسن القطان للكاتب الشاب لعام 2015 في مجالات الرواية والشعر والقصة القصيرة.


ويبدأ العرض الذي يمتد على مدار ساعة بأم تضع طفلتها الصغيرة على سريرها لتبدأ بمشاهدة كوابيس تعكس ما يجري في بعض الدول العربية من قتل وتهجير في ظل الحروب المشتعلة فيها.

وقال زعبي بعد العرض "وحل (العرض) تبلور من فكرة عم بنجرب نعبر عن حالنا في لحظة وجودية كثير غريبة للعالم العربي".

وأضاف "عادة ما يكتب فرج سليمان الموسيقى للمسرحيات التي أخرجها ولكن هذه المرة أنا أخرجت المسرحية للموسيقى التي لحنها."

وتنتقل مشاهد العمل الفني الذي يعرض على قطعة مستطيلة أرضيتها من حجارة بيضاء كأنها شريط ذكريات يمر بصمت.

ويقدم العرض في البداية صورة لحياة عادية تعيشها أسرة تتمثل في شاب وفتاة يبدو وكأنهما ينظفان أسنانهما وامرأة تضع المساحيق على وجها ورجل يشرب قهوته يمران في هذا الشريط بصمت.

ولتبدأ بعد ذلك المشاهد الأكثر إيلاما بظهور شبان يحملون سكاكين وآخرين يحملون قنابل حارقة وآخر يحمل مجسما لبندقية يقوم بتنظيفها وقوات مكافحة شغب كلها تسير في هذا المستطيل في صمت.

ولا يكسر حركة الممثلين الصامتة كأنها شريط سينمائي على خشبة المسرح سوى عزف سليمان على البيانو بمرافقة أربع مغنيات تصدح أصواتهن ممزوجة مع الألحان والمؤثرات الصوتية دون كلمات.

ويستمر الشريط في عرض مشاهد تعكس بعض ما يجري في عالمنا العربي شبان ببدلات برتقالية كتلك التي يرتدونها قبل حكم الإعدام يجرون على الأرض وأناس يسيرون على غير هدى يحملون بعض أمتعتهم وجنود يلبسون رؤوس دببة وفتاة صغيرة تجر لعبتها.

ويرى زعبي أن "هذه التشبيهات هي خلطة من الواقع والخيال تركيبة الخيال البشري مركبة بشكل مش طبيعي ممكن تتخيل أي شي مثل رأس جندي يتحول لرأس دب".

وأضاف "كل واحد من هذه المشاهد لها أكثر من معنى وكل واحد من الجمهور يبحبش في راسه كيف يمكن أن يؤثر عليه العرض".
وعن اختياره لاسم العرض قال زعبي "وحل هو شو بنحس كل يوم لما نفتح عينينا وبنفكر في العالم العربي وحل داخلي وحل في الفم وحل بالمخ وحل بكل شي.. احنا موحلين هذا هو وضعنا ايش الحل ايش المستقبل إحنا بقلب العاصفة بقلب الوحل".

ويتفق سليمان مع زعبي في وصفه لما يجري في العالم العربي وقال "العمل وحل عن عالم عربي يغوص في الوحل.. عن بلد موحلة الناس موحلة سياسيا اقتصاديا هاي فكرة الوحل."

وأضاف أن العرض "مشاهد وصور من العالم العربي للي عم بيصير في سوريا والعراق وغيرهم من العالم العربي."

ويرى فرج أن المخرج زعبي "نجح في ترجمة المقطوعة الموسيقية التي هي عبارة عن خلطة من الموسيقى العربية والكلاسيكية والحديثة تمتد لساعة إلى صور تمثيلية سارت بتناسق مع الشريط الموسيقي".

وقال يمكن وصف العرض بأنه "كونسيرت (حفلة موسيقية) بصري".

ووصفت إيمان عون المخرجة والممثلة العمل بأنه جميل وقالت إنه "كان وجبة سمعية بصرية دسمة تحاكي الوجدان والفكر".

وأضافت أن العرض "محاولة استنطاق النغمة بصريا عبر صور جميلة ومعبرة".

ورأى المخرج الفلسطيني إدوارد معلم الذي حضر العرض أن "عازف البيانو كان مبدعا أما الأداء الغنائي كان مزعجا بعض الشيء لأنه كان روتينيا طيلة العرض أما فيما يتعلق بالصور الخلفية فقد كانت جميلة جدا وكأنها لوحات لفنان تشكيلي".


رام الله (الضفة الغربية) - من علي صوافطة
القدس العربي 

الأحد، 21 فبراير 2016

مسرحية "حينما تعزف اللاءات".. الرفض وعزف التماهي بين العقل والجسد / أطياف رشيد

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
إن العلاقة بين الأدب والفلسفة علاقة حوار لاكتشاف الحقيقة والأجوبة عن اسئلة الانسان في الفكر والوجود .كون الادب ساحة واسعه تحتمل فعل الديالكتيك وبث الاسئلة واستنباط الأجوبة وربما للوصول الى النقطه الجوهرية التي تؤثر في الحياة الاجتماعية وجوهرها.الادب والمسرح خاصة والنص المسرحي بصورة ادق كان الجدال الفلسفي فيه مطروحا في ثنايا التصوير الدرامي منذ افلاطون وارسطو حيث السؤال الفلسفي هو سؤال الوجود والانسان ،والنص المسرحي حقل لبذر بذور ذلك السؤال المشروع .

واذا كانت صياغة النص المسرحي في اصوله الاولى صياغة شعرية للتاثير على المتلقي وكشف سلطة الآلهة وسيطرتها والقوى الخفيه فإن الاندماج الجمالي بين الشعري والفلسفي اقام جسوره المتينة مع المتلقي ليحاور فكره ويذيب تلك المسافة ليصل الى منطقة وسط يلتقي فيها الاثنان ، تلك هي منصة الكتابة المسرحية لتمكن المتلقي من النظر الى نفسه عميقا كما تمكنه من النظر الى الكون والحياة ذلك الجدل الدائم بين المحسوسات والنفس او العقل لبيان اولوية وافضلية احدهما على الاخر وخاصة في نظرية المعرفة او نظرية التذكر التي اتى بها افلاطون. 
أسوق هذه المقدمة بعد قراءتي لنص مسرحية (حينما تعزف اللاءات ) للكاتب علي العبادي والتي يناقش فيها تلك الجدلية بين الروح والعقل او بين الجسد والعقل ورفض تبعية احدهما للاخر. في البدء يعمد العنوان الى اثارة قيمة جمالية لقيمة الرفض بسوق العزف اليها فيورد كلمة العزف ليأتي بعد (العازف) باللاءات.حيث المقصود باللاءات هو جمع كلمة لا .واذا كان هذا هو المقصود فإننا نقف أمام رفض مبدأي مكلالا بالعزف لفعل الرفض هذا, وهذا الرفض لابد ان يتجسد في سياق النص لكشف حقيقة ثيمة الرفض وماهيته عن طريق بناء الشخصيه وصياغة الحوار كما سنرى . 
الصراع كما يشي النص بين العقل والجسد، وهو صراع لطالما تناولته النصوص الكلاسيكية منها والحديثة فلابد اذن ناتي بطرح جديد على الصعيدين الفكري /الفلسفي اولا والفني ثانيا في صناعة النص المسرحي . يبدأ العبادي نصه برسم سينوغرافيا المكان / الخشبة حيث الساعات تتدلى وهي متوقفة لا تعمل وهي مفردة معبرة وان تكن ليست جديده على المسرح ثم يتبعه بعبارة ( مشهد استهلالي ؟؟) والنص اصلا مشهد واحد اذن ليس هناك من داعٍ لوجود هذه العبارة اصلا. ثم يميز الموسيقى التي يتوجب ان تناسب حيثيات النص التي لم تتضح بعد للقارئ , لننتقل الى المتن من الحوار بين الجسد والعقل . بعد ان يفيقا من نوم عميق فنبدأ عندها بتلقي الاشارات الفلسفية المفترضة بينهما حيث يلقي احدهما باللوم على الاخر في غفلتهما و استمرارهما نائمين مده طويلة .ليستمر بهذا المنحى الى الحد الذي يصعد الحدة بينهما ليصلا الى كشف صفات ومزايا احدهما للاخر وربما هي نواقص وعيوب اكثر منها مزايا حيث يقول الجسد للعقل: الجسد: انت تقف وراء تاريخ متخم بأبجدية الاقنعة، كم مرة نسجت من وجعك الها يتخبط في التيه . العقل: ان للأقنعة سحر الجمال، لا يدركه إلا من يرتديها. الجسد: ماهي قيمتك وأنت ترتدي كل هذه الاقنعة . العقل: كل واحد اجني منه فائدة هو قيمتي . اذن الجسد هنا يجد في العقل انه بدون مواقف ثابتة وهو يغير مبادئه ويلبس اقنعة متغيرة ليجني منها فائدة هي ما توجد بالتالي قيمته فهو بالتالي (كلب عديم الوفاء) كما يقول الجسد.ويستمر سيل الاتهمات بالتقصير وقلة الاهمية والجهل بين العقل والجسد يحاول فيه الكاتب ان يكسب الجسد صفة الحكمة كون العقل سلسلة من الماضي ،ماضي النفاق والوصولية والانتهازية ، التي تعكر صفو الجسد.لكن الجسد مرآة العقل والتي يحاول العقل التحرر منها . الجسد: اذا كنت كلك شهوات، فأي جسد يحتملك؟ العقل: انت . الجسد: سوف اتجرد منك. العقل: لك ما تريد . الجسد: ارفض ان اكون دمية . العقل: جسدك تحول الى سوط عنيف ،خدش اوردة الحلم . الجسد: أجل هو جسدك، أنا مرآتك التي لا تقف امامها، هذا صراعنا منذ الف وأربعمائة عام، وأنت تعرف من ضحايانا. العقل: (يركض في ارجاء المسرح) سأتحرر ... سأتحرر.. يصوغ الكاتب علاقه جديدة بين العقل والجسد تختلف عن ما هو متعارف عليه والذي يقول بافضلية العقل .العقل هنا هو صاحب الشهوات وصاحب الحلم الذي تخدش بسوط الجسد. ثم يسوق الكاتب حواراته ليصل الى ان الجسد يحاول التمرد على العقل لكنه بعد قليل يقرر ان يتحررا سويا . 
الجسد: ما رأيك أن نتحرر سوية. ويتفق الاثنان على مجموعه من المبادئ التي هي اقتباسات عن الإمام علي ولكن في النهاية وبعد ان تتصاعد حدة الاتهامات بين الدنس والقدسية احدهما للاخر ينتبهان الى الوقت وتاثيره عليهما: العقل: أترى سوف نذبل يوما؟ الجسد: كم الوقت الان؟ العقل: وما علاقتنا به !! الجسد: هذه آلات الزمن تعاني من انخفاض في بطارياتها. العقل: لذلك نراها شاحبة. الجسد: ما رأيك ان نضع لها بطاريات، من اجل ان تتورد خدودها. العقل: اذا توردت خدودها، من سوف يكون(أنا) ومن سوف يكون (انت)؟ ان الوقت اذا ازف وحانت الساعة لن تكون هناك أية خصوصية لأي منهما ولن يعود العقل فاعلا ولا الجسد ثائرا بل سوف تاتي (انا) العقل جديدة و (انت ) للجسد اخرى. في النهاية يتثاءبان متعبين من شدة الصراع ويخلدان الى النوم كما بدآ اول مرة .حيث ان كلا الجسد والعقل يدخلان في سبات جديد. اود ان اشيرهنا انه كان لابد للكاتب ان ينتبه الى نقطة جوهرية في بناء الحوار وهي ان اقتباس اقوال الإمام على وبعض من حكمه ليس في صالح النص لأن مايريد ان يقوله الكاتب لابد ان يصاغ بلغته هو دون الاستعانة بجمل جاهزة لها سياقها ومدلولها واعتبارها التاريخي لانه بذلك اصبح كمتعكز على الاهمية وبلاغة المعنى الموجود اصلا في الاقتباسات . مع ذلك هو استمر في سوقها من اجل ان تتلاءم والسياق الفلسفي الذي افترضه ما اضاع على الكاتب فرصة ان يبني شخصياته بصورة دقيقة وبالتالي ان يبني فكرته بشكل مستقل. لكنه نجح في بيان مواضع الرفض بين شخصيتي النص ، رفض سلطة العقل كونه متغيرا ورفض سلطة الجسد كونه متمردا غير انه يبتعد عن تحيزه في تقدير قدسيته.
عدا عن تحيزه في تقدير قدسية أي منهما وترك الحوار مفتوحا ،وهو حوار ازلي ، عبر لغة مختزلة وحوارات قصيرة دالة ومعبرة . النص ارسله لي الكاتب عبر الفيس بوك وانا قرأت قبل هذا النص للكاتب مسرحية "براد الموتى"، الكاتب مولع باكتشاف مساحات الكتابة المسرحية واكتشاف افكار (جديدة) ويحاول ان يوجد لنفسه توجها و اسلوبا مغايرا من خلال مناقشه موضوعات متنوعة لكنها على الاكثر تمس الانسان بصورة عامة وانا اشد على يديه في محاولاته الابداعيه فهو مثابر ومجتهد ودائم البحث.


المدى 

الغرباوي: التعاون مع مهرجان الكويت يعزز صفة مهرجان المسرح الشبابي الدولية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
قال المخرج المسرحى الشاب مازن الغرباوى إن بروتوكول التعاون الذى وقعه بين مهرجان الكويت الدولى الأكاديمى ومهرجان #شرم_الشيخ الدولى للمسرح الشبابى بدولة الكويت يؤكد أهمية مهرجان المسرح ويعزز صفته الدولية ويضعه على مصاف المهرجانات المسرحية الدولية المهمة.
وأضاف الغرباوى أن البروتوكول أولى الخطوات الدولية التى يسعى من خلالها المهرجان على التحرك بشكل أكبر فى إطار التحضيرات لانعقاد الدورة المقبلة فى أبريل 2017 وأن دعوة عميد المعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت وسام وفخر لشباب #مصر وتأكيد على الصدى الدولى الذى حققه المهرجان فى دورته الأولى التى عقدت بشكل استثنائى فى يناير 2016.
وأشار الغرباوى إلى أن هذا البروتوكول يتم فى إطار خطط التعاون الدولى على الصعيد الثقافى وبتكليف من وزير الثقافة الكاتب الصحفى حلمى النمنم الذى وجهت له الدعوة وقام بالاعتذار لإنشغاله وكلفه هو بصفته رئيس المهرجان والفنانة وفاء الحكيم مديرة المهرجان بعقد وتوقيع البروتوكول الدولى الأول لمهرجان #شرم_الشيخ الدولى للمسرح الشبابى.
وكان الغرباوى قد سافر يوم 13 فبراير الجارى لدولة الكويت لتوقيع بروتوكول تعاون دولى بين مهرجان الكويت الدولى الأكاديمى بدولة الكويت ومهرجان #شرم_الشيخ الدولى للمسرح الشبابى.

اخبار مصر 

رسالة اليوم العالمي للمسرح (2016م) كتبها: أناتولي فاسيليف – روسيا ترجمة: د. يوسف عيدابي – السودان

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
هل نحتاج للمسرح؟
ذلك هو السؤال الذي سئم من طرحه، على أنفسهم، الاَلاَف من المحترفين اليائسين في المسرح، والملايين من الناس العاديين.
ولأي شيء نحتاجه؟
في تلك السنين، عندما كان المشهد غير ذي أهمية بالمرة، مقارناً بميادين المدينة وأراضي الدولة، حيث المآسي الأصلية للحياة الحقيقية تؤدى.
ما هو بالنسبة لنا؟
شرفات مذهبة وردهات في قاعات مسرحية، كراسي مخملية، وأجنحة متسخة، وأصوات ممثلين رقيقة، أو على العكس كشيء يبدو مغايراً:
مقصورات سوداء ملطخة بالوحل والدم، ونتوء ضار لأجساد عارية بداخلها. ماذا بمقدوره أن يحكي لنا؟
كل شيء !
يستطيع المسرح أن يحكي لنا كل شي: كيف هي الآلهة في الأعالي، وكيف يذوي المحبوسون في كهوف منسية تحت الثرى، وكيف للعواطف أن ترتقي بنا، وللعشق أن يحطمنا، وكيف يمكن لامرئ ألا يحتاج لإنسان طيب في عالمه، أو كيف يمكن للإحباط أن يسود، وكيف للناس أن يعيشوا في دعة بينما الصغار يهلكون فمعسكرات اللجوء، وكيف لهم جميعاً أن يرجعوا عائدين إلى الصحراء، وكيف نُجبر يوماً بعد يوم على فراق أحبتنا.  بمقدور المسرح أن يحكي لنا كل شيء. لقد كان المسرح دائماً، ولسوف يبقى أبداً ..
والآن، وطوال الخمسين أو السبعين سنة الماضية، فإنه من الضروري على نحو خاص؛ لأنك، إذا نظرت إلى الفنون الجماهيرية كافة، فبمقدورك أن تدرك على الفور أن المسرح وحده فقط هو الذي يرفدنا بكلمة من الفم إلى الفم، وبنظرة من العين إلى العين، وبإشارة من اليد إلى اليد، ومن الجسد إلى الجسد.  المسرح ليس بحاجة إلى وسيط ليعمل بين بني البشر، بل إنه ليشكل الجهة الأكثر شفافية من الضوء، فهو لا ينتسب لا لجهة الجنوب ولا الشمال، ولا للشرق أو الغرب ألبتة، فهو روح النور الذي يشعّ من أركان الكون الأربعة كلها، وسرعان ما يتعرف عليه كل الناس، سواء أكانوا من أهل ودّه أم ممن لا يقبل عليه.
كما إننا نحتاج المسرح الذي يظل دوماً مختلفاً. نحتاج مسرحاً متعدد الهيئات مختلفها. ومع ذلك، فإنني أعتقد أنه من بين عديد الأشكال الممكنة والأنواع المسرحية، فإن هيئته البدائية سوف تؤكد أنها الأكثر استدعاءً. صيّغ المسرح الطقسي لا ينبغي أن توضع في مواجهة مصطنعة مع تحضّر الأمم. الثقافة المدنية تضعضعت شوكتها يوماً بعد يوم، وما يُعرف بالتنميط الثقافي يحتل مكانة الهويات الأولية ويبعدها عن المشهد مثل ما أبعد أملنا في ملاقاتها ذات يوم.
على أنني أرى بوضوح تام إن المسرح يفتح أبوابه على مصاريعها – الدخول مجاني للجميع وللكل. إلى الجحيم بكل الآلات الإلكترونية والحواسيب، فقط إذهبوا إلى المسرح، واحتلوا كل الصفوف الأمامية، وكذلك الشرفات، وانصتوا للكلمة، وتأملوا المشاهد الحية، إنه المسرح قبالتكم، فلا تهملوه، ولا تفوّتوا سانحة المشاركة فيه، فلربما تكون أثمن فرصة لنا أن نتشاركه في حيواتنا الفارغة الراكضة.
نحن نحتاج لكل أنواع المسرح، ولكن، ثمة مسرح واحد لا يحتاجه أي إنسان، أعنى مسرح الألاعيب السياسية، مسرح الساسة، مسرح مشاغلهم غير النافعة.  ما لا نحتاجه بالتأكيد هو مسرح الإرهاب اليومي، سواء كان بين الأفراد أو الجماعات.  ما لا نحتاجه هو مسرح الجثث والدم في الشوارع والميادين، في العواصم والأقاليم ، مسرح دجّال لصدامات بين الديانات والفئات العرقية.


ترجتمها من الروسية إلى الإنكليزية :نتاليا إسايفا – روسيا

ترجمها عن الإنجليزية : يوسف عايدابي – السودان



السبت، 20 فبراير 2016

المخرج كاظم نصار يفوز بجائزة أحسن مخرج لعام 2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

حصل المخرج المسرحي كاظم نصار على جائزة الأبداع  كأحسن مخرج لعام 2015 والجدير بالذكر ان هذه الجائزة السنوية مخصصة من قبل وزارة الثقافة والتي تم الاعلان عنها هذا اليوم السبت 20 شباط في حفل كبير اقامته الوزارة في فندق مريديان - فلسطين .وقد تميز  المخرج المسرحي العراقي كاظم النصار بمسرحياته  ذات الجدية  بقراءتها  الواعية لمستجدات الواقع العراقي بظواهره الاجتماعية المتأثرة بالحرب وموضوعاتها وكان الهم الأكبر لدى كاظم النصار، فبعد أن أخرج مسرحيته الشهيرة «عرس الدم» للوركا، توالت العروض المسرحية المهمة، إذ عرض عام 1996 مسرحية «جزرة وسطية»، وهي من تأليف الشاعر خالد مطلك، وأخرج عام 1997 مسرحية «بستان الكرز» للكاتب الروسي انطوان تشيخوف، ثم مسرحية «السحب ترنو إليّ» التي عرضت  في مهرجان الأردن المسرحي وفازت  بجائزة أفضل عمل مسرحي. ومسرحية  «مطر صيف، و(ن)» وهي تتحدث عن محنة المسيحيين بعد دخول «داعش» للموصل، ومسرحية «أحلام كارتون».

ختام فعاليات مهرجان مسرح الهواة على مسرح العرائس

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
اختتمت فعاليات مهرجان مسرح الهواة، في دورته الخامسة عشرة على مسرح العرائس، الذي أقامته الهيئة العامة لقصور الثقافة، ونظمته الإدارة العامة للجمعيات الثقافية التابعة للإدارة المركزية للشئون الثقافية برئاسة الشاعر محمد أبوالمجد.
بدأت فعاليات الختام بفيلم تسجيلى عن فعاليات المهرجان، تلى ذلك عرض تنطومين بعنوان "أيامنا الحلوة" رباعيات صلاح جاهين، أداء جيمى، زينيب، مريم، مارو، وسيناريو وإخراج عمرو قابيل، أعقب العرض وجه محمد أبو المجد التحية والشكر لكل من شارك في المهرجان، وأشار إلى أن آن الآوان للحصاد ونحن قد شاهدنا ثمانيه عروض مسرحية متنافسة، وشاهدنا حالة من التنوع وهو الجزء الاساسى من مكونات الثقافة، في ست ليالى قدموا حالات مختلفة من التراث والنصوص المعاصرة وأعادة للمهرجان البهجة والسعادة، مشيرًا إلى أن العرضين الافتتاح للجمعيات المستقلة، أوضح أن عروض الختام من خارج السباق، كما أثنى على الأداء والتعبير الصادق للعروض التي عبرت عن احتياجات الإنسان، وهنئ جميع الفرق المشاركة في بالمهرجان، وأوضح أنه ستعلن النتيجة فقط وتسليم الجوائز والشيكات والدروع للفائزين يكون بعد 3 أسابيع من الآن.
تلى ذلك كلمة المخرج محمود الالفى رئيس المهرجان حيث طالب من المشاركين بتطوير موهبتهم، لأن المشاركين يستحقوا الوصول مرحلة النجومية لكبار نجو المسرح، من جانبه أشار كمال عيد رئيس لجنة التحكيم إلى أن المهرجان كان يسير على أسس علمية، كما أوضح تاريخ المسرح من بدايته حتى الآن، كما أثنى على عودة المهرجان بعد توقف دام عشرة سنوات، وقدم الشكر لهيئة قصور الثقافة وإدارتها المعنية على قيامها بعودة هذا المهرجان، كما ذكر كل العروض المسرحية التي ضمها المهرجان والجمعيات التي قدمتها، حيث شرح بالتفصيل توزيع الدرجات التي يحصل عليها العرض من خلال لجنة التحكيم وتقدير الجوائز المالية في النهاية قدم الشكر لكل من لمست قدمه خشبة مسرح هذا المهرجان.
أما توصيات لجنة التحكيم فجاءت كما يلي حيث قدمها رئيس لجنة التحكيم:

- إتاحة الفرصة امام الثمانية عروض بتقدمها عروض فيما لا يقل على عشرة ليالى لكل عرض وكذلك تنظيم عدة جولات بالاقاليم.
- تثبيت الموعد السنوى للمهرجان ودعوةجميع الجمعيات للمشاركة مبكرًا وكذلك انها إجراءات حجز المسرح حتى يتمكن من الدعاية الكاملة بحيث نشارك المهرجان ما لا يقل عن عشرة جمعيات وأن يقدم كل عرض في ليلة على حدا.
- تجربة متابعة البروفات الخاصة بكل العروض المشاركة لتسجيل كل المعوقات لضمان المشاركة في المهرجان الختامى.
- تنظيم ورشة تدريبية مسرحية متخصصة لجميع مفردات العرض المسرحى ليتضمن تقنية تقديم الفكر البشرى على المسرح.
- إعادة النظر ففى بنود اللائحة الحالية لتصميم اللجنة مكونة من خمسة أعضاء بدلا من ثلاثة أعضاء، وضرورة تخصيص جائزة للموسيقى، وكذلك قيمة الجوائز المقدمة للمشاركين.
- ضرورة توثيق جميع فعاليات المهرجان بالاهتمام باعداد نشرة يومية بخلاف طبعة الكتاب التذكارى. أنه رغم الجهد المبذول من الفرق المشاركة ومن القائمين على المهرجان لحظات عدم وجود جمهور فيما عدا اليوم الأول.
عقب ذلك أعلن د.عمرو دواره نتيجة المهرجان، حيث فاز المخرج أحمد لطفى عن "مملكة الكتع"، عبدالله أبوالنصر عن "باب الفتوح"، سليمان رضوان عن "ثورة الكومبارس"، ولاء شعبان عن "يونوبيا"، نورهان سالم عن "مملكة الكتع"، عبد الرحمن خليل عن "مملكة الكتع"، شادية الجرحى عن "زنوبيا في موكب الفينيق"، عبد الناصر ربيع عن "زنوبيا في موكب الفينيق"، لمياء العبد عن "زنوبيا في موكب الفينيق"، الموسيقار مجدى عبد الرازق عن "ارض لا تنبت الزهور"، إلى جانب شهادة خاصة للأداء الجماعى لفرقة "مشروع حلم" مصر جميلة جمعية رواد ثقافة طنطا جوائز الموسيقى مناصفة بين حاتم جاسر، محمد السباعى عن موسيقى "مصر جميلة"، جوائز السينوجرافيا فاز بالمركز الثالث أحمد فتحى عن "زنوبيا في موكب الفينيق"، فازت بالمركز الثانى إيمان صلاح عن "أرض لا تنبت الزهور"، المركز الأول فاز به أحمد نجيب عن "يوتوبيا"، المركز الأول للأغانى والاشعار مناصفة بين أحمد حسن البنا عن "ثورة الكومبارس"، وأحمد فجل عن "مصر جميلة"، أما جوائز التأليف فاز بالمركز الأول مصطفى حمدى عن " يوتوبيا"، وفاز بالمركز الثانى فتحى الجندى "مملكة الكتع"، وفاز بالمركز الثالث أحمد حسن البنا عن "ثورة الكومبارس".

وجوائز التمثيل فاز بالمركز الثالث هيثم عمران عن "ثورة الكومبارس"، ووفاء عبد الله عن "مملكة الكتع"، وفاز بالمركز الثانى أحمد سلونى عن "يوتوبيا"، رانيا شعبان عن "يوتوبيا، والمركز الأول فاز هيثم حسن ومى عبد الرازق "أرض لاتنبت الزهور"، أما جوائز الإخراج فاز بالمركز الثالث أحمد لطفى عن "مملكة الكتع"، المركز الثانى فاز خالد العيسوى عن "أرض لا تنبت الزهور"، المركز الأول فاز إسلام البشبيشى عن "يوتوبيا"، وجوائز العروض فاز المركز الثالث عرض "مملكة الكتع" لجمعية شئون البيئة بالقاهرة، المركز الثانى فاز العرض "يوتوبيا" لجمعية رواد الفيوم، أما المركز الأول فاز العرض "أرض لا تنبت الزهور" للجمعية المصرية لهواه المسرح.


البوابة نيوز 

الفجيرة تحتفل بمهرجانها الدولي الأول للفنون

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

برعاية وحضور الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، وحضور ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، والشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والفنون،والشيخ مكتوم بن حمد الشرقي، ووزيرة الثقافة الأردنية.. تم إطلاق الدورة الأولى لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون بحفل افتتاح ضخم يبشّر بمهرجان سيتبوأ مكانة كبيرة على المستويين العربي والدولي.
وفي إفتتاح المهرجان ألقى الشيخ حمد بن محمد الشرقي كلمة أكد فيها أن دولة الإمارات باتت وجهة مثالية للمبدعين، مفكرين وكتابا وفنانين.
وتابع :"وذلك لما تحتضنه دولة الإمارات من مشاريع فنية وثقافية وما تقيمه من مهرجانات فنية كبرى تعزز حضورها الإنساني العالمي".
وأضاف :"والفجيرة اليوم تفخر بدورها المؤثر في دعم الحراك الثقافي والفني الذي تشهده دولة الإمارات".
في حين ألقى المهندس محمد سيف الأفخم المدير العام لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، مدير المهرجان، كلمة قال فيها إن هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وبدعم من الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس الهيئة، قدمت الكثير للثقافة والفن العربي، وباتت مؤسسة جاذبة للفعل الإبداعي.

وإنطلقت بعد الكلمات الإفتتاحية والترحيبية والتعريفية، فعاليات حفل الإفتتاح، وتم توزيع جوائز المسابقة العربية لنصوص المونودراما عن الدورة الرابعة، وتوزيع جوائز للفائزين في بطولة السيف، وتوزيع جوائز تكريمية لرعاة المهرجان.
وانطلق بعد ذلك عرض أوبريت بعنوان "إشراقة المجد" قدمته فرقة أورنينا للرقص المسرحي، وتضمن سبع فقرات من إخراج المخرج ناصر ابراهيم تناولت في تفاصيلها تاريخ الإمارات منذ القدم وحتى يوما هذا.
وجاءت اللوحات التي قدمتها أورنينا مثيرة للدهشة والتصفيق لدى الحضور الكبير، وقدمت في بدايتها لوحة عن الحقبة الفينيقية التي كانت في أرض الإمارات منذ القدم. ثم قدمت فقرة ثانية عن القلاع في هذه الأرض، وثالثة عن تاريخ الشرقيين.
وفي الفقرة الرابعة بدأ الحديث عن تاريخ الإمارات الحديث بنشوء دولة الاتحاد، أضيفت إليها لوحة خامسة عن دور الشيخ زايد في توحيد الإمارات، وفقرة سادسة عن دور الشيخ خليفة في جعل الإمارات مزدهرة دوليا.

وجاءت الفقرة السابعة لتتحدث عن الشهيد ودور الجيش والقوات المسلحة في الإمارات في تأمين حدود البلد وحماية الشعب.
وكان الختام بفقرة توضح المسبار "مسبار الأمل" الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمريخ بهدف خدمة العلم.
ويستمر المهرجان حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري ويتضمن عروضا مسرحية وفنية وموسيقية بشكل يومي على مسارح دبا الفجيرة وبيت المونودراما بدبا الفجيرة والمركز الثقافي بدبا الفجيرة ومسرح الكورنيش المفتوح بالفجيرة أيضا.
ويشارك فيه أكثر من 700 شخصية من 65 دولة، علما أن الحضور العربي كثيف ومن كبار الشخصيات الفنية والثقافية في العالم ومن مختلف البلدان.

وفي تصريحات خاصة بالفن أكد الممثل والمخرج السوري أسعد فضة أنه ليس المفاجئ ما تقدمه الفجيرة في افتتاح مهرجانها الأول، بل المفاجئ لو أنها قدمت أقل من هذا.
وتابع :"بات لدى الأشقاء الإماراتيين باع كبير في تنظيم الاحتفالات والتظاهرات التي لا تتوقف عند الحدود العربية بل تجتازها إلى العالمية، وبات العالم كله يتكلم عن حراك ثقافي عربي مقره دولة الإمارات".

وعبر عن نشوته فيما رآه من أفكار في الافتتاح، وتوقع أن يتم نقل هذه الأفكار إلى يوميات المهرجان آلياً، ليتم التنسيق بين كل القوى الفاعلة في ها المهرجان لإخراجه بأبهى صورة، صورة تليق بحضارة عصرية راقية اسمها دولة الإمارات.
أما الممثل المصري هاني رمزي فرأى أن النجاح يجر نجاحاً في الإمارات، وما سبق وتحقق في إمارات أخرى ينسحب اليوم على الفجيرة، مهنئا الفجيرة حكومة وشعبا بما تم تقديمه في أمسية الإفتتاح.
وأشار رمزي إلى ان الفن العربي ممتد بين كل البلدان العربية، لكن المقر الأساسي اليوم له هو الإمارات، مذكرا بكل نجاحات تحققت في هذا البلد في دبي وأبو ظبي والإمارات الأخرى في هذا البلد الذي وصفه بالشقيق المحب لأشقائه.
وأكد أن يوميات المهرجان ستشهد ارتقاء يوما إثر يوم، وأن يتحول المهرجان إلى تظاهرة عالمية في أقرب وقت مثلما كان الأمر في مهرجاني دبي وأبو ظبي من قبل.


حسام لبش - دبي 
لبنان نيوز






صدور كتاب: “تحولات الشخصية التاريخية في المسرح المصري المعاصر: دراسة نقدية مقارنة” للدكتور تامر فايز

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
صدر مؤخرا عن المجلس الأعلى للثقافة كتاب “تحولات الشخصية التاريخية في المسرح المصري المعاصر: دراسة نقدية مقارنة” للدكتور تامر فايز مدرس الأدب الحديث المقارن بآداب القاهرة. وهو كتاب يتضمن مقدمة بقلم الأستاذ الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي أستاذ الأدب والنقد الحديث بجامعة القاهرة، كما يتشكل الكتاب من ثلاثة فصول، يناقش الكتاب في الفصل الأول طبيعة التحولات المسرحية لشخصيات التاريخ، من خلال دراسة الأحداث والشخصيات المسرحية، ويهتم الفصل الثاني بدراسة دور المؤثرات التراثية العربية والغربية الفنية في إعادة تشكيل التاريخ داخل نصوص المسرح التي درسها الكتاب، وقد درس الكتاب في فصله الأخير مجموعة القضايا التي ناقشها الكتاب في هذه المسرحيات، مثل: قضايا الحرية والعدالة والسلام.
ومن الجدير بالذكر أن الكتاب تناول مجموعة من النصوص المسرحية التي كتبت بين عقدي الخمسينيات والتسعينيات، وهي فترة من أخصب فترات الكتابة للمسرح المصري. وقد كتب هذه النصوص كلًّ من ألفريد فرج وعلي أحمد باكثير وسمير سرحان وأبو العلا السلاموني وأحمد عتمان.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يجمع فيها كتاب واحد بين كتابات مسرحية تاريخية ألفها هؤلاء الكتاب مجتمعين، عبر مقارنة التاريخ بالمسرح، ودراسة التغيرات الفنية المسرحية التي لحقت بالسرد التاريخي  عند تحويله إلى أعمال مسرحية.
وقد علق الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي على هذا  الكتاب بقوله” وكان هذا يمثل نجاح هذه الدراسة، وكان هذا محاولة جادة لتناول المسرحيات التاريخية المعاصرة وطريقة عرضها على المسرح.
ولم يتوقف صاحب هذا الكتاب عند تحقيق هدفه فى دراسة المسرحية التاريخية، وإنما تعداه ليقوم – بعد ذلك – بدراسة مهمة عن المسرحية الأسطورية التى أعلم أنها لا تقل قيمة عن هذه الدراسة وأنها تكملها”.


ممثل ياباني يطعن نفسه بالسيف أثناء أدائه مشهد مسرحي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


طوكيو ـ فقد الممثل الياباني “دايغو كاشينو”(33 عاماً) حياته أثناء تدربه داخل أحد استوديوهات طوكيو على مسرحية قريبة العرض.
وفاة الممثل الشاب جاءت مفاجئة وغريبة، إذ طعن نفسه وهو يؤدي مشهد انتحار بواسطة سيف ساموراي حقيقي طول شفرته 73 سنتيميتراً، اخترق معدته وخرج من ظهره.
ولم ينتبه باقي الممثلين إلى أن صديقهم يحتضر فعلاً إلا بعدما ارتفع صراخه كثيراً بسبب الألم ونزف دماً كثيراً، إذ ظنوا أنه يحاول إتقان مشهد الانتحار، وقد فارق الحياة فور وصوله إلى المستشفى.
وتحقق الشرطة في الواقعة التي يلفها الغموض، خصوصاً فيما يتعلق بالسيف الذي كان من المفترض ألا يكون حقيقياً.
وسبق أن فقد الممثل الإيطالي “رافاييل شوماشير” قبل أيام قليلة حياته أيضاً وهو يؤدي مشهد انتحار على المسرح بواسطة حبل.


القدس العربي 

افتتاح الدورة 29 لمهرجان علي بن عياد للمسرح بحمام الأنف – تونس

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
كان شغوفا بشكسبير فقد أخرج له في فرقة مدينة تونس اكثر من عمل وبفضله عرفت الفرقة عصرها الذهبي وأشعت على المستويين الإقليمي والعالمي. وخلال فترة نشاطه بين 1958 و1972 قام بالمشاركة أو بإخراج 27 مسرحية
من بينها أوديب وهاملت وكاليغولا ومدرسة النساء وعطيل والبخيل ومراد الثالث ويارما والماريشال وصاحب الحمار… وإليه يعود الفضل في تكوين العديد من المسرحيين التونسيين، هو المسرحي علي بن عياد الذي يحمل المهرجان اسمه في مدينة حمام الأنف بولاية بن عروس وشعار هذه الدورة التاسعة والعشرين “شكسبير دائما” فهما ( بن عياد وشكسبير) مبدعان لم يلتقيا في الدنيا ولكنهما التقيا في الفن والابداع وترك كل منهما اسمه خالدا في عالم الفن الرابع..
تعيش مدينة حمام الأنف وبالأحرى كل مدن وقرى ولاية بن عروس على وقع الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد للمسرح، مهرجان يحمل اسم مهندس الحداثة المسرحية في تونس، مهرجان بلغ من العمر تسعة وعشرين ربيعا يحتفي بالمسرح المدرسي والهاوي والمحترف ويستقبل عروضا ومسرحيين من الجزائر والمغرب والاردن والعراق.
للطفولة سحرها
اليوم يحتفل العشاق بعيدهم، اليوم 14 فيفري يوم الفلنتاين، يوم الحب والمشاعر الرقيقة والنبيلة يوم تكون سيدتهم كلمة «احبّك»، اليوم كل العشاق سيكونون روميو وجولييت لكل خصوصياته ولكل طريقته ولكن تجمعهم الاحاسيس النبيلة، وحكاية روميو وجولييت من اكثر قصص العشق التي تناولها المسرحيون بالكتابة، قصة حبهما التراجيدية باتت مادة للحكايات الشعبية وللكتابة وللعشق أيضا.
و«روميو وجولييت» هو عنوان العرض الذي قدم امام دار الثقافة حمام الانف لشركة باباروني، بملابسهم الجميلة الملونة و حركاتهم المتباينة قدموا حكاية روميو وجولييت بطريقتهم الخاصة، شباب ابدعوا في الرقص رغم صغر أعمارهم ألوان زاهية حضر فيها الاحمر والبنفسجي والأخضر وكل ألوان الحب، تمايلوا رقصوا ونشروا بشائر الحب والأمل على الحضور، اطفال مبدعون شدوا انتباه الجمهور، هم سند هذا الوطن وعنفوانه.
ديننا الوطن
الحرية والكرامة، سيدي بوزيد والقصرين، ديقاج، لا للعنف، جزء من شعار ات كتبت على انابيب غاز فارغة في معرض للفنان محسن الجليطي يتواصل طيلة المهرجان، منحوتات تصرخ بالحياة وتنادي بحب الوطن، لكل منحوتة قصة ولكل قصة اشخاص وفضاء دارت فيه الاحداث لتصبح اليوم رمزا للحرية، منحوتات الجليطي كلها تناشد الوطن وتبعث في المتفرج قيم الوطنية والتفكير في المناطق الداخلية والشباب المهمش، منحوتات الارض والكرامة والحرية زينت فضاء دار الثقافة حمام الانف وحاولت ان تكون في مستوى اسم علي بن عيّاد.
تكريم الفنانين بادرة احبها الحضور
بمناسبة اليوم الافتتاحي بادرت الهيئة المديرة لمهرجان علي بن عياد بتكريم ثلة من كبار المسرحيين وهم منى نور الدين ومحمد كوكة والبشير الغرياني (من تونس) وشذى سالم وصلاح القصب (من العراق) وحكيم حرب (من الاردن) والزبير بن بوتشي (من المغرب)، تكريمات أحبها الحضور فالفنان التونسي كثيرا ما يتم تكريمه بعد وفاته.
في افتتاح الدورة التاسعة والعشرين لمهرجان علي بن عياد كانت السطوة للجسد والحب ومن حكايات شكسبير انطلقت التظاهرة للتتحد فيها الانفس وتذوب في حبّ الفن الرابع، دورة ستحتفي بالمسرح المدرسي وتخصص له يوما باكمله ليكتشف الجمهور البراعم المبدعة، دورة تنتظر مزيدا من الدعم والترفيع في الميزانية لانها تتوزع في اكثر من فضاء وتقريبا كل المؤسسات الثقافية في ولاية بن عروس تحتفي بعلي بن عياد.
محمد كوكة
ماذا ترك وزراء الثقافة..؟ لا شيء
في كلمة القاها بمناسبة تكريمه قال الفنان محمد كوكة موجها خطابه الى وزيرة الثقافة «ماذا ترك وزراء الثقافة خلفهم من اثر؟ لاشيء»، وأضاف محمد كوكة انه وباستثناء الشاذلي القليبي لم يضف وزراء الثقافة شيئا للثقافة، والثقافة ليست تظاهرات وشعارات رنانة بل «نريد الثقافة لكل فرد» ثقافة الحياة والمواصلة لا ثقافة البهرج.
زلة لسان تضحك الكل
في كلمتها الحماسية اشارت وزيرة الثقافة الى مناقب علي بن عياد ومآثره وتحدثت عن دوره في الحركة المسرحية الحديثة، خطبة حماسية قال عنها الحضور «مبالغ فيها» وختمتها الوزيرة بزلة لسان قالت فيها «اتمنى لكم مزيدا من التوقيف» زلة لسان اضحكت الحضور ليغادر عدد منهم القاعة وهو يقول «مانحبش نبات في بوشوشة».
هوامش:
• في كلمتها اشارت وزيرة الثقافة الى دعم التظاهرات ذات الخصوصية وتحدثت عن مآثر علي بن عياد مع الاشارة الى ان المهرجان تحصل فقط على نصف الميزانية أي 15 ألف دينار من 30 الف دينار، فهل الحديث عن خصال بن عياد وحده سيرتقي بالتظاهرة سيدتي الوزيرة؟.
• بادرت بصفتها «امرأة تونسية» على حد تعبيرها بتكريم والي بن عروس لانه الراعي الاول للثقافة والمثقفين في الجهة، بادرة علق عليها جزء من الحاضرين «أي رعاية والولاية لا تدعم التظاهرات الثقافية؟».
• في الافتتاح حضور جماهيري كبير من مثقفي الجهة وابنائها المهتمين بالمسرح، والسؤال هل سيحضرون كل العروض ام سيكتفون بالافتتاح ككل الدورات؟.

مفيدة خليل -المغرب

بروتوكول شراكة بين مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ومهرجان الكويت الدولى للمسرح الأكاديمي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني




تم توقيع بروتوكول شراكة دولية بين مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى وبين مهرجان الكويت الدولى للمسرح الأكاديمى وذلك ضمن أنشطة الدورة السادسة بمهرجان الكويت الدولى للمسرح الأكاديمى بدولة الكويت بحضور عميد المعهد العالى للفنون المسرحية بدولة الكويت ورئيس المهرجان د/ فهد الهاجرى وأيضا من مصر رئيس المهرجان الفنان والمخرج / مازن الغرباوى .
قدم حفل توقيع البروتوكول د/فيصل القحطانى – رئيس تحرير النشرة اليومية للمهرجان الذى قال : نشهد اليوم بداية التعاون بين مهرجان الكويت الدولى للمسرح الأكاديمى ومهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى معتبرا أن ذلك يمثل بداية خلق لفضاء جديد ودائرة جديدة للتعاون بشكل أكبر داخل أنحاء الوطن العربى على المستوى الثقافى والفنى .
وألقى عميد المعهد ورئيس المهرجان د/ فهد الهاجرى كلمته معربا عن سعادته بهذه الخطوة المثمرة مرحبا بالحضور والضيوف وقال أنا سعيد جدا بتوقيع هذا البروتوكول الذى يعتبر خطوة مثمرة لتبادل الخبرات المسرحية الأكاديمية بين كلا المهرجانين مشيدا بمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى الذى أستطاع أن يضع بصمة متميزة حول العالم  بأول دوراته تحت قيادة الفنان /مازن الغرباوى مؤكدا أن المهرجان مشروع حلم تحقق على أرض الواقع جذب إليه حضورا ثقافيا وفنيا مايقارب 500 ضيفا من دول عربية وعالمية وعروضا متنوعه فى الطرح والمضمون وأشار إلى إجماع اللجنة العليا لمهرجان الكويت الدولى للمسرح الأكاديمى على توقيع هذا البروتوكول المثمر .
وألقى رئيس مهرجان شرم الشيخ الفنان والمخرج / مازن الغرباوى كلمة عبر فيها عن سعادته بتوقيع هذا البروتوكول الأول من نوعه لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى وأثنى على أن تكون ضربة البداية لسلسة من البروتوكولات بدولة الكويت الشقيقة وتحديدا بهذا الصرح الأكاديمى الكبير تحت قيادة فنية وثقافية بحجم الدكتور فهد الهاجرى الذى يرعى شباب المسرح الأكاديمى  بالمعهد العالى للفنون المسرحية بدولة الكويت معبرا عن إعتزازه كونه أحد خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية بمصر وأشار الغرباوى إلى أن أبو الفنون هو الضوء الذى يبنى طموحا وآملا لبناء جيلا من شباب المستقبل الذين يستطيعون أن يقفوا فى وجة القوى الظلامية .
وأختتم الغرباوى كلمته بتقديم الشكر لمعالى وزير الثقافة الكاتب الكبير / حلمى النمنم الذى كان الداعم الأساسى لولادة مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى وقدم كل الشكر والثتاء لسيادة اللواء / حسن خلاف الذى لايدخر جهده لمساعدة الأفكار الشابة الفعالة على المستوى الثقافى فى جمهورية مصر العربية وقدم الشكر لأعضاء اللجنة العليا للمهرجان الغائبين الحاضرين فى قاعة الندوات الرئيسية المهداة بإسم الدكتور الراحل / أحمد عبد الحليم  وسط حضور كثيف للشخصيات الهامة والإعلاميين العرب .
تم عرض بنود البروتوكول وقرائته أمام وسائل الإعلام والحضور ومن ثم توقيع البروتوكول وأخذ الصور التذكارية للجانبين المصرى والكويتى .
حضر الحفل د/أحلام يونس رئيس أكاديمية الفنون بمصر ود/عادل يحيي نائب رئيس أكاديمية الفنون بمصر ود/راجح المطيرى العميد المساعد للمعهد العالى للفنون المسرحية بالكويت والإعلامى مفرح الشمرى رئيس قسم الفن بجريدة الأنباء الكوييتية ود/جان قسيس من لبنان ود/عمر نقرش من الأردن وأ/انجى البستاوى مشرف ورشة الإرتجال بالمهرجان والمخرج /على عليان رئيس مهرجان المسرح الحر الأردنى ود/أبو الحسن سلام والمخرج د/جمال ياقوت ود/حسن عطيه رئيس لجنة تحكيم المهرجان وأ/ هند البابطين مشرف المعرض الفنى بالمهرجان ود/عبد الله العابر رئيس قسم التمثيل والإخراج بالكويت ود/سامح مهران رئيس المهرجان الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر والمخرج الكبير / فهمى الخولى ولفيف من شباب المعاهد المشاركة بالمهرجان.

المصدر

الجمعة، 19 فبراير 2016

مسرحية "لم يك شيئا " بمسابقة إبداعات شبابية في سلطنة عمان / أبراهيم الحارثي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

تقدم فرقة هواة الخشبة يوم الإثنين القادم مسرحية و لم يك شيئا في سلطنة عمان ضمن إطار مسابقة إبداعات شبابية و هي من إخراج خليفة الحراصي .. 
لم يك شيئا نص للمسرحي السعودي إبراهيم الحارثي و حصل من خلال النص على جائزة المركز في مسابقة الشارقة للإبداع العربي لعام ٢٠١٥ 
لم يك شيئا تعتمد على ثقافة المنطقة المليئة بالعاطفة والمتقدة الخيال والمؤمنة بقصص الجن والاشباح والوحوش، باعتبارها تصدق في لا وعيها ما تريد تصديقه حتى لو كان ضربا من ضروب الخيال، أو أن تتشبث به لتحقيق أحلام هي من وجهة نظرهم البسيطة مستحيل تحقيقها أو معجزة.. لذلك أراد ابراهيم في هذا النص اللعب على وتر العاطفة وثقافة البيئة المتوراثة والخصبة والمهيأة لاقتتال من أجل مستقبل مجهول.. معلوم فقط لمن أوجده.. لحرب طويلة الأمد من أجل ناقة.. “تغتسلون بالدم، منذ الوهلة الأولى وأنتم تحبون الدماء” لحرق العباد والبلاد من أجل تحقيق مآرب خفية يعلمها الجميع وفي ذات الوقت لا. 
مسرحية لم يك شيئا تمثيل كل من : عادل الحراصي، امجد الكلباني  عبدالله الحراصي، عيسى الصبحي ، مازن العامري، سعيد الشكيلي

55 دولة تشارك فى مهرجان الفجيرة للفنون

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

أعلنت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الفجيرة الدولي للفنون عن تفاصيل فعالياته في دورته الأولى، والذي تقيمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام تحت رعايةالشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الفجيرة، وبتوجيهات الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أقيم في فندق نوفوتيل الفجيرة وتحدث فيه المهندس محمد سيف الأفخم مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مدير المهرجان عن ملامح المهرجان وبرامجه المتعددة، حيث تتضمن ألوان الموسيقى العالمية والرقص، وعروض المونودراما، وبطولة السيف وأنشطة فنية وثقافية وندوات وورش تشكيل ونحت وفعاليات مجتمعية متنوعة، حيث تقام في مناطق الفجيرة ودبا مسافي والطويين على مدى عشرة أيام اعتبارا من التاسع عشر من فبراير الجاري وحتى التاسع والعشرين منه.

وفي بداية المؤتمر نقل المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان تحية  الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وتأكيداته أن الفعل الثقافي في الدولة والمشهد الفني خصوصاً يجد اهتماماً واضحاً من القيادة الرشيدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وأخيه  الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهما  أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، من خلال استراتيجيات وخطط صاغتها القيادة للنهوض بالإنسان على أرض الدولة، وبناء جسور التواصل الإنساني مع ثقافات العالم، عبر الملتقيات والمعارض والندوات والعروض الفنية والفعاليات المتنوعة التي تساهم في نشر الطاقة الإيجابية في المجتمع، وتحض على قيم الخير والجمال.

وأشاد الأفخم بدعم الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام للحركة الثقافية في الإمارة وتوجيهاته السديدة الرامية إلى بناء حالة ثقافية رفيعة بما يضمن وضع الفجيرة على الخارطة الثقافية العربية والدولية، يوصف الثقافة أحد أهم عوامل التقدم الاجتماعي والتنمية البشرية الشاملة، إضافة إلى متابعة سموه الدائمة لخطط الهيئة وأنشطتها المختلفة.

و بشأن تفاصيل المهرجان، أشار الأفخم انه سيتواجد به الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وعدد من الشيوخ والوزراء، وضيوف المهرجان من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك في المهرجان نحو 600 شخص من فنانين ومبدعين وإعلاميين وضيوف شرف تمثل مشاركتهم لوحة عالمية طبقا للحضور الواسع للمبدعين من كافة أنحاء العالم.

وأن أبرز فقرات الحفل تتضمن كلمات رسمية وتقديم الجوائز الخاصة بالمسابقة الدولية لنصوص المونودراما في نسختها العربية، وتكريم الشركات الراعية وبعض الشخصيات الفنية، واوبريت غنائي بعنوان “إشراقة المجد” من إخراج الفنان ناصر إبراهيم وأداء فرقة أورنينا، حيث يتناول تاريخ الدولة وانجازاتها على مختلف الأصعدة ضمن حالة كرنفالية شعرية متميزة، وسيقام الحفل في مسرح خاص في الهواء الطلق على كورنيش الفجيرة شارفت أعماله الإنشائية على الانتهاء ويتسع لأكثر من 1500 شخص ، يعكس مدى تطور الفنون والثقافة والفكر في إمارة الفجيرة ، وما تلعبه رئة الإمارات على المستوين الإقليمي والدولي.

وأكد الأفخم أن المهرجان حافل في دورته الأولى بالعديد من الفعاليات، تهدف جميعها لخلق حالة احتفالية فنية رائعة ، تتوزع على جميع مناطق إمارة الفجيرة، حيث تحتضن مدينة الفجيرة العروض الموسيقية والغنائية ،فيما تقام على مسرح دبا الفجيرة الفعاليات المسرحية للدورة السابعة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وستعود بطولة السيف بنسختها الثالثة في ميدان السيف بقلعة الفجيرة، وسيقام مخيم للفنون التشكيلية في منطقة وادي الوريعة، إلي جانب أمسيات الفرق الشعبية التي تتوزع على مناطق مسافي والطويين فضلا عن عروض الشوارع الكرنفالية والندوات المصاحبة والمؤتمرات الصحفية للفنانين.

ولفت إلي أهمية الفنون ودورها المحوري في تقارب وتعايش الشعوب، ونشر ثقافة الاعتدال واحترام الآخر والمساواة، متخطيةً حواجز اللغة، مستندة على القواسم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الثقافة والفنون.

بدوره اوضح عبدالله الضنحاني عضو اللجنة العليا المنظمة للمهرجان ان بطولة السيف تعد إحدى فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، حيث جاء تنظيمها لإحياء المزافين في ميدان السيف بقلعة الفجيرة بمشاركة 24 من أبرز السييفه متسابقي الدورة الثالثة للبطولة حيث يتنافسون في تقديم مهارات جديدة في المزافن، وفقاً للشروط التي وضعتها لجنة التحكيم والمتعارف عليها في التسري بالسيف.

وقال إن اللجنة المنظمة للمهرجان رصدت جوائز مالية قيمة ، حيث يمنح الفائز بالمركز الأول 50 ألف درهم وسيفا ذهبيا ، فيما ينال صاحب المركز الثاني مبلغ 30 ألف درهم وسيفا فضيا، بينما يحصل صاحب المركز الثالث على 20 ألف درهم وسيف برونزي، وينال الفائزون من المركز الرابع حتى الثامن 5 آلاف درهم، كما خصصت اللجنة المنظمة جوائز مالية للمشاركين والمتأهلين في بطولة السيف.

15 عرضاً مسرحياً للمونودراما

من جهته أكد عبد الله راشد عضو اللجنة العليا للمهرجان عن اكتمال الصيغة النهائية لجدول العروض المسرحية الخاصة بمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بعد اعتماد 15 عملا مسرحيا ستعرض خلال ايام المهرجان، بشكل يتوافق مع الكم الهائل من الفعاليات المتنوعة في لمهرجان على الصعيدين المحلي والدولي ، مشيرا إلى أن تجربة مهرجان المونودراما بخبرة 14 سنة ستطرح أعمالا متنوعة في الشقين التاريخي والمعاصر، وان اللجنة ارتأت اختيار الأعمال من دول متعددة، حيث تم استقطاب دول جديدة للمهرجان كمنغوليا وفلسطين، ستقدم أعمالا جديدة، كما سيركز المهرجان هذا العام على شخصيتين تاريخيتين تركت أثرا في الحراك الثقافي وهما جلال الدين الرومي من خلال عمل تركي يناقش فكره الذي خلف جدلا وأرثا ثقافيا كبيرا ، إلى جانب تناول شخصية زرياب المعاصرة لمناهضة الإرهاب في ظل عودة الكراهية لكل ما هو فني وجمالي ، حيث حاز العمل على المركز الأول في مسابقة النصوص المسرحية للدورة الرابعة.

وأضاف أن الجديد في المهرجان المسرح الخارجي في الهواء الطلق ويسمى “مسرح المقهى “، وستقدم على خشبته مجموعة من الأعمال من المغرب وفنلندا وتونس ، بهدف الخروج بالمونودراما من السائد والمألوف بأعمال تحتوي على عروض تخاطب الأسرة والطفل .

وأشار إلى أن العروض المسرحية ستوزع على عدد من المسارح منها مسرح مركز وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالفجيرة ومسرحا هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بدبا الفجيرة، وتتوسع مواقع العروض لتشمل أيضا منطقة مسافي و بعض المواقع الأخرى.

وأضاف أن المهرجان يتضمن الندوة الرئيسية حول المسرح التقليدي ومسرح المونودراما بمحاور متعددة ومتنوعة وندوات تطبيقية وورش عمل بمشاركة نخب عربية متميزة.

فرق عالمية من 55 دولة

وحول تفاصيل المشاركات للفرق الغنائية والموسيقية أوضح  جريس سماوي عضو اللجنة العليا، و مستشار لجنة المهرجان أن ليالي مهرجان الفجيرة الدولي للفنون تُقام في الوجهات الريادية لمسارح الإمارة ومسرح المهرجان الرئيسي على كورنيش الفجيرة، بمشاركة فرق موسيقية متنوعة تمزج روعة الأساليب الموسيقية والغنائية العالمية مع أصالة الموسيقى العربية التقليدية وتوجهاتها المعاصرة، والتي يقدمها لعشاق الموسيقى نخبة مختارة من أبرز الأسماء في عالم الغناء والموسيقى، مثل فرقة هياشيني كاغورا من اليابان، فرقة إمباوبا الشهيرة من البرازيل، فلامينكو لفنون الرقص من أسبانيا، فرقة عبير نعمة من لبنان، فرقة وجدة الألفية للغناء الغرناطي من المغرب، فرقة أطفال جورجيا للفنون الإستعراضية، فرقة مامي خان منغانيار، وفرق خليجية اخرى مثل أوركسترا الفجيرة بقيادة الفنان علي عبيد من الإمارات، والفنان كاظم الساهر، وفرقة بيغ باند بابوظبي وعيالة الإمارات، وفرق شعبية من الأردن ومصر والسعودية، وغيرها .


محيط 

الأربعاء، 17 فبراير 2016

افتتاح مسرحية "من القلب للقلب" بحضور أمين حداد وسيد رجب

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

أقيم العرض المسرحي "من القلب إلى القلب"، مساء أمس الأحد، على المسرح القومي بالعتبة، بحضور الشاعر أمين حداد، والفنان سيد رجب، ورئيس البيت الفني للمسرح، فتوح أحمد، والفنانة داليا الجندي.

وقال يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومي، في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، إن المسرح قدم أكثر من عمل للشاعر الراحل فؤاد حداد، وكل مرة يكون استقبال الجمهور  للعرض أعظم، مشيرا إلى امتلاء المسرح بالجمهور في كل عروض "حداد". 

وأضاف "يوسف"، "فؤاد حداد  كتب هذا النص المسرحي في السبعينات عن رواية فرنسية بعنوان "الأمير الصغير"، وأخذ النص إلى الجانب الإنساني الفلسفي، فتحدث عن الحب والجمال ببساطة شديدة". 

أخرج مسرحية "من القلب للقلب"، الفنان رشدي الشامي، ومن أبطال العرض أحمد كمال، وعهدي صادق، وأحمد حداد، ولانا مشتاق، وناصر شاهين، وعلى كمال، وعادل رأفت، وياسمين سمير، وهالة مرزوق، وأحمد سمير عامر، وميدرونا سليم. 

"من القلب للقلب" أشعار ومسرحية فؤاد حداد، ومأخوذ عن رواية "الأمير الصغير" للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت، ألحان حازم شاهين، غناء فرقة إسكندريلا، توزيع موسيقي رفيق عدلي، ديكور محمود صبري، ملابس سهيلة ونوران.

أقيم العرض المسرحي "من القلب إلى القلب"، مساء أمس الأحد، على المسرح القومي بالعتبة، بحضور الشاعر أمين حداد، والفنان سيد رجب، ورئيس البيت الفني للمسرح، فتوح أحمد، والفنانة داليا الجندي.

وقال يوسف إسماعيل، مدير المسرح القومي، في تصريح خاص لـ "دوت مصر"، إن المسرح قدم أكثر من عمل للشاعر الراحل فؤاد حداد، وكل مرة يكون استقبال الجمهور للعرض أعظم، مشيرا إلى امتلاء المسرح بالجمهور في كل عروض "حداد".

وأضاف "يوسف"، "فؤاد حداد كتب هذا النص المسرحي في السبعينات عن رواية فرنسية بعنوان "الأمير الصغير"، وأخذ النص إلى الجانب الإنساني الفلسفي، فتحدث عن الحب والجمال ببساطة شديدة".

أخرج مسرحية "من القلب للقلب"، الفنان رشدي الشامي، ومن أبطال العرض أحمد كمال، وعهدي صادق، وأحمد حداد، ولانا مشتاق، وناصر شاهين، وعلى كمال، وعادل رأفت، وياسمين سمير، وهالة مرزوق، وأحمد سمير عامر، وميدرونا سليم.

"من القلب للقلب" أشعار ومسرحية فؤاد حداد، ومأخوذ عن رواية "الأمير الصغير" للكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت، ألحان حازم شاهين، غناء فرقة إسكندريلا، توزيع موسيقي رفيق عدلي، ديكور محمود صبري، ملابس سهيلة ونوران.


 اخبار مصر -دوت مصر

الثلاثاء، 16 فبراير 2016

كتاب " أنطولوجيا المسرح التجريبي الكردي " لنهاد جامي / بشار عليوي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

ضمن إصدارات إتحاد الكُتاب الكُرد في كركوك صدر للفنان المسرحي ” نهاد جامي ” كتابه الموسوم بـ(إنطولوجيا المسرح التجريبي الكردي) باللغة الكردية، والكتاب يقع في 130 صفحة من القطع المتوسط .
إتخذ الكتاب بمباحثه الثمانية من (التجريب) موضوعا اساسيا له، لكون إن لفظة (تجربة) و(تجريبي) قد اتخذت في المسرح معاني متعددة . فما من ابداع تجديدي يتخذ صفة الحداثوية في جانب من جوانب الكتابة الدرامية او العرض المسرحي، الا واطلق على نفسه إسماً ما او اضافت الى هذا الاسم صفة التجريب. ودليل ذلك ان ما فعله المخرجون الروس ـ بعد ستانسلافسكي ـ والالمان والبولنديون، وصف بانه تجريبي .
تناول المؤلف في مبحثه الاول الذي تعنون بــ(المسرح التجريبي)، البدايات الاولى للتجريب الذي جاء ملتصقا بالعلوم الانسانية وكان ذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث ارتبط التجريب وما زال، بالمعمل والمختبر. من هذا المنطلق انتشر التجريب كمبدأ داخل بنية المسرح . ويرى (بريخت) في مقال كتبه عام 1939 عن المسرح التجريبي (ان كل ما هو غير ارسطي يعتبر تجريبا ) لذا فهو يسمي سترندبيرج وكوركي وتشيخوف بالتجريبيين. ان مصطلح التجريب في المسرح قد استخدم للمرة الاولى في عام 1894 عندما وصفت جريدة (مونتير يونيفرسال)، المسرح الحر لأندريه انطوان، بانه مسرح يرمي في المستقبل الى ان يكون مسرحا تجريبيا. ولقد عُرف ان المسرحي الفرنسي (الفريد جاري) هو مؤسس المسرح التجريبي، ويُعرف معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية لـ د.ابراهيم حمادة، المسرح التجريبي بـ( هو المسرح الذي يحاول ان يقدم في مجال الاخراج او النص الدرامي او الاضاءة او الديكور.. الخ، اسلوبا جديدا يتجاوز الشكل التقليدي، لابقصد تحقيق نجاح تجاري، ولكن بغية الوصول الى الحقيقة الفنية وعادة ما يتحقق هذا التجاوزعن طريق معارضة الواقع والخروج الى منطقة الخيال، بل المبالغة في ذلك الخروج في بعض الاحيان ) . وفي المبحث الثاني الذي حمل عنوان (التجريب في المسرح العربي)، يستعرض المؤلف بدايات التجريب في المسرح العربي، بالاشارة الى الكاتب (الفريد جاري) بصفته اول من دشن (التجريب) في المسرح العربي . كذلك يستعرض المؤلف، اسماء ( سعد الله ونوس/عادل كاظم / محمود ذياب/ الطيب الصديقي / يوسف العاني/سعد اردش/ كرم مطاوع / جلال الشرقاوي / نجيب سرور/ المنصف السويسي / جلال خوري / عبد الكريم برشيد) بصفتهم من اوائل التجريبيين العرب . كما يشير الى اول نص مسرحي عربي حمل مقومات التجريب. وهنا نُُُشكل على المؤلف عدم ذكر ان المسرح السوري هو اول من اطلق اسم (المسرح التجريبي) حين اسست وزارة الثقافة السورية عام 1976، المسرح التجريبي وعينت له سعد الله ونوس مديراً له وفواز الساجر مخرجاً له وجعلت مقره في صالة (القباني) بدمشق وتركت لهما حرية اختيار النصوص واسلوب التقديم وتحديد معنى المسرح التجريبي . اما المبحث الثالث ( التجريب في المسرح العراقي)، فيقسم مراحل التجريب التي مر فيها المسرح العراقي بثلاث مراحل، الاولى مرحلة (حقي الشبلي )بصفته مؤسس المسرح العراقي الحديث. والثانية مثلها تلامذتهم (ابراهيم جلال /جاسم العبودي/ قاسم محمد ) وتلاميذهم (سامي عبد الحميد/بدري حسون فريد) اما الثالثة فمثلها ( صلاح القصب/ عوني كرومي/ عقيل مهدي يوسف/ فاضل خليل ) ويركز المؤلف على تجربة المخرج د.صلاح القصب المتمثلة بمسرح الصورة وتنظيراته في هذا المجال، كما يشير الى تجارب المخرجين من اثروا حركة المسرح العراقي المعاصر وهم (ناجي عبد الامير/ شفيق المهدي / حيدر منعثر / كاظم النصار ) ويشير ايضا الى مساهمات الكتاب (فلاح شاكر/ علي حسين / يوسف الصائغ / خزعل الماجدي) في هذا المجال، لكنه اغفل التجارب الحية في المسرح العراقي المتمثلة بنتاجات الثنائي (عزيز خيون وعواطف نعيم). وفي المبحث الرابع (المسرحيين الكرد في الالفية الثالثة) يقرا المؤلف مستقبلية الحركة المسرحية الكردية في ضوء معطيات المشهد المسرحي الكردي الان، وفق الإتجاهات والتيارات التي تكتنف صورة المسرح الكردي . اما في المبحث الخامس (نهاية التأريخ.. نهاية المسرح) فيحاول المؤلف الإجابة على تساؤل مفاده // هل هناك نهائية لمجمل نتاج المسرح؟. وفي المبحث السادس (اضافات ارتو في المسرح)، يستعرض المؤلف اسهامات المخرج (انتونين ارتو) المتمثلة بمفهومه (مسرح القسوة) والعلائقية التي تربطه بالموجهات التنظيرية والتطبيقية في المسرح .
اما في المبحث السابع (المسرح التجريبي الكردي)، فيستعرض المؤلف، تعرف المسرح الكردي على المسرح التجريبي بتاكيده ان الفنان (بارزان عثمان) هو اول مجرب في المسرح الكردي، عبر انتاجه أول نص مسرحي كردي حمل مقومات (التجريبي) بعنوان ( قصة شاب) .
اما اول عرض مسرحي تجريبي كردي فكان ( انسان طبيعي ) عام1983 من تقديم الفنان المسرحي (مصطفى قسيم)، في حين كانت اولى فرقة مسرحية اتخذت من المسرح التجريبي منهجا لها، هي (فرقة المسرح التجريبي في كركوك). وفي المبحث الثامن (السيينوكرافيا وتطبيقاتها في المسرح التجريبي الكردي)، فيستعرض فيه المؤلف، الاعمال المسرحية التجريبة الكردية التي احتفت كثيرا بالتشكيلات الجمالية للسينوكرافيا وماهية مرموزاتها الفكرية .
يُذكر ان المؤلف (نهاد جامي) من المسرحيين الكُرد الناشطين في مجال المسرح التجريبي، وقد اسس (فرقة المسرح التجريبي) في كركوك ويديرها ايضا، حيث قدم عدة اعمال مسرحية تنحى منحى هذا الجانب وكانت بناية (القشلة) في مدينة كركوك، الفضاء الحاضن لتجاربه .

المسرح الكردي ،ولادة في تابوت

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

حين يتم تشريد الأمكنة ويتحول اللامكان: البراري، الساحات المهجورة، باحات البيوت في الأحياء الشعبية المقذوفة بعيداً عن مراكز المدن، حاضنة لنشاطات الإنسان الابداعية، قسراً لا خياراً، تصبح ممارسة الفن مغامرة سياسية لا فنية، وأمنية لا فكرية، ويحل القلق بكل ما له من قوة تدميرية لروح الابداع والتواصل محل شحنة الابداع والتواصل التي تحدث عنها ستانسلافسكي، واقع حال عاشه الفن الكردي وأهله زمناً مازال يصر على الاستمرار، ورغم ذلك استطاعت الفرق الكردية الفلكلورية أن تروي بعضاً من ظمأ المتلقي الكردي في عروض مسرحية تتحدث بلغته وتعالج قضاياه وهمومه وطموحاته.
في نهاية العقد السابع من القرن الفائت، وفي فورة فنية غير مسبوقة، ظهرت مجموعة من الفرق الفلكلورية الكردية السورية، وقدمت رقصات وأغان ولوحات شعبية ممسرحة مستوحاة من التراث الكردي، في محاولة للتعبير عن ذات الكردي وعن هويته الثقافية المغيبة والمهمشة، وذلك برعاية من تنظيمات كردية لدعم نشاطاتها السياسية.
غير أن هذا الجهد الكبير الذي بذلته الفرق على مدى ربع قرن من الزمن، متجاوزة ومتحدية كل المعوقات والمحبطات والمصاعب، الأمنية والمعيشية، لم يقابلها حصاد فني صالح للاستهلاك أو التصدير، وذلك بسبب المناخ السياسي الخانق وانغلاق التجربة المسرحية الكردية على نفسها. .
لا شك أن للعرض المسرحي أسبقيته في الوجود على النص، فهو الذي يمنح العمل صفته المسرحية، غير أن ذلك لا يعني يحال من الأحوال تهميش عنصر النص، أو قتل صاحبه، أو نفيه خارج محراب المسرح، فحضور الكلمة ليس وسيلة للتواصل أو أداة الحوار الرئيسة وحسب، بل ضمانة أكيدة لعدم جنوح العمل نحو تهويمات وشكليات تضحي بالبعد الفكري وربما الدرامي للعمل المسرحي، وخاصة في بيئة حديثة العهد بهذا الفن، فخوض تجارب من هذا القبيل يحتاج أول ما يحتاج إلى خبرة وتراكم في التجربة المسرحية، ليس لدى صناع العرض المسرحي فحسب، بل ولدى المتلقي والجمهور المسرحي عامة، وهو ما تفتقده التجربة المسرحية الكردية التي ألجأها خلو جعبتها المسرحية من نصوص كردية أو معنية بالهم الكردي، وجمهور عاطفي خام إلى مسرحة حكاية كاوا الحداد الأسطورية وتقديمها كلازمة في كل نوروز، اليوم الذي يتطهر الكردي فيه من انفعالاته المتراكمة على مدى سنة وهو يشاهد ما اختزنته روحه من توق وقهر ومعاناة مجسداً أمامه على مسرح بلا جدران ولا خشبة: بساط يحتل مساحة صغيرة من المكان، أو ألواح خشبية مرصوفة على مرتفع، ينتصب فوقها ممثل أمام جمهور عريض، متشوق ومتلهف، يوم تكثر فيه العروض المسرحية بما يشبه المهرجان: عروض متحررة من أسر العلبة الإيطالية، بدفع اجباري لا دافع تجريبي، فكان من الطبيعي أن لا يقتصر تقديم العروض على يوم نوروز المصادف 21 آذار من كل سنة، فظهرت الحاجة إلى مسرح جوال يجوب المناطق الكردية من عفرين حتى ديريك في أقصى الشمال الشرقي من سوريا، وهي حركة تحتاج إلى نصوص تعالج قضايا قريبة من الهم الكردي. وبسبب خلو اللوحة الثقافية الكردية من حقل المسرح بالذات، عدا مسرحية يتيمة كتبها الأمير جلادت بدرخان في خمسينيات القرن الفائت، ولم تر النور، وبسبب ندرة النصوص المسرحية العربية التي تتناول الكردي، شخصيات وقضية وحتى مجرد ذكر عابر، وللتعويض عن هذا الفراغ الأدبي المسرحي؛ سعت الفرق المسرحية منذ البداية إلى عملية الإعداد عن حكايات شعبية وأحداث تاريخية كردية، تجلى ذلك أكثر ما تجلى في تجربة كل من فرقة خلات وميديا و حلبجة وفرق فلكلورية أخرى متفرقة، إضافة إلى اعتمادها بشكل أساسي على النصوص المسرحية العربية والعالمية التي تعالج هموماً وقضايا تلامس من جانب ما معاناة الجمهور الكردي وهمومه، من اضطهاد وتهميش وخيانة وتفرقة وتخلف وضياع هوية.
ففرقة خلات التي تأسست في نوروز سنة 1978 وقدمت العديد من الفقرات الفنية الفلكلورية في قامشلي وخارجها مثل مهرجان بصرى سنة 1980، قدمت باللغة الكردية العديد من العروض المسرحية القصيرة والطويلة، الموجهة للكبار وللأطفال، مثل مسرحية الجرح الأسود ليوسف العاني(1987)، والبئر المهجورة لفرحان بلبل(1990) وإطلاق الرصاص من الخلف لوليد إخلاصي(1992). وموت الحجل لأحمد اسماعيل اسماعيل (1995) وأنا أمك يا شاكر ليوسف العاني.
ومسرحيات أخرى للكبار والصغار مثل مسرحية جبل البنفسج للكاتب نور الدين الهاشمي وأحلام الحمار الكسول لأحمد اسماعيل اسماعيل.
ولفرقة ميديا التي تأسست سنة 1989 تجربتها في مجال المسرح التي قدمت بدورها عروضاً مسرحية باللغة الكردية لاقت حينها صدى طيباً مثل مسرحية وحش طوروس للكاتب التركي الساخر عزيز نسين (1992 (و مسرحية من هناك لوليم سارويان (1995) ومسرحية النقيب كوبينك لكارل توكسماير (1996) ومسرحية عندما يغني شمدينو لأحمد اسماعيل اسماعيل (1999) ومسرحية المتقاعد لجواد فهمي باشكوت والفيل يا ملك الزمان لسعد الله ونوس ومسرحية هيكابي ليوربيدس ومسرحيات أخرى.
وبالمثل يمكننا أن نتحدث عن تجارب مسرحية لفرق كردية أخرى مثل فرقة خاني وفرقة نارين وفرقة فولكان.. وهي تجارب تكاد أن تكون متقاربة من ناحية تعاملها مع النص المختار وأسلوب إعداده، ومتفاوتة من ناحية طريقة التجسيد على مسرح بلا مكان مسرحي، وهو أمر مرهون برمته بالظرف المعيشي الصعب للكوادر والمناخ الأمني ودرجة شدته والاستثمار الآني والدعائي الذي تمارسه التنظيمات الكردية الراعية لهذه الفرق، مما انعكس سلباً على طبيعة هذا المنتوج الابداعي، فلم يستطع الفنان الكردي حتى اليوم إضفاء أية خصوصية على ما يقدمه من عروض، على مستوى النص أو شكل العرض، وبدل استثمار معاناته والنفي الذي تعرض له مسرحه وعروضه إلى أماكن قصية عن مركز المدينة وخارج الأطر الرسمية والمراكز الثقافية وعلبها الايطالية في صياغة الأسلوب والشكل الفني المختلف والجديد، كفّ الفنان الكردي عن مواصلة نشاطه في تقديم العروض المسرحية رغم تواضعها، وأصبح همه الحصول على أبسط شروط العيش الكريم والقليل من الأمان والسلامة.
إذا كانت سياط أجهزة السلطة قد فعلت فعلها المؤثر في المسرح الكردي، وأوقفت فورة نموه، فإن المتلقي المسرحي، سيد الظاهرة المسرحية، والشريك الأساسي لصناع العرض، والذي كان على الدوام وفياً في متابعته لعروض الفرق رغم المخاطر الأمنية التي كانت تصل إلى حد اعتقال المتفرجين أيضاً. وعلى عكس غيره من جمهور المسرح في أماكن أخرى وأزمان بعيدة وقريبة، لم يعبر هذا الشريك عن عدم رضاه بالغضب، أو بإطلاق الصفير استهجاناً، أو مغادرة المكان تذمراً، بل كان على الدوام متسامحاً ومشجعاً، وذلك بروح حية ومتدفقة ستكفل عودة المسرح بفاعلية أكثر ومستوى أفضل، ولكن بعد أن تكنس هذه الرياح الركام من الشوارع ويطلق الربيع الناهض أجنحة الخيال في فضاء سماؤها زرقاء وعالية.


أحمد اسماعيل اسماعيل - شانوكار

تجربة مختبر مسرح لاليش في النمسا

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

كان بين موجات المهاجرين واللاجئين العراقيين إلى قارات العالم المأهولة بالسكان، خلال العقود الثلاثة المنصرمة، عدد غير قليل من المسرحيين (ممثلين ومخرجين وكتّاب ونقاد)، خرجوا من شمال بلدهم ووسطه وجنوبه، وفي قلوبهم غصة لاضطرارهم إلى ترك “جنة عدن” بسبب الظروف السياسية الصعبة. وحاول بعض هؤلاء المسرحيين مواصلة إبداعهم المسرحي من خلال تأسيس الفرق والتجمعات المسرحية، أو الكتابة، أو المشاركة في نتاجات فرق تلك البلدان بعد تعلم لغات أهلها. ومن بين هؤلاء المسرحيين المخرج والممثل الكردي شامال عمر وزوجته الممثلة والمخرجة نيكار حسيب قره داغي، اللذين انتهى بهما المطاف لاجئين إلى النمسا في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
بدأ الهاجس التجريبي لدى هذين الفنانين المسرحيين منذ أيام الدراسة الجامعية، وقد شاهدت لهما في منتصف الثمانينيات تجربةً مثيرةً مع نص بيكيت “في انتظار غودو” استبدل فيها شامال عمر، مخرجاً، شخصيتي “فلادمير” و”استراجون” الرجاليتين بشخصيتين نسائيتين، مثلتهما نيكار حسيب وفرميسك مصطفى. وكتبت في حينها مقالاً نقدياً عن التجربة أشرت فيه إلى أن رؤية المخرج توحي إلى أن الكائن الإنساني عامةً، وليس الرجل فقط كما في نص بيكيت، يعاني من عبث الحروب، ويشعر باللاجدوى. ويبدو لي الآن أن تلك التجربة لو قُرأت من منظور النقد النسوي لتوصلت القراءة إلى استنتاجات ودلالات مهمة. ثم شاهدت تجربةً أخرى عام 1987 في السليمانية أخرجتها ومثلتها نيكار حسيب وميديا رؤوف هي “في انتظار سيامند” في غرفة صغيرة يتكون فضاء العرض في وسطها من مرتفع خشبي مستطيل له ذراعان كالصليب، مغطى بشاشة من قماش شفاف تتحول تارةً إلى كفن، وأخرى إلى غطاء، وثالثة إلى شراع لسفينة تائهة، وإلى غير ذلك من المدلولات الحسية التي تستحضر الممثلتان من خلالها الرمز الغائب: سيامند الرجل، الحبيب، الأمل، المنقذ، الحلم، الوطن… إلخ، بأداء جسدي شفاف، وشاعري. وكانت تلك التجربة واحدةً من التجارب العديدة التي شهدها المسرح العراقي في الثمانينيات في سياق رمزي يقارب موضوعة الانتظار الموجع، والآمال الخائبة، والبحث عن المنقذ والمخلّص، منها: “ترنيمة الكرسي الهزاز”، و”تساؤلات مسرحية”، لعوني كرومي، و”مرحباً أيتها الطمأنينة” لعزيز خيون.
في فينّا أسس شامال ونيكار عام 1998 مختبر مسرح “لاليش”، بوصفه مركزأً للبحث المسرحي، ولثقافة الكفاءة المسرحية. ويعني اسم “لاليش” الحياة المنوّرة، وهو مأخوذ عن اسم كردي قديم يشير إلى معبد للديانة اليزيدية. وجاء هذا المختبر، الذي يُعدّ من أهم التجمعات المسرحية العراقية في أوروبا، في أعقاب فرقة المسرح التجريبي الكردي التي شارك شامال ونيكار في تأسيسها عام 1992، وقدّما من خلالها عروضاً عديدة في المدن النمساوية، وفي ألمانيا وهولندا والدنمارك وسويسرا وبريطانيا. وتولدت فكرة تأسيس مختبر مسرح “لاليش” بعد أن اكتسب مؤسساه خبرةً من تجاربهما المسرحية، واحتكاكهما بالتجارب المسرحية الأوروبية. ويعمل في هذا المختبر فنانون ينتمون إلى ثقافات ومجتمعات متعددة كالكرد والعرب والألمان والنمساويين والفرنسيين وغيرهم، وعرض تجاربه المسرحية في عدد من مسارح العالم، مثل مسرح “دوم بيير” الفرنسي، و”غوت هارد” السويسري، وبرلين الألماني، و”إكوهاما” الياباني. أما في النمسا فإن أكثر نشاطات المختبر يتركز في مجال تفاعل الحضارات (التواصل الثقافي)، إذ قدم “ملحمة كلكامش” برؤية جديدة ومغايرة للمسرح التقليدي، وتجربة مسرحية أخرى تنتمي إلى المسرح “الأدائي” الصامت، الذي تتخلله عبارات من لغات مختلفة وأشعار صوفيه، إضافةً إلى تجارب مسرحية مشتركة مع مؤسسات نمساوية وأوروبية، لها وزنها وأهميتها، مثل: جامعة فينّا، وجامعة كريمس، ومركز الدراسات العلمية، ومعهد علم المسرح والأفلام والإعلام، ومختبر باراته، وغيرها من المؤسسات. كما أسس شامال ونيكار مختبراً مسرحياً لتأهيل المشاركين في المختبر وطلبة المسرح من خلال تمرينات تشمل الصوت والإلقاء وحركات الجسد. وهما يفضلان مفهوم “الكفاءة المسرحية” على مفهوم “العرض المسرحي” على أساس أن المسرح عملية خلق وتواصل مع البشر، ولهذا التواصل صيغ واتجاهات مختلفة، ومن هنا فهما لا يسعيان إلى تمثيل الآخر، أو الشخصيات المكتوبة مسبقأ بقدر ما يحاولان تحقيق الذات والذاكرة الفردية والجمعية، ويستعملان صيغة “المحتفل” بدلاً من “الممثل”. وبذلك يلتقيان مع الصيغة التي يعمل بها المسرح الاحتفالي في المغرب، سواء أقصدا ذلك أم لم يقصدا، لكنهما يختلفان عن تلك الصيغة في توكيدهما على قيمة الصوت وأهميته، بوصفه منبعاً ومحركاً ودافعاً للجسد “الصوت ليس للسمع فقط بل للرؤية أيضاً”، وكذلك على الغناء، بوصفه حدثاً درامياً، يضفيان عليه تقنيات وأساليب تشغيل عديدة، “صحيح أن الحدث الفيزيقي يخلق الإيقاع والحدث، لكن الغناء هنا ليس مجرد غناء، بل تعبيراً مرئياً، وليس مفسراً للحدث، بل هو الحدث نفسه، وهو لا يخلق الأجواء، إنما هو الأجواء ذاتها”، ولذا فإنه محاولة اخرى للبحث الجسدي، لكن عبر الصوت. وفي هذا الصدد يقول شامال ونيكار “إننا عبر هذه الطريقة نحاول الوصول الى أسرار تلك الأفعال الملتوية، شبه النائمة في أعماقنا، أي في أعماق جسدنا، فحين تتحرك نتحرك نحن أيضاً، وحين تتنفس نتنفس نحن أيضاً. إنها بمثابة صورة حية لقوة الحياة”. وتصف نيكار هذه العملية قائلةً إن “الأصوات والأغاني هي التي تخلق حركاتنا، من دون أن يعني ذلك أن حركاتنا تفسر أغانينا؛ لذلك فكل أغنية وكل حدث صوتي تحمل في داخلها إشارةً دقيقةً إلى نقطة متحركة في الجسد، أي أن الجسد يتعامل مباشرة ًمع حياة الأصوات، ويصبح عملها عضوياً بدلاً من أن يكون تكنيكاً بحتاً”.
وهكذا، فإن “الحدث الصوتي” في هذه العملية، حسب نيكار وشامال، لا يعني أن يصبح الجسد جزءاً من الصوت، أو يصبح الصوت جزءاً من الجسد! بل يشكلان وحدةً واحدةً! لأن الوحدة هي المصدر الأصلي للتعبير، ومنبعاً للإنسان المحتفل، وعليه فهما لا يمثلان، بل يحتفلان.
ويبدو من خلال توكيد شمال ونيكار على قيمة الصوت أنهما قد ابتعدا عن مؤثرات مسرح الصورة، الذي كان له حضور طاغ عليهما في ثمانينيات القرن الماضي بفعل عملهما مع استاذهما المخرج صلاح القصب في كلية الفنون الجميلة ببغداد.
إن المسرح، في مفهوم مختبر لاليش، هو فضاء للتحول، بمعنى أنه ممارسة فنية ديناميكية تجري على مستويات مختلفة، لكن التنظير لهذه المستويات يشوبه القصور، فهو يقول إن المستوى الأول يحدث “من خلال عملية التمثيل، حيث يقوم الممثل بتمثيل كائنات وأشياء أخرى؛ لهذا اتجه المختبر إلى التفكيك وعملية التحول هذه”. ما هي الميزة في هذا التمثيل؟ ألا يقوم الممثل في كل مدارس التمثيل بتمثيل كائنات وأشياء أخرى؟ ثم أين التفكيك هنا؟ هل المقصود عملية هدم وبناء؟ ثمة اتجاهات كثيرة تبنت هذه العملية. المستوى الثاني يتمثل في “افتراض دلالات فنية أخرى خارجة عن الفعل الجسدي؛ بمعنى أن الكائن الفاعل يصبح جزءاً من العملية الإبداعية مثل ما حدث ويحدث الآن”. وهو افتراض تعميمي يدفعنا الى التساؤل عن طبيعة الدلالات الفنية الخارجة عن الفعل الجسدي، وبماذا تختلف عن غيرها من الدلالات؟ ثم أليست الدعوة إلى أن يصبح الفاعل، أي الممثل، جزءاً من العملية الإبداعية أمراً بديهياً؟ أخيراً المستوى الثالث، وهو “التحول الذي يمارسه الكائن الحي الفاعل في الفضاءات كفعل إرادي؛ من أجل إيجاد أقصى مستوى للطاقة والوصول من “الكيفية” إلى “النوعية”؛ بمعنى أن يتحول الكائن الحي إلى ذات كاملة.. ومن هنا ينهض ذلك الكائن الفاعل كنقيض وبديل كامل لفعل الممثل لأنه لا يمثل أي كائن، ولا يعرض أي شئ خارج عن ذاته؛ أي أنه يحقق فعله الإنساني كإنسان حاضر في الزمكان. ومن هنا تنتفي عملية “النصية” وعملية “التمثيلية”. نفهم من ذلك أن الممثل لا يتماهى مع الدور، بل يعرض شخصيته ويقدم ذاته، وهو منهج يناقض منهج التقمص الذي دعت إليه اتجاهات مسرحية عديدة، منها المسرح الاحتفالي، لكن ما يثير اللبس والاستغراب هنا تعبير “الوصول من “الكيفية” إلى “النوعية”، أليست “الكيفية” هي “النوعية” من الناحية الاصطلاحية؟
في عام 2004 نقل شامال عمر ونيكار حسيب أول تجربة مسرحية لهما، وهي “أرض الرماد والأغاني”، إلى العالم العربي، من خلال مشاركتهما في الدورة السادسة عشرة لمهرجان القاهرة التجريبي، وكانت التجربة تطبيقاً للمنهج الذي تبنياه، واتسمت بكونها تجربةً مختبريةً (أدتها ممثلتان، احداهما نمساوية والأخرى سنغافورية من أصل صيني) تقوم على بنية صوتية مطلقة، تشكلت أنساقها من نغمات مختلفة تحكمها مرجعيات اجتماعية واثنولوجية (الأثنولوجيا علم تاريخ الحضارات والعلاقات الحضارية بين الشعوب) متعددة، من دون أن تربطها “نصية” مسبقة وواضحة، بحيث اختلط فيها الارتجال آنياً مع الإرسالية المقصودة لتتابع الغناء حيناً وللنغمات ومساراتها اللحنية حيناً آخر.
وفي الدورة التالية للمهرجان (عام 2005) شاركا أيضاً بتجربة ثانية عنوانها “بدایة الحدیث”، من أدائهما إلى جانب ممثلة نمساویة، كان فیها‌، حسب تعبير الدكتور عقيل مهدي يوسف، من الحساسیة الجمالیة، وروح الشعر، والغنائیة العالیة ما یجعلها تحظی بتلقٍ رصین، فهي تجربة تذکّر ببساط بیتر بروك، وخشبة دانتشنکو، حیث تجري الواقعة الفنیة بحضور طرف یشاهد الفعل الفني، قطعة قماش بیضاء ناصعة وبضع أدوات تستدرج من الروح هذا النثیث السمعي الذی ینبث فی أقاصي الذاکرة الصوتیة لجماعة بشریة انطفأ کونها منذ أمد بعید، لکن ومیض جرسها بقي عنیداً علی الفناء لیعید إنتاج کینونته‌ مع کل دورة حضاریة، منذ بدء الخلیقة حتی اشتعال الظلم الطبقي والقهر الاجتماعی، لیبقی الأصل متموضعاً فی حنجرة لآحاد من “مونادات” قبیلة مندثرة طوتها الأیام الغابرة، لتنخرها ودیان الجبال، و الفیافي، وتکتمها عن أعین الطغاة وعسس الجریمة، فتطلقها حین یجیء أوانها.
عن هذه التجربة أيضاً كتب المسرحي المصري د. إبراهیم الفو قائلاً: “الجسد هنا یفرز أنواعاً خاصة من الضوء تراه‌ بدواخلك. أحیانا ینعطف نحو البني الساحق، ومرةً نحو الأرجواني المفرح، وأخری نحو الأخضر المعتم، الجسد یتوالد فی کل شهیق وزفیر سواء وهو ساکن أو فی حرکاته‌ الافعوانیة. لقد رأیت جسداً ینمو ویتطاول، وآخر ینفجر ویتشظی محولاً مساحات القاعة الصماء إلی أضواء تتکسر وتندمج فتسیطر على فؤادك کلیةً”.
وكانت آخر تجربة لشامال عمر ونيكار حسيب في هذا المهرجان (الدورة العشرين عام 2008) هي مسرحية “بلا ظل”، التي قدماها أيضاً في عدة جامعات في العالم، وفي ١٣ مهرجاناً دولياً للمسرح في‌ النمسا، اليابان، أوکرانيا، کوسوفو، اليونان، بلغاريا، البوسنة، بولندا، … إلخ. وقد أتيحت لي فرصة مشاهدتها على مسرح “مركز الفنون الأدائية” في عمّان ضمن عروض مهرجان المسرح الأردني السابع عشر عام 2010.
تقوم هذه التجربة علی بنية صوتية مطلقة تتشكل من لغة مبتكرة تقع خارج نسق العلامات اللسانية المألوفة، التي تشير إلى مدلولات ثقافية محددة، وقد جاءت التجربة نتيجة بحوث عملية مختبرية معقدة بهدف الوصول إلی ينابيع إنسانية شتى, واستثمار وحدات وإيقاعات صوتية نادرة، بل معرضة للانقراض من مختلف الثقافات البشرية، وصهرها في صيغة جديدة عبر أنساق صوتية قابلة لتأويلات عديدة، أنساق تحاول، على حد قول الناقد والشاعر بول شاؤول، “إيجاد لغة صوتية كأنها التقاط الصوت في لحظاته المولية. إنه الصوت االينبوع، المجبول بالطقوسية، كمساحات فيزيائية، وفضاءات من الرموز والأحاجي، الصوت الإنساني الباحث عن حقائقه المقلقة”.
هذه هي تجربة المسرحيين الطليعيين الكرديين نيكار حسيب وشامال عمر في عالم والاغتراب، فهل الاغتراب مَنْ نسج خيوطها أم أنها من نتاج الخزين الروحي والجمالي والمعرفي الذي حملاه من كردستان إلى النمسا؟ من معرفتي الوثيقة بنيكار وشامال أقول إن تجربتهما وليدة ذلك الخزين، لكن عالم الاغتراب احتضنها وصقلها مثلما احتضن وصقل تجارب خلاّقة أخرى قادمة من الشرق.


عواد علي - شانوكار
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption