أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 28 مارس 2015

دائرة السينما والمسرح تحتفي باليوم العالمي للمسرح

مدونة مجلة الفنون المسرحية
فرحة الفنانات العراقيات بعد التكريم
قال مهند الدليمي مدير عام دائرة السينما والمسرح وكالة إن كهنة المعابد البابلية حينما كانوا يحتفلون بآلهتهم كانوا يقدمون بما يشبه العروض المسرحية ويمكن اعتبارها عروضاً مسرحيا بالمفهوم الحديث ، مضيفاً إن المسرح ليس أداة ترفيه أو لهو ، لكنه أداة للتغيير والتأثير في المجتمع وهو أداة للنقد البنّاء والإصلاح العام .
جاء ذلك في حفل افتتاح فعاليات يوم المسرح العالمي الذي شهدته دائرة السينما والمسرح يوم أمس والذي حضره جمع غفير من الفنانين والمهتمين بالشأن المسرحي .
وأضاف الدليمي في كلمته : قبل أيام وقف رئيس السلطة التشريعية الدكتور سليم الجبوري على خشبة المسرح واعلن إن دور الفنان في صناعة الشعوب قد يفوق ايضا دور المقاتل على جبهات القتال فصفقنا كثيرا له ولكننا نريد ان نصفق له على افعال وليس مجرد اقوال ، مؤكداً ، عل إن السلطة التشريعية في العراق اخفقت في تحديد الاولويات عندما اهملت طيلة عشر سنوات على تأسيس قطاع الثقافة والفنون في العراق , الذي لم يحظَ بنصف تشريع يضمن ديمومة موضوعا وشخوصاً .
وقال الدليمي في كلمته أمام الحاضرين إن ادارة السينما والمسرح تعيش أسوأ ايامها اقتصاديا , فلا تمويل ولا نفقات حتى اصبحت شُعبا وأقساماً عاجزة ومشلولة عن القيام بدورها وانّ شركة السينما والمسرح العراقية - واقولها بأسف - لم تعمل على انها شركة منذ تأسيسها قبل خمسة عشر عاما وكانت تعتمد على ما يمنح لها من التخصيصات الحكومية ولم تحسب حساب يوم اسود كيومنا هذا في ايامها البيضاء ، مشيراً الى ان ادارة السينما والمسرح لم تكن حارسا قويا في الحفاظ على تاريخها السينمائي العريق الزاهي واستسهلت وتساهلت في كثير من الأمور .
واضاف الدليمي : يجب على الحكومة والسلطات المختصة الاخرى الشروع فورا في تبني مشروع تأسيسي آخر للثقافة والفنون في العراق لان المؤسسة الحكومية الرسمية للثقافة اصبحت غير قادرة وعاجزة وفق هيكليتها الادارية الحالية على تلبية متطلبات الواقع والهم الثقافي في العراق على الجهات المعنية ان تعي حجم وخطورة الواقع الثقافي وتدرك إن الهوية الثقافية العراقية مهددة بالتشتت والزوال وان هناك اجندات دولية تعمل منذ مدة على تسطيح وتقزيم المشهد الثقافي في العراق. 
ثم تلا ذلك كلمة المسرح العالمي للفنان البولوني كريستوف قرأها الفنان اياد الطائي والتي جرى خلالها استعراض اهمية هذا اليوم عالمياً .
بعدها قدمت الفرقة الوطنية للفنون الشعبية اوبريت "أنا اسمي بغداد" من كلمات الشاعر كريم العراقي والحان حسن الشكرجي واخراج وتصميم فؤاد ذنون.
وعلى هامش هذا الاحتفال السنوي كرم الدليمي بعض الفنانات الرائدات عرفاناً بإنجازاتهنّ الفنية على مدار سنوات طويلة ، ثم اختتم الحفل بعرض لمسرحية (انفرادي) للمخرج الشاب بديع نادر .




العلاقات والاعلام
دائرة السينما والمسرح

جلال الشرقاوى يلقى كلمة اليوم العالمى للمسرح بالطليعة

مدونة مجلة الفنون المسرحية
جلال الشرقاوى يلقى كلمة اليوم العالمى للمسرح بالطليعة
ألقى المخرج المسرحى الكبير الدكتور جلال الشرقاوى كلمة يوم المسرح العالمى من على خشبة مسرح الطليعة بالعتبة والذى ييوافق الـ 27 من مارس من كل عام حيث يقوم بكتابتها أحد المسرحيين العالميين ويتم الاحتفال بإلقائها فى كافة مسارح العالم فى نفس اليوم.
قدم جلال الفنان محمد دسوقى مدير مسرح الطليعة الذى قال أن تلك الكملة يكتبها أحد رجالات المسرح بتكليف من المعهد الدولى للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو.
وبدأ الشرقاوى كلمته قائلا "كل عام وأنتم بخير ، كل عام ومسرحنا المصرى بخير كل عام ومصر بخير ، كل عام والعالم العربى وأمتنا الإسلامية بخير" متمنيا أن يكون العام القادم هو النهاية الحاسمة للإرهاب والإرهابيين وأن يكون عام الأمل والسلام والرخاء والاستقرار.
ثم تلى الدكتور جلال الشرقاوى كلمة يوم المسرح العالمى التى كتبها هذا العام المخرج البولندي كريستوف ورليكوفسكي وهذا نصها:

“إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية، شرط أن نبحث عنهم بعيداً عن خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي تتجاوز غالباً قاعات التمثيل، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم، فنحن نستنسخ صوراً للعالم بدلاً من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح، والحق أن لا شيء يضاهي المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية.
كثيراً ما ألجأ إلى النثر علّه يرشدني إلى الحقيقة، ففي كل يوم أجدني أفكر في هؤلاء الكتّاب الذين تنبأوا على استحياء منذ ما يقرب من مئة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية، وبذلك الأفول الذي غيب حضارتنا في ظلام لم نبدده بعد، وأنا أعني كتّاباً مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسل بروست. ويمكنني اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كوتزي.

لقد أدركوا جميعاً بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم قادمة لا محالة، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض، بل نهاية النموذج السائد في العلاقات بين البشر، ونهاية النظام الاجتماعي والانتفاضات الثورية ضده، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة، فنحن من عاصرنا نهاية العالم ولا نزال على قيد الحياة، من نحيا وجهاً لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يومياً في أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان، ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار الى غير عودة، نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار. لم نعد قادرين على تشييد الأبراج، والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد لم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء، بل إنها على العكس تطلب من الحماية والرعاية مما يستهلك جزءاً هائلاً من طاقتنا الحياتية. لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر الى ما يجري خلف البوابات... خلف الأسوار. ولهذا السبب تحديداً، يجب أن يوجد المسرح ويستمد قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة.
«تسعى الأسطورة الى شرح ما لا يمكن شرحه، ولما كانت الأسطورة قائمة على الحقيقة، فلا بد أن تنتهي الى ما يستعصي على التفسير». هكذا وصف كافكا تحول بروميثيوس في الأسطورة المعروفة، ولديّ إحساس قوي بأن المسرح يجب أن يوصف بنفس هذه الكلمات، فهذا النوع من المسرح القائم على الحقيقة الذي يجد غايته في ما يستعصي على الشرح والتفسير، هو ما أصبو إليه وأتمناه لكل العالمين بالمسرح... سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره... أتمناه من كل قلبي.”

كريستوف ورليكوفسكى واحد من أبرز المخرجين الأوروبيين في جيله، ولد في بولندا عام 1962، وأبدع بالتعاون مع مصمم المناظر المسرحية شيشسنياك صورا مسرحية مبهرة.

ويعتمد أسلوب عمله على قيادة ممثليه إلى استكشاف أعمق مستويات إبداعهم والوصول إليها، كما ابتكر أسلوبا جديدا في تقديم شكسبير على المسرح. وحقق عرضه لمسرحية "المتطهرة" للكاتبة البريطانية سارة كين، الذي أخرجه عام 2002، نجاحا كبيرا حين قدم في مهرجان "أفنيون" بفرنسا، ثم مهرجان "مسرح الأمريكتين" بمدينة مونتريال بكندا، مما وضعه على خريطة المسرح العالمي.
ويشغل كريستوف ورليكوفسكى منصب المدير الفني للمسرح الجديد بمدينة وارسو منذ عام 2008، وشارك بأعماله في معظم المهرجانات العالمية الهامة ، كما أخرج العديد من الأوبرات لأشهر دور الأوبرا في أوروبا، ونال جوائز عدة.









مصر العربية 

الجمعة، 27 مارس 2015

المسرح في كردستان العراق والاحتفال بيوم المسرح العالمي/ فاروق صبري

مدونة مجلة الفنون المسرحية
المسرح في كردستان العراق والاحتفال بيوم المسرح العالمي/  فاروق صبري
مدير مهرجان أربيل الدولي للمسرح "هيوا سعاد"
بعد تخرج عدد من طالب معهد وأكاديمية الفنون المسرحية وبالضبط بعيد الثمانينات القرن الماضي تطور المسرح في كردستان العراق، وبل تجدد في بعديه البصري والفكري وبعد فتح معاهد مسرحية في الإقليم وعودة أو زيارة بعض فنانيه المسرحيين القادمين من الدول الأوربية تواصل المسرح في تقديم عروضه المهمة والتي خلقت تواصلا رائعاً بينها وبين جمهور بدأ يتوسع ويحضر بشكل ملفت للنظر وخاصة في أيام المهرجانات المحلية والدولية. ولعل مهرجان أربيل محطة إبداعية تقوم في إنجازها سنويا مديرية الفنون المسرحية ومديرها الفنان هيوا سعاد.
هذه المديرية خلال سنوات سابقة وخاصة الأخيرة أنتجت العديد من العروض المسرحية وأكد المهتمون بمجال المسرح أهميتها ومحاولات مبدعيها في ابتكار وتأسيس جماليات بصرية متألقة ولكن من المؤسف أن الجمهور العربي لم يتعرف على هذه العروض وكان من المفترض من المسرحي الكردي الذي يتواجد في المهرجانات المسرحية العربية أن يكون خير دليل لهذه العرض ويطالب إدارات تلك المهرجانات إلى دعوة هذه العروض المسرحية ومبدعيها وهذا ما يخلق تواصلا رائعا بين تجارب الشعوب الثقافية والمسرحية .
وإلى جانب وبموازاة هذا الفعل المسرحي التنويري الذي يقوم بإنتاجه مبدعون كرد تصدر نشريات ومجلات تهتم بهواجس المسرح وعروض ونتاجات المسرحيين. وتعتبر مجلة المسرح “شانو” الصادرة من قبل فرقة الفنان المبدع احمد سالار، وهي مجلة معرفية متميزة في أبوابها وبحوثها ومتابعاتها وتصدر باللغتين العربية والكردية والانكليزية. وما يميّز أعدادها المتواصلة المتابعة الحيّة والمتألقة ليس للفنانين الكرد فحسب، وإنما أيضا للفنانين العرب والأجانب ، ولعل هذا الأمر الملح سر نجاح هذا الإصدار المسرحي الرائع.
هنا عدد حول الاحتفالية ليوم المسرح العالمي والعدد يحتوي الكثير من المتابعات والنصوص والزاويا ومنها زاوية للفنان أرسلان دروريش وهناك في عدد الاحتفالية زاوية كتبتها الإعلامية المغربية، صاحبة موقع الفرجة بشرى عمور.
وفي يوم المسرح العالمي نحيي الفنانين المسرحيين الكرد، وهم سنوياّ يحتفلون بهذا اليوم احتفالا يتضمن عروض مسرحية وندوات وقراءة كلمة يوم المسرح العالمي. ونذكر من أبرز مسرحي كردستان الفنان القدير أحمد سالار الكاتب والمخرج وعضو برلمان ورئيس نقابة فناني كردستان السابق..حيث أسس ما يعرف بالمسرح الاحتفالي الكردي ومازالت عطاءاته ثرة. الفنان طلعت سامان مخرج وكاتب مسرحي كردي مرموق. الفنانة بديعة دارتاش أول امرأة كردية حصلت على شهادة البكالوريوس في المسرح في عام 1973 وأول رئيسة لقسم الفنون المسرحية في أول معهد فنون في كردستان في السليمانية. كامران رؤوف ودانا كزيزة وميديا روؤف وطارق آكري وجيهان طه وإحسان عثمان وأرسلان درويش وفاروق صبري ,,,

اليوم العالمي للمسرح وقيمتة السامية وأهدافه النبيلة / محسن النصار

مدونة مجلة الفنون المسرحية


هذا اليوم الجمعة 27 مارس 2015 اليوم العالمي للمسرح ، فهذا اليوم المتأمل في تاريخه نجد في ارثه العالمي المسرحي  القيم الإنسانية الرفيعة،  قيم أكدت  حقيقتها وأهدافها، واثبتت  صورتها ومعالمها، وأنتشر معناها وجوهرها، وجنيت  ثمارها، وتذوقها الحقيقي لقيم المسرح كقيمة لها تأثي كبير في الفكر الأنساني . فكلما يسمع  سمعك أويبصر  بصرك أو  فكرك تجد مسرحيات مؤلفة وعروض ومهرجانات مسرحية  تقام في  كل عام باليوم العالمي للمسرح تتغنى بالمسرح ، وتدعو إلى الإخاء الإنساني والعيش المشترك. ومن جانب اخر تؤكد على عالمنا المعاصر في  قلقلقه  واكتئابه وإدمانه ، وتنافراه واضطرابه وانفراطه ؟، وأين مضمونه الحقيقي وشواهده وثماره في حياة المجتمع والأنساني ؟.
فنحن المسرحيون  نفرح  بثمار وآثار المسرح  فهذا اليوم العالمي للمسرح  يشكل علامة بارزة تغمر قيمته الحقيقية، ومضمونه الفعال الواقع المسرحي العالمي  فيسمو به نحو غايات سامية وأهداف نبيلة
 فالعروض المسرحية تتكاثر والمهرجانات والندوات تتنوع  وتلقى فيها بمثل  رسالة اليوم العالمي للمسرح تترجم إلى أكثر من عشرين لغة وتقرأ أمام عشرات الآلاف من المشاهدين قبل بدء العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم، وتنشر في آلاف  الصحف اليومية في وسائل الإعلام السمعية والبصرية  تمجيدا لليوم العالمي للمسرح ، فأكثر  القنوات الفضائية ومحطات  الأرسال الإذاعي والتلفزيوني تنقل رسالة اليوم العالمي للمسرح للمشاهدين والمستمعين في جميع أنحاء العالم   ويعتبر  اليوم  العالمي للمسرح هو مناسبة للفانيين  في فنون  المسرح للاحتفال بهذا  المناسبة ليشاركوا الجمهور المسرحي  في تكوين فكرة ونظرة طيبة  عن فن المسرح  وعن قدرة الفن لمسرحي المساهمة في خلق التفاهم والسلام بين افراد المجتمع الأنساني 

كل التحية والحب  لكل المسرحيين  وخاصة الرواد الذين وضعوا الأساس  ، وشكرا  للمسرحي البولندي الكبير كريستوف روليكوقسكي وهو يلقي كلمة اليوم العالمي للمسرح ،اليوم الجمعة  27 مارس  حيث يحتفل المسرحيون في جميع دول العالم .. وقد ولد اليوم العالمي للمسرح إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندي للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما(1904- 1984) إلى منظمة اليونسكو في يونيو (حزيران) 1961، وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس (آذار) 1962، في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم. واتفق على هذا التقليد السنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم، بتكليف من المعهد الدولي للمسرح، رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من 20 لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم، حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة في هذه المناسبة، وتنشر في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية. وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام  شخصية مسرحية من مختلف دول العالم، منهم: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، أدوارد ألبي، ميشيل ترمبلي، جان لوي بارو، فاتسلاف هافل، سعد الله ونوس، فيديس فنبوجاتير، باندا.جيريش كارنارد , و تانكريد دورست , و فتحية العسال , و اريان منوشكين , و فيكتور هوغو راسكون , و سلطان بن محمد القاسمي , و روبير لوباج , و اوغستو بوالوه , و جودي دينش , و جيسكا أ. كاهو ,والكاتب الإيطالي داريو فو (حاصل على نوبل في الآداب عام 1997) قد ألقى رسالة المسرح إلى العالم عام 2013 , وجون كاني، من جنوب أفريقيا، قد  كُلّف في السنة الماضية  2014 بإلقاء كلمة اليوم العالمي للمسرح
 وما في هذا العام  2015  كانت بقلم المخرج البولندي كريستوف ورليكوفسكي وهو احد  أبرز المخرجين الأوروبيين في جيله. ولد في بولندا عام 1962، وأبدع بالتعاون مع مصمم المناظر المسرحية شيشسنياك صورا مسرحية مبهرة. ويعتمد أسلوب عمله على قيادة ممثليه إلى استكشاف أعمق مستويات إبداعهم والوصول إليها، كما ابتكر أسلوبا جديدا في تقديم شكسبير على المسرح. وقد حقق عرضه لمسرحية “المتطهرة” للكاتبة البريطانية سارة كين، الذي أخرجه عام 2002، نجاحا كبيرا حين قدم في مهرجان “أفنيون” بفرنسا، ثم مهرجان “مسرح الأمريكتين” بمدينة مونتريال بكندا، مما وضعه على خريطة المسرح العالمي.
ويشغل كريستوف ورليكوفسكى منصب المدير الفني للمسرح الجديد بمدينة وارسو منذ عام 2008، حيث أخرج أربعة عروض تعتمد على الإعداد متعدد المستويات للنص، وهى “أبولونيا” عام 2009، “النهاية” عام 2010، و”حكايات أفريقية بقلم شكسبير”عام 2011، و”كباريه وارشافسكى” عام 2013. وهو يعكف الآن على إعداد رواية البحث عن الزمن الضائع لمارسيل بروست لتقديمها على خشبة المسرح.
وقد شارك ورليكوفسكى بأعماله في معظم المهرجانات العالمية الهامة، كم أخرج العديد من الأوبرات لأشهر دور الأوبرا في أوروبا ، ويعد ضمن أهم مخرجي الأوبرا الثوريين بسبب حرصه على البعد المسرحي في الأوبرات التي يخرجها.
حصل على جوائز عديدة ، منها جائزة اتحاد نقاد المسرح الفرنسي مرتين، الأولى عام 2003 عن عرض مسرحية “المتطهرة” لسارة كين، ثم عرض “ملائكة في أمريكا” عام 2008، كما حصل على جائزة “مايرهولد” المرموقة في موسكو عام 2006، وجائزة “الأوبى” الأمريكية في نيويورك عام 2008، وجائزة “القناع الذهبي” لأفضل عرض أجنبي قدم في روسيا عام 2011، كما حصل على وسام القائد في الفنون والآداب من فرنسا عام 2013.
وجاء فيي كلمةالمخرج البولندي كريستوف ورليكوفسكي ليوم العالمي للمسرح 2015 بترجمة د. نهاد صليحة
" إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا عن خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآله لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التي غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم، فنحن نستنسخ صورا للعالم بدلا من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التي تموج تحت السطح، والحق أنه لاشيء يضاهى المسرح في قدرته على الكشف عن العواطف الخفية.

كثيرا ما ألجأ إلى النثر عله يرشدني إلى الحقيقة، ففي كل يوم أجدني أفكر في هؤلاء الكتاب الذين تنبئوا على استحياء منذ ما يقرب من مائة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية ، وبذلك الأفول الذي غيب حضارتنا في ظلام لم نبدده بعد، وأنا أعنى كتابا مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسل بروست. ويمكنني اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كوتزى.
لقد أدركوا جميعا بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم قادمة لا محالة، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض، بل نهاية النموذج السائد في العلاقات بين البشر، ونهاية النظام الاجتماعي والانتفاضات الثورية ضده، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة، فنحن من عاصرنا نهاية العالم ومازلنا على قيد الحياة، من نحيا وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التي تندلع يوميا في أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة في كل مكان ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفي من الأخبار إلى غير عودة، نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار. لم نعد قادرين على تشييد الأبراج، والجدران التي نثابر على تشييدها بعناد لم تعد قادرة على حمايتنا من أي شيء، بل إنها على العكس تطلب من الحماية والرعاية مما يستهلك جزءا هائلا من طاقتنا الحياتية. لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر إلى ما يجرى خلف البوابات… خلف الأسوار. ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح وأن يستمد قوته من مغالبته، أي من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة.

“تسعى الأسطورة إلى شرح ما لا يمكن شرحه، ولما كانت الأسطورة قائمة على الحقيقة، فلابد أن تنتهي إلى ما يستعصى على التفسير.” هكذا وصف كافكا تحول بروميثيوس في الأسطورة المعروفة، ولدى إحساس قوى بأن المسرح يجب أن يوصف بنفس هذه الكلمات، فهذا النوع من المسرح القائم على الحقيقة، والذي يجد غايته فيما يستعصى على الشرح والتفسير، هو ما أصبو إليه وأتمناه لكل العاملين بالمسرح… سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره … أتمناه من كل قلبي "

محسن النصار 
مسرحي من العراق 

«الأشكال».. جديد مسرح البيادر

مدونة مجلة الفنون المسرحية

تنطلق خلال الأيام القادمة مسرحية الأطفال (الأشكال تلعب معي) من تأليف وإخراج أحمد جاسم وهي من إنتاج مسرح البيادر وبالتعاون مع (جمعية السنابل لرعاية الأيتام)، هذه المسرحية تختلف في طابعها العام عن المسرحيات السابقة حيث تستخدم المسرحية تقنية مسرح الطاولة البسيط والممتع، والذي سيستهدف بالأساس الفئة العمرية من سنتين إلى 8 سنوات، حيث يؤكد مؤلف ومخرج العمل أحمد جاسم أن الأطفال ما دون سن المدرسة ظلموا كثيراً في المسرح، فهم أكثر وأهم فئة تحتاج إلى التوعية والتعليم ونحت المفاهيم التربوية والقيم الجمالية لديهم، وهذه فرصة كبيرة كي يستوعب الأطفال معنى المسرح والإبداع.
ويضيف أحمد: إن المسرحية تتحدث عن دمية فقدت قبعتها بفعل العصفور المشاغب الذي رمى بها فوق الشجرة العالية، فاضطرت الدمية إلى أن تستعين بالأشكال لتكون منها أدوات مضحكة تساعدها في الوصول إلى القبعة، ولذا سيتعلم الأطفال كيف تتشكل الأشكال إلى أجسام لبني آدم وللحيوانات والسيارات وهكذا.. وسوف يشارك في تحريك الدمى كل من الفنانين محمد صقر وعبدالرحمن بوبدر، أما تصنيع الدمى فهو من إعداد الأستاذة شيماء قمبر والديكور من إعداد الأستاذ سيد جابر.


اخبار الخليج

فائزون بجوائز أيام الشارقة المسرحية: تكريم سلطان تاج على رؤوسنا

مدونة مجلة الفنون المسرحية
عبّر فائزون بجوائز الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الأول، عن سعادتهم البالغة بالمشاركة في هذا المهرجان اللافت، بوتقة العمل المسرحي، وعن اعتزازهم بالفوز، وخاصة أنهم أجمعوا على أن تكريم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لهم بالجوائز، بمثابة تيجان يضعونها على رؤوسهم، وهو الأمر الذي يفرض عليهم المزيد من العمل الجاد والدؤوب لمواصلة التميز .

محمد العامري الفائز بجائزة أفضل إخراج عن مسرحية "لا تقصص رؤياك"، قال: أنا سعيد بهذه الجائزة التي تأتي بعد فوزنا بجائزة أفضل عمل متكامل في الدورة الأولى من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، وهذا شيء رائع يجعل سعادتنا غامرة، ويؤكد لنا أن الجهد المضني الذي قمنا به، والتفكير المتواصل والتدريب المستمر لم يذهب سدى، لقد بذل فريقنا كل طاقته من أجل أن يقدم للجمهور عملاً متميزاً يضيف شمعة إلى مسرحنا، ويؤكد أن هذا المسرح حي، وأنه مسرح على مستوى عالٍ من العطاء في الوطن العربي .
أنا أشكر أولاً صاحب الفضل في كل هذا العرس الذي نحن فيه، صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي أعتبر تكريمه تاجا على رأسي، وثانياً أشكر فرقة مسرح الشارقة وعلى رأسها الفنان أحمد الجسمي على هذا الاحتضان الدائم، والتشجيع وتوفير الظروف الملائمة للعمل، كما أنني أرفع القبعة لكل فرد من أفراد الفريق صبر كل منهم على التعب والسهر، والمجهود المتواصل الذي نقوم به .
الفنان سالم العيان الفائز بجائزة أفضل ممثل دور أول عن مسرحية "مقامات ابن تائه"، قال: أنا أشعر بالسعادة الغامرة لهذه الجائزة لأنها جائزة في أيام الشارقة المسرحية التي يعتبر التكريم فيها تكريماً للإبداع وللعطاء المتميز، أشكر صاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته الدائمة للمسرح والمسرحيين، وعلى هذا المهرجان الذي يحرص على أن يظل عنوان عطاء، وعنوان حركة ونمو متصاعد للساحة المسرحية نشهد فيه كل عام إبداعاً جديداً، وتسطع فيه نجوم جديدة، لتقول إن مسرحنا بخير وحاضر في قلب الحدث .
وأضاف العيان: أشكر فريق العمل الذي شد أزري، وكانوا معي يداً واحدة حتى وصلنا إلى هذه النتائج، وأتمنى أن يستمر عطاؤنا، وأن نقدم للإمارات ما يرفع من شأنها، ويسمو بأبنائها .
إبراهيم سالم الفائز بجائزة أفضل ممثل دور ثانٍ في مسرحية "لا تقصص رؤياك"، قال: لا شك أن الجائزة هي تكريم كبير، ووسام أفرح به، لكنها أيضاً تضع على عاتقي مسؤوليات، وتحفزني لأن أجتهد في مستقبل الأيام، وكوني فزت بعدة جوائز سابقاً لا يعني أنني ينبغي أن أتكاسل أو أتراجع عن المستوى الذي قدمته، فما دام الإنسان يمارس مهنته فعليه أن يتوق دائماً إلى الأفضل، وأن ترتفع نظرته إلى ما لم يحققه بعد .
ويضيف سالم: أشكر فريق العمل على روح الإخاء التي سادت بيننا، وإصرار كل منا على أن يقدم أفضل ما عنده، وأشكر بشكل خاص صديقي يوسف الكعبي الذي شاركني في العمل، ورشح معي لهذه الجائزة وكان يستحقها بجدارة، لأنه كان رائعاً على الخشبة .
وقال وليد عمران الفائز بجائزة الديكور عن ديكور مسرحية "لا تقصص رؤياك" بالجائزة: إنجاز يضاف إلى إنجازاتي السابقة، ويرفع من المسؤولية اتجاه العمل، ولا شك أنها دفع إلى الأمام، وهذه هي ميزة أيام الشارقة، وأنها تعطينا دائماً وقوداً للمواصلة، وتضعنا أمام مسؤوليات جسام، أشكر فريق العمل الذي كان يداً واحدة، وأثبت جدارته على الخشبة، وهذا عهد لنا مع صاحب السمو حاكم الشارقة أن نواصل المسيرة، وأن نخلص العمل .
الفنان البحريني ياسر سيف الفائز بجائزة الفنان المتميز من غير أبناء الدولة، والذي صمم الإضاءة في مسرحية لا تقصص رؤياك، قال: "أنا سعيد بهذا الفوز، وأشكر لجنة التحكيم على منحي هذه الجائزة، وهي تدل على أن أيام الشارقة تكرم كل من عمل فيها بإخلاص، كما أن الجائزة تضع صاحبها أمام تحد أن يقدم الأفضل، وأن يواصل مشواره بوتيرة مرتفعة" .
ويضيف ياسر سيف: التميز في العمل ليس لي وحدي، بل لكل الفريق الذي عملت معه، ولفرقة مسرح الشارقة الوطني التي احتضنتا ولم تبخل علينا بشيء مما جعلنا نعمل في جو مريح" .
جعفر محمد الفائز بجائزة أفضل أزياء في مسرحية "لا تقصص رؤياك" قال: إن الجائزة تشجيع وتكريم على ما يقدمه الإنسان من عمل، وتدل على أن أيام الشارقة ليست فقط تظاهرة مسرحية كبيرة، بل هي ميدان التكريم الذي يكافأ فيه أبناء المسرح المخلصون، أنا سعيد بهذه الجائزة، وسعيد أكثر بالفوز الذي حققناه في هذا المهرجان الوطني الكبير الذي هو عنوان الريادة والعطاء المستمر في الإمارات، وسوف نظل ندعمه بكل ما أوتينا من جهد وعزيمة من أجل أن يظل عنوان عطائنا وتألقنا ومسرحنا .
الشارقة - محمد ولد محمد سالم
الخليج

الخميس، 26 مارس 2015

مسرح الكابوكي تراث متأصل في الحياة اليابانية المعاصرة / د. محمود عبد الواحد محمود

مدونة مجلة الفنون المسرحية


اليابان تلك الأمة التي استطاعت على مدى تاريخها أن تنال احترام الشعوب والأمم، وأن تحقق نجاحات ملفتة في الجانب التكنولوجي ، مما حولها إلى علامة بارزة في عالم الصناعة والعلوم والتقانة، وهذا دفع البعض من المؤرخين الغربيين إلى إطلاق صفة «اليابان المتحدة»(1) في إشارة إلى دور الشركة والتقانة في اليابان المعاصرة، وإلى علاقة التحالف بين الدولة والشركة. وإذا كانت اليابان مرتبطة في الذهنية الشرق أوسطية والعالم العربي بما تقدمه من صورة مشرقة لدولة متقدمة تكنولوجيا، فإن وراء هذه السمعة العالمية ثقافة وحضارة لا تقل أهمية عن الجانب التقاني. ففي اليابان حضارات قديمة ترجع إلى آلاف السنين وثقافات شعبية ما زال اليابانيون يجتهدون في الحفاظ عليها.
تحولت التكنولوجيا إلى عامل مساعد للترويج لهذه الثقافات وتطويرها. ومن هذه الثقافات الشعبية اليابانية التي تعد مظهراً من مظاهر صورة اليابان التقليدية، مسرح كابوكي، هذا المسرح الذي ظهرت جذوره الأولى مع مفتتح حقبة إيدو (1603 1867-) (2)، وتطور عبر تاريخ اليابان الحديث والمعاصر، وما زال يشكل حلقة مهمة في تطور الثقافة اليابانية المعاصرة. فمن لا يحضر مسرح كابوكي في طوكيو أو أي مدينة يابانية أخرى لا يعد نفسه قد زار اليابان. فهذا المسرح الكلاسيكي يجسد صورة اليابان التقليدية في عصر الإقطاع، ويعطي المتلقي إحساساً بالانغماس عميقاً في تاريخ اليابان في عصر إيدو، وهو العصر الذي ظهر فيه هذا النوع من المسرح، وأنماط أدبية أخرى تفاعلت مع بعضها؛ لتؤدي إلى تكامل الشخصية اليابانية التي جمعت عبر تاريخها الطويل بين التقليد والحداثة، وبين الاستمرارية والتغيير. وهاتان سمتان أساسيتان في تنامي وتطور التجربة الثقافية اليابانية. 
وتمثل كابوكي قمة التجربة المسرحية في اليابان ، حيث بلغت درجة من الإتقان والتعقيد لاتقل عن مثيلاتها في أوربا، ولم تعد تغفل في أية دراسة عامة عن تطور المسرح على الصعيد العالمي (3). استمر مسرح كابوكي معبراً عن الثقافة الشعبية اليابانية طيلة حقبة توكوكاوا وعهد ميجي، ثم تطور في القرن العشرين وحتى الحرب العالمية الثانية؛ ليعاني من التهميش والإقصاء من المحتلين الأمريكيين، لأنه مثل بالنسبة لهم خطراً على مشروعهم في اليابان، الذي تمثل بتجريد اليابان من ماضيها وثقافتها ومجدها، الذي تجسد بأنماط فكرية وأدبية شكل كابوكي إحدى هذه المكونات للثقافة اليابانية، ليرجع إلى سابق تألقه بعد مدة من التوقف أثناء الاحتلال الأمريكي، لأن هذا المسرح يذكر بماضي اليابان وتقاليدها وقيمها واعتزازها بذاتها، التي حاول المحتلون الأمريكيون إحداث نوع من الشرخ بين ماضي اليابان وحاضرها.
البحث محاولة لتتبع جانب من الثقافة الشعبية اليابانية المعاصرة، وجهود المؤسسات الثقافية اليابانية، للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الأصيل، لاسيما بعد إدخال التكنولوجيا الحديثة في إضفاء أجواء سحرية تنقل الجمهور إلى عصور الإقطاع والموروثات الشعبية التقليدية، إذ تفاعلت الحداثة مع الموروث الشعبي للمساعدة في إظهار صورة اليابان التقليدية في عهد إيدو. فالبحث، وفقاً لهذا الفهم، محاولة لتقديم جانب من جوانب الثقافة الشعبية اليابانية للمثقف العربي، بالتركيز على بدايات هذا النوع من الثقافة الفنية وتطوره منذ عهد إيدو وحتى الوقت الحاضر، مع تتبع مكوناته الفنية وأدواته التي أسهمت في رسوخه واستمراره.
البدايات:
يعود تاريخ كابوكي لحوالى أربعمائة سنة، ونجده ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني الحي منذ عام 2005. بدأ هذا الفن عروضاً راقصة، ثم واصل تطوره وسط شعبية كبيرة ومستمرة إلى أن أصبح واحداً من أشهر فنون العرض اليابانية. في هذا الفن تتحد الألوان والموسيقى والمثل الجمالية الأسلوبية على خشبة المسرح لتصنع نخبة من أرقى العروض الدرامية، وأروع أساليب التمثيل(4). ظهر هذا النوع من الفن المسرحي في بداية عصر إيدو في مفتتح القرن السابع عشر الميلادي، مع ظهور أنماط فنية أخرى مثل نو (5) وبونراكو (6) التي أصبحت بتطورها وتكاملها بمرور الوقت جزءاً أساسياً من الثقافة التقليدية اليابانية. فهذه الأنماط الفنية الثلاثة: نو وبونراكو وكابوكي، تفاعلت مع بعضها وتطورت على نحو متزامن. وهذا النوع من الرقص مشتق من الرقص الفلوكلوري الذي يدعى فوريو-أو أودوري ونيمبو أودوري، الذي تقوم بتجسيده النساء فقط. ظهر مسرح كابوكي في مفتتح القرن السابع عشر ، مترافقا مع ظهور أسرة توكوكاوا. ويرجع المؤرخون ظهوره إلى سنة 1603، وهي السنة ذاتها التي ظهرت فيها أسرة توكوكاوا، عندما بدأت أوكوني أيزومو بالغناء على ضفاف نهر كاموكاوا في مدينة كيوتو، العاصمة الإمبراطورية طيلة حقبة إيدو. وبدأ ينتشر بسرعة كبيرة في أرجاء اليابان بسبب طابعه الشعبي، وأجيز عمل الممثلات من قبل ناغويا سانزا بورو، ووصل كابوكي إلى مدينة إيدو في سنة 1607، إذ بدأ مسرح كابوكي بالظهور وشيدت قربه المتاجر والمطاعم، ثم بدأ العديد من الفرق بالظهور تقليدا لهذا النمط الجديد من الدراما والرقص بين سكان المدن (7). ولأن العديد من الممثلات في هذا النوع من المسرح الشعبي كن من المومسات، منع الشوغون، وهو حاكم إيدو العسكري ، النساء من الصعود على المسرح في عام 1629. وحل محلهن صبيان أطلق عليهم اسم واكاشو، الذين بسبب صغر سنهم وممارستهم لأعمال مخلة بالأخلاق، لاسيما مع المحاربين من الساموراي مما يبعدهم عن أداء واجباتهم القتالية، تعرضوا أيضاً إلى فضائح عديدة، ومنعوا من الصعود لخشبة المسرح في عام 1652. وأمرت حكومة الشوغون أن تجسد عروض كابوكي على مسرح كيوجين الذي كانت تجسد عليه أعمال مسرح نو وأن يقوم الرجال (يارو ) بالتمثيل(8). وأجبرت الفرق المختصة بمسرح كابوكي على الإقامة في أجزاء محددة من المدينة ليخضعوا للمراقبة الدائمة (9).
أصبح كابوكي نوعاً من المسرح الاحترافي المهتم بفنون كا (الغناء)، وبو (الرقص)، وكي(تقنية). وجسد الرجال أدوار النساء (أوناكاتا). وتم إنشاء المسارح في إيدو وأوساكا وكيوتو لتمثيل مسرحيات كابوكي. وحدثت تغييرات على خشبة المسرح بابتكار هاناميشي ( وهو الممر الذي يستخدمه الممثلون ويراه الجمهور عندما يسير خلاله الممثلون ) والستارة، مما أعطى حرية للممثلين بتغيير ملابسهم وأوضاعهم مع كل حركة ومشهد. وأصبحت المسرحيات طويلة وتكتب خصيصا لهذا النوع من المسرح (10).
والكابوكي نمط تقليدي من الدراما اليابانية يمتزج فيها الرقص بالغناء والحوار، والترجمة الحرفية للمصطلح: «مهارة ممارسة الرقص والغناء»، ويترجم المصطلح أحيانا «فن الغناء والرقص»، وكابوكي مشتق من الفعل «كابوكو» الذي يعني «الغريب أو غير المألوف». وتأتي كلمة كابوكي أيضاً من «كابوكو»، وهي تعني: «ارتداء ملابس مبتكرة ومبالغ فيها، وعمل أشياء عجيبة» أو ذات الصفة المفاجئة (11). ويلاحظ في مسرح كابوكي ارتداء الخوذات من طراز «كابوتو»، التي كان يرتديها المحاربون في القرن السادس عشر ، وعربات الكرنفال أو «داشي» التي تسير في مهرجان جيون في كيوتو. وربما كان الإلهام في هذه التصميمات ـ بزخرفتها الشديدة ـ قد جاء لليابانيين نتيجة لاتصالهم بالأوروبيين عبر التجار الذين ربطوا بين الشرق والغرب (12). 
ليس هناك تاريخ محدد لاتخاذ كابوكي شكله المسرحي المعروف، إلا أنه من المحتمل أن تكون القوانين المقيدة التي صدرت عن الباكوفو (حكومة الشوغون) في النصف الأول من القرن السابع عشر، قد دفعت بالعاملين فيه إلى الاقتصار على العروض المسرحية الدرامية والابتعاد عن الممارسات الأخرى التي شابت نشأته. وبعد منع مؤقت من سلطات الباكوفو في عام 1652، سمحت السلطات بهذا النوع من العمل الفني بعد إجبار العاملين على التقيد بشروط محددة للالتزام بالعمل المهني، بعيداً عن الإخلال بالمسائل الأخلاقية. فأفاد العاملون في كابوكي من الأصناف الأخرى ، مثل مسرح (نو) من حركة الممثلين والرقص ومصاحبة العروض بالموسيقى، ومن (الكيوجين) في الموضوعات التي تخرج عن الصبغة الدينية، ومن بونراكو في الاستعانة بالمنشد / الراوي وعازفي الشاميسين (وهي آلة موسيقية يرافق عزفها مع الغناء في العمل المسرحي). وفي نهاية الأمر، تطور كابوكي ليصبح فناً مستقلاً بذاته، وبمواصفات لم تتوافر لأي من التعابير المسرحية التي سبقته (13). 
كانت قصص كابوكي تدور حول الحوداث التاريخية والصراعات الأخلاقية وقصص الحب وما شابه ذلك من قصص المجتمع الإقطاعي في عهد إيدو. ويستخدم الممثلون اللغة اليابانية الكلاسيكية مما يصعب على اليابانيين أحياناً فهمها. ويستخدم مسرح كابوكي خشبة متحركة مع مؤثرات متعددة تضفي على العرض نوعاً من التاثير على الجمهور. وكانت الحقبة الممتدة بين النصف الثاني من القرن السابع عشر والنصف الأول من القرن التاسع عشر، عصراً ذهبياً لمسرح كابوكي، إذ استقرت أدواته وتوسعت قصصه ونضج أسلوبه في عرض مشكلات المجتمع الإقطاعي. وأفاد كابوكي من أنماط المسرح الياباني الأخرى، مثل مسرح الدمى المتحركة (بونراكو)، الذي أصبحت قصصه موضوعات لمسرح كابوكي. اشتمل مسرح كابوكي عند ظهوره على الممثلين من النساء والرجال، لكن بعد أن منعت سلطات إيدو النساء من التمثيل، أصبح الأطفال يمثلون دور النساء، ثم منع الأطفال من أداء أدوار النساء، فأخذ الرجال يجسدون هذه الأدوار، واستمر هذا التقليد حتى الوقت الحاضر. إلى جانب استخدام الأقنعة والأصباغ وعلى نحو مبالغ فيه ومحترف، مما يضفي على أجواء العرض بهجة وتنقل الجمهور إلى عصر الإقطاع والموروثات الشعبية اليابانية(14).
ويطلق اسم (أوناكاتا) على الممثلين الذين يجسدون أدوار المرأة على المسرح، وهي ظاهرة في مسرح كابوكي ذات بعد جديد تماماً. ومن يقرأ التاريخ يجد أن تمثيل الرجال لأدوار النساء هو شيء كان موجوداً في أماكن كثيرة من العالم، لكن مسرح كابوكي هو الوحيد الذي طور هذه الظاهرة إلى فن راقٍ حقيقي ومستمر حتى العصر الراهن. ومن الأشياء التي تسحر النظر في كابوكي: الحركات الميكانيكية على المسرح، مثل خشبة المسرح التي تدور (مادواري-بوتاي) والمصعد الذي يتحرك عبر باب سحري (سيري)، وهو مصعد يرتفع في جو مسرحي ليكشف عن مبنىً في غاية الفخامة، أو عن ممثل في وضع مسرحي مبهر فيخلق بذلك لحظات من أكثر المواضع إثارة في المسرحية. ومما يجعل العرض بهذا الجمال أن الإزاحة تتم باستمرار تحت خشبة المسرح لا فوقها (15). وتم استخدام هذا المصعد لأول مرة في القرن الثامن عشر؛ ولكن تحريكه طبعاً في ذلك الحين كان يتم يدويّاً. وتتم الحركةأمام المشاهدين، وتستخدم لإعداد المشهد نحو الخطوة التالية، فخشبة المسرح عندما تدور تكشف عن منظر مختلف تماماً، ومن الصعب أن نجد في مكان آخر مسارح تستخدم مثل هذه الحركات الآلية على مدى هذا التاريخ الطويل، وهذا يدل على الفكر العبقري الذي ألهم مسرح كابوكي عبر كل هذه السنين(16). 
إن الخطوط العريضة في المكياج (كومادوري) بلونها الأحمر والأزرق لها أيضاً غرض عملي، وهو إبراز وجوه الممثلين على المسرح في زمن كانت فيه الأضواء الصناعية غير موجودة تقريباً، وكانت خشبة المسرح أكثر ظلاماً مما يمكن أن نتصور. ولا شك أن اليابان ليست المكان الوحيد في العالم الذي يرتدي فيه الأفراد مكياجاً غير عادي في بعض المناسبات الخاصة، لكن مكياج (كومادوري) يبدو وكأنه مصمم لكي يضفي على الممثل صورة من يملك قوة خارقة للطبيعة (17). 
تنوعت مسرحيات كابوكي في عهد جينروكو (1704-1688) في أواخر القرن السابع عشر. فقد حقق كابوكي ازدهاره الأول كمسرح ناضج، واستمر في تطوره على مدى عهد إيدو؛ ليصبح المسرح الأكثر شعبية في اليابان (18). فإلى جانب قصص إيراكوتو، التي تتحدث عن الأبطال، هناك القصص التاريخية (جيداي-مونو)، وسيوا-مونو (القصص الأكثر جوهرية)، والمسرح الراقص (شوساكوتو)، والقصص الواقعية (جيتسوكوتو) وواكوتو، التي كتبها مؤلفون متخصصون مثل ساكاتا توجورو، وجيكاماتسو مونزيمون، الذي كتب أيضاً لمسرح الدمى الذي ازدهر في أوساكا، فقد مثلت مسرحيات جيكاماتسو في ضريح كيتانو في كيوتو في بداية عهد إيدو، وانتقل فيما بعد إلى مسرح في وسط المدينة، ثم انتشر إلى أرجاء البلاد (19).
تعددت موضوعات كابوكي سنوياً، فبعض المسرحيات التي عرضت في عهد إيدو، لاسيما (شيباراكو) و(كوتوبوكي ـ سوجا ـ نو –تايمن) (مواجهة الإخوة سوجا) يتم عرضها كل سنة بلا استثناء. وعلى الرغم من أن المشاهد وأسلوب التمثيل قد تعرضت لتغيير تدريجي مع الزمن، إلا أن القصة الرئيسة ظلت تماما كما هي، وهذا ما يتطلع له الجمهور كل عام، ففي اليابان يعد ثبات الشيء دون تغيير باعثاً كبيراً على الاحتفال به، وهذا بالضبط ما نراه في قصص مسرح كابوكي.والاحتفال بالاستمرارية والثبات في الماضي هو أمر طبيعي، لاسيما في البلاد الزراعية حيث تكون أقصى أماني الناس هي الحصاد الوفير سنة بعد أخرى، ومن هنا تأتي عروض كابوكي السنوية ، فهي تماماً مثل المهرجانات والطقوس وغيرها من المناسبات السنوية، التي تعبر في كل سنة عن أماني الناس في الصحة الجيدة ورغد العيش(20). وكانت تعرض المسرحيات في المدن بانتظام، وحتى القرى كان لها «كابوكي» في مهرجاناتها. وكان الفلاحون مغرمين بأداء أدوار كابوكي (21). 
وتشتمل موضوعات كابوكي على قطاع واسع من الأحداث التاريخية إلى مآسي الحب والحكايات الفكاهية وقصص الرعب، ووسط جميع هذه المسرحيات نجد أن المسرحية المفضلة في اليابان هي «كاناديهون تشوشينجورا» (ثروة من سبعة وأربعين من الأتباع المخلصين). تدور قصة المسرحية حول نبيل إقطاعي قديم يضطر للانتحار تبعاً لطقوس سيبوكو في شق البطن بحضور أتباعه المخلصين الذين أعدوا مجموعة كبيرة من الخدع والحيل لينتقموا لموته. تثير القصة شعورا من التواصل لدى اليابانيين، ليس مع ظاهرة الانتقام فيها، وإنما مع الصعوبات الهائلة التي يواجهها هؤلاء الأتباع وهم يتقدمون خطوة إثر خطوة نحو هدفهم الخطير، بينما يخفون نواياهم الحقيقية، وتتولد الإثارة الدرامية في المسرحية من حاجة كل تابع لإخفاء ما يريد حقاً أن يقوله.
أما الحب فهو شيء لم ينسه كابوكي أبدا، ففي عهد إيدو ، كانت حرية الحب من الممنوعات. فكان على اليابانيين احترام الفروق الاجتماعية والمنزلية المتعددة لكل فرد، وإلا انهار المجتمع كله من أساسه طبقاً لمفاهيم ذلك العصر، وأدى ذلك عكسيّاً إلى غرام اليابانيين في ذلك العصر بتجربة الحب المحرم على خشبة المسرح، وأعطى للكتاب دفعاً أكبر للتعبير عنه في كتاباتهم لهذا المسرح (22).
وأدخلت بعض موضوعات مسرح الدمى ضمن مسرح كابوكي. ففي بعض المسرحيات، وتأثراً بمسرح الدمى (العرائس)، يكون البطل الرئيس حيواناً، كما في مسرحية «يوشيتسوني وألف شجرة كرز»، وهي مسرحية تصور حب ثعلب لأبيه، ومسرحية «تسوري-جيتسوني» (الثعلب وصانع الفخاخ)، التي يتظاهر خلالها أحد الثعالب بأنه إنسان، في محاولة لإقناع صانع الفخاخ بالتوقف عن قتل الثعالب، ولكن إغراء الطعم الذي يضعه صانع الفخاخ يتغلب على الثعلب في النهاية، فيقع فريسة في الفخ. والقصة مستمدة من مسرح كيوجين الكوميدي ، وهو أقدم من كابوكي. وكثير من هذه المسرحيات مأخوذ من أعمال مسرح الدمى، الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة (23).
كان مسؤولو الباكوفو ومعلمو الكونفوشيوسية أمثال هاياشي رزان (24) 1657-1589 ينظرون إلى عروض كابوكي الأولى على أنها ممارسات تفسد الأخلاق، وتكسر القيم المجتمعية، وتهدد الأمن، لاسيما وأن جمهورها لم يقتصر على سكان المدن؛ بل شمل أيضاً عدداً من كبار الساموراي. إلا أن سلطات الباكوفوكانت ترى أيضاً أن كابوكي، مثله مثل الدعارة، شر لا بد منه، فهما معاً يصرفان الناس عن شرور أعظم. ولهذا الاعتبار لم تمنع السلطات كابوكي منعاً نهائياً، لكن عملت، بغية حفظ الأمن والأخلاق، على حصره في إحياء المتعة الهامشية، ومنع القائمين بها من السكن في غيرها، إلى جانب إخضاعهم لرقابة صارمة(25).
حاول تسورويا نامبوكو 1829-1755، وكاواتاكي موكوامي 1816-1893 تحديث كابوكي في أواخر عهد إيدو وعهد ميجي بجعل الممثلين يرتدون الملابس الغربية (26).وكتب موكوامي ما يربو على ثلاثمائة وستين مسرحية أصيلة، وما زالت مسرحياته تمثل حتى الآن، إلى جانب مراجعته وإكماله لمخطوطات أخرى تركها كتاب سابقون (27). وظهر العديد من الممثلين المشهورين الذين مثلوا في مسرح كابوكي، إلى جانب مؤلفين كتبوا مسرحيات ذات موضوعات جديدة، مما أدى إلى ظهور ما يسمى «كابوكي الجديد». وأفاد كابوكي من عهد ميجي بعد سقوط أسرة توكوكاوا في عام 1868، فحاول الممثلون والقائمون على هذا المسرح الإفادة من انفتاح اليابان على الغرب لتوسيع شهرة هذا المسرح، لاسيما وأنه يذكر بعهد اليابان المرتبط بالطبقات الاجتماعية مثل الساموراي والدايميو، فأخذت الطبقات الأرستقراطية تحضر عروض كابوكي، ومن أشهر هذه العروض: العرض الذي حضره الإمبراطور ميجي في الحادي والعشرين من نيسان عام 1887 (28). 
كان هناك في منتصف القرن التاسع عشر ثلاثة مسارح كابوكي في الشوارع الصاخبة الواقعة خلف معبد سنسو-جي بحي أساكوسا في طوكيو، ومازال الناس يتذكرون تلك الأيام. وهناك الآن شركة مازالت موجودة، وكانت قد تأسست في عام 1872، وبدأت نشاطها بتأجير لوازم المسرح التي يستخدمها فنان كابوكي. ويطلق على هذه اللوازم اسم «كودوجو»، التي تعني اللوازم والأدوات التي يرتديها أو يحملها أو يستخدمها ممثل كابوكي، وتشمل السيوف ودروع القرون الوسطى، والغليون، وعلبة الدخان، والمظلة، والمروحة اليابانية «أوجي» والمحفات «كاجو» وغيرها (29).

كابوكي المعاصر:
بعد مرحلة من التوقف في أوائل القرن العشرين، ولاسيما في السنوات الأولى التي تلت الاحتلال الأمريكي، إذ عانى هذا النمط الدرامي من الإهمال بوصفه «ممثلاً للماضي»، فمنعت سلطات الاحتلال الأمريكي هذا النوع من الفن الياباني الذي يجسد اتجاه اليابان للحرب منذ عام 1931، إلى جانب نفور الشعب الياباني في المرحلة التالية للهزيمة من هذا النوع من الفن، لأنه جسد قيماً أدت إلى اتجاه اليابان نحو الحرب والاستعمار، مما أدى إلى تدمير المجتمع الياباني. إلا أنه سرعان ما عاد للظهور في عام 1947 بعد استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليابان (30). فأصبحت مسرحيات كابوكي تمثل في مسارح متعددة أنشئت خصيصاً لهذا النوع من العرض. وكانت المسرحيات طويلة تستغرق أربع إلى خمس ساعات. 
أصبح مسرح كابوكي أحد مقومات الثقافة الشعبية اليابانية، ومعبراً عن حفاظ اليابان على موروثها الثقافي والحضاري. فأصبح مسرح كابوكي مع المكونات الأخرى للثقافة اليابانية جانباً من ثنائية التقليد والحداثة في تجربة اليابان المعاصرة. وتنتشر مسارح كابوكي في الوقت الحاضر إلى جانب الحواضر الكبرى: طوكيو ، كيوتو وأوساكا، في المدن والأرياف الصغيرة لتذكر اليابانيين بموروثاتهم الشعبية.. حماية للأجيال المعاصرة من الإغواء بالتحديث وقيم التغريب. ففي جزيرة شيكوكو هناك مسرح ريفي في مدينة كوتيهارا، ويدعى هذا المسرح كانامارو - زا. لقد تم بناء هذا المسرح لجذب الزوار القادمين لزيارة معبد قريب هو كوتوهيراجو، ويقدم في الوقت الحاضر عروضه خلال أسبوعين في السنة في موسم الربيع. تأسس هذا المسرح في عام 1835، وينكون من طابقين، ويصل ارتفاع المدخل لأكثر قليلاً من متر واحد، ولا يتسع لمرور أكثر من شخص واحد. والجلوس على الأرض بدون مقاعد، لنقل أجواء عصر إيدو، وهناك الممشى «هاناميتشي»، الذي يدخل منه الممثلون ويراهم الجمهور، فيثير فيهم الحماس ومتعة المشاهدة. وتحرك خشبة المسرح يديويا، إذ يقوم عدد من الشباب بأخذ إجازة من عملهم للمشاركة في هذا العمل، وهم يشعرون بالسعادة لمساهمتهم في إمتاع الجمهور. وعندما يبدأ عرض مسرحية كابوكي ينتقل الجمهور إلى عصر إيدو ، فكل شيء قد تم ترتيبه بإتقان من الملابس والأدوات والأضواء وأداء الممثلين (31). 
ولمسرح كابوكي شهرة واسعة في اليابان وخارجها في الوقت الحاضر، إذ يشارك الكثير من نجوم كابوكي في أفلام وأعمال تلفزيزنية متعددة في أعمال بعيدة عن مسرح كابوكي. وهناك أسر معروفة في اليابان توارثت التمثيل والعزف أو التأليف في مسرح كابوكي، مثل أسرة إيتشيكاوا دانجورو 1704-1660، التي استمرت في الحرفة حتى الوقت الحاضر. منجبة حوالى عشرة أجيال من الممثلين، كان آخرهم إيتشيكاوا دانجورو الحادي عشر (1965-1909. إلا أن الانتماء للأسرة لم يكن كافياً بدون التدريب والموهبة (32). وإلى جانب مسارح كابوكي الكبيرة في طوكيو وكيوتو وأوساكا ، هناك مسارح صغيرة أخرى في اوساكا وفي مدن يابانية أخرى. وبدأت بعض الفرق الصغيرة المختصة بمسرح كابوكي تستخدم النساء لتجسيد أدوار النساء «أوناكاتا»، وهناك فرقة إيشيكاوا كابوكي، جميع ممثليها من النساء ،تأسست بعد الحرب العالمية الثانية واستمرت لمدة قصيرة. ومن الجدير بالذكر أن تجسيد الرجال لأدوار النساء ظل مفضلا من قبل الجمهور، إذ فشلت محاولات عديدة لإعادة قيام النساء بتجسيد مثل هذه الأدوار. وفي عام 2003، تم نصب تمثال لأوكوني في مدينة بونتوشو في كيوتو. وانتقل الاهتمام بمسرح كابوكي إلى الغرب والولايات المتحدة، فتأثر العديد من الروائيين والكتاب الغربيين بمسرح كابوكي وجسدوا جوانب منه في أعمالهم. ومن الكتاب اليابانيين، يعد الكاتب الياباني يوكيو ميشيما من أبرز من اهتموا بتجسيد أفكار كابوكي في رواياته وقصصه (33). وقد اهتمت إستراليا بتجسيد مسرحيات كابوكي، وقد تشكلت فرقة خاصة لهذا الغرض تقدم عروضاً سنوية(34). وقد ظهر العديد من الممثلين الذين نالوا شهرة في اليابان وخارجها.
ووفقاً لما تقدم ، يشكل مسرح كابوكي علامة فارقة في تمسك اليابانيين بالمحافظة على تقاليدهم الثقافية الشعبية. فعلى مدىً تجاوز الأربعة قرون، استمر هذا النوع من المسرح الشعبي، وأنماط تقليدية أخرى معبرة عن ثقافة شعبية متأصلة في الذات اليابانية. وقد حاول اليابانيون الإفادة من موجة التحديث التي اجتاحت اليابان منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر لتحديث أدوات هذا المسرح الياباني التقليدي، دون التأثير على موضوعاته التراثية ومكوناته الأساسية، فأصبحت التكنولوجيا في خدمة الموروث الشعبي. وسيبقى كابوكي رمزاً من رموز الثقافة الشعبية اليابانية مهما تقدم الزمن، ومهما حققت اليابان من معجزات في مجال التكنولوجيا والحداثة، فهو تجسيد لروح الأمة اليابانية الحية.


الهوامش:
(1)- ناصر يوسف، دينامية التجربة اليابانية في التنمية المركبة دراسة مقارنة بالجزائر وماليزيا، ط1، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2010، ص229 230- . (2)- للتفاصيل عن عهد إيدو، انظر: طارق جاسم حسين، جذور التحديث في اليابان في أواخر عهد أسرة توكوكاوا (1868-1853)، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب ـ جامعة بغداد ،2009. (3)- محمد اعفيف ،أصول التحديث في اليابان -1568 1868، ط1، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2010، ص 477 -478. (4)- ياناي كنجي، «غموض الكابوكي حوار مع ماتسوي كيساكو»، في نيبونيكا، العدد 1 ، 2010 ، ص 3 -4 . (5)- مسرح نو، أو نواكو، وهما كلمتان يبانيتان مقابلتيلان للمهارة أو الموهبة. ظهر هذا النوع من المسرح في القرن الرابع عشر، وهو شكل من الدراما الموسيقية الكلاسيكية. للتفاصيل انظر: Louis Frederic, Japan Encyclopedia, Trans. by Kathe Roth, Cambridge, Harvard University Press, 2002, P.723-725. (7)- بونراكو، ويسمى أيضا ننجيو جوروري، وهو نمط تقليدي لمسرح الدمى تأسس في أوسكا في عام 1684. وقد أصبح مسرح الدمى نشاطاً توثيقياً للشعب الياباني لمئات من السنين. للتفاصيل أنظر: Louis Frederic, Op.Cit, P.92. (8)- انظر: Ibid; the Kodansha Bilingual Encyclopedia of Japan, Tokyo, Kodansha International Ltd., 1998, P.642. (9)- يوشيدا مامي، «دموع وضحك ومفاجآت الكابوكي ثروة نفيسة من المتع»، في نيبونيكا، العدد 1، 2010، ص 9. (10) انظر: W.G. Beasley, The Japanese Experience A Short History of Japan, California, university of California Press , 2000, PP.166-167. (11)- يوشيدا مامي، المصدر السابق، ص 9. (12)- انظر : The Kodansha Bilingual Encyclopedia of Japan, P.642. (13)- ياناي كنجي، المصدر السابق، ص 4. (14)- محمد اعفيف، المصدر السابق، ص 480. (15)- انظر: Louis Frederic, Op.Cit, PP.441-442. (16)- توكوناجا كيوكو، «الكابوكي يواصل تطوره»، نيبونيكا، العدد 1، 2010، ص 14. (17)- ياناي كنجي، المصدر السابق، ص 4. (18)- المصدر نفسه. (19)- انظر: The Kodansha Bilingual Encyclopedia of Japan, P.640. (20)- كاتب دراما خاصة بكابوكي وبونراكو، ويطلق عليه اسم (شكسبير اليابان). كتبت عنه دائرة المعارف البريطانية بأنه (أعظم كاتب دراما ياباني). كتب قصصاً لمسارح كيوتو وأوساكا. انظر: طارق جاسم حسين، المصدر السابق، ص 58؛ Edwin O. Reischauer, , Japan the Story A Nation, New York, Harvard University,1990, p.86. (21)- انظر: W.G. Beasley, Op.Cit, PP.181-182; Louis Frederic, Op.Cit, PP.441-442. (22)- ياناي كنجي، المصدر السابق، ص 4. (23)- توماس ج. هاربر وآخرون (جمع وتحرير)، دعوة إلى الأدب الياباني، ط1، طوكيو، معهد الثقافة الياباني،1976، ص37. (24)- المصدر نفسه، ص 5 . (25)- المصدر نفسه. (26)- ويعرف أيضاً باسم هاياشي دوشون، وهو أحد فلاسفة الكونفوشيوسية الجديدة ، عمل مستشاراً ومعلماً للشوونات الاربعة الاوائل ولحكومة الباكوفو. ويعد رازان مؤسساً لفرع هاياشي الفلسفي بين المفكرين الكونفوشيوسين. قام باعادة تفسير الشنتوية. للتفاصيل انظر: طارق جاسم حسين، المصدر السابق، ص 50. (27) محمد اعفيف، المصدر السابق، ص ص -479 480. (28)- أنظر: The Kodansha Bilingual Encyclopedia of Japan, P.640. (29)- توماس ج. هاربر وآخرون (جمع وتحرير)، المصدر السابق، ص 37-38. (30)- انظر: Louis Frederic, Op.Cit, PP.441-442. (31)- سانادا كونيكو و سوجاوارا يو، «تركيز الأضواء على الكابوكي»، نيبونيكا، العدد 1 ،2010، ص 18. (32)- انظر: Louis Frederic, Op.Cit, PP.441-442. (33)- يوشيدا مامي، «مسرح قديم ومعبد عتيق»، نيبونيكا، العدد1، 2010، ص ص22 25- . (34)- محمد أعفيف ، المصدر السابق ، ص ص486 -487 . (35)- للتفاصيل عن يوكيو ميشيما وجهوده الأدبية، انظر: محمود عبد الواحد محمود، «يوكيو ميشيما ثنائية التقليد والحداثة في الفكر الياباني المعاصر»، مجلة الرافد، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، العدد 158 - 2010. (36)- انظر: The Kodansha Bilingual Encyclopedia of Japan, P.645-646.

كتاب: "معجم المسرح" تأليف باتريس بافي - ترجمة السيد ميشال خطّار

مدونة مجلة الفنون المسرحية

صدر حديثاً عن المنظمة العربية للترجمة كتاب: "معجم المسرح" تأليف باتريس بافي، ترجمة السيد ميشال خطّار.
يطرح هذا المعجم، المترجم بطبعاته الثلاث (1996، 1987، 1980) إلى عشرات اللغات، التساؤلات الكبرى حول فن المسرحة، وعلم الجمال، والسيميائية والأنثروبولوجيا المسرحية. فهو عبارة عن مجموعة من الأبعاد التاريخية والنظرية لممارسة فنون المسرح. وبالتالي فهو يعرّف ويشرح المفاهيم الأساسية للتحليل النصي والمسرحي من خلال الأمثلة المأخوذة سواءً من فن المسرحة الكلاسيكي أم من الإخراج المعاصر. فهو قاموس موسوعي بمقاربة متعددة الأوجه للنصوص الدرامية والعروض، آخذاً بعين الاعتبار الخبرات ما بين الثقافية وما بين الفنية. 

نبذة عن الكاتب 
باتريس بافي
أستاذ العلوم المسرحية في جامعة باريس 8 ومؤلف عدة كتب حول المسرح من الناحية الثقافية والنظرية الدرامية والإخراج المعاصر. 

نبذة عن المترجم 
ميشال ف. خطّار
مخرج، وشاعر. أستاذ المسرح في جامعات لبنان. ألّف أكثر من 60 عملاً مسرحياً، خاصة المسرح التربوي. ممثل لبنان في التنظيم الدولي للإبداع المسرحي الفرنكوفوني.

http://caus.org.lb/









"شي كايرو" بقاعة مسرح الشباب خلال أيام

مدونة مجلة الفنون المسرحية
"شي كايرو" بقاعة مسرح الشباب خلال أيام

تستعد فرقة مسرح الشباب التابعة للبيت الفني للمسرح حاليًا لافتتاح العرض المسرحي الجديد "شي كايرو" “She Cairo”، والمقرر عرضه خلال أيام بقاعة مسرح الشباب بحديقة المسرح العائم المنيل.

وقال الفنان "أسامة رؤوف" مدير الفرقة إن العرض يدور حول امرأتين هاربتين من تنفيذ أحكام قضائية بعد تورطهما في جرائم قتل حيث قتلت الأولى حبيبها، بينما قتلت الثانية زوجها، وتقدم مخرجة العرض العمل بشكل يبدو بوليسيا ولكن في إطار كوميدي.
وذكرت "مروة رضوان" أنها قدمت كمخرجة عدة تجارب مسرحية في الجامعة وفرق الهواة كان آخرها مسرحية "ماك ولي" بمركز الإبداع الفني بالأوبرا.
"شي كايرو" بطولة كل من: شريف نبيل، ألحان المهدي، سارة سلام، ديكور وأزياء نورا صبري الطويل، إعداد موسيقي أحمد طارق يحيى، استعراضات رشا مجدي، كلمات الأغنية ألحان المهدي، فوتوغرافيا أحمد سليمان، تصميم دعاية كريم يحيى، تأليف وإخراج مروة رضوان.
أكد الفنان "فتوح أحمد" رئيس البيت الفني للمسرح حرصه على الدفع بالطاقات الشابة والموهوبة لتقديم أعمالها من خلال فرق مسرح الدولة منذ توليه مهام رئاسة بيت المسرح، معبرًا عن سعادته بنجاح عروضهم وسط قبول جماهيري ونقدي لافت.

القاهرة- بوابة الوفد- محمد يحيى

من «خليجي الشارقة» إلى «أيامها».. «لا تقصص رؤيـــاك» بإطلالة مغايرة

مدونة مجلة الفنون المسرحية

حالة إبداعية مميزة فرضتها مسرحية «لا تقصص رؤياك»، لتقدم عملاً متكاملاً، ونموذجياً، ليس مقارنة بالعملين الآخرين المتنافسين معها في جوائز مهرجان أيام الشارقة المسرحية هذا العام فقط، بل على نطاق أوسع، سواء للمسرح في رحابه المحلي أو الخليجي والعربي، لتكون ليلة عرضها مساء أول من أمس، بمثابة انتصار لحضور إبداع مسرحي، احتفى به الجمهور والنقاد والفنانون.
إسماعيل عبدالله: آراؤكم تثري نصي

لم يكن عرض «لا تقصص رؤياك» يتجه صوب العمل المتكامل على الصعيد الفني فقط، بل وفق قيم وتقاليد المسرح، التي تدفع مبدعيه إلى الاستفادة من النقد وانطباعات الجمهور، وهو ما حدث بالفعل في العرض الثاني للعمل، الذي لوحظ فيه تدارك ما وصف أثناء عرضه الأول قبل نحو شهر بـ«الأخطاء». وعلى الرغم من أن الأمر هنا يبقى منوطاً بشكل رئيس بمخرج العمل والممثلين والأطقم الفنية، فإن مؤلف العمل إسماعيل عبدالله أكد أنه استفاد كثيراً مما طرح، مضيفاً: «آراؤكم تثري نصي، سواء في ما يتعلق بتصحيح هذا العمل بشكل خاص، أو في ما يتعلق بأعمال أخرى جديدة، أستفيد فيها مما تشيرون إليه، فأعزز الجيد، وأسعى لتلافي سواه». وأشار إلى أنه تردد في أن يكتب رغبته بإهداء العمل لروح شقيقه الفنان الراحل محمد إسماعيل على كتيب العمل، حرصاً على ألا يكون شيء من الإخفاق الفني مقترناً بهذا الإهداء، وهو تردد أكد أنه زال بعد الاستماع للآراء النقدية له: «الآن فقط.. أهدي العمل لروح الراحل محمد إسماعيل».
محمد العامري: شكراً لأسرة العمل و«المنتقدين»

وجّه مخرج العمل الفنان محمد العامري رسالة شكر وتقدير إلى جميع أفراد أسرة العمل، واحتاج إلى المساحة الكبرى من مداخلته ليعدد أسماء جميع من أسهم في إنجاز العمل، بدءاً بمؤلفه، مروراً بالممثلين والأطقم الفنية فرداً فرداً. ووجه أيضاً شكره إلى من انتقدوا «لا تقصص رؤياك» في عرضه الأول، على الرغم من حصوله على جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي في فبراير الماضي. وأكد أنه سعى إلى استدراك تلك الملاحظات النقدية، وأتيحت له فرصة أكبر للتدريب، ما انعكس على أداء الممثلين، على عكس عرضه الأول. وتوقف العامري عند أسماء بعينها عملت معه في «لا تقصص رؤياك» خصوصاً بالنسبة للأطقم الفنية، بعد أن بدأ مشواره مع المسرح متتلمذاً على يديها، مستفيداً من خبرتها، اعتباراً من عام 1989 الذي عرف فيه للمرة الأولى طريقه إلى الخشبة.
وعلى الرغم من حالة التململ التي خلفها تأخر فتح ستارة العرض أكثر من 25 دقيقة للمرة الأولى في هذه الدورة، وإلحاح الجمهور بالتصفيق أكثر من مرة لبدء انطلاقته، إلا أن عبارة ذات إيقاع سماعي مؤثر، لاسيما حينما تقال بنبرة توسلية لزوجة مكلومة، يقابلها تحدي عرافة تظل تردد «اقصص رؤياك» في سياقات مختلفة، لكن الأهم من ذلك هو فحوى تلك الرؤية، التي تشد المتلقي للانجذاب لها أحداث مسرحية «لا تقصص رؤياك» التي اختتمت عروض المسابقة الرسمية لمهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورتها الـ25، من إنتاج مسرح الشارقة الوطني، وتأليف إسماعيل عبدالله، وإخراج محمد العامري.
كل الأطياف تنبث من هنا، من العربة الخشبية، التي وظفت طوال العرض في سياقات مختلفة، تماماً مثلما فعل المخرج بعنبر متحرك، بدا كأنه الوطن الذي يتسع للجميع.
منذ البداية يسهل للمتلقي الذي تابع «لا تقصص رؤياك» في عرضها الأول بـ«خليجي الشارقة» أن العمل الذي يضم كوكبة من الممثلين قد تطور، خصوصاً على مستوى التمثيل، إذ لم يأخذ العمل في عرضه الأول وقتاً كافياً في الإعداد، بسبب انشغال بعض عناصره، بمن فيهم المخرج بعرض «طقوس الأبيض» الذي شارك أيضاً باسم الإمارات في مهرجان المسرح العربي.
استفاد العامري من خبرته بنصوص إسماعيل عبدالله من جهة، وهذه المساحة الزمنية الفاصلة بين المهرجانين، وسعى إلى تدارك الإشكالية، كما أنه استفاد أيضاً من ملاحظات نقدية، ولم يطمئن كثيراً لمجرد فوزه بجائزة «خليجي الشارقة»، فجاء العمل في ثوبه الجديد أكثر انضباطاً، ومناسباً سواء للباع الكبيرة التي يتمتع بها كل من المؤلف والمخرج، كل في مجاله، أو خبرة العديد من الممثلين المشاركين فيه، إذ ضم كلاً من مروان عبدالله وإبراهيم سالم وملاك الخالدي وبدور وحميد سمبيج ويوسف الكعبي وعذاري وهيفاء العلي.
الاهتمام بالسينوغرافيا بشكل رئيس هو أحد سمات محمد العامري، لكن الملاحظ في «لا تقصص رؤياك» أن ثمة مبالغة غير مبررة أحياناً أو إفراطاً في تكريس توظيف الإضاءة الملونة، فضلاً عن سائر عناصر السينوغرافيا الأخرى على نحو قد يفوق الجو النفسي المراد، كما هي الحال في مشهد البداية الذي انفتح فيه المسرح على مشهدية عالية لم يتحملها إيقاع المسرحية في ما بعد، ما جعل المشاهد يلاحظ هبوط الإيقاع أحياناً، تداركه المخرج في ما بعد.
وتظل عبارة «لا تقصص رؤياك» تتردد بين الحين والآخر لتكون بمثابة «إشارة النجاة» لزوجة الشخصية الرئيسة (منار)، ويؤدي دور الزوج الفنان مروان عبدالله، فيما تؤدي دور الزوجة الفنانة بدور، ويمر منار أثناء المسرحية بتحولات عدة، بعد أن تنفتح عليه الستار مسجى على عربة خشبية بدائية، في حين يظهر شخص بدين في عمق المسرح وهو «الملك» (يقوم بدوره الفنان إبراهيم سالم)، صارخاً بشكل متكرر: «إني أرى في المنام»، أما من ينام بالفعل فهو ذلك الشخص محور المسرحية، وفي حين أن العرّافة تلح عليه بأن «يقصص رؤياه»، فإن زوجته تتوسل إليه ألا يفعل.
بين المتناقضين في قصّ الرؤية وعدمها، تتصاعد الأحداث، ليتحول الرجل بفعل المحيطين به إلى «درويش» يتبرك به، ويصبح قريباً من دوائر الإرهابيين وذوي الأفكار المنحرفة، لتعريهم المسرحية من الداخل، وتكشف ما في حياتهم من تناقضات، تؤكد أنهم يستترون بالدين لتحقيق منافعهم الخاصة، وإشباع رغباتهم، ويتحالفون من أجل مصالحهم، حتى مع خصوم الوطن، إذ يتعرض العمل لحياة المجون التي يحيونها، بأسلوب أقرب للغة الشعرية، التي لا تفارق إحدى سمات نصوص إسماعيل عبدالله وهي السخرية، ولكن على نحو جذبه مخرج العمل هذه المرة إلى آفاق الكاركاتيورية.
وحرّض اختيار «قضية الساعة»، التي تؤثر في مصير أمة بأكملها، الجمهور لأن يبقى على تماس واستغراق مع كل تفاصيل العمل، لأنهما أصرا على أن يكون محورهما من خلال اختيارهما لقضية على تماس ليس مع واقعه فقط، بل مع مستقبله أيضاً، الذي بدا مشوباً رغم كل ذلك، بأمل، أكبر من الحجم الرمزي الذي ظهر عليه مجسم متحرك لطفل رضيع يزحف ناجياً من حضن أمه التي اغتالتها يد التطرف والإرهاب، وهي زوجة «منار» ذاتها، ما يعني أن الإرهاب عدو ينهش المجتمع من داخله، لكي يكون هناك «خلف» يصل رسالة الشخصية الوحيدة التي جاء على لسانها عنوان العمل «لا تقصص رؤياك». على عكس سائر الشخصيات التي كانت تحرض بالاتجاه المعاكس، ما يعني أنها الشخصية الإيجابية الوحيدة، وموتها في سبيل قضيتها، هو انتصار يستكمله هذا الرضيع الناجي المؤهل لأن ينضج بفعل ما هو آت من مستقبل.

محمد عبدالمقصود ـــ الشارقة
الامارات اليوم

10 جوائز لـمسرحية "لا تقصص رؤياك" في أيام الشارقة المسرحي

مدونة مجلة الفنون المسرحية



شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، حفل ختام أيام الشارقة المسرحية في دورتها الخامسة والعشرين في قصر الثقافة بالشارقة، كما كرم الفائزين.
حيث نالت مسرحية »لا تقصص رؤياك« لفرقة مسرح الشارقة الوطني على حصة الأسد من الجوائز بمعدل 10 جوائز، إذ فازت بجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، وفاز مخرجها محمد العامري بجائزة أفضل إخراج مسرحي، بينما ذهبت جائزة أفضل تأليف لكاتبها إسماعيل عبدالله، وذهبت جائزة أفضل ممثلة دور أول للفنانة بدور عن دورها في »لا تقصص رؤياك«.
وحصل الفنان ابراهيم سالم على جائزة أفضل ممثل دور ثان عن دوره في هذه المسرحية، بينما حصلت الفنانة هيفاء علي على جائزة أفضل ممثلة دور ثان عن دورها فيها. بينما فازت عذاري بجائزة أفضل ممثلة واعدة في »لا تقصص رؤياك«، كما فازت المسرحية بجائزة أفضل ديكور مسرحية وجائزة أفضل أزياء مسرحية، وذهبت جائزة الفنان المسرحي المتميز من غير أبناء الدولة للفنان ياسر سيف عن دوره في »لا تقصص رؤياك«.
جوائز أخرى
في حين حصل على جائزة أفضل ممثل دور أول الفنان سالم العريان عن دوره في مسرحية »مقامات بن تايه« لفرقة مسرح رأس الخيمة، ونال جائزة أفضل ممثل واعد محمد جمعة عن دوره في مسرحية »حرب السوس« لفرقة مسرح كلباء، فيما فازت بجائزة أفضل إضاءة وأفضل مؤثرات صوتية وموسيقية مسرحية »مقامات بن تايه«، بينما حصل على جائزة أفضل مكياج مسرحية »حرب السوس«، كما حصلت ميرة علي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة تشجيعاً للموهبة الشابة.
وحضر حفل الختام إلى جانب سموهما الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب صاحب السمو الحاكم، وعبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام، ومحمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وأحمد بو رحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، وإسماعيل عبدالله أمين عام الهيئة العربية للمسرح، وضيوف أيام الشارقة المسرحية ورؤساء مجالس إدارة الفرق المسرحية داخل الدولة اضافة إلى الفنانين والنقاد وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
واستهل الحفل بعرض فيلم تسجيلي رصد تجهيزات الدورة الخامسة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، وما رافقها من فعاليات وورش وندوات ثقافية وفنية وأبرز الأعمال المشاركة في هذه الدورة، وتأتي الدورة 25 استكمالاً لجهود إمارة الشارقة في دعم مسيرة الإبداع المسرحي والإسهام في نشر ثقافة المسرح والتعريف به.
عروض مسرحية
من جهة أخرى عرضت، أول من أمس، بقصر الثقافة بالشارقة على هامش أيام الشارقة المسرحية المسرحيات القصيرة »محاكمة جان دارك« و»رجال تحت الأرض«، وقدم المسرحية المخرج رامي مجدي وهي اقتباس من نص برتولد برخت، والتي حصلت على جائزة أفضل إخراج مسرحي بمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة السابق، وأبدع الهواة الممثلون في أداء أدوارهم مما أضاف جمالية وتشويقاً، أما عرض »رجال تحت الأرض« للمخرج مهند كريم وتأليف جماعي لطلاب جامعة الشارقة، فحصل مسبقاً على الجائزة الكبرى بمهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة.

7 إصدارات تحتفي بفنون المسرح
تزامناً مع أيام الشارقة المسرحية في دورتها 25، أصدرت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 7 عناوين جديدة في هذا المجال، تتنوع موضوعات هذه الكتب متناولة أكثر من جانب في فنون المسرح، وجاء الكتاب الأول حول جائزة الشارقة للتأليف المسرحي 2014 الذي احتوى على النصوص المسرحية الفائزة بالجائزة. أما العناوين الأخرى فتضمنت دراسات مسرحية، والكتاب الأول حمل عنوان »العنف والفوضى المنظمة« للدكتور فاضل سوداني الذي تحدث فيه عن مسرح شكسبير.
والعنوان الثاني »المونتاج السينمائي في العرض المسرحي« للدكتور عباس عبد الغني، أما الكتاب الثالث فقد حمل عنوان »أوراق مسرحية« للكاتب نجيب عبدالله الشامسي.
وجاء الكتاب الرابع بعنوان المسرح المدرسي للدكتور عبدالإله عبدالقادر الذي اتخذ من دولة الإمارات نموذجاً لدراسته المسرحية وتحدث فيه عن البعد التاريخي للمسرح المدرسي في الإمارات وأهميته، والعنوان الخامس »نص الخشية« للكاتب أحمد الماجد وتحدث فيه عن النص المسرحي بشكل عام كعنصر ثابت، ومن الإصدارات أيضاً كتاب »خذ الأرض« وهو عبارة عن نصوص مسرحية للكاتب صالح كرامة. وتهدف هذه الإصدارات التي تلقى اقبالاً من المسرحيين والعرب إلى توفير رؤى نظرية بما يحقق الفائدة للمسرحيين.

توصيات
الدكتورة صوفي عباس رئيس لجنة التحكيم أوردت ملاحظات اللجنة حول الأعمال المشاركة في الدورة 25، وتلخصت في ارتقاء المستوى الفني والابداعي في معظم العروض المشاركة في المسابقة من حيث الشكل والمضمون، مما يؤكد دور المسرح في الدولة وفي اخراج جيل مسرحي متمكن.
ولخصت اللجنة من خلال تقريرها جملة من التوصيات التي من شأنها تطوير العمل المسرحي في الدورات القادمة من المهرجان ومن هذه التوصيات: زيادة برامج التدريب لإعداد الممثل في الفرق المسرحية في داخل دولة الإمارات وخارجها، وعقد ورش تدريب في مجال هندسة العرض المسرحي، عقد ورش للكتابة المسرحية تركز على نص العرض بالدرجة الأولى وإعادة النظر في لغة العرض المنطوقة بوصفها مفردة دالة تختزل ولا تفسر.

المصدر: 
    الشارقة - غسان خروب ووفاء السويدي
    البيان

الأربعاء، 25 مارس 2015

عرض مسرحية " سكيزوفرن " بمناسبة يوم المسرح العالمي

مدونة مجلة الفنون المسرحية


احتفاءا باليوم العالمي للمسرح
يسر الفرقة الحرة للتمثيل ان تقدم
مسرحية سكيزوفرنك
من تأليف واخراج حسين العبادي
تعرض على قاعة مسرح قصر الثقافة والفنون - كربلاء المقدسة
يوم السبت الموافق ٢٨ / آذار / ٢٠١٥
والدعوة عامة للجميع

"الاغتصاب" لسعدالله ونوس: نحن مناضلون ولسنا قتلة

مجلة الفنون المسرحية

"الاغتصاب" لسعدالله ونوس: نحن مناضلون ولسنا قتلة

محمد أشرف نذر

ما أن بدأت مسرحية "الاغتصاب"، حتّى شعر الحضور بأن المشاهد التمثيلية التي يرونها ليست سوى محاكاة لواقع مرير يجب أن يصل للجميع، فيبدأ التمرد الفردي الذي يراه الكاتب المسرحي السوري الراحل سعد الله ونّوس الوسيلة الأنسب للانتقال الى الوعي الجماعي. لعلّ الفارق الوحيد، رغم احتراف الممثلين، هو أنّ الألم الكبير الذي ظهر على خشبة المسرح يبقى ضئيلاً في مقارنته بألم الفلسطينيين.

وقد استوحى ونوس، وهو مؤسس المسرح العالي في دمشق، موضوع مسرحيته من مسرحية للكاتب المسرحي الإسباني أنطونيو بويرو باييخو بعنوان "الحياة المزدوجة للطبيب فالمي" في العام 1989. قام ونوس بنقل هذه الحكاية لتصوّر الضفة الغربية في زمن الانتفاضة الفلسطينية الأولى حين نزل مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى الشوارع للاحتجاج على الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى احتجاز وتعذيب وقتل ما يزيد عن ألف فلسطيني، إلى ان وقّعت معاهدة أوسلو في العام 1993. النص المسرحي الذي يعالج اشكالية الصراع العربي الاسرائيلي، من منظور ثقافي، أستعيد هذه المرة من قبل المخرجة سحر عساف، حيث عرضت المسرحية، أمس، على مسرح "أيروين" في "الجامعة اللبنانية الأميركية"، لتستمر العروض إلى 28 من الشهر الجاري. على ان هذه المسرحية حصيلة تعاون بين مسرحيين محترفين وطلاب مشاركين في ورشة عمل عن الانتاج المسرحي في "الجامعة الأميركية" في بيروت.

سلاسة الانتقال من مشهد الى آخر عبّدت الطريق أمام فهم واقع وجود قصتين لعائلتين تعيش كل منهما واقعاً مجتمعياً مختلفاً. الأول لعائلة دلال الفلسطينية، وهي الضحية، والآخر لعائلة اسحق الاسرائيلي، العسكري. تربط الأحداث بين الأسرتين حين يعترف اسحق للدكتور النفسي منحون بأنّه اعتدى على دلال واغتصبها بوحشية أمام زوجها المعتقل للضغط عليه. منحون الاسرائيلي المعادي لنهج الصهيونية أراده ونّوس أن يكون ركناً أساسياً في المسرحية من خلال ظهوره المتكرّر، ليظهر التضعضع الداخلي والجدل الكبير الذي يعيشه الاسرائيليون في انقسامهم بين معتدل ومتطرف لتحقيق "وعد الله". الوعد المنصوص عليه في التاريخ الديني المزيف بات نزعة امبريالية بحتة تسعى للاستيلاء على الجيل الجديد وتطويعه لتحقيق أهداف التوسع والعدوان في نظر "اسحق"، وهذا ما أفقده الحس الانساني تجاه الآخر في البداية، وأدى، في النهاية، الى مقتله على يد زملائه. 

"اذا سلخت جلد شجر الزيتون، سترى عرق اجدادي يسري فيه، من عكا لحيفا وصولاً الى الجليل لكل حبة تراب على أرض فلسطين". يستشهد زوج دلال بعد هذه الكلمات، نتيجة التعذيب في المعتقل، فالاسرائيليون وصفوا العرب بالقردة التي لن تجد محامين دوليين يدافعون عنها. ثم تظهر امرأة حكيمة وأخت شهيد، لتصوّب مسار دلال التي أرادت تحقيق انتقام شخصي بقولها "الأرض لا تتسع لنا ولهم، الأرض أضيق من القبر إذا لم يزولوا، إما نحن وإما هم". فقالت لها المرأة: "نحن مناضلون ولسنا قتلة، وقضية الشهيد لفلسطين وليست لك وحدك". دلال بعدما تعرضت له، أرادت الالتحاق بالمقاومة لتتخلص من رائحة مغتصبيها، التي لا يطهرها، في نظرها، غير الاستشهاد والتناثر ذرات على أرض الوطن.



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption