أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 4 مايو 2015

الأخت إيمانويل شمس أشرقت على ظلمة الفقراء وتماهت ببؤسهم فرنسواز تورييس لبست ثوب الراهبة ورسالتها على "مسرح أوديون"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
(مروان عساف)
هي الممثّلة القديرة فرنسواز تورييس التي تغمرها الأضواء بأدائها المسرحي الباهر، وسخائها على الشخصية المتغلغلة فيها.

صرخة الأخت إيمانويل في تلك الليلة على "مسرح أوديون" منطلقةً من صدرها، "سوف أهدم الجدار الثخين الذي يفصل الإنسان عن أخيه الإنسان"، كانت أهم ما رشح منها في احتوائها سيرة الراهبة إيمانويل، ذوبانها الكلّي في هذه المرأة، في زهوها بأنوثتها صغيرة، في تمرّدها، في استسلامها للصوت الذي دعاها إلى عيش رسوليتها في قلب بؤر البؤس والعدم وفي أكثر الأماكن فقرا ومذلّة للإنسان.
من تجاربها الفريدة التي دأبت الأخت إيمانويل على تدوينها في صيغة يوميات، بدءا من طفولتها إلى نهاية عمرها المديد، صدرت قصة حياتها لدى "فلاماريون" تحت عنوان "الأخت إيمانويل: اعترافات راهبة"، التي لم تبق طي صفحات الكتاب بل نقلها إلى المسرح ميكاييل لوندال المخرج والممثل السينمائي الذي فور قراءته لها أدرك أن حياة فريدة كهذه لا تحصل سوى للمختارين من مثيلاتها وأمثالها، كالأخت تيريزا والأب بيار. كما أن الدور ينبغي أن يكون مفصّلا على قدّ امرأة مسرح برعت في أدوار نساء التراجيديات. المواصفات جاءت مطابقة لفرنسواز تورييس التي لمعت في المسرح الكلاسيكي كما المعاصر، وكأن الأخت إيمانويل اختارتها دون سواها لأن تكون هي، مذ كان اسمها مادلين إلى يوم اتخاذها القرار النهائي للدخول إلى الدير، وكلها إيمان بأن تلك التي ذاقت قدر نساء التراجيديات الكبرى لن تفشل في أن تجسّدها بسجيّتها وعصيانها، منذ المراهقة، بفستانها الأحمر أولا، المنزلق على جسدها المثير، بما في اللون الناري من أوهام وأحلام ورغبات، إلى مريول الراهبة الرمادي بلون الوجود المغلق على الزهو والحرية، وفي أعماقها صوت يردد لها "بهذا المريول الرمادي، وبتلك الطرحة على رأسك، ستعثرين على معنى الهناء الحقيقي. عطاؤك سيغمر القلوب الحزينة بالفرح".
جمعت فرنسواز تورييس سيرة بكاملها في "صولو" مذهل من الافتتان والشغف براهبة فوق العادة، أسرت إمكاناتها التمثيلية الكبيرة لتكون هي، بحيويّتها وعفويّتها وطبيعتها المقدامة، وأكثر من ذلك متيقّظة حتى لا تتيه في عبورها حقبات من سيرة الأخت إيمانويل عن جوهر رسالتها المفعمة بالتزهّد. بحركات بسيطة، تلقائية، تمضي في هذا الزهد المجبول بالحب إلى حيث أصبحت إيمانويل قديسة الفقراء والبؤساء.
"إنه العام 1914. الحرب. في السادسة من عمري، أحبّ اللعب واللهو، عابقة بحب والدي إلى ذلك اليوم المأسوي الذي اكتشفت فيه الألم العظيم. على شاطئ أوستاند، حيث كنا نسبح، جرف تيار قوي والدي وأغرقه. في هذه السن يكون الطفل قابلا للانكسار لا يفهم معنى الألم. موت والدي أثّر في النسيج الذي منه صنعت طفولتي. أمرّ في فترات من التمرّد والعصيان تارة، وأخرى في نوبات من الدموع. في خضم أزمتي النفسية في سن المراهقة، وجدت حبّ المصلوب الذي صار يؤاسيني. لأجل يسوع بذلت مجهوداً يرضي محيطي، وفي الآن نفسه، كنت أحس بأنوثتي تنمو وتحث فيّ رغبة إلى ذراعي رجل، إلى حب ملموس. بين هذين النقيضين كنت أعيش بلبلة كبرى في نفسي. ذات ليلة رحت أجرّ رجليَّ في الشوارع الضيّقة بحثا عن رجل، فإذا بيد عابر تمسكني من ذراعي ليقول هو لي: "أنت فتاة رزينة. هذا المكان ليس لك". هل هي سبحة أمي دخلت بيني وبينه لتسألني ماذا تريدين أن تكوني، عاهرة أم راهبة؟ إلى أن اختمرت في نفسي عبارة "معنى المشاركة". صارت هاجسي لا أن أكون راهبة في دير بل مرسلة إلى أفريقيا حيث مَن هم في حاجة إلى حب وحنان ورعاية والاشتراك معهم في البؤس".
فيما الفستان الأحمر يطير بالصبيّة كطيّارة ورق تتهيأ للإقلاع في هواء الحرية، كان فستان آخر رمادي اللون يدلّها برؤى خاطفة إلى الدعوة المكتوبة على جبينها: الرهبنة. بتعرّفها إلى رهبانية "نوتردام دو سيون" كان القرار حازما والثوب الرهباني يضع حداً لضياعها لتغدو حياتها عطاء، وبالعطاء ينتعش الحب.
من النعم التي تلقّتها من سنوات التعليم في الليسيه الفرنسية في اسطنبول وتونس ومصر فهمها الإسلام بغناه الصوفي، البعيد عن التيارات الأصولية التي تسيء إلى هذا الدين. فالقرآن يطلب احترام أهل الكتاب مسيحيين ويهوداً. في هذا الاختلاط وجدت الأخت إيمانويل رسالتها التي طالما بحثت عنها، العيش في مصر والسودان بين المعدمين على الأرض. هذا التحوّل الجذري كان مرئياً على الخشبة، ليس في مظهر فرنسواز تورييس فحسب، بل كنا نحسّه راشحاً من روحها. هي المرأة تماهت بامرأة أخرى لنصرة امرأة الذل
وأطفالها.

مي منسي

may.menassa@annahar.com.lb
 النهار- لبنان

الأحد، 3 مايو 2015

أديب القليه جي البداية ممثلا في المسرح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني





الفنان والكاتب العراقي أديب القليه جي من الفنانين المبدعين .... بدأ حياته الفنية مبكرا في مدينته.. الموصل.. ( محافظة نينوى) التي ولد فيها ( وبالضبط في محلة عبدوخوب ) عام 1940 من عائلة تهوى وتميـــل للثقافة بصنوفها ... واجناسها الأدبية والعلمية ... ومن هنا جاء حبه للقراءة والاطلاع على صنوف الثقافة .. وآدابها .. وفنونها ... حيث بدأ وهو لازال طالبا .. في الكتابة الى بعض الصحف التي كانت تصدر في تلك المدينة التي هي من اكبر المدن في شمال العراق ... حيث بدا حياته الثقافية كاتبا ومحررا في جريدة ( فتى العراق ) التي صدرت في مدينة الموصل عام 1957 ... التي كان من اهم كتابها .. نجم الدين جلميران / سامي الجلبي/ أحمد سالم / شاذل طاقة وغيرهم ...

وبدأ حياته الابداعية في المسرح ممثلا .. في مسرحية ( عدالة الله ) من تأليف يوسف وهبي واخراج نعمان الانصاري .. والتي قدمت على مسرح الاعدادية الشرقية في الموصل علم 1957
ومخرجا لمسرحية وهي من اعداده ايضا عن ( ملا عبود الكرخي ) وبنفس العنوان قدمت هذه المسرحية على مسرح دار السينما الوحيد في مدينة ( تلعفر)....وهكذا توالت ابداعاته في الاخراج والتمثيل في مدينته الموصل ... حتى أواسط عام 1960 حيث انتقل الى بغداد ... في تلك الفترة مابين الاعوام 1957- 1960 ساهم في مسرح المدينة مخرجا وممثلا في العديد من المسرحيات ....منها ( راس الشليله)و ( حرمل وحبة سودة ) ممثلا.... و ( أني امك ياشاكر ) و( تؤمر بيكَ) مخرجا ... وجميع هذه الاعمال كانت من تاليف يوسف العاني .. وغيرها من الاعمال المسرحية في مدينته التي ولد وترعرع فيها ... حتى عام انتقاله الى بغداد ... منتصف عام 1960




حال قدومه الى العاصمة بغداد انتمى الفنان أديب القليه جي الى (فرقة شباب الطليعه) والتي كان يديرها ، وقتذاك الفنان الكبير بدري حسون فريــد ... حيث ساهم في اغلب اعمالها المسرحية والتلفزيونية حتى بداية عام 1964 ... حيث انتقل ولفترة وجيزة الى مدينة الناصرية جنوب العراق ... وماان وطئت قدماه حتى راح يبحث عن زملاء له ، لينشط مسرحيا في هذه المدينه التي تعج وتزدهر بمبدعين يشهد لهم تاريخ الثقافة والفنون في العراق ... وهناك قام باخراج .. عدةمسرحيات ، منها ( داء النسيان ) للكاتب ماكس رينيه من المسرح العالمي .. ومسرحية ( أحلام فارغة ) من تاليف زكي توفيق .. حيث قدمت المسرحيتان على مسرح نادي الموظفين في الناصرية .. ومثلت في هذه المسرحيات اربعة من النساء ولاول مرة في تاريخ المدينه وقتذاك. ...
في اواسط عام 1964 عاد الى بغداد ثانية .. ليتنقل بين العمل الصحافي والكتابة وادارة تحرير بعض المجلات المتخصصة في الاداب والفنون .. وينشر دراساته عن المسرح هنا وهناك بل تعدى ذلك الى مجلتي ( الرأي) و ( الفنون ) البيروتيتين في لبنان ...حتى أجيز له البرنامج التلفزيوني الدرامي ( مسرح الخميس) في تلفزيون بغداد آنذاك .... حيث كان يقدم اسبوعيا من اخراج محمد يوسف الجنابي.
في عام 1966 أسس ( فرقة الصداقة ) في بغداد وترأس ادارتها .. واخرج اغلب اعمالها التي عرضت على مسرح الصداقه ومسرح بغداد والمسرح القومي وبعض المحافظات .. قدم مع هذه الفرقه العديد من الاعمال المسرحية كمسرحية ( الغضب) لعادل كاظم و( تراب ) لطه سالم و( الحرباء ) لمحي الدين زنكَنه و( المخاض) لمهدي السماوي و ( صندوق الدنيا ) لعبد الصاحب ابراهيم .... وغيرها الكثير الكثير.




يقول الفنان المسرحي هادي الخزاعي (كان الفنان القليه جي قد تبنى ادارة فرقة مسرح الصداقة التابعة لـ (لمركز الثقافي السوفيتي ) كمخرج ذو ميول حداثية في فن المسرح، فقدم من الأعمال الشابة التي ، بَزٌ بها القمم اخراجا ، فمسرحية (تراب) لطه سالم و(سيرة اس) لبنيان صالح و(الغضب) لعادل كاظم وعديد من اعمال مختلفة لكتاب من بقاع الأرض، وكانت ( اجراس الكرملين) عملا متميزا شاهدنا من خلاله لينين بشحمه ولحمه وقد تأبط شخصيته الكاتب المسرحي الدكتور نور الدين فارس الذي كان يمثل لاول مرة. ولعل للفنان الماكيير يوسف سلمان دورا في ترتيش ملامح لينين على وجه نور الدين فارس ، فكان سبحان المستنسخ
لأديب القليجي الفضل في عدم توقف الأحتفاء بيوم المسرح العالمي في العراق عندما اعتذر المركز العراقي للمسرح عن احياء هذه الفعاليه ، فما كان من القليه جي ومن خلفه اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي إلا ان يتبنوا احياء المهرجان فظفر مسرح المركز الثقافي السوفيتي ( فرقة مسرح الصداقه ) بهذا السبق فقدموا مسرحية( مفجوع رغم انفه) التي مثلها هادي الخزاعي وفارس الماشطه وطبعا كان مخرجها الفنان اديب القليه حي والتي انجزت بوقت قياسي قارب الأسبوع الواحد فقط .)
في عام 1969 ساهم في تاسيس فرقة مسرح اليوم المعروفة في بغداد والتي هي من أوائل الفرق المسرحية الجادة والمستقلة اداريا وماليا ... والتي كان يرأسها الفنان المبدع جعفر علي اضافة الى خيرة مبدعي العراق من الفنانين المسرحيين أمثال .. نور الدين فارس .. علي فوزي .. قاسم حول .. ضياء محمد ناجي .. فاروق اوهان .. ساهم في ادارتها واخراج وتمثيل اغلب اعمالها ...




في عام 1974 اقترح على الفنان الكبير المرحوم جعفر السعدي على اعادة الحياة لفرقة المسرح الشعبي و التي كانت هذه الفرقة مسجلة باسمه .. وتم انتخابه في اول دورة لها في تشكيلتها الجديدة سكرتيرا للفرقة حيث ان الفرقة باشرت بتقديم اعمالها على مسارح بغداد .. ومسرح الستين كرسي المعروف ابان السبعينات في شارع السعدون في بغداد.
ويقول الفنان هادي الخزاعي أيضا .
ان( فرقة مسرح اليوم ) قدمت مسرحية ( أشجار الليمون الحلو) من صيقليا للكاتب الأيطالي لويجي بيرانلو وكان مخرجها الفنان فاروق اوهان ومثلها الفنان علي فوزي. وكانت مساهمة فرقة المسرح الفني الحديث مسرحية( الصوت الأنساني) لجان كوكتو واخرجها الفنان روميو يوسف ومثلتها الفنانة الرائده ناهدة الرماح
أن هذا غيض من فيض كان قد جاد به هذا المبدع وزوجنه الفنانة وداد سالم. ولما حل شبح البعث على الثقافة العراقيه، اجهضت ( فرقة مسرح الصداقه )عندما امرت السلطات باغلاق المركز الثقافي السوفيتي عام 1973 متزامنا هذا الأنقلاب الثقافي في العراق مع الأنقلاب الفاشي في تشيلي
وكان لزاما على القليه جي وزملاءه من اعضاء الفرقة ، ان يجدوا حلا ، فأنتقلوا الى فرقة المسرح الشعبي التي كانت متوقفة عن العمل، وكان للفنان الراحل الأستاذ جعفر السعدي ورئيس الفرقة وسكرتيرها الفنان اسماعيل خليل دورا في انجاح مسعى القليه جي الذي كان يقف وراءه اتحاد الشبية الديمقراطي العراقي. وجَنٌد القليه جي خبراته الأدارية والفنية ، فقدموا من جديد مسرحية ( سيرة اس) على مسرح بغداد مدة اسبوع ، وتتابع العمل فقدمت الفرقه مسرحية ( بهلوان آخر زمان) الذي اعدها الكاتب عبد الخالق جودت عن مسرحية لعلي سالم واخرجها المبدع عبد الوهاب الدايني ومثل فيها الفنانة وداد سالم والفنان منذر حلمي وعدنان الحداد وصبحي الخزعلي وسعدون يونس وحشد من الشبيبة يقودهم الفنان جعفر حسن وهم ينشدون أغنية مساهرين (التي ذاع صيتها في ذلك الوقت)
كانت هذه المسرحية ايذانا للعمل على مواجهة مع السلطة من نوع جديد، فبعد هذا العمل لم تتمكن الفرقة من ايجاد مكان لعروضها رغم الشعبية الهائلة التي اكتسبتها هذه الفرقه من لدن الجماهير. وفي يوم تفتق ذهن القليجه جي عن فكرة لأيجاد مكان بديل لعروض الفرقة، فكان مسرح الستين كرسيا في عمارة الأخوان في شارع السعدون وسط بغداد.
استمر القليجي وهو سكرتيرا لفرقة المسرح الشعبي ومخرجا للعديد من اعمالها حتى مغادرته العراق مع زوجته واطفاله ميديا وياسر وتمارا بعد ان دنى الخطر منهم ومن سواهم من المثقفين من قبل زوار الفجر الذين احكموا ادوات بطشهم عام 1979 اذ كان الرحيل في شتاء عام 1980 الى بلغاريا التي هي الآن مستقر الفنان اديب القليجي وزوجته الفنانة وداد سالم .




تزامنا مع كل هذا الابداع في المسرح كان للتلفزيون العراقي حصة من ابداعه ... حيث ساهم ممثلا في الكثير من السهرات والمسلسلات .. أشهرها ( الحارس) التي تناوب على اخراج حلقاتها عبد الهادي مبارك وابراهيم الصحن و(كنز السلطان) من اخراج الفنان خليل شوقي ..و( الدواسر) التي اخرجها ابراهيم عبد الجليل... وغيرها الكثير... الكثير
كان عضوا لنقابة الفنانين منذ تاسيسها وانتخب اكثر من مره لهيئاتها الاداريه ...ومحررا في النشرة التي اصدرتها النقابة ( مسرحنا)..اضافة الى عضويته في المركز العراقي للمسرح التابع لليونيسكو وحتى مغادرته للوطن عام 1979
لم يختر المنفى ولكن الظروف السياسية عام 1979 وملاحقته كزملاءه من المبدعين والفنانين اجبرته على مغادرة الوطن وهو أوج عطاءه وإبداعه
وكان أن حط رحاله في صوفيا العاصمة البلغاريه.. وهناك لم يضع وقتا ... حيث استمر حال وصوله لينشط في المسرح والسينما .
درس المسرح في المعهد العالي للفنون المسرحية ( صوفيا ) وتخرج منه بدرجة ماجستير في الاخراج المسرحي ... عن اطروحته مسرحية ( الكيمياوي) من تأليف بن جونسون وتم عرض هذه المسرحية على مسرح ( اوجين تياتر ) المخصص لاساتذة المعهد المذكور حيث دام العرض لاكثر من ستة أشهر .. وبكادر من الممثلين والفنيين البلغار حيث إشترك فيها أكثر من 22 ممثل وممثله
مثل وشارك في الكثير من الافلام السينمائية والأعمال المسرحية لعراقيين وبلغار وعرب ..في بلغاريا ..منها
فلم ( عرس فلسطيني) من اخراج صلاح قدومي ... وفلم ( أحداث ليوم واحد) من اخراج حسين السلمان .. وفلم (سامر يتجه غربا) من اخراج حكمت داوود ..
واستمر في نشاطه الابداعي المسرحي في اخراج ( اغنية التم) لتشيخوف.. وتمثيل في مسرحية ( الجرح المكابر)و ( القَسَم ) من اعداد واخراج الدكتور فاضل السوداني .. و( شهادات من زمن الفجيعة ) من اخراج حسين السلمان .
لم يغب عن باله وعقله وضميره العراق للحظة واحدة طيلة منفاه وغربته حيث ساهم في اكثر من تجمع ثقافي لمعارضة وفضح السلطة الحاكمة في بلده ...العراق ... من خلال ابداعه في المسرح والسينما والاذاعة والتلفزيون ... بل تعداه الى تاسيس فرع رابطة الكتاب والفنانين والصحفيين الديمقراطيين العراقيين في بلغاريا وانتخب سكرتيرا لها ..لعدة دورات .. والمنتدى العراقي في صوفيا .. وانتخب سكرتيرا له لعدة دورات أيضا




إنتدبته الفنانه روناك شوقي الى سوريا ( دمشق)عام 1988 ليقوم ببطولة مسرحية ( انتيكّونا ) من اخراجها ليشارك في مهرجان دمشق المسرحي ... مع فرقة بابل المسرحية العراقية.
في المجال الاذاعي كان له مساهمات غير قليله في القسم العربي لاذاعة صوفيا ...مسلسلات وبرامج اذاعيه ... الخ ..
انتدبته اذاعة ( صوت الشعب العراقي ) المعارضه لنظام السلطة في العراق .. ليقدم من خلالها البرامج والمسلسلات والتمثيليات التي لاتخلو من التحريض ضد الشلطة وجلاوزتها الى جانب شعبه في محنته من تسلط النظام ... حيث اصبح مديرا لها فيما بعد
كرمته رابطة الكتاب والصحفيين و الفنانين الديمقراطيين عام 1986 مع مجموعة من المبدعين .. الفنانة زينب .. والفنانه ناهدة الرماح ..والفنانه وداد سالم .. والفنان قاسم حول .. والفنان منذر حلمي .. والفنان علي فوزي .. والفنان نور الدين فارس .. ونال درع الثقافة والابداع ... حيث جاء في ديباجة التكريم ...
(الذين اعطوا داخل الوطن وفي المنفى للمسرح دمهم وجهدهم وشكلوا علامات مضيئة في مسيرة المسرح العراقي الديمقراطي ).
أنجز الفنان أديب القليه جي في العامين الماضيين كتابين مهمين يؤرخان المسرح العراقي ورموزه ، وصدرا بعد جعد مضني في كتابتهما مؤرخا ومقيما حقبة مهمة من تاريخ الثقافة العراقية ومبدعيها في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية وشخوصها ورموزها في الاذاعة والتلفزيون واضعا خبرته ومشاهداته ومشاركاته وعصارة ذاكرته في هذا المجال لتكون مرجعا مهما الى الاجيال الحالية واللاحقة ، وكان عنوان كتابه الأول هو (97 عاما من مسيرة المسرح العراقي) يقع الكتاب بـ 415 صفحة من الحجم الكبير بعشرة فصول منذ التأسيس عام 1882 لغاية عام 1979 .
وكتابه الثاني بعنوان ( المسرح العراقي كمؤسسون ورموز) بعشرة أبواب وبـ 525 صفحة من القطع الكبير ايضا ، ويحتوي الكتاب على سير ذاتية وفنية لأكثر من خمسين فنانا مسرحيا معززة بتوضيحات مهمة لتاريخ كل شخصية والظروف المحيطة بها ومن عدة زوايا ومارافقها من أحداث ومآثر شخصية وعامة رافقت مسيرتهم الفنية والشخصية ونشاطاتهم الابداعية موزعة على حقب زمنية متفاوتة وملازمة لظروفها السياسية والثقافية ..

رغدة تعود بـ "الأم الشجاعة" بعد غياب 4 سنوات عن المسرح

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني




تعود الفنانة رغدة، لخشبة المسرح القومي، بعد 4 سنوات غياب، فتقدم “الأم الشجاعة” للمخرج محمد عمر، عن نص الكاتب الألماني برتولد بريشت.

ومن المقرر أن تبدأ البروفات خلال أيام، وتجسد في العرض شخصية أم لـ3 أبناء تتنقل بعربتها من مكان لآخر خلال الحرب؛ لتحقيق أكبر قدر من المكاسب من جثث الموتى.
وأكد المخرج محمد عمر، أنه يحاول من خلال “الأم الشجاعة”، طرح فكرة جديدة في المعالجات الإنسانية برؤية مسرحية مختلفة، وينتقد تصرفات هذه الأم الماكرة، مما يعطيها درسًا في نهاية الأمر بعد خسارة أبناءها الثلاثة بسبب الحرب التي سعت للكسب منها.


شيماء مصطفى



مسرحية "التحولات" تضيف شخصية جديدة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني




المسرحية المقتبسة من قصة "الحمار الذهبي" الشهيرة، التي تروي مغامرات شاب يدعى لوسيوس، الذي يتحوّل إلى حمار، فيصدم بغباء وقساوة البشر، إلى غاية أن ينجح الإله المصري إيزيس في إعادته إلى هيئته البشرية.
مسرحية "التحولات" حسب مؤلفها الكيلاني تضيف شخصية إضافية إلى أول رواية إنسانية "الحمار الذهبي"، غير أن هذه الشخصية تفضل التحوّل إلى شخصية قوية، فيختار الدب، دون التفكير في عواقب القوة، فإذا كان الحمار، يتعرّض إلى أبشع صور الاستغلال، فإن الدب يواجه خطر الموت الذي يتهدده أينما حلّ، الشيء الذي يضطره للبقاء بمغارته خوفا من الصيادين.
الكاتب المسرحي هارون الكيلاني عن تجسيد المخرج محمد فري مهدي لنصه "التحولات"، المستوحى من أشهر أعمال صاحب أول رواية في التاريخ، لوكيوس أبوليوس ابن منطقة مداوروش بسوق أهراس.
التحولات إقتباس هارون الكيلاني إخراج فريمهدي 
إنتاج مسرح الجهوي سوق اهراس 
تمثيل 
طارق عتروس و
قريشي صبرينة و
لبنة 
إبراهيم و
زوهير عتروسو
جفايلية رياض و
صدام صحراوي 
وتوفيق خان و
عبدالجليل و
جموعي  
وزياية محمد وعلي عشي


المصدر : المسرحيون العرب 

د. كريم رشيد: ينبغي تفعيل التعاون بين مسرحنا العربي وخبراتنا المهاجرة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
الفنان المسرحي عبد الكريم برشيد 


اكد الكاتب والمخرج المسرحيفي مسرح الدولة في مالمو بالسويد د. كريم رشيد بان الدوحة أصبحت مركز استقطاب حضاري كما انه يتشارك مع زملائه المسرحيين القطريين بسعيهم في البحث عن ما يجعل المسرح أكثر ترتباطاً في الحياة. 

وقال ايضا: أحمل معي عشرين عاما من الهجرة معبأة بالحنين الى الثقافة العربية وتنوعاتها الثرية لأرى ان كان يمكنني ان أضع الرمل والثلج في كف واحدة ليتعانقا. وأتأمل باعتزاز الجهد المسرحي القطري واتطلع الى اتساع فضائه ليضم اليه خبرات المسرحيين العرب في المهجر الذين توزعوا في شتات العالم، لعلنا معا نصنع مسرحا محليا يقترب بنا أكثر الى الحياة، الى الجمهور والى المستقبل فهل نحن قادرون على صناعة مسرحنا الخاص الذي يوقظ فينا أسئلة جديدة تلامس حاضرنا الملتهب دون ان تحترق بنيرانه يحرض على التغيير ويضعنا في مواجهة التطور؟ ما هو شكل ذلك المسرح وكيف يمكننا صناعته؟ أول اشتراطات تحقيق ذلك الهدف تكمن بالايمان بأنه هدف مهم يستحق تخصيص الجهد والمال لأنه ذو مردود بعيد الامد يتعلق بالتنمية البشرية، فبناء الانسان هدف أشق وأكثر كلفة من بناء العمران، وهو أيضا أسمى وأطول عمرا. وعندما نبلغ ذلك الهدف العالي سنتبوأ مكانة بارزة بين المجتمعات المتحضرة، تلك المجتمعات التي يكون فيها الفن واحدا من أهم الانشطة الاجتماعية التي تضمن تماسكها وتدفع بها نحو الصدارة .

وعن ضرورة التعاون المسرحي قال: ينبغي تفعيل آفاق التعاون بين مسرحنا العربي في الداخل وخبراتنا المهاجرة والتي تسعى بدورها ان تكون معبرا للجهود المسرحية المحلية نحو المهرجانات العالمية ولهذا فسنستضيف هذا العام ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح في السويد والذي تنظمه الهيئة الدولية للمسرح بالتنسيق بين مركزها في السويد واتحاد المسرحيين السويديين والمسرح البلدي في مالمو Malmo City Thetare حيث سنستضيف عرضا مسرحيا عربيا لتقديمه للجمهور الاسكندنافي مع ترجمة فورية تظهرها شاشات رقمية حديثة كذلك اقامة سيمناريوم بعنوان «حوار مفتوح عن المسرح العربي اليوم استجابة النص والعرض للمتغيرات السياسية الطارئة» وسنستضيف مؤلفين ومخرجين وممثلين وممثلات للحديث عن تجاربهم وكذلك للاطلاع على المسرح السويدي المعاصر. كذلك ستكون فرصة للتعرف عن قرب على مسرح الطفل هناك حيث تُعد السويد أبرز دول العالم في مجال مسرح الطفل منذ ستينيات القرن الماضي، وقد فتح مسرح الطفل الذي أعمل كواحد من المشرفين فيه Unga Teater أبوابه للضيوف من مختلف دول العالم للتعرف على تجربته والتعاون المشترك هذا فضلا عن التنسيق المتواصل مع الهيئة العربية للمسرح في الشارقة.


مشاري حامد 
النهار 

ورش تدريبية يومية تستهدف الأطفال والزائرين من الأسر أطفال «الشارقة القرائي» يتدربون على صناعة الدمى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

                          موزة راشد سيفان (أم أحمد) تمارس صناعة الدمى منذ نعومة أظافرها وقد ورثتها عن جدتها. 
الفعاليات الكثيرة التي يشهدها مهرجان الشارقة القرائي للطفل، والتي تتسم بروح المعاصرة والمواكبة، لم تثنِ القائمين على أمر تنظيمه عن وضع فعاليات وأنشطة تهدف إلى عكس الموروثات الشعبية والعادات والتقاليد التي يتميز بها المجتمع الإماراتي، فوجدت الصناعات اليدوية القديمة حظها من الاهتمام في مهرجان الشارقة القرائي للطفل لهذا العام، وذلك استشعاراً بالأهمية القصوى لهذه الصناعات، واعتبارها إحدى الضمانات المهمة التي تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وحماية التراث الشعبي من الاندثار، كما تعمق الارتباط بأواصر الماضي الجميل.
مشغولات
امتلأت القاعة بعدد كبير جداً من المشغولات اليدوية، التي وزعت بشكل متناسق فحولت المكان إلى تحفة تراثية، كالمكبة، وهي غطاء هرمي يصنع من نوع خاص من خوص النخيل، تغطى به «الفواله» أو صينية الطعام، لحفظ ما فيها من الحشرات والأتربة، والسَـرّود، وهي قطعـة حصير مـدورة توضع فوقهـا أطبـاق الطعام، وتُصنع من خوص النخيل بعـد نقعه بالمـاء، والجفير، وهو وعاء توضع فيه الخضراوات والفواكه، يصنع من سعف النخيل، ويستخدم أكثر في المزارع.
فيقوم معهد الشارقة للتراث خلال فعاليات الطفل بعقد ورش تدريبية بصورة يومية، تستهدف الأطفال والزائرين من الأسر على حد سواء، تعرفهم بالصناعات اليدوية التي ارتبطت بالتراث الإماراتي، فيتعرف الجميع من خلالها إلى صناعة الدمي، والسفافة، والتلي، وقرض البراقع وغيرها من الصناعات التراثية، وقد جاء ذلك متناغماً مع الرؤية العامة لدولة الإمارات، التي تؤمن بالأهمية الكبرى للتراث، وتضعه في مقدمة أولياتها دائماً، فمنذ البدايات الأولى لتأسيس الدولة كان الاهتمام بالتراث يأتي في عمق البرمجة الثقافية.
وقبل دخول ألعاب الفيديو والـ«بلاي ستيشن» وغيرها من الألعاب الرقمية إلى عالم الطفل، لم يكن للأطفال شيء سوى بعض الألعاب اليدوية البسيطة يتسلون بها، ويقضون بها أوقات فراغهم، وتأتي الدمى أو ما يعرف بفن العرائس على رأس هذه الألعاب، وعرفت الدمى، التي ارتبطت بشكل كبير بأنامل الجدات، طريقها إلى التراث الإماراتي منذ أمد بعيد، فكانت إحدى الوسائل البسيطة التي تتسلى بها الفتيات في المنزل.
وخلال جولتنا داخل القاعة المخصصة للمشغولات اليدوية التقينا الإماراتية موزة راشد سيفان (أم أحمد)، التي قالت لنا إنها تمارس صناعة الدمى منذ نعومة أظافرها، وقد ورثتها عن جدتها التي كانت تجتهد كثيراً في سبيل صناعتها، لضمان توفير أدوات تسلية نلعب بها ونقضي بها أوقات فراغنا ولنعيش في جو من الفرح والسرور.
واحتشدت حول الحاجة موزة راشد وبقية رفيقاتها مجموعة كبيرة من الفتيات، يمثلن مدارس مختلفة، يتعلمن صناعة الدمى، التي تصنع من أدوات بسيطة ومتوافرة، فيستخدم القطن والأقمشة والقطن والأعواد الرفيعة، فتقوم الجدة بتكويرالقطن لتصنع منه رأس الدمية، الذي يحدد بشكل كبير حجمها، وتقص الأعواد بشكل متساوٍ لتتكون منها الأيدي، وعند الفراغ من هذه الخطوات تقوم الجدة بكسوة الدمية بالأزياء الإماراتية التقليدية البرقع والكندورة والشيلة، وتفاعلت الفتيات كثيراً وقضين أوقاتاً جميلة مع الحاجة موزة وبقية رفيقاتها.
وأشارت الحاجة موزة إلى أنهن قمن بإدخال بعض التحديثات على صناعة الدمى، ونتج عن ذلك ميلاد الدمية المحشوة بالقطن، التي يمكن غسلها إذا اتسخت، وتكون أكبر حجماً من الدمية العادية، وأكدت أن اللعب بالدمى خاص بالفتيات فقط، ومن العيب أن يلعب بها الولد، الذي لديه ألعاب أخرى خاصة به، كلعبة القحيف وعظيم اللواح التي كانت تلعب في الليالي المقمرة.

    المصدر: الشارقة ــــ الإمارات اليوم

    عزة لبيب: المسرح المدرسي يعزّز حب التعاون

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
    عزة لبيب وبروين حبيب خلال الجلسة.
    أكّدت الفنانة والمخرجة المصرية في عالم مسرح الطفل، عزة لبيب، أن مسرح الطفل مهمة صعبة جداً، خصوصاً أنه يسهم في تربية الأطفال، ويقدم لهم فكرة ما وكيفية معالجتها والتعاطي معها، فهو معلم ومرب، وعليه دوماً تقديم قيمة مضافة على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والعلمية والتعليمية.
    وعبّرت عزة لبيب في بداية في ندوة لها في قاعة الفكر ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل في نسخته السابعة، وأدارتها الإعلامية الدكتورة بروين حبيب، عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وباهتمام الشارقة بالطفل ووضعه في قائمة الأولويات، «إذ وجدته أكثر من رائع» على مستوى التنظيم والأفكار المطروحة، إلى جانب تنوع الفعاليات التي أعطته زخماً وأهمية كبيرة، وتقدمت بالشكر إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على الرؤية العظيمة التي يرى فيها المستقبل، والدور الكبير الذي يقوم به لخلق جيل متعلم وواع ومثقف. وأشارت لبيب إلى أن المسرح تتضافر فيه جميع عمليات الإنتاج الفني من كلمة وصورة وإضاءة وحركة، لطرح أفكار وموضوعات تمتاز بجودتها وقدرتها على إحداث الأثر الإيجابي في الأطفال على تنوع مستواهم المعرفي والثقافي، لذا يعد المسرح بطريقة أو بأخرى أداة من أدوات التنشئة والتكوين. وأضافت: «إن الأطفال هم جيل المستقبل الذي يعوّل عليه في بناء الدول والأمم»، لافتة إلى أنها لا تكتفي بتقديم مسرح للأطفال، بل تعمل كل ما في وسعها من أجل تنفيذ ورش تعليمية وتدريبية للأطفال في عالم المسرح، وأشارت إلى أن «الأطفال من ذوي الإعاقة لهم نصيب في مسرح الطفل والورش التعليمية التي تقدمها». وتحدثت لبيب عن تجربتها في المسرح، وأول عمل مسرحي شاركت فيه، وتم عرضه في المدارس، حيث شعرت بأنها قريبة جداً من الأطفال، وبأنهم يستحقون أن يستمتعوا ويتعلموا من المسرح، وأكدت أن المسرح (أبو الفنون)، وهو عالم ساحر للكبار والصغار، وعالم مليء بالخيال.
    المصدر: الشارقة ـــ الإمارات اليوم


    الجمعة، 1 مايو 2015

    مصر تحصد جوائز مهرجان المسرح العربي بالقاهرة بدورته 13

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


    حصدت مصر أبرز جوائز (مهرجان المسرح العربي) بالقاهرة والذي اختتم دورته الثالثة عشر مساء يوم الخميس بالعرض الليبي (عفوا أبي) إخراج عز الدين المهدي.

    وقبل إعلان الجوائز منحت إدارة المهرجان درعا خاصة لفرقة مسرح الغد الليبية بحضور محمد فايز جبريل سفير ليبيا بمصر وبطل عرض (عفوا أبي) عبد الباسط مصطفى عبد الكريم الذي ملأ فضاء المسرح بتقديم مونودراما تلخص الأوضاع في بلاده في ظل الصراع على الحكم.

    وترأس المخرج المصري عبد الرحمن الشافعي لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها المخرجة العراقية حمائل حسن والممثلين عبد العزيز السماعيل من السعودية وخدوجة صبري من ليبيا ومنال سلامة من مصر.

    وفازت مسرحية (الدخان) التي قدمتها فرقة كلية الألسن عن نص الكاتب المصري ميخائيل رومان (1924-1973) وإخراج محمود طنطاوي بجائزة أفضل عرض.

    وفاز المصري محمد زكي بجائزة الإخراج الأولى عن عرض (مأساة الحلاج) تأليف الشاعر المصري صلاح عبد الصبور (1931-1981) وذهبت جائزة الإخراج الثانية إلى المصري منير يوسف عن عرض (حلم يوسف) تأليف بهيج إسماعيل.

    ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للعرض المصري (التشريفة) الذي أخرجه محمود عطية لفرقة (منتخب إدارة المعصرة التعليمية) بوزارة التربية والتعليم.

    وقالت عضوة لجنة التحكيم حمائل حسن إن "المسرح المدرسي أبونا كلنا... أرجو من كل قطاعات (وزارة) التعليم أن تهتم بالمسرح المدرسي."

    وشددت لجنة التحكيم على ضرورة الاهتمام باللغة العربية الفصحى حيث لاحظت "وجود تفاوت كبير في النصوص وإهمال الضبط" ودعت إلى استفادة العروض المسرحية العربية من نصوص جيل جديد بدلا من الاعتماد بشكل كبير على نصوص الأجيال السابقة والتي قدمت معالجات لها في عروض سابقة.

    وبالإضافة إلى نصوص عبد الصبور ورومان شاركت في المهرجان عروض عن نصوص لكتاب عرب راحلين ومنهم المصري توفيق الحكيم والسوري سعد الله ونوس والليبي علي الجهاني.

    وفاز بجائزة التأليف مصطفى سعيد عن عرض (آخر رايات الأندلس) لفرقة جامعة عين شمس المصرية. وفاز بجائزة الديكور المصري أحمد سيد عن عرض (حلم يوسف) أما جائزة الموسيقى فذهبت إلى أحمد سعد عن عرض (مأساة الحلاج).

    وعقدت الدورة الثالثة عشر التي افتتحت في 19 أبريل نيسان تحت شعار (التضامن العربي ضرورة حتمية) بمشاركة أكثر من 100 مسرحي عربي وتولى الممثل المصري يحيى الفخراني الرئاسة الشرفية للمهرجان.

    وشارك في المهرجان 23 عرضا تمثل العراق والسعودية والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر.

    وتنظم المهرجان سنويا (الجمعية المصرية لهواة المسرح) والتي تأسست 1982 ويتولى رئاستها الناقد عصام عبد الله.

    وكرم سيد خاطر رئيس المهرجان والمخرج عمرو دوارة مدير المهرجان في حفل الختام بمسرح "ميامي" الكاتب والمخرج السعودي راشد الورثان بمنحه درع المهرجان.



    أنطلاق مهرجان طنجة للفنون المشهدية الدورة الحادية عشر

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

    مهرجان طنجة للفنون المشهدية يكرم “مفتاح “في دورته الحادية عشرة ويناقش”المسرح والذاكرة.. مسرحة الأرشيف”
    ينطلق “مهرجان طنجة للفنون المشهدية” الذي ينظمه المركز الدولي لدراسات الفرجة،  الدورة الحادية عشر من المهرجان،  أيام 30 أبريل/ 1-2-3-4-5 مايو 2015، وتتمحور حول موضوع: “المسرح والذاكرة: مسرحة الأرشيف”، وهي محاولة لمواصلة النقاش المتعلق بفنون الفرجة الذي أطلقه المركز منذ أكثر من عقد من الزمن.
    فقد طرحت إشكالية التوثيق والأرشفة في المسرح العربي أكثر من مرة على طاولة النقاش. ومع ذلك، يختلف السؤال الذي نود طرحه في سياق نقاشنا الحالي عما سبق من خلال إثارة الانتباه إلى التعقيدات التي تحيط بمنطقين مختلفين: الفرجة والأرشيف، الاختفاء والتوثيق. ورغم ذلك، فإن الفرجات المعادة reenactments، من حيث هي أشكال تعيد تمثيل حدث ماضوي أو عمل فني سابق، محكومة بمنطق التوثيق..، بل أكثر من ذلك، فهي تحتكم لمنطق الاختفاء والزوال.
    كما تروم عروض المهرجان تعميق النقاش الفكري من خلال مسرحة أرشيفات متعددة من هنا وهناك… وهو ما من شأنه تثمين فلسفة المهرجان القائمة على الحوار الدائم بين المسرح وباقي فنون المدينة من جهة، والإبداع والنقد من جهة ثانية. والمتتبع لدوراته السابقة (دورات المهرجان)، سيلاحظ بأنه مهرجان موضوعاتي، يجترح أسئلة الإبداع والنقد، انطلاقا من ارتباط عضوي بين العروض الفنية، والندوات الفكرية، والورشات، والمعارض الموازية؛ كما يكرس حوارا ذو حدين، يقوده الفنان، ويؤطره الباحث.
    ومن أبرز فقرات هذه الدورة، تكريم الممثل المغربي المقتدر الأستاذ محمد مفتاح في حفل فني بديع مع الموسيقار الأمريكي المرموق إيريك أندرسون، رفقة عازف الكمان الإيطالي ميشيل كازيش (بجامعة نيو إنجلند، طنجة).. وتقديم ثلاثة عشر عرضا مسرحيا/أدائيا، من المغرب، والنمسا، ولبنان، وإيران، ومصر، وأمريكا… وكذا فيلمين سينمائيين، و ورشتين فنيتين: الأولى بعنوان: “التأمل، وفنون الدفاع عن النفس، والأداء” لفائدة المحترفين من تأطير الخبير الألماني جوهانيس مورغر، والثانية بعنوان: “الارتجال والأداء المفتوح” لفائدة الفنانين الناشئين، تحت إشراف الأستاذ رشيد أمحجور. كما سيتم الاحتفاء بأكثر من سبعة إصدارات مسرحية جديدة وتقديمها بحضور مؤلفيها.
    ولإبراز أهمية صيانة الذاكرة المسرحية، ستقام معارض للصور الفوتوغرافية والمنشورات طيلة أيام المهرجان: معرضان للصور يوثقان لذاكرة المسرح المصري والمغربي، ومعرض منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة.
    وسعيا لتفجير أسئلة الفرجة المسرحية في حدود علاقتها بالأرشيف -ونظرا لكون (الفرجة) آنية، وزائلة، وزئبقية، وغير قابلة للحفظ أو التوثيق كما هي- سيعرض فيلمين يستشكلان هذه المسألة.
    وإلى جانب العروض الفنية، حرصت إدارة المهرجان، سيرا على ما دأبت عليه، تضمين برنامج “طنجة المشهدية” محورا علميا متمثلا في المؤتمر الدولي الموازي والمرتبط بموضوع الدورة أيام 2، 3، 4 مايو، إذ سيجتمع ثلة من الباحثين والمفكرين المرموقين من مختلف ربوع المعمور لتدارس موضوع الدورة والتفاعل مع الفرجات المسرحية المغربية وغيرها؛
    كما ستقدم أيضا محاضرات افتتاحية من توقيع مفكرين دوليين من قبيل: إيريكا فيشر ليشته (مديرة المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة بألمانيا)، وأنور مجيد (رئيس جامعة نيو إنجلند بطنجة)، وماريا شيفتسوفا (أستاذة كرسي بجامعة لندن)، ولوري بيث كلارك (الباحثة المتخصصة في دراسات الفرجة والأرشيف) إلى جانب نخبة من خيرة الباحثين في مجال البحث والنقد المسرحيين: ستيفن إليوت فيلمر، محمد سيف، فاضل الجاف، عمر فرتات، محمد سمير الخطيب، عصام اليوسفي، أسعدي شريفي، محمد بهجاجي، ليز هورن، سوزان فويلمر، كريستل فايلر، كابرييل براندستيتر، عبد الرحمان بن زيدان، سعيد كريمي، لحسن تليلاني، عبد الجبار خمران، كارن فيديل، حسن اليوسفي، فهد الكغاط، فادي فوكيه، مروة مهدي، دوروتا سوسنوكا، ناناكو ناكاجيما، عبد المجيد الهواس، ماريا شيفتوسوفا، رشيد منتصر، مجدي يوسف، ستيفن باربر، كريستين ماتزك، كودي باولتون، هشام بن الهاشمي، وآخرون..، بالإضافة إلى ضيوف شرفيين مرموقين…
    وسيقام المهرجان في فضاءات مختلفة، منها ما هو مغلق كقاعات متحف القصبة بطنجة، وقاعة الندوات برحاب كلية الآداب بتطوان، ومسرح للا عائشة بمدينة المضيق، وفضاء المفوضية الأمريكية بطنجة المدينة، ومسرح محمد الحداد بطنجة، وقاعة الندوات بفندق شالة بطنجة، وما هو مفتوح كساحة المشوار بالقصبة، وساحة فارو، ومواقع أخرى بمدينتي طنجة وتطوان.
    المغرب

    لغة الكتابة في مسرح إسماعيل عبدالله: “المحكية تمنح النص هوية وحميمية”/ احمد الماجد

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
    أحمد الماجد يكتب عن لغة الكتابة في مسرح إسماعيل عبدالله: “المحكية تمنح النص هوية وحميمية”
    الكاتب والناقد المسرحي احمد الماجد 

    إن كتّاب المسرح، ومنظريه المؤصلين، أدركوا أهمية استخدام اللغة في الحوار المسرحي، فالعملية الإبداعية المسرحية بما تملكه من خصوصية متميزة تختلف اللغة فيها عن استخداماتها في بقية الفنون التعبيرية، لذا كانت مصدر إشكال وبحث في تركيزها، وتكثيفها، وشحنها، وعندما تكون البيئة غنية بالأشياء والأحداث وعندما يكون العلم والبحث العلمي والفكر والفلسفة في حالة متقدمة ومزدهرة وعندما يكون المجتمع الذي يتكلم اللغة مجتمعاً مستقراً تحكمه مؤسسات مدنية متطورة، يؤدي ذلك كله إلى ازدياد مفردات اللغة من جهة، وإلى ابتكار أساليب جديدة في التعبير من جهة ثانية .

    من هذه البيئة تشكلت لغة الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله الغنية، ولكي تصل رسالات نصوصه بشكل أسرع إلى الجمهور، ارتدت الزي المحلي والمحكيّ في شكلها، باستثناء بعض النصوص التي كتبها بالعربية الفصحى، حينما فرضت الفكرة عليه شكل اللغة كما فعل في نصيه الأخيرين (صهيل الطين) و(لا تقصص رؤياك)، حيث توجه إسماعيل بالنصين إلى قضايا عربية، وربما يكون سبب تأخر انتشار اسمه عربياً هو اختياره اللغة المحكية المحلية في كتابة نصوصه، مع ذلك، فهو يسير متدرجاً تدرجاً محبوباً لدى أهل المسرح، فصناعة اسمه محلياً، هي التي صنعت اسمه، وهنا سنركز على اشتغالات عبدالله باللهجة المحلية المحكية كونه كتب 27 نصاً مسرحياً تحت عباءتها، مقابل ثلاثة نصوص فقط بالفصحى .

    إن اختيار إسماعيل عبدالله اللغة المحكية المحلية شكلاً لنصوصه المسرحية جاء لأسباب عدة نوجزها فيما يلي:
    * إن اللغة تعدّ بمثابة الأداة البرهانية على وجود ثقافة مسرحية إماراتية لها صفاتها وخصائصها التي تصعب المحافظة عليها في حالة استخدام أي من اللغات أو اللهجات الأخرى .
    * الحفاظ على الهوية الإماراتية عن طريق تفاعل اللغة مع واقعها، ومقاومة مختلف أشكال الهيمنة التي تحاول لهجات أخرى فرضها عليها، وفق عولمة الحياة التي يعيشها المجتمع الإماراتي بصورة خاصة .

    * ضرورة تمييز الثقافة الإماراتية عن الثقافات الأخرى، وهذا لا يعني العزلة أو الدعوة للاستقلال الثقافي، فأداة الكتابة التي هي اللغة، تعدّ مرتعاً للصراع بين القوى الثقافية وفيها أيضاً يكمن الاختلاف وتتجلى الخصوصيات التي تميز هذا عن ذاك، وهذه الأمة عن تلك .
    * اللغة المحلية في المسرح باتت لغة المجتمع، وغاية المسرح الوصول الكامل إلى المجتمع والتفاعل معه والتأثير فيه .
    * تضلع إسماعيل عبد الله في الموروث الشعبي، وغنى المصطلحات التي يملكها أهلته للكتابة باللهجة العامية بديلاً عن الفصحى .
    ويجمع عبدالله لغات متنوعة ويسكبها في قالب واحد لتتشكل منها لغته المسرحية الخاصة، فهو يضع الشعرية والشاعرية والفرجة التي تستدعي الأشكال الشعبية وكذلك الصمت وتأويلاته في نسيج واحد، يؤدي به إلى رسم لغة شعبية محلية لها خصوصيتها، ولها ميزاتها التي صنعت لهذا الكاتب مساراً مختلفاً وخاصاً يمتاز به عن بقية أقرانه من كتّاب المسرح، كما أنه من خلال كتابته للشعر الذي جاء على ألسنة الشخصيات وتوظيفه بدقة، ينحو نحو خلق حالة خاصة أضفت على النص قيمة عاطفية وكذلك قيمة تأويلية تفسيرية، وهذا الأمر واضح في مجمل نصوصه التي كتبها للمسرح .

    لقد حاول عبدالله من خلال اعتماده الشعر في بنية الحوار، خلق لغة جديدة لا تكتفي بالتعبير عن الأحاسيس والأفكار بل تحاول أن تخلق مستقبلها، من خلال علاقة هارمونية متناغمة تخلق التوازن المطلوب بين لغة الكاتب النثرية والشعرية، فتحول بذلك، الفضاء عند اسماعيل إلى الشعرية التي هي مطلب وغاية من غايات المسرح . إن الشعر الذي كتبه إسماعيل وضمنه حوارات مسرحياته، هو مرتبط بالحدث المسرحي ولا ينفصل عن البناء الدرامي للنص، كما أن ذلك الشعر، تخلى عن أدبيته إلى الدرامية، وتداخل تداخلاً إيجابياً مع بناء الشخصية في معمار درامي منح النص رؤية أكثر عمقاً وحميمية اقتربت من روح المتلقي الذي أنهكته سرديات الحوار القديمة .

    إن اسماعيل عبدالله هو كاتب مسرح، لا شاعر، وهذا يعني وجود اختلافات بين لغة الشعر الغنائي ولغة الشعر الدرامي، وبين استخدام اللغة الشعرية في المسرحية، أو اللغة الشعرية في كتاب، فالشاعر الغنائي يفّتق مضامين اللغة ويعيد صنعها لتقول ما لم تكن تقوله، ولكن إسماعيل عبدالله نقيض ذلك، فاللعب باللغة خطر على المسرحية، ولذلك أدرك أن عليه أن يبحث عن لغة مختلفة عن لغة القصيدة الغنائية، فالمتفرج في المسرح غير القارئ في الكتاب، وإذا كانت اللغة في القصيدة الغنائية غاية في ذاتها فإنها في المسرحية وسيلة لغاية أخرى، ولا يعني هذا أنها نثرية، ففيها من الرشاقة والإيحاء ما في لغة الشعر الغنائي نفسه، ولكن ذلك يعني أنها لغة تتناسب والشخصيات التي تتكلم قبل أي شيء آخر . واللغة الشعرية عنده تمتاز أيضا بتناسقها وتوائمها مع عناصر النص، وهي تراعي وجود المتلقي، فتساعد لغته على رسم الشخوص والكشف عن مكنوناتها، لا لتدل على خبرة الكاتب وقدرته اللغوية .

    إن الكاتب المسرحي تقع على عاتقه مجموعة من المهام الصعبة التي يجب أن تتحقق كلها دفعة واحدة حتى ترتقي مسرحيته إلى مرتبة الأدب أولاً، وأن توحي بالواقع ثانياً، وأن تنسلَّ إلى قلب وعقل المتلقي بصفاء وسلاسة بحيث تردم الهوة المخيفة بين لغة الحياة اليومية التي يتعامل معها المتلقي في حياته العادية، ولغة المسرح التي يجب أن توحي بلغة الحياة اليومية ثالثاً . وتلك هي المرتبة الرفيعة التي إن تحققت للنصوص المسرحية، استطاعت أن تحتل مكانتها على المسرح من جديد .

    في مسرحية “زهرة ومهرة” تولدت الفكرة الشفوية في عقل إسماعيل عبدالله، مرتبطة ومتصيّرة من كينونة الواقع الاجتماعي الآنيّ والمعاصر، وما فرضته تحديات العولمة من تقسيم، وما ولّدته الحياة من نزعة نحو الاستغلال بشتى السبل الممكنة، من هنا جاءت الفكرة التي طرحت موضوعة البيوت الشعبية وتوزيعها على مستحقيها، من خلال ثلاث شخصيات، زهرة ومهرة الواقعتين تحت تأثير شخصية كعبوس مندوب الحكومة الذي جاء ليوزع تلك البيوت، فتفاعلت الفكرة مع موقف إسماعيل عبدالله منها، في ظل توجهه نحو الإنسان في مجمل القضايا التي طرحها عبر المسرح، فاتخذ إسماعيل هنا موقفاً مؤيداً وناصراً لشخصيتي زهرة ومهرة فنتج عن ذلك صراع ناشئ بين القطبين المتعاكسين في النص، عبر الناقلة – اللغة – للرسالة التي أراد إيصالها المؤلف ومن ثم عهد بهذا كله إلى المخرج في مستوى رابع، ثم تشكل النص في لغة بصرية ربما اختلفت قليلا عن لغة النص المكتوب “حذف، إضافة، تعديل، فضاء مغاير، شكل مختلف”، لكنها في النهاية حملت الرسالة نفسها .
    والتأويل حاضر أيضاً في نصوص إسماعيل عبدالله، ويعرف التأويل على أنه في الأصل الترجيع، وفي المصطلح صرف اللفظ عن معناه الظاهر، إلى معنى يحتمله .

    إن الأسباب التي تدفع مؤلفي النصوص إلى عدم الإفصاح، مما يجعل نصوصهم ملتبسة ومتشابهة وإشكالية، هي أسباب سياسية أو اقتصادية أو معرفية أو إيديولوجية أو فنية؛ وبالنسبة للأسباب الفنية، فإن الكاتب ينتج نصاً محصناً فنياً ضد القراءات الساذجة الكسولة .

    وعبدالله يهتم كثيراً باللغة وكذلك هو يدرك أسرارها ويتميز بها، عبر عدة أساليب تأويلية منها التأويل في عنوان النص، حيث سعى التفكيكيون إلى إعطاء عنوان النص أهمية مساوية لأهمية المتن، فهو فضلاً عن وظيفته في تعريف النص فإن له وظيفة تأويلية حين يتعالق مع النص سيميائياً ليتحول إلى علامة إرشادية تقود القارئ داخل النص .

    إن الإشكالية الرئيسية في بحث القضايا المتعلقة بالعنوان تكمن في عدم الاتفاق على ماهية التعالق بينه وبين المتن، هذه الإشكالية التي تنتج من تنوع الوظائف التي يؤديها العنوان واختلافها بين نص وآخر، فعند عبدالله يحمل العنوان وظائف متنوعة وفقا للشخصة المحورية، مشكلاً معادلاً موضوعياً كاشفاً عن المعاناة الحقيقية للشخصية، وجاعلاً المتلقي يركز مجمل اهتمامه حول تلك الشخصية، كما في مسرحية “السلوقي” و”زهرة مهرة” و”أصايل”، وفي مسرحيات أخرى يتخذ العنوان استعارة عن الثيمة الرئيسية للنص، كما في المسرحيات “راعي البوم عبرني”، “غصيت بك يا ماي”، “ليلة مقتل العنكبوت”، “انفجار” و”صرخة” . وأحياناً يأتي العنوان على صيغة مثل شعبي، كما في “خبز خبزتوه”، “حاميها حراميها”، وكذلك بعضها جاءت من الموروث الشعبي “غصيت بك يا ماي”، “مولاي يا مولاي”، غير أن الشيء الذي ينبغي ملاحظته هنا هو أن المتلقي لن يدرك دلالة العنوان إلا بعد انتهائه من قراءة المسرحية أو مشاهدتها، فهو عند تلك النقطة سيعرف سبب اختيار المؤلف لذلك العنوان التأويلي دون غيره من العناوين .

    يستخدم إسماعيل عبدالله الصمت على أنه لغة تأويلية، تلعب أدواراً متعددة وشديدة التأثير في المستويين الدرامي والجمالي، وهي أدوار قد تتعادل مع الأدوار التي يلعبها الحوار، عبر التعبير الانفرادي الذي ينتحي الممثل فيه جانبياً للتعليق النقدي أو الانتقادي الذي تبديه الشخصية داخلياً، وربما يتفوق الصمت على الحوار الكلامي في بعض المواقف التي يكون الصمت فيها هو الطريقة الوحيدة لنقل حالة التأزم الدرامي التي تقع فيها الشخصية المسرحية .

    فالصمت لون من ألوان التأويل، لأنه يبدو سكوتا ظاهريا عن الكلام، بينما هو في حقيقة الأمر كلام مضمر، يحمل معنى الإدانة، وهو بذلك يشكل قوة اتصال غير شفاهي، خاصة عندما يكون هو الوسيلة الوحيدة للاتصال، كما أنه حالة اختيار إجباري خاصة عندما يكون استبدالاً للاتصال الكلامي بالنظرات . وقد يشكل الصمت مطلباً متعدد المستويات والأهداف الدرامية في منظومة الحوار الذي تنطق به شخصية أو أكثر من الشخصيات المسرحية، ففي كثير من الأحيان يعجز الحوار عن مجاراة التصاعد المتتالي والقوي في البناء الدرامي، حيث تصبح الكلمات باهتة ومنقوصة وغير مجدية في حضرة تلك اللحظة المؤثرة والحاسمة في النص المسرحي .



    المصدر: الخليج

    مسرح العرائس في صوفيا يقدم عرضا للرضع

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


    أحتفل باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس/آذار. وفي يوم ميلبوميني قدم مسرح العرائس في صوفيا. وقد تأسس في عام 1946 من قبل الممثلة مارا بينكوفا بأموالها الخاصة. وعلى مر السنين، فإنه يعرض أكثر من 300 عرض، ويعد الفرقة 6 عروض جديدة كل موسم - للأطفال والبالغين والعروض العائلية. هل تجدون صعبة في العثور على المسرحيات البلغارية المعاصرة لمسرح العرائس؟ يجيب على السؤال كيرياكوس أرغيروبولوس مدير المسرح:
    Снимка
    "نعم، تأليف المسرحيات لمسرح العرائس صعب جدا. فلديه ميزاته الخاصة وليس دائما كل ما يكتب جيدا وملائما لخشبة المسرح. ولكننا نشجع كتابة المسرحيات لمسرح العرائس، ويقام سنويا العديد من المسابقات."
    مؤخرا قرر مسرح العرائس أن يولي الاهتمام إلى أصغر المشاهدين:Снимка
    "قدمنا مسرحية للأطفال الرضع، الذين هم في هذا السن، عندما يصعب التواصل مع العالم، مع والديهم، وقررنا أن ندعوهم إلى المسرح. والمختلف في هذا المشروع هو أنه يعمل مع أطفال لا يستطيعون الكلام بعد، وهم اكتشفوا كلمتي "ماما" و"بابا" وقد تكون الكلمة الثالثة التي من المرجح أن يعلموها "المسرح" - يقول كيرياكوس أرغيروبولوس بابتسامة ويواصل - أعتقد أن هذه فكرة عظيمة، وسوف نستمر في تطوير هذا المشروع للأطفال ما بين 1-3 سنوات من العمر."
    لدي المسرحية طابع تعليمي: يستخدم الممثلون الدمى ليشرحون ما هو الصواب وما هو الخطأ، وما هو "نعم" وما هو "لا". ويلمس الأطفال الدمى، ويلعبون بها، واستكشفون الأغراض على خشبة المسرح، ويشاركون بنشاط في العرض.Снимка
    ماذا يتعلم مدير مسرح العرائس من الاتصال مع الأطفال؟
    "ربما البراء. الأصالة والصدق، لأن الأطفال يتقنونها اتقانا مثاليا. وهم تصحيحية. وإذا كنا قد جهزنا شيئا لهم، وأنه لا يلفت انتباههم، فهذا يعني أننا فشلنا. فيقوم الطفل من كرسيه، ويمشي في الغرفة، وإذا شعر بالملل، فإنه يفتح الباب ويخرج. فلذلك يعلمنا التواصل مع أطفالنا، ونتبادل التجربة."


    المصدر : أذاعة بلغاريا 

    مع فاسيلييف في ابتهالات باخ الكنائسية في مسرح البولشوي / عبد الله حبه – موسكو

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

    احتفلت الاوساط الفنية على خشبة مسرح البولشوي في موسكو باليوبيل الـ 75لمولد اسطورة الباليه الروسي فلاديمير فاسيلييف بتقديم عرض من اخراجه بعنوان " هب لنا السلام" ( ميتسا- بي – مينور) ، الذي هو بمثابة ابتهالات كنائسية عن الحياة والموت، من تأليف الملحن الالماني يوهان سيباستيان باخ(1685 – 1750). ويظهر فيها أن موسيقى باخ مترعة بالحزن والمرح والدراماتيكية والفلسفة في آن واحد. وتعتبر ألحان (ميتسا- بي – مينور) من اكثر اعمال باخ مأساوية، وعمل في تأليفها خلال 10 اعوام قبل وفاته. وربما أن فاسيلييف اختارها بالذات في الفترة التي يصل فيها الانسان الى العمر الذي يفكر فيه بمغزى الحياة والموت والتأمل في الدرب الذي قطعه في الحياة.
    ينتمي باخ الى عائلة مشهورة في ألمانيا بموسيقييها من عازفي الارغن والفلوت والكمان. واقترن اسم العائلة لاحقا بكل من يلحن ويعزف، وكأن هذا اللقب يرمز الى كل موسيقار عموما. وقد تناول باخ في اعماله الموسيقية التأملات حول أهم جوانب حياة الانسان، مثل هدف الانسان وواجبه الاخلاقي وموقفه من الحياة والموت. وينطلق في ذلك من قصص الكتاب المقدس والجلجلة والصليب ومأثرة التضحية بالنفس من أجل خلاص البشر الواردة في الميثولوجيا المسيحية. وهذا الموضوع يتجسد في جميع اعمال باخ الموسيقية. ولم يكن باخ مؤلفاً موسيقياً فحسب، بل أفضل عازف ارغن وكلافيسين (البيانو الصغير) في زمانه. علما أن مؤلفاته الموسيقية التي كانت تتم بطلب من الكنيسة، قد تجاوزت الطابع الديني الى الفلسفي . وحتى عندما أصابه العمى في أواخر سني حياته، واصل التأليف الموسيقي بعيداً عن التوجهات الكنسية بالرغم من تدينه. وبعد وفاته نُسي أمره حيث كان بالنسبة لأهل زمانه مجرد عازف أرغن جيد، حتى اكتشف أعماله بالصدفة الموسيقار فيلكس منديلسون في إحدى المكتبات. فذاع صيت باخ، وتشكلت جمعية باخ في لايبزغ ونشرت أعماله في كل مكان. وقد ألهمت أعمال باخ الكثير من كبار الموسيقيين العالميين، مثل موزارت وبيتهوفن وبرامز وتشايكوفسكي وغيرهم.
    لقد اختار فاسيلييف هذا العمل بالذات لأنه شهد في الاعوام الاخيرة شخصياً مرحلة مأساوية من حياته. فقد كان من أبرز تلامذة فنانة الباليه الشهيرة جالينا اولانوفا. وأحدث فاسيلييف تغييراً في التعامل مع صورة راقص الباليه الذي كان دوره يعتبر من قبل دوراً هامشياً، لأن راقصة الباليه الاولى كانت عادة بطلة أي عرض باليه. لكن فاسيلييف أظهر في عروض مسرحية مثل باليه " ايكاروس " و" سبارتاك" و"جيزيل" و"روميو وجوليت" التي رقص فيها مع قرينته يكاترينا مكسيموفا أن العنصر الرجالي لا يقل أهمية عن العنصر النسائي في الباليه. وكان في الستينيات والسبعينيات من أشهر راقصي الباليه في العالم، وصفقت له الجماهير في عواصم العديد من الدول الاوروبية وامريكا. وما زلت أتذكر كيف كان يستقبله جمهور مسرح البولشوي حين يظهر على خشبة المسرح في دور سبارتاك أو روميو أو ايكاروس، حيث تنهال عليه الورود ويستمر التصفيق فترة طويلة وهتاف " برافو". ومن ثم اعتزل فاسيلييف الرقص في سن الاربعين حين شارك في باليه "جيزيل" على خشبة متروبوليتان اوبرا في نيويورك في عام 1990. وبدأ بالعمل كمخرج باليه واوبرا. واستدعي فاسيلييف للعمل في عدة بلدان منها الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا والبرازيل والارجنتين واليابان، ومنحته عدة جامعات لقب بروفيسور وحاز على الكثير من الجوائز والميداليات. وفي الفترة الاخيرة تولى منصب
    المدير الفني لاوبرا روما. وفي الفترة التي عملت فيها ابنتي منى حبه معه بصفة كونسرتميستر (عازفة بيانو ترافق البروفات)، ارتبطت بعلاقة صداقة مع قرينته راقصة الباليه الفذة يكاترينا مكسيموفا. وزار بيتي عدة مرات واهدانا نسخة من ديوان اشعاره وبعض لوحاته. وقدعرفت من الاحاديث معه انه لا يعرف معنى للحياة بدون مسرح البولشوي. لكن المقادير قد رسمت له مصيرا آخر.
    وبدأت مأساة فاسيلييف بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وكان يتولى عندئذ منصب المدير الفني لمسرح البولشوي حيث اخرج العديد من عروض الباليه فيه. وكانت قد نضجت فكرة ترميم المبنى القديم للمسرح. وشكل فاسيلييف صندوقاً دوليا برئاسته، وتدفقت الاموال من مختلف المصادر الروسية والاجنبية اليه بهدف تنفيذ الترميم. وبدأ البحث عن شركة مختصة في أعمال الترميم المعقدة. وكان فاسيلييف قد رأى سيطرة المافيا على جميع مجالات الحياة الروسية آنذاك. فطلب منح شركة ايطالية معروفة مهمة القيام بهذه الاعمال خشية عدم حدوث اختلاسات وسرقات من قبل الشركات المحلية في ظروف روسيا أيام الرئيس يلتسين، علما بأن هذا ما حدث فعلا حيث اختفت ملايين الدولارات في أعمال احتيال رافقت أعمال الترميم، وما زالت دوائر التحقيق تنظر فيها حتى الآن.
    ولكن حدث فجأة حين جاءت إلى مكتبه في صباح احد الايام عاملة التنظيف، وأبلغته بأنه لم يعد مديراً للمسرح. وبعد فترة قليلة أبلغه العاملون في المسرح أنه اذيع من التلفزيون نبأ تنحيته. فأصيب بصدمة كبيرة وغادر المبنى فوراً. وكان القرار قد اتخذه وزير الثقافة آنذاك ميخائيل شفيدكوي المعروف بارتباطاته مع الطغمة الاوليجاركية التي سيطرت على السلطة في عهد يلتسين مثل بيريزوفسكي وخودوركوفسكي وجوسينسكي ومن لف لفهم. وكان الهدف اعطاء صفقة الترميم الى شركة من بطرسبورغ يقال أن لها ارتباط بشفيدكوي المذكور وصديقه الآذري اناتولي احسانوف ( إسمه الاصلي طاهر عادل جانوف )، الذي اصبح فجأة مديرا لمسرح البولشوي بالرغم من عدم وجود علاقة له بالاوبرا والباليه. وكان قد وقع حدث آخر قبل هذا، حين جاءت زوجة أحد كبار المسؤولين في الدولة، وطلبت منه بعض الطلبات التي تتعلق بعمل المسرح. فرفض ذلك بشكل قاطع، حيث لم يسمح بتدخل اناس من خارج الوسط الفني في عمله. وقد زاد ذلك من توتر العلاقات بينه وبين السلطات آنذاك. وكان التكريم يطال فناني مسرح المنوعات وبعض الشخصيات الثقافية التي لا وزن لها في الساحة الثقافية العالمية، بينما تم تجاهل فاسيلييف ولم يتم تكريمه. وفي خلال عدة سنوات بعد ذلك، جرى هبوط المستوى الفني لمسرح البولشوي وغادره الكثير من الفنانين المعروفين للعمل في الخارج.
    لقد غادر فاسيلييف البلاد أيضا، حيث وجد اقبالا على ابداعه في الكثير من البلدان. ولم يجد بعد ذلك فرصة للعمل عند وجوده في وطنه. وصار يقضي معظم وقته في البيت الريفي (الداتشا) بضواحي موسكو في الرسم، حيث أبدع مجموعة كبيرة من اللوحات، وأقيم 20 معرضا لها، علاوة على نظم الاشعار. ولكن لم يسمح له بالعمل في مسرح البولشوي مرة أخرى.
    وعندما اراد المعجبون به الاحتفال بيوبيله، لم يلقوا تجاوباً من المسؤولين في المسرح وفي وزارة الثقافة. وكان قد بدأ فاسيلييف العمل في العام الماضي في مسرح موسى جليل في قازان، بأخراج العرض المسرحي " هب لنا السلام"-
    وهو توليفة من الغناء الاوبرالي ورقص الباليه، وكان يحلم منذ سنوات بأخراجها. وقدم العرض في قازان بنجاح كبير في العام الماضي. وتقرر أن يقدم
    العرض نفسه في مسرح البولشوي بمناسبة اليوبيل. لكن المسؤولين عن الثقافة لم يهتموا بالأمر، وكأن فاسيلييف لا علاقة له بهذا المسرح . ومورست بعد ذلك ضغوط من عدة جهات من أجل السماح بتقديم العرض على خشبة البولشوي وتكريم الفنان بمعزل عن الادارة والسلطات. وفعلا لم يقدم التهنئة في نهاية الحفل إلى فاسيلييف سوى كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا، الذي تليت رسالته من خشبة المسرح. وعادة ما تتلى في هذه المناسبات أيضا برقيات التهنئة من رئيس الدولة أو وزير الثقافة أو حتى من مدير مسرح البولشوي. حقا ان وسائل الاعلام بثت في اليوم التالي برقية تهنئة من الرئيس بوتين التي تركت انطباعا طيبا لدى الفنان ولو انها جاءت بعد تقديم الحفل.
    ويبدو أن العرض الحالي، يجسد معاناة هذا الفنان الكبير، والذي جرى تقديمه بأسلوب فلسفي رائع، حيث يلعب فيه الديكور والانارة دورا رئيسياً إلى جانب أداء المنشدين والراقصين. لقد وقف أثناء العرض على خشبة المسرح من الجانبين فريق الكورال وأعضاء الاوركسترا، بينما ترك المجال لراقصي الباليه
    بالأداء أمامهم. وكان الديكور من تصميم الفنانة سفيتلانا بوغاتير. وعلت فوق خشبة المسرح لوحة بيضوية تصور بمعونة الكومبيوتر حركة الكون ثم الكرة الارضية وظهور الكائن البشري فيها. وترمز اللوحة إلى العالم الداخلي لدى كل انسان تحت شعار :"لا تحكم ولن تكون محكوما". وبدلا من ان يقرر احد ما الحكم على الاخرين يجب ان يدرك ماهيته نفسه... ومغزى الحقيقة المؤلفة من رؤيته لها في لحظة معينة. ويطرح العرض مفاهيم الحب المتمثل في سعي الإنسان إلى التوحد والانبعاث والمعرفة المتمثلة بالعقل، وهما من مشاكل الانسان الرئيسية في الكون في كافة العصور. ويصل الانسان عبرهما بعد اجتياز مرحلة الهدم والدماء إلى النور... إلى العقل والادراك. ويسعى فاسيلييف عبر انشاد المغنين ورقص الباليه إلى تصوير معاناة الانسان الذي يكافح في هذا العالم لترسيخ وجوده عبر الحب والعقل. ويظهر العرض هذا إن فاسيلييف يمضي في درب واحد مع حركة المسرح المعاصر إلى الامام. لقد قوبل العرض بعاصفة من التصفيق وباقات الزهور من الجمهور الذي ما زال يعشق هذا الفنان النابغة.

    المسرح الأوروبي الحديث ومسرح بريخت .. إدراك متأخر لفك القيود على الخشبة / عصمان فارس

    مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

    يرتبط المثقف والثقافة بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وممكن تحويل الثقافة إلى أداة للتضليل والخداع الإيديولوجي، ولكن الثقافة وظيفتها النشاط وإنتاج الفكر الإنساني وخلق الوعي، ويبقى الفنان والمثقف أفكاره وموقفه غير قابل للبيع والشراء والاستلاب، وأصبح موقف الفنان والمثقف من المجتمع وحركة التأريخ وسلاحه التغيير وعدم الرضوخ لقوى الظلام والجهل والتخلف . عندما يكون الفنان والكاتب في ظل الأنظمة الفاشية والنازية في القائمة السوداء، ومطارد ومكبل، اضافة الى ضياع حريته وحقوقه، وهذا ما حصل مع "برتولد بريشت"، حيث كان احراق كتبه مع مجموعة من الادباء الشرارة الاولى لهروبه خارج ألمانيا.
    ان المخرج وفريق العمل في المسرح الأوروبي يعمل بحرية بلا رقيب داخلي أو خارجي، ويفكر بحرية وينطق آراءه الجمالية والمعرفية، ويتناقش ويتحاور مع الآخر بحرية. كما ان العمل لا يبدأ من أشياء مسلمة ومألوفة، انما يبدأ بالاجتهاد والحفر في ذاكرة المجتمع وفي فن الممثل، والحفر في المشاهد، لأن المسرح الغربي ينظر إلي المشاهد كمبدع أساسي للمسرح لأنه هو الذي يتلقى إبداع الممثل أولاً، ومن ورائه الكاتب والمخرج والتقنيات وغيرها من مكونات العرض المسرحي، لا توجد قواعد جامدة ثابتة، وان البحث والاجتهاد والتجريب يقود إلى معطيات جديدة لا يوجد شيء اسمه التابوات أو المحرمات في المسرح السويدي بشكل خاص تُختبر وتقدم على المسرح، ولا تحرّم بشكل مسبق، أي أنك تجرب الشيء وبعدها تفكر إذا كنت تريد إلغاءه أو إزاحته، فتعمل عندئذ على مبدأ التكثيف والارتجال. وللدراماتورج في المسرح الأوروبي دور كبير ومهم في نضوج المسرحية. وهو الناقد والمنظر، وهو الذي ينبه جميع العاملين الى سير العمل والى سير وبناء الفكرة، والى وسائل تجسيد الموضوع، وإذا ما وجد خللاً في الفهم والإدراك يعيد تفكيك النص من جديد. وطريقة فهم وتفسير ومعالجة مسرحيات بريخت استعمال ديكور بسيط يك?ن من الواقع ولا نجعل من المتلقي يغرق في التفاصيل اما التمثيل وهو قد وضحه بريشت في مسرحه الملحمي وفي الاورجانون الصغير وطرق الأداء في المسرح الديالكتيكي على مستوى الكتابة والتكنيك والإخراج والتمثيل وكل مكونات العرض المسرحي.
    كان لكتابات ماركس وهيجل التحليلية بالغ الأثر على مسرح بريخت، فحاول خلال مسيرته الفنية مخاطبة أكبر عدد من الجمهور، لإقناعهم بأهمية تحرير أدوات إنتاجهم من سيطرة رأس المال. أولى مسرحياته التي لاقت نجاحاً كبيراً كانت "أوبرا القروش الثلاثة"، وتضمنت المسرحية نقداً لاذعاً لأوضاع النظام البرجوازي أيام جمهورية "فايمر". وكان من الطريف أن تلقى المسرحية هذا النجاح والإعجاب من قِبل من تعمد بريخت انتقادهم.
    مسرحية "أوبرا القروش الثلاثة" هي واحدة من أمهات الأعمال في المسرح الحديث، ويندر أن يوجد مسرح في العالم لم يقدم صياغة لها بشكل من الأشكال قيمة وجمال الفكر لدى برتولد بريخت.
    المسرح الملحمي وظيفته التوعية والتنوير وعملية المزج ما بين التحريض والتسلية من خلال إدخال الأغنية أو الراوي، وكسر حالة الاندماج لدى الممثل وتحرير المتلقي من حالة التعاطف والاندماج. والممثل له الدور الأساسي في إدارة اللعبة المسرحية وتسييرها لخلق جدلية فضاء ومكونات العرض المسرحي، فالفضاء السينوغرافي عند بريخت فضاء فارغ "يغير شروط ممارسة الرؤية، ويبني عالماً مسرحياً لا يقلد العالم الخارجي ولكنه يستقل عنه".
    استعمل المسرح الملحمي تقنيات الخط والفلم والصورة من خلال استعمال اللافتات واستعمال الوثائق المصورة والفوتو مونتاج، وتشكل الاغاني والفرقة الموسيقية واللافتات والسلايدات والافلام دوراً تغريبياً مهماً لا ينفك يذكر المتفرج بوجوده داخل المسرح ويسهل اندماجه مع الاحداث، كل هذه الاقتراحات الجمالية كانت تروم تحقيق هدف أسمى وهو أن يقدم الممثل دوره من دون أن يبرز اندماجه فيه، وأن يكشف عن هويته المسرحية، وأن تكون كل مكونات الخشبة رهن إشارته لأداء هذه المهمة لأنها الشرط الأساسي لتحقيق التغريب. ولكن وللأسف سيفهم البعض من اقتراح بريخت حول الممثل أن يعتمد هذا الأخير على اللعب المسرحي بطريقة باردة من دون حياة تذكر. وقد عبر بريخت نفسه عن تذمره من هذا الفهم القاصر. ذلك أن الاندماج شرط أساسي للممثل المسرحي، ويكون خطوته الأولى لبناء دوره وفهم الشخصية المسرحية، وبعدها تحل مرحلة الانفصال عن الشخصية وأدائها بطريقة بارعة تراوح بين تمكن الممثل من الاندماج فيها، ثم الابتعاد عنها كأنه يحكيها فقط أو يعرضها بأمانة. ربما يختلف النقاد والمخرجون حول طريقة تفسير ومعالجة مسرحيات بريخت وهل مازال منهج بريخت صالحا لكل العصور؟، ربما لان ثيمة العدالة تتحقق في مسرحياته وتجعل المتلقي في موضع المفكر والمتأمل، وان كسر الإيهام ومحاولة إحداث صدمة تلقي بظلالها على الإخراج والتمثيل وكذلك المتلقي وجماليات العرض المسرحي.
    شهدت مسارح أوروبا خلال السنين الأخيرة تقديم مسرحيات بريخت بطرق جديدة والحفاظ على تراثه المسرحي والالتزام بمسرحه التعليمي والملحمي وطبيعة التغيير في كل تناقضات المجتمع فمثلا مسرحية اوبرا القروش الثلاثة التي كتبها بريخت سنة 1928 وبعد الحرب العالمية الثانية أضاف إليها الكثير وعدل بناءها المسرحي وعرضت المسرحية بطريقة التجريب حسب طبيعة المجتمعات المختلفة والظروف السياسية بعمق وثراء، فبريخت شاعر وكاتب ومخرج مسرحي وله نشاطات عديدة في القصة والشعر والنقد والسينما وصاحب مدرسة ونظرية المسرح الملحمي، وجسد فلسفته في الاورجانون الصغير وهو يغاير ويرد على المدرسة الارسطية وأوجد مفهوما مختلفا للدراما عن الدراما الارسطية، وفكر بريشت يستند على اهمية المسرح ودوره في التحولات الاجتماعية ومساهمة المسرح في تحرير الوعي من الأفكار المحافظة وعملية الوعي التي تساهم في تغيير الواقع الاجتماعي، وقدم مسرحيات جسدت أفكاره في الاورجانون الصغير وتطبيقا لوجهة نظره دخل في نقاش وسجال في نشر فكره الجمالي واختلف مع علماء الجمال مثل جورج لوكاتش وفند أهمية ودور الفن المسرحي ودوره في تحريك وتغيير الواقع الاجتماعي، من خلال التأكيد على النظرية السياسية وكل المساهمات الأدبية والعلاقة الجدلية مابين الاثنين ودور الفنان وعلاقته بالواقع السياسي والاجتماعي،يتجلي ذلك من خلال وعي الفنان ونتاجه الفني. ويعتبر بريخت المسرح الملحمي بديلا مهما عن المسرح الدرامي، فبريخت لا يجسد في مسرحه الحالة النفسية والذاتية لكنه جسد حالة العالم لذلك كانت أهمية بريخت محليا وعالميا كفكر ونظرية حديثة في المسرح الملحمي، برغم الطابع السياسي لأعمال بريخت نجت هذه الأعمال من الفجاجة والمباشرة التي تعيب عادةً المسرحيات السياسية. حتى بريخت نفسه كان ينحى بنفسه جانبا عن الأيديولوجيات في أعم?له الأدبية ولم يعرف عنه القيام بتعليقات مباشرة صادمة، فقد كان يفضل تجنب المواجهات الانتحارية مع الأنظمة التي كان يعيش في كنفها، كما يلمح المرء عنده محاولة مستمرة لمراجعة وتنقيح أفكاره وعدم الارتكان على فكرة واحدة منتهية.
    مسرحياته الملحمية تسعى إلى تحفيز الجمهور على إمعان التفكير حتى يُكوّن وعياً خاصاً به اتجاه ما يراه، وذلك على العكس من المسرح الدرامي أو الأرسطي حيث يكتفي الجمهور بدور المتابع السلبي. كما تمتد أفكار المسرح الملحمي إلى دور الممثل على خشبة المسرح، محاولة تغيير طابع وظيفة الممثل من مؤدٍ إلى عنصر إيجابي في المسرحية، حيث كان بريخت يدعو ممثليه إلى جعل قدر من المسافة بينهم وبين النصوص واتخاذ مواقف نقدية منها أثناء أدائها وليس فقط تكرارها بشكل ميكانيكي عكست مسيرة الكاتب والشاعر الألماني بيرتولت بريخت الفكرية والأحداث المتلاطمة التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين في أوروبا. ففي ظل الفساد السياسي وغياب الوعي الشعبي في ألمانيا أيام الحكم النازي بلور بريخت فكرته عن المسرح الملحمي كمقابل للمسرح الدرامي المعتاد. وسعى من خلال هذا اللون المسرحي أن يخلق جمهوراً يستطيع التفاعل مع الأحداث ليتحرر من دوره كمشاهد سلبي.
    هل ما زال من الممكن الحديث عن مسرح سياسي أو ذي تأثير سياسي بشكل يتطابق مع مفهوم بريخت؟ المسرح يرتبط في الواقع بموقف سياسي ويمثل آراء سياسية. ومن الطبيعي ان تكون هناك صعوبة في معرفة أن كان المسرح مرآة تعكس الواقع - وهذا ينطبق أيضا على مسرح بريخت- الذي يتمتع بقدرة على تغيير المجتمع بشكل مباشر، ولكن ما قيمة العالم بدون مسرح؟، لا يمكنني ان أتصور عالماً بدون مسرح.
    ان بريخت هو مسرحي كبير من وزن شيلر وليسنغ في هذا التقليد. فقد طمح دائماً إلى انشاء مسرح تنويري، كما أراد ان يفضح الأقوياء ويسقط أقنعتهم. لقد كان في داخله حب كبير للعدالة، كما انه شعر بنفسه مسؤولا دوماً عن مصلحة المظلومين. وأعتقد ان هذا الموقف مازال حتى اليوم في صميم توجهات العديد من كتاب ومخرجي وممثلي المسرح المعاصر.
    ان الشخصيات الرائعة التي أوجدها بريخت، وبشكل خاص بالنساء العظيمات: كغروشه في مسرحية "دائرة الطباشير القوقازية" وكذلك الأم شجاعة والقديسة يوهانا "أو جان دارك" في قديسة المسالخ. إنهن النساء اللواتي يتمتعن بالفتنة الروحية التي يحلم كل كاتب ومخرج ان تكون من صميم أفكاره وكل ممثلة تحلم في تقليد هيلينا فايجل.
    اعتقد ان بريخت قد خلق أجمل الأدوار النسائية في تاريخ المسرح الألماني. فمسرح بريخت الملحمي يتخذ أبعاده الكاملة اذا امتزج نقد الفرد بنقد البنية البرجوازية. فالنقد الاجتماعي يتطلّب نقداً للفرد وهذا ينقلب بدوره الى نقد للمجتمع بحيث لا يمكن الفصل بين الاثنين ضمن العملية الجدلية، والتي كانت الأساس والمنهج المتكامل لمسرح بريخت في قمة مسرحه المسرح الجدلي لذا كان المسرح التعليمي ذا أهمية في تطور أعمال بريخت وكما يقول رولان بارت عن خطاب تلك المرحلة انه يأخذ طابعا إحيائيا، يبني نقداً يهدف إلى الحد من حركة حتمية الاستلاب الاجتماعي أو إبطال الإيمان بهذه الحتمية فالأمور الباطلة في هذا العالم كالحرب والاستغلال، يمكن علاجها وزمن الشفاء يمكن إدراكه.

    عصمان فارس
     ناقد مسرحي عراقي مقيم في السويد
    تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption