أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 17 أغسطس 2017

قراءة في مسرح سعد الله ونوس

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في مسرح سعد الله ونوس

القدس العربي :

صدر للناقد رضا عطية مؤلف بعنوان «مسرح سعد الله ونوس.. قراءة سيميولوجية»، وهو بحث ضخم يقع في 474 صفحة، وصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ضمن سلسلة كتابات نقدية. وحسب المؤلف فإن الكتاب يتتبع تحولات رؤى سعد الله ونوس في قضايا وأحداث عصره، والربط ما بين مفاهيمه التنظيرية للمسرح والأداء والفعل المسرحي بالفعل، الذي لم يكن يراه ونوس بعيدا واغترابيا عن عالم المتفرج، بل يتأسس على مشاركة وتوريط المتفرج في ما يراه على خشبة المسرح. وبعد مقدمة نظرية يوضح فيها المؤلف سمات مسرح سعد الله ونوس، يتطرق بالتحليل تفصيلا إلى عدة نصوص، هي، «مأساة بائع الدبس الفقير، حفل سمر من أجل 5 حزيران، الملك هو الملك، والأيام المخمورة»، بحيث يقتصر كل فصل من فصول الكتاب الأربعة على نص بعينه.

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

العرض الإماراتي «إسكوريال»... كل زائف إلى زوال

مجلة الفنون المسرحية


العرض الإماراتي «إسكوريال»... كل زائف إلى زوال

يسري حسان - الحياة تجريبي 

يدخل الجمهور قاعة المسرح على وقع أصوات تصدر من علب مياه غازية فارغة يدهسها بأقدامه، حتى ليظن أن عمال المسرح أهملوا تنظيفه، لكنه يكتشف بعدها مباشرة أنه متورط في العرض. فهذه البقايا هي جزء من العرض.
هناك بقايا أيضاً فوق الخشبة، بل إن كل ما فوقها بقايا. البشر والديكورات والأكسسوارات، ليسوا أكثر من بقايا. علب صفيح وأقمشة ممزقة، وعبوات بلاستيك، وممثلان يواصلان تمزيق أقمشة بالية ثم يقتسمان «كرسي العرش» الذي صمّم ليسع اثنين يجلسان كل منهما ظهره للآخر، ويلقيان في الهواء بما معهما من أوراق اللعب (كوتشينة)، الأول، وهو الملك، ملابسه على هيئة إحدى أوراق اللعب «الشايب» والثاني على هيئة «الجوكر»، وهو مفتاح أولي للتعامل مع العرض.
هذه هي الأجواء الافتتاحية لعرض «إسكوريال» الذي قدمته فرقة مسرح الشارقة الوطني أخيراً، في قاعة «متروبول» في القاهرة، على هامش الدورة العاشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري. حضر المسرح الإماراتي كضيف شرف، وهي المرة الأولى التي يعتمد فيها المهرجان هذه الفكرة، ربما لما تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة، خصوصاً الشارقة، من حراك مسرحي، جعلها حاضرة بقوة في مهرجانات المسرح العربية.
يلامس العرض، الذي كتب نصَّه البلجيكي ميشال دي غلدرود، مسرح القسوة. نحن أمام بلاد متهالكة، ورأس الدولة يرتدي ملابس بالية، ويعيش في أجواء كابوسية داخل قصره التعس. يزعجه نباح الكلاب، فيأمر بقتلها. كما تزعجه أجراس الكنائس، فيأمر بمنعها، في إشارة إلى رفضه فكرة الدين، أو ربما لأن قرع الأجراس يذكره بما ارتكبه من شرور في حق البشر، وهو ما لا نتبيّنه في البداية. لا تاريخ للشخصية يتيحه لنا العرض في بداياته. بل علينا معاينة ذلك التاريخ من تلك الكلمات التي تصدر عن الحاكم، وهي قليلة، أو عن أفعاله التي تعكس شخصية قاسية دموية تعيش في متحفها.
تكمن صعوبة تلقي العرض في ذلك التعسر الدرامي الذي يستمر فترة من الوقت، فمَن لم يقرأ النص لا يشعر بأن شيئاً يحدث أمامه. مجرد أفعال عشوائية باهتة الدلالة في غالبيتها وأقوال لا تفضي إلى شيء، ولا تفصح عن شيء يمكن إمساكه والبناء عليه، بخاصة تلك المونولوغات المطولة للملك. غير أن المخرج (حمد سمبيج) تدارك الأمر في النصف الثاني من العرض، وبدأ الإفصاح أكثر عن ملامح الشخصيات.
في النص الأصلي أربع شخصيات، ملك وكاهن ومهرج ورسَّام، لكن المخرج اكتفى بممثلين فقط، عبدالله مسعود (الملك) ورائد الدلالاتي (الجوكر) الذي أدى دور الشخصيات الأخرى. وهو اختزال ربما له سبب درامي مؤداه هو ذلك الانفصال التام بين الملك وبين من يحيطون به، ويمارس عليهم قسوته، فما هم سوى شخص واحد، وإن تعددت مهماتهم ووظائفهم. جميهم مقهورون ومعذبون تحت وطأة عنف الملك وقسوته. غير أن شخصية الجوكر كانت تتطلب من الدلالاتي مزيداً من الجهد ليكون أكثر إقناعاً بقدراته كممثل، خصوصاً أن انتقاله من شخصية إلى أخرى لم يشهد تحولاً ملحوظاً في طريقة الأداء، وإن ظلت سمة المقهور هي الغالبة.
لسنا أمام دراما تقليدية نتابعها بارتياح، مستشرفين أحداثها. النص نفسه صعب ولا يحفل كاتبه كثيراً بكيفية تقديمه على المسرح، وتلك صعوبة يواجهها كل من يقدم على إخراج هذا النص الذي يتطلب وعياً بمغزاه الأخلاقي، ويستطيع إحكام قبضته على ذلك العالم المتشظي شبه العشوائي، في الممارسات والأجواء التي تجري فيها الأحداث. وهو ما نجح فيه المخرج بخاصة في النصف الثاني الذي جاء أكثر تماسكاً، وأكثر إفصاحاً عن طبيعة الشخصيات، وكذلك أكثر قدرة على إيصال المغزى والدلالة.
الحاكم ليس مشغولاً سوى بممارسة دمويته وقسوته، أعمدة قصره من بقايا علب الصفيح، ما يشير إلى التهاوي. والصولجان كذلك من بقايا الزجاجات البلاستيكية الفارغة ما يشير إلى الزيف، أنت في عالم كل ما فيه مجرد بقايا وقاذورات إنسانية.
يتألم الملك ويتعجب من ألمه، غير مدرك ما ارتكبه من شرور تجاه البشر، وفي لحظة كشف إحدى مآسيه يتبادل الأدوار مع المهرج، لنكتشف أن علاقة ما ربطت بين المهرج وبين الملكة التي لجأت إليه هرباً من قسوة زوجها الذي لا يبالي حتى بموتها وكأنه ارتاح لتخلّصه من إزعاجها.
الصراع في غالبيته يدور بين الملك والمهرج الذي اختطف التاج وألقى به بعيداً في إشـارة إلى عدم قيمته، فالأمر ليس في التاج ولكن في من يضعه فوق رأسه.
اختار ميشال دي غلدرود «إسكوريال» عنواناً لنصه، والمعروف أن إسكوريال هو أحد أشهر المتاحف الإسبانية أقامه ملك إسبانيا فيليب الثاني في القرن السادس عشر، وربما وقع اختياره على الاسم في دلالة على ذلك الزيف الذي يعيشه القساة الطغاة، فصاروا مجرد كائنات وأشياء متحفية تعوزها الروح الإنسانية السوية.
في المشهد الختامي يقتل الملك المهرج، ويثبت الممثلان على وضعهما بينما تنسحب الإضاءة ونسمع صوتاً يقول: «المتحف يغلق أبوابه الآن»، ليس لأن المخرج يريد إخبارنا بأننا كنا أمام حكاية من التاريخ، ولكن ليؤكد أن الأمر مستمر، وأن المتحف حتماً سيفتح مجدداً، وسيظل قابلاً لاستيعاب المزيد من البقايا، فما الحياة سوى سلسلة من الصراع بين الخير والشر، ينتصر الشر ربما، لكنه انتصار ليس موقتاً فحسب، بل هو أيضاً زائف، ويكفي أن صاحبه الذي يشعر بالألم والخزي في حياته لا يبقي منه، بعد موته، سوى سيرة بقايا تنفر منها النفس الإنسانية السوية.

صوت المسرح

مجلة الفنون المسرحية
نتيجة بحث الصور عن مسرحية مانيكانات

صوت المسرح


أمجد ياسين  - الصباح 


للحديث عن فسحة الحرية التي ينعم بها المسرح العراقي بعد العام 2003، فاننا نقف عند بعض النماذج وردود الافعال عليها. بدءا من مسرحية "الانسان رقم واحد" التي قدمتها فرقة مسرحية المانية اثارت حولها وحول بطلة العمل العديد من الاسئلة بصوت عال، والتي كانت  احد الاسباب الرئيسة التي دعت الى تغيير مدير عام دائرة السينما والمسرح فيما بعد. مسرحية اخرى اثارت ردود افعال  اقل حد حول احد المشاهد فيها ،هي مسرحية "ستربتيز" . 
الانموذج الثالث كانت  مسرحية "مانيكانات "للمخرج فاروق صبري، والتي دارت حولها ضجة كبيرة ، شملت نصها وبعض المشاهد فيها وفكرة العمل عموما.. المسرحيات الثلاث، وظفت الايروتيك في العمل كفكرة، ربما في مسرحية "مانيكانات" كان اكثر وضوحا وجرأة ولم يقتصر على مشهد واحد فقط، وهذا هو احد الاسباب التي جعلت سهام النقد تتجه نحوها بقسوة، حتى تحولت من المسرحية كعمل وعرض لتطول الجانب الشخصي للمخرج. ليس الغرض من هذه المشاهد في المسرح الجاد استقدام الجمهور مثلاً ، ولكن فكرة العمل استوجبت ذلك، وفق رؤية الاخراج بالتأكيد. 
اقول، في المسرحيات الثلاث كان الايروتيك جزءا من الفكرة، سايرها طويلا في النموذج الثالث تحديدا. 
ان المسرح صورة فنية عن الواقع، وواقعنا مليء بالظواهر الايجابية والسلبية، يمكن اعتباره نهر حياة ، فيه كل ما في الحياة العادية، ولكن يجب ان  يقدم بطريقة فنية، بعيدة عن المباشرة المقيتة او السطحية او 
المباشرة.
المسرح رؤية ثالثة، هو ليس الواقع بشكله الصارم والتقليدي، وهو ليس الخيال الجامح غير المنظم والمؤسس.. هو بين هذا وذاك، وهنا تأتي مرتبة الفن ولعبته الجميلة والصعبة، وهي كيف نحول ما نراه ونعيشه من واقع او خيال مفترض الى فن على خشبة المسرح، لنستخدم ما نشاء من تقنيات وحركات واساليب عرض او اخراج، او نحاكي اكثر من مدرسة في الرؤية الاخراجية، لنخلق لنا رؤية جديدة، كما طرح فاروق صبري( المونودراما التعاقبية) ولكن علينا في كل الاحوال ان نقدم فنا يرتقي بذائقة المتلقي. فن يوظف هذه الحرية لتعميق الفكرة وايصالها لمتلق يحتاج الى تثوير في المفاهيم، لان المسرح اداة بناء ، وهو هنا يدخل في مفهوم اعادة بناء بلد خرب ثقافيا ، بعد ان عسكر انسانه اكثر من خمسة عقود مضت. هل نعي لماذا الجمهور بعيد عن 
المسرح؟ 
او لماذا ميزانية دائرة السينما والمسرح فقيرة حد الضحك بهذيان؟ اسئلة تدور في فلك لا ينتمي لمجرتنا، تبقي على رمق للمسرح ليس الا ، ليتحول الى مؤسسة مستهلكة عاطلة عن العمل .  علينا ان  نستغل فسحة الحرية هذه  بعناية ، نحرص فيها على ضخ دماء جديدة على المسرح، واستقطاب الجمهور، ومواصلة العطاء باقل الامكانيات.. صوت المسرح يجب ان يكون عالياً وان قلت 
اعماله.

قراءة في كتاب "نشأة المسرح في المشرق: تركيا العثمانية، بلاد الشام، وإيران " تأليف د. فاطمة برجكاني

سلطان يوقع اتفاقية تعاون بين "الشارقة للفنون" و"جيلدفورد" الإنجليزية

المسرح البيئي.. وجماليات التلقي

مجلة الفنون المسرحية

المسرح البيئي.. وجماليات التلقي  

ابتسام يحيى الأسعد


ارتبط المنجز الإبداعي بشكل وثيق بالحياة بشكل عام والإنسان، الذي هو محور الوجود بشكل خاص، وذلك باعتبار أن الفن أداة للتعبير عن مختلف أوجه النشاط البشري بكل تناقضاته. وينطلق هذا الموضوع من "أن العمل والفكر والفن كلها مميزات ضرورية وحاسمة وملازمة لحياة الإنسان"( ). من هنا برزت العلاقة الجدلية بين المنجز الذي يرتبط بذات الفنان واستقبال هذا المنجز الذي يرتبط بالآخر – المتلقي.
إن هذه العلاقة كانت الأرضية التي انطلق منها الفنانون المسرحيون في البحث عن وسائل متعددة للتعبير، خاصة في القرن العشرين. وهذا يرجع لما امتاز فيه هذا القرن من تعدد الأفكار والحوادث المتلاحقة، التي شهدها العصر وتركت أثرها في الفنان. 
فقد شهد المسرح في القرن العشرين اتجاهات عديدة امتازت بابتكار مضامين وأشكال جديدة للتعبير عن الإنسان ومشكلاته، مثلت محاولات للخروج عن الأنماط التقليدية للدراما والعرض المسرحي. هدفت هذه المحاولات إلى إيجاد علاقة من نوع جديد متميزة ومتواصلة مع المتلقي. ابتعدت هذه العلاقة أحياناً وفصلت بين المتلقي والعرض وجعلت من الجمهور مراقباً. بينما اقتربت أحياناً أخرى وجعلت منه، أي الجمهور، مشاركاً في الحدث (العرض). وتطرفت في ذلك فجعلته صانعاً له.
كان احد هذه الأشكال المبتكرة المسرح البيئي الذي أشاعه (ريتشارد ششنر) (1934-)، إذ اعتبر "أن المتفرجين هم صانعوا مشهد ومراقبو مشهد، كما في مشهد الشارع خلال الحياة اليومية"( ). وقد استفاد هذا المخرج من التأثيرات البيئية لإيصال محتوى هذا المسرح. كما عمل عدد من المخرجين في العالم تجارب عديدة في محاولة لإرساء إسلوب عام لهذا الشكل ألا إسلوبي. 
إن الأساليب الجديدة والمثيرة التي قدم فيها مخرجو المسرح البيئي أعمالهم، جعلت منها موضوعا للتأمل. فقد أخذت عروضهم طابعا جماليا من نوع خاص وفريد، وذلك لأن الجمال يسر لمجرد كونه موضوعاً للتأمل، سواء عن طريق الحواس أو في داخل الذهن ذاته . بعبارة أخرى إن التقنيات التي استخدمها مخرجو المسرح البيئي وضعت المتلقي داخل بيئة العرض، محفزة ذهنه وشعوره على تأملها وإمعان التفكير فيها، وبالتالي أصبح منقادا في الدخول في بيئتها. وهو ما أعطى بيئة العمل المسرحي تفردها.
نبع اهتمام المسرحيين في البيئة (Environment) لكونها تمثل العوامل الخارجية، التي يستجيب لها الفرد والمجتمع بأسره. وهذه الاستجابة فعلية كالعوامل الجغرافية والمناخية من سطح ونباتات وموجودات وحرارة، وكذلك تشابه العوامل الثقافية التي تسود المجتمع وتؤثر في حياة الفرد والمجتمع، وتشكلها وتطبعها بطابع معين( ). وقد اعتبرت البيئة نظام متكامل يتألف من مجموعة العوامل والعناصر الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية التي تحيط بالإنسان ويحيا فيها( ). كما تمثل البيئة المجال الذي تحدث فيه الإثارة والتفاعل لكل وحدة حية. وهي كل ما يحيط بالإنسان من طبيعة ومجتمعات بشرية ونظم اجتماعية وعلاقات شخصية. كما إنها المؤثر الذي يدفع الكائن إلى الحركة والنشاط والسعي، لذلك فان التفاعل متواصل بين البيئة والفرد، فالأخذ بالعطاء مستمد ومتلاحق.
كما لفتت البيئة عناية العاملين في المسرح لكون الدراسات البيئية تقوم بدراسة الأوساط الاجتماعية والاقتصادية والحضارية التي يعيش فيها الإنسان، والتي يجريها العلماء حول محيطه الاقتصادي والاجتماعي والعوامل المؤثرة فيه. وهي الدراسات التي تتعلق بمادة علم النفس الاجتماعي، الذي يهتم بدراسة البيئة التي يعيش فيها الإنسان، بما فيها من موجودات طبيعية وظواهر اجتماعية تتعلق بمؤسسات المجتمع المختلفة وتقاليده وعاداته وقيمه ومواقفه. كما إن هناك عدداً من الجماعات تعتبر الدراسات البيئة جزءاً من الدراسات الأنثروبولوجية الاجتماعية( ). ولهذا فقد أعتبر المخرج الأمريكي(ريتشارد ششنر) البيئة بأنها: المحيط الدائم والغطاء والمحتوى والأعشاش. وهو المشاركة والفاعلية في الأنظمة الحياتية المترابطة. وهو يرى أن البيئة حيث بدأت الحياة. وقد تأثرت بالكائنات الحية وبالأحداث الطبيعية غير الحية، مثل هيجان البراكين والعواصف والفيضانات والبقع الشمسية…الخ. وعد هذا المخرج أن العلاقة بين ما هو طبيعي وبشري أمر معقد، فمن الممكن أن لا يؤثر الإنسان في الأحداث الطبيعية غير الحية، لكن الفعل الإنساني يؤثر في الطقس (الجو) وعنف وطأته( ).
عالج المسرح البيئي أزمات الإنسان المعاصر، التي أنتجتها الإحداث السياسية في العالم، وما تركته الحروب من دمار على أوضاع الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والنفسية. وقد ربط المسرح البيئي بين المسرح والحياة باعتبار أن ما يحدث في المسرح هو رديف للحياة، يحيلها الفنان إلى المسرح ضمن انطباعات ورؤية خاصة يلعب فيها الخيال دوراً أساسياً، حيث يتعايش الجميع في مواجهة حياتية في بيئة العرض المسرحي تماماً كالحياة. ولهذا فقد أزاح مخرجو المسرح البيئي النص الدرامي الأدبي الجاهز، واعتمدوا على توليفة من أنماط تواصلية مرئية- سمعية، تتناسب وطبيعة تلك العروض ورؤية هؤلاء المخرجين لها. كما حاول مخرجو المسرح البيئي إعطاء عروضهم صفة كونية، سواء في طرح موضوعات عروضهم أو استخدامهم للغات متعددة عالمية. كما استعاض بعض منهم عن لغة الكلمات بلغة الأصوات، مدخلين لغات مرتجلة. واشتغلوا في عملهم على إذابة الطابع المحلي للثقافة الشعبية من اجل إعطائها صفة كونية.
ظهرت بوادر المسرح البيئي (Environmental Theater) عام 1970 على يد المخرج (ريتشارد ششنر)، الذي لخص فيه إسلوبه في التعامل مع فضاء العرض المسرحي والعلاقة مع الجمهور وعدد من البديهيات. وقد التقط (ششنر) مصطلح البيئة (Environment) من (ألن كابرو)* الذي استخدمه في صياغة العمل الفني. وظهر هذا التعبير في كتابه (التجمعات، البيئات، الواقعات) عام 1966، التي يرى أن "مفتاح المفهوم امتداد لفكرة (كابرو) عن البيئة، حيث يعتبر مشهد العرض جزءاً مكملاً للكل، يجمع الممثل والمتفرج ويتفاعلان فيه كوجود أو كينونة. ومثل هذه المحاولة تعني تلقائياً رفض عمارة المسرح التقليدي لصالح الأماكن المناسبة كبيئة"( ).
طور (ششنر) المسرح البيئي من خلال بحثه عن فضاءآت جديدة للعرض المسرحي، يهدف من خلاله إلى "توليد إشارات مسرحية بلا حدود ومعاني لا متناهية، ناتجة عن إمكانية تشكيل لانهائية لمساحة* المسرح"( ). وهو ما عبر عنه (فيلار)** في عام 1948 في قوله: "إن كثيرون منا يفهمون انه مازال ضرورياً أن ندع المسرح "يتنفس" (…). فمستقبل المسرح ليس في المساحات المغلقة"( ). 
بحث المخرج الأمريكي عن ارتباط المتلقي بالفضاء من خلال "امتلاء المساحة، الطرق اللفظية المتعددة التي تنتقل عن طريقها المساحة وتضج بالحياة. وهو ما يعد أساساً في تصميم المسرح البيئي، الذي عد أيضا مصدر تدريب لمؤدي الأدوار المرتبطة بالبيئة. وإذا كان المشاهدون هم احد العناصر التي يجري عن طريقها العرض، فان المساحة المليئة بالحياة هي عنصر آخر. إن هذه المساحة الحية تتضمن كل المساحة في المسرح، وليس ما ندعوه خشبة مسرح فقط"( ).
اعتبر (ششنر) إن البيئات أو بيئة العرض ليس فضاء فقط، بل فاعلية اللاعبين في أنظمة إرسال معقدة، تأخذ مكانها من خلال فضاءآت ساكنة بشكل مبدئي. فبيئة العرض تعني (المكانة) بالمفهوم السياسي، (جسد المعرفة) بالمفهوم العلمي، (المكان الحقيقي) بالمفهوم المسرحي. وهذا يعني انه لتجسيد العرض بيئياً لا يعني مجرد نقله خارج (البروسينيوم)***، بل ان تشترك جميع العناصر التي تؤلف العرض المسرحي كي يعطيها شكل الحياة. وهو يعني احداث التغيير والتطور والتحول وامتلاك الحاجات والرغبات والقدرة على التعبير واستخدام الوعي. فالمسرح البيئي حيثما يكون الفعل: في غرفة الأزياء والماكياج، حيث المشاهد، في الردهة، في مكتب الإدارة في صندوق البريد، وحتى التواليت، وفي وسائط النقل التي تجلب المشاهد إلى المسرح وحتى الكافتريا التي تقدم الطعام، هذه جميعها تشكل بيئة العرض( ).
وقد جاءت جماليات المسرح البيئي من تركيب عناصر مستقاة فعلياً من الابتكارات المسرحية المعاصرة، فقد لجأ مخرجو المسرح البيئي إلى إسلوب جمع المواد الأدبية والفنية والتقنية في أعمالهم، المسرحية. إذ عملوا على "تلقي الصورة الفنية وتبنيها حتى تصبح صورة خاصة بهم. ومن ثم نقل هذه الصورة وهي طازجة إلى المتلقي. يضاف إلى ذلك إن العناصر يتم تقديمها من خلال فكرة "تعليق القراءة"، أي أن تجعل المتلقي يستعيد تجربة مكانه الأليف. وينطلق هذا كله من فكرة "ديناميكية الخيال". أي أن الصورة الفنية والمكان الأليف، والذكريات المستعارة، ليست معطيات ذات أبعاد هندسية، بل مكيفة بالخيال وأحلام اليقظة"( ). وهنا لا بد من التأكيد بان جمع هذه المواد لم يتم تناولها بطريقة عشوائية، ذلك ان السمة الجمالية لأي عمل، إنما يتأتى من توافر عاملين هما: تنظيم عناصر العمل وتآلف تلك العناصر مع بعضها البعض لإخراج عمل فني جدير بالإعجاب، أو لخلق عمل فني مبدع. وهذين العاملين (التنظيم والتآلف) يتبعهما المتذوق إسوة بالفنان، لأنه يمر بنفس المراحل التي يمر بها الفنان في سبيل تمثيل موضوع فنه. ومن ثم محاولة تقييمه والحكم عليه"( ). 
إن الهدف الذي سعى إليه المسرح البيئي في هذه العملية يتشابه وأسلوب السينما المعاصرة. فقد رأى (اونا شودهوري) بان هناك تشابها بين منطق وإسلوب السينما المعاصر والمسرح البيئي؛ حيث تسعى الأولى إلى توسيع مجال الرؤيا الإنسانية ليشمل كل الحقائق وتعرضها للتشريح الإنساني. فهي تشرح الموضوعات الإنسانية وتعرفها وتقدمها تماماً مثل المسرح البيئي( )، ذلك أن "تغييرات المشاهد القصيرة، وتقاطع الحبكة الرئيسية بحبكة ثانوية، إنما هو جانب من الشكل العام لها. وينكشف هذا الشكل ديناميكياً. فالسلسلة المتصلة من المشاهد، التي تشبه إلى حد كبير تسلسل الأحداث في الشريط السينمائي، الذي تتخلل عرضه فترات استراحة وفترات موسيقية بين كل جزء وآخر، هو الذي يقوى تأثيرها ويزيد من قوتها"( ).
يلعب الخيال دوراً أساسياً في تجسيد الصورة مسرحياً عند مخرجي المسرح البيئي، وذلك لكون الخيال، كما يرى (باشلار)، قوة خفية… قوة كونية بقدر ما هو ملكة سايكولوجية. وقد ميز (باشلار) بين نوعين من الخيال: الخيال الشكلي والخيال المادي، ففي حين يخلق الخيال الشكلي كل الجمال غير الضروري داخل الطبيعة مثل الأزهار. فان الخيال المادي يهدف إلى إنتاج ما هو بدائي وخالد في الوجود. وفي داخل العقل الإنساني يكون الخيال الشكلي مغرماً بالخرافة، والجمال الفاتن بالتنوع وبالمفاجئة في الأحداث. بينما يتركز الخيال المادي على عنصر الديمومة في الأشياء. وهكذا فهو يفرز في الطبيعة بذوراً، ومن تلك البذور يترسخ الشكل بعمق في المادة( ). وبهذه الطريقة يصبح للظاهرة الفنية "بعداً موضوعياً، بعداً اجتماعياً، وبعداً نفسياً بالإضافة إلى بعدها الظاهراتي- أي بعد المعايشة والخيال.."( ).
اهتم المسرح البيئي بالانثروبولوجيا الاجتماعية Social Anthropology وهي "الدراسة الاجتماعية للقيم والسلوك الإنساني الخاص بأنواع مختلفة من المجتمعات البشرية. وتركز الدراسة الانثروبولوجية الاجتماعية من الناحية النظرية على فحص المجتمعات البشرية برمتها، الا انها من الناحية العملية تكرس جهودها في تحليل المجتمعات إلى عناصرها الأولية أو وحدتها البنائية. وهي تقوم بتحليل قطاع اجتماعي تحليلاً دقيقاً، وغالباً ما تربطه بقطاعات المجتمع الأخرى. والدراسة العملية الأنثروبولوجية تستلزم استعمال طريقة المشاهدة المباشرة أو طريقة المشاهدة بالاشتراك"( )
وضمن هذا السياق وظف (ششنر) دراسته للأنثروبولوجيا في تقديمه لنموذج (الانتقال/التحول) الذي اعتبر انه نموذج "مفتوح، أي الاستفادة من الثقافات المختلفة والحياة اليومية وتوظيفها في هذه العروض. تماماً كما تم توظيف الطقوس التلقينية** لاولاد (كاهوكو) في (بومبو) في غينيا الجديدة، ومن الممكن الاستفادة أيضاً من التجارب الشخصية مع هذه الشعوب عن طريق دراسة هذه الثقافات. وهو ما تحقق في (باخوسيات) و (فيلوكيتس) لـ (سوفوكلس) و (اوديب) لـ (سنكا)***. ومن الممكن الاستفادة من الرسالة الهندية (نايتاساسترا) ودراما النو( ). وكان اعتماد (ششنر) على كثير من تقنيات تلك الطقوس ينبع من وجهة نظر تفيد بان " تحويل خشبة المسرح إلى طقس هو لمجرد رغبته في تفعيل العرض المسرحي، واستخدام الأحداث المسرحية لتغيير الناس. وذلك بالاعتماد أساساً على الطقس الذي يقوم على عزل المشاركين عن بيئتهم السابقة من خلال نزع الحواس Sensory depoivation وتغيير التوجه disorientation. وهذا الفعل يوحي بالتغيير في طبيعتهم، وإدماجهم في بيئة جديدة بشكل مادي. وهذا يتضح في مشروعات جروتوفسكي "البارامسرحية Paratheatical او في المسرح الحي"( ).
استخدم المسرح البيئي الطقس في سعيه لان تصبح الرموز فوق طبيعة ويصبح المعنى المجازي للحدث على الخشبة مفهوماً دون سؤال، والتواصل بين الخشبة والجمهور كاملاً. وبهذا الشكل يحتفظ الحدث على الخشبة بغموض له نظام واقعي آخر، ولا يمكن الإحساس به، إلا من خلال معايشته كطقس، وكما هو الحال في المسارح الدينية القديمة، تفهم العناصر الطقسية بعموميتها وتعتبر مسلمات وتبقى مقدسة"( ). وبالطبع فان هذا الغموض المطلوب مرتبط بالتلقي من قبل المشاهد، الذي اعتبر هدفاً لمخرج المسرح البيئي، استنادا إلى "أن الفن هو أداة "تغريب" الأشياء وأداة الشكل الذي أصبح صعباً، أي إنه الأداة التي تزيد من صعوبة وإطالة الإدراك، لان عملية الإدراك في الفن غاية في ذاتها ولابد من إطالتها"( )، وهكذا تكون عملية التلقي في المسرح البيئي قد امتلكت إسلوباً وخصوصية في التأويل.
ويتركز عمل مخرجي المسرح البيئي مع ممثليهم في ورش مسرحية معتمدين على العمل الجماعي، بدءاً من إعداد النص إلى تقديم العرض. واعتمدت تقنية الأداء التمثيلي في المسرح البيئي على المرونة العالية للجسد، التكوين، التنويع، والتنغيم في طبقات الصوت، والارتجال المرتبط بتداعيات الممثل. وقد هدفت جميع تلك التقنيات الأدائية إلى خلق علاقة تواصلية مع المتلقي، الذي يعتبر المسرح البيئي جزءاً أساسياً من بيئة العرض المسرحي. لذلك حاول المخرجون توظيف جميع عناصر العرض المسرحي وتقنياته بهدف إدخال المتلقي في تجربة طقسية موحدة، وتوريطه بشكل جمعي في تجربة شاملة يتوحد فيها الجميع بلا تمييز لتحويل العرض المسرحي إلى حدث اجتماعي داخل بيئة العرض.



"مذكرات مونودرامية" كتاب للمسرحي صباح الأنباري

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

المسرح التونسى لا يعرف التابوهات

مجلة الفنون المسرحية

20863967_10155050296607326_1216116929_n
المسرح التونسى لا يعرف التابوهات

جمال عبد الناصر - الأفق نيوز 

لا يعرف المسرح التونسى التابوهات، ولدى صناعه دائما مساحات من الحرية تجعلهم يعبرون عما بداخلهم بحرية ولا يضعون أمامهم أى اعتبارات دينية أو سياسية، وهذا ما شاهدته فى أكثر من عمل مسرحى كان آخرها مسرحية "حورية" التى تجمع كلاً من الفنانة المسرحية ليلى طوبال وعازف البيانو مهدى الطرابلسى وعرضت بالأمس ضمن عروض مهرجان الحمامات الدولى الذى يجمع كل الفنون متجاورة فيوم يمتع ويغذى جمهوره بالغناء ويوم آخر يدعوه للتفكير فى عرض مسرحى.
مسرحية "حورية" عبارة عن لقاء مؤثر بين صحفية وعازف بيانو على أنقاض مبنى دمرته عملية إرهابية ولكنها لم تمنع مواصلة العمل وتقديم البرنامج للمستمعين ليحكيا قصة حب بين آدم وحورية التى ترمز إلى الحرية التى تمتد إليها يوميًا الأيادى لافتكاكها وإلى حورية الجنة التى أغر بها المنظرون للإرهاب الشباب.
العرض المسرحى يجمع كل عناصر الإبهار والفرجة ويبكى ويضحك الجمهور منتقدًا الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية بطريقة مباشرة أحيانًا وغير مباشرة أحيانا أخرى وبكثير من الفكاهة والسخرية والألم.
بطلة العرض الفنانة التونسية ليلى طوبال استطاعت خلال ساعة ونصف هى مدة العمل المسرحى ان تحكى وتعبر عن آلام ومعاناة البشرية وبجرأة شديدة مخلوطة بسخرية لاذعة ناقشت ويلات وأسباب ودوافع الإرهاب على مستوى عالمى وخلال هذا العرض تطرح وجهة نظرها بحرية شديدة فى موضوعات كثيرة وتفتح محاور متعددة عن الجهاد والدين والحب والجنس والحرية والخيال والأمل واللاجئون والمهمّشون والمظلومون والسياسيون ويتماهى معها عازف البيانو مهدى الطرابلسى ويعبر بموسيقاه عن أوجاعها وأوجاع وطنها ووطننا العربى.


هيا صالح: أدب مسرح الطفل شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة

مجلة الفنون المسرحية

هيا صالح: أدب مسرح الطفل شهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة

الدستور - عمر أبو الهيجاء

على الرغم من أن أدب مسرح الطفل في العالم العربي قد شهد «تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وتم رفده بنصوص تناقش قضايا أنتجها العصر وتتفاعل مع مستجدات الراهن، غير أن دربا طويلا لم يزل أمام هذا الأدب، ليلبي احتياجات الطفل العربي ويواكبها، ذلك ما ذهبت إليه الأديبة هيا صالح، التي تؤكد أن «وزارة التقافة تبدي اهتماماً متزايداً بالطفولة في السنوات الأخيرة».
«الدستور» التقت الأديبة هيا صالح، وحاورتها حول مسرحيتها «عالم مايكرو»، التي شاركت منذ أيام في مهرجان مسرح الطفل الأردني، والتي قام بإخراجها الفنان وصفي الطويل، وحول قضايا أخرى متعلقة بأدب الطفل، فكان الحوار الآتي..

] كيف تنظرين إلى أدب مسرح الطفل، وهل استطاع مسرح الطفل العربي أن يلبي طموحات واحتياجات الأطفال؟

- شهد أدب مسرح الطفل في العالم العربي تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، وتم رفده بنصوص تناقش قضايا أنتجها العصر وتتفاعل مع مستجدات الراهن، بعد أن كانت العروض المسرحية فيما مضى ترتكز غالباً على نصوص عالمية يتم تعريبها أحياناً من دون «تبيئة» لها.. وقد رافق هذه النهضة تقديم أعمال لافتة على الخشبة بفعل الرؤى الإخراجية التي تبني على ما هو موجود وتراكم لتحقيق قفزات نوعية. لكن ما زال أمام مسرح الطفل العربي درب طويل ليلبي احتياجات الطفل العربي ويواكبها.

] كيف تنظرين إلى المسافة بين النص المكتوب والعرض المسرحي البصري؟

- يستثمر الكاتب جميع العناصر اللغوية من أجل إيصال رؤيته وبلورة فكرته في مكان وزمان محددين. ومؤلف النص المسرحي بعامة، والموجه للطفل على نحو خاص، تسكنه هواجس ثلاثة تتمثل في: الهاجس الفكري، والهاجس اللغوي، والهاجس الجمالي.. وكلما تمكن من التعبير عن هذه الهواجس استطاع صياغة نص مسرحي للعرض.
وبالطبع لن يحقق النص ما يرومه من تواصل مع الجمهور إلا في حضور رؤية إخراجية تتمكن من تحويله إلى حياة تتدفق على خشبة المسرح. فالمخرج هو الذي يطوّع النص بما يراه ملائماً للعرض، وهو الذي يقود فريق العمل من مصممي الإضاءة والديكور والأزياء والفنيين والممثلين. بمعنى أن النص القوي يحتاج إلى رؤية إخراجية قوية تتحقق رسائله ومقولاته الفكرية.
ومن الأهمية بمكان أن يتم التواصل بين الكاتب والمخرج في إطار ما يسمى الورشة، لتحقيق مضامين النص وطروحاته.

] كيف تنظرين إلى دور وزارة الثقافة في دعم مهرجانات مسرح الطفل وغيرها من المهرجانات؟

- من المعلوم أن وزارة التقافة تبدي اهتماماً متزايداً بالطفولة في السنوات الأخيرة وهذا لا يقتصر على مهرجانات مسرح الطفل والإبداع الطفولي، وإنما يتعداه ليشمل برامج مركز تدريب الفنون والمسابقات الموجهة للأطفال في الحقول الأدبية والفنية المختلفة. والاهم ان الوزارة تحرص على إدامة هذا الفعل التنويري رغم ما تواجهه من شح في الموازنة وقلة في الإمكانيات المادية، وذلك انطلاقا من استراتيجيتها التي تأخذ في الحسبان رعاية الطفولة ومخاطبتها وإطلاق الطاقات الكامنة فيها.

] حدثينا عن مشاركتك في مهرجان مسرح الطفل الثالث عشر، وماذا تعني لك هذه المشاركة؟

- هذه ليست مشاركتي الأولى، فقد شاركت العام الماضي بمهرجان الإبداع الطفولي الذي نظمته وزارة الثقافة، من خلال مسرحية «في يدي نجمة»، التي كتبتُ نصها وأخرجها وصفي الطويل ونالت جائزة أفضل عرض متكامل. بالطبع، المشاركة في المهرجان تتيح لي فرصة لأكون على تماسّ مباشر مع جمهور الأطفال، والذي أتوجه له منذ أكثر من عقد ونصف العقد بالكتابة في المجالات التي تخصّه، وهذا يشمل القصص، والحكايات والروايات، والنصوص التفاعلية، والمسرحيات.. لإيماني بأنه هو الجمهور الذي يعوَّل عليه ليكون عنصراً فاعلاً في تنمية المجتمعات في المستقبل.

] ما الجديد الذي تقدمينه في مسرحيتكِ «عالم مايكرو»، على الصعد التربوية والثقافية والإرشادية؟

- هناك قاعدة تربوية تُقرّ بأن الأطفال يتعلّمون بشكل أفضل حينما يكونون مستمتعين، وبناء على ذلك فقد غذّيت النص المسرحي بمجموعة من القيم التربوية وحرصت على تقديمها في إطار يراعي الخصائص الأساسية لمسرح الطفل من مثل وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، وسهولة الحبكة وطرافتها وتشويقها، والقيم الإيجابية التي تنتصر في النهاية لتحقق السعادة والخير، كل ذلك في جو يتسم بروح الفكاهة وبمنأى عن الإسفاف والوعظية.
هذه المسرحية تدعو إلى حماية الأطفال من مخاطر الانغماس في عالم التكنولوجيا الذي أصبح عدواً للتواصل الإنساني وللتفاعل بين البشر. وقد أردتُ منها التأكيد أن الطفل الذي يتلقى الإبهار البصري بكل أشكاله من خلال جهازه «الذكي»، لا يمانع في ترك هذا الجهاز جانباً ليتابع ما يقدَّم على خشبة المسرح مثلاً، بمعنى أن حكمنا على جيل اليوم بأنه مرتبط بحبل سري لا فكاك منه مع وسائل التكنولوجيا والأجهزة الرقمية، بما يمكن وصفه بـ»الإدمان»، هو حكم جائر ومسبق، وأن الطفل بإمكانه أن يشيح عنها إن وجد بديلاً مناسباً ومقنعاً.

الاثنين، 14 أغسطس 2017

مسرحية 'تصليح الأحياء' مغامرات قلب متنقل بين الجسد والروح

مجلة الفنون المسرحية



    مسرحية 'تصليح الأحياء' مغامرات قلب متنقل بين الجسد والروح

    أبو بكر العيادي - العرب 

    “تصليح الأحياء” عنوان رواية متميزة للكاتبة الفرنسية مايليس دو كرَنْغال، عن رحلة تمزج الواقع بالخيال، حوّلتها كاتيل كييفيري إلى شريط سينمائي ناجح، ثم أخرجها للمسرح إمانويل نوبليه باقتدار نال عنه مؤخرا جائزة بومارشيه لأجمل عرض، بالتساوي مع “غرفة في الهند” لأريان مانوشكين، بعد تقديمه مؤخرا في “مسرح المدينة” بباريس.

    تقوم مسرحية “تصليح الأحياء” لإمانويل نوبليه على نص روائي عميق للروائية الفرنسية مايليس دو كرَنْغال التي فازت بعدة جوائز أدبية أهمها جائزة ميديسيس، أولا من حيث بعده الإنساني، والقيم التي يروم تبليغها، ثانيا من حيث بناؤُه الفني المحكم، ونسيجه السردي الشائق، رغم أن الموضوع دقيق يمكن أن يوقِع غيرَ المتمكن في ميلودراما تلفزيونية رتيبة، إذ إن مداره حادث مرور فظيع يُنقل إثره المصابون إلى قسم الطوارئ بمدينة لوهافر الفرنسية المطلة على بحر المانش، فيشخّص الأطباء وفاة أحدهم دماغيا، ويقرر أهله عندئذ التبرع بقلبه لامرأة على فراش الموت.

    وهذه اللحظة الفارقة بين الحياة والموت، بين حال شاب يسير به قدره إلى حتفه وحال امرأة لا تزال تتمسك بالرمق الأخير، هي التي توليها الكاتبة عنايتها لتتحول الرواية إلى سعي لاهث لإنقاذ القلب قبل هلاك صاحبه تماما، وزرعه في جسد المعتلة كي تتعافى، في زمن لا ينبغي أن يتعدى أربعا وعشرين ساعة، كما أكد الأطباء المتخصصون، وإلاّ صارت عملية الزرع غير مجدية.

    كل ذلك من خلال رحلة عجيبة يسردها ذلك القلب المتنقل من جسد إلى جسد، ومن وضع فتى يافع يدعى سيمون لا يتعدى التاسعة عشرة من عمره إلى قلب سيدة في الخمسين تدعى كلير، والمهاجر من منطقة إلى منطقة أخرى، فيغدو الارتحال نشيدا لأجل الحياة عبر سباق ضد الساعة يخضع فيه الجميع إلى تنسيق دقيق لبلوغ الغاية، ولكنه ارتحال سيهز أطرافا كثيرة.

    فحول هذه التراجيديا، تدور العواطف النبيلة ومشاعر الحب بدرجاته، كحب الوالدين لابن وحيد، وحب سيمون لجولييت، وحب كورديليا لعشيقها، فضلا عن الصداقة بين هواة السُّرْف الثلاثة، وشغف الجراحين بمهنتهم، ومحبة توماس لأبويه، ولكن أهمها هو ذلك السخاء المطلق، حين نتعاطف مع متلقّ دون أن نعرف هويته، فالرهان الإنساني الأكبر هو مسألة الحياة أو الموت التي تحدو سلسلة من الشخصيات، في وحدة زمنية مضبوطة تضفي تشويقا حادا على الدراموتورجيا.

    نص روائي عميق من حيث بعده الإنساني، علاوة على بنائه الفني المحكم، ونسيجه السردي الشائق رغم دقة موضوعه
    فكيف يمكن أن نجعل من نص سرديّ ثيمته الأساس تحويل ألم مطلق إلى فرحة محتملة باستعادة الحياة، وعبور من الموت إلى الحياة، عملا مسرحيا يشدّ الانتباه، لا، بل يلقى استحسان الجمهور؟

    اعتمد المخرج على سارد (أدّاه بنفسه) ليس له من سند غير الخشبة وكرسيين ولحاف، وعلى ممثل يقف على بساط متحرك ويعدد الأدوار ويحافظ على التوازن الماثل في الرواية، في موضع بين الانشراح والعبوس، بين الحياة والموت.

    ولما كانت الرواية خالية من بطل محوري، عدا قلب سيمون، فقد استعان المخرج بصور في الخلفية توضّح ما يحيا داخل جسم الإنسان، من الدورتين الدموية والرئوية إلى الملامح الخارجية مرورا باقتران الصبغيّات وتدفق الطاقة.

    ولكن ما يشدّ المتفرج في المقام الأول هو مزج المشاعر الحميمة بمغامرة جماعية كريمة ونبيلة، عبر منح شيء من الطاقة الحيوية لمقاومة اليأس، وخلق لحظة عزاء وسلوان من رحم الألم كدلالة على ذكاء شريحة من المجتمع، تفضل الانفتاح في وجوه الآخرين حتى في أحلك الظروف، على الانكفاء والتقوقع، فالسلوك السليم كما يقول تشيخوف في مسرحية “بلاتونوف” هو “دفن الموتى، وتصليح الأحياء”، وهي المقولة التي استمدت منها مايليس دو كرَنْغال عنوان روايتها، الصادرة عن غاليمار عام 2014.

    وفي هذا الاقتباس الذي أعده سيلفان موريس عن الرواية الأصلية، يسكن فانسان ديسّيه النص بعمق نادر، وقواه ملتمة داخل جسد ناشف مرن يحاول الإبقاء على توازنه في آخر لحظة على بساط متحرك تحت قدميه، ذلك أن سرده في ممر ذي أرضية زلقة يجد صداه مع الموضوع، أي سباق ضد الساعة، بالدقيقة والثانية، لإنقاذ قلب المتزحلق الشاب الذي لقي حتفه دماغيا كما أسلفنا، وبين وجهات نظر الفريق الطبي وموقف الأسرة، يتنقل ديسّيه بغير انقطاع من سرد الحياة إلى سرد الموت، في توازن مفارق مؤثر، فيمنح النص بعده الإنساني العميق، مستعينا في أدائه بالموسيقي جواكيم لاتارجيه عازف القيثارة والترمبون.

    ويقول المخرج إمانويل نوبليه “أن يتبرع الإنسان بعضو، فذلك معناه مواجهة كل الرموز التي يحمّلها إياه المجتمع، والمعتقدات والأساطير الفردية والجماعية التي تنزّل القلب منزلة خاصة، بخلاف الكلى والرئة مثلا. والمشكل الحساس هنا هو القرار الذي يتخذه أقارب هالك لم يُستشر في حياته، وهو كذلك السؤال الذي يلقى عليهم وهم في حال من اللوعة والأسى، ليعطوا إجابة بعجالة أمام جسد مسجى، هذه الوضعية تطرح في الواقع قضية مجتمعية، أن نهب الحياة، أو الأمل في الحياة، أن نعطي شيئا ثمينا بلا مقابل وبشكل مجهول، هو نوع من الأثرة المطلقة، البطولية والسرية، التي تخالف تماما ما يزفره المجتمع يوميا”.

    مسرحية “سيب صالح” تتصالح مع جمهور المسرح الراقي

    مجلة الفنون المسرحية

    مسرحية “سيب صالح” تتصالح مع جمهور المسرح الراقي

     رابح المجبري :

    لأنه عمل فني جاد في زمن الرداءات الفنية يجمع بين الهزل والجد بأسلوب ساخر ساحر. نال العمل المسرحي سيب صالح استحسان لجنة الدعم المسرحي بملاحظة حسن ويجوب الآن أكثر من منطقة للعرض في تراب الجمهورية معولا على كفاءات جهوية من ولاية صفاقس جمعهم الابداع ووحدهم حب المسرح رغم المردود المادي المتواضع الذي لا يرقى إلى مستواه الفني.
    مجموعة متجانسة تجمع بين الخبرة وطموح الشباب توحدوا جميعا في بيت الجمعية المسرحية بعقارب التي يرأسها الأستاذ محمد الطريشيلي صاحب خبرة السنوات الطوال في الميدان المسرحي.
    مسرحية سيب صالح من المنتظر أن تكون الحدث المسرحي لهذه الصائفة شريطة أن تحظى بما يناسب مستواها الفني من حيث التشجيع والمهرجانات الثقافية التي راهنت عليها ستحقق سبقا فنيا وجماهيريا لأن بهذا العمل المسرحي أسماء أرجلها ثابتة في الخشبة تعمل بلا حساب.
    بقي ان نشير في الأخير أنه لابد للمندوبيات الجهوية للثقافة أن تدعم الجمعيات المسرحية وتقف إلى جانبها فأصحابها يعانون الويلات من أجل أن تستمر وتبدع معولين على قوت عيالهم لتقتات منه أيضا جمعياتهم وما على وزارة الثقافة أيضا إلا التحرك وضخ حد أدنى على الأقل من العم المالي والتشجيع المعنوي لتنسط الجمعيات المسرحية في المدن الصغرى والقرى.


    المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي دورة حسان الحسني .. دعوة للمشاركة في ملتقى «الفكاهة بين التربية والجماليات»

    مجلة الفنون المسرحية

    المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي دورة حسان الحسني

    دعوة للمشاركة في ملتقى «الفكاهة بين التربية والجماليات»


    أعلنت محافظة المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي دورة حسان الحسني الذي سيقام في الفترة من 26 الى 30 نوفمبر 2017، فتح باب المشاركة في الملتقى الذي سيحمل عنوان «الفكاهة بين التربية والجماليات» حيث ينتظر من الباحثين تقديم ورقة المشاركة قبل  15 سبتمبر 2017.
    جاء في ديباجة الملتقى «حرصا من اللّجنة التنظيمية للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي على إثارة مواضيع جادة وعملية تربط بين الفكاهة بهذا المفهوم الشامل، وبين محيطها الاجتماعي والتربوي، والعمل على توظيفها إيجابيا في مؤسساتنا التربوية والتعليمية والتكوينية، فإنّها تلفت انتباه الأكاديميين والباحثين الجزائريين في مختلف الاختصاصات الاجتماعية والنفسية والفكرية والأدبية والفنية، وكذا الممارسين المبدعين، إلى ضرورة ترقية مفهومنا للفكاهة والبحث في سلسلة التقنيات الفكاهية والكوميدية التي يمارسها كتاب الرواية والقصّة والمسرح والسينما وكلّ أشكال العروض، والمهارات الموظفة في استعمال الاضحاك وتوليداته، واعتبارها ضرورة اجتماعية وأداة بيداغوجية من شأنها أن تكون مفيدة وفعالة في العملية التعليمية، مع العلم أن للضّحك أهمية بالغة في تنشئة الطفل وتطوّره على المستوى النفسي والصحي، ومع ذلك ما زالت الرؤية النقدية والجهد التنظيري غافلا عن تقنيات وأسلوب وطريقة المعالجة وكذا الأهمية التربوية والاجتماعية والجمالية للضّحك... «وأما المحاور الكبرى التي سيتناولها الملتقى فهي الفكاهة التاريخ والتحوّلات، الفكاهة كظاهرة اجتماعية (النموذج الجزائري)، الفكاهة وعملية التواصل نظريات الإضحاك، جماليات الفكاهة وتقنياتها وميكانيزماتها (آلياتها).، الفكاهة وسيلة لمقاومة العنف، دور الفكاهة في العملية التربوية، الفكاهة في المقررات التعليمية، تجارب حيّة حول استعمال الفكاهة في العملية التربوية، الفكاهة في المسرح الجزائري بين الحضور والغياب، الفكاهة في السينما الجزائرية، والفكاهة في النصوص الروائية الجزائرية.
     
    ------------------------------------
    المصدر : سعاد شابخ - المحور اليومي

    سفيان بو كموش محافظا جديدا للمهرجان الدولي لمسرح بجاية

    مجلة الفنون المسرحية

    تولى عمر فطموش شؤونه منذ عام استحداثه في 2010

    سفيان بو كموش محافظا جديدا للمهرجان الدولي لمسرح بجاية

    قررت وزارة الثقافة تعيين المدير الحالي للمسرح الجهوي لبجاية، سفيان بو كموش محافظا جديدا على المهرجان الدولي لمسرح هذه الولاية خلفا لسابقه الممثل والمخرج المسرحي عمر فطموش، ويكون خليفة صاحب رائعة «حزام الغولة» أمام تحد كبير خصوصا أن موعد عاصمة «يما قورايا» مع فعاليات هذا الموعد الثقافي الهام لا يفصلنا عنه سوى شهرين فقط.
     
    سيحتاج المسؤول الجديد الذي عينه الوزير عز الدين ميهوبي على رأس محافظة المهرجان الدولي لمسرح بجاية إلى عزيمة كبيرة قصد إنجاح طبعته في هذا العام والتي يرتقب أن تتفتح فعالياتها يوم 16 أكتوبر، كون الحدث الذي نجح فطموش في منحة صبغة عالمية في كيفية تنظيم أنشطته واستقبال الضيوف الأجانب المعنيين بالمشاركة، والتجربة التي أكسبته مختلف الطبعات منه منذ 2010 سيصنع الفارق كثيرا، ولا بد من تظافر الجهود لاجتناب الفشل بعد رحيل فطموش، ولو أنه كان من الأجدر تأخير هذا القرار وعدم اتخاذه قبل شهرين عن بداية الحدث الثقافي المذكور.
    ابن مدينة برج منايل تمكن من تحقيق مصالحة بين سكان عاصمة الحماديين والفن الرابع بما قام به طيلة المدة التي قضاها كمشرف أول على شؤون المسرح الجهوي للولاية، والتي ترك من خلالها بصمة لا تمحى في ذاكرة البجاويين من عشاق المسرح حيث قدم أعمالا كبيرة على غرار مسرحية «العسس» وهي اقتباس لرواية الروائي الراحل «طاهر جاووت» والتي تحمل نفس العنوان، اقتباس ثاني لرواية للمرحوم رشيد ميموني، كما أضاف إبداعات أخرى على غرار «وحوش.كوم» و»فاظمة نسومر». وقد أوضح عمله في مسرح بجاية حين صرح في السابق قائلا «الجمهور يأتي إلى المسرح حين تكون برمجة جادة ومنتظمة. أنا من خلال عملي في بجاية، استطعت تعويد الجمهور على المسرح، حيث أنه أصبح يحتج حاليا إذ لم يجد برمجة يومية للمسرحيات فاضطررنا لضبط  برمجة تتماشى مع رغبة هذا الجمهور.» كان الممثل والمخرج عمر فطموش أستاذا منتدبا لدى مديرية التربية لولاية بومرداس، أستاذ للفرنسية بثانوية برج منايل وجامعة تيزي وزوو، مدير المهرجان الوطني للمسرح المدرسي والأطفال عام 1983، ممثل وزارة الثقافة للمتابعة الأكاديمية للمهرجان الوطني لمسرح الطفل في 2007، كما نظم أول تعاونية مسرحية مختصة في مسرح الطفل، وهو عضو محاضر في اللقاء الدولي لمسرح الأطفال والشباب ببروكسل .
    عين مديرا للمسرح الجهوي «مالك بوقرموح» ببجاية في 2004، وهو عضو دائم وناشط بالمعهد الدولي للمسرح المتوسطي، محاضر في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي ومؤسس ومنشط «أوديسيا» الفنانين المسرحيين البحر الأبيض المتوسط سنة 2001.
     
    ---------------------------------------------
     ز.ايت سعيد - المحور اليومي

    الأحد، 13 أغسطس 2017

    أول مهرجان تطوعي للمسرح والرسم والنقد في الموصل بعد مرحلة داعش

    مجلة الفنون المسرحية


    أول مهرجان تطوعي للمسرح والرسم والنقد في الموصل بعد مرحلة داعش


    في قلب الموصل وبأحد حدائقها العامة اقيم اول مهرجان شبابي تطوعي لنشر الثقافة الفكرية وعرض لوحات فنية ولوحات مسرحية على جمهور كان للنساء دور بارز فيه بعد سنوات من حرمان "داعش".
    المهرجان ابتدأ بعرض لوحات رسمها شباب امام الجمهور ابرزها لوحة للقائد في جهاز مكافحة الارهاب عبدالوهاب الساعدي، لحقتها جلسة نقدية ومن ثم عرض مسرحي.
    وقال يوسف الاعظمي وهو احد منظمي المهرجان لـ"الغد برس" ان "شباباً تطوعوا لإقامة مهرجان ثقافي بعيدا عن ضجيج الحكومة المحلية والمنظمات السارقة للأفكار والجهود"، مبينا ان "حضور الجمهور كان بمثابة كسب للرهن على النجاح".
    وقال الاعظمي ان "المنظمين لم يتوقعوا ان يحضر شباب لمهرجان ثقافي فهم قد يحضرون لاحتفال او اي نشاطات اخرى لكن نشاط يخص النقد والمسرج التراجيدي لم يكن متوقعا".
    وقالت نسمة محمد وهي شابة موصلية لـ"الغد برس" انه "في زمن داعش لم نكن نتوقع ان نخرج ونحضر عروض فنية وثقافية تصورنا كل شيء انتهى مع تدمير آثارنا وتراثنا وكل مبانينا العمرانية، لكننا اليوم نلمس شيء اخر".
    واضافت محمد ان "ما يزيد الامل هو وجود هذه الاعداد المتفرجة الحاضرة للاحتفال وخصوصا النساء".


    --------------------------------------
    المصدر :  نينوى/ الغد برس

    صالون الرصيفة الثقافي يستضيف الفنانة مجد القصص

    مجلة الفنون المسرحية

    صالون الرصيفة الثقافي يستضيف الفنانة مجد القصص


    ضمن برامجها ورسالتها الهادفة لإبراز دور الفنان الأردني في الساحة الأردنية استضافت جمعية أبناء الرصيفة الثقافية/ صالون الرصيفة الثقافي الفنانة والمخرجة المسرحية مجد القصص في اللقاء الشهري رقم (36).
    بدأت فعاليات الجزء الأول من اللقاء والذي قدمه الأديب أحمد زهدي عرموش بافتتاح المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية ندى الطاهر، حيث قامت الفنانة مجد القصص يرافقها رئيس الجمعية ومؤسس صالون الرصيفة الثقافي عمر قاسم أسعد وبعض المهمين بالحركة الفنية بالاستماع لشرح حول لوحات المعرض، وبعدها كان الشعر حاضرا من خلال القاء قصائد متنوعة من قبل الشعراء: محمد رمضان الجبور، الدكتور محمد السماعنة، الأديب قاسم الشرقاوي، الدكتور عبد الكريم الملاح، والشاعرة النبطية مريم أبو عمارة، كما شارك الناقد محمد المشايخ أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين بتقديم قراءة نقدية لمجمل القراءات الشعرية.
    وفي الجزء الثاني الذي قدمه مؤسس الصالون ويرافقه الناقد المشايخ تم تقديم الفنانة والمخرجة المسرحية مجد القصص من خلال تناول سيرتها الذاتية/ ثم تحدثت القصص عن بداياتها في مسرحية «وبعدين» على مسرح الجامعة الأردنية – حيث تم اكتشافها من قبل الفنان الكبير زهير النوباني براتب مقداره (17) دينارا، تحدثت عن مدى التزامها بفنها لإيصال رسالة فنية وثقافية جادة وملتزمة للمشاهد الأردني والعربي لأنها فنانة ملتزمة بقضايا الأمة العربية وان أي عمل مهما كان لا يمكن أن يكون بمعزل عن القضايا العربية ومحورها فلسطين، وأضافت إنها قدمت لغزة والقدس وهي من خلال المسرح تقدم أكثر لان المسرح لا يخضع لرقابة وقيود قياسا على ما تتعرض له المسلسلات او الأفلام، وأضافت: المسرح هو المتنفس الحقيقي لي كفنانة ومخرجة، ولذلك ما زلت أكمل رسالتي من خلال عملي في الجامعة الأردنية وأسعى لتخريج جيل يحمل ذات الرسالة، الدراما الأردنية بشكل عام والمُنتَج الأردني بكل أشكاله الفنية بشكل خاص تمت محاربته وإقصائه عن الساحة العربية نظرا لموقف سياسي رغم انه بإمكاننا تقديم أعمال أقوى وأفضل من كل الأعمال العربية الأخرى نظرا لأننا نمتلك فنان حقيقي ولكن الإمكانات تقف حائلا، وأضافت القصص أنها وظفت علمها الأكاديمي في (فيزياء الجسد) في الحركة المسرحية ومن الجميل أنه لقي قبولا من الجمهور وبدا ذلك جليا في مسرحية (بوابة رقم 5)، وأضافت أن كل فنان هو عبارة عن لون وأنا كمخرجة أقوم بتجميع الألوان لإنتاج لوحة جمالية تعبر عن أي عمل. وإلى هنا انتهى حديث الفنانة لتبدأ مداخلات الجمهور وطرح الأسئلة وقد دار حوار ايجابي بناء كان معظمة حول دور الفنان والمعيقات التي تواجهه ودور النقابة.

    -------------------------------------------
    المصدر : الدستور 

    «أوركسترا».. مسرحية جديدة للمخرجة مجد القصص

    مجلة الفنون المسرحية

    «أوركسترا».. مسرحية جديدة للمخرجة مجد القصص


     عمان - الدستور - خالد سامح

    واكبت «الدستور» تحضيرات المخرجة المسرحية مجد القصص لمسرحيتها الجديدة «أوركسترا» وهي من تأليف الروائية سميحة خريس وتمثيل كل من: زيد خليل، نهى سمارة، بيسان كمال، سارة الحاج، دعاء العدوان، ميس الزعبي، وصمم رقصاتها آني قوره ليان كما وضع موسيقاها التصويرية محمد طه وشارك فيها غناءً وعزفا على الجيتار الفنان يزن أبو سليم، ومساعد المخرج محمد العشى، وهي من إنتاج فرقة المسرح الحديث بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى والمركز الثقافي الملكي.

    وتتواصل البروفات والتحضيرات التي انطلقت قبل أسابيع في المركز الثقافي الملكي حيث تعرض المسرحية على مسرح هاني صنوبر ولمدة عشرة أيام اعتبارا من الخامس والعشرين من شهر أيلول القادم.
    تدور المسرحية حول واقع المرأة العربية وبحثها الدائم عن الأمن والكرامة بما يحقق كينونتها كأنثى لها دور فاعل في المجتمع، المرأة في المسرحية تعكس صورة أوطاننا العربية بصورة عامه حيث البؤس والشقاء والحرمان وغياب العدالة وانتظار فرصة للنجاة قد تأتي أو لاتأتي، ففي المسرحية نماذج نسائية مختلفة: امرأة خانها زوجها، وأخرى تبيع جسدها، وثالثه عاقر، ورابعه تنتظر زوجها الذي فقدته منذ 70 عاما في حرب العام 1948 وهي مازالت حاملا طيلة هذه الفترة، يلتقين في ملجأ للعجزة ويدور بينهن صراع شرس نتيجة للأزمات النفسية والواقع الاجتماعي البائس اللائي يعانين منه.
    تقول المخرجه مجد القصص ان عملها الجديد يختلف عن معظم أعمالها التي قدمتها خلال السنوات الماضية والتي اتكأت بصورة رئيسية على «فيزيائية الجسد» ولغته المتعددة المستويات، حيث أشارت في حديث للدستور أنها حاولت في العمل الجديد منح الغناء والموسيقى والحوار مساحة أكبر بينما تقلص نصيب لغة الجسد في العمل بعكس أعمالها السابقة وذلك من باب التنويع كما قالت وخوض تجربة المسرح الغنائي بما يحمل من رسائل فكرية وجمالية.
    كما عبرت القصص عن بالغ سعادتها للتعاون مع الروائية سميحة خريس للمرة الأولى، وكانت قبل ذلك قد قدمت مسرحيات من تأليف قاصين وروائيين أردنيين وأعادت تكييف نصوصهم لعرضها على المسرح ومنهم مفلح العدوان وليلى الأطرش وآخرين.
    يذكر أن مجد القصص حاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية العام 1979، وبكالوريوس إخراج وتمثيل من جامعة اليرموك العام 2003، والدبلوم العالي في lفيزيائية الجسد مسرحيا من جامعة لندن العام 2004.وهي عضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية العربية ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها، والتي أهمها « شكسبير صوفيا» ، « الحب في زمن الحرب»، « بوابة رقم 5» ، «بلا عنوان»، وغيرها من الأعمال.

    مسرح الخليج العربي: عبدالحـسين علامة مضيئة

    مجلة الفنون المسرحية



    مسرح الخليج العربي: عبدالحـسين علامة مضيئة


    نعى مجلس إدارة وأعضاء فرقة مسرح الخليج العربي، وفـاة الـفـنان الراحل الكبير عـبـدالــحـسـين عبدالرضــا، وقال في بيان النعي: فقدت الساحة الفنية الكويتية بوفاة عبدالحسين عبدالرضا فناناً متعدد المواهب، فقد كان ممثلاً ومؤلفاً ومؤدياً لبعض الأوبريتات الغنائية التي قدمها الى التلفزيون وأثبت من خلالها قدرة فنية على التفاعل مع قضايا مجتمعه، ويظل الفنان الراحل عبد الحسن عبد الرضا، علامة فارقة ومميزة لمسيرة الفن في الكويت وبالذات من خلال أدواره ومسرحياته التي قدمها، وقد حققت موهبته الفنية له شهرة تخطت حدود الكويت إلى الدول الخليجية الشقيقة والدول العربية الشقيقة أيضاً، حيث حصل على عدة تكريمات في مهرجانات فنية في القاهرة وتونس وغيرهما من العواصم العربية وبالأخص عواصم دول مجلس التعاون الخليجي.
    وختم المسرح العربي بيانه بالقول أن أعمال الفنان عبدالحسين عبدالرضا الفنية للمسرح والتلفزيون علامة مضيئة في مسيرة الفن في الكويت، يستدل من خلالها فنانو الأجيال الشابة الجديدة ويستفيد منها الكتاب والنقاد و المؤرخون الذين سيتابعون سيرته الفنية منذ البداية وحتى النهاية.

    -------------------------------------
    المصدر : القبس 

    مسرحية "رسالة انتحار "من فلسطين

    مجلة الفنون المسرحية

    مسرحية "رسالة انتحار" من فلسطين 

    بيان الأمين العام الأمين العام للهيئة العربية للمسرح لنعي الفنان عبد الحسين عبد الرضا

    مجلة الفنون المسرحية

    بيان الأمين العام الأمين العام للهيئة العربية للمسرح لنعي الفنان عبد الحسين عبد الرضا
    إلى أفراد عائلته الصغيرة.
    إلى أفراد عائلته الكويتية و العربية
    إلى أفراد عائلته الكبيرة من المسرحيين على امتداد الأرض
    في رحيل الفنان الكبير المبدع عبد الحسين عبد الرضا، نجد أنفسنا موحدين في الألم، تماماً كما كنا موحدين في الضحكة و البسمة و حبه.
    يرحل جسد عبد الحسين عبد الرضا، محمولاً على تلويحات أكف الملايين من محبيه على امتداد الوطن العربي، يرحل في زمن صار للرحيل معنى غير رحيل الأعزاء، يرحل عبد الحسين راضياً مرضياً، لأنه لم يخن الناس التي أحبته، لم يخن المهنة الأنبل التي اختارها هوية له، رحل.. و لا أحد يسأل من محبيه عن نفوذه، عن أملاكه، بل يتحسس محبوه قسمات وجوههم ليتأكدوا أنهم ما زالوا قادرين على الابتسام بعد رحيله، يتحسسون نبض قلوبهم ليتأكدوا إن كانوا يستطيعون الضحك من أعماق القلوب بعده، هكذا يرحل الفنان جسداً، و هكذا يخلد في ذاكرة محبيه و يورثونه لمن يأتي بعدهم، و هكذا يا أبا عدنان، يرحل محبوك برحيلك، و تبقى أنت منارة و ذاكرة ناصعة في صفحات أيامنا، فإذا كان هتاف إرحل قد شق الصدور و الحناجر ليرحل من صنعوا الظلام في الحياة، فإن قلوب محبيك تقول من أعماقها (لن ترحل)، لإنك نسيج من إبداع، و الإبداع باقٍ، (نحن كبشر زائلون، و يبقى المسرح ما بقيت الحياة).
    الأمين العام للهيئة العربية للمسرح
    اسماعيل عبد الله

    مسرح الحرية يطلق نادي التمثيل للأطفال في مخيم جنين

    مجلة الفنون المسرحية

    مسرح الحرية يطلق نادي التمثيل للأطفال في مخيم جنين


    أطلق مسرح الحرية يوم  الثلاثاء 1آب نادي التمثيل للأطفال في مقره في مخيم جنين، وبانضمام مجموعة من أطفال المخيم افتتح أمس النادي، وبإشراف وتدريب خريجي مدرسة مسرح الحرية؛ رنين عودة، وأمير أبو الرب.
    نادي التمثيل في مسرح الحرية يضم أطفال من مخيم جنين من سن 8 وحتى 12 سنة، فيه سيفتح المسرح مساحات آمنة للعب والتعليم من خلال الدراما والتمثيل، فخلال اللقاء الأول تم التركيز على تدريبات وألعاب تكوين المجموعة وخلق التئام وتوافق بينها للعمل بروح الفريق خلال الفترة القادمة، بالإضافة إلى نشاطات وألعاب للترفيه ومحاولة إسعاد الأطفال، في محاولة إلى إدراج هؤلاء الأطفال في بيئة ومجال التدريب المسرحي والدرامي بطرق عملية تسعى إلى خلق إنسان لا يضطر للخوف من التعبير بحرية عن نفسه ومجتمعه من خلال الفن والمسرح، كونه مكان لإنشاء الفن، ذاك الفن الذي يجمع جمال وحزن العالم في بقعة صغيرة ضيقة تتسع بأحلام وأفكار من يصنعها.
    المدرب أمير أبو الرب، والذي أنهى دراسته في مدرسة المسرح هذا العام، يعبر عن سروره بانضمامه كمدرب في نوادي التمثيل في المسرح، ويقول إن هذه التجربة الجميلة له تذكره بفيلم “أولاد آرنا”، الدرس الأول له في مدرسة المسرح، ويضيف أن هذه النوادي بانطلاقها من جديد هي محاولة للبحث مجددا عن أولاد آرنا، كأطفال يكبرون وينتمون إلى هذا المكان ويتعلمون الحياة والحرية على خشبة مسرح تفتح آفاقا واسعة للخيال والإبداع والابتكار، ويضيف انه من خلال العمل في مثل هذه النوادي يسعى إلى التركيز على البحث عن الهوية والكيان والكينونة للفرد كمحاولة لخلق فرد حر قادر على الحياة بحرية.
    أما المدربة رنين عودة تتحدث عن هذه التجربة التي تصفها بأنها تجربة خيالية على الصعيد الشخصي كونها فتحت لها بابا في عالم التدريب، مما عزز ثقتها بنفسها وبإمكانياتها، وعلى الصعيد العملي فرنين ترى أن هذه التجربة تزيد رصيد الخبرات والمهارات لديها، وتضيف أنها خلال العمل في هذه النوادي تسعى دائما إلى زرع الحب والثقة داخل أرواح وقلوب الأطفال ومن هنا سينطلقون نحو العمل في جميع مجالات حياتهم.
    ومن الجدير بالذكر أن مسرح الحرية كان قد أطلق نادي تمثيل للشباب في بلدة الزبابدة في منتصف الشهر المنصرم، والآن ينهي استعداداته لإطلاق نادي جديد في يعبد.
    السكرتير العام لمسرح الحرية مصطفى شتا يقول:” أن المسرح باطلاقه لمثل هذه النوادي يحاول نشر ثقافة المسرح وتعزيزها، ودور الممثل في المجتمع كونها مهنة خلاقة وسامية كبقية المهن لها دور كبير على الصعيد المحلي والعالمي وفي جميع المجالات”، ويضيف شتا في السياق ذاته تعتبر هذه النوادي رحلة بحث واكتشاف يقوم بها مسرح الحرية عن الشباب الموهوب في مجال المسرح كون مدرسة المسرح ستفتح أبوابها في بداية العام القادم 2018، وبهذه الرحلة يكون المسرح قد بنى اختياره لطلاب المرحلة القادمة بدقة وبعناية.

    --------------------------------------------
    المصدر : مسرح الحرية 
    تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption