أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في الجزائر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في الجزائر. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 28 أكتوبر 2022

المهرجان المحلي للمسرح المحترف يصنع الحدث الثقافي بالجزائر

مجلة الفنون المسرحية


المهرجان المحلي للمسرح المحترف يصنع الحدث الثقافي بالجزائر

C:\Users\gis\Desktop\المكتب الأول\السيرة الذاتية و العلمية c\السيرة الذاتية و العلمية\DSC_0072 (2).jpg                                                          بقلم النّاقد: د. قدور حمداني

أسدل ستار المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في طبعته الثانية عشر ليلة البارحة في احتفالية بهيجة حضرها الجمهور العريض من مختلف ربوع الوطن

عرف  هذا المهرجان نجاحا باهرا من حيث مستوى الأداء  الفنّي ، دام قرابة أسبوع، وبدأت مجرياته من 20 أكتوبر الى 25 أكتوبر 2022 ، 

تميز بالتنظيم المحكم اداريا و فنّيا ، و حفاوة استقبال الضيوف و المشاركين- بإدارة رشيدة من المدير السيد:" رشيد جرورو" محافظا للمهرجان و مديرا للمسرح الجهوي سيدي بلعباس.

حظي هذا المهرجان بحضور السيّدة وزيرة الثقافة و الفنون" الدّكتورة صورية مولجي"، التي أشرفت على الافتتاح الرّسمي برعاية سامية من معاليها بمعية السيد: والي ولاية سيدي بلعباس السيد سمير شيباني، و مديرة الثقافة و الفنون  السيدة دليلة عواس و كافة السلطات الأمنية و المحلية و أعضاء المجتمع المدني بدعم جماهيري قوي. 

 هذا الحدث الهام الذّي نفض الغبار على الفعل الثقافي بالمدينة ، و كان متنفّسا فنيّا لساكنتها و موعدا ثقافيا    و أكاديميا هاما ، جمع ألمع الوجوه المسرحية وألمع المخرجين و الممثّلين ، و روّاد النّقد المسرحي و الفنّي من كبار النقاد الأكاديميين و المنظرين و أصحاب أقلام  النّقد الانطباعي و الصحفي أمثال البروفيسور: "مخلوف بوكروح"  و الأستاذ:" كمال بن ديمراد " اللذان رافقا سيرورة أبو الفنون بالجزائر أكثر من نصف قرن  ،       و عرفت هذه الطبعة دورتين تكوينيتين على الهامش، ورشة الاضاءة، بتأطير من الفنان" موفق جيلالي" من مسرح الموجة مستغانم، و ورشة الكورال من تأطير الاستاذ: "حكيم حديدي" بمعهد الموسيقى و تركيز الأصوات  لفائدة طلبة الفنون و هواة الفّن الرابع الذين يطمحون للتألق على الخشبة. 

 كما كان همزة وصل بين الجامعة   و مخبرها العلمي "النص المسرحي"، لتنظيم ندوات فكرية  في الترجمة  و التأليف و الاخراج، و نُظّمت جلسات نقدية لمناقشة العروض طيلة المهرجان.

كما ميز هذه الطبعة حضور الجامعة كشريك ( كلية الآداب و اللغات و الفنون جامعة جيلالي ليابس سيدي بلعباس و على راسها العميد البروفيسور عقاق قادة ، و البروفيسور قرقوى ادريس مدير مخير النص المسرحي ، وجامعة ابي بكر بلقايد ،كلية الاداب و الفنون و على رأسها نائب العميد البروفيسور بلحاج طرشاوي.)

  و ما يميز هذه الطبعة مستوى الأداء و تنوّع التجارب المسرحية و رقي الذائقة الجمالية و الأبعاد الفكرية للناقد و المتلقي على حد سواء، و لاسيما طلاب الفنون وهذا نتيجة الاهتمام بهذا المضمار منذ حوالي ربع قرن بإرادة قوية من السلطات العُليا للبلاد لترقية الفنون الأدائية (المسرح و السينما). 

-المهرجان المحلي للمسرح المحترف بسيدي بلعباس في هذه الطبعة- بالمعلم الأثري ذي الطابع العمراني الغربي بعلبته الايطالية الرائعة ( المسرح الجهوي سيدي بلعباس) المصنف حديثا كبناء، موروث مادي من طرف وزارة الثقافة خلال السنة الجارية ، عُرضت فيه مسرحيات محترفة من مختلف ربوع الجزائر على غرار، مسرحية "تجاعيد البحر" لتعاونية موزاييك سيدي بلعباس، مسرحية "هنا ولهيه"، مسرحية" اللعبة" التعاونية الثقافية أهل الفن، مسرحية ضمير يحاكي ضمير سيدي لحسن سيدي بلعباس، مسرحية وين رانا فرقة الأقوال وهران ،مسرحية هنا ولهيه وهران، مسرحية "ليزيميقري" مدينة سعيدة، مسرحية" ميكانيزما " مدينة معسكر، مسرحية  "متحف المجانين" ،لحركة المسرح القليعة . و ما ميز هذه الطبعة ، التيمات التي تناولتها العروض و في مجملها الصراع ما بين الطب و الحب و الجنون و الانفصام و التشرد و الحرقة و هي مواضيع مسرحية تتناول قضايا الانسان المعاصر و عجزه عن حلول مشاكل العصر.  و في الختام وُزّعت الجوائز على الفرق الحاصلة على المراتب الثلاثة الأولى  كما تم تكريم بعض الوجوه الفنية الكبيرة على أمل اللقاء في الطبعة القادمة بمواضيع أكثر جرأة في الطرح و الأداء.

مجلة الفنون المسرحية الكويت

(نحوى مسرح جديد و متجدد).


C:\Users\gis\Desktop\تجاعيد البحر.jpg


الاثنين، 22 أغسطس 2022

اقتراحات لخلق إستراتيجية ناجعة لإصلاح و تطوير حركة مسرح الهواة بالجزائر

الأربعاء، 2 فبراير 2022

العرض اللاأرسطي في النشاط المسرحي بالجزائر / عبد القادر علولة

مجلة الفنون المسرحية


العرض اللاأرسطي في النشاط المسرحي بالجزائر  / عبد القادر علولة 

ترجمة: سمية زباش

          لقد ظهر النشاط المسرحي ذو النمط الأرسطي والناطق بالعربية في الجزائر في سنوات العشرينات (1920)، وبالتحديد في الجزائر العاصمة. والمقصود هنا بالنمط الأرسطي، طريقة صياغة العرض المسرحي، التي تقوم على تصوير الفعل والإيهام. فهو حين يدعو المتفرج إلى لعبة الاندماج (أو التماهي) (l’identification)، يقيّده في دور المشاهد السلبي. وقد ظهر هذا النشاط المسرحي في زمن كانت فيه بلادنا تعاني من نير الاستعمار منذ ما يقارب قرنا كاملا من الزمان.
          ففي عام 1921، قامت فرقة جورج أبيض المصرية بزيارة إلى الجزائر العاصمة. قدّمت خلالها مسرحيتين باللغة العربية الفصحى. بيد أنّ الجمهور الذي لم يألف هذا النوع من الفن، لم يكن حضوره معتبرا في تلك الأمسيات. ومع ذلك، فقد تركت تلك العروض أثرا عميقا لدى المتفرجين، لاسيما الشباب الذين كانوا في غالبيتهم من الطلبة. كما حاول بعض هؤلاء المتفرجين الشباب، وفي إطار ظروف خاصة، ممارسة التمثيل من خلال تقديم بعض المشاهد الهزلية أو مشاهد الوعظ.
          لكن مجيء تلك الفرقة، التي قدّمت أعمالاً مطوّلة لا تقلّ أهمية، في نظر المتفرجين الذين عايشوا الحدث، عن الفرق المسرحية الفرنسية، كان في نظر الكثيرين، بمثابة محفّزٍ لانطلاق أولى المبادرات الهامة في مجال النشاط المسرحي.   
          منذئذ، أخذ الشباب الهواة لهذا النوع من الفن، الذي بدأت ممارسته حديثا في اللغة العربية، ينتظمون في إطار جمعيات ثقافية أو فرق مستقلة بغرض تحقيق ممارسة أكثر إعدادا ونشاطا أكثر تنظيمًا. وفي الفترة ذاتها، وفي عام 1922 على وجه التحديد، قامت فرقة مصرية أخرى بزيارة إلى الجزائر العاصمة، قدّمت خلالها عروضا باللغة العربية الفصحى، الأمر الذي جعل تلك التظاهرات تزيد في تعزيز الحماس الذي بدأ ينشأ لدى شبابنا الواعد الذي كان يخوض، هنا وهناك وبوسائل محدودة جدا، محاولاته المسرحية الأولى.
          لكن لابد الإشارة هنا، إلى أن الممارسة المسرحية ذات النمط الأرسطي، كانت تمثّل بالنسبة إلى أولئك الرواد إمكانية بعث القيم الثقافية الأصيلة التي اجتهد المستعمر في طمسها.
          وعلى هذا الأساس، فقد وقعت المسرحيات الأولى تحت تأثير العروض المصرية، ومن ثم قُدّمت بالعربية الفصحى. مما جعلها لا تحظى، مع الأسف الشديد، إلا بعدد قليل من المتفرجين، إذْ إنه رغم الحماس الذي عمّ تلك التظاهرات، فإن فهم الحوارات ظل مقتصرا فقط على بعض المثقفين، ممّن أُعجبوا بالجهود التي بذلها هؤلاء الممثلون الشباب في هذا المجال.
          وفي نيسان (أبريل) 1926، وبظهور مسرحية "جحا" التي كُتبت بلغة شعبية يفهمها كل الجزائريين، استطاع هؤلاء الرواد حقا إرساء دعائم هذا النشاط المسرحي على قاعدة اجتماعية واسعة، ومساحة جغرافية هامة. فقد تمّ خلال تلك السنوات الأولى، إنتاج مجموعة من المسرحيات بلغت نحو عشرين مسرحية في أقل من عشرة سنوات، وامتدت هذه الحركة المسرحية الحديثة النشأة إلى باقي المدن الأخرى. وكانت الأعمال المقدّمة تستمد موضوعاتها من الحكايات الشعبية، ومن حكايات ألف ليلة وليلة، ومن الأحداث التاريخية، ومن الحياة الاجتماعية أيضا. كما كانت غارقة، في مجموعها، في القوالب المستمدة من النمط الأرسطي. أما العروض المسرحية، فقد جرى إعدادها، وفقا للمعايير المسرحية المستوردة، وبالتحديد المعايير التي سيطرت على الخشبة الفرنسية في مطلع هذا القرن (يقصد القرن العشرين)، من قبيل الفودفيل (vaudeville)، والميلودراما والأوبرات. 
         وموازاة مع هذا النشاط المسرحي، الذي كان يُقدّم في القاعات المغلقة، وفي المدن خصوصا، كان ثمة نوع آخر من النشاط المسرحي تتواصل ممارسته في الساحات العامة، بطريقة مَرِنَة وحيوية من قبل سكان الأرياف ولهم، ألا وهو مسرح الحَلْقَة (وتعني في اللغة العربية "الدائرة"). كان العرض المسرحي من نوع "الحلْقة"، يجري عموما في الساحات العامة، أيام السوق، بحيث يجلس المتفرجون على الأرض، الواحد إلى جوار الآخر، مشكّلين بذلك دائرة يتراوح قطرها بين 5 و12 متر. داخل هذه الدائرة، ينشط المداح (الراوي) بمفرده، وغالبا ما يرافقه عازف أو مجموعة من العازفين. في الساحة ذاتها، وفي طرف السوق، يمكن أن تجري عروض كثيرة، الواحد إلى جانب الآخر. هكذا يأخذ المُنشِد، مستعينًا في ذلك بصوته وجسمه وعصا بسيطة، في نظمِ عرضٍ يروي بالتفصيل ملحمةً أو قصةً خاصة مستمدة من الحياة الاجتماعية. فتراه يؤدي بطريقته الخاصة كافة أنواع الشخصيات. إن صوته، أكثر من أي شيء آخر، هو الوسيلة القادرة على إعداد هذه التظاهرة، بحيث يبسط لوحةً واسعةً بألوانٍ صوتية وقدرةٍ خاصة على استعمال مختلف أصناف الحكاية، فتراه ينتقل مباشرة من الهمس إلى الصراخ، ومن الوتيرة العادية إلى التشنّج اللفظي، ومن النوح إلى الغناء.
          إن القول هو الصلة الأساسية في التواصل الدينامي، الذي يقيمه المداح مع مستمعيه. فهو يشدّ انتباه المتفرجين بواسطة الكلمة، ويدعوهم، كلٌّ حسب خياله الخاص، إلى تخيّل الأحداث المختلفة التي تتضمّنها الحكاية. أما الإكسسوار، فهو عادي جدا، ويتمثل في ردائه وحذائه أو صخرة ضخمة يضعها في وسط الفضاء المسرحي، وهي تمثّل بالنسبة إلى المستمعين، وتحت تأثير الفعل السحري، نبعَ ماءٍ مسمومٍ، أو حيوانًا شرسًا مجروحا، أو زوجة مهجورةً إلخ.
          فالراوي/الممثل في عرض مسرح الحلْقة، ليس أبدا ذلك الذي يحاكي وضعًا، وإنما هو المنشّط، ومُسيِّرُ الانتقال بين الحكاية والخيال الخلاّق والمبدع للمشاركين. وعادةً ما يستغرق العرض المسرحي من ساعتين إلى أربع ساعات، يشارك فيه متفرجون من كافة الأعمار. أما النص، فهو بالعربية الشعبية، كما إنه يستخدم الشعر والنثر معًا دون حدود. وقد يُستجوَب الشاعر المغني ويُسأل في أية لحظة من قبل المستمعين، كما قد يُطلب إليه أيضا أن يُصحّح بيتا من الشعر في الأغنية، أو يعيد اللحظات المثيرة في الحكاية بغرض المتعة. وهو ذاته الذي يوقِف العرض من حين إلى آخر، ليقوم بدورة حول الحلقة يتلقّى خلالها القِطَع النقدية التي تُمنح له.
          يقوم مسرح الحلقة على التفاعل بين الراوي ومستمعيه، بطريقة دينامية وجدلية في صياغة العرض المسرحي، بحيث إن المداح يندمج وينفصل بشكل دائم في اللعبة التي يقدّمها. وبواسطة لعبة جسدية مصطنعة، تبلغ أحيانا مستويات عالية من التجريد، يمكنه أن يمنح الحياة لجميع شخصيات الحبكة. كما يمكنه أيضا، بواسطة جملتين أو ثلاث، أن يقدّم دفعة واحدة، الشخصية الرئيسية (الممثل الأول) والممثل الثاني والمنشد. وغالبا ما يكون المداح هو الشاعر وكاتب النص الدرامي الذي يقوله. ففي وسط الحلقة، يقوم الراوي/الممثل/ المغني بمسرحة الفعل وتزيين العرض بأصناف القول المختلفة: المسكوت عنه، شبه المَقول، والمَقول صراحة، وما يتجاوز المَقول لإخصاب الخيال الخلاق للمستمعين.
          إن مسرح الحلقة، الذي كان يُمارَس بكثرة إلى حدود عام 1950، قد اختفى تقريبا في أيامنا هذه؛ فمع نمو الحركة الوطنية، عمل معظم الرواة على إدانة الاستعمار في عروضهم المسرحية، وعباراتهم المكشوفة، وصاروا بذلك منشدين للوطنية، بل صاروا يمثلون في نظر المضطهد عناصر مدمّرة وخطيرة للغاية. الأمر الذي عرّضهم للقمع بوحشية، ومن ثم اضطرّ معظمهم إلى ترك الحلقة.
          إنه لمن المؤسف جدا، ألا يستلهم رواد النشاط المسرحي الأرسطي والناطق بالعربية، شكل الحلقة، فمن المفروض أن تحظى لديهم باهتمام خاص، لأن ذلك كان سيسمح لهم بالغوص أكثر في أعماق الثقافة الشعبية. لكن دراميينا الأرسطيين الأوائل، ونظرا لانبهارهم بالنهضة، بادروا إلى صياغة مسرحياتهم وفقا للمعايير المسرحية الفرنسية دون أن يتّخذوا إزاءها أي موقف نقدي وانتقائي، ودون أن يعيروا اهتماما لما كان يجري حولهم. فقد كان الشعب خارج المدينة، يُبدع عروضه دون مكياج ولا إيهام بالسمات الفصيحة والعريقة. 
          غير أن الفن المسرحي الأرسطي الناطق بالعربية، قد عمل منذ السنوات الأولى من وجوده بالجزائر، رغم التناقض الأصلي الذي  يحمله، على توثيق صلته بالحرب العريقة لشعبه في توقه لاسترداد حريته وأرضه وهويته، وكذلك حقه المشروع في الأمن والتقدم الاجتماعي.
          وهكذا، فقد تبلور النشاط المسرحي وبشكل سريع جدا، نتيجة الدعم الذي قدّمته الحركة الوطنية أولاً، ثم المساعدات الواسعة التي منحته إياها منظمة جبهة التحرير الوطني، بدءا من العام 1954، أثناء الحرب المسلّحة من أجل الاستقلال.
          وانصهارا مع المسار الطبيعي لثورة شعبنا، عملت هذه الحركة الفنية على توسيع نشاطها عبر كامل التراب الوطني، وتجلّت هنا وهناك، على الميادين المختلفة، كالمسارح البلدية، وقاعات الحفلات، والساحات العامة، وفي الحمّامات والمقاهي ومقصورات الدكاكين والأقبية وفي ساحات السجون وغيرها. كما أنشأت منظمة التحرير الوطني، فرقة فنية وطنية في تونس، امتد أثرها إلى ما وراء حدودنا، وباتجاه عدد من البلدان الصديقة. واستطاعت هذه الفرقة، وعن طريق الفن المسرحي، أن تعكس إيمان شعبنا وشجاعته في حربه من أجل الاستقلال الوطني. وبهذا ساهمت الحركة المسرحية الجزائرية مساهمة معتبرة في نشر الوعي، رغم محدوديتها، ورغم العراقيل والعقبات التي واجهت مسيرتها. كما ضحّت بعدد من مسرحيينا أيضا في ميدان الشرف. 
          غداة الاستقلال الوطني، وفي 08 كانون الثاني (يناير) 1963 تحديدا، صدر مرسوم بتأميم المسرح، تمّ بموجبه إنشاء المسرح الوطني الجزائري (TNA) طبقا للمبادئ التالية: "إن المهمة المنوطة بالمسرح هامة جدا بالنسبة إلى شعبنا كي لا نجعله فقط في خدمته. إنه غير مقبول السماح بأن يكون المسرح بين يدي المؤسسات الخاصة سواء تعلق الأمر بالمسرح داخل الوطن أو بذلك الذي نتلقّاه من الخارج أو حتى ذلك الذي نُصدّره. فقطْعُ الطريق في وجه المتاجرة بالفن الدرامي أمر قاطع (لا رجعة فيه) كي نجنّبه الوقوع في المهانة التي تجعله مجرد تسلية، كما نجنبّه الوقوع أيضا في لعبة المنافسة التي توقعه في السهولة والسوقية... اليوم وفي الجزائر التي تبني الاشتراكية، يظل المسرح ملكا للشعب، وسيكون أداة فعّالة لخدمته...".
          لقد استطاع المسرح الوطني الجزائري، وانطلاقا من مبدأ التأميم ذاته، أن يستردّ سريعًا، تراثه العقاري ويتكفّل به (قاعات المسرح بالجزائر العاصمة، قسنطينة، عنابة، سيدي بلعباس، وهران). كما استطاع بسرعة فائقة أيضا، أن ينظّم تجميعا هائلا للطاقات الفنية الوطنية. وبذلك استطاعت المؤسسة المسرحية الناشئة التابعة للدولة، وبوسائل مادية غير ملائمة أن تقدّم عشرين عملا عظيما في أقل من أربعة أعوام (1963- 1966).
          وهكذا حقّق المسرح الوطني الجزائري، ومنذ السنوات الأولى من وجوده، مجموعة من الأعمال الهامة (من قبيل التربّصات لتكوين الممثلين، إنشاء مدرسة لتكوين الممثلين والراقصين، تنظيم مهرجانات للفنون الشعبية، كذلك إصدار مجلة للفن المسرحي، وغيرها).
          ولكن نتيجة لثقل هذه النفقات، وفي غياب استراتيجية وطنية لتطوير الحركة المسرحية، وقعت المؤسسة المسرحية التابعة للدولة في أزمة عامة. فقد تدهورت وتيرة الانتاج فيها بطريقة مريعة، بحيث انتقل من عشرين عملا مسرحيا خلال أربعة أعوام إلى ثمانية عشر عملاً في سبعة أعوام (1966- 1972). وبهذا فقد أدّت هذه الأزمة المعقدة في طبيعتها، إلى تمزيق الحماس الخلاّق للمشتغلين بفن المسرح. كما عملت، في الوقت ذاته تقريبا، على تجميد كافة النشاطات الأخرى للدراسة والتفكير والتكوين والاستثمار، بحيث عمّ هذا الركود ميادين الممارسة الهاوية، وأخمد بشكل ما، تطور النشاط المسرحي.
          غير أن الدولة عملت على إعادة تنظيم المسرح الوطني. وفي إطار هذه العملية، وفي ظل اللامركزية، أُنشئت أربع مؤسسات مسرحية جديدة تابعة للدولة، تباعًا، من عام 1972 إلى عام 1976 (أعني بذلك المسارح الجهوية في كل من وهران وقسنطينة وعنابة وسيدي بلعباس). وبذلك باتت المؤسسة التابعة للدولة ذات رؤية أكثر واقعية. لكن ثمة بعض المسائل التي أُهملت فيها تماما، من قبيل استراتيجية التطور والنظام الداخلي للعمل وتكوين العمال...
          لقد كان لهذا العائق الكبير، مع الأسف، آثاره السلبية البليغة على الممارسين للمسرح، هواةً ومحترفين. الأمر أدى إلى انطفاء عدد من الكفاءات تدريجيًا، أمام استحالة معالجة تلك الأوضاع المتشابكة والمزمنة.
          وبالرغم من ذلك، استطاعت فرقنا الخمسة المحترفة أن تُنجز في ظرف عشرين عاما أكثر من مائة عمل مسرحي (ثلثها ينتمي إلى المسرح العالمي)، ارتبطت في غالبيتها الساحقة، وعلى مستوى المحتويات، بالمهام المختلفة للبناء الوطني. كما استطاع معظم هواة المسرح، من جهتهم، وبوسائل محدودة للغاية، أن يجوبوا كامل التراب الوطني لتقديم آلاف العروض المسرحية في المصانع والمدارس، وفي القرى الزراعية الجديدة. بل إنهم كانوا ينظّمون كل صيف، ومنذ العام 1966، مهرجانا للمسرح تتظاهر فيه أفضل الفرق المسرحية الوطنية.
          بعد الاستقلال الوطني، ومع نشأة أولى الهياكل الثقافية، استطاع الجزائريون الدخول مباشرة، وبعدد هام هذه المرة، إلى التراث الفني والثقافي العالمي. فقد اكتشفوا ثراءه المتنوع الذي كان يمنعهم من التطلع إليه في ظل الاحتلال. وبدافع إقبال العدد الكبير منهم، وانفتاحهم على المعرفة العالمية، عمدت بلادنا إلى تنظيم العديد من التبادلات ولقاءات الدراسة. كما عمل رجال المسرح في الجزائر أيضا، وبالتدريج، على تعميق معارفهم وترقيتها في مجال الفن الدرامي. فقد أدركوا حدود ممارستهم الخاصة لاسيما بعد اكتشافهم لتقنيات أخرى لنظام العرض المسرحي في التجربة العالمية. فكتابات بسكاتور ولوناتشارسكي ومايوهولد وماياكوفسكي، وبخاصة بريخت كانت وما تزال محلّ اهتمام المشتغلين بالفن المسرحي. فقد غذّت تلك الكتابات بشكل واسع التفكير في هذا المجال. ذلك أن انتشار تلك المعارف الجديدة زاد في تعزيز الموقف النقدي لفنانينا، تدريجيًا، إزاء الممارسات السابقة، كما ساهم في الوقت ذاته في رفع المستوى الفني لعروضنا المسرحية.
          لقد فجّرت أولى التحولات الاجتماعية الكبرى التي شهدتها بلادنا انطلاقا من عام 1970، حماسًا هائلاً في قطاع الفنون، بحيث أفرزت إبداعا لم يشهد من قبل، وجنّدت طاقاتٍ جديدة في مجال الممارسة الفنية. وهكذا، استطاعت هذه التحولات الاجتماعية، التي كانت توفّر مادة غنية وجديدة، أن تحتلّ لسنوات عدة مركز محتويات التظاهرات الثقافية. ذلك أن النشاط المسرحي، أكثر من غيره من النشاطات الأخرى، يأخذ على عاتقه بطبيعة الحال، مهمّة الاحتفاء بالأعمال الكبرى للبناء الوطني وشرحها والدفاع عنها. 
          أما موضوعات المسرحيات، فكانت تَعرِض في غالبيتها السلوكات والوسائل التي بموجبها اعترضت جماعاتٌ اجتماعية على مسائل من قبيل توزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء، والحدّ من المِلْكية العقارية الضخمة، ومشاركة العمّال في إدارة المؤسسات الاقتصادية وغيرها... وعلى العموم، كانت الحكايات تصوّر وتُمَسْرِح الصراعات التي تثيرها هذه الانجازات الاجتماعية الكبرى الملتزمة بتجسيد الخيار الاشتراكي لبلادنا.
          ومن الجدير بالذكر هنا، أنه أثناء تلك الفترة التي امتدت من 1970 إلى 1980، الغالبية الساحقة من تلك المسرحيات، وهي مسرحيات جديرة بالثناء سواء على مستوى المحتويات، أو على مستوى الواقع الاجتماعي، أو غرض الكتاب، كانت أقرب إلى البيان السياسي منها إلى الإنتاج الفني.
          وبناءً عليه، فقد ألقت التحوّلات الثورية الأولى بالنشاط المسرحي إلى ميادين جديدة، وباتجاه جماهير جديدة. كانت العروض المسرحية تُقدَّم هذه المرة، في الهواء الطلق، وفي واضحة النهار، مجانا، وفي الساحات المختلفة: مثل ساحات المدارس، ورشات بناء القرى الفلاحية، المطاعم داخل المصانع، المرائب... إلخ
          في هذا الجو المفعم بالحماس، وهذا الانتقال الكبير صوب الجماعات الكادحة والطبقات الشعبية، استطاعت حركتنا ذات النمط الأرسطي أن تكشف عن أوجه قصورها. في واقع الأمر، كان للجماهير الفلاحية الجديدة، أو ذات الأصول الفلاحية، سلوكات ثقافية خاصة إزاء العرض المسرحي. فقد كان المتفرجون يجلسون على الأرض مُشكّلين، بطبيعة الحال، "حلقة" حول عُدَّتِنا المسرحية. وعلى هذا الأساس، تغيّر فضاء اللعب تماما، وأعُيد النظر في الإخراج المسرحي الذي كان يجري في قاعة مغلقة، ويُقدَّم لمتفرجٍ وُضِعَ في مواجهة اللعب... كل شيء كان بحاجة إلى الإصلاح، ونحن لم نكن نتوفّر على المعطيات لإعادة تنظيم تمثيلنا تبعًا للوضع الجديد. مع ذلك، بدأنا بحذف بعض عناصر الديكور والإكسسوارات مما تستدعيه الضرورة القصوى. كان يتعيّن على الممثلين أن يُكيّفوا أداءهم، ولكن كيف العمل عندما يكون المتفرج في الأمام كما في الخلف أيضا ؟ فالتمثيل كما كان تصميمه إلى ذلك الحين، يحتاج إلى إعادةِ نظرٍ وبشكلٍ جذري. كان بعض المتفرجين يديرون ظهورهم صراحةً لدائرة اللعب، كي يتسنى لهم سماع النص بصورة أفضل. ذلك أنه وفي إطار المناقشات التي تتبع العروض بانتظام، كانت الأسئلة تدور خاصة حول ما تمّ قوله لا حول ما تمّ عرضه أو تصويره. كان هؤلاء المتفرجون يملكون قدرات مدهشة على السماع والتذكّر؛ إذ باستطاعتهم أن يعيدوا في الحال تمثيلَ حواراتٍ من مشاهد برمّتها. في هذا السياق الجديد، أخذت كل آثار الإيهام والمفاجأة والتمسرح (théâtralité) المعروفة في المدن، تتلاشى بالتدريج، من على سطح الثقافة الشعبية، وعلى هذه الخشبة الزلجة التي منحنا إياها بشكل طبيعي متفرّجونا الجدد. لكن كان يلزمنا الوقت الكافي لنَفْهَمَ قواعد الأداء الجديد، ونأخذ في التكيّف معها. 
          هكذا، وعن طريق هذه التجربة التي جعلتنا نعيد الاعتبار لمفاهيمنا في مجال الفن المسرحي، أمكننا أن نهتدي، وبشكلٍ مفارقٍ جدا، إلى السمات العريقة للتمثيل الشعبي من نوع "الحلقة". فلم يعد لدخول الممثلين وخروجهم أي معنى. كل شيء كان يجري إجباريا في دائرة مغلقة، وبالتالي دون كواليس. أما تغيير الملابس، فإنه يجري على مرأى ومسمع من المتفرجين، بحيث يمكن للممثل، دون أن يذهل أحدا، أن يذهب للجلوس بين المتفرجين لتدخين سيجارة بين فترتين من التمثيل.
          لقد كان لعب الممثلين يتغير مع إيقاع العروض المسرحية نحو البساطة إلى حد يبلغ أحيانا مستويات عالية من التجريد. كان العرض مؤسلبًا (stylisée) ومتراجعا على مستويات عدة، وكانت الكلمة تكبر لتسيطر في النهاية.
          وفي غضون تلك الفترة، التي شهدت حماسا كبيرا، وفي السياق الثقافي الحي ذي البعد الوطني خاصة، عرف الفن المسرحي في الجزائر غوصًا عميقًا في الحياة الفائرة الإبداعية لشعبنا، وهو ما جعله يقترب أكثر من التراث الثقافي الشعبي.
          وانطلاقا من العام 1980، وبدافع من التجارب المعيشة الجديدة، شرع رجال المسرح في الجزائر، في التميّز عن القالب الأرسطي في تنظيم العرض المسرحي.
          إن الحلقة تمثّل موضوعًا لدراسة معمّقة. وقد ظهرت من قبلُ في النتاجات الأخيرة لمسرحنا، بواكير نمط جديد يفضّل الحكاية والقول على تصوير الحدث. 
        
                

الاثنين، 27 ديسمبر 2021

أعلان الفرق المشتركة في المهرجان الدولي للمونودرام النسائي الطبعةالثانية من01الى05 مارس 2022دورة المرحومة عائشه عجوري (الاسم الفني كلتوم)

مجلة الفنون المسرحية 

أعلان الفرق المشتركة في المهرجان الدولي للمونودرام النسائي
الطبعة الثانية من01الى05 مارس 2022
دورة المرحومة عائشه عجوري (الاسم الفني كلتوم)

أعلنت جمعية الستار للابداع المسرحي  لولاية الوادي الجزائر
المهرجان الدولي للمونودرام النسائي
الطبعة الثانية من01الى05 مارس 2022
دورة المرحومة عائشه عجوري (الاسم الفني كلتوم)
  الفرق المشاركة  في المهرجان 
فرقة مسرح كنعان الوطني اسم العرض ارجمو ا مريم دولة فلسطين
فرقة أوين مايند اسم العرض صوره ماريا دولة مصر
فرقة هوار للمسرح اسم العرض أحترق كالعنقاء دولة العراق
فرقة المسرح الحر البيضاء اسم العرض بكاء الموناليزة دولة ليبيا
شركة دروب للانتاج والتوزيع الفني اسم العرض قمرة دولة تونس
الجمعيه الوطنيه للثقافة والفنون اسم العرض وماملكت دولة تونس
فرقة موزاييك اسم العرض ميرا دولة الجزائر
تعاونية أنيس الثقافية اسم العرض مريومة دولة الجزائر
الجمعيه الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح اسم العرض ريق الشيطان دولة الجزائر
فرقة مسرح كنعان اسم العرض سجنة عاداتي دولة مورتانيا
فرقة موليير المسرحية اسم العرض قمر دولة اليمن
فرقة لماريا لاكولبا اسم العرض شظايا دولة فرنسا
فرقة ماريا جيسوس بورتو اسم العرض لاتنساني وحدي دولة اسبانيا
ملاحظة :
لا يتجاوز عدد الفرقة 3 أفراد
تأكيد المشاركه قبل تاريخ 01جانفي2022
جوازات السفر للمشاركين

صفحةالمهرجان علي الفايسبوك
https://www.facebook.com/groups/2047275572050152/
البريدالالكترونيnabil.mes3i.ahmed@gmail.com
الهاتف " 00213550822039- 00213666808876

الاثنين، 1 نوفمبر 2021

مدرسة المسرح تخرج دفعة اولى / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 
مدرسة المسرح .. تخرج دفعة اولى

مدرسة المسرح بمسرح قسنطينة الجهوي جاءت بمبادرة من المخرج  صلاح الدين ميلاط الذي يؤمن بأن التكوين هو اساس الابداع المسرحي .جاءت المبادرة سنة 2018 وقد تبنتها ادارة المسرح يومها وكان علي راسها الراحل فريد بكرومة .
ثلاث سنوات مرت وها تخرج الدفعة الاولي  من بين 120 طالب  وثلاث فئات من التلاميذ .الفئة الاولي لصغار السن من 7ال13سنة
الفئة الثانية للمراهقين من 14 الي17سنة . الفئة الثالثة للكبار من 18الي30سنة. تعتمد المدرسة برنامج تكوين لا يختلف عن البرنامج  الذي يعتمده معهد برج الكيفان للفنون الدرامية فالمنهج واحد تقريبا وكذا المقرر فيه بحيث تقدم فيه ابجديات المسرح اضافة الي تاريخه ومختلف التقنيات الاخري بالنسبة للمثل وبشكل خاص الحضور فوق المسرح والتنقل .
يشرف علي التدريس والتدريب اساتذة مختصون وكذا مجموعة من الممثلين  من ذوي التجربة الطويلة في التواجد علي الرمسرح  او في ممارسة الاخراج. مدرسة المسرح في مدينة عريقة مثل قسنطينة التي يعود تاريخ وجودها الي 2500سنة قبل الميلاد ومدينة لها كذلك عراقة في مجال المسرح وتشتهر بانها عاصمة العلم والثقافة .وجود مدرسة للمسرح بها كان مطلب الاغلبية من اهل المسرح ومنذ سنوات الاستقلال الاولى . لكن المطلب لم يجد استجابة له الا سنة2018ومع ميلاط وبكرومة . ورغم المصاعب والمشاكل استمرت المدرسة في التكوين  .تكوين الجيل الذي سيخلف الاجيال السابقة ممن صنعوا مجد المسرح في مدينة الجسور المعلقة   ويخلفون الاسماء التي رحلت عن عالمنا الي العالم الاخر. 
التكوين المسرحي له اهمية  فلا  مسرح بدون دراسة وتكوين اكاديمي وشبه اكاديمي. مدرسة المسرح في قسنطينة  العريقة من شأنها ان تعطي دفعا جديدا للحركة المسرحية وتساهم في ضخ دماء جديد في صفوف العاملين في حقل المسرح بالمتخرجين منها .
خفل التخرج  للدفعة الاولي من المدرسة غير الحكومية احتضنه مسرح قسنطينة الجهوي  وقدم خلاله برنامج ثري قدم فيه الكبار عرضا بعنوان (امواج)عرض اعتمد فيه علي الحركة دون الكلام من تصميم وانجاز يسعد عبد النور احد المكونين بالمدرسة . وللباتومايم اهمية في تدريب الممثل علي استخدام كوان الجسد  او التحدث بلغة الجسد وكان عرضا جميلا نجح فيه يسد من تفجير كوامن الجسد عند عناصرع الذين ابدعوا ايما ابداع فيه اما فئة الصغار فقدموا عرض بعنوان سندريلا اخرجه سرحان داودي وصممت رقصاته ندي رويني وحلق فيه الاطفال الي الاعلي وابهروا المتفرج بقدراتهم ومواهبهم. .في حين قدمت فئة المراهقين  عرضين (قالوا) من تصميم واخراج المكون وحيد عاشور و(بابور رجع)اي عودة السفينةلصلاح الدين ميلاط 
وقد  تولي الاخراج المكون عدلان بخوش في حين تم الاعتماد فيه علي نصوص  ام مشاهد مأخوذة من كتاب كبار مثل ويليام شكسبير  (جول سيزار)وبرتولد بريخت(قديسة المسالخ)  وسترندبيح(الدائنون).
ومثل هذه المشاهد تعد من الاهمية في التكوين وتعريف الطالب علي المذاهب المختلفة في العملية المسرحية .
مدرسة المسرح جاءت لسد الفراغ الكبير الذي تعرفه ساحة التكوين المسرحي في الجزائر ولتكون رافدا لمعهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان  المعهد الوحيد في الجزائر والذي تخرج منه العديد من الممثلين والمخرجين . وقد تكون مبادرة قسنطينه بابا يفتح امام مسارح اخري لاعتماد  مثلها في جهتهم وخاصة الجنوب الذي  به نقص كبير  في البنايات والفرق المسرحية 
 برافو المخرج ميلاط صلاح الدين وكل الذين معه من المكونين . نشد علي ايادكم ونؤيدكم ونقف معكم داعمين.

الأربعاء، 27 أكتوبر 2021

فتح باب الترشيح للمشاركة في مهرجان المونودراما النسائي

مجلة الفنون المسرحية 
فتح باب الترشيح للمشاركة في مهرجان المونودراما النسائي

جمعية الستار للابداع المسرحي  لولاية الوادي الجزائر
المهرجان المونودراما النسائي
إعلان عن فتح باب الترشيح للمشاركة في المهرجان 
تعلن جمعية الستار للإبداع المسرحي عن فتح باب الترشيح للمشاركـة في الطبعة الثانية للمهرجان المونودراما النسائي دورة المرحومة عائشه عجوري (الاسم الفني كلتوم)ابتداء من 26 أكتوبر الى غاية 20 نوفمبر 2021 فعلى الفرق  الراغبة في الترشح سحب استمارات المشاركة من صفحة الجمعية على الفايس بوك ـ جمعية الستار للإبداع المسرحي ـ مدعومة بمايلي :
طلب المشاركة في المهرجان 
مقاطع فديو من العرض وصور مأخوذة من أطوار المونودراما المرشحة 
أفيش العرض و المطوية 
بطاقة تقنية عن المسرحية 
لائحة تضم الأسماء الكاملة للمشاركين و مهامهم في العروض المرشحة
تلتزم إدارة المهرجان بتوفير الإيواء والإطعام و التنقلات داخل المدينة و جميع شروط راحة
ملاحظة :
لا يتجاوز عدد الفرق 3 أفراد


البريدالالكترونيnabil.mes3i.ahmed@gmail.com
الهاتف " 00213550822039- 00213666808876

الجمعة، 22 أكتوبر 2021

«الأشكال الدراميّة» في المسرح الجزائري

مجلة الفنون المسرحية


«الأشكال الدراميّة» في المسرح الجزائري

د. معراج أحمد الندوي أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند

«الأشكال الدرامية في المسرع العربي الجزائري».. هذا هو العنوان الذي اختاره باحث تحت إشرافي لأطروحة الدكتوراه.. لقد أعجبني العنوان كثيراً، وفكرت عن الجديد في الموضوع، وحاولت تكوين رؤية حول مصطلح «الدراما»، ومن بين أدوات البحر التي لجأت إليها هو «غوغل» باعتباره أشهر محركات البحث، ليس هذا فقط بل إنه أصبح جزءاً من حياتنا اليومية.

وانتهيت بعد بحث، إلى النتيجة الآتية: لم تعرف المعاجم العربية كلمة «الدَّراما» ولا الدراميّة المشتقة منها، بل الكلمة أصلها اليوناني، ويشير إلى الفعل كعنوان معين للون من الفنون، فالدراما كفنّ من فنون التعبير، ترتبط بقدرة الإنسان منذ بدء الخليقة على التعبير عن نفسه، وعن مكنونات بيئته الطبيعية والاجتماعية.

والدراما أيضاً فن مسرحيّ يهدف إلى تصوير الحياة أو الشخصية أو سرد القصة، التي عادةً ما تنطوي على الصراعات والعواطف من خلال الحدث والحوار المُصمّم عادةً للأداء المسرحي.

وقد كانت البدايات الأولى الساذجة للدراما في مصر القديمة، ثم نضجت الأعمال الدرامية في الهند والصين واليابان، وكانت تمثل الإرهاصات الأولى للأعمال الدرامية الكبيرة في بلاد اليونان القديمة.

والدراما الحقيقية توجد في المسرحيّة التي تعالج مشكلات المجتمع بصورة كاملة، لأن المسرح ليس مجرد وضع الكاميرا أمام الطبيعة، بل هو عرض لحكاية رمزية ذات مغزى أخلاقي عن الصراع بين إرادة الإسنان وبيئته.

والفنون الدرامية عموماً غايتها الترفيه عن الجمهور، لكن الترفيه لا يعني التسلية فحسب بل هو إشباع الحواس، أي إدخال السرور الى النفس، وكذلك الإشباع الذهني، وفي الوقت نفسه، يمكنها أن تُرفِّه عن المشاهدين من خلال إثارة انفعالات أخرى، كالخوف والشفقة.

وبالعودة إلى الموضوع الذي أشرت إليه في بداية المقال، فإن المسرح الجزائري حاول أن يعكس الواقع الاجتماعي، ويستوحي أحواله الآنية، وينطلق من الواقع الراهن ليبلورها فنيّاً دراميّاً ومسرحيّاً من أجل تقديم صورة الإنسان والمجتمع كما كانت في الواقع، وهذا اللجوء إلى الواقع كان نتيجة حتميَّة لرصد أحوال الطبقة الكادحة والعاملة في البيئة الجزائرية.

ومن أهم المسرحيات التي كشفت أحوال المجتمع والتغلب على تناقصاته من خلال فكرة تحرير الإنسان اجتماعيّاً روحيّاً، نجد مسرحيَّة «الهارب» للروائي «طاهر وطار» التي ألَّفها في عام 1961، حيث تُمثِّل هذه المسرحية حالات: الجنون، والإحساس بالقلق، والألم، وإفلاس الفكر، والشعور بالعجز أمام التحديات الجديدة الواقعية، التي لا تقدم من غير أن تتناول الموضوع الخطير الذي يتعلق بانتقال الرجل العامل إلى الوعي السياسي، وإلى فهم قيمته التاريخية، بل وتوسيع حدود الشخصية وتغير بنائها الداخلي، ولا تؤكد فيها على الحقيقة الروحية للفرد، بل على تاريخ النمو الأيديولوجي للجماهير الواسعة.

في الأشكال الدرامية الجزائرية ظهرت لمسات جماليّة وذوقّية خرجت من حدود الحاجة اليوميَّة، بما فيها تلك المتعلقة بالظواهر شبه الدرامية.

من ناحية أخرى، تجلَّت الظواهر الدراميَّة في المجتمع الجزائري بأشكال تثير الدهشة من خلال الأفراح والمآتم، وحلقات الذكر، والمناسبات الدينيَّة حيث برزت أيضاً من صور العادات والتقاليد المختلفة كمولد الأطفال، ومواسم الحصاد وظاهرة التجمع في الأسواق، وغيرها من الأماكن، ثمّ تطورت لتصبح أشكالاً دراميّة تتسم بالاحتفالية.

لقد اتّخذت الدراما أشكالا مختلفة من عصر إلى عصر، تناسباً مع التطور الطبيعي للمجتمع، ومع ما ينتج عن هذه الحركات الاجتماعية من فكر وقيم، وإن مبدأ الحياة الاجتماعية في التصور الواقعي الدرامي يعني تأثر الإنسان بالظروف الاجتماعية والوسط المحيط والأخلاق السائدة، لكن المضمون التاريخي الملموس تغير مع حركة التاريخ وتطور الفكر الاجتماعي.

الخميس، 8 يوليو 2021

المسرح الوطني الجزائري يطلق عملية بيع التذاكر إلكترونيا

مجلة الفنون المسرحية


المسرح الوطني الجزائري يطلق عملية بيع التذاكر إلكترونيا

بقلم نسرين محفوف

أطلق المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي، عملية البيع الالكتروني للتذاكر. ما سيسمح للجمهور باقتناء تذاكرهم عبر الانترنت لحضور مختلف العروض المبرمجة بهذه المؤسسة الثقافية.

ويمكن للجمهور اقتناء تذاكرهم عبر الانترنت بواسطة البطاقة البنكية على الموقع الالكتروني للمسرح الوطني الجزائري (www.tna.dz)، وهو نمط دفع جديد مدرج في إطار عملية رقمنة قطاع الثقافة والفنون.

وقال المدير الفني للمسرح الوطني الجزائري، جمال قرمي، أن المسرح يعد أول هيئة ثقافية تطلق البيع الالكتروني للتذاكر. موضحا أن عملية البيع الالكتروني انطلقت يوم الأحد مع عرض مسرحية نهج المنافقين. وهي مبرمجة إلى غاية 15 جويلية.

الخميس، 10 يونيو 2021

"غصة عبور" أزمة مثيرة لشخصيات عالقة على جسر بين ضفتين

مجلة الفنون المسرحية

السبت، 5 يونيو 2021

المسرح الجزائري .. التاريخ والتحولات والرؤى

مجلة الفنون المسرحية


 المسرح الجزائري .. التاريخ والتحولات والرؤى


زبيدة بوغواص


المسرح الجزائري ما فتئ يشق طريقه منذ النشأة الفعلية التي أرخ لها الدارسون بسنة 1926، بمسرحية «جحا» لعلي سلالي، معيار هذا الحكم هو نجاح هذه المسرحية من حيث التلقي، والعامل الفني.
 اعتمد الأداء على الفعل والحركة والصراع الذي هو جوهر الدراما كما رأى أرسطو، ولامست مستوى الجمهور الفكري واللغوي، من حيث إن المسرحية تحمل عنوان يشي يما احتفظت به الذاكرة الجمعية الجزائرية، فهي مأخوذة من التراث الشعبي وحكايات جحا، وقد جاءت بلغة يفهمها الشعب الجزائري وهي اللغة العامية وكأن علالو قد أدرك أن واقعية اللغة وأن المسرح دون جمهور ليس مسرحا ، وهو الجمهور الذي يجب أن نقارب له الواقع عن طريق الحكاية واللغة ومختلف مظاهر الفرجة التي ألفها، فمزج الحدث الدرامي بالرقص والغناء والفكاهة، وما يذكره محي الدين باش تارزي في مذكراته أن الجمهور احتضن العرض، لأنه أول مرة يسمع ويتفرج عرضا مسرحيا بلغته التي يفهمها، ووضع علالو الحجر الأولى لمسرح جزائري، واستطاع أن يخلق عادات مسرحية في أوساط الجماهير الجزائرية.
    لعل القول إن المسرح الجزائري كانت نشأته الفعلية هي سنة 1926، هذا لا يعني أنه لم تكن هناك مرجعية مسرحية في تاريخ الجزائر الثقافي القريب من هذه الفترة ، ولعل الإشارة تكون إلى مسرحية «نزهة المشتاق وغصة العشاق في مدينة ترياق بالعراق» للجزائري (إبراهيم دانينوس) التي من المرجح أن تكون طبعت عام 1848، ويعتقد الباحث البريطاني (فيليب ساداجروف/Philip sadajerov) المحاضر بقسم الدراسات العربية في جامعة «أندنير باسكوتلاند» والمتخصص في الأدب العربي أن هذه المسرحية تتميز بنفس الأهمية من حيث الريادة، وإن لم تكن الأولى في العالم العربي بالنظر إلى مسرحية «البخيل» التي اقتبسها مارون النقاش والتي عرضت عام 1848 ببيروت»، وهو من عثر على مخطوط المسرحية بمدرسة اللغات الشرقية والمسرحية، وهذا ما أورده أحمد بيوض في كتابه المسرح الجزائري.
 من المرجعيات الهامة في تاريخ المسرح الجزائري تلك المحاولات مع الأمير خالد الذي نشأ في كنف الأسرة الجزائرية المسلمة والتي وقفت في مواجهة العدو الغاصب ابتداء من محي الدين والد الأمير عبد القادر، فكان من أبرز الذين أرسوا دعامة الفن المسرحي في الجزائر، وحاولوا إدراجه ضمن الوسائل التمثيلية في الأوساط الشعبية، عبر تمثيل مسرحيات مقتبسة من المسرح العالمي، ثم إنشاء نوادي وجمعيات ثقافية كانت بمثابة جبهة مقاومة لثقافة الآخر الفرنسي، وقد أسهمت في تنمية الفعل المسرحي في الجزائري ، وقدمت تلك الجمعيات عروضا بنصوصها الدارمية من ذلك مثلا مسرحية «في سبيل الوطن» أول عرض مسرحي ناطق باللغة العربية قدم في ديسمبر 1922 بقاعة الكورسال بالجزائر العاصمة بالمفهوم الحديث للمسرح، اقتبسها محمد منصالي من الدراما التركية.
   مما يذكره محي الدين باشتارزي أن فرقة التمثيل كانت تضم كل من باش تارزي ومحمد منصالي وإبراهيم دحمون، وعبد العزيز لكحل ن وهي تهدف إلى الثورة على كل أشكال الانغلاق، وذهنية الولاء والتوسع ورفض الفكر الآخر، وقد حضر العرض المسرحي الطلبة والأصدقاء، والمهتمين بالمجال الثقافي، ونحن نخصص هذا الجمهور لنستخلص أن إقبال الجمهور كان محتشما بسبب اللغة التي يفوق مستواها هذا الجمهور الأمي الذي مارس عليه الاستعمار الفرنسي سياسة التجهيل.
     انطلاقا من هذه النشأة التي عرفت بمرحلة الرواد الثلاث وهم: علي سلالي، ومحي الدين باشتارزي، ورشيد القسنطيني الذين جعلوا من الخشبة وسيلة للتعبير عن كل مظاهر التسلط الذي كان يمارسه الاستعمار الفرنسي في حق هذا الشعب المحتل ماديا وفكريا ونفسيا، قدموا مسرحيات تشي بهذا الواقع البائس، وهو ما يظهر على مستوى العنونة، مثل مسرحيات رشيد القسنطيني:»بابا قدور الطماع» و»فاقو» و»الله يسترنا»، ومسرحيات محي الدين باشتارزي نذكر «فاقو» و»على النيف»بني وي وي» «الخداعين» و»الكذابين»و «ما ينفع غير الصح» وغيرها، وقد كانت تعتمد في كثير من الأحيان على الارتجال والفكاهة والطابع الكوميدي، وهو النشاط المسرحي المستمر الذي أثار انتباه السلطات الاستعمارية بعد أن حقق استحسانا لدى الجماهير، مما أدى إلى عرقلته، ومطاردة أهله والانسحاب والسجن والنفي.
   تضحيات قدمها هؤلاء للمسرح الجزائري الذين عملوا على ترسيخ تقاليد مسرحية على الرغم من الحصار، وتوالت الأعمال المسرحية الثورية التي تحرض على التحرر، وكانت رمزية تأخذ من التاريخ لتشخص الواقع  وقد نذكر مسرحية «حنبعل» التاريخية لتوفيق المدني سنة 1948، حيث شخص الممثل حوارا لا نخاله إلا موجها إلى الاستعمار الفرنسي يقول فيه: ويل لكم أيها الظالمون...إن شعب الأحرار قد قال كلا..نعيش أحرارا أو نموت»، إنه الصراع التاريخي والأبدي التي تعيشه الشعوب المقهورة مع الآخر المحتل، وهي الصورة التي جسدت الواقع الراهن الذي كان يعيشه الشعب الجزائري، تماما كما هو الحال في لحظة تاريخية قد مرت بين القرطاجيين أهل تونس وبين روما.
  كانت سنة 1948، من السنوات العجاف في تاريخ المسرح الجزائري، وما يذكره مصطفى قزدرلي أن الرقابة الاستعمارية قد لغت ذروتها على تحركات رجال المسرح وأعمال المسرح في هذه الفترة ، مما دفع بهم إلى الهجرة ، ويذكر سيد علي كويرات وهو قد كان أحد أعضاء فرقة الأوبرا الذين هاجروا إلى باريس قوله: «كنا نجوب شوارع باريس وبواسطة دربوكة وطار نقدم أناشيد وأغاني وطنية مطعمة بمشاهد مسرحية هادفة، لقد كنا مناضلين ولم نكن فنانين فقط»، هذا الاعتراف التاريخي هو الرهان من أجل نقل صورة عن الكفاح الوطني، لتتواصل العروض المسرحية قبيل الثورة في كل مدن الجزائر، منها مسرحيات مثل «النيغرو والأبيض» ولد الليل» التي شارك في تمثيلها مصطفى كاتب.
   مع اندلاع الثورة التحق الكثير من رجال المسرح بالثورة التحريرية، موازاة مع إيقاف السلطات الاستعمارية لعروض دار الأوبرا، وأعمال الجمعيات، إلا أن هذه الإجراءات لم تستطع الوقوف أمام النشاط المسرحي، فقد كانت هناك عروض تقدم داخل السجون، وكان المسرحي حسن حسني يقدم عروضا كوميدية داخل السجن، وتتواصل النشاطات خارج الجزائر، فقدمت مسرحيتان عام 1957 « أحلام فدائي» ، و»نحو النور» ضمن الوفد الجزائري الذي شارك في مهرجان الشبيبة الديمقراطية بموسكو، وبرهن المسرحيون الجزائريون على قدرتهم على جعل العمل المسرحي وسيلة نضال ضد الاستعمار الفرنسي، وكان نتيجة ذلك أن تكونت فرقة جبهة التحرير المسرحية في تونس، وقدمت عروضا منها «نحو النور»، وأبناء القصبة»، و»الخالدون»، و»دم الأحرار» وبرع فيها كل من مصطفى كاتب، وعبد الحليم رايس،  وقد سافرت هذا الفرقة إلى كثير من الدول العربية والأجنبية تعرض صور من النضال الجزائري، وتشارك في تحريره عن طريق فن المسرح، حتى أن بعض المسؤولين في الصين اعترف قائلا: «أن آلاف الصحف لا تعرض مثل مسرحيات فرقة التحرير الوطني من حيث الأهداف النضالية التي انتهجتها الفرقة» حتى عام الاستقلال عام 1962.
   ما بعد الاستقلال يمكن القول إنها مرحلة تميزت بالنشاط على مستوى الإنتاج، وهذا بفضل مصطفى كاتب، عد الحليم رايس، ولد عبد الرحمان كاكي، أحمد عياد، عبد القادر السفيري، عبد القادر علولة، وغيرهم من المسرحيين الذين كتبوا باللغة العربية، بالإضافة إلى آخرين كتبوا باللغة الفرنسية، ومنهم كاتب ياسين، وآسيا جبار، وهي الفترة التي أطلق عليها أحمد بيوض بالفترة الذهبية، وهي أعمال تراوحت بين التأليف الترجمة والاقتباس، ولازمت مختلف التحولات التي مست الحياة الاجتماعية السياسية والثقافية في الجزائر، ومن تلك التحولات النهج الاقتصادي الاشتراكي الذي تبنته الجزائر بعد الاستقلال، بهدف محاربة الظلم وتوزيع الثروة بالمساواة بين أفراد الشعب الواحد، وهي القضية التي آمن بها المسرح الجزائري وعبر عنها في كثير من المسرحيات، من ذلك مسرحية «كل واحد وحكمه» لولد عبد الرحمان كاكي، عبر من خلال شخصياتها وأحداثها وبرمزية فنية عن الاستغلال، وأعطى صورة سوداء عن النظام الرأسمالي، وما تعانيه الطبقة الكادحة، من ذلك أيضا مسرحية «المايدة»  و» الخبزة» و» الأجواد» واللثام» و»القوال» لعبد القادر علولة، وقد اعتمد فيها علولة على فلسفة الثورة الاشتراكية، ومبدأ الأرض لمن يخدمها.       
  حتى المسرحيات ذات البعد القومي قد حملت الهم المحلي الجزائري، وهذا ما عبر عنه كاتب ياسين في مسرحية «فلسطين المخدوعة» من أيديولوجية تدعو إلى ضرورة التغيير من خلال المشهد الذي يصور فيه أحداث أكتوبر بمصر، حيث الوعي بالوضع الاقتصادي المتأزم، وليواصل كاتب ياسين الدعوة إلى النظام الاشتراكي من خلال مسرحية « الرجل صاحب النعل المطاطي» بطرقة فنية يوظف فيها شخصيات من التاريخ والواقع السياسي من رؤساء دول وحكومات، وزعماء الاشتراكية، ومسرحة «الهارب» للطاهر وطار التي عبرت بأفكارها عن الأيديولوجية التي تبنتها الجزائر والمتمثلة في الاتجاه الاشتراكي، وكذا حالة الغربة التي يعيشها الفرد الجزائري ضمن صراع الأنا والآخر الفرنسي.
المسرح الجزائري بهذه المعالجة للموضوعات المأخوذة من الواقع الاجتماعي للمواطن الجزائري شهد تحولات على مستوى المعالجة الدرامية، حين تحول إلى وسيلة نقد للوضع القائم في البلاد من سوء التسيير، إلى الانتهازية، والإفلاس الاقتصادي، وحتى التنبؤ بتغيير سياسي، وهو ما حدث فعلا بعد أحداث أكتوبر 1988، وهي المرحلة التي شكلت صعوبة للمسرح الجزائري، من نواحي عديدة، منها اغتيال رجال المسرح (عز الدين مجوبي، وعبد القادر علولة)، والأزمة المالية التي تعرضت لها المسارح الجهوية مما أثر على الإنتاج الكمي والفني للمسرح الجزائري.
  بالنسبة لهذه المرحلة من حيث نوع الخطاب المسرحي، يمكن القول إن الانفتاح السياسي على التعددية قد أدى إلى انفتاح المسرح الجزائري على التعدد في إنشاء الفرق المسرحية والتعاونيات الفنية والثقافية، وفي ظل هذا الانفتاح أيضا تغير الخطاب المسرحي الجزائري، من حيث إنه ارتبط بالتاريخ، وبانتقاد السلطة، ولعل من التجارب التي مارست هذا النوع من الخطاب نذكر تجربة عبد القادر علولة وتعاونية القلعة بأعلامها مثل أمحمد بن قطاف وشريف زياني عياد، وأحمد أقومي، وصونيا وغيرهم.
 إنها الثيمات التي عبر عنها المسرح الجزائري، وقد حاول المسرحيون الجزائريون مسايرة الظاهرة المسرحية كظاهرة ثقافية حضارية من الضروري أن تفرض نفسها محليا وعالميا، لهذا فقد اجتهدوا في إيجاد النصوص التي تعبر بعمق عن الحدث الدرامي، والشخصيات التي تثير الصراع، الذي يؤدي بدوره إلى الإحساس بالدهشة أما العمل الفني، فتميز الخطاب المسرحي الجزائري بثائية التأليف والاقتباس، خاصة التأليف الجماعي الذي تبنته الفرق المسرحية، وهذا بدافع أزمة النص المسرحي الذي أثار الكثير من الآراء حول الظاهرة، إلى حد الاختلاف حول صحة هذا الحكم، ويذكر جروة علاوة وهبي في كتابه «ملامح المسرح الجزائري» أن من أهم الأسباب التي جعلت الفرق المسرحية والمسرحيين الجزائريين يلجؤون إلى التأليف الجماعي حالة التشكي من ندرة النصوص، وتصاعد ظاهرة الاقتباس والترجمة من الربرتوار المسرحي العالمي، وهو في الوقت نفسه ينتقد جروة وهبي هذا الاتجاه في الكتابة المسرحية، على أساس أنها لا تحقق وحدة الموضوع وعضوية النص، وعليه فقد وجه حكما نقديا مفاده أن النصوص المؤلفة جماعيا اتسمت في  القيمة الفنية بالضعف سواء على مستوى اللغة والحوار الذي اتسم بالابتذال واللغة ومفرداتها التي ابتعدت عن الذوق الفني والأدبي، وهو ما جعل تلك العروض التي تعتمد على هذا النوع من التأليف في كثير من الأحيان تتسم بالفوضى والتهريج وعدم التناسق ين أجزاء العمل الدرامي.
  أما الاقتباس فهو الظاهرة التي اتسم بها المسرح الجزائري منذ نشأته سواء من التراث الشعبي والأدبي والتاريخي، أو من المسرح العالمي، ولنا في مسرحية جحا لعلالو مثال على ذلك، وهي ظاهرة استمرت ورافقت المسرح الجزائري عبر مراحله المتقدمة، وهي جديرة بالاهتمام، لمعرفة حقيقة مسرحنا ويستطيع النقد المسرحي أن يمنح هذا المسرح ما يضيف له وفق أسس أكاديمية وفنية، ما يقال في الاقتباس أن التجربة بينت أن المسرح الجزائري عرف الاقتباس بألوان متعددة (النص، الفكرة، الشخصية، الصراع...)، إلا أن هذه الظاهرة المشروعة فنيا قد أسهمت بشكل واضح في إثراء المسرح الجزائري بأعمال لامست العالمية من ذلك مسرحية «القراب والصالحين» لكاكي التي حاول فيها أن يلامس البيئة الجزائرية عن طريق التحوير والتمسرح، والمزج بين الحداثة والتراث الشعبي حيث إن القراب والصالحين هي رموز شعبية للأولياء والخصوبة والنماء.
   مع بداية الألفية، شهدت مرحلة تنظيم في ربروتوار العرض المسرحي، ومستوى الكتابة المسرحية شكلا ومضمونا، حيث أخذت تقارب الواقع الجزائري، ويقدم له قراءات برؤية عميقة، والالتفات إلى الاتجاهات الحديثة في المسرح العالمي، كنوع من التجريب الدرامي، وهو ما نجده قبل هذه المرحلة في نصوص عبد القادر علولة الذي نزع إلى التيار الملحمي، والاحتفالية العربية، كما اهتم المسرح في هذه الفترة بمسرح الطفل، حين قدم مسرح وهران الجهوي مسرحية» النحلة»، ومسرحية «كنز لويزة».
  من هنا يظهر لنا أن المسرح الجزائري منذ نشأته الأولى كان مسرح ثورة، لأن الفنان هو موقف، فلا يستطيع أن يظهر أو يبرز لنا وجوده وفعله إلا من خلال الموقف، ولهذا يسمى المسرح الجزائري في كل مراحله بمسرح المواقف، يقول «سيد علي كويرات: «لقد كنا مناضلين، ولم نكن فنانين فقط» ولعل هذه العبارة تلخص وظيفة المسرح الجزائري في كل فترة من فترات تاريخ الجزائر، ويقول مالك حداد: «إننا لا نخضوا الحرب ضد فرنسا بل نخوضها من أجل وطننا» ، ويقول مرولود فرعون في روايته «ابن الفقير»:
-هل الفأس ثقيلة يا أبي؟
-ليس أثقل ما في حياتنا».
     المسرح هو الفن الذي يستوعب المجتمع بداية من وظيفة التطهير، والتحريض، وتنمية الذوق الفني، وبهذه الأهمية للمسرح، وفي ظل التحولات المحلية والعالمية، وفي هذه اللحظة التي نسجل فيها تاريخ وتحولات المسرح الجزائري، نسجل حركة مسرحية جزائرية تحاول أن تخطو خطوات جادة إلى الأمام، من خلال منجزات ورؤى تدعو إلى ما بعد الحداثة،  إلى مسرح يهتم بالجسد وبلغته في عالم فقدت فيه اللغة وظيفتها، وبالعالم الرقمي الذي أضحى لغة الثقافة والتواصل، وهي الرؤى التي لا تخرج على تطور الحركة النقدية العالمية، والإنجازات المحلية التي أضحت تهتم بالتكوين في المسرح، وهو ما يظهر من خلال أقسام الفنون الدرامية في الجامعات الجزائرية، وكان من أهم مخرجاتها طلبة يعشقون المسرح، ويمارسونه، داخل مدرجات الجامعة، وخارجها، ضمن الفرق المسرحية، والمشاركة في مختلف الفعاليات الفنية المسرحية، ويبقى التأكيد على أن المسرح هو ظاهرة جتماعية، والدعوة إلى إدراجه في المنظومة التربوية، وهو الفعل الذي سيرسخ هذا الفن لدى الجمهور.
عن مجلة «فواصل»- العدد 3

 

الأربعاء، 12 مايو 2021

الحكايةُ الشَّعبيةُ.. تراثٌ مَنسِيّ !موروثٌ ثَقافيّ يعانِي التَّهميش ومُهدّدٌ بالزَّوالِ

مجلة الفنون المسرحيه

الحكايةُ الشَّعبيةُ.. تراثٌ مَنسِيّ ! موروثٌ ثَقافيّ يعانِي التَّهميش ومُهدّدٌ بالزَّوالِ

صارة بوعياد

تزخر الجزائر كغيرها من البلدان بموروث ثقافي شعبي كبير، على غرار الحكايات الشعبية المتعددة والمتنوعة بتنوع تضاريس ومناطق الجزائر، نجد معظمها ذات أبعاد إنسانية عميقة. لكن، ومع ظهور عصر الرقمنة وتطور التكنولوجيا وبروز مواقع التواصل الاجتماعي، التي سيطرت على حياة الإنسان في الوقت الحالي، بات هذا التراث مهددا بالزوال، باعتباره أساسا موروثا ثقافيا شفهيا، لم يجد من ينقله للأجيال، ولا من يدونه في كتب أو مجلدات، بينما لم تسخر الوزارة الوصّية أي جهد للحفاظ عليه من النسيان، ما عدا جهود محتشمة لبعض الأكاديميين والرّاويين للحفاظ عليه التي تبقى غير كافية.

تنتمي الثقافة الشعبية الجزائرية لبيئة متنوعة تنوع ثقافة الجزائر، فنجدها تختلف من منطقة إلى أخرى، وبالتالي الجزائر تمثل قارة ثقافيا، حيث يتميز التراث الشعبي الجزائري، سواء كان حكاية أو شعرا بخصوصيات اجتماعية وثقافية متميزة، ذات أبعاد إنسانية عميقة، والحكايات الشعبية منها ما هو خاص بمنطقة من مناطق الوطن، ومنها ما هو تراث مشترك.

ولكن اليوم، وللأسف، الحكاية الشعبية يطالها التهميش ويبقى الرّاوي أو القوال أو المدّاح في الثقافة الجزائرية يعاني هو الآخر من تهميش وزارة الثقافة والفنون التي لم تفتح له فضاءات ومساحات للإبداع، ليترك بصمة الحكاية التي تعد كموروث ثقافي، ويحافظ عليها وعلى استمرارها بكونها تمثل ذاكرة الشعوب. وعليه، من الضروري استمرار الحكاية من جيل إلى آخر، خاصة وميزتها الشفهية والارتجال، حيث تحتاج إلى إمكانيات وإستراتيجية محكمة تدعوا إلى تدوينها كتراث معنوي في الأدب الشعبي الجزائري.

ويبقى الصراع حاضرا عند الرّاوي الذي يحاول جاهدا بكل ما أوتي من إمكانيات للحفاظ عليها ورسم حظوظ لها في الخارج للتعريف بها عند الأخر، وهنّا يلعب الرّاوي دور السفير الجزائري ثقافيا وفنيا وحتى سياحيا، ومن منا لا يستحضر حكّاية قصّتها عليه أمّه أو جدّته، وهم يتوسطون كانون النّار ليلا، وفي سمّرة القمر يأتي حنين الماضي ودفئ ذلك الزمن الذي ذهب مع ناسه البسطاء، فانطفئ الكانون وصمت الجميع أمام شاشة التلفزيون أو أمام الهاتف المحمول.

الرّاوي ماحي صديق:

“الاهتمام بالحكاية الشّعبية منعدم لدى الوزارة الوصّية”

ماحي صديق رّاوي الحكّاية الشّعبية من الرّاوين المحترفين في الجزائر، تعدت تجربته في هذا الفن 40 سنة، قضاها في سرد الموروث الثقافي الشفهي سعيا منه للحفاظ عليه ونقله لجيل آخر عبر تدوينه لأول كتاب نشر على عاتقه الخاص “مولى مولى وحكايات أخرى” بدون الفاتة من الوزارة الوصّية، حيث أوضح لـ “أخبار الوطن”: “إن المصطلحات تختلف من بلد إلى آخر ففي الشرق الأوسط يقال له الحكواتي، وفي المغرب “الحلاقجي”، وفي تونس “الغدوي”، أما في الجزائر فيقال له “القوال والمداح” وأيضا “الرّاوي”.

وأكد أن رؤية وزارة الثقافة والفنون بخصوص جماليات هذا التراث الشعبي المتوارث ونقله من جيل إلى أخر لا تزال غير واضحة، وهو الفن الذي ورثه من والدته التي يعتبرها ماحي من أكبر وأهم الراويين في بلدته، على عكس الغرب الذين يقدرون الحكاية ويتخذون من الأساطير خطوة لكتابة التاريخ، “ونحن بتاريخنا وثقافتنا ومكنون ذاكرتنا في التراث الشعبي تغيب عنا الرؤية للنهوض والتقييم هذا الفن والحاملين له من رّواة يتعدون على الأصابع ويعانون الكثير من العراقيل”.

وأضاف ماحي: “تعتبر الحكاية ذاكرة الماضي القادم من عمق موروثا، لكن الاهتمام بها منعدم من قبل الوزارة الوصية، لكن رغم ذلك شخصيا أشتغل ولا أنتظر الدعم لأنني العاشق لهذه الحكايات وما تحمله من تراث شفهي، وما تحمله من معاني، فالحكاية ليست تهريج أو بهرجة هي فن قائم بذاته، فالجزائر كانت الأولى في شمال إفريقيا من أقدمت على طلب من اليونيسكو لحماية التراث المادي واللامادي، لكن أين نحن من ذلك؟.

وأبرز المتحدث أن “الإرادة غير موجودة لدى مؤسسات الدولة، والرّاوي لا يحتاج الدعم من قبلها سوى أن يبرمج عبر الولايات لنقل هذا الموروث الذي يسعى من خلاله إلى  أن يعيد الخيط المقطوع بين الماضي ليتذكر الجمهور المستمع حكايات أمه أو جدته. وهنا يحكي لنا عن تجربة حكاية “مولى مولى” وما تحمله من الأشياء التي تثلج الصدر، فهي الحكاية التي قدمت فيها مواطنة فرنسية إلى تمنراست لمشاهدة الطائر “مولى مولى”، “واتصلت بي تعلن أنها قدمت إلى الجزائر خصيصا لمشاهدة هذا الطائر بعد سماع حكاية سردتها في فرنسا خلال جولة هناك. وليس هذا فقط فهناك فنانة من جنيف رسمت 5 لوحات فقط استلهمتها من حكاية “الطوير لمنقارو اخضر” والتي ترجمت إلى الإسبانية.

الرّواية نعيمة محايلية:

“الحكّاية الشّعبية تعاني التهميش في الجزائر”

قالت الرّاوية للحكاية الشعبية نعيمة محايلية لـ “أخبار الوطن”: “تعدّ الحكّاية الشّعبية بأنواعها شكلا من أشكال التعبير الشفوي ومصدرا من أهمّ مصادر التراث العالمي، لما تتضمنه من معطيات اجتماعية وتاريخية، تربوية ونفسية، وما تحمله من قيم أخلاقية، وتعليمية، استعملها الإنسان منذ القديم لتوعية المجتمع والتخفيف من آلامه المرتبطة بالضغوط الاجتماعية والنفسية. والاهتمام بها اليوم هو من أهّم انشغالات الدّارسين للتراث الشعبي العالمي، حرصا منهم على عدم ضياعها أو تهميشها، والعمل على إعادة إنتاجها لأهميتها وأهمية الأدوار المختلفة التي تؤدّيها، وهي – على سبيل الذكر لا الحصر- الدور التعليمي وما يحمله من أدوات ووسائل في تنمية خيال الطفل، والدور التربوي والأخلاقي وكذلك اللغوي. والأهم من ذلك دورها في توثيق ما لم توثقه كتب التاريخ وعلم الاجتماع من عادات وممارسات شعبية، فهي بذلك تعدّ وثيقة مهمة لمعرفة صفات الشعوب”.

وأكدت تقول: “إن الحكاية عانت الكثير من التهميش منذ فترة من الزمن، حيث سيطرت عليها التكنولوجيا تدريجيا، ومن هذا التهميش ظهر الحكواتي الذي أراد أن يعيد الحكاية إلى ما كانت عليه عن طريق تجوله ونقله للحكاية الأجداد، حيث نجد أن الجزائر وبما تزخر به من ثروات ثقافية يشهد لها الجميع على بأنها قارة ثقافيا لتنوعها الثقافي الأمازيغي. كان ينظم بين سنوات 2009 و2014 مهرجان سنوي “القراءة في احتفال”، التي ظهر مشاركة الرّاوي لأول مرة في الجزائر وآخر مرة، بعدها لا دعم ولا تشجيع من قبل الوزارة الوصّية، ورغم ذلك قررت أن أشرع في تدوين ونشر قصص التي حصدتها من التراث الشعبي الأمازيغي لكي تبقى للجيل القادم”.

وناشدت الحكواتية نعيمة وزارة الثقافة والفنون أن تعطي الحق للحكواتي الجزائري واسترجاع هذا الموروث الشعبي الشفوي، بقولها: “التراث الشفوي أو التاريخ الشفوي هو ذاكرة الناس، وهذه الذاكرة إن لم تجد مستمع ومستمعين تبقى سجينة بالذاكرة وتموت مع موت صاحبها، ولا نخفي أن الحكواتي يعاني الكثير في الجزائر”.

الناقد والباحث في الثقافة الشعبية عبد الحميد بورايو لـ “أخبار الوطن”:

“الحكاية الشّعبية تراث غير مُدرج في المجالات البحثية الأكاديميّة”

قال الناقد والباحث في الثّقافة الشّعبية عبد الحميد بورايو لـ “أخبار الوطن”: “إن الحكّاية الشّعبية وما تحمله من موروث ثقافي شفهي تعاني تهميش المؤسسة الجامعية وفي الوسط النخبويّ الجامعي، وما زالت غير مُدرجة في المجالات البحثية الأكاديميّة.

حوار: صارة بوعياد

كيف تجد واقع الحكّاية الشّعبية في الجزائر؟

كانت الحكّاية الشّعبية في المجتمع التقليدي الجزائري زادا ثقافيّا له مكانته الأساسيّة في الممارسات الثقافية الشفاهيّة في الحياة اليومية. له مناسباته المتعدّدة، فهو وسيلة تواصل لا تخلو منها أية مناسبة تجمع بين شخصين فأكثر. تُروى في البيوت ليلا للأطفال من طرف الجدات والأمهات والأخوات (الحكاية الخرافية)، باعتبارها أداة للتنشئة الاجتماعية ومساعدة بسيكولوجية لاجتياز مرحلتي الطفولة والمراهقة ووسيلة لتنمية الخيال ونقل المنظومة الأخلاقية. تكون أداة للتندّر والسمر في جلسات الفتيان والشباب والبالغين في كل مناسبة اجتماعية.

يمكنها أن تكون موضوعا بين اثنين مترافقين في طريقهما أو سفرهما، كما يمكن أيضا أن تكون أسلوبا لاحتواء ما يجري في المحيط الاجتماعي من أحداث، عن طريق الروايات المحلية المتعلقة بحياة السكان وما يجري فيها من تطورات. إلى جانب ذلك تُعَدُّ هي الوسيلة لتسجيل التاريخ المحلّي من وجهة نظر الناس العاديّين، كما أنّ مدوّناتها ظلت حاضرة بين أوساط المتعلّمين والمتمثلة في كتاب “ألف ليلة وليلة” و”المغازي الإسلامية” وبعض الملاحم إلخ.. كان يرويها الإنسان العادي المتمكن من أساليبها الشفوية، كما يرويها الراوي شبه المحترف الذي يتجمع حوله أفراد الأسرة أو سكان الحيّ والمعارف والأصدقاء، ويحظى بالتقدير ويُنادى عليه في كل مناسبة يكون فيها شوق إلى الإبحار في عالم الخيال.

ما الذي أبعد الجزائري عن الحكاية الشّعبية؟

منذ أن انتشر التمدرس وظهرت وسائل التثقيف والترفيه الحديثة والمتحكّم فيها من طرف السلطة المركزية مثل الإذاعة والتلفزيون وقاعات السينما والمسارح والمهرجانات والاحتفالات الرسمية، بعد منتصف القرن العشرين، وبصفة متدرّجة بدأ يتقلّص مجال ممارسة الحكي الشعبي وينحصر في مساحات ضيقة، ويلقى منافسة ضارية من لدن هذه الوسائل. حاولت بعض هذه الوسائل أن تستثمر في الرأسمال الثقافي السردي، فقدمت برامج ثقافية وترفيهية نقلت بعض ما كان متداولا من حكايات وقصص عن طريق الرواية الشفهية أو التمثيل الإذاعي والمسرحي.

غير أنها لم تتمكن من استيعاب هذا التراث وتعويض فاعليته، نظرا إلى خضوعها لإيديولوجيا مركزية انتقائية ونخبوية ذات توجّه محافظ ومدرسيّ، كان الفاعلون فيها أناسا متوسطي التعليم ذوي توجه إصلاحي ديني، لا يعترفون بقيمة الثقافة الشعبية وتشرئبّ أعناقُهم نحو الشرق والغرب ولا يلتفتون كثيرا لخصوصية المجتمع الجزائري وللثقافة الوطنية بمكوناتها المتنوعة وبثرائها وبما حقّقته من تراكمات في ممارسات ثقافية عديدة، وقد تولّد عن ذلك التقليص التدريجي لممارسات الحكي الشفوي التقليدي، فاختفت رواية الحكايات الشعبية من البيوت ومن الأسواق ومن الأماكن العامة ليحل محلها التعليم والتثقيف الرسمي المؤسساتي الذي نمّط العملية التربوية والتثقيفية والترفيهيّة وحصرها في قوالب جاهزة، فقيرة وعاجزة عن تلبية احتياجات المجتمع.

وما السبيل إلى الحفاظ عليها بصفتها موروث ثقافي شفهي؟

ظهرت عن طريق الوسائط الرقمية محاولات لبثّ الحكاية عن طريق الفيديوهات، كما ظهر نوع من احتراف رواية الحكاية من طرف أشخاص متعلّمين هواة لطرق الحكي التقليديّة من أمثال ماحي الصديق (سيدي بلعباس)، ونعيمة محايلية (الجزائر العاصمة) وغيرهما. مثل هذه الممارسات منبثقة من صلب التراث، تسعى جاهدة للتلاؤم مع روح العصر وتلبية احتياجات ثقافية وطنية من خلال اليوتوب والإذاعة والعروض والمهرجانات. لكنها تظل في حاجة ماسّة إلى المعرفة الواسعة والعلمية بالتراث السردي الجزائري، وأن يتعمق أصحابها في معرفة احتياجات المواطن الجزائري الثقافية الحالية، وتحقيق تطلعه نحو الاندماج في العالم المعاصر والثقافة العالمية انطلاقا من التراث المحلّي والقيم الجوهرية ذات الطبيعة الإنسانية المبثوثة في هذا التراث.

للمجتمع المدني دور كبير في تأطير مثل هذه الممارسات عن طريق عناية الجمعيات الثقافية الخاصة بهذا المجال، إلى جانب ضرورة التفات المؤسسات الثقافية الوطنية مثل الإذاعة والتلفزيون والصحف والمسرح ودور الثقافة والمراكز الثقافية إلى أهمية مثل هذه النشاطات وتقديمها وعرضها ونقدها وتأطيرها.

وأين وصل البحث الأكاديمي للمساهمة في الحفاظ على هذا التراث؟

للبحث الأكاديمي دور كبير، أولا: في دراسة التراث السردي ومن حمله وروجه من الرواة، وبالخصوص المحترفين والمعروفين في محيطهم الاجتماعي، فيكشف عن طبيعته وأصوله ودوره في تاريخ الثقافة الوطنية. ثانيا: في الوقت نفسه عليه أن يتابع الممارسات المعاصرة للتحوّلات التي حدثت في ممارسة الحكي باعتباره نشاطا احترافيّا لابدّ من أن تكون له أهميته ودوره في المجتمع الجزائري اليوم، وفق الشروط الجديدة المفروضة على المجتمع وتبعا لتطور وسائط التواصل.

لقد قام بالدور الأول جزئيا من خلال البحوث والكتب التي تناولت ظاهرة الحكي في التراث الجزائري ومازال يفعل ذلك، رغم ما يمكن أن يُلاحظ من تهميش له في المؤسسة الجامعية وفي الوسط النخبويّ الجامعي. وقد قام كذلك بدراسة بعض الأعمال الإبداعية الحديثة التي وظفت هذا التراث. غير أن الدور الثاني المذكور أعلاه لم يُشرع بعد في العناية به، وما زال غير مُدرج في المجالات البحثية الأكاديميّة.

-------------------------------------

المصدر : اخبار الوطن

الأربعاء، 7 أبريل 2021

"مهن المسرح بين التقليد والعصرنة" بقسنطينة

مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 26 مارس 2021

ويعود ربيع المسرح / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية

ويعود ربيع المسرح

ربيع المسرح يعود الي مدينة الجسور المعلقة قسنطينة.  التي عرفت ميلاده ذات سنة من نهاية القرن الماضي مع مؤسسه الراحل سليم مرابية والذي كان مديرا لمسرح قسنطينة الجهوي .عودة الربيع الربيع المسرحي الذي اراده مؤسسه منذ البداية احتفالا مع كل دول العالم باليوم العالمي للمسرح ..
يعود هذه السنة بعد توقف دام اكثر من عشريتين  يعود من تنظيم اللجنة الثقافية لبلدية المدينة التي يرأسها  الممثل حكيم دكار  واراده ان يكون تحية تقدير للراحل مرابية  فالدورة هذه السنة دورته . وتنطلق يوم السابع والعشرين مارس الجاري  لتكون احتفالين . احتفال المسرحيين بيومهم  العالمي  واحتفال باحياء ذكري المؤسس الاول سليم مرابية. يشمل برنامج  التظاهرة عروض مسرحية  وفي البرناج ستة  كما يتضمن ندوات فكرية حول المسرح ينشطها عدد من المهتمين والنقاد والباحثين .كل ذلك يتم بمسرح المدينة .التي عرفت منذ التاريخ  القديم بانها مدينة العلم والعلماء وكانت حاضرة من اهم الحواضر الثقافية في الجزائر.
ربيع المسرح كان طموح مؤسسه سليم مرابية ان يتحول الي مهرجان للمسرح العربي تفتح ابوابه لمشاركة فرق مسرحية من مختلف الدول العربية وقد سعي بكل جهده الي تحقيق ذلك وقدم المشروع الي الوزارة المعنية بالثقافة . وكان قد فتح المشاركة فيه لدول المغرب العربي بداية في انتظار موافقة الوزارة علي جعله مهرجان عربي وقد سبق ان شارك فيه من المغرب الشقيق عبد الكريم برشيد ومحمد فنيش كما شارك من تونس المنجي بن براهيم .وغيره
الا انه ونظرا لنقص التمويل وعدم رد الوزارة سنواتها بالموافقة  توقف الربيع . وطال توقفه الي ان بعثه هذه السنة الممثل حكيم دكار ولجنته الثقافية  .مع الطموح ان تكون هذه العودة  بشارة خير ويتحول في الاتي من السنوات الي مهرجان عربي   ومدينة قسنطية تستحق مثل هذا المهرجان هي التي كانت وما زالت الترمومتر التي يقاس به مدي نجاح العمل المسرحي بشهادة مختلف الفرق المسرحية  التي كان لها شرف العرض في مسرح المدينة الذي يعد تحفة فنية  وله المرتبة الثالثة في التصنيف العالمي  كما صنفته  اليونسكو تراثا عالميا منذ ازيد من الثلاثين سنة .

الأربعاء، 10 مارس 2021

العرض الشرفي الأول لــ "عودة شيشناق"

مجلة الفنون المسرحية


الجزائر: “المهرجان الوطني للمسرح المحترف” ينطلق قريباً

مجلة الفنون المسرحية



الجزائر: “المهرجان الوطني للمسرح المحترف” ينطلق قريباً

أعلن منظمو “المهرجان الوطني للمسرح المحترف” أن الدورة الــ 14 من المهرجان ستنطلق في 11 آذار/مارس الجاري وتستمر حتى 21 من الشهر نفسه.

وتتضمن الدورة الجديدة من المهرجان الذي يستضيفه “المسرح الوطني محيي الدين بشطرزي” بالجزائر العاصمة حوالي 20 عرضاً.

وستتنافس خلال العشرة أيام 9 مسرحيات تمثل مختلف المسارح الجهوية للحصول على جائزة أحسن عرض وإخراج وسيناريو ودور رجالي ودور نسائي وسينوغرافيا وموسيقى، وكذلك جائزة لجنة التحكيم، في حين ستقدم باقي العروض خارج إطار المنافسة.

وأعلن المنظمون عن عروض في الشارع وأخرى تنشيطية بساحة محمد توري.   

وعلى هامش المهرجان ستنظم ورشات تدريبية وندوات حول ممارسة الفن الرابع علاوة على تكريم أبرز وجوه المسرح الجزائري مع تنظيم جلسات بيع بالإهداء لكتب بحضور مؤلفيها.

-----------------------------------------

المصدر: الميادين

السبت، 27 فبراير 2021

مهرجان المسرح المحترف يعود / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية
مهرجان المسرح المحترف يعود  / علاوة وهبي

بعد توقف اضطراري بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العلم وزرعت الرعب في النفوس وحصدت الكثير من الارواح واقفت كل النشاطات عبر العالم .تبدأ الحياة في العودة الي طبيعتها بعد ان سجل تحسن في الوضع نتيجة الحجر والاحترازات المتخدة وبعد ان بدا العالم في اعطاء اللقاح لشعوبه. وتعود في الجزائر الحياة الي النشاطات الفنية والثقافية تدريجيا. ويعود مهرجان المسرح المحترف الذي توقف .يعود في طبعته الرابعة عشرة بمشاركة لمجموعة من المسارح الجهوية التابعة لقطاع الدولة الي جانب بعض الجمعيات والفرق الهاوية .تلتي يتم اختيارخها من خلال لجنة تتولي مشاهدة عروضها وانتقاء افضلها لتدخل في المنافسة علي جوائز المهرجان واهمها جائزة العرض المتكامل . وجائزة الاخراج وجائزة النص . والسينوغرافيا .
الجديد في هذه الدورة اارابعة عشرة هو ان المشاركة بالنسبة للمسارح الجهوية لم تعد كما كانت في الدورات السابقة  بحيث كانت من قبل كل المسارح الجهوية تشارك .لكن لان عددها اصبح كبيرا بعد انشاء مسارح جديدة اذ تبلغ الان الثمانية عشرة مسرح  .اصبحت هي نفسها تخضع لعملية انتقاء احسن العروض الامر الذي سيجعل عدد كبير منها يغيب عن المشاركة ..
فقد عمدت محافظة المهرجان هذه المرة الي تطبيق توصيات لجان التحكيم السابقة والتي كانت في كل مرة جعل المسارح الجهوبة تخضع الي الانتقاء مثل الجمعيات والفرق الهاوية حتي تكون الفرص متساوية بين الجميع .
الدورة الرابعة  عشرة للمهرحان ستعقد في العشر الاوائل من شهر مارس المقبل  تتنافس فيها العروض المنتقاة من الجمعيات والفرق الهاوية وفرق المسارح الجهوية علي جوائز النهرجان  تحت انظار لجنة تحكيم تتشكل في الغالب من اصحاب الاختصاص من اكاديميين ونقاد وباحثين في شؤون المسرح وتتمون من خمسة اعضاء.
 هذه الدورة  سيكون من اهم المشاركين فيها.جمعية نوميديا من مدينة بورج بوعريريج بمسرحية(نستناو في الحيط) وهي مأخوذة عن نص الكاتب صمويل بيكيت(في انتظار غودو)كيفها دراميا واخرجها حليم زدام  وكذلك مسرح باتنة الجهوي بمسرحية(سكورا)وهو اقتباس لرواية (الملكة)للروائ امين الزاوي وقام بالاقتباس  مولاي ملياني واما الاخراج فمن توقيع علي جبارة كما يشارك مسرح مدينة سكيكدة بمسرحية (شكون يخدع شكون)كتابة واخراج محمد العقون ويشارك مسرح قسنطينة بمسرحية (الارامل)نص الكاتب الفرنسي حان كوكتو وقامت بتكييف النص واخراجه المخرجة شاهيناز نغواش.
وما تجب ملاحظته هو ان هذه الاعمال كلها سبق عرضها قبل ظهور  جائحة كورونا  .اي انها اعمال قديمة انتاجا  لانه لا يوجد انتاج جديد في اغلب المسارح والسبب الجائحة اللعينة .
من سيكون المحظوظ للفوز بواحدة او اكثر من جوائز المهرجان  ذلك لن نعرفه قبل اسدال ستار ختام المهرجان.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption