أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 26 أبريل 2024

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

مجلة الفنون المسرحية
                                                   الــملــصـق المسرحي لمن ؟

                                                                                              نــجـيـب طــلال
مـفارقات:

أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، وذلك من أجل النقاش والمناقشة وإبداء الرأي، وطرح الرؤى والتموفقات الفكرية والفنية، لخلق جو من التصورات والإنماء الفكري والجدلي بين المسرحيين ، ومختلف المشارب الفنية ، وذلك محاولة لإعادة الروح  الثقافية والابداعية لأوج صولتها، فالملاحظ عن كثب للساحة الفنية والمتتبع لمعْـطياتها، يجد نفسه في حيرة، لما آلت إليه الأمور من تراجع رهيب و تقهقر حاد، أنتجت حالة من الاغـتراب بمختلف أبعاده والمتمثلة في اللامعنى  و اللامعيارية ، ومرد هذا ليس للدعم المسرحي وحده السبب، بل تتداخل عوامل شتى وأسباب أخرى ، بما فيها الريع المستباح، ولم تعد هنالك تلك الحرارة. حتى أنه أمست هنالك شبه قطيعة بين المسرح  والإعلام،  بكل أطيافه. 
فلماذا الإعلام؟ هو البنية الصلبة لدعم أي تصور أو مشروع كيفما كانت نوعيته، ومن خلاله امتدت شرايين المسرح في المغرب واتخذ موقعه في البنية الثقافية والإبداعية، مما كان  نشيطا ، ديناميا ، مستقطبا العديد من الرواد والشباب . لكن هذا التقهقر وشبه انفصام، هل العيب في رجالات الإعلام، أم في المسرحين؟ لنخرج من دائرة هـذا السؤال لسؤال أعمق: كيف لبلد متعدد الجامعات وبداخلها شعبة للدرس المسرحي ، ومعهد للتنشيط المسرحي، لا نتوفر على مجلات وصحف مختصة ، فحتى مجلة الفنون التابعة لوزارة الثقافة توقفت في عددها "السابع " ولو أنها لم تحاول أن تلامس أو تغوص في الإشكالات الحقيقية  التي تنخـر جَـسد المسرح في المغرب والإبداع  بشكل عام ؟
لأن المنبر الإعلامي المختص سواء الإلكتروني أو الورقي أو المجلاتي، بمثابة موجه ومنبه للعـديد من السلبيات أو الهفوات أو الأخطاء التي تمرر في النسيج المسرحي، منها مسألة: الملصق//l’affiche؟
كـل شيء له عتبته، وعتبة العرض المسرحي "الملصق" الذي يستخلص أويختزل العمل المسرحي في تنفيذه، وصانعه أو مصممه ، فنان تشكيلي مختص، ليضفي عليه الروح الفنية والجمالية، عبر الألوان وتناسقها، بالحروف والكلمات وبالبعْـد الإخراجي والرؤية العامة للعرض، إن اقتضى الأمر وهذا يرتبط بمسألة  تكوين التشكيلي مسرحيا ؟ ونلاحظ  هذا في الملصقات العالمية ، عرض مسرحي ذو نكهة رومانسية أو عبثية أو ملحمية... نشعر بها مجسدة في الملصق، أما الملصقات السينمائية، فأفلام ( رعاة البقر/الويستيرن) تتميز بملصقاتها ، والتي تختلف عن ملصقات  الأفلام الكوميدية أو أفلام الرعب أو الأفلام البوليسية .... باعتبار أن الملصق / البوستير:عمل فني بالدرجة الأولى وتشكيلي بامتياز. لأنه يشكل عامل انبهار للمتلقي ؛ وفي حـد ذاته عـنصر جذب وتشويق لمشاهدة العرض المسرحي. لكن بنظرة لملصقاتنا الحالية، يبدو لي أنها متفردة عن ملصقات العالم ، من زاوية الشكل والتشكيل، ولا أستبعد : جازما: بأنها تنجز إما عبر الحاسوب ، الذي لا يضفي روحا جمالية للملصق؟ وبالتأكيد ينجز من لدن مسرحي هاوي ملصقات ، وإعلانات ، وذلك من أجل توفير بعض الدريهمات! من لدن المقاولة الفنية أو الجمعية المسرحية، لافرق ( الآن ) والمسألة ليست الاقتصادية صرفة، بل طريقة من طرق نهب المال العام ! وتوضيحا لواقع الصورة ، كمفارقات مضحكة ! فالعـديد من الممثلين والتقنيين والكومبارس والمساعدين... تهضم حقوقهم المالية ! فكيف لا يتم هَـضم حقوق الملصق في جماليته وبعده الفني والتي يضفيها الفنان التشكيلي (؟)
 فالمعضلة تكمن عندنا: بأن التخصصات لا تتفاعل ولا تتقاطع مع المسرح والمسرحيين، فالجل يتطاول على اختصاصات الآخر؟ وبناء عل هاته المفارقات الغريبة والتي تعيشها جل المجالات والاهتمامات ! فمن الناذر يتم تنفيذ "« الملصق » " ! من قبل فنانين تشكيليين متخصصين، ودليلنا تشابه الألوان والتصاميم والإخراج، والمثير أننا نقف أمام (ملصقات) يبدو في نظر أصحابها أو الساهرين عليها، قمة فنية وتحفة مائزة ،كإعلان واضح لعرضهم المسرحي، لكن من الزاوية النقدية / المقارباتي . فأغلب تلك ( الملصقات ) بتفاصيلها وتضاريسها، هجينة، ومهجنة ومشوهـة. وفاقدة  لقوة الدلالة والإرسالية ، بحيث نلاحظ دونما تعمق تفكيكي: ماهي " بوستير" مسرحي صـرف [ك]( تيريكـَت/الرامود/ إكستازيا /...) ولا هي "بوستير" سينمائي عملي وعلمي [ ك] ( فِـراق  مقاومة الماء/عَـدم/ التي قالت/ يوم ماطر/ الريح/...)، ولا هي أفيشات للسهرات والمهرجانات[ك] ( أبي لم يمت/ ريحة البارود/ الفيشطا / دوما سنغني/..؟ فهاته اللخبطة من المسؤول عنها ؟ هذا موضوع شاق ويطول الإبحار فيه. ويحتاج لنقاش أعمق، ربما مستقبلا: لأن النسيج المسرحي (الآن ) أنسج ظاهرة الصم و البكم، ولا يهمهم سوى الركض وراء "الدريهمات" التي أفـسدت الحياة الفنية والمشهد الإبداعي؟ 

عـناوين العـروض:

 والعجائبي  في ملصقاتنا! يكمن في ( العنوان)  بالدرجة الأولى، والذي لا يمكـن الاستغناء عنه أو التغاضي عنه ، مهما كانت الأسباب ، أو قوالب التجريب  بحكم أنه يندرج ضمن جماليات التلقي، والعتبة الأساس التي تـُدخل المتلقي في حوار ضمني  معه ، قبل مشاهدة العرض. باعتباره أحد المفاتيح الأساس و دال من الدلالات لنسيج العرض المسرحي، ناهينا عن خلفيته الدافعة للفضول المعرفـي، بغـية  التعامل معه. قبل التأويل والقراءة، ،أو كمؤشر إغرائي لاقتناص المتلقي/ المشاهد الذي ينصبه مُـنجز "الملصق " كطـُعم !!
وبناء على موضوعنا ؛ نلاحظ العـديد من الملصقات لا تفرض عليك التفاعل معها،  بل تدفعك لتتساءل حولها، انطلاقا من الاستفزاز السلبي ، وإن كان هذا حكما مسبقا. فهل أصحابها : سواء- فرقة ومقاولات وجمعيات، يدركون ماذا يفعلون؟ وهل لديهم وعي متمأسس على قناعة راسخة ؟ حينما يكتبون عناوين عروضهم ؟ لأنه أصلا فالعنوان، من خلال  المقاربات السيميولوجية . لا يوضع هكذا اعتباطيا أو عفويا في الملصق، لأننا نلاحظ عناوين إما :

1) بالعربية والفرنسية  كأننا أمام قاموس للترجمة ، ولسنا أمام ملصق( مثل):
 - (La facture / الفاتورة)- (عدم /  Néant)- ( الرحلة/ le voyage)- ( رجل الخبز الحافي/l’ homme du pain nu) - (سقوط الورد/ Chute des roses )- (كرنفال/CARNAVAL)- (بريندا/BRENDA)- ( في قاعة الانتظار/ salle d’attente)-  (....) – ( فلاش باك/ Flash Bach)- (...)  

2) بالعَـر نسية والشرابية ( le charabia):
(كلام ليل/ KLAM LIL) - (المقامة البهلوانية/AL MAQAMA AL BAHLAWANIA )-
( دون قيشوح/DonQUICHOHE) - (قنديل الباتول/KENDIIL LBATOUL) – (ريح/ Ri7) -
 (كلام الجوف/KLAM JOUF)- (شاطارا/ CHATARRA) ( الرهوط/ Rhoute)- (جا وجاب/ jaw jab)-  (اوسويفان/ AUSWIFANN) - ( لافيراي/LA FERRAILLE)- )جيل شو/JiL Chow )-  (أش داني/Ach DANi)- (الرامود/ Erra moud ) –( Az’Men/الزّمان) - ( شابكة / Chabka)- ( الماتش/ LEMATH)

3) بالأمازيغية والعَـر نسية والعربية :

 ( ترينكا/TRINGA/..) - (بيريكولا/pirikula/..) (الجربة/AJJID/..)- (أفرزيز/ AFERZIZ/..)
( دون قيشوح/DonQUICHOHE/..) (كلام الليل/..) (في أعالي البحر/...)

4) بالأمازيغية والعَـر نسية :

(أفرزيز/ AFERAZALZ)- (ماليطا /..)- (بضاض/ badadd) - ( تيركيت/..) ( الجربة/
(كلام الليل/ AWAR N DJIRE)

5) بالإنكليزية:

(النزهة / Picnic )- (مقاومة الماء/)- water resist...) 
 
اسـتــنــتاجات :

هاته الملصقات وغيرها كثير، لعروض مسرحية مغربية ، مرسلة لمن ؟ هل للمواطنين المغاربة أم لمواطنين مغاربة فرانكفونين ؟ أم للجالية الفرنسية المقيمة في المغرب ؟ هل  للمغاربة الأمازيغيين؟ 
أي سؤال هاهنا جوابه باطل، إذا ما تعمقنا في سوسيولوجيا المسرح في المغرب. فتلك العروض متلقيها من بعض بعض المسرحيين/ شباب (فقط) وإبان المهرجانات/ شباب ورواد( فقط)، أو أمام لجن ( الدعم ) باستثناء بعض العروض ذات الطابع الفكاهي، وتحديدا فرقة مسرح الخامس، لها جمهور "مخملي" يريد التفكه والضحك سويعات( !) فلهذا ما جدوى التلاعب باللغة ( فرنسية/ عرنسية/ أمازيغية/ إنكليزية/) ؟ والغريب أن خطاب تلك العروض: بالعامية/ الدارجة التي كانت مظاهرا من مظاهر الإيمان بالفكر الاشتراكي، وتوجيه الخطاب للطبقة الشعبية، فأين هو الفكر الإشتراكي، وأين هي الطبقة الشعبية؟ وأغلبية العروض يشاهدها أقل من [ثلاثين] فرد، أما المشاركين في المهرجانات ; فأغلبهم لا يعرفون " اللغة الأمازيغية" مما لا يحضرون أو ينسحبون، بعد اتخاذهم مقعدا-  نموذج مسرحية[ اشاوشاون/  أنمسوال/ أفرزيز/.../] ففي هذا السياق،لا ننكر بأن المسرح الأمازيغي، استطاع أن يحقق إضافة نوعية في المشهد المسرحي في المغرب ، لكن في محيطه الأصلي/ الناظور/ الحسيمة/ أكادير/الخميسات/.../ لكن الخطير بأن بعض المخرجين (؟؟) لا يفهمون اللغة الأمازيغية ولا يعرفونها حتى ! ويقومون بإنجاز بعض العروض الأمازيغية : إنها قمة الاستهتار في المشهد المسرحي ، وفي هذاالباب، هل تلك العناوين            ( الملصقات) وضعت  بتوجيه من جهات ( خفية) لتمييع اللغة الفرنسية أم اللغة العربية ؟ أم لإضفاء جمالية على الملصق، أم هي طريقة للمشاركة في المراكز الثقافية الأجنبية ؟ أو رهان قبلي للاختيار والتسلل لبرامج الجولات المسرحية الموجهة لمغاربة العالم ، والتي تنظمها وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ؟
لا أرى جوابا، إلا في اللغة ( العربية/ الأمازيغية) التي تشكل جزء مهما واساسيا ؛من الهوية المغربية ومن خلالها يتم ترسيخ ثقافته، وتراثه المادي واللامادي. والملصق ليست مسألة عابرة أو تافهة ، بل هوجزء لا يتجزآ من التاريخ المغربي: بمعنى ستصبح تلك الملصقات وثيقة مادية لفهم البنية الذهنية للمسرحيين المغاربة.  لكن الكل مرة وحينما نجد ملصقا لعرض محدد ، يتغير عدة مرات نموذج:( أبي لم يمت/ الرامود/ تيركيت/ الرهوط / جنب الحيط/ جا وجاب/ ريح/ فلاش باك/ تكنزا/ شابكة/ أوسويفان/  كلام الليل/ في أعالي البحر/ صولو/...) تزداد قناعة التحليل ،  قبل أن نصل إلى تلك المرحلة التاريخية لتفكيك وشرح الملصقات المسرحية، نستشف بأن هنالك انفصاما حادا للمسرحي، وازدواجية في تركيبته النفسية وفي لغته الأم ، فهي تركيب ذهني قبل أن تكون لِسْني أو لساني، وبالتالي فالذهن يتخندق في عوالم الهجانة وفساد ذوقي وجمالي، فمن هنا نجد عروضنا الحالية دونما مستوى إبداعي يذكر؟؟
فحتى وإن قبلنا عن قناعة فكرة ابتكار عمق الملصقات واستنباط أساليب جديدة.والتي تندرج تجاوزا في زمن ما بعد الحداثة ؟ فأصلا هو زمن انفصالي فوضوي، لا ماضي له ولا مستقبل. وبالتالي . إنه  زمن متناثر متغير باستمرارومتشظي لحظويا، لا رابط له بين التحول والتاريخ ، الذي تتحكم فيه جغرافية المكان " المغرب".
إذن، أين يمكن أن نضع ملصقات مشوهة و ليست هجينة بل فظيعة ، أفظع من الفظاعة . بمعنى: لا تحيل إلى طبيعة  التفاعل الصادق، والإغراء الساحري لجذب  المتلقي للعمل المسرحي ورسمه قبليا  ،  في أفق اللغة المشكلة للملصق نفسه. بحيث بعض الكلمات بالعربية تزين الملصق، والباقي بالفرنسية نموذج ( الرامود/الزّمان/ عـدم/ فيشتا/ أفرزيز/ صولو/...) فهل  ياترى نحن أمام ملصقات لعروض مسرحية في المغرب أم في أوروبا ؟

السبت، 6 أبريل 2024

"ولد آرثر ميلر والقلم في يده" : هارولد بنتر

مجلة الفنون المسرحية


                                     "ولد آرثر ميلر والقلم في يده"                                                                         
                                                هارولد بنتر
                                                      
           (ماذا يحدث حين لا يستطيع الانسان أن يحقق ولو انتصاراً صغيراً في حياته)؟!

                                 السؤال الذي كان يؤرق آرثر ميلر!.

الاثنين، 1 أبريل 2024

خشبةٌ وبوحٌ يفيضُ بالإنسان / جبّار ونّاس

مجلة الفنون المسرحية 
الكاتب جبار وناس 

خشبةٌ وبوحٌ يفيضُ بالإنسان

    أنتَ - فنانَ المسرحِ - ذكراً كنتَ أم أُنثى ماالذي يحدو بكَ لأنْ تَنالَ من التعبِ والخساراتِ الباهظةِ إزاءَ متعةٍ تساعدُ في بثها بمقدارٍ لايتجاوزُ الساعةَ من الوقتِ؟
          وبالطبع هي ساعةٌ تفوحُ أحشاؤها بأشياءَ كثيرةٍ ومختلفةٍ ومصادرُها كثيرةٌ أيضاً قد تنتجُ من تضامنِ الكلمةِ مع اللونِ، الموسيقى، الجسدِ، الديكورِ، المخيلةِ حين يُقَيَّظُ لها لأنْ تتصيَّرَ بتجلٍ جديد ستنزعُ فيه من ركامِ ما تلبسُ فتبدو في نياشينَ جديدٍ تُنبئ عن حيازاتٍ جديدٍةٍ في التبصرِ والتأملِ والتثبتِ الحصيفِ حين التداخلُ مع ما يتراكمُ في حضنِ الحياةِ وما يدلنا إليه رسولُها ونعني به واقعَ دقائقَ ما نعيشُ من لحظاتٍ في الخيبةِ وفي الفرحِ وفي الهزيمة وفي الإنتصار، الجمهورِ فله أنْ يثلمَ من أحشاء تلك الساعة أو يجعلَها في تمامِ التبرجِ والحضور المضيء. 
               ضربٌ من الجنون هو أم حبٌّ يتواتر فيغدو شغفاً لايبارحُ القلوبَ والوجدانَ؟ 
           وقد يتبطرُ عليكَ أحدُهم وهم من الكثرةِ ليُدلي عليك بالسؤال المرِّ :مالكَ وهذا الشغفُ الذي تدعي وهذا الذي يذهبُ سدىً من لحظاتك وما يتبددُ من آمالِكَ وطموحاتِكَ وهي كثيرةٌ وليس لها ما يحدها؟ 
          هو سؤالٌ مرٌّ صدقوني - أيُّها الأحبةُ في المسرح - ولكنَّ مرارَتَه تؤرِّقُ فيَّ مكامنَ الشغفِ التي أتوكأُ عليها وأنا أسيرُ في رسم خطواتي القادماتِ تمثيلاً، إخراجاً، تأملاً، تبصراً، قراءةً، مشاهدةً، بحثاً، مشاركةً، نقداً يترصدُ عن قربٍ مفاتيحَ نصٍ مسرحي أو تفكيكَ مكوناتِ عرضٍ مسرحي يُعلنُ القائمون على تَصَيُّرِه عن مدى إيمانهم العظيم بما تفوحُ به خواصرُ تلك الخشبةِ(خشبة المسرح) وأنا من جانبي سأعلنُ أمامهم عن هذا الفيضِ العارمِ  الذي يعتريني فأناديه :
أنتَ رايتي التي أُلوِّحُ بها بين الآفاقِ الواسعةِ وأنتَ أنتَ - أيُّها الشغفُ اللذيذُ واللذيذُ جداً) 
ومبارك عليكم عيدُكم - أيُّها الأحبةُ على خشباتِ المسارح)

الأحد، 31 مارس 2024

التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

مجلة الفنون المسرحية


 التناقض بين الحالة الإبداعية والموقف الأخلاقي

الأحد، 24 مارس 2024

المسرح للسعادة والإسعاد كما هي الفلسفات والحب

مجلة الفنون المسرحية


المسرح للسعادة والإسعاد كما هي الفلسفات والحب

الاثنين، 18 مارس 2024

الجذور الاجتماعية للنقد الثقافي

مجلة الفنون المسرحية


الجذور الاجتماعية للنقد الثقافي

الثلاثاء، 23 يناير 2024

مسرحيون عراقيون في المهجر تجربة حازم كمال الدين

مجلة الفنون المسرحية

مسرحيون عراقيون في المهجر تجربة حازم كمال الدين

الأحد، 21 يناير 2024

المسرح المفتوح واشكالية المصطلح

مجلة الفنون المسرحية


المسرح المفتوح واشكالية المصطلح

الثلاثاء، 16 يناير 2024

مسرحية البؤساء من البؤس والحرمان إلى الحرية والإبداع / د.أسماء بسام

مجلة الفنون المسرحية 
مسرحية البؤساء من البؤس والحرمان إلى الحرية والإبداع / د.أسماء بسام 

إعلام الهيئة العربية للمسرح 

من مصر أم الدنيا إلى العراق بلاد الرافدين تُعرض مسرحية (البؤساء) لفكتور هوجو؛ لتعبر بنا حدودًا من المجتمع الفرنسى إلى العالم العربى مرورًا بأزمة العالم العربى التى تشكلت على أثرها أزمات اقتصادية جمة كانت أساسًا للحرب والضياع والهزيمة والسقوط.

تستمد التيمة الأساس فى مسرحية (البؤساء) التى عُرضت فى مهرجان المسرح العربى هذه الدورة 2024 فى بغداد، مشروعيتها من مثلث زواياه انبثقت من السجن والجوع والثورة.

انطلق هذا المثلث من ظروف حقيقية تخص المجتمع الفرنسى عام 1815 حيثُ الصراع بين البرجوازية والإقطاع، والرغبة فى الحفاظ على حرمة السلطة الملكية وإعادة تفعيل الميثاق الدستورى؛ وهنا اتخذ فكتور هوجو شخصيته الشهيرة (جان فالجان) ليخرج به من بؤرة البؤس المرتبط بالسلطة والقانون والقسوة والظلم إلى الحرية فى الدفاع عن لقمة الخبز.

ارتبط العرض المسرحى(البؤساء) إخراج محمود جراتسى بشخصية (رغيف الخبز) وليست شخصية جان فلجان الحقيقية؛ حيثُ عبر العرض عن شخصيات دُمى وكأنها شخصيات أساسية تحركها شخصيات حقيقية ولكنها ثانوية، بمعنى أننا أمام بطل فى الأساس اقتصادى هو رغيف الخبز المسروق وليست شخصية جان السارق.

الحديث إذن عن بؤس إنسانى وهم عربى واحد مشترك، وهو الفقر والجوع والعطش والظلام الذى تمتع به الفضاء المسرحى بخلاف الوشاح الأسود الذى ترتديه جميع الشخصيات، والأصوات المهيمنة على الفضاء المسرحى التى تشكو الهم والحزن والغلب الإنسانى من ضياع الحقوق بين القانون وممتلك لقمة العيش.

الفراغ الاقتصادى هنا الذى تركته لقمة العيش عند (جان) جعله إنسانًا متعطشًا للعمل ومتعطشًا للحصول على عمل من أجل هذه اللقمة، ولكن ماضيه وصحيفة سوابقه تظل قوى خفية تذهب معه وتلاحقه أينما ذهب؛ لتصد العالم عن المطالبة مع هذا الشخص بالعمل، فكلما تعاطف معه صاحب المال والعمل، اجتهدت القوى الخفية لتبعد عنه هذا التعاطف، كل هذا يرجع إلى مجموعة من البؤساء تريد العيش فى أمان هذه اللقمة ولكن ثمة قوة خفية تبعد عنها هذه اللقمة عنوة بسبب فكرة الهيمنة على المجتمع العربى.

ولعلَّ الشعور بالأمان الاقتصادى داخل سلطة اقتصادية تهيمن على المجتمع وتسجنه داخل محتواها المادى وأعمدتها المؤسساتية المبنية على (الجوع والفقر والحرمان والبؤس) وجميعهم مفردات لمفهوم عتبة العنوان (البؤساء)، وبالتالى نشعر فى القيام بالثورة لهدم هذه الأعمدة وإقامة أساس واضح من الحرية المطلقة فى الملابس البيضاء وبقعة النور التى تفتح طاقة أمل أمام جان فى ظل القوة المؤسساتية المفرطة والهيمنة على لقمة العيش، وعلى فكر وعقول الجياع، حتى وإن اضطر الأمر إلى قطع الرأس المعرفية لسلبه حفرياته المعرفية وحقوقه وخبراته المترسة فى ذهنه، فعندما تظهر هذه الشخصية النقية تأخذ جان إلى فضاء حر وتشوشر على خطابه المترسخ فى ذهنه أنه سارق وحرامى وتكمل هى خطابًا جديدًا معرفيًا يشكل حياة جديدة، ويقطعها بأنه ((رجل صالح))، ويقطع جان الخطاب بأنه جان فلجان حرامى، ولكن يرد ثوب الحرية بأنه رجل صالح.

وفى الحقيقة أن امتلاك شعب جائع تربة خصبة لانتشار الأمراض المجتمعية من سرقة وجهل وتخلف وبؤس اجتماعى، ومن هنا يتحرك الإبداع فى المسرحة والاقتباس.

يبدأ العرض بخطاب لغوى صامت يحويه ظلام دامس مرتبطًا بفكر اقتصادى تحركه (دمى) خلفها شخصيات تخشى الحياة منفردة دون دمى تحركها، هذه الشخصيات ترتدى الأسود لتشير إلى قمة البؤس والحزن الإنسانى الذى يفصل العالم العربى عن منتوج عمله ويغربه عن واقعه، لنبقى أمام فكرتين أولاً فكرة الحياة واللاحياة، فحياة الدمى هى نفسها حياة الوشاح الأسود تناسلت منها وتداخلت فيها لتكون حالة بؤس منفردة، تداخلت معها الموسيقى الحية التى نتجت من بيئة مصرية خالصة، كما ظهرت لهجة مصرية متعلثمة فى توضيح الخطاب المعرفى على لسان الدمى الأطفال، لتحيا فى بيت الألعاب الذى يتهدم ويتفجر لنواجه أطفالاً بائسة، كل هذا التداخل والتفاوت فى الإنتاج الفكرى المؤسسى يجعلنا أمام حالة خاصة متوترة تجمع بين العربى والغربى.

أمَّا عن منظر السجن والكلام الذى يشير إلى الانكسار والانهزام الذى تصدره السلطة للمحبوس هو نفسه الكلام الذى تصدره القوى الخفية وهو النظر إلى المحبوس وكأنه مقبورًا ميتًا (عينه فى الأرض)، (وجسده مقبور)، الذى يشير إلى انكسار الحالة الوجودية له إنسانًا، ويصبح مجرد مسجون رقمى يُشار إليه برقمه داخل الزنزانة، وعندما يُشار إلى السجين رقم 601 سارق لقمة العيش يصرخ المسجون بقوة داخل الفضاء المسرحى معبرًا عن وجوده وهويته واسمه وكيانه الداخلى (أنا جان فالجان) ، ولكن يُهيمَن عليه الهيمنة البدنية الشديدة حيثُ المراقبة والمعاقبة المرتبطة بالسجن والسجان، وبالتالى يفقد قوته مع هويته مع وجوده ويعترف أنه مسجون داخل الزنزانة ومجرد رقم واسمه 601 ، لا رقمه.

سيادة السلطة والقانون ارتبطت – إذن – بسيادة الضرب والقسوة والهيمنة الوجودية، وسيادة البؤس ارتبطت بالاعتراف بوجود الآخر ووجود الهيمنة والسيادة له فلا هيمنة بدون وجود قوى وضعيف، ولابد أن يعترف السيد بالمسود لتتحقق الهيمنة.

يخرج جان من الحبس ويظن أنه أصبح حرًّا طليقًا ولكنه يفاجأ أنه مازال مراقبًا ومعاقبًا على فعلته وسرقته رغيف خبز.

الجوع والبؤس حاضران فى النص حضور السلطة والقانون؛ لنبقى أمام شدّ وجذب وصراع وقوة متبادلة ليصبح الجميع مذنب (هم المذنبون كلهم).

الاحتياج إلى المال والعمل حاضر حضور الراحة والاستقرار فى الحياة فكيف يأكل وكيف يستقر، وكيف يُشفى من مرضه دون مال،؟ّ!، والمال يحتاج إلى عمل والعمل ينظر إلى ماضيه وصحيفة سوابقة.

نلمح  فى النص المعروض كلمات من البيئة المصرية الخالصة وتلميحات مصرية مثل: (أبو دومة وأبو شامة، ستمائة وزفت، ومن يمشى وراء العيال لايخلو من ضرب النعال)، كما نلمح الشخصية الاندماجية، ونلمح اختلاط الدمى بالشخصيات، ونجده الشخصية الاندماجية التى تجعل المتلقى يفرز الحيلة ويحولها إلى واقع يغير به الوضع ويحمل عبء الشخصية ذاتها ويبحث معها عن حل خصوصًا أنها لا تستطيع وحدها.

وهنا انتقل النص من مسرحة الرواية الفرنسية إلى نقل فكرة فرنسية وتحويلها إلى فلسفية، والانتهاء من الصراع الاقتصادى إلى الصراع الوجودى فى ظل الرقمنة، ومحاولة التحرر من السلطة بأى شكل من الأشكال.

وفى النهاية نجد الدمية الإنسان يتناسخ مع دمية ببغاء ليعبر عن فكرة أكون إنسانًا أم حيوانًا؟ ، والمسألة مرتبطة بسؤال آخر أكون حيوانًا صامتًا أم حيوانًا متكلمًا مهيمنًا هيمنة السلطة؟!

ولنجيب عن هذا السؤال أو الصراع بينهما يجب أن نجيب أولاً ماذا نريد؟!

هل نريد حرية مطلقة أم حرية جسدية أم فكرية أم اقتصادية؟!

فى الحقيقة أن فكرة حرية الجسد من المكان القيد (السجن والزنزانة) مرتبطة بتحرره من كل الأيديولوجيات المحيطه به؛ لذا عندما يحاول الببغاء الدمية فرض سيطرته على الإنسان وتداخله داخل فكره المعرفى يسمح له الإنسان لأنه يريد أن يسمح، ويريد أن يُهيمَن عليه، لا لأنه لا يقوى فهو يقوى ويمتلك الحرية ولكنه يسمح للآخر اختراقه بسهولة، هذه مسألة.

القضية الأخرى هى فعل المقاومة والقوة الذى جاء من ضرورة الإبقاء على الوجود، وضرورة الاعتراف بالأنا رغم كل القيود ورغم امتلاك الحرية والسماح للآخر سلبها فالثورة الحقيقية أصبحت ثورة وجودية أنا أتكلم إذن أنا موجود، يظل الصراع بين الأنا والآخر إلى أن تنتصر ثورة الإنسان على محاصرة سلطة الدمية، ورغيف الخبز هو الأيقونة المفجرة لهذه الثورة فى الأساس.

ينطلق ميترو غزة من فلسطين إلى الشارقة إلى بغداد إلينا جميعا واليوم والغد محطته لاهاي بهولندا

مجلة الفنون المسرحية


تحقيق صحفي: ينطلق ميترو غزة من فلسطين إلى الشارقة إلى بغداد إلينا جميعا  واليوم والغد محطته لاهاي بهولندا

إعداد: ذ. أحمد طنيش

المناسبة شرط:
هي قراءة ومقارنة ترابطية بين حدثين عالميين نضاليين ملحميين يقامان الآن في زمان واحد وأمكنة متعددة، وصفتهما المشتركة أو ما يجمعهما، الحضور والمكانة الفلسطينية.
الحدث الأول: فعاليات مهرجان المسرح العربي بمناسبة دورته 14 والتي تقام ببغداد، جمهورية العراق، من 10 إلى 18 يناير 2024، هو حدث عربي بامتياز، وعالميته أن رسالته المهرجانية وكلمة اليوم العربي هي لكل العالم.
الحدث الثاني: انعقاد اليوم الخميس 11 يناير 2024، الجلسة الأولى، بمحكمة لاهاي بهولندا، والقضية دعوة رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل عن جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، متبوعة بلقاء ثان ليوم الغد 12 يناير 2024، وهو الحث الذي ينتظر محاكمة نتمناها ألا تطول أطوارها وهي في جميع الحالات ستكون محاكمة العصر بكل تجلياتها، إما لصالح القضية وهذا هو المنتظر لنمر إلى المحكمة الدولية عن الجرائم أو إعلان نتيجة أخرى ستكون لها حتما المكانة وما بعدها.
ما يجمع بين الحدثين:
     تقع فلسطين والعراق ضمن منطقة تاريخية واحدة، أطلق عليها الباحثون والمؤرخون اسم الهلال الخصيب، والتي بقت منطقة متحدة الحكم معظم الفترة القديمة بعد هجرة القبائل من الجزيرة العربية إلى هاتين المنطقتين وتأسيسها لحضارات كبيرة، وعند اتساع الإمبراطورية الآشورية ومن بعدها البابلية غربا، كانت فلسطين والقدس أحد مناطق تلك الإمبراطوريات القديمة ونعتت بالسامية لكونها منطقة غنية بالمياه وتمتاز تربتها بالخصوبة.
من جانب التراث الأسطوري الديني للمنطقة يقال أيضا أن النبي نوح كان لديه ثلاثة أبناء:سام، حام ويافث، أعطى نوح هذه المنطقة لابنه سام فلذلك سميّت «سامية». كما حصلت فيها أحداث بشرية هامة كتطوّر فكرة الآلهة السماوية، بدلاً من عبادة مظاهر الطبيعة، وقد استخدم هذا المصطلح أيضًا للتعبير عن مناطق بداية الحضارات البشرية. كما تشهد قصة هجرة النبي إبراهيم من أور جنوب العراق إلى الخليل في فلسطين مرورا بتركيا. 
فعلا هناك تقارب تاريخي بين فلسطين وبغداد والعراق أساسا، تعود جذور العلاقات الثنائية بين العراق وفلسطين إلى التاريخ القديم تم التاريخ الإسلامي حيث حرر فلسطين صلاح الدين الأيوبي المنتمي إلى تكريت سنة 1187، ومازال التقارب التاريخي متواصلا عبر التاريخ المعاصر والمستمر إلى الآن، وصولا إلى محطة الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي، الذي تجتمع فيه الجغرافية العربية ببغداد وهي معلنة سلفا بمواقفها وإبداعها وتواصلها ومؤتمراتها وعروضها المسرحية أنها مع القضية الفلسطينية روحا وفكرا وذاتا وموضوعا.
ترافع المسرح منذ أن كان:
يسجل بفخر أنه منذ أن كان المسرح وهو مرتبط بقضايا المجتمع بل هو المجتمع في جميع تجلياته، وذلك لأن للمسرح صفه القرب والتقريب، يخاطب الجوانيات والروحانيات ويخاطب التاريخ والأحداث بل هو مؤرخ وذاكرة التاريخ بإرثه بنصوصه بحفرياته بما خلد ويخلد وبما وثق ويوثق، لذا تعد نصوصه المؤسسة وملحماته التاريخية زمن تدويني آخر من مدخل الفعل المسرحي حيث دونت نصوص العروض المسرحية وليس نصوص المؤلف، من تم كان كتاب البويتيكا أو فن الشعر لأرسطو هذا الكتاب الذي يعد من الآثار المنسوبة إلى أرسطوطاليس، وقد ترجم إلى العربية ضمن حركة الترجمة في العصر العباسي الأول، ونقلها أبو بشر متى من اللغة السريانية إلى اللغة العربية، كما وضع الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد ملخصات لكتاب "فن الشعر" لأرسطو وهناك ترجمات أخرى منها ترجمة إحسان عباس وترجمة عبد الرحمن بدوي، ولمرجعية هذا الإرث لم ولن يتخلى المسرح عن الشاعرية التي تسكنه في نصوصه الشفاهية الحرفية ووالتي انتقل إلى باقي المجالات البصرية والإحالية والإيحائية والإنزياحية والسيميائية وغيرها المترجمة للمعنى..
المسرح والخاصية الديمقراطية:
سأقف هنا عن محطة تاريخية للمسرح لها علاقة بحرية الشعوب وميل المسرح إلى الديمقراطية وإلى مفهوم المدينة والتعايش ونبد العنف؛ إذ يتميز المسرح عن باقي الفنون الأدائية بآلية وميزة التعددية في المهام والأدوار وخاصية الحوار بين الشخصيات وبناء الفعل الدرامي التي جعلت من المسرح والدراما عموما فناً ديمقراطياً بامتياز، خلاف ما ذهب إليه "ميخائيل باختين" كون أن ظاهرة "التعدد الصوتي" تقتصر على الرواية، غير أن هذه الخاصية تكاد يستوحد عليها المسرح، بدء من النص المسرحي الذي يتطلع لحياة العرض، وصولا إلى زمن العرض بحيوية الخشبة وقاعة المسرح مع المتلقي وحياة المسرح التي تمر روحها عبر هذه الكيميائية، من هذا المنطلق يتحول  المسرح إلى برلمان، بل إلى ساحة وفضاء الحوار وأغورا ويتم الترافع وبهذا فديمقراطية المسرح لا تكمن في تركيبه وأسلوبه فقط، بل في توجهه وأنماط تعالقاته ونزوعه الفكري الذي يقوم على الاختلاف والشك والرفض والمقاومة والتحدي، وتعرية الاستبداد والطغيان، والدفاع عن الحرية والتعددية، وليس على التسليم والإذعان، لذا فالمسرح يزدهر في المجتمع الديمقراطي وحتى في المجتمع غير ديمقراطي لأن البحث يكون متمركزا حول البحث عن الديمقراطية. يكشف تاريخ المسرح في اليونان القديمة أن المسرح ازدهر مع ظهور الديمقراطية، وازدهار الفلسفة، ويسجل التاريخ أن المسرح تراجع في العصور الوسطى حينما ساد الحكم الثيوقراطي واستعبد الناس وحوصر الإبداع‏ وتمت مصادرة الرأي‏، ثم عاد للازدهار في العصور الحديثة التي استعاد فيها العقل مكانته‏ وانتصرت الديمقراطية‏.
الحدث الأول: 
مهرجان المسرح العربي مؤتمر فوق العادة في خدمة القضية الفلسطينية
لفلسطين وقضيتها/قضيتنا جميعا، حضور قوي في مهرجان المسرح العربي ببغداد، بدء من إلغاء مظاهر الاحتفاء تضامنا والتزاما بعمق القضية، وبالتالي تخصيص ندوة عن المقاومة الفلسطينية، ثانيا تم إدراج مسرحية فلسطينية ضمن العروض الرسمية داخل المسابقة، وإن قيل في مناقشة العروض يجب أن يحكم على المسرحية من خلال عمق القضية، عن مسرحية آتية من عمق الوطن ومن عمق الفعل الدرامي الإنساني، فكيف كان التمرين على المسرحية؟ والدموع والدماء تسيل والأرواح ترفع شهيدة وشاهدة وفي كل أسرة مكلوم ومجموعة من الشهداء وكيف كان الحضور رغم الحصار؟، وكيف سيكون الحضور والأداء على الخشبة رغم الجانب النفسي؟ وكيف كان وسيكون التشخيص؟ والجانب الأيسر ليس في مكانه، بل هناك، كيف نأتي إلى المسرح ونحن نعيش ملحة إبادة؟ هذه الإبادة التي لن تكون ولن تتحقق ضد شعب الجبارين، لأن الوفاء لحياة الحياة أكثر من الركون لحياة الدل والمهانة.
هي مشاركة وإشراك للقضية العربية في قطر عربي أصيل له التاريخ وله التجربة وله الحلم وله الأمل، ولن تخرج الدورة 14 من مهرجان المسرح العربي من جنس الوشيجة التي تسكن كل العرب، في مهرجان يحمل أحد فنادقه اسم فلسطين والذي يضم وفود مسرحية عربية، فلسطين التي تسكننا جميعا، وكل الدول المشاركة في المهرجان هي في مؤتمر القضية الفلسطينية يترافع بأقدم وسيلة "المسرح" ترافع سمته الانتصار لإنسانية الإنسان ومحاكمة الغطرسة ومن يمارس أفعالا ضد الإنسانية عموما، وضد فرجتها وضد تواصلها. 

الحدث الثاني:
محكمة لاهاي، والقضية الفلسطينية، غزة تحديدا
عقدت اليوم الخميس 11 يناير 2024، محكمة العدل الدولية في لاهاي جلستها الأولى للنظر في طلب جنوب أفريقيا المتمثل في محاكمة إسرائيل بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، هذه المحاكمة التي أحبرت إسرائيل للمثول أمام المحكمة الدولية من أجل دحض ما وصفته بالاتهامات السخيفة التي تفتقر إلى أي أساس واقعي أو قانوني، وكأنها صماء عمياء عن صورة تلقاها العالم لذا وجدنا وقفات واحتجاجات عنهم وضدهم في العواصم الأوروبية والأمريكية تندد بهم وتعلن تضامنها مع القضية الفلسطينية ومع غزة، في هذا الإطار لدى الصحافة العبرية خوف جدي في المؤسستين الأمنية والنيابة العامة الإسرائيليتين من أن توجه محكمة العدل الدولية اتهامات لإسرائيل بالإبادة الجماعية.
يقول الخبراء في القانون الدولي أن جلسات الاستماع ستتناول مطلب جنوب أفريقيا بفرض إجراءات طارئة، وإلزام إسرائيل بتعليق عملياتها العسكرية في غزة في حين ستنظر المحكمة في حيثيات القضية، والتي نتمنى أن تخرج عن الروتين القانوني والإداري، هذا ونحن نتابع أشغال المحاكمة عبر الإعلام الجزيرة الذي كان محايدا إلى حد ما أو قل محايدا بالفعل ونقل إلينا أشغال الجلسة الأولى التي استمعنا فيها إلى مرافعة رافع الدعوة جنوب إفريقيا، هذه الدعوة التي تضم 84 صفحة، مع العلم أن الأدلة يعرفها العالم ومصورة بوجهات نظر كاميرات العالم لفترة زمنية تفوق 3 أشهر وتؤكد أن تهمة الإبادة الجماعية حقيقة وواقع بقوة الأدلة، وأن القصف المستمر الذي دمر مئات الآلاف من المنازل واضطرت ملايين من فلسطينيين إلى النزوح، وأسفرت عن مقتل ما فوق 20 ألف شخص وفقا لبيانات السلطات الصحية في غزة إن لم نقل أن الأرقام الحقيقية كبيرة وكبيرة جدا.
ستستمع لجنة من 17 قاضيا، منهم قاضيان من إسرائيل وجنوب أفريقيا، إلى مرافعات مدتها 3 ساعات لكل طرف. ومن المتوقع صدور حكم بشأن التدابير المؤقتة في وقت لاحق من هذا الشهر. وأحكام محكمة العدل الدولية مُلزِمة، لكن المحكمة لا تملك تنفيذها.
وفي دلالة على ثقل مصطلح الإبادة، أرسلت إسرائيل قاضيا سابقا بالمحكمة العليا كان قد نجا من المحرقة النازية (الهولوكوست) التي وقعت قبل توقيع اتفاقية الإبادة الجماعية. وستعين جنوب أفريقيا قاضيا أمضى في شبابه 10 أعوام في جزيرة روبن التي التقى فيها الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نيلسون مانديلا.
وتحقق محكمة أخرى في لاهاي، وهي المحكمة الجنائية الدولية، بشكل منفصل في تهم ارتكاب فظائع في غزة والضفة الغربية وفي هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل، لكنها لم تسم أي مشتبه بهم. وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية وترفض ولايتها القضائية.
من جانبه قال رئيس جنوب أفريقيا "سيريل رامافوزا" أمس الأربعاء "معارضتنا للمذبحة الجارية بحق شعب غزة دفعتنا بصفتنا دولة إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية".
وأضاف "بصفتنا شعبا تجرع يوما مرارة السلب والتمييز والعنصرية والعنف الذي ترعاه الدولة، نحن واضحون في أننا سنقف في الجانب الصائب من التاريخ".
في المقابل قال "إيلون ليفي" المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أمس الأربعاء "غدا (الخميس)، ستمثل دولة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية لدحض فرية (سفك) الدماء العبثية التي أطلقتها جنوب أفريقيا، إذ تمنح بريتوريا غطاء سياسيا وقانونيا لنظام (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية) حماس المغتصب".
تعالق وترابط بين الحدثين:
لماذا لم ترفع الدعوة القضائية من دولة عربية أو إسلامية؟ هو سؤال مركزي أثير اليوم في الإعلام العربي وغيره بل بالأساس في إعلام الضفة الأخرى، ذاك الإعلام الذي يواكب المحاكمة التي انطلقت اليوم بدعوة قضائية مرفوعة ضد إسرائيل من دولة إفريقية لها الخبرة وليس من دولة عربية أو بالأحرى دولة إسلامية، تقول بعض التحاليل لمختصين، السبب لكي لا يقال أنها قضية إسرائيلية عربية، أو قضية إسلامية يهودية، أو بالأصح صهيونية، وقد قيل من طرف الإعلام العبري ومؤسساته وردي على هذا السؤال من خلال هذه المادة الإعلامية التي تنتمي لصحافة التحقيق، أن هناك قضية كبرى رفعت لصالح القضية بمناسبة الدورة 14 لمهرجان المسرح العربي ببغداد، من خلال البرنامج المهرجاني النوعي في الشكل والمضمون والملخص للواقع العربي ليس على مستوى الإبداع فقط بل حتى على مستوى القضية من خلال إلغاء المراسيم الاحتفائية وإدراج ندوة قطاعية عن المسرح والمقاومة، وإدراج عرض مسرحي فلسطيني دال بالاسم والموضوع.
كما أن هناك دليل قاطع قبض عليه التحقيق الصحفي وهو يتمحص عبر القراءة المقارنة، أن هذه الدورة مؤتمر عربي فوق العادة للقضية الفلسطينية وغزة تحديدا ولكل القضايا، تعبر عنه كلمة اليوم العربي للمسرح إذ تصرح المبدعة الطلائعية اللبنانية نضال الأشقر، والتي وكلت لها كلمة اليوم العر بي للمسرحي 10 يناير 2024، والتي قرأت في افتتاح الدورة 14 ببغداد، بدء من عنوان الكلمة أن المسرح حياة تسبق الحياة: 
كتبت وتقول نضال الأشقر: هذا زمن التحولات والحصارات وحروب التصفية والإلغاء والصعاب، وسط هذه الفوضى العارمة، وهذا الدمار والقتل والفساد، ومع كل ما يجري من حولنا من تدمير متعمد لمدننا التاريخية الرائعة، ولإنساننا، وتدمير أرضنا وبحرنا وساحلنا ومدارسنا وتاريخنا وثقافتنا وذاكرتنا، وسط هذا كله نقاوم ونستمر، وتوصل نضال الأشقر، نضال كلمتها: كيف لنا نحن المبدعين أن نشاهد المجازر والأطفال والقتلى والعائلات المدمرة والبيوت التي سطحت على الأرض في فلسطين والعراق ولبنان وسورية وليبيا والسودان، وألا نعبر بأعمال مسرحية وعلى مدى قرن كامل عما كنا شهوداً عليه، ألسنا نحن مؤرخين من نوع آخر؟ ألسنا نحن مشاهدين ومسجلين للحاضر؟ ألسنا نحن ناقلي التراجيديا الإنسانية على المسرح كي تصل إلى قلوب الناس وعقولهم؟ ألسنا نحن من ينتزع الأقنعة عن كل وجه مزيف وعن كل قضية فاسدة، ولتأكيد هذا المنحى صرحت نضال الأشقر في كلمتها: "هكذا فهمت المسرح منذ بدأت العمل، وهكذا أواصله في مسرح المدينة الذي أسعى بالتعاون مع جميع الخيرين والخلاقين أن يكون نواة جديدة لأحلام ومحاولات جديدة، نسعى في إطارها إلى إيجاد لغة تطلقنا إلى عالم تلك البقعة من الضوء التي يدخل إليها الناس ليفتحوا حلمهم وخيالهم.

المبدعة اللبنانية العربية نضال الأشقر
تكامل ومواكبة:
ما إن خرجت أسئلة الإعلام العربي والأجنبي تحديدا وهم يستفسرون، لماذا لم ترفع الدعوة القضائية ضد إسرائيل من طرف جهة عربية؟ أكدت جامعة الدول العربية دعمها وتأييدها بشكل كامل للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية وخرق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948، معربة عن تطلعها إلى حكم عادل يوقف الحرب العدوانية على قطاع غزة ويضع حدا لنزيف الدم الفلسطيني، وفي هذا الشأن صرح الأمين العام للجامعة العربية "أحمد أبو الغيط"،  للصحافة العربية والدولية أن الأمانة العامة للجامعة تدعم مسعى جنوب أفريقيا بكل السبل الممكنة من خلال الاستعداد لتقديم ما يخدم القضية ويعزز الموقف الفلسطيني، مضيفا أنها خطوة هامة ليس فقط نحو وقف إطلاق النار ولكن أيضا مساءلة الاحتلال الإسرائيلي.
 وينطق ميترو غزة مع تطلعات لتعدد المحطات: 
بدأ المترو انطلاقته حينما رشح للمهرجان وجاءت محطة المهرجان وكانت محطة المؤتمر الصحفي المخصص للعرض المسرحي صباح يوم الاربعاء 10 يناير 2024 في مقر مركز المؤتمرات الصحفية بفندق فلسطين ميريديان، والذي أدارهُ د. بشار عليوي مع استضافة لفريق العمل المسرحي "مترو غزة" لفرقة مسرح الحرية بمخيم جنين الفلسطيني بحضور مخرج العرض الفرنسي "هيرفي لويشيمول" والممثل الفلسطيني أحمد الطوباسي وبعض الممثلين من العرض المسرحي، عبر المخرج الفرنسي "لويشيمول" عن سعادته بزيارة بغداد وأهمية تقديم العرض في افتتاح مهرجان المسرح العربي الدورة 14 وصرح: "عملي بدأ من غزة منذ عشر سنوات، عندما رأيتُ صورة مكتوباً عليها "مترو غزة" فاعتقدتُ أنها فكاهة! لكنني بعد أعوام اكتشفتُ أنَّ هذه الصورة من معرض فنان تشكيلي من غزة اسمه "محمد أبو سلّ" تم التقيتُ بالرجل واتفقت معه لتحويل هذه الصورة الى فكرة مسرحية، وعرف إنجاز هذا المشروع بعض الصعوبات في مدينة غزة لذا انتقلنا الى مخيم جنين، والتقينا بالممثلين وانطلقت ورشة الكتابة، وكانت إحدى أكبر الصعوبات التي صادفتنا ان "خوله إبراهيم" مُعدة النص لا تتكلم الفرنسية وباقي الممثلين لا يتكلمون العربية فكيف سيكتبون نصا مسرحياً، بعد تحدي الصعوبات تم الوصول لكتابة النص وانطلق العمل قبل سنتين تقريباً وتوقف بسبب أزمة كورونا، ومؤخرا استطعنا تقديم العمل المسرحي في شهر دجنبر 2023.

صرح الفنان "أحمد الطوباسي" أن التشكيلي "بو سل"  منجز الفكرة يعيش حالياً في غزة وقد خسر بيته والاستوديو الخاص به بسبب ما يحصل الآن في غزة ونحن متواصلون معه لإعطائهِ لمحة عن الحياة فهو يعيشُ فينا في ميترو غزة بيته بيتنا جميعا، والناس تستمتع بفنه عبر العرض المسرحي الذي يقدم في كل مكان، وقرب "أحمد الطوباسي" حضور المؤتمر الصحفي كما قربنا جميعا من ظروف إعداد المسرحية والتمرين عليها في وطن يعان وفي بقعة جغرافية تعرف غطرسة المحتل وهمجيته، التمارين على أهبتها والتصاعد الدرامي المسرحي يتنامى وإلى جانبه دارما حقيقية في مسرح الحرية ووسط مخيم جنين جثث الشهداء كانت تمر أمام المسرح والاشتباكات وأصوات القنابل وقت التدريبات وفي كل الأوقات.
كما أشارت الفنانة الفلسطينية "ياسمين جلايدة" احدى ممثلات العرض إلى أن حماس فريق العمل مسرحي كبير وهو يقدم عرض مليء بالمشاعر من الصعب التعبير عنها، وتكاملت معها "شادن سليم" ممثلة أخرى فلسطينية في "ميترو غزة" التي عبرت عن اعتزازها لوجودها ضمن فريق العرض، مصرحة نحن سعداء بالمشاركة بغية إيصال صوتنا وصوت غزة وأهلها وهم تحت الحصار وإيصال صوت الأهل والأصدقاء ومن استشهدوا وأهلي كذلك إذ أن نصف عائلة امي رحلت، ومن الأهم أن أوصل صوتهم وأقول للعالم نحن موجودون وباقون في أرضنا ولا احد يمكنه ان يخرجنا منها.
عبر الحدثين هناك قضية، وللحدثين أفق انتظار، قال في شأنها محمود درويش ذات قصيدة قل وصية، "على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ: على هذه الأرض سيدةُ الأرض، أم البدايات أم النهايات، كانت تسمى فلسطين، صارتْ تسمى فلسطين. سيدتي: أستحق، لأنك سيدتي، أستحق الحياة".

قراءة في صورة الممثل حضورا واستحضارا وحضارة

مجلة الفنون المسرحية


قراءة في صورة الممثل حضورا واستحضارا وحضارة

الخميس، 4 يناير 2024

توقعات بتنظيم عراقي مميز لفعاليات الدورة 14 للهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية 

توقعات بتنظيم عراقي مميز لفعاليات الدورة 14 للهيئة العربية للمسرح

الخميس، 28 ديسمبر 2023

مونودراميّات غنّام غنّام: مَسْرَحَةُ العَوْدَةِ ودموعُها ومَنافيها

مجلة الفنون المسرحية

مونودراميّات غنّام غنّام: مَسْرَحَةُ العَوْدَةِ ودموعُها ومَنافيها

السبت، 23 ديسمبر 2023

المعرفة والفلسفة والمسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية 
المعرفة والفلسفة  والمسرح  /  محسن النصار 

الجمعة، 15 ديسمبر 2023

صَمْتْ: انفجار في مرفأ أرسطو أم عودة المسرح إلى حمضه النووي؟

مجلة الفنون المسرحية 
صَمْتْ:  انفجار في مرفأ أرسطو أم عودة المسرح إلى حمضه النووي؟

الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023

مسرح الخبز والدمى حاجة ام ضرورة

مجلة الفنون المسرحية


مسرح الخبز والدمى حاجة ام ضرورة

الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023

راهــنِـيَّـة مسرحية" لُكعْ بن لُكعْ "

مجلة الفنون المسرحية
راهــنِـيَّـة مسرحية" لُكعْ بن لُكعْ " 

الاثنين، 6 نوفمبر 2023

اريان مونشكين ومسرح الشمس

مجلة الفنون المسرحية


اريان مونشكين ومسرح الشمس

الخميس، 26 أكتوبر 2023

النقـد المسرحي الفايسبوكي !!

مجلة الفنون المسرحية

النقـد المسرحي الفايسبوكي !! 

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2023

اروين بسكاتور وثورة التغيير

مجلة الفنون المسرحية


اروين بسكاتور وثورة التغيير
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption