أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 12 مارس 2014

زهوة المغدورة ضحية حبها سيحتفل بعرسها في "مسرح مونو" لارا قانصو تعالج فاجعة الموت في ثلاث لوحات

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح



زهوة رفيقة الجامعة، تركت بعد مقتلها في ذاكرة رفيقتها لارا قانصو جرحا لم يندمل ولم يتماه مع الوقت بل ظل هاجسا مقلقا، إلى أن أوصلته خبرتها المسرحية إلى احتفالية بعرس ملطّخ بالدم.
حكت لي لارا قانصو منذ أكثر من عام عن زهوة، ضحية جريمة شرف ارتكبتها عائلتها، بسبب زواجها سرا من شاب لم ترض العائلة بمستواه الاجتماعي. في لقائي السريع بها أخبرتني أنها في صدد تحضير مسرحية تسدد بها دينا عمره عشرون عاما لصبية اغتالها الحب. نسيتُ القصة إلى أن جاءت لارا قانصو إلى مكاتبنا في "النهار" وفي يدها بطاقة دعوة إلى "عرس زهوة": "كنت خلال هذا الوقت أحضر لها عرسا يليق بحسنها ورهافتها، إلى أن اثمر المشروع وأصبح اليوم جاهزا ليرتقي على مسرح مونو من 12 إلى 16 آذار".
هل هي مسرحية، سألت؟
"بل مشهدية من ثلاث لوحات. اللوحة الأولى للكاتب عباس بيضون في نص عنوانه "عرس زهوة"، ومن قصتها استوحى وكتب. اللوحة الثانية تدور حول قصيدة "السجين والعمر" لمحمود درويش. واللوحة الثالثة لمارغريت دوراس، قصة قصيرة عن موت الطيّار الانكليزي الفتي".
تعود لارا قانصو ابنة الجنوب إلى هاجسها الأول: "لطالما شعرت بالغبن والظلم يقيّدان المرأة الجنوبية. لذا شئت في كل لوحة تعبيرا عن عرس زهوة، المرأة، الحب، الجسد، الرغبة، وصولاً إلى عرس الدم، هذا الاحتفال بالحب الذي حرمت منه. هي تحمل صليب أنثويتها".
لكن استشهادك بنصوص رفيعة بمعانيها يحمل رسالة من الأم الأرض إلى المرأة، ماذا تتضمن هذه الرسالة؟
"إنطلاقا من فاجعة الموت والدم المراق غبناً، تصبح المرأة رمزا للأرض وتلك الشعلة التي لا تنطفئ ابدا. هي الأرض التي يمارس عليها القتل والارهاب والدمار ثم تقوم من جديد إلى الحياة، أماً ومربية. مارغريت دوراس أتت في كتابتها على ذكر "البييتا"، الأم المفجوعة في كبدها، موت شاب في العشرين".
ماذا تتذكرين من زهوة إبنة العشرين؟
"كنا ندرس معا في الجامعة، حلوة، ناعمة، لائقة، كتومة، لا تتبرّج. ذكراها بعد مصرعها ظلّت تطاردني إلى أن صرت أعمل في حقل المسرح، وموضوعي العنف الذي يقترف في حق الأرض. ذات يوم شاهدت على التلفزيون مناظر رهيبة للاغتصابات الجماعية في مصر. هالني ما يحدث في بلد منوّر استبد به جنون العبث بالمرأة. زهوة عادت من جديد توسوس في ضميري وأنا أبحث عن الطريقة للكلام عنها، فتاة لامعة، متفوّقة، عاشقة، نسيها الرفاق وعادت تهجس فيّ".
هل الوقت الطويل أعادها إليك كما بالأمس؟
"كاملة، متكاملة، صبية تستحق الحياة. الوقت حمل مسؤولية النسيان لذا أردت لها لا حواراً باهتاً لا يفي بالرسالة التي وددتها من صميم حياتها، بل في هذه الاحتفالية التي تحوّل العرس إلى موت، يجري حوار بين الرسام جان مارك نحاس ورقص مروة خليل التعبيري، ووفاء حلاوة بإدارة الكوريغرافيا اليابانية كازومي فوشيغامي. كما سيعلو صوت دالينا جبور في غناء صوفي أولا ثم في ثلاث أغنيات شرقية".
من تكون زهوة على المسرح؟
"مروة خليل تجسد برقصها شخصية زهوة، في لحظة يختفي الرسام والمغنية والراقصات وتبقى زهوة رمز الأرض والبقاء".


مي منسي 
النهار

الثلاثاء، 11 مارس 2014

مهرجان المسرح النسوي يختتم فعالياته بعنابة: لجنة التحكيم توزع جوائز وتميز بين المتنافسين

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

تسببت النتائج النهائية للجنة تحكيم المهرجان الوطني للمسرح النسوي، المعلنة سهرة السبت المنصرم، في ختام الطبعة الثالثة بعنابة، في موجة غضب واستغراب بين المتنافسين. جائزة أحسن عرض متكامل لـ “العشاء الأخير”، أظهر تناقض اللجنة مع نفسها ما منع طاقات تمثيلية وإخراجية وموسيقية من التتويج.
في الوقت الذي دعت لجنة تحكيم الطبعة الثالثة لمهرجان المسرح النسوي، التي اختتمت فعالياتها السبت الماضي (2-8 مارس)، المشاركين في الطبعات المقبلة إلى إنتاج نصوص جزائرية، قصد تشجيع المؤلفين الشباب على الإبداع لصالح الخشبة الجزائرية، تقرر اللجنة نفسها منح جائزة أحسن نص لحيدر بن حسين الذي اقتبس مسرحية “العشاء الأخير” عن الكاتب القطري حسن الرشيد، علما أن هذا الأخير قام هو الآخر بترجمة نص غارسيا لوركا إلى العربية وكتبه في شكل مسرحية. بينما شارك في المهرجان نفسه كتاب جدد أمثال مريم علاق ورندا القلي وحسين طايلب وطارق عشبة، نماذج تستجيب لرغبة هذه اللجنة، إلا أنها عززت السائد في كل مهرجانات الجزائر ومنحت الجائزة لنص مقتبس مرة أخرى.
أعاب المشاركون في المهرجان، على فطيمة أوصليحة رئيسة اللجنة وكل الأعضاء، منحهم “العشاء الأخير” جوائز الإخراج والنص ليضيفوا إليها جائزة أفضل عرض متكامل، وهو ما اعتبره الحضور تنافيا صارخا مع مبادئ عمل لجان التحكيم عبر العالم. بينما استحقت الممثلة وردة صايم تتويجها، وهي التي حملت على عاتقها أغلب العمل النفسي لمسرحية آمال منغاد، وتحملت ثقل النص الغارق في الثرثرة والذي لم تطعمه المخرجة بأدوات سينوغرافية تنفس عن الممثلين.
تجاهلت لجنة التحكيم أيضا مسرحيات سجلت نقطة كاملة مع الجمهور، على غرار “الحراير. كوم” لريم تاكوشت، و«هو وهي” لمحمد اسلام عباس، ناهيك عن “رؤى” لتونس آيت علي، ولم تحظ هذه الأعمال بأدنى اهتمام من قبل كل المجموعة الحاكمة طيلة أيام المهرجان. وقد أكدت فطيمة أوصليحة لـ “الجزائر نيوز” عقب إعلان النتائج: “أظن أننا كنا عادلين مع الجميع”، وعن إهمال الجهد الإخراجي لتاكوشت رددت تقول بعد صمت قصير: “كان النص غير مقنع فقررنا أن لا نأخذها بعين الاعتبار”، دون أن تشير إلى أسباب مقنعة تبرهن تغييب اسم تاكوشت أو آيت علي أو عباس من المنافسة، خاصة وأن الإخراج وزعت جائزته مناصفة بين منغاد من المسرح الوطني الجزائري ونبيلة ابراهيم من باتنة.
من التناقضات الصارخة التي سقط فيها المهرجان النسوي المسرحي، ضبابية رؤيته المستقبلية لهذا الموعد السنوي، هل الهدف منه تسليط الضوء على جهد المرأة في الخشبة الجزائرية؟ أو هو فضاء آخر تكررت فيه أشكال تنافسية موجودة في مواعيد أخرى مثل المحترف والدولي وحتى الهواة، وبالتالي لماذا تدرج جوائز رجالية في منافسة نسائية الغاية منها إعطاء المرأة فرصة التواجد في كل الفنون المسرحية ليس فقط التمثيل.

الجزائر نيوز

افتتاح المنودراما المسرحية "حكاية طرابلسية" على مسرح الهوسابير

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح
أفيش المسرحية
بحضور عدد من الفنانين والنقاد ومحبى المسرح، تفتتح الفنانة الليبية خدوجة صبرى والمخرج المسرحى المصرى جمال عبدالناصر المنودراما المسرحية "حكاية طرابلسية" على مسرح الهوسابير بشارع الجلاء، يوم الأحد المقبل 16 مارس الساعة الثامنة.
مسرحية "حكاية طرابلسية" من تأليف الكاتب المسرحى الليبى محمد يوسف، وتتناول فكرة الحنين للماضى، وتجسد بطلتها الفنانة خدوجة صبرى قصص ثلاث سيدات كلن منهن عانت من مشكلة ما تسببت فى نهاية مآساوية لها بسبب قهر الرجل والمجتمع والعادات والتقاليد.
المسرحية ستعرض على مسرح الهوسابير كعرض أول ثم تقوم بجولة فى عدة دول عربية وأوربية وستشارك فى أكثر من مهرجان مسرحى متخصص فى المنودراما، بالإضافة لمشاركتها فى مهرجان المسرح العربى فى دورته المقبلة والمسرحية سينوغرافيا أبو بكر الشريف، ومساعد مخرج مروة عبدالقادر ومحمد عبدالمحسن، والإنتاج لشركة سارة للإنتاج الفنى.

العباس العسكري
اليوم السابع

انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للأيام المسرحية في الشارقة 17 مارس

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تنطلق يوم 17 مارس الجاري فعاليات الدورة الـ 24 من أيام الشارقة المسرحية وتستمر حتى 25 من الشهر نفسه .
وكشفت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقرها عن العروض المسرحية المشاركة في أيام الشارقة المسرحية وبرنامجها والنشاطات الثقافية الموازية لها بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة رئيس اللجنة المنظمة للأيام والأستاذ أحمد بورحيمة مدير الأيام المسرحية مدير إدارة المسرح في الدائرة .
وقال العويس إن دورة هذا العام من أيام الشارقة المسرحية دورة استثنائية تترافق مع احتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 وتشمل إلى جانب تكريم المبدعين المتميزين من أصحاب الإنجاز المشهود في مجال المسرح نخبة من العروض المحلية التي تتنافس فيما بينها ضمن سباق قدير كي تقرأ سيرة المكان والإنسان وتستنبت المفاهيم من توافر المشاهد الحية المتكئة على معطيات الواقع وامتدادات المتخيل مشحوذة في رهانها التمثيلي بالفكر والعاطفة لتضع الحياة في اتساق فني قادر على إيصال مغزى النص إلى أقصى نقاط التجاوب والتفاعل المبتغى حدوثه بين خشبة العرض وصالة الجماهير.
وأضاف إنه إلى جانب تلك العروض المسرحية تحضر أكثر من 20 فعالية موازية تمزج المسرح بسائر الفنون البصرية الأخرى كالسينما والشعر والموسيقى والتشكيل.. ويبرز من بين هذه الفعاليات النوعية الملتقى الفكري بما يحمله من عنوان مشرع على التلقي يتناول الأواصر الممتدة بين المسرح العربي والعالم وما يترافق مع هذا العنوان من قضايا بالغة الأثر.
من جانبه أشاد أحمد بورحيمة بدور مؤسسة الشارقة للإعلام الراعي الإعلامي للفعالية ومركز الشارقة الإعلامي الشريك الإعلامي في تغطية وتسهيل المهام الإعلامية للصحفيين الصورة والصوت والتفاعل الاجتماعي.
وكشف عن تفاصيل برنامج العروض المسرحية المشاركة في المسابقة إضافة إلى النشاطات الثقافية الموزاية.. منوها بأن الدورة الحالية تضم عددا كبيرا من الفعاليات الثقافية وورش العمل الخاصة.
وحول عروض المهرجان أشار بورحيمة إلى تنافس ثمانية عروض مسرحية إماراتية على جوائز الدورة 24 لأيام الشارقة المسرحية حيث اختارت لجنة المشاهدة كلا من "الحصالة" لفرقة مسرح بني ياس و"القبض على طريد الحادي" لفرقة مسرح العين و"ماكبث " لفرقة مسرح الشارقة الحديث و" لو باقي ليلة " لفرقة مسرح دبي الشعبي و"طقوس الأبيض" لفرقة مسرح الشارقة الوطني و"أوركسترا " لفرقة مسرح خورفكان و"الغافة" لفرقة مسرح الفجيرة و"سمرة وعسل" لفرقة مسرح دبا الحصن.
وسيعرض خارج المسابقة العرضان الإماراتيان "صاحبك" لفرقة مسرح كلباء و"خلخال" لفرقة مسرح رأس الخيمة وعرض قصير بعنوان " الواشي" بوصفه العرض الفائز بجائزة أفضل عرض في الدورة الثانية لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة الذي نظمته إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة في سبتمبرالماضي إضافة إلى العرض العراقي "تقاسيم في ذكرى السياب " للمخرج العراقي مهند هادي بمناسبة مرور 50 سنة على رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب حيث تم إنتاجه بتكليف من إدارة المسرح بالدائرة .
ويحل العرض التونسي "ريتشارد الثالث " للمخرج التونسي جعفر القاسمي بوصفه العرض الفائز بمسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي في الدورة الأخيرة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح .. كما تحتفي الدورة الحالية بالفنان العراقي يوسف العاني والفنانة الإماراتية عائشة عبد الرحمن .. وسيتم تقديم قراءات معمقة لتجارب المكرمين وتأثيراتها .
وتشمل فعاليات الحدث أيضا تخصيص وقفة وفاء خاصة للراحلين أحمد عبد الحليم وأحمد بن قطاف إلى جانب النشاط الثقافي الموازي والمتضمن الملتقى الفكري والندوات وورش العمل الموازية للعروض المسرحية و الملتقى الفكري حول "المسرح العربي .. والعالم" وملتقى الشارقة الثالث لأوائل المسرح العربي وندوة "المسارح العربية الآن" وندوة " نون .. النقد المسرحي " وندوة " أي دور للفرق المسرحية العربية الوطنية وندوة "المسرح .. أبو السينما - جدارية الأيام ـ عرض تشكيلي" .



وأم


الاثنين، 10 مارس 2014

صدوركتاب المسرح المغربي : سؤال التنظير وأسئلة المنجز

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


أصدر الناقد والباحث المغربي الدكتور محمد أبو العلا كتابا نقديا وسمه بـ"المسرح المغربي: سؤال التنظير وأسئلة المنجز" عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة في 104 صفحة.
ويضم الكتاب في مباحثه الأساسية إلى جانب تقديم الباحث مصطفى الرمضاني، وعتبة لأهم أسئلة الكتاب بقلم الباحث محمد أبو العلا بابا للدراسات يتناول قضايا المسرح المغربي وإبدالات التغيير، والدراماتورجيا وسؤال "الخانة الفارغة"، إذ يبحث في مضمر خطاب التنظير المسرحي العربي، أما الباب الثاني فخصصه الباحث لقراءات اهتمت على الخصوص بالاحتفالية من السجال إلى النقد، والمدينة: من تقويض اللعب إلى بناء الحكي، ومن مسرحة التراث إلى الإجهاز على أسطورة الفحل، وباب أوراق وهي ورقة شارك بها الباحث في مهرجان كلميم الدولي لمسرح الجنوب ضمن ندوته الدولية وتناولت المسرح وسؤال التنمية، لينهي باب حوارات محاور الكتاب الرئيسية الأول الذي أجراه الشاعر والناقد عبدالحق ميفراني ونشر بجريدة ـ الوطن القطرية، والثاني أجراه الصحفي عزالدين كايز ليومية الصحراء المغربية.
وقال الناقد مصطفى الرمضاني إن: "كتاب الناقد محمد أبو العلا هو قراءة النقد والتنظير من الداخل لناقد يعتبر من بين الأسماء التي بدأت تسجل حضورها الرصين في الحركة المسرحية المغربية، إذ راكم في هذا المجال رصيدا أغنى الريبرتوار المغربي، وهو الذي أطل على المشهد المسرحي من خلال كتابته الدرامية منذ رحلته الأولى مع مسرحيته "بعد الحكي تموت اللقالق"، وترسخت في مسرحيتي "محمية خنزير" و"علال، رحال، وحكاية الكَازوال" التي اشتغلت عليه فرقة منتدى الأطلس للثقافة والفنون وأخرجها المسرحي إبراهيم الهنائي ووسمها بـ"تاغنجة"".
ويضيف الرمضاني: "ينتقل الباحث محمد أبو العلا إلى حقل التنظير والنقد وهو المجال الذي رسخ وحفر وجوده فيه من خلال كتاباته منذ كتابيه" اللغات الدرامية: وظائفها وآليات اشتغالها"، و"المسرح المغربي من النقد إلى الافتحاص"، وفي دراسات وأبحاث عديدة، قبل أن يتأكد مرة أخرى في هذا الكتاب الذي نقدمه اليوم: " المسرح المغربي/ سؤال التنظير وأسئلة المنجز".


سامر مختار
أرم

ملتقى لدراسة مشروع "تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي"

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة انطلقت، أمس، في الشارقة فعاليات الملتقى التمهيدي لدراسة مشروع "تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي" الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح على مدى يومين، ويشارك فيه مسؤولو أنشطة طلابية مسرحية من 16 دولة عربية .
يهدف الملتقى إلى معرفة ممارسة المسرح المدرسي في البلدان العربية ووضع المنشطين المسرحيين ومؤهلاتهم ومستويات التنشيط المدرسي بمختلف المراحل الدراسية ومدى توافر دليل للمنهاج المسرحي في المدارس العربية ودراسته وتقويمه ومدى توافر مسابقات أو مهرجانات مسرحية والمشاركة فيها سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو غيره ومدى توافر إصدارات أو كتب تخصصية في المسرح المدرسي وتدريس منهاج التربية المسرحية في كليات ومعاهد التربية وإعداد المعلمين في البلدان العربية ومعرفة مكامن الإخفاق والتعثر وتشخيص الاحتياجات العاجلة للتأهيل والتطوير للمسرح في المدرسة العربية .
يتضمن برنامج المشروع عقد "الملتقى العربي للمسرح المدرسي" في الشارقة خلال الفترة من 7 وحتى 9 يونيو/حزيران المقبل، ومن ثم تشكيل لجنة تنفيذية لمشروع تنمية المسرح المدرسي في نهاية يونيو/حزيران، فيما يعقد ملتقى دولي لخبراء المسرح المدرسي في الشارقة، ويشارك فيه هيئات وأطراف دولية مع اللجنة التنفيذية وخبراء عرب ذلك خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر/أيلول المقبل، يتم من خلاله وضع الخطط العملية للنشاطات في عام 2015 و 2016 وعقد المؤتمر العربي للمسرح المدرسي في الشارقة خلال شهر ديسمبر المقبل .
وقال إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح: الشارقة تقف على مسافة بضعة أيام عن انطلاق فعاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية وانطلاق موسم الشارقة المسرحي الرئيسي "أيام الشارقة المسرحية" وما يليه من المهرجان القرائي للأطفال و"أيام الشارقة التراثية"، مؤكد أن هذه الفعاليات جاءت كما أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، فالشارقة منارة للثقافة وقبلة للمثقفين .
وأكد إسماعيل عبدالله أن الهيئة العربية للمسرح وضعت آلية عمل وخططاً في عام 2014 تركز على علمية البحث والتمحيص والإحصاء والتفاعل مع كل الجهات المسؤولة والمعنية .
واستعرض المتحدثون من مسؤولي الأنشطة الطلابية المسرحية بالوطن العربي في اليوم الأول واقع المسرح المدرسي في البلدان العربية فيما يتعلق بالنشاط المسرحي والمنشطين والمسابقات والمهرجانات والدعم الفني ومسرحة المناهج .
وأشار المتحدثون إلى مكامن الإخفاق والتعثر فيما يتعلق بالبنى التحتية والحصص المخصصة للنشاط اللاصفي وغيرها . 
الخليج
الخليج

الأحد، 9 مارس 2014

المسرح الوطني الجزائري يدخل المنافسة: “العشاء الأخير”.. الجنرال الكولومبي وزميله الجزائري

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

إعترفت آمال منغاد، مخرجة مسرحية “العشاء الأخير”، عقب عرضها بعنابة، أن استعمال مقاطع بالدارجة الجزائرية في   النص المقتبسه من قبل حيدر بن حسين، كان مقصودا للإشارة إلى جنرالات الجزائر، التي تشبه إلى حد بعيدا شخصية الجنرال التي كتب عنها الروائي الكولمبي غابريال غارسيا ماركيز. 
تم اقتباس النص، عن ترجمة حسن الرشيد إلى اللغة العربية عن “خريف البطريريك” (1975)  لغارسيا ماركيز، واستغل حيدر حسين على النص العربي، ليأخذ منه ما يخدم الرؤية الإخراجية لمنغاد، يعكس البعد الأيدلوجي والسياسي والفكري وكذا النفسي للشخوص، وردة صايم في دور “الزوجة” وبوزيدة وائل في دور “الزوج” أو “الجنرال”.
أكدت آمال منغاد، أن قراءة تحت الأسطر لنص مسرحيتها، يمكن أن يفهم منه إشارة إلى جنرالات الجزائر، وما بلغوه من استبداد واستغلال واحتقار لعامة الناس، وهو ما أراد حيدر إبرازه من خلال الأقواس التي فتحتها في الحوار باللغة الدارجة، ليغلقها سريعا ويعود الحوار إلى عربية فصحى، جملت هي الأخرى العمق البسيكولوجي للصراع بين هذين الزوجين المتحابين ولكن مختلفين في الرؤى.
إلا أن منغاد، لم تقل هذا الكلام على المنصة، بل بعد أن رفعت جلسة النقاش، التي حولت إلى غير غرضها، وأمام الجمهور المناقش أوضحت بالقول: “عندما سلمني المرحوم بن قطاف النص، لم أتحمس لإخراجه، وجدت أنه لا يناسب تطلعاتي الفنية... وبعد مرور زمن أعدت النظر  في النص، الذي أعجبني وتصورت نفسي فيه كممثلة و ليس مخرجة..”، وعن كيفية ترجمة النص سنوغرافيا، فسرت المتحدثة: “كان يمكن أن ألجأ إلى ديكور يخطر ببال أي أحد، طاولة عشاء يدور حولها الجدال، و قد كدت أن آخذ بالفكرة بحيث يتقلص حجم الطاولة وينتهي مصير الجنرال على واحدة صغيرة صغر نهايته”، إلا أن الحل الثاني كان خيار المخرجة والسنوغرافي عنصر توفيق، الذي اهتدى إلى فكرة وضع زوجة الجنرال في مكتبها، كرسيان أحدهما صغير والثاني كبير، ووسط الكراريس والكتب، لإظهار الطريق الذي اختارته لنفسها بعيدا عن أسلوب زوجها القاسي مع الناس.
أعاب الناقد محمد بوكراس، في مداخلته، سوء تعامل المخرجة مع النص فقال: “أكبر مشكلة واجتهك هي النص”، ليردف: “كانت الثرثرة الميزة الأساسية فيه”، وعاد إلى خلفية إزدواجية اللغة (العربية/الدارجة) بالقول: “الخروج من لغة إلى أخرى لم يكن في محله”، وهو الإنطباع الذي رفعه أكثر من متدخل بشأن الضرورة التقنية والفنية والأدبية لهذا الخيار.
عنابة: نبيلة س

السبت، 8 مارس 2014

"مسرحية "من الآخر

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

"مسرح مترو"، يوحي بأننا في بيروت الأمس، بيروت الترامواي والباعة، بيروت الذكريات لمن ترعرعوا في براءتها قبل الحرب والعولمة وشبكات الاتصال التي خلقت بين الناس علاقات سريعة، أوتوماتيكية بلغة "إنفورماتية"، باردة، خالية من العاطفة، مهمتها إيصال الرسالة بأحرف هجينة من ابجدية ضائعة بين الشرق والغرب.
"مسرح مترو" هو كبقعة أثرية يتلهف لاكتشافها مَن في نفسه اشتياق إلى فنون بيروت الشعبية. منذ افتتاحه في بناية السارولا، الحمراء، أصبح ملتقى حميماً لجيل نمّى ذكرياته في الحرب ورواسبها، فإذا لم تفتح أمامه بحار الاغتراب، ففي بيروت المدينة الحديثة، الناهضة بذكرياتها الأليمة على ركام دمارها، مضى يتكيّف في بناء ذاته. أفيكون "مسرح مترو" هو تلك الذاكرة الضائعة التي باتت تشهد مع كل عرض حشداً من العطاش إلى هوية المدينة المستعادة؟
المقاعد الحمراء الأمامية محجوزة. فعايدة صبرا الدينامية، الديناميتية، تعرف اين تحطّ كلمتها والحركة معها في تفجير القاعة. تدفقُ الشبان والشابات إلى مسرحها يوحي بأن هذا هو المكان الذي يتوق إليه شبابٌ يبحث عن تواصل صريح، حر، بينه وبين الممثل، ينجم عنه تعارف وتواطؤ، حين تضاء الخشبة الصغيرة على الحدث المسرحي. إذ يعلو تجاذب عفوي بين الهنا والهناك، وتعليق يسعّر نار الطبخة الجامعة مقاديرها الحسية، الفجة، الطريفة، من العلاقات الزوجية على مدى عمر، ويبثها انفعالا.
في الليلة الثالثة من بدء مسرحية "من الآخر"، مونولوغ حامل عناوين دسمة لامرأة تبوح عاليا بما يكدّر حياة النساء مع أزواجهن، تمزجهن هذه الشقية في امرأة "صولو" تدوزن تعابير جسدها المحتدمة دوما على إيقاع الأمواج الزوجية العاتية. لا ينافسها في هذه القضية القديمة قدم الزمن سوى ضميرها الواعي ارتكابها معايير خاطئة في حق الرجل، وارتكابه أخطاء فادحة في حق جلالة المرأة. عايدة صبرا، في "من الآخر"، هي كل النساء في واحدة. بطلة ماراتونية في تحويش تفاصيل صغيرة وكبيرة من بيوت الناس كلصّة تتجسس على حياتهم، وأكثر لصوصية ودقة في فهرسة تجاربها الأنثوية وإعدادها مسرحا أنسيكلوبيديا تعثر فيه كل امرأة عما سها عنها، من عبارات تجد فيها الجالسة في مقعدها ما يحرّك ذاكرتها. عبارة أو أكثر، واحيانا كل ما في نص المسرحية من بدايات حلوة: "بالزمانات يا بيي شو كنا نهيّص والسهرة كنا نختمها بالسكس. وبعدين بكم لمسة وبالآخر كل واحد بطرف من التخت...".
من حولها ممثلان شابان، ماريليز عاد وإيلي نجم، يتحركان كلاعبَي خفة بالأكسسوارات المعدة للحالات الطارئة، إنابة عن ضميرها، تارةً هما ملاكها المخفف من شكوكها ولومها، وطوراً شيطانها الذي يستثير غيرتها وحقدها. فالأكسسوارات من أقنعة ورموز، تساير مزاج الممثلة وتزيد من طرافة المعنى، ولا سيما حين تهرع ماريليز بالمرآة وتقربها من وجهها لتصالحها مع أنوثتها أو لتدعها تتفقد سلامة عقلها: "ختيارة... قال، ما شاف حالو كيف صار متل البندورة المكرنشة وكعب الأجر المفسّخ". قد نتساءل من أين تأتي عايدة صبرا بهذه المفردات المجازية التي ترصّع بها انتقالها من موضوع إلى آخر من دون أن ينقطع لحظة الخيط الماسك حياة زوجين من النهاية حتى البداية، والعكس أيضا حين تلفحها الذكريات في "فلاش باك" من الحنين. فعايدة صبرا يقظة في معايشتها واقعاً تكتب فصوله تحت سقف واحد، حذقة، تدور بأحاسيس المرأة كرقصة قدرية لا بد لجسدين أن يختبراها في الحب والملل. هنا تعي نظرية الخطّين الموازيين اللذين لا يلتقيان.
بارعة عايدة صبرا في تصويرها لا بالريشة، إنما بعدسة أحاسيسها الأنثوية، العلاقات بين المرأة والرجل، لا بصيغة أدبية بل كما تتداولها في ما بينها أو كما تسمعنا إياها تزأر من داخلها بعفوية امرأة عطشى إلى الحب والكلمة الحنونة أو بأقل منها شغفا: "كيفك".



مي منسي 
النهار

"معالجات سينوغرافيه لعرض هاملتHamlet لشكسبير" .

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

   تراجيديا هاملت Hamlet واحدة من أهم مسرحيات الكاتب الانجليزى ويليام شكسبير، كتبت في عام 1600 أو 1602 وهي من أكثر المسرحيات تمثيلاً وإنتاجاً ، وهى أطول مسرحيات شكسبير وأحد أقوى المآسي ، وتعتبر الأكثر تأثيرا في الأدب الإنجليزي ، فهي من كلاسيكيات الأدب العالمي، وربما ترجع شهرتها إلي العبارة الشهيرة والسؤال الذي يناجي فيه هاملت نفسه قائلاً : أكون أو لا أكون.[1]

   و مسرحية هاملت للكاتب الانجليزى ويليام شكسبير من المسرحيات الكلاسيكية ،وذلك لأن النقاد المعاصرون وجدوا أنها تلتزم بوحدة الفعل الخاصة بنظرية أرسطو ، وهى أهم وحدة فى عمارة الدراما [2]، لأن أرسطو لم يضع وحدة للزمان والمكان كقاعدة أساسية فى الدراما المسرحية إنما كان يصف أعمال المؤلفين المسرحيين المعاصرين له أمثال سوفوكليس ويويبيدس وغيرهم.

ووحدة الفعل تعنى أن الحدث هو صراع واحد فقط لا يتفرع ولايتشعب لصراعات أخرى ،وشكسبير يتبع فن التكوين المسرحى لأنه يقدم سلسلة من  الأحداث الداخلية والإكتشافات والتغيرات فى المواقف ، وذلك لخلق ذروات وعمليات تفريج وتخفيف لحدة التوتر. وتعد مسرحية هاملت شكسبير نموذجاً على القدرة الفائقة للمؤلف على توضيح الصراع بين الإنسان ونفسه ، وعلى الأخص إشكالية الشك لمعرفة الحقيقة .

تحليل العرض المسرحى "هاملت":

    تجرى أحداث العرض فى الدنمارك فى القرن الرابع عشر ، وتبدأ بالتعريف بالأحداث الجارية فى الدانمارك فى ذلك الوقت من مقتل الملك ، وزواج الملكة الأم (جرترود) بشقيق الملك المسمى بـ(كلوديوس) بعد أقل من شهرين على رحيل الملك . كما نبدأ بالتعرف على الشخصية الرئيسية فى العرض(هاملت ) ذلك الفتى الوسيم المثقف الذى يتحول للحزن نتيجة معرفته بموت والده وزواج أمه ، ومن الشخصيات المؤثرة فى العرض (أوفيليا) حبيبة هاملت كما نتعرف على الشخصيات المساعده أمثال (هوراشيو )الطيب صاحب هاملت ، (بولونيوس )المنافق رئيس الديوان ، ويعد كل ذلك تمهيداً للأحداث.

    وتندفع الأحداث للأمام ويبدأ الحدث الحافز فى الظهور وذلك برؤية (هاملت) لوالده الشبح ،والذى يخبره عن السبب الحقيقى لوفاته ، وكيف أنه قُتل غدراً بواسطة أخوه (كلوديوس) الغادر ،وهنا يبدأ صراع هاملت مع نفسه بين الشك فيما عرفه واليقين ،ويدبر أمراً ليتأكد بنفسه من خبر مقتل والده على يد عمه ووالدته. وتظل الأحداث فى تصاعد من خلال صراعه مع أمه وزوجها حيث يدعى الجنون لإخفاء ما عزم عليه.

  وتأتى اللحظة الحاسمة ببدأ العرض التمثيلى الذى يعيد مشاهد قتل الملك –وهو بمثابة الذروة- ويثَُبت لهاملت ما كان يشك فيه من قبل ، وتتصاعد الأحداث من خلال قتل هاملت لبولونيوس بطريق الخطأ ثم تعود لتخفت بإرسال هاملت لإنجلترا وفشل محاولة التخلص منه إلا أنه يعود للدنمارك لتتصاعد الأحداث من جديد بموت أوفيليا حزناً على والدها وهاملت. [3]

   ويُحَمل (لايرتس) - أخو أوفيليا – هاملت مسئولية موت بولونيوس وأوفيليا ، ويدبر الملك كلوديوس المكيدة بتحريض لايرتس ليقتل هاملت من خلال المبارزة بينهما –والتى تعد بداية الحل للحبكة الدرامية –وأثناء التصارع بينهما تصرخ الملكة معلنه قتلها بالسم ، ويكتشف هاملت المكيدة بعد فوات الأوان نتيجة أصابته بطعنة غادرة من سيف لايرتس المسموم ، وبسرعة يتناول هاملت سيف لايرتس ويسدده نحوه ، وقبل أن يسدل الستار على العرض ينتقم هاملت من كلاوديوس بطعنه بالسيف المسموم معلناً الإنتقام لمقتل والده ،ليلقى الجميع مصرعهم فى النهاية ، ويسود الهدوء وتنتهى المأساه بتشييع جنازة هاملت المهيبة وسط أصوات المدافع.

وقد تناولت العديد من الرؤى الإخراجية مسرحية هاملت لشكسبير ، وفيما يلى فسوف نتعرض لبعض هذه المعالجات:

      ففى عام 1949 م أقيم فى زيورخ عرض لهاملت للرسام "ثيو أوتو Theo Otto " والذى كان مبسطاً للغاية ، حيث روعى فيه التماثل فى توزيع وحداته ، وارتفعت أرضية المسرح إلى ثلاث مستويات موازية لفتحة المسرح، وقد تدلت من السقف وحدات مرسومة ومجسمة منظورية لإعطاء العمق على خشبة المسرح .أما عرض هاملت فى ألمانيا عام 1954 م للرسام ""أوتو ستتش" فقد رسم ديكوراً عجيباً إذ وضع شبكة مثبته فى منتصف المسرح بإرتفاع ضعف الممثلين مع ستار ذات وحدات بطابع القرن 16 تتدلى من يسار المسرح.[4]

      وفى معالجة المخرج هاملت لمخرج "نيكولاى أوخلوبوف Nikolai Okhlopov" يعانى (هاملت) للكشف عن الحقيقة من حيث موت أبيه أو علاقة أمه بعمه والتى تزوجته فيما بعد، وهناك صراع (أوفيليا) مع نفسها هل يحبها هاملت أم لا ، كذلك (كولوديوس) زوج الأم وصراعه الداخلى :هل يعلم هاملت بحادثة القتل؟
   ولذلك فقد قام المخرج عام 1954 م بتصميم منظر لباب حديدى ضخم ذو زخارف عديدة داخل بانوهات متنوعة ، وهذه البانوهات عبارة عن أبواب مصغرة داخل الباب الكبير تفتح لتكون فتحات على مستويات مختلفة تدور فيها أحداث المسرحية ، وهذا الباب الضخم  يفتح بأكمله على منظر للبحر وللسفينه التى سيستقلها هاملت عند مغادرته وعودته للقلعة.[5]

     وتكررت الوحدة الدرامية متمثلة فى الصراع الداخلى الحادث بين الشخصيات، وذلك باستخدام المصمم للعناصر التشكيلية المتشابهة أو المتماثلة والتى تتكرر بنظام دقيق فى المنظر الذى تدور فيه الأحداث ، فنرى أن الباب الضخم يتكون من عدد من الوحدات المتكررة بنسبة ثابته1:1 ولكنها بما يدور فى داخلها من أحداث ألغت الرتابة . [6]

    وتعطى الوحدات المكونة للمنظر المسرحى داخل القصر أحساساً بالعظمة والإتزان عن طريق المساحات الرأسية . كما يتوفر التماثل فى منظر السفينة المجهزة للإقلاع الواقع خلف الباب الحديد ، والنافذة فى صدر التصميم يتساوى مع نفس المساحة لجانب الباب الضخم، والعلاقات بين الوحدات تحقق وجود قوى كامنة فى الفراغ تضفى غموضاً على المشهد ، وتوحى بالقلق على مصير هاملت .

   أحدث التضاد فى الإضاءة تأثيرات سيكولوجية مختلفة للمشاهد فألوان الاسود والرمادى المختلط بالبرتقالى أعطى إنفعال الأسى والحزن بما يتفق ونوع العرض ، والمعالجة من حيث كونها مأساه ، كما استخدمت الاضاءة لتحقيق عنصر الزمن المتغير والمتطور بما يحقق الاستمرارية والنمو الدرامى فى الأداء. [7]

   قدم المخرج "يرجن فيلكه" عرض هاملت فى الثمانينات فى إطار أحد المهرجانات المسرحية بالنمسا ، حيث قدم العرض بإحدى القرى الصغيرة بالقرب من فيينا ، واستخدم المخرج أحد القلاع التاريخية وما يحوطها من أسوار وحدائق وكنائس كخلفية لعرضه، ووضع المخرج مستوى أمام القلعة يمثل خشبة المسرح وقسمه لجزئين على يمين المشاهد ويساره . وتقع بوابة القلعة بينهما ولها أربع أبواب يستخدمها الممثلون فى دخولهم وخروجهم.[8]

    وقُسم الجزء يمين المُشاهد لمستويين ،أحدهما يرتفع عن العرض حوالى 40 سم ،والأخر مستوى أعلى يوصل لأبواب القلعة بواسطة سلالم،حيث يُستخدم هذا المستوى كمكان لكرسى العرش ولحركة الملك والملكة ، أما المستوى يسار المشاهد فيحده ستار فى الخلفية ويستخدمه رجال البلاط . والمسرح غير مسقوف وفى خلفيته تظهر المنازل القريبة من القلعة بإضاءتها الليلية. كما استخدم المخرج الأزياء التاريخية وتميز العرض بالبساطة.[9]

  ولعبت الإضاءة الشاحبة دوراً هاماً فى مشهد متابعة هاملت للشبح ، والميزة فى عرض هاملت المفتوح هى كونه يستطيع متابعة حركة الشبح من صعود وهبوط ، لا تحده حدود مسرح العلبة التقليدى . كما وظف المخرج الإضاءة جيداً فى مشهد المقابر حيث سلط ضوء من أعلى على حفار القبور ليبدو ضئيلاً وسط المقابر ، كما استخدم الإضاءة المحدودة وسط الظلمة لتأكيد الإحساس التراجيدى فى مشهد الجنازة، وفى مشهد جنازة هاملت أطفأ الإضاءة ماعدا المصابيح التى يحملها العسكر مصاحباً ذلك المشهد بالموسيقى الجنائزية . ولقد رأى المخرج هاملت كإنسان عاطفى مستغرق فى الألم والحلم، مبتعداً عن تحقيق فعل الإنتقام من قاتل أبيه.

   وفى معالجة عصرية للمخرج "ريتشارد هامبورج " عام 2003م ظهر فيها تأثر المصمم بالمنهج البنائى فى التصميم من خلال التراكيب والسلالم والمستويات وتوزيعها ، والمشهد مبارزة بين هاملت ولايرتس إلا أن الإضاءة لم تُعبر عن هذا الصراع المتنامى فهى توحى بالهدوء ووزعت على طول المنصة بإتزان وذلك لم يبرز الجو الدرامى للمشهد.

    أما فى معالجة المخرج "آدم هيستر Adam Hester" عام 2003م فى مهرجان شكسبير ، قدم المخرج على المستوى الخارجى للتصميم تجريداً للقلعة عندما يرى هاملت والده الشبح ،إلا أنه على المستوى الباطنى يوحى بصراع داخل نفس هاملت وهو التيمة الأساسية للعرض . لذا عبر عنه المصمم بجعله فى خلفية المنظر بأكمله ، واستخدم المصمم تقنية الإسقاط بالفيديو على خلفية المشهد على ستار عبارة عن شرائح من الحرير . كما أن المخرج استخدم الستائر بكثرة لتوحى بالصراعات الدائرة داخل هاملت وخارجه ، ويتحقق هذا المدلول بتوجيه الإضاءة والظلال الكثيفة المحيطة بالمشهد والتى تعطى ثِقل من الحزن والكآبه لتعبر عما يشعر به هاملت عند رؤيته لشبح والده ، والإضاءة المستخدمه بدرجات اللون البنفسجى الهادئة الحزينه مشابهة لأجواء المأساة.
أما فى مشهد موت (أوفيليا) فلقد قام المخرج بجعل (أوفيليا) تتدلى من أعلى فى ثوب أبيض ، وقد سُلطت الاضاءة عليها لما تمثله كرمز يمثل بقعة نور تتوسط الظلام ، وفى الخلفية تبدو الستائر ذات العلاقات المتداخلة أشبه بسيطرة جو من الصراعات حول المشهد ، وتنذر بإقتراب حدوث كارثة.

     أما فى المشهد الأخير من هاملت فتغلب عليه الإضاءة الحمراء دلالة على مصرع هاملت بين ذراعى صديقه هوراشيو وتلوث الأجواء بالدماء ، حيث تم توجيه إضاءة مركزة عليه باللون الأبيض رمزاً لنقاء هاملت مقارنه بالملك والملكة ولايرتس الغارقين فى اللون الأحمر الدموى ، ورغم أن المخرج أعتمد على خلفية واحدة ونفس التراكيب والكتل للمشاهد كلها، إلا أن الإضاءة أعطت بعداً رمزياً مؤثراً وفى نفس الوقت نمواً درامياً ، وظلت درجات الإضاءة فى تصاعد وتشبع حتى أغرقت المنصة المسرحية فى لون دموى ، وكأن الكل قد تشارك فى هذه المأساه المميتة سواء أراد أو لم يُرد ، وتظل الستائر ذات التعقيدات فى خلفية المنظر دلالة على استمرارية الصراع فى النفس للوصول للحقيقة فى كل زمان ومكان. [10]

  تنوعت المعالجات التصميمية السابقة التى تناولت عرض (هاملت) على اختلاف الإتجاهات المسرحية ، مابين معالجات كلاسيكية تلتزم بالبناء الدرامى للنص ،ومعاصرة قد تُجرد النص من مضمونه الأساسى للتركيز على فكرة أساسية أو فرعية فى النص أو تخدم اتجاه سياسى أو اجتماعى فى المسرح المعاصر.

 كما أن كل مخرج من المخرجين السابقين تناول عرض "هاملت " بشكل يختلف فى تصميمه ومفهومه عن غيره من المخرجين الأخرين ، وذلك لما تتميز به مسرحية شكسبير من سمة "العالمية Universality" بمعنى أنه لازمن لها.




[1]- http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%AA
[2] - أحمد زكى .إتجاهات المسرح المعاصر .ص157
[3] - المرجع السابق.
[4] -رمزى مصطفى .الديكور المسرحى لأعمال شكسبير. مجلة المسرح.ابريل 1964 .
[5] - المرجع السابق.
[6] -عبد المنعم عثمان .مفهوم معاصر للمناظر المسرحية. ص300.
[7] -المرجع السابق.
[8] -أحمد سخسوخ . هاملت ومناهج الإخراج المختلفة على خشبة المسرح النمساوى.مجلة الفن المعاصر.المجلد الأول.العدد الثانى 1986 .
[9] - المرجع السابق.
[10]-http://e-monty.com/theater/


د.راندا اسماعيل طه

الملتقى التمهيدي لمشروع تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي

مجلة فنون المسرح

الملتقى التمهيدي لمشروع تنمية المسرح المدرسي في الوطن العربي

مسلمة محجبة على مسرح الأوسكار تخطف الأضواء

مجلة فنون المسرح


الظهور على السجادة الحمراء هو أهمّ لحظات بالنسبة إلى النجوم. وحفل الأوسكار هو الحفل الأضخم. وفي كل عام تتنافس النجمات ودور الأزياء التي تشرف على لباسهنّ من أجل تقديم الفستان الأكثر إثارة وجمالاً، لكن فتاة مسلمة ومحجبة سلبت الأضواء، في هذه السنة، بعد أن ظهرت على المسرح لتصنع مفارقة صادمة بفستانها المحتشم وحجابها، حيث حظيت بتصفيق الآلاف.
هي Zainab Abdul-Nabi أو زينب عبد النبي، وتبلغ من العمر 22 عاماً. وهي فتاة أمريكية مسلمة من أصول عربية.
ولدت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في منطقة برونكس بولاية نيويورك، حيث تربّت. درست التصوير السينمائي بجامعة ميتشغان الأمريكية، ما أعطاها فرصة أن تكون ضمن 6 طلاب من جميع أنحاء أمريكا لتكوين فريقTeam Oscars؛ وذلك بعد أن شاركت في المسابقة التي يتم خلالها اختيار أعضاء هذا الفريق، حيث قدّمت فيديو قصيراً من تصويرها وإخراجها، أثار إعجاب منتجي حفل الأوسكار، فأبلغوها عن طريق الإنترنت بفوزها في المسابقة واختيارها ضمن هذا الفريق.




المشهد

إيما تومسون تعود للوقوف على المسرح لأول مرة منذ 25 عاماً في Sweeney Todd

مجلة فنون المسرح
الممثلة البريطانية الحاصلة على جائزة الأوسكار عام 1992 إيما تومسون
ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن الممثلة الكبيرة إيما تومسون قد عادت للوقوف على خشبة المسرح للمرة الأولى منذ 25 عاماً كاملة، وذلك في مسرحية Sweeney Todd الشهيرة.
وتدور قصة مسرحية «برودواي» الموسيقية عن بينجامين باركر، الحلاق الذي يتم سجنه لسنوات طويلة ظلماً من أجل رغبة أحد رجال السلطة في الاستيلاء على زوجته، قبل أن يعود إلى لندن بنية الانتقام، ويفتتح محل للحلاقة رفقة السيدة لوفيت، يذبح فيه ضحاياه.
وتؤدي «تومسون»، التي سبق لها الحصول على أوسكار أفضل ممثلة عام 1992 عن فيلم Howards End، دور السيدة «لوفيت»، رفقة الممثل بريان تيرفل في دور «سويني تود».
يذكر أن المسرحية قدمت في فيلم سينمائي شهير عام 2007، من بطولة جوني ديب وهيلينا بونهام كارتر.

13 عرضا في أيام الشارقة المسرحية

مجلة فنون المسرح


انتهت لجنة المشاهدة الخاصة بالعروض المتقدمة للمشاركة في الدورة الرابعة والعشرين لأيام الشارقة المسرحية التي ستنطلق خلال الفترة من 17 حتى 25 مارس الحالي إلى اختيار ثمانية عروض محلية للمنافسة على جوائز "الأيام" فيما تعرض خمس مسرحيات في البرنامج المصاحب وهي من تونس والإمارات والعراق.
واقترحت اللجنة التي ضمت خليفة العريفي وعبد الرحمن المناعي ووليد عمران ويحيى الحاج ان تتنافس على جوائز المهرجان ثمانية عروض هي الحصالة لفرقة مسرح بني ياس والقبض على طريد الحادي لفرقة مسرح العين و مكبث لفرقة مسرح الشارقة الحديث و لو باقي ليلة لفرقة مسرح دبي الشعبي وطقوس الأبيض لفرقة مسرح الشارقة الوطني واوركسترا لفرقة مسرح خورفكان والغافة لفرقة مسرح الفجيرة وسمرة وعسل لفرقة مسرح دبا الحصن .
وارتأت اللجنة ان يشاهد الجمهور في برنامج خارج المسابقة عرضين هما صاحبك لفرقة مسرح كلباء وعرض خلخال لفرقة مسرح رأس الخيمة خارج المنافسة الرسمية.
وأشار أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مدير أيام الشارقة المسرحية الى عرض ريتشارد الثالث للمخرج التونسي جعفر القاسمي في افتتاح "الأيام" وذلك بمناسبة فوزه مؤخرا بـمسابقة جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي عربي التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح.
كما سيشاهد الجمهور مسرحية قصيرة تحت عنوان تقاسيم في ذكرى السياب للمخرج العراقي مهند هادي وهي مستلهمة من نصوص الشاعر الراحل وسيرته ومنجزة بتكليف من "الأيام" بمناسبة مرور خمسين سنة على رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب إضافة إلى عرض قصير اخر بعنوان الواشي وهو العرض الفائز بـ "جائزة أفضل عرض في الدورة الثانية لمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة" الذي نظمته إدارة المسرح بالدائرة في سبتمبر الماضي.
يشار إلى ان أنشطة "أيام الشارقة المسرحية" ستتوزع على فترتين نهارية ومسائية بين قصر الثقافة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية ومقر إقامة الضيوف.



الشارقة - وام

الجمعة، 7 مارس 2014

رسالة اليوم العالمي لمسرح فنون الدمى والعرائس (21 مارس 2014م) كتبها: إدوارد دي مورو (الأرجنتين) / مقيم في فنزويلا: "لأجل عالم أفضل وأكثر إنسانية"

مجلة فنون المسرح
تأخذ الدمية (العروسة) جذورها (أصلها) من واحدة من أكثر أشكال الفن بدائية وأصالة – من اللعبة/المسرحية – ليس من تشخيص المقدس حسبما فُهم في بعض الأحايين، الدمى (العرائس) وُلدت من جنس استعراضي تعبيري موضوعي وتلقائي وشفاف وطبيعي سرعان ما يصبح مركباً لاستخدامه وتبنّيه لأشكال وتعابير مختلفة ومحتوى متنوع.

وبسبب طبيعته المتحولة، فإن فن العرائس كان مهاباً ومعاقباً في آن من قِبل الملوك والأباطرة والأمراء والقياصرة وكل القوى المتسلطة بما أن خاصية الخشب والقماش، وهما محبوبان وجذابان، ولكنهما في نفس الوقت تحملان موهبة وحذقاً للإدانة والنقد باستخدامهما العميق للسخرية والمفارقة والهزل بمهنية وإيقاع وتأثير مفحم.

ربما معرفتنا الأفضل على هذا الفن تعود إلى فترة طراوة الشباب والمراهقة، والتي تحمل نفس الطاقة المشحونة بعاطفة مشبوبة لا تُقاوم، وردة أفعال بنفس الشغف لما نُعجب به أو ننفعل به أو نحكم عليه أو ننتقده.  وربما هذا هو ما يفسر لماذا هم أهل اليفاعة من يتصدى ويصوِّب سهامه ضد وسائط الإعلام على مستوى البسيطة والتي تحوّل المهم إلى تافه وتبحث عن مسوغات لعديم الجدوى (لتسويقه).

لعهود عديدة وجّه مسرحنا جزءاً مهماً من جهوده نحو اليافعين والمراهقين وكنا متعاملين مع موضوعات تهمهم وتشجعهم لاستخدام الدمى والعرائس للتعبير عمّا يثير ويحرِّك اهتمامهم، حتى ليتمكنوا هم بأنفسهم من تقديم موضوعات مسكوت عنها مثل العنف والجريمة المنظّمة والإدمان على الكحول والفساد وحمل الأطفال والوحدة وغيرها مما يواجهه المراهقون.

فنون العرائس قادرة، وينبغي أن يكون بمقدورها، أن تلهم صورتها عبر الإطلاع والدراسة والبحث والتجريب على أشكال وتعابير جديدة بحثاً عن الجمال والتناسق والتوافق في عروضها دون أن ننسى علاقتها بمسرح الدمى الذي لابد أن يدخل ضمنها نوع من (المسايرة) أو التسويات.

وعلى ذكر (المسايرة)، وهي كلمة تحتمل الكثير من المعاني والتعريفات، فإنه يرد في خاطري مباشرة مسؤوليتنا نحو فهم وضعنا الحقيقي في هذا العالم وما هي مواقفنا عندما نواجَه بأمثلة متعددة لاستخدام القوة المفرط في تحديات المعاصرة، حيث يتحكم الملوك والأباطرة والشيوخ – إننا لا نجدهم اليوم وهم جلوس على عروش مزركشة بالأحجار الكريمة، فهم يفضلون الأماكن المعتمة التي لا يراهم فيها أحد بوضوح.  إنهم يمتلكون وسائط إتصال يمكنها إظهار أو إخفاء ملذاتهم.  هذا النوع من الملوك لهو شيء له ألف من الرؤوس، إنه "الليبرالية الجديدة" المفسدة والمتوحشة؛ هؤلاء القياصرة هم فساد "متعدد الجنسيات" يضخِّم من أرباحهم ومن قوة سيطرتهم (تحكمهم)، ولكنهم لا يعيرون بالاً للخراب والدمار الذي يحيق بالكوكب الأرضي وبالتقتيل الذي يقضي على النفوس.

على العرائسيين في العالم كله أن يواجهوا القسوة وعدم المساواة وغياب العدالة مستخدمين التقنيات غير المحدودة والجماليات لنمنح الأشكال أكثر التعابير جلاء ومضاء وشخصية للعروسة الدمية، وأن نسخِّر لها اللغة المتقدة.. بل علينا إدانة الطغاة والإشارة لهم بالأصابع المرفوعة موضحين كيف أن هؤلاء الشباب، الذي يُصورون وكأنهم بلا طموح، هم مجاهدون ويسعون لتأهيل عالم أفضل وأكثر إنسانية.

إدواردو دي مورو

مسرح التمبو / فنزويلا   


______________




*  تعتبر الرسالة العالمية لليوم العالمي لفنون مسرح الدمى والعرائس مقدمة لاجتماع فناني العرائس في العالم في فراديرو / كوبا في الفترة 22 – 24 إبريل 2014م، إذ يكتبها لأول مرة فنان عرائس من أمريكا اللاتينية نذر حياته لفن الدمى وعبّر به عن إنسان العالم الثالث الذي ينهض إلى حياة جديدة وإنسانية جديدة تواجه "عولمة العالم" وسيطرة سدنة المال على شعوب الكون.








سيرة مختصرة: كتبها ابن إدواردو (دانييل دي مورو)

إدواردو دي مورو




الميلاد: إبريل 1928م في قرطبة / الأرجنتين / مقيم حالياً في فنزويلا.

ارتبطت حياة دي مورو مع شقيقه التوأم غير المطابق شبهاً له (هيكتور دي مورو)؛ فكلاهما شغف بالدمى وعالم العرائس، وطورا مهاراتهما معاً ومع زوجتيهما (لاورا دي روكها) و(راشيل فينوريني) من خلال فرقتهما (لاباريجا) – "الثنائي".  لقد أمكن لهما عبر إلهام مبدع أن يتوصلا إلى دراماتورجيا عرائسية خبرها معهما (جافير فيلافاني) و(بدرو راموس) و(سيزار لوبيز أوكون).

لقد أفلح الشقيقان (دي مورو) عبر التنظيم والإرادة والعزيمة والإصرار أن يحوّلا نشاطاً تلقائياً بوهيمياً غير محترف إلى نشاط مهني حرفي له جدواه ونظامه وقوانينه.  في المهرجان الدولي للعرائس في بوخارست (رومانيا) في العام 1960م فازا بالجائزة الثالثة من بين عشرات الفرق من أمصار العالم، فنتج عن فوزهما جولة في البلدان الاشتراكية حيث تعرّفا على الفرق المحترفة العريقة وتكوناتها وبرامجها ونهجها الفني وتوجهاتها الفكرية، مما دفع بإدواردو دي مورو إلى تأسيس حيّز للدمى ومسرح العرائس بمرجعيات ومرامي اجتماعية – الأمر الذي مكّنه من الحصول على منحة الدولة لتمويل عروض وأعمال تتوجه إلى المجتمع فأسبغ على التجربة اللاتينية عديد الجوائز والامتيازات، ولكن أظهر قوة وإخلاص عملهما وبخاصة نحو المهنة وتطوير فاعليتها في أوساط الأطفال والمجتمع.

أصبحت فرقة (تيمبو) والمعهد الأمريكي اللاتيني للعرائس والدمى في (جوانير) نموذجاً للدمى وعالم العرائس؛ إذ كتب على واجهة المبنى: "بالنسبة للفنان، فإن الثقافة هي خدمة، وبالنسبة للدولة فإنها التزام، وبالنسبة للناس فإنها حق لا مندوحة عنه."  وهذا الفهم هو ما يؤجج شعلة حبنا للدمى وفنون العرائس ويبقيها متقدة.




_____________




نقل الرسالة والسيرة إلى اللغة العربية:  يوسف عايدابي (السودان)

مسرحية "الطائفة 19" للأخوين فريد وماهر صبّاغ: خوفاً من الأسوأ

مجلة فنون المسرح

قدّم الأخوان فريد وماهر صبّاغ مسرحيتين غنائيتين "شي غيفارا" و "من أيام صلاح الدين". اليوم لا نعرف إن كانت "الطائفة 19" يمكن وصفها بالمسرحية أو بالمشروع أو بالقضية... ربّما هي الثلاثة معاً.
لم يعد الأخوان صبّاغ يريدان التحدّث عن أيام غابرة مع إسقاطات على واقعنا، فقررا التحدّث بشكلٍ مباشر عن أيامنا هذه، و"بالعربي المشبرح"! عادةً تتطوّر الصراعات لتصل إلى الحرب في أسوأ الأحوال، ثم تبدأ المشكلة بالإنحسار وتختفي. هكذا يحصل في بلدان العالم. في لبنان الأمر مختلف، فمشكلة الطائفية وصلت إلى الحرب، ثمّ إلى حربٍ أخرى، ثمّ حرب جديدة، ثمّ حرب أكبر... "تخيّلنا إلى أين يمكن أن نصل بعد عشرين سنة، فخفنا ممّا تخيّلناه، فقررنا أن نفكّر بطريقةٍ نتفادى من خلالها الوصول إلى مرحلةٍ أكثر سوءاً بعد".
عندها ولدت فكرة "الطائفة 19" التي تتحدّث عن 18 سجيناً تختارهم الدولة من أجل القيام بتجربةٍ معيّنة بغية تحسين السجون، لكنّها تواجه مشكلةً كبيرة بعدما تكتشف أنّهم ينتمون إلى 18 طائفة مختلفة.
في المسرحية نكتشف أنّ القانون اللبناني يمنع المواطن من شطب طائفته من السجلات الرسمية. يمكن شطبها من بعض الأوراق الشخصية، لكن ليس من سجلات الدولة، وإلا يُحرم المواطن حقوقه المدنية، تماماً كما يُحرَم المجرم! الدولة تسمح لك بأن تغيّر طائفتك. الدولة تسمح لك بأن تبتكر طائفةً، إذا تأمّن لها عدد كاف من المنتسبين ونالت الترخيص. الطائفة يمكن أن تكون أخلاقية، لا دينية. من هنا، ولدت فكرة "الطائفة 19" التي لا علاقة لها بالدين، بل تؤمن بالعيش المشترك وترفض منطق التمييز الطائفي السائد، ويمكن أن ينتمي إليها أشخاص من جميع الطوائف الأخرى! بين شرح أفكار المسرحية وشرح منطق "الطائفة 19" يتابع الأخوان صبّاغ: "هذه الطائفة لا تسعى إلى أن تضاف إلى قائمة الطوائف، فحين ينضم إليها كلّ اللبنانيين، وبالتالي حين يؤمن الجميع بالعيش المشترك ويتحرّرون من الالتباس الحاصل بين الإيمان والتعصّب، عندها تُحلّ الطائفة 19 مباشرةً".
يلفتنا خلال حديثنا مع الأخوين صبّاغ أنّهما محيطان بموضوع الطائفة 19 من كل جوانبها، القانونية والأخلاقية وحتّى الدينية. "نحن لا ندعو أحداً إلى ترك إيمانه، فنحن مؤمنان ملتزمان، وقد نجحنا في توحيد عيد الفصح في منطقة ضهور الشوير. نحن نطرح خياراً جديداً وندعو اللبنانيين إلى أن يكون إيمانهم خاصّاً بهم، وأن يبقى بينهم وبين ربّهم، بعيداً عن الحياة السياسية والاجتماعية". ويرى الأخَوان أنّنا نرمي دائماً أسباب مشكلاتنا على الخارج، لكنّ الداخل هو الأساس، فحين يكون الداخل محصّناً لن يؤثّر فيه الخارج. "الجهة الأقرب إلى الطائفة 19 هو الجيش اللبناني، ففي الجيش يترك المرء إيمانه وطائفته ودينه في قلبه، وينظر مع زملائه إلى العلم اللبناني، ويكون انتماء الجميع: الوطن".
أسماء لامعة لممثلين يشاركون في هذه المسرحية ــ المشروع، نذكر منهم يوسف الخال في دور نقيب مغوار، "وسوف يفاجئ الجمهور بدورٍ غنائي". كارين رميا صاحبة الخامة الصوتية المميّزة، نبيل أبو مراد، خالد السيّد، نزيه يوسف، أسعد حدّاد، عبدو شاهين، جيسي عبدو... الفكرة اللافتة أنّ الأخوين صبّاغ أرادا أن يكون كلّ ممثل "ممثلاً لطائفته الحقيقية" واشترطا أن يكون، في الواقع، مقتنعاً بالطائفة 19، كي يقولا للجمهور: هذه المسرحية تمثّل الجميع وتنقل الواقع.
"الدليل" تحدّث إلى الأخوين صبّاغ بعد ساعات طويلة من التركيز في الستوديو لتسجيل الأغاني والموسيقى، فكان السؤال: في عملكما السابق اشترطتما أن يكون العزف والغناء حيّاً، فماذا تغيّر اليوم؟ يشرحان أنّ الأمر نجح سابقاً لأنّ العمل تم تقديمه في إطار مهرجانات بعلبك لأربعة عروض فقط، أمّا في "الطائفة 19" فلم يستطيعا الاتفاق مع أي أوركسترا، لا من لبنان ولا من الخارج، تستطيع الالتزام معهما طوال فترة العروض. ويشدّدان على أنّ التسجيل في الستوديو لم يكن بواسطة آلات كهربائية بل تمّت الاستعانة بفريق كبير من الموسيقيين كي يعزفوا بشكلٍ حيّ.

يوليوس هاشم 
النهار
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption