أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 19 يناير 2019

العرض المسرحي العراقي “سبايا بغداد”: كثافة الدلالة الايحائية للذات النسوية المقهورة

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي العراقي “سبايا بغداد”:  كثافة الدلالة الايحائية للذات النسوية المقهورة

مروان ياسين الدليمي - القدس

مع مطلع العام الجاري استقبلت خشبة المسرح الوطني في العاصمة العراقية بغداد عرضا مسرحيا بعنوان “سبايا بغداد” من تاليف وإخراج عواطف نعيم، وأقدم على إنتاجه محترف بغداد المسرحي بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية.

إن المتابع للحركة المسرحية في العراق يدرك جيدا ان مسيرة المخرجة عواطف نعيم تحمل نسقا فنيا قائما على التواصل الحيوي مع البيئة العراقية في مجمل أعمالها التي قدمتها بما تحمله من علامات إنسانية تنتمي إلى نماذج دالة في الحياة اليومية، ولعل نسق تجربتها يرتبط بشكل وثيق مع توليفة فنية كان يحرص على تقديمها عدد من الفنانين الرواد في أعمالهم مثل يوسف العاني وقاسم محمد وابراهيم جلال وسامي عبد الحميد، وذلك من خلال الالتزام بمعطيات الحياة الشعبية وابراز شخصياتها، والمتابع لتجربتها لابد ان يتوصل إلى نتيجة مفادها أنها قد تموضعت في افقها الفني ضمن خصوصية تجارب اولئك الرواد ومعاييرهم الفنية، لأنها عملت معهم كممثلة منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي.

حكاية العرض

العرض في متنه الحكائي يتحدث عن نماذج من النساء العراقيات، لكل واحدة منهن حكايتها الخاصة والمؤلمة من بعد ان وقعت ضحية في أيدي تنظيم “داعش” الإرهابي، فأصبحن جميعا سبايا يبحثن عن فرصة الخلاص واسترداد حريتهن وكرامتهن وشرفهن. واختيار عواطف نعيم لموضوع السبي، بما يتركه من وقع قاس على الذات العراقية يأتي في إطار التزامها كفنانة ازاء القضايا التي توشم مجتمعها بآثار بليغة ليس من السهل محوها وتجاوز أبعادها سواء على المستوى النفسي أو من ناحية ما تفرزه من مخلفات فكرية على الأجيال اللاحقة. فجاءت محاولتها في إطار الكشف عن تداعيات هذه التجربة التي عاشتها المرأة عموما أثناء سيطرة “داعش” على مناطق واسعة من العراق.

المرتكز الفني الرصين الذي تشكلت على أسسه شخصية الفنانة عواطف نعيم منحها الأدوات الفنية التي تستطيع من خلالها اقتحام عوالم غريبة وموحشة تتبلور في ثناياها مناطق معتمة في الذات الإنسانية، وهنا يتجلى محور الفن المسرحي وجوهره حيث يعتمد في منظومته المرئية والسمعية على بناء مشهدية قائمة على ما تسرده لغة الفعل الجسدي بما يحمله من ايحاءات وطاقات تشفيرية قبل الكلمات، بذلك تكتسب التجربة المسرحية حضورها من حضور الشخصية وفعاليتها الدرامية على الخشبة، وكل ذلك في سبيل الأخذ بها إلى منطقة جمالية تخضع فيها إلى التفكيك والتركيب والتأويل ضمن إطار تجربة فنية تتجلى بايحاءاتها ودلالاتها على الخشبة.

الحديث عن هذا العرض لابد ان يقودنا للتوقف أمام عنوانه، فقد جاء اختيار العنوان “سبايا بغداد” في إطار الأخذ بموضوعة المسرحية إلى دلالة وطنية، تأكيدا على ان تجربة السبي لم تكن مقصورة بنتائجها وقسوتها وبشاعتها على النساء الإيزيديات اللواتي وقع عليهن الشطر الأعظم من هذه الجريمة، بذلك شاءت عواطف نعيم ان تكون مسألة النساء المسبيات قضية عراقية،لانها تمتد بتأثيرها الكارثي على المجتمع العراقي برمته، وهنا تتجلى أهمية العمل الفني لانه يحيل الخاص إلى العام.

المعالجة الفنية

في مثل هذه الأعمال التي تتناول حدثا راهنا عادة ما تسقط المعالجة الفنية في ملفوظات التناول السطحي، إذ غالبا ما يعجز المؤلف في التوغل عميقا خلف واجهة الأحداث وسطورها الظاهرة بالشكل الذي يصبح فيه عمله عاجزا عن الالمام بكافة أوجه الحدث من كافة الزوايا، بذلك يفقد موضوعيته في التناول، إلاّ ان عواطف نعيم بما تمتلكه من خبرة سواء في التأليف أو الإخراج توفقت كثيرا في النأي عن منطقة الخطاب الفني المباشر، وانزاحت معالجتها باتجاه التركيز على المشاعر والأحساسيس الذاتية التي تترسب في داخل الضحية من بعد ان تقع في اشتباكات تجربة السبي بكل مرارتها وتوحشها، وهذا الاقتراب من شحنة العواطف دفع بالعرض المسرحي إلى ان يختزل المسافة ما بينه وبين المتلقي وربما حمَّلهُ جرعة قوية من مشاعر التعاطف والتفاعل مع الشخصيات.

من حيث البناء السينوغرافي للعرض الذي استحوذ على جانب كبير من الرؤية البصرية فقد اعتمد المصصم علي السوداني على مفردات بسيطة ومعدودة، وبذلك لم يثقل الفضاء المسرحي بما ليس ضروريا، وهذا بالتالي منح مساحة واسعة من الحرية أمام المخرجة حتى تملأه بالفعل الجسدي ليكون مفردة تعبيرية طاغية في إيصال كثافة المشاعر. وقد اكتفى مصمم السينوغرافيا في بناء الصورة البصرية لخطاب العرض بالاعتماد على أشرطة من قماش ذات لون أبيض، أوجدت تقاطعات حادة كانت توحي بعالم مسوّر بالقضبان، وبنفس الوقت منحت بعدا لونيا متضادا مع لون السواد الذي خيم على الفضاء المسرحي، فكان لكثافة اللون وحضوره واختزاله باللونين الأسود والأبيض امكانية ان يرسم مناخا عاما مشبعا بخيلط من التوتر والتعارض الحاد بين عالمي متناقضين، عالم السبايا بما يحملنه من ذاكرة معبأة بتفاصيل جميلة تعود إلى ماض مفعم بالحرية وسط الاهل والأولاد، وبين عالم موحش كئيب بعد ان أصبحن سبايا فاستحالت حياتهن إلى بقعة سوداء مثلما هو لون الثياب الذي غطى جميع النساء تحت حكم التنظيم، ولم يستخدم المصمم أي لون آخر سوى ضربات من اللون الأحمر بعد ان يتعرضن النساء المسبيات إلى تجربة الاغتصاب.

حضور الصوت النسوي

الأجمل في هذا العرض المسرحي اعتماده على مجموعة من الممثلات ينتمين إلى أجيال مختلفة تتنوع فيها خبراتهن الأدائية، فعلى سبيل المثال نجد الممثلة سمر محمد وسوسن شكري ويشير تاريخ بدايتهما إلى مطلع سبعينيات القرن الماضي، ووقفت إلى جانبهما بقية الممثلات اللائي ينتمين إلى الأجيال الجديدة بالقياس إليهما، مثل: بيداء رشيد وشيماء جعفر وايمان عبد الحسن وريتا كاسبر، وهذه إشارة جميلة تمنح بصيصا من الأمل تحت وطأة تراجع كبير في الحضور النسوي في المسرح العراقي خلال الأعوام الأخيرة خاصة في العروض الجادة.

ومن الناحية الاخراجية بقدر تعلقها بمهمة المخرج ووظيفته في استثمار الطاقات الأدائية للممثلين، كان من الواضح ان عواطف نعيم ولكونها امرأة إضافة إلى خبرتها الاخراجية المتراكمة، قد وجدت نفسها أمام فرصة كبيرة في ان تستثمر امكانات معطلة في تقنيات الممثلة العراقية خاصة وان خمسة ممثلات يقفن أمامها، وغالبا ما تكون المرأة الأقرب في فهم واستيعاب دواخل المرأة، وبذلك وجدنا عنصر الأداء قد اكتسب حضورا مؤثرا، وهذا يعود بلا شك إلى ان مجس المخرجة قد تمكن من لمس أغصان خضراء في قدرات الممثلات المشاركات. وفي هذا السياق لابد ان نشير إلى مسألة تبدو واضحة في تاريخ المسرح العراقي الحديث، حيث لم تمنح للعنصر النسوي ما يستحقه من فرص، بمعنى لم تعط للممثلات فرصة المشاركة بعروض مسرحية تعتمد بشكل أساسي على الشخصيات النسائية ليسمى العرض بالتالي بأسمائهن، ولعل فضل هذا العرض “سبايا بغداد” انه يعيدنا إلى تجربة مسرحية مهمة حملت عنوان “بيت برناردا البا” للكاتب الاسباني فدريكو لوركا، كان قد أقدم عليها المخرج الرائد سامي عبد الحميد في سبعينيات القرن الماضي وأعادها بطاقم آخر من الممثلات في الثمانينيات، اعتمد في تقديمها على مجموعة من الممثلات العراقيات، وكذلك عرض آخر بعنوان “ترنيمة الكرسي الهزاز” للمخرج عوني كرومي اعتمد فيه على ممثلتين أساسيتين انعام البطاط واقبال نعيم، واكتسب العرض في حينه تألقا وأهمية لدى الوسط الفني والجماهيري.

الجمعة، 18 يناير 2019

في ختام التظاهرة المسرحية العربية الكبرى .. مهرجان المسرح العربي 2019 ينجح بامتياز بدورته ال11 في القاهرة ليحط الرحال بدورته ال12 في2020 في الأردن

مجلة الفنون المسرحية


في ختام التظاهرة المسرحية العربية الكبرى .. مهرجان المسرح العربي 2019 ينجح بامتياز بدورته ال11 في القاهرة ليحط الرحال بدورته ال12 في2020 في  الأردن

غنام غنام:  المهرجان قدم الكثير من المتعة وتحول إلى مؤسسة مسرحية والقاهرة أعطت زخما استثنائيا للمهرجان 
الفعاليات تمت تغطيتها عبر 60 صحيفة بينها (المواطن) وموقع إليكتروني و 15 و تليفزيونية متابعة إخبارية  لمئات الصحفيين
المسرحيون العراقيون أكدوا حضورا فاعلا ومتميزا يليق بتاريخ ومنجز المسرح العراقي محليا وعربيا ودوليا

 القاهرة – عبد العليم البناء

على وقع النجاحات المتواصلة والمؤطرة بالابداع التي انجزها وصاغها فريق متناغم ومتجانس بمعرفة تامة لاهمية الدور والمكانة ونبل الهدف والرسالة اختتمت مساء أمس الخميس في القاهرة التي احتضنها المسرح الكبير في دار الاوبرا المصرية الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية برعاية كريمة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الاعلى لدولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للهيئة العربية للمسرح بمشاركة اكثر من 650 مسرحيا عربيا واجنبيا قدموا عصارة ابداعهم وعطاءاتهم المتنوعة من أجل ( مسرح عربي جديد ومتجدد) على مدى سبعة أيام بنهاراتها ولياليها امتدت من العاشر الى السادس عشر من شهر كانون الثاني (يناير)2019 وعبر مختلف الفعاليات والانشطة والعروض والمؤتمرات الفكرية والجلسات التعريفية والتطبيقية والنقدية اولاتفاقيات والمعارض والاصدارات المتنوعة فكانوا جميعا ينشدون ويصوغون بحراكهم وتفاعلهم المتواصل سيمفونية الجمال والابداع والحب .
مشاركة فاعلة للمسرحيين العراقيين 
وكما هو ديدنهم استطاع المسرحيون العراقيون وباتساق مع اقرانهم من الاشقاء العرب ان يؤكدوا حضورا فاعلا ومتميزا يليق بتاريخ ومنجز المسرح العراقي محليا وعربيا ودوليا عبر مشاركاتهم وحضورهم في مختلف محاور ومجالات العمل والفعل والعطاء في المهرجان سواء عبر العرض المسرحي المتميز شكلا ومضمونا ( تقاسيم على الحياة ) لجواد الاسدي وفريقه الجميل الذي قدم رائعة مسرحية عراقية فريدة أثارت الجدل الابداعي وربما تفوقت على معظم ماعرض في المهرجان من مسرحيات عبر مساراته الثلاثة.
وامتدت المشاركة العراقية الفاعلة الى كتابة النصوص المسرحية المتنوعة والمهمة التي قدمتها لهم فرق عربية مهمة وعريقة وجدت فيها حمولات فكرية وابداعية عميقة ومؤثرة كما حصل مع نص الكاتب الكبير المعلم الراحل قاسم محمد ونصه ( المجنون) للامارات ونصي الكاتب المتألق عبد الاميرشمخي (الرحمة) للكويت و(نساء بلاملامح) للاردن وكذلك مع الكاتب الشاب حميد قاسم ونصه (النافذة) للاردن.
 ناهيك عن المشاركة المميزة في لجان تحكيم مسابقات المهرجان وأولاها مسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان القاسمي لافضل عمل مسرحي عربي لعام 2019 وكذلك الناقد الجمالي الكبير الدكتور عقيل مهدي  يوسف في لجنة تحكيم المسابقة العربية للبحث العلمي للشباب بنسختها الثالثة والدكتور حسين علي هارف في لجنة تحكيم مسابقة النص الموجه للصغار.
وكان من بين ابرز المشاركين في هذه الدورة الباحث التوثيقي المتميز الدكتور علي الربيعي الذي استطاع أن يعكس جهوده المعروفة في التوثيق محليا ليوجهها باتجاه المسرح المصري واحتضنتها الهيئة العربية للمسرح لتقدم له ثلاثة اصدارات أثنى عليها الجميع وفي مقدمتهم نظراؤه من الباحثين في تاريخ ومنجز المسرح المصري وجاءت ضمن أحد عشر كتابا مسرحيا أصدرتها الهيئة العربية للمسرح لتكون إسهاما فكريا مضافا يتناغم مع المحور الفكري الذي اختارته إدارة مهرجان المسرح العربي عنوانا لدورته الحادية عشرة والتي تدور حول المسرج المصري لمناسبة انعقادها في القاهرة تحت عنوان (نقد التجربة – همزة الوصل  المسرح المصري في نصف قرن 1905 – 1952).
وفي مؤتمر صحفي أداره الدكتور يوسف عايدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح  كشف الدكتورعلي الربيعي أنه عكف على دراسة المسرح العربي لأكثر من ربع قرن وأخرج 17 كتابا.وحول إصداراته عن المسرح والفرق المصرية قال الربيعي إنه تابع زيارات الفرق المصرية للعراق ودرس تواريخها وما قدم عنها في مئات من المصادر التي اتيحت له، ومن هذه الزيارات ذكر زيارة فرقة عبد النبي محمد " كشكش بيه" وشقيقه عطية أمين عطية وكذلك زيارة فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي، ويوسف وهبي، مشيرا إلى أنه أصدر حول تلك الزيارات عدة كتب كان أولها كتابه " الأجواق المصرية التي زارت  العراق" كما تناول  زيارات فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي ويوسف وهبي في كتب مستقلة وهي التي صدرت عن الهيئة العربية للمسرح ضمن إصدارات هذه الدورة.
وأشار إلى انه تناول كل ما كتب عن تلك الزيارات من مقالات ومعالجات نقدية، وما نشر عنها من متابعات إخبارية، فضلا عن ما اقيم مع أعضاء الفرق من لقاءات وحوارات ، وأشار الربيعي إلى أن جورج أبيض قدم أكثر من مائة عرض في العراق، وأنه أول من اشرك شبابا من الممثلين العراقيين في عروضه.وأضاف: زارت فرقة فاطمة رشدي العراق ثلاث مرات أعوام 29 ، 32 ، 1936 وكرمها ملك العراق وقتئذ، كما أنها جابت مدن العراق شمالا وجنوبا.أما عن فرقة يوسف وهبي فذكر الربيعي أنها زارت العراق ثلاث مرات أيضا سنوات 32، 36، 1954 ، وأن تلك الزيارات قد حظيت بمتابعة إعلامية ونقدية كبيرة.وأشار إلى أن الكتب الثلاثة التي أصدرتها له الهيئة العربية للمسرح عن الفرق المسرحية المصرية تشير بشكل قوي إلى أن مجئ الفرق المصرية إلى العراق عمل على تفعيل الحركة المسرحية والنقدية في العراق . 
وامتدت هذه المشاركة الى حضور قوي وفاعل للمسرحيين العراقيين في مختلف الفعاليات والانشطة لاسيما الجلسات النقدية والتعريفية وقد قدم الباحث والناقد العراقي فاضل الجاف تعقيبا نقديا مهما عن العرض الاردني ( النافذة) الذي اخرجته الدكتورة مجد القصص عن نص للكاتب العراقي مجد حميد عالج فيه صراع الانسان مع عالم موبوء بالتناقضات الحادة.
وإن كنا ننسى فلن ننسى تلك المداخلات الرصينة والجميلة والمعبرة والهادفة التي قدمها الناقد الجمالي الدكتور عقيل مهدي يوسف بما عرف عنه من مهنية وعلمية ومبدئية في طروحاته الفكرية والفلسفية والجمالية التي تضيء دوما تجارب المبدعين المسرحيين العراقين والعرب وتعمل على تأثيث رصين لجماليات ومباديء عروضهم هنا وهناك وكذلك مداخلات الاساتذة حسين علي هارف وجبار خماط وعلي الربيعي وعبدالعليم البناء وطه رشيد وغيرهم .
 وتوج كل هذا الحراك الابداعي والجمالي العميق وهذه المشاركة الواسعة وربما غير المسبوقة بتوقيع الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح والفنان الدكتور جبار جودي نقيب الفناين العراقيين، اتفاقية تعاون الثلاثاء الماضي 15 كانون الثاني يناير2019 وهو تاريخ لن ينسى وشكل علامة فارقة في مسار التعاون بين الهيئة العربية للمسرح ونقاابة الفنانين العراقيين ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة .
وقال عبدالله في مؤتمر صحفي إبالمناسبة أنه وفقا للاتفاقية سترعى الهيئة إقامة مهرجان وطني بدولة العراق في تشرين الاول أكتوبر المقبل.وأضاف: لم تتوقف مسيرة دعم الشيخ سلطان القاسمي للمسرح العربي، منذ انطلاق اعمال الهيئة، في 2007 عندما القى سموه كلمة اليوم العالمي للمسرح .وتابع : كان العراق وستظل معينا خصبا للإبداع والمبدعين، الذين طالما اثروا الحياة الثقافية العربية ، ونحن في الهيئة نتشرف بانضمام العراق لبرنامجنا لدعم إقامة مهرجانات وطنية وفعاليات مسرحية في البلاد التي لا يوجد بها مثل هذه الأنشطة والفعاليات.
وقدم جبار جودي نقيب فناني العراق الشكر للشيخ القاسمي وللهيئة العربية للمسرح ، لدعمها المستمر للحراك المسرحي العربي .وكشف عن تواصل الاتصالات مع الهيئة ، وعقد العديد من الاجتماعات حتي تبلورت الاتفاقية في شكلها النهائي.وأعرب جودي عن أمله في ان يكون المهرجان العراقي المدعوم من الهيئة والذي تبدأ فعالياته في 24 تشرين الاول أكتوبر المقبل استثنائيا بتضافر جهود كل المسرحيين العرب  وأن يسهم في إعادة بغداد لموقعها علي خارطة الحياة الثقافية العربية .
المشاركات العربية الاخرى 
وتواصلت عروض الأعمال المسرحية العربية في إطار مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 11، حيث قدمت مسرحيات (اعمل نفسك ميت)، و"الحادثة"، و"جنونستان"، و"ذاكرة قصيرة"، و"رحمة"، و"عبث"، و"قمرة 14"، و"ليلك ضحى"، و"نساء بلا ملامح"، والتي تميزت برؤى وأفكار تعكس الأجواء المجتمعية العربية وناقشت تحدياته في مواجهة التطرف والإرهاب وتراجع سقف الحريات والأوضاع المأساوية للمواطن نتيجة التردي الفكري والثقافي.
وفي هذا السياق قدم العرض الاماراتي (ليلك ضحي) الذي كان من تأليف واخراج الفنان غنان غنام الذي عرف بابداعاته المسرحية المتعددة على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود من الزمن الذي اشتبك مع كابوس الارهاب الداعشي كاشفا عن خطورة ما تواجهه القوى الناعمة من فنون جراء هذا الارهاب. واكد غنام غنام في حديث بالمؤتمر التعريفي للمسرحية :إن النص يمشي في حقل ألغام، إلا أنه يمشي بدقة ويحوم حول تلك الألغام الموقوتة دون أن ينفجر فيه أحدها إذ على المبدع أن يمتلك الوعي الذي يؤهله لأن يكون مشروعا مبشرا، ومنارة تهدي من يأتي بعده ليسير على خطاه وليس مشروعا استشهاديا يتسبب عمله الفني في مقتله.وأضاف أنه توقف كثيرا لتأمل ظاهرة الإرهاب وفكر في كيفية تقديمها ومواجهتها فنيا، حتى سنحت له الفرصة حينما قرأ خبر في إحدى الجرائد حول انتحار زوجين سوريين قبل دخول داعش بلدتهم، هربًا من الأسر وإنقاذا للزوجة من الإغتصاب، وقبل وفاة الزوج كتب رسالة تشرح أسباب الانتحار، وهو ما دفعه ــ غنام ــ لصياغه هذه القصة فى عمل مسرحي وبالفعل أنجزه في عام واحد، وأرسله إلى مسابقة الكتابة في الأردن قبل إغلاق باب التقديم بيومين، وكانت المفاجأة أن النص فاز بالجائزة الأولى مناصفة.
وتوقف عرض "جنونستان" عند عالم عالم الفساد والدكتاتورية باسلوب جمع مابين المسرح الاستعراضي والغنائي والسياسي ويتحدث عن دولة افتراضية خيالية لا تمت بصلة للواقع تمتلئ بالفساد والديكتاتورية من خلال الكوميديا السوداء وان الفاسد أو الديكتاتورلا يكون بالقضاء عليهما لأنهما يمتدان ويتناسلان في الواقع إنما يتم القضاء على الديكتاتورية وكل مظاهر الفساد بتغيير ثقافتنا بمحاربة الديكتاتور والفاسد الموجود داخل كل واحد فينا. 
 في حين توقف عرض "الحادثة" لمؤلفه لينين الرملي وإخراج عمرو حسن عند فكرة القهر وصياغة علاقة القاهر بالمقهور وأخرج هذا النص المخرج عصام السيد وقام بالتمثيل معه كل من النجمين أشرف عبدالباقي وعبلة كامل.
حصاد المهرجان 
وشهد المهرجان في يومه الاخير مؤتمرا صحفيا حصاد الدورة الحادية عشرة وقال د. يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح إن ما قدم في هذه الدورة من المهرجان العربي للمسرح جعله يفكر في ضرورة توثيق التجارب المسرحية في كل الأقطار العربية تباعا، لما بينها من همزة وصل تصلها ببعضها البعض، مشيرا إلى أن هناك وشائج عميقة ومؤكدة بين التجارب العربية المختلفة .ولفت إلى أن المسرح في أكثر من بلد عربي كان له دوره المشهود في تحقيق الاستنارة ودعم الكفاح ضد المستعمروأشار إلى أن هناك صلة حقيقية بين المسرح العربي في الماضي ومانشهده في المهرجان  الآن، على مستوى التآلف والانسجام والتفاعل، متمنيا أن تشارك النقابات الفنية  بأدوار أكبر كمؤسسات مجتمع مدني في النهوض  بالمسرح في بلادها وأن تضع يدها في يد الهيئة العربية للمسرح ، من أجل إقامة المزيد من التفاعل، مؤكدا أن الهيئة العربية للمسرح مؤسسة مدنية وإنها لا تستطيع أن تعمل وحدها مالم تجد دعما وتفاعلا من الجمعيات والنقابات المسرحية العربية .
فيما أشاد غنام غنام مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، والكاتب والمخرج المسرحي  بما تم إنجازه إعلاميا طول أيام المهرجان ، مشيرا إلى ان المهرجان نجح في الوصول إلى الشارع المصري والعربي ،من خلال كتيبة الإعلاميين الذين واصلوا الليل بالنهار حتى يصلوا بفعاليات المهرجان إلى الجميع ، أضاف غنام :فعاليات المهرجان تم تغطيتها  من خلال  60 صحيفة وموقع إليكتروني ، و 15 و تليفزيونية ، فضلا عن متابعة إخبارية  قدمها مئات الصحفيين،وأكد إن كل ما تم إعداده من فعاليات في برنامج المهرجان  قد تم إنجازه بدقة وحرفية شديدة، وفي موعده تماما، وإن الفعاليات قدمت على التوازي في أكثر من مكان، وسط حضور جماهيري وإعلامي مميز.ولفت إلى أن المهرجان شهد العديد من الفعاليات المهمة، من ندوات المحور الفكري و المؤتمرات الصحفية، والورش التدريبية، وحفلات تكريم الفائزين في جوائز الهيئة العربية للمسرح للنصوص الموجهة للكبار والصغار، وجائز ة البحث العلمي،وأشار إلى أن المهرجان شهد تقديم 8 عروض تنافست على جائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة لأفضل عرض، فضلا عن 9 عروض شملها المسار الأول، وعشرة عروض شملها المسار الثالث وختم : إن المهرجان قدم وجبة كبيرة من المتعة تجعلنا نعاود الحنين  إلى إقامة هذا المحفل الكبير في مصر مرة أخرى، و تجاوز بما قدمه  في هذه الدورة كونه مهرجانا مفردا، ليصبح تظاهرة ومؤسسة مسرحية كبرى.















11 كتابا مسرحيا عن كرم مطاوع والفرق المصرية في العراق والطقوس المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

11 كتابا مسرحيا عن كرم مطاوع والفرق المصرية في العراق والطقوس المسرحية


محمد الحمامصي - ايلاف


أحد عشر كتابا مسرحيا تؤرخ للمسرح المصري ورموزه وزيارات فرقه للعديد من الدول العربية أصدرتهم الهيئة العربية للمسرح، كإسهام فكري إضافي يتناغم مع المحور الفكري الذي اختارته إدارة مهرجان المسرح العربي عنوانا لدورته الحادية عشر من المهرجان، والتي تدور حول المسرج المصري، بمناسبة انعقاد هذه الدورة في القاهرة، تحت عنوان "نقد التجربة – همزة الوصل.. المسرح المصري في نصف قرن:1905 – 1952".

حول هذه الإصدارات أقيم مؤتمرا صحفيا، استعرض خلاله ثلاثة من الباحثين إصداراتهم وهم د.عمرو دوارة، ود.مصطفى سليم من مصر، ود.على الربيعي من العراق، وأدار الجلسة د.يوسف عيدابي مستشار الهيئة العربية للمسرح.

في البداية أشار د.عيدابي في تقديمه إلى أن الهيئة العربية للمسرح اعتادت دائما، ضمن مشروعها للنشر إصدار مجموعة من الكتب في دورات المهرجان العربي. وأضاف أن الهيئة تختار موضوعات هذه الإصدارات لتتناغم وتنسجم مع المحاور التي تدور حولها فعاليات المهرجانات، وهو ما ميز إصدارات هذه الدورة أيضا، حيث جاءت جميعها، حول المسرح المصري، فرقه، وشخصياته وتراثه، وتاريخه. لافتا إلى أن الهيئة رأت أن تدرس وتؤرخ تاريخ المسرح المصري في مائة عام، وقد خصصت هذه الدورة لتغطية نصف قرن، فيما ستخصص الدورة القادمة لتغطية النصف الآخر.

وأعرب د.عمرو دواره مؤلف كتاب "كرم مطاوع رجل المهام الصعبة"عن سعادته بأن أتاحت له الهيئة العربية هذه الفرصة لنشر كتابه عن المخرج والفنان الكبير. وأشار إلى أنه عمل مساعدا لكرم مطاوع في عدد من العروض على مرحلتين، الأمر الذي أتاح له الاقتراب منه ومعرفة الكثير من مزاياه، مؤكدا أن مطاوع لم يكن يجيد تقديم الفرجة فحسب إنما كان مفكرا مسرحيا كبيرا.

وضرب دواره مثلا بعرض "الفرافير" الذي أثار الخلاف بينه وبينه مؤلف النص يوسف إدريس، مؤكدا أن مطاوع من أوائل المخرجين الذين اعتبروا المخرج هو صاحب نص العرض، ولهم أن يضيفوا ويحذفوا فيه بما يخدم رؤيتهم الإخراجية.

واشار دوارة لانتصار مطاوع في تلك المعركة ودليله على ذلك هو أن يوسف إدريس حينما نشر نصه "الفرافير" نشر نص العرض بعد التصرفات الإخراجية لمطاوع.

وذكر د.دوارة أيضا شهادة سميحة أيوب لكرم مطاوع، مشيرا أنه سألها عن المخرج الذي تعتبره الأول بين المخرجين الذين تعاملت معهم، عربا وأجانب فقالت إنه كرم مطاوع.

وقال انه أصدر عددا من الكتب حول مخرجين مصريين منهم أحمد عبد الحليم ومحمود الألفي، وجلال الشرقاوي ود.كمال عيد، ود.هناء عبد الفتاح، ليس كنوع من التأريخ إنما سعيا لاكتشاف رؤاهم الإخراجية.

وأضاف دواره إن مطاوع كان مفكرا عروبيا، مشيرا إلى أن رؤيته الإخراجية التي طرحها عند تناوله لنص إيزيس حولته من خطاب يتحدث عن المصرية، باعتبار إبزيس رمزا مصريا إلى خطا ب عربي، وأن توفيق الحكيم وافقه على هذا الطرح.

وأشار دواره أيضا إلى تميز كرم مطاوع في إضاءة عروضه، وأنه أول من رفض ثبات الديكور، فضلا عن قدرته على قبادة الممثل بحرفية عاليه وتفجيره لطاقات الممثلين الذين يعملون معه.

أما د.مصطفى سليم فأشار إلى أن كتابه "الدلالات الدرامية للنظم الطقسية في الدراما التجريبية" هو رسالته للدكتوراة التي أنجزها عام 2006، في أكاديمية الفنون، مشيرا إلى أنه لم يكن ينوي نشر هذا الكتاب إلا في مؤسسات متخصصة، نظرا لتخصصه الشديد، وهو ما أتاحته له الهيئة العربية للمسرح.

قال سليم إنه رصد وصنف الطقوس في الوطن العربي، وبحث في كيفية تعامل النصوص المصرية مع هذه الطقوس. وأشار إلى وجود عددا من التقسيمات التي صنف على اساسها الطقوس منها الطقوس الدينية مثل المشهد الحسيني، والتعازي الشيعية، وهي ما عالجها في نصي الشرقاوي "الحسين شهيدا وثائرا" وطقوس الزار والذكر وعبدة الشيطان.

وأشار إلى معالجات نصوص محمد الفيل وعادل العليمي لطقس الزار، وتعامل السيد محمد على مع طقس المولوية، ومعالجة د.أحمد سخسوخ لطقوس عبدة الشيطان، أما التصنيف الثاني للطقوس وفق الدراسة فهو الطقوس الاجتماعية كطقوس العرس والميلاد والموت، فضلا عن طقوس الموالد وأعياد الحصاد ووفاء النيل.

وذكر د.سليم عددا من التطبيقات التي تناولها في كتابة بغرض تحليل الكيفية التي تعاملت بها نصوص الكتاب المصريين مع الطقوس، وأشار إلى معالجة محمود دياب لطقس الحصاد في ليالي الحصاد، وظهوره الكثير من الطقوس لدى رأفت الدويري خاصة في "قطة بسبع ترواح" وعلاقة السيد بالعبد في نص الفرافير الذي يتعامل مع طقس الموت بشكل ساخر، وكذلك معالجة توفيق الحكيم لطقس السبوع في "ياطالع الشجرة".

وعن التجريب في التعامل مع الطقوس، قال سليم إن تأسيس المسرح التجريبي وضع خطا فاصلا بين تعامل الكتاب مع الطقوس قبله، وتعاملهم معها بعده، مثل إعادة صياغة نص الطوق والأسورة صياغة تجريبية في تعامله مع طقس الموت.

وكشف الكاتب العراقي د.علي الربيعي أنه عكف على دراسة المسرح العربي لأكثر من ربع قرن، وأخرج 17 كتابا، منها ما يتصل بتاريخ المسرح العراقي وقد أصدر فيه عددا من الأعمال أهمها : المسرح المسيحي في العراق، وإسهامات يهود العراق في المسرح.

كما أشار د.الربيعي إلى أنه أخرج عددا من الكتب عن الفرق الروسية والتركية التي زارت العراق.

وحول إصداراته عن المسرح والفرق المصرية قال الربيعي إنه تابع زيارات الفرق المصرية للعراق ودرس تواريخها وما قدم عنها في مئات من المصادر التي اتيحت له، ومن هذه الزيارات ذكر زيارة فرقة عبد النبي محمد "كشكش بيه" وشقيقه عطية أمين عطية وكذلك زيارة فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي، ويوسف وهبي، مشيرا إلى أنه أصدر حول تلك الزيارات عدة كتب كان أولها كتابه "الأجواق المصرية التي زارت العراق" كما تناول زيارات فرق جورج أبيض وفاطمة رشدي ويوسف وهبي في كتب مستقلة وهي التي صدرت عن الهيئة العربية للمسرح ضمن إصدارات هذه الدورة.

وأشار الكاتب إلى انه تناول كل ما كتب عن تلك الزيارات من مقالات ومعالجات نقدية، وما نشر عنها من متابعات إخبارية، فضلا عن ما اقيم مع أعضاء الفرق من لقاءات وحوارات، وأشار الربيعي إلى أن جورج أبيض قدم أكثر من مائة عرض في العراق، وأنه أول من اشرك شبابا من الممثلين العراقيين في عروضه.

وأضاف: زارت فرقة فاطمة رشدي العراق ثلاث مرات أعوام 29، 32، 1936 وكرمها ملك العراق وقتئذ، كما أنها جابت مدن العراق شمالا وجنوبا.

أما عن فرقة يوسف وهبي فذكر د.علي الربيعي أنها زارت العراق ثلاث مرات أيضا سنوات 32، 36، 1954، وأن تلك الزيارات قد حظيت بمتابعة إعلامية ونقدية كبيرة.

وأشار د.الربيعي إلى أن الكتب الثلاثة التي أصدرتها له الهيئة العربية للمسرح عن الفرق المسرحية المصرية تشير بشكل قوي إلى أن مجئ الفرق المصرية إلى العراق عمل على تفعيل الحركة المسرحية والنقدية في العراق.

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، في حفل ختام الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، الذي أقيم يوم الأربعاء 16 يناير الجاري ، بدار الأوبرا المصرية

مجلة الفنون المسرحية

كلمة  الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله،  في حفل ختام الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، الذي أقيم يوم  الأربعاء 16 يناير الجاري ، بدار الأوبرا المصرية


معالي وزيرة الثقافة الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم
أصحاب المعالي و العطوفة و السعادة.
أصحاب السمو من الفنانين.
السيدات و السادة الأجلاء من الجمهور الكريم.
مساؤكم مسرح.
مساؤكم بهجة و أمل
مساؤكم وعد بمتابعة الطريق و العمل.
بداية أنقل لكم تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، و الذي تابع أولاً بأول، بعين المحب و قلب المبدع الحالم، كل ما تم على مدار هذه الأيام المباركة، و هو يبارك لكم خطواتكم و رؤاكم و يوصيكم أن اقبضوا على جمرة الإبداع و ابقوها متقدة من وقود أرواحكم لكي يكون فجرنا.
و اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر العميق لسيادة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبد الفتاح السيسي، لتفضله برعاية هذا المهرجان، و أحيي في هذا المقام معالي الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، التي سهرت على متابعة كل صغيرة و كبيرة في هذا المهرجان، كما أحيي كل اللجان العليا و التنفيذية و التنظيمية و العلاقات العامة و الفنية، الذي عملوا بانسجام و انضباط بقيادة المايسترو المبدع خالد جلال.
قبل أسبوع كنا ها هنا في رحاب دار الأوبرا، نعلن افتتاح الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، و كانت “وطني حبيبي الوطن الأكبر” فاتحة الكلام، و لم يك ذلك اليوم إلا تتويجاً لأشهر مضت بالاستعداد و الإعداد لهذا الحدث الكبير.
لم يكن الأسبوع الذي أصطخبت أيامه بالمسرح العربي عادي الأيام، فكل يوم كان يحمل سنة من العمل و الإعداد، قام به و أنجزه المبدعون العرب، فحولوا كل ما كان يعتبر حلماً أو فكرة مجردة إلى حقيقة، و جعلته مصر ينبض بنبضها، ليسعى المسرح العربي في شرايين مطارحها و مسارحها سعي المحب و نبض الحب و ليجمع المهرجان الشمل و يحمي الحلم الكبير.
و كأن الأمر قد مر بطرفة عين، هذا الماراثون اليومي لأربع عشرة ساعة عمل يومياً للمهرجانيين، قد اختزل الإحساس بالزمن و ضاعف الفعل و الفعاليات، و ها نحن نقف اليوم على أعتاب بدأ التحضير للدورة الثانية عشرة، فهذا اليوم لا يعني نهاية، بل هو منعطف تصاعدي إلى الدورة القادمة
سنحزم حقائبنا التي امتلأت بالحب، و عمرت بالإبداع، و التي لم تكن و لن تكون مجرد حقائب، إنها أسفار من الحقائق، و الحقيقة الأسطع بينها حبِ ” أم الدنيا” “بسماها و بترابها، بطرقها و أبوابها، و نقسم معها “بأولادنا و أيامنا الجاية، ما تغيب الشمس العربية” طالما فينا و بيننا هذه الأرواح العربية المبدعة من فنانينا الذين يحملون راية المسرح من الحيط إلى الخليج. ثمانمائة مسرحي عربي من خارج مصر و داخلها من الفنانين عمروا خشبات مصر في سبع و عشرين مسرحية، ستون من الباحثين عمروا الندوات الفكرية و النقدية، مئة و خمسون من الإعلاميين عمروا ثلاثين مؤتمراً صحفيا و نشروا مئات التقارير الإخبارية، و أصدروا ثمانية أعداد من مجلة المهرجان، لقد منحتنا القاهرة إلى جانب مسارحها شاشاتها و إذاعاتها و صحفها و قلوب أهل “النيل الاسمراني”.
عشرات عمروا الورش التدريبية الدولية التي نظمت لفائدة طلبة مصر و شباب الوطن العربي.. ندوة محكمة و تكريم لأحد عشر شاباً فائزاً في مسابقات التأليف و البحث العلمي التي تنظمها الهيئة، و وقفت قامة كبيرة في اليوم العربي للمسرح هو الفنان الجزائري سيد أحمد أقومي ليلقي رسالته..
كيف يحزم المسرح متاع أرواحنا ليغادر “بلد المحبوب”؟ كيف يصير “مسافراً زاده الخيال”، ذاك الخيال الذي اغترفه من قلب القاهرة ليتزود فيه عزيمة حتى اللقاء القادم.
“على باب مصر” دق المسرحيون دقات الإبداع الثلاث، “على باب مصر” رأينا بأم أعيننا أن هذا الحدث الذي نعتز بتنظيمه قد تجاوز فكرة المهرجان السائدة، ليكون الموسم الذي يُجنى فيه حصاد الجمال الذي يولد اليوم لنذهب به و معه إلى المستقبل.
في كل عام نطلق النداء، أن لا تكلوه للعتمة، لا تطفئوا أنواره هي شعلة المسرح فاوقدها من زيت خيالكم و بصيرتكم و نبضكم، و لا تسدلوا ستاره، و لا تفتحوها إلا على الجمال و الدهشة، ، هي خشبة المسرح فامنحوها القداسة التي تليق بها لتطهرنا و تسمو بنا، فليكن المسرح بكم نافذة لسلام العالم و الروح، إدرأوا عنه الغث و زينوه بالحكمة، طهروه من أي ملمح للإزدراء و الكراهية، إرفعوا رايته خفاقة بالحق، المسرح صنو الأوابد و المعابد، و أهل المسرح سالكون في الطريق، يحترقون بالمعرفة و ينبعثون مثل طائر الرعد من الرماد، هو المداد و القرطاس و شعرية الصور، هو الصوت البين و الجسد البليغ و الحركة التي لا لبس فيها، هو منصة تنفتح على الكون تأخذ منه و تهديه السواء..
عشتم و عاش المسرح

الأربعاء، 16 يناير 2019

"الطوق والأسورة" تفوز بجائزة السلطان القاسمي بالدورة الحادية عشر لمهرجان المسرح العربي

الثلاثاء، 15 يناير 2019

إعلان انطلاق مهرجان العراق الوطني للمسرح ..من القاهرة

مجلة الفنون المسرحية

إعلان انطلاق مهرجان العراق الوطني للمسرح ..من القاهرة

توقيع إتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للمسرح ونقابة الفنانيين العراقيين

وقع الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، والفنان د.جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين، اتفاقية تعاون عصر اليوم الثلاثاء 15 يناير ، ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي، والمقامة حاليا بالقاهرة

قال عبدالله في مؤتمر صحفي إنه وفقا للاتفاقية سترعى الهيئة إقامة مهرجان وطني بدولة العراق في أكتوبر المقبل.
وأضاف : كانت العراق وستظل معينا خصبا للإبداع والمبدعين، الذين طالما اثروا الحياة الثقافية العربية ، ونحن في الهيئة نتشرف بانضمام العراق لبرنامجنا لدعم إقامة مهرجانات وطنية وفعاليات مسرحية في البلاد التي لا يوجد بها مثل هذه الأنشطة والفعاليات.
من جهته قدم جبار جودي نقيب فناني العراق الشكر للشيخ القاسمي وللهيئة العربية للمسرح ،
لدعمها المستمر للحراك المسرحي العربي .

وكشف عن تواصل الاتصالات مع الهيئة ، وعقد العديد من الاجتماعات حتي تبلورت الاتفاقية في شكلها النهائي.

وأعرب جودي عن أمله في ان يكون المهرجان العراقي المدعوم من الهيئة والذي تبدأ فعالياته في 24 أكتوبر القادم "استثنائيا" بتضافر جهود كل المسرحيين العراقيين ، وأن يسهم في إعادة بغداد لموقعها  على خارطة الحياة الثقافية العربية .




جائزة "المنصة المرموقة" العالمية لمهرجان المسرح العربي

الاثنين، 14 يناير 2019

أصوات أردنيات محتجزات في العتمة

مجلة الفنون المسرحية

أصوات أردنيات محتجزات في العتمة

العرب 

عرض "نساء بلا ملامح" يقدم ثلاثة نماذج لنساء حبالى داخل قبو ومعهن جلاد يعذبهن مجسدا كل أشكال التسلط الاجتماعي والسياسي والديني والأخلاقي الممارس على المرأة.

بعد مسرحيتي “حرير آدم” و”ظلال أنثى” يمضي المخرج الأردني إياد شطناوي في دفاعه عن المرأة ومحاولة إخراجها من دائرة القهر الاجتماعي بعرض جديد بعنوان “نساء بلا ملامح” يشارك به في مهرجان المسرح العربي بالقاهرة.

وتناولت المسرحيتان السابقتان للمخرج نفسه نماذج مختلفة من قهر المرأة في المجتمعات العربية سواء جسديا عن طريق التحرش أو الاغتصاب، أو نفسيا عن طريق سلبها الحق في العمل وتقلد المناصب والمساواة مع الرجل.

أما العرض الجديد “نساء بلا ملامح” فيقدم ثلاثة نماذج لنساء حبالى داخل قبو ومعهن جلاد يعذبهن بالسوط ويذيقهن القهر والذل عقابا على حملهن. ومع تصاعد الأحداث تبدأ ملامح شخصية كل منهن في الوضوح.

الأولى هي فتاة في مقتبل العمر حملت من حبيبها في سكرة الغرام، والثانية فتاة ليل حملت من شخص ثوري قابلته ذات ليلة أثناء مطارة الشرطة له، أما الثالثة فهي امرأة عاشت مقهورة مع زوجها وكل ذنبها أنها حملت دون إرادته.

يظل الجلاد يتلاعب بالنساء مجسدا كل أشكال التسلط الاجتماعي والسياسي والديني والأخلاقي الممارس على المرأة وفي لحظة من اللحظات يساومهن على حياة أجنتهن مقابل الحرية، لكن النساء يرفضن في إشارة إلى التمسك بالأمل في الغد وإنجاب أجيال جديدة قادرة على التغيير.

وعلى مدى 60 دقيقة تدور الأحداث فوق المسرح وسط عتمة مقصودة تعبر عن القاع الذي وضعت فيه النساء الثلاث وسوء أحوالهن، وتقتصر الإضاءة على ثلاث بؤر ضوئية مسلطة على النساء ليبقى السرد هو اللاعب الأكبر في توصيل رسالة العرض.

ويتلخص الديكور في بعض براميل فارغة تستخدم في تقنية التعذيب بالغمر بالماء، والتي استغلها المخرج فنيا بدرجات متفاوتة مثل استبدال فتاة الليل لملابسها خلفها وبث الدخان من داخلها كأحد المؤثرات في العمل المسرحي.

العرض بطولة أريج دبابنة ورنا ثلجي وحلا طوالبة وعلي عليان، وهو عن نص للمؤلف العراقي عبدالأمير شمخي

المرأة كفريسة في مجتمع ذكوري

مجلة الفنون المسرحية


المرأة كفريسة في مجتمع ذكوري


عمار المأمون - العرب

مسرحية فرنسية للمخرجة فينيسا لاري تفكك فيها دور المرأة الذي اخترعه الرجال.

مازال فيلم كينج كونج منذ أول نسخة له عام 1933 يثير الجدل الثقافيّ والسياسيّ، بسبب ما يختزنه من متخيلات سينمائيّة تعكس تاريخ الاستعمار الأوروبيّ وسياسات الرجل الأبيض، وبعد أن صدرت نسخة المخرج الأميركي بيتر جاكسون من ذات الفيلم عام 2005، قامت الكاتبة والناشطة الفرنسيّة الحائزة على جائزة الغونكور فيرجيني ديسبانتيس بنشر مقال طويل بعنوان “نظرية كينج كونج”، والذي نقرأ فيه تحليلها للفيلم من وجهة نظر نسويّة، قارئة عبره سياسات الاغتصاب والدعارة والبنية الذكوريّة التي تُبيح الهيمنة الكاملة على الأنثى وتوظيفها في سبيل غواية “الآخر” سواء كان وحشا أو بشرا كما حصل في الفيلم.

يشهد مسرح الورشة في العاصمة باريس عرضا مسرحيا بعنوان “نظرية كينج كونج” للمخرجة فينيسا لاري التي استندت فيه على مقال ديسبانتيس سابق الذكر، ونشاهد فيه ثلاث ممثلات يحدثننا عن مأساة الدور المؤنث، و”الرجال البيض” الذين فرضوا هذا الدور وجعلوه مناسبا تماما لرغباتهم، وعملوا على خلق نظام عقاب لكل من تخالف هذا الدور.

وهنا يبرز كينج كونج كمجاز عن كائن بلا جنس ولا دور اجتماعيّ يعيش ضمن جزيرة ذات علاقات اجتماعيّة مغايرة لتلك “الحضارية”، أمّا تعلّقه بالفتاة الشقراء فأساسه عاطفيّ، لا جنسيّ، فهو ينتمي إلى ما قبل التقسيمات الثنائيّة للجندر، هذه الخاصيّة استغلها الرجل الأبيض لأسره وتحويله إلى حيوان في السيرك، لخلق الاختلاف بيه وبين “البشري”، وبناء ذكورته عبر توليد حكايات عن “اشتهائه” للمرأة البيضاء الشقراء الغاوية.

يبدأ العرض بتساؤل تطرحه الممثلة عن رغبة بعض النساء بالغواية، وجعل أنفسهن متاحات للرجال، ولا نتحدث هنا عن الاتصال المباشر فقط، بل عن الحضور في الأماكن العامة بين الغرباء، وتبني كلام وثياب وتصرفات من أجل الحصول على “الرجل”، لا على أساس عاطفيّ، بل في محاولة لكسب قوّته المالية والاقتصاديّة التي يختزنها عملها، وكأنها تغوي الدور لا الإنسان، لتحدثنا بعدها الممثلة عن نفسها، بوصفها تلك التي لن يتزوجها أحد، فهي نقيضة كل رغبات الرجال.

يبدأ العرض بتساؤل تطرحه الممثلة عن رغبة بعض النساء بالغواية، وجعل أنفسهن متاحات للرجال، ولا نتحدث هنا عن الاتصال المباشر فقط، بل عن الحضور في الأماكن العامة بين الغرباء، وتبني كلام وثياب وتصرفات من أجل الحصول على "الرجل"، لا على أساس عاطفيّ، بل في محاولة لكسب قوّته المالية والاقتصاديّة

نكتشف لاحقا أن الممثلات الثلاث يؤدين أدوارا مختلفة، ففي البداية المرأة الغاوية، ثم الرافضة للغواية، وذلك لفضح تقنيات التملك التي يفرضها الدور الذي صممه الرجال للنساء، لينتقلن بعدها للحديث عن الثورة الجنسية والتحرر النسويّ الذي لم يُغير من البنية الذكورية وسمح لها بأن تمارس عنفها دون أي مساءلة، وهنا تبدأ الممثلات بتأدية أدوار المغتصبات، في انتقاد للاغتصاب بوصفه مؤسسة سياسية ذكورية تضمن نجاة الرجل.

 فالمرأة هي التي تخضع للفحوص الطبيّة، كما عليها إثبات عدم رغبتها بالجنس وعدم محاولتها “جذب” المُغتصب، كذلك نشاهد انتقادا للاتفاق على الصمت المتعلق بالاغتصاب وعدم الرغبة بالحديث عنه، والأثر الذي يتركه على المرأة، والذي يتجلى مسرحيا في الأداء، وفي الدماء التي تلطخ الممثلات الثلاث، لننتقل بعدها إلى انتقاد المتخيل الذي زرعه الرجال في رؤوس النساء، والذي يشير إلى أن هناك احتمالا بالاغتصاب في حال أرادت المرأة أن تمشي وحيدة في الشارع، وكأن هناك طاقة ذكورية في الفضاء العام لا بدّ من التخلص منها في جسد المرأة مهما كان الثمن.

تنتقل بعدها الممثلات إلى أدوار بائعات الهوى في انتقاد شديد للدعارة والشروط القاسية لممارستها، ولا نقصد بها الحاجة الفرديّة للمال، بل الممارسة ذاتها مع الزبون، باعتبار الدعارة فعلا مشابها للاغتصاب، وعبرها يتملّك الرجل كامل جسد الأنثى، ليصبح مطابقا لمتخيله عن الرغبة، وكأن جسد المرأة ماكينة مخصصة لإمتاع الذكور، و”غرض” لا يشعر ولا يمتلك أي كرامة إنسانيّة، وهذا ما نتلمسه من حكايات الزبائن التي يروينها وكيفية ممارستهم لهذا الفعل ومعتقداتهم عنه، فبعض “الرجال” يراه خيانة وآخر يراه تحررا والبعض يرى فيها مجرد وسيلة ميكانيكيّة للتخلص من الشهوة.

تتضاءل قسوة العرض حين الحديث عن البورنوغرافيا مع العلم أنها معادل فج عن الرغبات الذكوريّة، إذ تسخر الممثلات من هذه الصناعة، عبر تبنيّ أداء رديء للممثلات الإباحيات، ويشرن إلى أنه ضمن هذه الصناعة تؤدي النساء بصورة متخيّلة، لا تطابق رغبات المرأة الجنسيّة.

وكأننا أمام شكل آخر من السيطرة على الجسد المؤنث، والذي يتحقق عبر خلق متخيّل يقضي على التسلسل المنطقي للواقع، فالإباحيّة تخاطب الرغبة مباشرة دون كلام أو مقدمات أو حتى غواية، وهنا يبرز استخدام الكاميرا في العرض وإنتاج الصور على شاشة على الخشبة، كوسيلة لمحاكاة الصورة المتخيّلة ذاتها، وانتقاد التحديقة الساذجة التي تخلقها الصور البورنوغرافيّة.

هذه التحديقة الساذجة والمتحيزة تحضر أيضا في السياسات الطبيّة التي تسعى لإخفاء متعة الأنثى ومحاربة الاستمناء، في سبيل منعها من لمس ذاتها واكتشاف رغبتها، كون في ذلك تقليل من “طهرانيتها” من وجهة نظر الرجال، هذه الطهرانيّة التي استغلتها المؤسسة الذكوريّة وخلقت أدوارا للنساء لجعلهنّ “لائقات” وربات منزل مبتسمات دوما.

الأهم أن العرض يدعو إلى مساءلة الدور الذكوري نفسه والأشكال التي تهدده، إذ يشرن إلى أن “الرجولة” تتطلب من النساء ألا يكنّ مثيرات للجدل يطرحن أسئلة عن النظام القائم، بل عليهن أن يكنّ ثرثارات وسطحيات، أي ألا يكون لكلامهن أي أُثر في الواقع، فهن مجرد أدوات للغواية، وأي تغيير في ذلك يهدد الذكورة في عمقها بوصفها الوحيدة صاحبة الأثر في العالم.

بالرغم من الغنى الفكري الذي يحتويه العرض والتساؤلات المعاصرة التي يطرحها وتبدل أدوار المؤديات، إلا أنه لا يستفيد من “المسرح” كفن، بل نرى الكثير من الاعتماد على النص الأصلي واللغة الشعرية والذكاء والحذلقة دون أي معادلات بصريّة تذكر، بل أن المؤديات يبدأن في ثلث العرض الثاني بقراءة مقاطع من النص الأصلي لنظرية كينج كونج، دون أي تعليق عليها، سوى صورة كينج كونج في الخلفيّة، بوصفه معادلا عن كائن سابق على الدور الاجتماعيّ.



مأساة الأم السورية في عمل مسرحي بطقوس خارج المألوف

مجلة الفنون المسرحية

مأساة الأم السورية في عمل مسرحي بطقوس خارج المألوف

منى مرعي - العرب


مسرحية "الجانب الآخر من الحديقة" مكونة من عدة طبقات تتطرق إلى علاقة الفرد مع الذاكرة والصورة واستهلاكها ومعنى الخوف أو انعدامه.

نحن نعيش في عالم الصورة اليوم، وإن كانت الصور لغة تفوق كل اللغات الأخرى في قدرتها على التواصل، فإن الصور كذلك خلقت عالما مظلما ونمطيا هو عالم يحبس الأفراد ويجمدهم خارج ذواتهم، فمثلا صور الأخبار وخاصة تلك المتعلقة بالحروب، أفقدت الضحايا كرامتهم البشرية، وهذا تحديدا ما يخوض فيه العرض المسرحي السوري “الجانب الآخر من الحديقة”.

بيروت- تستند مسرحية “الجانب الآخر من الحديقة” على نص “حكاية أم”، لهانز كريستيان أندرسون، بوصفها نقطة انطلاق اعتمدها المخرج أسامة حلال وفرقة “كون” المسرحية كركيزة جماليّة لفعل المقاومة التي يدور حولها العرض. إذ تصوّر حكاية أندرسون رحلة أم للقاء ملك الموت سعيا منها لاسترداد ابنها، ولم تتوان عن إعطاء صوتها، كما حضنت شجرة شوك غرز في صدرها، حيث نفرت منه الدماء ونبتت ورودٌ مكان الشوك ثم منحت عينيها وشعرها كي تسترد ولدها، لكنها في النهاية لم تتمكن من الوصول إلى هدفها.

الأم المكلومة
أضافت فرقة كون؛ التي تتألف من كل من حمزة حمادة، سارة مشموشي، ستيفاني كيال، سارة زين، صبا كوراني وشادي مقرش؛ طبقات متعددة تناولت فيها سرديات الفقدان والخسارة للأم السورية في طقوس طوطمية الطابع. تلك الطبقات تطرّقت إلى علاقة الفرد مع الذاكرة والصورة واستهلاكها ومعنى الخوف أو انعدامه. والأهم أن الصورة ليست فائضا أو عنصرا مجانيا ضمن موضوعة فقدان الأم لابنها بل أصبحت في يومنا هذا واحدة من الأدوات التي تغذي حالة الفقدان وتضاعف تأثيرها.

بدأت فرقة كون حكايتها من حيث انتهى أندرسون في حديقة الموت. الابن على هيئة ملاك يطلب من والدته ألا تبكي. من هنا يتم التعاطي مع فكرة الموت على نحو مغاير في عرض لا نجد فيه رفضا لفكرة حدوثه ولا قبولا لها، والأمر أشبه بتقديم أضحية، بكل ما يحتمل هذا التقديم من لحظات متناقضة تجاور بعضها بعضا، القوة المعطوفة على الحزن المعطوف على الرفض ثم القبول.

حكاية الأم السورية اعتمدت على ثلاثة أركان أساسية في العرض وهي، السينوغرافيا التي صممها المخرج نفسه، الدراماتورجيا التي بناها فريق الدراماتورج علاءالدين وهشام حميدان بالمشاركة مع الممثلين، والموسيقى الحية التي ألفها بعناية سينغيو بنايا. سعى المخرج أسامة حلال عبر العناصر السابقة إلى تحويل العيش السوري بما يحمله من آلام وأوجاع ومظلوميات إلى فعل تسام وتعال على الخشبة، ما يجعل اللجوء إلى القناع مُعظم الوقت وسيلة لتجسيد دور الأم في الكثير من الأوقات. فهو ليس خيارا استيطيقيا فحسب بل محاولة لإخفاء ملامح خاصة لأم معينة يطغى عليها الرمز الذي يتمّ تناقله وتقمّصه في وجوه متعدّدة دون أن تمسه لوثة استهلاك الصورة.

فرقة كون تبدأ حكايتها من حيث انتهى أندرسون في حديقة الموت
فرقة كون تبدأ حكايتها من حيث انتهى أندرسون في حديقة الموت
وتحيل فكرة الأم كقناع أيضا إلى محاولة إخفاء الألم الذي إن ظهر في “الجانب الآخر من الحديقة”، فهو يتأتى كنقيض لكل بورنوغرافيا الحزن التي يجنح نحوها عدد من المسرحيين عند تجسيدهم لأي مأساة راهنة. فالأمّ في فرقة كون حين تتألم تغنّي بنبرة طفولية “ربيتك زغيرون حسن”، وتحاكي في رقصها إيماءات الغرق. تبتسم دون أن تبتسم. وحين تصرخ، يصرخ عنها القناع دون أن يصدر صوتا حتى في الأماكن القليلة التي ظهرت فيها الأم بملمح بشري ملموس كما في المشهد الأول على سبيل المثال، وبعد تعدادها بعض الأقوال الشعبية التي ترثي فيها ابنها، تقول وهي تمشي في فضاء الجمهور “ما رح علمك حساب لإن لحالك رح تعرف انو قطعتين خبز أكتر من وحدة…ورح قلك بس تجوع حط إيدك على بطنك وصراخ…وادعي لربك إنك تنجى”. هذا الانتقال من جمل رثائية كـ”يا رفة العين، يا حبيب إمك لا تتركني، فراقك بيذلني” إلى جمل تشي بشيء من القسوة يعيد تعريف موقع الأم بمواجهة مأساتها في محاولة لتجاوز الألم عبر استرجاع الزمن.

الخروج من الصور
تعاطى العرض مع فكرة الزمن بطريقة تفتت حالة الفقدان القصوى وتحولها إلى جرعات، بحيث لا تحصرها بمأساة فقدان الأم لابنها: هنالك عودة للحظات بناها الممثلون من ذاكرة طفولتهم، حين ولدوا، دخلوا المدرسة، ارتادوا الجامعة… مسترجعين الحدث العام كاحتلال أميركا للعراق، وانتفاضة أطفال الحجارة وسيطرة هاني شاكر على سوق الكاسيت، ثم اختيار لحظات الاحتفال بأعياد الميلاد وتقاطع هذه الأزمنة مع أهم اللحظات في حكاية أندرسن في سعي لبناء سردية لربط الراهن السوري بكل ما سبق، وفي محاولة للابتعاد عن كل الآنية التي تفرضها فظاعة نقل الصورة اليوم. والفظاعة هنا  تكمن في فعل استهلاك الصورة وليس في الصورة بحد ذاتها، ما ينفي معنى الخوف.

مشاهد أعياد الميلاد والفتاة التي تتحدث عن أنماط الصور (صور ما قبل الحرب وصور الأحداث..)، ومشهد الأم وهي تمنح عينيها فتنبت عيون أخرى، ومشهد الخوف المضحك لشادي مقرش، والفتاة التي تطلب عدم تصويرها… كلها ليست سوى أشكال تحيل إلى دور الصورة والخبر في نزع الكرامة عن هذا الفرد الذي مات ونفي للحزن كفعل جماعي. في أحد المقاطع تقول فتاة “أنا ما بعرف أنا وين بس بعرف أني شفتو وصورتو وبعرف إنو الموت قتل الولد بالكاميرا أو الكاميرا قتلت الولد بالصورة أو الولد مات قدام الكاميرا. ما بدي كون هيدا الولد ولا الموت أكيد ولا حتى الكاميرا…أنا بس ما بدي حدا يصورني”.

وفي المشاهد ما قبل الأخيرة للعرض يصرخ شادي مقرش محاولا استرداد ذاكرته ويقوم الممثلون جميعا بمحاولة استرداد الابن قبل أن يقوموا برمي صور بالأسود والأبيض وخلع أزيائهم ضمن دوامة تكثفها الموسيقى الحية، ولا يبقى من كل تلك الصور البديلة التي قدمها هذ العرض إلا ممثلون مدركون أن كل ما حدث مجرد “تمثيل” على الخشبة. وهنا يبرز كيف لعب المخرج طوال العرض على هذا التذكير بأن ما يحدث ليس سوى “تمثيل”، عبر اعتذارات وتلعثمات مقصودة، وسعى أن يبني صورة نقيضة لكل صور الموت، فحضرت عناصر السينوغرافيا التي تحيلنا إلى الفانتازيا كعالم بديل تتشكل فيه الصور بعناية وبحب وبجمال بموازاة كل فصول الألم، كما لو أن هذا العرض ليس إلا حكاية عن الموت والذاكرة والصورة وقتل الكاميرا بما لن تستطيع التقاطه.

أولى عروض مهرجان المسرح العربي تتنقل من المحلية إلى الكونية

مجلة الفنون المسرحية

أولى عروض مهرجان المسرح العربي تتنقل من المحلية إلى الكونية


مسرحيون يفككون الواقع بالضوء والكلمة والحركة ويستعرضون هموم الإنسان العربي على خشبات غير تقليدية.

يبقى المسرح الأكثر قدرة على استيعاب أزمات الواقع ومآزق الإنسان في بعديه المحلي والكوني، هذا ما تثبته الكثير من العروض المسرحية العربية التي تصدت لواقع الإنسان العربي المتشظي بطرق وأساليب مختلفة، ومن بينها ما يعرض هذه الأيام بمهرجان المسرح العربي الذي ينتظم كل سنة بعاصمة عربية، وقد اختار في دورته هذا العام القاهرة خشبة للمسارح العربية.

انطلقت عروض الأعمال المسرحية العربية بين مسارح الهناجر والجمهورية والقومي في إطار مهرجان المسرح العربي في دورته الـ11 التي تقام بالقاهرة في الفترة ما بين 10 إلى 16 يناير الجاري، حيث قدمت مسرحيات مسافر ليل والطوق والإسورة والنافذة والمعجنة وصباح ومساء وشابكة، والتي عالجت قضايا وهموم تواجه المجتمع العربي في راهنه الحالي، وتوقفت أمام ما يعانيه المواطن العربي من قمع وطغيان يؤثران سلبا على توقه إلى الاستقرار المجتمعي والسلام الروحي له.

قضايا عربية
بدأت العروض بمسرحية “مسافر ليل” المأخوذة عن نص الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، وأخرجها محمود فؤاد صدقي الذي قدّم عرضا شعريا كوميديا كاشفا الوجه القبيح للقمع والطغيان الذي يخرج من عباءة عامل التذاكر، حين يتسلط على المواطن البسيط ويدخله في حالة من الرهاب والذعر.

ولفت المخرج محمود فؤاد إلى أنه يحب الفضاءات غير التقليدية بعيدا عن العلبة الإيطالية. واستطرد أن تجهيزات السينوغرافيا وتهيئة الفضاء استغرقت حوالي شهرين درس خلالهما اتجاه الرياح ومساقط الإضاءة وتوزيع أجهزة الصوت لتناسب طبيعة الفضاء البديل، الذي نال اهتماما كبيرا من الجمهور.

أما عرض ” الطوق والإسورة” المأخوذ عن رواية يحيى الطاهر عبدالله وإخراج ناصر عبدالمنعم، والذي أنتج مسرحيا وسينمائيا من قبل، قدّم المرأة الصعيدية كنموذج للمرأة المقهورة من قبل السلطة الذكورية، كاشفا عن أن الموروث الثقافي الشعبي ليس كله إيجابيا إنما يحتوي أيضا على سلبيات لا بد من مواجهتها ومناقشتها والتفكير في سبل حلها، وقد تجسد ذلك في العرض من خلال شخصية حزينة التي تدير حياتها بالحيل والخداع حتى تستطيع العيش في المجتمع المحافظ للصعيد الجواني.

وأوضح عبدالمنعم أنه استخدم تكنيك المونتاج السينمائي في سرد أحداث الرواية ولم يقدمها بالكامل وإنما توقف عند لحظة زمنية معينة طرح من خلالها تساؤلات المقارنة ما بين الماضي والحاضر.


العرض الثالث كان الأردني “النافذة” تأليف مجد حميد وإخراج مجد القصص، ودار حول شخص يتم التحقيق معه دون سبب معروف، وخلال التحقيق يبدأ وعيه في التداعي فيتذكر أمه، وأخاه الشهيد، وغير ذلك من الأشياء الحميمة بالنسبة إليه، وذلك في حضور محقق يحمل الكثير من الوجوه السلطوية، ويضغط بقوه من خلال هذه السلطوية على ذاكرة الرجل، لنرى وجها آخر من القهر عليه.

وقالت المخرجة الأردنية مجد القصص أن ما يستفزها في أي نص تقدمه هو اهتمامه ومناقشته لقضايا مهمة من وجهة نظرها وتأتي على رأسها قضية الحرية، وقضية المرأة ولكن عندما تتحول المرأة إلى وطن وإلى حرية. وقالت “إذا كانت أحداث النص تدور في العراق فإنها تتشابه وتتسق تماما مع ما يحدث في كل بلادنا العربية”.

وفي “المعجنة” كسر المخرج أحمد رجب تقاليد المسرح القومي، حيث عرض على خشبته مؤكدا أنه يؤمن تماما بقدسية الإنسان على حساب قدسية المكان وهذه بالمناسبة رسالة العرض التي أراد تقديمها، فمن خلال تلك الأسرة الصغيرة يحكي عن الوطن بكامل فئاته وطوائفه المختلفة التي يدور الصراع في ما بينها حول أحقية كل فرد منهم في امتلاك الكنز دون اعتبار أي وجود للآخر، رغم أن الكنز نفسه لا يظهر إلا عند تكاتف الجميع من أجل الحفاظ عليه.

مغربيان وتونسي
كان جمهور المسرح على موعد مع العرض المغربي “صباح ومسا” تأليف الكاتب والمخرج المسرحي غنام غنام وإخراج عبدالجبار الخمران. أجواء العمل تدور حول امرأة تلتقي صدفة برجل، ولا يعرف أي منهما لماذا جاء الآخر إلى ذات المكان، وسرعان ما تتوطد بينهما العلاقة، خاصة أنهما يكتشفان بأنهما على معرفة قديمة ببعضهما البعض، لكن مجريات الحدث تكشف لنا عدم صحة ذلك، وتكشف أيضاً أنهما قد وقعا في الحب، وتستكمل المجريات لنعرف منها أن كلاً منهما يحمل تاريخاً شخصياً غير الذي عرفناه، فهي قد أنهت للتو محكومية بالسجن 15 عاماً بتهمة قتل، وهو هارب من مستشفى الأمراض النفسية.

والمسرحية تكشف بعض الجوانب الإنسانية العميقة في النفس البشرية لا سيما الأزمة التي يعاني منها الإنسان المعاصر والتي تجعله في حالة فصام دائم نتيجة للظروف المعيشية الصعبة وحالات أخرى من كبت للحرية وغياب أي أفق للخلاص.

العروض التي قدمت حتى الآن تشترك في التصدي لكثير من القضايا الاجتماعية على رأسها قضايا المرأة والحرية

ويحكي العرض المغربي “شابكة” الذي قدمته فرقة شباب مدينة بني ملال، للكاتب المغربي عبدالكريم برشيد وإخراج أمين ناسور عن أسرة تتكون من ثلاثة أفراد، وهم: الأب، موظف متقاعد منهك من متاعب الحياة، يلتمس الخلاص من أوضاعه المزرية بكل الوسائل، حتى وإن كان على حساب كرامته، والأم المعلمة المتقاعدة، وهي سيدة متطبعة بصفات المربية الفاضلة، تعيش على المبادئ، ولا تقبل أن تساوم في ذلك مقابل المال، ثم شخصية سلطان الابن الثوري الذي يتلون بتغير الأوضاع والمواقف، وشخصيته تركيبة من مواصفات والديه. وتعيش هذه الشخصيات على صراعاتها الروتينية، في سخرية من الحياة، بين متشبث بالمبادئ ومتطلع لحياة أفضل مهما كلف ذلك، وبالموازاة من ذلك نجد شخصية الراديو حاضرة بقوة في نسق الدراماتورجي للعرض، فتارة يعلق على الوقائع، وتارة أخرى يوجهها.

ورأى مخرج العرض أمين ناسور أن عمله الفني يعبّر عن طموحات وأحلام ومشكلات الشباب ويطرح إضاءات على الواقع المغربي في لحظته الراهنة. وتابع أن المسرح سيبقى دوما كونيا وعالميا في موضوعاته وتيماته ولكن طريقة تناولها والرؤى الفنية هي التي تضفي عليها ملمح المحلية.

وتمحورت أحداث العرض التونسي “ذاكرة قصيرة” تأليف وإخراج وحيد العجمي أحداثه بين أكتوبر 2008 وأكتوبر 2016، حول رحلة عائلة ووطَن، حاول من خلالها المخرج في 75 دقيقة استعراض ما حدث في السنوات الثماني الماضية، ليقدم عملا بأسلوب ساخر، حيث يعود بذاكرته إلى حقبات دولة ما بعد الاستقلال التونسي مرورا بنظام زين العابدين بن علي وصولا إلى الإطاحة به وقيام ثورة 14 يناير 2011 والأحداث التي تلتها. معتمدا تقنية “الفلاش باك”. كاشفا عن الصراع السياسي والأيديولوجي الذي عمّق من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، وزاد أيضا من احتدام النقاش السياسي وكذلك النقاش العام في مسائل جانبية لا تهمّ القضايا المركزية والأساسية للشعب التونسي.

-------------------------------------------------
المصدر : محمد الحمامصي  - العرب 

الأحد، 13 يناير 2019

عروض متنوعة وهادفة في مهرجان مسرح الطفل 2019 في سوريا

مجلة الفنون المسرحية

عروض متنوعة وهادفة في مهرجان مسرح الطفل 2019 في سوريا


عام بعد آخر يتسع نطاق مهرجان مسرح الطفل، مرسخاً صورة احتفالية تثقيفية وترفيهية مجانية للعائلة السورية، حيث تحرص وزارة الثقافة – مديرية المسارح والموسيقا على إقامته سنوياً مجاناً وتزامناً مع العطلة الانتصافية، حرصاً منها على تخفيف العبء المادي على العائلة.
افتتح المهرجان في 26 -12-2018 بعرض هارموني ومرافقة فرقة كشافة للترحيب بالضيوف وتضمن هذا العام أكثر من 37 مسرحية، بواقع ما يقارب 170 عرضاً، في المسارح والمراكز الثقافية شملت المحافظات السورية كافة.
إضافة لتلك العروض كان هناك أنشطة موازية تمثلت في مسرح الحمراء «فرقة تكريم الفنانين توفيق العشا وسلوى الجابري ومعرض للدمى والبوسترات الخاصة بمسرحيات سابقة»، وفي مسرح القباني « ورشة عمل خيال الظل بعنوان: «نور وظل» وأخرى بعنوان: «دمى قفازية وفن الأورغامي».
عروضٌ هادفة، معظمها من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا تحمل طابعاً تعليمياً وترفيهياً وقيماً أخلاقية وتربوية تعزز مكانة المسرح ودوره التربوي والثقافي، وخاصة في ظل الظروف التي مرت على سورية، تلك العروض مستوحاة من قصص واقعية وخيالية تنمي فكر الطفل وإحساسه وتساهم في بناء شخصيته وتوسيع مداركه.
تحرص المديرية على إقامة هذا المهرجان سنوياً في العطلة الانتصافية لجذب الطفل إلى عام المسرح كفن راق يقدم المتعة والفائدة ويرسل رسائل هادفة وموجهة إلى قلب وعقل كل طفل. ويذكر أن مهرجان مسرح الطفل استمر إلى 4-1-2019.

----------------------------------
المصدر :| هناء أبو أسعد - الوطن 

معهد الفن المسرحي بالشارقة يستقبل الطلاب في سبتمبر.. الدراسة 4 سنوات

مجلة الفنون المسرحية

معهد الفن المسرحي بالشارقة يستقبل الطلاب في سبتمبر.. الدراسة 4 سنوات

كشف بيتر بايلو، المدير العام لمعهد الفن المسرحي بالشارقة، بدء العمل بالمعهد في سبتمبر/أيلول المقبل، وأنهم بصدد إنهاء موقع على الإنترنت يشمل كل التفاصيل الخاصة بالمعهد ونظام التدريس فيه. 

وحول طريقة التدريس والاستراتيجية المتبعة قال بيتر، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي المقامة بالقاهرة، إن المعهد يحوي 3 أقسام رئيسية؛ هي التمثيل والإنتاج وإدارة المسارح.

وأضاف أن المعهد يلتزم بالمعايير العالمية من خلال خطة تقوم على تغليب الجانب العملي على النظري وتأهيل الطلاب لمواكبة سوق العمل وإكسابهم مزيداً من الخبرات الفنية والحياتية.

وذكر أنهم يهتمون بميول الطلاب ويخصصون فصولا إضافية فيما يسمى "المختبر المسرحي" الذي يجتمع فيه طلاب كل الأقسام لتبادل الخبرات والتواصل من أجل الإلمام بكل تفاصيل المنظومة الفنية.

وقالت جاكلين جورج، مديرة الإنتاج بالمعهد، إن المواد الدراسية بالمعهد خاضعة لنظام التدريس بدولة الإمارات ومتوافقة مع المعايير العالمية، وعلى الدارسين الراغبين في الالتحاق بالمعهد اجتياز شرط اللغة الإنجليزية بحد أدنى 6.5 درجة.

وأشار غنام غنام، مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، إلى أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصدر منذ فترة وجيزة قرار إنشاء معهد الفن المسرحي بالشارقة لإيمانه بتكاملية الفنون، معتبراً أنه خطوة على طريق الريادة الثقافية التي تسعى لها الإمارات حتى تكتمل منظومة الفن المسرحي بكل طوائفها الفنية العملية والنظرية.

وأوضح غنام أن الدراسة باللغة الإنجليزية لمدة 4 سنوات، تتضمن 30 ساعة تدريبية خلال الأسبوع، يحصل الطالب بموجبها على شهادة البكالوريوس.



---------------------------------------
 المصدر : بوابة العين الإخبارية

"نساء بلا ملامح".. ثلاثية المرأة والوطن والإنسانية

السبت، 12 يناير 2019

"المجنون".. عرض مسرحي إماراتي يحلم بجائزة في القاهرة

الجمعة، 11 يناير 2019

ناشئة الشارقة في ضيافة مهرجان المسرح العربي بالقاهرة

مجلة الفنون المسرحية


ناشئة الشارقة في ضيافة مهرجان المسرح العربي بالقاهرة

سامح مهران 

يشارك وفد من منتسبي ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، في مهرجان المسرح العربي، الذي تنطلق فعاليات دورته الحادية عشرة مساء اليوم الميس في جمهورية مصر العربية الشقيقة، وتنظمه الهيئة العربية للمسرح ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة الشارقة، تحت شعار «نحو مسرح عربي جديد ومتجدد»، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية. 

وتتجسد مشاركة الناشئة في المهرجان الذي تستمر فعالياته إلى 16 يناير 2019 الجاري، في حضور البرنامج التدريبي المُعد من أجلهم ضمن فعاليات المهرجان بالتنظيم المشترك بين ناشئة الشارقة والهيئة العربية للمسرح، والذي يحمل عنوان "حضور الجسد ... بين استخدام الحركة ومواجهة الجمهور"، وتقدمه الممثلة والمخرجة المسرحية نورا أمين  والمدربة المساعدة حنان عقل، هذا إضافة إلى الاستمتاع بمشاهدة العروض المسرحية المشاركة في المهرجان بما يتيح لهم فرصة الاحتكاك بأصحاب الخبرات الفنية من مختلف دول العالم العربي.

وقال الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله: إن شراكتنا مع ناشئة الشارقة نابعة من ثقتنا بأن إعداد كوادر شبابية ضمن هذه المؤسسات الطموحة سيكون رافد مهم جداً لمسرحنا المحلي والعربي، وامتدت هذه الشراكة المثمرة مع ناشئة الشارقة لسنوات، تحققت فيها العديد من النتائج الإيجابية، تتمثل في مجموعة من الشباب الذين استطاعوا الانخراط في المشهد المسرحي الإماراتي يشكل كبير، ومنهم عناصر فاعلة ومؤثرة في الفرق المسرحية الإماراتية عبر مشاركتهم في عروض مهمة، وهذه دلالات تدعو إلى الفخر، وتؤكد نجاح التجربة التي نحرص دوماً على استمراريتها ورفدها بكل الخبرات العربية والدولية، كما ويشجعنا أيضاً على المضي قدماً في تعميم هذا المشروع النموذج في الإمارات وخارج حدودها أيضاً على مستوى العالم العربي.
وأضاف الأمين العام للهيئة العربية للمسرح: لاشك أن مشاركة الناشئة معنا في مهرجانات عربية بهذه الضخامة، تُعد مصدراً معرفياً لهم، واحتكاك مهم مع نخبة من نجوم الفن المسرحي في العالم العربي، إضافة إلى أن الهيئة بالتعاون مع ناشئة الشارقة توفر لهم فرص تدريبية خاصة تُعقد لهم ضمن مهرجان المسرح العربي، بما يسهم في إعداد جيل متسلح بالمعرفة والخبرة التي تمكنه من مواصلة عمله المسرحي.
وأشارت فاطمة محمد مشربك مدير ناشئة الشارقة بالوكالة، إلى حرص ناشئة الشارقة على مشاركة أبنائها في المهرجانات والمحافل على الصعيدين العربي والدولي بالشكل الذي من شأنه صقل مهاراتهم، والاطلاع على التجارب المتنوعة والممارسات الحديثة في شتى المجالات.

وأشادت مشربك بالجهود المخلصة من الهيئة العربية للمسرح، متمثلة في أمينها العام إسماعيل عبد الله، عبر التعاون المستمر من فريق عمل الهيئة، وتواصلهم الملموس مع ناشئة الشارقة، وتقديمهم لفن تخصصي نادر يتيح للناشئة فرصة التدريب على أيدي نخبة من كبار فناني المسرح على مستوى الوطن العربي، واكتساب خلاصة خبراتهم في مختلف الفنون الهادفة،
وأضافت مشربك: نطمح من خلال هذه المشاركات، إلى تنشئة وإعداد كوادر شبابية تحقق الاستمرارية جيلاً بعد جيل، في حلقة تكاملية تتشابك فيها الأدوار بانسيابية ومرونة، وذلك عبر الاستعانة بأبنائنا الناشئة في تدريب أقرانهم من المنتسبين الجدد على ما تعلموه من مهارات حتى تنتقل الخبرات من الشباب وإليهم. 
وأوضح عدنان سلوم مخرج المسرح وفنون العرض في ناشئة الشارقة، أن الناشئة المشاركين في مهرجان المسرح العربي هذا العام تم اختيارهم من نخبة فريق مسرح الناشئة من منتسبي مراكز ناشئة الشارقة الثمانية، الذين كان لهم حضور مميز في ورش ودورات تدريب برنامج الفنون المسرحية الذي نظمته المؤسسة للعام الماضي 2018، تحفيزاً لهم وإسهاماً في تطوير مهاراتهم المسرحية، بالشكل الذي يعزز من قدراتهم الأدائية، ويمكنهم من إنتاج أعمال فنية إبداعية تعبر عن واقعهم وتناقش تطلعاتهم.

ويتكون وفد الناشئة المشارك في فعاليات المهرجان برئاسة فهد الرئيسي من خليفة بن علي الجابري وعبد الله هلال عبد الله ومحمد سعيد القايدي وحمد محمد القايدي وجاسم فهد الحمادي والشقيقان حمد وماجد جمعه أحمد، والإخوة الثلاثة محمد وأحمد وماجد علي سالمين وعبدالله راشد النقبي وعبد الرحمن سالم النقبي، إضافة إلى  الأخوين عبد الله وعبد العزيز سعود الحضرمي وسيف سلطان آل علي، يرافقهم فريق عمل إشرافي من موظفي ناشئة الشارقة.
وكان في استقبال فريق الناشئة وفد تكون من مجدي عمر مدير العلاقات العامة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة بتوجيهات من سعادة جمعة مبارك الجنيبي سفير الدولة بالقاهرة لتسهيل مهمة أبناء الوطن خارج حدوده، إضافة إلى أحمد يوسف وعمرو حلاوة ومحمد رفعت أعضاء لجنة استقبال الوفود بوزارة الثقافة المصرية.






الأربعاء، 9 يناير 2019

بحضور 15 من كبار نجوم المسرح .. احتفالية خاصة جدا لتكريم " رموز المسرح المصري " قبل انطلاق الدورة 11 للمهرجان العربي

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption