أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في المغرب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في المغرب. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

تتويجا لأربعين سنة من إبداع الثنائي الدكتور عبد الكريم برشيد والأستاذ عبد المجيد فنيش

مجلة الفنون المسرحية


تتويجا لأربعين سنة من إبداع الثنائي الدكتور عبد الكريم برشيد والأستاذ عبد المجيد فنيش

في إطار الملتقى الدولي لفنون المسرح لبني ملال المنظم من طرف المركز الثقافي بني ملال تحت إشراف المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة من  15 إلى 17 دجنبر 2022  قدمت فرقة الأوركيد يوم 17 دجنبر 2022 على الساعة السابعة مساء عملها المسرحي "يا مسافر وحدك" لأول مرة على خشبة دار الثقافة ببني ملال. 

يا مسافر وحدك هي آخر إبداعات فرقة الأوركيد بدعم من مسرح محمد الخامس وبتعاون مع دار الشباب المغرب العربي بني ملال، وهو تتويج لأربعين سنة من إبداع الثنائي الدكتور عبد الكريم برشيد والأستاذ عبد المجيد فنيش.

والمسرحية على مستوى الكتابة هي آخر إنتاجات رائد الاحتفالية المغربية الدكتور عبد الكريم برشيد، ومن إعداد وإخراج الأستاذ عبد المجيد فنيش، وتشخيص نبيل البوستاوي وحميد الحو وصباح واسع الدين وشيماء خويي وأمين الركراكي وعادل العلام وغناء وعزف  كل من أنس عادري ومحمد أمين الركراكي، وتقنيات الصوت والاضاءة لكل من سفيان الدياني وصلاح الدين الحقاوي، والمحافظة العامة لعبد الرحيم منصور وأيوب خويي وسعد الحسين، وسينوغرافيا ذ عبد المجيد فنيش والفنانة صباح لزعر، وإدارة العمل للمدير الثقافي مروان حسين، أما توثيق العمل فهو من توقيع الفوتوغراف عثمان برج ورضوان أَگْنَگَاي.

ويعالج العمل ثيمة الحياة والموت وتخبطات الإنسان بين هواجس الرحلة وتقلبات الأحاسيس والبحث عن الفرح والسعادة من خلال فكرة السفر التي تتلبس فستان الاحتفال والغناء والرقص بمحطة سفر مجهولة قد يكون لها اسم وقد لا يكون.. وعندما يلتقي حسب الكاتب القدير الدكتور عبد الكريم برشيد يحيى، شمس الدين التبريزي القادم من أقصى الشرق مع الفاتنة حياة، الجنية القادمة من أقصى الغرب وعندما يصبح العمر رحلة في قطار، ويكون اللقاء صدفة والرحيل صدفة أيضا، ويكون كل واحد ملزما بأن يسافر وحده، وبوجود صاحب الكتاب وشخصيات أخرى عند ذلك نكون أمام احتفالية مسرحية. ويحاول العمل كذلك بمختلف تصوراته كتابة وإخراجا وتشخيصا وبمختلف لغات التعبير المسرحي أن يتطرق مستلهما توقف الرحلات في فترة الحجر الصحي، لسخرية القدر وتربص سلطته القاهرة بالإنسان على حين غفلة من أحلامه وعبثه.











عن إدارة الأوركيد

للتواصل : troupe.orchid@gmail.com


الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

ميلاد مجلة "مسرح" المغربية بالعربية والفرنسية والإنجليزية

مجلة الفنون المسرحية 

السبت، 8 أكتوبر 2022

الجيش العرمرم والطيب الصديقي!!

مجلة الفنون المسرحية
الفنان المرحوم الطيب الصديقي


الجيش العرمرم والطيب الصديقي!!

نجيب طلال : ناقد ومسرحي – المغرب

عتبة بقشيشيَّة:
مبدئيا هنا نثير تنبيه الغافلين، بأن العنوان ليست له علاقة بكتاب المؤرخ والأديب :محمد بن أحمد أكنسوس؛ ولكن اقتبسنا ( الجيش العرمرم) باعتبار أن الفنان / المبدع: الطيب الصديقي كان حوله جيش من الفنانين؛ وجيش من المسرحيين والمريدين؛ وجيش ممن كان يحاول مجالسته واستدراجه لحوار (صحفي/ بحثي) وإن كان رحمه الله ؛ يكره ذلك، ويكره التجمعات ؛ ويكره الرياء والنفاق !! فـطبعه انعِـزالي إلى حَـد (ما) وإن كان في وقت مضى صرح بأن: أصدقائي كثيرون، فنانون وصحافيون وموسيقيون ورجال مسرح، ولي أصدقاء يعملون في الخطوط الجوية الملكية، إلا أن الصديق الذي لا يفارقني هو الممثل مصطفى سلمات فهو رفيق الدرب (…. ) لم أعُـد أغادر المنزل إلا للضرورة، وحتى في السابق لم أكن من الناس الذين يقضون حياتهم في المقاهي… (1) وفي نفس سياق العلائق، كان يفضل أن يعيش مع الأموات حسب قـَوله: ككل الناس، أغلب أصدقائي من الأموات لا الأحياء. وقـد أذكرمِـن بين أصدقائي الجاحظ، ومجموعة من المسرحيين الإغريق. وقلة من الأحياء (؛؛؛) طبعا، لم أشر إلى كل الأسماء؛ وذلك لأن الأسماء ليست هي الكتب. لو أشرت إلى كتبي المفضلة لذكرت مذكرات دو كول، وكتابات مالرو، وخاصة كتاباته حول الفن، والتي أعتبرها مدهشة. كما يمكن أن أشير إلى كتابات أبو لينير. ولن أنسى، بالطبع، “ألف ليلة وليلة”؛ فهي من الروائع، بالرغم من أن العرب يحتقرونها (2). فـذاك الجيش بغض النظر عن نواياه أمام وفاته، فلقد أطنب في مناقبه وخصاله ، وأمسى العديد من الفنانين والمسرحيين والأدباء والشعـراء يرددون عبر هواتفهم و صفحاتهم ومواقعهم التواصلية؛ ترنيمات حزينة؛ ولكنها عجيبة وغريبة؛ تحتاج وتحتاج بكل صدق إلى تحليل عميق وقراءة رصينة سيميائيا وتداوليا وبسيكولوجيا( مثل)[ فقدنا أسد الخشبة/ بلغني للتو نبأ وفاة الفنان الكبير الطيب الصديقي/ نزل الخبر علي كالصاعقة/ عزاؤنا واحد في من صنع وعينا الفني والإبداعي/ عـزائي للمسرح المغربي إثر فقدانه لركيزته الأساسية / عشت ليلة بيضاء بعد سماع خبر وفاته/ أخبرني الأصدقاء هاتفيا بوفاة رائد المسرح؛ فارتبكت من شدة الفاجعة /انهمرت دموع حارقة من عيني بعد إعلان خبر وفاته/ عزاؤنا واحد في وفاة عميد المسرح المغربي/ بكل أسى فقدت فنانا مثقفا وفنانا مسرحيا بحق/ نبأ وفاة الفنان الكبير الطيب الصديقي، نبأ جد محزن لا يمكن بسهوله استيعابه / ولقد أصبحت يتيما بعد فراقه/ ولقد أصبحنا يتامى بعد موته /…/ (3) فما أشرت إليه؛ مدون في الصحف والمواقع إما مقالات أو حوارات أو تصريحات أو تدويانات في التوتير/ الفايس بوك؛ فاعتبره البعض سُـبة ومزايدة ضد حقائق التاريخ؛ وبأننا نخرف أونمارس الكتابة المنفلتة من عـقالها، حتى أن بعضهم كان لبقـا، وأكد لنا بأن الفنان الصديقي سيظل حاضرا بيننا كتابة وإبداعا ؟ وتلافيا لإحراج من سفه مقالتنا في الكواليس؛ إما شفويا أو عبر تعليقات في( الفايس بوك) بعدما نشرنا المقالة ؛ وفي سياقها كان جزء من غطاء الحقيقة وارداً ومدوناً، بأنه برحيل المبدع الرائد والفنان الشامخ – الطيب الصديـقـي؛ سينتهي ذكره: …فرغم إبراز صورته التي تجسد ضعف الإنسان أمام دنو النهاية من لدن الفنانة – زيطان – بعد زيارتها له؛ والاطمئنان على حالته الصحية؛ ولقد قامت بإشارة قوية ومبطنة: تشير فيها أن رائدنا يحتاج لسند معنوي؛ سند الأحبة […] فقليل في الأقلية التي زارته وآزرته ؛ ولنكن أكثر مكاشفة، ففي السنوات الأخيرة تم تهميشه علائقيا ونسيانه إعلاميا ؛ مما انمحت معالم ذكرياته وصورته المعتادة في عيون الناس؛ التي أسس على إثرها مسرحا باسم مسرح الناس [ !!!] (4)
سؤال النِّهاية
هاهي السنوات مرت؛ لتكشف لنا ما كان يخفيه السؤال: بعد نهاية الطيب الصديقي هل سيظل رائدا؟ لم يعد/ يبقى: رائدا بيننا، بل أمسى يمحى من الذاكرة/ التاريخ (ك) عبد الصمد الكنفاوي/ عبد الصمد دينية/ ثريا حسن/ الطاهر واعزيز/ محمد مسكين/ الطيب العلج/ سعيد عفيفي/ زكي العلوي/…./ فرغم انوجاد مؤسسة (الطيب الصديقي للثقافة والإبداع) التي يشرف عليها ابنه “بـكـر الصديقي” والتي تأسست سنة 2008 لتبقى الذاكرة الفنية للفقيد حاضرة على مَـر السنين ؛ من خلال الاهتمام بتوثيق ما خلفه ، عبر مساره الحافل والغني بإنتاجاته الإبداعية وأعمال مكتوبة ومؤلفات وحوارات لفنان متعَـدد الاهتمامات [مسرحي/ سينمائي/ خطاط /كاتب / تشكيلي] طبع الذاكرة الوطنية والدولية بعطاءاته المتميزة ، وفي نفس الوقت للمساهمة في نشر الممارسة المسرحية عبر توفير التأطير والتكوين والمواكبة. وتخصيص صفحة خاصة على موقع “يوتوب” للراغبين في مشاهدة أعماله المسرحية. كل هذا جميل؛ وإن كانت المؤسسة لم تحقق ما يراودها؛ وهذا يعتمد على ذاك [ الجيش العرمرم] للقبض على شعاع الوجدان الإنساني، والذي ( كان ) يتباكى إما رمزيا أو معنويا على فقدانه ؛ بحيث “الراحل” أشار إليها في إحدى الحوارات:… أنا لا أتحدث عن المسرح المغربي ولا عن المسرح العربي؛ ذلك أني لا أتحدث إلا عما أريد إنجازه، عما يشغلني. ثم إن رجل المسرح ليس هو المؤهل لتقييم أعمال الآخرين؛ فهناك الجمهور، وهناك النقاد… وأنا كرجل هاو للمسرح…(5) هنا فالرسالة موجهة لمن يتفلسف ويتمَعـْلم في الميدان، ويهرول نحو منصات/ موائد (الخليج ) وبالتالي فأين جمعية النقاد المسرح المغربي؟ وأين علماء ومهندسو اللامسرح في التمسرح ؛ أولئك الذين يُهجِّـنونَ المفاهيم والمصطلحات الغربية لإقحامها قسرا في فضاء مسرحي (بئيس)؟ فأين الذين أنجزوا حوارات وأطروحات على مسرح الصديقي؟ أليس الأوان لإعادة النظر تحليلا وتفسيرا وقراءات لكل منجزاته، وذلك في خضم تنابذ العالم وعولمته، للرفع من رمزيته وحضوره بيننا .إسوة برمزية بعض النماذج: (ك)(موليير/ فرنسا) – (شكسبير/ بريطانيا ) – (جوست فان دي فونديل/هولندا)- (وول سوينكا/ نيجيريا)- (بريشت /ألمانيا) – (فرانزكافكا /تشيك)- (أثول فـوغارد / جنوب إفريقيا)- (سيرفانتس/إسبانيا)- ( ماك فريش/ السويد).
الجيش العـرمرم:
إذن، فالإشكالية الرهيبة، أننا نحطم رموزنا؛ بأيدينا والذين هُـم فعلا رموز حقيقة وحقيقيا ;وليسوا مصنوعين من لدن الأحزاب؛ زمن الأحزاب ! أو من دهاليز السلطة أو كواليس النقابة زمن النقابة ! لأن الأمر مرتبط ب(الأنا ) ونرجسية الذات ( المريضة) ومن زاوية أخرى؛ مرتبط بالشحْـن الإيديولوجي الذي كنا عليه زمن سُـوربَـرلين الذي سقط ! وزمن الإتحاد السوفياتي الذي تفكك وتفتت بظهور (البيرسترويكا ) !وبناء على تمظهر ملفات وقضايا وانكشاف البنية الذهنية للمسرحيين؛ بعْـد إعلان (%1) وما بعْـدها من مقالب وتقلبات؛ فلا محيد من إعادة النـَّظركما أشرت لكل منجزاته الفنية والإبداعية ، لكي يظل رائدا حقيقة في حفريات التاريخ باعتبار: أن كل ما أنجزه الصديقي من إبداعات لا توجد وراءه شخصيا. كما لا توجد في ماضي المسرح المغربي بفعل التقادم. بل هي أمامه، لأنها ستظل حديثة بطابعها ألاستباقي، وبقدرتها على تحدي الزمن لأنها كانت دائما قادمة إلينا من منطقة الاستشراف (6) وفي سياق هـذا فالنبش في تاريخية الطيب الصديقي وتحليل أعماله وتفكيكها بمناهج ورؤى المستجدات والمتغيرات الثقافية / السياسية .لأنه يستحق الاهتمام في كل لحظة؛ لأن استحضاره جَـدليا استحضار، لكل تفاصيل وتمرحلات المشهد المسرحي المغـربي، وكـذا بحكم أنه نموذج للمبدع الشامل والفنان المتشعب ثقافيا ؛ وتدقيقا للعبارات ، شئنا أم أبينا فهُـو مؤسسة فنية مستقلة بذاتها. فاستنهاضها سيحقق بترا وقطيعة إجرائية، ما في السجل التاريخي المملوء بمعـسول الأقوال والمقولات والأفكار النيرة؛ والمشاريع المتميزة؛ دون فعل ملموس ولو نسبيا بعْـد رحيله لكي : يُمكن للصديقي أن يخلد في نومته، فما قـَدمه للساحة الثقافية المغربية والعربية لا نظير له. ولا شك أن موته، إذا تنازل القوم عن الحجاب الذي ظل يحكم تصورهم لمعاصريهم، أن يكتبوا الشيء الكثير عن تجربته المسرحية، ولاسيما ممن عايشوا معه تلك التجربة، وعرفوها عن كثب. إن تجربته الفنية والثقافية من الغنى والتنوع ما يجعل تضافر الكتابات عنها يؤتي ثمارا مهمة للتعريف والتطوير، إذا وجهت تلك الكتابات إلى المستقبل، في ضوء الأفكار والمشاريع التي ظل الصديقي يحلم بها (7) بحيث أسمى مدخل لمناقشة ما تركه من أعمال مسرحية ؛ أي خيط سياسي يحركها؟ فلا محالة ستساهم في إضاءة جوانب ما تزال مضببة وغامضة في أعماله المسرحية ، من عِـدة زوايا سواء /السياسية /الفكرية /التاريخية /التراثية / الجمالية / الإيديولوجية . هذا إذا حاولنا وضعه في موضع بدايته العمالية ؛ انطلاقا من الفترة 1957 التي كان “سعيد الصديقي” يشغل منصب مدير ديوان رئيس الحكومة “عبد الله إبراهيم” وتقرر أن يتم تأسيس مسرح عمالي تابع لاتحاد المغربي للشغل ( آنذاك، ولقد استطاع (الفقيد) بموهبته وقدراته تحقيق تفاعل حقيقي لمفهوم المسرح العمالي؛ والذي لم يتطور فيما بعد لأسباب سياسية؛ وحضور قوى السلطة في نسف المشروع ؛ بدء من منع مسرحية (مدينة النحاس) وتمرد الطيب الصديقي على الأوضاع السياسية؛ وانخراطه في عوالم اللامعقول وتيار العَـبت؛ بعْـد انسداد الأفق وتضييع الأمل المعقود(8) وفي سياق ما تم تقديمه من أعمال رائعة في فرقة المسرح العمالي؛ يصرح الصديقي بقول يحتاج لمسوغات تحليلية؛ تفجر مكنون ما كان في كواليس الفرقة وارتباطها /اصطدامها بالسلطة الحاكمة؛ لأن منع المسرحية يَكـمُن في تيمتها (صراع) بين البورجوازية / البروليتاريا : لكنني لم أعتمد أبدا، على مسرح المطالب [السياسية] فقد كـنتُ أرفض أن أساير الفترة والسائد. واعتبر رأيي يومها، مشينا. أما الآن، فقد اقتنع الناس بذلك، وفهموه نظرا للتغييرات التي عرفها العالم. كان رأيي ولا يزال هو التالي: إن المناضل الحقيقي، إذا كان رجل مسرح، فالمطلوب منه هو أن يكتب مسرحا جيدا. والمطلوب من الشاعر أن يكتب شعرا جيدا، وهو ما يبقى في نهاية المطاف… (9) هنا كيف يمكن فهم تفكير ورؤية “الصديقي” للعالم؟ إلا بالانغماس في أعماله المتاحة الآن؛ وإعادة النظر في منجزه ومعطياتها . فتركيزه على [البساط] هل هو ترفيه حقيقة، أم سياسي مبطن بالترفيه؟ فمسرحية [جنان الشيبة](مثلا) تفرض طرح هـذا السؤال. ومن خلاله مامدى العلائق الروحية والإبداعية التي تربطه بالراحل الجسور” الطيب العلج” ولا ننسى مسرحية ‘(الأكباش يتمرنون)’ لماذا منعتْ؟
إضاءة همدانـيَّـة:
إذن ، فالبعْـد الأسمى من هاته المقالة ؛ محاولة تحريك الهمم؛ إن بقيت! لإبقاء رمزية الصديقي/ العلج/ عفيفي/…/ حاضرة ليس كصنم للتمسح به أو تقديسه كمقدس، لأنه بالتأكيد انتهى عصر صناعة الأصنام وعبادتها وتقديسها وتبعيتها بل انوجادها فقط استشعارا بقوة الشخصية المغربية؛ بعْـد إعادة النظر في عدة معطيات مغلوطة في حقه وحق غيره ، فعَـلى سبيل الذكر(لقد) اتهم “جورج أورويل” الروائي/ الصحافي [بريطانيا] بأنه مخبر ورجعي ووَاشِي في الخفاء؟ لكن بعْـد عدة دراسات وتحليلات تبث العكس؛ والأمثلة متعددة (ك) أوسكار وايلد ( ايرلاندي) الذي اتهم بالمثلية وسجن على إثرها، وبودلير/ أندريه بروتون/ باسكال/جاك روسو/ نيتشه/ سقراط/ هارولد بينتر…/ ولكن تم اكتشاف عبقريتهم وعطائهم بناء على محاولاتٍ عَـديدة لإعادة تقييم ومراجعة تراثهم الفكري/ الأدبيّ على ضوء التناقضات بين محتوى منجزاتهم ومعتقداتهم . فكانوا من صناع التاريخ الإنساني، وبالتالي الفنان” الطيب الصديقي” بدوره من صناع التاريخ الإنساني فمنجزات تحتاج لقراءة مغايرة؛ فالحملة المسعورة التي أقيمت ضد ه إثر زيارته لإسرائيل ، فماذا يمكن أن يقال ( الآن) أمام التطبيع الذي أمسى أمرا “واقعا” ؟ واكتسح وتوطَّـن في العديد من الأقطار العربية (؟؟) وإن برر” رحمه الله” قبل كل هذا أنه : كانت أول زيارة لي إلى إسرائيل بعد اتفاقية أوسلو، وقد كانت بدعوة من ياسر عرفات الذي طلب من مجموعة من الكتاب والشعراء والتشكيليين العرب القيام بهذه الزيارة في إطار الدعوة إلى التطبيع (….) ولم يسبق لي أن مثلت في إسرائيل ولا ألقيت محاضرة عن المسرح هناك، إنها مجرد زيارة (10) والذي يستطيع أن يفكـك ما بين مضمر الخطاب والإختيارللإمتاع والمؤانسة (يركز على تاريخ الدولة العباسية إبان عهد البويهيين) سيستشف أنه ضد (التطبيع) بالمنظور الذي كان يتحرك في 1983؟ وبالتالي فلم يطرح أحد سؤالا ممن تناول “الصديقي” دراسة / حوارا لماذا ؟ ولماذا لم يكن متهافتا على الجوائز؟ ولم يفكر فيها ؟ ولماذا لم ينخرط في اتحاد كتاب المغرب قبل اندحاره؟ ولماذا لم ينخرط في تأسيس النقابات الفنية/ المهنية ؟ هل كان ضد التنظيمات ومتمرد عليها، أم عوالم الإبداع كانت تعفيه من التفكير في ذلك؟ ولكن تلك الأسئلة مفاتيح إجابتها في فرجة (البساط) بالتحديد. مقابل هذا ؛ إذا قمنا بتحليل قوله التالي: فأنا لست متعصبا لانتماء سياسي معين لأني احترم الرأي الآخر، نوع واحد من البشر لا أتحمله هو المتطرف أو المتزمت لأني من الناس الذين يؤمنون بالحوار عملا بمقولة فولتير: «لست متفقا معك ولكني مستعد للموت من أجل أن تتمكن من التعبير عن رأيك» غير انه للأسف لم نصل بعد إلى هذا المستوى، فنحن نعمل بمقولة « إذا لم تكن متفقا معي نخلي دار بوك»، وقنواتنا التلفزيونية تكشف عن ذلك وجرائدنا أيضا تحولت الى منابر لقذف وشتم الآخرين(11) فهل ياترى سيتحرك الجـيش العَـرمرم ؛ ليبقى المبدع الفـذ” الطيب الصديقي” رائدا حقيقة ؟ ورمزا من رموز الحركة المسرحية المغربية بدون منازع ؟
الاستئناس
1) الطيب الصديقي أشهر مسرحي مغربي: قطعت علاقتي بشيمعون بيريز: حاورته – لطيفة العروسني ( الرباط) صحيفة الشرق الأوسط – ع/ 8620 – في 05/07/2002
2) مكاشفة مع الطيب الصديقي: أدار الحوار: عبد العزيز جدير- نقلته مجلة الفرجة عن أكاديميا – في23 /05/2016
3) انظر: بعد نهاية الطيب هل سيظل رائدا ؟؟ لنجيب طلال – الحوار المتمدن-العدد: 5071 – في 10/02/2016
4) نفـســه
5) مكاشفة مع الطيب الصديقي: أدار الحوار: عبد العزيز جدير
6) ما أنجزه الطيب الصديقي من إبداعات لا توجد وراءه شخصيا بل هي أمامه- لمحمد بهجاجي صحيفة أنفــاس في07/02/ 2016
7) الطيب الصديقي: مدرسة ثقافية لسعيد يقطين مجلة الكلمة ( مواجهات / شهادات )عدد 107 / مارس 2016
8) انظر: بعد نهاية الطيب هل سيظل رائدا ؟؟ لنجيب طلال –
9) مكاشفة مع الطيب الصديقي
10) الطيب الصديقي أشهر مسرحي مغـربي: قطعت علاقتي بشيمعون بيريز- صحيفة الشرق الأوسط –
11) نـــفـــســـه

السبت، 23 يوليو 2022

فتح باب الترشيح لنيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2021 صنف الفيلم الأمازيغي والمسرح

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب الترشيح لنيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2021 صنف الفيلم الأمازيغي والمسرح


فتح باب الترشيح لنيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية لسنة 2021 صنف الفيلم الأمازيغي والمسرح
تنظيم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، المرتقب ما بين 07 و11 شتنبر 2022 بالدار البيضاء

أعلنت جمعية بمهرجان "إسني ن ورغ" الدولي للفيلم الأمازيغي إلى المنتجين والمخرجين وصناع الفيلم المغربي، عن تنظيم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية برسم سنة 2021 صنف الفيلم الأمازيغي، والتي ستضم كل من الفيلم الروائي والوثائقي، بنوعيهما القصير والطويل، وكذا أفلام الفيديو. 
وتندرج هذه المسابقة في إطار الجوائز الثقافية التي يمنحها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية للمبدعين في مجالات الثقافة والفن والإعلام والأدب احتفاء بذكرى خطاب أجدير. 
يتكون ملف المشاركة من وثائق ورقية تتمثل في طلب المشاركة، موجه إلى لعميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وملخص الفيلم وصورة شمسية للمخرج وسيرة ذاتية للمخرج ونسخة من بطاقة التعريف الوطنية، إلى جانب نسخ للعمل العمل المقترح على شكل قرص "بلو راي" أو "دي في دي"، وإرسال ملفات الترشيح والوثائق المطلوبة في نسختين، النسخة الورقية، ل صندوق البريد 20724 شارع مولاي عبد الله المدينة الجديدة أكادير80000، بينما النسخة الأخرى فترسل عبر البريد الإلكتروني للمهرجان، Festivalissninourgh@gmail.com وهو كالتالي:
وبالنسبة لصنف المسرح، فقد أعلنت جمعية "فضاء تافوكت" للإبداع، كذلك عن تنظيم الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية، المرتقب ما بين 07 و11 شتنبر 2022 بالدار البيضاء. 
ووجه المنظمون، إلى الفرق المسرحية الوطنية العاملة في مجال المسرح الأمازيغي والراغبة في الترشح للمباراة الخاصة بنيل الجائزة المذكورة نداء أن تتقدم بملف ترشحها طبقا لشروط ومقتضيات الترشح لجائزة الثقافة الأمازيغية، ويتكون الملف من الوثائق التالية (ستوجه الأظرف التي سيتم استقبالها مغلقة إلى اللجنة التي عينها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية). 
ويتضمن طلب المشاركة موقع من قبل رئيس الجمعية وموجه للسيد عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية التالي: 
- نسخة من القانون الأساسي للجمعية مصادق عليها.
- نسخة من محضر آخر جمع عام للجمعية مصادق عليها. 
- نسخة من وصل الايداع النهائي مصادق عليها.
- نسخة من بطاقة التعريف الوطنية لرئيس الجمعية مصادق عليها.
- نسخة من لائحة أعضاء مكتب الجمعية مصادق عليها. 
- التقريرين الأدبي والمالي لسنة 2021 .
- الملف الفني والتقني للعمل المسرحي المترشح به لمباراة نيل الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية برسم نسخة 2021 صنف المسرح – جهة الجنوب. 
- ستة نسخ من العمل المسرحي المشارك في المباراة محملة على أقراص مضغوطة.
 
----------------------------------
المصدر : anfaspress

الأربعاء، 20 يوليو 2022

الجوهرة تعرض " لجرعة لخرة" بعاصمة الشموع سلا، و هذه هي التفاصيل

مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 2 يونيو 2022

مسرح تافوكت في جولة مسرحية وفنية كبرى بأوروبا وإفريقيا

مجلة الفنون المسرحية


مسرح تافوكت في جولة مسرحية وفنية كبرى بأوروبا وإفريقيا
نسرين الناجي _  390

بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج – قطاع المغاربة المقيمين بالخارج، يقوم فضاء تافوكت للإبداع بجولة بكل من إسبانيا، فرنسا وإيطاليا ودول أوروبية أخرى خلال شهر يونيو 2022 لينتقل بعد ذلك إلى السنغال.

وسيكون للجالية المغربية موعد مع عروض مسرحية "أفرزيز" التي أنجزت في إطار دعم توطين وزارة الثقافة المغربية للفرق المسرحية، وبشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وبالموازاة مع ذلك، سيقدم مسرح تافوكت عروضا لفائدة أطفال مغاربة العالم من خلال الأوبريت الغنائية أركانة Argana Opérette متبوعة بلقاءات مع الأطفال، علاوة على تقديم مجموعة من الحفلات الموسيقية المتنوعة، كما عمل فضاء تافوكت للإبداع في إطار الأعمال الاجتماعية على برمجة مسرحية وموسيقية خاصة لفائدة النزلاء المغاربة بمركز سجن بونينت لالييدا بمنطقة كتالونيا الإسبانية.

وبهذا، سيكون للجمهور لقاء مع فناني وعروض وحفلات مسرح تافوكت بإسبانيا يوم 03 يونيو 2022 بالمركز الثقافي لمدينة إلفندريل، ويوم 04 يونيو 2022 بالمركز الثقافي لمدينة تاراغونا، ويوم 05 يونيو بالمركز الثقافي لمدينة لالييدا، ويوم 07 يونيو بمسرح سجن بونينت لالييدا، ثم بفرنسا يومي السبت 11 والأحد 12 يونيو بالعاصمة باريس، ويوم السبت 18 يونيو بمدينة ستراسبورغ، ويوم الأحد 19 يونيو بمدينة نانسي، وبإيطاليا يوم الجمعة 24 يونيو بمدينة فيرونا، ويوم السبت 25 يونيو بمدينة بادوفا، والأحد 26 يونيو بمدينة بولونيا، كما سيتخلل البرنامج عروض أخرى بكل من لوكسمبورغ وبلجيكا وألمانيا وسويسرا في طور البرمجة مع مجموعة من الشركاء.

الأربعاء، 25 مايو 2022

أي دعامة لمسرح الشباب في مهرجانه ؟

مجلة الفنون المسرحية


أي دعامة لمسرح الشباب في مهرجانه ؟ 

 نـجيب طـلال

مــشــهــد عــام : 
[ المهرجان الوطني الآول لمسرح الشباب] الذي نظم بالرباط: تحت شعار((الشباب دعامة للنموذج التنموي الجديد)) من عجائب هاته التظاهرة أنها فريدة في المبنى والمعنى  ، وذلك من خلال الأطوار التي جرت فيها التظاهرة وما حملته الملصقات رغم قلتها؛ والكتيب الذي تم توزيعه إلا على المشاركين؛ في غياب كتابة للمهرجان وتنسيقية للإعلام، نقرأ (( المهرجان الوطني لمسرح الشباب الأول ( (؟( الدورة العاشرة) ؟ فقبل الانغماس في شغب تفكيك بعض الملابسات والاختلالات؛ التي فرضتها علينا حرقتنا الإبداعية؛ وهنا لا يهمني صمت الصامتين؛ ولا تصفيقات المداحين؛ ولا حماقة المهرولين ، تلك الهرولة العمياء نحو الإشادة بالتظاهرة. لأن الإشادة والإطناب والنفخ في الحوارات فيما لم يروه ؛ ولم يحضروه ..وراءها ما وراءها( ؟) بحيث الأغلبية ( الآن) انخرطت وانغمست في فتات الموائد . وهاته إشكالية ( أخرى) ؟؟  
طبعا أية إشراقة مضافة في المشهد المسرحي هي قيمة إبداعية للمهووسين باللذة السيزيفية ؛ فلامناص من مباركتها ومساندتها ؛ ولكن على أسس تمظهر أو ملامسة الممارسة الصادقة والداعمة للعطاء المتدفق ؛ إيمانا بالفعل الإنساني والإبداعي الذي هو الأول والأخير؛ لكن الملاحظ قبل التوقيف الإجباري الذي أنجزه الفيروس اللعين ( كوفيد) على الأمة؛ وبعد إزالة الغمة تدريجيا.. لانقرأ عن تلك أوذانك التظاهرة إلا خبر انطلاقتها؛ وفي الناذر الإشادة بأطوارها؛ وبالتالي لم يعُـد الفكر المسرحي الوقاد والقلم السيال يمارس حضوره وقوته ، التحليلية / النقدية . ولو [وصفية أو انطباعية ] لكشف الهنات والسلبيات ؛ لتلافيها للبحث عن بدائل إيجابية وفعالة؛ تزيح الاختلالات التي أمست تتحرك في المشهد المسرحي؛ إبداعا وإنتاجا وتظاهرة  وعلائق؛ بحيث  لا يستقيم أي فعل فني/ إبداعي، نحو الأفضل في حَـده الأدنى،  إلا بفعل مضاد منتج؛ وبعيد كل البعـد عـن الشوفينية أو الهدم أو السلبية؛ فعل ذو قـيّـم إنسانية ؛ صادقة بمواقف عملية / حياتية تبرزفي واقعنا العملي وتُثبتها الأفعال التطبيقية ؛ لا في اللغْـو والأقوال التي تقال شفهيا وما أكثرها ( الآن) في الكواليس !
الـــدورة :
فمن خلال هاته الدورة نكتشف عيانيا  بأننا أصبحنا نعـيش ونمارس ونتقبل اللامنطق ؛ وننخرط فيه إما غباء أو إكراها كيف ذلك ؟ سؤال يفرض سؤالا مضاعفا ؛ مفاده : كيف أصحاب هذا المهرجان وصلوا للدورة العاشرة ؟ وبالعودة للملصقات؛التي تحمل مفارقات وتناقضات ، لأن المقالات غيرموجودة ؛ ربما ((الفتات)) ساهم في الاستكانة والصمت واللامبالاة ، كأن الأقلام جفت وطويت الصحف. فمثلا في ملصق سنة/مارس/ 2017 نقرأ:[بشراكة مع الأكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية لجهة الرباط سلا القنيطرة وبتعاون مع جمعية أبي رقراق ((جائزة محمد الجم للمسرح المدرسي الدورة السادسة / 2017] وفي سنة /مارس/2021نقرأ[المهرجان التاسع لجائزة محمد الجم الدورة الثالثة وطنيا بشراكة مع وزارة التربية الوطنية/ وزارة الثقافة والشباب/ أكاديمية الجهوية لجهة الرباط سلا القنيطرة تحت شعار من أجل مدرسة متجددة ومنصفة ومواطنة ودامجة ] فالملصقين مختلفين في التدرج ففي2017 نجد (الدورة 6)بدون تحديد رقم المهرجان؟ وفي 2021 نجد (الدورة 3)[ وطنيا] بدون تحديد رقم المهرجان(09)هنا لن نناقش هل تم تنظيم المهرجان أم لا : وحالة الطوارئ الصحية ، لازالت سارية المفعول(؟) ولن نناقش الشعار الذي لم يتم التزام به فيما بعد ، لأنه تحول بقدرة قادر ( لمهرجان الشباب)؟  وهذا التحول أفرز لنا ( المهرجان الأول = الدورة العاشرة) فكيف تم احتساب الدورات وتسلسلها؛ هل من (الدورة 6) أو(الدورة 3) ؟ فمن باب المنطق ؛ فإن (الدورة 6) هي جهوية صرفة؛ حسب زعمهم و(الدورة 3) وطنية حسب ما هو متبث في الملصق؛ وبالتالي فهاته التظاهرة التي نناقشها هي وطنية وليست جهوية ؟ لنقبل اللامنطق والقفز على الدورات أو إدماجها بين الجهوي/ الوطني. فكيف ستستقيم هذه المعادلة [1=10] أو[1=10]أي عقل سيتقبلها ؟ حتى على مستوى الرياضي سواء من منظور الدوال أو الجذور أو المتواليات فلا يمكن أن تستقيم ؛ اللهم إن أقحمناها في الكسور( 1/10) باعتبار أن الـكسرفي المجال الرياضيات: هو مفهوم العلاقة النسبية بين جزء من الجسم إلى الجسم كاملاً. فهذا هو المدخل الوحيد الذي سيسهل لنا فهم اللامنطق المحمول في التظاهرة وليس مقارنة العلاقة بين كميات منفصلة. وبالتالي ف[الكسر] يتضمن ( البسط/ المقام) إذن سنقوم بفرضية  التكافؤ ( الكسر/ المسرح) سنجد ( البسط = الضحك/ المقام= التظاهرة) وهنا (أعتذر لعلماء وأساتذة الرياضيات عن هذا التشبيه /الإقتباس؛ الذي فرضه سياق التحليل .
بحيث هل نحن أمام [الكسر العادي] الذي يُمثل الجزء من الكل؟ أم أمام [الكسر المركب]؟ وفي هَـذا النطاق فالمشرف وصاحب التظاهرة ؛ يفسر لنا المعادلة  بمنطوقه : إن "المهرجان الوطني الأول لمسرح الشباب هو امتداد لتجربة المسرح المدرسي"(1) والأغـرب من ذلك أن هناك تأكيد من لدن أحد( الإهتباليين): "هذا المهرجان امتداد لتجربة المسرح المدرسي الذي أسسها الفنان محمد الجم" معبراً عن فخره لقيادة لجنة تحكيم مهرجان الشباب من أجل تقييم تجارب المشاركين (2)! طيب فهذا النوع من المسرح هل هو الجزء أم الكل من المقام لكي يستقيم ( الكسر العادي أو البسيط)؟ الذي يفرض أن يكون ( البسط = الضحك) أقل من ( المقام= التظاهرة) بمعنى (1/10) فإذا قمنا بعملية القسمة سنكون أمام(0.1)  وهذا الناتج لا يستقيم من منظور التطور والامتداد بأن تلامذة الصف الابتدائي ( المسرح المدرسي)اصبحوا شبابا ولابد من  تحقيق (المقام/ التظاهرة) لتبقى الاستمرارية ؟ وهذا هو العبث (التخربيق) بالمنطق المغربي. وإذا عكسنا الطرح بصيغة جمع الكسر العادي بالمركب(1/10+10/1) مبدئيا لامناص من جمع البسط مع البسط عندما يكون المقام موحدًا؛ وهنا الأمر غير موحد ؛ وبالتالي فبعدم توحيد المقامات ؛ فلابد من إيجاد المضاعف المشترك الأصغر لتوحيدهما، ألا وهو الشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل؛ فرغم هاته الشراكة ؛ ما المعيار الذي قبلته الوزارة في دعم التظاهرة؛ وفي جعبتها مهرجان الشباب؛ من جسد الضم الذي تم بين الوزارتين( الثقافة/ الشباب) ؟ وهل تتوفر على مستند قانوني يسمح بانتقال التظاهرة من رفوف وزارة التربية الوطنية [تمويل] أكاديمية الرباط/ سلا إلى رفوف وزارة الشباب والثقافة والتواصل ؟ وهل المسؤول عن التظاهرة قدم بيان توضيح عن دوافع واسباب تحويل المسرح المدرسي إلى شبابي؟ هنا العهدة على ماهـو مسطر في الملصقات؛ وعلى تصريحات من يحوم في التظاهرة ؛ وبالتالي فهل الشراكة استطاعت أن تـوحد المقامات لتستقيم التظاهرة من أجـل خلق امتداد فرجوي وغرس قيم فنية وإبداعية في الشباب ؟ 
بداهة لم ; ولن تستطع لأن الكسر المركب الذي يكون فيه (البسط /الضحك ) أكبرمن (المقام/ التظاهرة)، فهو "كسر غير عادي" وهذا ما يجعله غير لائق من حيث المعنى الذي يقتضيه الكسر؛ هنا الإشكالية التي تكمن في تصريف اللامنطق/ العبث/ السوريالية في كل شيء؛ طبقا للمنظور "المغربي" وليس بالمنظور الفلسفي ؛ وهنا أستحضر إحدى التدوينات تشير [المهرجان الوطني الاول لمسرح الشباب الدورة العاشرة ؟؟؟فهم تسطا ] (3) بحيث التعليقات والردود كانت تهكمية وتتقاطع بأنه ( العبت) ؟ وبناء على ذلك هناك خلل واضح حتى في الرؤية والبعْـد الاستراتيجي الذي يتمظهر في الشعار{ الشباب دعامة للنموذج التنموي الجـديد}.
الدعــامـــة :

أي دعامة تقصدها التظاهرة ؟ سـؤال يفرض علينا أن نضع  مفهوم الدعامة في سياقها ؛فهي بكل بساطة  
 دعَم الشَّخصَ( أعانَه وقوَّاه وسانده) وفي – أنطولوجيا [ الدعامة الأساسية: مرحلة مدرسية يتعلم فيها الطالب المفاهيم والمبادئ الأساسية المعمول في تلك الدولة ؛ وغالبا ما تكون ست سنوات أو تسع سنوات؛ تختلف تبعا لاختلاف الدولة (4) وبالتالي فالدعامات الأساسية لم تبرز إلا في الميثاق الوطني للتربية والتكوين .هنا فطرح ( الدورة العاشرة ) هي تأكيد لحنينة المسرح المدرسي ؛ الذي ضاع  ولم يعرف أحد كيف ؟ ولماذا ؟ ربما لأسباب مالية أو إدارية ؟ أما مسألة الشباب دعامة للنموذج التنموي الجـديد؛ فهي تضليل؛ باعتبار أن المشروع التنموي الجـديد يضم كل المغاربة رجالا ونساء ولا يفصل هـذاعَـن ذاك ؛ بحيث الدعامة الوحيدة الواردة في المشرع هي كالتالي: إن المؤسسـة الملكيـة ، بكونهـا رمـزا للاستمرارية التاريخيـة والاستقرار تشـكل الدعامـة الأساسية لهـذا البنـاء وتعطـي للأمة القـدرة والجـرأة الضرورييـن لتطورهـا وازدهارهـا (5)
إذن، فالشعارفيه مجازفة غيرمدروسة وضعف معْـرفي؛مرتبط ربما لم يطلعوا على  ولاسيما أن الشعاريعتبرأرضية استراتيجية للاشتغال لتحقيق الأهْـداف ؛ والملاحظ وفي سياق المشروع التنموي الجديد؛ يعتبر الشباب فئة متضررة بقول اللجنة: وتعاني فئات واسعة من الساكنة، خاصة النساء  والشباب* ، من ضعف المشاركة والتهميش لعَـدم إمكانية الولوج إلى فرصٍ تمكنها من إثبات استقلاليتها ومن المواكبة الاجتماعية. وتظل الفوارق قائمة أيضا بحكم ضعف آليات الحماية الاجتماعية وعدم فعالية شبكات الأمان الاجتماعي (6) وحتى إن قبلنا الشعار كما هو ؛ ولا علامة استفهام حوله؟ هل حاول المقام/ التظاهرة ؛ أن يلامس حمولة ما في روح المشروع التنموي الجديد، لكي  يساهم الشباب في وضع اللبنة الأساسية لجيل جديد ؛ فاعل؛  ومساهم؛  ومحب للمسرح. لتفعيل دينامية جديدة والإسهام في المشروع التنموي الجديد؛ باعتباره دعامة لمغرب الغـد، وإن كان المشروع مرتكزا على الفاعل الاقتصادي ورقمنة الحياة العامة.
هنا فالملاحظ بأن التظاهرة ؛ لازالت تحمل نمطا تقليديا لابدائل في نظامه وحركيته ( عروض/ لجنة/ تكريم) إلا أن الجديد هو الضغط  والمارتونية في العروض المسرحية؛ التي فكيف يعقل ؛ في ظرف يومين تم تصفية (12 عرضا )مسرحيا ؟ هنا سيبدو للقارئ أو المشارك بأن هنالك الارتجال في التنظيم والبرمجة ومن زاوية معينة نسقط في ( اللامنطق) وذلك من خلال تقديم ( ست عروض) في اليوم. فالبعد الأساس من تكثيف العروض بهذا الشكل هو مخطط اقتصادي محض(؟) ولامجال لشرحه ؛
إذن وفي ظل ما خفي في الكواليس، كيف نمنطق الشعار{ الشباب دعامة للنموذج التنموي الجـديد} والتظاهرة تحمل أوهاما وخزعبلات القول، بأنها بداية لضخ دماء جديدة في مسرح الهواة وأساسا لم تدعـم الشباب ؛ ولهم صرخة من داخل تقرير اللجنة التي تشير: ينبغي أن يهتم نموذج التنمية بنا نحن الشباب كأفراد بالمعنى الكامل. يجب أن يسمح لنا النموذج باستعادة كرامتنا، ويجب أن يسمح لنا بتسليح أنفسنا، ويجب أن يمنحنا الأدوات وأن يساعدنا على بناء ذواتنا ومستقبلنا ومستقبل هذا البلد" (7) إذ سنعود للموضوع من باب مسرح الشباب/ مسرح الهواة ؟
الإحـــالات :
1) منشورفي العديد من المواقع ؛ ولكن انظر العمق المغربي تغطية  إكرام بختالي 11 بتاريخ 11/05/ 2022 –
2) نـــفــــســــها
3) تدوينة -  العربي سلام ( الفايس بوك) بتاريخ 17/05/2022
4) أنطولوجيا جامعة بيرزيت / 2015
5) تقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي والمقدم لصاحب الجلالة - ص 10 - أبريل 2021
 6) نـــفـــســها : ص25/26- أبريل 2021
 7)  نــفســه - الإطار رقم 5/36 من التقرير العام - أبريل 2021


الثلاثاء، 24 مايو 2022

الملح المسوس من النص إلى السيميولوجيا, قريبا بالقاعات

مجلة الفنون المسرحية


الملح المسوس من النص إلى السيميولوجيا, قريبا بالقاعات

منصف الإدريسي الخمليشي

في اطار عروضها الإشعاعية لمسرحية الملح المسوس, تقدم فرقة "سلارت" بتعاون مع جمعية نعمة للتنمية يوم الجمعة 10 يونيو 2022 على الساعة السادسة مساءا بقاعة باحنيني الرباط.

مسرحية الملح المسوس من تأليف منصف الإدريسي الخمليشي, المعالجة الدرامية سعيد بلهوتي, تشخيص, شيماء أبيه, العربي الوزاني, لطفي أشراو, أسامة القاسمي, ياسمين الفاتحي, فاطمة الزهراء الصابري, سينوغرافيا حسن الزوراري و أنس الحليمي, إدارة الممثلين سلمان حمزة بنسليمان, الإدارة الفنية يونس النيازي, إخراج العربي الوزاني.

جاء إنتاج عرض مسرحية الملح المسوس بعد مخاض طويل قاد الكاتب في أوائل سنة 2019 حيث كانت المسرحية تحمل عنوان ثلاث نقط حيث كانت تعالج مجموعة من المواضيع الحساسة كزنا المحارم و المثلية و الالحاد و الاغتصاب و الرشوة, إلى أن جاء اقتراح العربي الوزاني ليقوم بإنتاج مسرحية, ليقوم الأخير بإعطائه النص فتم الاحتفاظ بزنا المحارم كموضوع أساسي للعمل, و تمت إعادة كتابة النص, فتم اقتراح عنوان "الجدبة" في حين قام سعيد بلهوتي بوضع معالجة درامية للنص و باقتراح من صقر الزناتي تم عنونتها بالملح المسوس"

يأتي التصور العام لهذه المسرحية كما وضعه المؤلف منصف الإدريسي الخمليشي تدور أحداث المسرحية حول خمسة شخصيات '' الجيلالي, دامية, الصالحة, عيشور, عياد" عيشور أب الجيلالي و دامية حيث يقع في خطيئة ويغتصبهما نتيجة لمشكل حدث له مع زوجته بحيث أنه يعتبر الخمر و الليالي الخمرية إحدى أهم مكونات حياته, دامية تمتلك منديل أحمر يرافقها في كل أحداث المسرحية تحاول جاهدة إيجاد لغز عصى الجيلالي التي كلما رآها عيشور يرتبك, الصالحة أم الجيلالي و دامية صانعة تقليدية تذهب في الأسواق الأسبوعية لتبيع الزرابي التي تنتجها لتكتشف مباشرة بعد عودتها, دخول دامية في حالة نفسية حادة, الأمر الذي جعلها تتقبل اقتراح عيشور المتمثل في ليلة كناوية ليأتي عياد متنكرا في زي كناوي رفقة فرقته, و بعد غياب طويل يعود الجيلالي و هو متستر في زي غامض و يقتل الأب لأنه اغتصبه هو أخته, و يفصح حينها عياد عن نيته التي لم يكن يعرفها.

مسرحية الملح المسوس هي تعالج موضوع زنا المحارم على المستوى الظاهري أما في الخفاء و على المستوى السيميولوجي إنها بمثابة ذلك الصراع بين العامل المسكين الذي ينشغل بالعمل ليأتي المشغل هاضما كل حقوقه في دوامة كبيرة و هذا ما عبر عليه مخرج المسرحية العربي الوزاني لإقحام نمط الغناء الغناوي للتعبير عن حالة اللاإستقرار في هذا المجتمع الذي يهمه فقط نهش و عض في شرف و كرامة, بل و الأكثر من ذلك هذا الذي يظهر في شخصية عياد عباد المادة و لو كان على حساب التعذيب النفسي لهذا الأخير و هنا يمكننا إعطاء رمزية النفاق لعياد, و الدياتة لعيشور أما الصالحة هي تلك المرأة المناضلة المكافحة تعمل من أجل أن يأتي رجل و يخطف منها كل ما جنته من عملها كشيخة, و هذا ما يجعلنا نؤكد على أن النص المسرحي مليء بالعلامات السيميولوجية و التدبدبات و حالة اللااستقرار.

دامية شخصية مغلوب عن أمرها,  إلا أنها تظهر القوة في مشهد الاغتصاب الذي اختار المخرج أن يظهره بشكل مباشر لبشاعة المشهد يمكننا أن نقول أن عيشور هو الدولة التي لا يهمها سوى الزيادات المتتالية للأسعار و لا لنفسية الشعب الخارج من وكر الأزمة العالمية المسماة وباء.

الجيلالي حسب كاتب النص فهو ذلك التائه بين مطبات الحياة ليجد نفسه ضحية أخرى, للدولة فالجيلالي هو الذي يمثل رمز الثورة بحيث قام باغتيال الدولة و هو المتمثل في الأب عيشور.

الأربعاء، 11 مايو 2022

نافذة على النقد الجمالي في المسرح المغربي / *رشيد بلفقيه

مجلة الفنون المسرحية


نافذة على النقد الجمالي في المسرح المغربي  

عرفت الممارسة المسرحية المغربية انعطافا غيّر مفاهيم عرضها وتلقيها، حين تحولت من الانشغال بالمضمون الفكري للعرض المسرحي وبُعده الأيديولوجي، إلى الاشتغال على جمالياته وفنياته. تبلور هذا الانعطاف نتيجة لتحولات متداخلة منها الانتقال إلى أسئلة تهتم بكيفية تقديم العرض المسرحي بدل الاقتصار على مضمونه، والاهتمام في الممارسة النقدية بالعناصر الداخلية للظاهرة المسرحية القائمة على التركيب، بالإضافة إلى أفكار ما عرف بحركة المخرجين التي ترى في الإخراج قراءة خاصة للنص المسرحي، وتطمح إلى إعطاء بعد جمالي لممارستها. 
يعتبر الأكاديمي والمخرج المسرحي عبد المجيد شكير من الباحثين الذين انصرفوا إلى الاهتمام بالجماليات في المسرح تدريسا وكتابة، فأغنى الخزانة المغربي بالعديد من المؤلفات نذكر منها "الجماليات بحث في المفهوم ومقاربة التصورات والتمظهرات"، و"الجماليات المسرحية التطور التاريخي والتصورات النظرية" وغيرها. سنعرض في هذه الورقة تقديما لكتابه الموسوم بـ"الاهتمام الجمالي في المسرح المغربي، منعطف التحول من الإيديولوجي إلى الجمالي" حيث يرصد تفاصيل هذا الانعطاف، منطلقا من عرض حيثيات نشأة الظاهرة المسرحية مغربيا وتحولاتها، متناولا تجلياته في عروض مسرحية مغربية من خلال أربع مستويات في البناء المسرحي هي الفضاء المسرحي، وأدوات الاشتغال التقني، وعنصر التمثيل فالكتابة الدرامية. 
1-المسرح المغربي بين المضمون الفكري والبعد الإيديولوجي
يعرض الفصل الأول من الكتاب المناخ التساؤلي الذي واكب نشأة المسرح عربيا ومغربيا في ظل هيمنة التساؤل الذي شغل الباحثين كلهم حول وجود مسرح عربي وملابسات نشأته، وعلاقة هذا المسرح بالأشكال ما قبل-مسرحية، وهو ما استوجب الحديث عن مرحلة العروض الأولى مع أعمال الرواد محمد القري، المهدي المنيعي، وعبد الواحد الشاوي، ومحمد بن الشيخ وغيرهم، حيث كان الاهتمام كبيرا بالمضمون الفكري والأيديولوجي لالتزام العروض بالتعبير عن مشاكل البلاد حينها، قبل أن تنتقل التجارب المسرحية في منتصف الخمسينيات إلى التأليف الجماعي والاقتباس مع الطيبين الصديقي والعلج. 
يضعنا الكتاب أمام مسار الطيب الصديقي والمحطات المهمة في تجربته بدءا بالاقتباس ترجمةً ثم مغربةً، ومرورا بالتأليف الخاص باستغلال المادة التاريخية المتاحة، والأشكال الفرجوية التقليدية، قبل بلوغ مرحلة التجريب أو ما عرف بالتجربة الاحترافية سنوات 1962/1964، كما يعرض أبرز ملامح تجربة الطيب العلج حيث نرصد التحول من أسلوب المغربة إلى أسلوب 'الكتابة عن'، قبل الانتقال إلى استنطاق المادة التراثية وخصوصا الحكاية الشعبية، وصولا إلى تصعيد أفق الاشتغال على الواقع المحلي من خلال ما عُرف بـ'الأسلوب التلقائي'. تمخضت هذه المرحلة عن بروز مسرح شعبي قائم الذات، وواضح الملامح يمتح من الوجدان الشعبي، ويمتد في الجمهور الواسع ذو الشرائح المختلفة وكان المتلقي في هذه الفترة يتلقى الظاهرة المسرحية بوصفها خطابا مباشرا يحمل أفكارا ومواضيع بالدرجة الأولى، لكن المسرح التجاري الذي ازدهر بعدها لم يستثمر مكتسبات المرحلة استثمارا جيدا، بل ميّع القضايا الأساسية بأعمال مسرحية وصفت بالمبتذلة، ومع ذلك أسست هذه الانتكاسة لفترة مزدهرة لاحقا عاد معها مسرح الهواة للتألق بوصفه انتفاضة على الابتذال أعادت الاعتبار للمتلقي.
 سيتشبع هذا المسرح بالهاجس الإيديولوجي، مما سيجعله يتبنى التجارب الطليعية في المسرح الغربي بوصفها أطروحات فكرية وأيديولوجية دونما اعتبار لأبعادها الجمالية. ويمكن رصد حضور المضمون الفكري في مسرح الهواة في مستويين، مستوى ظهور حركات التأسيس حيث المسرح التسجيلي والملحمي والعبثي، ومستوى آخر يحضر فيه البعد التنظيري للمسرح المغربي.
 إن اعتبار هذه التيارات تأسيسية نابع من كونها قدمت أعمالا نُسجت على منوال أصول التيارات الغربية، مع مراعاة الخصوصية المحلية المغربية، فهي بهذا لم تستنسخ تلك التجارب، ولكنها اعتمدتها بوصفها إطارات عامة. ستمهد هذه الحركات التأسيسية لمرحلة ثانية تميزت بظهور الأوراق والبيانات. حيث انخرطت التيارات المسرحية في التنظير لمسرحها الخاص، مما وسم المرحلة بالتنظيرية في المسرح المغربي، وفي هذا السياق برزت الكثير من التيارات، منها الاحتفالية بوصفها تيارا مسرحيا يسعى إلى تأسيس خطاب درامي في المسرح الهاوي المغربي، بمشروع يطمح إلى مسرح ذي هوية مغربية إبداعا فنقدا ثم تنظيرا. تأسست القاعدة الفكرية لهذا التيار على استلهام التراث كما جاء على لسان رائدها عبد الكريم برشيد حين اعتبر أن البحث عن المسرح الاحتفالي يمر عبر بداية بالحفر في الثقافة العربية بحثا عن المواد الخام التي يمكن توظيفها وتصنيفها مسرحيا، كما يقوم على الدعوة إلى المشاركة والتلقائية. قدم هذا التيار تصوراته الخاصة للعديد من المفاهيم المسرحية، فالنص المسرحي مثلا في هذا التيار يتجاوز المتعارف عليه عند أرسطو، ليغدو نصا مفتوحا، لا نهائيا لا وجود للمؤلف فيه، بل إن ما يكتبه المؤلف هو مشروع قبل للتطوير في الحفل المسرحي، من خلال التحاور والجدل والمناقشة والسؤال، إلا أن هذه المرحلة حسب حسن المنيعي لم تتخل عن الصلة بالممارسة المسرحية في الغرب، بل عملت على توظيفها وامتلاكها. برزت تيارات أخرى منها تيار المسرح الثالث، الذي انبثق عقب بيان جماعة المسرح الاحتفالي سنة 1980 بتطوان، وقام على ثلاثة أسس هي أولا المكان الذي اتخذ صورة الفضاء المفتوح، لجعله ينطلق من المحلي إلى فضاءات عالمية أرحب،  وثانيا الزمان ثم ثالثا التاريخ بوصفه ذاكرة الحدث الدرامي، وهو أيضا حسب المؤلف تاريخ التستر، والمسكوت عنه الكفيل بفضح التناقض والصراع، خدمة للحدث الدرامي في العرض المسرحي. ظهر أيضا تيار آخر هو مسرح النفي والشهادة مع محمد مسكين، الذي سلّم بضرورة وجود النظرية أو التصور المسرحي، إلا أنه ظل يرفض تحول هاجس التنظير إلى مجرد هوس نظري لا غير. قام على ثلاثة محاور متكاملة تنطلق من اعتبار مشروعية كل كتابة مسرحية لا تتأتى إلا من قدرتها على الإخلاص للحظة التاريخية، واعتبار الكتابة إنتاج معرفي ونتاج معرفي في الآن ذاته، وصولا إلى اعتبار الصياغة الأكثر فنية هي تلك التي تصوغ الواقع بطريقة تنأى عن الاجترار والتكرار. ثم تيار مسرح المرحلة مع الحسين حوري الذي قام على قاعدة تساؤلية استنطقت سؤال ماذا نريد من المسرح، وماذا يريد المسرح منا؟ سعى هذا التيار إلى إعادة اكتشاف الواقع الاجتماعي بإعادة إنتاج الواقع في إطار الكتابة الدرامية، ثم إعادة تركيبه من خلال الكتابة السينوغرافيا، ثم تمثيله على الخشبة بإبراز المجهود الخفي لخلق الحياة على الخشبة.
اتسمت العلاقة بين المنظرين خلال هذه المرحلة بالرفض المتبادل والقطيعة، كما أفرزت هذه المرحلة أوراقا تنظيرية عديدة عكست جدالات فكرية بين أصحابها. يضاف إلى هذه التيارات تيار آخر سمي بالمسرح السياسي، وهو مسرح مارس وجوده بفعالية دون أن ينخرط في المحاولات التأسيسية وأوراق التنظير، ارتبط هذا المسرح بمضامين الأرض-الوطن وطرق تحريرها عبر التضحية والاستشهاد، وتعد مسرحية "نار تحت الجلد" لأحمد بنميمون نموذجا لهذا التيار.
2-تمظهرات الاشتغال الجمالي في المسرح المغربي
في الفصل الثاني من الكتاب نرصد تمظهرات الاشتغال الجمالي كما تجلت في مجموعة من عروض مسرح الهواة، من خلال مستويات مركزية في استجلاء البعد الجمالي في كل إنجاز مسرحي، هي مستوى الفضاء المسرحي، ومستوى الأدوات التقنية التي تساهم في تشكيل الأنظمة السينوغرافيا، ومستوى التمثيل، وأخيرا مستوى الكتابة الدرامية. 
انتقاء هذه الأدوات لدراسة العروض المسرحية له ما يبرره، بما أن التلقي الأول للإنجاز المسرحي، يضع المشاهد مباشرة أمام فضاء مسرحي يتكون من مجموعة من العناصر السينوغرافية التي تؤثثه من ديكور وإضاءة، يَعبُره ممثلون يؤدون أدوارهم وهم يتلفظون بحوارات التي هي نص مسرحي أو كتابة درامية، أي أن العرض المسرحي يتكون من مجموعة من العلامات غير المتجانسة، التي يمكن أن تتوجه إلى كل حواس المتلقي، علامات يمكن تقطيعها إلى نصوص جزئية: الفضاء، الأشياء، والتمثيل ... إلخ.
تبرز جماليات التأثيث الفضائي في المسرح المغربي من خلال الاشتغال على مكونات من قبيل الفراغ الذي يعد بحثا عن لغة بصرية جديدة تتجاوز تقريرية الخطاب، وتنتج دلالتها من مخيلة المتلقي، كما تبرز من خلال التجريد بوصفه تمثلا إبداعيا يعيد صياغة الأصل الواقعي والطبيعي وفق رؤية فنية، وصوغ جمالي مفارقة له من حيث الصورة التعبيرية دون ان ينفصل عنهما. وتبرز جماليات الاشتغال الفني أيضا من خلال الاشتغال على الإضاءة، والديكور والموسيقى والملابس من خلال توظيفها توظيفا يتجاوز دورها العملي ليجعلها أداة لتحقيق متعة جمالية، كما تبرز جماليات التمثيل أو اللعب الدرامي من خلال جعل الممثل حاملا أساسيا لكل العلامات المسرحية، عوض أن يظل حاملا للحوار فقط كما كان خلال المرحلة التي هيمن فيها المضمون الفكري والبعد الأيديولوجي.
وتبرز أخيرا جمالية الكتابة الدرامية في ابتداع مسرح تركيبي يجمع بين الكلمة والحركة، والإنارة والموسيقى، ويقوم على الحدث المسرحي ضمن منظومات جمالية تأخذ شكل لوحات وتركيبات إيحائية، وهذا ما يجعل النص يفيض بالرموز وينحو إلى التجديد المطلق، ومن الأشكال الجمالية في كتابة النص المسرحي يحضر التركيب( synthèse) بتجاوز الكتابة الخطية بممارسة الهدم والتركيب لخطية الحكاية التي تبدو ظاهريا مفككة لكنها تلتقي في التركيب النهائي، كما يبرز الإعداد (adaptation ) من خلال الاشتغال على نص مكتوب سلفا سواء بالإعداد عن نص مسرحي عالمي أم عربي أم مغربي أم مسرحة نصوص أدبية.  
3- ختاما 
إن التحول من الاهتمام بالمضمون الفكري وطغيان التلقي الأيديولوجي، إلى الاهتمام بالبعد الجمالي في الظاهرة المسرحية المغربية لم يكن تحولا فجائيا نابعا من فراغ، بل كان سيرورة أنتجتها مؤثرات عميقة تضافرت لتؤثر بأساليب متعددة، وبدرجات مختلفة إما من خارج الظاهرة المسرحية أو من داخلها. 
    
*(طالب باحث بسلك الدكتوراه بجامعة ابن طفيل بالمغرب)

الجمعة، 4 مارس 2022

المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 في جندوبة: ولنا في الألوان حياة ... ولنا في المسرح نجاة

مجلة الفنون المسرحية

المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 في جندوبة: ولنا في الألوان حياة ... ولنا في المسرح نجاة

المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 في جندوبة: ولنا في الألوان حياة ... ولنا في المسرح نجاة


ليلى بورقعة  - المغرب  
 
تتحدث الآثار في «بلاريجيا» عن مدينة تعانق الشمس وتبتسم للقمر ... هي مسارح الرومان القديمة التي يعود إليها نبض الفن الرابع ضمن المهرجان الدولي للمسرح

المحترف 4/4 بجندوبة. إنّ «أرض القمح» التي استمدت تسميتها من رقصة السنابل أنجبت أعلاما في المسرح والثقافة وحتى الرياضة على غرار الفنانين محمد المديوني وحمادي البوسالمي ونورالدين الورغي وعلي الخميري ودليلة مفتاحي وعبد المنعم شويات والطيب الوسلاتي والرياضي العالمي صالح الماجري والقائمة تطول ...
تفتح جندوبة مسارحها وأحضانها لاستقبال عروض من إيطاليا وفرنسا وإيران والعراق ومصر والجزائر وليبيا وفلسطين وسوريا والمغرب... ضمن الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 الذي يتواصل من 16 إلى 21 مارس 2022.
كرنفال الافتتاح يعبر مجازات الأبيض والأسود
كما ينبعث طائر الفينق من الرماد في الميثولوجيا والأساطير القديمة، تأسس مركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة ليبعث في المدينة التاريخية الحياة ويجدّد عهدها مع المسرح والفنون وعزف الإنسان على لحن الخلود. وبالرغم من حداثة تأسيسه، يستعد المركز تحت إشراف الفنان لزهر الفرحاني إلى تنظيم الدورة الثالثة من المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 ضمن فلسفة ترتكز على التوجه الشبابي والشراكات بين المؤسسات والاحتفاء بأحدث العروض العربية والعالمية وإثارة سؤال النقد المسرحي...
في عتمة الركح رسالة ومعنى وفي نوره حكاية ومغزى... وبين حدود هذين اللونين يرسم المسرح الحياة بريشة من الأمل والحلم والجمال. وقد اختار المهرجان الدولي للمسرح المحترف بجندوبة أن يكون كرنفال افتتاح دورته الثالثة تحت عنوان» ما بين الأبيض والأسود، لنا في الألوان حياة». وقد تم توظيف شخصيات مسرحية تلبس الأبيض والأسود لتأثيث هذا العرض الافتتاحي مع التركيز على الرقم 4 بصفته عددا وشكلا ورمزا للمهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/ 4.
وينهل كرنفال الافتتاح من مرجعيات مسرحية متعددة ومدارس مختلفة من خلال حضور 4 شخصيات ترتدي كسوة رجالية بيضاء و4 شخصيات من مسرح الميم و 4 شخصيات غامضة ترتدي الأقنعة و4 شخصيات لشارلي شابلن الشهير ببدلته السوداء وحركات عصاه الطريفة لصنع الفرجة الجماهيرية في جندوبة وهي تحتفي بمهرجانها السنوي وركحها الآهل فنا ومسرحا ومتعة.
5 مسرحيات تونسية في المسابقة الرسمية
على ركح المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 بجندوبة تتنافس إبداعات الفن الرابع من أجل قنص جوائز تحمل أسماء وازنة في المشهد المسرحي تكريما لذكرى فنانين رحلوا عنا ولكنهم أثرهم وذاكراهم بقيت معنا. وتحمل هذه الجوائز الأسماء التالية: جائزة محمد اليعلاوي لأحسن عمل متكامل وجائزة عز الدين قنون لأفضل إخراج وجائزة عمر السعيدي لأفضل عمل مسرحي وجائزة الطيب الوسلاتي لأحسن أداء رجالي وجائزة سعيدة السراي لجائزة أحسن أداء نسائي.
بعد أن نظرت لجنة التحكيم المتكونة من الممثل والمخرج لسعد بن عبد الله والسينوغرافية إيمان الصامت والمخرج صالح الفالح في 50 عرضا منهم 24 مسرحية تونسية و26 عرضا أجنبيا تم ترشيح 10 مسرحيات إلى المسابقة الرسمية.
ومن تونس تتنافس مسرحيات «الروبة» و»49 49» و»عائشة 13» و»كلون ... نات»  و»عقاب جواب» على جوائز المهرجان، فيما تتطلع مسرحيات «نعم قودو» من العراق و»جنة هنا» من مصر و»ليلة الأنحوتة» من الأردن و«رمادة 19» من الجزائر و»المنديل» من سوريا إلى التتويج على منصة المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 بجندوبة.
واعترافا ببصمتهم في نحت معالم المشهد المسرحي التونسي، يهدي المهرجان الدولي للمسرح المحترف ورود التكريم إلى مؤسس «مسرح الأرض» نورالدين الورغي ورفيقة دربه في المسرح والحياة ناجية الورغي من تونس ومدير المسرح الوطني الجزائري محمد شرشال.
ندوة فكرية عن «المسرح حياة المدينة»
هي جندوبة الحضارة والفكر والتاريخ النضالي، فلا عجب أن يتسرب المسرح إلى كل مكونات المدينة من مقاه وأسواق وآثار وجامعات ومتاحف وسجون ... وفي هذا السياق لن تقتصر الندوة الفكرية «المسرح حياة المدينة» على فضاء واحد أو قاعة مغلقة بل ستكون متعددة الأمكنة والمواضيع في نقاش مستفيض مع الجمهور حول جماليات الفن الرابع وواقع الممارسة المسرحية. وتتفرع ندوة «المسرح حياة المدينة» ألى المحار التالية: «الخرافة والكتابة المسرحية» في محاضرة ليوسف مارس و « رحلة في رحاب الآثار» للدكتور رياض زمال و»موقع المسرح من المدينة» للمحاضر دكتور محمد الكشو و»قانون الفنان من زاية نظر رجال القانون» للمحاضرين أكرم القروي وحسني عبد الكريم و»»تمرين المسرح ما بعد الحداثة» في مداخلات لكل من وليد الذغسني وريان القيرواني ومحمد الطاهر خيرات و»المسرح وتجربة السجناء» للمحاضر زياد غناينية.
ونظرا لأن التكوين المسرحي يمثل هاجس مركز الفنون الدرامية والركحية بجندوبة، فإن المهرجان الدولي للمسرح المحترف يحتضن باقة من التربصات القيّمة والمهمة من تأطير مسرحيين تونسيين وأجانب في مختلف جوانب العملية المسرحية من إخراج وسينوغرافيا وأداء ...
في كسر للمركزية وتكريسا لثقافة القرب يفتح المهرجان الدولي للمسرح المحترف 4/4 بجندوبة آفاقا جديدة للممارسة المسرحية ويشرع النوافذ على عالم الفنون النابعة من قلوب تنبض مسرحا وأحلاما...

الخميس، 3 مارس 2022

أمزيان للمسرح تستضيف فرقة رأس الحانوت البلجيكية

مجلة الفنون المسرحية

أمزيان للمسرح تستضيف فرقة رأس الحانوت البلجيكية

‬نظمت جمعية أمزيان للمسرح لقاء تواصليا يوم الاثنين 28 فبراير 2022 بالمركب الثقافي بالناظور، بمناسبة استضافتها للفرقة البلجيكية المسماة رأس الحانوت، والتي مقرها بمدينة بروكسيل، منطقة مولنبيك سان جان.

لقد حضر اللقاء مجموعة من الكتاب والفنانين والمسرحيين والمهتمين بالشأن الثقافي عموما. وتم في البداية الاستماع إلى الفرقة البلجيكية التي قدمت نبذة مهمة عن أنشطتها وأعمالها، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفرقة تأسست سنة 2010، وتُعْنَى أساسا بالشأن المسرحي باعتباره وسيلة ناجعة للتواصل والحوار والتعبير عن الهوية، سيما وأنها تضم ممثلين وأعضاء من أصول أفريقية، وتتطرق هذه الفرقة بشكل أساس إلى شؤون الهجرة والاندماج والتعايش والتعدد الثقافي والخصوصيات الإثنية للمهاجرين، وسبق أن عرضت في هذا الصدد عملا مسرحيا في أكثر من موضع ببلجيكا بأمازيغية الريف يصور المجتمع الأمازيغي الأصيل بتآزره وارتباطه بالأرض، بعد هذه النبذة، شارك مجموعة من الحاضرين في نقاشات مهمة بلغات متعددة تزاوج بين الأمازيغية والعربية والفرنسية حول الوضع الثقافي لمنطقة الريف وللمغرب عموما مستحضرة تاريخ المسرح والفن الأمازيغيين وتطورهما، ودور العنصر النسوي في هذا المجال، وتمت الإشارة كذلك إلى مجموعة من العوائق  التي تحول دون تنمية ثقافية مستدامة ودائمة بالمنطقة.
ويبدو أن هذا التنسيق بين الجمعيتين واعِدٌ جدا، ويفتح آفاقا رحبة في المستقبل لتبادل الخبرات والزيارات، وعقد شَرَاكات واتفاقيات، وهو ما ألحّ عليه رئيس جمعية أمزيان للمسرح السيد محمد أدرغال مصمما على ضرورة إيصال المسرح الأمازيغي إلى خارج المغرب، وإعطاء صورة مشرقة على خصوصيتنا الثقافية بعدما نجحت مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية الأمازيغية نجاحا مبهرا لمحتواها الهادف والمعبر، بالغة بذلك إلى جمهور عريض في الضفة الأخرى بفضل وسائل الاتصال الحديثة.

وفي الحقيقة يسعى مجموعة من المهتمين بالمسرح الأمازيغي مؤخرا بمدينة الناظور إلى هيكلة هذا الفن وفق أسس قويمة، وتنظيمه، وإحياء ربرتواره، والاهتمام بإدارة الممثل من خلال الانخراط في نقابات، وتقديم ملفات للدعم. فبفضل مَأْسَسة هذا القطاع وجمع كافة فناني المسرح والمتخصصين فيه يمكن التّرافع عنه والبلوغ به إلى كافة الأرجاء.

 طنجة الأدبية

الأحد، 27 فبراير 2022

الفنان المغربي خالد ديدان: استمرار المسرح يحتاج إلى إرادة سياسية وتشجيع وتأطير قانوني

مجلة الفنون المسرحية
 

الفنان المغربي خالد ديدان: استمرار المسرح يحتاج إلى إرادة سياسية وتشجيع وتأطير قانوني

عبد العزيز بنعبو

 وجوه عديدة في المسرح المغربي يتميز حضورها بنكهة خاصة ورؤية مغايرة نوعا ما تضيف الكثير للتنوع الإبداعي، من بينها الفنان المسرحي خالد ديدان، الذي راكم تجربة جميلة من خلال عروض مسرحية ومشاركته في بعض الأعمال الدرامية.

قبل مدة قصيرة، قام ديدان بإخراج العروض الدولية بالمنصة الرئيسية للمهرجان الدولي «مغرب الحكايات» الذي تنظمه جمعية «لقاءات للتربية والثقافات» كما انخرط كمؤلف في مشروع «مسرح المغرب» لقناة mbc5. وقدم مؤخرا مسرحية «يامنة والجيلالي» مؤلفا ومخرجا على السواء بدعم استثنائي من وزارة الثقافة. وبعدها ساهم في شراكة إنتاج مع مسرح محمد الخامس لمسرحية «زمانهن» من إخراج الفنان عبد الله ديدان.
أول أسئلة «القدس العربي» في حوار خالد ديدان، كان يتعلق بموضوع أثار الكثير من الانتباه مؤخرا، والذي تمثل في مبادرة التلفزيون المغربي ووزارة الثقافة المتعلقة بـ«المسرح يتحرك» وهل فعلا «المسرح يتحرك»؟
حسب الفنان فإن «توقيع الشراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والتلفزيون المغربي في 29 حزيران/ يونيو الماضي لانتقاء 60 عملا مسرحيا لتبث على القنوات التلفزيونية والمنصة الرقمية لقطاع الثقافة، مبادرة حميدة لانتعاش القطاع المسرحي الذي عانى جراء الإجراءات الاحترازية منذ بداية انتشار وباء كوفيد».
وأضاف ديدان، «بناء عليها تحركت الفرق لجمع ملفات أعمالها ووضعها أو إرسالها لمديرية الفنون. هذه الحركية لم نشهدها منذ التراجع عن دعم المجال المسرحي لسنوات تجمع ما قبل الوباء وإبانه. اللهم إلا ما سمي بالدعم الاستثنائي إذ قدمت الفرق المسرحية عروضها في قاعات مقفلة».
أما بخصوص مبادرة «المسرح يتحرك» فيقول «أظن أنها ستكون صعبة على مستوى انتقاء العروض، خاصة على مستوى جودة وجدية ومطابقة لمعايير ما يصلح للتقديم على التلفزيون. إضافة إلى عدد الملفات التي يرغب أصحابها في الانخراط في هذه العملية مقارنة بالعدد المحصور في الاتفاقية والمحدد في 60 مسرحية».
وعبّر ديدان عن أمله في أن «لا يلي هذه العملية لغط وانتقادات من طرف الممارسين والفرق التي لم يحالفها الحظ. وليضع الجميع في الحسبان أن المبادرة مستمرة، وحتى نضمن استمرارها وجب أن نعد لها العدة على مستوى الأفكار والجماليات وعلى المستوى القانوني وألا تضيع شغيلة الميدان (المؤلفون والمؤدون والتقنيون) أمام ربح أصحاب الإطارات القانونية (شركات، تعاونيات، وكالات، مقاولات وجمعيات)».
الحديث عن مبادرة وزارة الثقافة والتلفزيون المغربي، صاحبه سؤال حول عدد المبادرات المطلوبة لإخراج المسرح المغربي من عنق الزجاجة.
حسب ديدان، فإن «السؤال قصير والإجابة عنه تمتد منذ بداية تسعينيات القرن الماضي إلى ما بعد الآن. فهناك مكتسبات لا نود أن تضيع، كما نأمل الكثير كي نستمر في مستوى يليق ببلادنا التي تشهد تطورا في جميع القطاعات برعاية الملك محمد السادس».
ووفقه فإنه «لاستمرارية ونجاح المسرح المغربي نحتاج إلى رعاية، وإرادة سياسية، وتشجيع ودعم، وتأطير قانوني».
وتابع قائلا إنه سيحاول «الإشارة إلى بعض النقاط جوابا على هذا السؤال وأرجئ الاستفاضة فيها إلى مناسبة أخرى. إذ أرى بكل تواضع كي يخرج المسرح المغربي من عنق الزجاجة كما جاء في سؤالكم يجب التركيز على هذه النقاط:
ـ العمل على القوانين التنظيمية التي يحتويها قانون الفنان وإخراجها إلى الوجود.
ـ البحث عن شبابيك جديدة للشراكة والدعم والترويج للمسرح غير قطاع وزارة الثقافة ومسرح محمد الخامس.
ـ تشجيع المؤسسات العمومية على التعامل مع المسرح كوسيلة تحسيسية.
ـ إدماج المسرح في المنظومة التعليمية.
ـ توسيع قاعدة توطين الفرق المسرحية.
ـ إحداث فرق مسرحية جهوية وشراكات جهوية.
ـ إحداث معاهد التكوين المسرحي.
ـ تحديث القاعات التي تهالكت وآليات الاشتغال بها واستكمال التي تعاني نقصا ما.
ـ الالتحام حول الإطارات القانونية المنظمة للمجال المسرحي الاحترافي لتمثيلية الحوار والمرافعة حول كل ما يخص الميدان المسرحي.
ـ الابتعاد عن عقلية التطوع وركوب التفكير المقاولاتي الفني.
موضوع آخر ما زال حاضرا بقوة الأزمة في يوميات المسرحيين المغاربة، وهو الجائحة بعد أن صارت سيدة كل اللحظات رغم تعب الناس منها إلا أنها تواصل جولاتها في بقاع الأرض غير عابئة بكل ذلك الكم الهائل من الامتعاض الذي يعلو وجه الجميع.
وكان هو موضوع سؤال «القدس العربي» حول الحال والأحوال مع المسرح واليومي المعيش، ورد عليه خالد ديدان بالقول، «إن قطاع المسرح يعاني جراء تداعيات كوفيد» وبَدَا لافتا استخدام كلمة «يعاني» بصيغة المضارع لا الماضي، لأن المعاناة ما زالت مستمرة.
وأضاف «أن أحوال المشتغلين في المسرح، مثل جميع من وجدوا أنفسهم بعيدا عن القطاعات المهيكلة» ويستطرد الفنان «أن الحياة تستمر رغم كل الصعوبات تحت شعار (المصيبة إذا عمت هانت)».
وأبرز أنه «مع إقفال أبواب قاعات العروض أقفل رزق الكثير من المشتغلين في الفرجات الحية وظهرت الهشاشة جلية في المعيش اليومي بالنسبة للأغلبية الساحقة المعتمدة على المسرح كمصدر وحيد للعيش».
وبحسرة، قال «كان الله في عون زملاء المهنة والرحمة لمن ماتوا. فبين انتظار فتح المسارح والخوف من مرور الموسم المسرحي فارغا، نحتاج إلى تطعيم القطاع بعدة جرعات».
وفيما يتعلق بالحديث عن تعرية الجائحة لأعطاب الفن في المغرب، وهو ما عبر عنه عدد من الفنانين المغاربة في حوارات سابقة مع «القدس العربي» أكد ديدان أن الفيروس وتداعياته «فعلت كل شيء بالكثير من الفئات المهنية وليس فقط الفنانين».
لكن ديدان توقف عند الفنانين، وقدم مشهدا واقعيا كالتالي، «حينما يرى الفنان المواطن بعض المواطنين غير الموظفين مصطفين أمام الشبابيك البنكية لاستخراج مساعدات مادية، يتحول بقدرة كورونا إلى متفرج على عرض لا يخصه. ويعي أنه معرض إلى الهشاشة أمام مالك المنزل والخضار والجزار والدكان والصيدلي وتعليم أبنائه. وحينما يواجه الفنان باستمرار إقفال فضاءات العروض التي يقدم فيها عمله يتحول إلى عنوان للهشاشة. شخصيا أنا مع الإجراءات الاحترازية مع فتح القاعات أمام الفرق الفنية والجمهور بنسبة مئوية محددة من مقاعدها إلى أن نتغلب جميعا على هذه الجائحة كي نحارب الهشاشة».
وبخصوص ما يحاول البعض تصويره، من كون أزمة المسرح والفن في المغرب بشكل عام هي أزمة إبداع، في حين هي أزمة هيكلة قانونية ومَأْسَسَة الميدان الفني وعدم ترك الفراغات التي تتسرب منها الأزمات الاجتماعية الخاصة بالفنانين، أشار ديدان إلى أنه «يصعب كثيرا أن نقرن فن المسرح المغربي بمصطلح (أزمة) أمام عدد كثير من الفرق المستفيدة من دعمه وترويجه وأمام العديد من الأسماء والأعمال التي حققت نجاحا في الوطن وخارجه».
فالمسرح المغربي، يضيف ديدان، «من هذا المنظور بخير، بفضل بعض الفرق ومن صمدوا على خشبته لسنوات ومن درسوه على الخصوص. وهو فرجة إبداعية متطورة تتحكم فيها رؤى المؤلف والمخرج ومشاركة كل الفاعلين في العمل المسرحي. وكمتفرج أعي تماما إما أن يعجبني العرض أو لا. كما هو حال الجالسين حولي. وليس بالضرورة أن تقدم الفرقة عرضا خاصا بي حتى تنال حكمي عليه بالجودة. ولكنني أحضره أولا من باب تشجيع التجربة والاكتشاف. أما حكمي على الشيء فهو رهين بذاتي، وهنا يكون حكما خاصا، أو بمعايير مكتوبة ومضبوطة أمام أعيني، وهنا يمكن أن يكون حكما عاما وبالدلائل التي اعتمدتها مما هو مكتوب ومعتمد لإصدار الحكم».
ويواصل قائلا «إن كانت الجودة حسب منظور البعض هو الجماهيرية فهناك من الفرق من تحقق ذلك. وإن كانت الجودة مرهونة بالجماليات فلنا في المشاركات ونتائج المهرجانات المسرحية الوطنية والعربية جواب».
وكلحظة غوص أخرى في مصطلح الأزمة قال ديدان، «إذا فهمت مصطلح الأزمة من زاوية المشاكل إليكم جوابي من منظوري المتواضع: أولا، يعيش المسرح المغربي عدة مشاكل سببها التعامل معه والنظر إليه كنشاط فقط، بيد أنه نشاط اقتصادي. ينال الدعم من الدولة لتأدية خدمة، ويشغل العديد من العاملين، ومتبوع بتأدية الضرائب. ومقابل ذلك وجب اتخاذ المبادرة من طرف المسؤولين عن الإطارات القانونية لجعله يرقى إلى مستوى المتفرج بإنتاج وتنفيذ إنتاج الأعمال المسرحية ذات الجودة والجدية لتحقيق الجماهيرية وفتح شباك التذاكر وليس الاعتماد على الدعوات من أجل ملء القاعات. لذلك وجب الحسم في الملفات القانونية لبعض الجمعيات التي تتحول بقدرة قادر من هاوية إلى محترفة مسترزقة من دعم الدولة للمجال.
ثانيا، دعم الدولة في المجال المسرحي فعلا يرتفع مقابل ارتفاع عدد الجمعيات، ما يؤثر سلبا على الشغيلة المحترفة فعليا أمام عدم تحديد أجورها، وعدم وجود عقد جماعي يؤطر عملها. لذلك وجب تشديد المراقبة على الجمعيات الملتحقة بركب احتراف المسرح، وحول النسبة المئوية في إشراك حاملي البطاقة المهنية طيلة الموسم المسرحي. ما يذهب بنا إلى إحداث هيئة يوكل إليها متابعة الإطارات التي تشغل أفرادا لا تتوفر فيهم الشروط القانونية للعمل الفني المسرحي أو تزيغ عن دون الحد الأدنى للأجور.
ثالثا، يجب أيضا على إطاراتنا المنظمة للميدان، وكذا الحاملة للمشاريع الفنية أن تبحث على شبابيك لترويج الأعمال المسرحية غير القطاع الوزاري للثقافة ومسرح محمد الخامس وبعض المساهمات المحتشمة من بعض المجالس البلدية ذات السمة السياسية لحزب السلطة في الدائرة الترابية».
من سؤال الأزمة إلى سؤال الجديد، حيث أكد خالد ديدان، أن رحى إنتاجه المسرحي لم تتوقف «قبل انتشار الوباء بفترة قصيرة أخرجت العروض الدولية بالمنصة الرئيسية لمهرجان مغرب الحكايات الذي تنظمه جمعية لقاءات للتربية والثقافات، ومباشرة انخرطت كمؤلف في مشروع مسرح المغرب للـ mbc5 إذ صور لي 16 عملا مسرحيا من تنفيذ إنتاج شركة أنسا. ثم قدمت مسرحية (يامنة والجيلالي) كمؤلف ومخرج على السواء بدعم استثنائي من وزارة الثقافة. وبعدها شراكة إنتاج مع مسرح محمد الخامس لمسرحية (زمانهن) من إخراج الفنان عبد الله ديدان وتنفيذ إنتاج شركة فلاش فيلم. وسترى النور قريبا (مسرحية سيدي قدور العلمي) إذ عملت على دراماتورجيا النص في إطار برنامج إحياء ريبرتوار المسرح المغربي من طرف مسرح محمد الخامس من إخراج الأستاذ حسن هموش وتنفيذ إنتاج فرقة مسرح المدينة».
مسك ختام الحوار مع الفنان خالد ديدان كان سؤال حول كيف يبدو له المشهد الفني عموما والمسرحي خصوصا بعد كل هذا النقاش التي تفاعل معه الجميع. حيث أكد أن «النقاش والانخراط فيه مسألة صحية، خصوصا إذا كان المتكلم يقول كلاما مفهوما والمستمع يعي المعنى وكلاهما يناقشان من أجل المصلحة المشتركة دون إعطاء فرصة تدخلٍ لمن لا يعي موضوع النقاش أو لا يلم بكل جوانبه».
وبالنسبة لديدان، «فمع استمرار إجراء إقفال فضاءات العروض الفنية (مسارح معارض) ومنع التظاهرات الفنية والثقافية الوطنية والدولية بالمغرب بسبب الوباء ستنتشر الهشاشة أكثر وأكثر بين المشتغلين في الميدان الفني عامة والمسرحي خاصة. والمسؤولية يجب أن يتحملها كل واحد من جانبه».
ويضيف: «كما أظن أن طريقة الاشتغال في المجال الفني في هذه الآونة وهذه الظروف مغامرة بالنسبة للملتحقين الجدد به من خريجي المعاهد وكذا حاملي المشاريع الفنية».
ثم يختم بالقول «على شغيلة المجال الفني وقفة تأمل لتطوير مُنتَجها وفق الظروف الراهنة والتي أظن أننا جميعا أخذنا منها درسا لن ننساه ووجب علينا تفادي كل سلبياتها».

---------------------------------------------------------------
المصدر : الرباط ـ القدس العربي

السبت، 2 أكتوبر 2021

هـل المسرحیون المغاربة أُقْـبـِروا ؟ نـجیب طــلال

مجلة الفنون المسرحية


هـل المسرحیون المغاربة أُقْـبـِروا ؟

مبدئيا؛ فالذي فرض هاته المقالة ( الاستحضار المعلن) طبيعة الصمت المريب؛ واللامبالاة المقيتة . من لدن من كانوا يملؤون الساحة المسرحية ضجيجا ويناورون هنا وهناك ؛ ويستقطبون هَـذا وذاك ؛ لكي ينضم للفصيل ( النقابي) أو (اللوبي) وينظمون لقاءات من أجل التزلف لجهة معينة؛ كل هذا على باسم ( المسرح) ولكن تبين أنه سواء أكان المسرح أم لم يكن؛ فالأمر سيان. أكيد ولا  خلاف: فمنذ ظهور فيروس كورونا الذي حول العالم إلى جحيم ؛ وتغـَيرت معالم حياتنا ونظام عيشنا ؛ طوال النهار إلى يوم تمظهر سلالة جديدة لهذا الفيروس العجيب ؛ الذي شل إلى حد ما عجلة الاقتصاد الوطني والدولي ؛ وأوقف عدة أنشطة ومهـن وحـرف. لكن على الأقل ؛ أن يبقى حضور المسرحي في واجهة الأحداث؛ تعبيرا وكتابة وإبداعا؛ مما يطرح السؤال. هـل المسرحيون المغاربة أقـْبروا؛ ولم يعُـد لهم هَـسيس حتى ؟ مقابل هذا السؤال؛ هنا وهناك صرخات ونداءات واحتجاجات محلية ووطنية لعمال وأرباب الحمامات وممولي الحفلات وأصحاب القاعات الرياضية وغيرهم . وبالتالي كنا نسمع ضجيجا وهمهمات إبان الدعم الاستثنائي ! هَـذا يعني أن الحضور والبلبلة والمساومات والتحركات والمقالب بين هَـؤلاء وهَـذا ؛ وهؤلاء بالمؤسسات…… له علائق بالجانب المادي؛ ولكن هاهي الوضعية الاحترازية لازالت سارية المفعول: فهل توفي فنان سواء ( أكان ) موسيقيا / مسرحيا / سينمائيا / مطربا / …./ من جَـراء الجوع ؟ هَـل تشرد فنان ( ما ) وأمسى عرضة للشارع من جراء عَـدم استخلاص سومة الكراء؟ هل تم اعتقال فنان ( ما ) جراء عدم استخلاص النفقة على طليقته إن كان مطلقا( وما أكثرهم) هل توقفت أجرة فناني خريجي المعهد ؟ لا شيء وقع إلا لبعض عفيف النفس؛ والذين يخجلون من السؤال. وهاهُـو الوضع الثقافي/ الفني؛ كأنه موجود وهو أصلا غير موجود من خلال أنشطته وحركيته المسرحية ، وتفاعله بالنقد والدراسات والمقالات؛ فحتى المواقع الثقافية ( العربية) لا وجود لكتابة / دراسة / مقالة / خربشات/ تتعلق بالوضع المسرحي في المغرب؛ وكيف يمكن صناعة فرجة بديلة عبر المسرح الرقمي وتفعيل الوسائط الإجتماعية؛ ناهينا عن ثلاث مواقع تعنى بالشأن المسرحي والإبداعي( مساحات مسرحية/ الفنية/ الفرجة) تعيش جفافا أو بالأحرى موتا ملموسا في العطاء والإنتاج الفكري/ الإبداعي. فالمسرح لا يقتصر على إنجاز عرض ( ما ) بل كل المكونات الفكرية والثقافية والعلائقية لها تقاطع بالمسرح كروح فاعلة ومنتجة كنسيج منسوج بشكل تركيبي؛ وبناء عليه فالمسرحي بشكل عام سواء أكان ممارسا أو ناقدا أو متعالما أو مهتما يبقى مسؤولا عن التحنيط الذي يعيشه مسرحنا؛ بحيث المسرحي لا يميز بين الواقع والخيال؛ فحياته الحقيقية متداخلة بين المتخيل بالمحسوس ؛ واليومي بالمستقبلي ؛ ليزيح الغموض عن بؤس الحياة ومعاناة الإنسان. وهكذا كان المسرحي وما يزال وسيبقى. لأن في عرف القضية فالمسرحي مهما كان مستواه يبقى شعلة منيرة فضاءات الثقافة والإبداع .

لكن ؛ فالإشكالية التي سقط فيها المسرح ( في المغرب) التهافت الفاضح على المال الذي حول الفن/ الإبداع إلى سمسرة ؛ والمسرحي إلى رقم من أرقام البورصة ! فمن البدهي أن سوق الدلالة حينما يُغلق؛ يخرس ( الدلال) عـن تبريحه في السوق. ولم يعُـد أحد يقاسمه نفس الحركية والتعامل ، ونفس حالة البيع والشراء ، ونفس الموقف من الثمن المطروح . ربما هانا نبالغ بعض الشيء؛ ولكن إذا أكدنا بأنه خلال أسبوعين من هذا الشهر ( شتنبر2021) مسرحيين سقطوا بين التهميش والموت ؛ والبعض رحل إلى دار البقاء ك [ التهامي الوردي المعْـروف ب[ بوشعيب / وجدة ] و [ الحاج محمود مـانـا / الصويرة ] و [ الشرقاوي البياض/ الرباط ]و[ شامة الـمودن/ آسـفي] و [ نورالدين الشاوني/ فاس] […] لا أحـد اهتم بوفاتهم  بشكل فعلي وجاد وذكر مناقبهم الإبداعية وتضحياتهم الجسيمة في المجال المسرحي/ الفني؛ فحتى المواقع المسرحية ( الثلاث) التي ذكرتها؛ لم تفكر حتى في وضع صورة بئيسة لبعض للراحلين ( عجائب) اللهم بعض الشذرات الفايسبوكية؛ التي لا تخدم صاحبها ؛ فبالأحرى المتوفى . ونعي مقتضب من إحدى النقابات في حق ( شامة المودن) ربما سيقول قائل: هاته الأسماء لا نعرفها ولم نسمع بها ؟ طبيعي أن نسمع مثل هذا القول؛ علنا أو هَـمسا. لأن الراحلون أساسا من الجيل الثاني؛ والجيل الثاني بعض منهم لازالوا أحياء؛ ويعرفونهم حق المعرفة ؛ ولكـنهم ملتزمين الصمت؛ غائبين؛ لكنهم يترقبون من الفصيل السياسي الذي ستسند له حقيقة وزارة الثقافة ؟ بعْـد الانتخابات الجهوية والتشريعية ببلادنا؛ لأن لجَـن الدعم توقـفت ! والتهافت على الدعم كذلك توقـف ! توقفت المهرجانات والأنشطة (اللوبية) ! وتوقـفت السفريات للخليج ! والمساهمة في أنشطة الهيئة العربية للمسرح !  وتوقف الدعم السري لبعض الأحزاب لبعض النقابات ( الاحترافية) ! وتوقفت التعويضات من بعض المجلات/ الصحف ! وبالتالي فليمت ( أي) كان؛ لأنه من بين المسلمات فالمال مهما كان قـَدره واخترق الوسط الفني والإبداعي بشكل سافر وغير مبرر؛ من البدهي ستنعدم الأخلاق وتجف العاطفة ؛ رغم أن الفنان عاطفته جياشة؛ ولكن يتبن عبر الواقع أن (( المسرحي)) الذي يمارس التهميش والإقصاء ضمني في حق رفاقه وأصدقائه، وبتواطؤ ضد مصالحهم؛ رغم التضحيات والعطاء الذي يقدمه ( أي) فنان في المشهد الإبداعي/ الثقافي ، وخاصة (  أولئك) الذين يعملون في الظل وبعيدين عن اللوبيات والسماسرة والانتهازيين , وما أكثر الذين عاشوا الإقصاء والتهميش وهضم حق الاستمرارية  أو عرقلتها بشتى الطرق، قبل أن ينزل طير الموت ليخطفهم لدار البقاء ؛ فإذا نظرنا للمتوفين ماذا قدموا للمشهد المسرحي بعجالة ، سنكتشف المفارقات العجيبة في بلاد العجائب أننا نمارس الاقصاء والتهميش فيما بيننا في الوسط الفني والابداعي الى حد الاغتيال الرمزي ؛ فالفنان( بوشعيب/ من المؤسسين الأوائل للمسرح الشعبي بمدينة وجدة رفقة فاروق عطية/ بلعيد أبو يوسف /  بنيونس الفيلالي/ ميمون بوطيب/ له أعمال متميزة منذ بداية (1959) ولقد ساهم في تفعيل ودعم  المسرح بمدينة [ أوطاط الحاج ] مسقط رأسه ؛ علما أنه يعتبر ذاكرة المسرح الوجدي خاصة والمغربي عامة.  وبالمناسبة أصيب بضعْـف حاد في البصر؛ فتم إعلان نــداء اســتـعــجـالـــي” إلى كافة الإخوة المسرحيين والفنانين بمدينة وجدة . وذلك في شهر فبراير ـ2018  – (من أجل إجراء عملية على مستوى العينين .) هل تحقـق النداء؟ نتمنى أن نتلقى جوابا ؛ من لدن أحد المسرحيين الوجديين. رغم أن المعني بالأمر؛ لقد توفي رحمه الله .لأن المعضلة فالذين يدعون التوثيق للمسرح المغربي لا يعرفونه ولم يتصلوا به من أجل ( الاستئناس) به أو دعمه ! لأنه من طينة أهل الظل؛ نفس الطينة عاش فيها ( الشرقاوي البياض) أحد الأطر الفعالة والقوية في وزارة الشبيبة والرياضة ؛ وتحديدا بدار الشباب علال الفاسي بالرباط وقاعة ( سوميه) في زمانها تشهد على ذلك؛ علما أنه من الأوائل الذين اشتغلوا مع الراحل الطيب العلج في فرقته؛ وانسحب ليعانق شق الهواة بمدينته؛ وخاصة جهة يعقوب المنصور. فحتى وجوده كان في الفايس بوك خجولا ؛ يزن الموضع في موضعه؛ والحرف بميزانه ؛ أما قيدوم المسرحيين بمدينة الصويرة الراحل( مانا ) فأول من عَـرف للعالم الخارجي مدينة الصويرة مسرحيا؛ رغم أنه كانت هناك (جمعية الرجاء المسرحي) في الأربعينات؛ ورغم أن الراحل الطيب الصديقي من أبنائها لم يعرفها كما عرفها ( الحاج مانا ) قبل أن ينظم أول ملتقى مسرحي بشروطه الموضوعية سنة1978 قبل ملتقى الإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة ( أكادير) وغيره ؛ وهو أول من نظم ليالي كناوة ؛ وبحرقته المسرحية؛ وهوسه المطلق؛ والغريب أنه الوحيد الذي ظل منذ سنين وهو يطلب بإنشاء قاعة للمسرح بالمدينة؛ وذلك من خلال جمعية أسوار؛ ومن خلال الإتحاد الإقليمي لمسرح الهواة الذي كان رئيسه قبل وفاته ؛ أما الراحلة (شامة المودن) تعتبر رائدة  وأول فتاة اقتحمت المسرح بأسفي؛ مع جمعية هواة المسرح سنة1969 وساهمت بوقتها وجهدها؛ ولقد ظلت وفِـيَّة للمسرح حضورا رغم اهتمامها بالرسم والشعر والزجل؛ وعلى ذكرهذا الأخير فشامة تلتقي مع الشرقاوي في صقل الحرف ومعاني الكلمات؛ أما الرسم فالرحل( مانا / يلتقي مع الراحل نورالدين الشاوني)هذا الاسم كان له حضور متميز وذو قيمة إبداعية خلاقة ، في فضاء مدينة فاس منذ (1973 ) مع جمعية التجديد المسرحي؛ ليتطور فيما بعْـد بعطائه الفني وصقل موهبته مع الإتحاد الفني/ جمعية الشروق؛ ليستقر على تأسيس جمعية ( النداء المسرحي) التي قدم فيها الشيء الكثير من الأعمال المسرحية؛ للعلم رغـم شهادته الجامعية ظل معطلا؛ لا يستعطف أحدا ولا يطرق أبواب المسؤولين ؛ ولا يشتكي من هول أيامه ، بل استعطف آلته التصويرية ( فيديو) التي كانت هي دخله اليومي؛ وكذا لوحاته الفنية الرائعة ؛ التي تزخر بها بعض الدور والمطاعم الفاسية ؛

 فلماذا أثرت هذا( ونعلم مسبقا؛ أن بعض القراصنة؛ سيأخذون هاته المعلومات؛ وسينسبونها لأنفسهم) لنكتشف أن هنالك رجالات كانوا مبدعين وأتقياء؛ مقابل هذا هناك قلة مروءة واعتراف بالآخر؛ لأننا ضد أنفسنا ؛ ومن له رأي آخر فليدلي به؛ ولا يتحفظ ؛ لأننا سنعيش سويا في مجتمع رقمي؛ كل شيء سيصبح مفضوحا مكشوفا أكثر مما نحن عليه الآن …..

                                                                                  
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption