أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 9 أبريل 2016

لوب دي فيغا: أمير المسرح الإسباني /إبراهيم محمود الصغير

مجلة الفنون المسرحية

لوب دي فيغا) علم من أعلام المسرح الإسباني، ومن أهم أدباء إسبانيا في عصر النهضة، وهو أحد أهم وجوه (الباروكية) الإسبانية، أي المرحلة الكلاسيكية في إسبانيا، وقد افتتح أول الطرق لبناء ما يدعى (المسرح القومي الإسباني)، وكان قد شكل مع معاصره الشهير (سيرفانتس)، ومن قبله (لوب دي رويدا)، ومن ثم (كالديرون)، أحد تلاميذه ومنافسيه، الذي جاء بعده، كان قد شكل معهم الصرح المسرحي العظيم لإسبانيا. إلا أن (لوب دي فيغا) كان أشهرهم في مجال المسرح(1)، وقد شهد له بذلك (سيرفانتس)، معاصره ومنافسه العظيم، وأقر له بالتفوق الفريد في مجال المسرح، ونصبه ملكاً للمسرح، حيث يقول في مقدمته لمجموعة مسرحياته: «ثم لم يلبث أن برز أعجوبة الطبيعة، وغولها الخارق، (لوب دي فيغا) العظيم، فتربع على عرش الكوميديا، وأصبح جميع المؤلفين من رعاياه، وملأ الدنيا بأعماله الموفقة المحكمة.» كما تأثر به، تلميذه ومنافسه العتيد (كالديرون) إلى درجة كبيرة. وليس من الغريب أن تعتبره إسبانيا أعظم كاتب عرفته في تاريخها. وهو في ذلك لا يقل أهمية عن (شكسبير) بالنسبة لانكلترا، أو (موليير) بالنسبة إلى فرنسا. وقد أعجب الشعب الإسباني به إلى درجة أنه كلما شاهد أو قرأ عملاً عظيماً، كان يقول هذا من عمل (لوب). «لقد بلغ من تقدير عامة الناس له أن اسمه دخل اللغة الإسبانية كعلم على أغلى ما يتداوله الناس من ذهب وفضة وحرائر. فإذا أراد بائع أن يعلي من شأن ما يعرضه من سلع نادى عليه باسم (لوب). وإذا أراد رسام أن يسمي إحدىلوحاته بأرفع الأسماء أطلق عليها اسم (لوبي). فأصبح اسمه نعتاً للرفعة والسمو.»(2)

تميز (لوب) بغزارة إنتاجه غير العادية، إذ يقال إنه كتب حوالي (2200) مسرحية ولكن ما وصل إلينا لا يتعدى (500) مسرحية، وكان يكتب المسرحية خلال يومين أو ثلاثة، وقد ظهرت موهبته الكتابية مبكرة، فكتب أولى مسرحياته وهو لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، وكان اسم هذه المسرحية (المحب المخلص)(3).
ولم يكن كاتباً مسرحياً فقط، بل كان كاتباً وشاعراً وروائياً. وكان مثقفاً ثقافة جيدة، وملماً ببعض اللغات كاللاتينية والإغريقية والإيطالية والإسبانية القديمة والبرتغالية والفرنسية. ولم تقتصر شهرته على إسبانيا فقط، وإنما تعدتها إلى أوروبا خاصة، وإلى بقية العالم عامة. وظفرت أعماله المسرحية بإعجاب عالمي في كل الآداب، وكانت حياته سلسلة من الاندفاعات العاطفية المشبوبة، المفعمة بالخصوبة الفنية والحيوية التي تصل إلى أوجها عنده. يقول عنه (فوسلير): «إنه من أصدق من مزج الأدب بالحياة، فأحيا أدب العصور الوسطى من جانب وأدب حياته الخاصة من جانب آخر».(4)
فمن هو (لوب دي فيغا) هذا؟ وما هو سر عبقريته؟ وما هي أعماله وإنجازاته ومآثره التي أعطته الشهرة والخلود؟
لوب دي فيغا
حياته وأعماله: ولد (لوب فيليكس دي فيغا كاربيو) في 25 تشرين الثاني من عام1562 في منزل شارع (مايور) في مدريد، وهو يوم القديس (لوبي) الذي أطلق عليه اسمه. كان أبوه يشتغل بالنسيج اليدوي والتطريز الفني على الملابس والأقمشة المزركشة. وكان قد هبط من جبال الشمال في (سنتاندير) إلى مدريد، وكان يهوى الشعر والخدمة الدينية، بالإضافة إلى حرفته الفنية في التطريز. وربما أنه أورث حبه للشعر وللفن، واندفاعه العاطفي المرهف الشفاف لابنه (لوب).
يقول كاتب سيرته (بيريث دي مونتالبان) إنه كان طفلاً معجزة. فلم يلبث بعد ذهابه إلى المدرسة بقليل أن تعلم، وهو في الخامسة من عمره، قراءة اللاتينية والإسبانية القديمة، وشرع في نظم أبياته الشعرية الأولى. وفي سن العاشرة دخل مدرسة (الجزويت اليسوعيين) وأخذ يدرس فيها العلوم، وكانت له عناية خاصة بالرياضيات وعلم الفلك، كما قرأ أعمال (هوراس، وأوفيد، وفرجيل) وأتقن كذلك علوم اللغة من نحو وبلاغة وأدب، بالإضافة إلى إجادته اللاتينية والإسبانية القديمة، ويترجم قصائد من الأولى للثانية، كما أصبح ينظم أشعاره الخاصة، ويعنى بالمسرح، حيث يعتقد أنه بدأ يقدم أولى أعماله المسرحية. كذلك تلقى دروساً في فن الشعر على يد الشاعر (بثينتي أسبنييل)، كما صرح في أحد كتاباته.
في عام (1575) كتب مسرحيته الأولى (العاشق الحقيقي) والتي قام بتنقيحها بعد ذلك بأعوام ونشرها، انتقل بعد ذلك، إلى جامعة (الكالا) أو (قلعة عبد السلام) كما كان يسميها العرب. والتحق في الوقت نفسه في خدمة أحد رجال الدين الكبار وهو (أسقف أبيلا) ليعينه على تكاليف الدراسة في الجامعة، ولكنه لا يكملها، خلافاً لما يزعمه، وربما لأسباب عاطفية. وفي عام (1578) يموت والده، ولا يبق له إلا إخوة لا يعينونه على شيء من تكاليف الحياة، إلا أنه لم يهجر الدراسة الجامعية نهائياً، بل التحق مرة أخرى بأعرق الجامعات الإسبانية في مدينة (سلمنقة) وانتظم بالدراسة بها، متتلمذاً على يد كبار الأساتذة، دون أن يكف عن الكتابة للمسرح ونظم الشعر. وقد شغف في هذه الفترة بتعلم اللغات، ولم يكد يكمل بضعة وعشرين عاماً حتى أصبح يتمتع بقدر كبير من الشهرة والتقدير الأدبي.
لم يستطع (لوب) الاستمرار في الدراسة، فتطوع في الأسطول البحري الإسباني لغزو جزيرة (أثوريس) البرتغالية، وإخضاعها للتاج الإسباني، وتعود الحملة منتصرة، كما يعود منها (لوب) مشبعاً بروح البطولة، ومصطلحات الحرب البحرية التي ما فتئ يرددها في أشعاره فيما بعد، ويبدو أن شهرته آنذاك قد ذاعت إلى درجة أن يمتدحه أديب إسبانيا الأكبر (سيرفانتس) كما مرّ معنا.
تعرف (لوب) في هذه المرحلة على حبه الأول (ألينا أوسوريو)، وهي ابنة مدير فرقة مسرحية ومتزوجة، والتي كان لها تأثير خطير في مجريات حياته، يحضر في مدريد دروساً في أكاديمية الرياضيات التي أنشأها الملك (فيليب الثاني)، ويشرع في دراسة الفلك، ويظل على علاقة ملتهبة مع حبيبته (ألينا)، وفي الوقت نفسه ينشر أشعاره الأولى في مجلة (البستان الروحي) التي تصدر في (بلد الوليد).
ويبدو أن حبيبته (ألينا) وجدت عشيقاً غنياً آخر، فاستأثر باهتمام أهلها، فلم يطق (لوب) صبراً، وغضب منهم غضباً شديداً، وسبّهم سباباً مقذعاً، وشهّر بهم في أشعاره فأقيمت عليه دعوة قضائية بالقذف والتشهير، وحُكم عليه بالطرد من منطقة العاصمة ثمانية أعوام، والنفي في أرجاء المملكة أربعة أعوام، وإهدار دمه إن اخترق حصار هذه المناطق خلال فترة الحكم.
ولا يلبث (لوب) أن يشتبك في غرام عنيف آخر، ولمّا يفرغ من إجراءات المحاكمة. وكانت حبيبته الثانية تدعى (إيزابيل دي أوربينا) وهي من أسرة طيبة محافظة، ويتزوجها ويسافران معاً إلى (طليطلة) تنفيذاً للحكم الصادر بحقه، ولكنه يهجر زوجته بعد أسبوعين، ويتطوع في الجيش مرة أخرى. ويذهب في حملة بحرية إلى إنكلترا، يقوم بها الأسطول الإسباني المسمى (الأرمادا) والذي كان يسمى (الأسطول الذي لا يقهر). وتشاء الأقدار أن ينكسر هذا الأسطول، ويعود (لوب) منكسراً ذليلاً هذه المرة، بعد أن أوشك على الغرق، وفقد أخاه الذي كان قد تطوع معه، وقد تركت هذه الحرب في نفسه جرحاً أليماً لا يُنسى فكتب قصيدة طويلة اسمها (أنجليكا الرائعة) التي يخيّم عليها جو الحرب، ويتخللها شعور تراجيدي عام، حاول فيها أن يقلد الشاعر الإيطالي المعروف (أريوستو).
يتوجه (لوب) إلى (طليطلة) ويأخذ زوجته، ويسافران إلى (بلنسية) شرقي إسبانيا، وهناك يقيم علاقات قوية مع شعرائها وكتّاب المسرح فيها، ويبدأ في احتراف الكتابة والتأليف للمسرح، ويشارك في نشر مجموعته (الرومانس) ويكتب مقدمتها. وفي عام (1589) تموت والدته في مدريد، ولكنه لا يستطيع حضور جنازتها امتثالاً لحكم النفي، ويلتحق بخدمة (دوق ألبا) وينتقل للإقامة معه في مدينة (البادي تورميس) مع أسرته، حيث يعمل سكرتيراً له، وينظم له بلاطه الأدبي.
تموت زوجته في عام (1595) وهي تضع طفلتها الثانية، ثم يتصل بوالد حبيبته الأولى (ألينا) الذي يتنازل عن حقه، فيصدر قرار العفو عنه ويعود إلى مدريد.
وسرعان ما يغرق بدوامة من العلاقات العاطفية الأخرى، حيث يقع في حب أرملة شابة تسمى (أنطونيا تريو) ويدان لعلاقته بها. ثم يتعرف على الممثلة الحسناء (ميكاييلا دي لوخان)، التي يقدر لها أن تكون أهم ملهمة له، وأن تصبح رفيقة حياته في أخصب سنوات نضجه الشخصي والأدبي.
يستمر (لوب) في حياته المسرحية، ويدخل في خدمة (الماركيز دي مالبيكا) وهو مارشال في منطقة (قشتالة)، ولا يلبث (لوب) أن يتزوج عام (1598) من (خوانا دي جواردو).
يعمل بعد ذلك بخدمة (الماركيز دي ساريا) وينشر قصتَيه (الأركاديا ودراجونتيا)، ويقوم بهذه الفترة بمغامرة عاطفية مع سيدة مجهولة في (بلنسية) كما يكتب مسرحية (أغنياء بيا ألبا) .
في عام (1602) ينشر قصيدته الطويلة (أنجليكا الرائعة) ثم يسافر إلى إشبيلية وغرناطة ويتعرف على الأدباء فيهما. وفي عام (1604) ينتقل مع زوجته الشرعية إلى طليطلة، وهناك يكتب مسرحيته الشهيرة (نجمة إشبيلية)، كما يواصل تأليف القصص فينشر قصته (الحاج في وطنه). ويكلف عام (1605) بتنظيم مهرجانات طليطلة الأدبية احتفالاً بمولد أمير (أشتورياس) والذي سيصبح فيما بعد (فيليب الرابع). وتشاء الصدف أن يتعرف على الدوق (سيسا) الذي يتخذه كاتبه وصفيه وسكرتيره، وقد استمرت علاقته معه قرابة (25) عاماً، أي بقية حياته تقريباً، وكان (لوب) يبعث إليه برسائل كثيرة عندما يكون بعيداً. وقد صار لهذه الرسائل شأن عظيم فيما بعد.
كانت عشيقته (ميكاييلا) قد أنجبت له ولداً أسماه (فيليكس لوبي)، كما أنجبت له زوجته الشرعية ابناً سماه (كارلوس فيليكس)، وكان دائم التنقل ما بين مدريد وطليطلة. في هذه الأثناء وفي عام (1608) كتب مسرحيته الشهيرة (بيربانييث وقائد أوكانيا) بالإضافة إلى مسرحيات أخرى. وبعدها بعام نشر قصيدته المطولة (بيت المقدس المفتوح) ومجموعة قصائده المعنونة (قواف)، وأضاف إليها كتابه (الفن الجديد لكتابة الكوميديا).
انضم (لوب) إلى عدة جماعات دينية، ودخل في نزاعات أدبية كثيرة، وتعرض في إحدى المرات لمحاولة اغتيال، ولكنه نجا منها بأعجوبة، فقد كان كثير من الناس يكنون الضغينة عليه لأناقته، وحيويته، واكتفائه بنفسه، وحظه، وأصدقائه الأرستقراطيين، وبخاصة لحظوته لدى النساء، ونجاحه الشعبي الذي صار أسطورياً.
في عام (1612) يموت أحبّ أبنائه إليه (كارلوس فيليكس) فيهدي لذكراه قصته الرعوية (رعاة بيت لحم)، ثم لا تلبث زوجته الشرعية أن تموت بعد أن وضعت طفلة سماها (فيلثيانا)، يسافر (لوب) مع الدوق (سيسا) بصحبة وفد البلاط الذي يصاحب الملك إلى (شيقوبية) و(برقش) و(ليرما)، وينـزل في المدينة الأولى ضيفاً على الممثلة (خيرو نيما دي بورجوس) التي تربطها به علاقة غرامية.
تنتاب (لوب) في عام (1614) أزمة دينية حادة، تحمله على الترهب والتحول إلى صفوف القساوسة، ويشارك في الصلوات والاحتفالات الكنسية، ويعرض له في هذه الفترة مسرحية (جمال الفينكس) كما تنشر له (القوافي القدسية). وفي مدينة (بلنسية) يقع فريسة المرض والحمى، ثم يتماثل للشفاء، ويلتقي هناك براهب شاب اسمه (فرناندو) ويكتشف المؤرخون أنه ابن (لوب) وثمرة حبه الخاطف مع السيدة المجهولة في (بلنسية) ويتعرف على سيدة أخرى في المدينة نفسها عام (1616) تدعى (مارتا نيباريس) وينسى وضعه الكنسي الجديد، وينجرف في مغامرة مشبوبة معها، ثم يهدي إليها مسرحيته التي كتبها بعد ذلك (أرملة بلنسية).
يواصل (لوب) كتابة مسرحياته وقصصه وكتاباته الأخرى ومنها (انتصار الإيمان في بلاد اليابان) ومسرحية (فارس أولميدو). كما يترأس المهرجانات الأدبية والمسابقات الأدبية المتنوعة في عدة مدن إسبانية.
في عام (1625) ينشر الجزء العشرين من مجموعة أعماله المسرحية وهو آخر جزء ينشر له في حياته، كما ينشر أيضاً قصيدته (انتصارات دينية وقصائد أخرى) إكليريكية، وتعتبر من أهم أعماله ذات الطابع الشعري اللاهوتي. وبعد عامين ينشر قصيدته (التاج المأسوي) مهداة إلى بابا الفاتيكان حينئذٍ (أوريانو الثامن) فيمنحه البابا لقب دكتور في العلوم اللاهوتية ويخلع عليه لباس (مالطة) والحق في استخدام لقب (أخ).
تتوالى في السنوات الأخيرة من حياته أعماله، التي منها قصيدة تعليمية بعنوان (غار أبولو) والمسرحية الشهيرة (الغابة بلا حب) وتعتبر أول أوبرا غنائية إسبانية من نوع (الثارثويلا) والذي ابتدعه (لوب) وأصبح من أهم أجناس المسرح الغنائي الإسباني فيما بعد. كما عرضت مسرحيته (ليلة سان خوان) أمام الملك والملكة.
في عام (1632) تموت رفيقته (مارتا نيباريس) بعد أن أصيبت بالعمى فترة طويلة وتنشر قصته الكبرى (لادوروتيا) التي كتبها منذ أعوام بعيدة، وتعد من أفضل أعماله القصصية. كما ينشر قصيدته (أماريليس) التي يحكي فيها على طريقة أدب الرعاة، قصة حبه وحياته مع (مارتا نيباريس).
كانت مسرحية (بهاء بيليسيا) آخر عمل درامي ألفه (لوب) وذلك عام (1634)، تختفي ابنته (أنطونيا كلارا) هاربة من بيت الزوجية، إذ يختطفها عاشق مجهول، كما يموت ابنه المقرب إليه (لوبي فيليكس) ويعتبر هذان الحادثان من قواصم ظهر (لوب).
في عام (1635) وهي السنة الأخيرة من حياته، يكتب قصيدته (إيجلوجا) ويشير فيها إلى تراكم الكوارث عليه، ويكتب وصيته الأخيرة، ثم يقع فريسة لمرض لا يشفى منه. ويموت في (17/آب من العام نفسه) عن ثلاث وسبعين سنة. وفي العام التالي ينشر (بيريث دي مونتلبان)، تلميذه وصديقه، أول تأريخ لحياته بعنوان (شهرة ما بعد الموت)(5).
لوب دي فيغا الشاعر
في أبيات شعرية جميلة يقول الشاعر الإيطالي (فولفيو تيستي) بعد وفاة (لوب) بقليل: «إن (أبولو) إله الشعر قد غيّر لغته اليونانية، وبدّل أوتاره الأصلية، فأخذت تعزف بالشعر على لسان (لوب دي فيغا) بالإسبانية»(6).
وهذا يعني أن السيطرة الأدبية قد انتقلت من اللغات الكلاسيكية إلى اللغات العامية الجديدة، وخاصة الإسبانية، بفضل إنتاج عبقري مثل (لوب)، الذي كان شاعراً عظيماً قبل أن يكون روائياً أو مسرحياً، لأن المسرحية وحتى الرواية، في عصره، كانتا تكتبان في الغالب، شعراً وليس نثراً، لذلك كان الإسبان يلقبون (لوب) بشاعر إسبانيا الأكبر وصانع مسرحها.
كانت لغته الشعرية سهلة، سلسلة، جميلة، وقريبة من ذوق الشعب وإحساسه، وفهمه وعاداته وتقاليده، وروحه القومية، إذ عرف (لوب) كيف يوظف رموزه للتعبير عن العواطف البشرية الخالدة، وبذا أصبح شاعراً قومياً تراثياً، فهو يعيد تكوين تقاليد أمته الشعرية، وأحداثها التاريخية، ويبتلع أساطيرها معلناً: «كل شيء يتوحد.. التاريخ والشعر»(7).
كانت قصائده الغنائية العذبة، التي كتبها خلال تجربته المريرة في حب الغانية اللعوب (ألينا أوسوريو)، تكشف عن طبيعة هذا الشاعر القلق في فورة شبابه، والذي لا يتصور الشعر إلا مزيجاً حاراً من الفن المعبر عن وقائع الحياة، والعاطفة الجياشة بأحداثها، مما لابد أن يدرك الشهرة والذيوع، ويصبح من الشعر السائر (الرومانسي) الذي يعتمد على العناصر الشعبية والغنائية والدرامية معاً، وقد كان هذا (الرومانس) نموذجاً للشعر الطبيعي العفوي، الذي ينبع دون تكلف، ويتدفق بلا قانون، وإلى هذا كان يقصد (لوب) عندما يقول:
«تلك القصائد الرومانسية يا سيدتي... تولد كما تبذر الحنطة في الحقول»
وفي إحدى مقدماته يمجد (لوب) العفوية الضرورية، ويدعو إلى تجنب التقليد المزخرف للأقدمين، وتفادي الصنعة البلاغية المفتعلة، تمسكاً بالفطرة الرفيعة التي لا تستبعد الفن، وإنما تتجاوزه على أساس «أن ما تصيبه الطبيعة دون صنعة لهو الكمال بعينه»(8).
وعلى هذا الأساس كتب (لوب) شعره في الرواية مثل (الأركاديا) والتي هي قصيدة رعوية طويلة كتبها عام (1598) وهي تعتبر من جيد شعره ورائِعِهِ، مع أنها رواية في الوقت نفسه، كما كتب مسرحياته بالشعر، ليس الدرامية منها فقط، بل والكوميدية في معظم الأحيان، مع أن الكوميديا تكتب نثراً أكثر مما تكتب شعراً، أما كتابة الشعر كشعر، فقد نظم الكثير من القصائد الرائعة المشهورة، مثل قصائده الأولى التي نشرها في (مجلة البستان الروحي) عام (1584) أو قصائد الهجاء في أسرة حبيبته الأولى (أولينا أوسوريو) ومشاركته في قصائد (الرومانس) التي نشرت عام (1589). بالإضافة إلى قصائده الشعرية والأدبية وغيرها. كما لا ننسى قصائده الطويلة الرائعة مثل: (بيت المقدس المفتوح – أنجيليكا الرائعة – قواف – ميلومينا – لاثيرثي وأشعار أخرى – انتصارات دينية وقصائد أخرى – التاج المأسوي – إيساغوجي – أماتريليس – إيجلوجا). وهناك قصائد ومقطوعات وأغانٍ كثيرة، منفردة أو ضمن كتاباته الأخرى، والتي لا يسعنا ذكرها في موضوعنا هذا.
لوب دي فيغا الروائي
كتب (لوب) كثيراً من الروايات والقصص المتنوعة، إلا أنها لم تكن بقوة وروعة مسرحياته، مع أن بعض رواياته تمتاز بالقوة والحبكة الجيدة مثل روايته (لادوروتيا) والتي تعد من كبرى رواياته، وقد سجل فيها ذكريات شبابه الأول، وتعد برأي معظم النقاد، من أفضل أعماله القصصية، ولكن روايته (الأركاديا) رغم براعة أشعارها وسهولتها، تبدو متصنعة ومبتذلة. وهو يعترف بتقصيره في الرواية، وعدم تمكنه منها جيداً، ويقر بقدرة الكُتاب الآخرين فيها أكثر منه، ويبدي احترامه لهم بصراحة كما فعل مع (سيرفانتس) حين مدح روايته (غالاتيه) قائلاً: «ها هي غالاتيه فإن أردت كتاباً جيداً.. فلن تجد أفضل منه»(9).
ويعود سبب تقصيره في الرواية، كما يقول بعضهم، إلى أنه خُلق شاعراً بالفطرة وليس روائياً، وأنه لم يستخدم النثر إلا قليلاً وفي أغراض خاصة، مثل كتابة الرسائل وبعض الكتابات الأخرى. حتى كتابه المسمى (الفن الجديد لكتابة الكوميديا) كتبه شعراً. ويقولون أيضاً إن كتابة الرواية شعراً لا يعطيها القوة والروعة والسحر كما في مسرحياته، ومع هذا فقد كتب روايات وقصصاً كانت ناجحة في وقتها، وحتى إلى يومنا هذا، ومن أهمها: (دراجونتيا – الحاج في وطنه – رعاة بيت لحم: وهي قصة رعوية). وهناك قصص أخرى متنوعة لا يمكننا إحصاءها كلها في هذا الموضوع.
وهناك نوع آخر، يعتبر من القصص، هو قصائده الشعرية الطويلة، مثل قصيدة (أماريليس) والتي يحكي فيها، على طريقة أدب الرعاة، قصة حبه وحياته مع (مارتا نفاريس)، وقصيدته (إيجلوجا) التي كتبها في أواخر حياته، ويذكر فيها تراكم الآلام والكوارث عليه، وكذلك قصيدته (أنجليكا الرائعة) والتي كتبها بعد معركة (الأرمادا) التي انكسر فيها الأسطول الإسباني أمام الأسطول الإنجليزي، والتي قتل فيها أخوه، وهي قصيدة يخيم عليها جو الحرب والقتل والدمار، ويتخللها شعور تراجيدي عام. وهناك قصائد أخرى مثل (إيساغوجي – التاج المأسوي – انتصارات دينية، فيلومينا) وغيرها.
لوب دي فيغا المسرحي
قسم الكاتب الإسباني (نهارو) الكوميديا إلى قسمين هما: الواقعي الحياتي والخيالي. ولكن ما حدث هو أن الكوميديا الواقعية الحياتية وصلت إلى درجة من الإسفاف، بحيث أُفرغت من مضمونها الاجتماعي، فأصبحت مجرد تصوير فظ للواقع. بينما نجد أن المسرحيات الخيالية كانت بدورها متناقضة. فإلى جانب الشخصيات الواقعية هناك شخصيات أسطورية غارقة في الخيال، فجاء (لوب) ليعيد صياغة الواقع، ويرقى به إلى مستوى الشعر، وأخذ الحدث المسرحي ووضعه في سياق منطقي محكم، وبالتالي صار الحدث يتطور بشكل منطقي، ويتناسب مع سلوك الشخصيات والأفعال التي تقوم بها. ولغة (لوب) هي مزيج من اللغة الشاعرية واللغة العادية. وقد رفض أيضاً التقسيم التقليدي للتراجيديا والكوميديا. فالشخصيات الكوميدية تصنع المعجزات، وهذه المعجزات لم تعد حكراً على الشخصيات التراجيدية.
ولكن ميزة (لوب) في هذا المجال، هو أنه لم ينسخ الواقع كما هو، وإنما عالجه معالجة شعرية. وكان يفرّق بين المسرحيات على أساس موضوعاتها، واختلاف حدة الصراع الدرامي فيها. كان يقسم المسرحيات معتمداً على موضوعاتها التاريخية، أو البطولة.
و(لوب) يسجل له تاريخ المسرح أنه ابتدع ما يسمى (دراما البطولة)، أي الدراما التي تتمحور حول مفاهيم كالشرف والفروسية. فالشرف قيمة أخلاقية عالية في المجتمع الإسباني، وأن تسيء إلى شرف إنسان فمعنى ذلك أن تهينه وتسلبه القدرة على الحياة. فالشرف معادل للحياة الحرة الكريمة، والشرف والشجاعة الأخلاقية مفهومان متكاملان كل منهما يكمل الآخر. فالشرف يتضمن العناصر الأخلاقية كلها، وهو المعيار الذي يحدد السلوك الاجتماعي الفردي للإنسان وعلاقته بالسلطة. وقوانين الشرف هي الإخلاص في الحب والصداقة، والشجاعة تعني الاستعداد للبذل والعطاء والتضحية وكان النظام الإقطاعي قد احتكر الشرف لنفسه، فصار يمنح صكوكه لمن يشاء. وكان طبيعياً أن الإنسان البسيط، أي الفلاح، لم يكن في عرف الإقطاع يستحق الشرف. فالإقطاعي يرى أن الشرف هو الإخلاص الأعمى، والولاء المطلق للملك. وهذه المفاهيم والأفكار هي التي ركز عليها (لوب) وعالجها في كثير من مسرحياته مثل (نجمة إشبيلية) و(ثورة الفلاحين).
والملاحظ في مسرحياته أنه لم يحافظ على الوحدات الثلاث التي كانت معروفة في وقته، وهو بهذا المعنى ليس تقليدياً، وإنما كان مجدداً، وهو ما نلاحظه في مسرحية (نجمة إشبيلية) و(ثورة الفلاحين). وهو يستخدم الشعر، ليس في الدراما فقط، وإنما في الكوميديا أيضاً، والشعر لا يخفف عنده من حدة الجو الكوميدي، ويجمع (لوب) أيضاً العادي الحياتي بالشاعري، كما في مسرحية (ثورة الفلاحين) فالناس تقاتل، وفي الوقت نفسه تحب. إنه تصوير حيوي لحركة الحياة بكل تعقيداتها.(10)
وما يدهشنا في (لوب) -كما ذكرنا- هو غزارة إنتاجه، والحفاظ على الجودة وسعة الاطلاع، والثقافة الواسعة في الوقت نفسه، مع أن مسرحياته تختلف من الدراما إلى الكوميديا، وفي الأعمال الدينية إلى الأعمال الدنيوية، ولكن هذه الغزارة والتنوع في إبداعه المسرحي، والانصياع إلى رغبات مدراء المسارح والممثلين طلباً للمال، قد أوقعته في مشاكل فنية كثيرة، جعلت النقاد يحملون عليه بشدة، ويلومونه باستمرار على ذلك. وكان من الممكن أن تبلغ مسرحياته كلها الكمال لو أنه أهمل الجانب المادي منها. فهذا زميله ومعاصره (سيرفانتس) ينتقده بحرارة قائلاً: «ترى جيداً في العدد الذي لا حصر له من المسرحيات التي كتبها العبقري الأخصب إنتاجاً في هذه الممالك، بقدر من الإشراق، وبمزيد من الأناقة، وأبيات غاية في الإتقان، ولغة منتقاة، وأفكار في منتهى السمو.. بحيث ذاعت شهرته في العالم. ومع ذلك فإنه حينما يحاول الرضوخ لذوق الممثلين، لم تبلغ هذه المسرحيات الكمال الذي يتطلبه الفن، على الرغم من وصول بعضها إليه»(11).
صحيح أنه كان فناناً حقيقياً، وشاعراً جيداً، وعبقرياً مبدعاً، إلا أنه استخدم موهبة رفيعة استخداماً مبتذلاً، وكان الأٍسلوب والتوجه الشعبيان، اللذان أشاعهما في المسرح الإسباني، قد انتقصا من شأن هذا المسرح، وقد انحاز التاريخ بمجمله إلى جانب (سيرفانتس) في هذا الجدل، فهبط بــــــ(لوب) في سلم القيم العالمية بعيداً، رغم شهرته وعبقريته وإبداعه الفذ، ولعل ذلك يعود بسبب المال، وإذا ما سولت لأحدهم نفسه بأن يناقش جودة مسرحيات (لوب) وأن يعتقد بأنه كتبها طلباً للمجد، كان (لوب)، ينبهه في رسالة كتبها عام (1604) بقوله: «أعيدوه إلى رشده وقولوا إني كتبتها من أجل المال». ثم يؤكد ذلك بقوله:
«أن نتحدث للعامة بالتفاهات ونشبع ذوقهم بقدر ما يدفعون» (12).
لوب دي فيغا وتأثيره في أوروبا
في عام (1854) اعتبر (شاخ) أن (لوب) هو الذي خلق المسرح الإسباني قائلاً: «وبنفس القوة المبدعة التي تتجلى في الطبيعة، والتي تعطي بوفرة لا تنفد، فإن (لوب) يسكب بيد مفتوحة إبداعاته الرائعة ممثلاً للقوة العليا الباهرة في وطن الخيال، ويأخذ من الكنوز الخفية ما يجده في هذا العالم المسحور». كما يعترف النقد الفرنسي الحديث للكوميديا الإسبانية في عصرها الذهبي، كما تتمثل عند (لوب) بأنها «قد جددت شباب الدراما في أوروبا بأكملها بصفة مباشرة، أو غير مباشرة، فاحتضنها المسرح الإيطالي، ولم يستطع أن يتجاهلها المسرح (الإيزابيلي)، وخاصة (كيد)، وعرفها وتتلمذ عليها المسرح الفرنسي بصفة مباشرة، كما يتجلى ذلك عند (كورني). أو عن طريق المسرح الإيطالي كما يتضح لدى (موليير). وجميع المؤلفين الإسبان، كانوا ينبعون من مصدر واحد هو مبدع المسرح القومي الإسباني، وحتى عندما نرى أبنية مسرحية جديدة مثل (الأوبرا الإيطالية) وتراجيديا (راسين) وأسس المسرح الحديث فعلينا أن نكتشف تحتها حجر الزاوية الرئيس، بصيغته السحرية التي اقترحها ومارسها (لوب)»(13).
وعندما بدأت مظاهر الرومانتيكية تتسرب إلى الآداب الأوروبية كان الألمان من أوائل من اعترفوا بقيمة مؤلفي المسرح الإسباني في ريادة هذا الاتجاه، ففضل بعضهم (كالديرون) على غيره، بينما وضع بعضهم الآخر (لوب) فوق جميع مؤلفي المسرح الغربي بمن فيهم (شكسبير) نفسه. وقد اعترف الكُتاب الأوروبيون له بأنه: «كان الكاتب المفضل في عصره في أوروبا وأمريكا». وأن عبقرية (لوب) التي انبثق فيها إنتاج غزير يمثل شلالاً لا ينضب، إذ يصب حوالي (900) بيت من الشعر يومياً، وقد شهد له الجميع بأنه ربما كان أغزر مؤلف أوروبي مسرحي شهده العالم في كل العصور، ومما جعل مترجمه الألماني (الكونت دي سيلون) يهتف:.. ماذا يمثل شكسبير نفسه بمسرحياته الثلاثين؟ لا شيء.. لا شيء على الإطلاق..»(14).
وقد شهد (لوب) تقدير وإعجاب الكتاب الأوروبيين في حياته، عندما شرع في تمثيل الحياة في الأدب، وعُرف عن مسرحه الحداثة والجدة في عصره، فأصبح محط أنظار الناس، وأخذوا يحجون إليه لمشاهدة مسرحياته، مثل الشاعر الفرنسي (ليجينديه) الذي جاء إليه عام (1612) والقسيس (جان بيركامو) عام (1624) الذي فتن بالمضمون الأخلاقي لمسرحياته في فرنسا. وكذلك الكاتب الهولندي (تيودورو رودينبرغ) الذي ظل فترة طويلة في إسبانيا ليشاهد مسرحياته، ومثله الكاتب الإيطالي (فابيو فرانش) والذي عاد إلى إيطاليا يبشر بمبادئ (لوب) الجمالية.
يذهب بعضهم إلى أن المسرح الإسباني عامة، وإنتاج (لوب) بصفة خاصة، مخزن تتكدس فيه الموضوعات والحيل المسرحية، ويسهل على الكتاب أن يغترفوا منه ما شاؤوا من موادٍّ أولية دون حرج، وينقلوها إلى اللغات الأوروبية الأخرى. حتى (كالديرون) مواطن (لوب)، سطا على عدة مسرحيات له، وعدّها مُلكه بأن حسّن فيها كثيراً بالمناسبة نفسها. ويذكر النقاد عن (كورني) بالذات ما سمي من قبيل الدعابة (بالسطو المنظم على المسرح الإسباني). إذ استخدم مسرحيات (لوب) في كل أعماله. ولأنّ (لوب) كان قد اكتشف الكنز الدرامي الكامن في صراع الحب والشرف، فإن (كورني) لم يخفِ في مقدمات أعظم مسرحياته تفضيله للموضوعات الإسبانية. ولأن (لوب) قد صاغ الكوميديا بالبطولة المفعمة بروح النبل والعواطف العميقة، التي يختلط فيها الضحك بالشجن، واللذة المرحة بالألم المُمض اللاذع، فإن (موليير) قد اهتدى بنماذج (لوب) المسرحية في إبداع الكوميديا الفرنسية الراقية وإشباعها بهذه الروح الحيوي النبيل. ويؤكد (درايدن)، الناقد والمؤلف الإنكليزي، بأنه مدين بأفكاره النقدية عن الدراما إلى المسرح الإسباني عموماً. وكانت مسرحيته الأولى التي كتبها عام (1663) تقليداً لإحدى مسرحيات (لوب) على وجه الخصوص. كما أن (شيرلي) و(كراون) كتبا بعضاً من أعمالهما متأثرين بنفس المؤلف الإسباني مباشرة، أو عن طريق بعض الوسطاء الأدبيين.(15). ومن ناحية أخرى فإن كثيراً من مسرحيات (لوب) قد تُرجمت حديثاً إلى معظم اللغات العالمية، وهي ترجمات كاملة أو معدلة، وتُمثل على مسارح هذه البلاد. وكان (بيرانديللو) قد أعاد صياغة مسرحية (السيدة الحمقاء) وعُرضت على المسارح الأوروبية والمدن الأمريكية. والملاحظ في أعمال (لوب) هي قابليتها الواضحة للتعديل والاقتباس وإعادة الصياغة، وهي بهذا تختلف عن أعمال مؤلفين آخرين، ممن يستحيل المساس بإنتاجهم دون الإخلال الشديد ببنيته. ولا ننسى أخيراً أن (لوركا)، الكاتب الإسباني الحديث والشهير عالمياً، قد كوَّن فرقة مسرحية متجولة، مهمتها تقديم أعمال (لوب)، بعد إعادة صياغتها لتناسب الجمهور المعاصر.(16).



الهوامش:
1- تاريخ الآداب الأوروبية – نخبة من المؤلفين – ترجمة صياح جهيم – وزارة الثقافة – دمشق/2002/.
2- نجمة إشبيلية – لوب دي فيغا – ترجمة صلاح فضل – سلسلة المسرح العالمي – العدد /195/ - وزارة الإعلام – الكويت - /1985/.
3- النصوص المسرحية وتاريخها – نديم محمد – وزارة التربية – مديرية التدريب – دمشق /1980/.
4- نجمة إشبيلية – مصدر سابق.
5- أخذت المعلومات عن حياة (لوب دي فيغا) من المصادر التالية:
أ) نجمة إشبيلية.
ب) النصوص المسرحية وتاريخها .
ج) سيرفانتس: دراسة تاريخية – وليم بيرون – ترجمة عيسى عصفور – وزارة الثقافة – دمشق /2002/.
6- نجمة إشبيلية – مصدر سابق.
7- المصدر السابق.
8- المصدر السابق.
9- سيرفانتس: دراسة تاريخية – مصدر سابق.
10- النصوص المسرحية وتاريخها – مصدر سابق.
11- سيرفانتس: دراسة تاريخية – مصدر سابق.
12- المصدر السابق.
13- نجمة إشبيلية – مصدر سابق.
14- المصدر السابق.
15- المصدر السابق.
16- المصدر السابق.

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption